المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية23%

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 260

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية
  • البداية
  • السابق
  • 260 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115120 / تحميل: 7496
الحجم الحجم الحجم
المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

« هو من الأخبار المشهورة ».

* * *

__________________

ولد سنة ٢٦١ ، وتوفّي ببغداد سنة ٣٤٥ ودفن بها.

انظر : الفهرست ـ للنديم ـ : ١٢٠ ، تاريخ بغداد ٢ / ٣٥٦ رقم ٨٦٥ ، طبقات الحنابلة ٢ / ٥٦ رقم ٦٠٣ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٢٩ رقم ٦٣٨ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٧٣ رقم ٨٤٤ ، لسان الميزان ٥ / ٢٦٨ رقم ٩٢٢.

١٤١

١٥ ـ حديث : إنّ فيك مثلا من عيسى

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

الخامس عشر : في مسند أحمد بن حنبل ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «إنّ فيك مثلا من عيسى ، أبغضه اليهود حتّى اتّهموا أمّه ، وأحبّه النصارى حتّى أنزلوه المنزل الذي ليس له بأهل »(٢)

وقد صدق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّ الخوارج أبغضوا عليّاعليه‌السلام ، والنصيريّة(٣) اعتقدوا فيه الربوبيّة.

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢١٩.

(٢) مسند أحمد ١ / ١٦٠ ، وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٩٤ ح ١٠٨٧ وص ٨٨٨ ح ١٢٢١ و ١٢٢٢ ، زوائد عبد الله على المسند : ٤١٢ ح ١٩٦ ، السنّة ـ لعبد الله بن أحمد ـ ٢ / ٥٤٣ ح ١٢٦٢ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٣٧ ح ٨٤٨٨ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٣ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ رقم ٩٦٦ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٤٧٠ ح ١٠٠٤ ، مسند البزّار ٣ / ١١ ـ ١٢ ح ٧٥٨ ، مسند أبي يعلى ١ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ح ٥٣٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ح ٤٦٢٢ ، فضائل الخلفاء ـ لأبي نعيم ـ : ٦٨ ح ٥٤ ، الاستيعاب ٣ / ١١٣٠ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١١٠ ح ١٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٦٠ ـ ١٦٦ ح ٨٦٠ ـ ٨٧٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٩٣ ـ ٢٩٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١٢٥ ح ٣٦٣٩٩.

(٣) النصيرية ـ ويقال لها : النّميرية ـ : فرقة تنسب إلى محمّد بن نصير النميري ، وكان هو من أصحاب الإمام الحسن العسكريعليهما‌السلام ، ثمّ انحرف عن جادّة الحقّ وادّعى أمورا باطلة عظيمة ، كالنيابة عن الإمام صاحب الزمانعليه‌السلام والقول بالتناسخ

١٤٢

وقال الفضل(١) :

الحمد لله الذي جعل أهل السنّة معتدلين بين الفريقين ؛ من المفرطة في حبّ عليّ ، كالنصيرية التي يدّعون ربوبيته ، وكالإماميّة التي يدّعون أنّ أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله كفروا كلّهم لمخالفة النصّ في شأنه ؛ ومن المفرطة في بغضه كالخوارج المبغضة.

وأمّا أهل السنّة والجماعة ـ بحمد الله ـ فيحبّونه حبّا شديدا ، وينزلونه في منزلته التي هو أهل لها ، من كونه وصيّا ، وخليفة من الخلفاء الأربع ، وصاحب ودائع العلم والمعرفة.

* * *

__________________

والغلوّ والنبوّة والإلحاد.

انظر : فرق الشيعة ـ للنوبختي ـ : ٩٣ ـ ٩٤ ، الفرق بين الفرق : ٢٣٩ و ٢٤١ ، الغيبة ـ للطوسي : ٣٩٨ ح ٣٦٩ ـ ٣٧١ ، الاحتجاج ٢ / ٥٥٢ و ٥٥٤.

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٤٦.

١٤٣

وأقول :

هذا الحديث كما هو مذكور في مسند أحمد ، مذكور في مستدرك الحاكم ، وخصائص النسائي ، وغيرها ، كما سبق في الآية الثانية والستّين(١) .

وبمعناه ما في « الاستيعاب » بترجمة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «تفترق فيك أمّتي كما افترقت بنو إسرائيل في عيسى »(٢) .

ولا ريب أنّ إنزال النصارى لعيسى بغير منزلته إنّما هو لاتّخاذهم له إلها.

وبمقتضى التمثيل يكون إنزال عليّعليه‌السلام بغير منزلته هو اتّخاذه إلها كعيسى ، كما فعل النصيرية وغيرهم من الغلاة ، فلا يدخل الإماميّة في من أنزله بغير منزلته ؛ لأنّهم يقولون : إنّه عبد من عبيد الله تعالى ، أكرمه بالخلافة بالنصّ عليه.

وحينئذ ، فينحصر أمر الإماميّة بين أن يكونوا ممّن أبغضه ، ولا سبيل إليه بالضرورة ؛ وبين أن يكونوا من النمط الأوسط والمحقّ ، وهو المطلوب.

__________________

(١) راجع : ج ٥ / ٢٨٤ من هذا الكتاب ، وانظر : مسند أحمد ١ / ١٦٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ح ٤٦٢٢ ، خصائص الإمام عليّعليه‌السلام : ٨٤ ح ٩٨ ، مسند البزّار ٣ / ١١ ـ ١٢ ح ٧٥٨ ، مسند أبي يعلى ١ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ ح ٥٣٤.

(٢) الاستيعاب ٣ / ١١٠١.

١٤٤

كما ينحصر أهل السنّة بين هذين ، والمتعيّن فيهم الأوّل ؛ لأنّ النمط الأوسط لا يمكن أن يجمع الفريقين المتباينين ، ولأنّ أهل السنّة اجتهدوا في تأخيره عمّن لا يقاس به علما وعملا ، ولا يلتفتون إلى آية تدلّهم على منزلته ، ولا إلى سنّة ترشدهم إلى فضله وعلوّ محلّه ، بل يحتالون إلى نفي النصوصيّة بالأوهام والشبه البعيدة ، ويتناولون الأسانيد القويّة الكثيرة بالتضعيف بكلّ وسيلة ، بعكس ما يرد عندهم في حقّ مشايخهم!

فلا بدّ أن يكون من قال : « إنّ عليّا هو الخليفة الأوّل » محقّا ناجيا ، ومن قال : « إنّه رعيّة لغيره » مبطلا هالكا ؛ وبه يتمّ إثبات إمامته وخلافته للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل.

وقد سبق في الآية الثانية والستّين دلالة ذلك على إمامته بوجوه أخر ؛ فراجع(١) .

وأمّا ما زعمه الفضل من أنّ الإماميّة يكفّرون أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله

فإن أراد به أنّهم يقولون بشركهم أو إنكارهم الرسالة ، فباطل

وإن أراد أنّهم يقولون : إنّ أكثر الصحابة خالفوا نصّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّ ، وألغوا أمر الله تعالى وأمر رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه ، فصحيح ؛ لأنّ الإمامة عندنا أصل من أصول الدين ، ومن لم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ، كما مرّ تحقيقه في أوّل مباحث الإمامة(٢)

__________________

(١) راجع : ج ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ من هذا الكتاب.

(٢) راجع : ج ٤ / ٢١١ وما بعدها من هذا الكتاب.

وانظر : مسند أحمد ٣ / ٤٤٦ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٤٩٠ ح ١٠٥٨ ،

١٤٥

وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله :( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١) ، وصرّحت به السنّة المستفيضة ، كأخبار الحوض ، التي منها ما رواه البخاري في « باب الحوض » ، من أنّ الأصحاب ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ، ولا يخلص منهم إلّا مثل همل النّعم(٢) ، كما مرّ(٣) ويأتي إن شاء الله تعالى.

