جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)0%

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية للطباعة والنشر
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 305

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
الناشر: مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 305
المشاهدات: 29242
تحميل: 7290

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 305 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29242 / تحميل: 7290
الحجم الحجم الحجم
جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)

جهاد الإمام السجاد (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مؤسسة دار الحديث العلمية الثقافية للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(- وموضع السكون إليها قضاءُ اللذّة التي لابدّ من قضائها، وذلك عظيم. ولا قوّة إلاّ بالله).

وأمّا حقّ رعيّتك بِمْلك اليمين (1):

  - فأن تعلم أنّه خلقُ ربّك [ وابن أبيك وأُمّك ] ولحمك ودمك، وأنّك تملِكُهُ، لا أنْتَ صنعتَه دونَ الله، ولا خلقتَ له سمعاً ولا بصراً، ولا أجريتَ له رزقاً (2)، ولكنّ الله كفاك ذلك، ثمّ سخّره لك، وائتمَنَك عليه، واستودَعَك إيّاه (لتحفظه فيه، وتسير فيه بسيرته، فتطعمه ممّا تأكل، وتلبسه ممّا تلبس، ولا تكلّفه ما لا يُطيق) (3)

  - فإنّ كرهته (خرجت إلى الله منه و) استبدلت به، ولم تعذّب خلق الله عزّ وجلّ. ولا قوّة إلاّ بالله.

[ و ] (وأمّا حقّ الرحم)

[21] فحقّ أُمّك:

  - أنْ تعلم أنّها حملتْك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتْك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحد أحداً، وأنّها وَقَتْك بـ (سمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها) وجميع جوارحها (مُستَبْشِرةً بذلك فَرِحةً، موابلةً محتَملةً لما فيه مكروهها وألَمِها وثقلها وغَمّها، حَتّى دفعتها عنك يدُ القدرة، وأخرجتك إلى الأرض.

  - فرضيت أن تشبعَ، وتجوع هي (4)، وتكسوك وتعرى، وتَرويك وتظما، وتُظِلّك وتضحى، وتُنْعِمك ببؤسها، وتلذّذك بالنوم بأرَقها، (وكانَ بطنُها لك وعاءً، وحِجْرها لك حواءً، وثديُها لك سقاءً، ونفسُها لك وقاءً) تباشِر حَرّ الدنيا وبردها لك ودونك

____________________

(1) في الصدوق: وأمّا حق مملوكك.

(2) في بعض نسخ الصدوق: لم تملكه لأنّك صنعته دون الله! ولا خلقت شيئاً من جوارحه، ولا أخرجت له رزقاً،

(3) بدل ما بين القوسين في الصدوق: ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه، فأحسن إليه كما أحسن إليك.

(4) في الصدوق: ولم تبال أن تجوع وتطعمك... وهكذا إلى آخر الفقرة، باختلاف يسير.

٢٨١

  - (فتشكرها على قدر ذلك): [ فإنّك لا تطيق شكرها ] (ولا تقدر عليه) إلاّ بعون الله وتوفيقه.

[22] وأمّا حقّ أبيك:

  - فتعلم أنّه أصْلُك، (وأنّك فرعُه) وأنّك لولاه لم تكن، فمهما رأيتَ في نفسك ممّا يُعْجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه.

  - فاحمد الله واشكره على قدر ذلك. ولا قوّة إلاّ بالله.

[23] وأمّا حقّ ولدك:

  - فتعلم أنّه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه.

  - وأنّك مسؤول عمّا ولّيتَهُ من حُسْن الأدب، والدلالة على ربّه، والمعونة له على طاعته (فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب).

  - فاعمل في أمره عمل [ مَنْ يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه ] (المتزيّن بِحُسْن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذِر إلى ربّه في ما بينك وبينه بحسن القيام عليه، والأخذ له منه. ولا قوّة إلاّ بالله).

[24] وأما حقّ أخيك

  - فأنْ تعلم أنّه يدك التي تبسطها، وظهرك الذي تلتجئ إليه، وعزّك الذي تعتمد عليه، وقوّتك التي تصول بها (1)

  - فلا تتّخذه سلاحاً على معصية الله.

  - ولا عُدّة للظلم لخلق الله (2)

  - ولا تدع نصرته على (نفسه، ومعونته على) عدوّه (والحؤول بينَهُ وبين شياطينه) و(تأدية) النصيحة إليه، (والإقبال عليه في الله).

____________________

(1) في الصدوق: فأنْ تعلم أنّه يدك وعزّك وقوّتك.

(2) في تحف العقول: بحقّ الله.

٢٨٢

  - فإن انقاد لربّه وأحسن الإجابة له (1)، وإلاّ فليكن اللهُ (آثرَ عندك و) أكرم عليك منه. ولا قوّة إلاّ بالله.

