النص والاجتهاد

النص والاجتهاد6%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170693 / تحميل: 8295
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وأمّا استفادتك من أنّ أكثر الشيعة كانوا إسماعيلية من كلام النوبختي ، فاعتقد أنّ عبارة النوبختي واضحة ، حيث قال : أكثر الإسماعيلية ، ولم يقل أكثر الشيعة ، فلربما كان الإسماعيلية مثلاً مائة ، وأكثرهم ثمانين أو سبعين فلاحظ ، فمن أي كلامي تدينني ، ومن هو الذي حجبه الهوى عن رؤية الحقيقة

ثالثاً : نحن نطالبك بالروايات المدّعاة في إمامة إسماعيل ، ولم نروي نحن أنّ الإمام هو إسماعيل ، وما نقوله في البداء هو الذي قلناه ، لا كما تريد أن تفهمه من أنّ الإمامة كانت في إسماعيل ثمّ حوّلت إلى الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، بل نقول : إنّ الإمامة في الأصل لم تكن في إسماعيل ، بل هي لموسىعليه‌السلام ، وما ذكره صاحب فرق الشيعة من أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام أشار بالإمامة لإسماعيل ليس قوله بل قول من زعم ذلك ، وعلى فرض أنّه قوله ، فهو لا يمثّل إلّا رأيه الشخصي ، وليس قوله هذا صادر من المعصومين ، ونحن غير ملزمين بقوله مع مخالفة جميع علماء ومحدّثي الطائفة له

ثمّ لا تنسى أنّنا نعرض عقيدتنا حسب ما روي عندنا ، ولا حجّة علينا من روايات الآخرين ، فالموجود عندنا روايات تنصّ على إمامة الكاظمعليه‌السلام ، وروايات فيها ظهور البداء من الله تعالى في حقّ الإمام الكاظمعليه‌السلام ، وليس عندنا روايات تنصّ على إمامة إسماعيل ، وللبداء عندنا معنى ثابت مأخوذ من أئمّتناعليهم‌السلام ، ومذكور في كتبنا ، فبمقتضى الجمع بين الروايات وبين معنى البداء عندنا خرجنا بالنتيجة التي لا يمكن الركون إلى غيرها ، وعليها اعتقاد الشيعة الإمامية الآن ، وهي حمل روايات البداء على ما عرفت

فكيف لك أن تحتجّ علينا بما رويتم أنتم ؟ وبما تعتقدون من بطلان البداء ، وهو لا يكون نقاش في كيفية استفادتنا إمامة الكاظمعليه‌السلام من رواياتنا ، بل يكون نقاش في أُصول أُخرى ، وهي صحّة الروايات عندنا أو عندكم ، أو إمكان تعارضها ، وعن صحّة عقيدة البداء ، وهو شيء آخر كما تعلم

٢٨١

بل أنتم أعيتكم الحيل حتّى قلتم بالإمامة المستقرّة والإمامة المستودعة ، بعد أن لم تستطيعوا دحض حجج مخالفيكم في إمامة الكاظمعليه‌السلام

رابعاً : إنّ ما ذكرناه هناك عن الإسماعيليين بشكل عام ، والحديث كان عن بعضهم ، وأنت قد قسّمت الإسماعيلية إلى محقّة وباطلة ، فكان حديثنا عن تلك المجموعات التي تقول أنّها من الفرقة الإسماعيلية ، ونحن ننقل لك ما كتب عن الإسماعيلية من بعض المصادر التاريخية ، ففي كتاب « الشيعة في إيران » ، فعند حديثه عن بعض الحكّام الإسماعيليين يقول : « وبعده نائب محمّد ـ بن بزرك أميد ـ وهو نجله الحسن بن محمّد أوّل حاكم إسماعيلي ، خرج على النظام المألوف المتمثّل برعاية ظواهر الشرع من خلال تمسّكه بقاعدة التأويل ، وأسّس نوعاً من الحكومة التأويلية القائمة على أساس الباطنية ، والموافقة لهواه » ، ويقول الجويني : « إنّما قام في أوّل توليه شؤون الحكم بعد أبيه بإبطال الشعائر الشرعية ، والقواعد الإسلامية ، التي كانوا يلتزمون بها منذ عهد الحسن بن الصباح »(١)

وأعلن الحسن بن محمّد هذا عن شعائر القيامة ، وقال : « الآن حان يوم القيامة ، واليوم حساب لا عمل ، لذا من عمل بحكم الشريعة في يوم القيامة ، وواظب على العبادات والشعائر استوجب النكال والقتل ، والرجم والتعذيب »(٢)

وفي « جامع التواريخ » : « وحكم بعده محمّد بن الحسن وحاول في أيّام حكومته أن يرد الاعتبار للإسماعيليين ، ويزيل عنهم اسم الإلحاد من خلال إظهار التمسّك بالإسلام ، بيد أن نجله علاء الدين أعاد نهج الإلحاد بعده »

ولك الحقّ في أن تقول : أنّ الحديث عن هذه الجماعات بعيد عن الفرقة المحقّة ، ولكن عذرنا على كلّ حال أنّهم يعدّون من الإسماعيلية ، وكان كلامنا عن الإسماعيلية عامّاً ، مع أنا لا ننكر أنّ حقّ الكلام كان لابدّ فيه
______________________

(١) تاريخ جهانكشاي ٣ / ٢٢٥

(٢) المصدر السابق ٣ / ٢٣٨

٢٨٢

من التفصيل والتفرقة بين فرق الإسماعيلية ، فلك عذرنا من على ما ظهر من كلامنا من تعميم ، ولعلّك إذا عرفت السبب في ذلك عذرتنا ، فإنّ كتب الإسماعيلية نادرة أكثرها مخطوطة ، ما عدا ما طبع منذ فترة ، كالكتب التي حقّقها عارف تامر ، ولا تظنّ أنّي أقول ذلك مجازفاً ، فقد بحثت عن كتب الإسماعيلية في مكتبات إيران عندما احتجتها في بحث حول حديث الثقلين ، ولكنّي لم أجد منها إلّا ما يعدّ على الأصابع ، وقد لا يتجاوز العشرين المطبوعة منها والمخطوطة ، ولكنّي لا أقول أنّ كتب الإسماعيلية قليلة ، ولكن أقول : إنّها نادرة الوجود ، فنلجأ عند حاجتنا للبحث عنهم إلى كتب التاريخ والفرق من غيرهم ، إذ ما موجود عندنا مثل كتاب « دعائم الإسلام » ، وكتاب « افتتاح الدعوة » للقاضي النعمان ، لا يوجد فيه من عقائد الإسماعيلية ما يشفي الغليل