وأمّا ما زعمه من أنّ أهل السنّة يحبّون عليّا حبّا شديدا ، فلا نعرف منه إلّا الدعوى ، ولو كشف الله سبحانه حجاب ضمائرهم لعرفت أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم

بل الوجدان يشهد بخلافه ، فهذه أقلامهم عند تلاوة آيات فضله ، وهذه أرقامهم(٤) عند سماع نصوص إمامته ، وهذا ولاؤهم لأظهر مبغضيه وأعدائه ، كمعاوية وأشباهه

تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي عنك لعازب(٥)

__________________

مجمع الزوائد ٥ / ٢١٨ و ٢٢٤ ؛ علاوة على ما مرّ في مقدّمة الكتاب ص ٣١ ، وفي ج ٤ / ٢١٤ ه‍ ١ ـ ٤ ، من تخريج ألفاظ حديث : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ».

(١) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.

(٢) صحيح البخاري ٨ / ٢١٧ ح ١٦٦.

(٣) انظر ما تقدّم في ج ٢ / ٢٧ ه‍ ١ وج ٤ / ٢١٢ ـ ٢١٣ من هذا الكتاب.

(٤) الرّقم : الكتابة والختم ؛ والرّقم والتّرقيم : تعجيم الكتاب ، ورقم الكتاب يرقمه رقما : أعجمه وبيّنه ، وكتاب مرقوم أي قد بيّنت حروفه بعلاماتها من التنقيط ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٢٩٠ مادّة « رقم ».

والمراد هنا هو ما كتبوه ويكتبونه في إنكار إمامة أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه‌السلام .

(٥) البيت من بحر الطويل ، وقد نسبه ابن عبد ربّه إلى العتابي ؛ انظر : العقد الفريد ٢ / ٧٥ باب أصناف الإخوان من كتاب « الياقوتة في العلم والأدب » ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢٠ / ١٥.

١٤٦

١٦ ـ حديث : لا يحبّك إلّا مؤمن

قال المصنّف ـ ضاعف الله أجره ـ(١) :

السادس عشر : في مسند أحمد بن حنبل ، وهو مذكور في « الجمع بين الصحيحين » ، وفي « الجمع بين الصحاح الستّة » ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق »(٢) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢١٩.

(٢) مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ وج ٦ / ٢٩٢ ، الجمع بين الصحيحين ١ / ١٧٢ ح ١٥٣ ، وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٤ ح ٣٧١٧ وص ٦٠١ ح ٣٧٣٦ ، سنن النسائي ٨ / ١١٦ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٣٧ ح ٨٤٨٧ ، مسند الحميدي ١ / ٣١ ح ٥٨ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٠٣ ح ٥١ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٥١ ح ٢٩١ وج ١٢ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ ح ٦٩٠٤ وص ٣٦٢ ح ٦٩٣١ ، المعجم الكبير ٢٣ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ح ٨٨٥ و ٨٨٦ ، معرفة علوم الحديث : ١٨٠ ، فضائل الخلفاء ـ لأبي نعيم ـ : ٧٦ ح ٦٦ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٠ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٧ رقم ٤٥٢٣ وج ١٤ / ٤٢٦ رقم ٧٧٨٥ ، الشفا ـ للقاضي عياض ـ ٢ / ٤٨ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٧٠ ـ ٢٨٠.

١٤٧

وقال الفضل(١) :

هذا الحديث صحيح لا شكّ فيه ، وفي رواية هذا الحديث عن عليّ ، أنّه قال : «لعهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إليّ ؛ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق »(٢) .

والحمد لله الذي جعلنا من أهل محبّته ، وملأ قلوبنا من صفو مودّته ، وبالله التوفيق.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٤٩.

(٢) مرّ تخريج الحديث مفصّلا فى ج ١ / ١٥ ه‍ ٣ من هذا الكتاب ؛ وانظر علاوة على ذلك : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٧ ح ٨١٥٣ وص ١٣٧ ح ٨٤٨٥ ـ ٨٤٨٦ ، مسند أحمد ١ / ٨٤ ، شرح السنّة ٨ / ٨٥ ـ ٨٦ ح ٣٩٠٧ و ٣٩٠٨.

١٤٨

وأقول :

إذا عرف صحّة هذا الحديث ، وصدّق بحمد الله على حبّه ، فما باله والى أشدّ أعدائه وأكبر مبغضيه ، كمعاوية وابن العاص ومروان ، وأشباههم ، ولم يحكم عليهم بالنفاق ، مع اتّضاح حالهم في بغض أمير المؤمنين واستمرارهم على عداوته وسبّه؟!

بل يلزمه أن لا يوالي عائشة ، بل يصفها بالنفاق ، لعلمه بعداوتها له ، واستدامتها على بغضه!

ففي « مسند أحمد »(١) عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، قالت :

لمّا مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت ميمونة ، فاستأذن نساءه أن يمرّض في بيتي ، فأذنّ له ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله معتمدا على العبّاس وعلى رجل آخر ، ورجلاه تخطّان في الأرض.

وقال عبيد الله : فقال ابن عبّاس : أتدري من ذلك الرجل؟! هو عليّ ابن أبي طالب ، ولكنّ عائشة لا تطيب لها نفسا.

ورواه أيضا في مقام آخر(٢) .

__________________

(١) ص ٣٤ من الجزء السادس. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٢٢٨ ج ٦. منهقدس‌سره .

وانظر : صحيح البخاري ٦ / ٣٢ ح ٤٣٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٢١ ـ ٢٢ كتاب الصلاة ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١٧ ح ١٦١٨ ، سنن النسائي ٢ / ١٠١ ـ ١٠٢ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ١ / ٢٩٣ ح ٩٠٨ ، سنن الدارمي ١ / ٢٠٥ ذ ح ١٢٥٥ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ١٧٩ ، مسند أبي عوانة ١ / ٤٤٢ ح ١٦٣٦ وص ٤٤٣ ح

١٤٩

فهل ترى أشدّ في البغض من أن لا تطيب نفس الشخص أن يتلفّظ باسم عدوّه؟!

ورواه الطبري في « تاريخه »(١) ، وفيه : « ولكنّها لا تقدر على أن تذكره بخير ، وهي تستطيع »!

وهو أصرح في الدلالة على بغضها لإمام المتّقين ونفس النبيّ الأمين.

ورواه البخاري في « باب الغسل والوضوء في المخضب » من كتاب الوضوء(٢)

وفي « باب حدّ المريض أن يشهد الجماعة » من كتاب الأذان(٣)

وفي « باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها » من كتاب الهبة(٤)

وفي « باب مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » في أواخر كتاب المغازي(٥) .

وفي كلّها لم تسمّ الرجل الآخر ، وإنّما سمّاه ابن عبّاس.

ولم يرو البخاري تتمّة كلام ابن عبّاس ؛ رعاية لشأن عائشة! ولم يدر أنّ تركها لاسم أمير المؤمنين مع ذكر اسم عديله كاف في الدلالة على بغضها له!!

وروى أحمد أيضا(٦) ، عن عطاء بن يسار ، قال : جاء رجل فوقع في

__________________

١٦٤٠ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١ / ٣١ وج ٣ / ٨٠ ـ ٨١ وج ٨ / ١٥١ ـ ١٥٢ ؛ وقد أسقط قوله : « ولكنّ عائشة لا تطيب له نفسا » من بعض هذه المصادر ؛ فلاحظ!

(١) ص ١٩١ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٢٦ ]. منهقدس‌سره .

(٢) صحيح البخاري ١ / ١٠١ ح ٦١.

(٣) صحيح البخاري ١ / ٢٦٩ ح ٥٧.

(٤) صحيح البخاري ٣ / ٣١٣ ـ ٣١٤ ح ٢٢.

(٥) صحيح البخاري ٦ / ٣٢ ح ٤٣٢.

