فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها8%

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 672

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 302862 / تحميل: 7566
الحجم الحجم الحجم
فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

فاجعة الطف أبعادها - ثمراتها - توقيتها

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

يتيسّر لنا الاطلاع تاريخياً على موقف الناس فيهم.

موقف جمهور أهل الكوفة

فقد استقبل الكوفيون العائلة الكريمة - التي عوملت معاملة الكفّار في السلب والأسر والتشهير - بالبكاء والصراخ، والنوح والتوجّع، والتفجّع والتأسّف(١) ، وقد شقّت النساء جيوبهنَّ على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) والتَدَمنَ(٢) .

وعن حاجب ابن زياد أنّه قال: ثمّ أُمر بعلي بن الحسين (عليه السّلام) فُغلَّ، وحُمل مع النسوة والسبايا إلى السجن وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلّا وجدناه مُلئ رجالاً ونساءً يضربون وجوههم ويبكون، فحُبسوا في سجن وطُبق عليهم(٣) .

كما ورد أنّه بعد أن خطبت أُمّ كلثوم (عليها السّلام) ضجّ الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهنَّ، وخمشنَ وجوههنَّ، وضربنَ خدودهنَّ، ودعونَ بالويل والثبور، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم، فلم يُرَ باكٍ وباكية أكثر من ذلك اليوم(٤) .

ولولا حصول الجوّ المناسب والأرضية الصالحة لما تيسّر لها ولا لغيرها من أفراد العائلة الكريمة الخطبة في الناس بعد أن أُدخلوا إلى الكوفة أسرى يُراد

____________________

١ - بلاغات النساء/٢٣ كلام أُمّ كلثوم بنت علي (عليها السّلام)، الفتوح - لابن أعثم ٥/١٣٩ تسمية مَنْ قُتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمّه (رضي الله عنهم)، تاريخ اليعقوبي ٢/٢٤٥ مقتل الحسين بن علي، مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٤٠، مطالب السؤول/٤٠٣، الأمالي - للمفيد/٣٢١، الأمالي - للطوسي/٩٢، اللهوف في قتلى الطفوف/٨٦، بحار الأنوار ٤٥/١٦٢، وغيرها من المصادر.

٢ - بلاغات النساء/٢٣ - ٢٤ كلام أُمّ كلثوم بنت علي (عليها السّلام)، جمهرة خطب العرب ٢/١٣٤خطبة السيدة أُمّ كلثوم بنت علي في أهل الكوفة بعد مقتل الحسين (عليه السّلام)، الأمالي - للمفيد/٣٢١، الأمالي - للطوسي/٩١، والتدام النساء: ضربهنَّ وجوههنَّ في المأتم.

٣ - الأمالي - للصدوق/١٤٦ مجلس ٣١ رقم الحديث ٣، وعنه في بحار الأنوار ٤٥/١٥٤.

٤ - اللهوف في قتلى الطفوف ٩١ - ٩٢، وذكر قريباً من ذلك الخوارزمي في مقتله ٢/٤١.

١٠١

التشهير بهم وتوهينهم.

على أنّه يبدو من بعض خُطب أهل البيت (عليهم السّلام) في الكوفة أنّ السلطة قد سبقت ركب الأسرى من العائلة الثاكلة ببعض مظاهر التبجّح بالواقعة؛ في محاولة منها للتشهير بها، وإظهار السرور على الصعيد العام بما أوقعته بها.

فقد ورد في خطبة فاطمة الصغرى في الكوفة حال السبي قولها: تبّاً لكم يا أهل الكوفة! كم تراث(١) لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قِبَلكم، وذحوله(٢) لديكم؟! ثمّ غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب (عليه السّلام) جدّي وبنيه وعترة النبي الطيبين الأخيار. وافتخر بذلك مفتخر، فقال:

نحنُ قتلنا علياً وبني علي

بسيوفٍ هنديةٍ ورماحِ

وسبينا نساءَهم سبي ترك

ونطحناهمُ فأيّ نطاحِ

فقالت: بفيك أيّها القائل الكثكث، ولك الاثلب...(٣) .

ولكنّ ذلك لم يقوَ على كبح جماح عواطف جمهور الناس نحو العائلة الكريمة وأهل البيت (صلوات الله عليهم)، وإظهار التعاطف معهم، والبكاء عليهم، والتفجّع لهم.

وهكذا الحال لما أُخرجوا من الكوفة إلى الشام، فقد روى ابن سعد بسنده عن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) أنّه قال: «حُملنا من الكوفة إلى يزيد بن معاوية، فغصّت طرق الكوفة بالناس يبكون، فذهب عامّة الليل ما يقدرون أن يجوزوا بنا لكثرة الناس. فقلت: هؤلاء الذين قتلونا، وهم الآن

____________________

١ - التراث: ما يخلفه الرجل لورثته، وفي مثير الأحزان/٦٨: أيّ ترات، بالتاء المثناة. وترات جمع تِرة: وهي إصابة الشخص بظلم أو مكروه، وهو أنسب بالمقام.

٢ - الذحول جمع ذحل وهو الثأر.

٣ - الاحتجاج ٢/٢٨، واللفظ له، اللهوف في قتلى الطفوف/٩٠، مثير الأحزان/٦٨، والكثكث: هو التراب وفتات الحجارة. وكذا الأثلب والإثلب.

١٠٢

يبكون»(١) .

موقف جمهور أهل المدينة المنوّرة

أمّا في المدينة المنوّرة فإنّه لما وصل الخبر بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام) لعمرو بن سعد بن العاص الأشدق أمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقّة المدينة، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية بني هاشم، واتصلت الصيحة بدار الأشدق، فضحك شامتاً، وأنشد:

عجّت نساءُ بني زيادٍ عجة

كعجيجِ نسوتنا غداةَ الأرنبِ(٢)

قال ابن طاووس: فعظمت واعية بني هاشم، وأقاموا سنن المصائب والمآتم(٣) .

وقال اليعقوبي: «وكان أوّل صارخة صرخت في المدينة أُمّ سلمة زوج رسول الله، كان دفع إليها قارورة فيها تربة، وقال لها: إنّ جبرئيل أعلمني أنّ أُمّتي تقتل الحسين. قالت: وأعطاني هذه التربة، وقال لي: إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أنّ الحسين قد قُتل... فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت: وا حسيناه! وا ابن رسول الله! وتصارخت النساء من كلّ ناحية حتى ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سمع بمثلها قطّ»(٤) .

____________________

١ - ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٨٩ ح ٣١٣.

٢ - تاريخ الطبري ٤/٣٥٦ - ٣٥٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، الكامل في التاريخ ٤/٨٩ في أحداث سنة إحدى وستين، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، الإرشاد ٢/١٢٣، مثير الأحزان/٧٤، وغيرها من المصادر.

٣ - اللهوف في قتلى الطفوف/٩٩.

١ - تاريخ اليعقوبي ٢/٢٤٦ مقتل الحسين بن علي.

وقد استفاضت أحاديث الشيعة والجمهور المتضمّنة دفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُمّ سلمة (رضي الله عنها) تربة، وأعلمها أنّ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إذا قُتل تصير دماً، وأنّها علمت =

١٠٣

وخرجت بنت عقيل في جماعة من نساء قومها حتى انتهت إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلاذت به، وشهقت عنده، ثمّ التفتت إلى المهاجرين والأنصار وأنشدت:

ماذا تقولونَ إن قالَ النبي لكم

يومَ الحسابِ وصدقَ القولِ مسموعُ

خذلتموا عترتي أو كنتمُ غيب

والحقّ عند وليّ الأمرِ مجموعُ

أسلمتموهم بأيدي الظالمينَ فم

منكم لهُ اليومَ عندَ الله مشفوعُ

ما كانَ عندَ غداةِ الطفِّ إذ حضروا

تلكَ المنايا ولا عنهنَّ مدفوعُ

فأبكت مَنْ حضر، ولم يُرَ باكٍ وباكية أكثر من ذلك اليوم(١) .

____________________

= بقتله (عليه السّلام) حينما رأت أنّ تلك التربة صارت دماً.

قال ابن الأثير: فأعلمت الناس بقتله أيضاً. الكامل في التاريخ ٤/٩٣ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر أسماء مَنْ قُتل معه، وراجع حديث التربة المذكور في مجمع الزوائد ٩/١٨٩ كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السّلام)، والمعجم الكبير ٣/١٠٨ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، وتاريخ دمشق ١٤/١٩٣ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، وتهذيب الكمال ٦/٤٠٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، وتهذيب التهذيب ٢/٣٠١ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، والوافي بالوفيات ١٢/٢٦٣ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، وإمتاع الأسماع ١٢/٢٣٨، والفتوح - لابن أعثم ٤/٣٢٧ ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنّة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف، وغيرها من المصادر الكثيرة.

١ - الأمالي - للمفيد/٣١٩، الأمالي - للطوسي/٩٠، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب/٢٦٢.

