تربية الطفل في الإسلام

تربية الطفل في الإسلام 33%

تربية الطفل في الإسلام مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الأسرة والطفل
الصفحات: 114

تربية الطفل في الإسلام
  • البداية
  • السابق
  • 114 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 32030 / تحميل: 6807
الحجم الحجم الحجم
تربية الطفل في الإسلام

تربية الطفل في الإسلام

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

من أصحابنا يقرؤن كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي حدثكم محمد بن يعقوب الكليني (ره) الخ. واسحق بن الحسن بن بكر ان أبي الحسين العقرابي الذي رآه (ره) بالكوفة وهو مجاور وكان يروي كتاب الكليني (ره) عنه وكان ذلك علوا في هذا الوقت كما نص عليه (ره) في ترجمته رقم 174. ومحمد بن عبدالله بن المطلب أبي المفضل الشيباني من تلاميذ الكليني (ره) كما في الفهرست ترجمة الكليني ذكر الماتن في ترجمته رقم 1070 " كان سافر في طلب الحديث عمره، اصله كوفي وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه (إلى أن قال) رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه ".

ورأى عبدالله بن الحسين بن محمدبن يعقوب الفارسي كما في ترجمته رقم 615 وقال شيخ من وجوه اصحابنا ومحدثيهم وفقهائهم رأيته ولم أسمع منه الخ. ورأى أبا الحسن علي بن حماد بن عبيدالله بن حماد العدوى الشاعر رحمه الله نص على ذلك في ترجمة عبدالعزيز الجلودي رقم 646. وادرك محمد بن عبدالملك بن محمد التبان المتوفى لثلاث بقين من ذي القعدة سنة تسع عشر واربعمائة نص على ذلك في ترجمته رقم 1080 ومحمد بن الحسن بن حمزة الجعفري خليفة الشيخ الفيد (ره) والجالس مجلسه المتكلم الفقيه القيم بالامرين المتوفى سنة ثلث وستين واربعمائة كما في ترجمته 1081. وأبا الحسن بن البغدادي السوراني البزاز كما في ترجمته فضالة ابن ابوب رقم 858.

٢١

وعلي بن محمد بن شيران ابا الحسن الابلى شيخ من اصحابنا ثقة صدوق مات سنة عشرة واربعمائة رحمه الله واجتمع معه عند احمد بن الحسين الغضائري كما نص عليه في ترجمته رقم 711. وعلى بن عبدالله بن عمران القرشي الميموني المخزومي أبا الحسن ففي ترجمته رقم 704 كان فاسد المذهب والرواية وكان عارفا بالفقه وصنف كتاب الحج وكتاب الرد على اهل القياس فاما كتاب الحج فسلم الي نسخته فنسختها، وكان قديما قاضيا بمكة سنين كثيرة.

قلت وهو ابوولاد الحناط ابوالحسن الميموني الذي ذكره في الكنى رقم 1266 وقال: له كتاب الحجوكان قاضيا بمكة سنين كثيرة قرأت هذا الكتاب عليه. وعلي بن الحسين الموسوي الشريف المرتضى الذي تولى غسله ايضا كما في ترجمته رقم 714. وعلي بن عبدالرحمن بن عيسى القناتي الكاتب ففي ترجمته رقم 712 كان سليم الاعتقاد، كثير الحديث، صحيح الرواية، ابتعت من كتبه قطعة في دار أبي طالب بن المنهشم شيخ من وجوه اصحابنا إلى ان قال مات سنة ثلث عشر واربعمائة. ومحمد بن الحسين بن موسى نقيب العلويين ببغداد الشريف الرضي المتوفى سنة 406 ست واربعمائة كما في ترجمته رقم 1076 وكان الماتن (ره) يحضر مجلسه وفي مجلسه سمع من أبي الحسين بن المهلوس العلوي الموسوي رضي الله وكان هناك شيخه أبوعبدالله المفيد (ره) كما نص عليه في ترجمة محمد بن عبدالرحمن بن قبة رقم 1035.

ولم أجد ذكرا لادراكه رحمه الله محمد بن احمد بن داود المتوفى سنة 378 المدفون بمقابر قريش وكذا ابن بابويه الصدوق رحمه الله المتوفى سنة 381 والله العالم.

٢٢

قراء‌اته وسماعه وطرقه إلى الكتب كان رحمه الله قرأ على مشايخ الحديث واعلامهم كتبهم وكتب كثير من الاصحاب وأصولهم ممن تقدم على مشايخه كما يشير إلى ذلك في ترجمتهم وعند ذكر المصنفات والاصول وان شئت فلاحظ ترجمة أنس بن عياض رقم 267 وجعفر بن قولويه رقم 315 وحريز بن عبدالله رقم 372 وظفر بن حمدون رقم 561 وعبدالله بن علي رقم 604 وعبدالله بن احمد رقم 611 وغيرهم.

وكان رحمه الله كثير السماع عندما يقرء الكتب والاصول والروايات على المشايخ مثل التلعكبري والشيخ المفيد والحسين بن عبيدالله واحمد بن عبدون وابن الجندي ونظرائهم وان شئت فلاحظ ترجمة زياد بن أبي الحلال رقم 458 والحسن بن احمد الشريف رقم 148 ومحمد بن ابي عمير رقم 897 وغيرهم. وكان رحمه الله كثير الطرق إلى مصنفات أصحابنا وأصولهم كما هو ظاهر لمن تأمل في الكتاب وقد صرح في مواضع كثيرة وفي مقدمته إلى كثرة طرقه وانه انما يكتفي بذكر طريق واحد فحسب لئلا يطول الكتاب قال في ثابت بن شريح رقم 295 بعد ذكر كتابه: وهذا الكتاب يرويه عند جماعات من الناس وانما اختصرنا الطرق إلى الرواة حتى لا يكثر فليس أذكر الا طريقا واحدا فحسب.

وذكر نحوه في جميل بن دراج وغيره وقد أحصينا الكتب التي ذكر النجاشي فيها انها رواها جماعات من الناس أو جماعة او ان الطرق اليها كثيرة في محل آخر ويجاوز عددها 170 سبعين ومائة.

٢٣

وكان رحمه الله كثير الوقوف والاطلاع على مصنفات الاصحاب وأصولهم غير ما وجدها مذكورة في الكتب والفهرستات كما يشير إلى ذلك في مواضع كثيرة وان شئت فلاحظ ترجمة جعفر بن بشير رقم 301 وسعد بن عبدالله رقم 474 وعلي بن فضال رقم 682 ومحمد بن علي مؤمن الطاق رقم 896 وغيرهم.

وكان عنده نسخ جملة من الاصول بخط مؤلفيها مثل كتاب الحلبي كما يظهر من ترجمة محمد بن عبدالله رقم 1002 وغيرهم. وقد إشترى رحمه الله أكثر كتب علي بن محمد المعروف بابن خالويه كما في ترجمته رقم 705 وقطعة من كتب علي بن عبدالرحمان رقم 712 وفارس بن سليمان رقم 857. وكان عنده رحمه الله خط كثير من مشايخه واعلام الحديث وأشار إلى ذلك في مواضع كثيرة مثل ترجمة حصين بن المخارق رقم 373 وعلي بن محمد الشمشاطي رقم 695 وعلي بن محمد بن العباس رقم 710 وغيرهم. وكان رحمه الله كثير الاجازة من المشايخ وأصحاب الكتب كما يظهر من مواضع كثيرة وإن شئت فلاحظ ترجمة عبدالله بن عامر رقم 611 ومحمد بن علي بن يعقوب رقم 1077 وغيرهما. مشايخه واساتذته قرء‌ا شيخنا الجليل النجاشي رحمه الله كتب الادب والفقه والحديث وغيرها على جماعة كثيرة من أعلام عصره، وأجلاء الطائفة، وسمع الحديث وقرأه على مشايخه، وروى عن جماعة منهم دون عامة مشايخه فلم يرو عن غير واحد منهم وقد كان سمع منهم الحديث كثيرا. وفيهم من كان كثير العلم والادب. واعتذر بما وقف عليه من طعن أصحابنا

٢٤

على هؤلاء ومن ذلك استظهر جماعة من أصحابنا وثاقة مشايخه على ما سيأتي الكلام فيه.

