الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين

الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين33%

الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 178

الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين
  • البداية
  • السابق
  • 178 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 111214 / تحميل: 8658
الحجم الحجم الحجم
الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين

الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الصديقين

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإمام الحسينعليه‌السلام

قدوة الصدِّيقين

المؤلّف: سماحة آية الله السيد محمّد تقي المدرّسي

١

٢

المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يظل الحديث عن الإمام الحسينعليه‌السلام يشغف القلوب، ويجذب النفوس، ويستهوي الأحرار، ويستقطب المؤمنين لماذا؟ إنّه الحسين، وما أدراك ما الحسين!

إنّه صاحب الفضائل والمناقب، صاحب المقامات والمعارج الذي يتمنّى الإنسان لو تكون له واحدة منها لتكفيه شرفاً ورفعة، وفخراً وعزة ...؛ فبمجرد أن تلقي ببصرك على جانب من سيرته المباركة وإذا بالمكارم والمآثر تسطع أمام ناظريك حتّى تحتار في تشخيص أيها أجلى وأبهى من غيرها؛ فتجده (سلام الله عليه) قمة سامقة في العلم، في العبادة، في العطاء، في الإيثار، في الشجاعة، في القيادة، ناهيك عن كونه قمة سامقة في الحسب والنسب أيضاً.

إنّه كله خير، وكله بركة، ولكن ثمة محور في حياة الإمامعليه‌السلام لا يمكن التغاضي عنه، وهو كربلاء؛ حيث إنها كانت مجمع فضائل الإمامعليه‌السلام ، وخلاصة معالم شخصيته؛

٣

لذا من أراد أن يقرأ الإمام الحسينعليه‌السلام لا يمكنه ذلك من دون الوقوف على كربلاء.

إنها ملحمة أهل بيت النبوة في مقارعة الطغيان ومواجهة الضلال، إنها الفرقان بين الحقِّ والباطل، إنها الميزان في تشخيص الإيمان من الشرك والنفاق؛ من هنا كان الحديث عن الإمام الحسينعليه‌السلام ، من أي زاوية، لا بدّ وأن يقرن بكربلاء؛ ولهذا صارت كربلاء الوجه البارز لحياة الإمامعليه‌السلام ، والباب الواسع الذي يدخله الناس إلى رحاب الحسينعليه‌السلام .

وقد وقف على أعتاب باب الحسينعليه‌السلام خلق كثير عبر التاريخ، كلهم يريد أن يدنو منه؛ لينهل من معارفه، ويكسب من علومه، ويتعلم من أخلاقه، ويقتفي بآثاره

ولا غرابة في ذلك أبداً؛ لأنّ الإمام الحسينعليه‌السلام لم يكن اُسطورة تاريخية، وإنما هو نهج قد حفر في الأمة نهراً لا يمكن ردمه مهما توالت عليه أيدي الطغاة. وها نحن نعيش بعد أكثر من ألف وثلاثمئة سنة على استشهاده، ولم يخطر على بال أحد من مواليه لحظة أن ينسوه، وهم ينادون:أبد والله ما ننسى حسينا .

فذكره حديث لا يملّ منه، وفضائله دروس لا يُستغنى عنها، وكلماته مدرسة لا يمكن الغياب عنها؛ وهذا ما جعل أقلام العلماء والمثقفين تجري في تأليف آلاف الكتب عن شخصية الإمام في كل أبعادها، كما أن قريحة الشعراء لم تتوقف لحظة في الإفاضة بقصائد وأناشيد في رثائه ومدحه.

٤

ولا نبالغ إن قلنا: إنّ ما كُتب عن الإمام الحسينعليه‌السلام عبر التاريخ، وبلغات مختلفة، قلَّ نظيره لشخصية اُخرى إن لم نقل فاقها جميعاً؛ وذلك لأنّ الإمامعليه‌السلام هو محيي الشريعة، ومنار الفضيلة، والحجة على الخلق، وباب نجاة الأمة؛ فهو محط أفكار المفكرين، ومركز توجه المؤمنين.

وها نحن اليوم نقف على أعتاب باب الحسينعليه‌السلام ؛ بغية درك شيء من آفاق شخصيته، ومعرفة بعض أبعادها، متتلمذين عليها، آخذين منها درس الحياة؛ وإلى هذا عمدنا إلى جمع وترتيب مجموعة أحاديث سماحة آية الله السيد محمّد تقي المدرسي في هذا الخصوص؛ لما رأينا فيها من بصائر ورؤى تنفع العباد، فكان هذا الكتاب.

فإلى كلِّ من يبحث عن الحقيقة، وإلى كلِّ من يطلب الفضيلة، وإلى كلِّ من يريد الكلمة الطيبة نقدم هذا الكتاب، راجين من الله تعالى أن يتقبله منا بقبول حسن إنه ولي التوفيق.

القسم الثقافي في مكتب سماحة آية الله السيد محمّد تقي المدرسي

٢ / ربيع الأول / ١٤٢٢ هـ                

٥

ذلكم الإمام الحسينعليه‌السلام

١ - روى أبو العباس قال: كنت عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، والنبيّ تارة يقبّل هذا واُخرى يقبّل هذا، إذ هبط عليه جبرئيل بوحي من رب العالمين، فلما سرى عنه قال:« أتاني جبرئيل من ربي فقال لي: يا محمّد، إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: لستُ أجمعهما لك، فافد أحدهما بصاحبه » .

فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى إبراهيم فبكى، ثم قال:« إنَّ إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري، واُم الحسين فاطمةُ، وأبوه علي ابن عمّي، لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي، وحزن ابن عمّي، وحزنت أنا عليه، وأنا اُوثر حزني على حزنهما. يا جبرئيل، يُقبض إبراهيم؛ فديت الحسين بإبراهيم » .

وقبض إبراهيم بعد ثلاث، فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الحسين مقبلاً قبّله، وضمه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال:« فديت مَن فديته بابني إبراهيم » (١) .

٢ - عن سلمان الفارسي قال: دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يلثم فاه، ويقول:« أنت سيد ابن

____________________

(١) حياة الإمام الحسين بن علي - باقر شريف القرشي ١ / ٩٥، عن تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٤.

٦

سيد، أنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأبو الأئمة، وأنت حجة الله وابن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم » (١) .

٣ - عن جابر بن عبد الله قال: مَن سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن عليعليه‌السلام ؛ فأني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول:« مَن أحبَّ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا » (٢) .

٤ - عن يعلي (ابن مرة) العامري أنه خرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى طعام دعوا له، قال: فاستمثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذه فطفق الصبي يفر ها هنا مرة وها هنا مرة، فجعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يضاحكه حتّى أخذه.

قال: فوضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إحدى يديه تحت قفاه والاُخرى تحت ذقنه ووضع فاه على فيه فقبّله، وقال:« حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط » (٣) .

٥ - عن حذيفة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال:« لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث رجلاً من ولدي، اسمه كاسمي » .

فقال سلمان: من أي ولدك يا رسول الله؟

قال:« من ولدي هذا » . وضرب بيده على الحسين(٤) .

____________________

(١) حياة الإمام الحسين بن علي - باقر شريف القرشي ١ / ٩٥، عن المراجعات / ٢٢٨.

(٢) ذخائر العقبى - محب الدين الطبري / ١٢٩ - ١٣٠.

