تلخيص التمهيد الجزء ٢

تلخيص التمهيد13%

تلخيص التمهيد مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 579

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 579 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106370 / تحميل: 10877
الحجم الحجم الحجم
تلخيص التمهيد

تلخيص التمهيد الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

(مالكم تَكَأكَأتم عليَّ كما تَتَكَأكَأون على ذي جِنّة، افرنقعوا عنّي!).

فجعل الناس ينظرون إليه ويقول بعضهم لبعض: دعوه فإنّ شيطانه يتكلّم بالهندية! (١) .

قال: ومنه ما يحتاج إلى أن يُخرّج له وجه بعيد، نحو مُسرّج في قول العجّاج:

ومُقلةً وحاجباً مزجّجا

وفاحماً ومَرسِناً مُسرّجا (٢)

لم يُعلم أنّه مأخوذ من السيف السريجي في الدقة والاستواء، أو من السراج في البريق واللمعان.

قال: والوحشي قسمان، غريب حسن وغريب قبيح، فالغريب الحسن هو الذي لا يُعاب استعماله على العرب؛ لأنّه لم يكن وحشياً عندهم، وذلك مثل شرنبث واشمخرّ واقمطرّ (٣) وهي في النظم أحسن منه في النثر، ومنه غريب القرآن والحديث.

والغريب القبيح يُعاب استعماله مطلقاً (حتى على العرب) ويُسمّى الوحشيّ الغليظ، وهو أن يكون مع كونه غريب الاستعمال ثقيلاً على السمع كريهاً على الذوق، ويُسمّى المتوعّر أيضاً، وذلك مثل جحيش واطلخمّ الأمر وجفخت (٤) وأمثال ذلك (٥) .

____________________

(١) المطوّل طبعة اسلامبول: ص١٨، وراجع الفائق للزمخشري: ج٢ ص٢٤١. نسب الجاحظ ذلك إلى أبي علقمة، حدّث به ذلك في بعض طرقات البصرة.

والمعنى: مالكم اجتمعتم عليّ كما تجتمعون على مجنون، تفرّقوا عنّي.

(٢) المُقلة: حدقة العين، والمزجّج كمعظّم: المدقّق المرقّق، والفاحم: الشعر الأسود، والمَرسن كمجلس: موضع الرسن من أنف الناقة، شاع استعماله في مطلق أنف الإنسان.

(٣) الشرنبث كغضنفر: الغليظ الكفّين والرجلين. واشمخرّ: طال. واقمطرّ: اشتدّ.

(٤) والجحيش: المُنعزل عن الناس بمعنى الفريد، واطلخمّ الأمر:اشتبك واشتبه، مأخوذ من الطلخوم بمعنى الماء الآجن. وجفخت: تكبّرت.

(٥) المطوّل: طبعة اسلامبول ص١٨.

٢٤١

والخلاصة: القرآن كما يترفع عن الاسترسال العامي المرتذل، كذلك يبتعد عن استعمال غرائب الألفاظ المتوعّرة بمعنى وحشيها غير مأنوسة الاستعمال ولا مألوفة في متعارف أهل اللسان المترفّعين.

قال الخطابي: ليست الغرابة ممّا اشترطت في حدود البلاغة، وإنّما يكثر وحشيّ الغريب في كلام الأوحاش من الناس والأجلاف من جفاة العرب، الذين يذهبون مذاهب (العنهجية) (١) ولا يعرفون تقطيع الكلام وتنزيله والتخيّر له، وليس ذلك معدوداً في النوع الأفضل من أنواعه، وإنّما المختار منه النمط الأقصد الذي جاء به القرآن، وهو الذي جمع البلاغة والفخامة إلى العذوبة والسهولة.

قال: وقد يُعدّ من ألفاظ الغريب في نعوت الطويل (٢) نحو من ستين لفظة أكرها بشع شنع، كالعشنّق والعشنّط والعنطنط، والشوقب والشوذب والسلهب، والقوق والقاف، والطوط والطاط... فاصطلح أهل البلاغة على نبذها وترك استعمالها في مرسل الكلام، واستعملوا الطويل، وهذا يدلّك على أنّ البلاغة لا تعبأ بالغرابة ولا تعمل بها شيئاً (٣) .

وبعد، فالذي جاء منه في القرآن الشيء الكثير، هو الغريب العذب والوحش السائغ، الذي أصبح بفضل استعماله ألوفاً، وصار من بعد اصطياده خلوباً. دون البعيد الركيك والمتوعّر النفور، الذي لم يأتِ منه في القرآن شيء، ممّا جاء في كلام أمثال ذاك النحوي المتكلّف عيسى بن عمر.

والسبب في ازدحام غرائب الألفاظ وعرائس الكلمات في القرآن؛ هو ارتفاع سبكه عن مستوى العامّة الهابط، واعتلاء أُسلوبه عن متناول الأجلاف المبتذل.

____________________

(١) العنهج لغة في العمهج بمعنى الإبل الضخم الطويل، والعنهجية: كناية عن سلوك طرائق وَعِرة بعيدة المدى، إما تعسفّاً أو تفنّناً لا لغرض معقول.

(٢) أي كل ذلك ينعت به الطويل بمختلف أطواره، كالعشنّق يوصف به الطويل الذي ليس بضخم ولا مثقّل، والعشنّط: الشابّ الظريف الحسن الجسم، والشوذب: الطويل الحسن الخلق... وهكذا.

(٣) بيان إعجاز القرآن: ص ٣٧.

٢٤٢

القرآن اختصّ بإحاطته على عوالي الكلمات الفصحى، وغوالي العبارات العليا، لا إعواز في بيانه ولا عجز ولا قصور، الأمر الذي يُنبئك عن علم شامل بأوضاع اللغة وكرائم الألفاظ، دليلاً على أنّه من ربّ العالمين المحيط بكلّ شيء، هذا أوّلاً.

وثانياً: احتواؤه لِما في لغات القبائل من عرائس الغرائب، كانت معهودةً في أقطار اختصّت بوضعها، ومعروفة في أمصار توحّدت في استعمالها؛ ومِن ثَمّ كانت غريبةً في سائر البقاع والبلدان.

وقد استعمل القرآن كلّ هذه اللغات، فتعارفت القبائل بلغات بعضها من بعض، وبذلك توحّدت اللغة، وخلصت من التشتّت والافتراق، وهذا من فضل القرآن على اللغة العربية.

* * *

٢٤٣

٢ - طرافة سبكه وغرابة أُسلوبه

جاء القرآن بسبكٍ جديد وأُسلوبٍ فريد، كان غريباً على العرب، لا هو نثر كنثرهم، ولا شعر كشعرهم، ولا فيه شيء من هذر السجّاع، ولا تكلّفات الكهّان، وإن كان قد جمع بين مزايا أنواع الكلام، واشتمل على خصائص أنحاء البيان، فيه طلاقة النثر واسترساله البديع، وأناقة الشعر وسلاسته الرفيع، وجزالة السجع الرصين، وهذا عجيب!

قال الإمام كاشف الغطاء: تلك صورة نظمه العجيب وأُسلوبه الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير، ولا استطاع أحد مماثلة شيء منه، بل حارت فيه عقولهم، وتدلّهت دونه أحلامهم، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر... هكذا اعترف له أفذاذ العرب وفصحاؤهم الأوّلون (١) .

* * *

قال عظيم العرب وفريدها الوليد: يا عجباً لِما يقول ابن أبي كبشة، فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي جنون، وإنّ قوله لمن كلام الله (٢) .

____________________

(١) الدين والإسلام: ج٢ ص١٠٧.

(٢) تفسير الطبري: ج٢٩ ص٩٨.

٢٤٤

وقال - ردّاً على مَن زعم أنّه من الشعر -: فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة منّي، ولا بأشعار الجنّ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا.

ثُمّ قال: ووالله إنّ لقوله الذي يقول حلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنّه ليعلو وما يُعلى... وفي رواية الإصابة زيادة: (وما هذا بقول بشر)، وفي نسخة الغزالي: (وما يقول هذا بشر) (١) .

ولمّا سمع عتبة بن ربيعة - وكان سيّداً في العرب - آياً من مفتتح سورة فصّلت، قرأها عليه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وسلّم أتى معشر قريش، فسألوه، ما وراءك؟ قال: ورائي أنّي قد سمعت قولاً، والله ما سمعت مثله قطّ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة (٢) .

وهكذا أنيس به جنادة، لمّا بعثه أبو ذر ليستخبر من حالة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وسلّم وكان من أشعر العرب، فلمّا رجع قال: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر (أي أوزانه) فما يلتئم على لسان أحد بعدي (أي غيري) أنّه شعر، والله إنّه لصادق، وإنّهم لكاذبون (٣) .

إلى غيرها من كلمات تنمّ عن رفيع شأن هذا الكلام الإلهي الخالد... وقد مرّت (٤) .

* * *

وتوضيحاً لهذا الجانب من إعجاز القرآن البياني - في سبكه وأُسلوبه - نقول: لا شكّ أنّه نثر، لا كنثرهم، أمّا من حيث اللفظ فإنّه رُصّع على أحسن ترصيع، ورُصفت كلماته وجمله وتراكيبه على أجمل ترصيف، فيه جمال الشعر ووقار

____________________

(١) المستدرك للحاكم: ج٢ ص٥٠٧.

(٢) ابن هشام: ج١ ص٣١٤.

(٣) شرح الشفاء للقاري: ج١ ص٣٢٠.

(٤) راجع (المدخل لدراسة الإعجاز) التمهيد: ج٤ ص٢٠٠ - ٢٠٣.

٢٤٥

النثر وإجادة السجع الرصين، مع قوّة البيان ورشاقة التعبير، من غير أن يعتريه وهن أو ضعف، في طول كلامه وتعدّد بياناته.

