التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 473

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علاء الحسون
تصنيف: الصفحات: 473
المشاهدات: 209314
تحميل: 8913

توضيحات:

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 473 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 209314 / تحميل: 8913
الحجم الحجم الحجم
التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(٢)

الصفات التنزيهيّة

الاحتياج

أدلة نفي الاحتياج عنه تعالى :

١ - إنّ الله تعالى غني عن الغير في كلّ شيء ؛

لأنّ الاحتياج من صفات الممكنات ، وواجب الوجود منزّه عن الاحتياج(١) .

٢ - إنّ الله تعالى قديم ، والقديم هو الذي يتقدّم على الكل فيكون غنيّاً عن الكل.

قال تعالى : ( يا أيّها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ) [ فاطر : ١٥ ]

تنبيه : أقسام الاحتياج :

١ - في الذات : كاحتياج الأثر إلى الموثِّر.

٢ - في الصفات : كاحتياج القادر - في كونه قادراً - إلى القدرة.

٣ - في جلب المنافع ودفع المضار.

والله تعالى غني في جميع هذه الأقسام :

____________________

١- انظر : النكت الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأوّل ، ص ٣١.

عجالة المعرفة في أصول الدين ، محمّد بن سعيد الراوندي : فصل في الصانع وصفاته ، ص ٣٠.

كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث، الفصل الثاني ، المسألة (١٧) ، ص ٤٠٨.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثاني عشر ، ص ٢١٩.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، كونه تعالى غنيّاً ، ص ٢٣٩.

٨١

١ - إنّه تعالى غني بذاته ؛ للأدلة الواردة أعلاه.

٢ - إنّه تعالى غني بصفاته ؛ لأنّ صفاته عين ذاته.

٣ - إنّه تعالى لا يصح عليه النفع والضرر ؛

لأنّ النفع والضرر لا يجوزان إلاّ على من يلتذ ويتألّم ،

واللذة والألم لا يجوزان إلاّ على صاحب الشهوة والنفور.

والشهوة والنفور من خواص الأجسام ،

والله تعالى منزّه عن الجسمانية(١) .

____________________

١- انظر : شرح جمل العلم والعمل ، الشريف المرتضي : وجوب كونه تعالى غنياً ، ص ٧١.

تقريب المعارف ، أبو الصلاح الحلبي : مسائل التوحيد، مسألة : في كونه تعالى غنياً ، ص ٨٧.

الاقتصاد ، الشيخ الطوسي : القسم الأوّل ، الفصل الرابع ، ص ٧٤.

المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٥٤.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثاني عشر ، ص ٢١٨.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، كونه تعالى غنياً ، ص ٢٣٨ - ٢٣٩.

٨٢

(٣)

الصفات التنزيهيّة

التركيب

أقسام التركيب :(١)

١ - التركيب الخارجي : وهو التركيب من الأجزاء الخارجية ، وهذه الأجزاء :

عند الفلاسفة : متكوّنة من المادة والصورة ،

وعند علماء الطبيعة : متكوّنة من المادة والصورة والأجزاء العنصرية والذرية.

٢ - التركيب الذهني : وهو التركيب من الأجزاء العقلية ، من قبيل : الوجود والماهية والجنس والفصل.

٣ - التركيب من الجهات والحيثيات ، كحيثية الذات والصفة في الصفات الزائدة على ذاته تعالى.

٤ - التركيب من الأجزاء الوهمية كأجزاء الخط والسطح والجسم ،

والله تعالى منزّه عن جميع أنواع التركيب.

أدلة نفي التركيب في ذات الله تعالى :

١ - المركّب يحتاج ويفتقر إلى أجزائه ، ولكن الله تعالى - كما ثبت سابقاً - منزّه عن الاحتياج والافتقار(٢) .

____________________

١- انظر : كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة العاشرة ، ص ٤٠٦.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد، استحالة التركيب في ذاته تعالى ، ص ٢٢٥.

قواعد العقائد ، نصير الدين الطوسي : الباب الثاني : في صفاته تعالى ، الصفات السلبية ص ٦٨ ، هامش رقم (١ ) لمحقق الكتاب علي الرباني الكلبايكاني.

٢- انظر : النكت الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأول ، ص ٣٠.

