النص والاجتهاد

النص والاجتهاد9%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170750 / تحميل: 8298
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

ومصحف فاطمة (ع) عن سليمان بن خاله، ومعلى بن خنيس فيما كان بينه (ع) وبين بني عمه في أمر الامامة فلا حظ وأذعن. أبو محمد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أمه خولة بنت منظور الفزازية ذكرها بنسبها مع قصة تزويج الامام الحسن السبطعليه‌السلام بها أرباب السير والتراجم والنسب: منهم الشيخ المفيد في الارشاد، وابن عنبة في عمة الطالب، والبخاري في سر السلسلة، وابن زهرة في غاية الاختصار، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن سعد في الطبقات ج ٥ / ٣١٥. قال المفيد في الارشاد(١٩٦): وأما الحسنعليه‌السلام فكان جليلا، رئيسا، فاضلا، ورعا، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين (ع) في وقته. ومضى الحسن بن الحسن (ع) ولم يدع الامامة، ولا إدعاها له مدع كما وصفناه من حال أخيه زيد حمه الله. وقال ابن زهرة الحسيني في غاية الاختصار (٥٨): وأما الحسن المثنى الجليل أمه خولة بنت منظور. وذكره ابن حيان في الثقات. ذكره في تهذيب التهذيب. وكان الحسن المثنى من رواة الحديث في الفقه وغيره، روى عنه أصحابنا والعامة بطرقهم.وروى عن أبيه الامام أبي محمد الحسنعليه‌السلام . ذكره ابن عساكر في التاريخ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٢ / ٢٦٢، والذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ / ١٦٤ وغيرهم. وروى الصدوق (ره) في الخصال ج ٢ / ٩٤ باب(١٦) باسناده

٣٠١

عنه عنه (ع) في حق العالم. وروى الاربلي في كشف الغمة ج ٢ / ١٧٥ عن الحسن المثنى عن أبيه (ع) قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان من واجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم.

ورواه بطريق آخر عنه عنهعليه‌السلام في ج ٢ / ٣٠٢. وقد ذكرناه في طبقات أصحاب أبيه (ع)، وأصحاب عمه الحسينعليه‌السلام ، وأصحاب السجاد (ع). وروى الحسن المثنى عن فاطمة بنت الحسين (ع)، وعبدالله بن ابن جعفر، وجماعة. روى عنه إبنه عبدالله، وابن عمه الحسن بن محمد ابن الحنفية، وابراهيم بن الحسن، وسهل بن أبي صالح، وحنان بن سدير الكوفي، وجماعة ذكره ابن عساكر وابن حجر. وقد روى ابن عساكر وغيره أخبارا مكذوبة مفتعلة موضوعة مما نسب اليه كما وضع الكذابون أخبارا فيما ينافي مذهب أهل البيت (ع) ثم نسبوها بأئمة أهل البيت (ع) مما لا يخفى على المتتبع في أخبارهم ولا يسع المقام لتحقيق ذلك. وكان من شعر الحسن المثنى على ما ذكره ابن زهرة الحسينى عن نزهة الاداب:

لا خير في الود ممن لا تزال له

في الود مستشعرا من خيفة وجلا

إذا تغيب لم تبرح تسيئ به

ظنا وتسأل عما قال أو فعلا

٣٠٢

شهوده مع عمه الحسين (ع) يوم الطف

ذكر المؤرخون وأصحاب السير والحديث والانساب وغيرهم: أن الحسن بن الحسن أبا محمد حضر مع عمه الحسينعليه‌السلام يوم الطف وشهد المعركة، وواسى عمه في الصبر على السيوف والرماح حتى أثخن بالجراح ووقع على الارض بين القتلى، وكان به رمق فبرء. وهم بين من ذكر أنه أسر مع السبايا وحمل معهم، وبين من ذكر أنه انتزع منهم ولم يحمل معهم، وبين من أهمل ذلك واتفقوا على أنه برئ ولحق بالمدينة وعاش مدة. قال أبومخنف في المقتل(٣٩٩): وساروا بالسبايا، وعلي بن الحسين (ع) والحسن المثنى على الجمال بغير غطاء ولا وطاء. وقال أبوالفرج في مقاتل الطالبيين(٧٩): وحمل أهله (ع) أسرى وفيهم عمر، وزيد، والحسن بنو الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وكان الحسن بن الحسن بن علي قد أرتث جريحا فحمل معهم. وقال المفيد في الارشاد(١٩٦): وكان الحسن بن الحسن (ع) مع عمه الحسين (ع) يوم الطف. فلما قتل الحسين (ع) وأسر الباقون من أهله جائه أسماء بن خارجة فأنتزعه من بين الاسارى، وقال: والله لا يصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد (لعنة الله): دعوا لابي حسان ابن أخته. ويقال: انه أسر، وكان به جراح قد أشفي منه. وقال في عمدة الطالب(١٠٠): وكان الحسن بن الحسن (ع)

٣٠٣

شهد الطف مع عمه الحسين (ع) وأثخن بالجراح، فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا، فقال اسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري: دعوه لي فان وهبه الامير عبيد الله بن زياد (لعنه الله) لي، والا رأى رأيه فيه، فتركوه له فحمله إلى الكوفة، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد، دعوا لابي حسان ابن أخته، وعالجه اسماء حتى برئ، ثم لحق بالمدينة. وقال السيد صاحب اللهوف: كان الحسن بن الحسن المثنى قد واسى عمه في الصبر على السيوف، وطعن الرماح، وكان قد نقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرء. وقال ابن حمزة الحسيني النقيب في غاية الاختصار(٥٩): وشهد الحسن بن الحسن الطف مع عمه الحسين (ع) فأفلت. وقال الذهبي في سير علام النبلاء ج ٣ / ٢٠٣: ولم يفلت من أهل بيت الحسين (ع) سوى ولده علي الاصغر، فالحسينية من ذريته وكان مريضا، وحسن بن حسن بن علي (ع) ولد ذرية.

تزوجه بنت عمه الحسين (ع)

قال المفيد في الارشاد(١٩٧) روى ان الحسن بن الحسن (ع) خطب إلى عمه الحسين (ع) احدى ابنتيه فقال له الحسين (ع) اختر يابني أحبهما إليك، فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا، فقال له الحسينعليه‌السلام ، فاني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . ورواه نحوه ابن زهرة الحسيني في (غاية الاختصار)(٤١)

٣٠٤

وفيه: فهي أكبرهما سنا واكثرهما شبها الخ. وفي عمدة الطالب(٩٩) نحوه مع تفاوت يسير. وقال البخاري في سر السلسلة(٦) : خطب الحسن بن الحسن ابن علي (ع) إلى عمه الحسين (ع) إحدى بناته فأبرز اليه فاطمة وسكينة وقال يا بن اخي اختر أيتهما شئت، فاختار فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام ، وكانت أشبه الناس بفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فزوجه. واشار إلى قوله هذا ابن عنبة في العمدة. وقال في غاية الاختصار(٤١): وكان الحسن بن الحسن (ع) خطب إلى عمه الحسين (ع) فقال الحسين (ع): يابن أخي قد كنت انتظر هذا منك انطلق معي، فجاء به حتى أدخله منزله فخيره في ابنتيه فاطمة وسكينة، فاختار فاطمة، فزوجه إياها.

توليه صدقات امير المؤمنين (ع)

وكان الحسن المثنىرضي‌الله‌عنه يتولى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في عصره وكان تولى صدقاته وصدقات فاطمة الزهراء سلام الله عليها ايضا من بعد علي (ع) للحسن ثم للحسين ثم من بعده لاكبر ولدها اذا كان يرضى بهديه واسلامه وامانته كما في أخبارها. وقد ذكره اصحابنا وجمهور المخالفين صدقاته (ع) كما في ارشاد شيخنا المفيد، وغاية الاختصار لابن زهرة، وعمدة الطالب، وأنساب الاشراف لاحمد بن يحيى البلاذري (ج ١ ق ١ / ٢٢٦)، وتاريخ ابن عساكر ج ١١ / ١٠٦ وتهذيب التهذيب ج ٢ / ٢٦٣. وكان توليه الصدقات أيام عبدالملك بن مروان.كما صرحوا

٣٠٥

بذلك.قال المفيد في الارشاد(٢٥٩) باسناده عن عبدالملك بن عبدالعزيز قال لما ولي عبدالملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقات علي بن أبي طالبعليه‌السلام وكانتا مضمومتين. ورواه الاربلي في كشف الغمة ج ٢ / ٢٩٩. وكان تولي الصدقات حسب ما ورد في اخبارها لولد فاطمة الزهراء سلام الله عليها: الحسن ثم الحسين ثم الاكبر من ولدها ممن يرضى بهديه وإسلامه، وامانته وعلى هذا فتولى صدقاتهما في عصره يرجع إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ولذلك ولاها له عبدالملك بن مروان. قال في عمدة الطالب(٩٩): وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات امير المؤمنين علي (ع)، ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين (ع)، ثم سلمها له. قلت: الظاهر ان ما ذكره في عمدة الطالب غير صحيح فان الولي لها شرعا حسب وقف اربابها هو علي بن الحسين (ع) كما ان الحكومة الخارجية أثبتتها وأرجعتها إليه كما صرحوا بذلك، ولعله كان بأمره. وإذنه (ع) تفضلا منه، والتحقيق في ذلك يستدعي محله. وروى الكليني في باب النص على أبي جعفر (ع) من اصول الكافي ج ١ / ٣٠٥ بطرق فيها الحسن كالصحيح وغيره عن أبي عبدالله (ع) يقول: ان عمر بن عبدالعزيز كتب إلى ابن حزم (واليه على القضاء بالمدينة) ان يرسل اليه بصدقة علي (ع) وعمر عثمان، وابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن وكان أكبرهم، فسأله الصدقة فقال زيد: ان الوالي كان بعد علي (ع) الحسن، وبعد الحسن الحسين وبعد الحسين علي ابن الحسين وبعد علي بن الحسين محمد بن علي فابعث إليه.

