أصول الخطابة الحسينية

أصول الخطابة الحسينية42%

أصول الخطابة الحسينية مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 140

أصول الخطابة الحسينية
  • البداية
  • السابق
  • 140 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80430 / تحميل: 9986
الحجم الحجم الحجم
أصول الخطابة الحسينية

أصول الخطابة الحسينية

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

[١٦٠٥٥] ١٠ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « من اكترى دابة أو سفينة فحمل عليها المكتري خمرا أو خنازير أو ما يحرم(١) ، لم يكن على صاحب الدابة شئ، وان تعاقدا على حمل ذلك، فالعقد فاسد، والكراء على ذلك حرام ».

[١٦٠٥٦] ١١ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من اكترى دابة يوما فحبسها بعد ذلك أياما، فرب الدابة بالخيار ان شاء ضمنه ما نقصت، وإن شاء أخذ منه أجر مثلها ».

[١٦٠٥٧] ١٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا اختلف المتكاريان، فقال المكتري: اكتريت إلى موضع كذا، وقال رب الدابة: بل إلى موضع كذا، فإن كان أحد الموضعين أبعد أو أكثر مؤونة، فالبينة على المكتري إن كان ادعاه، وإن تساويا وأراد كل واحد منهما القصد إلى الموضع الذي ذكره، فإن كان قبل أن يركب الدابة، أو ركب ركوبا يسيرا، أو انتقد المكري أجرته، فالقول قوله والمكتري مدع إذا كان يشبه أن يكون كراء الناس مثله، وإن لم ينتقد ولم يركب، تحالفا وتفاسخا، ومن نكل عن اليمين لزمته دعوى صاحبه هذا إذا تكن بينة، وإن كانت بينة فالبينة أقطع ».

[١٦٠٥٨] ١٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الرجل يكتري من المكاري إلى العراق والى خراسان أو إلى أفريقية أو إلى أندلس أو مثل هذا، يسمي البلد ولا يذكر الموضع الذي ينتهي إليه، قال: « يبلغه أشهر المواضع المعروفة من هذا البلد، كبغداد من العراق، أو القيروان من أفريقية، ونيسابور من خراسان(١) ».

[١٦٠٥٩] ١٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الطحان تدفع إليه الحنطة،

__________________

١٠ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٢٩.

(١) في المصدر: حرم الله.

١١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٣٢.

١٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٧٩ ح ٢٣٣.

١٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٨٠ ح ٢٣٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٨٠ ح ٢٣٨.

٤١

ويشترط عليه(١) أن يعطي من الدقيق زيادة معلومة على كيل الحنطة قال: « لا خير في ذلك، وله الاجر، وعليه أن يؤد أمانته ».

[١٦٠٦٠] ١٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا دفع رجل إلى خياط ثوبا فخاط قباء، فقال رب الثوب: إنما أمرتك أن تخيط قميصا، وقال الخياط: بل أمرتني أخيطه قباء، ولا بينة بينهما، فالقول قول الخياط مع يمينه ».

[١٦٠٦١] ١٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا اغتصب الرجل عبدا فاستأجره، أو استأجره العبد نفسه، ثم استحقه مولاه، أخذه وأخذ الأجرة ممن كانت في يديه ».

٢٠ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب كتاب الوكالة)

[١٦٠٦٢] ١ - دعائم الاسلام عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « من وكل وكيلا على بيع فباعه له بوكس(١) من الثمن، جاز عليه(٢) إلا أن يثبت أنه تعمد الخيانة، أو حابى(٣) المشتري بوكس، وكذلك إن وكله على الشراء فتغالى فيه، فإن لم يعلم أنه تعمد الزيادة أو خان أو حابى، فشراؤه جائز عليه، وان علم أنه تعمد شيئا من الضرر، رد بيعه وشراؤه، فان وكله على بيع شئ فباع له بعضه، وكان ذلك على وجه النظر، فالبيع جائز، قال.

__________________

(١) في المصدر: « إليه ».

١٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٨٢ ح ٢٤٢.

١٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٦ ح ١٧٣٥.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٧ ح ١٥١.

(١) الوكس: النقص، واتضاع الثمن في البيع ( لسان العرب ج ٦ ص ٢٥٧ ).

(٢) في المصدر: جاز البيع عليه.

(٣) بيع المحاباة هو أن يبيع شيئا بدون ثمن مثله، فالزائد من قيمة المبيع عن الثمن عطية، والحباء: العطاء ( مجمع البحرين ج ١ ص ٩٤، لسان العرب ج ١٤ ص ١٦٢ ).

٤٢

وإن أمر رجلين أن يبيعا له عبدا، فباعه أحدهما لم يجز بيعه، إلا أن يجعل البيع لكل واحد منهما على الانفراد إن انفردا، أو لهما معا إذا اجتمعا ».

[١٦٠٦٣] ٢ - عوالي اللآلي. روي عن جابر بن عبد الله، أنه قال. أردت الخروج إلى خيبر، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلمت عليه، وقلت. إني أريد الخروج إلى خيبر، فقال. « إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا، فان ابتغى منك آية، فضع يدك على ترقوته ».

[١٦٠٦٤] ٣ - وروي أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكل عمرو بن أمية الضمري(١) في قبول نكاح أم حبيبة وكانت بالحبشة، ووكل أبا رافع في قبول نكاح ميمونة بنت الحرث الهلالية خالة عبد اله بن العباس، ووكل عروة بن الجعد البارقي في شراء شاة الأضحية، ووكل السعاة في قبض الصدقات.

[١٦٠٦٥] ٤ - وروي أن علياعليه‌السلام وكل أخاه عقيلا في مجلس أبي بكر أو عمر، وقال. « هذا عقيل، فما قضي عليه فعلي، وما قضي له فلي » ووكل عبد الله بن جعفر في مجلس عثمان.

__________________

٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٢٥٦ ح ١.

٣ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٢٥٦ ح ٢ - ٥.

(١) في الطبعة الحجرية: الضميري، وما أثبتناه من المصدر، هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ٧٨ ».

٤ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٢٥٧ ح ٦، ٧.

٤٣

٤٤

كتاب الوقوف والصدقات

أبواب كتاب الوقوف والصدقات

١ -( باب استحبابهما)

[١٦٠٦٦] ١ - دعائم الاسلام. عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال. « لا يتبع أحدا من الناس بعد الموت شئ، إلا صدقة جارية، أو علم صواب، أو دعاء ولد ».

[١٦٠٦٧] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر إلا ثلاث خصال. صدقة أجراها في حياته فهي تجري له بعد موته(١) ، أو ولد صالح يدعو له، أو سنة هدى استنها فهي يعمل بها بعده(٢) .

[١٦٠٦٨] ٣ وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال. « الصدقة والحبس ذخيرتان، فدعوهما ليومهما ».

[١٦٠٦٩] ٤ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه ذكر أمير المؤمنين عليا ( صلوات الله عليه ) فقال. « كان عبد الله قد أوجب الله له الجنة، عمد

__________________

كتاب الوقوف والصدقات

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٧٨.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٧٩.

(١) في نسخة: وفاته.

(٢) في نسخة: بعد وفاته.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٨٠.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٨١.

٤٥

إلى ماله فجعله صدقة مبتولة(١) تجري بعده للفقراء، وقال. اللهم إني(٢) جعلت هذا لتصرف النار عن وجهي، ولتصرف وجهي عن النار ».

[١٦٠٧٠] ٥ - وعن أبي عبدعليه‌السلام ، أنه قال. « تصدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأموال جعلها وقفا، وكان ينفق منها على أضيافه » الخبر.

[١٦٠٧١] ٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي. عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال. سمعته يقول. « كيف يزهد قوم في أن يعملوا الخير!؟ وقد كان عليعليه‌السلام وهو عبد الله قد أوجب له الجنة، عمد إلى قربات له فجعلها صدقة مبتولة(١) تجري من بعده للفقراء، قال. اللهم إني(٢) فعلت هذا لتصرف وجهي عن النار، وتصرف النار عن وجهي ».

