أهل البيت في تفاسير أهل السنة

أهل البيت في تفاسير أهل السنة0%

أهل البيت في تفاسير أهل السنة مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 480

أهل البيت في تفاسير أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نزار الحسن
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 44806
تحميل: 7049

توضيحات:

أهل البيت في تفاسير أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44806 / تحميل: 7049
الحجم الحجم الحجم
أهل البيت في تفاسير أهل السنة

أهل البيت في تفاسير أهل السنة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وعدلاً كما مُلئتْ ظلماً وعدوان ) (1) .

وأخرجه ابن حِبَّان (2) والحاكم (3) وغيرهم.

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )، ووافقه الذهبي (4) ، ووافقهما الشيخ الألباني بقوله: ( وهو كما قال ) (5) .

* وفي ( مجمع الزوائد ) عن أبي سعيد الخدري قال:

( قال رسول الله صلّى الله وسلّم: أُبشّركم بالمهدي يُبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يُقسِّم المال صِحَاحَاً، قال له رجل: ما صحاحاً؟

قال: بالسويّة بين الناس، ويملأ الله قلوب أُمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم غناءً، ويسعهم عدلُه، حتّى يأمر منادياً فينادي فيقول: مَن له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد فيقول أنا، فيقول: إئتِ السدان يعني الخازن فقل له: إنّ المهدي يأمرك أنْ تعطيني مالاً، فيقول له احْثُ حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنتُ أجشع أمّة محمّد نفساً أو عجز عنّي ما وسعهم قال فيردّه فلا يقبل منه فيقال له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده، أو قال ثمّ لا خير في الحياة بعده ) (6) .

____________________

(1) مسند أحمد: 3/36، دار صادر.

(2) صحيح ابن حِبَّان: 15/236، مؤسّسة الرسالة.

(3) المستدرك على الصحيحين: 4/557، دار المعرفة.

(4) المستدرك على الصحيحين وبهامشه ( تلخيص المستدرك ) للذهبي: 4/557، دار المعرفة.

(5) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4/39 - 40، حديث: (1529)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(6) نقلنا النصّ من ( مسند أحمد ): 3/37، دار صادر.

٣٦١

قال الهيثمي: ( رواه الترمذي وغيره باختصار كثير، ورواه أحمد بأسانيد، وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات ) (1) .

* وأخرج أبو داود في ( سننه ) بسندهِ إلى أمّ سلمة، قالتْ:

( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( المهدي مِن عترتي مِن وُلْد فاطمة ) ) (2) .

وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) (3) ، والحاكم في ( المستدرك ) (4) ، وغيرهم.

قال الشيخ الألباني: ( هذا سند جيّد، رجاله كلّهم ثقات، وله شواهد كثيرة ) (5) .

وقال محقّق ( سير أعلام النبلاء ): ( سنده جيّد ) (6) .

وأحاديث المهدي كثيرة جدّاً، وقال بصحّتها جمع من أكابر المحدّثين.

* قال الشيخ الألباني - بعد أنْ ذكر تصحيح خمسة من كبار أئمّة الحديث، وهم: الترمذي، والذهبي، والحاكم، وابن حِبّان، وابن تيمية - ما نصّه:

( فهؤلاء خمسة من كبار أئمّة الحديث قد صحّحوا أحاديث خروج المهدي ومعهم أضعافهم من المتقدّمين والمتأخّرين، أذكرُ أسماء من تيسّر لي منهم:

1 - أبو داود في ( السنن ) بسكوته على أحاديث المهدي.

____________________

(1) مجمع الزوائد: 7/313، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

(2) سنن أبي داود: 2/310، دار الفكر، بيروت.

(3) سنن ابن ماجة: 4/154، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

(4) المستدرك على الصحيحين: 4/557، دار المعرفة.

(5) سلسلة الأحاديث الضعيفة: 1/181، مكتبة المعارف، وقد جاء به هنا ردّاً على الحديث الموضوع: ( المهدي مِن وُلد العبّاس عمّي ).

(6) سير أعلام النبلاء: 10/663، مؤسّسة الرسالة.

٣٦٢

2 - العقيلي.

3 - ابن العربي في ( عارضة الأحوذي ).

4 - القرطبي كما في ( أخبار المهدي ) للسيوطي.