(٦) ص ١١٣ ج ٦. منهقدس‌سره .

١٥٠

عليّ وعمّار عند عائشة ، فقالت : أمّا عليّ فلست قائلة لك فيه شيئا! وأمّا عمّار ، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :لا يخيّر بين أمرين إلّا اختار أرشدهما.

.. إلى غير ذلك من الأخبار الكاشفة عن بغضها له ، وإن كان لا حاجة في بيان عداوتها وبغضها له إلى دليل.

وأعظم من ذلك حربها له ، وهي تعلم أنّ حربه حرب لرسول الله(١) ، مقدمة على قتله لو قدرت ، وهي تدري أنّه أخو رسول الله ونفسه.

وعلى هذه فقس ما سواها ، إذ لم تأت ذلك عنوة بل ورثته عن أسلافها!

وأمّا وجه الدلالة في الحديث الذي ذكره المصنّفرحمه‌الله ونحوه على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقد تقدّم في أوّل مباحث الإمامة ، وفي الآية الثانية عشرة(٢) .

* * *

__________________

(١) تقدّم تخريج ذلك مفصّلا في ج ٤ / ٣٥٨ ه‍ ٤ وج ٥ / ٣٢١ ه‍ ٣ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

وانظر إضافة إلى ذلك : المعجم الأوسط ٣ / ٢٥٦ ح ٢٨٧٥ وج ٥ / ٣١٦ ح ٥٠١٥ وج ٧ / ٢٤٢ ح ٧٢٥٩ ، المعجم الصغير ٣ / ٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ١٣٧ رقم ٣٥٨٢.

(٢) راجع : ج ٤ / ٢١٤ وما بعدها وج ٥ / ١٧ ـ ١٨ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٥١

١٧ ـ حديث : ولكنّه خاصف النعل

قال المصنّف ـ أجزل الله ثوابه ـ(١) :

السابع عشر : في مسند أحمد بن حنبل ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟

قال :لا .

قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟

قال :لا ، ولكنّه خاصف النعل.

وكان عليّ يخصف نعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحجرة عند فاطمةعليها‌السلام (٢) .

وفي « الجمع بين الصحاح الستّة » : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :لتنتهنّ

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٢٠.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٣٣ و ٨٢ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٧٧ ح ١٠٧١ وص ٧٩٠ ح ١٠٨٣ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٥٤ ح ٨٥٤١ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٧ ح ١٩ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٣٤١ ح ١٠٨٦ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٤٦ ح ٦٨٩٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ ح ٤٦٢١ ، حلية الأولياء ١ / ٦٧ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٤٣٥ ـ ٤٣٦ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٩ ح ٧٨ ، مناقب عليّ بن أبي طالب ـ لابن أخي تبوك ؛ المطبوع بذيل مناقب ابن المغازلي ـ : ٣٤٣ ح ٢٣ ، شرح السنّة ٦ / ١٦٧ ح ٢٥٥٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٥١ ـ ٤٥٥ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦ وج ٩ / ١٣٣ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٣ ح ٣٢٩٦٧.

١٥٢

معشر قريش أو ليبعثنّ الله عليكم رجلا منّي امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب أعناقكم على الدين.

قيل : يا رسول الله! أبو بكر؟

قال :لا .

قيل : عمر؟

قال :لا ، ولكن خاصف النعل في الحجرة (١) .

* * *

__________________

(١) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٢ ح ٣٧١٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١١٥ ح ٨٤١٦ ، مصنّف عبد الرزّاق ١١ / ٢٢٦ ح ٢٠٣٨٩ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٧ ح ١٨ وص ٤٩٩ ح ٣٠ وص ٥٠٦ ح ٧٤ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٣٤ ح ١٠٠٨ وص ٧٤٣ ح ١٠٢٤ وص ٨٠٦ ح ١١٠٥ ، مسند البزّار ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ح ١٠٥٠ ، مسند أبي يعلى ٢ / ١٦٥ ـ ١٦٦ ح ٨٥٩ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٦٤ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ح ٢٦١٤ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٩ ـ ١١١٠ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١٧٣ ح ٣٦٥١٨ عن الترمذي وابن جرير في « تهذيب الآثار » والضياء المقدسي في « المختارة » وص ١٧٤ ح ٣٦٥١٩ عن ابن أبي شيبة في « المصنّف » وابن جرير في « تهذيب الآثار » والحاكم في « المستدرك » ويحيى بن سعيد في « إيضاح الإشكال ».

١٥٣

وقال الفضل(١) :

صحّ الحديث ، وهذا يدلّ على أنّه يقاتل البغاة والخوارج ، وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل القرآن ، حيث كانوا يؤوّلون القرآن ، ويدّعون الخلافة لأنفسهم ، فقاتلهم أمير المؤمنين ، وعلّم الناس قتال الخوارج والبغاة ، كما قال الشافعي : إنّه لو لم يقاتل أمير المؤمنين البغاة ما كنّا نعلم كيفيّة القتال معهم(٢) .

وهذا لا يدلّ على النصّ بخلافته ، بل إخبار عن مقاتلته في سبيل الله مع العصاة والبغاة.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٥٠.

(٢) انظر : الحاوي الكبير ١٦ / ٣٦٠.

١٥٤

وأقول :

ذكر المصنّفرحمه‌الله هنا حديثين تقدّم بيان رواتهما في الآية الثانية والعشرين(١) ، وكلّ منهما دالّ على المقصود

أمّا الأوّل ، فلأنّ المراد ـ بالقتال على تأويل القرآن ـ : إمّا القتال على وفق ما أدّى إليه القرآن باجتهاد المقاتل

أو ما أدّى إليه في الواقع ؛ لعلم المقاتل به

فيكون المشبّه به على الوجهين هو : قتال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على حسب ما أنزل إليه.

وإمّا أن يكون المراد : القتال على مؤوّل القرآن يعملوا به ، كما قاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للإقرار بأنّه منزل من الله تعالى.

والأظهر أحد الوجهين الأخيرين ؛ لأنّهما أمكن في التشبيه.

ومن المعلوم أنّ القتال على أيّ الوجوه الثلاثة شأن خليفة الرسول ، وزعيم الأمّة ، فتثبت إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ولمّا نفى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك عن الشيخين مع صدور القتال منهما علم أنّهما ليسا بإمامين.

وليت شعري ، إذا لم يكن قتالهما على وفق القرآن ، ولا لأجل العمل به ، فكيف وليا أمر القتال والأمّة؟! وكيف اتّخذهم الناس أئمّة؟!

فإن قلت : لعلّ المراد بقتال عليّعليه‌السلام على التأويل : قتاله لمن تأوّل

__________________

(١) راجع : ج ٥ / ٨٥ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٥٥

القرآن وادّعى الخلافة لنفسه ، فلا يكون نفي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لهذا القتال عن الشيخين منافيا لإمامتهما ؛ لأنّ هذا النفي مطابق للواقع ، إذ لم يقاتلا إلّا المشركين وإن كانا إمامين.

ولعلّه إلى هذا أشار الفضل بقوله : « وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل القرآن حيث كانوا يؤوّلون القرآن ويدّعون الخلافة لأنفسهم ».

قلت : لو أريد ذلك ، كان قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كما قاتلت على تنزيله » ـ بمقتضى المشابهة ـ أن يكون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قاتل من تنزّل عليه القرآن ؛ وهو كما ترى.

ولا أدري أيّة آية تأوّلها البغاة والخوارج حتّى استباحوا بها قتال أمير المؤمنين ، والخروج على إمام زمانهم؟!

ومتى قاتله الخوارج مدّعين للخلافة؟! وكذا معاوية وعائشة وأنصارها؟! فإنّهم إنّما قاتلوا ـ في ظاهر أمرهم ـ أمير المؤمنينعليه‌السلام طلبا بدم عثمان ، واتّخذوه ـ واقعا ـ وسيلة لبلوغ الرئاسة أو للانتقام من عليّعليه‌السلام ، عداوة له ، كما في عائشة.

