المراجعات

المراجعات7%

المراجعات مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 809

  • البداية
  • السابق
  • 809 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48231 / تحميل: 36083
الحجم الحجم الحجم
المراجعات

المراجعات

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

مكتبة كاملة في موضوعه. يقع في ١٩٢ صفحة قطع النصف.

٣ ـ اجوبة مسائل موسى جار الله : كتاب على صغر حجمه ، عظيم الاحاطة واسع المعلومات ، وهو كما يدل عليه اسمه ، أجوبة عن عشرين مسألة سأل بها موسى جار الله علماء الشيعة ، وهو يظن ان فيها شيئا من الاحراج ، كتكفير الشيعة ، لبعض الصحابة ، ولعنهم ، وكنسبة القول بتحريف القرآن للشيعة ، ونسبة تحريم الجهاد اليهم أيضا ، وكمسائل البداء والمتعة والبراء‌ة والعول وما إلى ذلك ، فكانت أجوبة من أشدّ ما يكون ، تستقي من العلم والتوفر ، وتقوم على البرهان والمنطق فلا تترك أثرا للشك ، ولها مقدمة في الدعوة إلى الوحدة ، وخاتمة في جهل السائل بكتب الشيعة ، وفي بعض ما في كتب السنة من أخلاط.يقع في ١٥٢ صفحة من القطع الصغير ، طبع في مطبعة العرفان بصيداء سنة ١٣٥٥ هـ ـ ١٩٣٦ م.

٤ ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء ، تقع في ٤٠ صفحة من قطع النصف طبعت مع الفصول المهمة في الطبعة الثانية ، وهي من اعمق الدراسات واصحها منهجا واستنتاجا وأدلها على تدفق القلم : الينبوع.

٥ ـ المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة : طبع منها المقدمة وتقع في اثنين وسبعين صفحة بقطع النصف يشرح فيها فلسفة المآتم الحسينية واسرار شهادة الطف شرحا دقيقا رائعا.

٦ ـ ابوهريرة : طبع سنة ١٣٦٥ هـ ـ ، بمطبعة العرفان في صيداء وهو نسق جديد في التأليف وفتح في أدب التراجم بطراز المستوعب المحلل ، ولعله من اجل ما تخرجه المطابع الحديثة بحثا وعمقا وأسلوبا. يبحث حياة ابي هريرة وعصره وظروفه وعلاقاته واحاديثه وعناية الصحاح الست بروايته على ضوء العلم والعقل.

٤١

٧ ـ بغية الراغبين : « مخطوط » كتاب عائلي خاص يؤرخ لشجرة (شرف الدين) ومن يتصل بهم من قريب ، وهو كتاب ضخم جليل ممتاز في ادب التراجم بطريقته الخاصة ، وتنسيقه المتقن ، وربما ترجم بعض الاعلام من اساتذة المترجمين في الكتاب وتلامذتهم وقد يترجم عصورهم وظروفهم ، وبهذا تقف منه على كتاب ادبي ممتع رائع ، بل انه تاريخ أجيال ، بتاريخ رجال.

٨ ـ فلسفة الميثاق والولاية : وهي رسالة فذة في موضوعها. طبعت في صيداء سنة ١٣٦٠ هـ ـ.

٩ ـ ثبت الاثبات في سلسلة الرواة : ذكر فيه شيوخه من اعلام اهل المذاهب الاسلامية بكل متصل الاسناد بالنبي (ص) وبالائمة (ع) وبالمؤلفات ومؤلفيها من طرق كثيرة متعددة يروي فيها قراء‌ة وسماعا واجازة من اعلام الشيعة الامامية والزيدية ، وعن اعلام السنة ، واستيعاب طرقه كلها طويل ، اقتصر منه على ما جاء في الثبت وقد طبع في صيداء مرتين(١) .

__________________

(١) بعد نشر هذه المقدمة خرج لسيدنا عدة كتب جليلة ، منها :

١ ـ مسائل خلافية ـ في بعض الفروع تكلم فيها على المذاهب الخمسة طبعت في مطبعة العرفان بصيداء سنة ١٣٧٠ هـ ـ.

٢ ـ رسالة كلامية ـ حول الرؤية طبعت بصيداء أيضا سنة ١٣٧١ هـ ـ. طبع معها ـ فلسفة الميثاق والولاية ـ طبعة ثانية.

٣ ـ كتاب إلى المجمع العلمي العربي بدمشق ـ طبع بصيداء سنة ١٣٦٩ هـ ـ ، بحث فيه مع رئيس المجمع الاستاذ كرد علي وناقشه الحساب فيما نسبه إلى الامامية متجنيا عليهم.

٤ ـ وسيقدم إلى الطبع كتابه ـ الاجتهاد مقابل النص.

٤٢

نفائسه المفقودة :

وله غير هذه الروائع الخالدة نفائس ، لولا عدوان سنة العشرين عليها بالحرق والتمزيق ؛ لكانت من الذخائر المعدودة في كنوز العقل والفكر ، ولكنها فقدت في تلك الاحداث المؤلمة ، فمني بفقدانها العلم بخسارة عسى ان يتسع وقت سيدنا للتعويض عنها باحيائها من جديد ، ونسردها فيما يلي كما يذكرها المؤلف في آخر تعليقته على ـ الكلمة الغراء ـ.

١ ـ شرح التبصرة في الفقه على سبيل الاستدلال خرج منه ثلاثة مجلدات تتضمن كتب الطهارة والقضاء والشهادات والمواريث.

٢ ـ تعليقة على الاستصحاب من رسائل الشيخ ـ في الاصول ـ في مجلد واحد.

٣ ـ رسالة في منجزات المريض استلالية.

٤ ـ سبيل المؤمنين ـ في الامامة ـ يقع في ثلاثة مجلدات.

٥ ـ النصوص الجلية في الامامة ايضا فيه اربعون نصا اجمع على صحتها المسلمون كافة ، واربعون من طرق الشيعة مجلوة بالتحليل والفلسفة.