(٣) فرائد السمطين - للجويني ٢ / ١٣١.

(٤) ذخائر العقبى - محب الدين الطبري / ١٣٦ - ١٣٧.

٧

٨

الفصل الأوّل

على خطى الإمام الحسينعليه‌السلام

٩

١٠

الإمام الحسينعليه‌السلام منار التوحيد

هذه رايات الحزن ترفرف على ربوع بلاد الولاء، وأناشيد الثورة الحسينيّة المباركة تلهب مشاعر الحب عند المخلصين لأهل بيت النبوةعليهم‌السلام ...

بالرغم من مرور أربعة عشر قرناً ويزيد على نهضة السبط الشهيد فإنّ هناك المزيد من الحقائق التي لا بدّ أن نستوحيها منها، والبصائر التالية لمحة من تلك الحقائق:

١ - الإمام الحسين عليه‌السلام معلّم الحنفيّة

أوتدري لماذا منع بنو اُميّة - شأنهم شأن كل الجبابرة عبر التاريخ - من أن يتعلّم الناس أبعاد حقيقة الشرك، ومسؤولية الإنسان أمام الانحراف والفساد، أو الكفر والضلالة كما في الرواية عن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنَّ بني اُميّة اطلقوا للناس تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك؛ لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه » (١) ؟

ولماذا لم يحمل إلى المشركين يوم الحج الأكبر وبعد فتح مكة - لم يحمل إليهم - سورة البراءة التي أبعدتهم نهائياً عن الجزيرة العربية سوى

____________________

(١) الكافي - للمحدث الكليني ٢ / ٤١٥.

١١

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام بأمر من الله سبحانه، وكانت تلك من أعظم فضائله؟

ولماذا الشهادة بالتوحيد في كلمة لا إله إلاّ الله تبدء بالرفض، وكان علينا أن نعلنها صريحة صاعقة كل يوم عدة مرات: أشهد أن لا إله إلاّ الله؟ لكي نعرف الإجابة لا بدّ أن نتذكّر الحقيقة التالية: إن المنزلق الخطير للبشرية والذي يريد الشيطان إيقاع الناس فيه، هو تمني التوفيق بين الحق والباطل، بين الله سبحانه وبين الشركاء من دونه. لقد حسبوا أنّ من الممكن أن يتّخذوا عباد الله من دونه أولياء، ولم يعرفوا أن ذلك يعني إلغاء الإيمان بالله رأساً. قال الله تعالى:( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَآءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً ) (الكهف/١٠٢).

وإنّما كان محور المعركة الكبرى بين الرسل والاُمم الضالة هو التوحيد، ورفض الآلهة التي اتّخذها الناس شركاء لربِّ العزة. ولم يكن أحد من أعداء الرسل ينفي الربوبيّة عن رب العرش سبحانه، ولكنهم كانوا يريدون اتّخاذ الآلهة معه.

وعندما رفض الأنبياءعليهم‌السلام المداهنة في أمر الآلهة، وأعلنوا البراءة منها، وقعت المعركة الكبرى التي انتصر الله لهم فيها، وخاب المشركون، وصاروا أحاديثَ تلاحقهم اللعنة أبداً.

لقد كانت رسالة الله الى نوحعليه‌السلام تتلخص في الكلمة التالية( أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) (هود/٢٦).

وتلك كانت صفوة رسالة الله إلى هودعليه‌السلام :( وإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ) (هود/٥٠).

١٢

وهي رسالة النبي صالحعليه‌السلام :( وإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) (هود/٦١).

وهي رسالة النبي إبراهيمعليه‌السلام :( وَإِذْ قَالَ إبراهيم لاَِبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً ءَالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (الأنعام/٧٤).

ورفض النبي موسىعليه‌السلام طغيان فرعون وتبرأ منه، وقال له:( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمَاً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (الشعراء/٢١). وهدّده فرعون بالسجن، وقال له:( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لاَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) (الشعراء/٢٩). وكانت العاقبة أنّ الله تعالى نصر موسىعليه‌السلام وقومه، وأغرق الآخرين: ( وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الاَخَرِينَ ) (الشعراء/ ٦٥ - ٦٦).

وتتلخص رسالة النبي الأعظم محمّد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في إعلان البراءة من المشركين: ( وَأَذَانٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الاَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) (التوبة/٣).

ولم يداهنهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طرفة عين، بل قال لهم بكلِّ صراحة:( قُلْ يَآ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لآ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلآ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلآ أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلآ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) (الكافرون/ ١ - ٦).

١٣

وإذا استطال الإمام عليعليه‌السلام وحطّم أصنام قريش المرصوصة حول الكعبة بأمر من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإذا تلى على المشركين في الموسم آيات البراءة منهم، فإنه خاض حرباً لا هوادة فيها ضد دعاة الشرك الذين تظاهروا بالإسلام؛ وكانت معركة الجمل ضد الناكثين، ومعركة صفّين ضد القاسطين، ومعركة النهروان ضد المارقين. كانت كل تلك المعارك دفاعاً عن التوحيد وقيم التوحيد.

ورفعت اُميّة راية الشرك المصبوغة بظاهر من طقوس الدين، وقاومها الأئمة الطاهرونعليهم‌السلام من أهل بيت الرسالة؛ فقد حاربهم الامام عليعليه‌السلام في صفّين بسيفه، وحاربهم بخطبه وتركها كلمة باقية في عقبه، فإذا بالإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام يحاربهم حيناً بالسيف وحيناً بالكلمة، وورثها الإمام الحسينعليه‌السلام حين حاربهم بالكلمة الصادعة، ثمّ بالقيام الإلهي، وختمت له بالشهادة.

وكانت البراءة من الشرك، ومعارضة الطغاة ميراث الأئمة الهادينعليهم‌السلام وشيعتهم ومواليهم، وستبقى هكذا حتّى يرث الله الأرض ومن عليها.

فلا زالت معركة التوحيد ضد الشرك قائمة، ولا زالت الفريضة التي لا يقبل الله من دونها من أحد عدلاً ولا صرفاً هي البراءة من الآلهة التي تُعبد من دون الله؛ فالكفر بالطاغوت هو الذي يطهّر القلب من حجاب الشرك، ويوفر له فرصة إشراق نور التوحيد عليه.

ألا تقرأ قوله سبحانه:( لآ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَانفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة/٢٥٦)؟

وما هو الطاغوت؟ أليس كلّ حجر أو بشر يُعبد من دون الله ثمّ يستسلم له الناس؟

١٤

وتفسير الطاغوت - كما في موسوعة بحار الأنوار - هو: الشيطان، والأصنام، وكلّ معبود غير الله، وكلّ مطاع باطل سوى أولياء الله. وقد عبّر الأئمةعليهم‌السلام عن أعدائهم في كثير من الروايات والزيارات بالجبت والطاغوت، واللات والعزى(١) .

وهذه المعركة الحامية تدور رحاها في البدء على صعيد القلب البشري؛ حيث يختار المؤمنون اجتناب طاغوت الهوى والشهوات، والتسليم لربِّ العالمين في العقيدة والفكر، والاستماع الى داعي الحق.

وقد قال ربنا سبحانه في صفة هؤلاء الصفوة:( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ ) (الزمر/١٧ - ١٨).