5 - الطيّبي كما في ( مرقاة المفاتيح ) للشيخ القارئ.

6 - ابن قيّم الجوزيّة في ( المنار المنيف )، خلافاً لمَن كذب عليه.

7 - الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ).

8 - أبو الحسن الآبري في ( مناقب الشافعي )، كما في ( فتح الباري ).

9 - الشيخ علي القارئ في ( المرقاة ).

10 - السيوطي في ( العرف الوردي ).

11 - العلاّمة المباركفوري في ( تحفة الأحوذي ).

وغيرهم كثير وكثير جدّاً ) (1) .

إذن، فلا كلام في ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان؛ ليقيم دولة الحقّ الإلهي، لذا ارتأينا أنْ يكون فصلُنا هذا مختلفاً عمّا تقدّم مِن الفصول مِن إثبات كلمات المدح والثناء على أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام )، وسنصبّ الكلام هاهنا على مسألة الولادة، التي صارت محلاًّ للأخذ والردّ عند الأخْوة من أهل السُنّة.

وقد ذهبت الشيعة الإماميّة الاثنا عشريّة إلى أنّ المهدي المنتظر قد وُلِدَ

____________________

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: 4/41، في تعليقه على حديث: (1529)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.

٣٦٣

وهو محمّد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )، وهو حيٌّ غائب عن الأبصار، ويوافقهم في ذلك جمٌّ غفير من علماء أهل السُنّة.

وقبل الخوض في هذه المسألة نقدّم تعريفاً مختصراً عن الإمام محمّد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) بعنوان:

٣٦٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

-هو: محمّد المهدي، بن الحسن العسكري، بن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي، بن أبي طالب، عليهم جميعاً سلام الله.

-وُلِد ( عليه السلام ) : بسرّ مَن رأى ليلة النصف من شعبان، سنة: خمس وخمسين ومئتين من الهجرة [ 15 / شعبان / 255هـ ] (1) .

-أُمّه ( عليه السلام ): يُقال لها نرجس (2) ، وكفاها فخراً وشرفاً أنّها وَلَدَتْ منقذ البشريّة مهدي آل محمّد ( عليه السلام ).

-يُلقّب سلام الله عليه: بالمهدي، والحجّة، والخلف، والمنتظر، والقائم، و....

-ويكنّى بـ: أبي القاسم (3) .

-تَسلّم إمامة المسلمين: عند وفاة أبيه العسكري ( عليه السلام )، في سنة: (260هـ)، وكان له من العمر خمس سنوات.

-بدأتْ غيبتُه الصغرى ( عليه السلام ): في نفس اليوم الذي تُوفِّي فيه أبوه الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام )، وهو يوم الثامن من شهر ربيع الأوّل لسنة: (260هـ).

-دامت فترة الغيبة الصغرى مدّة: (69سنة)، نصّب خلالها الإمام سفراء بينه وبين أتباعه ومواليه، وهم أربعة على التوالي:

____________________

(1) إعلام الورى للطبرسي: 2/214، مؤسّسة آل البيت.

(2) الإرشاد للمفيد: 2/340، مؤسّسة آل البيت.

(3) سيتّضح ذلك عند مراجعة الأقوال الآتية في ولادته ( عليه السلام ).

٣٦٥

الأوّل: الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رحمه الله.

الثاني: الشيخ الموثوق به أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري رحمه الله.

الثالث: الشيخ الموثوق به أبو القاسم الحسين بن روح رحمه الله.

الرابع: الشيخ الموثوق به أبو الحسن علي بن محمّد السمري رحمه الله (1) .

-انتهت فترة الغيبة الصغرى: بوفاة السفير الرابع في سنة: (329هـ) (2) .

-سُمّيت تلك الحقبة: بالغيبة الصغرى؛ لأنّ الناس كانت تتمكّن من الاتصال بالإمام عن طريق هؤلاء السفراء.

-كانت وظيفة هؤلاء السفراء الأربعة: تلقّي الأسئلة من الأتباع مكتوبةً ورفعها إلى الإمام ( عليه السلام ).

وكان الإمام ( عليه السلام ) يوقّع بالإجابة عن السؤال على الورقة المكتوب عليها السؤال؛ ولذا سُمّيت بالتوقيعات.