[١٦٠٧٢] ٧ - الصدوق في الأمالي. بإسناده عن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائهعليهم‌السلام . « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مر برجل يغرس غرسا في حائط ( له )(١) فوقف عليه، فقال. ألا أدلك على غرس

__________________

(١) صدقة بتلة: أي منقطعة من مال المتصدق بها خارجة إلى سبيل الله لسان العرب ج ١١ ص ٤٢ ).

(٢) في نسخة: إنما.

٥ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤١ ح ١٢٨٢.

٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٠.

(١) في المصدر: مقبولة.

(٢) في المصدر: إنما.

(٧) أمالي الصدوق ص ١٦٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤٦

أثبت أصلا إلى أن قال فقال الرجل. أشهدك يا رسول الله، أن حائطي هذا صدقة مخصوصة(٢) على فقراء المسلمين من أهل الصفة(٣) ، فأنزل الله تبارك وتعالى.( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُ‌هُ لِلْيُسْرَ‌ىٰ ) (٤) .

[١٦٠٧٣] ٨ - عوالي اللآلي. روي عن جابر أنه قال. لم يكن من الصحابة ذو مقدرة، إلا وقف وقفا.

٢ -( باب أن شرط الوقف اخراج الواقف له عن نفسه، فلا يجوز أن يقف على نفسه، ولا أن يأكل من وقفه، وله أن يستثني لنفسه شيئا، وكذا الصدقة، فلا يجوز سكنى الدار إذا تصدق إلا مع الاذن)

[١٦٠٧٤] ١ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي. عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال « حبس الأصل، وسبل الثمرة(١) ».

[١٦٠٧٥] ٢ - وفي درر اللآلي. عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال. « إن شئت حبست أصله، وسبلت ثمرتها ».

[١٦٠٧٦] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من

__________________

(٢) في نسخة: مقبوضة.

(٣) أهل الصفة: هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه، فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه ( لسان العرب ج ٩ ص ١٩٥. ).

(٤) الليل ٩٢: ٥ ٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦١ ح ٥.

الباب ٢

١ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٦٢ ح ١٤.

(١) سبل ثمرتها: أبح ثمرتها لمن وقفتها عليه وسبلت الشئ: إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقا مطروقة ( لسان العرب ج ١١ ص ٣٢٠ ).

٢ - درر اللآلي ج ٢ ص ٢٤١.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٤ ح ١٢٨٨.

٤٧

وقف(١) وقفا فقال. إن احتجت إليه فأنا أحق به، فإن مات رجع ميراثا ».

[١٦٠٧٧] ٤ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال. « تصدق الحسين بن عليعليهما‌السلام بدار، فقال له الحسنعليه‌السلام . تحول عنها ».

٣ -( باب أن شرط لزوم الوقف قبض الموقوف عليه أو وليه، وإذا مات الواقف قبل القبض بطل الوقف، وإذا وقف على ولده الصغار كان قبضه كافيا)

[١٦٠٧٨] ١ - دعائم الاسلام. عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن الرجل يتصدق على ولده أو ( على )(١) غيرهم بصدقة، أيصلح له أن يرجع فيها فيردها؟ قال. « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال. إن الذي يتصدق بصدقة ثم يرجع فيها، مثل الذي يقئ ( ثم يرجع إلى قيئه )(٢) ».

[١٦٠٧٩] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الصدقة قبل أن تقبض، فقال. « إذا قبلها المتصدق عليه أو قبلت له، إن كان طفلا جاز قبضت أو لم تقبض، وإن لم يقبل(١) بشئ حتى يقبل(٢) ».

[١٦٠٨٠] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أن رجلا سأله فقال. يا بن رسول الله، إن والدي تصدق علي بدار ثم بدا له أن يرجع فيها، وإن

__________________

(١) في المصدر: أوقف.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٤ ح ١٢٨٩.

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: وير جع في قيئه.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٨ ح ١٢٧٠.

(١) في المصدر: تقبل.

(٢) في المصدر: تقبل.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٣.

٤٨

قضاة بلدنا يقضون أنها لي، وليس له أن يرجع فيها، وقد تصدق بها علي، ولست أدري هل ما يقضون به ( علي )(١) من الصواب أم لا؟ فقال. « نعم ما قضت به قضاتكم، وبئس ما صنع والدك، إنما الصدقة لله فما جعل لله فلا رجعة فيه(٢) ، فإن أنت خاصمته فلا ترفع عليه صوتك، فإذا رفع صوته فاخفض أنت صوتك » قال(٣) . إن أبي قد توفي، قال. « فطب بها نفسا ».

٤ -( باب عدم جواز بيع الوقف، وحكم ما لو وقع بين الموقوف عليهم اختلاف شديد، يؤدي إلى ضرر عظيم)

[١٦٠٨١] ١ - دعائم الاسلام. عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أن بعض أصحابه كتب إليه. أن فلانا ابتاع ضيعة فأوقفها وجعل لك في الوقف الخمس، وذكر أنه وقع بين الذين أوقف عليهم هذا الوقف اختلاف شديد، وأنه ليس يأمن أن يتفاقم ذلك بينهم، وسأل عن رأيك في ذلك، فكتب إليه. « إن رأيي له إن لم يكن جعل آخر الوقف لله، إن يبيع حقي من ( هذه )(١) الضيعة ويوصل ثمن(٢) ذلك إلي، وأن يبيع القوم إذا تشاجروا، فإنه ربما جاء في الاختلاف اتلاف الأموال والأنفس ».

٥ -( باب جواز وقف المشاع والصدقة به، قبل القسمة وقبل القبض)

[١٦٠٨٢] ١ - دعائم الاسلام. روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: له فيه.

(٣) وفيه: قال له.

الباب ٤

١ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٤ ح ١٢٩٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: عن.

الباب ٥

١ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٨ ح ١٢٦٩.

٤٩

عليهم‌السلام ، أنه سئل عن رجل تصدق بصدقة مشتركة، فقال: « جائز ».

[١٦٠٨٣] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنه سئل عن الصدقة بالمشاع، قال. « جائز، تقبض كما يقبض المشاع ».

[١٦٠٨٤] ٣ - وعن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنه ورث أرضا أو(١) أشياء، فتصدق بها قبل أن يقبضها.

[١٦٠٨٥] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الصدقة قبل أن تقبض، فقال. « إذا قبلها المتصدق عليه أو قبلت له، إن كان طفلا جاز(١) ، قبضت أو لم تقبض ».

٦ -( باب كيفية الوقوف والصدقات، وما يستحب فيها، وجملة من احكامها)

[١٦٠٨٦] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط. عن أبي بصير قال. قال أبو جعفرعليه‌السلام . « ألا أقرئك وصية فاطمةعليها‌السلام ؟ » قال: قلت: بلى، قال: فاخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا، قال: فقرأه: « بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أوصت بحوائطها السبعة. الأعواف، والدلال، والبرقة،

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٨ ح ١٢٦٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧١.

(١) في المصدر: « و ».

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٨ ح ١٢٧٠.

(١) في المصدر: جازت.

الباب ٦

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٣.

٥٠

والميثب، والحسنى، والصافية، ومشربة أم إبراهيم(١) ، إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإن مضى علي فإلى الحسنعليه‌السلام ، فإن مضى الحسن فإلى الحسينعليهما‌السلام . فإن مضى الحسينعليه‌السلام فإلى الأكبر فالأكبر من ولدي، شهد الله على ذلك، والمقداد ابن الأسود، والزبير بن العوام، وكتب علي بن أبي طالب ».

[١٦٠٨٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « تصدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بأموال جعلها وقفا، وكان ينفق منها على أضيافه، وأوقفها على فاطمةعليها‌السلام منها، العراف(١) ، والبرقة، والصافية، ومشربة أم إبراهيم، والحسنى، والزلال(٢) ، والمنبت ».