ومن هنا فإنّه لا ينصر الله من ادّعى العلم والثقافة ثمّ آمن بالجبت والطاغوت، بل يلعنه لعناً وبيلاً، وقد قال سبحانه:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ اُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلآءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا سَبِيلاً * اُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ) (النساء/٥١ - ٥٢). وهذه اللعنة تلحق كلّ أدعياء العلم الذين يشترون بدينهم ثمناً قليلاً، ويركعون أمام بلاط السلاطين، ويسجدون إجلالاً للمال والمقام.

وقد أمر الله المؤمنين بالكفر بالطاغوت، ولم يقبل إيمان طائفة زعموا أنهم يؤمنون بالله وبالرسالات الإلهية ولم يكفروا بالطاغوت، بل أرادوا أن

____________________

(١) بحار الأنوار ٢٤ / ٨٣.

١٥

يتحاكموا اليه. ومجرد التحاكم إليه دليل على رضاهم به، فقال الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَآ اُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ اُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ اُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً ) (النساء/٦٠).

ولا يبلغ المرء ذروة الإيمان حتّى يصل كفره بالطاغوت إلى درجة البراءة من الذين يعبدون الطاغوت، وهم المشركون ولو كانوا أقرب الناس إليهم، وقد قال ربنا سبحانه:( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبراهيم وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغَضآءُ أَبَداً حتّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُُ ) (الممتحنة/٤).

وهكذا كان تحطيم الأصنام البشرية والحجرية، ورفض جبروت الطغاة وجهادهم في الله جهاداً كبيراً، كان ذلك هو الفرض الأول والواجب الأهم لكل مَن شاء أن يسلك طريق الهدى، وإلاّ فإنه يبقى في ضلال بعيد.

ولقد علّم الإمام الحسينعليه‌السلام الذي انتهى إلى مقامه ميراث الأنبياءعليهم‌السلام ، وقام بأدائه بكلِّ شجاعة وإخلاص؛ علّم الناس درس الرفض، وأعطاهم معيار البراءة، وعلّمهم ما هو الشرك، وكيف يجب أن يطهّر البشر حياته منه حتّى يصبح مؤمناً حقاً. فلا مداهنة للطغاة، ولا سكوت أمام المجرمين، ولا تهرّب من واجب المعارضة ضد الظلم، ولا تهاون في فريضة القيام لله وإقامة القسط والشهادة للحقِّ، وما أمر به الله سبحانه في قوله:( يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ ) (المائدة/٨).

١٦

وهذا هو الجانب الأهم من جانبي الإيمان، وهو الذي يحاول الناس التهرب منه؛ لأنه أشد وطأً وأعظم مسؤولية.

في عصر الإمام الحسينعليه‌السلام كان هناك الكثيرون ممن ادّعوا أنهم أنصار الإسلام، وقيادات الجهاد، وعلماء الدين، ولكنهم تراجعوا أمام مؤامرات بني اُميّة، بالرغم من علمهم بأنها تهدد كيان الإسلام؛ فهم آثروا الحياة الدنيا على الآخرة، واستمرؤا العيش الرغيد.

وإنما الإمام الحسينعليه‌السلام بقيامه الإلهي فصل بين الحقِّ والباطل، وبين أنصار الحقِّ وأدعيائه، وبين خط الرسالة المحافظ على جوهر الدين وخط النفاق المتظاهر بالدين، وعلّم الناس أنّ كلَّ آيات الجهاد وحقائق الحنفية البيضاء، الرافضة للانحراف، وكل تعاليم الأنبياءعليهم‌السلام لا زالت قائمة، وستبقى قائمة عبر العصور، وأنّ الله لم ينزل قرآناً يُطبّق في عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم ينتهي ويصبح سفراً تاريخياً غير قابل للتنفيذ. كلا، إنه رسالة الله إلى البشرية كافة وفي كلِّ الأحقاب.

ولقد أعلن الإمام الحسينعليه‌السلام هذه الحقيقة في كلمته التي وجهها إلى العلماء، فجاء فيها:« أمّا بعد، فقد علمتم أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال في حياته: مَن رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ثمّ لم يغيّر [عليه] بقول ولا فعل، كان حقيقاً على الله أن يدخله مدخله » (٨) .

والذين يعرفون هذه الحقيقة من نهضة الإمام الحسينعليه‌السلام هم وحدهم حفظة جهاده، وورثة تضحياته، والقائمون على نهضته.

١٧

وهكذا يجدد المسلمون كلَّ عام، بل كل يوم ذكرى عاشوراء؛ لأنهم يعرفون أنّ عاشوراء ثورة لا تنتهي، وأنها جزء من حكمة الحياة، وأنّ المؤمن لا يعترف بسلطة الطاغوت أنّى كان، بل يقاومه ويكافحه، وأنه يستمد من ذكرى عاشوراء ونهضة الحسينعليه‌السلام وقود هذا الصراع المقدس؛ لأنّ الإمام الحسينعليه‌السلام زين السموات والأرض، ومصباح درب المجاهدين.

ولقد جاء في حديث شريف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه مكتوب عن يمين العرش في خصوص الحسينعليه‌السلام أنه مصباح هدى وسفينة نجاة(١) .

وأي مصباح أبهر ضياء من مصباح الشهادة، أم أي سفينة أسرع وأوسع للناجين من سفينة الكفر بالطاغوت والقيام لله ضد الظالمين؟! ومن هنا فإنّ أيام عاشوراء هي من أيام الله؛ حيث هنا يعيش أولياء أهل البيتعليهم‌السلام روح كربلاء؛ حيث البطولة الإيمانية والجهاد في سبيل الله، وحيث ذكريات الإمام الحسينعليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه الحافلة بالإيثار والفداء، إنّها أيام الرحمة الإلهية؛ حيث يتعرّض الصالحون فيها إلى نفحات الرب كما تستقبل الأرضي الطيبة غيث السماء.

إذاً تعالوا نستقبل - نحن أيضاً مع المؤمنين الصادقين - أيام عاشوراء هذا العام كما في كلِّ عام بروح الوالهين؛ لكي نتزوّد منها عزماً وعرفاناً واستقامة؛ لعلّ الله يرحمنا بفضله ويصلح ما فسد من أوضاعنا.

كيف نستقبل هذا الشهر الحرام، وكيف نتزود منه؟ في البصائر التالية إجابة على ذلك.

____________________

(١) بحار الأنوار ١ / ١٨٤.

١٨

٢ - الكلمة المسؤولة

القلب الطاهر ينبت الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة كما شجرة باسقة تؤتي اُكلُها كل حين بإذن ربها، بينما القلب الخبيث كالأرض النكدة لا تنبت إلاّ شجرة خبيثة، لا تزيد الناس إلاّ ضلالاً.

ونهضة الإمام الحسينعليه‌السلام كانت كلمة طيبة، ولا تزال ثمراتها المباركة تمثّل طعاماً هنيئاً للاُمة الإسلاميّة. وما المنبر الحسيني سوى مائدة هذه الثمرات المباركة، وأمّا خطباء المنبر الحسيني فهم فروع هذه الشجرة المباركة، ومجالس العزاء مدارس هذه الكلمات المباركات.

إنّ على خطباء المنبر الحسيني أن يعرفوا قدر موقعهم المتميّز، وإنّ أيَّ تقصير يصدر منهم سيكون ذا عواقب خطيرة. إنّ الاُمة الإسلاميّة تعاني من نقص حاد جداً في الثقافة الرساليّة التي تُستوحى من حقائق القرآن وبصائر السنة وواقعيات العصر، ولا يزال المنبر الحسيني هو أفضل وأصفى وأطهر وسيلة لبث هذه الثقافة، وعليهم أن يعرفوا بإن كلمتهم يتلقّاها الناس بقدر كبير من الثقة والرضا؛ باعتبارها من كلمات الإسلام الحق.