[ ز - حقوق الآخرين ]

[25] وأمّا حقّ المنْعِم عليك بالولاء:

فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذُلّ الرِقّ ووحشته إلى عزّ الحرّيّة وأُنسها، وأطلقك من أسْر الملكة، وفكّ عنك قيد (2) العبوديّة (وأوجدك رائحة العزّ) وأخرجك من سجن القَهْر (3) (ودفع عنك العُسر، وبسط لك لسانَ الإنصاف، وأباحك الدنيا كلّها) فملّكَكَ نفسَك، (وحلّ أسْركَ) وفرّغَكَ لعبادة ربّك (واحتملَ بذلك التقصير في ماله)

  - فتعلّم أنّه أوْلى الخلق بك (بعد أُولي رحمك) في حياتك وموتك، وأحقّ الخلق بنصرك (4)(ومعونتك، ومكانفتك في ذات الله، فلا تُؤْثِر عليه نفسك) ما احتاج إليك.

[26] وأما حقّ مولاك الجارية عليه نعمتُك:

  - فأنْ تعلم أنّ الله جعلك حاميةً عليه، وواقيةً، وناصراً، ومعقلاً، وجعله لك وسيلة وسبباً بينك وبينه، فبالحريّ أنْ يحجبك عن النار، فيكون ذلك ثوابك منه في الآجل.

  - ويحكم لك بِميراثه في العاجل - إذا لم يكن له رَحِم - مكافأةً لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقّه بعد إنْفاق مالك، فإن لم تقم بحقّه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه.

____________________

(1) في الصدوق: فإنْ أطاع الله تعالى.

(2) في التحف: حلق، بدل قيد.

(3) في الصدوق: من السجن.

(4) في الصدوق: وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ما احتاج إليه منك.

٢٨٣

ولا قوّة إلاّ بالله (1).

[27] وأمّا حقّ ذي المعروف عليك:

  - فأنْ تشكره

  - وتذكر معروفه.

  - وتنشر له (2)المقالة الحسنة.

  - وتُخلص له الدعاء في ما بينك وبين الله سبحانه. فإنّك إذا فعلتَ ذلك كنتَ قد شكرتَه سرّاً وعلانيةً.

  - ثمّ إن أمكنك مكافأته بالفعل (3)كافأته (وإلاّ كنتَ مُرْصِداً له موطِّناً نفسك عليها).

[28] وأمّا حقّ المؤذّن:

  - فأنْ تعلم أنّه مذكّرك بربّك، وداعيك إلى حظّك، وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك.

  - فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.

  - (وإنْ كنتَ في بيتك مهتّماً لذلك، لم تكن لله في أمره متّهِماً، وعلمت أنّه نعمة من الله عليك، لاشكّ فيها، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال. ولا قوّة إلاّ بالله).

[29] وأمّا حقّ إمامك في صلاتك:

  - فأن تعلم أنّه قد تقلّد السفارة في ما بينك وبين (الله، والوفادة إلى) ربك.

  - وتكلّمَ عنك ولم تتكلّمْ عنه.

  - ودعا لك ولم تدعُ له

____________________

(1) في الصدوق: فأن تعلم أنّ الله عزّ وجل جعل عتقك له وسيلة إليه، وحجاباً لك من النار، وأنّ ثوابك في العاجل ميراثه، إذا لم يكن له رحم، مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنّة.

(2) في الصدوق: وتكسبه، بدل وتنشر له.

(3) في الصدوق: يوماً، بدل (بالفعل).

٢٨٤

  - (وطُلِبَ فيك ولم تُطْلَب فيه)

  - وكفاك همّ (1)المقام بين يدي الله (والمسألة له فيك، ولم تكفه ذلك) فإن كان في (وإن كان آثماً لم [ وإنْ كان تماماً كنت شريكه ] شيء من ذلك تقصير (2) كان به دونك تكن شريكه فيه).

  - ولم يكن له عليك فضل، فوقى نفسَك بنفسه، و(وقى) صلاتك بصلاته.

- فتشكر له على [ قدر ] ذلك (ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله).

[30] وأمّا حقّ الجليس:

  - فأن تُلين له (كنفك، وتطيّب له) جانبك

  - وتنصفه في مجاراة اللفظ.

(- ولا تُغرق في نزع اللحظ إذا لحظت.

  - وتقصد في اللفظ إلى إفهامه إذا لفظت).

  - وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار، ولا تقوم إلاّ بإذنه (3)

- [ وتنسى زلاّته.

  - وتحفظ خيراته.

  - ولا تُسْمعه إلاّ خيراً ]

(ولا قوّة إلاّ بالله)

[31] وأمّا حقّ الجار:

  - فحفظه غائباً.