وهكذا من حيث المعنى، جاء بمعانٍ جديدة كانت مهجورةً أو مطموسةً، فأحياها من جديد، وأبان من مراميها، وألقى الضوء على فلسفة الوجود وسرّ الحياة في المبدأ والمعاد، فجاء بمعارف جليلة وتعاليم نبيلة، أنار بها درب الحياة بما أذهل القلوب وأبهر العقول وأحار ذوي الألباب.

وفي ذلك يقول العلاّمة محمّد عبد الله درّاز: أًسلوب القرآن لا يعكس نعومة أهل المدينة ولا خشونة أهل البادية، وزن المقاطع في القرآن أكثر ممّا في النثر وأقلّ ممّا في الشعر، وأنّ نثره ينفرد ببعض الخصائص والميزات، فالكلمات فيه مختارة، غير مبتذلة ولا مستهجنة، ولكنّها رفيعة رائعة معبّرة، الجمل فيها ركّبت بشكل رائع، حتى أنّ أقلّ عدد من الكلمات يعبّر عن أوسع المعاني وأغزرها، إنّ تعابيره موجزة، ولكنّها مدهشة في وضوحها، حتى أنّ أقلّ حظّاً من التعلّم يستطيع فهم القرآن دونما صعوبة، وهناك عمق ومرونة في القرآن ممّا يصلح أن يكون أساساً لمبادئ وقوانين العلوم والآداب الإسلامية ومذاهب الفقه وفلسفة الإلهيات (١) .

وفي أُسلوب القرآن نجد أنّه وضع لبعض الألفاظ معاني جديدة، وخاصّة ما اتّصل منها بالفقه الإسلامي، كما استحدث ألفاظاً جديدة وأعرض عن ألفاظ، فمنع استعمال مدلولاتها وأعاض عنها بغيرها، وخاصّة وحشيّ اللفظ....

كذلك أبطل سجع الكهّان وطوابع الوثنية، وأضعف فنون الفخر والاستعلاء والهجاء، وطبع الحوار بطابع السماحة وإقامة الحجّة والبحث عن الدليل، وأحلّ الإيجاز محلّ الإسهاب، والحكمة مكان الإطالة، وترك في الأُسلوب العربي الإسلامي طابعه الوسيط السمح، وأعطاه جزالةً وسلاسةً وعذوبةً ووضوحاً... ذلك

____________________

(١) راجع الفصحى لغة القرآن لأنور الجندي: ص٤٠.

٢٤٦

أنّ القرآن رقّق القلوب وأفسح للعقول مجال النظر والفكر (١) .

* * *

والآن فإليك بعض التوضيح عن قوافي الشعر وأوزانه، والكلام عن تكلّفات الأسجاع القديمة، ممّا تحاشاه القرآن الكريم:

الشعر: كلام ذو وزن وتقفية، قد سُبك على نظام خاصّ، ومتقيّد بقافية خاصّة، على أنواعها الخمسة المعروفة التي ذكرها الخليل (٢) .

وهذا النظم تشرحه البحور المقيسة التي هي الأوزان الشعرية التي كانت عليها العرب، إلاّ ما شذّ، وقد أنهاها الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى خمسة عشر بحراً، هي:

(الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتثّ، المتقارب).

ولكلّ بحر أصل وفروع يشرحها علم العروض (٣) .

____________________

(١) عن بحث للدكتور عبد المنعم خفاجي في جريدة الدعوة (الفصحى لغة القرآن): ص٤٠.

(٢) سنذكرها في الصفحة القادمة.

(٣) أصل الطويل: (فعولن. مفاعيلن...) أربع مرّات.

وأصل المديد: (فاعلاتن. فاعلن...) أربع مرّات.

وأصل البسيط: (مستفعلن. فاعلن) أربع مرّات.

وأصل الوافر: (مفاعلتن...) ستّ مرّات.

وأصل الكامل: (متفاعلن...) ستّ مرّات.

وأصل الهزج: (مفاعيلن...) ستّ مرّات.

وأصل الرجز: (مستفعلن...) ستّ مرّات.

وأصل الرمل: (فاعلاتن...) ستّ مرّات.

وأصل السريع: (مستفعلن. مستفعلن. مفعولات) مرّتين.

وأصل المنسرح: (مستفعلن. مفعولات. مستفعلن) مرّتين.

وأصل الخفيف: (فاعلاتن. مُس، تفع، لن. فاعلاتن) مرّتين.

٢٤٧

قال السكّاكي: وهذه الأوزان هي التي عليها مدار أشعار العرب، بحكم الاستقراء لا تجد لهم وزناً يشذّ عنها، اللّهمّ إلاّ نادراً (١) .

* * *

والقافية - عند الخليل -: من آخر حرف في البيت، إلى أَوّل ساكن قبله، مع المتحرّك الذي قبل الساكن. مثل (تابا) في قوله: (أقلّي اللومَ عاذِلَ والعِتابا) فيجب أن تجري القصيدة في جميع أبياتها على نفس المنوال.

قال السكّاكي: ولابدّ في القافية - على رأي الخليل وقد رجّحه، لوقوفه على أنواع علوم الأدب نقلاً وتصرفاً واستخراجاً واختراعاً ورعايةً في جميع ذلك حقّ رعايته - أن تشتمل على ساكنين، فيستلزم لذلك خمسة أنواع:

أحدها: أن يكون ساكناها مجتمعين، ويُسمّى: (المترادف).

ثانيها: أن يكون بينهما حرفان متحرّكان، ويُسمّى: (المتواتر).

ثالثها: أن يكون بينهما حرفان متحرّكان، ويُسمّى: (المتدارك).

ورابعها: أن يكون بينهما ثلاثة أحرف متحرّكات، ويُسمّى: (المتراكب).

وخامسها: أن يكون بينهما أربعة أحرف متحرّكات، ويُسمّى (المتكاوس).

ثُمّ ذكر أنّ للمترادف ١٧ موقعاً، وللمتواتر ٢١ موقعاً، وللمتدارك ١١، وللمتراكب ٨ وللمتكاوس موقع واحد، فهذه ٥٨ موقعاً لأنواع القافية الخمسة.

* * *

ثُمّ القافية لاشتمالها على حرف الرويّ - (وهو: الحرف الآخر من حروف

____________________

= وأصل المضارع: (مفاعيلن. فاعلاتن. مفاعلن) مرّتين.

وأصل المقتضب: (مفعولات. مستفعلن. مستفعلن) مرّتين.

وأصل المجتثّ: (مستفعلن. فاعلاتن. فاعلاتن) مرّتين.

وأصل المتقارب: (فعولن...) ثماني مرّات.

(١) راجع مفتاح العلوم للسكّاكي (علم العروض): ص٢٤٤ - ٢٦٧. وجامع العلوم للإمام الرازي: ص٧٤ - ٨٢.

٢٤٨

القافية إلاّ ما كان تنويناً أو بدلاً من التنوين أو كان حرفاً إشباعيّاً مجلوباً لبيان الحركة) - تتنوّع إلى ستة أنواع:

الأَوّل: القافية المقيّدة، وهي ما كان رويّها ساكناً، نحو قوله: (وقاتم الأعماق خاوي المخترق)، وحركة ما قبل الرويّ المقيّد يُسمّى: (توجيهاً).

الثاني: القافية المطلقة، وهي ما كان رويّها متحركاً، نحو قوله: (قِفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ)، ويُسمّى حركة الرويّ: (مجرى).

الثالث: القافية المردفة، وهي ما كان قبل رويّها ألفٌ، مثل (عماداً) أو واو أو ياء مدّتين، نحو (عمود) و(عميد)، أو غير مدّتين، مثل (قول) و(قيل)، وتُسمّى كل من هذه الحروف (ردفاً)، وحركة ما قبل الردف (حذواً).

٢٤٩

٣ - عذوبة ألفاظه وسلاسة عباراته

قد أجمل الكلام في ذلك الجرجانيّ والسكاكيّ وغيرهما من أعلام البيان من المتقدّمين، (وتقدّم بعض كلامهم)، وأكمله النُقّاد من المتأخّرين المعاصرين، قالوا:

لو تدبّرت ألفاظ القرآن في نظمها لرأيت حركاتها الصرفية واللغوية تجري في الوضع والتركيب مجرى الحروف أنفسها، ولن تجدها إلاّ مؤتلفة مع أصوات الحروف، مساوقة لها في النظم الموسيقي، حتى أنّ الحركة ربّما كانت ثقيلة فلا تعذب ولا تُساغ في نفسها، فإذا هي استُعملت في القرآن رأيت لها شأناً عجيباً، ورأيت أصوات الأحرف والحركات التي قبلها قد امتهدت لها طريقاً في اللسان واكتنفتها بضروب من النغم الموسيقي، حتى إذا خرجت فيه كانت أعذب شيء وأرقّه، وكانت متمكّنة في موضعها، وكانت لهذا الموضع أَولى الحركات بالخفّة والروعة.

من ذلك لفظة (النُذُر) جمع نذير، فإنّ الضمّة ثقيلة فيها لتواليها على النون والذال معاً، فضلاً عن جَسأة هذا الحرف ونبوّه في اللسان، وخاصة إذا جاءت فاصلة للكلام.

ولكنه جاء في القرآن على العكس وانتفى من طبيعته في قوله تعالى ( وَلَقَدْ

٢٥٠

أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ) (١) فتأمّل هذا التركيب، وأنعِم ثُمّ أنعِم على تأمّله، وتذوّق مواقع الحروف، واجرِ حركاتها في حسّ السمع، وتأمّل مواضع القلقلة في دال (لقد)، وفي الطاء من (بطشتنا) وهذه الفتحات المتوالية فيما وراء الطاء إلى واو (تماروا) مع الفصل بالمدّ كأنّها تثقيل، لخفّة التتابع في الفتحات إذا هي جرت على اللسان؛ ليكون ثقل الضمّة عليه مستخفاً بعد، ولكون هذه الضمّة قد أصابت موضعها، كما تكون الأحماض في الأطعمة، ثُمّ ردّد نظرك في الراء من (تماروا) فإنّها ما جاءت إلاّ مساندة لراء (النذر) حتى إذا انتهى اللسان إلى هذه انتهى إليها من مثلها، فلا تجفو عليه، ولا تغلظ ولا تنبو فيه. ثُمّ اعجب لهذه الغنّة التي سبقت الطاء في نون (أنذرهم) وفي ميمها، وللغنّة الأُخرى التي سبقت الذال في (النُذُر).