ثم انه نرى في هذا الكتاب روايته كتابا او نسخة او اصلا او حديثا في أحوال الرواة او نحو ذلك عين غير واحد ممن صرح الماتن (ره) بالطعن فيه بل وبعدم الرواية عنه، وهذا بظاهره يناقض كلامه المتقدم من ترك الرواية عن بعضهم بسبب طعن الاصحاب فيه. وهذا مثل ما نرى حكايته كتب الاصحاب أو احوالهم عن ابن عياش الجوهري الذي صرح في ترجمته بتركه الرواية عنه. ويمكن ان يقال بالفرق بين الرواية بنحو قوله اخبرنا - اخبرني - - حدثنا - ونحو ذلك فيختص بمن لم يكن مطعونا عند الاصحاب وبين مطلق الرواية وحكاية كتاب او اصل او رواية بنحو قوله ذكر ذلك او قال ذلك او رواه ابن عياش او غير ذلك بدعوى ان ذلك ليس من الرواية اصطلاحا او بناء منه رحمه الله على ذلك فلا يختص بغير المطعون ويؤيد ذلك انه ما وقفنا في كتاب النجاشي على روايته رحمه الله عن بعض مشايخه المطعونين بصورة قوله اخبرنا او حدثنا بل الموجود فيه الرواية على الوجه الثاني كما نشير إلى ذلك. وعلى هذا فرواية النجاشي عن شيخ على الوجه الاول امارة على خلوه عن الطعن ولا ينافي ذلك روايته عنه ايضا على الوجه الثاني فلا يلزم كون الرواية عنه على الوجه الاول دائما ولذلك نرى كثيرا روايته عن عدة من أكابر مشايخه على الوجهين معا. وان شئت فلاحظ ترجمة الحسن بن محمد بن سماعة رقم 82 فروى كتابه بقوله قال لنا احمد بن عبدالواحد قال الخ وفي عبيدالله الجعفي رقم 5 بدء طريقه اليه بقوله قال ابوالعباس حدثنا الخ وغير ذلك مما حكى

٢٥

عن شيخه واستاذه ابي العباس بن نوح بهذا الوجه وروى كتب اسماعيل ابن محمد المخزومي في ترجمته رقم 66 عن شيخه ابن الجندي مبدوء‌ا بقوله (ره) قال ونحوه عن شيخه ابن الغضائري مما ستقف عليه ويطول بذكره وفي الفرق بين الرواية على الوجهين نظر يأتي في محله. ولاجل هذا الفرق ودفع ما وقع من الخلط في كلام غير واحد من أعاظم المتأخرين في بيان مشايخه نذكر اولا مشايخه الذين روى عنهم في هذا الكتاب على الوجه الاول ثم من روى عنه على الوجه الثاني ثم من قرء عليه وسمع ولم يحك عنه في هذا الكتاب شيئا والله ولي السداد.

مشايخه الذين روى عنهم

1 - ابراهيم بن مخلد بن جعفر القاضي أبواسحق وذكر تمام نسبه الخطيب في تاريخه ج 6 ص 189 رقم 3250 وقال جعفر بن مخلد بن سهل ابن حمران بن مافيا حسنس بن فيروز بن كسرى قباذ، ابواسحاق المعروف بالباقر حى قال: ذكرني نسبه ابنه اسحق ثم ذكر مشايخه ومنهم احمد بن كامل القاضى (إلى ان) قال: كتبنا عنه وكان صدوقا صحيح الكتاب حسن النقل جيد الضبط والمعرفة (إلى ان قال) وسمعته يقول ولدت في سنة خمس وعشرين وثلثمائة ثم حدثني ابنه اسحاق قال حدثني أبي أن مولده في يوم الاثنين السابع من شعبان سنة خمس وعشرين وثلثمائة (إلى ان قال) توفي ابراهيم بن مخلد وقت العصر من يوم الاربعاء السابع عشر من ذي الحجة سنة عشر واربعمائة. قلت روى النجاشي عن ابراهيم هذا عن ابي بكر احمد بن كامل

٢٦

ابن خلف بن شجرة (المتوفى سنة 350 كما في تاريخ بغداد ج 4 ص 359) عن موسى بن حماد اليزيدي عن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر كتابه رقم 425. وايضا عنه عن ابيه عن محمد بن جرير ابي جعفر الطبري كتابه رقم 887. قلت لا يبعد كونه من مشايخه من العامة.

2 - الشيخ ابوعبدالله أحمد بن عبدالواحد بن احمد البزاز المعروف بابن عبدون كما ذكره الماتن وغيره وبابن الحاشر كما في كتب الشيخ (ره) المتوفى سنة 423 وهو من مشايخه الذين روى عنهم كثيرا على الوجهين وقد روى عنه الشيخ (ره) ايضا كثيرا وذكر الماتن في ترجمته رقم 207 " وكان قويا في الادب قد قرأ كتب الادب على شيوخ أهل الادب وكان قد لقا أبا الحسن علي بن محمد القرشى المعروف بابن الزبير وكان علوا في الوقت " قلت يأتى هناك معنى العلو في الوقت وانه العلو في الاسناد وانه يوجب رجحان الاسناد وغير ذلك من وجوه البحث في هذا وايضا ما يشير إلى جلالة ابن عبدون.

3 - احمد بن علي طاهر فقد روى عنه عن ابن الوليد باسناده كتاب محمد بن بندار رقم 924 وايضا في ترجمة سندى بن عيسى الهمدانى رقم 502 روى كتابه عن احمد بن علي بن طاهر وغيره عن محمد بن علي ابن تمام ولعله المراد بقوله اخبرنا احمد بن علي الاشعري قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد في طريقه إلى كتاب معاوية بن سعيد في ترجمته رقم 1105 قلت ولم أجد له في غير هذه الموارد ولا في كتاب غير النجاشي ذكرا.

4 - احمد بن محمد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح

٢٧

ابن علي بن زيد بن بكر بن حريش، ابوالحسن النهشلي، المعروف بابن الجندي رحمه الله. فقد روى عنه كثيرا وترحم عليه كما روى عنه شيخ الطائفة ايضا في كتبه كثيرا وذكر الماتن (ره) ترجمته كما يأتى رقم 202 وقال: استاذنا رحمه الله ألحقنا بالشيوخ في زمانه. الخ. والمراد بالالحاق بالشيوخ في زمانه إما جعله من مشايخ الحديث وهذا بعيد او جعله الماتن قرينا مع شيوخ زمانه بكثرة علمه وتوفر ما استفاده منه رحمه الله او لاجل علو الاسناد به اذ برواية النجاشي عن ابن الجندي يصير في طبقة مشايخ النجاشى الذين رووا عن ابن الجندي وساير المشايخ وتمام الكلام في ذلك يأتى في محله.

ثم ان جلالة قدر ابن الجندي وعظمة شأنه في الطائفة ومعروفيته عند مشايخ الحديث مما توجب الغناء عن الاطراء عليه ولعله لذلك لم يذكر الماتن (ره) في ترجمته ذلك.