وقد ذكر الشيخ المجلسي في كتابه بحار الأنوار ( ج53، ص150 - 198 ) كثيراً من تلك التوقيعات، عَنْوَنَها بـ: باب ( ما خرج من توقيعاته ( عليه السلام ) ).

-عند وفاة السفير الرابع: بدأت الغيبة الكبرى وهي مستمرّة حتّى يأذن الله له بالظهور.

____________________

(1) انظر: ( الغيبة ) للشيخ الطوسي: 353 - 393، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة.

(2) انظر: ( الغيبة ) للشيخ الطوسي: 393 - 394، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة.

٣٦٦

ولادة الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة

أجمعت الشيعة الإماميّة على ولادة المهدي المنتظر، وأنّه الإمام محمّد بن الحسن العسكري ثاني عشر أئمّة أهل البيت، فالأئمّة عندهم - حسبما نصّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) - اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي المنتظر.

وقد ذهب جمٌّ غفير من علماء وأعلام أهل السُنّة إلى عين ما تقول به الشيعة الإماميّة؛ من ولادة المهدي المنتظر؛ وأنّه محمّد بن الحسن العسكري، لكنّه غائب عن الأنظار، بينما اكتفى فريقٌ آخر بذكر ولادة محمّد بن الحسن مع إنكار مهدويّته أو السكوت عن ذلك، ويظهر من هؤلاء: الذهاب إلى ولادة المهدي في آخر الزمان، ويلزم من كلامهم خلوّ الأرض من إمام وحجّة في هذهِ الفترة الطويلة من الزمان، وهو خلاف قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: ( مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة ) المتواتَر في مضمونه (1) عند الفريقَين، والدالّ على وجود إمام في كلّ عصر وزمان.

وسيتّضح للقارئ أنّ جُلّ مَن قال بولادة محمّد بن الحسن - عجّل الله فرجه الشريف - من المنكرين أو الساكتين عن مهدويّته ولم يقل بوفاته، بل التزم الصمت إزاء ذلك، سوى البعض الذين تكهّنوا بوفاته رجماً بالغيب، وسيأتي كلامهم في محلّه إنْ شاء الله تعالى.

____________________

(1) إذ إنّ الحديث ورد بألفاظ مختلفة تعطي مضموناً واحداً، فانظر على سبيل المثال: ( كمال الدين وتمام النعمة ) للصدوق: 309، مؤسّسة النشر الإسلامي. و ( صحيح ابن حِبَّان ): 10/434، مؤسّسة الرسالة. و ( مسند أبي داود ): 259، دار الحديث - بيروت. و ( السُنّة ) لابن أبي عاصم بتحقيق الألباني: 489، المكتب الإسلامي.

٣٦٧

وهذا بنفسه دليل يؤكّد ما تقوله الشيعة من أنّ الإمام - سلام الله عليه - حيُّ غائب عن الأنظار.

ثمّ إنّ البعض ممّن زاغتْ أبصارهم وعموا في طغيانهم، راحوا يُنكرون ولادة محمّد بن الحسن، مُدّعين أنّ الحسن العسكري مات من غير عقب! ولا شكّ في أنّ ذلك كان محاولة بائسة؛ لدحض عقيدة الاثني عشريّة بادّعاء أنّ الاثني عشريّة لا ثاني عشر عندهم!!!

وليس هذا الفصل في واقعه إلاّ ردّاً على هذهِ الفِرْيَة الخاوية التي حاول أصحابها طمس النّور الإلهي المشرق، ولكنّ أنّى للظلام أنْ يُطفئ جذوة النور وأنّى للباطل أنْ ينتصر على الحقّ. وإذا كانت جولة الباطل ساعة، فصولة الحقّ إلى قيام الساعة.

فتعال - عزيزي القارئ - وانظر إلى فيوض الرحمان، وأبصر بعينيك كلمات القوم المتظافرة الدالّة على ولادته ( عليه السلام )، فإنّها ردّ قاطع على كلّ مَنْ عُمِيتْ بصيرتُه وسوّلت له نفسه أنْ يُحرّف الحقيقة ويُدنّس قلمه بأكاذيب مفضوحة.

ولأجل أنْ تكون الرؤية واضحة عند قارئنا العزيز، ارتأينا أنْ نقسم الأقوال إلى قسمين:

يتضمّن الأوّل: طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة، الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن، المنكرين لمهدويّته، أو الساكتين عن ذلك.