  - وإكرامه شاهداً.

____________________

(1) في الصدوق: هول.

(2) في الصدوق: نقص.

(3) في الصدوق، اختلاف في ألفاظ هذه الفقرة، والمعنى واحد.

٢٨٥

  - ونصرته (ومعونته في الحالين جميعاً) [ إذا كان مظلوماً ].

  - ولا تتّبع له عورةً (ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها، فإن عرفتها منه - من غير إرادةٍ منك ولا تكلّفٍ - كنت لما علمتَ حصناً حصيناً وستراً ستيراً، لو بحثت الأسنّة عنه ضميراً لم تتّصل إليه لانطوائه عليه) (1)[ وإن علمت انه يقبل نصيحتك نصحتَه في ما بينك وبينه ].

(- لا تستمع عليه من حيث لا يعلم).

  - ولا تسلّمه عند شديدة.

(- ولا تحسده عند نعمة).

  - وتُقيل عثرته، وتغفر زلّته (2)(ولا تدّخر حلمك عنه) إذا جهل عليك.

  - ولا تخرج أن تكون سلماً له، تردّ عنه لسان الشتيمة، وتُبطل فيه كَيْد حامل النصيحة (3))

  - وتعاشره معاشرةً كريمة.

(ولا حول) ولا قوّة إلاّ بالله.

[32] وأمّا حقّ الصاحب:

  - فأن تصحبه بالفضل (ما وجدت إليه سبيلاً) و(إلاّ فلا أقلّ من) الإنصاف (4)

  - وأن تكرمه كما يكرمك(ولا يسبقك في ما بينك وبينه إلى مكرمة، فإن سبقك كافأتَهُ) (5)

  - (وتحفظه كما يحفظك)

  - [ وتودّه كما يودّك ] (ولا تقصّر به عمّا يستحقّ من المودّة

____________________

(1) في الصدوق - بدل ما بين القوسين -: فإن علمت عليه سواً سترته عليه.

(2) في الصدوق: ذنبه.

(3) كذا، ولعلّها: (النميمة) لأنّ - ها أنسب بما قبلها وما بعدها سجعاً، ولأنّ حامل النصيحة لا كيد له ظاهراً، فلاحظ.

(4) في الصدوق: فإن تصحبه بالتفضّل والإنصاف.

(5) هذه الجملة مؤخّرة في التحف عن الجملة التالية.

٢٨٦

  - تلزم نفسك نصيحته وحياطته.

  - ومعاضدته على طاعة ربّه)

  - ومعونته على نفسه في ما لا يهمّ (1)به من معصية (ربّه).

  - ثمّ تكون (2)عليه رحمة، ولا تكون (3) عليه عذاباً. ولا قوّة إلاّ بالله.

[33] وأمّا حقّ الشريك:

  - فإنْ غاب كفيتَه.

  - وإنْ حضر ساويتَه (4).

  - ولا تعزم على حكمك دون حكمه.

  - ولا تعمل برأيكَ دونَ مُنَاظرته.

  - تحفظ عليه ماله.

  - وتَنْفي عنه خيانته (5)في ما عزّ أو هانَ، فـ (إنّه بلَغَنَا) (أنّ يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا) ولا قوّة إلاّ بالله.

[34] وأمّا حقّ المال:

  - فأنْ لا تأخذَه إلاّ من حِلّه.

  - ولا تُنفقه إلاّ في حلّه (6)(ولا تحرّفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه،

ولا تجعله - إذا كان من الله - إلاّ إليه، وسبباً إلى الله).

____________________

(1) في الصدوق: وتزجره عما يهمّ، إلى آخره.

(2) في الصدوق: وكن.

(3) في الصدوق: ولا تكن.

(4) في الصدوق: رعيته، بدل (ساويته).

(5) في الصدوق: ولا تخُنْهُ.

(6) في الصدوق: في وجهه.

٢٨٧

  - ولا تُؤثِر به على نفسك مَنْ لا يحمدك (وبالحريّ أن لا يُحسن خلافته (1)في تركَتِك، ولا يعمل فيه بطاعة ربّك، فتكون مُعيناً له على ذلك، أو بما أحدثَ في مالك أحسن نظراً، فيعمل بطاعة ربّه فيذهب بالغنيمة).

[ - فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به ] فتبو ء بـ (الإثمِ و) بالحسرة والندامة مع التبعة. ولا قوّة إلاّ بالله.