[١٦٠٨٨] ٣ - عنهعليه‌السلام ، أنه « قسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لفئ، فأصاب أمير المؤمنين علياعليه‌السلام منه أرض، فاحتفر فيها عينا، فخرج منها ماء ينبع منها(١) في السماء كهيئة عنق البعير، فجاء إليه بذلك البشير، فقال. بشر الوارث، هي صدقة بتا بتلا(٢) في حجيج بيت الله، وعابري السبيل، لا يباع ولا يوهب ولا يورث، فمن باعها أو وهبها

__________________

(١) في الحجرية والمصدر: ومال أم إبراهيم، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب، جاء في معجم البلدان ج ٥ ص ٢٤١: « صدقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة سبعة حيطان: برقة، وميثب، والصافية، وأعواف، والدلال، ومشربة أم إبراهيم ».

وسميت بذلك لان إبراهيم بن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولدته أمه فيها ( النهاية ج ٢ ص ٤٥٥ ومجمع البحرين ج ٢ ص ٨٩ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤١ ح ١٢٨٢.

(١) في المصدر: العواف.

(٢) في المصدر: الدلال.

٣ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤١ ح ١٢٨٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) صدقة بتة بتلة: إذا قطعها المتصدق بها من ماله، فهي بائنة من صاحبها، قد انقطعت منه ( لسان العرب ج ٢ ص ٦ ).

٥١

فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وسماها ينبع ».

[١٦٠٨٩] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه أوصى بأوقاف أوقفها من أمواله، ذكرها في كتاب وصيته كان فيما ذكره منه(١) . « هذا ما أوصى به وقضى في ماله، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ابتغاء وجه الله به، ليولجني الله به الجنة، ويصرفني عن النار، ويصرف النار عن وجهي، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ما كان لي ينبع من مال يعرف لي منها وما حولها صدقة، ورقيقها غير أن رباحا وأبا نيزر(٢) وجبيرا عتقاء، ليس لأحد عليهم سبيل وهم موالي، يعلمون في المال خمس حجج، وفيه نفقتهم ورزقهم ورزق أهاليهم، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى ثلثه مال بني فاطمة ورقيقها صدقة، وما كان لي ببرقة وبرعة وأهلها صدقة غير أن زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه، وما كان لي بأذينة وأهلها صدقة، والذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة، حي أنا أو ميت، تنفق في كل نفقة يبتغى بها وجه الله، في سبيل الله ووجهه وذي الرحم من بني هاشم وبني عبد المطلب، القريب والبعيد، وأنه يقوم على ذلك الحسن بن عليعليهما‌السلام ، يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يريد الله، في حل محلل لا حرج عليه فيه، ( و )(٣) إن أراد أن يبدل مالا من مال الصدقة مكان مال فإنه يفعل ( ذلك )(٤) لا حرج عليه فيه، وإن أراد أن يبيع شيئا من المال فيقضي به الدين، فعل إن شاء ( و )(٥) لا حرج عليه، وإن ولد علي وما لهم إلى الحسن بن عليعليهما‌السلام ، وإن كانت دار الحسن بن علي

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤١ ح ١٢٨٤.

(١) في المصدر: منها.

(٢) في الحجرية: « أبا يثرب »وفي المصدر: « أبا بيزر »والظاهر أن ما أثبتنا ه هو الصواب ( راجع الكنى والألقاب ج ١ ص ١٦٤. و ج ٣ ص ١١٣ ).

( ٣ - ٥ ) أثبتناه من المصدر.

٥٢

عليهما‌السلام غير دار الصدقة، فبدا له أن يبيعها، فليبع إن شاء ولا حرج عليه فيه، فإن باعها قسمها ثلاثة أثلاث، يجعل ثلثا في سبيل الله، وثلثا في بني هاشم وبني عبد المطلب، وثلثا في آل أبي طالب، يضعه فيهم حيث يريد الله، فإن حدث بالحسن حدث والحسين حي فإنه إلى الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وإن الحسين بن عليعليهما‌السلام يفعل فيه مثل الذي أمرت حسنا، وله منها مثل الذي كتبت ( للحسن )(٦) وعليه مثل الذي على الحسن، وإن الذي لبني فاطمة من صدقة على مثل الذي لبني علي، فإني إنما جعلت الذي لبني فاطمة ابتغاء وجه الله، ثم لكريم حرمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتعظيما وتشريفا ورضى بهما، وإن حدث بالحسن والحسين حدث فالولد الاخر منهما ينظر في ذلك، وإن رأى أن يوليه غيره نظر في بني علي فإن وجد فيهما من يرضى دينه وإسلامه وأمانته جعله إليه إن شاء، وإن لم ير فيهم الذي يريده فإنه يجعله إن شاء إلى رجل من آل أبي طالب يرتضيه، فإن وجد آل أبي طالب يومئذ قد ذهب كبارهم وذوو رأيهم وأسنانهم، فإنه يجعله إن شاء إلى رجل يرضى حاله من بني هاشم، ويشترط على الذي يجعل ذلك إليه أن يترك المال على أصله، وينفق ثمرته حيث أمرته في سبيل الله ووجوهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني عبد المطلب، والقريب والبعيد، لا يباع منه شئ ولا يوهب ولا يورث، وإن مال محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ( ما حبسه هو )(٧) إلى بني فاطمة، وكذلك مال فاطمةعليها‌السلام إلى بنيها » وذكر باقي الوصية.

[١٦٠٩٠] ٥ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « تصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بدار له بالمدينة في زريق، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدق به علي بن أبي طالب، وهو حي

__________________

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر: ناحيته.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٣ ح ١٢٨٥.

٥٣

سوي، تصدق بداره التي في بني زريق، لا تباع ولا توهب ولا تورث، حتى يرثها الله الذي يرث السماوات والأرض، واسكن(١) هذه الدار الصدقة خالاته ما عشن وأعقابهن ما عشن، فإذا انقرضوا فهي لذوي الحاجة من المسلمين ».

[١٦٠٩١] ٦ - وعن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال لأبي بصير. « يا أبا بصير، ألا أقرئك وصية فاطمةعليها‌السلام ؟ » قال: نعم، فافعل متفضلا ( جعلني الله )(١) فداك، فأخرج منه حقا أو سفطا، فأخرج منه كتابا فقرأه، وكان فيه. « بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة ابنة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أوصت بحوائطها السبعة. العواف، والدلال، والبرقة، والميثب، والحسني، والصافية، ومال(٣) أم إبراهيم، إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإن مضى علي فإلى الحسن، فإن مضى الحسن فإلى الحسين، فإن مضى الحسينعليهما‌السلام فإلى الأكبر من ولده، شهد الله على ذلك، والمقداد بن الأسود، والزبير بن العوام، وكتب علي بن أبي طالبعليه‌السلام ».

[١٦٠٩٢] ٧ - البحار، عن كتاب مصباح الأنوار. عن أبي جعفرعليه‌السلام قال محمد بن إسحاق. وحدثني أبو جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام : « إن فاطمةعليها‌السلام عاشت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ستة أشهر، قال: وإن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كتبت هذا الكتاب. بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما كتبت فاطمة بنت

__________________

(١) في نسخة: وليسكن.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٣ ح ١٢٨٦.

(١) في المصدر: جعلت.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في نسخة: ومشربة.

٧ - البحار ١٠٣ ص ٨٤ ١ ح ١٣، عن مصباح الأنوار ص ٢٦٢.

٥٤

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في مالها إن حدث بها حادث، تصدقت بثمانين أوقية تنفق عنها، من ثمارها التي لها كل عام في رجب بعد نفقة السقي(١) ونفقة العمل(٢) ، وأنها أنفقت أثمارها العام وأثمارها(٣) القمح عاما قابلا في أوان غلتها، وأنها(٤) أمرت لنساء محمد أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله خمسا وأربعين أوقية، وأمرت لفقراء بني هاشم وبني عبد المطلب بخمسين أوقية، وكتبت في أصل مالها في المدينة، أن علياعليه‌السلام سألها أن توليه مالها، فيجمع مالها إلى مال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تفرق، ويليه ما دام حيا، فإذا حدث به حادث دفعه إلى ابني الحسن والحسين فيليانه، وإني دفعت إلى علي بن أبي طالب على أني أحلله فيه، فيدفع مالي ومال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يفرق منه شيئا، يقضي عني من أثمار المال ما أمرت به وما تصدقت به، فإذا قضى الله صدقتها وما أمرت به، فالامر بيد الله تعالى وبيد عليعليه‌السلام ، يتصدق وينفق حيث شاء لا حرج عليه، فإذا حدث به حدث دفعه إلى ابني الحسن والحسين، المال جميعا مالي ومال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ينفقان ويتصدقان حيث شاءا ولا حرج عليهما، وإن لابنة جندب يعني بنت أبي ذر الغفاري التابوت الأصغر(٥) ، ويعطيها في المال ما كان، ونعلي(٦) الآدميين والنمط(٧) والحب(٨) والسرير والزربية(٩) والقطيفتين(١٠) ، وإن حدث بأحد

__________________

(١) في الحجرية: السعي، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية والمصدر: المغل، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب.