وعن أبي الكنود قال: ولما أُتي أهل المدينة مقتل الحسين خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها، وهي حاسرة تلوي بثوبها وتقول:

ماذا تقولونَ إن قالَ النبي لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الأُممِ

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أُسارى ومنهم ضُرّجوا بدمِ

تاريخ الطبري ٤/٣٥٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٨٨ - ٨٩ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، البداية والنهاية ٨/٢١٥ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن، المعجم الكبير ٣/١١٨ مسند الحسين بن علي، ذكر مولده وصفته، مجمع الزوائد ٩/١٩٩ - ٢٠٠ =

١٠٤

ولعلّه؛ لذا أمر عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) صاحب شرطته عمرو بن الزبير أن يهدم دور بني هاشم ففعل، وبلغ منهم كلّ مبلغ، وهدم دار ابن مطيع، وضرب الناس ضرباً شديداً، فهربوا منه إلى ابن الزبير(١) .

حيث لا يبعد أن يكون ذلك منه ردّاً على الناس وعقوبة لهم؛ لأنّهم تحدّوا بعواطفهم موقف السلطة، وإظهاراً لصرامتها في ذلك، وردّاً لهيبتها واعتبارها.

موقف أهل المدينة عند رجوع العائلة الثاكلة إليه

أمّا بعد رجوع ركب العائلة مكرّماً إلى المدينة - نتيجة تراجع السلطة عن موقفها، كما يأتي - فقد اندفع الناس في إظهار عواطفهم.

فعن الواقدي أنّه لم يبقَ بالمدينة أحد، وخرجوا يضجّون بالبكاء(٢) . وقال الخوارزمي: عجت نساء بني هاشم، وصارت المدينة صيحة واحدة(٣) .

وروي أنّ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) بعث بشر بن حذلم ينعى الإمام الحسين (عليه السّلام) لأهل المدينة، ويخبرهم بأنّ ركبه قد نزل بساحتهم، فخرج الناس يهرعون، ولم تبقَ مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزنَ من خدورهنّ يدعونَ بالويل والثبور، وضجّت المدينة بالبكاء، فلم يُرَ باكٍ أكثر من ذلك اليوم.، وخرجوا

____________________

=كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السّلام)، تاريخ دمشق ٦٩/١٧٨ في ترجمة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب، وغيرها من المصادر.

١ - الأغاني ٥/٧٥ ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات، وقد تعرّض لبعض ذلك الزركلي في الأعلام ٧/٢٤٨ في ترجمة مصعب بن الزبير.

٢ - ينابيع المودّة ٣/٤٧، تذكرة الخواص/٢٦٧ حديث الجمال التي حمل عليها الرأس والسبايا.

٣ - مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٧٦.

١٠٥

لاستقبال العائلة الثاكلة وقد أخذوا الطرق والمواضع(١) .

موقف الناس في الشام

وحتى الشام فإنّها وإن حُجر عليها ثقافياً، ولم تعرف عموماً غير ثقافة الأمويين، إلّا إنّه كان هناك تململ وإنكار من بعض الخاصة في مجلس يزيد(٢) ، وفي بعض المناطق بتكتّم وحذر شديدين(٣) .

كما إنّ التاريخ قد تضمّن كثيراً من الإنكارات الفردية بصور متفرّقة، وفي مناسبات مختلفة، ومن الطبيعي أنّ ما لم يسجّل منها أكثر.

وقع الحدث في أمصار المسلمين البعيدة

وعلم الله تعالى كيف كان وقع الحدث في أمصار المسلمين الأُخرى التي هي بسبب بعدها عن الأحداث أبعد عن ضغط الطغمة الحاكمة.

ولاسيما إنّ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) قد خطا خطوة مهمّة في تعريف المسلمين في أقطار الأرض بمقام أهل البيت (صلوات الله عليهم) في

____________________

١ - اللهوف في قتلى الطفوف/١١٥، مثير الأحزان/٩٥ - ٩٦.

٢ - تاريخ دمشق ٦٨/٩٥ في ترجمة رجل له صحبة، أسد الغابة ٥/٣٨١ في ذكر عبد الواحد بن عبد الله القرشي عن رجل من الصحابة، تهذيب الكمال ٦/٤٢٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، سير أعلام النبلاء ٣/٣٠٩ في ترجمة الحسين الشهيد، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله/٤٦، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٨٢ ح ٢٩٦، الفتوح - لابن أعثم ٥/١٥٠، ١٥٤ ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي (رضي الله عنهما)، مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٧١ - ٧٣، تذكرة الخواص/٢٦٣، وغيرها من المصادر الكثيرة.

٣ - مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٦١، اللهوف في قتلى الطفوف/١٠٢ - ١٠٣، بحار الأنوار ٤٥/٢٧٣، وغيرها من المصادر.

١٠٦

مؤتمره الذي عقده في الحجّ في أواخر عهد معاوية.

محاولة الإمام الحسين (عليه السّلام) نشر مناقب أهل البيت (عليهم السّلام)

فقد ورد أنّه (عليه السّلام) جمع وجوه مَنْ بقي من المهاجرين والأنصار، وجماعة ممّن يُعرف بالنسك والصلاح من التابعين المنتشرين في الأقطار الإسلامية وخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال (صلوات الله عليه):

«أمّا بعد، فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإنّي أُريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدّقوني، وإن كذبت فكذّبوني.

أسألكم بحقّ الله عليكم، وحقّ رسول الله، وحقّ قرابتي من نبيّكم، لما سيّرتم مقامي هذا، ووصفتم مقالتي، ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم مَنْ أمنتم من الناس ووثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا؛ فإنّي أتخوّف أن يُدرس هذا الأمر، ويذهب الحقّ ويُغلَب،( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (١) ».

ثمّ ما ترك (صلوات الله عليه) شيئاً ممّا أنزل الله تعالى فيهم من القرآن إلّا تلاه وفسّره، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبيه وأُمّه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (صلوات الله عليهم) إلّا رواه.

وفي كلّ ذلك يقول مَنْ شهد الحديث من الصحابة: اللّهمّ نعم، وقد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي: اللّهمّ قد حدّثني به مَنْ أصدقه وأئتمنه من الصحابة. فقال (عليه السّلام): «أُنشدكم الله إلّا حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه». ثمّ تفرّقوا على ذلك(٢) .

____________________

١ - سورة الصف/٨.

٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي/٣٢٠ - ٣٢١، الاحتجاج ٢/١٨ - ١٩.

١٠٧

جهود العائلة الثاكلة في كشف الحقيقة وتهييج العواطف

أمّا العائلة الثاكلة التي لم يكن فيها من الرجال سوى الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) الذي أنهكه المرض فقد رأت الأرضية الصالحة لبيان الحقيقة، والجوّ المناسب لذلك، فاستثمرت الظلامة لتهييج العواطف.

وقد تيسّر لها في هذه المدّة الطويلة أن تكشف الحقيقة، وتُعلن عن شرف النهضة، ورفعة مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وعن فداحة المصاب، وعظم الجريمة، بنحو ينبّه الغافلين، ويهيج العواطف، ويصدع القلوب، ويترك أعمق الأثر في النفوس.

كان ذلك منها في كربلاء قُبيل قتل الإمام الحسين (عليه السّلام)(١) وبعد

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٤٥ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، الكامل في التاريخ ٤/٧٨ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه)، البداية والنهاية ٨/٢٠٤ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن، الإرشاد ٢/١١٢، وغيرها من المصادر.

وقد قال الطبري في حديث رواه: وعُتب على عبد الله بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين، فقال عبد الله بن عمار: إنّ لي عند بني هاشم ليداً. قلنا له: وما يدك عندهم؟ قال: حملت على حسين بالرمح فانتهيت إليه، فوالله لو شئت لطعنته، ثمّ انصرفت عنه غير بعيد، وقلت: ما أصنع بأن أتولّى قتله؟! يقتله غيري. قال: فشدّ عليه رجّالة ممّن عن يمينه وشماله، فحمل على مَنْ عن يمينه حتى أُذعروا، وعلى مَنْ عن شماله حتى أُذعروا، وعليه قميص له من خز وهو معتم. قال: فوالله، ما رأيت مكسوراً قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، ولا أجرأ مقدماً. والله، ما رأيت قبله ولا بعده مثله؛ إن كانت الرجّالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب. قال: فوالله، إنّه لكذلك، إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أُخته... وهي تقول: ليت السماء تطابقت على الأرض. وقد دنا عمر بن سعد من حسين، فقالت: يا عمر بن سعد، أُيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! قال: فكأنّي أنظر إلى دموع عمر وهى تسيل على خدّيه ولحيته. قال: وصرف بوجهه عنها.

١٠٨

قتله(١) ، وفي الكوفة على ملأ من الناس(٢) ، وفي مجلس ابن زياد(٣) ،

____________________

١ - مثير الأحزان/٥٩، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ٣/٢٦٠، اللهوف في قتلى الطفوف/٧٨ - ٧٩.