إنَّ أهم نقطة يجب أن يعرفها الناس اليوم هي مدى مسؤوليتهم عن واقعهم المتردّي، وأنهم لا ولن يتجاوزوا هذا الواقع إلاّ بجهد كلِّ فرد منهم، وأن الأفكار السلبية والكلمات الانهزامية هي المسؤولة عن كلِّ المآسي؛ لأنها تخدّر الناس وتُبرّر لهم سكوتهم وتقاعسهم، وعدم اهتمامهم بأوضاعهم.

إننا نعرف الثقافة الصحيحة بمدى بعثها للهمم، وشحذها للعزائم،

١٩

وقدرتها على توعية الناس بمسؤولياتهم الحياتية.

أمّا الثقافة الجبانة، والتي تبرّر المعاذير، وتخدّر الناس وتمنيهم بالغرور، وتزيّن لهم الحياة الدنيا، ولا تذكّرهم بأنّ الدنيا مجرد مزرعة، ودار فتنة وامتحان، فإنها ثقافة يزيدية لا تمتّ إلى المنبر الحسيني، ولا إلى روح عاشوراء بأية صلة.

وعلى الناس أن يختاروا المنبر الذي يجلسون إليه، والخطيب الذي يستمعون إليه؛ فلا يختاروا إلاّ من نطق باسم السبط الشهيد، وتحدّث عن نهج الإمام الحسينعليه‌السلام ، وكان رافضاً للجبابرة والطغاة، وكان في سلوكه الشخصي مثلاً للمؤمن الموالي لأهل بيت النبوةعليهم‌السلام .

٣ - القيادة الربانيّة

والإمام الحسينعليه‌السلام أركز بنهضته راية الإسلام على أرض صلبة، وبيّن للناس مَن هو القائد الحقّ، ومَن هو المدّعي للقيادة بالباطل.

وقد أطلق في بداية نهضته كلمته المدوّية على مدى التاريخ، والتي أبان علة رفضه البيعة ليزيد عندما طالبه الحاكم الاُموي بها، فقال له بكل صراحة:« … إنّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله، وبنا ختم الله، ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المَّحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله … » (١) .

وهكذا علّمنا أنّ القيادة يجب أن تكون في أهل بيت النبوّة الذين طهّرهم الله من الدنس، وأذهب عنهم الرجس، وفيمن يسير في خطهم، ويكون على نهجهم.

واليوم، حيث تتعدد المذاهب وتتشتت القوى لا بدّ أن نبحث عن تلك

٢٠

ويأتي(١) .

[ ٢٩٠١٣ ] ٨ - وباسناده عن فضّالة، والقاسم، عن كليب الأسدي، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن الرجل يملك أبويه واخوته، قال: ان ملك الابوين فقد عتقا، وقد يملك اخوته، فيكونون مملوكين، ولا يعتقون.

[ ٢٩٠١٤ ] ٩ - وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة، عن أبان، عن رجل، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: الرجل يملك أخاه اذا كان مملوكاً، ولا يملك اُخته.

[ ٢٩٠١٥ ] ١٠ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( الأمالي) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علىِّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبي القاسم الكوفيعن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قلت لابي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) : هل يجزي الولد والده؟ قال: ليس له جزاء إلّا في خصلتين: ان يكون الوالد مملوكاً، فيشتريه، فيعتقه، او يكون عليه دين، فيقضيه عنه.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك في بيع الحيوان(٢) ، والمضاربة(٣) ، وغيرهما(٤) ويأتي ما يدلُّ عليه(٥) .

____________________

(١) يأتي في الحديثين ٨ و ٩ من هذا الباب.

٨ - التهذيب ٨: ٢٤١ / ٨٧٠، والاستبصار ٤: ١٥ / ٤٦.

٩ - التهذيب ٨: ٢٤٢ / ٨٧٢، والاستبصار ٤: ١٦ / ٤٨.

١٠ - أمالي الصدوق: ٣٧٣ / ٩.

(٢) تقدم في الباب ٤ من ابواب بيع الحيوان.

(٣) تقدم في الباب ٨ من ابواب المضاربة.

(٤) تقدم في الباب ١٧ من ابواب ما يحرّم بالرضاع.

(٥) يأتي في البابين ٨ و ١٣ من هذه الابواب.

٢١

٨ - باب ان حكم الرضاع في ذلك حكم النسب

[ ٢٩٠١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن عليِّ بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبي وابن سنان - يعني: عبداً لله - جميعاً عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) في امرأة ارضعت ابن جاريتها، قال: تعتقه.

[ ٢٩٠١٧ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبداً لله، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وسألته عن المرأة ترضع عبدها، أتتَّخذه عبداً ؟ قال: تعتقه، وهي كارهة.

محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة، والقاسم، عن أبان مثله، إلّا أنّه قال: يعتقونه، وهم له كارهون(١) .

[ ٢٩٠١٨ ] ٣ - وباسناده عن الحسن( بن محمّد) (٢) بن سماعة، عن الحسن بن محبوب، عن عبداً لله بن سنان( عن أبي عبداً لله) (٣) ، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن امرأة ترضع غلاماً لها من مملوكة حتى تفطمه، يحلّ لها بيعه؟ قال: لا، حرّم عليها ثمنه، أليس قد قال رسول الله

____________________

الباب ٨

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٧٨ / ٥.

٢ - الكافي ٦: ١٧٨ / ٦.

(١) التهذيب ٨: ٢٤٠ / ٨٦٦، والاستبصار ٤: ١٤ / ٤٢ وفيهما: تعتقه وهي كارهة.

٣ - التهذيب ٨: ٢٤٤ / ٨٨٠، والاستبصار ٤: ١٨ / ٥٦.

(٢) ليس في التهذيب.

(٣) ليس في التهذيب.

٢٢

( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يحرم من الرضاع ما يحرّم من النسب؟ أليس قد صار ابنها؟ فذهبت أكتبه، فقال أبو عبداً لله( عليه‌السلام ) : ليس مثل هذا يكتب.

[ ٢٩٠١٩ ] ٤ - وعنه عن عبداً لله بن جبلة، عن اسحاق بن عمّار، عن عبد صالح( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل كانت له خادم، فولدت جارية فارضعت خادمه ابناً له وأرضعت اُمّ ولده ابنة خادمه فصار الرجل أبا بنت الخادم من الرضاع يبيعها؟ قال: نعم ان شاء باعها فانتفع بثمنها، قلت: فانه قد كان وهبها لبعض أهله حين ولدت، وابنه اليوم غلام شاب، فيبيعها ويأخذ ثمنها ولا يستأمر ابنه؟ أو يبيعها ابنه؟ قال: يبيعها هو ويأخذ ثمنها ابنه ومال ابنه له، قلت: فيبيع الخادم وقد أرضعت ابنا له؟ قال: نعم وما اُحب له أن يبيعها، قلت: فان احتاج إلى ثمنها؟ قال: فيبيعها.