٦ ـ تنزيل الآيات الباهرة في الامامة ايضا ، وهو مجلد واحد يبتني على مائة آية من الكتاب نزلت في الائمة بحكم الصحاح.

٧ ـ تحفة المحدثين فيما اخرج عنه الستة من المضعفين. وهو كتاب بكر في الحديث لم يكتب مثله من قبل.

٨ ـ تحفة الاصحاب في حكم اهل الكتاب.

٤٣

٩ ـ الذريعة رد على بديعة النبهاني.

١٠ ـ المجالس الفاخرة اربعة مجلدات ، الاول في السيرة النبوية ، والثاني في سيرة أمير المؤمنين والزهراء والحسن ، والثالث في الحسين ؛ والرابع في الائمة التسعةعليهم‌السلام .

١١ ـ مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ، نشر بعض فصوله في مجلة العرفان بصيدا (راجع العرفان في مجلداته الاول والثاني).

١٢ ـ بغية الفائز في نقل الجنائز ، نشر اكثرها في العرفان.

١٣ ـ بغية السائل عن لثم الايدي والانامل ، رسالة علمية ادبية ، فكاهية ، فيها ثمانون حديثا من طريقنا وطريق غيرنا.

١٤ ـ زكاة الاخلاق ، نشرت العرفان بعض فصوله.

١٥ ـ الفوائد والفرائد كتاب جامع نافع.

١٦ ـ تعليقة على صحيح البخاري.

١٧ ـ تعليقة على صحيح مسلم.

١٨ ـ الاساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة يبتني على الادلة العقلية والنقلية وهو في بابه بكر جديد.

وله بدايات ـ وراء ذلك ـ في مواضيع شتى ، بعضها ذهب في المفقودات وبعضها أعيد ولا يزال في سبيل الاتمام.

ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة ، وسعة التتبع وشمول الاستقصاء

٤٤

وصحة الاستنتاج ، وشدة الصقل ، وامانة النقل وترابط الجزاء. في خصال تتعب الناقد وتحفظ الحاقد(١) .

ثقافته :

ولعلك ألممت بنواحي ثقافته من مؤلفاته ، ومما حدثناك عنه في هذه الكلمة ، فهو ـ كما علمت ـ أسس ، وقام بناؤه في النجف الاشرف ، فكان إماما في اللغة وعلوم العربية وآدابها ، والمنطق ، والتاريخ ، والحديث ، والتفسير ، والرجال ، والرواية والانساب ، والفقه والاصول ، والكلام ؛ وما يتصل بهذه العلوم من روافد.

هو بالعلوم الاسلامية وما اليها فارس معلم ، لا يجارى في حلباتها ، ولا يلحق في مضاميرها ، ويمتاز بالاضافة إلى ذلك بأدبه القوي الحافل ، وبما يتصل به من الاسرار النفسية والاجتماعية والنقد. له في ذلك سليقة ملهمة وملكة قوية ترافقان حديثه وقلمه ، محاضرة وخطابة ، تأليفا وكتابة ، أنه على الاجمال افضل صورة للعالم الاسلامي الضليع الجامع.

اخلاقه ومواهبه :

هو طويل الاناة ، ثقيل الحصاة ، واسع الصدر لين الطبع ، قوي القلب مهاب ، له روعة في النفس ، وتأثير يدفعانك لاحترامه وحبه وإن جهلته.

وهو شديد الشكيمة في الحق متوقد الحماسة للدين ، لا يعرف هوادة ولا لينا حين تهب بادرة للبغي أو الباطل ، على انه متواضع كريم هش.

__________________

(١) تحفظ بضم حرف المضارعة من احفظ بمعنى اغضب. وفي الحديث : بدرت مني كلمة ـ احفظته ـ أي أغضبته ـ والمراد منها هنا ، انها تغضب الحاقد بسبب انه لا تبقي له سبيلا يرتاح إليه في القدح أو الكلام على المؤلف.

٤٥

وللإنصاف في نفسه موضع يسوي بين القريب والبعيد ، الحق رائده. فلا يمنعه حبه لاحبائه من اقامتهم على العدل ، ولا يمنعه انصافه ـ وهو يحكم ـ من الاحتفاظ بالحب في زوايا نفسه لمن يحب ، ومن هنا كان العدو والصديق عنده سيان في الحكم على ما يأتيان من حسن أو قبح ، في آثارهما وافعالهما.

ومن هنا أيضا كان قدوة : في الورع وصفاء النفس ، ونقاء الضمير ، وقول الحق ، وإلى جانب هذا كله له رأي حصيف ، ونظر بعيد ، يسبر اغوار الناس ويصل إلى حقائق الامور وأعماقها ؛ فلا يخدع من حال ، ولا يغش في ظاهر ، ولا يفتل عن صواب ولا يغر في رياء.

يعنى باقدار الناس ، ويوفيهم فوق ما يستحقون ، ويشجعهم على إيتاء الخير ، ويرهف الناشئة العلمية للاتقان والتجويد ، فيبالغ لهم في الاستحسان ، ويكيل لهم من الكلم الطيب ، والنوال الكريم ؛ ما يدفعهم إلى ما يرمي اليه من تقدمهم.

ولعله لهذه الخلال الكريمة اثرا في صفاء مواهبه ، وقوة تأثيره ، وصدق كفاياته ؛ فهو من أفصح الناطقين بالضاد حين يتحدث ، وأبلهم ريقا حين يخطب ، ومن انفذ الناس للنفس حين يعظ ، واحكمهم بالقضاء وأعدلهم بالحكم وابينهم بالحجة ، وأفقههم بالحياة.

اسفاره :

في سنة الف وتسع وعشرين وثلاثمئة وألف هجرية زار مصر زيارة علمية ، كما حدثناك ، اجتمع فيها بأفذاذ الحياة العقلية في مصر ، وعلى رأسهم الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الازهر في عصره ، وانتجت اجتماعاته به ،

٤٦

ومراسلاته له هذا الكتاب ، وحسبه فائدة من هذه الزيارة (المراجعات).

وفي حوالي سنة ١٣٢٨ هـ ـ. زار المدينة المنورة ، وتشرف باعتاب النبي (ص) وضرائح أئمة البقيع (ع).