وما من حرف أو حركة في الآية إلاّ وأنت مصيب من كلّ ذلك عجباً في موقعه والقصد به، حتى ما تشكّ أنّ الجهة واحدة في نظم الجملة والكلمة والحرف والحركة، ليس منها إلاّ ما يشبه في الرأي أن يكون قد تقدّم فيه النظر وأحكمته الرويّة ومن بين الكلمات، وأين هذا ونحوه عند تعاطيه! ومن أيّ وجه يلتمس! وعلى أيّ جهة يستطاع!

وقد وردت في القرآن ألفاظ هي أطول الكلام عدد حروف ومقاطع ممّا يكون مستثقلاً بطبيعة وضعه أو تركيبه، ولكنّها بتلك الطريقة التي أومأنا إليها قد خرجت في نظمه مخرجاً سرياً، فكانت من أخصر الألفاظ حلاوةً وأعذبها منطقاً وأخفّها تركيباً؛ إذ تراه قد هيّأ لها أسباباً عجيبةً من تكرار الحروف وتنوّع الحركات، فلم يُجرِها في نظمه إلاّ وقد وجد ذلك فيها، كقوله تعالى: ( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ ) (٢) فهي كلمة واحدة من عشرة أحرف، وقد جاءت عذوبتها من تنوّع مخارج الحروف ومن نظم حركاتها، فإنّها بذلك صارت في النطق كأنّها أربع

____________________

(١) القمر: ٣٦.

(٢) النور: ٥٥.

٢٥١

كلمات؛ إذ تنطق على أربعة مقاطع.

وقوله: ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ) (١) فإنّها كلمة من تسعة أحرف، وهي ثلاثة مقاطع، وقد تكرّرت فيها لا الياء والكاف، وتوسط بين الكافين هذا المدّ (في) الذي هو سرّ الفصاحة في الكلمة كلّها.

واللفظة إذا كانت خماسية الأُصول فهذا لم يرد منه في القرآن شيء؛ لأنّه ممّا لا وجه للعذوبة فيه، إلاّ ما كان من اسم عُرّب ولم يكن عربيّاً: كإبراهيم، وإسماعيل، وطالوت، وجالوت، ونحوها، ولا يجيء به مع ذلك إلاّ أن يتخلّله المدّ كما ترى، فتخرج الكلمة وكأنّها كلمتان.

وفي القرآن لفظة غريبة هي من أغرب ما فيه، وما حسُنت في كلام قطّ إلاّ في موقعها من القرآن بالذات، وهي كلمة ( ضِيزَى ) من قوله تعالى: ( تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ) (٢) ، ومع ذلك فإنّ حسنها في نظم الكلام هنا من أغرب الحسن وأعجبه، وإذا أدرت اللغة عليها ما صلُح لهذا الموضع غيرها.

فإنّ السورة التي هي منها - وهي سورة النجم - مفصّلة كلّها على الياء، فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل، ثُمّ هي في معرض الإنكار على العرب، إذ وردت في ذكر الأصنام وزعمهم في قسمة الأولاد، فإنّهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات لله مع وأدهم البنات (٣) فقال تعالى: ( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ) ، فكانت غرابة اللفظ أشدّ الأشياء ملائمة لغرابة هذه القِسمة التي أنكرها عليهم، وكانت الجملة كلّها كأنّها تصوّر في هيئة النطق بها، الإنكار في الأُولى والتهكّم في الأُخرى، وكان هذا التصوير أبلغ ما في البلاغة، وخاصّة في اللفظ الغريبة التي تمكّنت في موضعها من الفصل، ووصفت حالة المتهكّم في إنكاره من إمالة اليد والرأس بهذين المدّين فيها إلى الأسفل والأعلى، وجمعت إلى كلّ ذلك غرابة

____________________

(١) البقرة: ١٣٧.

(٢) النجم: ٢٢. والضيز: الجَور، أي فهي قِسمة جائرة.

(٣) أي دفنهنّ على الحياة كما كان من عادتهم.

٢٥٢

الإنكار بغرابتها اللفظية.

وإن تعجب فعاجِب لنظم هذه الكلمة الغريبة وائتلافه على ما قبلها، إذ هي مقطعان: أحدهما مدّ ثقيل: والآخر مدّ خفيف، وقد جاءت عقب غنّتين في (إذا ً) و(قِسمة) إحداهما خفيفة حادّة، والأُخرى ثقيلة متفشّية، فكأنّها بذلك ليست إلاّ مجاورة صوتية لتقطيع موسيقي.

ثُمّ الكلمات التي يُظنّ أنّها زائدة في القرآن - كما يقوله بعض النحاة - فإنّ فيه من ذلك أحرفاً، كقوله تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ) (١) وقوله: ( فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ) (٢) .

قالوا: إنّ (ما) في الآية الأُولى و(أن) في الثانية، زائدتان، أي في الإعراب، فيَظنّ مَن لا بصر له أنّهما كذلك في النظم ويقيس عليه!

مع أنّ في هذه الزيادة لوناً من التصوير، لو حُذف من الكلام لذهب بكثير من حسنه وروعته، فإنّ المراد بالآية الأُولى تصوير لِين النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لقومه، وأنّ ذلك رحمة من الله، فجاء هذا المدّ في (ما) وصفاً لفظياً يُؤكّد معنى اللين ويُفخّمه، وفوق ذلك فإنّ لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية لا يبتدأ هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق، ثمّ كان الفصل بين الباء الجارّة ومجرورها - وهو لفظ (رحمة) - ممّا يُلفت النفس إلى تدبّر المعنى ويُنبّه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كلّه طبعي في بلاغة الآية كما ترى.

والمراد بالثانية تصوير الفصل الذي كان بين قيام البشير بقميص يوسف وبين مجيئه؛ لبُعد ما كان بين يوسف وأبيه (عليهما السلام) وأنّ ذلك كأنّه كان منتظراً بقلق واضطراب (٣) تُؤكّدهما وتصف الطرب لمَقدمه واستقراره غنّةُ هذه النون في الكلمة الفاصلة، وهي: (أن) في قوله (أن جاء...).

____________________

(١) آل عمران: ١٥٩.

(٢) يوسف: ٩٦.

(٣) يُنبه على ذلك قوله تعالى قبل ذلك عن لسان يعقوب: ( إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) (يوسف: ٩٤).

٢٥٣

وعلى هذا يجري كل ما ظُنّ أنّه في القرآن مزيد، فإنّ اعتبار الزيادة فيه وإقرارها بمعناها إنّما هو نقص يجلّ القرآن عنه، وليس يقول بذلك إلاّ رجل يعتسف الكلام ويقضي فيه بغير علمه أو بعلم غيره... فما في القرآن حرف واحد إلاّ ومعه رأي يسنح في البلاغة - من جهة نظمه، أو دلالته، أو وجه اختياره - بحيث يستحيل البتة أن يكون فيه موضع قلق أو حرف نافر أو جهة غير محكمة أو شيء ممّا تنفذ في نقده الصنعة الإنسانية من أيّ أبواب الكلام إن وسعها منه باب.

وممّا يدلّ على أنّ نظم القرآن مادة فوق الصنعة ومن وراء الفكر، ولا يسعه طوق إنسان في نظم الكلام البليغ الجمع ولم يستعمل بصيغة الإفراد، فإذا احتيج إلى صيغة المفرد استعمل مرادفها، كلفظة (اللبّ) لم ترد إلاّ مجموعة ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ِلأَوْلِي الأَلْبَابِ ) ، ( لِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) ونحوهما (١) ولم تجئ فيه مفردة، بل جاء مكانها (القلب) (٢) أو (الفؤاد) (٣) .

وذلك لأنّ لفظ الباء شديد مجتمع، ولا يفضي إلى هذه الشدّة إلاّ من اللام الشديدة المسترخية، فلمّا لم يكن ثَمّ فصل بين الحرفين ليتهيّأ معه هذا الانتقال على نسبة بين الرخاوة والشدّة فتحسن اللفظة مهما كانت حركة الإعراب فيها، نصباً أو رفعاً أو جرّاً؛ ولذلك أسقطها القرآن من نظمه تبّةً، على سعة ما بين أَوّله وآخره.

ولو حسنت على وجه من تلك الوجوه لجاء بها حسنة رائعة، كما في لفظة (الجبّ) وهي في وزنها ونطقها، لولا حسن الائتلاف بين الجيم والباء من هذه الشدّة في الجيم المضمومة.

وكذلك لفظة (الكوب) استعملت فيه مجموعة ولم يأتِ بها مفردة؛ لأنّه لم

____________________

(١) في ستة عشر موضعاً من القرآن جاءت اللفظة بصيغة الجمع فقط، ولم تأتي إفراداً أبداً.

(٢) في تسعة عشر موضعاً إمّا مقطوعاً أو مضافاً.

(٣) في خمسة مواضع مقطوعاً ومضافاً.

٢٥٤

يتهيّأ فيها ما يجعلها في النطق من الظهور والرقّة والانكشاف وحسن التناسب كلفظ (الأكواب) الذي هو جمع.

و(الأرجاء) لم يَستعمل القرآن لفظها إلاّ مجموعاً، وتَرك المفرد - وهو الرَّجا أي الجانب - لعلّةِ لفظه وأنّه لا يسوق في نظمه كما ترى.