ولو أعرضنا عن هذا كلّه ، فأبو بكر عندهم أيضا حارب المتأوّلين ، فلو كان إماما وحربه حقّا لما أجابه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : « لا ».

ونعني بالمتأوّلين : مانعي الزكاة ؛ لأنّهم قالوا كما في « شرح النهج » لابن أبي الحديد(١) : « إنّ الله قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (٢) .

فوصف الصدقة بأنّها من شأنها أن يطهّر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس

__________________

(١) ص ١٨٥ من المجلّد الرابع [ ١٧ / ٢٠٨ ]. منهقدس‌سره .

(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠٣.

١٥٦

بأخذها ، وبيّن أنّ صلاته سكن لهم ، وهذه الصفات لا تتحقّق في غير النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وأمّا الحديث الثاني : فهو ـ أيضا ـ دالّ على المدّعى ؛ لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وصف فيه الرجل الذي يبعثه الله تعالى بأنّه قد امتحن الله قلبه ، أي ابتلاه بأنواع المحن ، فوجده خالص الإيمان ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يصانع أحدا في دينه.

وهذا يفيد بمفهومه أنّ غير هذا الرجل ليس كذلك ، لا سيّما الشيخان ؛ للتصريح بهما ، ولأنّهما أشارا بردّ المؤمنين إلى بلاد الكفر ، وجعل السبيل للكافرين عليهم خلافا لحكم الله ورسوله ، ووفاقا لرغبة الكافرين ، لا سيّما عمر ، فإنّه وافق أبا بكر على قوله : « صدقوا » ، ولم يبال باستياء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من أبي بكر وتغيّر وجهه الشريف من قوله ، كما سبق في بعض الأخبار المصحّحة عندهم ، المذكورة في الآية الثانية والعشرين(١) .

ولو كانا ممّن امتحن الله قلبه للإيمان وخالصي الإيمان لما فعلا ذلك.

بل يستفاد من وصف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للرجل الذي يبعثه الله بأنّه امتحن الله قلبه للإيمان ، ويضرب أعناقهم على الدين ، بعد موافقة الشيخين لقريش ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أراد التعريض بهما بأنّهما ليسا بهذا الوصف.

وبالضرورة أنّ من ليس كذلك ، ولم يبال بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مواجهة في حياته ، ولا بكتاب الله وحكمه ، أحقّ وأولى بعدم المبالاة بأحكام الله ودينه

__________________

(١) راجع : ج ٥ / ٨٦ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٥٧

ونبيّه بعد وفاته ، فلا يصلح للإمامة ، وإنّما الصالح لها من ثبت له ذلك الوصف الجميل الجليل.

وقد أشار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ مع ذلك ـ إلى عصمة عليّعليه‌السلام وفضله ، بجعله منه أو مثل نفسه ، كما في رواية « الجمع بين الصحاح » وغيرها ممّا سبق في الآية المذكورة(١) ، فيتعيّن للإمامة.

* * *

__________________

(١) راجع : الصفحة ١٥٢ ـ ١٥٣ من هذا الجزء ، وج ٥ / ٨٨ وما بعدها من هذا الكتاب.

١٥٨

١٨ ـ حديث الطائر

قال المصنّف ـ ضاعف الله أجره ـ(١) :

الثامن عشر : في مسند أحمد بن حنبل ، و « الجمع بين الصحاح الستّة » ، عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله طائر قد طبخ له ، فقال :اللهمّ ائتني بأحبّ الناس إليك يأكل معي ؛ فجاء عليّ فأكل معه(٢) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٢٠.

(٢) ينابيع المودّة ١ / ١٧٥ ح ١ وص ١٧٦ ح ٤ عن مسند أحمد وسنن أبي داود ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٦٩٢ ـ ٦٩٣ ح ٩٤٥ ، جامع الأصول ٨ / ٦٥٣ ح ٦٤٩٤ عن الجمع بين الصحاح الستّة ، وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٥ ح ٣٧٢١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٨ ، التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٣٥٨ رقم ١١٣٢ وج ٢ / ٢ رقم ١٤٨٨ ، مسند أبي يعلى ٧ / ١٠٥ ح ٤٠٥٢ ، المعجم الكبير ١ / ٢٥٣ ح ٧٣٠ وج ٧ / ٨٢ ح ٦٤٣٧ وج ١٠ / ٢٨٢ ح ١٠٦٦٧ ، المعجم الأوسط ٢ / ٢٣٩ ح ١٧٦٥ وج ٦ / ١٥٣ ح ٥٨٨٦ وص ٤١٨ ح ٦٥٦١ وج ٧ / ٣١٥ ح ٧٤٦٦ وج ٩ / ٢٥١ ح ٩٣٧٢ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٧٨ ، تاريخ جرجان : ١٧٦ رقم ٢٢٨ ، العقد الفريد ٤ / ٧٧ ، طبقات المحدّثين بأصبهان ٣ / ٤٥٤ ح ٦١٣ رقم ٤٥١ ، مروج الذهب ٢ / ٤٢٥ ، تمهيد الأوائل : ٥٤٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤١ ـ ١٤٢ ح ٤٦٥٠ و ٤٦٥١ ، المغني ـ للقاضي عبد الجبّار ـ ٢٠ ق ٢ / ١٢٢ ، حلية الأولياء ٦ / ٣٣٩ ، تاريخ أصبهان ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ رقم ٤٦٨ ، موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٤٥٩ رقم ٤٥٨ ، تاريخ بغداد ٣ / ١٧١ رقم ١٢١٥ وج ٩ / ٣٦٩ رقم ٤٩٤٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٦٣ ـ ١٧٦ ح ١٨٩ ـ ٢١٢ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٧٣ ح ٤٧٧٠ ، تاريخ دمشق ٣٧ / ٤٠٦ رقم ٤٤٢٨ وج ٤٢ / ٢٤٥ ـ ٢٥٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥ ـ ١٢٦.

١٥٩

ومنه ، أنّه لمّا حضرت ابن عبّاس الوفاة قال : اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب(١) .

* * *

__________________

(١) فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٢٣ ح ١١٢٩ ، وانظر : الرياض النضرة ٣ / ١٣٠ ـ ١٣١.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ثانياً: أوصاف القائم المنقذ في العهدين

ذكرت الكتب المقدّسة أوصافاً تدلُّ دلالةً مباشرة على رجل الله الموعود المنقذ للعالم وفيا يلي نذكرُ جانباً منها، فيما يتعلَّقُ بعلمهِ و شدتهِ في الله وقوّته الربانية وجمالُ منقذ العالم ظاهراً وباطناً، وكونه عبدُ الله المختار والمسدَّد بروحه... مراعين في ذلك الإختصار:

١: العلم الرباني لمنقذ العالم

إنَّ (معرفة منقذ البشرية بجميع العلوم والقوانين والمصالح الإنسانية)(١) أمرٌ لابّدَّ منهُ، لكي يتمكَّن من إدارة العالم إدارةً ربانيةً بأكمل وأحسن صورة، لذا فقد طفحت الكتب المقدسة بذلك.ٍ

في سفر أشعيا:

(٢) ويحل عليه روح الرب، وروح الحكمة والفهم، وروح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. (٣) ولذته في مخافة الرب، لا يقضي بحسب مرأى عينيه، ولا بحسب مسمع اذنيه).(٢)

٢: شدة المنقذ وقوّته الربانيّة

إنَّ (وجوب قدرة المصلح العالمي)(٣) نستطيع إدراكهُ بالوجدان، لكي يتسنّى له أن يحقَّ الحقَّ ويحييه ويميت الباطل ويدحضهُ، لذلكَ يُعزِّزهُ الله تبارك وتعالى بالإمداد الغيبي والخوف والرعب والملائكة والجن

____________________

(١) المصلح الغيبي والحكومة العالمية الواحدة، ص ٣٠-٣١.