وقد كان رحمه الله ايضا مشهورا بين علماء الجمهور وكان من مشايخ الحديث عندهم فقد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 رقم 575 ص 147 وقال كان آخر من بقى ببغداد من أصحاب ابن صاعد شيعي انتهى. وذكره الخطيب في تاريخ بغداد ج 5 ص 77 رقم 2464. وذكر في مولده اقوالا ثلاثة سنة 305 وسنة 6306 وسنة 307 في الخميس التاسع من المحرم، ثم روى ان اول سماعه سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ثم ذكر مشايخه ومن روى عنهم وهم كثيرون ثم قال: اخبرنا الحسن بن محمد الخلال، واحمد بن محمد العتيقي قالا: توفى ابوالحسن بن الجندي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة قال العتيقى وكان يرمى بالتشيع وكانت له اصول

٢٨

حسان انتهى، ثم ان الماتن (ره) ذكره في ترجمته بعنوان احمد بن محمد بن عمران بن موسى ابي الحسن المعروف بابن الجندي وبقوله شيخنا ابى الحسن الجندي في صالح بن محمد الصراى رقم 535 وايضا ابى الحسن احمد بن محمد بن عمران الجندي هناك وفى مواضع كثيرة.

وباحمد بن محمد بن الجندي كما في ابى رافع رقم 1 وغيره وباحمد بن محمد بن موسى الجندي شيخنا كثيرا وبلا ذكر الجندي في مواضع منه وبابن الجندي كما في الاصبغ وغيره وباحمد بن محمد بن الجراح كما في علي بن عقبة رقم 716 وغيره وباحمد بن محمد بن موسى بن الجراح الجندي كما في ترجمة محمد بن ابي بكر همام الاسكافي رقم 1044 وغير ذلك من تعبيراته والجميع واحد كما حققناه في رسالتنا في المشيخات.

5 - احمد بن محمد المستنشق فقد روى عنه عن ابى علي بن همام في ترجمة عبدالله بن مسكان رقم 566.

6 - احمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الاهوازي ابوالحسن ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 رقم 533 ص 132 وقال: سمع المحاملي وابن عقدة، وعنه الخطيب، وقال: كان صدوقا صالحا. وذكره الخطيب في تاريخه ج 4 ص 370 رقم 2240 وقال أهوازي الاصل مولده ببغداد في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ثم ذكر مشايخه ومنهم ابوالعباس بن عقدة ثم قال: كتبت عنه وكان صدوقا صالحا ينزل دار اسحاق، وتوفى يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب التبن.

قلت وهو من مشايخ شيخ الطائفة ايضا فقد روى عنه في كتبه كثيرا وظاهر العلامة رحمه الله في الاجازة الكبيرة لبني زهرة أنه من

٢٩

مشايخ شيخ الطائفة من العامة. وقد روى النجاشى (ره) عنه كثيرا عن احمد بن محمد بن سعيد ابن العباس بن عقدة، كما في ترجمة ابراهيم بن مهزم رقم 29 وغيره.

وهو المراد باحمد بن محمد بن موسى في ترجمة محمد بن قيس رقم 891. وباحمد بن محمد الاهوازي في محمد بن اسحاق بن عمار رقم 980. بل الظاهر انه المراد باحمد بن محمد بن هارون كما في ترجمة ايوب بن نوح رقم 251 وكثير من التراجم. وباحمد بن هارون في ترجمة محمد بن ابي عمير رقم 897. والوجه في ذلك روايته عنه عن أحمد بن محمد بن سعيد في هذه الموارد فدعوى التعدد بقرينة الاختلاف الموجود لا وجه لها.

7 - احمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح السيرافى، ابوالعباس رحمه الله ذكر الماتن (ره) ترجمته رقم 205 وقال: نزيل البصرة كان ثقة في حديثه متقنا لما يرويه فقيها بصيرا بالحديث والرواية وهو أستاذنا ومن إستفدنا منه.

قلت روى في هذا الكتاب عنه كثيرا مترجما عليه ولم يرو عنه شيخ الطائفة رحمه الله قال في الفهرست ص 37 رقم 107: مات عن قرب الا انه كان بالبصرة ولم يتفق لقائي اياه. وذكره في رجاله ص 456 رقم 108 قائلا: احمد بن محمد بن نوح البصري السيرافي يكنى أبا العباس ثقة.

قلت لم اجد قرينة على ان سماع النجاشي من ابن نوح كان في البصرة ولعل ذلك كان قبل نزوله البصرة. ثم ان الظاهر كون المراد باحمد بن علي بن نوح واحمد بن علي العباس واحمد بن علي السيرافي في مواضع كثيرة من هذا الكتاب هو احمد بن نوح هذا.

٣٠

8 - أسد بن ابراهيم بن كليب السلمى الحرانى ابوالحسن. فقد روى عنه، وعن محمد بن عثمان عن محمد بن الحسين بن صالح السبيعى في ترجمة الحسين بن محمد بن على الازدي رقم 150. قلت ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 206 رقم 810 وزاد في لقبه القاضى وقال: يروى عنه الحسين بن علي الصيمري صاحب مناكير وموضوعات ذكره الخطيب وغيره انتهى.

أقول تضعيف الجمهور مشايخ أصحابنا برواية فضائل اهل البيت عليهم السلام بدعوى كونها مناكير وموضوعات أمر غير عزيز ولا سيما من الذهبي وامثاله كما هو ظاهر لمن يراجع كتبهم.

9 - الحسن بن احمد بن ابراهيم فقد روى رحمه الله عنه عن أبيه في ترجمة محمد بن تميم النهشلي رقم 1000 وايضا فيما أجازه كما في ترجمة احمد بن عامر بن سليمان رقم 247.

10 - الحسن بن احمد بن محمد بن الهيثم العجلي ابومحمد، ذكر رحمه الله في ترجمته رقم 147 " ثقة من وجوه اصحابنا وأبووجده ثقتان وهم من اهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة ورأيته بها " وروى عنه عن ابيه في ترجمة عبدالله بن داهر بن يحيى رقم 607.

11 - الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام ابومحمد السر من رائى، ذكره الخطيب في تاريخه ج 7 ص 424، وذكر مشايخه وانه من اهل سر من رأى، وقال: كان ثقة على مذهب الشافعى وكان يرمى بالتشيع ومات بسر من رأى سمعت أبا الفضل بن السامري يقول: مات إبن الفحام في سنة ثمان ولربعمائة.

قلت وقد روى النجاشى رحمه الله في ترجمة عيسى بن احمد بن عيسى رقم 814 عنه عن محمد بن احمد بن عبيدالله.

٣١

وروى شيخ الطائفة ايضا عنه كما في الامالي كثيرا وزاد في بشارة المصطفى ص 232 في رواية الشيخ (ره) لقب السر من رائي.

12 - الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي ابوعبدالله المعروف بابن الخمري الكوفى رحمه الله وكان رحمه الله من مشايخ إجازة النجاشى قال في ترجمة الحسين بن احمد بن المغيرة رقم 161. له كتاب عمل السلطان أجازنا بروايته أبوعبدالله بن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا امير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة عنه. وروى عن إبن الخمري عن محمد بن هارون الكندي في ترجمة عبدالله بن ابراهيم رقم 592. وزد الماتن رحمه الله في لقبه الكوفى في ترجمة خلف بن عيسى رقم 397 وروى عنه عن الحسين بن احمد بن المغيرة.

13 - الحسين بن احمد بن موسى بن هدبة، فقد روى عنه عن جعفر بن محمد بن قولويه في علي بن مهزيار رقم 670 وايضا في علي ابن محمد بن جعفر قم 691. وهو المراد بالحسين بن هدبة في محمد ابن الحسن بن زياد رقم 991. وبالحسين بن احمد بن هدبة في ترجمة نصر بن صباح رقم 1160. وبأبى عبدالله بن هدبة في عبدالعزيز ابن يحيى رقم 646. وأما ما في ترجمة محمد بن اورمة رقم 901 من قوله أخبرنا الح7سبن بن محمد بن هدبة قال حدثنا جعفر بن محمد الخ فهو مصحف احمد بن هدبة لروايته عن ابن قولويه ولم اجد له ذكرا في الرجال.

14 - الحسين بن عبيدالله بن ابراهيم الغضائري أبوعبدالله شيخنا رحمه الله كما في ترجمته رقم 162 ثم ذكر كتبه وقال: أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ومات رحمه الله في نصف صفر

٣٢

سنة احدى عشر واربعمائة.