ويتضمّن الثاني: طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة، الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن، وأنّه المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه.

وواضح أنّ نقطة الاشتراك بين الطائفتين تتركّز في أنّهما يتّفقان على ولادته الشريفة.

٣٦٨

القسم الأول

طائفة من أقوال علماء وأعلام أهل السُنّة الذاهبين إلى ولادة محمّد بن الحسن ( عليه السلام )

( المنكرين لمهدويّته، أو الساكتين عن ذلك )

1 - ابن الأزرق الفارقي (ت: بعد 577 هـ) (1).

ذكر في تاريخه ( تاريخ ميّا فارقين ): ( إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة: ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: ثامن شعبان سنة: ست وخمسين، وهو الأصح... ) (2) .

2 - شهاب الدين، أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت: 626هـ ):

قال في كتابه ( معجم البلدان ) عند ذكره لمدينة عسكر سامراء: (... وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، يُكنّى أبا الحسن الهادي،

____________________

(1) نقل قوله ابن خِلّكان من دون أنْ يشير إلى اسمه، وقد ورد في كتب التراجم أنّ هناك شخصَين يحملان هذه الكنية:

أحدهما: عبد الله بن محمّد بن عبد الوارث الفارقي المتوفّى سنة: (590هـ) على ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون وتبعه رضا كحالة عليه، (معجم المؤلّفين 6/130).

والثاني: أحمد بن يوسف بن علي المتوفّى بعد سنة: (577 هـ) على ما ذكره صاحب ( الأعلام )، ( الأعلام: 1/273 ).

لكن بعد التحقيق والمتابعة عثرنا على جزء من كتاب تاريخ ميافارقين لأحمد بن يوسف بن الأزرق بتحقيق الدكتور بدوي عبد اللطيف عوض، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلِّيَّة أصول الدين، ومدير جامعة الأزهر، حيث صرّح في مقدّمته بأنّ ابن خِلّكان ينقل عن هذا التاريخ في مواضع عدّة، وذكر منها المورد المذكور، فيتعيّن على هذا أنّ مراد ابن خلكان هو أحمد بن يوسف، والأمر سهل.

(2) نقل قوله ابن خِلّكان في ( وفيات الأعيان ): 4/30 - 31، دار الكتب العلميّة.

٣٦٩

وُلد بالمدينة ونُقل إلى سامرّا، وابنه الحسن بن علي ولد بالمدينة أيضاً، ونُقل إلى سامرّا؛ فَسُمِّيَا بالعسكريّين لذلك، فأمّا علي فمات في رجب سنة: 254، ومقامه بسامرّا عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة: (260هـ)، ودُفنا بسامرّا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة ) (1) .

3 - ابن الأثير الجزري (ت: 630 هـ):

قال في كتاب ( الكامل في التاريخ ) في حوادث سنة: (260هـ): ( وفيها تُوفِّي أبو محمّد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، على مذهب الإماميّة، وهو والد محمّد، الذي يعتقدونه المنتظر... ) (2) .

4 - أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن إبراهيم المعروف بابن خِلّكان: (ت: 681 هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ) تحت عنوان الحجّة المنتظر: ( أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، المعروف بالحجّة، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم والمهدي... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، ولمّا تُوفِّي أبوه... كان عمره خمس سنين، واسم أُمّه: خمط ، وقيل: نرجس... وذكر ابن الأزرق في ( تاريخ ميّافارقين ): أنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة: ثمان

____________________

(1) معجم البلدان: ج 5 - 6، ص328، دار إحياء التراث العربي، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) الكامل في التاريخ: 7/274، دار الفكر للطباعة والنشر.

٣٧٠

وخمسين ومئتين، وقيل: في ثامن شعبان، وهو الأصح.. ) (1) .

5 - المؤرّخ الشهير أبو الفداء عماد الدين اسماعيل بن علي (ت: 732 هـ):

قال في تاريخه ( المختصر في تاريخ البشر ) عند ذكره لوفاة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) في أحداث سنة: (254هـ): ( والحسن العسكري المذكور هو والد محمّد المنتظر صاحب السرداب، والمنتظر ثاني عشرهم ويلقّب أيضاً القائم والمهدي والحجة، ومولد المنتظر سنة: خمس وخمسين ومئتين ) (2) .