[35] وأمّا حقّ الغريم الطالب لك:

  - فإنْ كنتَ مُوسِراً أوفيتَه (2)(وكفيتَه وأغنيتَه، ولم تردُدْه وتمطله، فإنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (مطلُ الغنيّ ظلم))

  - وإنْ كنتَ مُعْسِراً أرضَيْتَه بحُسْن القول (وطلبت إليه طلباً جميلاً) وردَدْتَه عن نفسك ردّاً لطيفاً (ولم تجمع عليه ذهاب ماله، وسوء معاملته، فإنّ ذلك لؤم. ولا قوّة إلاّ بالله) (3)

[36] وأمّا حقّ الخليط:

  - فأن لا تغُرّه.

  - ولا تغشّه.

(- ولا تكذّبه.

  - ولا تغفله)

  - ولا تخدعه.

(- ولا تعمل في انتقاصِهِ عمل العدوّ الذي لا يُبقي على صاحبه.

  - وإن اطمأنّ إليك استقصيت له على نفسك، وعلمت: (أنّ غبن المسترسل ربا).

____________________

(1) في بعض نسخ التحف، خلافتك.

(2) في الصدوق: أعطيته.

(3) هنا موضع (حق الغريم الذي تطالبه) الذي ذكر في المقدمة مع فروع الحقوق، لكنّه لم يعنون هنا في أيّ من النصين لا في تحف العقول، ولا في كتب الصدوق.

٢٨٨

[ - وتتّقي اللهَ تبارك وتعالى في أمره ]

ولا قوّة إلاّ بالله).

[37] وأمّا حقّ الخصم المدّعي عليك:

  - فإن كانَ ما يدّعي - عليك حقّاً [ كنتَ شاهدَه على نفسك ] (لم تنفسخ في حُجّته) [ ولم تظلمه ] (ولم تَعْمل في إبطال دعوته) [ وأوفيته حقّه ] (وكنْتَ خَصْم نفسك له، والحاكم عليها، والشاهد له بحقّه، دون شهادة الشهود، فإنّ ذلك حقّ الله عليك).

  - وإن كان ما يدّعيه باطلاً رَفَقْتَ به (وردَعته (1)وناشدته بدينه) [ ولم تأتِ في أمره غير الرفق، ولم تُسْخط ربّك في أمره ] (وكسرتَ حدّتَهُ بذكر الله، وألغيتَ حشو الكلام ولُغَطَهُ الذي لايردّ عنك عادية عدوّك، بل تبوء بإثمِه، وبه يشحذ عليك سَيْف عداوته؛ لأنّ لفظة السوء تبعث الشرّ، والخير مَقْمَعَة للشرّ. ولا قوّة إلاّ بالله).

[38] وأمّا حقّ الخصْم المدّعى عليه:

  - فإنّ كانَ ما تدّعيه حقّاً (2)أجْملتَ في مقاولته (بمخرج الدعوى فإنّ الدعوى غلظة في سمع المدّعى عليه) [ ولم تجحَدْ حقّه ].

(- وقصدت قصد حجّتك بالرفق، وأمهل المهلة، وأبين البيان، وألطف اللطف.

  - ولم تتشاغل عن حجّتك بمنازعته بالقيل والقال، فتذهب عنك حجّتُك، ولا يكون لك في ذلك دَرْك) [ وإنْ كنتَ مُبْطلاً في دعواك اتّقيْتَ الله عزّ وجلّ، وتُبْتَ إليه، وتركتَ الدعوى ]

(ولا قوّة إلاّ بالله)

____________________

(1) كذا في بعض النسخ، والظاهر أنّه الصواب وفي أكثرها ورَوّعْتَهُ، والظاهر عدم صحّته، وفي بعض النسخ: ورّعته، فمعناه دعوته إلى الورع.

(2) في الصدوق: إن كنت محقّاً في دعواك...

٢٨٩

[39] وأمّا حقّ المستشير:

  - فإنْ حضرك له وجه رأي، جهدتَ له في النصيحة و (1)أشرت عليه (بما تعلم أنّك لو كنتَ مكانه عملتَ به.

  - وذلك ليكنْ منك في رحمةٍ، وليْنٍ، فإنّ الليْن يؤنِسُ الوحشةَ، وإنّ الغلظ يُوحش موضع الأُنس.

  - وإن لم يحضرك له رأي، وعرفتَ له مَنْ تثقُ برأيه وترضى به لنفسك، دَلَلْتَه عليه وأرشدته إليه (2)فكنتَ لم تألُهْ خيراً، ولم تدّخره نصحاً. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله)

[40] وأما حقّ المُشير عليك:

  - أنْ لا تتّهمَه في مالا يُوافقك عليه من رأيه (إذا أشارَ عليك، فإنّما هي الآراء وتصرُّف الناس فيها واختلافهم، فكن عليه في رأيه بالخيار، إذا اتّهمْتَ رأيه، فأمّا تهمتُهُ فلا تجوزُ لك، إذا كانَ عندكَ ممّن يَستحقّ المشاورة.