(٣) في المصدر: وأثمار.

(٤) وفيه: وإنما.

(٥) وفيه: الأصفر.

(٦) في الحجرية: وفعل، وما أثبتناه من المصدر.

(٧) النمط نوع من الثياب، ونوع من البسط له خمل وقيق ( لسان العرب ج ٧ ص ٤١٧ ).

(٨) في الطبعة الحجرية والمصدر: الجب، الجب، والظاهر ة ن ما أثبتناه هو الصواب.

(٩) في الطبعة الحجرية والمصدر: « والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب، والزربية: البساط أو الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل ( لسان العرب ج ١ ص ٤٤٧. )

٥٥

ممن أوصيت له قبل أن يدفع إليه، فإنه ينفق عنه في الفقراء والمساكين، وإن الأستار لا يستر بها امرأة إلا إحدى ابنتي، غير أن عليا يستتر بهن إن شاء ما لم ينكح، وإن هذا ما كتبت فاطمةعليها‌السلام في مالها وقضت فيه، والله شهيد، والمقداد بن الأسود، والزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب كتبها، وليس على علي حرج فيها فعل من معروف، قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال أبي. هذا وجدناه، وهكذا وجدنا وصيتها ».

[١٦٠٩٣] ٨ - عن زيد بن علي قال: أخبرني أبي، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام قال: « هذه وصية فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أوصت بحوائطها السبع: العواف والدلال، والبرقة، والميثب، والحسنى، والصافية، ومال أم إبراهيم(١) ، إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام فإن مضى علي فإلى الحسن بن علي، وإلى أخيه الحسين، وإلى الأكبر فالأكبر من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » الخبر.

[١٦٠٩٤] ٩ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن الحيطان السبعة، فقال: « كانت ميراثا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقفا، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأخذ منها ما ينفق على أضيافه، والنائبة يلزمه فيها فلما، قبض جاء العباس يخاصم فاطمةعليها‌السلام فشهد عليعليه‌السلام وغيره أنها وقف، وهي الدلال، والعواف، والحسنى، والصافية، ومال أم إبراهيم،

__________________

(١٠) القطيفة: كساء له خمل ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٨٦ ).

٨ - البحار ج ١٠٣ ص ١٨٥ ح ١٤ عن مصباح الأنوار ص ٢٦٣.

(١) المقصود: مشربة أم إبراهيم، وكذا في الحديث الذي يليه.

٩ - قرب الإسناد ص ١٦٠.

٥٦

والميثب، وبرقة ».

[١٦٠٩٥] ١٠ - نهج البلاغة: ومن وصية لهعليه‌السلام بما يعمل في أمواله، كتبها بعد منصرفه من صفين: « هذا ما أمر به عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، في ماله، ابتغاء وجه الله، ليولجه الجنة، ويعطيه ( به )(١) الآمنة، وانه يقوم بذلك الحسن بن علي، يأكل منه بالمعروف وينفق منه في المعروف، فان حدث بحسن حدث وحسين حي، قام بالأمر بعده وأصدره مصدره، وإن لابني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي، ( إني )(٢) إنما جعلت القيام بذلك إلى ابني فاطمة، ابتغاء وجه الله وقربة إلى الرسول(٣) ، وتكريما لحرمته وتشريفا لوصلته، ويشترط على الذي يجعله إليه، أن يترك المال على أصوله، وينفق من ثمره حيث أمر به وهدي له، وأن لا يبيع من نخيل(٤) هذه القرى ودية حتى تشكل أرضها غراسا ».

قال السيد: قولهعليه‌السلام : « وأن لا يبيع من نخلها ودية » فان الودية الفسيلة وجمعها ودي. وقولهعليه‌السلام : « تشكل أرضها غراسا » هو من أفصح الكلام، أي يكثر غراسا فيراها الناظر على غير الصفة التي عرفها بها، فيشكل عليه أمرها ويظنها غيرها.

٧ -( باب عدم جواز الرجوع في الوقف بعد القبض، ولا في الصدقة بعده)

[١٦٠٩٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الذي يتصدق بصدقة ثم يرجع فيها،

__________________

١٠ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥ رقم ٢٤، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ١٨٤ ح ١٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: رسول الله.

(٤) في المصدر: أولاد نخيل.

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٢.

٥٧

مثل الذي يقئ يرجع في قيئه ».

[١٦٠٩٧] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الصدقة يجعلها الرجل لله مبتولة، هل له أن يرجع فيها؟ قال: « إذا جعلها لله فهي للمساكين وأبناء السبيل، ليس له أن يرجع فيها ».

[١٦٠٩٨] ٣ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه كان إذا أعطى السائل شيئا فيسخطه(١) انتزعه منه وأعطاه غيره.

وتقدم حديث آخر، عنه.

[١٦٠٩٩] ٤ - عوالي: اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يحل لرجل(١) يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها، إلا الوالد فيها يعطي ولده، ومثل الذي يعطي عطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب، يأكل فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه ».

٨ -( باب أنه يكره تملك الصدقة بالبيع والهبة ونحوهما، ويجوز بالميراث)

[١٦١٠٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إن تصدقت بصدقة ثم ورثتها، فهي لك بالميراث ولا بأس بها » قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا تصدق الرجل بصدقة لم يحل له أن يشتريها، ولا أن يستوهبها، ولا أن يملكها بعد أن تصدق بها، إلا بالميراث، فإنها إن

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٤.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٧٦.

(١) في المصدر: فيتسخطه.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥١ ح ١١٣.

(١) في المصدر: للرجل أن.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٥.

٥٨

دارت إليه بالميراث حلت له ».

٩ -( باب اشتراط الصدقة بالقصد والقربة، وحكم وقوعها في مرض الموت)

[١٦١٠١] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه سئل عن رجل كانت له خادمة(١) فأذته امرأته فيها، فقال لها: هي عليك صدقة، فقال: « إن كان ذلك لله فليمضها، وإن يفعل فله أن يرجع فيها ».

[١٦١٠٢] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « لا خير في القول إلا مع العمل إلى أن قال ولا في الصدقة إلا مع النية ».

١٠ -( باب جواز اعطاء فقراء بني هاشم من الصدقة، سوى الزكاة، ومن الوقف على الفقراء)

[١٦١٠٣] ١ - الصدوق في المقنع: واعلم أن صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحل لبني هاشم ولمواليهم، وروي أن فاطمةعليها‌السلام جعلت صدقاتها لبني عبد المطلب وبني هاشم، وسئل أبو عبد الله عن الصدقة التي حرمت على بني هاشم ما هي؟ فقال: « هي الزكاة ».

[١٦١٠٤] ٢ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن عبد الله بن شيبان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إنما حرم على بني هاشم من الصدقة الزكاة المفروضة على الناس، ثم قال: لولا هذا لحرمت علينا هذه المياه التي

__________________

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ٢٧٧ ١.

(١) في المصدر: جارية.

٢ - الاختصاص ص ٢٤٣.

الباب ١٠

١ - المقنع ص ٥٥.

٢ - كتاب حسين بن عثمان ص ١١٠.

٥٩

فيما بين مكة والمدينة ».