(٢) سفر أشعيا ١١: ٢، ٣:ألأصل العبرى،العهد القديم، ص٦٢٥.

انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرات، ٢،٣، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٣-١٢٧.

(٣) المصلح الغيبي والحكومة العالمية الواحدة، ص ٣٢-٣٣.

(٤) انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص ٢٠١ وما بعدها.

(٥) سفر أشعيا ١١: ٤:ألأصل العبرى،العهد القديم، ص٦٢٥.انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرة: ٤، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٣-١٢٧.

١٨١

والمؤمنين...(١) ويقوّي بذلك سلطانه ودولته الإلهية الكبرى:

في سفر أشعيا:

(٤ ويحكم بالانصاف لبائسي الارض، ويضرب الارض بقضيب فمه،ويميت المنافق بنفخة شفتيه ).(٢)

وفي سفر الرؤيا:

(١٢) و عيناهُ كلهيب نارٍ و على راسه تيجانٌ كثيرةٌ و لهُ اسمٌ مكتوبٌ ليسَ احد يعرفه الا هو. (١٣)و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله.(١٤) والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا. (١٥) و من فمه يخرجُ سيفٌ ماضٍ لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصَاً من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء. (١٦) وله على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب. (١٧) و رايتُ ملاكاً واحداً واقفاً في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلاً لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء: هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم. (١٨) لكي تاكلي لحومَ ملوكٍ و لحومَ قوادٍ و لحومَ اقوياءٍ و لحومَ خيلٍ و الجالسين عليها و لحوم الكل حراً و عبداً صغيراً و كبيراً. (١٩) و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حرباً مع الجالس على الفرس و مع جنده.

____________________

(١) انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص ٢٠١ وما بعدها.

(٢) سفر أشعيا ١١: ٤:ألأصل العبرى،العهد القديم، ص٦٢٥.انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرة: ٤، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٣-١٢٧.

١٨٢

(٢٠) فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت. (٢١) و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم(١) .

وفي سفر حبقوق النبيّ (ع):

(٥) قدام وجهه يسيرُ الوباء ووراء قدميه الموت (٦) يقفُ فتهتزُّ الأرضُ، وينظرُ فترتعدُ الاممُ.تَتَحطَّمُ جبال الدهر و تنخسفُ تلالُ الأزَل، حيثٌ سارَ في قديم الزمن (٧) رايتُ البلاءَ في خيام كوشَ ولإضطرابَ في مساكن مديان (٨) أعَلى الانهار يتَّحدُ غَضَبُك؟...(٢)

٣: جمالُ منقذ العالم ظاهراً وباطناً.

فأما جمالهُ الظاهري فهو أكملُ الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً فيتجلّى فيه نورُ الله للخلق كافةً، وأما الباطني فهو معصومٌ(٣) لايتسرَّبُ اليه الرجسُ بكلّ أبعاده ولو حتى يسير الشكّ منهُ، لذا فهو ورقةٌ بيضاء لم يُكتب فيها سوى اسم الله تباركَ وتعالى.

في سفر حبقوق النبيّ:

(٤ يجيءُ كلمعان البرق ومن يده يسطعُ النورُ وفيها تستترُ عزَّتُهُ...)(٤) .

____________________

(١) سفر الرؤيا، ١٩: ١٢-٢١،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٤١٥.

(٢) سفر حبقوق، ٣: ٥-٨،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس،ص ١٢٢٤. انظر: العهد القديم، سفر حبقوق النبيّ، الإصحاح ٣، الفقرات، ٥، ٨، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. مع بعض الفروقات في الترجمة.

(٣) المصلح الغيبي والحكومة العالمية الواحدة، ص ٣٤- ٣٥، موضوع: عصمة منقذ البشرية.

(٤) سفر حبقوق، ٣: ٤،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس،ص ١٢٢٤. انظر: العهد القديم، سفر حبقوق النبيّ، الإصحاح ٣، الفقرة، ٤، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر.

١٨٣

٤: عبدُ الله المختار والمسدَّد بروحه

فقد جاءَ هذا، وجملةٌ من أوصافه الشريفة المهمة في سفر أشعيا النبيّ (ع):

(١)هوَ ذا عبدي الذي أَعضدهُ، مختاري الذي سُرَّت به نفسي! وَضَعتُ روحي عليه، فيخرج الحق للامم(٢) لا يَصيحُ و لا يَرفعُ(١) و لا يُسمَعُ في الشارع صوتَهُ(٣) قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة خامدة لا يطفئ الى الامان يخرج الحق (٤) لا يكل و لا ينكسر حتى يضع الحق في الارض و تنتظر الجزائر شريعته (٥) هكذا يقول الله الرب خالق السماوات و ناشرها باسط الارض و نتائجها معطي الشعب عليها نسمة و الساكنين فيها روحا (٦) انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك و احفظك و اجعلك عهدا للشعب و نورا للامم (٧) لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة (٨) انا الرب هذا اسمي و مجدي لا اعطيه لاخر و لا تسبيحي للمنحوتات (٩) هوذا الاوليات قد اتت و الحديثات انا مخبر بها قبل ان تنبت اعلمكم بها (١٠) غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحه من اقصى الارض ايها المنحدرون في البحر و ملؤه و الجزائر و سكانها (١١) لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا (١٢) ليعطوا الرب مجدا و يخبروا بتسبيحه في الجزائر (١٣) الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف و يصرخ و يقوى

____________________

(١) كلمة (صوتهُ) سقطت من هذا المصدر، وهي مثبةٌ في غيره.

١٨٤

على اعدائه (١٤) قد صمت منذ الدهر سكت تجلدت كالوالدة اصيح انفخ و انخر معا (١٥) اخرب الجبال و الاكام و اجفف كل عشبها و اجعل الانهار يبسا و انشف الاجام (١٦) واسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها امشيهم اجعل الظلمة امامهم نورا و المعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها و لا اتركهم (١٧) قد ارتدوا الى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن الهتنا (١٨) ايها الصم اسمعوا ايها العمي انظروا لتبصروا (١٩) من هو اعمى الا عبدي و اصم كرسولي الذي ارسله من هو اعمى كالكامل و اعمى كعبد الرب (٢٠) ناظر كثيرا و لا تلاحظ مفتوح الاذنين و لا يسمع(٢١) الرب قد سر من اجل بره يعظم الشريعة و يكرمها (٢٢) و لكنه شعب منهوب و مسلوب قد اصطيد في الحفر كله و في بيوت الحبوس اختباوا صاروا نهبا و لا منقذ و سلبا و ليس من يقول رد (٢٣) من منكم يسمع هذا يصغى و يسمع لما بعد (٢٤) من دفع يعقوب الى السلب و اسرائيل الى الناهبين اليس الرب الذي اخطانا اليه و لم يشاءوا ان يسلكوا في طرقه و لم يسمعوا لشريعته (٢٥) فسكب عليه حمو غضبه و شدة الحرب فاوقدته من كل ناحية و لم يعرف و احرقته و لم يضع في قلبه.(١)

____________________

(١) سفر إشعياء، الإصحاح ٤٢، الفقرة:١-٢٥، العهد القديم، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. سفر أشعيا ٤٢: ١-٢٥،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٦١. مع فرقٍ يسير بين الترجمات.

