المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية0%

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 260

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ كاظم مزعل جابر الأسدي
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الصفحات: 260
المشاهدات: 108399
تحميل: 6680

توضيحات:

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 260 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 108399 / تحميل: 6680
الحجم الحجم الحجم
المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أشرقت الارض بنور ربها، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الارض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق فيه ومعه، وهو قول الله (عزوجل) :( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (1) .وقول الله (عزوجل) :( يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ﴿41﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُ‌وجِ ) (2) ،أي خروج ولدي القائم المهدي (ع)» .(3)

وفي قولهُ تعالى في سورة (ق) أيضاً:( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ﴿41﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُ‌وجِ ) . مكان قريب. عن الصادق (رض) قال: «ينادي المنادي باسم القائم واسم أبيه (ع)، والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، وذلك يوم خروج القائم (ع) ».(4)

وأيضاً في تفسير القمّي: (ينادي المنادي باسم القائم عليه السلام واسم أبيه عليه السلام. قوله:( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُ‌وجِ ) ، قال:

____________________

(1) سورة الشعراء: آية 4.

(2) سورة: ق: آية 41-42.

(3) ينابيع المودة لذوي القربى، ج 3 ص 297.

(4) ينابيع المودة لذوي القربى: ج 3 ص 251-252.

١٤١

صيحة القائم من السماء ذلك يوم الخروج، قال: هي الرجعة).(1)

وقولهُ تعالى:( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (2) عن عمر بن حنظلة قال: سألت جعفر الصادق (رض) عن علامات قيام القائم. قال: «خمس علامات قبل قيام القائم (ع): الصيحة، وخروج السفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني . قال: فتلوت هذه الآية، فقلت له: أهي الصيحة؟ قال:نعم، لو كانت الصيحة خضعت أعناق أعداء الله (عزوجل)» .

وعن أبي بصير وأبي الورد، هما، عن الباقر (رض) قال: «هذه الآية نزلت في القائم وينادي مناد باسمه واسم أبيه من السماء ».(3)

قال عمرو بن حنظلة: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: «قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني، والسفياني وقتل النفس الزكية بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن، ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكيّة إلا خمس عشرة ليله، والصيحة تكون في شهر رمضان ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين منه، وهو صوت جبرئيل من السماء ينادي في اول النهار: إنّ فلان بن فلان، أعني الحجة بن الحسن هو الامام، ألا إنّ الحقّ في علي وشيعته، وهو نداءٌ عام يسمع كلّ قوم بلسانهم . قال الراوي: قلت فمن يخالف الامام فقد نودي باسمه؟

____________________

(1) تفسيرالقمي، ج 2، ص 327،قوله( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ) قال:...الخ. معجم أحاديث الامام المهدي (ع)، ج 5 ص 425، حديث 1861.

(2) سورة الشعراء: آية 4.

(3) ينابيع المودة لذوي القربى: ج 3، ص 245ـ 246.

١٤٢

قال:لا يدعهم ابليس حتى ينادي في آخر النهار: ألا ان الحقّ في السفياني وشيعته، فيرتاب المبطلون عند ذلك ».(1)

وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص): «يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة، فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ».(2)

وعن عبد الله بن عمر أيضاً قال: قال رسول الله (ص): «يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي: هذا المهدي فاتبعوه ».(3)

2: في العهدين

نلاحظ ذلك أيضاً وهو غاية في الوضوح والدقّة، من خلال البشارة الخالدة لـ «يوحنا ع » في موضوع النداءِ السماويّ الخاصّ بمنقذ العالم، فقد جاء في «سفر يوحنا»: (ثم رأيت ملاكاً طائراً في وسط السماء معه بشارة ابديّة ليبشّر الساكنين على الارض وكلّ امةٍ وقبيلةٍ ولسانٍ وشعبٍ منادياً بصوتٍ عظيم: خافوا الله واعطوه مجداً لانه قد جاءت ساعة حكمه واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه )(4) .