  - ولا تدعْ شُكْره على ما بدا لك من إشخاص رأيه، وحُسْن وجه مشورته)

  - فإذا وافقك حمدتَ الله (وقبلتَ ذلك من أخيك بالشكر والإرصاد بالمكافأة في مثلها، إن فزع إليك. ولا قوّة إلاّ بالله).

[41] وأمّا حقّ المستنصِح:

  - فإنّ حقّه أنْ تؤدّيَ إليه النصيحةَ (على الحقّ الذي ترى له أنّه يحمل، وتُخرج المخرجَ الذي يلين على مسامعه، وتكلّمه من الكلام بما يُطيقه عقله، فإنّ لكلّ عقلٍ طبقةً من الكلام يعرفه ويَجْتنيه) (3)

  - وليكن مذهبُك الرحمة [ له والرفق به ]

____________________

(1) في الصدوق: إنْ علمت له رأياً.

(2) في الصدوق: وإنْ لم تعلم أرشدتَه إلى مَنْ يعلم.

(3) كذا في بعض النسخ وفي أكثرها: يجتنبه، فلاحظ.

٢٩٠

(ولا قوّة إلاّ بالله).

[42] وأمّا حقّ الناصِح:

  - فأنْ تُلين له جناحك.

  - (ثمّ تُشَرْئب (1)له قلبَك، وتفتح له سمعَك، حتّى تفهمَ عنه نصيحته (2) . ثمّ تنظر فيها): فإنْ كانَ وُفقَ فيها للصواب (3) حمدتَ الله (على ذلك، وقبلتَ منه وعرفتَ له نصيحته).

  - وإن لم يكن وُفِّقَ له فيها (4)رحمتَه، ولم تتّهمْهُ، وعلمتَ أنّه (لم يألُك نصحاً، إلاّ أنّه) أخطأ، [ ولم تُؤاخذه بذلك ] إلاّ أنْ يكونَ (عندك) مستحِقّاً للتهمة، فلا تعبأ بشيٍ من أمره على (كلّ) حال. ولا قوّة إلاّ بالله.

[43] وأما حقّ الكبير:

  - فإنّ حقّه توقير سِنّهِ.

  - وإجلال إسلامه، إذا كان من أهل الفضل في الإسلام، بتقدّمه فيه (5)

  - وترك مقابلته عند الخِصام.

  - ولا تسبقه إلى طريق.

  - ولا تؤمّه في طريق (6)

  - ولا تستجهله.

  - وإن جهل عليك، تحمّلتَ، وأكرمته بحقّ إسلامه [ وحرمته ] (مع سِنّه، فإنّما حقّ السِنّ بقدر الإسلام.

____________________

(1) كذا في النسخ، ولعلّ الكلمة (تشرّف).

(2) في الصدوق: وتُصغي إليه بسمعك، بدل هذه الفقرة.

(3) في الصدوق: فإن أتي الصواب.

(4) في الصدوق: وإن لم يوفّق، وفي بعض النسخ: يوافق.

(5) في التحف لتقديمه، وفي الصدوق: إجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك.

(6) في الصدوق، ولا تتقدّمه.

٢٩١

ولا قوّة إلاّ بالله.

[44] وأمّا حقّ الصغير:

  - فرحمته (1)

  - (وتثقيفُه وتعليمه)

  - والعفو عنه، والستر عليه.

  - والرفق به.

  - والمعونة له.

  - (والستر على جرائر حداثته، فإنّه سبب للتوبة.

  - والمداراة له، وترك مماحَكته، فإنّ ذلك أدنى لرشده).

[45] وأمّا حقّ السائل:

  - فإعطاؤه [ على قدر حاجته ] (2)إذا تيقّنتَ صدقَهُ وقَدَرْتَ على سَدّ حاجته.

  - والدعاء له في ما نَزَلَ به.

  - والمعاونة له على طلبته.

  - وإن شككتَ في صدقه، وسبقتْ إليه التهمةُ له، ولم تعزم على ذلك، لم تأمَنْ أنْ يكونَ من كيد الشيطان، أراد أنْ يصدّك عن حظّك، ويحولَ بينك وبين التقرّب إلى ربّك، فتركتَه بستْرهِ، وردَدْتَه ردّاً جميلاً.

  - وإنْ غلبتْ نفسُك في أمره، وأعطيتَه على ما عَرَضَ في نفسك منه، فإنّ ذلك من عزم الأمور.

[46] وأمّا حقّ المسؤول:

  - إنْ أعطى قُبِلَ منه (ما أعطى) بالشُكر له، والمعرفة لفضله.

  - وَطلب وجه العُذْر في منعه (3)

____________________

(1) أضاف الصدوق: في تعليمه.

(2) إلى هنا ينتهي ما في الصدوق من حقوق السائل.