٣٠٦

ولما ولى عبدالملك الحجاج بن يوسف على مكة والمدينة واليمن، واتصل به عمر عن علي (ع) فسأله أن يدخله في صدقات امير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال الحسن: لا أغير شرط علي (ع) ولا أدخل فيها من لم يدخل فقال له الحجاج إذا أدخله أنا معك فتوجه الحسن إلى عبدالملك بالشام ودخل عليه فأخبره بقول الحجاج فقال ليس له ذلك وكتب إلى الحجاج كتابا في ذلك ذكره المفيد وغيره من أصحابنا ومن الجمهور في كتبهم بتفصيله ومنهم ابن عساكر في تاريخه. وكان الحجاج يعانده كثيرا وله مواقف معه منها هذا المقام ومنها عند تشييع جنازة جابر بن عبدالله الانصاري المتوفي(٧٨) وعند دخول قبره.

تجنبه عن دعوى الامامة

قال المفيد في الارشاد: ومضى الحسن بن الحسن ولم يدع الامامة ولا ادعاها له مدع كما وصفناه في حال أخيه زيدرحمه‌الله . قلت: يظهر من ذلك عدم صحة ما نسب إليه في دعوى الامامة ولذلك سعى عليه كذبا إلى عبدالملك بن مروان، ووليد بن عبدالملك. قال في عمدة الطالب(١٠٠) عند ذكر الحسن بن الحسن (ع) وكان عبدالرحمان بن الاشعث قد دعا إليه، وبايعه، فلما قتل عبدالرحمان توارى الحسن. وكتب أو قيل لعبد الملك أن أهل العراق يدعونه إلى الخروج معهم عليك، فعاتب الحسن بن الحسن (ع)، فجعل يعتذر إليه ويحلف له فكلمه خالد بن يزيد بن معاوية في قبول عذره. راجع الاغاني وغيره ولما أمره هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة

٣٠٧

عبدالملك على المدينة ان يشتم آل علي عليا (ع) وآل الزبير عبدالله بن الزبير، وأبوا جميعا وكتبوا وصاياهم، فأمر الوالي بارشاد أخته ان يشتم آل علي آل الزبير وآل الزبير آل علي فكان الحسن بن الحسن (ع) أول من أقيم إلى جانب المنبر، وكان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيق فأمره هشام بسب آل الزبير فامتنع وقال: ان لال الزبير رحما يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار فأمر هشام حرسيا عنده أن اضربه فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص إلى جلده فسرحه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر الحديث. ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١١ / ١٠٨. وقيل لوليد بن عبدالملك: ان الحسن بن الحسن (ع) يكاتب أهل العراق، فكتب إلى عامله بالمدينة عثمان بن حيان المري: انظر الحسن بن الحسن (ع) فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس يوما، ولا أراني إلا قاتله، فجئ بالحسن والخصوم بين يديه فقام إليه علي بن الحسين (ع) فقال: أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك " لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين "، فلما قالها انفرجت فرجة من الخصوم فرآه عثمان فقال: أرى وجه رجل قد إفتريت عليه كذبة. خلوا سبيله وأنا كاتب إلى امير المؤمنين بعذره فان الشاهد يرى مالا يراه الغائب وقيل: ان والي المدينة كان يومئذ هشام بن اسماعيل. ذكره ابن عساكر في ترجمته ج ١١ / ١٠٧ ورواه نحوه بطريق آخر لكن فيها: ان الوالي كان هشام بن اسماعيل. ورواه النسائي في كلمات الفرج كما في تهذيب التهذيب.

٣٠٨

مولده ووفاته

لم أقف على من ذكر مولده الا ان يثبت من مدة عمره وتاريخ وفاته.قال المفيد في الارشاد (١٩٧): وقبض الحسن بن الحسن (ع) وله خمس وثلاثون سنةرحمه‌الله وأخوه زيد بن الحسن حي، ووصى إلى أخيه من امه ابراهيم بن محمد بن طلحة. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج ١١ / ١١٠ باسناده عن مصعب قال: وتوفى الحسن بن الحسن فأوصى إلى ابراهيم بن محمد بن طلحة وهو أخوه لامه. وقال في عمدة الطالب(١٠٠): دس اليه الوليد بن عبدالملك من قاه سما، فمات وعمره اذ ذاك خمس وثلاثون سنة، وكان يشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قلت: تقدم انهرضي‌الله‌عنه ادرك أباه (ع) وروى عنه ولا تصح روايته عنه الا اذا كان له من العمر ما يصح في مثله الرواية، وقد مضى أبوه الامام السبط ابومحمد الحسن (ع) شهيدا في صفر سنة خمسين كما صرح بذلك المفيد في الارشاد وابن عنبة في عمدة الطالب، وفيه أقوال أخر: سنة ٤٤ أو ٤٩ أو ٥١ أو ٥٨ أو ٥٩. وقد حضر مع عمه كربلا سنة ٦١ وعانده الحجاج أيام امارته على الحجاز سنة ٧٣ أبوبعدها في توليه الصدقات، وفي تشييع جنازة جابر الانصاري الصحابي ودخوله قبره سنة ٧٨ قبل دخول عبدالملك المدينة وعزله الحجاج عن الحجاز. وروى عن الحسن المثنى الحسن المثلث ابنه المولود سنة ٧٧ على ما يأتي ولا تصح روايته الا بعد سنين من ولادته. وفي سنة(٨٥) او ما يقاربها اقيم بأمر هشام بن اسماعيل والى المدينة إلى

٣٠٩

جانب منبر مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمره بسبب آل الربير فامتنع فضرب بسوط حتى سال الدم تحت قدمه في المرمر كما تقدم، ولعل ذلك كان حين ما أمر عبدالملك واليه بأخذ البيعة من الناس عند عقده العهد من بعده لولده وعند ذلك ضرب سعيد بن المسيب ستين سوطا وصمم. ذكره اليافعي في وقايع سنة ٨٥، وبويع لوليد بن عبدالملك سنة ٨٦ وكتب إلى عثمان بن حيان عامله بالمدينة ان أجلد الحسن بن الحسن (ع) مائة ضربة وقفه للناس يوما ولا اراني الا قاتله الحديث كما تقدم ولعله لذلك ذكر في العمدة كما تقدم: ان الوليد دس من سقاه سما. وقال في تهذيب التهذيب ج ٣ / ٢٦٣ في ترجمته: قرأت بخط الذهبي مات سنة ٩٧. قلت: فان صح ذلك فهذا في ايام سليمان بن عبدالملك فقد مات الوليد سنة ٩٦. وقد ظهر من ذلك كله ان ما في الارشاد وعمدة الطالب في مدة عمر الحسن بن الحسن (ع) غير مستقيم ولعله كان فيهما تصحيفا من النساخ فلا حظ. ولما مات الحسن بن الحسن (ع) ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن عليعليهما‌السلام على قبره فسطاطا، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بالحور العين لجمالها، فلما كان رأس السنة قالت لمواليها: اذا اظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط، فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول: " هل وجدوا ما فقدوا " فأجابه آخر: " بل يئسوا فانقلبوا " ذكره المفيد في إرشاده وابن زهرة في غاية الاختصار ص ٤٢ و ٥٩ وغيرهما.