قواعد العقائد : نصيرالدين الطوسي : الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٦٨.

كشف الفوائد : العلاّمة الحلي : الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٢١٣ - ٢١٤.

الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد ، مقداد السيوري : الركن الأول ، في الصفات السلبية ، ص ٧١.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، استحالة التركيب في ذاته تعالى ، ص ٢٢٤.

٨٣

بعبارة أخرى :

وجود " الجزء " مقدّم على وجود " الكل " ،

وكلّ " جزء " من المركّب مغاير لغيره ،

فيكون المركّب مفتقراً إلى أجزائه.

ولكن الله تعالى هو الغني الذي لا يفتقر إلى غيره(١) .

٢ - إذا كانت الذات الإلهية مركّبة ، فإنّ هذه الأجزاء لا تخلو من أمرين :

أوّلاً - أجزاء قديمة ، فيلزم تعدّد القدماء ، وهذا باطل.

ثانياً - أجزاء حادثة ، فيلزم تركيب الواجب من أجزاء غير واجبة ، وهذا باطل.

٣ - المركّب بحاجة إلى من يركّبه ، وهو منفي عن الذات الإلهية.

٤ - " الكل " مركب من " أجزاء " خارجية يكون ذات جوانب.

وجانبه هذا غير جوانبه الأخرى.

فهو بجانبه هذا منعدم عن الجوانب الأخرى ، ويكون بجوانبه الأخرى منعدم عن هذا الجانب ،

فيلزم هذا الأمر النقص في جميع الجوانب ، وبالتالي يستوجب هذا الأمر ، النقص والقصور في الذات الإلهية ، وهذا باطل(٢) .

٥ - لو كان الله تعالى مركّباً من الأجزاء ، لكان علمه وقدرته ثابتة لكلّ واحدة من أجزائه المتغايرة ، فيكون كلّ جزء من الله عالماً قادراً ، فتتعدّد الآلهة ، وهذا باطل.

____________________

١- انظر : كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الأوّل ، المسألة العاشرة ، ص ٤٠٥.

مناهج اليقين ، العلامة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الأول ، ص ٢٠١ - ٢٠٢.

٢- انظر : براهين أصول المعارف الإلهية والعقائد الحقّة للامامية ، أبو طالب التجليل : معرفة الله ، نفي التركيب عنه تعالى ، ص ٧٢.

٨٤

(٤)

الصفات التنزيهيّة

الجسمانية

الجسم ، هو الشيء المستلزم للأبعاد الثلاثة ، وهي : الطول والعرض والعمق(١) .

و " التجسيم " هو الاعتقاد بأنّ الله تعالى جسم.

أدلة تنزيه الله عن الجسمانية :

١ - الجسم بطبيعته يحتاج إلى مكان ، وبما أنّ الله منزّه عن جميع أنواع الاحتياج ، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية(٢) .

٢ - الجسم بطبيعته يتأثّر بالحوادث ، فلو كان الله جسماً لما انفك عن الأمور الحادثة من قبيل الحركة والسكون ، وكلّ ما لا ينفك عن هذه الأمور فهو حادث ، ولكنّه تعالى أزلي قديم، فيثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية(٣) .

٣ - الجسم بطبيعته محدود ، فلو كان الله جسماً لكان محدوداً ، وبما أنّه تعالى منزّه عن المحدودية ، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية(٤) .

٤ - الجسم بطبيعته مركّب ، فلو كان الله جسماً لكان مركباً ، وبما أنّه تعالى منزّه عن التركيب ، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية(٥) .

____________________

١- انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٢ ، ذيل ح ٦ ، ص ٢٩٣.

٢- انظر : الباب الحادي عشر ، العلاّمة الحلّي : الفصل الثالث ، الصفة الثانية ، ص ٥١.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، استحالة اتّصافه تعالى بالآلات الجسمانية ، ص ٢٣٧.

٣- انظر : نهج الحق وكشف الصدق ، العلاّمة الحلّي : المسألة الثالثة ، البحث الثالث ، ص ٥٦.

٤- انظر : مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثاني ، ص ٢٠٢.

٥- انظر : تلخيص المحصّل ، نصيرالدين الطوسي : الركن الثالث ، القسم الثاني ، ص ٢٥٦.