فهل لك أن تدلّنا على المصادر المطبوعة التي يمكن الاعتماد عليها في أخذ عقائد الإسماعيلية ؟ أو أن تكتب لنا عقائدكم بشيء من التفصيل المدعوم بالدليل والمصدر ، حتّى يصبح النقاش فيما بيننا أكثر علمية ، ولك جزيل الشكر

وأمّا ما ذكرنا عن الحاكم بأمر الله ، فهو مأخوذ من كتب التاريخ والفرق كما ذكرنا ، ولك الحقّ في الاعتراض عليه ، ولكن قد ذكرنا لك السبب في ذلك آنفاً

خامساً : نحن لم نذكر أن الحاكم كان يرضى بما يقوله الدروز في حقّه أو لا يرضى ، بل ذكرنا مقولة الدروز فيه ، والدروز كما تعرف فرقة منّشقة من الفرقة الإسماعيلية ، ونحن لم نعثر عليه ، بل قلنا ما قاله الآخرون فيه

وأخيراً : نسأل الله أن يوفّق الجميع للتعرّف على الحقيقة ، والاتحاد تحت لواء الفرقة الناجية ، ومن الله التوفيق

٢٨٣

« أبو عمر ـ أمريكا ـ »

الفرق بينها وبين الشيعة :

س : ما الفرق بين الإمامية والإسماعيلية ؟ وهل الإسماعيلية مذهب من مذاهب الشيعة ؟

ج : نلفت انتباهكم إلى أنّ الفرقة الإسماعيلية تشعّبت إلى عدّة فرق ، ولكلّ فرقة اعتقادها الخاصّ ، ومن أشهرها : الواقفة ، القرامطة ، الفاطمية ، النزارية ، الأقاخانية ، البهرة ، الدرزية

ثمّ إنّ هناك فروق كثيرة بين الإمامية والإسماعيلية ، أهمّها هي : إنّ الإمامة عند الشيعة انتقلت بعد وفاة الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام إلى ولده الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام للنصّ ، ثمّ إلى بقية الأئمّة من بعده ، إلى الإمام الثاني عشر الحجّة المنتظرعليه‌السلام

بينما ترى الإسماعيلية أنّ الإمامة انتقلت بعد وفاة الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام إلى ولده الأكبر إسماعيل ، ثمّ إلى محمّد بن إسماعيل ، وهكذا

وقد ردّ علماء الشيعة في مصنّفاتهم وكتبهم مزاعم الإسماعيلية وأثبتوا خلاف ما يرون

« العرادي ـ البحرين ـ »

منشأ ظهورها :

س : أودّ الاستفسار منكم عن منشأ ظهور فرقة الإسماعيلية ؟

ج : إنّ منشأ ظهور هذه الفرقة يعود إلى مسائل سياسية ودنيوية

فإنّ إسماعيل بن الإمام الصادقعليه‌السلام توفّي في حياة أبيه ، وشيّعه الإمام الصادقعليه‌السلام ، وكشف عن وجهه قبل دفنه درئاً للشبهة ، ومع هذا كلّه ، فإنّ فرقة من الشيعة ـ ولأغراض دنيوية ـ ادعوا أنّه لم يمت ، أو أنّ الإمامة انتقلت إلى ابنه محمّد بن إسماعيل

والسبب في ذلك هو للحصول على أموال ومناصب ، بالإضافة إلى التدخّلات

٢٨٤

الخارجية لإيجاد الاختلاف ، وهذا يعود إلى الظروف السياسية آنذاك

« علي علي ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب »

منهم الحشّاشون :

س : سؤالي يختصّ بالحشّاشين ، من هم ؟ ومن مؤسّسهم ؟ وما علاقتهم بالشيعة ؟ وهل لهم ارتباطات بالشيعة ؟

ج : إنّ الحشّاشين فرقة من الفرق الإسماعيلية ، لا يفترقون عنهم من ناحية العقيدة ، إلّا أنّهم جماعة سرّية يطيع أفرادها أئمّتهم طاعة عمياء ، وعرفوا بالحشّاشين لأنّ مقاتليهم كانوا يستعملون الحشيش ـ وهو مادّة مخدّرة ـ عندما يقومون بأداء مهمّات خطرة ، كالاغتيال مثلاً

ويعرفون أيضاً بالنزارية ، لأنّ مؤسّس هذه الجماعة ـ وهو الحسن بن الصباح الحميري ـ استميل إلى نصرة الحاكم نزار بن المستنصر الفاطمي

وبدأ تاريخهم من فتح الحصن الجبلي « ألموت » ـ شمال شرق مدينة قزوين في إيران على يد مؤسّسهم عام ٤٨٣ هـ ، وأخذوا ينشرون دعوتهم من هذا المكان حتّى أخذوا كثير من القلع في بلاد الشام وفارس

وفي عام ٦٥٤ هـ أبادهم هولاكو بعدما احتلّ قلعة ألموت

وفي عام ٦٧١ هـ وجّه السلطان بيبرس ضربته القاضية على الحاكم السياسي لهذه الفرقة في قلع الشام وقضى عليهم ، وأمّا من أفلتته الكارثة منهم ، وظلّ متمسّكاً بآرائه ، فقد ذهب في غمار الإسماعيلية الآخرين

هذا ، وليس لهم علاقة ولا ارتباط بالشيعة الإمامية

« إبراهيم حسن الدرازي البحراني ـ البحرين ـ ٢٤ سنة ـ دبلوم »

تواجدهم وبعض معتقداتهم :

س : نطالب سماحتكم بالمزيد من التفصيل عن الشيعة الإسماعيلية ، في أيّ البلاد يتواجدون ؟ وعددهم ؟ وأفكارهم ؟ ونشاطاتهم ؟

٢٨٥

ج : لقد أُلّفت كتب تتحدّث عن هذه الفرقة ، منها : « بحوث في الملل والنحل » للشيخ السبحاني ، ونحن نطلعك على بعض ما كتب ، وعليك مطالعة الكتاب لتعرف المزيد

تتواجد الفرقة الإسماعيلية في كثير من الأقطار ، منها : الهند وباكستان ونواحي اليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان وأفريقية وإيران

وتعتبر السمة البارزة للدعوة الإسماعيلية هو تأويل الظواهر ، وإرجاعها إلى خلاف ما تبادر منها في عرف المتشرّعة ، وهذا هو الذي جعل المذهب الإسماعيلي يتطوّر مع تطوّر الزمان ، ويتكيّف بمكيّفاته ، ولا ترى الدعوة أمامها أي مانع من مماشاة المستجدّات ، وإن كانت خلاف الشرع أو الضرورة الدينية ، كما وأنّ تأويل الظواهر عندهم لا يعتمد على ضابطة ، فكلّ يؤوّلها على ذوقه وسليقته ، فتجد بينهم خلافاً شديداً في المسائل التأويلية