(3) في الصدوق: وإن مَنَعَ فاقبل عُذره.

٢٩٢

(- وأحْسِنْ به الظنّ.

  - واعلم أنّه إنْ مَنَعَ فمالَه مَنَعَ، وأنْ ليس التثريبُ في ماله، وإنْ كان ظالماً، فإنّ الإنسان لظلوم كفّار)

[47] وأمّا حقّ مَنْ سَرّكَ (اللهُ به وعلى يديه) (1):

  - فإن كانَ تعمّدها لك: حمدتَ الله أوّلاً، ثمّ شكرتَهُ (2)على ذلك بقدره، في موضع الجزاء.

  - وكافأته على فضل الابتداء، وأرصدتَ له المكافأةَ.

  - وإن لم يكن تعمّدها: حمدتَ الله وشكرته، وعلمت أنّه منه، توحّدك بها.

  - وأحببتَ هذا (3)إذْ كان سبباً من أسباب نِعَمِ الله عليك.

  - وترجو له بعد ذلك خيراً، فإنّ أسبابَ النِعم بركة حيثُما كانَتْ، وإنْ كان لم يتعمّد. ولا قوّة إلاّ بالله.

[48] وأمّا حقّ مَنْ ساءَ ك(القضاء على يَدَيْه، بقولٍ أو فعلٍ):

  - فإنْ كانَ تعمّدها كان العفوُ أولى بك (4)(لما فيه له من القَمْع، وحُسْن الأدب مع كثير أمثاله من الخلق.

[ - وإن علمت أنّ العفوَ عنه يضر، انتصرتَ ] فإنّ الله يقول: ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) إلى قوله ( من عزم الأمور ) (5) .

وقال عزّ وجلّ: ( وإنْ عاقَبْتُم فعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُم بِهِ ولَئِنْ صَبَرْتُم لهو خيْر للصابِرين ) (6) .

هذا في العَمْد.

  - فإنْ لم يكن عَمْداً، لم تظلمه بتعمّد الانتصار منه، فتكونَ قد كافأته في تعمّد

____________________

(1) في الصدوق: بدل ما بين القوسين: لله تعالى.

(2) في الصدوق في هذا الحق: (أنْ تحمد الله عزّ وجّل أوّلاً، ثم تشكره) فقط، ولم يورد باقي ما هنا.

(3) هذا إشارة إلى الشخص الذي سرّك.

(4) في الصدوق: أن تعفو عنه، فقط، ثم ذكر قوله: [ وإن علمت... الخ ].

(5) سورة الشورى (42) الآية: 41 - 43.

(6) سورة النحل (16) الآية: 126.

٢٩٣

على خطأ.

  - ورفقتَ به، وردَدْتَه بألْطَفِ ما تقدِرُ عليه. ولا قوّة إلاّ بالله)

[49] وأمّا حقّ أهل مِلّتك (عامَةً):

  - فإضمار السلامة.

  - و(نشر جناح) الرحمة [ بهم ]

  - والرفق بمسيئهم.

  - وتألّفهم.

  - واستصلاحهم.

  - وشكر محسنهم (إلى نفسه، وإليك، فإنّ إحسانه إلى نفسه إحسان إليك، إذا كَفّ عنك أَذاه، وكفاك مؤونته، وحبس عنك نفسه - فَعُمّهم - جميعاً - بدعوتك.

  - وانصرهم - جميعاً - بنصرتك).

  - وكُفّ الأذى عنهم ].

- وتُحب لهم ما تُحبّ لنفسك، وتكرهُ لهم ما تكره لنفسك ].

  - وأنْزِلْهُم - جميعاً - منك منازلهم: كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ (1) [ وعجائزهم بمنزلة أُمّك ].

(- فَمَنْ أتاك تعاهَدْتَه بلُطفٍ ورحمةٍ.

  - وصِلْ أخاك بما يجبُ للأخ على أخيه).

[50] وأمّا حقّ أهْل الذمّة:

  - (فالحكم فيهم) أنْ تقبل منهم ما قَبل الله.

  - (وتفي بما جعل الله لهم من ذمّته وعهده.

____________________

(1) في الصدوق بدل ما هنا: وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة إخوتك، وعجائزهم بمنزلة أُمّك، والصغار بمنزلة أولادك.

٢٩٤

- وتكِلَهم إليه في ما طلبوا من أنفسهم، واُجبروا عليه.

- وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك، في ما جرى بينك وبينهم من معاملة).

[ - ولا تظلمهم ما وَفَوا لله عزّ وجل بعهده ] ذمّة الله، والوفاء بعهده وعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حائل، فإنّه بلغنا أنّه قال: (مَنْ ظَلَمَ معاهَداً كنتُ خصمه) فاتّق الله.

ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

[ الخاتمة ]

(فهذه خمسون حقّاً محيطاً بك، لا تخرج منها في حال من الأحوال، يجب عليك رعايتها، والعمل في تأديتها، والاستعانة بالله جلّ ثناؤه على ذلك.

ولا حول ولا قوة إلاّ بالله).

والحمد لله ربّ العالمين [ وصلواته على خير خلقه محمّد وآله أجمعين وسلم تسليماً ] (1).

____________________

(1) هذه الخاتمة لم ترو في روايات الصدوق.

٢٩٥

الملحق (2)

من تقاريظ الكتاب نثراً ونظماً

نشر في مجلّة (الذكر) الشهرية التي يعدّها الطلبة اللبنانيون في معهد الإمام شرف الدين (رحمه الله) في حوزة مدينة قم المقدّسة. العدد (7) جمادى الأولى، السنة الأُولى(1414هـ) ص(43 - 44). بقلم العلاّمة الخطيب البارع الشاعر المفلّق المرحوم الشيخ محمد رضا آل صادق مقال هذا نصّه:

بسم الله الرحمن الرحيم

جهاد الإمام السجّاد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) سفر قيّم جديد

وممّا يجدر ذكره أنّ هذا الكتاب قد حظِي بالجائزة الأولى في المباراة التي أقامتها مؤسّسة آل البيت: ببيروت...

وينبغي أنْ نلقيَ الضوء على الكتاب والكاتب بما يرسم الصور المتوخّاة للقارئ اللبيب.

أمّا(الكتاب) فيتناول جهاد الإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) السياسيّ الذي غفلت عنه جلّ أقلام الكتّاب القُدامى والمعاصرين، بل حاولتْ أنْ تجعل منه رجلاً منصرفاً عن ميادين الجهاد والسياسة إلى صوامع العبادة والزهد وما إلى ذلك...

وقد مهدّ المؤلّف لكتابه بمقدّمة ضافية وافية بيّن فيها ما دفعه إلى تأليف هذا الكتاب أوّلاً.

ثمّ بحث عن الإمامة ومستلزماتها بصورة مفصّلة، وأعقب ذلك بحثاً عن إمامة السجّاد وآراء المذاهب الإسلاميّة في هذا الشأن.

وجعل الكتاب في خمسة فصول...

٢٩٦

تحدّث في الفصل الأوّل: عن أدوار النضال في حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في كربلاء والأسر والمدينة.

وتحدّث في الفصل الثاني: عن النضال الفكري والعلميّ في مجالات القرآن والحديث والعقيدة والشريعة والأحكام.

وتحدّث في الفصل الثالث: عن النضال الاجتماعي والعملي في مجالات الأخلاق والتربية ومقاومة الفساد وما إلى ذلك.

وتحدّث في الفصل الرابع: عن زهد الإمام وبكائه ودعائه.

كما تحدّث في الفصل الخامس: عن مواقف الإمام السجّاد (عليه السلام) الحاسمة من الظالمين وأعوانهم ومواقفه المبدئيّة من الحركات المسلّحة.

ثمّ خلص إلى خاتمة الكتاب التي أوجز فيها نتائج البحث. وممّا ورد فيها قوله:

(إنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد قام بأعمال سياسيّة كثيرة في سبيل الأهداف الكبيرة التي من أجلها شُرّع الدين.

وهو (عليه السلام) - وإن لم يمدّ يداً إلى السلاح الحديدي - إلاّ أنّه التزم النضال بكلّ الأسلحة الأخرى التي لا تقلّ أهميّة وخُطورة من السلاح الحديدي.

فشهر سلاح اللسان بالخطب والمواعظ، وسلاح العلم بالتثقيف والإرشاد، وسلاح الأخلاق بالتربية والتوجيه، وسلاح المال بالإعانات والإنفاق، وسلاح العدالة بالإعتاق، وسلاح الحضارة بالعرفان).

كما أكّد المؤلّف في هذه الخاتمة،: أنّ مَن يعرف أوليّات النضال السياسي وبديهيات التحرّك الاجتماعي، وخاصةً عند المعارضة، لَيُدرِك أنّ سيرة الإمام زين العابدين السياسية التي عرضناها في فصول هذا الكتاب، هي مشاعل تُنير النهج للسائرين على طريق الجهاد الشائك ممّن يلتقي مع الإمام (عليه السلام) في تخليد الأهداف الإلهية السامية...

وتتجلّى قيمة هذا الكتاب - كما ترى - عندما يعرف القارئ أنّ المؤلّف رجع إلى ما يقرب من مئة وتسعين مصدراً، ومرجعاً ممّا كتبه الفريقان من أهل السنّة والشيعة حول شخصية الإمام زين العابدين وحياته وسيرته.

