النص والاجتهاد

النص والاجتهاد9%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170743 / تحميل: 8298
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

سورة الماعون

(١٠٧)

مكّية إلاّ الآيات الثلاث الاُول فمدنيّة

نزلت بعد سورة التكاثر

فضلها :

٧١٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن إسماعيل بن الزبير ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من قرأ سورة( أَرَءَيْتَ الَّذِي يُكَذّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله ، كان فيمن قَبِل الله عزّ وجلّ صلاته وصيامه ، ولم يُحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا »(١) .

٧١٨ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( أرأيت ) غفر الله له ، إن كان للزكاة مؤدّياً »(٢) .

٧١٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة غفر الله له ما دامت الزكاة مُؤدّاة.

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٤ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٤ / ٧٥٧٢.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٤٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٣.

٣٠١

ومن قرأها بعد صلاة الصُّبح مائة مرّة حَفِظه الله إلى صلاة الصُّبح »(١) .

٧٢٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَن قرأها بعد عِشاء الآخرة غفر الله له وحفظه إلى صلاة الصبح »(٢) .

٧٢١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها بعد صلاة العصر كان في أمان الله وحفظه إلى وقتها في اليوم الثاني »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩١٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩١٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٦٧ / ١١٩٢٠.

٣٠٢

سورة الكوثر

(١٠٨)

مكّية نزلت بعد سورة العاديات

فضلها :

٧٢٢ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من كانت قراءته( إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكوثَرَ ) في فرائضه ونوافله ، سقاهُ الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان مُحدَّثُه عند رسولِ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أصل طُوبى »(١) .

٧٢٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( الكوثر ) سقاه الله من أنهار الجنّة ، واُعطي من الأجر ، بعدد كلّ قربان قرّبه العباد في يوم عيد ، ويقرّبون من أهل الكتاب والمشركين »(٢) .

٧٢٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها سقاه الله

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٥ / ٧٥٧٣.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٤٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٤.

٣٠٣

من كلّ نهر في الجنّة ، وكتب له عشر حسنات ، بعدد قربان كلّ يوم عيد النحر »(١) .

٧٢٥ ـ وروي : « أنّ من قرأها مرّة ، فله أجر من قرأ ربع القرآن ، ومن قرأها أربع مرّات ، فله أجر من قرأ جميع القرآن »(٢) .

٧٢٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة سَقاه الله تعالى من نهر الكوثَر ، ومن كلّ نهر في الجنَّة ، وكتب له عشر حسنات بعدد كلّ من قرّب قُرباناً من الناس يَومَ النَحْر.

ومن قرأها ليلة الجمعة مائة مرّة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه رأي العين ، لا يَتَمثّل بغيره من الناس إلاّ كما يراه »(٣) .

٧٢٧ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها سَقاه الله من نهر الكوثر ومن كلّ نهر في الجنّة ، ومن قرأها ليلة الجُمعة مائة مرّة مُكملة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مَنامِه بإذن الله تعالى »(٤) .

٧٢٨ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها بعد صلاة يُصَلّيها نصف الليل سِرّاً من ليلة الجمعة ألف مرّة مكملة رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه بإذن الله تعالى »(٥) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٦.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٣.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٤.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧١٨ / ١١٩٣٥.

٣٠٤

سورة الكافرون

(١٠٩)

مكّية نزلت بعد سورة الماعون

فضلها :

٧٢٩ ـ الكليني في الكافي : عن عدّة من أصحابنا ، عن سَهْل بن زياد ، عن إسماعيل بن مِهران ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه قال : « من قرأ إذا أوى إلى فراشه( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كتب الله عزّوجلّ له براءةً من الشِرك »(١) .

٧٣٠ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العَلاء ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « مَن قرأ( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في فريضة من الفرائض غفر له ولِوالديه وما ولَد ، وإن كان شقيّاً مُحي من ديوان الأشقياء ، واُثبت في ديوان السُعَداء ، وأحياه الله تعالى سعيداً ، وأماته شَهيداً ، وبعثه شهيداً »(٢) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٤٥٨ / ٢٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٨ / ٧٧٩٩.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨٢ / ٧٤٠٤ و ١٥٠ / ٧٥٩٠ ، والبحار ٩٢ : ٣٤٠ / ٥ ، وورد أيضاً في فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٤ ، وعنه في المستدرك ٤ : ١٩٢ / ٤٤٦٥.

٣٠٥

٧٣١ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن فروة بن نوفل الأشجعي ، عن أبيه ، أنّه أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : جئت يا رسول الله لتعلّمني شيئاً أقوله عند منامي ، قال : « إذا أخذت مضجعك ، فاقرأ( قل يا أيّها الكافرون ) ثمّ نم على خاتمتها ، فإنّها براءة من الشرك »(١) .

٧٣٢ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال لبعض أصحابه : « إذا أردت المنام فاقرأ هذه السورة ، يعني ( الجحد ) قال : فكأنّما قرأ ربع القرآن ، وتبعد عنه الشياطين ، ويبرأ من الشرك ، ويكون في أمن من الفزع الأكبر »(٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قولوا لصبيانكم إذا أرادوا المنام ، أن يقرؤا هذه السورة ، حتى لا يتعرض لهم الجن »(٣) .

٧٣٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وروي : « من قرأ( قُلْ يَـأَيُّهَا الْكـفِرُون ) فله شفاء من الكفر ، ورحمة بالثبات على الإيمان »(٤) .

٧٣٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله تعالى من الأجر كأنّما قرأ رُبع القرآن ، وتباعَدت عنه مُؤذية الشيطان ، ونَجّاه الله تعالى من فزَع يوم القيامة.

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٥٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩١ / ٤٧١٧.

(٢) تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٥٩٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٥ / ٤٧٢٥.

(٣) نفس المصدر ٥ : ٥٩٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٥ / ذيل ح ٤٧٢٥.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧١ / ٤٩٧١.

٣٠٦

٣٠٧

ومن قرأها عند منامه ، لم يتعرّض إليه شيءٌ في منامه ، فَعلِّموها صِبْيانكم عند النوم.

ومن قرأها عند طلوع الشمس عشر مرات ، ودعا بما أراد من الدنيا والآخرة استجاب الله له ما لم يكن معصية يفعلها »(١) .

٧٣٥ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها تباعدت عنه مُؤذية الشيطان ، ونجّاه الله من فزع يوم القيامة ، ومن قرأها عند النوم لم يعرض له شيءٌ في منامه وكان محروساً ، فعلّموها أولادكم ، ومن قرأها عند طُلُوع الشمس عشر مرات ، ودعا الله ، استجاب له ما لم يكن في معصية »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٠ / ١١٩٦٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٠ / ١١٩٦١.

٣٠٨

سورة النصر

(١١٠)

نزلت بمنى في حجّة الوداع فتعدّ مدنيّة

وهي آخر ما نزل من القرآن

نزلت بعد سورة التوبة

فضلها :

٧٣٦ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده ، عن الحسن ، عن أبان بن عبدالملك ، عن كرّام الخثعمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « من قرأ( إذَا جَآءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) في نافلة أو فريضة ، نصره الله على جميع أعدائه ، وجاء يوم القيامة ومعه كتاب يَنْطِق ، قد أخرَجه الله من جَوفِ قَبْرِه فيه أمان مِن جسر جَهنّم ومن النار ، ومن زفير جهنّم ، فلا يمُرّ على شيء يوم القيامة إلاّ بشّره وأخبره بكلّ خير حَتّى يَدخُل الجنّة ، ويُفْتَح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمَنَّ ولم يخطر على قلبه »(١) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٥ / ٧٥٧٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٥٣.

٣٠٩

٧٣٧ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : « ومن قرأ( إذا جاء نصر الله ) في نافلته أو فريضته ، نصره الله على جميع أعدائه وكفاه المهم »(١) .

٧٣٨ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة( النصر ) اُعطي من الأجر كمن شهد مع النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتح مكّة »(٢) .

