المراجعات

المراجعات2%

المراجعات مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 809

  • البداية
  • السابق
  • 809 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48216 / تحميل: 36073
الحجم الحجم الحجم
المراجعات

المراجعات

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

مكتبة كاملة في موضوعه. يقع في ١٩٢ صفحة قطع النصف.

٣ ـ اجوبة مسائل موسى جار الله : كتاب على صغر حجمه ، عظيم الاحاطة واسع المعلومات ، وهو كما يدل عليه اسمه ، أجوبة عن عشرين مسألة سأل بها موسى جار الله علماء الشيعة ، وهو يظن ان فيها شيئا من الاحراج ، كتكفير الشيعة ، لبعض الصحابة ، ولعنهم ، وكنسبة القول بتحريف القرآن للشيعة ، ونسبة تحريم الجهاد اليهم أيضا ، وكمسائل البداء والمتعة والبراء‌ة والعول وما إلى ذلك ، فكانت أجوبة من أشدّ ما يكون ، تستقي من العلم والتوفر ، وتقوم على البرهان والمنطق فلا تترك أثرا للشك ، ولها مقدمة في الدعوة إلى الوحدة ، وخاتمة في جهل السائل بكتب الشيعة ، وفي بعض ما في كتب السنة من أخلاط.يقع في ١٥٢ صفحة من القطع الصغير ، طبع في مطبعة العرفان بصيداء سنة ١٣٥٥ هـ ـ ١٩٣٦ م.

٤ ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء ، تقع في ٤٠ صفحة من قطع النصف طبعت مع الفصول المهمة في الطبعة الثانية ، وهي من اعمق الدراسات واصحها منهجا واستنتاجا وأدلها على تدفق القلم : الينبوع.

٥ ـ المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة : طبع منها المقدمة وتقع في اثنين وسبعين صفحة بقطع النصف يشرح فيها فلسفة المآتم الحسينية واسرار شهادة الطف شرحا دقيقا رائعا.

٦ ـ ابوهريرة : طبع سنة ١٣٦٥ هـ ـ ، بمطبعة العرفان في صيداء وهو نسق جديد في التأليف وفتح في أدب التراجم بطراز المستوعب المحلل ، ولعله من اجل ما تخرجه المطابع الحديثة بحثا وعمقا وأسلوبا. يبحث حياة ابي هريرة وعصره وظروفه وعلاقاته واحاديثه وعناية الصحاح الست بروايته على ضوء العلم والعقل.

٤١

٧ ـ بغية الراغبين : « مخطوط » كتاب عائلي خاص يؤرخ لشجرة (شرف الدين) ومن يتصل بهم من قريب ، وهو كتاب ضخم جليل ممتاز في ادب التراجم بطريقته الخاصة ، وتنسيقه المتقن ، وربما ترجم بعض الاعلام من اساتذة المترجمين في الكتاب وتلامذتهم وقد يترجم عصورهم وظروفهم ، وبهذا تقف منه على كتاب ادبي ممتع رائع ، بل انه تاريخ أجيال ، بتاريخ رجال.

٨ ـ فلسفة الميثاق والولاية : وهي رسالة فذة في موضوعها. طبعت في صيداء سنة ١٣٦٠ هـ ـ.

٩ ـ ثبت الاثبات في سلسلة الرواة : ذكر فيه شيوخه من اعلام اهل المذاهب الاسلامية بكل متصل الاسناد بالنبي (ص) وبالائمة (ع) وبالمؤلفات ومؤلفيها من طرق كثيرة متعددة يروي فيها قراء‌ة وسماعا واجازة من اعلام الشيعة الامامية والزيدية ، وعن اعلام السنة ، واستيعاب طرقه كلها طويل ، اقتصر منه على ما جاء في الثبت وقد طبع في صيداء مرتين(١) .

__________________

(١) بعد نشر هذه المقدمة خرج لسيدنا عدة كتب جليلة ، منها :

١ ـ مسائل خلافية ـ في بعض الفروع تكلم فيها على المذاهب الخمسة طبعت في مطبعة العرفان بصيداء سنة ١٣٧٠ هـ ـ.

٢ ـ رسالة كلامية ـ حول الرؤية طبعت بصيداء أيضا سنة ١٣٧١ هـ ـ. طبع معها ـ فلسفة الميثاق والولاية ـ طبعة ثانية.