٢٩٧

كما يتبّين السرّ للقارئ بوضوح في علّة عدول الإمام السجّاد عن الكفاح المسلّح إلى الجهاد باللسان والمال والسُبُل الأُخرى حين يطّلع على أنّ الإمام قد صرّح قائلاً: (ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا).

وأمّا الكلام عن (مؤلّف الكتاب).

فألحقّ أنّه أشهر من أنْ يُذكر فقد عرفته الأوساط العلميّة: كاتباً قديراً، وعالِماً نِحْريراً، له طول باعٍ وسعة اطّلاعٍ في التحقيق والرجال والفقه والأصول، بحيث أحسبه في غِنىً عن البيان بعد أنْ أصبحَ ممّن يُشار إليه بالبنان.

وحسبُنا أن نذكر - على سبيل الاستشهاد - أنّه سبق أنْ فاز كتابه الموسوم برسالة أبي غالب الزُراري إلى ابن ابنه في آل أعين، وتكملتها: لأبي عبد الله الغضائري بجائزة الكتاب السنويّ في حقل تحقيق التراث بإيران قبل عامين...

فطوبى له وحسن مآب، وأخذ الله بيديه وأيدينا جميعاً إلى ما فيه الخير والصواب...

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد الصادق الوعد الأمين، وآله الهُداة الميامين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، آمين.

كُتِبَ في يوم الجمعة الأوّل من ربيع الأوّل سنة1414 هجرية بقم عُشّ آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

محمد رضا آل صادق

٢٩٨

مقاطع من نظم العلاّمة الخطيب الشاعر الباهر الشيخ سعيد المنصوري (دام ظلّه)

في تقريض وتاريخ صدور كتاب (جهاد الإمام السجّاد) في عام(1414) هـ:

المقطوعة الأولى:

جهادُ الإمامِ كتاب لهُ

عند أهل الحِجا قيمة راجحَهْ

مؤلّفُهُ رجلٌ فاضِلٌ

أدّلتُهُ قدْ أتَتْ واضِحهْ

فأكْرِمْ بهِ من فتىً عالمٍ

مواضيعُهُ كلّها ناجِحهْ

فقَرّي عُيوناً بني هاشِمٍ

بِشِبْلٍ مواهبُهُ صالِحهْ

فإنْ قلتَ للنجم أرخْهُ (طُل

تجارتُهُ فيكم رابحهْ)

1414

المقطوعة الثانية:

إنّ الجلاليّ بتأليفهِ

لدى المباراةِ: (جهادَ الإمامْ)

أوضَحَ أمراً لم يكنْ واضحاً

بخيرِ أُسْلوبٍ وخير الكلامْ

وفي بيانٍ ساحِرٍ جاذبٍ

قد كَسَبَ السبْق ونالَ المرامْ

أبدَعَ في موضوعه خدمةً

لأهل بَيْت الوحْي خير الأنامْ

ففيهِ أنوارُ الهُدى أشرقَتْ

وعن طريق الحقّ أجلى الظَلامْ

وحينَ قالوا: علمُه دافِق

أرّخْتُه: (دفق كصوب الغمامْ)

1414

المقطوعة الثالثة:

اقرأ كتاباً بِيَراع الرضا

فيه لنا قد خُطّتِ الأسطرُ

فقل: له فضل على غيره

وثُمَ أرّخْ (فَيَد تُذْكَرُ)

٢٩٩

المقطوعة الرابعة

(محمّد الرضا) قد فُزْتَ في ما

به وافيتنا فوزاً عظيما

رسمتَ حقيقةً لا ريبَ فيها

وسفّهتَ المُبْطنَ والسقيما

فسِفْركمُ (الجهاد) دليلُ خيرٍ

ونور في البلاد سرى عميما

(لِزين العابدين) حوى دروساً

لها أطلقتُمُ قلماً سليما

سيأتيكم غَداً عوناً ويأتي

لمَنْ كَذَبوا عليه غداً خصيما

فِدى مجموعةِ الأبطال رُوحي

إماماً كانَ مِقداماً حليما

سِياسيّاً أبِيّاً أرْيَحيّاً

وإنْ نالَ الورى عُسْرٌ كريما

إلى العَليا به سلكتْ جدودٌ

وآباءٌ صِراطاً مستقيما

كتبتَ به صحائفَ محكماتٍ

فدُمْ في ما تسجّله حكيما

بذكرك قد أشدْتُ ولا أُبالي

وقلتُ مسبّحاً ربّاً عليما

لمن قالوا: أتعرف للجلالي

كتابَ هُدىً حديثاً أو قديما؟

يداه لجانب التاريخ (صدقاً

بجدٍّ قدّمَتْ دُرّاً يتيما)

1414

٣٠٠