٧٣٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر كمَن شَهد مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتح مكة ، ومن قرأها في صلاة وصلّى بها بعد الحمد قُبلت صلاته منه أحسن قَبول »(٣) .

٧٤٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها في صلاته ، قُبِلت بأحسن قبول »(٤) .

٧٤١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها عند كلّ صلاة سبع مرّات ، قُبِلت منه الصلاة أحسن قبول »(٥) .

__________________

(١) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٤ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٤٣ / ٢ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٧ / ٢٥٠٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٦٩ / ٤٩٦٧ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٥٣.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٥.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٦.

(٥) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٨٣ / ١١٩٦٧.

٣١٠

سورة المسد ( تبّت )

(١١١)

مكّية نزلت بعد سورة الفاتحة

فضلها :

٧٤٢ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( تبّت ) رجوت أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة »(١) .

ورواه القطب الراوندي فيلب اللباب : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله(٢) .

٧٤٣ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « من قرأ هذه السورة لم يجمع الله بينه وبين أبي لهب ، ومن قرأها على الأمغاص التي في البطن ، سكنت بإذن الله تعالى ، ومن قرأها عند نومه حفظه الله »(٣) .

٧٤٤ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها على المَغْص سكّنه الله وأزاله ، ومَن قرأها في فِراشه كان في حِفْظ الله وأمانه »(٤) .

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٥٥٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠ / ٤٩٦٨.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٨٧ / ١١٩٧٦.

(٤) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٢٨٧ / ١١٩٧٧.

٣١١

سورة الإخلاص ( التوحيد )

(١١٢)

مكّية نزلت بعد سورة الناس

فضلها :

٧٤٥ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن بدر ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة بورك عليه ، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله ، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ، ومن قرأها اثنتي عشرة مرّة بنى الله له اثني عشر قصراً في الجنّة.

فتقول الحفظة : اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها ، ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال ، ومن قرأها أربعمائة مرّة كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده وأريق دمه ، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلة لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة أو ترى له »(١) .

٧٤٦ ـ وعنه : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦١٩ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢١ / ٧٧٨٣.

٣١٢

أبي عبداللهعليه‌السلام : « أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى على سعد بن معاذ فقال : لقد وافى من الملائكة سبعون ألفاً وفيهم جبرئيل يصلّون عليه ، فقلت له : يا جبرئيل ، بم يستحقّ صلاتكم عليه ؟ فقال : بقراءته( قل هو الله أحد ) قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام (٢) .

وفيالمجالس و التوحيد : عن أبيه ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، مثله(٣) .

٧٤٧ ـ وعنه : عن الحسن بن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع أن يقرأ في دبر الفريضة ب‍( قل هو الله أحد ) فإنّه من قرأها جمع الله له خير الدُّنيا والآخرة وغفر له ولوالديه وما ولدا »(٤) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله(٥) .

__________________

(١) نفس المصدر : ٢ : ٦٢٢ / ١٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٢ / ٧٧٨٤ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٣٢.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٦.

(٣) أمالي الصدوق : ٤٨٠ / ٦٤٥ ، التوحيد : ٩٥ / ١٣.

(٤) الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١١ ، وعنه في فلاح السائل : ٣٠٢ / ٢٠٣ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٣٠.

(٥) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٤ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٨٧ / ٨٥٠٨ ، والبحار ٩٢ : ٣٤٥ / ٤ ، وورد أيضاً في دعوات الراوندي : ٢١٦ / ٥٨٣.

٣١٣

٧٤٨ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن النعمان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ( قل هو الله أحد ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة »(١) .

ورواه ابن بابويه فيالأمالي و التوحيد : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن هلال ، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليعليه‌السلام ، مثله ، إلاّ أنّه أسقط فيالأمالي قوله : مائة مرّة(٢) .

وفيثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، مثله ولم يترك منه شيئاً(٣) .

٧٤٩ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي اُسامة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه ، غفر الله له ما عمل قبل ذلك خمسين عاماً ».

قال يحيى : فسألت سماعة عن ذلك ، فقال : حدّثني أبو بصير ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول ذلك ، وقال : « يا أبا محمّد ، أما أنّك إن جرّبته وجدته سديداً »(٤) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٠ / ٤ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٧ / ٧٧٩٦ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٣ / ٢٣١.

(٢) أمالي الصدوق : ٦٤ / ٢٧ ، التوحيد : ٩٤ / ١٢.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٥.

(٤) الكافي ٢ : ٥٣٩ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٥١ / ٧٤١٧ ، والمستدرك ٤ : ٢٩٠ / ٤٧١٥.

٣١٤

٧٥٠ ـ ابن بابويه في الأمالي و معاني الأخبار : عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن نوح بن شعيب ، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان ، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام ـ في حديث ـ عن سلمان أنّه قال : سمعت حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن »(١) .

٧٥١ ـ وفي كتاب التوحيد : عن الحسين بن إبراهيم ، عن محمّد بن أبي عبدالله ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي ابن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة فكأنّما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور »(٢) .

٧٥٢ ـ وفي ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن عثمان ، عن رجل ، عن حفص بن غياث ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول لرجل : « أتحب البقاء في الدنيا ؟ » قال : نعم ، قال : « ولم ؟ » قال : لقراءة( قل هو الله أحد ) فسكتُّ عنه.

ثمّ قال لي بعد ساعة : « يا حفص ، من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به في درجته ، فإنّ درجات الجنّة على قدر عدد

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٦ / ضمن ح ٥٤ ، معاني الأخبار : ٢٣٥ / ضمن ح ١ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ٢٢٣ / ٧٧٨٧.

(٢) التوحيد : ٩٥ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٥ / ٧٧٩٢.

٣١٥

آيات القرآن ، فيقال لقارئ القرآن : اقرأ وارقا »(١) .

٧٥٣ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه قال : حدَّثني محمّد بن أحمد ، عن أبي الحسن النهدي ، عن رجل ، عن فضيل بن عثمان قال : أخبرني رجل ، عن عمّار بن الجهم الزَّيات ، عن عبدالله بن حيِّ ، قال : سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرَّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان »(٢) .

٧٥٤ ـ وعنه : عن الحسن ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من مضى به يوم واحد فصلّى فيه خمس صلوات ولم يقرأ فيها ب‍( قل هو الله أحد ) قيل له : يا عبدالله لستَ من المصلّين »(٣) .

٧٥٥ ـ وعنه : عن الحسن ، عن أبي عبدالله ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها ب‍( قل هو الله أحد ) ثمّ مات ، مات على دين أبي لهب »(٤) .

٧٥٦ ـ أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن : عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي خالد الكوفي ، عن عمران بن البختري ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال : « من

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ١٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٤ / ٧٧٩٠.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٧٩ / ٨٤٩٢ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٣ / ٢٣٥.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٥ / ١ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٤٤ / ١ ، وورد أيضاً في الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٨٠ / ٧٤٠١.

(٤) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٣ / ٧٧٨٨.

٣١٦

قرأ( قل هو الله أحد ) نفت عنه الفقر ، واشتدّت أساس دوره ، ونفعت جيرانه »(١) .

٧٥٧ ـ وعنه : عن منصور بن العبّاس ، عن أحمد بن عبدالرّحيم ، عمّن حدَّثه عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) مرَّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرّات فكأنّما قرأ القرآن »(٢) .

٧٥٨ ـ كتاب أبي سعيد عباد العصفري : عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « خلق الله نوراً ، فخلق من ذلك النور( قل هو الله أحد ) وخلق لها ألفي ألف جناح من نور ، وأهبطه إلى أرضه مع اُمنائه من الملائكة ، لا يمرّون بملأ من الملائكة إلاّ خضعوا له ، وقالوا : نسبة ربنا ، نسبة ربنا »(٣) .

٧٥٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها فكأنّما قرأ ثلث القرآن ، واُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر »(٤) .

٧٦٠ ـ السيوطي في الدرّ المنثور : عن عليعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من صلّى صلاة الغداة ثمَّ لم يتكلّم حتّى يقرأ( قل هو الله أحد ) عشر مرّات لم

__________________

(١) المحاسن : ٦٢٣ / ٧٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٤ / ٤٧٠٥.