قلت وقد اكثر (ره) الرواية في هذا الكتاب عن الحسين هذا كما روى الشيخ (ره) عنه في الفهرست وفى المشيخة وسائر كتبه وقال فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 470 رقم 52. بعد ذكره " كثير السماع عارف بالرجال وله تصانيف ذكرناها في الفهرست سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته مات سنة إحدى عشر واربعمائة ".

15 - الحسين بن عبيدالله القزويني روى عنه عن احمد بن محمد ابن يحيى في ترجمة احمد بن محمد بن سيار رقم 188.

16 - الحسين بن موسى، فقد روى عنه عن جعفر بن محمد في سعد الاشعري رقم 474، وفي ترجمة محمد بن احمد بن يحيى رقم 951 قلت: لم أجد له ذكرا في الرجال، واحتمال اتحاده مع الحسن او الحسين بن احمد بن موسى بن هدبة غير بعيد.

17 - سلامة بن دكا ابوالخير الموصلي رحمه الله، فقد روى عنه كتب علي بن محمد بن العدوي الشمشاطي في ترجمته رقم 695 وحكى عنه تفصيلها وكبرها، ثم قال: أخبرنا سلامة بن دكا ابوالخير الموصلي رحمه الله بجميع كتبه.

18 - عباس بن عمر بن العباس الكلوذاني المعروف بابن مروان أبوالحسن رحمه الله، فقد روى عنه عن محمد يحى الصولى في ترجمة بكر بن محمد بن حبيب رقم 277 وايضا عنه عن علي بن الحسين بن بابوبه القمي في ترجمته رقم 690 قال: أخبرنا ابوالحسن العباس بن عمربن عباس بن محمد بن عبدالملك(1) بن ابي مروان الكلوذاني رحمه الله قال اخذت اجازة علي بن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد

____________________

(1) يحتمل كون هذا مصحف (يعرف بابن أبي مروان).

٣٣

سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بجميع كتبه الخ وفي ترجمة حصين بن المخارق رقم 373 زاد في لقب عبدالملك الفارسي الكاتب. وزاد ايضا الدهقان في ترجمة عبدالله بن محمد الاسدي رقم 600 وقد روى عنه ايضا في ترجمة علي بن ابراهيم الجوانى رقم 693 ولم أجد له ذكرا في الرجال نعم ذكره الخطيب في تاريخه ج 12 ص 162 رقم 6649 كما في العنوان وذكر جده عبدالملك بن سليمان ثم ذكر مشايخه وقال كتبت عنه وكان خبيث المذهب رافضيا ثم ذكره بالسوء إلى ان قال ومات في شهر رمضان من سنة اربع عشرة واربعمائة. قلت كيف ينسب مذهب ائمة اهل البيت (ع) بالخبث والله يعصمنا من الزلل.

19 - عبدالسلام بن الحسين بن محمد بن عبدالله البصري، ابو احمد الشيخ الاديب رحمه الله، فقد روى عنه عن أبي بكر بن جلين الدوري في ترجمة الاصبغ رقم 4 قال: ودفع الي شيخ الادب أبواحمد عبدالسلام ابن الحسين البصري رحمه الله كتابا بخطه قد أجاز له فيه جميع روايته كما في ترجمة احمد بن عبدالله الدوري رقم 201 وغير ذلك من التراجم، وروى عنه ايضا عن ابي القاسم عمر بن محمد الحلال ترجمة يعقوب بن اسحاق رقم 1220 وايضا عن محمد بن عمران في ترجمة عبدالله بن احمد بن حرب رقم 574 وعن حبيب بن أوس في ترجمته رقم 364 وعن أبي القاسم الحسن بن بشير بن يحيى في ترجمة محمد بن احمد المفجع رقم 1033 ولم أجد له توثيقا في الرجال لكن الماتن (ره) يترحم عليه عند ذكره نعم ذكره الخطيب في تاريخه ج 11 ص 57 رقم 5739 وقال سكن بغداد وحدث بها ثم ذكر مشايخه وقال: وكان صدوقا عالما اديبا قارئا للقرآن عارفا بالقراآت وكان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب واليه حفظها والاشراف عليها، سمعت اباالقاسم

٣٤

عبيدالله بن علي الرقي الاديب يقول: كان عبدالسلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن، وإنشادا للشعر وكان سمحا سخيا إلى ان قال: توفي في يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرم سنة خمس واربعمائة ثم قال: ودفن في مقبرة الشونيزي عند قبرابي علي الفارسي وكان مولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

20 - علي بن احمد بن محمد بن طاهر ابوالحسين الاشعري القمي وقد روى عنه عن محمد بن الحسن بن الوليد كثيرا جدا، وقال (ره) في جعفر بن سليمان رقم 309: اخبرنا علي بن احمد بن ابي جيد قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد عنه، وفي الحسين بن المختار رقم 120 أخبرنا علي بن احمد بن محمد بن ابي جيدة قال حدثنا محمد بن الحسن الخ وغير ذلك كما ذكرناه في محله وفي احمد بن عبدوس رقم 193 اخبرناه ابن ابي جيد، وايضا في أبى الجوزاء رقم 1258 وغير ذلك والظاهر إتحاد الجميع بقرينة روايته عن ابن الوليد في الجميع وان ابا جيد كنية ابيه او جده والانتساب إلى الاب او الجد في الاسانيد غير عزيز، ولعله المراد بعلي بن احمد عن اسحق بن الحسن في ترجمة محمد بن سالم رقم 885. ومما ذكرنا ظهر ان التعدد في هذه الموارد كما عليه غير واحد في غير محله.

وقد روى عن ابي جيد القمي الشيخ (ره) في الفهرست كثيرا.

21 - علي بن احمد بن العباس النجاشي والده عليهما الرحمة، فقد روى عنه مترحما عليه عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه كتب عثمان بن عيسى رقم 825 ومدحا في محمد بن اسماعيل رقم 903 وكتب ما جيلويه محمد بن علي البرقي رقم 959 وكتب محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رقم 1060، وغير ذلك من كتب الاصحاب

٣٥

وقد اجازه والده عليه الرحمة وقرأ عليه ايضا كما صرح به في بعض هذه الموارد، وروى عن والده عن ابيه في علي بن عبيدالله رقم 677.

22 - علي بن شبل بن أسد أبوالقاسم الوكيل فقد روى عنه عن ابي منصور ظفر بن حمدون عن الاحمري كتاب عبدالله بن حماد الانصاري رقم 573 وكتب إبراهيم بن اسحق الاحمري رقم 19 وقرأ عليه كتاب اخبار ابي ذر (ره) لابي منصور البادرائي ظفر بن حمدون رقم 561. وقد روى عنه الشيخ (ره) في الفهرست ص 7 في ابراهيم بن سليمان قائلا: أخبرنا بكتبه ورواياته ابوالقاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل قال اخبرنا ابومنصور ظفر الخ، وايضا فيمن لم يرو عنهم (ع) من رجاله ص 477 في ظفر بن حمدون قال: أخبرنا عنه ابن شبل الوكيل قلت: لم أجد له مدحا بغير وكالته.

23 - علي بن محمد بن يوسف القاضي ابوالحسن، روى نسخة كبيرة لمحمد بن ابراهيم الامام عن جعفر بن محمد عليه السلام رقم 963 قائلا: أخبرنا القاضي ابوالحسن علي بن محمد بن يوسف بسر من رأى قال حدثنا ابراهيم بن عبدالصمد الخ. قلت يحتمل كون علي بن محمد هذا هو الذي ذكر النجاشي ترجمته رقم 705 قائلا: علي بن محمد بن يوسف بن مهجور ابوالحسن الفارسي المعروف بابن خالويه شيخ من أصحابنا ثقة سمع الحديث فاكثر إبتعت اكثر كتبه ثم ذكرها وقال: اخبرنا عنه عدة من أصحابنا " اقول كونه من مشايخه لا ينافي روايته كتبه عنه بالواسطة.

