وعن عمرو بن ثابت، قال: لمّا مات علي بن الحسين (عليه السلام) وجدوا بظهره أثراً، فسألوا عنه؟ فقالوا: هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل
.
وهذه الدقّة في السرّية كانت من أجل إلهاء عيون الدولة عن مواقفه.
مع أنّ الهدف الأساسي من هذا العمل وهو تمويل الناس وتموينهم كان يتحقّق بتلك الطريقة الهادئة.
ومع أنّ معرفة الناس للأمر ولو بعد حين كان أوقع في النفوس وأكثر تأثيراً في حبّ الناس لأهل البيت (عليهم السلام).
ومع ما في ذلك من البعد عن الرياء، والسمعة، والمباهاة.
وقد وصلت سرّية عمله (عليه السلام) إلى حدّ أنّه كان يُتّهم بالبخل:
قال شيبة بن نعامة: كان علي بن الحسين يُبَخّل، فلمّا مات وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة
.
وقال ابن عائشة، عن أبيه، عن عمّه: قال أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السرّ حتّى مات علي بن الحسين
.
وهذا واحد من أساليب عمله في رفع هذه المشكلة، وقد اتّبع أساليب أُخرى، نقرأ عنها الأحاديث التالية:
إنّه (عليه السلام) كان يعتبر المشكلة الاقتصادية محنةً كبيرة أن يجد الفقر متفشّياً في الدولة الإسلامية، وهي السعة بحيث لا يمكن معالجتها بسهولة.
ففي الحديث: شكا إليه (عليه السلام) بعض أصحابه ديناً، فبكى الإمام (عليه السلام) فلمّا سُئل عن سبب بكائه؟ قال (عليه السلام): وهل البُكاء إلاّ للمحن الكبار؟ وأيّ محنة أكبر من أن يرى الإنسان أخاه المؤمن في حاجة لا يتمكّن من قضائها، وفي فاقةٍ لا يطيق دفعها
.
وأسلوب آخر في التركيز على مقاومة المشكلة:
____________________