قواعد المرام ، ميثم البحرانى : القاعدة الرابعة ، الركن الثاني ، البحث الثاني ، ص ٦٩.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثاني ، ص ٢٠٢.

٨٥

أحاديث لأهل البيتعليهم‌السلام في تنزيه الله عن الجسمانية :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( ولا بجسم فيتجزّأ )(١) .

٢ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام :

( إنّ الجسم محدود متناه ،

والصورة محدودة متناهية ،

فإذا احتمل الحدّ، احتمل الزيادة والنقصان،

وإذا احتمل الزيادة والنقصان ، كان مخلوقاً )(٢) .

٣ - قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : ( إنّ الجسم محدود )(٣) .

٤ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( سبحان من ليس كمثله شيء ، لا جسم ولا صورة )(٤) .

٥ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( ليس منّا من زعم أنّ الله عزّ وجلّ جسم إنّ الجسم مُحدَث )(٥) .

____________________

١- التوحيد ، الشيخ الصدوق : الباب ٢ ، ح ٣٤ ، ص ٧٦.

٢- الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب النهي عن الجسم والصورة ، ح ٦ ، ص ١٠٦.

٣- المصدر السابق ، ح ٧ ، ص ١٠٦.

٤- المصدر السابق : ح ٢ ، ص ١٠٤.

٥- التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٦ ، ح ٢٠ ، ص ١٠١.

٨٦

(٥)

الصفات التنزيهيّة

الجهة

أدلة نفي الجهة عن الله تعالى :

١ - الجهة لا تعقل إلاّ في المكان ، والمكان - كما سيثبت لاحقاً - منفي عنه تعالى(١) .

٢ - الشيء الذي يكون في جهة لا يخلو من حالتين :

الأولى : يكون لابثاً في تلك الجهة.

الثانية : يكون متحرّكاً عن تلك الجهة.

فيكون الشيء في كلتا الحالتين غير منفك عن الحوادث ،

وكلّ ما لا ينفك عن الحوادث ، فهو حادث.

ولكن الله - كما سيثبت لاحقاً - منزّه عن الحوادث(٢) .

٣ - الذات الموجودة في جهة معيّنة ، تكون محدودة في إطار تلك الجهة ، وبما أنّ الله منزّه عن الحدّ ، فلهذا يكون منزّهاً عن الوجود في جهة معيّنة.

ولهذا قال الإمام عليعليه‌السلام : ( من أشار إليه فقد حدّه )(٣) .

٤ - الذات الموجودة في جهة معيّنة تكون مفتقرة إلى تلك الجهة.

____________________

١- انظر : مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الرابع ، ص ٢٠٤.

٢- انظر : نهج الحق وكشف الصدق ، العلاّمة الحلّي : المسألة الثالثة ، المبحث الرابع ، ص٥٧ ، إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، كونه تعالى ليس في جهة من الجهات ، ص ٢٢٧ - ٢٢٨.

٣- نهج البلاغة ، الشريف الرضي : خطب أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، خطبة (١ ) ، ص ١٤.

٨٧

وبما أنّ الله منزّه عن الافتقار ، فلهذا يكون منزّهاً عن الوجود في جهة معيّنة(١) .

٥ - الذات الموجودة في جهة معيّنة ، تكون غير موجودة في الجهة الأخرى ، فإذا كان الله تعالى في جهة ، فسيلزم خلوّه عن سائر الجهات ، وهذا باطل.

سبب رفع الأيدي نحو السماء في الدعاء :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( إذا فرغ أحدكم من الصلاة ، فليرفع يديه إلى السماء ، ولينصب في الدعاء ).

فسأله أحد الأشخاص : يا أميرالمؤمنين أليس الله في كلّ مكان ؟

قالعليه‌السلام : ( بلى ).

قال : فلمَ يرفع يديه إلى السماء ؟

فقالعليه‌السلام : ( أو ما تقرأ( فِي السَّمَاءِ رِزْقُکُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ‌ ) [ الذاريات : ٢٢ ] فمن أين يطلب الرزق إلاّ من موضع الرزق ، وموضع الرزق وما وعد الله السماء )(٢) .

٢ - سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض ؟

قالعليه‌السلام : ( ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنّه عزّ وجلّ أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ؛ لأنّه جعله معدن الرزق )(٣) .