١٨٥

١٨٦

المبحث الثالث: أوصاف حكومة منقذ العالم ودولته

إنَّ للحكومة الالهيَّة المقدَّسة ودولة العدل الإلهي المباركة المنتظرة في آخر الزمان ذكراً جميلاً واسعاً ووصفاً مميَّزاً يليق بها وبما ادَّخرهُ الله لها باعتبارها واحدة من غايات الكمال المنشودة التي يصلُ اليها البشر بلطفهِ ومنِّهِ وفضله تعالى وببركة وليّهِ وحبيبهِ الموعود والمعهود، ونذكرُ منها على نحو الإختصار:

أوّلاً: حكم منقذ العالم بالعدل والإنصاف

١: في القرآن الكريم

عن الباقر (ع): في قوله تعالى:( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يُحْيِي الْأَرْ‌ضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) (١) ، قال: يحييها اللهُ بالقائم فيعدل فيها، فيحيي الأرض بالعدل بعدَ موتها بالظلم).(٢)

وعن الإمام الباقر (ع): في قوله تعالى:( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ ) (٣) ، قال: نزلت في المهدي وأصحابه... ويظهر الله بهم الدين حتى لايرى أثر من الظلم والبدع...).(٤)

____________________

(١) سورة الحديد: ١٧.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة، ص ٦٦٨. المحجة، ص ٤٢٩. نور الثقلين، ج٥ ص ٢٤٢. ينابيع المودة، ص ٤٢٩. بحار الأنوار، ج ٥١، ص ٥٤. للمزيد انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي(ع)، ص ٢٠٢ وما بعدها.

(٣) سورة الحج: آية ٤١.

(٤) تفسير القمي: ج٢ ص ٨٧. المحجة، ص ١٤٣. إحقاق الحق، ج١٣، ص ٣٤١.

١٨٧

وعن الإمام الرضا (ع): (فإذا خرجَ (ع)... ووضعَ ميزان العدلِ بين الناسِ فلا يظلمُ أحدٌ أحداً).(١)

وروى علي بن عقبة عن ابي عبد الله(ع) قال:

« اذا قام القائم (ع) حكم بالعدل وارتفع في ايامه الجور، وأمنت به السبل،واخرجت الارض بركاتها، ورد كل حق الى اهله، ولم يبق اهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعترفوا بالايمان، اما سمعت الله عزوجل يقول:( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ طَوْعًا وَكَرْ‌هًا وَإِلَيْهِ يُرْ‌جَعُونَ ) (٢) ، وحكم في الناس بحكم داودوحكم محمد صلّى الله عليهما فيحنئذٍ تظهر الارض كنوزها وتبدي بركاتها، فلايجد الرجل منكم يومئذٍ موضعاً لصدقته ولا لبرّة، لشمول الغنى جميع المؤمنين.

ثم قال: إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق اهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا اذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عزوجل:( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .(٣)

٢: في العهدين:

ورد التأكيد على هذا المعنى في (سفر زكريا): (ابتهجي كثيراً يا بنت

____________________

(١) كمال الدين، ص ٣٧٢. كفاية الأثر، ص٢٧٠. اعلام الورى، ص ٤٠٨. بحار الأنوار، ج ٥٢ ص٣٢١. غاية المرام، ص ٦٩٦.

(٢) آل عمران: ٨٣.

(٣) كشف الغمه: ج٢ص٩٦٦. الإرشاد، ص ٣٦٤. روضة الواعظين، ج٢ ص٢٦٥. إعلام الورى، ص٤٣٢.

١٨٨

صهيون هو ذا ملك سيأتي اليك عادل ومنصور).(١)

وجاء في سفر اشعيا:

(٣ ولذته في مخافة الرب، لا يقضي بحسب مرأى عينيه، ولا بحسب مسمع اذنيه. ٤ ويحكم بالانصاف لبائسي الارض، ويضرب الارض بقضيب فمه، ويميت المنافق بنفخة شفتيه).(٢)

وقد بشّر إشعيا (ع) بعدله وملكه وكذلك بعموم الرجعة التي تبدأ به وبمن يأتي خلفه من أولياء الله عزّ وجلّ وكما يلي:

(١ سيأتي ملكٌ يملك بالحقّ، وحكّامٌ يحكمون بالعدل ٢ ويكون كلّ واحد كمخبأ من الريح وكسدٍّ يقي من السيل، كسواقي ماءٍ في أرض قاحلة وكظلّ صخر عظيم في قفر ٣ فلا تنكسف عيون الناظرين، وآذان السامعين تصغي ٤ قلوب المتسرّعين تلزم الرّصانة، وألسنة المتلعثمين تنطلق بفصاحة.(٣)

وجاء في سفر الرؤيا:

(١١ثم رايتُ السماءَ مفتوحةٌ و اذا فرسٌ ابيضٌ و الجالسُ عليه يُدعى اميناً و صادقاً و بالعدل يحكم و يحارب).(٤)

____________________

(١) سفر زكريا ٩: ٩، ألأصل العبرى، العهد القديم، ص١٣٤. العهد القديم، سفر زكريا، الإصحاح ٩، الفقرة ٩، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر: حيث جاء النص كالآتي:

(٩ ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل و منصور وديع...) الخ..للإطلاع على النصين العبري والعربي، انظر: (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٢ـ ١٢٣. وللوقوف على جمال النص وتمامه، انظر: سفر زكريا ٩: ٩، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٣٩. مع فرقٍ يسير في الترجمة.

(٢) سفر أشعيا ١١: ٣، ٤:ألأصل العبرى،العهد القديم، ص٦٢٥. انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرات، ٣، ٤، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٣-١٢٧. سفر أشعيا ١١: ٣، ٤،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٢٤. مع فرقٍ يسير في الترجمة.

(٣) سفر أشعيا ٣٢: ١-٤، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٤٦.انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ٣٢، الفقرات، ١-٤، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٤) سفر الرؤيا، ١٩: ١١،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٤١٥.

١٨٩

ثانياً: إنتقام المصلح الأعظم من الظالمين

١: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

هو المنتصر من الظالمين، في قوله تعالى:( وَلَمَنِ انتَصَرَ‌ بَعْدَ ظُلْمِهِ ) (١) .

أ: عن جابر، عن أبي جعفر (ع) في قولهِ:( وَلَمَنِ انتَـصَرَ‌ بَعْدَ ظُلْمِهِ ) : قال:(القائم وأصحابه، قال الله: ( فَأُولَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ) : القائم إذا قامَ انتصرَ من بني أُميَّة والمكذبين والنصاب وهو قولهُ: ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ ) )(٢) .

ب: وهو وعدُ الآخرة لليهود، في قوله تعالى:( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّ‌ةٍ ) (٣) .

حيث جاء في تفسير القمي:( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ ) : يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه(٤) .

____________________

(١) سورة الشورى: آية ٤١.

(٢) تفسير فرات الكوفي، ص ١٥٠. ومثله في تفسير القمي،ج٢ ص٢٧٨، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر(ع). تأويل الآيات، ج٢ ص ٥٤٩.

(٣) سورة الإسراء: آية ٧.

(٤) تفسير القمي، ج٢ ص١٤.وعنهُ البرهان، ج٢ص٤٠٩. والبحار، ج٥١ ص٤٥.

١٩٠

ج: وهو وأصحابهُ المظلومون الذين ينصرهم الله تعالى النصرَ الموعود على الظالمين، وذلك في قوله تعالى:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِ‌هِمْ لَقَدِيرٌ‌ ) (١) .

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عزَّ وجلَّ:( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِ‌هِمْ لَقَدِيرٌ‌ ) : قال: (هي في القائم(ع) وأصحابه)(٢) .

٢: في العهدين

ارميا يبشّر بانتقام المصلح من أعداء الله:

فقد جاء في (سفر ارميا): ان التوراة قد اخبرت بانتقام صاحب الزمان (عج ) من قتلة الحسين سيد الشهداء عليه السلام، حيث قالت:

«... يقول الرب.

٦ الخفيف لا ينوص والبطل لا ينجو. في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا. من هذا الصاعد كالنيل، كانهار تتلاطم امواجها... »

الى ان تقول:

« ١٠ فهذا اليوم للسيد ربّ الجنود يوم نقمة، للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم ».