وفي ثمان وثلاثين كانت الهجرة الدينية السياسية التي عرفت شيئا من حديثها وفيها زار دمشق ومصر وفلسطين ، وفي كل هذه البلاد كانت له فوائد علمية ومحاضرات قيمة ، كما تلمح ذلك فيما حدثناك به في مشايخه في الرواية ؛ وفي سنة ١٣٤٠ هـ ـ ، حج البيت من طريق البحر ، في عهد المغفور له الملك حسين ، وحج معه خلق كثير من جبل عامل في ذلك الموسم ، وكان الموسم في ذلك العام من احفل مواسم الحج واكثرها ازدحاما واقبالا على هذه الفريضة ولعل مكة لم تشهد مثل هذه الموسم منذ عهد بعيد ، وكان في الحجيج تلك السنة كثير من الاعلام من علماء وزعماء من مختلف الاقطار ، وكان السيد ابرزهم بين تلك الجموع اسماً ، واعلاهم مكانة ، وأرفعهم بيتا واسخاهم كفا.

وهو أول عالم شيعي أم هذه الجماهير الضاغطة المزدحمة في المسجد الحرام بمكة المشرفة ، وهي أول مرة تقام فيها الصلاة وراء إمام شيعي على هذا النحو العلني تجتمع فيه الالوف معلنة في غير تقية.

ومن هنا كان حجه مشهورا يتحدث عنه الناس في سائر الاقطار الاسلامية ، وقد احتفى به الملك الحسين بن علي أجمل احتفاء وافضله ، واجتمعا أكثر من مرة وغسلا معا الكعبة.

وفي أواخر سنة ١٣٥٥ هـ ـ ، زار أئمة العراق ، وجدد العهد باهله وارحامه ، واستقبله يوم وروده الوزراء والاعيان والزعماء ، وعلى رأس الجميع سماحة السيد محمد الصدر من بغداد إلى جسر الفلوجة ، في ارتال

٤٧

من السيارات ، واستقبل في كربلاء وفي النجف الاشرف باستقبالات علمية وشعبية رائعة فخمة قليلة النظير.

واكاد اسمعه يهتف حين اقبل على مرابع صباه وشبابه :

واجهشت للتوباد حين رأيته

وكبر للرحمن حين رآني

وطبيعي ان يجهش هو شوقا إلى هذه المعاهد الانيسة ، وان تكبر هي ترحيبا به وفرحا باقباله بعد فراق امتد امده سنين(١) طوالا.

ألم يصدر هو عنها راويا مرويا؟ ألم تحفل هي به غريدا يملا اجواء‌ها بأفضل مما يمتلئ به معهد من طلابه العبقريين؟

بلى ، تبادلا الحنين والشوق واللوعة والتحية ، واستجابت لهذا التبادل الروحي النقي داعي البر والوفاء في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء. فكانت حفلات زاهرة زاهية ، قد بعد العهد به عن مشاهدها واعلامها.

وكانت اجتماعاته بالاعلام من أهل العلم ، ورجال البحث ، آهلة بالفرائد ، في مختلف فروع العلم ، وشتى مسائله.

وتابع من العراق سفره إلى ايران ، فتشرف بزيارة الامام الرضاعليه‌السلام ، وعرج في طريقه على قم وطهران وغيرهما من مدن ايران ، ولقي في جميع تلك المدن من مراسيم الحفاوة ما تفرضه شخصيته المحبوبة العظيمة.

__________________

(١) كانت ثلاث وثلاثين سنة.

٤٨

آثاره وإنشاء‌اته :

إفتتح اعماله الانشائية بوقف حسينية ، أعدها ليجتمع اليها الناس في مختلف الاوقات والظروف والدواعي ، يعظمون فيها الشعائر ، ويتلقون فيها دروس الوعظ والارشاد ، ويقيمون فيها الصلاة، فلم يكن للشيعة مسجد في مدينة صور يوم جاء‌ها السيد ، لذلك تملك دارا ، ثم وقفها حسينية في بدء التأسيس ، ثم حين سنحت الفرصة انشأ مسجدا من اضخم المساجد بناء ، واجملها هيكلا له قبتان عظيمتان ، ومنارة شامخة ، وباحة رائعة أمام ايوان واسع ، يتصل بابواب المسجد الرحب ، ويقوم في وسطه عمودان من الآثار الفينيقية ، يحملان القبتين ، وخلف المسجد مما يلي المحراب فناء كبير يتصل بخارج البلد.

وحين تم هذا المسجد الجامع العظيم ، بدأ بانشاء ما كان يشغل تفكيره من قديم ، أعني انشاء مدرسة حديثة تمثل مبدأه التربوي في كلمته السائرة « لا ينشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ». على ان النهوض بشعب بادئ خاضع للسلطات الاقطاعية ، معرض للصدمات ، ممتحن بالعراقيل ، لذلك جاء مشروعه الضخم هذا على مراحل ؛ ولو لا بطولة عرفناها مبدعة قادرة في السيد حفظه الله لما تخطى المشروع أولى مراحله.

انشأ في اولى المراحل ، على مدخل المدينة ، ستة مخازن ، وشيد على سطحها دارا واسعة مراعيا فيها ان تكون يوما ما المدرسة المرجوة ، لكن انجاز هذا المشروع لم يكن يومئذ ممكنا لمعارضة كانت من السلطة ومن يمشي في ركابها من ذوي المصالح الفردية ، وبهذا اضطر إلى الاكتفاء يومئذ بهذا القد ينتظر الفرصة المواتية.

وكانت فترة استجمام طويلة نشط بعدها سنة ١٣٥٧ هـ ـ ، فاذا الدار هي

٤٩

المدرسة الجعفرية المثلى ، وقد اضاف اليها في الدور الاول مسجدا خاصا بالمدرسة وطلابها ، ورفع على سطحه بناء آخر يماثل المدرسة اضيف اليها أيضا ، فكانت المدرسة بذلك مؤلفة من نحو خمس عشرة غرفة عدا الابهاء والساحات.