24 - محمد بن جعفر، المؤدب، الاديب النحوي التميمي ابوالحسن فقد روى عن محمد بن جعفر عن احمد بن محمد سعيد بلا ذكر الالقاب

٣٦

كثيرا، وايضا بزيادة المؤدب كما في ترجمة كثير بن طارق رقم 881، وبزيادة الاديب كما في ترجمة ابي رافع رقم 1. وبزيادة النحوي كما في طريقه إلى كتاب السنن والاحكام والقضايا لابي رافع رقم 1 وفي بسطام بن الحصين رقم 279 وفي عبدالسلام بن سالم رقم 650. وبزيادة خ التميمي في محمد بن مسلمة رقم 1016 وفي سعيد بن يسار رقم 485 ومحمد بن الحسن المحاربي رقم 955 وغير ذلك، وبقوله: اخبرني ابوالحسن التميمي (ره) في إبن ابي رافع مررا وفي ابان بن تغلب رقم 6 وابان بن عثمان رقم 7 وغير ذلك مما يطول بذكره. واتحاد الجميع ظاهر بقرنية من روى هو عنه كما لا يخفى على المتأمل بل لا يبعد اتحاده مع محمد بن جعفر النجار فروى كتاب احمد ابن الحسن بن سعيد القرشي رقم 223 قائلا اخبرنا محمد بن جعفر النجار قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد عن احمد بن الحسن. وقد روى (ره) عن محمد بن جعفر التميمي عن الحسين بن محمد الفرزدق القطعي كتابيه رقم 156. وذكر داود بن سليمان القزويني رقم 423 ثم قال ذكره ابن نوح في رجاله له كتاب عن الرضا عليه السلام اخبرني محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي قال حدثنا أبوحمزة بن سليمان قال نزل أخي داود بن سليمان وذكر النسخة.

قلت لا يبعد اتحاد النحوي والتميمي بقرنية روايتهما عن ابن الفرزدق واحتمال كون النحوى من مشايخ ابن نوح بدعوى كون قوله اخبرني محمد بن جعفر النحوي من كلان ابن نوح بعيد يخالفه ظاهر

٣٧

السياق وايضا من روى عنه. وأبعد من ذلك احتمال اتحاد النحوي مع محمد بن جعفر بن عبدالله النحوي ابوبكر المؤدب الذي ذكر الماتن (ره) ترجمته رقم 1065 وقال حسن العلم بالعربية والمعرفة بالحديث الخ، وذلك لان ابابكر النحوي روى النجاشي عنه بواسطتين كما في ترجمته وبواسطتين غيرهما في عبدالعزيز بن المهتدى المقي المترجم رقم 648.

قال السيوطي في بغية الوعاة ص 28 محمد بن جعفر بن محمد بن هارون ابن قوة، ابوالحسن التميمي النحوي يعرف بابن النجار الكوفي، قال: ياقوت ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلثمائة وقيل سنة احدى عشرة وقدم بغداد وحدث عن ابن دريد ونفطويه وكان ثقة من مجودي القرآن، صنف مختصرا في النحو، الملح والنوادر، تاريخ الكوفة وغير ذلك، مات سنة اثنتين واربعمائة في جمادى الاولى.

وذكره الخطيب في تاريخه ج 2 ص 158 رقم 583 وذكر جده هارون بن فروة بن ناجية بن مالك وقال: من اهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها ثم ذكر مشايخه ومنهم نفطويه واحمد بن عبدالواحد الوكيل ثم حكي عن الحسن بن علي المقري واحمد بن عبدالواحد ابي يعلي الوكيل أنهما سمعا منه ببغداد في سنة احدى وتسعين وثلثمائة ثم روى مولده في سنة ثلاث وثلثمائة في المحرم لست عشرة ليلة خلت منه بالكوفة، ووفاته بالكوفة في جمادى الاولى سنة اثنتين واربعمائة ثم قال: قال العتيقي: ثقة.

25 - محمد بن عثمان بن الحسن بن عبدالله، ابوالحسن القاضي النصيبي، المعدل، فقد روى عنه كثيرا عن الشريف الصالح ابي القاسم جعفر بن محمد بن عبيدالله الموسوي وعن غيره من رواة الحديث وقد سمع الماتن رحمه الله عنه كثيرا وقرء عليه كتب اصحابنا واصولهم قال

٣٨

في ترجمة محمد بن عمر الجعابي رقم 1066: له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم وهو كتاب كبير سمعناه من أبي الحسين محمد ابن عثمان وفي ترجمة فارس بن سليمان رقم 857 بعد ذكر كتابه قال: أقرأئه على القاضي أبي الحسن محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي وكتبته من أصله الخ.

قلت واختلاف تعبير الماتن عنه في هذا الكتاب لا يوجب التعدد فقد ذكره تارة بلا كنية كما في عدة من التراجم واخرى مع ذكر جده وثالثه مع ذكر النصيبي ورابعة مع ذكر المعدل كما في ترجمة محمد بن يوسف الصنعاني رقم 968 وغير ذلك من وجوه الاختصار في الالقاب والنسب والكنى وعدمه كما ان ذكر من روى عنه جعفر بن محمد الموسوي تارة مع ذكر جده واخرى مع زيادة لقب الشريف الصالح او الموسوي وغير ذلك لا يوجب التعدد وان شئت فلاحظ تراجم هؤلاء عبيدالله بن نهيك رقم 620. وعلى بن ابيحمرة البطائني رقم 662. وجميل بن صالح رقم 326 وبرد الاسكاف رقم 289.

وعلي بن عمر رقم 676 وغيرهم.

قلت ذكر المحدث النوري (ره) في خاتمة المستدرك في مشايخ النجاشي محمد بن عثمان النصيبي ثم قال: أدركه وقرء عليه بحلب اقول ليس الامر كما ذكره فقد ذكرنا ان النجاشي لم يخرج من بغداد إلا للزيارة وانما نشأ ما ذكره رحمه الله مما ذكر الماتن (ره) في ترجمة الحسين بن خالويه ص 53 رقم 157 إذ بعد ذكره وانه سكن حلب ومات بها وبعد ذكر كتبه قال: حدثنا بذلك القاضي أبوالحسين النصيبي قال قرأته عليه بحلب الخ.

٣٩

وقد ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ج 3 ص 51 رقم 992 وذكر مشايخه من شيوخ الشام وجماعة من البغداديين ثم ذكر ان قدوم النصيبي بغداد كان بعد موت الصفار بعدة سنين وانه مات يوم الاربعاء الثالث من شهر رمضان سنة ست واربعمائة ودفن في داره بالكرخ.

وذكر ايضا ان النصيبي كان عدلا في الشهادة لم يتعلق عليه فيها بشئ وضعفه في الرواية وملخص ما ذكره في وجه ضعفه في الرواية روايته للشيعة المناكير قال: فروى للشيعة المناكير قلت تضعيف القوم لامثاله من الرواة واجلاء الامامية برواية فضائل اهل البيت عليهم السلام بدعوى كونها مناكير أمر شايع لا يخفى على من تأمل كتاب الخطيب وكتاب ميزان الاعتدال وغير ذلك وقد ذكر النصيبي هذا الذهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ص 643 وشنع عليه بذلك فلاحظ.