ومن ذلك ما رواه الطبري عن قرّة بن قيس التميمي قال: نظرت إلى تلك النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده صحنَ ولطمنَ وجوههنَّ. قال: فاعترضتهنَّ على فرس، فما رأيت منظراً من نسوة قطّ كان أحسن من منظر رأيته منهنَّ ذلك. والله، لهنَّ أحسن من مها يبرين. قال: فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين صريعاً وهي تقول: يا محمداه! يا محمداه! صلّى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء، مرمّل بالدماء، مقطّع الأعضاء. يا محمداه! وبناتك سبايا، وذريّتك مقتّلة تسفى عليها الصبا. قال: فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق. تاريخ الطبري ٤/٣٤٨ - ٣٤٩ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة.

٢ - تقدّم التعرّض لبعض ذلك عند ذكر موقف أهل الكوفة حين استقبلوا العائلة الثاكلة. راجع ملحق رقم ٣.

٣ - فقد نقل ابن نما عن حميد بن مسلم أنّه قال: لما أُدخل رهط الحسين (عليه السّلام) على عبيد الله بن زياد - لعنهما الله - أذن للناس إذناً عاماً. وجيء بالرأس فوضِع بين يديه، وكانت زينب بنت علي (عليهما السّلام) قد لبست أردأ ثيابها وهي متنكّرة، فسأل عبيد الله عنها ثلاث مرّات، وهي لا تتكلّم. قيل له: إنّها زينب بنت علي بن أبي طالب، فاقبل عليها، وقال: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم، وأكذب أحدوثتكم. فقالت: الحمد الذي أكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وطهرنا تطهيراً، [لا كما تقول أنت. تاريخ الطبري] إنّما يُفتضح الفاسق، ويُكذب الفاجر، وهو غيرنا. فقال: كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتكِ؟ قالت: ما رأيت إلّا جميلاً، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل؛ فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتُحاج وتُخاصم، فانظر لمَنْ الفلج، هبلتك أُمّك يابن مرجانة.

فغضب ابن زياد، [وكأنّه هم بها. اللهوف، مقتل الحسين (عليه السّلام) ]، وقال له عمرو بن حريث: إنّها امرأة، ولا تُؤاخذ بشيء من منطقها. فقال ابن زياد: لقد شفاني الله من طغاتكِ والعصاة المردة من أهل بيتكِ. فبكت، ثمّ قالت: لقد قتلت كهلي، [وأبّرت أهلي. الطبري] وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي. فإن تشفّيت بهذا فقد اشتفيت. مثير الأحزان/٧٠. راجع الأمالي - للصدوق/٢٢٩، والإرشاد ٢/١١٥، وإعلام الورى بأعلام الهدى ج:١ =

١٠٩

وفي الشام(١) ، وفي مجلس يزيد(٢) .

وإنّ من أشدّ ذلك خطبة العقيلة زينب (عليها السّلام) بنت أمير المؤمنين (صلوات

____________________

= ص: ٤٧١ - ٤٧٢، واللهوف في قتلى الطفوف/٩٣ - ٩٤، وتجده مع اختلاف يسير في تاريخ الطبري ٤/٣٤٩ - ٣٥٠ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، والكامل في التاريخ ٤/٨١ - ٨٢ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (عليه السّلام)، والبداية والنهاية ٨/٢١٠ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن، والفتوح - لابن أعثم ٥/١٤٢ ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد، ومقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٤٢، وغيرها من المصادر.

١ - قال الخوارزمي: ثمّ أُتي بهم حتى أقيموا على درج باب المسجد الجامع حيث يُقام السبي، وإذا شيخ أقبل حتى دنا منهم قال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وأراح العباد من رجالكم، وأمكن أمير المؤمنين منكم. فقال له علي بن الحسين (عليه السّلام): «يا شيخ، هل قرأت القرآن؟». قال: نعم. قال: «هل قرأت هذه الآية( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟». قال الشيخ: قرأتها. قال: «فنحن القربى يا شيخ. وهل قرأت هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟». قال: نعم. قال: «فنحن أهل البيت الذي خُصصنا بآية الطهارة». فبقي الشيخ ساكتاً ساعة نادماً على ما تكلّم به، ثمّ رفع رأسه إلى السماء فقال: اللّهمّ إنّي أتوب إليك من بغض هؤلاء، وإنّي أبرأ إليك من عدوّ محمد وآل محمد من الجنّ والإنس.

مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٦١ - ٦٢، وقد ذكر القصّة باختلاف يسير في اللهوف في قتلى الطفوف/١٠٢ - ١٠٣، وفي تفسير الطبري ٢٥/٣٣، وتفسير الثعلبي ٨/٣١١، وتفسير ابن كثير ٤/١٢١، وروح المعاني - للآلوسي ٢٥/٣١، والدرّ المنثور ٦/٧، وغيرها من المصادر.

٢ - قال ابن الجوزي: وكان علي بن الحسين والنساء موثقين في الحبال، فناداه علي: يا يزيد، ما ظنّك برسول الله لو رآنا موثقين في الحبال، عرايا على أقتاب الجمال؟! فلم يبقَ في القوم إلّا مَنْ بكى. تذكرة الخواص/١٦٢، واللفظ له، الأنوار النعمانية ٣/٢٥١ نور في بعض أحوال واقعة الطفوف، اللهوف في قتلى الطفوف/١٠١.

وروى الخوارزمي كلام له (عليه السّلام) مع يزيد أشدّ من هذا لا يسعنا ذكره لطوله. مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٦٣.

١١٠

الله عليه) في مجلس يزيد حينما تبجّح بقتله للحسين (عليه السّلام)، وأنشد الأبيات المتقدّمة، حيث إنّها لم تقتصر على بيان ظلامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وفداحة المصاب، بل زادت على ذلك بتبكيت يزيد وتكفيره، والتأكيد على هوانه على الله تعالى، وعلى خسّته وخسّة أصوله وعراقتهم في الكفر، ووعده بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، والتأكيد على أنّ العاقبة لأهل البيت (صلوات الله عليهم).

كلّ ذلك ببيان فريد، ومنطق رصين يبهر العقول، كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين، وأُمّها الصديقة الزهراء (صلوات الله عليهم)(١) .

كما خطب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) خطبة طويلة أبكى بها العيون، وأوجل فيها القلوب، انتسب فيها لآبائه الكرام (صلوات الله عليهم)، وأشاد برفيع مقامهم وبمواقفهم وجهادهم، وعرج على مصاب أبيه (عليه السّلام)، فقال: «أنا ابن المقتول ظلماً، أنا ابن المحزوز الرأس من القفا، أنا ابن العطشان حتى قضى، أنا ابن طريح كربلاء، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء، أنا ابن مَنْ بكت عليه ملائكة السماء، أنا ابن مَنْ ناحت عليه الجنّ في الأرض والطير في الهواء...».

فضجّ الناس بالبكاء، وخشي يزيد من الفتنة، فاضطرّ إلى قطع خطبته بأن طلب من المؤذّن أن يؤذّن، فلمّا انتهى المؤذّن إلى قوله: أشهد أنّ محمداً رسول الله، التفت (عليه السّلام) إلى يزيد، وقال: «يا يزيد، محمد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت، وإن قلت إنّه جدّي فلِمَ قتلت عترته؟!»(٢) .

____________________

١ - راجع ملحق رقم ٤، وتقدّم بعض خطبتها المذكورة في/٨٠، ويأتي لها معه كلام آخر في/٢٤٢.

٢ - راجع ملحق رقم ٥.

١١١

فاجعة الطفّ أشدّ جرائم يزيد وقعاً في نفوس المسلمين

وبالرغم من أنّ يزيد كما قام في السنة الأولى من حكمه بفاجعة الطفّ، قام في السنة الثانية بواقعة الحرّة الفظيعة التي انتُهكت فيها حرمة المدينة المنوّرة وحرمة أهلها على أبشع وجه، وبوحشية مسرفة، وقام في السنة الرابعة باستباحة حرم الله (عزّ وجلّ) ومكّة المكرّمة، ورُمي المسجد الحرام والكعبة المعظمة بالمنجنيق، إلّا أنّه يبدو أنّ فاجعة الطفّ هي الأشدّ وقعاً في نفوس المسلمين.

فقد ورد عن الزبير بن بكار(١) ، وعن البيهقي صاحب التاريخ(٢) أنّ عام قتل الحسين (عليه السّلام) سُمّي عام الحزن، كما ذكر البكري أنّهم كانوا يقولون: ضحّى بنو حرب بالدين يوم كربلاء، وضحّى بنو مروان بالمروءة يوم العقر(٣) .

ندم جماعة من المشاركين في المعركة

كما صرّح غير واحد بالندم والأسف لاشتراكهم في المعركة، وقيامهم بهذه الجريمة الكبرى، وشعورهم بالخزي والعار في الدنيا، وانتظارهم عظيم العقاب والنكال في الآخرة.

ندم عمر بن سعد وموقف الناس منه

فقد قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله، وهو يقول في طريقه: ما رجع أحد بمثل ما رجعت، أطعت الفاسق ابن زياد، وعصيت

____________________

١ - ملحقات إحقاق الحقّ ٣٣/٦٩٩ عن مختصر تذكرة القرطبي - للشعراني/٢٢٢.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ٢/٤٠.