٣ ـ كتاب إلى المجمع العلمي العربي بدمشق ـ طبع بصيداء سنة ١٣٦٩ هـ ـ ، بحث فيه مع رئيس المجمع الاستاذ كرد علي وناقشه الحساب فيما نسبه إلى الامامية متجنيا عليهم.

٤ ـ وسيقدم إلى الطبع كتابه ـ الاجتهاد مقابل النص.

٤٢

نفائسه المفقودة :

وله غير هذه الروائع الخالدة نفائس ، لولا عدوان سنة العشرين عليها بالحرق والتمزيق ؛ لكانت من الذخائر المعدودة في كنوز العقل والفكر ، ولكنها فقدت في تلك الاحداث المؤلمة ، فمني بفقدانها العلم بخسارة عسى ان يتسع وقت سيدنا للتعويض عنها باحيائها من جديد ، ونسردها فيما يلي كما يذكرها المؤلف في آخر تعليقته على ـ الكلمة الغراء ـ.

١ ـ شرح التبصرة في الفقه على سبيل الاستدلال خرج منه ثلاثة مجلدات تتضمن كتب الطهارة والقضاء والشهادات والمواريث.

٢ ـ تعليقة على الاستصحاب من رسائل الشيخ ـ في الاصول ـ في مجلد واحد.

٣ ـ رسالة في منجزات المريض استلالية.

٤ ـ سبيل المؤمنين ـ في الامامة ـ يقع في ثلاثة مجلدات.

٥ ـ النصوص الجلية في الامامة ايضا فيه اربعون نصا اجمع على صحتها المسلمون كافة ، واربعون من طرق الشيعة مجلوة بالتحليل والفلسفة.

٦ ـ تنزيل الآيات الباهرة في الامامة ايضا ، وهو مجلد واحد يبتني على مائة آية من الكتاب نزلت في الائمة بحكم الصحاح.

٧ ـ تحفة المحدثين فيما اخرج عنه الستة من المضعفين. وهو كتاب بكر في الحديث لم يكتب مثله من قبل.

٨ ـ تحفة الاصحاب في حكم اهل الكتاب.

٤٣

٩ ـ الذريعة رد على بديعة النبهاني.

١٠ ـ المجالس الفاخرة اربعة مجلدات ، الاول في السيرة النبوية ، والثاني في سيرة أمير المؤمنين والزهراء والحسن ، والثالث في الحسين ؛ والرابع في الائمة التسعةعليهم‌السلام .

١١ ـ مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ، نشر بعض فصوله في مجلة العرفان بصيدا (راجع العرفان في مجلداته الاول والثاني).

١٢ ـ بغية الفائز في نقل الجنائز ، نشر اكثرها في العرفان.

١٣ ـ بغية السائل عن لثم الايدي والانامل ، رسالة علمية ادبية ، فكاهية ، فيها ثمانون حديثا من طريقنا وطريق غيرنا.

١٤ ـ زكاة الاخلاق ، نشرت العرفان بعض فصوله.

١٥ ـ الفوائد والفرائد كتاب جامع نافع.

١٦ ـ تعليقة على صحيح البخاري.

١٧ ـ تعليقة على صحيح مسلم.

١٨ ـ الاساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة يبتني على الادلة العقلية والنقلية وهو في بابه بكر جديد.

وله بدايات ـ وراء ذلك ـ في مواضيع شتى ، بعضها ذهب في المفقودات وبعضها أعيد ولا يزال في سبيل الاتمام.

ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة ، وسعة التتبع وشمول الاستقصاء

٤٤

وصحة الاستنتاج ، وشدة الصقل ، وامانة النقل وترابط الجزاء. في خصال تتعب الناقد وتحفظ الحاقد(١) .

ثقافته :

ولعلك ألممت بنواحي ثقافته من مؤلفاته ، ومما حدثناك عنه في هذه الكلمة ، فهو ـ كما علمت ـ أسس ، وقام بناؤه في النجف الاشرف ، فكان إماما في اللغة وعلوم العربية وآدابها ، والمنطق ، والتاريخ ، والحديث ، والتفسير ، والرجال ، والرواية والانساب ، والفقه والاصول ، والكلام ؛ وما يتصل بهذه العلوم من روافد.