١١ -( باب حكم صدقة المرأة وهبتها، بغير إذن زوجها)

[١٦١٠٥] ١ - وجدت في مجموعة عتيقة خبرا طويلا، أظنه مأخوذا من كتاب أحمد بن عبد العزيز الجلودي: حدثنا يحيى بن عمر قال: حدثنا عبس بن مسلم قال: حدثنا عمر(١) بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن مسلم، عن مهران الثقفي، عن عبد الله بن محبوب، عن رجل(٢) ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في خبر طويل أنه قال لحولاء العطارة: « يا حولاء والذي بعثني بالحق نبيا ورسولا، لا ينبغي للمرأة أن تتصدق بشئ من بيت زوجها إلا باذنه، فان فعلت ذلك كان له الاجر وعليها الوزر » الخبر.

[١٦٢٠٦] ٢ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل قال: قال: « ولا يجوز للمرأة في مالها عتق ولا بر إلا بإذن زوجها ».

[١٦٢٠٧] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن امرأة سألته: فقالت يا رسول الله ما حق الزوج على ( الزوجة؟ قال: )(١) « لا تتصدق من بيته إلا باذنه »، الخبر.

__________________

الباب ١١

١ - كتاب قصة الحولاء ص ١٤١.

(١) في المصدر: عمرو.

(٢) في المصدر: أبو هريرة.

٢ - الخصال ج ٢ ص ٥٨٨ ح ١٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٦ ح ٨ ٧٩.

(١) في المصدر: « زوجته؟ فقال: أن ».

٦٠

الباب الرابع

الصوت

١ - الصوت

٢ - صوت الإنسان

٣ - خصائص الصوت

٤ - عيوب الصوت

٥ - التحكم في الصوت

٦ - الإشارات

٧ - الجلوس

٦١

الصوت

إنّ للأصوات أثراً كبيراً في حسن وقع الكلام أو قبحه، وليس المرجع في ذلك جمالها وقبحها، ولكن عمقها وركوزها ورياضتها على تصوير المعاني، وجودة نقل الخواطر؛ فإنّ الألفاظ والأصوات متعاونات في الدلالة على المعاني النفسيّة، فألفاظ التألّم والحزن والغم مثلاً إذا سمعتها مجردة ما أثارت في نفسك شيئاً.

أمّا إذا سمعتها من متألم، واشترك صوت متأثر بالآلام مع اللفظ، أثارت في نفسك خواطر الأسى ومواضع الحزن، وأحسست بالألم العميق، تشترك فيه مع مَنْ حكى لك آلام نفسه في نغمات صوته.

وليعلم الخطيب أنّه لا شيء كالصوت يعطي الألفاظ قوّة حياةٍ، وإنّه إذا أحسن استخدامه خلق جواً عاطفياً يظُلّ السامعين، وبه يستولي عليهم(١) .

أمّا جمال الصوت وقبحه فله وقع آخر في النفس من نوع آخر. فمن الناس مَنْ يسمع الإنسان صوته محدّثاً أو قارئاً أو خطيباً فيشعر بنغماته تثير ارتياحه، وبرنينه يهزّ إحساسه، وبعمقه يصل إلى أبعد غور في نفسه، وبتشكيله بأشكال مختلفة يتّضح المعنى، وينكشف المبهم، ومن الناس مَنْ تسمع منه أجمل العبارات، وأجود الألفاظ الدالّة على المعاني، فترى العبارات قد فقدت جزءاً كبيراً من بهجتها، وذهب من المعاني أكثر روعتها(٢) .

____________________

(١) المصدر نفسه / ١٧٠.

(٢) الخطابة - اُصولها، تاريخها / ١٧٠.

٦٢

فلمّا كان الإنسان مجبولاً بفطرته على الميل نحو الجميل والنفور عن القبيح، فيمكن أن يكون الصوت سبباً لقبول الدعوة إذا كان حسناً، ويمكن أن يكون سبباً للنفور والابتعاد عنها إذا كان قبيحاً.

قيل: إنّ رجلاً مسلماً كان يؤذّن في المسجد يومياً، جاءه رجل يهودي يشكره على الخدمة الجليلة التي أسداها له، فأنكر المسلم ذلك؛ لأنّه لم يسبق بمعرفته، ولم يقدّم له أيّ خدمة استحقت الشكر والثناء، غير أنّ اليهودي أجابه: بأنّ له بنتاً اعتنقت الدين الإسلامي، وأصرّت عليه قبال محاولاته المتكرّرة في إرجاعها لليهودية، ولمّا سمعت ذلك الصوت المزعج من ذلك المؤذّن دخل في قلبها الاشمئزاز والنفور؛ ممّا خفّف وطأة إصرارها على الإسلام حتّى عادت فيما بعد إلى اليهودية! فَكان هذا العمل من هذا المؤذّن استحق الشكر في نظر اليهودي؛ لأنّه صنع ما لم يصنعه(١) .

وقد ورد في الفقه الإسلامي استحباب أن يتقدّم للأذان مَنْ كان صوته جميلاً؛ لأنّ طبع الإنسان ميّال إلى الجميل، وكذلك في قراءة القرآن أمام الناس؛ فإنّ اللحن الحسن والصوت الجميل لهما أثر في القلوب.

إنَّ من أبرز الاُمور التي ميّزت الخطابة المنبرية عن غيرها تضمّنها لجزء واسع من الأداء الصوتي، فعلى الخطيب أن يراعي

____________________

(١) حكايت ها وهدايت ها در آثار شهيد مطهري / ٣٢٠. (فارسي)

٦٣

هذين الأمرين:

أ - أن يتقن أطوار الخطابة الحسينيّة المختلفة، ويستفيد منها بحسب أذواق الحاضرين، فإنّ لكلّ جماعة ذوقاً ينبغي مراعاته والقراءة على طبقه؛ فإنّ ذلك ضامن لامتلاك نفوسهم وعواطفهم.

ب - أنَّ المنبر الحسيني كما إنّه وسيلة للهداية والإصلاح، فهو عبرة تمتزج العواطف مع أهل البيتعليهم‌السلام تعبيراً عن الولاء والإخلاص لهم؛ ولهذا فإنّ غالبية الناس لا يفرّطون بهذه الدموع، فيرجّحون غالباً المنبر الذي فيه ذلك، وإن كان بسيطاً في موضوعه على المجلس الذي يخلو من ذكر مصائب أهل البيتعليهم‌السلام ، وإن كان المتحدّث يأتي بالجديد والغريب.

إضافة إلى ذلك أنّ الناس يرجّحون الخطيب الذي يتمتّع بصوت حسن، وأداء جيد على الخطيب الذي ليس لديه حظّ من ذلك؛ لما تقدّم في أنّ الخطيب مهمّته تقريب القلوب من صاحب المصاب.

فالخطيب الذي ليس لديه ما ترغب به الناس أن لا يقحم نفسه معهم؛ فإنّ النتيجة سوف لا تكون بصالحه، والتجربة شاهد على ذلك، إلاّ إذا علم توافقهم مع ما عنده.

صوت الإنسان

إنّ مصدر حدوث الصوت في الإنسان هما الحبلان الصوتيّان في الحنجرة، والحبلان الصوتيّان غشاءان عضليّان مثبّتان بين الغضروف العلوي والخلفي للحنجرة، وبينهما فتحة ضيّقة، ويتحكّم في شدّ وارتخاء هذين الغشاءين عضلات خاصة، فإذا كان الإنسان صامتاً فإنَّ الحبلين الصوتيين يكونان مرتخيين، وإذا تحدّث الإنسان فإنّ الحبلين

٦٤

الصوتيين يصبحان مشدودين، وتضيق الفتحة بينهما، وعندما يندفع الهواء بين الحبلين الصوتيين فإنّهما يهتزّان، وبمساعدة الحلق واللسان، والشفتين والأسنان يتشكّل صوت الإنسان وتُسمع الكلمات.

خصائص الصوت

وهي ثلاث:

أ - القوّة (شدّة الصوت)

هي سعة اهتزازات الآلة الصوتية، وهي تتعلّق بالقوّة التي يطرد فيها الهواء الرئتين، كما إنّ قوّة الصوت الخارج من أوتار العود مرجعها قوّة ضرب الأنامل.

ب - النبرة (درجة الصوت)

وهي في درجة شدّ الأوتار، أو ما ينجم عنها من تغيّر في مدى الاهتزاز، وهذا الشدّ تقوم به عضلات الحنجرة التي تشدّ أو ترخى، والتي قد يصيبها الشلل كما في بعض الأمراض العصبية فيبحّ الصوت أو ينطفئ.