6 - المؤرخ الشهير شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( تاريخ الإسلام ) عند ترجمته للإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة: القائم، الخَلَف، الحجّة، فوُلِد سنة: ثمان وخمسين، وقيل سنة: ست وخمسين، عاش بعد أبيه سنتَين ثمّ عُدِم، ولم يُعلم كيف مات... ) (3) .

وقال في ( العبر في خبر مَن غبر ) في وفيات سنة: (265هـ): ( وفيها [ أي تُوفّي ] محمّد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم، الذي تُلقّبه الرافضة: الخلف، الحجّة، وتلقّبه بالمهدي وبالمنتظر، وتلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر، وضلال الرافضة ما عليه مزيد، فإنّهم يزعمون

____________________

(1) وفيّات الأعيان: 4/31 - 32، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

(2) المختصر في أخبار البشر: مجلّد1، ج2، ص45، مكتبة المتنبّي، القاهرة.

(3) تاريخ الإسلام: 19/113 حوادث السنوات: (251هـ - 260هـ)، دار الكتاب العربي.

٣٧١

أنّه دخل السرداب الذي بسامرّاء فاختفى وإلى الآن. وكان عمره لمّا عُدِم تسع سنين أو دونه ) (1) .

ولا بأس أنْ نقف - قصيراً - مع كلمات الذهبي هذه، ولا نريد أنْ نُناقش فِرْيَة السرداب التي يَعرف بطلانَها كلُّ متحرِّر مِن قيود الحقد واللؤم، ولكن نريد مِن شيخ الإسلام الذي ما انفكّ يرمينا بالضلالة والخرافة، أنْ يُتْحِفُنَا ويَذكر لنا كيف تُوفِّي الإمام الحجّة، فلماذا لم يعلم كيف مات، وليتَه يدلّنا على قبره الشريف، فهذهِ قبور آبائه كلّها معروفة معلومة، فكيف ضاع قبره، مع أنّه مِن تلك السلالة المباركة الذين أوجب الله محبّتهم على عباده في مُحكم كتابه؟!

أَلَمْ يقرّ الذهبي بأنّه وُلِدَ؟!

أَلَمْ يُقِرُّ بِأَنّه عُدِم؟!

فكيف جاز له أنْ يَنْسِبَ إليه الموت، أليس هذهِ شهادة على العَدَم لا تصحّ عند الجميع، فكيف صحّت عند الذهبي؟!

7 - زين الدين عمر بن المظفّر المعروف بابن الوردي (ت: 749 هـ):

قال في تاريخه عند ذكره لوفاة الحسن العسكري في أحداث سنة: (260هـ): ( والحسن العسكري والد محمّد المنتظر صاحب السرداب، والمنتظر ثاني عشرهم، ويلقّب أيضاً القائم، والمهدي، والحجّة، ومولد المنتظر سنة: خمس وخمسين ومئتين ) (2) .

8 - صلاح الدين، خليل بن أيبك الصفدي (ت: 764 هـ):

____________________

(1) العبر: 1/381، دار الكتب العلميّة.

(2) تاريخ ابن الوردي: 1/319.

٣٧٢

قال في كتابه ( الوافي بالوفيات ) عند ترجمته للإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ابنه محمّد الحجّة الخَلَف الذي تدّعيه الرافضة، فوُلِد سنة: ثمان وخمسين، وقيل: ست وخمسين، عاش بعد أبيه سنتين، ومات. عُدِمَ ولم يُعْلَم كيف مات... ) (1) .

وعين ما تقدّم من التعليق على كلام الذهبي يأتي هنا.

9 - الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت: 852هـ):

قال في ( لسان الميزان ) عند ترجمته لجعفر الكذّاب: (... أخو الحسن الذي يُقال له العسكري، وهو الحادي عشر من الأئمّة الإماميّة ووالد محمّد صاحب السرداب... ) (2) .