٣١٠

الحسن بن راشد أبوعلي البغدادي مولى آل المهلب

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا (ع)(٣٧٣) بلا تمييز، وفي اصحاب الجواد (ع)(٤٠٠) قائلا: الحسن بن راشد البغدادي، أبا علي مولى لال المهلب، بغدادي، ثقة. وفى أصحاب الهادي (ع)(٤١٣): السن بن راشد يكنى أبا علي، بغدادي. قلت: قد ذكرنا روايته عنهم (ع) في طبقات أصحابهم، وقد سمع عن أبي الحسن الهاديعليه‌السلام في أيام بقائه في المدينة كما صرح به فيما رواه في التهذيب ج ٩ / ٢٠٤. ثم انه: كان أبوعلي بن راشد وجيها عند أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ووكيلا من قبله على بغداد، والمدائن والسواد وما يليها رواه المشايخ بأسانيدهم. وتقدم في ج ١ / ١٣٠ ذكر وكالته وان الوكالة بمثل ذلك تدل على العدالة بل وفوق حدها. قال أبوعمرو الكشي في رجاله(٣١٨): وجدت بخط جبرئيل ابن أحمد: حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال: كتبعليه‌السلام إلى على بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين: بسم الله الرحمن الرحيم أحمد الله اليك وأشكر طوله وعوده وأصلي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته علهيم ثم اني أقمت ابا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه وأئتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لايقدمه أحد وقد أعلم أنك شيخ ناحيتك فأحببت افرادك واكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة له والتسليم اليه جميع الحق قبلك وان تخص موالي على ذلك وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته فذلك موفور وتوفير

٣١١

علينا ومحبوب للدنيا ولك به جزاء من الله وأجر فان الله يعطي من يشاء، ذو الاعطاء والجزاء برحمته وأنت في وديعة الله. وكتبت بخطي وأحمد الله كثيرا. محمد بن مسعود قال حدثني محمد بن نصير قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال: نسخت الكتاب مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها، والمدائن، والسواد، وما يليها: أحمد الله اليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته وأصلي على نبيه وآله أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه ومن كأن قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندى ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي وارتضيته لكم، وقدمته في ذلك وهو أهله وموضعه، فصيروا رحمكم الله إلى الدفع اليه ذلك، والي، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرع إلى اطاعة الله وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تموتن الا وأنتم مسلمون فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه عصياني فألزموا الطريق يأجركم الله من فضله فان الله بما عنده واسع كريم متطول على عباده رحيم نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه. وكتبته بخطي والحمد لله كثيرا. وفي كتاب آخر: وأنا أمرك يا أيوب نوح ان تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل أحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته فانكم اذا انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، وآمرك يا با علي بمثل ما آمرك به ايوب ان لا تقبل من احد من اهل بغداد والمدائن شيئا يحملونه، ولاتلي لهم استئذانا علي ومر

٣١٢

من اتاك بشئ من غير اهل ناحيتك ان يصيره إلى الموكل بناحيته وآمرك يا باعلي في ذلك بمثل ما امرت به ايوب، وليعمل كل واحد منكما مثل ما امرته به. وفي ترجمة علي بن الحسين بن عبدالله(٣١٧) عن حمدويه ابن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا على بن الحسين بن عبدالله قال سألته ان ينسي في اجلي قال: أو تلقى ربك ليغفر لك خير لك، فحدث بذلك علي بن الحسين اخوانه بمكه، ثم مات بالخزيمية في المنصرف من سنته. وهذا في سنة تسع وعشرين ومأتين.رحمه‌الله ، فقال: فقد نعى الي نفسي. قال: وكان وكيل الرجل (ع) قبل أبي علي بن راشد. التهذيب ج ٤ / ١٢٣ علي بن مهزيار قال قال لي أبوعلي بن راشد: قلت له (ع): أمرتني بالقيام بأمرك وأخذ حقك فأعلمت مواليك ذلك فقال لي بعضهم الحديث ورواه في الاستبصار ج ٢ / ٥٥. وذكره الشيخ في الغيبة في وكلائهم (ع) المحمود بن(٢١٢) ثم قال: أخبرني ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن محمد ابن عيسى قال: كتب ابوالحسن العسكريعليه‌السلام إلى الموالي ببغداد، والمدائن، والسواد، وما يليها: قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبدربه، ومن قبله من وكلائي وقد أوجبت في طاعته، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني، وكتبت بخطي. التهذيب ج ٤ / ١٦٧ أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد عيسى قال: حدثني أبوعي بن راشد قال كتب إلي ابوالحسن العسكري (ع) كتابا وأرخه

٣١٣

يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان وذلك في سنة اثنين وثلاثين ومأتين وكان يوم الاربعاء يوم شك الحديث. وفيه دعائه (ع) له ويدل على مكانته عنده. وفي الغيبة: روى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن فرج قال: كتبت اليهعليه‌السلام أسأله عن أبي علي بن راشد، وعن عيسى بن جعفر، وعن إبن بند، وكتب إلى: ذكرت إبن راشدرحمه‌الله ، فانه عاش سعيدا ومات شهيدا الحديث. ابو عمرو الكشي(٣٧١): حدثني محمد بن قولويه قال حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا احمد بن هلال عن محمد بن الفرج قال كتبت إلى أبي الحسن (ع): اسأله عن أبي علي ابن راشد، وعن عيسى بن جعفر بن عاصم، وإبن بند، فكتب إلي: ذكرت ابن راشدرحمه‌الله فانه عاش سعيدا ومات شهيدا الحديث. وفي ترجمة عروة بن يحيى الدهقان(٣٥٤): قال علي بن سليمان بن رشيد العطار البغدادي: يلعنه (أي عروة) ابومحمد (ع) وذكر انه كانت لابي محمد (ع) خزانة، وكان يليها ابوعلي بن راشدرضي‌الله‌عنه فسلمت إلى عروة فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها يغايظ بذلك أبا الحسن (ع)، فلعنه وبرأ منه ودعا عليه فما أمهله الحديث. قلت: الظاهر ان ولايته على الخزانة كانت في زمن أبي الحسن (ع) فلا ينافي ما تقدم من، وفات ابن راشد في حياته. واما ما في عدة من الروايات المذكورة في الكافي، والفقه، والتهذيب: عن محمد بن عيسى عن الحسن بن راشد عن العسكري (ع) او الفقيه العسكري (يب ج ١ / ١٣١) ونحو ذلك فالمراد بالعسكري فيها: ابوالحسن الهادي العسكريعليه‌السلام وتحقيق ذلك في طبقات أصحابه من كتابنا في الطبقات.

٣١٤

الحسن بن راشد مولى بني العباس ابومحمد الكوفي البغدادي الوزير

ذكره الشيخ في أصحاب الصادق (ع) (١٦٧) قائلا: الحسن ابن راشد مولى بني العباس، كوفي.

وذكره البرقي ايضا في أصحابه(٢٦) وقال: وكان وزير المهدي وموسى، وهارون، بغدادي.

وذكره ابن الغضائري أيضا فيمن روى عنه وعن أبي الحسن (ع) كما يأتي. قلت: روى عن ابي عبدالله (ع) كثيرا جدا روى عنه عنه (ع) جماعة كثيرة ذكرناهم في طبقات أصحابه منهم: حفيده القاسم بن يحيى فروى المشايخ في كتبهم كثيرا عنه عن جده الحسن بن راشد عنهعليه‌السلام ، وروى القاسم عن جده عنه (ع) في كتابه. رواه عنه الطبرسي في الاحتجاج ج ٢ / ٣٠٧ باسناده عن ابن الحميري عنه. ومنهم عبدالله بن القاسم (اصول الكافى ج ١ / ٣٨٧)، وعبدالله بن الفضل النوفلي (التهذيب ج ٤ / ٢٦٦)، وابراهيم بن أبي بكر (يب ج ٤ / ٢٦٧)، ومحمد بن أبي عمير (يب ج ٤ / ٢٦٧ و / ٣١٣، وغيرهم. وذكره البرقي في أصحاب الكاظم (ع) ممن أدرك أباه أيضا(٤٨) قائلا حسن بن راشد مولى بني العباس، كوفي. وذكره الشيخ في اصحابه أيضا(٣٤٦) قائلا: الحسين بن راشد مولى بني العباس بغدادي. قال ابن داود(٤٣٩): الحسن بن راشد مولى بني العباس ق (غض) ضعيف جدا. البرقي: كان وزير المهدي. اقول. اني رأيته

٣١٥

بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال: (حسين بن راشد مولى بني العباس " واما الحسن بن راشد ابوعلي مولى آل المهلب فمن رجال الجواد (ع) وهو بغدادي ثقة. وربما التبس الحسين بن راشد بالحسن ابن الراشد، ذاك مولى بني العباس وهذا مولى آل المهلب، وذاك من رجال الصادق (ع) وهذا من رجال الجواد (ع). وروى عن أبي الحسن (ع) كثيرا جدا، وروى عنه عنه (ع) جماعة ذكرناهم في طبقات أصحابه منهم: حفيده القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد فروى عنه عنه كثيرا جدا، ومحمد بن زادويه (التهذيب ج ٢ / ٢٩٠)، ومحمدبن أبي عمير (التهذيب ج ٤ / ٣١٣) قائلا: الحسن ابن راشد، له كتاب الراهب والراهية، أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي القاسم ما جيلويه عن احمد ابن أبي عبدالله عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. قلت طريقه ضعيف بالقاسم. وروى الصدوق (ره) في المشيخة(٢١٥) عن أبيه (رض) عن سعد بن عبد الله، واحمد بن محمد بن عيسى، وابراهيم بن هاشم جميعا عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. وايضا عن محمد بن علي ما جيلونه (رض) عن علي بن ابراهيم ابن هاشم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. قلت: الطريقان ضعيفان بالقاسم. توثيقه: قد عرفت خلو كلام الشيخ والبرقي عن توثيقه بل ان ذكر الثاني وزارته مشعر بذمه إلا ان تكون بأمر إمام زمانه (ع). وضعفه ابن الغضائري في محكي قوله: الحسن بن راشد مولى