هو بالعلوم الاسلامية وما اليها فارس معلم ، لا يجارى في حلباتها ، ولا يلحق في مضاميرها ، ويمتاز بالاضافة إلى ذلك بأدبه القوي الحافل ، وبما يتصل به من الاسرار النفسية والاجتماعية والنقد. له في ذلك سليقة ملهمة وملكة قوية ترافقان حديثه وقلمه ، محاضرة وخطابة ، تأليفا وكتابة ، أنه على الاجمال افضل صورة للعالم الاسلامي الضليع الجامع.

اخلاقه ومواهبه :

هو طويل الاناة ، ثقيل الحصاة ، واسع الصدر لين الطبع ، قوي القلب مهاب ، له روعة في النفس ، وتأثير يدفعانك لاحترامه وحبه وإن جهلته.

وهو شديد الشكيمة في الحق متوقد الحماسة للدين ، لا يعرف هوادة ولا لينا حين تهب بادرة للبغي أو الباطل ، على انه متواضع كريم هش.

__________________

(١) تحفظ بضم حرف المضارعة من احفظ بمعنى اغضب. وفي الحديث : بدرت مني كلمة ـ احفظته ـ أي أغضبته ـ والمراد منها هنا ، انها تغضب الحاقد بسبب انه لا تبقي له سبيلا يرتاح إليه في القدح أو الكلام على المؤلف.

٤٥

وللإنصاف في نفسه موضع يسوي بين القريب والبعيد ، الحق رائده. فلا يمنعه حبه لاحبائه من اقامتهم على العدل ، ولا يمنعه انصافه ـ وهو يحكم ـ من الاحتفاظ بالحب في زوايا نفسه لمن يحب ، ومن هنا كان العدو والصديق عنده سيان في الحكم على ما يأتيان من حسن أو قبح ، في آثارهما وافعالهما.

ومن هنا أيضا كان قدوة : في الورع وصفاء النفس ، ونقاء الضمير ، وقول الحق ، وإلى جانب هذا كله له رأي حصيف ، ونظر بعيد ، يسبر اغوار الناس ويصل إلى حقائق الامور وأعماقها ؛ فلا يخدع من حال ، ولا يغش في ظاهر ، ولا يفتل عن صواب ولا يغر في رياء.

يعنى باقدار الناس ، ويوفيهم فوق ما يستحقون ، ويشجعهم على إيتاء الخير ، ويرهف الناشئة العلمية للاتقان والتجويد ، فيبالغ لهم في الاستحسان ، ويكيل لهم من الكلم الطيب ، والنوال الكريم ؛ ما يدفعهم إلى ما يرمي اليه من تقدمهم.

ولعله لهذه الخلال الكريمة اثرا في صفاء مواهبه ، وقوة تأثيره ، وصدق كفاياته ؛ فهو من أفصح الناطقين بالضاد حين يتحدث ، وأبلهم ريقا حين يخطب ، ومن انفذ الناس للنفس حين يعظ ، واحكمهم بالقضاء وأعدلهم بالحكم وابينهم بالحجة ، وأفقههم بالحياة.

اسفاره :

في سنة الف وتسع وعشرين وثلاثمئة وألف هجرية زار مصر زيارة علمية ، كما حدثناك ، اجتمع فيها بأفذاذ الحياة العقلية في مصر ، وعلى رأسهم الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الازهر في عصره ، وانتجت اجتماعاته به ،

٤٦

ومراسلاته له هذا الكتاب ، وحسبه فائدة من هذه الزيارة (المراجعات).

وفي حوالي سنة ١٣٢٨ هـ ـ. زار المدينة المنورة ، وتشرف باعتاب النبي (ص) وضرائح أئمة البقيع (ع).

وفي ثمان وثلاثين كانت الهجرة الدينية السياسية التي عرفت شيئا من حديثها وفيها زار دمشق ومصر وفلسطين ، وفي كل هذه البلاد كانت له فوائد علمية ومحاضرات قيمة ، كما تلمح ذلك فيما حدثناك به في مشايخه في الرواية ؛ وفي سنة ١٣٤٠ هـ ـ ، حج البيت من طريق البحر ، في عهد المغفور له الملك حسين ، وحج معه خلق كثير من جبل عامل في ذلك الموسم ، وكان الموسم في ذلك العام من احفل مواسم الحج واكثرها ازدحاما واقبالا على هذه الفريضة ولعل مكة لم تشهد مثل هذه الموسم منذ عهد بعيد ، وكان في الحجيج تلك السنة كثير من الاعلام من علماء وزعماء من مختلف الاقطار ، وكان السيد ابرزهم بين تلك الجموع اسماً ، واعلاهم مكانة ، وأرفعهم بيتا واسخاهم كفا.