10 - نور الدين عبد الرحمان بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي (ت: 898 هـ):

قال في كتابه ( شواهد النبوّة ) ما ترجمته: ( هو الإمام الثاني عشر، كنيته: أبو القاسم، وتلقبه الإماميّة: بالحجّة، والقائم، والمهدي، والمنتظر، وصاحب الزمان، وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً، وإنّهم يزعمون أنّه دخل السرداب الذي في سرّ مَن رأى وأُمّه تنظر إليه، فلم يخرج إليها وذلك في سنة: خمس وستين ومئتين، وقيل: في سنة ست وستّين ومئتين، وهو الأصح. فاختفى إلى الآن على زعْمهم. أُمّه أمّ وَلَد، يُقال لها: صيقل، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، وقيل: غير

____________________

(1) الوافي بالوفيات: 12/113، دار النشر، فرانز شتايز، شتوتغارت.

(2) لسان الميزان: 2/119، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات.

٣٧٣

ذلك. كانت ولادته في سرّ مَن رأى في الثالث والعشرين من رمضان سنة: ثمان وخمسين ومئتين... ) (1) .

11 - شمس الدين محمّد بن طولون الدمشقي الحنفي (ت: 953 هـ):

قال في كتابه: ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( وثاني عشرهم ابنه محمّد بن الحسن، وهو أبو القاسم محمّد بن الحسن بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر، على اعتقاد الإماميّة، المعروف بالحجّة وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر، والقائم، والمهدي...

كانت ولادته - رضي الله عنه - يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، ولمّا تُوفِّي أبوه المتقدّم ذكره - رضي الله عنهما - كان عمره خمس سنين... ).

ثمّ ذكر أبياتاً شعريّة في أئمّة أهل البيت وهي مِن نظمه جاء فيها:

____________________

(1) وأمّا نصّ كلامه في الكتاب فهو: ( وي إمام دوازدهم است، وكنيت وي أبو القاسم است، ولقّبه الإماميّة بالحجّة، والقائم، والمهدي، والمنتظر، وصاحب الزمان. وهو عندهم خاتم الاثني عشر إماماً، وإنّهم يزعمون أنّه دخل السرداب الذي في سرّ مًن رأى، وأمّه تنظر إليه فلم يخرج إليها، وذلك في سنة: خمس وستّين ومئتين، وقيل: في سنة: ست وستّين ومئتين، وهو الأصح، فاختفى إلى الآن على زعمهم. مادر وي أمّ ولد بوده است، صيقل نام، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، وقيل غير ذلك، وولادت وي در سر مَن رأى بوده است، في الثالث والعشرين من رمضان سنة: ثمان وخمسين ومئتين ) ( شواهد النبوّة ): (404 - 405)، انتشارات وحيد.

٣٧٤

عليكَ بالأئمّةِ الاثني عشرْ

مِن آلِ بَيْتِ المُصْطَفَى خَيْرِ البَشَر

أَبُو تُرَابٍ حَسَنٌ حُسَينُ

وَبغْضُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ شَيْنُ

مُحَمَّدُ البَاقِرِ كَمْ عِلْمٍ دَرَى

وَالصَادِقُ ادعُ جعفراً بَيْنَ الوَرَى

مُوْسَى هُوَ الكَاظِمُ وَابْنُه عَلِي

لَقِّبْهُ بِالرِضَا وَقَدْرُهُ عَلِي

مُحَمَّد التَقِيّ قَلْبُهُ مَعْمُوْرُ

عَلِيْ التَقِي دُرُّهُ مَنْثُورُ

وَالعَسْكَرِيُّ الحَسَنُ المُطَهَّر

مُحَمَّدُ المَهْدِي سَوْفَ يَظْهَر (1)

ويظهر من هذهِ الأبيات - بل صريحها - القول بالمهدويّة، وأنّ محمّد بن الحسن هو المهديّ المنتظر على اعتقاد ابن طولون، وِفْقاً للشيعة، والله العالم.

12 - حسين بن محمّد الديار بكري القاضي المؤرّخ (ت: 966 هـ):

قال في كتابه ( تاريخ الخميس ): ( وفي سنة: ستّين ومئتين، مات الحسن بن علي الجواد بن الرضا العلويّ، أحد الأئمّة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتَهم، وهو والد منتظرهم محمّد بن الحسن ) (2) .

13 - أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت: 974 هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة )، في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر: ( أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خِلّكان هذا هو العسكريّ، وُلِدَ سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين - إلى أنْ قال - مات بسرّ مَن رأى، ودُفِن عند أبيه وعمّه، وعمره ثمانية وعشرون سنة. ويُقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلّف غير

____________________

(1) الأئمّة الاثنا عشر: الفصل الخاص بالحجّة المهدي: (117 - 118)، منشورات الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت، لبنان.