قال الشيخ: قوله: ان شاء باعها فانتفع بثمنها راجع إلى الخادم المرضعة دون ابنتها، لأنّه فسّره في آخر الخبر، ولو كانت اُمّ ولده من النسب لجاز له بيعها. انتهى.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك عموماً وخصوصاً هنا(١) ، وفي الرضاع(٢) ، وفي بيع الحيوان وغير ذلك(٣) .

____________________

٤ - التهذيب ٨: ٢٢٤ / ٨٨٤، والاستبصار ٤: ١٨ / ٦٠.

(١) تقدم في الباب ٧ من هذه الابواب.

(٢) تقدم في البابين ١ و ١٧ من ابواب ما يحرّم بالرضاع.

(٣) تقدم في الباب ٤ من ابواب بيع الحيوان، ويأتي ما يدلُّ عليه في الباب ٩ من هذه الابواب.

٢٣

٩ - باب أن المرأة اذا ملكت احداً من الاباء، او الامهات او الاولاد انعتق وتملك من سواهم وانه اذا ملك أحد الزوجين صاحبه بطل العقد وثبت الملك فتحل الامة، ويحرّم العبد.

[ ٢٩٠٢٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال، عن أسد بن أبي العلاء، عن أبي حمزة قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن المرأة، ما تملك من قرابتها؟ فقال: كلَّ أحد إلّا خمسة: أبوها، واُمها، وابنها، وابنتها، وزوجها.

ورواه الشيخ باسناده عن الحسين بن سعيد، عن أبي محمّد ، عن أسد ابن أبي العلا(١) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ومعنى عدم ملكها لزوجها: أنها لا تملكه مع بقاء الزوجية، بل اذا ملكته بطل العقد، وحرّمت عليه ما دام عبدها، وقد تقدم ما يدلُّ على ذلك في نكاح العبيد والاماء(٣) .

____________________

الباب ٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ١٧٧ / ٣.

(١) التهذيب ٨: ٢٤٢ / ٨٧٣، والاستبصار ٤: ١٦ / ٤٩.

(٢) تقدم في الباب ٨ من هذه الابواب.

(٣) تقدم في البابين ٤٩ و ٥٠ من ابواب نكاح العبيد والإِماء.

٢٤

١٠ - باب أن من اعتق مملوكاً وشرط عليه خدمة مدة معينة لزم الشرط

[ ٢٩٠٢١ ] ١ - محمّد بن يعقوب(١) ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال، عن عبد الرحمن( بن أبي عبداً لله) (٢) ، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) قال: أوصى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال: ان أبا نيزر ورباحاً وجبيراً اعتقوا، على أن يعلموا في المال خمس سنين.

[ ٢٩٠٢٢ ] ٢ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي عبداً لله، عن السندي بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم، عن أبان، عن أبي العبّاس، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل قال: غلامي حرّ، وعليه عمالة كذا وكذا سنة؟ قال: هو حرّ، وعليه العمالة.

[ ٢٩٠٢٣ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين باسناده عن أبان مثله، وزاد:قلت: إنّ ابن أبي ليلى يزعم أنّه حرّ، وليس عليه شيء، قال: كذب، إنَّ

____________________

الباب ١٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ١٧٩ / ١.

(١) في نسخة زيادة: عن علي بن ابراهيم، عن ابيه او قال ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

٢ - التهذيب ٨: ٢٣٧ / ٨٥٧.

٣ - الفقيه ٣: ٧٥ / ٢٦٢.

٢٥

علياً( عليه‌السلام ) اعتق أبا نيزر وعياضاً ورباحاً(١) ، وعليهم عمالة كذا وكذا سنة، ولهم رزقهم وكسوتهم بالمعروف في تلك السنين.

أقول: وتقدم ما يدلُّ على لزوم الشرط عموماً في خيار الشرط(٢) ، وفي المهور(٣) ، وغير ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٥) .

١١ - باب أن من اعتق مملوكاً، وشرط عليه خدمته مدّة، فأبق، ثم مات المولى لم يلزم المعتق خدمة الوارث.

[ ٢٩٠٢٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، او قال: عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن رجل اعتق جاريته، وشرط عليها ان تخدمه خمس سنين، فأبقت، ثمَّ مات الرجل، فوجدها ورثته، ألهم ان يستخدموها؟ قال: لا.

ورواه الشيخ باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن النعمان، عن يعقوب بن شعيب(٦) .

ورواه الصدوق باسناده عن يعقوب بن شعيب(٧) .

____________________

(١) في المصدر: رياحاً.

(٢) تقدم في الباب ٦ من ابواب الخيار.

(٣) تقدم في الباب ٤٠ من ابواب المهور.

(٤) تقدم في الباب ٣٦ من ابواب احكام العقود.

(٥) يأتي في البابين ٤ و ١١ من ابواب المكاتبة، وفي الباب ٢١ من ابواب موانع الارث.

الباب ١١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ١٧٩ / ٢.

(٦) التهذيب ٨: ٢٢٢ / ٧٩٧.

(٧) الفقيه ٣: ٦٩ / ٢٣٥.

٢٦

١٢ - باب حكم من أعتق عبده على أن يزوّجه ابنته، او امته، وشرط عليه إن اغارها ردّ في الرّق، او كان عليه مائة دينار، او غير ذلك

[ ٢٩٠٢٥ ] ١ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي عبداً لله، أنّه سأل أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن رجل قال لغلامه: اعتقك على ان ازوجك جاريتي هذه، فأن نكحت عليها، او تسرّيت فعليك مائة دينار، فأعتقه على ذلك فنكح او تسرَّى، أعليه مائة دينار، ويجوز شرطه؟ قال: يجوز عليه شرطه.

[ ٢٩٠٢٦ ] ٢ - قال: وقال أبو عبداً لله( عليه‌السلام ) في رجل اعتق مملوكه على ان يزوّجه ابنته، وشرط عليه ان تزوّج، او تسرّى عليها فعليه كذا وكذا، قال: يجوز.

[ ٢٩٠٢٧ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، ومحمّد بن أبي حمزة جميعاً، عن اسحاق بن عمّار، وغيره، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) قال: سألت عن الرجل يعتق مملوكه ويزوّجه ابنته ويشرط عليه ان هو أغارها أن يردّه في الرق؟ قال: له شرطه.

[ ٢٩٠٢٨ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) في الرجل يقول لعبده: اُعتقك على أن اُزوّجك ابنتي، فان تزوَّجت عليها، أو

____________

الباب ١٢

فيه ٤ احاديث

١ - الفقيه ٣: ٦٩ / ٢٣٣.

٢ - الفقيه ٣: ٦٩ / ٢٣٤.

٣ - الكافي ٦: ١٧٩ / ٣، والتهذيب ٨: ٢٢٢ / ٧٩٥.

٤ - الكافي ٦: ١٧٩ / ٤.

٢٧

تسرَّيت فعليك مائة دينار فأعتقه على ذلك وزوَّجه فتسرّى، أو تزوّج، قال:( عليه شرطه) (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على لزوم الشرط عموماً(٣) .

١٣ - باب كراهة تملك ذوي الارحام الذين لا ينعتقون خصوصا الوارث، واستحباب عتقهم لو ملكوا

[ ٢٩٠٢٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن الحسن بن عليِّ الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن رجل يملك ذا رحم(٤) ، يحلُّ له أن يبيعه، أو يستعبده؟ قال: لا يصلح له أن يبيعه، وهو مولاه وأخوه، فان مات ورثه دون ولده(٥) ، وليس له أن يبيعه، ولا يستعبده.