ومن خلال التمعّن في هذا النصّ تتّضح امور عديدة منها:

أوّلا: إنّ كلمة (رأيت) من الفعل وتاء الفاعل تفيد أنّ هذه الرؤية الربانيّة هي بحكم الواقعة والمتحقّقة لامحالة، وإن تأخّر وقت حدوثها بالحسابات الماديّة. وأنّ الملك في وضع الطيران وأنّه قد توسّط السماء،

____________________

(1) نور الأبصار، ص416.

(2) كشف الغمة، ج2 ص970-971.

(3) نفس المصدر.

(4) سفر يوحنا 14: 6-7، العهد الجديد، ألأصل العبرى، ص 474.

١٤٣

يوحي أنّ الملك مرسل من قبل الله عزّ وجلّ وقد بعث لتبليغ أمر مهم جدّاً ماحدث ولن يحدث على وجه الأرض الاّ مرّة واحدة! لذلك فهو يتوسّط السماء لكي يكون بمسمع ومرأى من الجميع!.

ثانيا: إنّ البشارة التي يبشّر بها هذا الملك (أبديّة) بمعنى: أنّها ليست وليدة ساعتها ويومها وعصرها، وليست كشيءٍ سهل يأتي ثمّ يعبر ويمرّ وكأنّه لم يكن في يوم من الأيّام،كلاّ والف كلاّ، بل هي: بشارة مقدّسة وأصيلة حتميّة الوقوع والتحقّق لأنّ المبشّر الأوّل بها هو الله تبارك وتعالى لسكّان السموات والأرض، وأنّ هذه البشارة المباركة كانت موجودة ومعروفة لدى سكّان السموات ولدى شعوب وأمم الأرض منذ الأبد: أي منذ بدء الخليقة أو منذ مجيء الانسان الى الأرض...

ثالثا: إنّ هذا الملك يبشّرُ كلّ الساكنين على وجه الأرض ويتكلّم بلغة كلّ أمة وكلّ شعب وكلّ قبيلة وبكلّ لسان في آن واحد وهذا غاية في الإعجاز والرّوعة.

رابعا: يكون نداء الملك (بصوت عظيم) غير مألوف لدى سكّان الأرض ولم يسمعوا بمثله من قبل، ويوجّب على الناس المخافة من الله تعالى وأن يعطوه مجده وقدره لأنّه قد جاءت لتوّها ساعة حكمه في الأرض بواسطة المنقذ الدّخر لهذا الغرض! وكأنّ الله عزّ وجلّ لم يحكم في الأرض قط(1) ، وهذا حقّ وصدق لأنّ الله عزّ وجلّ بريء من جميع

____________________

(1) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 119- 124.في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح، يعني حكم الله في آخر الزمان وحتميته ووقت حدوثه.

١٤٤

الأحكام الوضعيّة الجائرة التي حكمت الأرض بأيدي الجبابرة والطغات المجرمين الذين أهانوا وقتلوا ومثّلوا بأنبياءه وأولياءه وأحبّاءه.

وهذا مايُسمى بـ (ملكوت الله عند السيد المسيح -ع-)، ويعني حكم الله في آخر الزمان(1) ، وأنَّ الكتاب المقدس وخاصةً العهد الجديد منهُ مليءٌ بالبشارةِ بملكوت الله تبارك وتعالى على لسان السيد المسيح (ع) حتى ورد ذكر ذلك في الصلوات المسيحية التي تقرأُ كُلَّ يوم.

وأنَّ هذا الملكوت حتميٌّ قطعيٌّ(2) ، كما جاء في البشارة التي دوَّنها (متى) في الإنجيل:

(17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات).(3)

وأما وقتُ حدوث هذا الملكوت المنتظر، فقد جاء في إنجيل متى:

12 ويعمُّ الفساد، فتبردُ المحبَّةُ في أكثرِ القلوب 13 ومَن يثبُت إلى

____________________

(1) للمزيد انظر: المهدي والمسيح، في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح (ع). المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 119 وما بعدها، وشرح ملكوت الله في ص 126.

(2) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 119-120.