٣١٦

المنصور ابومحمد روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى (ع)، ضعيف في روايته. وقال ايضا: القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد مولى المنصور، روى عن جده ضعيف. قلت: مع تفرده بتضعيفه صريحا، فقد ضعفه في روايته فقط فلا ينافي كونه ثقة في نفسه كما حققناه في مقدمة هذا الشرح ولعله كان لاجل رواية القاسم عنه كثيرا. ومما يشير إلى وثاقته في روايته رواية ابن ابي عمير عنه كثيرا، وانه ممن روى عنه ابن قولويه في كامل الزيارات (١٠ / ١). وقال في الخلاصة(٢١٣) في الحسن بن راشد الطفاوي المتقدم(٢٠) بعد حكاية كلام ابن الغضائري في الحسن بن أسد الطفاوي: والظاهر ان هذا الذي ذكرناه وان الناسخ اسقط الراء من اول اسم أبيه. وقال ابن الغضائري: الحسن بن راشد مولى المنصور ابومحمد روى عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام ضعيف في روايته. وههنا ذكر الراء في الاول انتهى. قلت: ذكرنا هناك ان احتمال التصحيف بلاشاهد وان اتحاد ابن أسد وابن راشد لا دليل عليه، كما ان اتحاد الحسن بن راشد الطفاوي مع الحسن بن راشد مولى المنصور لا شاهد عليه.

الحسن بن سهل بن عبدالله اخو الفضل

ذكره الشيخ في أصحاب الرضا (ع)(٣٧٤) قائلا: الحسن بن سهل اخو الفضل ذي الرياستين ويعرف الحسن بذي القلمين. قلت: وهو مع فضله وأدبه وشعره ومعرفته بالنجوم بل وتشيعه

٣١٧

كما قيل ضعيف جذا لما ورد في معاداته وأخيه مع أبي الحسن الرضا (ع) وتفصيل ذلك في كتابنا في أخبار الرواة.

الحسن بن شاذان الواسطي

روى الكليني في الروضة ٢٠٧ / ٣٤٦ باسناد عنه مكاتبته للرضاعليه‌السلام ، يشكو فيه عن إيذاء العثمانية له فوقع بخطه: ان الله تبارك وتعالى اخذ ميثاق اوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك الحديث. ذكرناه في أصحابه وفي كتابنا في أخبار الرواة

الحسن الشريعي ابومحمد

قد ورد فيه ذموم من الناحية المقدسة لدعواه البابية والسفارة كذبا ولم يكن لها أهلا قد أوردناها في اخبار الرواة مستوفاة وذكرناه في طبقات اصحاب الهادي والعسكريعليهما‌السلام .

الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي

هكذا ذكره الشيخ في أصحاب الباقر (ع)(١١٣) وزاد: صاحب المقالة، زيدي، إليه تنسب الصالحية منهم. وفي أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٦٦) قال: ابوعبدالله الثوري الهمداني، اسند عنه. قلت: ولعله المراد بقوله في أصحاب الكاظم (ع)(٣٤٨):

٣١٨

الحسن بن صالح. فان الطبقة تساعد كونه من أصحابه (ع). وفي الفهرست(٥٠): الحسن بن صالح بن حي له أصل. ثم رواه بالاسناد الاول (ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد ابن محمد بن عيسى) عن ابن محبوب عنه. قلت: الطريق صحيح على ما تقدم. وروى باسناده عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عنه عن أبي عبدالله (ع) في التهذيبين كما في تحديد الكر بالاشبار في الركي (يب ج ١ / ٤٠٨، وصا ج ١ / ٣٣)، وفي صلاة الحاجة (يب ج ٣ / ٣١٣ والكافي ج ١ / ١٣٤)، وفي الفرار من الزحف (يب ج ٦ / ١٧٤ والكافي ج ١ / ٣٣٦ وج ٢ / ٣٠ فيما يرد منه النكاح)، وباسناده عن ابن فضال عن عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب عنه عنه (ع) (يب ج ٩ / ١٩٤، وصا ج ٤ / ١٢٠ في الوصية بالثلث)، وباسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن صالح عن أبي عبدالله (ع) في وصية الانسان لعبده (يب ج ٩ / ٢١٦ وصا ج ٤ / ١٣٤)، واما ما في الكافي ج ١ / ٢٩٨ في الرمي عن العليل باسناده عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن الحسن بن صالح عن بعض أصحابه قال: نزل ابوجعفر (ع) الحديث. فغير ظاهر في كونه الحسن بن صالح الثوري. ولم احضر له رواية عن غير ابي عبدالله (ع). وذكره ابن النديم في الفهرست(٢٦٧) من الزيدية وقال: ولد الحسن بن صالح بن حي سنة مائة ومات متخفيا سنة ثمان وستين ومائة، وكان من كبار الشيعة الزيدية وعظمائهم وعلمائهم، وكان فقيها متكلما، وله من الكتب: كتاب التوحيد، كتاب إمامة ولد علي من

٣١٩

فاطمة (ع)، كتاب الجامع في الفقه، كتاب.

وللحسن أخوان احدهما علي بن صالح والاخر صالح بن صالح هؤلاء على مذهب أخيهم الحسن، وكان على متكلما. قلت: وذكره ابن سعد في الطبقات بترجمة وانهما توأمان ولدا في بطن واحد واكن علي تقدمه بساعة ثم وثقه. وكان الحسن بن صالح بن حي مع عيسى بن زيد الشهيد وكان هو وأخوه علي بن صالح قد حجا مع عيسى وكان نازلا عليهما بالكوفة وفي بيت علي مختفيا، وكان الحسن يحرضه على الخروج قائلا: قد اشتمل ديوانك على عشرة الاف رجل، وقد أبي الخروج حتى مات عيسى بن زيد متواريا، ثم مات الحسن بعده بشهرين، ولما دخل صباح الزعفراني علي المهدي العباسي واخبره، بموت عيسى سجد وحمد الله ثم اخبره بموت الحسن فسجد وقال: الحمد لله الذي كفاني أمره فلقد كان اشد الناس علي ولعله لوعاش لاخرج علي غير عيسى. هذا اجمال ما ذكره ابو الفرج في مقاتل الطالبين في ترجمة عيسى بن زيد(٢٦٨). قال ابن سعد في الطبقات ج ٦ / ٢٥ اخبرنا الفضل بن دكين قال.

ورأيته في الجمعة واختفى ليلة الاحد فاختفى سبع سنين حتى مات سنة سبع وستين ومائة مستخفيا بالكوفة، وعليها يومئذ روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب واليا للمهدي.

قال: وكان حسن بن حي متشيعا، وزوج عيسى بن زيد بن علي ابنته واستخفى معه في مكان واحد بالكوفة حتى مات عيسى بن زيد مستخفيا. وكان المهدي قد طلبهما وجد في طلبهما فلم يقدر عليها حتى ماتا. ومات حسن بن حي بعد عيسى بن زيد بستة اشهر.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

بالنحلة فدفعت عنها(٥٨٨) .

(قال): وحمى المراعي حول المدينة كلها عن مواشي المسلمين كلهم الا عن بني أمية(٥٨٩)

(قال): وأعطى عبدالله ابن أبي سرح جميع ما أفاه الله عليه من فتح افريقية، وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة، من غير أن يشرك فيه أحدا من المسلمين(٥٩٠) .

(قال): وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال(٥٩١) في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال، وقد كان زوجه ابنته أم أبان، فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح ووضعها

____________________

(٥٨٨) عثمان يعطى فدكا لمروان: راجع: المعارف لابن قتيبة ص ١٩٥، تاريخ أبى الفداء ج ١ / ١٦٩ وفى طبع آخر ج ١ / ٢٣٢، سنن البيهقي ج ٦ / ٣٠١، العقد الفريد ج ٤ / ٢٨٣، وفاء الوفاء ج ٣ / ١٠٠٠، فدك في التاريخ ص ٢٠، الغدير للأميني ج ٧ / ١٩٥ وج ٨ / ٢٣٦ - ٢٣٨. وراجع بقية المصادر فيما تقدم تحت رقم - ٩٩ - من هذا الكتاب. ومقدمة مرآة العقول ج ١ / ١٥٨، الطبقات لابن سعد ج ٥ / ٣٨٨، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٦٩.

ويعطيه أيضا خمس الغز والثاني لإفريقيا: راجع: تاريخ الذهبي ج ٢ / ٧٩، الكامل لابن الأثير ج ٣ / ٤٦، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٢٥ و ٢٨، تاريخ الخلفاء ص ١٥٦.