وعكس ذلك لفظة (الأرض) فإنّها لم ترد فيه إلاّ مفردة، فإذا ذُكرت السماء مجموعة جيء بها مفردة في كل موضع منه، ولم يجئ (أرضون) لهذه الجَسأة التي تدخل اللفظ ويختلّ بها النظم اختلالاً.

ومن الألفاظ لفظة (الآجر) وليس فيها من خفّة التركيب إلاّ الهمزة وسائرها نافر متقلقل، ولفظ مرادفها (القَرْمَد) وكلاهما استعمله فصحاء العرب ولم يعرفوا غيرهما، أمّا القرآن فلم يستعملهما ولكنّه أخرج معناهما بألطف عبارة وأرقّها وأعذبها، وساقها في بيان مكشوف، وذلك في قوله تعالى: ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هامَانُ عَلَى الطّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً ) (١) ، فعبّر عن الآجر بقوله: (فأوقد لي يا هامان على الطين) وانظر موقع هذه القلقلة التي هي في الدال من قوله (فأوقد) وما يتلوها من رقّة اللام، فإنّها في أثناء التلاوة ممّا لا يُطاق أن يُعبّر عن حسنه وكأنّما تَنتزع النفس انتزاعاً.

وليس الإعجاز في اختراع تلك العبارة فحسب، ولكن ما ترمي إليه إعجاز آخر، فإنّها تُحقّر من شأن فرعون وتصف ضلاله وتُسفّه رأيه؛ إذ طمع أن يبلغ الأسباب، أسباب السماوات فيطّلع إلى إله موسى (٢) ، وهو لا يجد وسيلةً إلى ذلك المستحيل ولو نصب الأرض سُلّماً، إلاّ شيئاً يصنعه هامان من الطين (٣) .

* * *

____________________

(١) القصص: ٣٨.

(٢) إشارة إلى الآية: ٣٧ من سورة غافر.

(٣) اقتضاب عاجل من إعجاز القرآن للرافعي: ص٢٢٨ - ٢٣٤.

٢٥٥

٤ - تناسق نظمه وتناسب نغمه

وهو جانب خطير من إعجاز القرآن البياني، لَمَسته العرب منذ أوّل يومها فبهرتهم روعته ودهشتهم رنّته، فأخضعهم للاعتراف في النهاية بأنّه كلام يفوق طوع البشر وأنّه كلام الله.

إنّه جانب (اتّساق نظمه وتناسب نغمه) وإيقاعاته الموسيقية الساطية على الأحاسيس، والآخذة بمجامع القلوب، وهذا الجمال التوقيعي للقرآن يبدو جلياً لكلّ مَن يستمع إلى آياته تُتلى عليه، حتى ولو كان من غير العرب، فكيف بالعرب أنفسهم، وأوّل شيء تحسّه الآذان عند سماع القرآن هو ذا نظامه الصوتيّ البديع، الذي قُسّمت فيه الحركات والسكونات تقسيماً متنوّعاً ومتوزّعاً على على الألحان الموسيقية الرقيقة، فيُنوِّع ويُجدِّد نشاطَ السامع عند سماعه، ووُزّعت في تضاعيفه حروف المدّ والغنّة توزيعاً بالقسط، يُساعد على ترجيع الصوت به، وتهاوى النَفَس فيه آناً بعد آن، إلى أن يصل قمّتها في الفاصلة، فيجد عندها راحته الكبرى، على ما فصّله أساتذة الترتيل.

وربّما استمع الإنسان إلى قصيدة، وهي تتشابه أهواؤها وتتساوق أنغامها، ولكنّه لا يلبث أن يملّها، ولا سيّما إذا أُعيدت عليه وكُرّرت بتوقيع واحد، بينما

٢٥٦

الإنسان من القرآن في لحن متنوّع ونغم متجدّد، ينتقل فيه بين أسباب وأوتاد وفواصل (١) ، على أوضاع مختلفة، يأخذ منها كل وَتر من أوتار القلب نصيبه بسواء، فلا يعرو الإنسان على كثرة ترداده مَلال أو سأم، بل لا يفتأ يطلب منه المزيد....

وأحياناً كان العرب تعمد إلى ما يقرب من هذا النحو من التنظيم الصوتي في أشعارها لكنّها تذهب مذهب الإسراف والاستهواء المُملّ في الأغلب، ولا سيّما عند التكرير، أمّا في منثور كلامها، سواء المرسل منه أو المسجوع، فلم تكن عَهِدته قطّ ولا كان يتهيّأ لها بتلك السهولة والمرونة والعذوبة التي في القرآن الكريم، بل ربّما كان يقع لها في أجود منثورها عيوب تغضّ من سلاسة تركيبه، بما لا يمكن معها من إجادة ترتيله، إلاّ بتعمل يبدو عليه أثر التكلّف والتعسّف الأمر الذي كان يحطّ من شأن الكلام.

فلا عجب إذاً أن يكون أدنى الألقاب إلى القرآن - في خيال العرب - أنّه شعر، وإذا لم يكن بشعر فهو سحر، وهذا يكشف عن مدى بهر العرب وحيرتهم تجاه هذا النوع من الكلام المُنضّد البديع، كان له من النثر جلاله وروعته، ومن الشعر جماله ومتعته!!

قال الأُستاذ درّاز: ويجد الإنسان لذّةً بل وتعتريه نشوة إذا ما طَرق سمعه جواهر حروف القرآن، خارجةً من مخارجها الشحيحة، من نظم تلك الحروف ورصفها وترتيب أوضاعها فيما بينها: هذا ينقر، وذاك يصفر، وثالث يهمس، ورابع

____________________

(١) من مصطلحات الأفنان الموسيقية: (الحرف المتحرك إذا تلاه حرف ساكن، يقال له: سببٌ خفيف، والحرفان المتحركان لا يتلوهما ساكن: سببٌ ثقيل، والمتحركات يتلوهما ساكن: وَتدٌ مجموع، وإذا توسّطهما ساكن: وتدٌ مفروق. وثلاثة أحرف متحركة: فاصلة صغيرة، وأربعة أحرف متحركة يعقبها ساكن: فاصلةٌ كبيرة) وهكذا... (النبأ العظيم: ص٩٥).

ولعلّ القارئ النبيه يعذرنا في الاقتصار على النقل هنا، بعد أن كان موضوع البحث من الفنون الخارجة عن اختصاصنا!

٢٥٧

يجهر، وآخر ينزلق عليه النَفَس، وآخر يحتبس عنده النَفَس، فترى الجمال النغمي ماثلاً بين يديك في مجموعة مختلفة ولكنّها مؤتلفة لا كركرة ولا ثرثرة، ولا رخاوة ولا مُعاظَلَة، ولا تناكر ولا تنافر، وهكذا ترى كلاماً ليس بالبَدَويّ الجافي ولا بالحضريّ الفاتر، بل هو ممزوج مؤلّف من جزالة ذاك ورقّة هذا، مزيجاً كأنّه عصارة اللغتين وسلالة اللهجتين.

نعم من هذا الثوب القشيب يتألّف جمال القرآن اللفظي، وليس الشأن في هذا الغلاف إلاّ كشأن الأصداف، تتضمّن لآلي نفيسة، وتحتضن جواهر ثمينة، فإن لم يُلهك جمال الغطاء عمّا تحته من الكنز الدفين، ولم تحجبك بهجة الستار عمّا وراءه من السرّ المصون، ففُليت القشرة عن لبّها، وكشفت الصدفة عن دُرّها، فنفذت من هذا النظام اللفظي إلى تلك الفخامة المعنوية، تجلّى لك ما هو أبهى وأبهر، ولقيت منه ما هو أبدع وأروع، تلك روح القرآن وحقيقته، وجذوة موسى التي جذبته إلى نار الشجرة في شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة، فهناك نسمة الروح القدسية: ( إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (١) .

* * *

وذكر سيّد قطب عن الإيقاع الموسيقي في القرآن أنّه من إشعاع نظمه الخاص، وتابع لانسجام الحروف في الكلمة، ولانسجام الألفاظ في الفاصلة الواحدة؛ وبذلك قد جمع القرآن بين مزايا النثر وخصائص الشعر معاً، فقد أعفى التعبير من قيود القافية الموحّدة والتفعيلات التامّة، فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه العامّة، وأخذ في الوقت ذاته من خصائص الشعر الموسيقي الداخلية، والفواصل المتقاربة في الوزن التي تُغني عن التفاعيل والتقفية التي تُغني عن القوافي، فشأنه شأن النثر والنظم جميعاً.

____________________

(١) النبأ العظيم: ص٩٤ - ٩٩، والآية ٣٠ من سورة القصص.

٢٥٨

وحيثما تلا الإنسان القرآن أحسّ بذلك الإيقاع الداخلي في سياقه، يبرز بروزاً واضحاً في السور القصار، والفواصل السريعة، ومواضع التصوير والتشخيص بصفة عامة، يتوارى قليلاً أو كثيراً في السور الطوال، لكنّه على كل حال ملحوظ دائماً في بناء النظم القرآني.

ثمّ أخذ في ضرب المثال، قال:

وها نحن أُولاء نتلو سورة النجم مثلاً.

( وَالنّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى‏ * ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَى‏ * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمّ دَنَا فَتَدَلّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى‏ إِلَى‏ عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى‏ * أَفَتُمارُونَهُ عَلَى‏ مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى * عِندَهَا جَنّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى‏ مِنْ آيَاتِ رَبّهِ الْكُبْرَى * أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى * وَمَنَاةَ الثّالِثَةَ الأُخْرَى * أَلَكُمُ الذّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ) (١) .