(2) تاريخ الخميس: 2/343، دار صادر.

٣٧٥

ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمّى القائم المنتظر؛ قيل: لأنّه سُتر بالمدينة وغاب، فلم يُعرف أين ذهب ) (1) .

14 - محمّد بن الحسين بن عبد الله الحسيني السمرقندي المدني (ت: 996 هـ):

قال في كتابه ( تحفة الطالب ) بعد ذكر الإمام العسكري ( عليه السلام ): ( وأمّا ولده محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم أجمعين، فهو الثاني عشر من الأئمّة.

ولد يوم الجمعة منتصف شعبان، سنة: خمس وخمسين ومئتين. وقيل: وُلد تاسع عشر شهر ربيع الثاني سنة: ثمان وخمسين ومئتين. وقيل: وُلِد ثامن شعبان سنة: ست وخمسين ومئتين، وهو الأصح.

وكنيته: أبو القاسم. وألقابه: الحجّة، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي.

وصفته: شاب، ربعة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، أجلى الجبهة.

وكان عمره حين تُوفِّي أبوه خمس سنين. والشيعة يقولون: إنّه دخل السرداب في دار أبيه وأمّه تنظر إليه، فلم يخرج منه، وذلك في سنة: خمس وستين ومئتين، وعمره يومئذ تسع سنين، وقيل: كان عمره حين دخل السرداب أربع سنين، وقيل: خمس سنين. وقيل: دخل السرداب سنة: خمس وسبعين ومئتين، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة،

____________________

(1) الصواعق المحرقة: 313 - 314، دار الكتب العلميّة.

٣٧٦

وهم ينتظرون خروجه من السرداب في آخر الزمان وذلك في سرّ من رأى، وأقاويلهم فيه كثيرة، والله أعلم أنّى ذلك كان ) (1) .

15 - الشيخ الملاّ علي القاري (ت: 1014 هـ):

قال في كتابه ( مرقاة المفاتيح ) بعد ذكر حديث اثني عشرية الخلفاء: ( قلت: وقد حمل الشيعة الاثني عشر على أنّهم من أهل بيت النبوّة متوالية، أعم مِن أنْ تكون لهم خلافة حقيقيّة أو استحقاقاً، فأوّلهم علي، فالحسن، فالحسين، فزين العابدين، فمحمّد الباقر، فجعفر الصادق، فموسى الكاظم، فعلي الرضا، فمحمّد التقي، فعلي النقي، فحسن العسكري، فمحمّد المهدي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين على ما ذكره زبدة الأولياء خواجة محمّد بارسا في كتاب ( فصل الخطاب ) مفصّلة، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرحمان الجامي في أواخر ( شواهد النبوّة )، وذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم ومقاماتهم مجملة، وفيه ردّ على الروافض حيث يظنّون بأهل السُنّة أنّهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد ووهمهم الكاسد ) (2) .

وواضح مِن هذا الكلام بأنّه يعتقد بما نقله عن الشيعة من أنّ محمّد المهدي مولود وهو ابن العسكري ( عليه السلام ).

16 - أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):

قال في ( كتابه أخبار الدول وأثار الأول ) تحت عنوان: في ذكر أبي القاسم

____________________

(1) تحفة الطالب بمعرفة مَن ينتسب إلى عبد الله وأبي طالب: 54، الناشر، دار المجتبى للتوزيع والنشر، تحقيق: الشريف أنس الكتبي الحسني.

(2) مرقاة المفاتيح: 9/ 3864، شرح حديث رقم: 5983، دار الفكر للطباعة والنشر.

٣٧٧

محمّد الحجّة الخَلَف الصالح: ( وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة، كما أوتيها يحيى ( عليه السلام ) صبيّاً... ) (1) .

17 - أبو المجد عبد الحقّ الدهلوي البخاري (ت: 1052 هـ):

قال في رسالة خاصة بمناقب الأئمة: ( وأبو محمّد الحسن العسكري ولده: م ح م د - رضي الله عنهما - معلوم عند خواصّ أصحابه وثقاته ) (2) .