(٥٨٩) الغدير للأميني ج ٨ / ٢٣٥، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٣٧، السيرة الحلبية ج ٢ / ٨٧، شرح النهج الحديدي ج ١ / ٦٧ و ٢٣٥ وغيرها.

(٥٩٠) عثمان يعطى بن أبى سرح خمس الغز والأول لإفريقيا: الغدير للأميني ج ٨ / ٢٧٩، شرح النهج ج ١ / ٦٧، تاريخ الذهبي ج ٢ / ٧٩، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٤٦، أسد الغابة ج ٣ / ١٧٣، تاريخ ابن كثير ج ٧ / ١٥٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٢٦.

(٥٩١) الغدير ج ٨ / ٢٧٧ (*).

٤٢١

بين يدي عثمان وبكى. فقال عثمان: أتبكي ان وصلت رحمي ! قال: لا ! ولكن أبكي لأني أظنك انك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والله لو أعطيت مروان مائه درهم لكان كثيرا. فقال عثمان ألق المفاتيح يا ابن أرقم فانا سنجد غيرك(٥٩٢) .

قال ابن أبي الحديد: وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة فقسمها كلها في بني أمية(٥٩٣) وأنكح الحارث بن الحكم ابنته عائشة فأعطاه مائة ألف من بيت المال أيضا بعد صرفه زيد بن أرقم عن خزنه(٥٩٤)

(قال): وانضم إلى هذه الأمور أمور أخرى نقمها عليه المسلمون، كتسيير أبي ذر إلى الربذة(٥٩٥) وضرب عبدالله بن مسعود حتى كسر اضلاعه(٥٩٦) ، وما أظهر من الحجاب

____________________

(٥٩٢) الغدير للأميني ج ٨ / ٢٥٩، شرح النهج الحديدي ج ١ / ٦٧، السيرة الحلبية ج ٢ / ٨٧.

(٥٩٣) شرح النهج الحديدي ج ١ / ٦٧.

(٥٩٤) وقيل ثلاث مائة ألف كما في أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٥٢ و ٢٨، الغدير ج ٨ / ٢٦٧. وأما ثروة الخليفة نفسه: فراجع: الغدير ج ٨ / ٢٨٥، مروج الذهب ج ٢ / ٣٣٢، الطبقات لابن سعد ج ٣ / ٥٨.

(٥٩٥) الغدير للأميني ج ٨ / ٢٩٢ - ٣٨٦، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٥٢ - ٥٤، صحيح البخاري ك الزكاة والتفسير، الطبقات لابن سعد ج ٤ / ٢٣٢، مروج الذهب ج ٢ / ٣٣٩، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٤٨ ط الغرى، شرح ابن أبى الحديد ج ١ / ٢٤٠ - ٢٤٢ ط ١، فتح الباري ج ٣ / ٢١٣، عمدة القاري ج ٤ / ٢٩١.

(٥٩٦) الغدير ج ٩ / ٣ - ١٤، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٣٦، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٤٧ (*).

٤٢٢

والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود، ورد المظالم، وكف الأيدي العادية. والانتصاب لسياسة الرعية، وختم ذلك بما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين(٥٩٧) فاجتمع عليه كثير من أهل المدينة مع القوم الذين وصلوا من مصر لتعديد احداثه عليه فقتلوه وقد كان الواجب عليهم أن يخلعوه من الخلافة ولا يعجلوا بقتله

(قال): وأمير المؤمنين أبرأ الناس من دمه. وقد صرح بذلك في كثير من كلامه، فمن ذلك قوله: والله ما قتلت عثمان ولا مالات على قتله. وقد صدق صلوات الله عليه. إلى آخر ما قاله ابن أبي الحديد فليراجع.

قلت: وبالجملة فان احداث [ ذي النورين ] كلها أوجلها متواترة عنه. رواها المحدثون وأهل السير والأخبار بأسانيدهم متعددة الطرق المعتبرة، وأرسلها الكثير منهم إرسال المسلمات فلتراجع(٥٩٨) .

____________________

(٥٩٧) الغدير للأميني ج ٩ /١٧٧، مروج الذهب ج ٢ / ٣٤٤، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٢٦، الإمامة والسياسة ص ٣٣ - ٣٧، تاريخ الطبري ج ٥ / ١١٩، الكامل في التاريخ ج ٣ / ٨٥.

(٥٩٨) وان ممن أرسلها كمسلمات لاريب فيها الشهرستاني في كتابه الملل والنحل فليراجع الخلاف التاسع من الاختلافات التي أوردها في المقدمة الرابعة من المقدمات التي جعلها في أول كتابه المذكور، وكم لذي النورين من أحداث غيرها نقمها عليه المسلمون كإحراقه المصاحف جمعا للناس على قراءة واحدة وإعطائه المقاتلة من مال الصدقة مع انهم ليسوا من الأصناف الثمانية التي حصر الله الصدقة بهم وقصرها عليهم في قوله عزوجل:( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ ) (الآية).

وكضربه عمار بن ياسر ذلك الضرب المبرح وعدم إقامته الحد على عبيد الله بن عمر إذ قتل الهرمزان وكتابه =>

٤٢٣

وحسبك ما في الخطبة الشقشقية لأمير المؤمنينعليه‌السلام وقد ذكره فيها فقال: إلى ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه بيه نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته(١) . إلى آخر كلامه وانهعليه‌السلام لمن لا يأثم فيمن يحب ولا يحيف على من يكره، يشهد له بذلك عدوه ووليه.

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٤٠٥: -

[ المورد - (٧٢) -: صلاته في السفر ]

وذلك ان الصلاة الرباعية تقصر في السفر إلى ركعتين، سواء أكان ذلك في حال الخوف، أم كان في حال الأمن، وقد ثبتت مشروعية التقصير بالكتاب والسنة والإجماع. قال الله تعالى:( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ ) (٥٩٩) .

وعن يعلى بن أمية: قال قلت لعمر: مالنا نقصر وقد أمنا فقال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله صدقة تصدق الله بها عليكم فأقبلوا صدقته. أخرجه مسلم(٦٠٠) .

____________________

=> إلى أهل مصر بقتل محمد بن أبى بكر وجماعة من المؤمنين معه (منه قدس). ولأجل المزيد من الاطلاع: راجع: الغدير للأميني ج ٨ و ٩ ط بيروت.

(١) قال ابن أبى الحديد في تعليقه على هذا الكلام من شرحه لنهج البلاغة: هذا من ممض الذم وأشد من قول الخطيئة الذي قيل أنه أهجى بيت قالته العرب :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي

(منه قدس)

(٥٩٩) سورة النساء: ١٠١.

(٦٠٠) في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ص ٢٥٨ من الجزء الأول من صحيحه (منه قدس) =>

٤٢٤

وعن ابن عمر فيما أخرجه مسلم في صحيحه(١) قال: إني صحبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في السفر فلم يزد على الركعتين حتى قبضه الله تعالى إليه، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله تعالى، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله تعالى ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين(٢) . وقد قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)(٦٠١)

وروى ابن أبي شيبة ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " ان خيار أمتي من شهد أن لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله، والذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أسأوا استغفروا، وإذا سافروا قصروا "(٦٠٢) .

وعن أنس بن مالك - فيما أخرجه الشيخان في صحيحيهما - قال: خرجنا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة(٦٠٣) .

____________________

=> صحيح مسلم ج ١ /١٩١ و ١٩٢ وفى طبع العامرة ج ٢ / ١٤٣، سنن أبى داود ج ١ / ١٨٧، سنن ابن ماجة ج ١ / ٣٢٩، سنن النسائي ج ٣ / ١١٦، سنن البيهقي ج ٣ / ١٣٤ و ١٤١، أحكام القرآن للجصاص ج ٢ / ٣٠٨، المحلى لابن حزم ج ٤ / ٢٦٧، الغدير ج ٨ / ١١١.

(١) ص ٢٥٩ في كتاب صلاة المسافرين وقصرها (منه قدس).

(٢) على هذا كان عمل عثمان حتى مضى من خلافته ست سنوات أو تسع ثم لم يقصر وانما كان يتم حتى مضى لسبيله كما سنبينه في الأصل (منه قدس).

(٦٠١) الغدير ج ٨ / ١١١، مسند أحمد ج ٢ / ٤٥، سنن ابن ماجة ج ١ / ٣٣٠، سنن النسائي ج ٣ / ١٢٣، أحكام القرآن للجصاص ج ٢ / ٣١٠، زاد المعاد هامش شرح المواهب للزرقاني ج ٢ / ٢٩، صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٤ ط العامرة.

(٦٠٢) المصنف لابن أبى شيبة.

(٦٠٣) صحيح البخاري ج ٢ / ١٥٣، صحيح مسلم ج ١ / ٢٦٠ وفى طبع العامرة ج ٢ / ١٤٥، مسند أحمد ج ٣ / ١٩٠، سنن البيهقي ج٣ / ١٣٦ و ١٤٥. (*).