هذه فواصل متساوية في الوزن تقريباً - على نظام غير نظام الشعر العربي - متّحدة في حرف التقفية تماماً، ذات إيقاع موسيقي متّحد تبعاً لهذا وذلك، وتبعاً لأمر آخر لا يظهر ظهور الوزن والقافية؛ لأنّه ينبعث من تآلف الحروف في الكلمات، وتناسق الكلمات في الجمل، ومردّه إلى الحسّ الداخلي والإدراك الموسيقي، الذي يَفرق بين إيقاع موسيقي، وإيقاعٍ ولو اتّحدت الفواصل والأوزان.

والإيقاع الموسيقي هنا متوسط الزمن تبعاً لتوسط الجملة الموسيقية في الطول، متّحد تبعاً لتوحّد الأُسلوب الموسيقي، مسترسل الرويّ كجوّ الحديث الذي يشبه التسلسل القصصي، وهذا كله ملحوظ، وفي بعض الفواصل يبدو ذلك جلياً

____________________

(١) النجم: ١ - ٢٢.

٢٥٩

مثل: ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى * وَمَنَاةَ الثّالِثَةَ الأُخْرَى ) ، فلو أنّك قلت: أفرأيتم اللات والعزّى الثالثة لاختلت القافية، ولتأثر الإيقاع، ولو قلت: افرأيتم اللات والعزّى ومَناة ومَناة الأُخرى فالوزن يختل، وكذلك في قوله: ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى * وَمَنَاةَ الثّالِثَةَ الأُخْرَى ) فلو قلت: ألكم الذكر وله الأُنثى تلك قسمةٌ ضيزى لاختلّ المستقيم بكلمة (إذاً).

ولا يعني هذا أنّ كلمة (الأُخرى) أو كلمة (الثالثة) أو كلمة (إذاً) زائدة لمجرّد القافية أو الوزن، فهي ضرورية في السياق لنكت معنوية خاصّة، وتلك ميزة فنّية أُخرى أن تأتي لتؤدّي معنى في السياق، وتؤدّي تناسباً في الإيقاع، دون أن يطغى هذا على ذلك، أو يخضع النظم للضرورات.

ملاحظة اتّزان الإيقاع في الآيات والفواصل تبدو واضحة في كل موضع على نحو ما ذكرنا أو قريباً من هذه الدقّة الكبرى. ودليل ذلك أن يعدّل في التعبير عن الصورة القياسية للكلمة إلى صورة خاصّة، أو أن يُبنى النسق عل نحو يختلّ إذا قدّمت أو أُخّرت فيه أو عدلت في النظم أيّ تعديل.

مثال الحالة الأُولى حكاية قول إبراهيم:

( قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ * فَإِنّهُمْ عَدُوّ لِي إِلاّ رَبّ الْعَالَمِينَ * الّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالّذِي يُمِيتُنِي ثُمّ يُحْيِينِ * وَالّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّينِ ) (١) .

فقد خُطفت ياء المتكلّم في (يهدين ويسقين ويشفين ويحيين) محافظة على حرف القافية مع (تعبدون، والأقدمون، والدين...) ومثله خَطف الياء الأصلية في الكلمة: نحو ( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي

____________________

(١) الشعراء: ٧٥ - ٨٢.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وسعد بن سعد خيرا ، فقد وفوا لي(1) .

أقول : فيمشكا : ابن سعد الأحوص الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وأبوه ، وعبّاد بن سليمان.

ووقع في إسناد للشيخ في كتاب الحجّ : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن سعد بن سعد(2) . والظاهر سقوط الواسطة توهّما والمعهود توسّط البرقي ، انتهى(3) .

وفي حاشيته على مشتركات الطريحي : وعنه أحمد بن محمّد بن عيسى.

وفي الفقيه في أوّل باب نوادر العتق : سعد بن سعد ، عن حريز(4) . فقال ملاّ محمّد تقي الشارحرحمه‌الله : الظاهر أنّه غلط من النسّاخ ، وصوابه : عن أبي جرير زكريّا بن إدريس ، وكأنّ حريزا نسخة العلاّمةرحمه‌الله لأنّه قال : في الصحيح عن حريز(5) ، انتهى.

1278 ـ سعد بن طريف الحنظلي :

مولاهم الإسكاف ، كوفي ، يعرف وينكر ، روى عن الأصبغ بن نباتة وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وكان قاصّا ، له كتاب رسالة أبي جعفرعليه‌السلام إليه ،جش (6) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 503 / 964.

(2) التهذيب 9 : 29 / 115.

(3) هداية المحدّثين : 70.

(4) الفقيه 3 : 92 / 344.

(5) روضة المتّقين : 6 / 394 ، وهداية المحدّثين : 70 هامش رقم (4).

(6) رجال النجاشي : 178 / 468 ، وفيه بدل قاصا : قاضيا.

٣٢١

حميد ، عن محمّد بن موسى حوراء ، عنه(1) .

وفي ين : ابن طريف الحنظلي الإسكاف ، مولى بني تميم الكوفي ، ويقال : سعد الخفّاف ، روى عن الأصبغ بن نباتة ، وهو صحيح الحديث(2) .

وفيكش بعد ما مرّ في سعد الإسكاف : قال حمدويه : سعد الإسكاف وسعد الخفّاف وسعد بن طريف واحد. ثمّ قال : فقال(3) حمدويه : كان ناووسيّا وقف على أبي عبد اللهعليه‌السلام (4) .

وصه نقل ما في ين وكش وجش وقال : وقالغض : إنّه ضعيف(5) .

أقول : فيمشكا : ابن طريف الإسكاف ، عنه أبو جميلة المفضّل بن صالح ، ومحمّد بن موسى حوراء ، وأبو حميد الحنظلي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت كما في مشيخة الفقيه(6) ، وهشام بن سالم كما في الفقيه(7) (8) .

1279 ـ سعد بن عبادة :

في المجالس ما يظهر منه جلالته وأنّه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعليعليه‌السلام (9) ،تعق (10) .

أقول : عن محمّد بن جرير الطبري الشافعي في مؤلّفه : عن أبي علقمة قال : قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر : ألا تدخل‌

__________________

(1) الفهرست : 76 / 321 ، وفيه : خوراء.

(2) رجال الشيخ : 92 / 17.

(3) في نسخة « م » : وقال.

(4) رجال الكشّي : 214 / 384 ، وفيه : وفد ، وقف ( خ ل ).

(5) الخلاصة : 226 / 1.

(6) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 136.

(7) الفقيه 2 : 112 / 479.

(8) هداية المحدّثين : 71.

(9) مجالس المؤمنين : 1 / 233.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 158.

٣٢٢

فيما دخل فيه المسلمون؟ قال : إليك عنّي فو الله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا أنا متّ تضلّ الأهواء ويرجع الناس إلى أعقابهم فالحقّ يومئذ مع عليعليه‌السلام وكتاب الله بيده لا نبايع أحدا غيره ، فقلت له : هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : أناس في قلوبهم أحقاد وضغائن ،قلت : بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس ، فحلف أنّه لم يهمّ بها ولم يردها ، وأنّهم لو بايعوا علياعليه‌السلام كان أوّل من بايعه(1) .

وفيكش في ترجمة ابنه قيس : ذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه إلى أن قال : وسعد لم يزل سيّدا في الجاهليّة والإسلام ، وأبوه وجدّه وجدّ جدّه لم يزل فيهم الشرف ، وكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ، ولم يزل هو وأبوه أصحاب طعام في الجاهليّة والإسلام(2) ، انتهى.

وعن كتاب الاستيعاب : كان عقبيّا نقيبا سيّدا جوادا مقدّما وجيها ، له سيادة ورئاسة يعترف قومه له بها ، وتخلّف عن بيعة أبي بكر وخرج من المدينة ولم يرجع إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام(3) ، انتهى.

وسبب قتلهرحمه‌الله غيلة في طريق الشام مشهور وفي الكتب مسطور.

عن البلاذري في تاريخه : أنّ عمر بعث محمّد بن مسلمة الأنصاري وخالد بن الوليد من المدينة ليقتلاه ، فرمى إليه كلّ منهما سهما فقتلاه(4) .

__________________

(1) مجالس المؤمنين : 1 / 234 نقلا عنه.

(2) رجال الكشّي : 110 / 177 ، وفيه : أصحاب إطعام.

(3) الاستيعاب : 2 / 35.

(4) مجالس المؤمنين : 1 / 235 نقلا عنه.

٣٢٣

وعن كتاب روضة الصفا أنّه قتل بتحريك بعض الأعاظم(1) (2) .

هذا ، وفي النفس منه شي‌ء ، فقد ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أوّل من جرّأ الناس علينا سعد بن عبادة ، فتح بابا ولجة غيره ، وأضرم نارا كان لهيبها عليه وضوؤها لأعدائه.

1280 ـ سعد بن عبد الله بن أبي خلف :

الأشعري القمّي ، يكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها. ولقي مولانا أبا محمّد العسكريعليه‌السلام . قالجش : ورأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّدعليه‌السلام ويقولون : هذه حكاية موضوعة عليه ، والله أعلم. توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين ، وقيل : مات يوم الأربعاء لسبع وعشرين من شوّال سنة ثلاثمائة في ولاية رستم ،صه (3) .

وقالشه : الحكاية ذكرها الصدوق في كتاب كمال الدين(4) ، وأمارات‌

__________________

(1) المصدر السابق نقلا عنه.

(2) ذكر بعض العامة العمياء أنّ طائفة من الجنّ قتلت سعدا لأنّه بال قائما ، ورأوها وقد صعدت بعض الأشجار وهي تضرب بالدف وتقول :

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده

ورميناه بسهمين فلم نخط فؤاده

وفي ذلك يقول بعض الأنصار :

يقولون سعد شقّت الجن بطنه

ألا ربما حقّقت فعلك بالغدر

وما ذنب سعد أنّه بال قائما

ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر

وفي كتاب مجالس المؤمنين : العجب أنّهم يجعلون ذنب سعد بوله قائما ، ويذكر البخاري في صحيحه ذلك من السنن النبويّة. ( منه قدّس سره ).