رفع من الجهة الاخرى ناديا فريدا ، سماه « نادي الامام جعفر الصادق » ، طوله اثنان وعشرون مترا ونصف المتر ، وعرضه خمسة عشر مترا ونصف المتر ، وقد اعده للاحتفالات والمواسم العلمية والدينية والاجتماعية والمدرسية. ثم اسس بعد كل ذلك مدرسة للاناث في سنة احدى وستين هجرية وهي تتوخى ما توخته مدرسة الذكور من التوفيق في التربية بين المناهج الصالحة الضامنة لحياة أمثل وافضل(١) .

__________________

(١) أما الكلية اليوم فقد نمت نموا مباركا بفضل الله تعالى وعناية سيدنا ، قدس الله سره ، واخلاص ولده السيد جعفر الذي عهد بها إليه منذ نشأتها ، فانكب على خدمتها بشبابه ونشاطه حتى سما بها فأوصلها إلى رتبة أرقى المدارس ، فهي اليوم تناهض أرسخ المعاهد قدما ، وتسمو على أمثالها مما تستند كياناته إلى جمعيات ودول ، وأبرز ما ولد فيها « صرح المهاجر » الجديد ، إذ أوفد قدس الله سره ولديه السيد صدر الدين والسيد جعفر إلى أبنائه في المهاجر الافريقية ، يتفقدانهم ، ويدعوانهم إلى نجدة المشروع ، ففاء‌ا بمائتي وخمسين ألف ليرة لبنانية رفعت الصرح وفق تصميم لاحدث معهد في ثلاثة أدوار ، كل دور جناحان ، الاول طوله ثمان وستون مترا ، والثاني طوله واحد وأربعون مترا ؛ وعرض الجناحين عشرة أمتار ، وفي وسط الصرح برج عظيم لساعة كبرى تضبط الوقت ، وتعد الزمن ، وأمام الصرح ساحة مساحتها عشرة آلاف متر وهي موصولة بالمدرسة القديمة ، مسورة تسويرا يجعل من أبنية الكلية وحدة يصح أن تدعى « مدينة العلم » في صور.

وبعد ذهابه إلى الرفيق الاعلى يوم الاثنين ٣٠ كانون الاول سنة ١٩٥٧ الموافق في ٨ جمادي الثانية سنة ١٣٧٧ هـ ـ ، ثم دفن بناء على وصية منه في النجف الاشرف بجوار جده الامام علي بن أبي طالب داخل الصحن في احدى الغرف المحيطة بالضريح. في يوم الاربعاء في ١ كانون الثاني ١٩٥٨ ، الموافق ١٠ جمادي الثانية سنة ١٣٧٧ هـ ـ.

ترك قدس الله سره ، هذه المؤسسات أمانة في عنق جميعة اختار أعضاء‌ها من الذين أعانوه في شتى مجالاته الدينية والاجتماعية والثقافية. وعهد إليها بأوقافها تغذيها وتنميها وقد كانت

٥٠

وموقع المدرسة والنادي من أجمل المواقع وأجملها بروعة المنظر ، وطلاقة المرأى يسبح النظر منها في عباب ذلك الخضم الجميل ، ويمتد منه إلى غير نهاية ، فاذا سئم البحر وتزخاره ، انطلق منه في جهة اخرى إلى السهول ومن خلفها الجبال المتساندة ، تحتضن القرى على مرمى العين، ويذهب البصر ، من هنا وهنا نشيطا يحلم بذلك الجمال الساحر الآسر ، ويسرح منعما متجولا لا تعيقه عقبة دون المتعة والانشراح.

فاذا وقفت إلى مجموعة هذه الضخمة المتصل بعضها ببعض ، القائم بعضها على بعض ، وقفت منها إلى صرح عظيم مشيد الاركان ، متين البنيان يروعك بجماله الهندسي وفخامته العمرانية. ثم هو يروعك اكثر فأكثر ، إذا وقفت على نتاجه الخصب الذي يجمع إلى كثرة (الكم) جودة (النوع).

ومع ذلك فلا يزال ـ على تمامه وكماله ـ نواة بالقياس إلى طماح سيدنا المؤلف فهو قد تملك في جنوبها ارضا واسعة كبيرة ، والحقها بالمؤسسة ليتم بها مشاريعه الخيرية ، واغراضه الاسلامية ، وينتهي إلى تأسيس جامعة(١) تلقن طلابها احسن المبادئ ، في اوسع المعارف ، وهو يرى ان هذه الطريق خير طريق لعلاج الخطر الداهم ، ولحفظ الجيل الجديد ، الناسل من صفوفنا إلى صفوف قد تضطره أن يعادي صفوفنا. أخذ الله بيده لما فيه صلاح الدنيا والدين ونفع به الاسلام والمسلمين ، والحمد لله رب العالمين.

الكاظمية ١٣٦٥ هـ ـ ١٩٤٦ م

مرتضى آل ياسين

__________________

هذه الجمعية بشخص رئيسها السيد خليل فرعوني عند حسن ظن السيد المؤسس انشاء وبناء ، حتى أصبح للجعفرية اليوم بفضل هذه الجمعية عقارات شامخة هي أبرز عقارات صور التجارية.

(١) أقام سماحته الصرح الجديد للكلية الجعفرية في هذا المكان وفق تصميمه.

٥١

تنبيه

لم نجعل فهرسا لمص ـ ادر كتابنا هذا ، استغناء عنه بذكر الكتاب عند النقل عنه مع تعيين الصفحة من ذلك الكتاب. ولما كانت الكتب مختلفة في عدد الصفحات ـ لتكرر طبعها ـ لم نقتصر ـ في مقام النقل عنها في هذا الكتاب وغيره من سائر مؤلفاتنا ـ على تعيين الصفحة فقط ، بل عينا معها الباب أو الفصل ـ مثلا ـ ليرجع اليه من لم تكن صفحات النسخ التي عنده ـ من الكتب التي نقلنا عنها ـ موافقة في العدد لصفحات النسخ التي عندنا ، فانتبه إلى هذا واحفظه.