18 - شهاب الدين، أبو الفلاح عبد الحيّ بن أحمد بن محمّد بن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في كتابه ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب ) عند ذكْره لوفاة الإمام الحسن العسكري في أحداث سنة: (260هـ): ( وفيها: [ أي تُوفِّي ] الحسن بن علي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ، أحد الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة، وهو والد المنتظر محمّد، صاحب السرداب ) (3) .

19 - عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكّي العصامي (ت: 1111 هـ):

قال في كتابه ( سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ): ( وهو الإمام محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي التقيّ بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

____________________

(1) أخبار الدول وآثار الأُول في التاريخ: 1/353. عالم الكتب.

(2) نقل كلامه صاحب ( كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأنظار ): 62 - 63.

(3) شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب: 2/290، دار الكتب العلميّة، بيروت، لبنان.

٣٧٨

وُلِد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين، وقيل: سنة: ست وهو الصحيح، أمّه: أُمّ ولد، اسمها: صقيل، وقيل: سوسن، وقيل: نرجس، كنيته: أبو القاسم، ألقابه: الحجّة، والخَلَف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، والمهدي وهو أشهرها... ) (1) .

20 - عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي (ت: 1171 هـ):

قال في كتابه ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( الثاني عشر من الأئمّة أبو القاسم محمّد الحجّة الإمام، قيل: هو المهدي المنتظر، وَلَد الإمام محمّد الحجّة، ابن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنه بسرّ مَن رأى ليلة النصف من شعبان سنة: خمس وخمسين ومئتين قبل موت أبيه بخمس سنين، وكان أبوه قد أخفاه حين وُلِدَ وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه من الخلفاء؛ فإنّهم كانوا في ذلك الوقت يتطلّبون الهاشميّين ويقصدونهم بالحَبس والقتل ويريدون إعدامهم.

وكان الإمام محمّد الحجّة يُلقّب أيضاً بالمهدي، والقائم، والمنتظر، والخَلَف الصالح، وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي؛ ولذلك ذهبتْ الشيعة أنّه الذي صحّت الأحاديث بأنّه يظهر آخر الزمان، وأنّه موجود في السرداب الذي دخله في سرّ مَن رأى، ولهم في ذلك تأليف.

والصحيح خلاف ما ذهبوا إليه، وأنّ المهدي الذي صحّت به الأحاديث وأنّه يظهر آخر الزمان خلافه، وإنْ كان أيضاً من أشراف آل البيت الكريم لكنّه يُولد ويَنشأ كغيره، لا أنّه من المعمّرين.

وقد أشرق نور هذهِ السلسلة الهاشميّة والبيضة الطاهرة النبويّة والعصابة

____________________

(1) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: 4/ 138، المكتبة السلفيّة، القاهرة.

٣٧٩

العلويّة، وهم اثنا عشر إماماً، مناقبهم عَلِيَّة، وصفاتهم سنيّة، ونفوسهم شريفة أبيّة، وأرومتهم كريمة محمّديّة، وهم: محمّد الحجّة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن وَلَدَي الليث الغالب علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (1) .

21 - أحمد بن علي بن عمر شهاب الدين أبو النجاح المنيني الحنفي الدمشقي (ت: 1172 هـ):

في كتاب ( فتح المنّان ) وهو شرح لقصيدة الشيخ بهاء الدين العاملي المسمّاة: ( وسيلة الفوز والأمان، في مدح صاحب الزمان )، وقد قال في مقدّمة الشرح: (... وليعلم أنّ هذهِ القصيدة في مدْح المهدي الموعود به أنّه يخرج في آخر الزمان.

وذهب الإماميّة - ومنهم الناظم - إلى أنّه محمّد بن الحسن العسكري، أحد الأئمّة الاثني عشر - باصطلاحهم - الذين أثبتوا لهم العصمة في اعتقادهم، وأنّه مختفٍ بسرداب بسرّ مَن رأى، إلى أنْ يأتي أوان ظهوره، وهذا باطل؛ لأنّ محمّد بن الحسن العسكري تُوفِّي في حياة والده، وأخذ ميراث والده عمّه جعفر... ) (2) .

____________________

(1) الإتحاف بحبّ الأشراف: 179 - 180، منشورات الرضي المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(2) شرح الشيخ أحمد المنيني على قصيدة بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول والمطبوعة في =

٣٨٠