ثم تذكر التوراة ان السبب في هذا الانتقام من الاعداء هو ما يلي: (ان

____________________

(١) سورة الحج: آية ٣٩.

(٢) غيبة النعماني، ٢٤١. وعنه البحار، ج٥١ ص ٥٨. والمحجة، ١٤٢.

١٩١

للسيّد ربّ الجنود ذبيحة في ارض الشمال عند نهر الفرات) (١)

وممن ذكر هذا النص أيضاً كأحد ادلّة التوراة على خروج صاحب الزمان، وقتل اعداء الله صاحب كتاب: (البحث عن الحقيقة )، ص ٤٩، باللغة الانجليزية(٢) ، ولأهمية هذا النص لذا سنورد فقراته مع شيء من التحليل في موضوع (قواعد و متبنّيات ثورة المنقذ في العهدين).

وجاء في سفر زكريا:

في باب (الملك العتيد)، في بشارته بالمخلّص الوديع والعادل عن طريق الوحي وكيفيّة نُصرة الله لهُ:

(...سأقضي على مركبات الحرب في أفرايمَ، والخيل وأقواس القتال في أورشليم،...).(٣)

ثالثاً: حلول السلام في عهد المنقذ

١: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

أ: اتمام النور وإنتهاء الظلم بالقائم:

في قوله تعالى:( يُرِ‌يدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ‌ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِ‌هِ ) (٤) ؟ قال: بالقائم من آل محمد عليهم السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لآيُعبَدُ غيرُ الله، وهو قولهُ (ص): يملأُ الأرضَ

____________________

(١) سفر ارميا ٤٦: ٦، ١٠، العهد القديم. الكتاب المقدس باللغة العربية، العهد القديم، سفر ارميا تحت رقم ٢٨، الإصحاح ٤٦: الفقرات ٦، ١٠، مصر. الكتاب المقدس تحت المجهر: ص١٥٥. سفر إرميا ٤٦: ٦، ١٠،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٠٦٠. مع فرقٍ يسير بين عبارات المترجمين.

(٢) الكتاب المقدس تحت المجهر: ص١٥٥ بإيجاز وتصرف.

(٣) سفر زكريا ٩: ٩، ألأصل العبرى، العهد القديم، ص١٣٤. العهد القديم، سفر زكريا، الإصحاح ٩، الفقرة ٩، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر. وللوقوف على جمال النص وتمامه، انظر: سفر زكريا ٩: ٩، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٣٩. مع فرقٍ يسير في الترجمة.

(٤) سورة الصف: آية ٨.

١٩٢

قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(١) .

ب: بخروجه تضع الحرب أوزارها:

في قوله تعالى:( حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْ‌بُ أَوْزَارَ‌هَا ) (٢) .

جاء في كتاب الكافي:(علي، عن أبيه والقاساني جميعاً، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف: ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضيع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها(٣) ، فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيؤمئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)(٤) .

وفي سنن البيهقي:

(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله عز وجل:( حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْ‌بُ أَوْزَارَ‌هَا ) : وذلك في زمن ظهور المهدي(ع)(٥) .

____________________

(١) تفسير القمي، ج٢ ص ٣٦٥. البحا، ج ٥١ ص ٤٩.ونحو ذلك في الكافي، ج١ص ٤٣٢.

(٢) سورة محمد: آية ٤.

(٣) كنايةٌ عن ظهور منقذ العالم.

(٤) بحار الأنوار، ج ٦، ص ٣١٢-٣١٣، عن الكافي.

(٥) سنن البيهقي، ج ٩ ص ١٨٠. بايجاز وتصرف. معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)، ج ٥، ص ١٤٩.

١٩٣

ج: وفي عصره يعمُّ السلام والإسلام:

وذلك في قوله تعالى:( هُوَ الَّذِي أَرْ‌سَلَ رَ‌سُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَ‌هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْمُشْرِ‌كُونَ ) .(١)

وفي الدر المنثور، وقال: وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والبيهقي في سننه، عن جابر رضي الله عنه في قوله:( لِيُظْهِرَ‌هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) : قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني (ولا) صاحب ملة إلا الاسلام، حتى تأمن الشاة الذئب، والبقرة الأسد، والانسان الحية، وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام(٢) .

٢: في العهدين

جاء في سفر أشعيا:

(٦ ويسكن الذئب والخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل الشبل معاً، وصبي صغير يسوقها.

٨ ويلعب الرضيع على سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الافعوان.

٩ لا يسيئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي، لان الارض تمتليء من معرفة الرب، كما تغطي المياه البحر).(٣)

____________________

(١) سورة الصف: ألآية ٩.

(٢) الدر المنثور، ج ٣ ص ٢٣١. معجم أحاديث الإمام المهدي (ع)، ج ٥، ص ١٤٩.

(٣) سفر أشعيا ١١: ٦، ٨، ٩:ألأصل العبرى، العهد القديم، ص٦٢٥.العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرات، ٦، ٨، ٩، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس): ص١٢٣-١٢٧. سفر أشعيا ١١: ٦، ٨، ٩، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٢٤. مع فرقٍ يسير في الترجمة.

١٩٤

وجاء في سفر زكريا، في باب(الملك العتيد) ، في بشارته بالمخلّص العادل والمنصور:

ها مَلكُك يأتيك عدلاً ومخلّصاً وديعاً... الى أن يقول:

فيتكلّم مَلكُك بالسَّلام للأُمم، ويكون سلطانهُ من البحر الى البحر

ومنَ النهر الى أقاصي الأرض.(٤)

رابعاً: سموّ المعارف في عهد منقذ العالم

١: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

إنَّ في القرآن الكريم والروايات الشريفة المباركة مايقطعُ الشكَّ باليقين في مجال علم النبيّ الأكرم والأئمَّةِ من آلهِ الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) وبضمنهم خاتم الأوصياء والأئمة (منقذ العالم) وأن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء، وأنهم أعطوا ما أعطاه الله الأنبياء، وأن كل إمام يعلم جميع علم الإمام الذي قبله، وأنَّهُ لا تبقى الأرض بغير عالم منهم، وأن عندهم كتب الأنبياء يقرؤونها على اختلاف لغاتها، وأنهم أعلم من الأنبياء السابقين (ع)، وأنَّهم يفيضون ذلك العلم الربَّاني على جميع العباد، وخاصَّةً في آخر الزمان فيكملون بهِ علوم وحلوم البشر...الخ(٢) .

وقد عقدَ الكثيرُ من العلماء أبواباً مهمَّةً بهذا الصدد. وفي مايلي بعض الأدلَّةِ والشواهدٌ على صدقِ هذا المدّعى:

____________________

(١) سفر زكريا ٩: ٩، ألأصل العبرى، العهد القديم، ص١٣٤. العهد القديم، سفر زكريا، الإصحاح ٩، الفقرة ٩، الكتاب المقدّس باللغة العربية، مصر. للإطلاع على النصين العبري والعربي، انظر: (أهل البيت فى الكتاب المقدس) ص١٢٢ـ ١٢٣. وللوقوف على جمال النص وتمامه، انظر: سفر زكريا ٩: ٩،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٣٩. مع فرقٍ يسير بين الترجمات.

(٢) مستدرك سفينة البحار، ج ٦،ص ١٩٩-٢٠٠. بحار الأنوار، ج ٢٦-ص ١٥٩.

١٩٥

أ: في قوله تعالى:( وَرَ‌حْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) (١) .