[ ٢٩٠٣٠ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن عليِّ بن

____________________

(١) في المصدر: لمولاه عليه شرطه الأوّل.

(٢) التهذيب ٨: ٢٢٢ / ٧٩٦.

(٣) تقدم في الباب ٦ من ابواب الخيار، وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٠ من هذه الابواب.

الباب ١٣

فيه ٥ احاديث

١ - التهذيب ٨: ٢٤٢ / ٨٧٥، والاستبصار ٤: ١٦ / ٥١.

(٤) في التهذيب زيادة: هل.

(٥) قوله: دون ولده، مخصوص بما لو كانوا مماليك، فلو كانوا أحراراً، لورثوه، او على كون الميت مملوكاً « منه قدّه ».

٢ - التهذيب ٨: ٢٤٢ / ٨٧٦، والاستبصار ٤: ١٦ / ٥٢.

٢٨

الحسن(١) ، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل زوّج جاريته أخاه، او عمّه، او ابن عمّه، او ابن أخيه، فولدت، ما حال الولد؟ قال: اذا كان الولد يرث من ملكه شيئاً عتق.

ورواه الحميرى في( قرب الإِسناد) عن عبداً لله بن الحسن، عن عن عليّ بن جعفر نحوه (٢) .

ورواه عليُّ بن جعفر في كتابه مثله(٣) .

[ ٢٩٠٣١ ] ٣ - وبإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن عبداً لله( ابن جعفر) (٤) ، ومحمّد بن العبّاس، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن احدهما( عليهما‌السلام ) ، قال: يملك الرجل اخاه وغيره من ذوي قرابته من الرجال، وفي رواية من الرضاعة.

[ ٢٩٠٣٢ ] ٤ - وعنه، عن عبداً لله بن جبلة، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: يملك الرجل ابن أخيه، وأخاه من الرضاعة.

[ ٢٩٠٣٣ ] ٥ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، في رجل يملك ذا رحمه، هل يصلح له ان يبيعه، أو يستعبده؟ قال: لا يصلح له بيعه، ولا يتّخذه

____________________

(١) في هامش المصححة الثانية عن نسخة: علي بن الحكم، وعن أخرى: الحسن بن علي.

(٢) قرب الإسناد: ١٠٩.

(٣) مسائل علي بن جعفر: ١٢٩ / ١٠٨.

٣ - التهذيب ٨: ٢٤٤ / ٨٨٢، والاستبصار ٤: ١٨ / ٥٨.

(٤) في المصدر: وجعفر، بدل ( ابن جعفر ).

٤ - التهذيب ٨: ٢٤٤ / ٨٨٣، والاستبصار ٤: ١٨ / ٥٩.

٥ - الفقيه ٣: ٨٠ / ٢٨٧، واورده في الحديث ٦ من الباب ٤ من ابواب بيع الحيوان، وتقدم ما يدل على تملك ذوي الارحام في الباب ٧ من هذه الابواب.

٢٩

عبداً ، وهو مولاه، وأخوه في الدين، وأيّهما مات ورثه صاحبه، إلّا ان يكون له وارث اقرب اليه منه.

١٤ - باب وجوب نفقة المملوك، وان اعتقه مولاه ولا حيلة له ولا كسب استحبت نفقته، واستحباب البر بالمملوك.

[ ٢٩٠٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، وسألته عن الرجل يعتق غلاماً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو من به زمانة و(١) لا حيلة له؟ فقال: من اعتق مملوكاً لا حيلة له، فإنَّ عليه أن يعوله حتى يستغنى عنه، وكذلك كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يفعل اذا عتق الصغار ومن لا حيلة له.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى مثله(٢) .

[ ٢٩٠٣٥ ] ٢ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - في حديث المناهي - قال: وما زال جبرئيل يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنّه سيجعل لهم وقتاً، اذا بلغوا ذلك إلى الوقت اُعتقوا.

[ ٢٩٠٣٦ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه عن

____________________

الباب ١٤

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٨١ / ١.

(١) في المصدر زيادة: من.

(٢) التهذيب ٨: ٢١٨ / ٧٧٨.

٢ - الفقيه ٤: ٧ / ١.

٣ - أمالي الطوسي ٢: ١٨.

٣٠

( حمويه) (١) عن أبي الحسين، عن أبي خليفة، عن مسلم بن ابراهيم، عن قرّة، عن عون بن عبداً لله، قال: كُسى أبوذر بردين، فاتزر بأحدهما، وارتدى بشملة، وكسا غلاُمّه( الاخر، وقال) (٢) : سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: أطعموهم ممّا تأكلون، وألبسوهم ممّا تلبسون.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٤) .

١٥ - باب جواز عتق الولدان الصغار، واستحباب اختيار عتق من أغنى نفسه.

[ ٢٩٠٣٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن عليِّ بن الحكم، وصفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم عن أحدهما( عليهما‌السلام ) ، قال: سألته عن الصبيِّ، يعتقه الرجل؟ قال: نعم، قد اعتق عليٌّ( عليه‌السلام ) ولداناً كثيرة.

[ ٢٩٠٣٨ ] ٢ - وعنه، عن العمركي عن عليّ بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل عليه عتق رقبة، وأراد أن يعتق نسمة، أيّهما أفضل ان يعتق شيخاً كبيراً، أو شاباً أجرد؟ قال:

____________________

(١) في المصدر: ابن حمويه.

(٢) في المصدر: احدهما، ثم خرج إلى القوم، فقالوا له: يا أبا ذر لو لبستهما جميعا كان أجمل، قال: اجل ولكنّي.

(٣) تقدم في الباب ٤، وفي الحديث ١ من الباب ١١، وفي الحديث ١ من الباب ١٣ من أبواب النفقات، وفي الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الابواب.

(٤) يأتي في الباب ٣٣، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٩، وفي الباب ٤٧ من هذه الابواب.

الباب ١٥

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٨١ / ٢.

٢ - الكافي ٦: ١٩٦ / ١٠.

٣١

أعتق من أغنى نفسه، الشيخ الكبير الضعيف أفضل من الشاب الاجرد.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن عليِّ بن جعفر(٢) .

ورواه الحميرى في( قرب الإِسناد) عن عبداً لله بن الحسن، عن عليّ بن جعفر، إلّا أنّه قال: شاباً جلداً، وقال في آخره: من الشاب الجلد (٣) .

[ ٢٩٠٣٩ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عمّن اعتق النسمة؟ فقال: اعتق من اغنى نفسه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى(٤) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك في الكفّارات(٥) وغيرها(٦) ، ويأتي ما يدلُّ عليه في عتق المملوك المشترك وغيره(٧) .

١٦ - باب جواز عتق ولد الزنا وولده

[ ٢٩٠٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن

____________________

(١) التهذيب ٨: ٢٣٠ / ٨٣٣.

(٢) الفقيه ٣: ٨٥ / ٣١٢.

(٣) قرب الإسناد: ١١٩.

٣ - الكافي ٦: ١٨١ / ٣.

(٤) التهذيب ٨: ٢١٨ / ٧٧٩.

(٥) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١ وفي الباب ٧ من ابواب الكفارات.

(٦) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٣ من ابواب النفقات.

(٧) لعل المقصود فيما يأتي في الباب ١٨ من هذه الابواب، فان فيها دلالة بنحو العموم.

الباب ١٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ١٨٢ / ٢.