(3) العهد الجديد، متى، الإصحاح 5، الفقرات 17-19، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر. مع فرق يسير في العبارات.

١٤٥

النهاية يخلص 14 وتجيءُ النهايةُ بعدما تُعلنُ بشارةُ ملكوت الله هذه في العالم كُلِّه، شهادةً لي عند الأُمم كلّها).(1)

وتفسير هذه النبؤة: (أي نهاية التدبير الإلهي الحاضر، وإقامة ملكوت الله على وجهٍ نهائيّ...).(2)

وأخبر إنجيل لوقا أنَّ ملكوت الله يأتي نتيجةً لإستضعاف المؤمنين والظلم الذي يقع عليهم(3) :

(20 و رفع عينيه الى تلاميذه و قال: طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله 21 طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون، طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون 22 طوباكم اذا ابغضكم الناس و اذا افرزوكم و عيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان 23 افرحوا في ذلك اليوم و تهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء).

ويُفصحُ النصُّ المقدَّس عمّا يكونُ من عاقبةُ أهلِ الباطل بقوله:

(24 و لكن ويل لكم ايها الاغنياء لانكم قد نلتم عزاءكم 25 ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون ويل لكم ايها الضاحكون الان لانكم ستحزنون و تبكون 26 ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس...).(4)

____________________

(1) متى، 24: 12-14،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس،ص 45.

(2) المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 121 وما بعدها، عن: العهد الجديد، ص 103. الرهبانية اليسوعية، طبعة 1989 م.

(3) للمزيد انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 125 وما بعدها.

(4) العهد الجديد، لوقا، الإصحاح 6، الفقرات 20-26، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

١٤٦

هذا وقد جاء في الصلاة المسيحية:

(ليَتَقَدَّس اسمكَ 10 ليأتِ مَلَكوتُكَ لتكُن مشيئتُكَ في الأرض كما في السماء...).(1)

خامسا: ثمّ يأمر سكّان الأرض بأشرف عبادة ألا وهي السجود (حيث أقرب ما يكون العبد لربّه عند أشتغاله بهذه العبادة)؛ ولكن السجود لمن؟، لصانع السموات والأرض والبحر وينابيع المياه، فقد وردت كلمة (صانع) في غاية الدّقة والبلاغة والإعجاز، لأنّها ملائمة لروح العصرالحديث وما ستصل اليه البشريّة من مستوى علمي الى حين حصول هذا النداء السماويّ، حيث التقدّم الصناعي الهائل لدى البشريّة حتّى يخيّل للبعض أنّهم قادرون على صنع كلّ شيء! ولكنّ هذا الملك المنادي من السماء يوقفهم عند حدّهم ويوقظهم من غفوتهم ويقرّهم بالعجز التّام، ذلك لأنّهم مهما بلغ بهم التطوّر والتقدّم الصناعاتي والتّقنيات والتكنلوجيا... لم ولن يستطيعوا صنع سماء مبنيّة بهذه السعة وبهذه القوانين الكونيّة المرعبة الخارقة لكلّ القوانين الطبيعيّة، بل وحتّى لخيال الانسان وإدراكاته؛ وأرض مدحيّة بهذا الحجم وماتحتويه من مستلزمات العيش على سطحها بكلّ رفاهيّة؛ وبحارا بهذه المساحات الشاسعة والتّنوّع العجيب؛ وينابيع المياه العذبه التي فجّرها الجواد الكريم بهذه الكثرة والإنتشار والسقي المتواصل للحرث والنسل.

سادسا: تعدّ هذه البشارة الإلهيّة بمثابة شرحٍ وافٍ للنداء السماويّ

____________________

(1) متى، 6: نهاية الفقرة: 9-10،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص10.