٣ - معجم ما استعجم ٣/٩٥٠ عند ذكر (العقر)، ومثله مع اختلاف يسير في تاريخ الإسلام ٧/٨ في حوادث سنة اثنتين ومئة، ووفيات الأعيان ٦/٣٠٨، و٤/١٠٩ وقد نسبه فيه إلى كثير، وكذا نسبه في الوافي بالوفيات ٢٤/٢٤٨.

١١٢

الحاكم العدل، وقطعت القرابة الشريفة(١) . وهجره الناس. وكان كلّما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه، وكلّما دخل المسجد خرج الناس منه، وكلّ مَنْ رآه قد سبّه؛ فلزم بيته إلى أن قُتل(٢) .

ومرّ يوماً بمجلس بني نهد حين قتل الحسين (عليه السّلام) فسلّم، فلم يردّوا عليه السّلام، فلّما جاز قال:

أتيتُ الذي لم يأتِ قبلي ابن حرّة

فنفسي ما أحرت وقومي أذلّتِ(٣)

وقال رضي بن منقذ العبدي الذي اشتبك مع برير بن خضير (رضي الله عنه) فصرعه برير، وأنعم عليه كعب بن جابر فاستنقذه بعد أن قتل بريراً:

ولو شاء ربّي ما شهدتُ قتالهم

ولا جعلَ النعماءَ عندي ابن جابرِ

لقد كانَ ذاكَ اليومُ عاراً وسبة

تعيّرهُ الأبناءُ بعدَ المعاشرِ

فيا ليتَ أنّي كنتُ من قبلِ قتله

ويومَ حسينٍ كنتُ في رمسِ قابرِ(٤)

وسُمع شبث بن ربعي في إمارة مصعب يقول: لا يُعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً، ولا يسدّدهم لرشد؛ ألا تعجبون أنّا قاتلنا مع علي بن أبي طالب، ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثمّ عدونا على ابنه - وهو خير أهل الأرض - نقاتله مع آل معاوية وابن سُمية الزانية؟! ضلال يا لك من ضلال!(٥) .

____________________

١ - تذكرة الخواص/٢٥٩، أنساب الأشراف ٣/٤١٤ - ٤١٥ مقتل الحسين بن علي (عليهم السّلام)، الأخبار الطوال/٢٦٠ نهاية الحسين.

٢ - تذكرة الخواص/٢٥٩.

٣ - تاريخ دمشق ٤٥/٥٤ في ترجمة عمر بن سعد، واللفظ له، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٨٨ ح ٣٠٧ - ٣٠٨.

٤ - تاريخ الطبري ٤/٣٣٠ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة.

٥ - تاريخ الطبري ٤/٣٣٢ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٦٨ - ٦٩ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه).

١١٣

وقال أبو مخنف: حدّثني نمير بن وعلة أنّ أيوب بن مشرح الخيواني كان يقول: أنا والله عقرت بالحرّ بن يزيد فرسه...، فقال له أشياخ من الحي: أنت قتلته؟ قال: لا والله ما أنا قتلته، ولكن قتله غيري، وما أحبّ أنّي قتلته. فقال له أبو الودّاك: ولِمَ؟ قال: إنّه كان زعموا من الصالحين. فوالله، لئن كان إثماً لأن ألقى الله بإثم الجراحة والموقف أحبّ إليّ من أن ألقاه بإثم قتل أحد منهم...(١) .

ندم جماعة لتركهم نصرة الإمام الحسين (عليه السّلام)

وأمّا الذين ندموا بعد ذلك لتركهم نصرة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) فكثيرون، لا يسعنا استقصاؤهم، وقد تقدّم قول البراء بن عازب: أعظم بها حسرة؛ إذ لم أشهده وأُقتل دونه(٢) .

وذكروا أنّ عبد الله بن الحرّ الجعفي طلب منه الإمام الحسين (عليه السّلام) أن ينصره فأبى ذلك واعتزل(٣) ، وقد أنّبَه ابن زياد على عدم قتاله للإمام الحسين (عليه السّلام) في حديث طويل له معه حينما دخل عليه، ثمّ خرج ابن الحرّ من مجلس ابن زياد ومضى إلى كربلاء، فنظر إلى مصارع القوم فاستغفر لهم هو وأصحابه، ثمّ مضى حتى نزل المدائن. وقال في ذلك:

يقولُ أميرٌ غادرٌ حقّ غادر

ألا كنتَ قاتلتَ الشهيدَ ابن فاطمه

فيا ندمي أن لا أكونَ نصرته

إلا كلّ نفسٍ لا تسدّدُ نادمه

وإنّي لأنّي لم أكن من حماته

لذو حسرةٍ ما إن تُفارقُ لازمه

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٣٣ في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة.

٢ - تقدّم في/٢٥.

٣ - تاريخ دمشق ٣٧/٤٢١ في ترجمة عبيد الله بن الحرّ بن عمرو، الفتوح - لابن أعثم ٦/٣٠١ ابتداء خبر عبيد الله بن الحرّ الجعفي، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٩٣ في تتمة حديث سابق بعد حديث برقم ٣٢٩.

١١٤

في أبيات كثيرة يرثي بها الإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه، ويؤكّد على شدّة جريمة قتلهم(١) ، وله شعر آخر يتضمّن ندمه وحسرته لتقاعسه عن نصره(٢) .

كما إنّ الظاهر أنّ كثيراً من التوّابين قد ندموا على ترك نَصره (عليه السّلام) مع قدرتهم عليه، بل هم إنّما سمّوا بالتوّابين لذلك، وإن كان الظاهر أنّ كثيراً منهم عجز عن نصر الإمام الحسين (صلوات الله عليه)؛ لأنّ ابن زياد قد سجنه، أو لأنّه قد سدّ الطرق بنحو يتعذّر عليه الوصول إلى الإمام الحسين (عليه السّلام)، كما أشرنا إلى ذلك في المقدّمة.

استغلال المعارضة للفاجعة ضدّ الحكم الأموي

هذا كلّه مضافاً إلى أنّ الجريمة بأبعادها الواقعية والعاطفية قد استغلّت على أتمّ وجوه الاستغلال من قِبَل المعارضة.

وأظهرها في ذلك الوقت عبد الله بن الزبير العدوّ اللدود لأهل البيت (صلوات الله عليهم) ولعموم بني هاشم، كما تشهد بذلك مواقفه المشهورة، وقد أشرنا لبعضها في المقدّمة(٣) ، ويأتي الإشارة لبعضها في الموضع المناسب.

ومع ذلك فقد حاول أن يستغلّ الفاجعة لصالحه؛ فقد كان في جملة كلامه - بعد أن ذمّ أهل العراق عامّة والكوفة خاصّة - أن ذكر الإمام الحسين (عليه السّلام) فقال: ولكنّه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة، فرحم الله حسيناً وأخزى قاتل

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٥٩ - ٣٦٠ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له، البداية والنهاية ٨/٢٢٩ في شيء من أشعاره التي رويت عنه، تاريخ دمشق ٣٧/٤٢٠ في ترجمة عبيد الله بن الحر بن عمرو، الفتوح - لابن أعثم ٦/٣٠٢ ابتداء خبر عبيد الله بن الحرّ الجعفي.

٢ - تاريخ دمشق ٣٧/٤٢١ في ترجمة عبيد الله بن الحرّ بن عمرو، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد/٩٤، ٩٦.

٣ - تقدّم في/٦٤.

١١٥

حسين...، أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم، ونصدّق قولهم، ونقبل لهم عهداً؟! لا ولا نراهم لذلك أهلاً. أما والله، لقد قتلوه طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه، أحقّ بما هم فيه منهم، وأولى به في الدين والفضل. أما والله، ما كان يبدل بالقرآن الغناء، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء، ولا بالصيام شرب الحرام، ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد فسوف يلقون غيّاً، يعرض بيزيد.

فثار إليه أصحابه، فقالوا له: أيّها الرجل أظهر بيعتك؛ فإنّه لم يبقَ أحد - إذ هَلك حسين - ينازعك هذا الأمر. وقد كان يبايع سرّاً، ويظهر أنّه عائذ بالبيت. فقال لهم: لا تعجلوا(٢) .

وهكذا حاول أن يجعل من فاجعة الطفّ مبرّراً للامتناع من بيعة يزيد، وإنكار شرعية حكمه، والدعوة للخروج عليه.

ولنكتف بهذا المقدار في بيان ردود الفعل السريعة من قِبَل المسلمين نتيجة هول الفاجعة، ويأتي إن شاء الله تعالى في المبحث الثالث من الفصل الأوّل من المقصد الثاني تمام الكلام في التداعيات اللاحقة للفاجعة.(٢)

____________________

١ - تاريخ الطبري ٤/٣٦٤ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر سبب عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وتوليته عليها الوليد بن عتبة، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/٩٨ - ٩٩ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، ذكر ولاية الوليد بن عتبة المدينة والحجاز وعزل عمرو بن سعيد، وقد اقتصر ابن الجوزي على ذكر خطبة ابن الزبير في تذكرة الخواص/٢٦٨.