ج - الرنّة (نوع الصوت)

وهي التي تميّز الأصوات بعضها عن بعض؛ لأنّها تتعلّق بتجويف الفم، وتختلف في كلّ واحد باختلاف هذا التجويف؛ إذ لا علاقة للرنّة في قوّة الصوت ونبرته، وقد يصل الإنسان بالتمرين إلى تبديل رنّة صوته، كما يفعل المقلّدون في محاكاة غيرهم من الناس، أو محاكاة أصوات الحيوانات.

٦٥

عيوب الصوت وعلاجها

عيوب الصوت كأن تكون رنّات الصوت مزعجة، أو لا تكون من القوّة بحيث تسترعي الانتباه، أو يكون بالخطيب ضيق نفس بحيث لا يستطيع أن يقول كلاماً مفيداً من غير أن يقطع النفس بيانه، ويفسد عليه استرساله، وهذه العيوب بعضها يعالج بالمران، وبعضها يستعان عليه بالطبّ مع المران.

وقد وضعوا بعض المحاولات في تحسين رنّة الصوت أو قوّته، كما إنّه ليس هناك أنفع أثراً من المران.

فإذا كنت تحسّ أنّ كلامك مضطرب، ونبرات صوتك تثير السخرية للسامع، أو لا تسترعي التفاته، فجرّب التمرينات التالية عشر دقائق كلّ يوم لمدّة شهر:

أ - خذ نفساً عميقاً ثمّ الهث بسرعة ونشاط حتّى تتعب، ثمّ حاول أن تضحك وأن تستنشق الهواء ببطء عدّة مرّات، وحاول عند الزفير أن تكرّر كلمتي (هوت) (هات)، ولا تيأس أذا أجهدتك هذه التمرينات في الأيام الأولى؛ فإنّ ذلك يدلّ على أنّ عضلة الحجاب الحاجز عندك في حاجة إلى تنشيط.

ب - لتنشيط عضلات الفكّين حوّل رأسك في حركات دائرية، ثمَّ تثاءب وأَدر فكَّيك ببطء من جانب إلى جانب، ثمَّ اقرأ في همس وبسرعة حتّى تتعب الأوتار.

إنّ بعض العيوب ترجع إلى ضعف نبرات الصوت، وإلى سوء نطق الحروف التي تتكوّن بتحريك اللسان والشفتين، والأسنان وسقف

٦٦

الحلق والفكين في أوضاع مختلفة، وهذه التمرينات مفيدة لتلافي هذه العيوب.

ج - إذا كنت (أخنب)، كلامك يبدو من أنفك، فإنّ ذلك يرجع إلى أنّك تسدّ أنفك أثناء الحديث، فتحرم نفسك بذلك من تكبّر وترشّح مهم للصوت.

حاول أن (تدندن) لبضع دقائق، وأن تعود إخراج الصوت من الأنف بالإكثار من ترديد كلمات تنتهي بالحرفين (م، ن) أو المقطع (إنچ).

د - إذا كان الصوت ضعيفاً فعلاجه بتقوية الرئتين بالصياح كما فعل (ديموستين)؛ فقد كان ضعيف الصوت، فلمّا أراد أن يصبح خطيباً راض نفسه، فصعد على الجبال الوعرة، ووقف قرب ساحل البحر، محاولاً أن يكون صوته أعلى من صخب أمواج البحر. وقد كان له ما أراد بتلك المحاولات(١) .

التحكّم في الصوت

أ - أن يجعل الخطيب صوته مناسباً لسعة المكان، ولعدد السامعين، فلا ينخفض حتّى يصير همساً في آذانهم، ولا يعلو حتّى يكون صياحاً، بل يكون بين هذا وذاك.

ب - وعند الابتداء يبتدئ بصوت منخفض، ثمّ يعلو شيئاً فشيئاً؛ فإنّ العلوّ بعد الانخفاض سهل، ووقعه على السامعين مقبول،

____________________

(١) كيف تكسب الثروة والقيادة.

٦٧

أمّا الانخفاض بعد الارتفاع فلا يحسن وقعه(١) .

ج - على الخطيب أن يوازن بين الزمن الذي تستغرقه خطبته والمجهود الصوتي الذي يجب بذله، وليجعل هذا على قدر تلك المدّة؛ وإلاّ أصابه الإعياء قبل الوصول إلى الغاية، وهذه مشكلة حقيقية يعاني منها الكثير من الخطباء، خاصّة الخطباء المبتدئين، فإنّ صوته لا يعينه على إتمام خطبته، وكثيراً ما تتغيّر نبرة الصوت في آخر الخطبة فيبحّ ممّا لا يسعفه على إتمام الخطبة إلاّ بعناء ومشقّة.

____________________

(١) الخطابة - اُصولها، تاريخها - محمد أبو زهره / ١٧٠.

٦٨

الإشارات

الإشارات هي المخاطبة الصامتة، أو هي لغة التفاهم العامّة، وهي في كثير من الأحيان صوت الشعور وعبارة الوجدان. فالغاضب ينغض جبينه، ويعبس وجهه، ويقبض أصابعه بدافع شعوري من غير إرادة؛ لهذا كان للإشارة أثر في إثارة الانتباه والشعور، وتقوية الدلالة؛ لأنّ للمعنى ثلاث دلالات:

١ - لفظيّة

٢ - صوتيّة

٣ - إشارات بيانيّة

والإشارات البيانيّة بعضها شعوري اندفاعي لا يكون بالإرادة، بل بدافع الإحساس الوقتي للخطيب الذي يثيره موقفه الخطابي، كتحريك الحاجبين للدهشة، وبعضها إرادي قصدي يعمد إليه الخطيب للتأثير.

والإشارات على نحو عام ذات أثر في تأكيد الكلام في نفس السامع وتقويته، غير أنّه يجب أن يلاحظ إنّ للإشارات قيوداً لا تحسن إلاّ بها:

أ - يجب أن تكون ملائمة للمعنى، موافقة له؛ يشعر السامعون بقوّة دلالتها عليها، وإلاّ كانت حركات عابثة لا معنى لها.

ب - أن تكون الإشارة مقارنة للقول أو تسبقه قليلاً؛ لتكون ممهّدة ومنبّهة له، فينتبه السامعون ويترقّبونه ليجئ في وقت الحاجة إليه فيثبت بأحسن ثبات.

ج - لا يصح أن تتكرّر الإشارة؛ فإنّ في تكرارها ما يدعو إلى السأم والملل، وما يوهن موقف الخطيب، ويضعف تأثير قوله، ويذهب

٦٩

بسمت الخطيب ومهابته عند السامعين، فعلى الخطيب أن يتقيّد في اعتدال استخدام الإشارات وبحسب الحاجة(١) .

د - الإشارات عادة وبحسب المألوف تكون باليدين، وبتعبيرات الوجه، ولا تليق بتحريك تمام البدن.

الجلوس

الهيئة التي تتلائم مع الخطابة المنبرية هي الجلوس، فعلى الخطيب أن يحسن جلوسه على المنبر الذي لا بدّ أن يكون مرتفعاً؛ ليشرف على السامعين، وليصل صوته إليهم ليتمكنوا من رؤيته؛ فإنّ الرؤية تعين على حسن الاستماع.

وقبل الشروع في الخطبة في أوّل ارتقائه المنبر يحسن بالخطيب النظر قليلاً إلى المستمعين حتّى يتمّ سكوتهم، ويلفت انتباههم نحوه، أو يدعوهم إلى الصلاة على النبي وآله الطاهرين.

____________________

(١) المصدر نفسه / ١٧٣.

٧٠

الباب الخامس

الحالة النفسيّة للخطيب

١ - الحالة النفسيّة للخطيب

٢ - آثار الانفعال

٣ - رباطة الجأش

٤ - أسباب المخاوف وعلاجها

٥ - تأثير العادات على الخطيب

٦ - أسباب الشرود الذهني عند السامع

٧١

الحالة النفسيّة للخطيب

إنَّ جميع أعمال الإنسان تحتاج إلى عنصر نفسي نابع من ذات الإنسان، به يؤدي تلك الأعمال بمستواها الطبيعي والمألوف، وكلّما ازدادت الأعمال تعقيداً احتاجت إلى قوّة نفسية مقابلة لها. فالفوز والفشل، والنصر والهزيمة منبعهم الأول هو ذات الإنسان نفسه.