١٤٧

المحتوم الذي يتزامن مع ظهور بقيّة الله في أرضه وأمل الانسانية، وقد عبّر القرآن الكريم عن هذا النداء بـ (الصيحة بالحق ) كما جاء في قوله عزّ وجلّ:( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ﴿41﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُ‌وجِ ) . (1)

لذا فكُلُّ ماتقدَّمَ في هذه البشارة، ثابتٌ في القرآن والسنَّة المطهَّرة، وهو حقٌّ وصدقٌ، لأنَّ منقذَ البشريّة (عجّل الله تعالى فرجه المبارك) يُنادى باسمه واسم ابيه ونسبه الشريف وينوّه عن مقامه الكريم حين ظهوره المبارك بواسطة وحي الله الأمين جبرَئيل (عليه السلام).(2)

ثانياً: الدجّالُ والخسفُ وسفكُ الدماءِ

1: في القرآن الكريم

قوله تعالى:( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ‌ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْ‌جُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ‌ كَيْفَ نُصَرِّ‌فُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ) (2) .

عن القمّي: عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله: هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم هو الدّجال والصّيحة، او من تحت أرجلكم وهو الخسف، او يلبسكم شيعا وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض، ويذيق بعضكم بأس بعض وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكلّ هذا في

____________________

(1) سورة ق: 41 - 42.

(2) للإطلاع انظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص 185-190.

(3) سورة الأنعام: آية 65.

١٤٨

أهل القبلة بقول الله أنظر كيف نصرّف الآيات لعلّهم يفقهون.(1)

عن النبيّ (ص):(ليأتيّنَّ على هذه الأُمة يومٌ يُمسون يتساءَلون، بمن خُسِفَ الليلة كما يتساءَلون بمن بقيَ من آل فلان، وهل بقيَ من آل فلان فلان) .(2)

وعن أمير الؤمنين (ع):(... بين يدي القائم موتٌ أحمر، وموتٌ أبيض... فالموت الأحمر السيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون) .(3)

وعن الصادق (ع):(قدام القائم موتان، موتٌ أحمر وموتٌ أبيض حتى يذهب من كلِّ سبعةٍ خمسة) .(4)

2: في العهدين

جاء في رسالة يوحنا الأولى في باب (المُسَحاء الدجالون):

(يا أبنائي الصغار، جاءت الساعة الأخيرة. سمعتم أنَّ مسيحاً دجّالاً سيجيءُ...).(5)

وجاء في سفر الرؤيا:

____________________

(1) تفسير القمي، ج 2،ص 204. بحار الأنوار، ج 9 ص 205، و ج 52 ص 181. الزام الناصب: ج2 ص113-114، وج2 ص98.

(2) الملاحم والفتن، ص 132، نقلاً عن فتن السليلي.

(3) الغيبة للنعماني، ص 277. الإرشاد، ص 359. الغيبة للطوسي، ص 267. بحار الأنوار، ج 52، ص 211. السراط المستقيم، ج 2، ص 249.

(4) كمال الدين، ج2 ص65. بحار الأنوار، ج52، ص207. العدد القوية، ص66.

(5) يوحنا، الرسالة الثانية 2: 18،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس،ص 386.

١٤٩

(13) ثم بوق الملاك السادس فسمعت صوتاً واحداً من اربعة قرون مذبح الذهب الذي امام الله(14) قائلا للملاك السادس الذي معه البوق فك الاربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات (15) فانفك الاربعة الملائكة المعدون للساعة و اليوم و الشهر و السنة لكي يقتلوا ثلث الناس(16) و عدد جيوش الفرسان مئتا الف الف و انا سمعت عددهم (17) و هكذا رايت الخيل في الرؤيا و الجالسين عليها لهم دروع نارية واسمانجونية و كبريتية و رؤوس الخيل كرؤوس الاسود و من افواهها يخرج نار و دخان و كبريت (18) من هذه الثلاثة قتل ثلث الناس من النار والدخان و الكبريت الخارجة من افواهها (19) فان سلطانها هو في افواهها و في اذنابها لان اذنابها شبه الحيات و لها رؤوس و بها تضر...(1)

ثالثاً: اليأس الذي يعمُّ العالم

1: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

في قوله تبارك وتعالى:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُ‌نَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَ‌دُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِ‌مِينَ ) (2) .

( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا ﴿5﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا ) (3) .