(٢) المحاسن : ١٥٣ / ٧٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٠ / ١٨.

(٣) كتاب أبي سعيد العصفري : ١٥ ( ضمن الاصول الستة عشر ) وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٤ / ٤٧٠٤.

(٤) مجمع البيان ٥ : ٥٦١.

٣١٧

يدركه ذلك اليوم ذنب ، واُجير من الشيطان »(١) .

٧٦١ ـ جامع الأخبار : قالعليه‌السلام : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) مائة مرّة في صلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار »(٢) .

٧٦٢ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن إسماعيل ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين القلانسي ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من قرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرّة ، حين يأوي إلى فراشه ، غفر الله له ذنبه ، وشفع في جيرانه ، فإن قرأها مائة مرّة ، غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة »(٣) .

٧٦٣ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيعجز أحدكم أن يقرأ كلّ ليلة ثلثاً من القرآن ؟ » فقالوا : يا رسول الله من يطيق ذلك ؟ فقال : « يقرأ مرّة( قل هو الله أحد ) فكأنّما قرأ ثلث القرآن »(٤) .

٧٦٤ ـ وعنه : عن محمّد بن المنكدر ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لقى ملك ملكاً في الهواء ، أحدهما ينزل من السماء ، والآخر يصعد من الأرض ، فقال الذي نزل من السماء : صعدت اليوم بعمل ما صعدت به قط ، قال : وما هو ؟ قال : قرأ رجل مائة مرّة( قل هو الله أحد ) قال : وما فعل الله به ؟ قال : غفر له »(٥) .

__________________

(١) الدر المنثور ٨ : ٦٧٨ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٧ /قطعة من حديث ٢٣.

(٢) جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٩.

(٣) فلاح السائل : ٤٧٨ / ٣٢٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٠ / ٤٧١٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١.

(٤) تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٦٠٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٧ / ٤٧٠٨.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٥ : ٦٠٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٩ / ٤٧١١.

٣١٨

٧٦٥ ـ وعنه : عن سهل بن سعد الساعدي قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشكا إليه الفقر وضيق المعاش ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا دخلت بيتك فسلّم إن كان فيه أحد ، وإن لم يكن فيه أحد فصلِّ عليَّ ، واقرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة ، ففعل الرجل ، فأفاض الله عليه رزقاً ، ووسّع عليه حتى أفاض على جيرانه »(١) .

٧٦٦ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) فله ثواب ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فله ثواب ثلثي القرآن ، ومن قرأها مرّتين فله ثواب ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرّات ، فله ثواب جميع القرآن »(٢) .

٧٦٧ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) فله شفاء من النفاق ، ورحمة بالثبات على الأخلاص ».

٧٦٨ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قال جبرئيل : مازلت خائفاً على أُمتك ، حتى نزلت( قل هو الله أحد ) فلمّا نزلت بها ، أمنت على أُمتك العذاب ».

٧٦٩ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رأيت في الجنة قصوراً تبنى ، ثمّ أمسكوا عن البناء ، فقلت : لم أمسكتم ؟ قالوا : نفدت النفقة! قلت : وما النفقة ؟ قالوا : قراءة( قل هو الله أحد ) فإذا أمسكوا عن القراءة ، أمسكنا عن البناء ».

٧٧٠ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ من قرأ( قل هو الله أحد ) بعد صلاة الصبح مائة مرّة ، غفرت له ذنوب مائة سنة ».

__________________

(١) نفس المصدر ٥ : ٦٠٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٩ / ٤٧١٢.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٥ / ٤٧٠٦ و ١٩٢ / ٤٤٦٦.

٣١٩

٧٧١ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ في يوم وليلة( قل هو الله أحد ) مائتي مرة ، غفرت له ذنوب خمسين سنة ».

٧٧٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ سورة( قل هو الله أحد ) بعد صلاة الصبح ، غفر له ذنب سنة ، ورفع له ألف درجة ، أوسع من الدنيا سبعين مرّة ».

٧٧٣ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة ، زوّجه الله بكلّ حرف منها سبعمائة حوراء ، ومن قرأها مرّتين ، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وكأنّما أعتق ألفي ألف رقبة من ولد إسماعيل ، وكأنّما رابط في سبيل الله ألفي الف عام ، وكأنّما حجّ البيت سبعمائة مرّة ، وإن مات من يومه وليلته ، مات شهيداً ، ومن قرأها ثلاث مرّات ، فكأنّما قرأ جميع الكتب المنزلة على أنبيائه ، وكتب له صيام الدهر وقيامه ».

٧٧٤ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ينادي مناد يوم القيامة : يا قارئ( قل هو الله أحد ) هلمّ إلى الجنّة بغير حساب ».

٧٧٥ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ( قل هو الله أحد ) كلّ يوم ، لم يفتقر أبداً ».

٧٧٦ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها اثنتي عشرة مرّة ، أعطاه الله في كلّ حبّة من الثمار قصراً ، كلّ قصر من المشرق إلى المغرب ».

٧٧٧ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها أعطاه الله بعدد آياته نوراً في الآخرة ، تضيء له الجنّة ، وان من قرأها مائة مرّة ، رأى منزله في الجنّة ، قبل أن يخرج من الدنيا ، وكتب له عمل خمسين نبياً ، وكتب له براءة من النار ».

٧٧٨ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّها أربع آيات ، من قرأها مع تفكّر ، تأتي له من الله أربع بشارات : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث ، وعلى الصراط ، حتى يدخل الجنّة خالداً مخلّداً ، وإنّ من قرأ( قل هو الله أحد ) مرّة واحدة تقبّلت صلاته ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

عمه أبي ذؤيب، وأبي هريرة المسكين وأمثالهم(٥١١) .

وقد اعتصم بتقشفه في مأكله ومشربه ومسكنه ومركبه، وأخذه بالصبر عن الشهوات، والكف عن الملذات، والاكتفاء بالبلغة وأسباغه عطاياه على الأمة من الغنائم، لا يؤثر نفسه وأهله بشئ منها، ووفره على بيت المال.

وأخذه بالحزم في محاسبة العمال. ومقاسمتهم إلى كثير من أمثال هذه الأمور التي ساقت الأمة بعصاه. وأخرست الألسن وألجمت الأفواه. لم يسلم منه أحد من عماله سوى معاوية على ما بينهما من تباين المشرب والسيرة. فانه لم يحاسبه في شئ ولا عاقبه في أمر. بل تركه يسرح ويمرح على غلوائه إذ قال له: لا آمرك ولا أنهاك. ومن عرف عمر علم انه لأمر ما آثر معاوية هذا الإيثار(٥١٢) .

[ المورد - (٥٩) - تشدده على أبي هريرة ]

وذلك ان عمر بعثه واليا على البحرين سنة إحدى وعشرين، فلما كانت سنة ثلاث وعشرين عزله وولى عثمان بن أبي العاص الثقفي، ولم يكتف بعزله حتى استنقذ منه لبيت المال عشرة آلاف زعم انه سرقها من مال الله في قضية مستفيضة، وحسبك منها ما ذكره ابن عبد ربه المالكي (فيما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم من أوائل الجزء الأول من عقده الفريد) إذ قال - وقد ذكر عمر - ثم دعا أبا هريرة فقال له: علمت إني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ؟. ثم بلغني انك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار !. قال: كانت لنا

____________________

(٥١١) الغدير ج ٦ / ٣١٦، راجع ما تقدم تحت رقم

(٤٣٤) والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٢٨٥.

(٥١٢) شيخ المضيرة أبو هريرة ص ٨٦ (*).

٣٨١

أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت. قال: حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل فأده قال: ليس لك ذلك. قال: بلى والله وأوجع ظهرك، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه، ثم قال: ائت بها. قال: احتسبها عند الله. قال: ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبى الناس لك لا لله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت(١) بك أميمة إلا لرعية الحمر.