26 - محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن أبي قرة ابوالفرج القناتي الكاتب، ذكر ترجمته رقم 1077 وقال: كان ثقة وسمع كثيرا وكتب كثيرا وكان بورق لاصحابنا، وقعنا في المجالس. إلى ان قال أخبرني وأجازني جميع كتبه. وكان رحمه الله من فقهاء الامامية، وكان له رأي فيما يفسد الصلاة وقد ألف شيخ الطائفة في عصره المفيد رحمه الله كتابا في جواب ابي الفرج بن اسحاق القناتي هذا ذكره الماتن في ترجمة المفيد رحمه الله رقم 1078. وقد روى الماتن رحمه الله عنه كثيرا عن غير واحد من الرواة، مثل محمد بن عبدالله ابي المفضل الشيباني الذي ادركه الماتن وسمع منه ايضا كما في ترجمة محمد بن علي الشلمغاني رقم 1041، ومحمد بن علي ابن الحسين بن زيد رقم 1004، ومحمد بن منصور رقم 1001، واسماعيل

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

شاملاً لكلِّ جوانب العلم، في مجالاته المختلفة كعلوم الطبيعة والعلوم الإنسانية: كالأدب والتاريخ والفلسفة وغيرها، إضافة إلى التركيز على الجوانب الروحية والعبادية، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تأكيده على تعليم القرآن: (... ومَن علّمه القرآن دُعي بالأبوين فكسيا حلّتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة) (١) .

وتعليم القرآن يكون شاملاً لجميع جوانبه ابتداءً بتعلّم القراءة الصحيحة وفق الضوابط اللغوية، ثم التشجيع على الحفظ مع مراعاة المستوى العقلي للطفل، والتعليم على التفسير الصحيح لبعض الآيات والسور التي يحتاجها الطفل في هذه المرحلة، وخصوصاً ما يتعلّق بالجانب العقائدي والأخلاقي، والجانب الفقهي المتعلّق بالأحكام الشرعية المختلفة من العبادات والمعاملات.

وفي هذه المرحلة يجب تعليم الطفل على كيفيّة العبادات ومقدّماتها كالوضوء والصلاة، قال الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (... حتى يتّم له سبع سنين قيل له اغسل وجهك وكفّيك، فإذا غسلهما قيل له صلِّ، ثم يُترك حتى يتم له تسع سنين، فإذا تمّت له تسع سنين عُلّم الوضوء...) (٢) .

والطفل بحاجة إلى تعلّم الحديث لتحصينه من التأثّر بالتيّارات المنحرفة، قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام):

(بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليه المُرجئة) (٣) .

____________________

(١) الكافي ٦: ٤٩ | ١ باب بر الأولاد.

(٢) مَن لا يحضره الفقيه ١: ١٨٢.

(٣) الكافي ٦: ٤٧ | ٥ باب تأديب الولد.

١٠١

وقال الإمام الحسن (عليه السلام) موضّحاً ما تعلّمه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (علمّني جدّي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كلمات أقولهّن في قنوت الوتر... اللهّم اهدني فيمَن هديت، وعافني فيمَن عافيت، وتولّني فيمَن توليّت) (١) .

ويجب على الوالدين تعليم الطفل على كلِّ ما ينفعه في حياته، ففي الرواية التالية يعلّم أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده الحسن على الخطابة (قال علي ابن أبي طالب (عليه السلام) للحسن: (يا بنيّ قم فأخطب حتى أسمع كلامك، قال: يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك)؟ فجمع عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أُمّهات أولاده ثم توارى عنه حيثُ يسمع كلامه...) (٢) .

ومن مصاديق التعليم تعليم الرمي والسباحة كما تقدّم، ولأهمّية التعليم شجّع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المعلّم والصبي والوالدين على حدٍّ سواء فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إنّ المعلّم إذا قال للصبيّ: بسم الله، كتب الله له وللصبي ولوالديه براءة من النار) (٣) .

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يشجّع على تعليم الأطفال شعر أبي طالب (عليه السلام)، فعن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعجبه أن يروي شعر أبي طالب وأن يدوّن، وقال: تعلّموه وعلمّوه أولادكم فإنّه كان على دين الله وفيه علم كثير) (٤) .

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ٧: ٥.

(٢) بحار الأنوار ٤٣: ٣٥١.

(٣) مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٥.

(٤) مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٥.

١٠٢

ثالثاً: تمرين الطفل على الطاعات

الطاعات وإن كانت سهلة ويسيرة إلاّ أنّها تحتاج إلى تمرين وتدريب ينسجم مع القدرة على الأداء، والطفل يحتاج إلى عناية خاصة في التمرين والتدريب على الطاعات؛ من أجل أن تذلّل مشقّتها عليه، وأن يحدث الأُنس بينه وبينها فتكون متفاعلة مع عواطفه وشعوره؛ لكي تتحوّل إلى عادة ثابتة في حياته اليومية، يقدم عليها بشوق واندفاع ذاتيين دون ضغط أو إكراه أو كلل أو ملل.

ويبدأ المنهج التربوي الإسلامي في وضع قواعد أساسية تتناسب مع أعمار الأطفال للتمرين على الطاعات، مع مراعاة القدرة العقلية والبدنية للأطفال، ففي التمرين على الصلاة قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسع) (١) .

وفي رواية: (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم إذا كانوا أبناء تسع سنين) (٢) .

والمقصود من الضرب إمّا الضرب الحقيقي في حالة تمرّد الأطفال، أو استخدام الشدّة النفسية، فإنّها وإن كان لها ضرر سلبي على الطفل ولكنّه ضرر وقتي سرعان ما ينتفي، ولا يمكن اعتباره ضرراً بالقياس إلى المصلحة الأكبر وهو التمرين على الصلاة.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أدّب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً) (٣) .

____________________

(١) مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٤.

(٢) بحار الأنوار ١٠١: ٩٨.

(٣) تنبيه الخواطر، لورّام بن أبي فراس: ٣٩٠ ـ دار التعارف بدون تاريخ.

١٠٣

والأفضل أن يكون التمرين غير شاقٍ للطفل؛ لأنّه يؤدّي إلى النفور من الصلاة وخلق الحاجز النفسي بينه وبينها، فعن الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام): (إنّه كان يأخذ من عنده الصبيان بأن يصلّوا الظهر والعصر في وقتٍ واحد والمغرب والعشاء في وقتٍ واحد، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام): (هو أخف عليهم وأجدر أن يسارعوا إليها ولا يضيّعوها ولا يناموا عنها ولا يشتغلوا)، وكان لا يأخذهم بغير الصلاة المكتوبة، ويقول: (إذا أطاقوا فلا تؤخّرونها عن المكتوبة)) (١) .

فيجب على الوالدين مراعاة الاستعداد النفسي والبدني للطفل، وعدم إرهاقه بما لا يطيق، فيبدأ معه بالصلاة الواجبة دون المستحبّة، فإذا تمرّن عليها وحدث الأُنس بينه وبينها فإنّه على غيرها أقدر إن تقدّم به العمر.

ويبدأ التمرين على الصوم من العام السابع، ويستمر بالتدريج كلّما تقدّم العمر، مع مراعاة الطاقة والقدرة البدنية والاستعداد النفسي له، قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (إنّا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فإذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعوّدوا الصوم ويطيقوه، فمروا صبيانكم إذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش أفطروا) (٢) .

وعن سماعة قال: سألته عن الصبي متى يصوم؟ قال الإمام

____________________

(١) مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٤.

(٢) الكافي ٤: ١٢٤ | ١ باب صوم الصبيان.

١٠٤

الصادق (عليه السلام): (إذا قوي على الصيّام) (١) .

فإذا تمرّن على الصيام في السنوات السابقة لسن التكليف فإنّه سيؤدّيه بأتم صوره ولا يجد في ذلك حرجاً.

عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في كم يؤخذ الصبي بالصيام قال (عليه السلام): (ما بينه وبين خمس عشرة سنة وأربع عشرة سنة فإن هو صام قبل ذلك فدعه، ولقد صام ابني فلان قبل ذلك فتركته) (٢) .