إنّ ظاهرة الجمود على النصوص والظواهر في أوساط العباسيين ولّدت ردّ فعل عند الأئمّة الإسماعيلية ، فانجرفوا في تيّارات المسائل الفلسفية ، وجعلوها من صميم الدين وجذوره ، وانقلب المذهب إلى منهج فلسفي ، يتطوّر مع الزمن ، ويتبنّى أُصولاً لا تجد منها في الشريعة الإسلامية عيناً ولا أثراً ، كما وأنّ الدعوة الإسماعيلية شعرت أيّام نشوئها بأنّه لا بقاء لها إلّا إذا أضافت طابع القداسة على أئمّتهم ودعاتهم ، بحيث توجب مخالفتهم مروقاً عن الدين ، وخروجاً عن طاعة الإمام ، فجعلت الدعاة من حدود الدين إمعاناً في إسباغ الفضائل عليهم

ويعتقد بعض الإسماعيلية بالنطقاء الستة ، وأنّ كلّ ناطق رسول يتلوه أئمّة سبعة ، وآخر أئمّتهم إسماعيل متم للدور ، ويأتي بعده رسول ناطق وناسخ للشريعة السابقة ، وهو محمّد بن إسماعيل ، وهذا ما يصادم عقائد جمهور المسلمين ، من أنّ نبيّ الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، وكتابه خاتم الكتب ، فعند ذلك وقعت الإسماعيلية في مأزق كبير ، وتناقض وتعارض مع معتقداتهم ، فمن جانب يصرّحون بخاتمية النبوّة ، وأُخرى

٢٨٦

يعبّرون عن محمّد بن إسماعيل بالناطق

وقد بلغ باتباع الفرقة الإسماعيلية من الطاعة العمياء لأئمّتهم ودعاتهم في كلّ حكم يصدر عن القيادة العامّة ، أو الدعاة الخاصّين ، بلغ بهم في طاعتهم لأئمّتهم في رفع بعض الأحكام الإسلامية عن الجيل الإسماعيلي ، بحجّة أنّ العصر يضادّه ، ويشهد على ذلك ما كتبه المؤرّخ الإسماعيلي مصطفى غالب ، إذ يقول في إمام عصره آقا خان الثالث : أنّه قال : « إنّ الحجاب يتعارض والعقائد الإسماعيلية ، وإنّي أهيب بكلّ إسماعيلية أن تنزع نقابها ، وتنزل إلى معترك الحياة ، لتساهم مساهمة فعّالة في بناء الهيكل الاجتماعي والديني للطائفة الإسماعيلية الخاصّة ، وللعالم الإسلامي عامّة ، وأن تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في مختلف نواحي الحياة ، أسوة بجميع النساء الإسماعيليات في العالم ، وآمل في زيارتي القادمة أن لا أرى أثراً للحجاب بين النساء الإسماعيليات ، وآمرك أن تبلّغ ما سمعت لعموم الإسماعيليات بدون إبطاء »

وتعتقد بعض الإسماعيلية : إنّ الإمامة مستمرّة الوجود في الأدوار جميعاً من أوّلها إلى آخرها ، وكلّ إمام غائب أو حاضر بعد الإمام الصادقعليه‌السلام يساوي في الفضل والكمال الإمام المنصوص في يوم الدار ويوم الغدير ، فمثلاً كريم آقا خان تساوي كفّته في معالي الأُمور كفّة الإمام عليعليه‌السلام ، فيقوم بنفي ما يقوم به الإمام

فنقول : كيف يكون الإمام المذكور إماماً عالماً محيطاً بالشريعة ، وواقفاً على أسرارها مع أنّه تلقّى علومه الأوّلية في مدارس سويسرا ، ثمّ انتسب إلى جامعة هارفورد الأمريكية ؟!

٢٨٧
٢٨٨

أُصول الدين وفروعه :

« مها ـ لبنان ـ »

الفرق بينهما :

س : ما الفرق بين فروع الدين وأُصوله ؟ الرجاء تعداد الفروع والأُصول

ج : في الفرق بينهما يمكن أن يقال :

١ ـ إنّ أُصول الدين لا يجوز فيها التقليد ، بل على كلّ مكلّف أن يعرفها بأدلّتها ، وهذا بخلاف فروع الدين التي يمكن فيها التقليد

٢ ـ إنّ إنكار أيّ أصل من أُصول الدين يخرج منكره عن الدين الكامل ( أي المذهب الحق ) ، وهذا بخلاف فروع الدين ، إلّا إذا أدّى إنكار فرع من فروع الدين إلى إنكار أصل من أُصول الدين

٣ ـ إنّ أُصول الدين يمكن أن يستدلّ عليها بالعقل فقط ، والنقل يكون شاهداً مؤيّداً ، وهذا بخلاف فروع الدين

وأُصول الدين عند الإمامية خمسة : التوحيد ، العدل ، النبوّة ، الإمامة ، المعاد

وفروع الدين عشرة : الصلاة ، الصوم ، الخمس ، الزكاة ، الحجّ ، الجهاد ، الأمر بالمعروف ، النهي عن المنكر ، التولّي لأولياء الله ، التبرّي من أعداء الله

« عائشة عبد الرحمن ـ البحرين ـ سنّية »

المعتقد لابد أن يكون عن يقين :

س : أنا سيّدة أعتقد بولاية أهل البيت عليهم‌السلام ، وأودّ أن أنهج بمنهاج الشيعة ،

٢٨٩

لذا أودّ منكم مساعدتي في تغيير مذهبي

ج : نعلمك بأنّ المعتقد لابدّ وأن يكون عن يقين ، بعد مطالعة وتحقيق تام ، للتتمّ بذلك الحجّة ، يعني يكون للإنسان حجّة ودليلاً يحتجّ به يوم القيامة أمام الله تعالى

ونحن لا ندعو أيّ شخص إلى التشيّع واعتناق مذهب أهل البيتعليهم‌السلام قبل أن يقتنع هذا الفرد بالمذهب اقتناعاً تامّاً ، بل ندعو الجميع إلى البحث والتحقيق ، ومن ثمّ اعتناق ما توصّل إليه العقل من دليل ، والنظر في الموروث ، وعرضه على الدليل ، فما وافق منه الدليل يؤخذ بعين الاعتبار ، وما خالف يترك

« علي العلي ـ الكويت ـ »

كيفية تشخيص الضروري :

س : ما هي الضروريّات المذهبية ؟

ج : إنّ كيفية تشخيص الضروري من مختصّات أهل العلم ـ أي من جملة الأُمور الاختصاصية ـ يعلم بها العلماء على أثر التحصيل والتحقيق في الحوزة العلمية ، وليست من الأُمور التي يصل إليها كل أحد من الناس