قال ابن عبد ربه: وفي حديث أبي هريرة: لما عزلني عمر عن البحرين قال لي: يا عدو الله وعدو كتابه ! سرقت مال الله ؟. قال فقلت: ما أنا عدو الله وعدو كتابه، ولكني عدو من عاداك وما سرقت مال الله، قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟. قال فقلت: خيل تناتجت، وعطايا تلاحقت، وسهام تتابعت. قال: فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين ! (الحديث).

وقد أورده ابن أبي الحديد إذ ألم بشئ من سيرة عمر في المجلد الثالث من شرح النهج(٢) وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي هريرة من طبقاته الكبرى(٣) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال لي عمر: يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله ؟ إلى آخر الحديث.

وأورده ابن حجر العسقلاني في ترجمة أبي هريرة من اصابته فحوره عطفا على أبي هريرة تحويرا خالف فيه الحقيقة الثابتة باتفاق أهل العلم، وذهل عما يستلزمه ذلك التحوير من الطعن بمن ضرب ظهره فأدماه وأخذ ماله وعزله(٥١٣) .

____________________

(١) الرجع والرجيع العذرة والروث سميا رجعيا لانهما رجعا من حالتهما الأولى بعد ان كانا طعاما وعلفا، وأميمة أم أبى هريرة، وكلمة الخليفة هذه من أفظع كلمات الشتم (منه قدس).

(٢) ص ١٠٤ طبع مصر (منه قدس).

(٣) ص ٩٠ من قسمها الثاني من جزئها الرابع (منه قدس)

(٥١٣) تاريخ الذهبي ج ٢ / ٣٣٨، سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٢ / ٤٤٤، الغدير للأميني ج ٦ / ٢٧١، شيخ المضيرة أبو هريرة لأبي رية ص ٧٩، فتوح البلدان للبلاذري ص ٨٢ ط أوربا. (*).

٣٨٢

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٦٣: -

[ المورد - (٦٠) -: تشدده على سعد بن أبى وقاص بتحريق قصره عليه ]

وذلك انه استعمله على الكوفة فبلغه انه يحتجب في قصره عن الرعية، فدعا محمد بن مسلمة فقال له: اذهب إلى سعد بالكوفة فحرق عليه قصره، ولا تحدثن حدثا حتى تأتيني. فذهب محمد إلى الكوفة فأضرم النار في القصر يفاجئ بذلك سعدا، فخرج سعد وهو يقول: ما هذا ؟. فقال له محمد: هذا حزم أمير المؤمنين، فتركه حتى أحرق ثم انصرف إلى المدينة (الحديث)(٥١٤) .

[ المورد - (٦١) -: تشدده على خالد بن الوليد ]

وذلك إذ انتجعه (وهو على قنسرين من قبل عمر) الأشعث بن قيس فأجازه بعشرة آلاف، فسمع بذلك عمر بن الخطاب، وكان لا يخفى عليه شئ من عمله، فدعا عمر البريد، فكتب معه إلى أبي عبيدة - عامله على حمص -: أن أقم خالدا على رجل واحدة معقول الأخرى بعمامته وانزع قلنسوته على رؤوس الأشهاد، من موظفي الدولة، ووجوه الشعب، حتى يعلمك من أين

____________________

(٥١٤) الكامل في التاريخ ج ٢ / ٣٦٩، فتوح البلدان للبلاذري ص ٢٨٦، الغدير ج ٦ / ٢٧١ (*).

٣٨٣

أجاز الأشعث، أمن ماله، فهو الإسراف، والله لا يحب المسرفين، أم من مال الأمة ؟ فهي الخيانة، والله لا يحب الخائنين، واعزله على كل حال، واضمم إليك عمله، فكتب أبو عبيدة إلى خالد. فقدم عليه، ثم جمع الناس، وجلس لهم على المنبر في المسجد الجامع، فقام البريد فسأل خالدا من أين أجاز الأشعث ؟ فلم يجبه، وأبو عبيدة ساكت لا يقول شيئا، فقام بلال الحبشي فقال ان أمير المؤمنين أمر فيك بكذا وكذا ونزع عمامته، ووضع قلنسوته، ثم أقامه فعقله بعمامته، وقال: من أين أجزت الأشعث ؟ أمن مالك ؟ أم من مال الأمة ؟. فقال من مالي. فأطلقه وأعاد قلنسوته، ثم عممه بيده وهو يقول: نسمع لولاتنا. ونفخم ونخدم موالينا، وأقام خالد متحيرا لا يدري أمعزول أم غير معزول، إذ لم يعلمه أبو عبيدة بعزله تكرمة وتفخمة له، فلما تأخر قدومه على عمر ظن الذي كان، فكتب إلى خالد انك معزول فتنح، ثم لم يوله بعد ذلك عملا حتى مضى لسبيله(٥١٥) .

وقد ذكر العقاد هذه القضية كما في ص ٢٤٥ من أصل الكتاب إلى آخر المورد.

[ المورد - (٦٢) -: نفيه لضبيع التميمي وضربه إياه: ]

وذلك ان رجلا جاء إليه فقال: ان ضبيعا التميمي لقينا فجعل يسألنا يا أمير المؤمنين عن تفسير آيات من القرآن. فقال لي اللهم أمكني منه. فبينا هو يوما جالس يغدي الناس إذ جاءه ضبيع وعليه ثياب وعمامة، فتقدم فأكل مع

____________________

(٥١٥) الكامل في التاريخ ج ٢ / ٣٧٥، الغدير ج ٦ / ٢٧٤، الحلبية ج ٣ / ٢٢٠، البداية والنهاية ج ٧ / ١١٥ (*).

٣٨٤

الناس حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين ما معنى قوله تعالى:( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ) . فقال له ويحك: أنت هو ؟. فقام إليه فحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته فإذا له ضفيرتان، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا ضربت رأسك. ثم أمر به فحبس في بيت ثم كان يخرجه كل يوم فيضربه مائة ! فإذا برى أخرجه فضربه مائة أخرى ! ! ثم حمله على قتب وسيره إلى البصرة، فكتب إلى عامله أبي موسى يأمره أن يحرم على الناس مجالسته وأن يقوم في الناس خطيبا يقول لهم: ان ضبيعا قد ابتغى العلم فأخطأه. فلم يزل بعدها ضبيع عند الناس وفي قومه حتى هلك، وقد كان من قبل سيد قومه(٥١٦) .

[ المورد - (٦٣) - نفيه نصر بن حجاج ]

وذلك فيما رواه عبدالله بن بريد إذ قال(١) بينا عمر يعس ذات ليلة انتهى إلى باب مجاف وامرأة تغني نسوة :

هل من سبيل إلى خمر فأشربها

أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج

فقال عمر: أما، ما عاشت فلا. فلما أصبح دعا نصر بن حجاج - وهو نصر بن حجاج بن علابط البهزي السلمي - فأبصره وهو من أحسن الناس وجها وأصبحهم وأملحهم حسنا فأمر أن يطم شعره فخرجت جبهته فازدادت حسنا فقال له عمر اذهب فاعتم. فاعتم فبدت وفرته فأمره بحلقها فازداد حسنا.

____________________

(٥١٦) أخرجها أهل الأخبار مسندة وأرسلها المتتبع ابن أبى الحديد في أحوال عمر ص ١٢٢ من المجلد الثالث من شرح النهج طبع مصر (منه قدس). وج ١٢ / ١٠٢ ط مصر بتحقيق أبو الفضل.

(١) كما في ص ٩٩ من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة (منه قدس) (*).