____________________

(1) العهد الجديد، سفر الرؤيا (رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الإصحاح 9، الفقرات 13ـ 19، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

(2) سورة يوسف: آية 110.

(3) سورة الإنشراح: آية 5.

١٥٠

جاء في الاحكام: باب القول فيما ذكر عن المهدي عليه السلام قال يحيى بن الحسين...: نرجو أن يكون الله قد قرب ذلك وأدناه، وذلك أنا نرى المنكر قد ظهر والحق قد درس وغير وقد قال الله سبحانه:( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا ﴿5﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا ) ، وقال:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْـرُ‌نَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَ‌دُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِ‌مِينَ ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(اشتدي أزمة تنفرجي) ، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(لان أكون في شدة انتظر رخاء أحب إلى من أن أكون في رخاء أنتظر شدة) (1) .

وفي عيون أخبار الرضا (ع): (... فقال المأمون: لله درك أبا الحسن عليه السلام فأخبرني عن قول الله عز وجل:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُ‌نَا ) ، قال الرضا عليه السلام يقول الله عز وجل:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ ) من قومهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن...)(2) .

وفي كمال الدين وتمام النعمة: (... قال المفضل:فقلت:يا ابن رسول الله فإن (هذه) النواصب تزعم أن هذه الآية(3) نزلت في أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي عليه السلام فقال:لا يهدي الله قلوب الناصبة. متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الامن في الأمة، وذهاب الخوف من

____________________

(1) الاحكام، ج 2، ص 468.

(2) عيون أخبار الرضا (ع)، ج 2، ص 179-180.

(3)( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ) ، الآية 55 سورة النور.

١٥١

قلوبها، وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفي عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي تثور في أيامهم، والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم . ثم تلا الصادق عليه السلام:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُ‌نَا ) (1) .

ولعلَّ في قوله سبحانه وتعالى:( إِنَّا لَنَنصُرُ‌ رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) (2) ، ما يوحي الى ذلك النصر، إذ أنَّهُ عزَّ وجلَّ يتحدَّثُ عن نصرين كبيرين،الأول هو النصر الجماعي للرُّسُلِ(ع) بواسطة المنقذ، وذلك بعد الانتظار الطويل ويأس الشعوب، والثاني هو نصرُ الآخرة، واللهُ العالم.

وفي صحيح البخاري(3) :

(حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة انه سال عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت قوله:( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّ‌سُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ) أو كذبوا؟

قالت بل كذبهم قومهم، فقلت: والله لقد استيقنوا ان قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت: يا عروة لقد استيقنوا بذلك قلت فلعلها أو كذبوا، قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها واما هذه الآية قالت: هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم

____________________

(1) كمال الدين وتمام النعمة، ص 356-357.

(2) سورة غافر: آية 51.

(3) صحيح البخاري، ج 4، ص 123.

(1) وهذا الحال لايدومُ طويلاً، بل هي فترةٌ مرحلية وليست طويلة الأمد، كما يظهر من الأخبار الشريفة.

(2) ينابيع المودة، ص44. إحقاق الحق، ج13 ص 125.

(3) إبن المنادي، الملاحم، ص64. كنز العمال، ج14 ص 592. إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1 ص 276. احقاق الحق، ج13 ص 314. الإرشاد، ص128. بحار الأنوار، ج 32 ص 9. المسترشد، ص 75. غاية المرام، ص 208. منتخب كنز العمال، ج16 ص 35.

١٥٢

النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا ان اتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله)، انتهى.