(3) الخلاصة : 78 / 3 ، وفيها بدل ووجهها : ووجيهها.

(4) كمال الدين 2 : 454 / 21.

٣٢٤

الوضع عليها لائحة(1) .

وفيجش إلى قوله : أبو القاسم ، شيخ من هذه الطائفة وفقيهها ووجهها(2) ، كان سمع من حديث العامّة شيئا كثيرا ، وسافر في طلب الحديث ، لقي من وجوههم الحسن بن عرفة ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي وأبا حاتم الرازي وعبّاس البرهقي(3) ، ولقي مولانا أبا محمّدعليه‌السلام ، ورأيت إلى قوله : والله أعلم.

وكان أبوه عبد الله بن أبي خلف قليل الحديث ، روى عن الحكم بن مسكين وروى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ وصنّف سعد كتبا كثيرة. ثمّ عدّها وقال : توفّي سعد سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين(4) .

وفيست كصه إلى قوله : ثقة ، وفيما زاد : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن سعد(5) .

وفيلم : جليل القدر ، صاحب تصانيف ذكرناها فيست ، روى عنه ابن الوليد وغيره ، روى ابن قولويه عن أبيه عنه(6) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 39.

(2) في نسخة « م » : ووجيهها.

(3) في المصدر : الترقفي.

(4) رجال النجاشي : 177 / 467.

(5) الفهرست : 75 / 316 ، وفيه : سعد بن عبد الله القمي.

(6) رجال الشيخ : 475 / 6.

٣٢٥

وفيكر : عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه(1) .

وفيتعق (2) : قال جدّي : الصدوق حكم بصحّة الرواية وكذا الشيخ ، على أنّ(3) الخبر وإن كان من الآحاد لكن لمّا تضمّن الحكم بالمغيّبات وحصلت فعلم أنّه من المعصومعليه‌السلام . إلى أن قال : وعلامة الوضع إن كان الإخبار بالمغيّبات ففيه ما لا يخفى ، كيف! وفيه من الفوائد الجمّة ما يدلّ على صحّته(4) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 431 / 3.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 158.

(3) في نسخة « ش » : بأنّ.

(4) روضة المتّقين : 14 / 16.

ما ذكره المقدّس التقيّ قدس‌سره حقّ لا شبهة فيه ولا مرية تعتريه ، فإنّ لكلّ حقّ حقيقة ولكلّ صواب نورا ، ومن أمعن النظر في هذا الخبر عرف صدوره من خزّان العلم واولى النهي والحلم قال : قال غوّاص بحار الأنوار ونعم ما قال بعد ذكر تضعيف البعض لقاء له عليه‌السلام : أقول : الصدوق أعرف بصدق الأخبار والوثوق عليها من ذلك البعض الذي لا يعلم حال ورود الأخبار التي تشهد متونها بصحتها ، والطعن بمحض الظن والوهم من إدراك سعد زمانه وإمكان ملاقاة سعد له ـ إذ كان وفاته بعد وفاته بأربعين سنة تقريبا ـ ليس إلاّ الإزراء بالأخبار وعدم الوثوق بالأخبار والتقصير في معرفة شأن الأئمّة الأطهار ، إذ وجدنا أنّ الأخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصلت إليهم قلّما يقدحون فيها أو في روايها ، بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال إلاّ نقل مثل تلك الأخبار ، انتهى [ بحار الأنوار : 52 / 88 ].

ومن جملة ما تضمّنه الخبر من الفوائد جوابه عليه‌السلام ـ فيما أورد بعض النصّاب على سعد من أنّ إسلام الرجلين كان طوعا أو كرها وتحيّر سعد في الجواب لأنّه إن قال أسلما طوعا فقد حكم بإسلامهما وإن قال كرها لم يكن يومئذ إكراه وشوكة ـ : بأنّهما أسلما طمعا ورغبة في الملك لما كان سمعاه من الكهنة وعلماء اليهود من أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يظهر على جميع الأديان وتفتح له المدن والبلدان.

ومنها الجواب عمّا أورده عليه من أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخرج الأوّل إلى الغار إلاّ لعلمهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ الخلافة له من بعده ، وكما أشفق على نبوّته أشفق على خلافته ، إذ ليس من حكم التواري إن يروم الهارب من الشي‌ء مساعدة إلى مكان يستخفي

٣٢٦

__________________

فيه ، وإنّما أبات علياعليه‌السلام على فراشه لعلمه بأنّه إن قتل لم يتعذّر عليه نصب غيره مكانه : بالنقض بما رووه من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، فجعل هذه موقوفة على أعمار الأربعة الذين هم الخلفاء الراشدون بزعمهم ، فكما علم أنّ الخلافة بعده للأوّل علم أنّها من بعده للثاني ثمّ الثالث ثمّ الرابع ، فكان الواجب إخراجهم جميعا إلى الغار والإشفاق عليهم جميعا دونه وحده.

ومن جملتها ذكر العلّة في عدم جواز اختيار الناس لأنفسهم إماما : بأنّ موسى كليم الله مع وفرت علمه وكمال عقله ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه سبعين رجلا ممّن لا يشكّ في أيمانهم ، فوقعت خيرته على الناقصين علما وهو اختيار من اصطفاه الله للنبوّة واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنّه الأصلح ، علمنا أنّ الاختيار إلاّ لمن يعلم ما نخفي الصدور وتكنّ السرائر. إلى غير ذلك من الفوائد الجمّة والمسائل المهمة.

والعجب العجب قول المحقّق الشيخ محمّد : وجه كون الحكاية موضوعة تضمّنها كون العسكري عليه‌السلام كان يكتب والقائم عليه‌السلام كان يشغله عن الكتابة ويقبض على أصابعه وكان عليه‌السلام يلهيه بتوجيه رمّانة ذهب كانت بين يديه ، قال : ومن الأمارات تفسير ( كهيعص ) بأنّ الكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة والياء يزيد والعين عطش الحسين والصاد صبره ، انتهى.

وما ذكره رحمه‌الله أظهر من أن يذكر ؛ أمّا الأوّل فلأنّ الأئمّة عليهم‌السلام لهم حالات في صغرهم كحال سائر الأطفال ، من جملتها إبطاء الحسين عليه‌السلام في الكلام وتكرير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأجله التكبير ، وبكاؤه عليه‌السلام في المهد وهزّ جبرئيل المهد حتّى أنشد في ذلك الأشعار وعرفته المخدّرات في الأستار ، وكذا ركوبه عليه‌السلام على ظهر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في السجود ممّا لا يقبل الجحود ؛ وأمّا الثاني فلأنّ للقرآن بطونا ربما فسّروا الآية الواحدة بتفاسير متعدّدة بل ومتضادّة متناقضة ولم ينكر أحد ذلك كما هو ظاهر لمن تتبّع الأخبار وجاس خلال تلك الديار ، وقد ورد في تفسير ( حم عسق ) أنّ حم حتم وعين عذاب وسين سنين كسني يوسف عليه‌السلام وقاف قذف وخسف يكون في آخر الزمان بالسفياني وأصحابه ، وورد في تفسير ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ ) أنّهم بنو أميّة ، وورد في تفسير ( طه ) أنّه طهارة أهل البيت من الرجس ، وورد في تفسير ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) النجم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والشجر علي عليه‌السلام ، وورد في تفسير ( وَالْفَجْرِ ) إنّه القائم عليه‌السلام ، والليالي العشر الأئمّة أوّلهم الحسن عليه‌السلام ، ( وَالشَّفْعِ ) فاطمة وعلي ، والوتر الله ، ( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ) دولة تسري إلى دولة القائم عليه‌السلام ، وورد في تفسير ( وَالشَّمْسِ ) أنّ الشمس أمير المؤمنين ، ( وَضُحاها ) قيام القائم ،

٣٢٧

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن أبي خلف الثقة ، عنه علي بن الحسين بن بابويه ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عنه ، وبغير واسطة أبيه كما في أسانيد الفقيه(1) ، وأبو القاسم بن قولويه عن أبيه وأخيه(2) عنه ، وعنه حمزة بن أبي القاسم.

وهو عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعن الحكم بن مسكين(3) .

1281 ـ سعد بن عبد الملك :

المعروف بسعد الخير ، غير مذكور في الكتابين.

وعن كتاب الاختصاص للمفيدقدس‌سره : عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك ـ وكان أبو جعفرعليه‌السلام يسمّيه سعد(4) الخير ، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان ـ على أبي جعفرعليه‌السلام فتناشج كما تنشج النساء ، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : ما يبكيك يا سعد؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن(5) ، فقال له : لست منهم ، أنت‌

__________________

( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) الحسنان ،( وَالنَّهارِ إِذا جَلاّها ) قيام القائم ،( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) حبتر ودولته ،( وَالسَّماءِ وَما بَناها ) هو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وورد في تفسير( إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ) أنّ العنكبوت الحمير.

على أنّ ( كهيعص ) ليس محكما نعرف تفسيره الظاهري حتى نحكم ببطلان ما يخالف ظاهره على فرض جواز الحكم بذلك ، ولم يصل إلينا أيضا عنهم عليهم‌السلام في تفسيره ما يخالف هذا التفسير حتّى نحكم بصحّة ذاك وبظاهر هذا. نعم في تفسير القمّي أن كهيعص أسماء الله مقطعة ، أي : الله الكافي الهادي العالم الصادق ذي الآيات العظام ، انتهى. [ منه عفي عنه ].

(1) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 12.

(2) في المصدر : أو أخيه ،

(3) هداية المحدّثين : 71.

(4) سعد ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) إشارة إلى قوله تبارك وتعالى :( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ. ) الآية ( سورة الإسراء : 60 ).