(منه قدس)

٥٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *

٥٣

٥٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة ـ وإهداء

هذه صحف لم تكتب اليوم ، وفكر لم تولد حديثا ، وإنما هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن ، وكادت يومئذ أن تبرز بروزها اليوم ، لكن الحوادث والكوارث كانت حواجز قوية عرقلت خطاها ، فاضطرتها إلى أن تكمن وتكن ، فتريثت تلتمس من غفلات الدهر فرصة تستجمع فيها ما تشتت من أطرافها ، وتستكمل ما نقص من اعطافها ، فان الحوادث كما أخرت طبعها ، مست وضعها.

أما فكرة الكتاب فقد سبقت مراجعات سبقا بعيدا ، إذ كانت تلتمع في صدري منذ شرخ الشباب ، التماع البرق في طيات السحاب ، وتغلي في دمي غليان الغيرة ، تتطلع إلى سبيل سوي يوقف المسلمين على حد يقطع دابر الشغب بينهم ، ويكشف هذه الغشاوة عن أبصارهم لينظروا إلى الحياة من ناحيتها الجدية ، راجعين إلى الاصل الديني المفروض عليهم ، ثم يسيروا معتصمين بحبل الله جميعا ، تحت لواء الحق إلى العلم والعمل ، إخوة بررة يشد بعضهم أزر بعض.

لكن مشهد هؤلاء الاخوة المتصلين بمبدأ واحد ، وعقيدة واحدة ، كان ـ واأسفاه ـ مشهد خصومة عنيفة ، تغلو في الجدال ، غلو الجهال ، حتى

٥٥

كأن التجالد في مناهج البحث العلمي من آداب المناظرة ، أو انه من قواطع الادلة! ذلك ما يثير الحفيظة ، ويدعو إلى التفكير ، وذلك ما يبعث الهم والغم والاسف فما الحيلة؟ وكيف العمل؟ هذه ظروف ملمة في مئين من السنين ، وهذه مصائب محدقة بنا من الامام والوراء ، وعن الشمال وعن اليمين ، وذاك قلم يلتوي به العقم أحيانا ، وتجور به الاطماع أحيانا أخرى ، وتدور به الحزبية تارة ، وتسخره العاطفة تارة أخرى ، وبين هذا وذاك ما يوجب الارتباك فما العمل؟ وكيف الحيلة؟

ضقت ذرعا بهذا ، وامتلأت بحمله هما ، فهبطت مصر أواخر سنة ١٣٢٩ مؤملا في « نيله » نيل الامنية التي أنشدها وكنت ألهمت أني موفق لبعض ما أريد ومتصل بالذي أداور معه الرأي ، وأتداول معه النصيحة ، فيسدد الله بأيدينا من « الكنانة » سهما نصيب به الغرض ، ونعالج هذا الداء الملح على شمل المسلمين بالتمزيق ، وعلى جماعتهم بالتفريق ، وقد كان ـ والحمد الله ـ الذي أملت ، فإن مصر بلد ينبت العلم ، فينمو به على الاخلاص والاذعان للحقيقة الثابتة بقوة الدليل ؛ وتلك ميزة لمصر فوق مميزاتها التي استقلت بها.

وهناك على نعمى الحال ، ورخاء البال ، وابتهاج النفس ، جمعني الحظ السعيد بعلم من أعلامها المبرزين ، بعقل واسع ، وخلق وادع ، وفؤاد حي ، وعلم عيلم ومنزل رفيع ، يتبوأه بزعامته الدينية ، بحق وأهلية.

وما أحسن ما يتعارف به العلماء من الروح النقي ، والقول الرضي ، والخلق النبوي ، ومتى كان العالم بهذا اللباس الانيق المترف ، كان على خير ونعمة ، وكان الناس منه في أمان ورحمة ، لا يأبى أحد أن يفضي اليه بدخيلة رأيه ، أو يبثه ذات نفسه.

٥٦

كذلك كان علم مصر وإمامها ، وهكذا كانت مجالسنا التي شكرناها شكرا لا انقضاء له ولا حد.

شكوت اليه وجدي ، وشكاً إلي مثل ذلك وجدا وضيقا ، وكانت ساعة موفقة أوحت الينا التفكير فيما يجمع الله به الكلمة ، ويلم به شعث الامة ، فكان مما اتفقنا عليه أن الطائفتين ـ الشيعة والسنة ـ مسلمون يدينون حقا بدين الاسلام الحنيف ، فهم فيما جاء الرسول به سواء ، ولا اختلاف بينهم في أصل أساسي يفسد التلبس بالمبدأ الاسلامي الشريف ، ولا نزاع بينهم إلا ما يكون بين المجتهدين في بعض الاحكام لاختلافهم فيما يستنبطونه من الكتاب أو السنة ، أو الاجماع أو الدليل الرابع ، وذلك لا يقضي بهذه الشقة السحيقة ، ولا بتجشم هذه المهاوي العميقة، إذن أي داع أثار هذه الخصومة المتطاير شررها منذ كان هذان الاسمان ـ سنة وشيعة ـ إلى آخر الدوران.

ونحن لو محصنا التاريخ الاسلامي ، وتبينا ما نشأ فيه من عقائد وآراء ونظريات ، لعرفنا أن السبب الموجب لهذا الاختلاف إنما هو ثورة لعقيدة ، ودفاع عن نظرية أو تحزب لرأي ، وإن أعظم خلاف وقع بين الامة ، اختلافهم في الامامة فإنه ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الامامة ، فأمر الامامة إذن من أكبر الاسباب المباشرة لهذا الاختلاف ، وقد طبعت الاجيال المختلفة في الامامة على حب هذه العصبية ، وألفت هذه الحزبية ، بدون تدبر وبدون روية ولو أن كلا من الطائفتين نظرت في بينات الاخرى نظر المتفاهم لا نظر الساخط المخاصم ، لحصحص الحق ، وظهر الصبح لذي عينين.