٣٨٥

فقال له: فتنت نساء المدينة يا ابن حجاج لا تجاورني في بلدة أنا مقيم بها. ثم سيره إلى البصرة فأقام بها أياما، ثم كتب لعمر كتابا فيه هذه الأبيات :

لعمري لئن سيرتني أو حرمتني

لما نلت من عرضي عليك حرام

أئن غنت الدلفاء يوما بمنية

وبعض أماني النساء غرام

ظننت بي الظن الذي ليس بعده

بقاء فمالي في الندي كلام

وأصبحت منفيا على غير ريبة

وقد كان لي بالمكتين مقام

فيمنعني مما تظن تكرمي

وآباء صدق سالفون كرام

ويمنعها مما تغنت صلاتها

وحال لها في دينها وصيام

فهاتان حالانا فهل أنت راجع

فقد جب مني كاهل وسنام

فقال عمر: أما ولي ولاية فلا. فلما قتل عمر ركب نصر راحلته ولحق بأهله في المدينة(٥١٧)

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٦٦: -

[ المورد (٦٤) -: تجاوزه الحد الشرعي في الغلظة على ولده ]

وذلك أن ولده عبدالرحمن المكنى أبا شحمة شرب الخمر في مصر أيام ولاية عمرو بن العاص عليها، فأمر به الوالي ابن العاص فحلق رأسه وجلد الحد الشرعي بمحضر من أخيه عبدالله بن عمر، فلما بلغ عمر ذلك كتب إلى ابن العاص أن يبعث به إليه في عباءة على قتب بغير وطاء وشدد عليه في ذلك، وأغلظ له القول، فأرسله إليه على الحال التي أمر بها أبوه.

وكتب إلى عمر أني أقمت الحد عليه بحلق رأسه وجلده في صحن الدار، وحلف بالله الذي لا يحلف بأعظم منه أنه الموضع الذي تقام فيه الحدود على

____________________

(٥١٧) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٢٨٥ (*).

٣٨٦

المسلمين والذميين، وبعث بالكتاب مع عبدالله بن عمر، فقدم عبدالله بن عمر بالكتاب وبأخيه عبدالرحمن على أبيهما وهو في عباءة لا يستطيع المشي لمرضه واعيائه ومما فيه من عقر القتب، فشدد أبوه عليه وقال: يا عبدالرحمن فعلت وفعلت !. ثم صاح: السياط السياط. فكلمه عبدالرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم عليه الحد، وشهد بذلك أخوه عبدالله. فلم يلتفت إليه وزبره، فأخذته السياط، وجعل يصيح: أنا مريض وأنت والله قاتلي. فلم يرق له وتصام عن صياحه حتى استوفى الحد وحبسه بعده شهرا فمات(٥١٨) .

ومحل الشاهد هنا ان ابن العاص، ان كان مأمونا على حدود الله وثقة في نفس عمر فقد أخبره بإقامة الحد على ولده أبي شحمة بحضور أخيه عبدالله، وكان عبدالله من أوثق آل الخطاب في نفس أبيه، وإذا فلا وجه لإقامة الحد

____________________

(٥١٨) هذه الواقعة من الوقائع المشهورة ذكرها أهل الأخبار في أحوال عمر وخصائصه فلتراجع في ص ١٢٣ وما بعدها من المجلد الثالث من شرح النهج الحميدي طبع مصر. وتجد في ص ١٢٧ من المجلد نفسه عن بعض أولياء عمر: أنه ضرب ابنا له على الشراب فمات من ضربه. وكل من ذكر أبا شحمة ذكر ذلك حتى أن ابن عبد البر أورد هذه القضية بنحو من التنسيق والتنميق في ترجمة عبدالرحمن الأكبر بن عمر هو أخو أبى شحمة الذي هو عبدالرحمن الأوسط، ولهما أخ ثالث يدعى عبدالرحمن الأصغر كما نقلها ابن عبد البر.

وقال الدميري في مادة ديك من حياة الحيوان: وكان عمر قد حد ابنه عبدالله على الشراب فقال له وهو يحده قتلتني يا أبتاه.

(قال): والذي في كتب السير ان المحدود في الشراب ابنه الأوسط أبو شحمة أه‍. وعقد ابن الجوزي بابا مختصا بضرب عمر لولده على شرب الخمر، وهو الباب ٧٧ من تاريخ عمر (منه قدس). الغدير للأميني ج ٦ / ٣١٦، سنن الكبرى للبيهقي ج٨ / ٣١٢، العقد الفريد ج ٣ / ٣٧٠، تاريخ بغداد للخطيب ج ٥ / ٤٥٥، سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٧٠ وفى طبع آخر ص ٢٠٧، الرياض النضرة ج ٢ / ٣٢ ط ١، ارشاد الساري ج ٩ / ٤٣٩، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ / ٣٩٤ (*).

٣٨٧

عليه مرة أخرى، وان كان ابن العاص غير مأمون على حدود ولا صادق فيما يخبر به حتى لو حلف الإيمان المغلظة كما فعل، فكيف يوليه مصر فيسلطه على أحكام الله وحدوده ؟ ودماء عباده ؟ وأعراضهم وأموالهم ؟ !. على أن المريض لا يحد قبل شفائه والمحدود لا يحبس بعد اقامة الحد عليه ولاسيما إذا كان مريضا أو أضره الحبس، لكن عمر مولع بايثار رأيه في المصلحة على النصوص.

[ المورد - (٦٥) -: قطعة شجر الحديبية ]

شجرة الحديبية هذه بويع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيعة الرضوان تحتها، فكان من عواقب تلك البيعة ان فتح الله لعبده ورسوله فتحا مبينا، ونصره نصرا عزيزا، وكان بعض المسلمين يصلون تحتها تبركا بها، وشكرا لله تعالى على ما بلغهم من أمانيهم في تلك البيعة المباركة. فبلغ عمر ما كان من صلاتهم تحتها فأمر بقطعها وقال(١) : ألا لا أوتى منذ اليوم بأحد عاد إلى الصلاة عندها إلا قتلته بالسيف كما يقتل المرتد. آه(٥١٩) .

سبحان الله وبحمده والله أكبر ! ! يأمره بالأمس رسول الله بقتل ذي الخويصره وهو رأس المارقة فيمتنع عن قتله احتراما لصلاته(٥٢٠) " ثم يستل

____________________

(١) كما في السطر الأخير من ص ٥٩ من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي (منه قدس).

(٥١٩) الغدير للأميني ج ٦ / ١٤٦، شرح النهج الحديدي ج ٣ / ١٢٢، سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٠٧، الطبقات الكبرى لابن سعد، السيرة الحلبية ج ٣ / ٢٩، فتح الباري ج ٧ / ٣٦١ وقد صححه، ارشاد الساري ج ٦ / ٣٣٧، شرح المواهب للزرقاني ج ٢ / ٢٠٧، الدر المنثور ج ٦ / ٧٣، عمدة القاري ج ٨ / ٢٨٤ وقال: إسناد صحيح.

(٥٢٠) كما تقدم تحت رقم (١٣١) فراجعه مع مصادره. (*)

٣٨٨

اليوم سيفه لقتل من يصلي من أهل الإيمان تحت الشجرة شجرة الرضوان ؟ ! " وي، وي ما الذي أرخص له دماء المصلين من المخلصين لله تعالى في صلواتهم ؟ ان هذه لبذرة أجذرت وآتت أكلها في نجد (حيث يطلع قرن الشيطان)(٥٢١) .

وكم لفاروق الأمة من أمثال هذه البذرة كقوله للحجر الاسود: " انك لحجر لا تنفع ولا تضر، ولولا اني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.. "(٥٢٢) .

ولقد كانت هذه الكلمة منه كأصل من الأصول العملية بني عليها بعض الجاهلين تحريم التقبيل للقرآن الحكيم، والتعظيم لضريح النبي الكريم ولسائر الضرائح المقدسة، ففاتهم العمل بكثير من مصاديق قوله تعالى:( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (١) ) .

ولم يكونوا في شغفهم بحب الله عزوجل على حد قول القائل :

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

____________________

(٥٢١) صحيح البخاري ك الجهاد والسير باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ج ٤ / ٤٦ ط استانبول وج ٤ / ١٠ ط مطابع الشعب.