تفسير بعض الآيات القرآنية بعد معرفة استحالة إثبات الجهة لله تعالى :

١ - قوله تعالى :( وَ هُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) [ الأنعام : ١٨ ]

المقصود من الفوقية هنا التعالي والعظمة والهيمنة في القوّة والقدرة(٤) ، وليس المقصود الفوقية الحسيّة ، ومن الشواهد القرآنية على الفوقية غير الحسيّة قوله تعالى

____________________

١- انظر : قواعد العقائد ، نصيرالدين الطوسي : الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٦٩.

كشف الفوائد ، العلاّمة الحلّي : الباب الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٢١٥ - ٢١٦.

الباب الحادي عشر ، العلامة الحلّي : الفصل الثالث ، الصفة الثانية ، البحث الثاني ، ص ٥٢.

٢- علل الشرائع ، الشيخ الصدوق : ج ٢ ، باب ٥٠ : العلّة التي من أجلها ترفع اليدين في الدعاء إلى السماء ، ح١ ، ص ٣٤٤.

٣- التوحيد ، الشيخ الصدوق ، باب ٣٦ ، ح ١ ، ص ٢٤٢.

٤- انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري ، اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، النوع الثاني ، ص ١٨٥.

٨٨

حكاية عن فرعون :( وَ إِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ‌ ) [ الأعراف : ١٢٧ ]

٢ - قوله تعالى :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) [ فاطر : ١٠ ]

أي : إنّ الأعمال الصالحة ، تصعد إلى الملائكة الكرام حفظة الأعمال الذين مسكنهم في السماء ، ولهذا نُسب هذا الصعود إليه تعالى(١) .

٣ - قوله تعالى :( أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِکُمُ الْأَرْضَ ) [ الملك : ١٦ ]

أي : أءمنتم من الله الذي يوجد في السماء ملائكته الموكّلون بإنزال العذاب عليكم متى ما يشاء(٢) .

٤ - قوله تعالى :( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ) [ النحل : ٥٠ ]

أي : يخافون ربّهم أن ينزل عليهم العذاب من فوقهم(٣) .

____________________

١- انظر : كنز الفوائد ، أبو الفتح الكراجكي : ج ٢ ، فصل : من الكلام في أنّ الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان ، ص ١٠٦.

٢- انظر : المنقذ من التقليد ، سديدالدين الحمصي : ج ١ ، القول في نفي التشبيه عنه تبارك وتعالى ، ص ١٠٨.

٣- انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، النوع الثاني ، ص ١٨٥.

٨٩

(٦)

الصفات التنزيهيّة

الجوهر والعرض

دليل كونه تعالى ليس بجوهر :

إنّ الجوهر إمّا جوهر فرد أو خط أو سطح أو جسم ،

وكلّ واحد منها مفتقر وحادث ،

ولكن الله ليس بمفتقر ولا حادث(١) .

دليل كونه تعالى ليس بعرض :

" العرض " يعتمد في وجوده على محلّه ، وهو مفتقر إلى غيره ، و ولكنّه تعالى منزّه عن الافتقار(٢) .

حديث شريف :

قال عبدالعظيم الحسني للإمام علي بن محمّد الهاديعليه‌السلام :

يابن رسول الله إنّي أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ.

فقالعليه‌السلام : (هات )

فقال عبدالعظيم : إنّي أقول : إنّ الله تبارك وتعالى لا عرض ولا جوهر ".

____________________

١- النكت الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأوّل ، ص ٢٨ ، غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي : الفصل الخامس ، في أنّه تعالى ليس بجسم ، ص ٤٧.

٢- النكت الاعتقادية ، الشيخ المفيد : الفصل الأوّل ، ص ٢٩.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثاني ، ص ٢٠٣.

المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٦٤ - ٦٥.

٩٠

فقالعليه‌السلام : (... هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه )(١) .

____________________

١- التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ٣٧ ، ص ٧٩ - ٨٠.

٩١

(٧)

الصفات التنزيهيّة

الحدّ

إنّ الله تعالى منزّه عن الحدّ.

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( ليس له [ سبحانه وتعالى ] حدّ ينتهي إلى حدّه )(١) .

وقالعليه‌السلام أيضاً : ( من زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود )(٢) .