٣٢

محمّد ، عن عليِّ بن الحكم، عن عمر بن حفص، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: لا بأس بان يعتق ولد الزنا.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسارمثله(٢) .

ورواه الصدوق بإسناده عن سعيد بن يسار مثله(٣) .

[ ٢٩٠٤١ ] ٢ - وبإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن سندي بن محمّد ، وأيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) في الرجل يكون عنده العبد ولد الزنا، فيزوجه الجارية فيولد لهما ولداً، يعتق ولده يلتمس به وجه الله، قال: نعم لا بأس، فليعتق ان أحب، ثم قال أبو عبداً لله( عليه‌السلام ) : لا بأس فليعتق إن أحبَّ.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٤) .

١٧ - باب جواز عتق المستضعف ولو في الواجب، دون المشرك والناصب

[ ٢٩٠٤٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عيسى، عن ابن مسكان، عن الحلبي، قال:

____________________

(١) التهذيب ٨: ٢١٨ / ٧٨٠.

(٢) التهذيب ٨: ٢٢٧ / ٨١٦.

(٣) الفقيه ٣: ٨٦ / ٣١٥.

٢ - التهذيب ٧: ٤٤٨ / ١٧٩٣ وعلق المصنف بقوله: هذا في باب الزيادات من نكاح ( بخطه ره ).

(٤) تقدم في الابواب الاولى من هذه الابواب.

الباب ١٧

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٨٢ / ٣، والتهذيب ٨: ٢١٨ / ٧٨١.

٣٣

قلت لأبي عبداً لله( عليه‌السلام ) : الرقبة تعتق من المستضعفين؟ قال: نعم.

[ ٢٩٠٤٣ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن الحسن بن صالح، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ، عليّاً( عليه‌السلام ) اعتق عبداً له نصرانياً، فأسلم حين اعتقه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) ، وكذا الذي قبله.

أقول: حمله الشيخ على أنّه اعتقه لعلمه بأنّه اذا أعتقه يسلم ؛ لما يأتي(٢) .

[ ٢٩٠٤٤ ] ٣ - وعنه عن سلمة بن الخطاب عن عبداً لله بن محمّد بن نهيك، عن عليّ بن الحارث، عن صباح المزني، عن ناجية، قال: رأيت رجلا عند أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، فقال له: جعلت فداك، إنّي أعتقت خادماً لي وهو ذا، أطلب شراء خادم لي منذ سنين فما أقدر عليها، فقال: ما فعلت الخادم؟ فقال: حيَّة، فقال: ردها في مملوكتها، ما اغنى الله عن عتق أحدكم، تعتقون اليوم ويكون علينا غداً، لا يجوز لكم أن تعتقوا إلّا عارفاً.

أقول: ويأتي ما يدلُّ على جواز عتق غير العارف مع النذر(٣) ، والاقرب أن يراد بغير العارف هنا: غير المسلم أو الناصب.

____________________

٢ - الكافي ٦: ١٨٢ / ١.

(١) التهذيب ٨: ٢١٩ / ٧٨٣، والاستبصار ٤: ٢ / ٢.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من هذا الباب.

٣ - الكافي ٦: ١٩٦ / ٩.

(٣) يأتي في الباب ٦٣ من هذه الابواب.

٣٤

[ ٢٩٠٤٥ ] ٤ - وقد تقدَّم في حديث عليِّ بن أبي حمزة، عن عبد صالح( عليه‌السلام ) فيمن أوصى بعتق نسمة مسلمة، إلى أن قال: فليشتروا من عرض الناس ما لم يكن ناصباً.

[ ٢٩٠٤٦ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبداً لله الرازي، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) أيجوز للمسلم أن يعتق مملوكاً مشركاً؟ قال: لا.

ورواه الصدوق بإسناده عن سيف بن عميرة مثله(١) .

[ ٢٩٠٤٧ ] ٦ - عبداً لله بن جعفر في( قرب الإسناد) عن السندي بن محمّد ، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد ،، عن أبيه( عليهما‌السلام ) : أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) أعتق عبداً نصرانياً، ثمَّ قال: ميراثه بين المسلمين عامة ان لم يكن له وليّ.

أقول: وجهه أنّه جعله سائبة ويحتمل كون ترك الميراث تبرّعاً منه ؛ لما يأتي(٢) وقد تقدَّم الوجه في مثله(٣) .

____________________

٤ - تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧٣ من ابواب احكام الوصايا.

٥ - التهذيب ٨: ٢١٨ / ٧٨٢، والاستبصار ٤: ٢ / ١.

(١) الفقيه ٣: ٨٥ / ٣١٠.

٦ - قرب الإسناد: ٦٦.

(٢) يأتي في البابين ٢٤ و ٤١ من هذه الابواب، وفي الباب ٣ من ابواب ميراث ولاء العتق.

(٣) تقدم في ذيل الحديث ٢ من هذا الباب.

٣٥

١٨ - باب أن من أعتق مملوكاً له فيه شريك كلف ان يشتري باقية، ويعتقه ان كان موسراً مضاراً، وإلّا استسعى العبد في باقي قيمته وينعتق، فان لم يسع خدم بالحصص

[ ٢٩٠٤٨ ] ١ - محمّد يعقوب، عن عليِّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن المملوك بين شركاء فيعتق أحدهم نصيبه، فقال: إنَّ ذلك فساد على أصحابه،( فلا يستطيعون) (١) بيعه، ولا مؤاجرته فقال: يقوَّم قيمة، فيجعل على الذي أعتقه عقوبة، وإنّما جعل ذلك عليه(٢) ، لما أفسده.

[ ٢٩٠٤٩ ] ٢ - وبالإسناد عن الحلبي، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) أنّه سئل عن رجلين، كان بينهما عبد، فاعتق أحدهما نصيبه، فقال: ان كان مضارَّاً كلف أن يعتقه كلّه، وإلّا استسعى العبد في النصف الاخر.

ورواه الصدوق بإسناده عن حمّاد(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٤) .

[ ٢٩٠٥٠ ] ٣ - وعن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن

____________________

الباب ١٨

فيه ١٤ حديثاً

١ - الكافي ٦: ١٨٢ / ١.

(١) في المصدر: لا يقدرون على.

(٢) في نسخة زيادة: عقوبة ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٦: ١٨٢ / ٢.

(٣) الفقيه ٣: ٦٧ / ٢٢٦.

(٤) التهذيب ٨: ٢٢٠ / ٧٨٨، والاستبصار ٤: ٤ / ١٠.

٣ - الكافي ٦: ١٨٣ / ٣.

٣٦

حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: من كان شريكاً في عبد أو أمة، قليل أو كثير، فأعتق حصّته، ولم سعة، فليشتره من صاحبه، فيعتقه كلّه، وان لم يكن له سعة من مال نظر قيمته يوم اعتق(١) ، ثمّ يسعى العبد في حساب ما بقى حتّى يعتق.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن عاصم مثله(٢) .

[ ٢٩٠٥١ ] ٤ - وبالإسناد عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قضى أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) في عبد كان بين رجلين، فحرّر أحدهما نصفه(٣) وهو صغير، وأمسك الاخر نصفه حتى كبر الذي حرّر نصفه، قال: يقوّم قيمة يوم حرّر الأوَّل، وامر الأوَّل(٤) أن يسعى في نصفه الذي لم يحرّر حتّي يقضيه.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن قيس نحوه(٥) .