٢ - راجع ص: ٣٧٣ وما بعدها.

١١٦

المقام الثاني

في موقف السلطة نتيجة ردّ الفعل المذكور

وانقلاب موقفها من الحدث

ومن عائلة الإمام الحسين (صلوات الله عليه)

من الطبيعي جدّاً أن يكون يزيد قد أوعز لابن زياد بقتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بعد أن امتنع عن بيعته، واستجاب لطلب شيعته في الكوفة أن يأتيه؛ ليكون هو الخليفة والإمام عليهم.

بل لا يشكّ المنصف في أنّ مثل هذه الجريمة الكبرى لا يمكن أن يقدم عليها ابن زياد لوحده لو لم يكن يزيد من ورائه دافعاً له وداعماً لموقفه.

ولاسيما أنّ ابن زياد قد سبق منه أن قتل سفير الإمام الحسين إلى الكوفة مسلم بن عقيل (عليهما السّلام)، وهاني بن عروة، وأرسل رأسيهما إلى يزيد(١) ، وكان ذلك فاتحة الردّ على موقف الإمام الحسين (عليه السّلام) من يزيد الذي انتدب له ابن زياد، فلو

____________________

١ - الكامل في التاريخ ٤/٣٠٦ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين بن علي ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل، تاريخ الطبري ٤/٢٨٥ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه)، أنساب الأشراف ٢/٣٤١ - ٣٤٢ مقتل مسلم بن عقيل، تاريخ الإسلام ٤/١٧١ حوادث سنة ستين من الهجرة، بيعة يزيد، الفتوح - لابن أعثم ٥/٦٩ - ٧٠ ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية، الإرشاد ٢/٦٥، وغيرها من المصادر.

١١٧

لم يكن من رأي يزيد قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) لكان عليه إلفات نظر ابن زياد وتحذيره من الاندفاع بالاتجاه المذكور.

شواهد أمر يزيد بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام)

على أنّه قد روى غير واحد أنّ يزيد كتب إلى ابن زياد يأمره بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام)(١) ، كما يأتي من يزيد الاعتراف بتحمّله تبعة قتله (عليه السّلام)(٢) .

بل عن ابن زياد في الاعتذار عن قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) أنّه قال: أمّا قتلي الحسين فإنّه أشار عليّ يزيد بقتله أو قتلي؛ فاخترت قتله(٣) .

وهو المناسب لأمور:

الأوّل: حنق يزيد على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) من أيام معاوية؛ لأنّه منع من تزويجه بنت عبد الله بن جعفر(٤) ، ورفض بيعته في أيام معاوية، حيث ردّ على معاوية فيمَنْ ردّ عليه(٥) .

وكان يزيد يضيق من مداراة معاوية للإمام الحسين (عليه السّلام) في بعض المناسبات

____________________

١ - تاريخ اليعقوبي ٢/٢٤٢ أيام يزيد بن معاوية، تاريخ دمشق ١٤/٢١٣ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، الأخبار الطوال/٢٨٤، نور الأبصار/١٤٣، وغيرها من المصادر.

٢ - يأتي في/١٢٨.

٣ - الكامل في التاريخ ٤/١٤٠ في أحداث سنة أربع وستين من الهجرة، ذكر هرب ابن زياد إلى الشام.

٤ - تاريخ دمشق ٥٧/٢٤٥ - ٢٤٦ في ترجمة مروان بن الحكم بن أبي العاص، الكامل ٣/٢٠٨ - ٢٠٩ كتاب معاوية إلى مروان بن الحكم، معجم البلدان ١/٤٦٩ في مادة (بغيبغ).

٥ - تاريخ الطبري ٤/٢٢٦ أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة، دعاء معاوية الناس إلى بيعة ابنه يزيد من بعده وجعله ولي العهد، الكامل في التاريخ ٣/٥٠٩، ٥١١ أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة، ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد، البداية والنهاية ٨/١٦٢ أحداث سنة ستين من الهجرة، قصّة الحسين بن علي وسبب خروجه من مكة في طلب الإمارة ومقتله، الإمامة والسياسة ١/١٥١ قدوم معاوية المدينة على هؤلاء القوم وما كان بينهم من المنازعة، الفتوح - لابن أعثم ٤/٣٤٠ - ٣٤١ ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وممّا كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه، وغيرها من المصادر.

١١٨

ويحمله على مجابهته وردعه، ولا يستجيب له معاوية في ذلك(١) .

الثاني: إنّ يزيد كتب للوليد بن عتبة والي المدينة كتاباً يخبره فيه بموت معاوية، ويأمره بأخذ البيعة من الناس، وأرفقه بكتاب صغير كأنّه أُذن فأرة، وفيه: أمّا بعد، فخذ الحسين، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمَنْ أبى عليك منهم فاضرب عنقه، وابعث إليّ برأسه، والسّلام(٢) .

نعم، ذكر بعضهم الكتاب هكذا: أمّا بعد، فخذ حسيناً، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة(٣) . ولو تمّ فهو وإن لم يصرح فيه بالقتل، إلّا إنّه راجع إليه، وإلاّ فكيف يكون الأخذ الشديد من عامل يزيد في مثل هذا الأمر الحساس الذي يتوقّف عليه استقرار حكمه وإحكام سلطانه؟!

____________________

١ - اختيار معرفة الرجال/١٢٤ عند ذكر عمرو بن الحمق، تاريخ دمشق ١٤/٢٠٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، تاريخ الإسلام ٥/٦ حوادث سنة واحد وستين من الهجرة، مقتل الحسين، وغيرها من المصادر.

٢ - مقتل الحسين - للخوارزمي ١/١٨٠، واللفظ له، الفتوح - لابن أعثم ٥/٩ ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة، تاريخ اليعقوبي ٢/٢٤١ أيام يزيد بن معاوية إلّا إنّه اقتصر على الإمام الحسين (عليه السّلام) وعبد الله بن الزبير، ونظيره في مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب ٣/٢٤٠، واللهوف في قتلى الطفوف/١٦، وغيرها من المصادر.

٣ - تاريخ الطبري ٤/٢٥٠ أحداث سنة ستين من الهجرة، خلافة يزيد بن معاوية، واللفظ له، الكامل في التاريخ ٤/١٤ أحداث سنة ستين من الهجرة، ذكر بيعة يزيد، البداية والنهاية ٨/١٥٧ أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية، يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه، المنتظم ٥/٣٢٣ أحداث سنة ستين من الهجرة، باب ذكر بيعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

وأشار إلى هذا الكتاب الدينوري في الأخبار الطوال/٢٢٧ مبايعة يزيد، أنساب الأشراف ٥/٣١٣ ذكر ما كان من أمر الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وابن الزبير في بيعة يزيد بعد موت معاوية بن أبي سفيان، سمط النجوم العوالي ٣/٥٤ بيعة يزيد بن معاوية، تاريخ ابن خلدون ٣/١٩ بيعة يزيد، وغيرها من المصادر.

١١٩

وقد سبق نظيره ممّنْ هو أكثر تعقّلاً من يزيد وأبعد نظراً منه. ففي أحداث السقيفة هُدّد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بالقتل(١) ، وقريب من ذلك كان الموقف من سعد بن عبادة(٢) ، وأخيراً قُتل(٣) ، وفي أحداث الشورى أمر عمر بقتل

____________________

١ - الإمامة والسياسة ١/١٦ كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، شرح نهج البلاغة ٢/٦٠، كتاب سليم بن قيس/١٥٣، الاحتجاج ١/١٠٩، مناقب آل أبي طالب - لابن شهرآشوب ١/٣٨١، بحار الأنوار ٢٨/٣٥٦.

٢ - صحيح البخاري ٨/٢٧ - ٢٨ كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة، باب رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت، مسند أحمد ١/٥٦ مسند عمر بن الخطاب، حديث السقيفة، المصنف - لابن أبي شيبة ٨/٥٧٢ كتاب المغازي، ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردّة، المصنف - لعبد الرزاق ٥/٤٤٤ كتاب المغازي، بيعة أبي بكر (رضي الله تعالى عنه) في سقيفة بني ساعدة، صحيح ابن حبان ٢/١٥٠ - ١٥١ باب حق الوالدين، الزجر عن أن يرغب المرء عن أبائه إذ استعمال ذلك ضرب من الكفر، تاريخ دمشق ٣٠/٢٨٣ في ترجمة أبي بكر الصديق، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً.

٣ - العقد الفريد ٤/٢٤٢ - ٢٤٣ فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم، سقيفة بني ساعدة، أنساب الأشراف ١/٢٩١ تسمية السبعين الذين بايعوا عند العقبة، و٢/٢٧٢ أمر السقيفة.