أدلة تنزيه الله عن الحدّ :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( من حدّه [ تعالى ] فقد عدّه ، ومن عدّه فقد أبطل أزله )(٣) .

٢ - طلب أحد الأشخاص من الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أن يحدّ الله تعالى له.

قالعليه‌السلام : ( لا حدّ له ).

قال ذلك الشخص : ولم ؟

قالعليه‌السلام : ( لأنّ كلّ محدود متناه إلى حدّ ،

وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ،

وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ،

فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزّء )(٤) .

____________________

١- التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ١ ، ص ٣٥.

٢- المصدر السابق ، ح ٣٤ ، ص ٧٧.

٣- نهج البلاغة ، الشريف الرضي : قسم الخطب ، خطبة ١٥٢ ، ص ٢٧٨ - ٢٧٩.

٤- التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٣٦ ، ح ٣ ، ص ٢٤٦.

٩٢

٩٣

(٨)

الصفات التنزيهيّة

الحركة والسكون

أدلة نفي الحركة عنه تعالى :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( لا تجري عليه [ تعالى ] الحركة والسكون ، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه ، أو يعود إليه ما هو ابتدأه ، إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزّأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه )(١) .

٢ - سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : " لم يزل الله متحرّكاً ؟

فقالعليه‌السلام : ( تعالى الله [ عن ذلك ] ، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل )(٢) .

٣ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام قال : ( إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ، ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون ، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً )(٣) .

٤ - قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : ( كلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به ، فمن ظنّ بالله الظنون هلك )(٤) .

بصورة عامة :

الحركة تستلزم خلو الذات المتحرّكة من المكان التي كانت فيه ، واستقرارها في مكان غير المكان السابق ، وهذا باطل بالنسبة إلى الله ؛لأنّه تعالى منزّه عن المكان.

____________________

١- التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ١ ، ص ٤١.

٢- الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب صفات الذات ، ح ١ ، ص ١٠٧.

٣- بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، كتاب التوحيد ، باب ١٤ ، ح ٣٣ ، ص ٣٣٠.

٤- الكافي ، الشيخ الكليني : باب الحركة والانتقال ، ح ١ ، ص ١٢٥.

٩٤

(٩)

الصفات التنزيهيّة

الحلول

الحلول عبارة عن : " قيام موجود بموجود على سبيل التبعية "(١) .

الحلول عبارة عن دخول شيء في محل يحويه ، ويحلّ داخله على سبيل التبعية.

ومعنى " على سبيل التبعية " :

أن تكون الصلة بين " الحال " و " المحل " صلة تبعية كالصلة بين الجسم ومكانه.

القائلون بالحلول :(٢)

ذهب بعض النصارى إلى القول بحلول الله في المسيحعليه‌السلام .

ذهب بعض الصوفية إلى القول بحلول الله في أبدان العارفين.

أدلة استحالة حلوله تعالى في الأشياء :

١ - الحلول ملازم للجسمانية ، والله منزّه عن الجسمانية(٣) .

٢ - إذا جوّزنا الحلول على الله فإنّه تعالى :

أوّلاً : إمّا يكون حالاًّ في محل واحد :

____________________

١- ، (٢) انظر: تلخيص المحصل ، نصيرالدين الطوسي : القسم الثاني ، الصفات السلبية ، ص ٢٦٠ - ٢٦١.

قواعد المرام ، ميثم البحراني : القاعدة الرابعة ، الركن الأوّل ، البحث الخامس ، ص ٧٣.

كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة الثالثة عشر ، ص ٤٠٧.

إشراق اللاهوت ، عميدالدين العبيدلي : المقصد الخامس ، المسألة الثانية عشر ، ص ٢٥٠.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ، استحالة التحيّز للباري تعالى ، ص ٢٢٧.

٣- حق اليقين ، عبدالله شبر : الباب الثاني ، ص ٦١.

٩٥

فيلزم كونه تعالى جزءاً لا يتجزّأ ، وهو محال ؛

لأنّ الجزء الذي لا يتجزّأ صغير جدّاً ، والله منزّه عن الاتّصاف بهذه الصورة.

ثانياً : أن يكون حالاًّ في أكثر من محل واحد :

فيلزم كونه تعالى مركّباً وقابلاً للقسمة ، وهو محال(١) .