٤٢٥

وعن ابن عباس - فيما أخرجه البخاري في صحيحه - قال: قام النبي في مكة تسعة عشر يقصر. " الحديث "(٦٠٤)

قلت: وانما قصر مع إقامته تسعة عشر يوما لعدم نية الإقامة. وثبت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه كان يصلي بأهل مكة إماما بعد الهجرة فيسلم في الرباعيات على رأس الركعتين الأوليين وكان قد تقدم إلى القوم بأن يتموا صلاتهم أربع ركعات معتذرا عن نفسه وعمن جاء معه بأنهم قوم سفر(٦٠٥) .

وعن أنس: قال: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر في المدينة أربعا، وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين(٦٠٦) .

قلت: دلت الآية المحكمة على مشروعية القصر للمسافر في حال خوفه، ودل ما بعدها من النصوص الصحاح المتظافرة على مشروعيته للمسافر مطلقا وعلى ذلك إجماع الأمة، بلا خلاف ينقل عن أحد منها غير عائشة وعثمان، وقد تواتر عنهما الإتمام في السفر.(٦٠٧)

وكان ذلك أول ما تكلم الناس فيه على

____________________

(٦٠٤) تجده في باب ما جاء في التقصير من أبواب التقصير ص ١٣١ من ج ١ من صحيحه (منه قدس).

(٦٠٥) سنن البيهقي ج ٣ / ١٥٣، الغدير ج ٨ / ١٠٠.

(٦٠٦) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها من الجزء الأول من صحيحه (منه قدس). صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٤ ط العامرة.

(٦٠٧) صحيح البخاري ج ٢ / ١٥٤، صحيح مسلم ج ٢ / ٢٦٠ وفى طبع العامرة ج ٢ / ١٤٦، مسند أحمد ج ٢ / ١٤٨ ط ١، سنن البيهقي ج ٣ / ١٢٦، الموطأ ج ١ / ٢٨٢ سنن النسائي ج ٣ / ١٢٠. راجع بقية المصادر في الغدير ج ٨ / ٩٨ وما بعدها.

٤٢٦

عثمان وعده المؤرخون من حوادث سنة تسع وعشرين للهجرة -(٦٠٨) ودلت عليه صحاح كثيرة.

فمنها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن نافع عن ابن عمر واللفظ لمسلم قال: صلى رسول الله بمنى ركعتين، وأبو بكر بعده، وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدرا من خلافته، ثم ان عثمان صلى بعد أربعا (الحديث)(٦٠٩) .

ومنها ما أخرجاه أيضا عن عبدالرحمن بن يزيد انه قال: صلى بنا عثمان ابن عفان بمنى أربع ركعات، فقيل لعبد الله بن مسعود فاسترجع، ثم قال: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر ركعتين، وصليت مع عمر بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان(٦١٠) .

وأخرجا أيضا عن حارثة بن وهب الخزاعي قال: صلى بنا النبي والناس أكثر ما كانوا فكانت صلاته ركعتين(٦١١)

____________________

(٦٠٨) فراجعها في كامل ابن الأثير ج ٣ / ٤٩ وفى ج ٣ / ٣٢٢ من تاريخ الطبري (منه قدس). الغدير ج ٨ / ١٠١، الكامل في التاريخ ج ٣ / ٥١.

(٦٠٩) صحيح البخاري ج ٢ / ١٥٤، مسند أحمد ج ٢ / ١٤٨، صحيح مسلم ج ١ / ٢٦٠ وفى طبع العامرة ج ٢ / ١٤٦، سنن البيهقي ج ٣ / ١٢٦، الغدير ج ٨ / ٩٨.

(٦١٠) صحيح البخاري ج ٢ / ١٥٤، الغدير ج ٨ / ٩٩، مسند أحمد ج ١، صحيح مسلم ج ١ / ٢٦١ وفى طبع العامرة ج ٢ / ١٤٦.

(٦١١) وان مما رواه حفظة الآثار في هذا الموضوع من أهل السنن والأخبار ما رواه الإمام أحمد بن حنبل من حديث معاوية في مسنده ص ٩٤ من جزئه الرابع بالإسناد إلى عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد. قال لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا معه من مكة (قال): فصلى بنا الظهر ركعتين (قال): وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة مسافرا =>

٤٢٧

وأخرج مسلم من عدة طرق عن الزهري عن عروة عن عائشة: ان الصلاة أول ما فرضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر، قال الزهري فقلت لعروة ما بال عائشة تتم في السفر. قال: انها تأولت كما تأول عثمان. انتهى بلفظ مسلم في أول كتاب صلاة المسافرين ص ٢٥٨ من جزئه الأول(٦١٢) .

قلت: قال الفاضل النووي عند انتهائه إلى هذا الحديث من شرح مسلم: اختلف العلماء في تأولهما فقيل: لان عثمان أمير المؤمنين وعائشة أمهم فكأنهما في منازلهما.

قال: وأبطله المحققون بأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أولى بذلك منهما وكذلك أبو بكر وعمر.

قال: وقيل بأن عثمان تأهل بمكة. وأبطلوه بأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سافر بأزواجه وقصر.

وقيل: فعلا ذلك من أجل الأعراب الذين حضروا معه لئلا يظنوا ان فرض الصلاة ركعتان ابدا حضرا وسفرا. وأبطلوه بأن هذا المعنى كان موجودا في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل اشتهر أمر الصلاة في زمن عثمان وعائشة أكثر مما كان

(قال): وقيل لان عثمان وعائشة نويا الإقامة بمكة بعد الحج. وأبطلوه بأن الإقامة بمكة حرام على المهاجرين فوق ثلاث

(قال): وقيل كان لعثمان أرض

____________________

=> صلى بنا الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا أربعا، وإذا أتى منى أتم الصلاة (فيها وفى عرفات). قال: فلما صلى بنا معاوية الظهر ركعتين، نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو ابن عثمان فقالا له: ما عاب ابن عمك أحد بأقبح مما عبته به، فقال لهما: ومم ذلك ؟ قال: فقالا له: ألا تعلم انه أتم الصلاة (وهو إذ ذاك في سفر) قال: فقال لهما: ويحكما وهل كان غير ما صنعت ؟ وقد صليتهما مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومع أبى بكر وعمر قصرا. قالا: لكن ابن عمك قد كان أتمهما، وان خلافك اياه لعيب له. قال: فخرج معاوية إلى العصر فصلاها أربعا، وكان قد صلى الظهر قصرا (منه قدس). صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٧ ط العامرة.

(٦١٢) صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٣ ط العامرة. (*)

٤٢٨

بمنى. وأبطلوه بأن ذلك لا يقتضي الإتمام والإقامة، قال: والصواب انهما رأيا القصر جائزا، والإتمام جائزا فأخذا بأحد الجائزين(٦١٣) .

قلت: والحق ان مخالفتهما للنصوص لم تكن مقصورة على هذا المورد، على أنه مما لم تهتك به حرمات، ولم تسفك به دماء، ولم تبح به أموال وأعراض كغيره من موارد تأولاتهما، فأمره سهل بالنسبة إلى ما سواه مما تأولا فيه الأدلة(٦١٤) .

____________________

(٦١٣) الغدير ج ٨ / ١١٥، الكامل في التاريخ ج ٣ / ٥١.

(٦١٤) قضائه في امرأة ولدت لستة أشهر: راجع: الغدير للأميني ج ٨ / ٩٧ وج ٦ / ٩٤.

١ - إبطال عثمان الحدود وصلاة الوليد وهو سكران: راجع: أنساب الأشراف ج ٥ / ٣٣، الغدير ج ٨ / ١٢٠، الأغاني ج ٤ / ١٧٨، مسند أحمد ج ١ / ١٤٤، سنن البيهقي ج ٨ / ٣١٨، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٤٢، الكامل لابن الأثير ج ٣ / ٥٣، أسد الغابة ج ٥ / ٩١ و ٩٢، و تاريخ أبى الفداء ج ١ / ١٧٦، الإصابة ج ٣ / ٦٣٨ وغيرها.

٢ - احدوثة الأذان الثالث يوم الجمعة: راجع: الغدير ج ٨ / ١٢٥ عن مصادر كثيرة.

٣ - توسعة المسجد الحرام: راجع: تاريخ الطبري ج ٥ / ٤٧، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٤٢، الكامل ج ٣ / ٥١ الغدير ج ٨ / ١٢٩ عن مصادر أخرى.

٤ - منعه عن متعة الحج: راجع: صحيح البخاري ج ٣ / ٦٩ و ٧١، صحيح مسلم ج ١ / ٣٤٩، مسند أحمد ج ١ / ٦١ و ٩٥، سنن النسائي ج ٥ / ١٤٨ و ١٥٢، سنن البيهقي ج ٤ / ٣٥٢ وج ٥ / ٢٢، مستدرك الحاكم ج ١ / ٤٧٢، تيسير الوصول ج ١ / ٢٨٢، الغدير ج ٨ / ١٣٠ =>

٤٢٩

.