وقد اتّهم الجنّ بقتله في كلّ من المستدرك على الصحيحين ٣/٢٨٣ كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب سعد بن عبادة الخزرجي النقيب (رضي الله عنه)، والاستيعاب ٢/٥٩٩ في ترجمة سعد بن عبادة، ومجمع الزوائد ١/٢٠٦ كتاب الطهارة، باب البول قائم، والمعجم الكبير ٦/١٦ في ترجمة سعد بن عبادة الأنصاري، وسير أعلام النبلاء ١/٢٧٧ في ترجمة سعد بن عبادة، وغيرها من المصادر الكثيرة.

وعلّق ابن أبي الحديد على اتّهام الجنّ بقوله: أمّا أنا فلا اعتقد أنّ الجنّ قتلت سعداً، ولا أنّ هذا من شعر الجنّ، ولا أرتاب أنّ البشر قتلوه، وأنّ هذا الشعر شعر البشر، ولكن لم يثبت عندي أنّ أبا بكر أمر خالداً، ولا استبعد أن يكون فعله تلقاء نفسه؛ ليرضي بذلك أبا بكر - وحاشاه - فيكون الإثم على خالد، وأبو بكر برئ من إثمه، وما ذلك من أفعال خالد ببعيد. شرح نهج البلاغة ١٧/٢٢٣ - ٢٢٤.

وقال أيضاً: وقال بعض المتأخّرين:

وما ذنبُ سعدٍ أنّه بالَ قائما

ولكنّ سعداً لم يُبايع أبا بكر

وقد صبرت عن لذةِ العيشِ أنفس

وما صبرت عن لذةِ النهي والأمر

شرح نهج البلاغة ١٠/١١١.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

(باب)

(اتخاذ الشعر والفرق)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن الحسين ، عن أبي العباس البقباق قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يكون له وفرة أيفرقها أو يدعها فقال يفرقها.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد ، عن أيوب بن هارون ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له أكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفرق شعره قال لا إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا طال شعره كان إلى شحمة أذنه.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن عمرو بن إبراهيم ، عن خلف بن حماد ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت إنهم يروون أن الفرق من السنة قال من السنة قلت يزعمون أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فرق قال ما فرق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا كان الأنبياءعليهم‌السلام تمسك الشعر.

باب اتخاذ الشعر والفرق

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « ما فرق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله » أي في غالب الأوقات لما سيأتي.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

٣٨١

٥ ـ محمد بن يح ي ى ، عن أحم د بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام الفرق من السنة قال لا قلت فهل فرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال نعم قلت كيف فرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس من السنة قال من أصابه ما أصاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفرق كما فرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد أصاب سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلا فلا قلت له كيف ذلك قال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول : «لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ » فعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن الله سيفي له بما أراه فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله صلي الله عليه واله.

(باب)

(اللحية والشارب)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن المثنى ، عن سدير الصيرفي قال رأيت أبا جعفرعليه‌السلام يأخذ عارضيه ويبطن لحيته.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد جميعا ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

الحديث الخامس : موثق أو ضعيف.

باب اللحية والشارب

الحديث الأول : مجهول.

وقال في النهاية : في حديث النخعي « كان يبطن لحيته » أي يأخذ الشعر من تحت الذقن.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

٣٨٢

قال ما زاد من اللحية عن القبضة فهو في النار.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن إسحاق بن سعد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قدر اللحية قال تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.

٤ ـ عنه ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحسن الزيات قال رأيت أبا جعفرعليه‌السلام قد خفف لحيته.

٥ ـ عنه ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال رأيت أبا جعفر صلوات الله عليه والحجام يأخذ من لحيته فقال دورها.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن من السنة أن تأخذ من الشارب حتى يبلغ الإطار.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال سألته عن قص الشارب أمن السنة قال نعم.

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ذكرنا الأخذ من الشارب فقال نشرة وهو من السنة.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن

الحديث الثالث : مرسل.

الحديث الرابع : مجهول.

الحديث الخامس : مرسل.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : في حديث عمر بن عبد العزيز « يقص الشارب حتى يبدو الإطار » يعني حرف الشفة الأعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة.

الحديث السابع : صحيح.

الحديث الثامن : مرسل.

الحديث التاسع : ضعيف.

٣٨٣

أسباط ، عن عبد الله بن عثمان أنه رأى أبا عبد اللهعليه‌السلام أحفى شاربه حتى ألصقه بالعسيب.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة عمن أخبره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما زاد على القبضة ففي النار يعني اللحية.

١١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يطولن أحدكم شاربه فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به.

١٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن بعض أصحابه ، عن الدهقان ، عن درست ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مر بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل طويل اللحية فقال ما كان على هذا لو هيأ من لحيته فبلغ ذلك الرجل فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآه قال هكذا فافعلوا.

(باب)

(أخذ الشعر من الأنف)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن حمزة الأشعري رفعه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام أخذ الشعر من الأنف يحسن الوجه.

وقال في الصحاح : عسيب الذنب : منبته من الجلد والعظم.

الحديث العاشر : مرسل.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

باب أخذ الشعر من الأنف

الحديث الأول : مرفوع.

٣٨٤

(باب التمشط)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن جندب ، عن سفيان بن السمط قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام الثوب النقي يكبت العدو والدهن يذهب بالبؤس والمشط للرأس يذهب بالوباء قال قلت وما الوباء قال الحمى والمشط للحية يشد الأضراس.

٢ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن محمد بن إسحاق ، عن عمار النوفلي ، عن أبيه قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول المشط يذهب بالوباء وكان لأبي عبد اللهعليه‌السلام مشط في المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلاته.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن الحسن بن عاصم ، عن أبيه قال دخلت على أبي إبراهيمعليه‌السلام وفي يده مشط عاج يتمشط به فقلت له جعلت فداك إن عندنا بالعراق من يزعم أنه لا يحل التمشط بالعاج قال ولم فقد كان لأبي عليه السلام منها مشط أو مشطان ثم قال تمشطوا بالعاج فإن العاج يذهب بالوباء.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن موسى بن بكر قال رأيت أبا الحسنعليه‌السلام يتمشط بمشط عاج واشتريته له.

٥ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سليمان قال :

باب التمشط

الحديث الأول : مجهول. والبؤس الفقر وسوء الحال.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « بالوباء » قال في الذكرى : بالموحدة تحت والهمزة ، وروى البرقي بالنون والقصر وهو الضعف.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

٣٨٥

سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن العاج فقال لا بأس به وإن لي منه لمشطا.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن نضر بن إسحاق ، عن عنبسة بن سعيد رفع الحديث إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال كثرة تسريح الرأس تذهب بالوباء وتجلب الرزق وتزيد في الجماع.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الحسنعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ » قال من ذلك التمشط عند كل صلاة.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن نوح بن شعيب ، عن ابن مياح ، عن يونس عمن أخبره ، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال إذا سرحت رأسك ولحيتك فأمر المشط على صدرك فإنه يذهب بالهم والوباء.

٩ ـ عنه ، عن أبيه قال كثرة التمشط تقلل البلغم.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن عطية ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين يوما.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن القاسم بن الوليد قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عظام الفيل مداهنها وأمشاطها قال لا بأس بها.

الحديث السادس : مجهول.

الحديث السابع : حسن.

الحديث الثامن : ضعيف.

الحديث التاسع : مرسل.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

٣٨٦

(باب)

(قص الأظفار)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى وإن لم تحتج فحكها.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن سليمان ، عن عمه عبد الله بن هلال قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة فإن لم يكن فيها شيء فحكها لا يصيبك جنون ولا جذام ولا برص.

٤ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقليم الأظفار وأخذ الشارب في كل جمعة أمان من البرص والجنون.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ابن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من السنة تقليم الأظفار.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه عمن ذكره ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إنما قص الأظفار لأنها مقيل الشيطان.

باب قص الأظفار

الحديث الأول : ضعيف.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : موثق كالصحيح.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

الحديث السادس : مرسل.

قولهعليه‌السلام : « مقيل الشيطان » أي محل قيلولته.

٣٨٧

ومنه يكون النسيان.

٧ ـ عنه ، عن محمد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أستر وأخفى ما يسلط الشيطان من ابن آدم أن صار أن يسكن تحت الأظافير.

٨ ـ عنه ، عن محمد بن علي ، عن علي الحناط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له ما ثواب من أخذ من شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة قال لا يزال مطهرا إلى الجمعة الأخرى.

٩ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن أبي حفص الجرجاني ، عن أبي الخضيب الربيع بن بكر الأزدي ، عن عبد الرحيم القصير قال قال أبو جعفرعليه‌السلام من أخذ من أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذ بسم الله وبالله وعلى سنة محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يسقط منه قلامة ولا جزازة إلا كتب الله له بها عتق نسمة ولا يمرض إلا مرضه الذي يموت فيه.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن طلحة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام تقليم الأظفار وقص الشارب وغسل الرأس بالخطمي كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق.

قولهعليه‌السلام : « ومنه » أي من ترك القص أو من قيلولة الشيطان.

الحديث السابع : ضعيف.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « مطهرا » أي من الأدناس الصورية والمعنوية.