(٥٢٢) أخبار مكة للازرقي ج ١ / ٣٢٣ و ٣٢٩ و ٣٣٠ ط دار الأندلس، الغدير ج ٦ / ١٠٣، المستدرك للحاكم ج ١ / ٤٥٧، سيرة عمر لابن الجوزي ص ١٠٦، ارشاد الساري ج ٣ / ١٩٥، عمدة القاري ج ٤ / ٦٠٦، شرح النهج الحديدي ج ٣ / ١٢٢ ط ١ وج ١٢ / ١٠٠ ط مصر بتحقيق أبو الفضل، الفتوحات الإسلامية ج ٣ / ٤٨٦، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٤٠ ح ١٠٧٣ ط بيروت.

(١) الآيتان في سورة الحج (منه قدس) (*).

٣٨٩

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٧٠: -

[ المورد - (٦٦) -: يوم شكته أم هاني إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ]

أخرج الطبراني في الكبير عن عبدالرحمن بن أبي رافع عن أم هاني بنت أبي طالبعليه‌السلام انها قالت: يا رسول الله ان عمر بن الخطاب لقيني فقال لي: ان محمدا لا يغني عنك شيئا. فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقام خطيبا فقال: ما بال أقوام يزعمون ان شفاعتي لا تنال أهل بيتي، وان شفاعتي لتنال حاء وحكم(٥٢٣) .

وغضبصلى‌الله‌عليه‌وآله في مقام آخر إذ توفي لعمته صفية ولد فعزاهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما خرجت لقيها رجل(١) فقال لها: ان قرابة محمد لن تغني عنك شيئا. فبكت حتى سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوتها ففزع من ذلك، فخرج إليها فسألها فأخبرته فغضب فقال: يا بلال هجر بالصلاة، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال أقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع، ان كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي، وان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة(٥٢٤) .

____________________

(٥٢٣) قبيلتان في اليمن بعيدتا النسب من قريش (منه قدس). ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٦٧ ط اسلامبول.

(١) هو عمر بن الخطاب بلا ريب (منه قدس).

(٥٢٤) أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى بالإسناد إلى ابن عباس (منه قدس). مجمع الزوائد ج ٨ / ٢١٦ وصرح بأن القائل هو عمر بن الخطاب، المعرفة والتاريخ ج ٢ / ٤٩٩، ينابيع المودة ص ٢٦٧ ط اسلامبول. وقريب منه في: فرائد السمطين ج ٢ / ٢٨٨ ح ٥٤٨ و ٥٤٩، المسند لأحمد ج ٣ / ١٨ و ٣٩ و ٦٢ ط ١، تفسير ابن كثير ج ٧ / ٣٤، إحقاق ج ٩ / ٥١٤، شرح نهج البلاغة ج ٢ / ١٨٧ ط ٢ القول الفصل للحداد ج ٢ / ١٦ =>

٣٩٠

[ المورد - (٦٧) -: يوم النجوى ]

وقد فات الخير يومئذ جميع الناس حاشا علياعليه‌السلام فانه الفائز بخيرها لا يشاركه فيه فاروق ولا صديق ولا غيرهما من سائر البشر.

واليك آيتها فتدبرها ولا تكن ممن عناهم الله بقوله تعالى: أم على قلوب أقفالها. والآية في سورة المجادلة وهي قوله عزوجل:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ) فلم يعمل بها سوى علي بإجماع هذه الأمة، كما تراه في تفسير الآية من كل من كشاف الزمخشري، والتفسير الكبير للطبري، والتفسير العظيم للثعلبي، ومفاتيح الغيب للرازي، وسائر التفاسير.

ودونك من الصحاح ما أخرجه الحاكم في تفسير الآية ص ٨٤٢ من الجزء الثاني من صحيحة المستدرك عن عليعليه‌السلام قال: ان في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدى، آية النجوى، كان عندي

____________________

=> قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي "

عن عمر بن الخطاب: راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١٠٨ ح ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣، تاريخ بغداد للخطيب ج ٦ / ١٨٢، سنن البيهقي ج ٧ / ٦٣ و ٦٤، حلية الأولياء ج ٧ / ٣١٤، شرح النهج لابن أبى الحديد ج ٣ / ١٢٤، تذكرة الحفاظ ج ٣ / ١١٧ وفى ط ٩١٠، مجمع الزوائد ج ٤ / ٢٧١ وج ٩ / ١٧٣، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٤٦٣ ط بيروت، ينابيع المودة ص ٢٦٧ ط اسلامبول.

وعن ابن عباس: تاريخ بغداد للخطيب ج ١٠ / ٢٧١، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٧٣ وج ٨ / ٢١٦، الجامع الصغير ص ٢٣٦، كفاية الطالب ص ٣٨٠ ط الحيدرية، ينابيع المودة ص ٢٦٧ ط اسلامبول. (*)

٣٩١

دينار فبعته بعشرة دراهم، فكنت كلما ناجيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله قدمت بين يدي نجواي درهما ثم نسخت بقوله تعالى:( أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ (١) فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) (٥٢٥) .

فشمل هذا التقريع عمر وغيره من سائر الصحابة حاشا علياعليه‌السلام فانه ما أشفق من تقديم الصدقات ولا خاف الأمر ليحتاج إلى التوبة.

وقد قام الرازي هنا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنه

____________________

(١) قال الحاكم بعد إيراد هذا الحديث هنا بلفظه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قلت وصححه الذهبي من شرط الشيخين إذ أورده في تلخيص المستدرك (منه قدس).

(٥٢٥) آ ية النجوى لم يعمل به إلا الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام . راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج ٢ / ٢٣٠ ح ٩٤٩ و ٩٥٠ و ٩٥١ و ٩٥٢ و ٩٥٣ و ٩٥٤ و ٩٥٥ و ٩٥٦ و ٩٥٧ و ٩٥٨ و ٩٥٩ و ٩٦٠ و ٩٦١ و ٩٦٢ و ٩٦٣ و ٩٦٤ و ٩٦٥ و ٩٦٦ و ٩٦٧ ط ١، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٣٢٥ ح ٣٧٢ و ٣٧٣ ط ١، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ٣٢٢ و ٣٥٧ ح ٢٨٣ و ٢٨٤ دلائل الصدق ج ٢ / ١٠٤، نظم درر السمطين للزرندي ص ٩٠، مقام أمير المؤمنين للعسكري ص ٥٨، ينابيع المودة للقندوزي ص ١٠٠ ط اسلامبول، المستدرك للحاكم ج ٢ / ٤٨١، مسند أحمد ج ٢ / ٢١ ط ١، المناقب للخوارزمي ص ١٩٦ ط الحيدرية، تفسير الطبري ج ٢٨ / ١٩، كفاية الطالب ص ١٣٥، سمط النجوم العوالي ج ٢ / ٤٧٤، تفسير الحبرى، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٣٩ ط مصر، تفسير ابن كثير ج ٤ / ٣٢٦، صحيح الترمذي ج ٥ / ٨٠ رقم - ٣٣٥٥ - وج ٢ / ٢٢٧ ط آخر الذهبي ج ٣ / ١٤٦، أحكام القرآن للجصاص ج ٣ / ٥٢٦، صحيح ابن حبان ج ٢ / ١٨٠، المصنف لابن أبى شيبة ج ٦، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٢ / ٢١، تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن ج ٤ / ٢٤٢، تاريخ الطبري ج ٨ / ١٨٤، دلائل الصدق ج ٣ / ٢١٢، الاستيعاب بترجمة معاوية. (*)

٣٩٢

قال: ان الآية تضيق قلب الفقير وتوجب حزنه لعدم تمكنه من الصدقة، وتوحش الغني بما تشتمل عليه من التكليف، وتوجب طعن بعض المسلمين ببعض، فالعمل بها يسبب فرقة ووحشة، وترك العمل بها يسبب الفة، والذي يكون سببا للالفة أولى مما يكون سببا للوحشة، إلى آخر هذيانه المعارض لقوله تعالى:( ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ) . والمناقض لقوله عز اسمه:( فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) فراجع هذا الهذيان منه في ص ١٦٨ من الجزء ٨ من تفسيره الكبير مفاتيح الغيب.