وقد فرضنا على أنفسنا أن نعالج هذه المسألة بالنظر في أدلة الطائفتين ، فنفهمهما فهما صحيحا ، من حيث لا نحس إحساسنا المجلوب من المحيط

٥٧

والعادة والتقليد بل نتعرى من كل ما يحوطنا من العواطف والعصبيات ، ونقصد الحقيقة من طريقها المجمع على صحته ، فنلمسها لمسا ، فلعل ذلك يلفت أذهان المسلمين ، ويبعث الطمأنينة في نفوسهم ، بما يتحرر ويتقرر عندنا من الحق فيكون حدا ينتهى اليه إن شاء الله تعالى.

لذلك قررنا أن يتقدم هو بالسؤال خطا عما يريد ، فأقدم له الجواب بخطي على الشروط الصحيحة ، مؤيدا بالعقل أو بالنقل الصحيح عند الفريقين.

وجرت بتوفيق الله عزوجل على هذا مراجعاتنا كلها ، وكنا أردنا يومئذ طبعها لنتمتع بنتيجة عملنا الخالص لوجه الله عزوجل ، ولكن الايام الجائرة ، والاقدار الغالبة اجتاحت العزم على ذلك ؛ « ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ».

وأنا لا أدعي أن هذه الصحف صحف تقتصر على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا ، ولا أن شيئا من ألفاظ هذه المراجعات خطه غير قلمي ، فان الحوادث التي أخرت طبعها فرقت وضعها أيضا ـ كما قلنا ـ غير أن المحاكمات في المسائل التي جرت بيننا موجودة بين هاتين الدفتين بحذافيرها مع زيادات اقتضتها الحال ، ودعا اليها النصح والارشاد ، وربما جر اليها السياق على نحو لا يخل بما كان بيننا من الاتفاق.

وإني لارجو اليوم ما رجوته أمس : أن يحدث هذا الكتاب إصلاحا وخيرا ، فإن وفق إلى عناية المسلمين به ، واقبالهم عليه فذلك من فضل ربي ، وذلك ارجا ما أرجوه من عملي ، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

٥٨

وإني لاهدي كتابي هذا إلى أولي الالباب من كل علامة محقق ، وبحاثة مدقق ، لابس الحياة العلمية فمحص حقائقها ؛ ومن كل حافظ محدث جهبذ حجة في السنن والآثار ، وكل فيلسوف متضلع في علم الكلام ، وكل شاب حي مثقف حر قد تحلل من القيود وتملص من الاغلال ممن نؤملهم للحياة الجديدة الحرة ، فإن تقبله كل هؤلاء واستشعروا منه فائدة في انفسهم ، فإني على خير وسعادة.

وقد جهدت في إخراج هذا الكتاب ، بنحت الجواب فيه على النحو الاكمل من كل الجهات ، وقصدت به إلهام المنصفين فكرته وذوقه ، بدليل لا يترك خليجة ، وبرهان لا يدع وليجة ، وعنيت بالسنن الصحيحة والنصوص الصريحة ، عناية أغنى بها هذا الكتاب عن مكتبة حافلة مؤثلة بأنفس كتب الكلام والحديث والسير ونحوها مما يتصل بهذا الموضوع الخطير ، بفلسفة معتدلة كل الاعتدال ، صادقة كل الصدق ، وباساليب تفرض على من ألم به أن يسيروا خلفه وهم ـ أعني منصفيهم ـ له تابعون ، من أوله إلى الفقرة الاخيرة منه ، فان ظفر كتابي بالقراء المنصفين فذلك ما أبتغيه ، وأحمد الله عليه.

أما أنا فمستريح والحمد لله إلى هذا الكتاب ، راض عن حياتي بعده ، فانه عمل كما أعتقد يجب أن ينسيني ما سئمت من تكاليف الحياة الشاقة ، وهموم الدهر الفاقرة ، وكيد العدو الذي لا اشكوه إلا إلى الله تعالى ، وحسبه الله حاكما ، ومحمد خصيما ، ودع عنك نهبا صيح في حجراته ، إلى ما كان من محن متدفقة كالسيل الآتي من كل جانب ، محفوفة بالبلاء ، مقرونة بالضيق والاكفهرار، إلا أن حياتي الخالدة بهذا الكتاب حياة رحمة في الدنيا والآخرة ، ترضى بها نفسي ، ويستريح اليها ضميري ، فأرجو من الله سبحانه

٥٩

أن يتقبل عملي ، ويتجاوز عن خطأي وزللي ، ويجعل أجري عليه نفع المؤمنين وهدايتهم به( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .

(منه قدس)

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبو جعفرعليه‌السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

١٤ ـ وروى المفضل عن الصادقعليه‌السلام انه قال: وقع بين سلمان الفارسي رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت؟ فقال سلمان: أمّا أوّلي وأوّ لكَ فنطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجيفة منتنة، فاذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين ف( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) فهو الكريم، و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو اللئيم.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: فأمه هاوية قال: أم رأسه يقلب في النار على رأسه، ثم قال: وما أدريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الأجر كأنما قرأ الف آية.

٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.

٤ ـ في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: ألهيكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي وما لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده

٦٦١

مسلم في الصحيح.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير.

٦ ـ في نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام قال بعد تلاوته( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) يا له مراما ما أبعده، وزورا ما اغفله، وخطرا ما أفظعه. لقد استخلوا منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟ يرتجعون منهم أجسادا خوت. وحركات سكنت، ولان يكونوا عبرا أحق من ان يكونوا مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت ذهبوا في الأرض ضلالا، وذهبتم في أعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون في أجسادهم. وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا(١)

٧ ـ في مجمع البيان:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر، رواه زر بن حبيش عن عليٍّعليه‌السلام ، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت ألهيكم التكاثر إلى قوله:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يريد في القبر ثم كلا سوف

__________________

(١) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من إثبات الفخر والمنقبة لأنفسهم فبين (عليه السلام) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (عليه السلام)«وزورا ما أغفله» المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و «تناوشوهم» أي تناولوهم. قوله (عليه السلام)«يرتجعون ...» أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد «خوت» أي خلت من الأرواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل وغمرة الشيء: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة: الرأس «وتستنبتون.» من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ: أرمي من الفم يقال: لفظت الشيء: رميته من فمي.