وهو أول عالم شيعي أم هذه الجماهير الضاغطة المزدحمة في المسجد الحرام بمكة المشرفة ، وهي أول مرة تقام فيها الصلاة وراء إمام شيعي على هذا النحو العلني تجتمع فيه الالوف معلنة في غير تقية.

ومن هنا كان حجه مشهورا يتحدث عنه الناس في سائر الاقطار الاسلامية ، وقد احتفى به الملك الحسين بن علي أجمل احتفاء وافضله ، واجتمعا أكثر من مرة وغسلا معا الكعبة.

وفي أواخر سنة ١٣٥٥ هـ ـ ، زار أئمة العراق ، وجدد العهد باهله وارحامه ، واستقبله يوم وروده الوزراء والاعيان والزعماء ، وعلى رأس الجميع سماحة السيد محمد الصدر من بغداد إلى جسر الفلوجة ، في ارتال

٤٧

من السيارات ، واستقبل في كربلاء وفي النجف الاشرف باستقبالات علمية وشعبية رائعة فخمة قليلة النظير.

واكاد اسمعه يهتف حين اقبل على مرابع صباه وشبابه :

واجهشت للتوباد حين رأيته

وكبر للرحمن حين رآني

وطبيعي ان يجهش هو شوقا إلى هذه المعاهد الانيسة ، وان تكبر هي ترحيبا به وفرحا باقباله بعد فراق امتد امده سنين(١) طوالا.

ألم يصدر هو عنها راويا مرويا؟ ألم تحفل هي به غريدا يملا اجواء‌ها بأفضل مما يمتلئ به معهد من طلابه العبقريين؟

بلى ، تبادلا الحنين والشوق واللوعة والتحية ، واستجابت لهذا التبادل الروحي النقي داعي البر والوفاء في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء. فكانت حفلات زاهرة زاهية ، قد بعد العهد به عن مشاهدها واعلامها.

وكانت اجتماعاته بالاعلام من أهل العلم ، ورجال البحث ، آهلة بالفرائد ، في مختلف فروع العلم ، وشتى مسائله.

وتابع من العراق سفره إلى ايران ، فتشرف بزيارة الامام الرضاعليه‌السلام ، وعرج في طريقه على قم وطهران وغيرهما من مدن ايران ، ولقي في جميع تلك المدن من مراسيم الحفاوة ما تفرضه شخصيته المحبوبة العظيمة.

__________________

(١) كانت ثلاث وثلاثين سنة.

٤٨

آثاره وإنشاء‌اته :

إفتتح اعماله الانشائية بوقف حسينية ، أعدها ليجتمع اليها الناس في مختلف الاوقات والظروف والدواعي ، يعظمون فيها الشعائر ، ويتلقون فيها دروس الوعظ والارشاد ، ويقيمون فيها الصلاة، فلم يكن للشيعة مسجد في مدينة صور يوم جاء‌ها السيد ، لذلك تملك دارا ، ثم وقفها حسينية في بدء التأسيس ، ثم حين سنحت الفرصة انشأ مسجدا من اضخم المساجد بناء ، واجملها هيكلا له قبتان عظيمتان ، ومنارة شامخة ، وباحة رائعة أمام ايوان واسع ، يتصل بابواب المسجد الرحب ، ويقوم في وسطه عمودان من الآثار الفينيقية ، يحملان القبتين ، وخلف المسجد مما يلي المحراب فناء كبير يتصل بخارج البلد.

وحين تم هذا المسجد الجامع العظيم ، بدأ بانشاء ما كان يشغل تفكيره من قديم ، أعني انشاء مدرسة حديثة تمثل مبدأه التربوي في كلمته السائرة « لا ينشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ». على ان النهوض بشعب بادئ خاضع للسلطات الاقطاعية ، معرض للصدمات ، ممتحن بالعراقيل ، لذلك جاء مشروعه الضخم هذا على مراحل ؛ ولو لا بطولة عرفناها مبدعة قادرة في السيد حفظه الله لما تخطى المشروع أولى مراحله.