وعليهِ، واثرَ تلك الأحداث المروِّعة - التي قد بيَّنّا شيئاً منها في الموضوع السابق: الدجال والخسف وسفك الدماء - يُفقَدُ الأملُ من الشعوب والأُمم ويستشري اليأسُ وسوءُ الظنِّ بعدم الفرج، وينقطعُ الرجاء(1) :

فقد وردَ عن رسول الله (ص):(ياعليّ... وذلك الحين تغيّرت البلاد وضعفَ العباد واليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي...) .(2)

وعن عليٍّ (ع):(وليكونن من يخلفني في أهلِ بيتي، وذلك بعدَ زمانٍ كلِحٍ مصفح يشتدُّ فيهِ البلاءِ، وينقطعُ فيه الرجاءُ) .(3)

- وعن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ذكر الملاحم، وقال في آخرها:(ويباع الأحرار للجهد الذي يحل بهم، يقرون بالعبودية الرجال والنساء، ويستخدم المشركون المسلمين، ويبيعونهم في الأمصار، لا يتحاشى لذلك برّ ولا فاجر، يا حذيفة لا يزال ذلك البلاء على أهل ذلك الزمان حتى إذا أيسوا وقنطوا وأساؤا الظن أن لا يفرَّج عنهم إذ بعث الله رجلاً من أطائبِ عترتي وأبرارِ ذرّيَّتي عدلاً

____________________

(1) وهذا الحال لايدومُ طويلاً، بل هي فترةٌ مرحلية وليست طويلة الأمد، كما يظهر من الأخبار الشريفة.

(2) ينابيع المودة، ص44. إحقاق الحق، ج13 ص 125.

(3) إبن المنادي، الملاحم، ص64. كنز العمال، ج14 ص 592. إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1 ص 276. احقاق الحق، ج13 ص 314. الإرشاد، ص128. بحار الأنوار، ج 32 ص 9. المسترشد، ص 75. غاية المرام، ص 208. منتخب كنز العمال، ج16 ص 35.

١٥٣

مباركاً زكياً لا يغادر مثال ذرة، يعز الله به الدين والقرآن والإسلام وأهله، ويذل به الشرك وأهله، يكون من الله على حذرٍ، لا يغتر بقرابته، لا يضع حجراً على حجرٍ، ولا يقرع أحداً في ولايته بسوط إلا في حد، يمحو الله به البدع كلها، ويميت به الفتن كلها، يفتح الله به كل باب حق، ويغلق به كل باب باطل، يرد الله به سَبي المسلمين حيث كانوا قلت: فسمِّ لنا هذا العبد الذي قد اختاره الله لامتك وذريتك، فقال:(اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لجعل الله مقدار ما يكون فيه جميع ما ذكرت) .(1)

2: في العهدين

حيث أخبر يوحنا (ع) في سفر الرؤيا، أنّ الأنبياء والمقدّسين والمظلومين ينفذُ صبرهم في آخر الزمان ويطلبون من الله عزَّ وجلَّ الإنتقام والنصر:

(10 وصرخوا بصوتٍ عظيمٍ قائلين: حتّى متى أيّها السيد القدّوس والحق! لاتقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض...الى أن يقول حيث يستجيبُ الله لهم: قد جاء يوم غضبه العظيم، ومن يستطيع الوقوف).(2)

وفي بشرى الخلاص: بشَّر اشعياء النبي (ع) في سفره المقدّس، جميع المساكين والبائسين واليائسين:

____________________

(1) الملاحم والفتن، ص 264-265. الأمالي، للشجري، ج2 ص277.

(2) سفر الرؤيا 6: 10، 17،العهد الجديد، الأصل العبري.

١٥٤

(1روحُ السيد الرب عليَّ، لان الرب مسحني لأُبشّرَ المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لأُنادي للمسبيّين بالعتق و للماسورين بالاطلاق* 2 لأُنادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لالهنا لأُعزّي كل النائحين* 3... لأَعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، و دهن فرح عوضاً عن النوح، و رداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد* 4 و يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الاول و يجددون المدن الخربة موحشات دور فدور*...، 7 عوضاً عن خزيكم ضعفان و عوضاً عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في ارضهم ضعفين بهجة ابدية تكون لهم* 8 لاني انا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم و اجعل اجرتهم امينة و اقطع لهم عهدا ابدياً * 9 و يعرف بين الامم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركهُ الرب* 10 فرحاً افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها* 11 لانه كما ان الارض تخرج نباتها و كما ان الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت براً و تسبيحاً امام كل الامم*)(1) .