فالضروري من المذهب : ما يكون إنكاره موجب للخروج من المذهب ، وهذا نظير كثير من الأُمور ، فمثلاً الذنوب تنقسم إلى قسمين ، صغائر وكبائر ، حينئذ يُسأل ما هي الذنوب الكبائر ؟ وما المراد من الكبيرة ؟ فمعرفته من اختصاص العلماء ، ليرجعوا إلى الأدلّة ليعيّنوا أنّ الذنب الفلاني من الكبائر ، أو من الصغائر ؟

فقضية أنّ هذا المعتقد من الضروريّات ، أو ليس من الضروريّات ، يرجع تعيّنه وتشخيصه إلى نظر المجتهد

والضروريّات المذهبية هي ما دلّت عليها الأدلّة القطعية من الكتاب والسنّة ، ودلّت على أنّ من أنكر ذلك فهو يخرج من المذهب ، فإمامة أمير المؤمنين علي

٢٩٠

عليه‌السلام والأئمّة كلّهم ـ أي الأئمّة الإثنى عشر ـ وعصمتهم ، وشفاعتهم في يوم القيامة ، ورجعتهم أيضاً ـ حيث أنّ غير واحد من علمائنا يقول : أنّ الاعتقاد بالرجعة من ضروريّات المذهب ـ وقضايا من هذا القبيل ، هذه تعدّ من ضروريّات المذهب ، بحيث من ينكر هذا الأمر ـ مع علمه بكونه ضروريّاً ـ يكون خارجاً عن المذهب

« أُمّ أحمد الدشتي ـ الكويت ـ »

معنى الأُصول والعقيدة والشريعة :

س : ما الفرق بين الأُصول والعقيدة والشريعة ؟ ولكم جزيل الشكر

ج : إنّ المراد من الأُصول هو أُصول الدين ، وهي : التوحيد والنبوّة والمعاد ، وهي بمثابة الأساس والأصل ، الذي يُشيّد البناء عليه ، وكأنّ الدين كلّه متوقّف على هذه الأُصول ، فلولاها لا يمكن الإقرار بحكم من الأحكام الشرعية

وأمّا العقيدة فهي في اللغة بمعنى : التصديق بالشيء والجزم به ، دون شكّ أو ريبة ، فهي بمعنى الإيمان ، يقال : اعتقد في كذا ، أي آمن به ، والإيمان بمعنى التصديق ، يقال آمن بالشيء ، أي صدّق به تصديقاً لا ريب فيه ولاشكّ معه

وأمّا العقيدة في الشرع فهي بمعنى : التصديق بالأُصول الخمسة عن دليل ، وبكلّ ما ينبثق عن هذه الأُصول أو يرتبط بها ، كالاعتقاد بوحدانيّة الله تعالى ، وصفاته وعدله ، ونبوّة الأنبياء ، والإقرار بما جاء به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإمامة الأئمّةعليه‌السلام وعصمتهم ، والمعاد والجنّة والنار

والمراد من الشريعة هو الدين ، وقد عرّف الدين بأنّه : عقيدة إلهية ينبثق عنها نظام كامل الحياة

٢٩١

« ـ الكويت ـ »

حكمة الفرق بينهما :

س : ما هو السبب في عدم جواز الأخذ بأُصول الدين تقليداً ؟ والحال يجوز ذلك في الفروع ؟

ج : مفهوم ومعنى أُصول الدين هو الأُسس والركائز الثابتة للعقيدة والدين ، فلا يعقل اعتناق مبدأ بدون الالتزام القلبي ، بل بمجرد التبعية لشخص أو مجتهد ، وهذا أمر متعارف ويبتني على واقع مدعوم من جانب العقل والعقلاء

وبعبارة أُخرى : لا يصدق عنوان المسلم مثلاً على أحد إلّا إذا اعتقد والتزم بثوابت الدين الإسلامي وأوّلياته في داخل نفسه ، فإن لم يعتقد بهذه المبادئ بل تقبّلها وارتضى بها اعتماداً على كلام الآخرين فلا يحسب هذا اعتقاداً صحيحاً

نعم ، هنا نقطة هامّة قد تبعث القلق عند البعض وهي :

إنّ الكثير من عامّة الناس لا يمكنهم الوصول إلى مرحلة الاستدلال في أُمّهات المسائل الاعتقادية ، فهل هذا يضرّ بالتزامهم الديني ؟

فنقول : إنّ الكلام في اعتقادهم ، فإن كانوا يعتقدون بالمبادئ والأُسس ـ بغضّ النظر عن منشأ ذلك ـ فهم مسلمون حقّاً ، فإنّ التقليد المحظور في المقام هو القبول بدون الاعتقاد ، بل استناداً لكلام المجتهد

فيظهر لنا ، بأنّ العامّي لو اعتقد بأُصول الدين حقيقة ، تكون عقيدته صحيحة بلا إشكال ، وإن كان الباعث ليقينه هذا هو رأي المجتهد

وأمّا الفروع فبما أنّها خارجة عن متناول العقل عموماً ، ولا تمسّ أصل العقيدة ، فلا يضرّ فيها التقليد ، خصوصاً إذا عرفنا بأنّ طريقة الحصول على أحكام الفروع وجزئياته عملية غير سهلة ، وتحتاج إلى اختصاص وخبرة

٢٩٢

« معروف ـ ـ »

الفرق بينهما :

س : ما هو المِلاك في تمييز أُصول الدين الإسلامي عن فروعه ؟ وكيف صار التوحيد أصلاً من أُصول الدين ، والصلاة فرعاً من فروعه ؟

ج : إذا عرفنا الفرق بين أُصول الدين وفروعه ، عرفنا الملاك في تمييز أُصول الدين عن فروعه ، ولتوضيح المسألة أكثر ، نقول :

أُصول الدين بحسب اصطلاح العلماء : هي ما بنيت عليها الدين إثباتاً ونفياً ، أي أنّه يجب على كلّ مسلم أن يعتقد بها على الأقلّ ، حتّى يدخل في حوزة الدين

ومن جانب آخر من أنكر وجحد أصلاً من هذه الأُصول يعتبر خارجاً عن دائرة الدين

ومن هذا المنطلق ، عبّر علماؤنا عن التوحيد والنبوّة والمعاد : بأنّها أُصول ديننا ، لما رأوا أنّ النصوص الدينية تصرّح وتدلّ على ملازمة قبول الدين للاعتقاد بهذه الأركان الثلاثة على الأقلّ ، واستنباطهم هذا يعتمد على الأدلّة العقلية والنقلية من الكتاب والسنّة

وأمّا الفروع : فهي ما كانت من الأحكام ، فينبغي فيها الالتزام والعمل على طبقها ، ولم يكتف فيها بالجانب الاعتقادي ، أي أنّها ذو سمات جوارحية لا جوانحية ، بخلاف الأُصول ، المطلوب فيها اليقين والقطع والجزم ، لا العمل

وأمّا الإمامة ، فالمتّفق عليه عند علمائنا : أنّها من أُصول المذهب ، فليست من أُصول الدين ولا فروعه