انشأ في اولى المراحل ، على مدخل المدينة ، ستة مخازن ، وشيد على سطحها دارا واسعة مراعيا فيها ان تكون يوما ما المدرسة المرجوة ، لكن انجاز هذا المشروع لم يكن يومئذ ممكنا لمعارضة كانت من السلطة ومن يمشي في ركابها من ذوي المصالح الفردية ، وبهذا اضطر إلى الاكتفاء يومئذ بهذا القد ينتظر الفرصة المواتية.

وكانت فترة استجمام طويلة نشط بعدها سنة ١٣٥٧ هـ ـ ، فاذا الدار هي

٤٩

المدرسة الجعفرية المثلى ، وقد اضاف اليها في الدور الاول مسجدا خاصا بالمدرسة وطلابها ، ورفع على سطحه بناء آخر يماثل المدرسة اضيف اليها أيضا ، فكانت المدرسة بذلك مؤلفة من نحو خمس عشرة غرفة عدا الابهاء والساحات.

رفع من الجهة الاخرى ناديا فريدا ، سماه « نادي الامام جعفر الصادق » ، طوله اثنان وعشرون مترا ونصف المتر ، وعرضه خمسة عشر مترا ونصف المتر ، وقد اعده للاحتفالات والمواسم العلمية والدينية والاجتماعية والمدرسية. ثم اسس بعد كل ذلك مدرسة للاناث في سنة احدى وستين هجرية وهي تتوخى ما توخته مدرسة الذكور من التوفيق في التربية بين المناهج الصالحة الضامنة لحياة أمثل وافضل(١) .

__________________

(١) أما الكلية اليوم فقد نمت نموا مباركا بفضل الله تعالى وعناية سيدنا ، قدس الله سره ، واخلاص ولده السيد جعفر الذي عهد بها إليه منذ نشأتها ، فانكب على خدمتها بشبابه ونشاطه حتى سما بها فأوصلها إلى رتبة أرقى المدارس ، فهي اليوم تناهض أرسخ المعاهد قدما ، وتسمو على أمثالها مما تستند كياناته إلى جمعيات ودول ، وأبرز ما ولد فيها « صرح المهاجر » الجديد ، إذ أوفد قدس الله سره ولديه السيد صدر الدين والسيد جعفر إلى أبنائه في المهاجر الافريقية ، يتفقدانهم ، ويدعوانهم إلى نجدة المشروع ، ففاء‌ا بمائتي وخمسين ألف ليرة لبنانية رفعت الصرح وفق تصميم لاحدث معهد في ثلاثة أدوار ، كل دور جناحان ، الاول طوله ثمان وستون مترا ، والثاني طوله واحد وأربعون مترا ؛ وعرض الجناحين عشرة أمتار ، وفي وسط الصرح برج عظيم لساعة كبرى تضبط الوقت ، وتعد الزمن ، وأمام الصرح ساحة مساحتها عشرة آلاف متر وهي موصولة بالمدرسة القديمة ، مسورة تسويرا يجعل من أبنية الكلية وحدة يصح أن تدعى « مدينة العلم » في صور.

وبعد ذهابه إلى الرفيق الاعلى يوم الاثنين ٣٠ كانون الاول سنة ١٩٥٧ الموافق في ٨ جمادي الثانية سنة ١٣٧٧ هـ ـ ، ثم دفن بناء على وصية منه في النجف الاشرف بجوار جده الامام علي بن أبي طالب داخل الصحن في احدى الغرف المحيطة بالضريح. في يوم الاربعاء في ١ كانون الثاني ١٩٥٨ ، الموافق ١٠ جمادي الثانية سنة ١٣٧٧ هـ ـ.

ترك قدس الله سره ، هذه المؤسسات أمانة في عنق جميعة اختار أعضاء‌ها من الذين أعانوه في شتى مجالاته الدينية والاجتماعية والثقافية. وعهد إليها بأوقافها تغذيها وتنميها وقد كانت

٥٠

وموقع المدرسة والنادي من أجمل المواقع وأجملها بروعة المنظر ، وطلاقة المرأى يسبح النظر منها في عباب ذلك الخضم الجميل ، ويمتد منه إلى غير نهاية ، فاذا سئم البحر وتزخاره ، انطلق منه في جهة اخرى إلى السهول ومن خلفها الجبال المتساندة ، تحتضن القرى على مرمى العين، ويذهب البصر ، من هنا وهنا نشيطا يحلم بذلك الجمال الساحر الآسر ، ويسرح منعما متجولا لا تعيقه عقبة دون المتعة والانشراح.