____________________

=> ٥ - تعطيل الخليفة القصاص. تاريخ الطبري ج ٥ / ٤٢، الرياض النضرة ج ٢ / ١٥٠، الإصابة ج ٣ / ٦١٩، أنساب الأشراف ج ٥ / ٢٤، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٤١، طبقات ابن سعد ج ٥ / ٨ ط ليدن، الغدير ج ٨ / ١٣٢ عن مصادر أخرى.

٦ - رأيه في الجنابة: صحيح مسلم ج ١ / ١٤٢، الغدير ج ٨ / ١٤٣ عن مصادر كثيرة.

٧ - كتمان الحديث: راجع: الغدير ج ٨ / ١٥١ عن مصادر عديدة.

٨ - رأيه في زكاة الخيل: أنساب الأشراف ج ٥ / ٢٦، الغدير ج ٨ / ١٥٤ عن مصادر كثيرة.

٩ - تقديم عثمان الخطبة على الصلاة في العيدين: فتح الباري ج ٢ / ٣٦١، الغدير ج ٨ / ١٦٠ عن مصادر أخرى.

١٠ - رأى عثمان في القصاص والدية: سنن البيهقي ج ٨ / ٣٣، الغدير ج ٨ / ١٦٧ عن مصادر كثيرة.

١١ - رأى عثمان في القراءة: الغدير ج ٨ / ١٧٣ عن مصادر متعددة.

١٢ - رأى عثمان في صلاة المسافر: الغدير ج ٨ / ١٨٥.

١٣ - رأى عثمان في صيد الحرم: الغدير ج ٨ / ١٨٦ عن مصادر كثيرة. وراجع بقية أفعاله في كتاب الغدير ج ٨ ط بيروت.

٤٣٠

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٤١٢: -

[الفصل الرابع] [تأول عائشة واثباتها] [المورد - (٧٣) -: صلاة عائشة في السفر]

شرع الله تقصير الفرائض الرباعية في السفر في محكم كتابه وعلى لسان نبيه في الصحاح من سننه المقدسة، وعلى ذلك إجماع الأمة كما بيناه آنفا بلا خلاف ينقل عن أحد منهما، غير عثمان وعائشة، وقد تواتر عنهما الإتمام في السفر(٦١٥) .

هذا مع ما أخرجه مسلم من عدة طرق عن الزهري عن عروة عن عائشة نفسها: ان الصلاة أول ما فرضت ركعتين. قالت عائشة: فأفرت صلاة السفر وأتممت صلاة الحضر. هذا حديثها بعين لفظه(٦١٦) .

____________________

(٦١٥) صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٣.

(٦١٦) فراجعه في أول ص ٢٥٨ من الجزء الأول من صحيح مسلم المطبوع في المكتبة العربية الكبرى بمصر سنة ١٣٢٧ وأعمل بما روت، ودع عنك ما درت (منه قدس). صحيح مسلم ج ٢ / ١٤٣ (*).

٤٣١

[ المورد - (٧٤) -: يوم زفت أسماء بنت النعمان الجونية عروسا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ]

وذلك فيما أخرجه حفظة الآثار بالإسناد إلى حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه وكان بدريا قال: تزوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة: اخضبيها أنت ! وأنا أمشطها ! ففعلتا ثم قالت لها إحداهما: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه من المرأة إذ دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك !. فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكمه على وجهه فاستتر به، وقال: عذت بمعاذ ثلاث مرات، ثم خرج إلى أبي أسيد فقال يا أبا أسيد الحقها بأهلها ومتعها برازقيتين يعني كرباسين. (وطلقها) فكانت تقول: ادعوني الشقية. قال ابن عمر قال هشام ابن محمد فحدثني زهير بن معاوية الجعفي: انها ماتت كمدا(٦١٧) .

____________________

(٦١٧) أخرجه بهذه الألفاظ كل من الحاكم في ترجمة أسماء بنت النعمان ص ٣٧ من الجزء ٤ من المستدرك، وابن سعد في الجزء ٨ من طبقاته ص ١٠٤ وأخرجها ابن جرير وغيره (منه قدس). تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك للحاكم ج ٤ / ٣٧، الإصابة لابن حجر ج ٤ / ٢٣٣، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ٦٩، أحاديث أم المؤمنين عائشة ق ١ ص ٢١، تاريخ الطبري ج ص، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ١٤٥ ط بيروت. (*)

٤٣٢

[ المورد (٧٥) -: يوم قال أهل الافك والزور ما قالوا في إبراهيم بن رسول الله وأمه أم المؤمنين مارية ]

وذلك أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل بعدها على عائشة بولده إبراهيم - وكان فيه شبه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فسألها عن ذلك ؟. قالت: فحملني ما يحمل النساء من الغيرة ان قلت: ما رأيت شبها !.

أرادت بهذا تأييد افك الافكين (نعوذ بالله) كما يدل عليه قولها فحملني ما يحمل النساء من الغيرة، لكن برأ الله إبراهيمعليه‌السلام ، وأمه على يد أمير المؤمنين براءة محسوسة بالباصرة ملموسة باليد، يثبت ذلك كله ما أخرجه الحاكم في صحيحه المستدرك و الذهبي في تلخيصه بالإسناد إلى عائشة نفسها فراجع(٦١٨) .

[ المورد - (٧٦) -: يوم المغافير ]

وحسبك منه ما أخرجه البخاري(١) عن عائشة نفسها، قالت: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة

____________________

(٦١٨) ص ٣٩ من الجزء ٤ من كل من المستدرك وتلخيصه وأعجب (منه قدس). ومع اختلاف يسير يوجد في: صحيح مسلم ج ٨ / ١١٩ ط مشكول، الاستيعاب هامش الإصابة ج ٤ / ٤١١ و ٤١٢ الإصابة ج ٣ / ٣٣٤، السيرة الحلبية ج ٣ / ٣٠٩ و ٣١٢، الكامل في التاريخ ج ٢ / ٢١٢ أسد الغابة ج ٥ / ٥٤٢ و ٥٤٤ وج ٤ / ٢٦٨، الطبقات لابن سعد ج ١ / ١٣٧ وج ٨ / ٢١٤ مجمع الزوائد ج ٩ / ١٦١، الدر المنثور ج ٦ / ٢٤٠، البداية والنهاية ج ٣ / ٣٠٥، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ٨٧ ط دار صادر، حديث الافك ص ٢٤٢ - ٢٤٦.

ومن طريق الشيعة: تفسير القمي ج ٢ / ٩٩ و ٣١٨، تفسير البرهان ج ٣ / ١٢٦ وج ٤ / ٢٠٥، تفسير نور الثقلين ج ٣ / ٥٨١، تفسير الميزان ج ١٥ / ١٠٣.

(١) في تفسير سورة التحريم ص ١٣٦ من جزئه الثالث. فراجع ولك الخيار أن تعجب (منه قدس) (*).

٤٣٣

على ايتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير ؟ قال: لا. ولكن أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، لا تخبري بذلك أحدا(٦١٩) .

[ المورد - (٧٧) -: تكليفهما بالتوبة ]

وذلك لان التوبة لا تطلب إلا من المذنب، بمخالفته لأوامر الله عزوجل ونواهيه، فقوله تعالى:( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ) بمجرده دال على معصيتهما، على انه عز سلطانه صرح بمخالفتهما في قوله:( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) أي عدلت ومالت عن الحق الواجب عليهما(٦٢٠) .

____________________

(٦١٩) سنن النسائي ج ٦ / ١٥١ وج ٧ / ٧١، تفسير الطبري ج ٢٨ / ١٥٦ - ١٥٨ ط ٢، الدر المنثور ج ٦ / ٢٣٩، الكشاف للزمخشري ج ٤ / ٥٦٣، تفسير القرطبي ج ١٨ / ١٧٧، تفسير الفخر الرازي ج ٨ / ٢٣١ ط العامرة.

(٦٢٠) الكشاف للزمخشري ج ٤ / ٥٦٦ ط بيروت، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبى ج ٤ / ١٣١، فتح البيان لصديق حسن خان ج ٩ / ٤٨٠، تفسير الرازي ج ٨ / ٣٣٢، تفسير أبى السعود بهامش تفسير الرازي ج ٨ / ٣٣٢، الدر المنثور ج ٦ / ٢٣٩ و ٣٤٢، تفسير القرطبي ج ١٨ / ١٧٧ و ١٨٨، فتح القدير للشوكاني ج ٥ / ٢٥٠، تفسير ابن كثير ج ٤ / ٣٨٧ و ٣٨٨.

٤٣٤

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٤١٦: -

[ المورد - (٧٨) -: تظاهرهما على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ]

وحسبك في ذلك قوله عز من قائل:( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ ) الآية(٦٢١) .

أخرج البخاري في تفسيرها من صحيحه(١) عن عبيد بن حنين انه سمع ابن عباس يحدث انه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله عنها هيبة لها حتى خرج حاجا فخرجت معه، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الاراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أزواجه فقال: تلك حفصة وعائشة.