ومن عبّر عنها بأنّها من أُصول الدين ، يجب حمل كلامه على ما قلناه ، نظراً للقواعد العامّة التي ذكرناها في تمييز الأصل عن الفرع

٢٩٣

« أحمد ـ الكويت ـ ٢٠ سنة ـ طالب »

لا يجوز التقليد في العقيدة :

س : تقبّل الله أعمالكم ، ووفّقكم الله لمرضاته ، في الحقيقة عندي استفسار وهو : الشخص العامّي الذي ليس له معرفة في مجال علوم الحديث والرجال ، أي التي تحتاج إلى متخصّص ، بحيث هناك أحاديث تتكلّم في مجال العقائد التي تصبّ في المنظومة العقائدية للفرد ، أي كيف يعرف هل هذا حديث متواتر أو صحيح أو ضعيف أو موضوع ؟ طبعاً يرجع إلى أهل الفنّ في هذا المجال ، وبهذا يصبح هذا الفرد مقلّداً ، ولا يجوز التقليد في المسائل العقائدية

وبعبارة أُخرى : أصبح مقلّداً في الأُمور العقائدية من حيث لا يشعر

ج : حينما يقال لا يجوز التقليد في المسائل العقائدية ، فالمقصود أنّ نفس العقيدة لا يجوز التقليد فيها ، وأمّا الأُمور الجانبية الأُخرى فلا محذور في التقليد فيها ، فالرجوع إلى شخص لمعرفة أنّ هذا الحديث صحيح السند مثلاً أو لا ، أو هو متواتر أو لا ، ليس رجوعاً إليه في نفس العقيدة ، كي يكون ذلك تقليداً محرّماً ، وإنّما هو رجوع إليه في مجال آخر لا يرتبط بالعقيدة

« يوسف ـ البحرين ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة »

الأدلّة على أُصول الدين :

س : أُريد دليلاً قرآنياً وحديثاً نبويّاً لكلّ أصل من أُصول الدين ؟ وشكراً

ج : تنقسم عقيدة التوحيد إلى ما يأتي :

١ ـ الإيمان بوجود الله تعالى

٢ ـ الإيمان بوحدانية الله تعالى

٣ ـ الإيمان بكمال الله تعالى

فمن الآيات التي تثبت وجود الله تعالى عن طريق الشعور بالسببية ، قوله

٢٩٤

تعالى :( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) (١)

ومن الآيات التي تثبت وجود الله تعالى عن طريق فطرة التديّن ، قوله تعالى :( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) (٢)

ومن الآيات التي تثبت وجود الله تعالى عن طريق استقامة النظام الكوني ، قوله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٣)

ومن الآيات التي تدلّ على أنّ الله واحد عن طريق وحدة النظام الكوني ، قوله تعالى :( مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ) (٤)

وقوله تعالى :( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) (٥)

ومن الآيات التي تدلّ على أنّ الله واحد عن طريق وحدة أثاره ، قوله تعالى :( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (٦)

______________________

(١) لقمان : ٢٥

(٢) يونس : ٢٢

(٣) البقرة : ١٦٤

(٤) الملك : ٣

(٥) الأنبياء : ٢٢

(٦) المؤمنون : ٩١

٢٩٥

ومن الآيات التي تشير إلى صفات الله تعالى :

الحيّ :( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) (١)

العالم :( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) (٢)

القادر :( إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣)

العادل :( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) (٤)

الغني :( فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (٥)

اللطيف :( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ) (٦)

إنّ الأخبار مستفيضة في أنّ الله تعالى واحد ، ولكن لا بالعدد ، فقد روى الشيخ الصدوققدس‌سره عن شريح بن هانئ عن أبيه قال : إنّ إعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إنّ الله واحد ؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا إعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب ؟

فقال أمير المؤمنين :« دعوه ، فإنّ الذي يريده الإعرابي هو الذي نريده من القوم » ، ثمّ قالعليه‌السلام :« يا إعرابي ، إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام ، فوجهان منها لا يجوزان على الله عزّ وجلّ ، ووجهان يثبتان فيه ، فأمّا اللذان لا يجوزان عليه ، فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال أنّه ثالث ثلاثة ، وقول القائل : هو واحد من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فبهذا ما لا يجوز لأنّه تشبيه ، وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى

______________________

(١) آل عمران : ٢

(٢) الطلاق : ١٢

(٣) البقرة : ٢٠

(٤) النساء : ٤٠

(٥) آل عمران : ٩٧

(٦) الشورى : ١٩

٢٩٦

وأمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا ، وقول القائل : إنّه عزّ وجلّ أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّ وجلّ » (١)

ومن الروايات التي تشير إلى وجوده تعالى قول أمير المؤمنينعليه‌السلام :« ويحك ، إنّ البعرة تدلّ على البعير ، وآثار القدم تدلّ على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ، أما يدلّان على الصانع الخبير » (٢)

أمّا أسماؤه تعالى فكثيرة ، وهي تدلّ على كماله تعالى

فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :« إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلّا واحداً ، من أحصاها دخل الجنّة ، وهي الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأوّل ، الآخر » (٣)

قال الشيخ الصدوققدس‌سره : « إحصاؤها هو الإحاطة بها ، والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدها »(٤)

٢ ـ النبوّة : فمن الآيات قوله تعالى :( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) (٥)

ولقد شهد الله لرسوله بالقول على أنّه رسول ، وذلك بقوله :( إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (٦) ، هذا بالإضافة إلى الخطابات القرآنية للنبيّ بقوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) و :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ )

______________________

(١) التوحيد : ٨٤

(٢) روضة الواعظين : ٣١

(٣) عدّة الداعي : ٢٩٩

(٤) التوحيد : ١٩٥

(٥) البقرة : ٢١٣

(٦) ياسين : ٣

٢٩٧

وسأل رجل الإمام الصادقعليه‌السلام السؤال التالي : من أين أثبت الأنبياء والرسل ؟

فأجابه الإمامعليه‌السلام :« إنّه لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنّا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه ، فيباشرهم ويباشرونه ، ويحاجهم ويحاجونه ، ثبت أن له سفراء في خلقه ، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم ، وما به بقاؤهم ، وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه ، والمعبّرون عنه جلّ وعزّ ، وهم الأنبياء عليهم‌السلام وصفوته من خلقه » (١)

٣ ـ المعاد : من الآيات قوله تعالى :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) (٢) ، و( فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (٣) ، و( وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (٤) ، و( كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ ) (٥) ، و( وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٦)

ومن الروايات قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :« يا بني عبد المطّلب ، أنّ الرائد لا يكذب أهله ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار إلّا جنّة أو نار ، وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزّ وجلّ ، كخلق نفس واحدة وبعثها ، قال الله تعالى : ( مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) »(٧)