فاذا وقفت إلى مجموعة هذه الضخمة المتصل بعضها ببعض ، القائم بعضها على بعض ، وقفت منها إلى صرح عظيم مشيد الاركان ، متين البنيان يروعك بجماله الهندسي وفخامته العمرانية. ثم هو يروعك اكثر فأكثر ، إذا وقفت على نتاجه الخصب الذي يجمع إلى كثرة (الكم) جودة (النوع).

ومع ذلك فلا يزال ـ على تمامه وكماله ـ نواة بالقياس إلى طماح سيدنا المؤلف فهو قد تملك في جنوبها ارضا واسعة كبيرة ، والحقها بالمؤسسة ليتم بها مشاريعه الخيرية ، واغراضه الاسلامية ، وينتهي إلى تأسيس جامعة(١) تلقن طلابها احسن المبادئ ، في اوسع المعارف ، وهو يرى ان هذه الطريق خير طريق لعلاج الخطر الداهم ، ولحفظ الجيل الجديد ، الناسل من صفوفنا إلى صفوف قد تضطره أن يعادي صفوفنا. أخذ الله بيده لما فيه صلاح الدنيا والدين ونفع به الاسلام والمسلمين ، والحمد لله رب العالمين.

الكاظمية ١٣٦٥ هـ ـ ١٩٤٦ م

مرتضى آل ياسين

__________________

هذه الجمعية بشخص رئيسها السيد خليل فرعوني عند حسن ظن السيد المؤسس انشاء وبناء ، حتى أصبح للجعفرية اليوم بفضل هذه الجمعية عقارات شامخة هي أبرز عقارات صور التجارية.

(١) أقام سماحته الصرح الجديد للكلية الجعفرية في هذا المكان وفق تصميمه.

٥١

تنبيه

لم نجعل فهرسا لمص ـ ادر كتابنا هذا ، استغناء عنه بذكر الكتاب عند النقل عنه مع تعيين الصفحة من ذلك الكتاب. ولما كانت الكتب مختلفة في عدد الصفحات ـ لتكرر طبعها ـ لم نقتصر ـ في مقام النقل عنها في هذا الكتاب وغيره من سائر مؤلفاتنا ـ على تعيين الصفحة فقط ، بل عينا معها الباب أو الفصل ـ مثلا ـ ليرجع اليه من لم تكن صفحات النسخ التي عنده ـ من الكتب التي نقلنا عنها ـ موافقة في العدد لصفحات النسخ التي عندنا ، فانتبه إلى هذا واحفظه.

(منه قدس)

٥٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *

٥٣

٥٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة ـ وإهداء

هذه صحف لم تكتب اليوم ، وفكر لم تولد حديثا ، وإنما هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن ، وكادت يومئذ أن تبرز بروزها اليوم ، لكن الحوادث والكوارث كانت حواجز قوية عرقلت خطاها ، فاضطرتها إلى أن تكمن وتكن ، فتريثت تلتمس من غفلات الدهر فرصة تستجمع فيها ما تشتت من أطرافها ، وتستكمل ما نقص من اعطافها ، فان الحوادث كما أخرت طبعها ، مست وضعها.

أما فكرة الكتاب فقد سبقت مراجعات سبقا بعيدا ، إذ كانت تلتمع في صدري منذ شرخ الشباب ، التماع البرق في طيات السحاب ، وتغلي في دمي غليان الغيرة ، تتطلع إلى سبيل سوي يوقف المسلمين على حد يقطع دابر الشغب بينهم ، ويكشف هذه الغشاوة عن أبصارهم لينظروا إلى الحياة من ناحيتها الجدية ، راجعين إلى الاصل الديني المفروض عليهم ، ثم يسيروا معتصمين بحبل الله جميعا ، تحت لواء الحق إلى العلم والعمل ، إخوة بررة يشد بعضهم أزر بعض.