____________________

(1) العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح 61، الفقرات كما مبيَّنة في النص، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

١٥٥

١٥٦

الفصل الرابع:

أحداث ظهور منقذ العالم ومابعد الظهور

المبحث الأول:حالة العالم عند الظهور وكيفية الظهور

المبحث الثاني: أوصاف القائم المنقذ

المبحث الثالث: أوصاف حكومة منقذ العالم ودولته

١٥٧

١٥٨

المبحث الأول:حالة العالم قُبَيلَ الظهور وعند الظهور وبعدَهُ وكيفية الظهور

بما أنَّ ظهور منقذ العالم حدثٌ إلهيٌّ عظيمٌ، وآيةٌ من آياته الكبرى، وشأناً من شؤونه المقدّسة، ويوماً عارماً من أيامه التي لاتُنسى أبداً سواء قبل مجيئه أو بعدهُ؛ لذا فقد أجمعت الكتبُ المقدّسة وعمومُ الأنبياء والرسل (عليهمُ الصلاةُ السلامُ) على أنَّ هناكَ أحداثاً كبيرةً وعجائباً وغرائبأً ومعاجزاً تكونُ عندَ ظهوره وترافقهُ في دولته العالمية الكبرى. ومن المناسب هنا أن نذكُرَ شيئاً عن أحوال العالم قُبيلَ ظهورالمنقذ الموعود وعندَ ظهوره وبعدهُ وكيفية ذلك الظهور المبارك.

المبحث الأول: حالة العالم قُبَيلَ الظهور وعند الظهور وبعدَهُ وكيفية الظهور

ويتضحُ ذلك كله عبر الآيات الكريمة والروايات الشريفة، والنصوص المقدّسة في العهدين، الدالة على مواضيعها الخاصة المتعلّقة بتلك الفترة النيِّرة والمباركة من تاريخ البشرية على سطح هذا الكوكب، ونذكرُ شيئاً منها على نحو الإختصار:

أولاً: إنتظار القائم وطلب الشعوب لهُ:

1: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

أ : في قوله تعالى:( فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ) (1) .

____________________

(1) سورة يونس: آية 20.

١٥٩

عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: سألتهُ عن شيءٍ في الفرج فقال:(أوليس تعلمُ أنَّ انتظار الفرج من الفرج، انَّ الله يقول: ( فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ) ) .(1)

ب : في قوله تعالى:( وَارْ‌تَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَ‌قِيبٌ ) (2) .

عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: سمعتهُ يقول:(ما أحسنَ الصبر وانتظار الفرج، أما سمعتَ قولَ العبد الصالح: فـ انتظروا إنّي معكم من المنتظرين. أوليس تعلمُ أنَّ انتظار الفرج من الفرج؟ ثم قال:انَّ الله تبارك وتعالى يقول: واتقبوا انّي معكم رقيبُ) .(3)

ج : في قوله تعالى:( هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَ‌بُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَ‌بِّكَ ) (4) .

عن الإمام الباقر (ع):(وقولهُ: ( هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَ‌بُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَ‌بِّكَ ) : من العذاب والموت والقائم،...) .(5)

هذا وقد حثَّ الدين الإسلامي الحنيف على الإنتظار الإيجابي لفرج الله الأعظم بظهور منقذ العالم وعدم الياس من روح الله تعالى(6) ، وأنَّ المنتظر

____________________

(1) تفسير العياشي، ج2 ص 138. كمال الدين، ج2ص645 ز بحار الأنوار، ج 52 ص 128.

(2) سورة هود: آية 93.

(3) تفسير العياشي، ج2ص20 و ج2 ص 159. وعنهُ البرهان ج3 ص 232. والبحار، ج12ص 379.

(4) سورة الأنعام: آية 158.

(5) تفسير القمي، ج1ص 384. وعنه الإيقاظ، ص253.

(6) انظر: الخصال، ج2 ص 610. كمال الدين، ج2 ص 645. تحف العقول، 106.

١٦٠