٤ ـ العدل : من الآيات قوله تعالى :( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) (٨)

______________________

(١) الكافي ١ / ١٦٨

(٢) المؤمنون : ١١٥

(٣) الإسراء : ٥١

(٤) الأنعام : ٣٦

(٥) الأعراف : ٥٧

(٦) البقرة : ٥٨

(٧) الاعتقادات : ٦٤ ، والآية في سورة لقمان : ٢٨

(٨) النساء : ٤٠

٢٩٨

ومن الروايات قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في كلام له ، وهو يبيّن الذنوب التي تغتفر ، والتي لا تغتفر :« وأمّا الذنب الذي لا يغفر ، فمظالم العباد بعضهم لبعض ، إنّ الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه ، أقسم قسماً على نفسه ، فقال : وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ، ولو كفّ بكف ، ولا مسحة بكف ، ونطحة ما بين القرنا إلى الجماء » (١)

٥ ـ الإمامة : من الآيات قوله تعالى :( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٢) ، وقوله تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣)

ومن الروايات قول أمير المؤمنينعليه‌السلام :« ألا وإنّ لكل مأموم إماماً يقتدي له ، ويستضيء بنور علمه » (٤)

وقول الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ الله أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل » (٥)

وقول أمير المؤمنينعليه‌السلام :« اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجّة ، ظاهراً مشهوراً ، أو مستتراً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله وبيّناته » (٦)

وقول الإمام الصادقعليه‌السلام :« لا يصلح الناس إلّا بإمام ، ولا تصلح الأرض إلّا بذلك » (٧)

وعن سليم بن قيس قال : ( سمعت عبد الله بن جعفر الطيّار يقول : كنّا عند معاوية ، أنا والحسن والحسين ، وعبد الله بن عباس ، وعمر بن أُمّ سلمة ،
______________________

(١) الكافي ٢ / ٤٤٣

(٢) الرعد : ٧

(٣) المائدة : ٥٥

(٤) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٠٥

(٥) الكافي ١ / ١٧٨

(٦) الأمالي للشيخ الطوسي : ٢١

(٧) علل الشرائع ١ / ١٩٦

٢٩٩

وأُسامة بن زيد ، فجرى بيني وبين معاوية كلام ، فقلت لمعاوية : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :« أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثمّ ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا علي ، ثمّ ابنه محمّد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا حسين ، ثمّ » )(١)

______________________

(١) الكافي ١ : ٥٢٩

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

ولذا صبرواعليهم‌السلام وفي العين منهم قذى، وفي الحلق شجي، عملا بهذه الأوامر المقدسية، وغيرها مما عهد النبي إليهم بالخصوص، احتياطا على الأمة، واحتفاظا بالشوكة، وإيثار للدين، وضنا بريح المسلمين، فكانواعليهم‌السلام كما قلناه (في المراجعات وغيرها من كتبنا) يتحرون للقائمين، بأمور الأمة وجوه النصح، وهم - من استئثارهم - على أمر من العلقم ويتوخون لهم مناهج الرشد وهم - من تبوئهم عرشهم - على آلم للقلب من حز الشفار تنفيذا للعهد، وعملا بمقتضى العقد، وقياما بالواجب عقلا وشرعا من تقديم الأهم (في مقام التعارض) على المهم، وبهذا محض أمير المؤمنين كلا من الخلفاء الثلاثة نصحه، واجتهد لهم في المشورة، فانه بعد ان يئس من حقه في الخلافة شق بنفسه طريق الموادعة، وآثر مسالمة القائمين بالأمر، فكان يرى عرشه - المعهود به إليه - في قبضتهم فلم يحاربهم عليه، ولم يدافعهم عنه، احتفاظا بالأمة، واحتياطا على الملة، وضنا بالدين وإيثارا للآجلة على العاجلة، وقد مني بما لم يمن به أحد، حيث وقف بين خطبين فادحين: الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب تستصرخه وتستفزه إليها بصوت يدمي الفؤاد، وشكوى تفتت الأكباد، والفتن الطاغية، إلى جانب آخر تنذره بانتقاض الجزيرة وانقلاب العرب، واجتياح الإسلام، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة وقد مردوا على النفاق، وبمن حولهم من الأعراب وهم منافقون بنص الكتاب، بل هم أشد كفرا ونفاقا، وأجدر ألا يعلموا حدود

____________________

=> في فلكهم. والعلاج أن تعي الشعوب إسلامها وتعرف مسؤوليتها وذلتها وعزتها لتقوم بواجبها وتثأر لكرامتها وإسلامها وتقيم حكم الله في الأرض ليعم العدل الاجتماعي والسعادة الأبدية. (*)

٦٢١

ما انزل الله على رسوله، وبأهل مكة الطلقاء مضمري العداوة والبغضاء ومن كان على شاكلتهم من ضواري الفتنة، وطواغي الغي وسباع الغارة وأعداء الحق، وقد قويت بفقد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شوكتهم، إذ صار المسلمون بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ووحوش ضارية، ومسيلمة الكذاب، وطليحة بن خويلد الدجال، وسجاح بنت الحارث الافاكة، وأصحابهم قائمون (في محق الإسلام وسحق المسلمين) على ساق.

والرومان والأكاسرة وغيرهما من ملوك الأرض كانوا للمسلمين بالمرصاد إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله وأصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكل حقد وحسيكة لكلمة الإسلام تريد أن تنقض أساسها، وتستأصل شأفتها وانها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة، ترى ان الأمر قد استتب، لها وان الفرصة بفقد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد حانت، فأرادت أن تسخر تلك الفرصة وتنتهز تلك الفوضى، قبل أن يعود الإسلام إلى قوة وانتظام، فوقف أمير المؤمنين بين هذين الخطرين، فكان من الطبيعي له أن يضحي حقه قربانا لدين الإسلام وإيثارا للصالح العام، لذلك قعد في بيته - فلم يبايع حتى أخرجوه كرها -(٩٣٨) احتفاظا بحقه واحتجاجا على المستأثرين به وعلى أوليائهم يوم القيامة ولو أسرع إلى البيعة ما قامت له بعد حجة، ولا سطع لأوليائه برهان، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والمسلمين، والاحتفاظ بحقه في إمرة المؤمنين فدل هذا على أصالة رأيه، ورجاحة حلمه، وسعة صدره، وإيثار المصلحة

____________________

(٩٣٨) العقد الفريد ج ٤ / ٣٣٥، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٦ / ١١ و ٤٨ بتحقيق أبو الفضل وراجع ما تقدم تحت رقم (٢٨ و ٢٩).