لكن مشهد هؤلاء الاخوة المتصلين بمبدأ واحد ، وعقيدة واحدة ، كان ـ واأسفاه ـ مشهد خصومة عنيفة ، تغلو في الجدال ، غلو الجهال ، حتى

٥٥

كأن التجالد في مناهج البحث العلمي من آداب المناظرة ، أو انه من قواطع الادلة! ذلك ما يثير الحفيظة ، ويدعو إلى التفكير ، وذلك ما يبعث الهم والغم والاسف فما الحيلة؟ وكيف العمل؟ هذه ظروف ملمة في مئين من السنين ، وهذه مصائب محدقة بنا من الامام والوراء ، وعن الشمال وعن اليمين ، وذاك قلم يلتوي به العقم أحيانا ، وتجور به الاطماع أحيانا أخرى ، وتدور به الحزبية تارة ، وتسخره العاطفة تارة أخرى ، وبين هذا وذاك ما يوجب الارتباك فما العمل؟ وكيف الحيلة؟

ضقت ذرعا بهذا ، وامتلأت بحمله هما ، فهبطت مصر أواخر سنة ١٣٢٩ مؤملا في « نيله » نيل الامنية التي أنشدها وكنت ألهمت أني موفق لبعض ما أريد ومتصل بالذي أداور معه الرأي ، وأتداول معه النصيحة ، فيسدد الله بأيدينا من « الكنانة » سهما نصيب به الغرض ، ونعالج هذا الداء الملح على شمل المسلمين بالتمزيق ، وعلى جماعتهم بالتفريق ، وقد كان ـ والحمد الله ـ الذي أملت ، فإن مصر بلد ينبت العلم ، فينمو به على الاخلاص والاذعان للحقيقة الثابتة بقوة الدليل ؛ وتلك ميزة لمصر فوق مميزاتها التي استقلت بها.

وهناك على نعمى الحال ، ورخاء البال ، وابتهاج النفس ، جمعني الحظ السعيد بعلم من أعلامها المبرزين ، بعقل واسع ، وخلق وادع ، وفؤاد حي ، وعلم عيلم ومنزل رفيع ، يتبوأه بزعامته الدينية ، بحق وأهلية.

وما أحسن ما يتعارف به العلماء من الروح النقي ، والقول الرضي ، والخلق النبوي ، ومتى كان العالم بهذا اللباس الانيق المترف ، كان على خير ونعمة ، وكان الناس منه في أمان ورحمة ، لا يأبى أحد أن يفضي اليه بدخيلة رأيه ، أو يبثه ذات نفسه.

٥٦

كذلك كان علم مصر وإمامها ، وهكذا كانت مجالسنا التي شكرناها شكرا لا انقضاء له ولا حد.

شكوت اليه وجدي ، وشكاً إلي مثل ذلك وجدا وضيقا ، وكانت ساعة موفقة أوحت الينا التفكير فيما يجمع الله به الكلمة ، ويلم به شعث الامة ، فكان مما اتفقنا عليه أن الطائفتين ـ الشيعة والسنة ـ مسلمون يدينون حقا بدين الاسلام الحنيف ، فهم فيما جاء الرسول به سواء ، ولا اختلاف بينهم في أصل أساسي يفسد التلبس بالمبدأ الاسلامي الشريف ، ولا نزاع بينهم إلا ما يكون بين المجتهدين في بعض الاحكام لاختلافهم فيما يستنبطونه من الكتاب أو السنة ، أو الاجماع أو الدليل الرابع ، وذلك لا يقضي بهذه الشقة السحيقة ، ولا بتجشم هذه المهاوي العميقة، إذن أي داع أثار هذه الخصومة المتطاير شررها منذ كان هذان الاسمان ـ سنة وشيعة ـ إلى آخر الدوران.

ونحن لو محصنا التاريخ الاسلامي ، وتبينا ما نشأ فيه من عقائد وآراء ونظريات ، لعرفنا أن السبب الموجب لهذا الاختلاف إنما هو ثورة لعقيدة ، ودفاع عن نظرية أو تحزب لرأي ، وإن أعظم خلاف وقع بين الامة ، اختلافهم في الامامة فإنه ما سل سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الامامة ، فأمر الامامة إذن من أكبر الاسباب المباشرة لهذا الاختلاف ، وقد طبعت الاجيال المختلفة في الامامة على حب هذه العصبية ، وألفت هذه الحزبية ، بدون تدبر وبدون روية ولو أن كلا من الطائفتين نظرت في بينات الاخرى نظر المتفاهم لا نظر الساخط المخاصم ، لحصحص الحق ، وظهر الصبح لذي عينين.