- (... عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر عليه السلام قلت: قوله:( إِلَّا مَن رَّ‌حِمَ رَ‌بُّكَ ) ؟ قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم وهو قوله:( وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ) يقول: لطاعة الامام، الرحمة التي يقول:( وَرَ‌حْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) يقول: علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا، ثم قال:( فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ) (٢) يعني ولاية غير الامام وطاعته، ثم قال:( يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَ‌اةِ وَالْإِنجِيلِ ) يعني النبي صلى الله عليه وآله والوصي والقائم( يَأْمُرُ‌هُم بِالْمَعْرُ‌وفِ ) - إذا قام -( وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ‌ ) (٣) .

ب: في قوله تعالى:( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَ‌بِّهَا ) (٤) .

في بصائر الدرجات: إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عبد الرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى:( أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْ‌عُهَا فِي السَّمَاءِ ) (٥) فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله جذرها وأمير المؤمنين عليه السلام ذروها وفاطمة عليها السلام فرعها،

____________________

(١) سورة الأعراف: آية ١٥٦.

(٢) سورة الأعراف: آية ١٥٥.

(٣) الكافي، ج ١، ص ٤٢٩.

(٤) سورة ابراهيم: آية ٢٥.

(٥) سورة ابراهيم: آية ٢٤.

١٩٦

والأئمة من ذريتها أغصانها، وعلم الأئمة ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيهم فضلاً؟ فقلت: لا، فقال: والله إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، وإنه ليولد فتورق ورقة فيها، فقلت: قوله:( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَ‌بِّهَا ) فقال: ما يخرج إلى الناس من علم الإمام في كل حين يسأل عنه(١) .

ج: في قوله تعالى:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٢) .

في معاني الأخبار: أحمد بن يحيى المكتب عن أحمد بن محمد الوراق عن علي بن هارون الحميري عن علي بن محمد بن سليمان عن أبيه عن علي بن يقطين عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: والله أوتينا ما أوتي سليمان وما يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين قال الله عز وجل في قصة سليمان:( هَـٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ) (٣) ، وقال في قصة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):( وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٤) .

____________________

(١) بصائر الدرجات: ص١٨. بحار الأنوار، ج ٢٤، ص ١٤٠-١٤١.تفسير فرات: ٧٩ و ٨٠، فيه: النبي صلى الله عليه وآله جذرها، وأمير المؤمنين فرعها، والأئمة عليهم السلام من ذريتهما أغصانها.كمال الدين: ١٩٧ و ١٩٨، وفي كمال الدين وتمام النعمة، ص٣٤٥: (... قلت: قوله عز وجل:( تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَ‌بِّهَا ) قال: ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من حج وعمرة). تفسير العياشي، ج ٢،ص٢٢٤.

(٢) سورة الحشر: آية ٧.

(٣) سورة ص:آية ٣٩.

(٤) معاني الأخبار، ص٣٥٣.

١٩٧

بيان:

أي كما أنه تعالى فوض إلى سليمان العطاء من المال والمنع منه وأمر الخلق بتسليم ذلك له أعطى الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلم أفضل من ذلك فقال: ما آتاكم الرسول من المال والعلم والحكم والامر فخذوا به وارضوا، وما نهاكم عنه من جميع ذلك فانتهوا فهذا أعظم من ذلك، وقد صرح بذلك في كثير من الاخبار.(١)

د: في قول أمير المؤمنين (ع): (أُوتينا فصلَ الخطاب).(٢)

وهو في علم الإمام باللغات:

(أبو الصلت الهروي: كان الرضا (عليه السلام) يكلم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة، فقلت له يوما: يا بن رسول الله، إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت، أنا حجة الله على خلقه، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أوما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام):

(أوتينا فصل الخطاب)، فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات؟.(٣)

هـ: أنَّ فيهم روح القدس:

(الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن

____________________

(١) بحار الأنوار، ج ٢٦-ص ١٥٩.

(٢) الصدوق، عيون أخبار الرضا ١: ٢٥١.

(٣) بحار الأنوار، ج٦٠، ص١٨٦،ح ١٧. عيون أخبار الرضا (ع): ج٢، ص ٢٢٨، ح ٣. ميزان الحكمة، ج ١، ص ١٦٨-١٦٩.

١٩٨

علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي (صلى الله عليه وآله) خمسة أرواح: روح الحياة فبه دب ودرج، وروح القوة فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الإيمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة، فإذا قبض النبي (صلى الله عليه وآله) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو، والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو، وروح القدس كان يرى به)(١) .

وعلى ماتقدَّم وهو غيضٌ من فيض، فانَّ التطوّر الثقافي والأخلاقي والعلمي والصناعي وفي مختلف الميادين سيكون هو السمةَ البارزةَ في عصرمنقذ العالم الموعود(٢) وهو أمرٌ ضروري لمن يستطيع أن يديرَ العالم بأسرهِ إدارةً الهيَّةً حَقَّةً لاظلمَ ولاجورَ فيها وذلك بتسديد ومباركة الله عزَّ وجلَّ، لذلكَ ففي عصره تكتملُ العلومُ والحلوم وذلك لأنَّ منقذ العالم هو مصدرُ إفاضتها على الخلق، وكثيراً ماوردَ ذلك في الكتب المقدسة وبذلك جاءت الأخبار الشريفة المباركة وفيها ملا نستطيع الوقوف عليه في هذا البحث، ولكن نشيرُ اليها بالإجمال والإختصار:

فقد وردَ عن موسى بن عمر عن ابن محبوب عن صالح بن حمزة عن أبان عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: (العلمُ سبعةٌ

____________________

(١) شرح أصول الكافي، ج ٦، ص ٧٢-٧٣.

(٢) للمزيد انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص٢١٥-٢٢٧.

١٩٩

وعشرون حرفاص فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أهل البيت أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثَّها في الناس وضَمَّ اليها الحرفين حتى يبثُّها سبعةٌ وعشرين حرفاً).(١)

وعن أبي جعفر (ع): (إذا قام قائمنا وضعَ يَدَهُ على رؤوس العباد فَجَمَعَ بهِ عقولهم وأكملَ به أحلامَهُم).(٢)

٢: في العهدين

في سفر أشعيا (ع):

(٩ لا يسيئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي، لانَّ الارضَ تمتليءُ من معرفةِ الرب، كما تغطي المياه البحر).(٣)

ومعلومٌ أنَّ عدمَ الإساءة والإفساد، والإمتلاء من معرفة الربِّ سبحانهُ وتعالى، كُلُّها إشاراتٌ واضحةٌ لذلكَ التطوّر العلمي والأخلاقي المشار اليه.

خامساً: الحكومة الإلهية العالمية الواحدة

وهو مشروعٌ إنسانيٌّ ذو جذورٍ عميقة وموغلة في القدم(٤) ، ولطالما حَلمَ به العلماءُ والفلاسفةُ والمفكرون على مدى مسيرة الحياة الطويلة، وقبل ذلك

____________________

(١) مختصر بصائر الدرجات، ص ١١٧. الخرائج والجرائح، ج ٢ ص ٨٤١. بحار الأنوار، ج ٥٢، ص٣٣٦... الخ.وانظر: الطُّورُ المهدوي، ص٣٢٩. جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص٢١٥-٢٢٧.

(٢) الكافي، ج ١، ص ٢٥. الخرائج والجرائح، ج ٢، ص ٨٤٠. كمال الدين وتمام النعمة، ج ٢، ص ٦٧٥.

(٣) سفر أشعيا ١١: ٩:ألأصل العبرى، العهد القديم، ص٦٢٥.العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ١١، الفقرة ٩، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. (أهل البيت فى الكتاب المقدس): ص١٢٣-١٢٧. سفر أشعيا ١١: ٩،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٢٤. مع فرقٍ يسير بين الترجمات.

(٤) للمزيد من الإطلاع، انظر: الطُّورُ المهدوي، ص١٥٦-١٧٣، تحت عنوان: الحكومة العالمية والقائد الموعود.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260