ويستحبّ تمرين الطفل على الحج، فعن أحد الإمامين الباقر أو الصادق (عليهما السلام) قال: (إذا حجّ الرجل بابنه وهو صغير فإنّه يأمره أن يلبّي ويفرض الحجَّ، فإن لم يحسن أن يلبّي لبّى عنه ويُطاف به ويصلّي عنه... يذبح عن الصغار ويصوم الكبار ويتّقى عليهم ما يتّقى على المحرم من الثياب والطّيب، فإن قتل صيداً فعلى أبيه) (٣) .

وفي جواب للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) عن سؤالٍ حول الخوف على الصبي من البرد في حالة الإحرام قال: (ائتِ بهم العرج فيحرموا منها... فإن خفت عليهم فائتِ بهم الجحفة) (٤) .

وقال (عليه السلام): (انظروا مَن كان معكم من الصبيّان فقدّموه إلى الجحفة أو إلى بطن مر، ويصنع بهم ما يصنع بالمحرم، ويُطاف بهم ويُرمى عنهم، ومَن لا يجد منهم هدياً فليصم عنه وليّه).

(وكان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) يضع

____________________

(١) الكافي ٤: ١٢٥ | ٣ باب صوم الصبيان.

(٢) الكافي ٤: ١٢٥ | ٢ باب صوم الصبيان.

(٣) الكافي ٤: ٣٠٣ | ١ باب حج الصبيان والمماليك.

(٤) الكافي ٤: ٣٠٤ | ٣ باب حج الصبيان والمماليك.

١٠٥

السكين في يد الصبي ثمَّ يقبض على يديه الرّجل فيذبح) (١) .

ويستحب تمرين الطفل على عمل الخير كالصدقة على الفقراء والمساكين، قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام):

(مر الصبي فليتصدّق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وإن قلّ، فإنّ كلِّ شيء يُراد به الله وإن قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم...) (٢) .

وقال (عليه السلام): (فمره أن يتصدّق ولو بالكسرة من الخبز) (٣) .

فتمرين الطفل على الصدقة من أفضل أساليب التربية على عدم الركون إلى الدنيا، والتقليل من تأثير حب المال في نفس الطفل، وهو تمرين له على التعاطف مع الفقراء والمساكين.

وتمرين الطفل في مرحلة الصبا على الطاعات والعبادات تجعله يداوم عليها في كبره، وخير شاهد على ذلك سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، فالإمام الحسن بن علي (عليه السلام) (مشى عشرين مرّة من المدينة للحجّ على رجليه) (٤) .

وطلب الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) من الجيش الأموي أن يمهلوه ليلة العاشر من المحرّم للتفرّغ للعبادة هو وأصحابه (فلمّا أمسوا قاموا الليل كلّه يصلّون ويستغفرون ويتضرّعون ويدعون) (٥) .

____________________

(١) الكافي ٤: ٣٠٤ | ٤ باب حج الصبيان والمماليك.

(٢) الوسائل ٩: ٣٧٦ | ١ باب ٤.

(٣) الوسائل ٩: ٣٧٦ | ٢ باب ٤.

(٤) مختصر تاريخ دمشق ٧: ٢٣.

(٥) الكامل في التاريخ، لابن الأثير ٤: ٥٩ ـ دار صادر ١٣٩٩ هـ.

١٠٦

ولكثرة عبادة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) سُمّي بزين العابدين (١) .

(وكان لا يدع صلاة الليل في السفر والحضر) (٢) .

وكان إذا أتاه السائل يقول: (مرحباً بمَن يحمل لي زادي إلى الآخرة) (٣) .

وكان بقيّة أهل البيت (عليهم السلام) قمّة في الارتباط بالله تعالى والإخلاص في العبادة، فقد تمرّنوا عليها في مقتبل العمر، فكان بينهم وبينها أُنساً خاصّاً وشوقاً للأداء.

فيجب على الوالدين تشجيع الطفل على التمرّن على العبادات والطاعات بالأُسلوب الأنجح، بالإطراء والمديح أو بإهداء الهدايا الماديّة والمعنوية له.

رابعاً: مراقبة الطفل

يحتاج الطفل في هذه المرحلة ـ من أجل إنجاح العملية التربوية ـ أن يقوم الوالدان بمراقبة الطفل سلوكياً، وإرشاده إلى الاستقامة والصلاح، وكذلك مراقبة أفكاره وتصوّراته وعواطفه بالأُسلوب الهادئ غير المثير له، وأن يتعامل الوالدان معه كأصدقاء لمساعدته في شق طريقه في الحياة.

ومراقبة سلوكه في المجتمع أكثر ضرورة منه في البيت، فيختار له

____________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٤.

(٢) صفوة الصفوة، لابن الجوزي ٢: ٩٥ ـ دار المعرفة ١٤٠٥ هـ ط٣.

(٣) صفوة الصفوة، لابن الجوزي ٢: ٩٥ ـ دار المعرفة ١٤٠٥ هـ ط٣.

١٠٧

الأصدقاء الصالحين، ويمنع من مسايرة الأصدقاء غير الصالحين، وتكون العقوبة أحياناً ضرورية إنْ لم ينفع الإرشاد والتوجيه. ويجب تمرين الطفل على محاسبة نفسه، وتقبّل المحاسبة من قِبل الآخرين، إضافة إلى ترسيخ مفهوم الرقابة الإلهية في أعماقه؛ لتكون رادعاً له من الانحراف في حالة غياب المراقبة من قِبل والديه.

والمراقبة من حيثُ الأساليب والوسائل متروكة للوالدين، كلٌّ حسب وعيه وتجربته في الحياة، وهما بحاجة إلى التعاون في هذا المجال، ومراقبة الوالدة للطفل ذكراً كان أم أُنثى أكثر ضرورة لانشغال الوالد غالباً بأعماله خارج المنزل.

ومن الضروري أن يشعر الطفل بأنّه غير متروك من قِبل والديه، وأنّهما يحرصان عليه ويراقبان سلوكه، ويمكن للوالدين الاستعانة بغيرهما في المراقبة، كالاعتماد على الأقارب والأصدقاء في المجالات الحياتية للطفل التي لا يدخلها الوالدان، كالمدرسة مثلاً وبعض تجمّعات الأطفال، والتعاون في هذا المجال مثمر جداً في تربية الطفل تربية صالحة، وإنقاذه من الانحراف الذي يمكن أن يطرأ عليه في حالة الغفلة والإهمال.

خامساً: الوقاية من الانحراف الجنسي

الانحراف الجنسي من أخطر أنواع الانحرافات التي تؤدّي إلى تدمير المجتمع من جميع النواحي، المادية والصحية والعاطفية والأخلاقية، ولهذا أبدى الإسلام عناية خاصة بالوقاية منه قبل الحدوث وعلاجه بعده. وتربية الأطفال على العفّة من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الوالدين، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من حق الولد على والده أن يحسن اسمه

١٠٨

إذا وُلد، وأن يعلمّه الكتابة إذا كبر، وان يعفّ فرجه إذا أدرك) (١) .

والتربية على العفّة تستلزم الوقاية من الانحراف في مرحلة ما قبل البلوغ.

وأوّل بوادر الوقاية إبعاد الطفل عن الإثارة الجنسية، وأبعاده عن الاطلاع على صورتها، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (والذي نفسي بيده، لو أنّ رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبداً؛ إن كان غلاماً كان زانياً، أو جارية كانت زانية) (٢) .

ومن أساليب الوقاية التفريق بين الصبيان أثناء النوم، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (... وفرّقوا بينهم في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين) (٣) .

والتفريق بين الصبيان والنساء أكثر ضرورة، قال الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (يُفرّق بين الغلمان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين) (٤) .

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الصبي والصبي، والصبي والصبيّة، والصبية والصبية يفرّق بينهم في المضاجع لعشر سنين) (٥) .

ونهى الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من تقريب الجارية من غير أرحامها إذا بلغت ست سنين فقال: (إذا أتى عليها ست سنين فلا تضعها

____________________

(١) مستدرك الوسائل ٢: ٦٢٦.

(٢) وسائل الشيعة ٢٠: ١٣٣ | ٢ باب ٦٧.