الحديث التاسع : مجهول.

وقال في القاموس : قلم الظفر وقلمه : قطعه ، والقلامة ما سقط منه ، وقال : جز الشعر : قطعه ، و الجزاز والجزازة بضمهما : ما جز منه انتهى.

ولعل التخلف في بعض الموارد للإخلال بالشرائط كالإخلاص والتقوى وغيرهما ، أو للإتيان بما يبطلها من المعاصي.

الحديث العاشر : مجهول.

٣٨٨

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس قال قال رجل لعبد الله بن الحسن علمني شيئا في الرزق فقال الزم مصلاك إذا صليت الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أنجع في طلب الرزق من الضرب في الأرض فأخبرت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال ألا أعلمك في الرزق ما هو أنفع من ذلك قال قلت بلى قال خذ من شاربك وأظفارك كل جمعة.

١٢ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال أتيت عبد الله بن الحسن فقلت علمني دعاء في الرزق فقال قل اللهم تول أمري ولا تول أمري غيرك فعرضته على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال ألا أدلك على ما هو أنفع من هذا في الرزق تقص أظافيرك وشاربك في كل جمعة ولو بحكها.

١٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن أسباط ، عن خلف قال رآني أبو الحسنعليه‌السلام بخراسان وأنا أشتكي عيني فقال ألا أدلك على شيء إن فعلته لم تشتك عينك فقلت بلى فقال خذ من أظفارك في كل خميس قال ففعلت فما اشتكيت عيني إلى يوم أخبرتك.

١٤ ـ عنه ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي ، عن أبيه وعمه جميعا ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من أدمن أخذ أظفاره كل خميس لم ترمد عينه.

١٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

الحديث الحادي عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « فإنه أنجع » قال في القاموس : نجع الوعظ والخطاب فيه : دخل فأثر كأنجع ، والنجعة بالضم : طلب الكلاء في موضعه ، وفي بعض النسخ أنجح من النجح وهو الظفر بالمطلوب.

الحديث الثاني عشر : حسن أو موثق.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

الحديث الرابع عشر : مجهول.

الحديث الخامس عشر : [ في السند سقط ظاهرا والحديث ضعيف على المشهور ].

٣٨٩

للرجال قصوا أظافيركم وللنساء اتركن فإنه أزين لكن.

١٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير رفعه في قص الأظفار تبدأ بخنصر الأيسر ثم تختم باليمين.

١٧ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال احتبس الوحي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل له احتبس الوحي عنك فقال صلي الله عليه واله وكيف لا يحتبس وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تنقون رواجبكم.

(باب)

(جز الشيب ونتفه)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا بأس بجز الشمط ونتفه وجزه أحب إلي من نتفه.

٢ ـ عنه ، عن ابن فضال عمن ذكره ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال لا بأس بجز الشمط ونتفه من اللحية.

الحديث السادس عشر : موقوف.

الحديث السابع عشر : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : فيه « لا تنقون رواجبكم » هي ما بين عقد الأصابع ، وقال في القاموس : الرواجب مفاصل أصول الأصابع أو بواطن مفاصلها أو هي قصب الأصابع أو مفاصلها أو ظهور السلاميات أو ما بين البراجم من السلاميات ، أو المفاصل التي تلي الأنامل.

باب جز الشيب ونتفه

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : مرسل.

وقال في القاموس : الشمط محركة بياض الرأس يخالط سواده.

٣٩٠

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان لا يرى بجز الشيب بأسا ويكره نتفه.

٤ ـ وبهذا الإسناد قالعليه‌السلام أول من شاب إبراهيمعليه‌السلام فقال يا رب ما هذا فقال نور وتوقير قال رب زدني منه.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيمعليه‌السلام شيبا في لحيته فقال يا رب ما هذا فقال هذا وقار فقال يا رب زدني وقارا.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي أيوب المديني ، عن سليمان الجعفري ، عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام قال الشيب في مقدم الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفا شؤم.

(باب)

(دفن الشعر والظفر)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن بعض أصحابه

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : حسن.

الحديث السادس : مجهول.

قولهعليه‌السلام : « في مقدم الرأس » يحتمل أن يكون المراد ابتداء حدوثه ، قولهعليه‌السلام « وفي القفا شؤم » يدل على نحوسة صاحبه أو على أنه يصيبه بلاء والأخير أظهر.

باب دفن الشعر والظفر

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

٣٩١

عن أبي كهمس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً »(١) قال دفن الشعر والظفر.

(باب الكحل)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سليم الفراء ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكتحل بالإثمد إذا أوى إلى فراشه وترا وترا.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم قال أراني أبو الحسنعليه‌السلام ميلا من حديد ومكحلة من عظام فقال هذا كان لأبي الحسن فاكتحل به فاكتحلت.

قوله تعالى : «كِفاتاً » قال في مجمع البيان(٢) أي تكفتهم «أَحْياءً » على ظهرها في دورهم ومنازلهم وتكفتهم «أَمْواتاً » في بطنها أي تحوزهم وتضمهم.

قولهعليه‌السلام : « دفن الشعر والظفر » يمكن أن يكون ما ذكرهعليه‌السلام تفسيرا لكل من قوله «أَحْياءً » وقوله «أَمْواتاً » ولعل الأخير أظهر ، ولا ينافي التفسير المشهور إذ المراد أنه يشمل هذا أيضا لورود ما هو المشهور في أخبارنا أيضا.

قال علي بن إبراهيم في تفسيره : الكفات المساكن ، وقال : نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر ، فقال : « هذه كفات الأموات » أي مساكنها ثم نظر إلى بيوت الكوفة فقال : هذه كفات الأحياء ، ثم تلا هذه الآية.

وروى الصدوق في معاني الأخبار نحوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

باب الكحل

الحديث الأول : مرسل.

الحديث الثاني : موثق كالصحيح.

__________________

(١) سورة مرسلات الآية ٢٥.

(٢) المجمع ج ٩ ص ٤١٧.

٣٩٢

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الكحل بالليل ينفع العين وهو بالنهار زينة.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن أبيه وعمه قالا قال أبو جعفرعليه‌السلام الاكتحال بالإثمد يطيب النكهة ويشد أشفار العين.

٥ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الكحل يعذب الفم.

٦ ـ عنه ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الكحل ينبت الشعر ويحد البصر ويعين على طول السجود.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر ويذهب بالدمعة.

٨ ـ ابن فضال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال الكحل يزيد في المباضعة.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أحمد بن المبارك ، عن الحسين بن الحسن بن عاصم ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من نام على إثمد غير ممسك أمن من الماء الأسود أبدا ما دام ينام عليه.

الحديث الثالث : صحيح.

الحديث الرابع : مجهول.

وقال في القاموس : الإثمد بالكسر : حجر الكحل.

الحديث الخامس : موثق كالصحيح.

الحديث السادس : مرسل. ولعل المراد بالشعر الأشفار.

الحديث السابع : مرسل.

الحديث الثامن : مرسل.

الحديث التاسع : مجهول.

وقال في القاموس : المسك بالكسر : طيب معروف ، ودواء ممسك ، خلط به

٣٩٣

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سنان ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الكحل ينبت الشعر ويجفف الدمعة وو يعذب الريق ويجلو البصر.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضال ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه من اكتحل فليوتر ومن فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فلا بأس.

١٢ ـ عنه ، عن موسى بن القاسم ، عن صفوان ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكتحل قبل أن ينام أربعا في اليمنى وثلاثا في اليسرى.

(باب السواك)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمار قال : قال

ومسكه تمسيكا طيبه به.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

الحديث الحادي عشر : موثق.

قولهعليه‌السلام : « ومن فعل » أي الاكتحال وترا.

الحديث الثاني عشر : صحيح.

ويدل على أن المراد بقولهم وترا كون عدد ما يكتحل في العينين معا وترا لكن تكرير وترا كما مر في الخبر ينافي ذلك ، ويمكن القول بالتخيير ، ويمكن حمل كون كل عين وترا على التقية ، إذ أكثرهم رووا أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكتحل في كل عين ثلاثا قال الشهيد (ره) في الذكرى : يستحب الاكتحال بالإثمد عند النوم ، وترا تأسيا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن الصادق أنه أربع في اليمنى ، وثلاث في اليسرى. انتهى.

باب السواك

الحديث الأول : حسن أو موثق.

٣٩٤

أبو عبد اللهعليه‌السلام من أخلاق الأنبياءعليهم‌السلام السواك.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن القاسم بن عروة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السواك من سنن المرسلين.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما زال جبرئيلعليه‌السلام يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أدرد وأحفي.

٤ ـ وبهذا الإسناد قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب.

٥ ـ سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن بحر ، عن مهزم الأسدي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في السواك عشرة خصال مطهرة للفم ومرضاة للرب ومفرحة للملائكة وهو من السنة ويشد اللثة ويجلو البصر ويذهب بالبلغم ويذهب بالحفر.