٣٢٨

أمويّ منّا أهل البيت ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ يحكي عن إبراهيم(1) ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (2) (3) .

1282 ـ سعد بن عمران :

ويقال : سعد بن فيروز ، كوفي ، مولى ، كان خرج يوم الجماجم مع ابن الأشعث ، يكنّى أبا البختري ، ي(4) .

ويأتي سعيد(5) .

1283 ـ سعد بن مالك الخزرجي :

يكنّى أبا سعيد الخدري الأنصاري العرني ، ي(6) .

وفيصه في الكنى : أبو سعيد الخدري من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (7) . ثمّ ذكر عن قي أنّه من الأصفياء(8) .

وسبق أبو سعيد.

أقول : فيما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون : من محض الإسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام الذين مضوا على منهاج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبدّلوا ولم يغيّروا بعد نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

والشجرة الملعونة هم بنو أميّة كما ورد في جميع التفاسير عن أهل بيت العصمة والطهارة.

(1) في نسخة « ش » : زيادة :عليه‌السلام .

(2) إبراهيم : 36.

(3) الاختصاص : 85.

(4) رجال الشيخ : 43 / 10.

(5) عن الخلاصة : 194 ورجال البرقي : 6 بعنوان سعيد بن فيروز.

(6) رجال الشيخ : 43 / 2 ، وفيه بدل العرني : العربي المدني.

(7) الخلاصة : 189.

(8) رجال البرقي : 3.

٣٢٩

وهم : سلمان بن أسلم الفارسي(1) ، وأبو ذر جندب بن جنادة ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ، وحذيفة بن اليمان ، وأبو الهيثم ابن التيهان ، وخالد بن سعيد ، وعبادة بن الصامت ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وخزيمة بن الثابت ذو الشهادتين ، وأبو سعيد الخدري ، وأمثالهم رضي الله عنهم(2) .

1284 ـ سعد بن محمّد الطاطري :

أبو القاسم ، عمّ علي بن الحسن روى عنه ، وفيه إشعار بوثاقته لما يأتي في ترجمته(3) .

وفي العدّة : أنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريّون(4) ،تعق (5) .

أقول : لا يخفى ما في ذلك عليك(6) .

__________________

(1) في المصدر : سلمان الفارسي.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : 2 / 126 ، ولم يرد فيه خالد بن سعيد.

(3) روى عنه في ترجمة درست ، النجاشي : 162 / 430. والإشعار بالوثاقة لما ذكره الشيخ في الفهرست : 92 / 390 في ترجمة علي بن الحسن الطاطري : وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها.

(4) عدّة الأصول : 1 / 381.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 158.

(6) نظره في ذلك إلى ما ذكره الشيخ في العدّة حيث حدّد أخذ الرواية عن الفرق المخالفة بحدود وليس مطلقا ، حيث قال : وأمّا إذا كان الراوي من فرق الشيعة مثل الفطحية والواقفة والناووسية وغيرهم نظر فيما يرويه ، فإن كان هناك قرينة تعضده ، أو خبر من جهة الموثوقين بهم ، وجب العمل به.

وإن كان هناك خبر آخر يخالفه من طريق الموثقتين ، وجب اطراح ما اختصوا بروايته ، والعمل بما رواه الثقة. وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه ، وجب أيضا العمل به إذا كان متحرّجا في روايته موثقا في أمانته وإن كان مخطئا في أصل الاعتقاد.

٣٣٠

1285 ـ سعد مولاهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ل (1) . وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه أنّه من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام (2) ، فتأمّل(3) .

1286 ـ سعدان بن مسلم :

واسمه عبد الرحمن(4) أبو الحسن العامري ، مولى أبي العلاء كرز بن جعيد العامري ، من عامر بن ربيعة(5) ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وعمّر عمرا طويلا ؛ وقد اختلف في عشيرته ، فقال استاذنا عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي : قال محمّد بن عبدة : سعدان بن مسلم الزهري من بني زهرة بن كلاب عربي أعقب(6) ، والله أعلم. له كتاب يرويه جماعة ، منهم محمّد بن عيسى بن عبيد ،جش (7) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن عذافر ، عنه ؛ وعن صفوان ، عنه.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف وعبد الله بن الصلت القمّي وأحمد بن إسحاق كلّهم ، عنه(8) .

__________________

(1) ذكره الشيخ في أصحاب عليعليه‌السلام : 43 / 7 قائلا : مولاه. ولم يرد له ذكر في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(2) الخلاصة : 192.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 158.

(4) في المصدر زيادة : ابن مسلم.

(5) في المصدر : من عامر ربيعة.

(6) في نسخة « ش » : اللقب.

(7) رجال النجاشي : 192 / 515.

(8) الفهرست : 79 / 336.

٣٣١

وفيتعق : في رواية هؤلاء الأعاظم شهادة بوثاقته سيّما صفوان والقمّيّين ، وكذا يروي عنه ابن أبي عمير(1) والأصحاب حتّى المتأخّرون ربما يرجّحون خبره على خبر الثقة الجليل ، منه في تزويج الباكرة الرشيدة بغير إذن أبيها(2) .

ويروي عنه الأعاظم سوى المذكورين ، كمحمّد بن علي بن محبوب(3) ، والحسن بن محبوب(4) ، ويونس بن عبد الرحمن(5) ، وغيرهم ؛ ويؤيّده كونه كثير الرواية ، وأنّ رواياته أكثرها مقبولة سديدة مفتيّ بها ، وكذا رواية كتابه جماعة ، وأنّه صاحب أصل ، وأنّ للصدوق طريقا إليه(6) . وحكم المصنّف بأنّ طريق الصدوق إلى إبراهيم بن عبد الحميد وهو فيه كالحسن(7) .

وفي علي بن حسّان الواسطي ما ينبغي أن يلاحظ(8) (9) .

أقول : فيمشكا : ابن مسلم ، عنه محمّد بن عيسى بن عبيد ، ومحمّد ابن عذافر ، وصفوان بن يحيى ، والعبّاس بن عامر ، وعبد الله بن الصلت ،

__________________

(1) الكافي 1 : 136 / 2.

(2) التهذيب 7 : 254 / 1095 ، الاستبصار 3 : 236 / 850.

(3) التهذيب 1 : 353 / 1051.

(4) الفقيه 3 : 288 / 1370.

(5) الكافي 1 : 125 / 6.

(6) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 19.

(7) منهج المقال : 408 ، وعلّل ذلك بقوله : إذ سعدان كتابه معدود في الأصول وقد روى عنه أكابر العلماء مع خلوّه عن الذم رأسا ، على أنّ المصنّف روى جميع روايات ابن أبي عمير عنه في الصحيح.

(8) لم يرد في ترجمة علي بن حسّان الواسطي سوى قول النجاشي في ترجمته : 276 / 726 : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام روى عنه حديثه في سعدان بن مسلم.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة : 172.

٣٣٢

وأحمد بن إسحاق(1) .

1287 ـ سعيد :

أبو حنيفة سابق(2) الحاج ، هو ابن بيان.

1288 ـ سعيد بن أبي الجهم :

القابوسي اللخمي أبو الحسين ، [ من ](3) ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ، كان سعيد ثقة في حديثه ، وجها بالكوفة ، روى عن أبان بن تغلب وأكثر عنه ، وروى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (4) .

وزادجش بعد بالكوفة : وآل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة. ثمّ زاد : له كتاب في أنواع الفقه والقضايا والسنن ، أخبرناه أحمد بن محمّد بن هارون ، عن ابن عقدة قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، قال : حدّثني أبي سعيد(5) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي الجهم الثقة ، عنه الحسين بن سعيد.

وهو عن أبان بن تغلب في كثرة ، وعن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (6) .

1289 ـ سعيد بن أبي حازم :

أبو حازم الأحمسي ، عنه أبان ،ق (7) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 71 ، وفيها : والعبّاس بن معروف.

(2) في نسخة « ش » : سائق.

(3) أثبتناه من المصدر.

(4) الخلاصة : 79 / 3.

(5) رجال النجاشي : 179 / 472.

(6) هداية المحدّثين : 72.

(7) رجال الشيخ : 205 / 51.

٣٣٣

1290 ـ سعيد بن أحمد بن موسى :

أبو القاسم الغرّاد الكوفي ، كان ثقة صدوقا ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب براهين الأئمّةعليهم‌السلام ، ورواه عنه هارون ابن موسى ومحمّد بن عبد الله(2) .

1291 ـ سعيد الأعرج :

له أصل ، وسعيد بن يسار له أصل ؛ أخبرنا بهما جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا(3) ، عن علي بن النعمان وصفوان بن يحيى جميعا ، عنهما ،ست (4) .

وفيكش : عن سعيد الأعرج قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستأذن له رجلان ، فأذن لهما. إلى أن قال : قالعليه‌السلام : أتعرفون الرجلين؟ قلنا : نعم ، هما رجلان من الزيديّة. الحديث(5) .

وهو ابن عبد الرحمن الآتي.

وفيتعق : في كشف الغمّة : عن سعيد السمّان قال : كنت عند الصادقعليه‌السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيديّة الحديث(6) ، وهو أيضا قرينة الاتّحاد.

ومن القرائن : قولست : يروي عنه صفوان ، وكذا قولجش في ابن‌

__________________

(1) الخلاصة : 80 / 4 ، وفيها : الغزاد.

(2) رجال النجاشي : 180 / 473.

(3) جميعا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) الفهرست : 77 / 322 و 323 ، وفيه : ابن الأعرج.

(5) رجال الكشّي : 427 / 802.

(6) كشف الغمّة : 2 / 170.

٣٣٤

عبد الرحمن ذلك(1) .

ومنها : قول الشيخ فيست : سعيد الأعرج ، وفيق : ابن عبد الرحمن الأعرج(2) .