ولم يبق عليه إلا أن يقول: ان الزكاة والحج مثلا يضيقان قلب الفقير ويوجبان حزنه لعدم تمكنه من فعلهما، ويوحشان الغنى بما يشتملان عليه من التكليف، فالعمل بها يسبب فرقة ووحشة وترك العمل بهما يسبب ألفة ومحبة والذي يكون سببا للألفة أولى من الذي يكون سببا للوحشة، فترك الزكاة والحج أولى على قياس هذا الإمام، بل قياسه يوجب ترك الأديان كلها ترجيحا للاتفاق على الاختلاف. نعوذ بالله من سبات العقل وخطل القول وبه نستجير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[ المورد - (٦٨) -: تسامحه مع معاوية إذ ولاه أمر الشام ]

حيث أملى له في غيه، وخلا بينه وبين ما أراد، مطلقا له العنان، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، مسوما مترفا، راكبا سجيحة رأسه، لا يبالي في غير ما يختاره لنفسه، على نقيض ما يعجب عمر من سيرة أمرائه، وقد رآه في الشام أبهة كسروية، وأزياء تنفر منها جبلة عمر، ويبرأ منها فما قال له عندها سوى: لا آمرك ولا أنهاك (أ)، يقلده حبله، ويقرطه عنانه، فعاث ما شاء أن يعيث ولا راد لجماح غلوائه، ولا مقوم من صعره، فكانت عاقبة هذا الإملاء له ما

٣٩٣

كان منه في صفين من بغيه على أمير المؤمنين، وبعدها ما كان منه في ساباط مع سيد الأسباط. وبهذا اتخذ بنو أمية مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا(٥٢٦)

فانا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٧٤: -

[المورد - (٦٩)-: أمره بما يخالف الشرع ورجوعه عن ذلك بعد تنبيه وموارد ذلك كثيرة]

أولا: ما أخرجه محمد بن مخلد العطار في فوائد(١) : ان عمر (رض) قد أمر برجم حبلى زنت. فقال له معاذ بن جبل منكرا عليه ذلك: ان يكن لك عليها سبيل، فلا سبيل لك على ما في بطنها، فأبطل عمر حكمه. وقال: عجزت النساء ان يلدن معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر(٥٢٧) .

ثانيا: ما أخرجه الحاكم - في رفع عنه القلم من كتاب الحدود ص ٣٨٩ الجزء الرابع من مستدركه - بالإسناد إلى ابن العباس. قال: أتى عمر بامرأة مجنونة حبلى، فأراد أن يرجمها. فقال له علي: أو ما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة ؟. عن المجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن النائم حتى

____________________

(٥٢٦) شيخ المضيرة أبو هريرة ص ٨٦ ط ٣، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٧٩ و ٤٨٠، كنز العمال ج ٦ / ٣٩ ط ١، الغدير ج ٨ / ٢٥٠.

(١) كما نص عليه ابن حجر العسقلاني في ترجمة معاذ بن جبل من اصابته (منه قدس).

(٥٢٧) الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٤٢٧ ط ١.

وروى ان الذي اعترض عليه هو الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام . راجع: الغدير ج ٦ / ١١٠ و ١١١، الرياض النضرة ج ٢ / ١٩٦ ط ١، ذخائر العقبى ص ٨٠ و ٨١، مطالب السئول ص ١٣، المناقب للخوارزمي ص ٣٩ ط الحيدرية (*).

٣٩٤

يستيقظ. فخلى عمر عنها(٥٢٨) .

قلت: هذه غير تلك التي نبهه فيها معاذ لم تكن مجنونة، فكان له عليها سبيل، ولكن بعد وضع حملها، وإلا من عليه في حضانته بعد رجمها. اما هذه فلا سبيل له عليها مطلقا لجنونها كما لا يخفى.

ولقاضي القضاة عبد الجبار في كتابه - المغي - كلام حول الأمر برجم الحبلى كان محل البحث بينه وبين الشريف المرتضى في كتابه - الشافي - وقد أورد كلاميهما ابن أبي الحديد في هذه المواضيع ص ١٥٠ إلى ص ١٥٢ من المجلد الثالث من شرح النهج طبع مصر.

ثالثا: ما أخرجه الإمام أحمد من حديث علي - ص ١٥٤ والتي بعدها من الجزء الاول من مسنده - عن أبي ظبيان الجنبي(١) قال: ان عمر أتى بامرأة

____________________

(٥٢٨) سنن أبى داود ج ٢ / ٢٢٧، الغدير ج ٦ / ١٠١، سنن ابن ماجة ج ٢ / ٢٢٧ المستدرك للحاكم ج ٢ / ٥٩ وج ٤ / ٣٨٩ وصححه، السنن الكبرى للبيهقي ج ٨ / ٢٦٤، تيسير الوصول ج ٢ / ٥، الرياض النضرة ج ٢ / ١٩٦، ذخائر العقبى ص ٨١، ارشاد الساري ج ١٠ / ٩، فيض القدير ج ٤ / ٣٥٧، حاشية العزيزي على الجامع الصغير ج ٢ / ٤١٧، مصباح الظلام ج ٢ / ٥٦، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٤٧ ط النجف، فتح الباري ج ١٢ / ١٠١، عمدة القاري ج ١١ / ١٥١، المناقب للخوارزمي ص ٣٨ ط الحيدرية، الطرائف لابن طاووس ج ٢ / ٤٧٣.

(١) أخرجه الحاكم بإسناده إلى ابن عباس بألفاظ تقارب ألفاظ أحمد. فراجع باب من رفع عنه القلم من كتاب الحدود أول ص ٣٨٩ من الجزء الرابع من المستدرك تجده صحيحا على شرط الشيخين. وأورده الذهبي في تلخيصه مصرحا بصحته.

واختصره البخاري في كتاب الحدود من صحيحه فقال ما هذا لفظه: باب لا يرجم المجنون والمجنونة وقال علي لعمر: أما علمت أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ انتهى بلفظ البخاري في أول ص ١١٧ من جزئه الرابع (منه قدس) (*).

٣٩٥

قد زنت فأمر برجمها، فانتزعها علي من أيديهم وردهم بها، فرجعوا إلى عمر فقالوا: ردنا علي بن أبي طالب. قال: ما فعل هذا إلا لشئ قد علمه، فأرسل إلى علي فجاءه وهو شبه المغضب. فقال له عمر: مالك رددت هؤلاء ؟. قال: أما سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلى حتى يعقل. قال: بلى. قال على: فان هذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. فقال عمر: لا أدرى فلم يرجمها(٥٢٩) .

رابعا: ما ذكره ابن القيم في كتابه - الطرق الحكيمة في السياسة الشرعية -: ان امرأة جئ بها إلى عمر فأقرت بالزنى فأمر برجمها فاستمهله علي إذ لعل لها عذرا يدرأ عنها الحد ثم قال لها: ما حملك على الزنى ؟. قالت: كان لي خليط، وفي ابله ماء ولبن، ولم يكن في ابلي ماء ولبن فظمئت فاستسقيته فأبى أن يسقيني حتى أعطيه نفسي، فأبيت عليه ثلاثا، فلما ظمئت وظننت ان نفسي ستخرج أعطيته الذي أراد فسقاني. فقال علي: الله أكبر، "( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) "(٥٣٠) .

وروى البيهقي في سننه(١) عن أبي عبدالرحمن السلمي قال: أتي عمر بامرأة جهدها العطش فمرت على راع فاستسقته فأبى أن يسقيها الا أن تمكنه من نفسها ففعلت. فشاور عمر الناس في رجمها فقال علي: هذه مضطرة أرى

____________________

(٥٢٩) الغدير للأميني ج ٦ / ١٠١، المناقب للخوارزمي ص ٣٨، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٤٧ ط الحيدرية.

(٥٣٠) الآية ١١٥ من سورة النحل (منه قدس). كنز العمال ج ٣ / ٩٦، الغدير ج ٦ / ١٢٠.

(١) فيما نقله ابن القيم في ص ٥٣ من كتابه (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) (منه قدس) (*).

٣٩٦

أن يخلى سبيلها، ففعل عمر ذلك(٥٣١) .