____________________

١- مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الثالث ، ص ٢٠٣.

٩٦

(١٠)

الصفات التنزيهيّة

الحوادث

الحوادث هي ما يطرء على الذات من التغيّرات المختلفة ، من قبيل : الحركة والسكون ، النوم واليقظة ، اللذّة والألم ، النشاط والضعف ، ونحوها من الأعراض التي تنقل الذّات من حالة إلى أخرى.

دليل بطلان كونه تعالى محلاًّ للحوادث :

الحوادث تستلزم التغيّر والانفعال والتأثّر ؛

لأنّ الذات التي تطرء عليها الحوادث تتغيّر وتنفعل وتنتقل من حالة إلى أخرى ،

وهذه من صفات الأشياء المادية والجسمانية.

وبما أنّه تعالى منزّه عن الأمور المادية والجسمانية ، فلهذا يستحيل عليه أن يكون محلاًّ للحوادث(١) .

حديث شريف :

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( إنّه ليس شيء إلاّ يبيد أو يتغيّر ، أو يدخله التغيّر والزوال ، أو ينتقل من لون إلى لون ، ومن هيئة إلى هيئة ، ومن صفة إلى صفة ، ومن زيادة إلى نقصان ، ومن نقصان إلى زيادة ، إلاّ ربّ العالمين فإنّه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة )(٢) .

____________________

١- قواعد المرام ، ميثم البحراني : القاعدة الرابعة ، الركن الأوّل ، البحث السابع ، ص ٧٤.

كشف المراد ، العلاّمة الحلّي : المقصد الثالث ، الفصل الثاني ، المسألة (١٦) ، ص ٤٠٨.

إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري : مباحث التوحيد ص ٢٣٢.

٢- الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٥ ، ص ١١٥.

٩٧

٩٨

(١١)

ا لصفات التنزيهيّة

الروية

قال الشيخ المفيد : " لا يصح رؤية الباري سبحانه بالأبصار ، وبذلك شهد العقل ، ونطق القرآن ، وتواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمّدعليهم‌السلام ، وعليه جمهور أهل الإمامة وعامّة متكلّميهم والمعتزلة بأسرها توافق أهل الإمامة في ذلك "(١) (٢)

____________________

١- أوائل المقالات ، الشيخ المفيد : قول ٢٥ : القول في نفي الرؤية على الله تعالى بالأبصار ، ص ٥٧.

٢- للمزيد راجع في هذا الكتاب : الفصل الخامس : رؤية الله بالبصر.

٩٩

(١٢)

الصفات التنزيهيّة

الزمان

اختلفت الأقوال حول حقيقة الزمان ، ومن هذه الأقوال أنّ الزمان عبارة عن :

١ - الفلك الأعظم ؛ لأنّه محيط بكلّ الأجسام.

٢ - مقدار حركة الفلك الأعظم ( قول أرسطو ).

٣ - مقدار حركة الطبيعة الفلكية(١) .

تنزيه الله عن إحاطة الزمان به :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( الحمد لله الذي لم يسبقه وقت ، ولم يتقدّمه زمان )(٢) .

٢ - سئل الإمام عليعليه‌السلام : يا أميرالمؤمنين متّى كان ربّنا ؟

فقالعليه‌السلام : ( إنّما يقال: متى كان لمن لم يكن فكان، هو كائن بلا كينونة كائن )(٣) .

٣ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى لا يُوصف بزمان بل هو خالق الزمان )(٤) .

٤ - سأل أحد الأشخاص الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : أخبرني عن الله متى كان ؟ فقال لهعليه‌السلام : ( ويلك أخبرني أنت متى لم يكن حتّى أخبرك متى كان ، سبحان من لم يزل ولم يزال )(٥) .

____________________

١ - للمزيد راجع : صراط الحق ، محمّد آصف المحسني : ج ٢ ، المطلب الثالث ، ص ٣٢.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢ ، ح ١ ، ص ٣٣.

٣ - المصدر السابق : باب ٢٧ ، ح ٦ ، ص ١٧١.

٤ - الأمالي ، الشيخ الصدوق : المجلس (٤٧) ، ح ٤٣٠ / ٧ ، ص ٣٥٣.

٥ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٨ ، ح ١ ، ص ١٦٨.

١٠٠