الحديث وهو طويل(٦٢٢) فراجعه وأمعن في الآية وما تعطيك من ابتلائهصلى‌الله‌عليه‌وآله وابتلاء وصيته من بعده في أمي المؤمنين اللتين أعد الله لدفاعهما عن رسوله مالا يعده لدفاع أهل الأرض في الطول والعرض بل لا يعده لدفاع الثقلين من الإنس والجن ولحربهما جميعا.

[ المورد (٧٩) - المثل العظيم في آخر سورة التحريم ]

ألا وهو قوله تعالى:( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) الآية(٦٢٣) هذا ما ضربه الله لهما مثلا لينذرهما به، ولتعلما ان الزوجية بمجردها لاي كان لا تنفع ولا تضر

____________________

(٦٢١) سورة التحريم: ٣.

(١) ص ١٣٦ من جزئه الثالث. وأخرجه أيضا في ص ١٣٧ في ج ٣ من طريق آخر (منه قدس).

(٦٢٢) الكشاف ج ٤ / ٥٦٦ ط بيروت، التسهيل لعلوم التنزيل ج ٤ / ١٣١، تفسير الرازي ج ٨ / ٣٣٢، تفسير القرطبي ج ١٨ / ٢٠٢، فتح القدير ج ٥ / ٢٥٢، تفسير ابن كثير ج ٥ / ٣٨٨.

(٦٢٣) سورة التحريم آية: ١٠ (*)

٤٣٥

والنافع والضار للمرء انما هو علمه(٦٢٤) .

[ المورد (٨٠) -: يوم أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخطب لنفسه شراف أخت دحية الكلبي ]

وذلك أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث عائشة تنظر إليها، فذهبت ثم رجعت، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما رأيت ؟. فقالت: ما رأيت طائلا !. فقال لها رسول الله لقد رأيت طائلا ! لقد رأيت خالا تجدها اقشعرت منه ذوائبك. فقالت: يا رسول الله ما دونك سر ومن يستطيع أن يكتمك(٦٢٥) .

[ المورد - (٨١) -: يوم خاصمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبيها ]

أخرج أهل السير والأخبار بالإسناد إلى عائشة قالت: خاصمت النبي إلى أبي بكر فقلت: يا رسول الله أقصد(١) !. فلطم أبو بكر خدي وقال: تقولين لرسول الله اقصد ؟ ! وجعل الدم يسيل من أنفي. (الحديث)(٦٢٦) .

____________________

(٦٢٤) تفسير القرطبي ج ١٨ / ٢٠٢، فتح القدير للشوكاني ج ٥ / ٢٥٥.

(٦٢٥) أخرج هذا الحديث أصحاب السنن والمسانيد كالمتقي الهندي عن عائشة نفسها ص ٢٩٤ من الجزء ٦ من كنز العمال وهو الحديث ٥٠٨٤، وأخرجه ابن سعد في ص ١١٥ من الجزء ٨ من طبقاته بالإسناد إلى عبدالرحمن بن ساباط (منه قدس). الطبقات لابن سعد ج ٨ / ١٦١ ط دار صادر، تاريخ بغداد، ترجمة محمد بن أحمد بن أبى بكر المؤدب، عيون الأخبار ك النساء، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) ج ٢ / ٣٣٤، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٤٦ تحت رقم (٧٩٢).

(١) أقصد، من القصد وهو العدل (منه قدس).

(٦٢٦) أخرجه أصحاب المسانيد بالاسناد إلى عائشة. وهو الحديث ١٠٢٠ من أحاديث الكنز ص ١١٦. وأورده الغزالي في آداب النكاح ص ٣٥ من الجزء الثاني من =>

٤٣٦

[ المورد (٨٢) -: يوم اغضبها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ]

وذلك انها خرجت عن الحشمة معه يومئذ، فكان مما قالت له: أنت الذي تزعم أنك نبي الله!!(٦٢٧) .

أورده الغزالي في آداب النكاح ص ٣٥ من الجزء الثاني من أحياء القلوب وذكره في الباب ٩٤ من كتابه مكاشفة القلوب ص ٢٣٧ فراجع.

[ المورد - (٨٣) -: ذمها لعثمان وأمرها بقتله ]

ان مما لاريب فيه - لاحد من المؤرخين وأرباب السير والأخبار وأصحاب المسانيد - ذم عائشة لعثمان، ونبزها إياه، وأمرها بقتله، وقد تظافرت الروايات عنها بكل ذلك، مرسلة به إرسال المسلمات، ومسندة إليها السنن التي لا ريب فيها(٦٢٨) .

____________________

=> أحياء القلوب ونقله أيضا في الباب ٩٤ من كتابه مكاشفة القلوب آخر ص ٢٣٨ فراجع (منه قدس). سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٤٦ تحت رقم (٧٩٣).

(٦٢٧) سبيل النجاة تحت رقم (٧٩٤).

(٦٢٨) ذم عائشة لعثمان: راجع: أحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ق ١ / ٥٨ و ١٠٣ - ١١١، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ١٥٢ ط الغرى، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٧٧ و ٤٨٦ ط ١ وج ٦ / ٢١٥ - ٢١٦ بتحقيق أبو الفضل وج ٢ / ٤٠٨ ط دار مكتبة الحياة، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ / ١٩٢، تذكرة الخواص ص ٦١ و ٦٤، تاريخ الطبري ج ٤ / ٤٠٧ و ٤٥٩ و ٤٦٥، الكامل لابن الأثير ج ٣ / ٢٠٦، تاج العروس ج ٨ / ١٤١، لسان العرب ج ١٤ / ١٩٣، الإمامة والسياسة ج ١ / ٤٣ و ٤٦ و ٥٧، العقد الفريد ج ٤ / ٢٩٥ - ٣٠٦ =>

٤٣٧

قال ابن أبي الحديد - في المجلد الثاني من شرح النهج(١) -: كل من صنف في السير والأخبار ذكر ان عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله لم يبل وعثمان قد أبلى سنته

(قال) وقالوا: أول من سمى عثمان نعثلا(٢) عائشة. وكانت تقول: " اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا"(٦٢٩)

(قال): وروى المدائي في كتاب الجمل قال: لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة، وبلغ قتله إليها فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر، فقالت: بعدا لنعثل وسحقا. قال: وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال: وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره، ثم فسد أمره فدفعها إلى علي.

(قال): قال أبو مخنف في كتابه: ان عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول: ايه ذا الاصبع لله أبوك، أما انهم وجدوا طلحة لها كفؤا.

____________________

=> ط لجنة التأليف وج ٢ / ٢٦٧ و ٢٧٢ ط آخر، الغدير ج ٩ / ٧٧ وما بعدها، الطبقات لابن سعد ج ٥ / ٢٥ ط لندن وج ٥ / ٣٦ ط بيروت، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ / ٧٠ و ٧٥ و ٩١، تاريخ أبى الفداء ج ١ / ١٧٢.

(١) ص ٧٧ من شرح قولهعليه‌السلام من خطبته: معشر الناس ان النساء نواقص الإيمان (منه قدس).

(٢) النعثل: الكثير من شعر اللحية والجسد، وهذا لقب عثمان عند أمه:( بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ) (منه قدس).

(٦٢٩) النهاية لابن الأثير الجزري ج ٥ / ٨٠، تاج العروس ج ٨ / ١٤١، لسان العرب ج ١٤ / ١٩٣، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٧٧ ط ١ وج ٦ / ٢١٥ تحقيق أبو الفضل وج ٢ / ٤٠٨ ط مكتبة الحياة وج ٢ / ١٢١ ط دار الفكر، الغدير ج ٩ / ٨٠ و ٨١ و ٨٤، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٨١. (*)

٤٣٨

قال: وقد روى قيس بن أبي حازم انه حج في العام الذي قتل فيه عثمان وكان مع عائشة، قال فسمعها تقول في بعض الطريق. ايه ذا الاصبع، وإذا ذكرت عثمان قالت: أبعده الله.

قال وروي من طريق آخر انها قالت لما بلغها قتله أبعده الله قتله ذنبه، وأقاده الله بعمله، يا معشر قريش لا يسوءنكم قتل عثمان كما ساء أوحيمر ثمود قومه. أحق الناس بهذا الأمر لذو الاصبع - يعني طلحة - قال: فلما جاءت الأخبار ببيعة عليعليه‌السلام قالت: تعسوا. تعسوا. لا يردون الأمر في تيم أبدا(٦٣٠) .

وستسمع قريبا ان شاء الله تعالى من أقوالها وأفعالها حول مقتل عثمان وبيعة علي ما تستك منه المسامع، وتأباه الشرائع، بنصوصها الصريحة كتابا وسنة، وأدلتها القطعية. عقلية ونقلية.

____________________

(٦٣٠) سوف تأتي مصادره. (*)

٤٣٩

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٤٢٠: -

[ المورد - (٨٤) - بعض حديثها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ]

وذلك انها كانت كثيرا ما ترسل عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الحديث مالا يمكن ان يصح بوجه من الوجوه.

فمن ذلك ما أخرجه البخاري وغيره في الصحاح إذ قالت: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة، فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، فجاءه الملك. فقال: اقرأ. قال ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني. فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني. فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629