(٣) مستدرك الوسائل ٢: ٥٥٨.

(٤) مكارم الأخلاق: ٢٢٣.

(٥) وسائل الشيعة ٢٠: ٢٣١ | ١ باب ١٢٨.

١٠٩

على حجرك) (١) .

ونهى عن تقبيل الصبيّة فقال: (إذا بلغت الجارية الحرّة ست سنين فلا ينبغي لك أن تقبّلها) (٢) .

والمقصود هو عدم التقبيل من قِبل الغرباء لا الأب أو الأُم أو العم أو محارمها، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (... والغلام لا يقبّل المرأة إذا جاز سبع سنين) (٣) .

وإذا حدث الانحراف الجنسي، فيجب استخدام العقوبة للحدّ من تكرار الممارسة، سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في غلام صغير ابن عشر سنين زنى بامرأة، قال: (يُجلد الغلام دون الحدّ) (٤) .

ويجب في وقتنا المعاصر منع الصبي عن كلِّ ما يؤدّي إلى إثارته من قصص وروايات وصور، وما يُعرض من أفلام منافية للعفّة، ويجب مراقبة الصبيان في خلواتهم وفي علاقاتهم مع الآخرين، للوقاية من الانحراف الجنسي.

سادساً: ربط الطفل بالقدوة الحسنة

الطفل في الأعوام المتأخّرة من هذه المرحلة يحاول التشبّه بالأشخاص الأكثر حيوية والأشد فاعليّة في المجتمع، ويطلق علماء النفس مفهوم المحاكاة للتعبير عن التشبّه الفجائي السريع الذي ينتهي بانتهاء المؤثّر، فهو تشبّه آني، ويطلقون عبارة الاقتباس على التشبّه

____________________

(١) وسائل الشيعة ٢٠: ٢٢٩ | ١ باب ١٢٧.

(٢) وسائل الشيعة ٢٠: ٢٣٠ | ٢ باب ١٢٧.

(٣) وسائل الشيعة ٢٠: ٢٣٠ | ٤ باب ١٢٧.

(٤) مكارم الأخلاق: ٣٢٠.

١١٠

البطيء (١) الذي يستحكم في العقل والعاطفة ومن مصاديقه التقليد والاقتداء، والنماذج العالية من الشخصية هي المؤثّرة في التشبّه، فأهل الكرامة وأهل القدوة يكرّمهم الشعب ويبجّلهم وهم الذين (يقتدي بهم عامة الشعب) (٢) .

والطفل غالباً ما يتشبّه بمَن لهم سلطان روحي ونفسي على الناس ومنهم الملوك والحكام، والفائزون والناجحون في الحياة، وكلّ مَن له تأثير على الناس كالمعلم وعالم الدين.

ويرى بعض علماء النفس الحاجة إلى تصوّر المثل الأعلى لدى كل إنسان (٣) وهي حاجة ضرورية، والمثل الأعلى في رأي هؤلاء العلماء يختلف باختلاف الناس، ويتبدّل بتبدّل ظروفهم المادية والنفسية والاجتماعية، ويعتبرون المثل الأعلى متجسّداً في القيم المعنوية والأهداف المتوخّاة في الحياة.

والمثل الأعلى بهذا المفهوم ضروري جداً لكلِّ إنسان، وخصوصاً الطفل في الأعوام المتأخّرة من هذه المرحلة، ولكنّ المثل الأعلى إن لم يتحوّل من المفهوم إلى المصداق وإلى مَن تتجسّد فيه قيم هذا المثل الأعلى؛ يبقى محدوداً في حدود التصوّرات، فالطفل بحاجة إلى التشبّه والاقتداء بما هو ملموس في الواقع الموضوعي، وخير مَن يتجسّد به المثل الأعلى هو النموذج الأعلى للشخصية الإنسانية.

____________________

(١) علم الاجتماع نقولا الحدّاد: ٨٦.

(٢) علم الاجتماع: ١٤٠.

(٣) علم النفس جميل صليبا: ٧٢٨.

١١١

والاقتداء بالأسلاف (أكثر من الاقتداء بالطبقة العليا) (١) .

ومن هنا فالضرورة الحاكمة في الاقتداء، هي: الاقتداء بالسلف الصالح وهم الأنبياء والأئمّة من أهل البيت، والصالحين من الصحابة والتابعين، والماضين من علماء الدين، فهم قمم في الفضائل والمكارم والمواقف النبيلة، وممّا يساعد على التشبّه والاقتداء بهم تأثيرهم الروحي على مختلف طبقات الناس الذين يكنّون لهم التبجيل والتقديس.

وحياة الصالحين مليئة بجميع القيم والمكارم التي يريد الإنسان التمسّك بها. والاقتداء هو الذي يجعل الطفل إنساناً عظيماً تبعاً لمَن يقتدي بهم، وإذا فُقد الاقتداء جمدت جذوة الحياة وضعف الطموح، وانحرف عن مساره للتعلّق والاقتداء بالهامشيين من الأشخاص العاديين.

فالواجب على الوالدين توجيه أنظار الطفل وأفكاره وعواطفه ومواقفه نحو الشخصيات النموذجية، ابتداءً من آدم وانتهاءً بالعظماء المعاصرين، ولكلِّ نبيٍّ أو إمامٍ من أئمّة الهدى تاريخ حافل بجميع المكارم والقيم والمواقف السائدة في الحياة.

والقدوة الصالحة لها تأثير ومواقف مشرّفة في كلِّ زاوية من زوايا الحياة، والاقتداء بها تنعكس آثاره على جميع جوانب شخصيّة الطفل العاطفية والعقلية والسلوكية، فتندفع الشخصية للوصول إلى المقامات العالية التي وصلها الصالحون المقتدى بهم.

والحمدُ لله أولاً وآخراً

____________________

(١) علم الاجتماع: ١٤٦.

١١٢

الفهرس

الفصل الأول : المنهج التربوي العام في العلاقات الأُسَريّة ٩

أولاً: الاتفاق على منهج مشترك.٩

ثانياً: علاقات المودّة ١١

ثالثاً: مراعاة الحقوق والواجبات..١٥

رابعاً: تجنّب إثارة المشاكل والخلافات..١٧

خامساً: التحذير من الطلاق.٢٢

الفصل الثاني: المرحلة الأُولى: مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل.٢٧

أولاً: مرحلة ما قبل الاقتران.٢٧

ثانياً: مرحلة الحمل.٣٤

الفصل الثالث: المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد الولادة ٤٣

أولاً: مراسيم الولادة: ٤٣

ثانياً: التركيز على حليب الأُم ٤٦

الفصل الرابع: المرحلة الثالثة: مرحلة الطفولة المبكِّرة ٥٣

أولاً: تعليم الطفل معرفة الله تعالى.٥٣

ثانياً: التركيز على حبّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت (عليهم السلام) ٥٦

ثالثاً: تربية الطفل على طاعة الوالدين.٥٧

رابعاً: الإحسان إلى الطفل وتكريمه ٦٠

خامساً: التوازن بين اللين والشدّة ٦٣

سادساً: العدالة بين الأطفال.٦٧

سابعاً: الحرّيّة في اللعب..٧٣

ثامناً: التربية الجنسية وإبعاد الطفل عن الإثارة ٧٩

تاسعاً: تنمية العواطف..٨٤

عاشراً: الاهتمام بالطفل اليتيم.٨٧

١١٣

الفصل الخامس: المرحلة الرابعة: مرحلة الصبا والفتوّة ٩٣

أولاً: تكثيف التربية ٩٦

ثانياً: المبادرة إلى التعليم.٩٩

ثالثاً: تمرين الطفل على الطاعات..١٠٣

رابعاً: مراقبة الطفل.١٠٧

خامساً: الوقاية من الانحراف الجنسي.١٠٨

سادساً: ربط الطفل بالقدوة الحسنة ١١٠

١١٤