[ ٢٩٠٥٢ ] ٥ - وعن عدَّة من اصحابنا -( عليِّ بن إبراهيم، ومحمّد بن جعفر، ومحمّد بن يحيى، وعليّ بن محمّد بن عبداً لله القمي، وأحمد بن عبداً لله، وعليّ بن الحسن(٦) جميعاً) (٧) - عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن

____________________

(١) في التهذيب زيادة: منه ما اعتق ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٨: ٢٢١ / ٧٩١، والاستبصار ٤: ٤ / ١٣.

٤ - الكافي ٦: ١٨٣ / ٤.

(٣) في المصدر: نصيبه، وكذلك هامش المصححة الثانية عن نسخة.

(٤) في المصدر: المحرر، وكذلك هامش المصححة الثانية عن نسخة.

(٥) الفقيه ٣: ٦٧ / ٢٢٣.

٥ - الكافي ٦: ١٨٣ / ٥.

(٦) في نسخة الحسين ( هامش المصححة الثانية ).

(٧) فيه بيان العدّة التي تروي عن احمد بن محمّد بن خالد ويأتي فيها قول آخر في آخر الكتاب « منه قده » - راجع الفائدة الثالثة من الخاتمة -، وهذه النسخة ليست في التهذيب « منه قدّه ».

٣٧

عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: سألته عن المملوك بين شركاء، فيعتق أحدهم نصيبه، فقال: هذا فساد على اصحابه، يقوّم قيمة ويضمن الثمن الذي اعتقه ؛ لأنّه أفسده على أصحابه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ٢٩٠٥٣ ] ٦ - وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبداً لله، قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن قوم ورثوا عبداً جميعاً، فاعتق بعضهم نصيبه منه، كيف يصنع بالذي اعتق نصيبه منه؟ هل يؤخذ بما بقي؟ فقال: نعم يؤخذ بما بقي منه(٢) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن القاسم، عن أبان مثله(٣) .

[ ٢٩٠٥٤ ] ٧ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبى، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) في جارية كانت بين اثنين، فأعتق أحدهما نصيبه، قال: إن كان موسراً كلّف أن يضمن، فان كان معسراً خدمت(٤) بالحصص.

ورواه الصدوق بإسناده عن حمّاد مثله(٥) .

[ ٢٩٠٥٥ ] ٨ - وعنه، عن صفوان، عن ابن بكير، عن الحسن بن زياد

____________________

(١) التهذيب ٨: ٢٢٠ / ٧٨٩، والاستبصار ٤: ٣ / ٨.

٦ - الكافي ٦: ١٨٣ / ٦.

(٢) في نسخة زيادة: بقيمته يوم اعتق ( هامش المخطوط ).

(٣) التهذيب ٨: ٢١٩ / ٧٨٤، والاستبصار ٤: ٣ / ٦.

٧ - التهذيب ٨: ٢١٩ / ٧٨٥، والاستبصار ٤: ٣ / ٧.

(٤) في الفقيه: اخدمت ( هامش المخطوط ).

(٥) الفقيه ٣: ٦٧ / ٢٢٢.

٨ - التهذيب ٨: ٢١٩ / ٧٨٦، والاستبصار ٤: ٢ / ٣.

٣٨

قال: قلت لابي عبد الله( عليه‌السلام ) : رجل أعتق شركا(١) له في غلام مملوك عليه شيء؟ قال: لا.

وعنه، عن محمّد بن خالد، عن ابن بكير، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

أقول: حمله الشيخ على ما لو قصد بالعتق وجه الله لا الاضرار، وأنّه يستسعى العبد فيما بقي، ويستحب له ان يشتري ما بقي ويعتقه، واستدلَّ بما مضى(٣) ، ويأتي(٤) .

[ ٢٩٠٥٦ ] ٩ - وعنه، عن النضر، عن هشام بن سالم وعليِّ بن النعمان، عن ابن مسكان جميعاً، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن المملوك يكون بين شركاء، فيعتق أحدهم نصيبه؟ قال: إنَّ ذلك فساد على أصحابه، فلا يستطيعون بيعه ولا مؤاجرته، قال: يقوَّم قيمة، فيجعل على الذي أعتقه عقوبة، وانما جعل ذلك ؛ لما أفسده.

[ ٢٩٠٥٧ ] ١٠ - وعنه عن القاسم بن محمّد عن على قال: سألت أبا عبداً لله( عليه‌السلام ) عن مملوك بين اُناس فأعتق بعضهم نصيبه، قال: يقوَّم قيمة(٥) ، ثمَّ يستسعى فيما بقي، ليس للباقي أن يستخدمه ولا يأخذ منه الضريبة.

____________________

(١) في الاستبصار: شركة ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٨: ٢١٩ / ٧٨٧، والاستبصار ٤: ٢ / ٤.

(٣) مضى في الاحاديث ٢ و ٣ و ٥ من هذا الباب.

(٤) يأتي في الحديثين ٩ و ١٠ من هذا الباب.

٩ - التهذيب ٨: ٢٢٠ / ٧٩٠، والاستبصار ٤: ٤ / ١١.

١٠ - التهذيب ٨: ٢٢١ / ٧٩٢، والاستبصار ٤: ٢ / ٥.

(٥) في التهذيب: قيمته.

٣٩

[ ٢٩٠٥٨ ] ١١ - وعنه، عن حماد، عن حرّيز، عمّن أخبره، عن أبي عبداً لله( عليه‌السلام ) ، أنّه سئل عن رجل أعتق غلاماً بينه وبين صاحبه، قال: قد أفسد على صاحبه، فان كان له مال اعطى نصف المال، وان لم يكن له مال عومل الغلام يوماً للغلام ويوماً للمولى، ويستخدمه، وكذلك اذا كانوا شركاء.

أقول: تقدَّم وجهه(١) .

[ ٢٩٠٥٩ ] ١٢ - وعنه عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن حرّيز عن محمّد بن مسلم قال: قلت لابي عبداً لله( عليه‌السلام ) : رجل ورث غلاماً، وله فيه شركاء، فاعتق لوجه الله نصيبه، فقال: اذا اعتق نصيبه مضارة وهو موسر ضمن للورثة، واذا اعتق(٢) لوجه الله كان الغلام قد أعتق من حصّة من اعتق ويستعملونه على قدر ما اعتق، منه له ولهم، فان كان نصفه عمل لهم يوماً وله يوم(٣) ، وان اعتق الشريك مضاراً وهو معسر فلا عتق له لأنّه اراد أن يفسد على القوم ويرجع القوم على حصصهم.

أقول: هذا ظاهره عدم قصد القربة بالكليّة، وقد تقدّم ما يدلُّ على بطلان هذا العتق(٤) .

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حرّيز مثله(٥) .

[ ٢٩٠٦٠ ] ١٣ - وبإسناده عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح

____________________

١١ - التهذيب ٨: ٢٢١ / ٧٩٣، والاستبصار ٤: ٣ / ٩.

(١) تقدم في ذيل الحديث ٨ من هذا الباب.

١٢ - التهذيب ٨: ٢٢١ / ٧٩٤، والاستبصار ٤: ٤ / ١٢.

(٢) في الفقيه زيادة: نصيبه ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: يوماً ( هامش المصححة الثانية ).

(٤) تقدم في الباب ٤ من هذه الابواب.

(٥) الفقيه ٣: ٦٧ / ٢٢٧.

١٣ - الفقيه ٣: ٦٧ / ٢٢٤.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178