خامسا: ما ذكره ابن القيم في أول ص ٥٥ من طرقه الحكيمة، إذ قال: رفعت إلى عمر امرأة أخرى وقد زنت فأقرت لديه بذلك، وكررت الإقرار به وأيدت ما فعلت من فجورها، وكان علي إذ ذاك حاضرا فقال: انها لتستهل به استهلال من لا يعلم انه حرام، فدرأ الحد عنها(٥٣٢) .

قال ابن القيم: وهذا من دقيق الفراسة. سادسا: ما نقله العلامة المعاصر أحمد أمين بك في ص ٢٨٥ من كتابه (فجر الإسلام) نقلا على كتاب (أعلام الموقعين) قال: رفعت إلى عمر قضية رجل قتلته امرأة أبيه وخليلها. فتردد عمر في قتل اثنين بواحد. فقال له علي: أرأيت لو أن نفرا اشتركوا في سرقة توجب القطع أكنت قاطعهم ؟. قال: نعم قال: فكذلك. فعمل برأي علي. وكتب إلى عامله أن اقتلهما فلو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم(٥٣٣) .

سابعا: ما قد رواه أهل السير والأخبار، واللفظ للمتتبع علامة المعتزلة ابن أبي الحديد(١) إذ قال: استدعى عمر امرأة ليسألها عن أمر وكانت حاملا فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها، فأجهضت به جنينا ميتا، فاستفتى أكابر الصحابة في ذلك. فقالوا: لا شئ عليك، انما أنت مؤدب. فقال له علي: ان كانوا

____________________

(٥٣١) سنن البيهقي ج ٨ / ٢٣٦، الغدير للأميني ج ٦ / ١١٩، الرياض النضرة ج ٢ / ١٩٦ ط ١، ذخائر العقبى ص ٨١.

(٥٣٢) (٥٣٣) (١) في ص ٥٨ من ج ١ من شرح النهج الحديدي أثناء شرح الخطبة الشقشقية (منه قدس) (*).

٣٩٧

راقبوك فقد غشوك، وان كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا، عليك غرة، يعني عتق رقبة، فرجع عمر والصحابة إلى قوله(٥٣٤) .

ثامنا: تحيره في أمر رجل من المهاجرين الأولين من أهل بدر، - وهو قدامة بن مظعون: جئ به وقد شرب الخمر فأمر به عمر أن يجلد. فقال: لم تجلدني ؟ بيني وبينك كتاب الله عزوجل. فقال عمر: في أي كتاب الله اني لا أجلدك ؟. فقال: ان الله تعالى يقول في كتابه:( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ) الآية. فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا. شهدت مع رسول الله بدرا والحديبية والخندق والمشاهد - فلم يدر عمر ما يقول في رده - فقال: ألا تردون عليه.

فقال ابن عباس: ان هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين، وحجة على الباقين، لان الله عزوجل يقول:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) ثم قرأ حتى أتم الآية الأخرى.

[ ومنها ]( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ ) (١) فان الله عزوجل قد نهى عن أن يشرب الخمر فأين شاربها عن التقوى بعد أن نهى عنها ؟. فقال عمر: صدقت فماذا ترون: فأفتى علي بجلده ثمانين وجرى الأمر على هذا من ذلك اليوم

____________________

(٥٣٤) الغدير للأميني ج ٦ / ١١٩، سيرة عمر لابن الجوزي ص ١١٧، فضل العلم لأبي عمر ص ١٤٦، كنز العمال ج ٧ / ٣٠٠ ط ١، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ١٧٨ ح ٢٠٦ ط بيروت.

(١) الآية ٩٠ - ٩٣ من سورة المائدة.

(٥٣٥) أخرجه الحاكم في باب مشورة الصحابة في حد الخمر من كتاب الحدود ٤ / ٣٧٦ من مستدركه مصرحا بصحته. وأورده الذهبي في التلخيص وصححه أيضا (منه قدس). المناقب للخوارزمي ص ٥٣ ط الحيدرية.

٣٩٨

تاسعا: ما نقله ابن القيم في ص ٢٧ من كتابه (الطرق الحكمية) في قضية امرأة تعلقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه، فلما لم يساعدها احتالت عليه فأخذت بيضة فألقت صفرتها وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ثم جاءت عمر صارخة تستعديه عليه فقالت: هذا الرجل غلبني على نفسي وفضحني في أهلي، وهذا أثر ما فعله بي. فسأل عمر: النساء ؟، فقلن له: ان ببدنها وثوبها أثر المني. فهم بعقوبة الشاب، والشاب يستغيث ويقول: يا أمير المؤمنين تثبت في أمري، فوالله ما أتيت بفاحشة، وما هممت بها ولقد راودتني عن نفسي فاعتصمت. وكان علي حاضرا، فقال عمر: يا أبا الحسن ما ترى في أمرهما ؟ فنظر علي إلى الثوب ثم دعا بماء حار شديد الغليان، فصبه على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه فشمه وذاقه فعرف طعم البيض وزجر المرأة فاعترفت(٥٣٦) .

عاشرا: ما ذكر ابن القيم في ص ٣٠ والتي بعدها من طرقه الحكمية من ان رجلين من قريش دفعا إلى امرأة مائة دينار وديعة وقالا لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه، فلبثا حولا فجاء أحدهما فقال: ان صاحبي قد مات، فادفعي الي الدنانير. فأبت وقالت انكما قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه فلست بدافعتها اليك. فتوسل إليها بأهلها وجيرانها حتى دفعتها إليه.

وبعد حول تام جاء الأخر فقال: ادفعي إلي الدنانير. فقالت: ان صاحبك قد جاءني فزعم انك قدمت فطالبني بها، فدفعتها إليه. فترافعا إلى عمر: فأراد أن يقضي عليها. فقالت: ارفعنا إلى علي بن أبي طالب، فرفعهما إليه، فعرف علي انهما

____________________

(٥٣٦) الغدير للأميني ج ٦ / ١٢٦ (*).

٣٩٩

قد مكرا بها فقال للرجل أليس قلتما لها لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه ؟. قال: بلى. قال: فاذهب إذا فجئ بصاحبك تدفعه اليكما، وإلا فلا سبيل لك عليها(٥٣٧) .

الحادي عشر: ما أخرجه الإمام أحمد من حديث ابن عباس ص ١٩٠ من الجزء الأول من مسنده: أن عمر تحير في حكم الشك في الصلاة فقال له: يا غلام هل سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من أحد أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع ؟. قال: فبينا هو كذلك أقبل عبدالرحمن بن عوف. فقال: فيم أنتما ؟. فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله أو أحد أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع. فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله يقول: إذا شك أحدكم في صلاته. (الحديث)(٥٣٨) وفيه فتوى عبد الرحمن وهي على خلاف المأثور عن رسول الله عندنا فلتراجع(٥٣٩) .

وما أكثر أمثال هذه القضايا من نوادره الدالة على انقياده للحق في مثل هذه المسائل إذا عرفه، واستسلامه إلى من ينبهه إليه إذا جهله(٥٤٠) لكنه كان

____________________

(٥٣٧) الغدير للأميني ج ٦ / ١٢٦، الأذكياء لابن الجوزي ص ١٨، أخبار الظراف لابن الجوزي ص ١٩، الرياض النضرة ج ٢ / ١٩٧، ذخائر العقبى ص ٨٠، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٤٨ ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي ص ٥٣ ط الحيدرية.

(٥٣٨) الغدير للأميني ج ٦ / ٩٢، مسند أحمد ج ١ / ١٩٠ و ١٩٥، سنن البيهقي ج ٢ / ٣٣٢.

(٥٣٩) فانه في فتوى عبدالرحمن البناء على الأقل. وأما عندنا فالبناء على الأكثر إذا لم يكن مبطلا هذا في الركعات. راجع: جامع أحاديث الشيعة ج ٥ / ٥٩١ - ٦١٤.

(٥٤٠) الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٩، ذخائر العقبى ص ٨١ و ٨٢، تذكرة =>

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629