فقول العلاّمة في المختلف : سعيد الأعرج لا أعرف حاله. لعلّه اشتباه من عدم توثيقست سعيد الأعرج ، وأنّ الذي وثّقهجش ابن عبد الرحمن ، فتدبّر(3) .

1292 ـ سعيد بن بيان :

أبو حنيفة سابق الحاج ،ق (4) .

وزادجش : الهمداني ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عنه عبيس بن هشام(5) .

وفيكش : ما روي في أبي حنيفة سابق الحاج : عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : أتى قنبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : هذا سابق الحاج ، فقال : لا قرّب الله داره هذا خاسر الحاج ، يتعب البهيمة وينقر الصلاة ، اخرج إليه فاطرده(6) .

وفيه : حدّثني محمّد بن الحسن البرائي وعثمان بن حامد ، عن محمّد ابن يزداد ، عن محمّد بن الحسن ، عن المزخرف ، عن عبد الله بن عثمان قال :

__________________

(1) رجال النجاشي : 181 / 477.

(2) رجال الشيخ : 204 / 24.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 162.

(4) رجال الشيخ : 204 / 34 ، وفيه : سائق الحاجّ الكوفي. وفي نسخة « ش » هنا وفي الموارد الآتية : سائق.

(5) رجال النجاشي : 180 / 476.

(6) رجال الكشّي : 318 / 575.

٣٣٥

ذكر عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أبو حنيفة السابق وأنّه يسري(1) في أربع عشرة ، فقال : لا صلاة له(2) .

وفيهصه : قالجش : إنّه ثقة. ثمّ ذكر الخبر الثاني عنكش (3) .

وقالشه : في النسخة المقروءة : حفيفة ، وعليها هذه الحاشية : بالحاء المهملة والفاء بعدها ياء منقّطة تحتها نقطتين وبعدها فاء اخرى قبل الهاء ، وفي خاتمةصه كنّاه أبا حنيفة بالنون(4) ، وكذلك فيضح (5) ، وكذاكش ، وبخطّ طس في كتابجش وكش معا(6) ؛ فالظاهر أنّ حفيفة بالفاء سهو(7) ، انتهى.

وفي د : التبس على بعض أصحابنا فأثبته أبو حفيفة ، وهو غلط(8) .

وفيتعق : في كتب الحديث أيضا أبو حنيفة بالنون(9) .

وفي الوجيزة : مختلف فيه(10) . والحكم بذلك بمجرّد ما ذكرهكش لا يخلو من التأمّل ، سيّما بعد ملاحظة ما ذكرنا في الفوائد(11) ، انتهى.

أقول : الخبر الأوّل الدال على ضعفه مضافا إلى ضعفه لا دلالة فيه على كونه المراد ، وليس مذكورا فيه اسمه ولا كنيته ، مع أنّ هذا من أصحاب‌

__________________

(1) في المصدر : يسير.

(2) رجال الكشّي : 318 / 576 ، وفيه في أوّل السند : محمّد بن الحسن البراني.

(3) الخلاصة : 80 / 5.

(4) الخلاصة : 270 / 25.

(5) إيضاح الاشتباه : 192 / 303.

(6) التحرير الطاووسي : 250 / 179.

(7) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 39.

(8) رجال ابن داود : 102 / 686.

(9) الفقيه 2 : 191 / 870 ، كامل الزيارات : 188 / 4 باب 76.

(10) الوجيزة : 218 / 813.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 162.

٣٣٦

الصادقعليه‌السلام ، ولم يذكر أنّه أدرك غيره من الأئمّةعليهم‌السلام ، سيّما وأن يكون خمسة من آبائهعليهم‌السلام ؛ ولذا لم يذكره فيصه وطس في ترجمته ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن بيان أبو حنيفة سابق الحاجّ الثقة ، عنه عبيس بن هشام(1) .

1293 ـ سعيد بن جبير :

حدّثني أبو المغيرة ، قال : حدّثني الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسينعليه‌السلام ، وكان علي بن الحسين يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر ، وكان مستقيما. وذكر أنّه لمّا دخل على الحجّاج قال له : أنت شقي ابن كسير ، قال : أمّي كانت أعرف باسمي سمّتني سعيد بن جبير ؛ قال : ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنّة أو في النّار؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها ، وإن دخلت النار ورأيت أهلها علمت من فيها ؛ قال : فما قولك في الخلفاء؟ قال : لست عليهم بوكيل ، قال : أيّهم أحبّ إليك؟ قال : أرضاهم لخالقي ، قال : أيّهم أرضى للخالق؟ قال : علم ذلك عند ربي الذي يعلم سرّهم ونجواهم ، قال : أبيت أن تصدقني؟! قال : بل لم أحب أن أكذبك ،كش (2) .

وفيه أيضا : قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل أمره إلاّ خمسة أنفس : سعيد بن جبير. الحديث(3) .

وفيصه ما ذكرهكش إلى قوله : وكان مستقيما. وذكر الأربعة الأخر‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 72.

(2) رجال الكشّي : 119 / 190.

(3) رجال الكشّي : 115 / 184.

٣٣٧

بعد سعيد بن جبير(1) .

أقول : عن كتاب تهذيب الأسماء واللغات أنّه قال له الحجّاج : اختر أيّ قتلة شئت ، قال : اختر لنفسك فإنّ القصاص أمامك. قال : وروينا عن خلف بن خليفة قال : حدّثني بوّاب الحجّاج قال : رأيت رأس ابن جبير بعد ما سقط إلى الأرض يقول : لا إله إلاّ الله(2) .

وفي الوجيزة : ممدوح(3) . وفي الحاوي ذكره في الضعاف(4) ، فتأمّل.

1294 ـ سعيد بن جناح :

أصله كوفي ، نشأ ببغداد ومات بها ، مولى الأزد ويقال له : مولى الجهينة ، وأخوه أبو عامر روى عن أبي الحسن والرضاعليهما‌السلام وكانا ثقتين ،صه (5) .

وزادجش : عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، ويروي هو عن عوف بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (6) .

ثمّ فيجش أيضا : ابن جناح الأزدي مولاهم بغدادي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد(7) .

أقول : لا يخفى عليك الاتّحاد.

وفيمشكا : ابن جناح الثقة ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ،

__________________

(1) الخلاصة : 79 / 2.

(2) تهذيب الأسماء واللغات 1 : 216 / 208.

(3) الوجيزة : 218 / 814.

(4) حاوي الأقوال : 265 / 1522.

(5) الخلاصة : 80 / 8 ، وفيها وفي النجاشي : مولى جهينة.

(6) رجال النجاشي : 191 / 512.

(7) رجال النجاشي : 182 / 481.

٣٣٨

وعبد الله بن محمّد بن خالد(1) .

1295 ـ سعيد بن جهمان :

هو ابن علاقة ،تعق (2) .

1296 ـ سعيد بن الحسن :

أبو عمرو العبسي ، أسند عنه ،ق (3) .

1297 ـ سعيد بن خيثم :

أبو معمر الهلالي ،ق (4) .

وزادصه : وأخوه معمر ، ضعيف ، هو وأخوه رويا عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وكانا من دعاة زيد(5) .

وزادجش : عنه ابن أخيه أحمد بن رشيد بن خيثم(6) .

ثمّ زادصه : بالخاء المعجمة والثاء المثلّثة بعد الياء المثنّاة من تحت ، يروي عن جدّه لأمّه عبيدة بن عمر الكلابي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفيقب : ابن خثيم ـ بمعجمة ومثلّثة مصغّرا ـ بن رشيد ـ بفتح الراء ـ الهلالي أبو معمر الكوفي ، صدوق ، رمي بالتشيّع ، له أغاليط(7) .

أقول : فيمشكا : ابن خيثم ، عنه أحمد بن رشيد بن خيثم. وهو عن الأصبغ بن نباتة(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 72.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 162.

(3) رجال الشيخ : 204 / 26.

(4) رجال الشيخ : 204 / 22 ، وفيه زيادة : الكوفي.

(5) الخلاصة : 226 / 4.

(6) رجال النجاشي : 180 / 474.

(7) تقريب التهذيب 1 : 294 / 151 ، وفيه : ابن رشد.

(8) هداية المحدّثين : 72 ، وفيها في الموضعين : ابن خثيم.

٣٣٩

1298 ـ سعيد الرومي :

مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، روى عنه حمّاد وأبان ،ق (1) .

1299 ـ سعيد السمّان :

هو الأعرج ، وهو ابن عبد الرحمن ،تعق (2) .

1300 ـ سعيد بن عبد الرحمن :

وقيل : ابن عبد الله الأعرج السمّان ، أبو عبد الله التميمي ، مولاهم ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره ابن عقدة وابن نوح ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب ، يرويه عنه جماعة ، صفوان عنه به(4) .

وفيق : سعيد بن عبد الرحمن الأعرج السمّان ، ويقال له : ابن عبد الله ، له كتاب(5) .

وفيتعق : مضى عنست سعيد الأعرج(6) (7) .

أقول : ذكره فيمشكا مرّتين ؛ فقال : ابن عبد الله الأعرج الثقة ، عنه علي بن النعمان الثقة ، وسيف بن عميرة ، وصفوان بن يحيى ، ومالك بن عطيّة ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعثمان بن عيسى(8) ، ومحمّد بن أبي حمزة الثمالي ، ( وعلي بن الحسن بن رباط.

__________________

(1) رجال الشيخ : 204 / 27.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 162 في ترجمة سعيد الأعرج.

(3) الخلاصة : 80 / 6.

(4) رجال النجاشي : 181 / 477 ، وفيه بدل التميمي : التميمي.

(5) رجال الشيخ : 204 / 24.

(6) الفهرست : 77 / 323 ، وفيه : ابن الأعرج.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 162.

(8) في نسخة « ش » : عثمان بن علي.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579