٦٦٢

تعلمون بعد البعث.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) قال: التكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) حتى دخلتم قبوركم( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد دخلتم قبوركم( ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم.

٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: المعانية.

١٠ ـ في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي «لترون» بضم التاء وروى ذلك عن علىعليه‌السلام ، والباقي( لَتَرَوُنَّ ) بالفتح.

١١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق.وروى في أخبارنا ان النعيم ولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ان اللهعزوجل أكرم وأجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبآل محمدعليهم‌السلام .

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري الحارث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه ولا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا

٦٦٣

قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الآية في كتاب اللهعزوجل «و( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبان لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذي يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء ـ الله الذين قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

١٥ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته.

١٦ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام أللّهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة أولياءك المسئول عنها عبادك، فانك قلت وقولك الحق:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وقلت:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله :

٦٦٤

( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: تسئل هذه الامة عما أنعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته.

١٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن عباس الصوفي الكاتب قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقى، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضاعليه‌السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدّثني أبي عن أبيه أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول اللهعزوجل :( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فغضب وقال: ان اللهعزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالقعزوجل ما لا يرضى المخلوقين به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفي بذلك اداه إلى نعيم الجنة الذي كان لا يزول ولقد حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّعليه‌السلام انه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أنْ لا إله إلّا الله، وان محمدا رسول الله، وانك وليّ المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن أقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.

١٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله والميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله في قوله:( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال ان الله أكرم ان يسأل مؤمنا

٦٦٥

عن اكله وشربه.

٢١ ـ عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة بالإسناد قال: قال عليٌّعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الرطب والماء البارد.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حج.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام.

٢٥ ـ في مجمع البيان( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) الصحة والفراغ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

٢٦ ـ وقيل: هو الأمن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم إلّا ما خصّه، الحديث، وهو قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، وبيت يكنه من الحر والبرد.

٢٧ ـ وروى ان بعض الصحابة أضاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذي تسئلون عنه.

٢٨ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قوله:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: نحن من النعيم.

٦٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفي على والله نزلت سورة العصر:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ) إلى آخره.

٤ ـ في مجمع البيان وقيل: ان في قراءة ابن مسعود «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر» وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: العصر عصر خروج القائمعليه‌السلام ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يعنى اعدانا إلّا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواساة الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: قسم بان الإنسان خاسر وقرأ أبو عبد اللهعليه‌السلام «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر.

٧ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثني يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال:( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) يقول

٦٦٧

آمنوا بولاية أمير المؤمنين( وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ) ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) في فريضة من فرائض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، ويدفع عنه ميتة السوء.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى أن قال: وأمّا العقرب فكان رجلا همازا لمازا(١) فمسخه الله عقربا.

٤ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأمّا العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه.

٥ ـ في عوالئى اللئالى وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة الإسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون، وفي تفسير علي بن إبراهيم نحوه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) قال: الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذي جمع مالا

__________________

(١) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذي يعيبك بظهر الغيب واللمزة: يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذي يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة: الذي يكسر عينه على جليسه وشير برأسه ويؤمي بعينه.

٦٦٨

وعدده قال: أعده ووضعه.

٧ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: لا يجتمع المال إلّا بخمس خصال: بخل شديد وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة رحم، وإيثار الدنيا على الاخرة.

٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادقعليه‌السلام انه جاء إليه رجل فقال له بأبي أنت وأمّي عظني موعظة. فقالعليه‌السلام : ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا؟ وان كان الخلف من اللهعزوجل حقا فالبخل لـماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ) ويبقيه ثم قال:( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) والحطمة النار التي تحطم كل شيء، ثم قال:( وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) قال: تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور(١) قوله:( إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: مطبقة( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) قال: إذا مدت العمد عليهم أكلت والله الجلود.

١٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي عن محمد بن النعمان الأحول عن حمران بن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وأنتم الأسواء؟ قال: فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : ثم مدت العمد وأو صدت عليهم وكان والله الخلود.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ في

__________________

(١) الكي: إحراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الأرض.

٦٦٩

فرائضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه، أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن أحبه الله وأحب عمله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها عافاه الله أيام حيوته من المسخ والقذف.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن أبي العباس عن أحدهماعليهم‌السلام قال:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ) و( لِإِيلافِ ) سورة واحدة.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: وأمّا الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا.

٦ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى ان قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال علي بن الحسينعليه‌السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه إلى ان قال: فقال أبو طالب: يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟ قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولأدعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول والله لو

٦٧٠

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى:( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إليه ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ ) إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) إلى آخر الآية.

٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لـمّا ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسئلك ردها؟ فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق ابله؟ اما لو سألنى الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟ فأخبره فقال عبد المطلب: انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: أتدري لم جاءوك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤا بك لتهدم بيت ربك أفتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف(١) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد إلّا القوم حتى لـمّا صار فوق رؤسهم

__________________

(١) الخذف ـ بالمعجمتين ـ: الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها.

٦٧١

اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة(١) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلّا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان أخبرهم القت عليه فقتلته.

١٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد ابله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك؟ فقال له: ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألنى ان انصرف عن هذه(٢) لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وإنّما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك رأسه فقال له أتدري لـِما جيء بك؟ فقال برأسه: لا، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟ فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عنه عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [فضربوه فامتنع]، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد، إلّا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

١١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن

__________________

(١) الهامة: الرأس.

(٢) الهد: الهدم الشديد.

٦٧٢

بن محبوب عن جميل بن دراج عن أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن قول اللهعزوجل :( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال كان طير ساف(١) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلثة أحجار، في رجليه حجران، وفي منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤي شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضرموت حين ماتوا فيه.

١٢ ـ في مجمع البيان أجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الاشرم.

١٣ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.

١٤ ـ في الكافي ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة.

١٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: لـمّا ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا(٢) لعبد المطلب بن

__________________

(١) سف الطائر: مر على وجه الأرض.

(٢) السرح: المال السائم.

٦٧٣

هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئته، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال: نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض: ايتني به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل [وجه] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما راى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضي ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت، وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة؟ فقال له عبد المطلب: ان أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألنى في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟ وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض(١) فتركت مسألتى في ذلك وسألتنى في سرحك؟ فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى إبني فجيء بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا إلى إبني فجيء بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد أدعو إلى إبني فجيء بعبد الله أب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك

__________________

(١) الصقع: الناحية.

٦٧٤

ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وأخبرنى به، قال: فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبي قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرنى به، فنظرها فاذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير إلّا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال :

يا حابس الفيل بذي المغمس

حبسته كأنه مكوس(١)

في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة :

طارت قريش إذ رأت خميسا

فظلت فردا لا أرى أنيسا

ولا أحس منهم حسيسا

الا أخا لي ماجدا نفيسا

مسودا في أهله رئيسا

١٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم اللهعزوجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضرموت

__________________

(١) قال الفيروزآبادي: المغمس ـ كمعظم ومحدث ـ: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبي رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس ـ كمعظم ـ: حمار.

٦٧٥

واد باليمن، أرسل اللهعزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَلَمْ تَرَ ) الم تعلم يا محمد( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) قال: نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما أدنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدري اين يؤم بك؟ قال: برأسه لا، قال: أتوا بك لنهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه «فأرسل الله( عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ) قال: بعضها على اثر بعض( تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال: كان مع كل طير ثلثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال: العصف التين والمأكول هو الذي يبقى من فضله.

قال الصادقعليه‌السلام : وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أكثر قراءة لإيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن ابن العباس عن أحدهماعليهما‌السلام قال: «الم تر كيف فعل ربك، ولإيلاف»

٦٧٦

سورة واحدة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ ) قال: نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا بالشام الثياب والدرمك(١) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحجوا إلى البيت، فقال الله:( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ) لا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام( وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) يعنى خوف الطريق.

٦ ـ في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه أبو بكر بملاؤهم ينشدون :

يا ذا الذى طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد الدار

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إقتار(٢)

فقال لأبي بكر: أهكذا قال الشاعر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق بل قال :

يا ذا الذي طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد مناف

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إيجاف(٣)

الرايشين وليس يوجد رايش

والقائلين هلم للاضياف(٤)

والخالطين غنيهم بفقيرهم

حتى يصير فقيرهم كالكافي

والقائلين بكل وعد صادق

ورجال مكة مسنتين عجاف(٥)

__________________

(١) الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.

(٢) الإقتار: الفقر وضيق المعيشة.

(٣) الإيجاف: سرعة السير.

(٤) راشه: أعانه وأغناه.

(٥) المسنتون: الذين أصابتهم السنة وهي الجوع والقحط والعجاف: من العجف وهو الهزال والضعف.

٦٧٧

سفرين سنهما له ولقومه

سفر الشتاء ورحلة الأصياف

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله قبل اللهعزوجل صلوته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها غفر الله له ان كان للزكوة مؤديا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) قال: نزلت في أبي جهل وكفار قريش( فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) أي يدفعه عن حقه( وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا يرغبه في إطعام المساكين ثم قال:( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: عنى به تاركون، لان كل إنسان يسهو في الصلوة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تأخير الصلوة عن أول وقتها لغير عذر.

٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: ليس عمل أحب إلى اللهعزوجل من الصلوة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا، فان اللهعزوجل ذم أقواما فقال:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو التضييع.

٦ ـ في مجمع البيان( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) وهم الذين يؤخرون الصلوة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق، وروى ذلك مرفوعا، وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، فاذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياء وإذا لم يكونوا

٦٧٨

معهم لم يصلوا، وهو قوله:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) عن عليٍّعليه‌السلام وابن عباس.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا كل أحد يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلّي في أول وقتها.

٨ ـ وعن أبي أسامة زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو الترك لها والتواني عنها.

٩ ـ وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: هو التضييع.

١٠ ـ في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح ان كان فريضة، فمن حق الفرايض الإعلان بها وتشهيرها لقولهعليه‌السلام : ولا غمة في فرائض الله لأنها شعار الدين وأعلام الإسلام.

١١ ـ وقولهعليه‌السلام : من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير.

١٢ ـ وقولهعليه‌السلام لأقوام لم يحضروا الجماعة: لتحضرن المسجد أو لأحرقن عليكم منازلكم.

١٣ ـ ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وان كان تطوعا فالاولى فيه الإخفاء لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فيكون ابعد من الرياء فان أظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا، فان الرياء ان يقصد بإظهاره ان يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح، على ان اجتناب الرياء أمر صعب إلّا على المخلصين ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الريا أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الأسود(١) .

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) فيما يفعلون ويمنعون الماعون مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الآلات الذي يحتاج إليه الناس.

١٥ ـ وفي رواية اخرى الخمس والزكاة.

١٦ ـ في مجمع البيان( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) اختلف فيه فقيل هو الزكاة

__________________

(١) المسح ـ بكسر الميم ـ: البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر.

٦٧٩

المفروضة عن عليٍّعليه‌السلام ، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٧ ـ وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس(١) والقدر وما لا يمنع كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا.

١٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والماعون أيضا هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعنا بعض الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وإنّما هو شيء ظاهر انما حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما، ولو لم يردها لم تقبل له صلوة، وان عليكم في أموالكم غير الزكاة، فقلت: أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكاة؟ فقال: سبحان الله اما تسمع اللهعزوجل يقول في كتابه( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) إلى قوله وقولهعزوجل :( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) هو القرض يقرضه والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة، فقلت له: ان لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك.

٢٠ ـ في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يمنع أحد الماعون جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.

__________________

(١) الفأس: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية «تبر».

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809