فالجندي مثلاً إذا كان مهزوماً في أعماق نفسه فإنّه لا ينال النصر على أعدائه، ولو كانت بين يديه الأسلحة الفتّاكة؛ فالمنهزم في ذاته يعجز عن أداء أبسط الأعمال.

وإذا كان للعامل النفسي هذا الدور والتأثير العظيم في أعمال الإنسان، فقد دأب أساتذة الفنّ على تصحيحه، وتقويته في نفوس المتعلّمين.

ففي الفنون القتاليّة مثلاً يمارس المتعلّم الحركات القتاليّة أمام خصم مفترض، وفي الوقت نفسه يخضع لعمليّة نفسيّة تزرع وتحفر في ذاته الثقة بقدراته وقابليّاته، بحيث توثق أركان النصر على أعدائه في أعماق نفسه، قبل المباراة معهم في الواقع.

ومن هذا نستطيع القول أنّ الخطابة شأنها في ذلك كشأن تلك الفنون، تحتاج في تربية الخطيب المبتدئ إلى جانبين:

أ - تعليم اُصول وقواعد فن الخطابة الحسينيّة.

ب - تدريب العامل النفسي عند الخطيب.

الغالبيّة من المبتدئين يساورهم الخوف حينما يرتقي المنبر، وتضطرب نفسه، ويختلّ سلوكه، ويتخبّط في أدائه.

فالبعض لا يقوي

٧٢

على التغلّب على هذه العقدة، فينهزم عن هذا الميدان بانهزام ذاته، أو إنّ البعض لا يتجرّأ منذ البدء على الممارسة العمليّة في الخطابة؛ لتوغّل الخوف في أعماقه، أمّا البعض الآخر يقاوم تلك المخاوف ويصارعها إلى أن ينال مراده.

ولمّا كانت لهذه المخاوف هذا التأثير العظيم على سير الخطيب، ينبغي أن يقف الخطيب المبتدئ على أسباب وآثار تلك المخاوف، وكيفية علاجها.

آثار الانفعال

عندما يتعرّض الخطيب لموقف فيه آثاره للمخاوف تحدث في جسمه عدّة تغيّرات فسيولوجية هامّة تؤثر على وضعه النفسي؛ فيؤدّي به إلى اضطراب ملحوظ.

ومن هذه التغيّرات:

أ - التغيّرات الحاصلة في الدورة الدمويّة

عندما ينفعل الإنسان بنحو عام عند تعرّضه لموقف فيه إثارة للمخاوف، يزداد سرعة خفقان القلب كما تزداد شدّته. وقد لوحظ أنّ سرعة النبض تزيد أثناء الانفعال من (٧٢) إلى (١٥٠) نبضة في الدقيقة، وينتج عن سرعة نبضات القلب وشدّتها زيادة في كمية الدم التي يرسلها القلب إلى أجزاء البدن المختلفة؛ وهذا يؤدّي إلى ازدياد ضغط الدم.

ويحدث أثناء الانفعال انقباض الأوعية الدمويّة الموجودة في الأحشاء، واتّساع في الأوعية الدمويّة الموجودة في الجلد وفي الأطراف؛ ويؤدّي ذلك إلى اندفاع الدم الموجود من الأحشاء إلى

٧٣

الأجزاء الخارجية في البدن وإلى الأطراف؛ ولذلك يحمر وجه الإنسان، ويشعر بالحرارة تتدفق في وجهه وفي بدنه(١) .

ب - التغيّرات التي تحصل في الغدد

يزداد نشاط العرق أثناء الانفعال ممّا يسبب تصبب العرق بشدّة، وخاصة في الجبهة وفي اليدين، ويقلّ نشاط الغدد اللعابية ممّا يسبب جفاف الحلق(٢) .

ج - تغيّرات اُخرى

يلاحظ أثناء الانفعال أيضاً اضطراب في التنفّس، واتّساع في شعبتي القصبة الهوائيّة، كما يحدث اتّساع في بؤبؤ العين، ويزداد التوتر العضلي(٣) .

د - تغيّرات في نبرة الصوت

ويحدث الانفعال تغيّراً هاماً في نبرات الصوت، ويعبّر عادة عن حالة الشعور بالفشل واليأس بخفوت الصوت وببطء الكلام، ويعبّر عن حالة التهيّج والتحمّس بارتفاع الصوت وحدّته.

إنّ الانفعال يحدث عادة حالة من التوتّر في البدن، ويمتدّ هذا التوتّر إلى الأوتار الصوتيّة، والحجاب الحاجز، ويؤدّي ازدياد توتّر الأوتار الصوتيّة والحجاب الحاجز إلى ازدياد حدّة الصوت

____________________

(١) علم النفس - الدكتور اُميمة علي خان / ١٢٤.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) المصدر نفسه / ١٢٥.

٧٤

وعلوّه وارتفاعه، كما يشاهد في حالات الخوف أو الغضب(١) .

ﻫ - تأثيرات الانفعال في العمليّات العقليّة

لا تسلم العمليّات العقليّة من أسباب الانفعال؛ فهي تتأثّر كما يتأثّر أعضاء البدن، ومن تأثيرات الانفعال:

أ - حصول النسيان: لا يتذكَّر أحياناً حتّى الأشياء التي انطباعها قويّ في ذاكرته.

ب - فقدان القدرة على تنظيم الفكر: تبدو أفكاره وحركاته غير مترابطة، فترى مثلاً المناقش الهادئ الرزين يلجأ حين يفحم ويرتج عليه إلى الصياح، أو اللحاح، أو المكابرة، وإذا به أضحى عاجزاً عن الفهم، عاجزاً عن إخفاء ما تنطوي عليه نفسه من شكّ وارتياب، أو خوف أو بغض(٢) .

ج - الحبسة في اللسان: وهي ثقل النطق عليه، وهي ناتجة من عدم وضوح ما يريد أن يقوله، أو من الحياء والخجل(٣) .

د - إدخال بعض الكلام في بعض: ومنشأ هذا العيب في بعض الأحوال إنّ الألفاظ بسبب سعة المخيّلة تسبق القصد، فالمتكلّم يستعمل اللفظ ثمّ يتركه إلى سواه قبل أن يتمّ تكوّنه(٤) .

تبين لنا في هذا الكلام أهم ما يعتري الخطيب المبتدئ، الذي يعاني من الخجل

____________________

(١) المصدر نفسه / ١٢٧.

(٢) اُصول علم النفس - أحمد عزّت / ١٦٦.

(٣) الخطابة - اُصولها، تاريخها / ٦٣.

(٤) المصدر نفسه.

٧٥

والخوف والاضطراب، ولكن المبتدئين يختلفون في نسبة تأثّرهم بذلك من جهة الشدّة؛ لاختلاف طبائعهم.

رباطة الجأش

نستطيع القول الآن بعد بيان ما تقدّم بأنَّ الخطيب لا يكون خطيباً حقّاً إلاّ ببلوغ مرحلة الاستقرار النفسي، والثقة بها ورباطة الجأش، بحيث تزول عن نفسه المخاوف التي كانت تنتابه في مرحلة البدء أثناء مقابلة الناس وهو على المنبر.

فالخطيب المقتدر هو الذي لا يتعلّق في نفسه وجل ولا اضطراب، إنّما يتلذّذ في أدائه حينما يكون على المنبر أكثر من بقيّة أحواله العاديّة.

فالخطيب الذي يُقال عنه خطيب هو الذي يقف أمام الجالسين مطمئن النفس، غير مضطرب ولا وجل، وإلاّ لم يستطع ملاحظة السامعين، ولم يؤثّر كلامه فيهم. وهم إن أحسّوا بضعفه واضطرابه صغر في نظرهم، وهان هو وكلامه في أعينهم، فيذهب كلامه هباءً منثوراً.