وقد فرضنا على أنفسنا أن نعالج هذه المسألة بالنظر في أدلة الطائفتين ، فنفهمهما فهما صحيحا ، من حيث لا نحس إحساسنا المجلوب من المحيط

٥٧

والعادة والتقليد بل نتعرى من كل ما يحوطنا من العواطف والعصبيات ، ونقصد الحقيقة من طريقها المجمع على صحته ، فنلمسها لمسا ، فلعل ذلك يلفت أذهان المسلمين ، ويبعث الطمأنينة في نفوسهم ، بما يتحرر ويتقرر عندنا من الحق فيكون حدا ينتهى اليه إن شاء الله تعالى.

لذلك قررنا أن يتقدم هو بالسؤال خطا عما يريد ، فأقدم له الجواب بخطي على الشروط الصحيحة ، مؤيدا بالعقل أو بالنقل الصحيح عند الفريقين.

وجرت بتوفيق الله عزوجل على هذا مراجعاتنا كلها ، وكنا أردنا يومئذ طبعها لنتمتع بنتيجة عملنا الخالص لوجه الله عزوجل ، ولكن الايام الجائرة ، والاقدار الغالبة اجتاحت العزم على ذلك ؛ « ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ».

وأنا لا أدعي أن هذه الصحف صحف تقتصر على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا ، ولا أن شيئا من ألفاظ هذه المراجعات خطه غير قلمي ، فان الحوادث التي أخرت طبعها فرقت وضعها أيضا ـ كما قلنا ـ غير أن المحاكمات في المسائل التي جرت بيننا موجودة بين هاتين الدفتين بحذافيرها مع زيادات اقتضتها الحال ، ودعا اليها النصح والارشاد ، وربما جر اليها السياق على نحو لا يخل بما كان بيننا من الاتفاق.

وإني لارجو اليوم ما رجوته أمس : أن يحدث هذا الكتاب إصلاحا وخيرا ، فإن وفق إلى عناية المسلمين به ، واقبالهم عليه فذلك من فضل ربي ، وذلك ارجا ما أرجوه من عملي ، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

٥٨

وإني لاهدي كتابي هذا إلى أولي الالباب من كل علامة محقق ، وبحاثة مدقق ، لابس الحياة العلمية فمحص حقائقها ؛ ومن كل حافظ محدث جهبذ حجة في السنن والآثار ، وكل فيلسوف متضلع في علم الكلام ، وكل شاب حي مثقف حر قد تحلل من القيود وتملص من الاغلال ممن نؤملهم للحياة الجديدة الحرة ، فإن تقبله كل هؤلاء واستشعروا منه فائدة في انفسهم ، فإني على خير وسعادة.

وقد جهدت في إخراج هذا الكتاب ، بنحت الجواب فيه على النحو الاكمل من كل الجهات ، وقصدت به إلهام المنصفين فكرته وذوقه ، بدليل لا يترك خليجة ، وبرهان لا يدع وليجة ، وعنيت بالسنن الصحيحة والنصوص الصريحة ، عناية أغنى بها هذا الكتاب عن مكتبة حافلة مؤثلة بأنفس كتب الكلام والحديث والسير ونحوها مما يتصل بهذا الموضوع الخطير ، بفلسفة معتدلة كل الاعتدال ، صادقة كل الصدق ، وباساليب تفرض على من ألم به أن يسيروا خلفه وهم ـ أعني منصفيهم ـ له تابعون ، من أوله إلى الفقرة الاخيرة منه ، فان ظفر كتابي بالقراء المنصفين فذلك ما أبتغيه ، وأحمد الله عليه.

أما أنا فمستريح والحمد لله إلى هذا الكتاب ، راض عن حياتي بعده ، فانه عمل كما أعتقد يجب أن ينسيني ما سئمت من تكاليف الحياة الشاقة ، وهموم الدهر الفاقرة ، وكيد العدو الذي لا اشكوه إلا إلى الله تعالى ، وحسبه الله حاكما ، ومحمد خصيما ، ودع عنك نهبا صيح في حجراته ، إلى ما كان من محن متدفقة كالسيل الآتي من كل جانب ، محفوفة بالبلاء ، مقرونة بالضيق والاكفهرار، إلا أن حياتي الخالدة بهذا الكتاب حياة رحمة في الدنيا والآخرة ، ترضى بها نفسي ، ويستريح اليها ضميري ، فأرجو من الله سبحانه

٥٩

أن يتقبل عملي ، ويتجاوز عن خطأي وزللي ، ويجعل أجري عليه نفع المؤمنين وهدايتهم به( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .

(منه قدس)

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809