والحمد لله رب العالمين تم في عصر يوم السبت ١٦ / جمادى الأولى / ١٤٠٤ ه‍ في مدينة قم عش آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام. أبو مجتبى (*)

٦٢٢

العامة بحكمة بالغة، ومتى سخت نفس امرئ عن هذا الخطيب الجليل والأمر العظيم ينزل من الله تعالى بغاية منازل الدين، وإنما كانت غايته مما فعل اربح الحالين له وأعود المقصودين عليه بالأجر والثواب، والقرب من رب الأرباب( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وصلى الله على سيد النبيين وخاتم المرسلين وآله الهداة الميامين.

تم هذا الإملاء بعون الله تعالى وتوفيقه وله الحمد والآلاء في مدينة (صور) يوم الأربعاء عاشر رجب المرجب سنة ١٣٧٥ بقلم الفقير إلى الله عزوجل الراجي عفو الله وغفرانه، عبد الحسين، بن يوسف، بن الجواد، بن إسماعيل بن محمد، بن محمد، بن إبراهيم وهو شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي، بن الحسين بن محمد، بن الحسين ابن علي، بن محمد بن تاج الدين المعروف بأبي الحسن بن محمد ولقبه شمس الدين، بن عبدالله ويلقب جلال الدين، بن احمد، بن حمزة، بن سعد الله، بن حمزة، بن أبي السعادات محمد، ابن أبي محمد عبدالله نقيب نقباء الطالبين في بغداد، بن أبي الحرث محمد، بن أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية، بن أبي طاهر عبدالله، بن أبي الحسن محمد المحدث، بن أبي الطيب طاهر، بن الحسين القطعي، بن موسى أبى سبحة، بن إبراهيم المرتضى، بن الإمام الكاظم، ابن الإمام الصادق، بن الإمام الباقر، بن الإمام زين العابدين، بن الإمام أبي عبدالله الحسين سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء سبط خاتم النبيين والمرسلين وأبوه أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم.

وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين.

٦٢٣

الفهرس

[ الحرية: ] [ حرية الفكر في الإسلام: ] ٤

[ النص: ] ١٠

[ الاجتهاد: ] ١١

[ التأويل: ] ١٢

[ مدرسة الرأي: ] ١٤

[ مدرسة الحديث ] ١٥

[ مدرسة أهل البيت: ] ١٦

[ المفهوم العام للاجتهاد: ] ١٩

[ خطبة الكتاب ] ٢١

[ الفصل الأول ] [ تأول أبى بكر واتباعه ] [ المورد (١) يوم السقيفة ] ٢٥

[ المورد(٢) -: يوم حضرت أبا بكر الوفاة، إذ عهد بالخلافة إلى عمر ] ٤٤

[ المورد (٣) -: غزوة مؤتة ] ٤٥

[ المورد - (٤) - سرية أسامة ابن زيد: ] ٤٩

[ المورد - (٥) - سهم المؤلفة قلوبهم: ] ٦٢

[ المورد - (٦) - سهم ذي القربى: ] ٦٩

[ المورد - ٧ -: توريث الأنبياء ] ٧٤

[ المورد (٨) نحلة الزهراء: ] ٨٥

[ المورد - (٩) - إيذاء الزهراء: ] ١٠٦

[ المورد - (١٠) -: يوم أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الشيخين أبا بكر وعمر كليهما بقتل ذي الثدية لأول مرة صدر منه الأمر بذلك فلم يقتلاه. ] ١١٢

٦٢٤

[ المورد - (١١) -: يوم أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كلا من الشيخين في المرة الثانية بقتل هذا المارق فكان حالهما في هذه المرة كما كانت في المرة الأولى. ] ١١٤

[ المورد - (١٢) -: قتال المتريثين في النزول على أمر أبي بكر في أمر الزكاة لارتيابهم في ولايته عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا في افتراضها عليهم. ] ١٢٨

[ المورد - (١٣) -: يوم البطاح ، أو يوم مالك بن نويرة وقومه من خالد ] ١٣٥

[ المورد - (١٤) -: في منع كتابة العلم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ] ١٥٨

[ المورد - (١٥) -: مجئ أناس من المشركين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مهمة لهم فأحالهم فيها على صاحبيه ليعتذرا إليهم فكانا شافعين لا معتذرين ] ١٦٥

[ الفصل الثاني ] [ تأول عمر وأتباعه ] [ المورد - (١٦) -: رزية يوم الخميس.] ١٦٧

[ المورد - (١٧) - صلح الحديبية(١) ] ١٨٢

[ المورد - (١٨) - صلاته صلى‌الله‌عليه‌وآله على " ابن أبى " المنافق: ] ٢٠٥

[ المورد - (١٩) صلاته على بعض المؤمنين. ] ٢٠٨

[ المورد (٢٠) - تبشيره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة لكل من لقي الله عزوجل بالتوحيد، مطمئنا به قلبه] ٢١٠

[ المورد - (٢١) - متعة الحج إذ نهى عنها عمر بن الخطاب: ] ٢١٣

[ المورد - (٢٢) -: متعة النساء ] ٢٢٧

[ المورد (٢٣) -: التصرف في الأذان باشتراع فصل فيه ] ٢٣٧

[ المورد - (٢٤) -: إسقاط " حي على خير العمل " من الأذان الإقامة ] ٢٥٧

[ المورد - (٢٥) -: الطلاق وما أحدثوا فيه بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ] ٢٦٣

[ المورد - (٢٦) -: صلاة التراويح ] ٢٦٩

[ المورد - (٢٧) -: صلاة الجنائز ] ٢٧٥

[المورد - (٢٨)- اشتراط التوارث بين الإخوة والأخوات ان لا يكون للموروث منهم ولد] ٢٧٦

[ المورد - (٢٩) -: عول الفرائض ] ٢٧٨

٦٢٥

[ المورد - (٣٠) -: ميراث الجد مع الإخوة ] ٢٨١

[ المورد - (٣١) -: الفريضة المشتركة وتعرف بالحمارية ] ٢٨٣

[ المورد - (٣٢) -: ان نصيب الورثة (مما ترك الوالدان والأقربون) مطلق من حيث العروبة وغيرها ] ٢٨٥

[ المورد - (٣٣) - ارث الخال لابن اخته: ] ٢٨٦

[ المورد - (٣٤) -: عدة الحامل يتوفى عنها زوجها ] ٢٨٧

[ المورد - (٣٥) -: تزويج زوجة المفقود ] ٢٨٩

[ المورد - (٣٦) -: بيع أمهات الأولاد ] ٢٩١

[ المورد - (٣٧) - وجوب التيمم للصلاة ونحوها مع فقد الماء. ] ٢٩٣

[ المورد - (٣٨) -: التطوع بركعتين بعد العصر ] ٢٩٥

[ المورد - (٣٩) -: تأخير مقام إبراهيم عن موضعه ] ٢٩٧

[ المورد - (٤٠) -: البكاء على الموتى ] ٢٩٨

[المورد - (٤١) -: نصه على صدق حاطب ونهيه صلى‌الله‌عليه‌وآله إياهم عن أن يقولوا له إلا خيرا] ٣٢٦