ولا بدّ أن نلفت الانتباه [ إلى ] أنّ قولنا: (الذي بلغ مرحلة الثبات والاستقرار النفسي ورباطة الجأش حقّ عليه القول بأنّه خطيب)، قولنا هذا يتفق مع إتقان وأحكام الجانب الأول من علم قواعد فنّ الخطابة وأدائها بالنحو الصحيح؛ وإلاّ فالكثير ممّنْ ارتقى المنبر ساعدته قواه النفسيّة وثقته بها على الظهور بالثبات ورباطة الجأش، ولكنّه طبق المحاكمة مع قواعد فنّ الخطابة لم يكن خطيباً بالمعنى الذي يراد من فنّ الخطابة.

٧٦

أسباب المخاوف وعلاجها

١ - إنّ السبب العميق الذي يبعث الفرد على الشعور بالنجاح أو الفشل هو ما يحمله من صورة ذهنيّة عن نفسه، فالذي تمتلئ نفسه بالمخاوف إنّما تتمركز في ذهنه صورة الفشل والنقص، فلن ينفع طبيب ولا دواء لمعالجة هذا الخوف المتمكّن في أعماق الذات إلاّ إذا تغلّب الفرد على شعوره بالنقص والفشل؛ فإنّ سرّ النجاح عند اُولئك الذين ليسوا أكثر خبرة ومعرفة من غيرهم، هو كامن في الصورة التي يحملونها في أذهانهم لأنفسهم، لقد تمثّلوا في أنفسهم رجالاً ناجحين.

أمّا اُولئك الذين توفّرت لهم مؤهّلات النجاح، ومع ذلك أخفقوا، فالأغلب أنّ نفوسهم حافلة بالمخاوف والشكوك، وأنّ أسباب تلك المخاوف إيحاءات وهميّة غير واقعيّة يتفاعل معها الفرد الخائف فتثبط عزيمته عن مواجهة المواقف(١) .

فخلع صورة الفشل من أعماق النفس واستبدالها بالثقة بالقدرات والطاقات، وإحلال محلّها الثقة بالنجاح، خطوة أولى في معالجة تلك المخاوف.

حدِّث نفسك دائماً بأنّك تخطب أمام جمهور غفير، وبخطاب بليغ، حدِّث نفسك دائماً بأنّ التوفيق رفيق لك لا يفارقك، ولا تدع غير هذا يتسرّب إلى ذهنك فيثبط عزيمتك ويخذلك.

____________________

(١) كيف تكسب الثروة والقيادة.

٧٧

٢ - بعد التغلّب على المخاوف النفسيّة، وخلع صورة الفشل أن يشخّص المبتدئ هدفه منذ البدء - هدفه في الخطابة -، وأن يعتقد به اعتقاداً راسخاً.

٣ - أن يجمع المبتدئ عزمه وإرادته، ويحمل نفسه على الخوض في ميدان الممارسة العملية؛ فإنّ أنفع طريق لقتل وخلع تلك المخاوف الكامنة في الذات هو اقتحام الأمر المخوف بعد القناعة بغلبته، كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «إذا هبت أمراً فقع فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه»(١) .

فالذي اعتقد بهدف وغاية الخطابة ما عليه إلاّ أن يمارس في الواقع ما يصبو إليه، فقد اقترن مع النكوص الحرمان، ومع الشجاعة والاقتحام التوفيق والنجاح، كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «قُرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان»(٢) .

وعليك أن تكون أصعب من الصعوبات التي تواجهك أثناء الممارسة العمليّة؛ فإن كنت كذلك سهلت الاُمور، وذلَّ لك كلّ شيء. أمّا لو كنت خلاف هذا، صار كلّ شيء أقوى من قواك، فيتعذّر عليك التغلّب عليه، وكان الفشل عاقبة أمرك.

٤- جُبل الإنسان على حبّ ذاته ومتعلّقاتها، ففي جانب من هذا الحبّ يحرص أن تظهر علاقاته الاجتماعيّة بصورة تتلاءم وتتناسب مع هذا الحبّ؛ فهو يجلب لها كلّ ما يزين صورته ويحسّنها أمام الناس، ويدفع عنها ما يسيء إليها ويخدشها.

وكلّما ارتفع شأن الفرد ومنزلته في اُمور الحياة الاجتماعيّة تكوّرت حوله هالة عظيمة من

____________________

(١) نهج البلاغة ١٨ / ١٧٧.

(٢) نهج البلاغة ١٨ / ١٣١.

٧٨

المخاوف، فيراقب سلوكه ضمن المجتمع مراقبة شديدة يخاف أن تخدش هذه المنزلة، فيشدّد العزم ويجتهد على الحفاظ عليها، فيحذر ويتجنّب أصغر الاُمور التي لا تعدّ في الحياة العاديّة ما يسيء إليه، ويرفض أيضاً من الآخرين أيّ سلوك يظنّ فيه ما يخدش تلك المنزلة.

البعض من الخطباء المبتدئين يأتي إلى الخطابة وهو يحمل هذه الصورة، صورته ضمن المجتمع، فتنشأ عنده مخاوف من هذا السبب حينما يرتقي المنبر تعتلج في صدره مخاوف الفشل، وما يترتب على هذا الفشل من الظهور أمام الآخرين بصورة تقدح في منزلته بينهم، فتأخذ هذه الصورة من ذاته مأخذاً عظيماً تسبب له الاضطراب والحيرة والقلق.

أمّا علاج هذا التوهّم: ينبغي للخطيب المبتدئ أن يقلع سبب هذا التوهّم، فالمبتلي به عليه أن يصحح نظرته اتّجاه بعض أنماط السلوك الاجتماعي.

أولاً: أن لا يبالغ الفرد مهما كان شأنه بقيمته ومنزلته؛ فهو في مجال تعلّم الخطابة، فعليه أن يعرف أنّ شأنه في ذلك شأن المتعلّم الذي ليس له في البدء غير استعداد التعلّم، وهذا لا يقدح أصلاً في مقامه، ولا في شأنه، أمّا أن يضع نفسه أعلى من ذلك فعليه أن يتحمّل أسباب الفشل.

ثانياً: الإنسان ما عدا مَنْ عصمهم الله تعالى ممزوج بالنقص والعيوب، ولكنّها متفاوتة بين الأفراد نوعاً وشدّة، فكما إنّ الإنسان فيه

٧٩

القابلية على النكوص فيه القابلية على التكامل والعلوّ، ولا يخرج ذلك إلاّ بالتجربة والعمل؛ فبالعمل المناسب للنكوص يتراجع الفرد، وبالعمل المناسب للنجاح يعلو الفرد ويسمو.

فالنقص والعيب في القابليات والقدرات ليست اُموراً قادحة في الفرد، ولا مُحِطّة لقيمته، فهي ليست ما يشكّل خطراً في الوضع الاجتماعي إذا نظر إليها الفرد نظرة واقعية.

ثالثاً: لا يحكم الخطيب المبتدئ على نفسه بالفشل القطعي إذا لم يوفّق في محاولة واحدة أو عدّة محاولات؛ فإنّ الخطابة منهجها التكرار والمواصلة فلا تظهر الثمرة فيها دفعة واحدة.

ولنعلم أنّ كثيراً ممّن تفوّقوا في كثير من الاختصاصات العلميّة والفنيّة إنّما اتّخذوا من الفشل منطلقاً.

لم يقعد بهم الفشل إلى اليأس والقنوط والتراجع، إنّما حفّز إرادتهم وشجَّعهم على المواصلة والجدّ والسعي والمثابرة، فنالوا أهدافهم، وتفوّقوا على أقرانهم، ولعلَّ هذا هو المستفاد من قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : «سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك»(١) .

فقد يخرج الفشل كوامن الطاقات، وقد يخلد الفوز والنجاح إلى الكسل والغرور والجمود؛ فعليك أن تتقبّل الفشل كما تتقبّل النجاح، كلاهما يدفعان بك إلى العمل والنشاط والمثابرة.

٥ - من الأسباب المهمّة التي تنشأ الاضطراب في نفس الخطيب

____________________

(١) نهج البلاغة ١٨ / ١٧٤.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140