٦ ـ عنه ، عن محمد بن عيسى ، عن عبيد الله الدهقان ، عن درست ، عن ابن سنان

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية : فيه « لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني » أي يذهب بأسناني و الدرد : سقوط الأسنان ، وقال : فيه « لزمت السواك حتى كدت أحفي فمي » أي أستقصي على أسناني فأذهبها بالتسوك.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

وقال في القاموس : الحفر بالتحريك سلاق في أصول الأسنان أو صفرة تعلوها ويسكن.

الحديث السادس : ضعيف.

٣٩٥

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في السواك اثنتا عشرة خصلة هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرب ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ويبيض الأسنان ويضاعف الحسنات ويذهب بالحفر ويشد اللثة ويشهي الطعام وتفرح به الملائكة.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السواك يذهب بالدمعة ويجلو البصر.

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصاني جبرئيلعليه‌السلام بالسواك حتى خفت على أسناني.

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن المرزبان بن النعمان رفعه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لي أراكم قلحا ما لكم لا تستاكون.

١٠ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن محمد بن مروان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين صلوات الله عليه عليك بالسواك لكل صلاة.

(باب الحمام)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه أو غيره ، عن محمد بن أسلم

الحديث السابع : موثق كالصحيح.

الحديث الثامن : حسن.

الحديث التاسع : مجهول.

وقال في القاموس : القلح محركة : صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.

الحديث العاشر : ضعيف.

باب الحمام

الحديث الأول : ضعيف.

٣٩٦

الجبلي رفعه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه نعم البيت الحمام يذكر النار ويذهب بالدرن وقال عمر بئس البيت الحمام يبدي العورة ويهتك الستر قال ونسب الناس قول أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى عمر وقول عمر إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢ ـ عنه ، عن علي بن الحكم وعلي بن حسان ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال الحمام يوم ويوم لا يكثر اللحم وإدمانه في كل يوم يذيب شحم الكليتين.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » فلا يدخل الحمام إلا بمئزر.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن سليمان الجعفري قال مرضت حتى ذهب لحمي فدخلت على الرضا صلوات الله عليه فقال أيسرك أن يعود إليك لحمك قلت بلى قال الزم الحمام غبا فإنه يعود إليك لحمك وإياك أن تدمنه فإن إدمانه يورث السل.

٥ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن المثنى بن الوليد الحناط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفأ به عنك وهج المعدة وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام.

٦ ـ علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى عمن أخبره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه كان إذا أراد دخول الحمام تناول شيئا فأكله قال قلت له إن الناس عندنا يقولون إنه على الريق أجود ما يكون قال لا بل يؤكل شيء قبله يطفئ المرارة ويسكن حرارة.

الحديث الثاني : صحيح.

الحديث الثالث : حسن.

الحديث الرابع : صحيح.

الحديث الخامس : حسن.

وقال في القاموس : طفئت النار كسمع طفوء : ذهب لهبها.

الحديث السادس : مرسل.

٣٩٧

الجوف.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن حمزة بن عبد الله ، عن ربعي ، عن عبيد الله الدابقي قال دخلت حماما بالمدينة فإذا شيخ كبير وهو قيم الحمام فقلت يا شيخ لمن هذا الحمام فقال لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسينعليه‌السلام فقلت كان يدخله قال نعم فقلت كيف كان يصنع قال كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها ثم يلف على طرف إحليله ويدعوني فأطلي سائر بدنه فقلت له يوما من الأيام الذي تكره أن أراه قد رأيته فقال كلا إن النورة سترة.

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا ممن القوم فقلنا من أهل العراق فقال وأي العراق قلنا كوفيون فقال مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ثم قال ما يمنعكم من الأزر فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال عورة المؤمن على المؤمن حرام قال فبعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحدا ثم دخلنا.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

ويدل على أن عورة الرجل سوأتاه لا غير ، وعلى أن الواجب ستر اللون لا الحجم ، ويمكن أن يكون ما رآه غير السوأتين مما يقرب منهما ، ولعله أظهر وأصوب وأنسب بسيرتهمعليهم‌السلام ، مع أن الراوي غير معلوم الحال ، ولعل المصنف لو لم يورد مثل هذا الخبر كان أولى.

الحديث الثامن : حسن أو موثق.

وقال في مجمع البحار : مرحبا أي لقيت رحبا وسعة ، ويقال : مرحبا وأهلا أي صادفت رحبا وأهلا تستأنس بهم.

وقال في القاموس : الشعار : ما يلي الجسد من الثياب ، و الدثار : بالكسر ما فوق الشعار من الثياب انتهى ، والغرض بيان غاية الاختصاص والمحرمية للإسرار وقال أيضا ، الكرباس بالكسر ثوب من القطن الأبيض معرب ، فارسيته بالفتح ،

٣٩٨

فيها فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي فقال يا كهل ما يمنعك من الخضاب فقال له جدي أدركت من هو خير مني ومنك لا يختضب قال فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام قال ومن ذلك الذي هو خير مني فقال أدركت علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو لا يختضب قال فنكس رأسه وتصاب عرقا فقال صدقت وبررت ثم قال يا كهل إن تختضب فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد خضب وهو خير من عليعليه‌السلام وإن تترك فلك بعلي سنة قال فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسينعليه‌السلام ومعه ابنه محمد بن عليعليه‌السلام .

٩ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة قال دخلت مع أبي بصير الحمام فنظرت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قد اطلى واطلى إبطيه بالنورة قال فخبرت أبا بصير فقال أرشدني إليه لأسأله عنه فقلت قد رأيته أنا فقال :

وقال : الصمد : القصد. قوله : « وتصاب عرقا » إما لاستحياء أنه استبعد أولا عن كونه خيرا منه أو لذكره علياعليه‌السلام ، والسبب الذي من أجله لم يختضب كما مر قولهعليه‌السلام : « بعلي سنة » أي طريقة موافقة ، وفي الفقيه « أسوة » أي قدوة ، وهو أظهر وقال الصدوق في الفقيه بعد ذكر هذا الخبر : في هذا الخبر إطلاق للإمام أن يدخل ولده معه الحمام دون من ليس بإمام ، وذلك لأن الإمام معصوم ، في صغره وكبره لا يقع منه النظر إلى عورة في حمام ولا غيره ، وقال العلامة (ره) في المنتهى : في هذا الحديث فوائد أحدها الأمر بالمعروف برفق ، الثانية : تحريم النظر إلى عورة المؤمن ، الثالثة : الأمر بالخضاب ، الرابعة : جواز دخول الرجل وابنه الحمام ، الخامسة : الدلالة على متابعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أفعاله وكذا الأئمةعليهم‌السلام انتهى.

أقول : لعل النهي عن إدخال الرجل ولده الحمام مختص. بما إذا كان أحدهما أو كلاهما بغير مئزر ، وأما ما ذكره الصدوق فيرد عليه أنهعليه‌السلام قرر دخول سدير وأباه وجده الحمام ، ولم يكونوا معصومين إلا أن يقال التقرير على المكروه لا يدل على عدم كونه مكروها.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

٣٩٩

أنت قد رأيته وأنا لم أره أرشدني إليه قال فأرشدته إليه فقال له جعلت فداك أخبرني قائدي أنك قد اطليت وطليت إبطيك بالنورة قال نعم يا أبا محمد إن نتف الإبطين يضعف البصر اطل يا أبا محمد قال فقال اطليت منذ أيام فقال اطل فإنه طهور.

١٠ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل من بني هاشم قال دخلت على جماعة من بني هاشم فسلمت عليهم في بيت مظلم فقال بعضهم سلم على أبي الحسنعليه‌السلام فإنه في الصدر قال فسلمت عليه وجلست بين يديه فقلت له قد أحببت أن ألقاك منذ حين لأسألك عن أشياء فقال سل ما بدا لك قلت ما تقول في الحمام قال لا تدخل الحمام إلا بمئزر وغض بصرك ولا تغتسل من غسالة ماء الحمام فإنه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل فيه ولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم.

١١ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن أحمد بن أشيم ، عن سليمان الجعفري قال من أراد أن يحمل لحما فليدخل الحمام يوما ويغب يوما ومن أراد أن يضمر وكان كثير اللحم فليدخل الحمام كل يوم.

١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل له الدقيق بالزيت يلت به فيمسح به بعد النورة ليقطع ريحها عنه قال : لا بأس.

الحديث العاشر : مجهول.

ويدل ظاهرا على نجاسة سؤر الناصب كما هو المشهور بين الأصحاب وعلى نجاسة ولد الزنا كما حكي عن المرتضى (ره) ، وأما غسالة الغسل من الزنا فلمرجوحية الغسالة ، وكونه من الزنا علاوة لخبثه وقذارته ، أو لكون الغسل مشتملا على إزالة المني ، وكونه من الزنا علاوة ، ويمكن ابتناؤه على نجاسة عرق الجنب من الحرام ، والوجهان الأولان جاريان في ولد الزنا على المشهور من طهارته إذا أظهر الإسلام.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

الحديث الثاني عشر : حسن وآخره مرسل.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672