[ المورد - (٤٢) -: كتابه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمرائه فيمن يبردونه إليه ] ٣٢٧

[ المورد - (٤٥) - ما كان في بدء الإسلام مما يتعلق بالصيام: ] ٣٢٩

[ المورد - (٤٦) -: حول الخمر وتحريمها ] ٣٣٠

[ المورد - (٤٧) -: النهى عن قتل العباس وغيره(١) ] ٣٣٣

[ المورد - (٤٨) -: اخذ الفداء من الأسرى يوم بدر ] ٣٣٨

[ المورد - (٤٩) -: أسرى حنين ] ٣٤٢

[ المورد - (٥٠) -: فرار من فر منهم من الزحف ] ٣٤٤

[ المورد - (٥١) - نهيه صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه عن جواب أبى سفيان في احد ] ٣٦١

[ المورد - (٥٢) -: التجسس مع النهى عنه ] ٣٦٥

[ المورد - (٥٣) - تشريع حد لمهور النساء ] ٣٦٩

٦٢٦

[ المورد - (٥٤) - استبدال الحد الشرعي بأمر آخر يختاره الحاكم ] ٣٧٢

[ المورد - (٥٥) - اخذ الدية حيث لم تشرع ] ٣٧٣

[ المورد - (٥٧) - درؤه الحد عن المغيرة بن شعبة ] ٣٧٤

[ المورد - (٥٨) - تشدده على جبلة بن الايهم ] ٣٧٩

[ المورد - (٥٩) - تشدده على أبي هريرة ] ٣٨١

[ المورد - (٦٠) -: تشدده على سعد بن أبى وقاص بتحريق قصره عليه ] [ المورد - (٦١) -: تشدده على خالد بن الوليد ] ٣٨٣

[ المورد - (٦٢) -: نفيه لضبيع التميمي وضربه إياه: ] ٣٨٤

[ المورد - (٦٣) - نفيه نصر بن حجاج ] ٣٨٥

[ المورد (٦٤) -: تجاوزه الحد الشرعي في الغلظة على ولده ] ٣٨٦

[ المورد - (٦٥) -: قطعة شجر الحديبية ] ٣٨٨

[ المورد - (٦٦) -: يوم شكته أم هاني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ] ٣٩٠

[ المورد - (٦٧) -: يوم النجوى ] ٣٩١

[ المورد - (٦٨) -: تسامحه مع معاوية إذ ولاه أمر الشام ] ٣٩٣

[المورد - (٦٩)-: أمره بما يخالف الشرع ورجوعه عن ذلك بعد تنبيه وموارد ذلك كثيرة] ٣٩٤

[ المورد - (٧٠) -: عهده بالشورى ] ٤٠٣

[ الفصل الثالث ] [ تأول عثمان وأتباعه ] [ المورد - (٧١) -: صلته لأرحامه ] ٤١٨

[ المورد - (٧٢) -: صلاته في السفر ] ٤٢٤

[الفصل الرابع] [تأول عائشة واثباتها] [المورد - (٧٣) -: صلاة عائشة في السفر] ٤٣١

[ المورد - (٧٤) -: يوم زفت أسماء بنت النعمان الجونية عروسا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ] ٤٣٢

[ المورد (٧٥) -: يوم قال أهل الافك والزور ما قالوا في إبراهيم بن رسول الله وأمه أم المؤمنين مارية ] [ المورد - (٧٦) -: يوم المغافير ] ٤٣٣

[ المورد - (٧٧) -: تكليفهما بالتوبة ] ٤٣٤

٦٢٧

[ المورد - (٧٨) -: تظاهرهما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ] [ المورد (٧٩) - المثل العظيم في آخر سورة التحريم ] ٤٣٥

[ المورد (٨٠) -: يوم أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخطب لنفسه شراف أخت دحية الكلبي ] [ المورد - (٨١) -: يوم خاصمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبيها ] ٤٣٦

[ المورد (٨٢) -: يوم اغضبها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ] [ المورد - (٨٣) -: ذمها لعثمان وأمرها بقتله ] ٤٣٧

[ المورد - (٨٤) - بعض حديثها عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ] ٤٤٠

[ المورد - (٨٥) - خروجها على الإمام ] ٤٤٤

[ موقف أم سلمة في هذه الفتنة ] ٤٥٠

[ القيادة العامة في هذه الفتنة ] ٤٥٤

[ خطاب عائشة في أهل البصرة ] ٤٦٢

[ وصول علي إلى البصرة والتقاء الجمعين ] ٤٦٧

وقد كانت القتلى يوم الجمل ٤٧١

[ الفصل الخامس ] [ تأول خالد بن الوليد ] [ المورد - (٨٦) -: ذلك ما فعله خالد بن الوليد يوم فتح مكة ] ٤٨٠

[ المورد - (٨٧) - بطشته الجاهلية في بني جذيمة: ] ٤٨١

[ الفصل السادس ] [ في بعض ما كان من معاوية ] [ المورد - (٨٨) -: إلحاق معاوية لزياد بأبي سفيان ] ٤٨٤

[ المورد - (٨٩) - عهده بالخلافة إلى ابنه يزيد: ] ٤٨٥

[ المورد - (٩٠) -: عيثه في اليمن ] ٤٩٠

[ المورد - (٩١) -: قتله للصالحين من عباد الله ] ٤٩٢

[ المورد - (٩٢) -: بوائق أعماله وعماله ] ٤٩٥

[ المورد - (٩٣) -: بغضه عليا وعدوانه إياه ] ٤٩٦

[ المورد - (٩٤) -: لعنه في قنوط الصلاة(٧٤٤) ] ٥٠٨

٦٢٨

[ المورد - (٩٥) -: حربه عليا ] ٥٢٣

[ المورد - ٩٦ -: وضع الحديث في ذم أمير المؤمنين (ع) ] ٥٣٠

[المورد - (٩٧) -:نقض العهود والمواثيق التي أعطاها لسيد شباب أهل الجنة يوم الصلح] ٥٣٦

[ الفصل السابع ] [ ما فعله جمهور الأمة ] [ المورد - (٩٨) -: احتجاج الجمهور بمطلق من صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مسلما ] ٥٤٠

[ المورد - (٩٩) -: اعراضهم عن أئمة العترة الطاهرة في أصول الدين وفروعه وفيما هو إليهما ] ٥٤٧

[ المورد (١٠٠) -: الدعوة إلى الصفاء ] ٥٧٢

[ خاتمة الكتاب ] ٥٧٨

أنا مدينة العلم وعلي بابها ٥٨٩

عدم النص على الإمامة بآية من الكتاب الحكيم صريحة ٥٩٨

الفهرس ٦٢٤

٦٢٩