• البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70120 / تحميل: 8228
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

لا يؤتمن على إبلاغ الرسالة، التي وكل بإبلاغها.. ولذلك لم يقل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أبو بكر لا يقدر على التبليغ، بل قال: لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني..

٢ ـ وقد يقال: إن من الأهداف أنه لو قام أبو بكر بهذه المهمة لاستغلها هو ومؤيدوه فيما بعد، لادعاء مقامات تضر بسير الأمور كما يريده الله، من حيث إنها تساعده على اغتصاب الخلافة من صاحبها المنصوص عليه من الله ورسوله، وتثير الشبهة حين يدعي أبو بكر: أن هذه الإستنابة في التبليغ تشير إلى أهليته للقيام مقام النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في حياته (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وبعد وفاته.. وهذا بالذات ما فعلوه، حين زعموا: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) صلى بالناس في مرض الرسول، بأمر منه (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، مع أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد عزله عن تلك الصلاة رغم مرضه الشديد..

صرحت الرواية المنسوبة إلى الإمام الحسن (عليه‌السلام )، ووردت في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه‌السلام )، بأن المطلوب هو تصحيح الصورة التي في أذهان ضعفاء المسلمين عن هذا الرجل الذي يرشح نفسه لمقام يفقد المؤهلات له ولما هو أقل منه، ويكون ما جرى بمثابة إشارة لهم على هذه الحقيقة.

تقول الرواية المشار إليها:

إن جبرئيل قال لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن (براءة): (ما أمرك ربك بدفعها إلى علي، ونزعها من أبي بكر سهواً، ولا شكاً، ولا استدراكاً على نفسه غلطاً، ولكن أراد أن يبين لضعفاء المسلمين: أن المقام الذي يقومه

٢١

أخوك علي (عليه‌السلام ) لن يقومه غيره سواك يا محمد، وإن جلَّت في عيون هؤلاء الضعفاء من أمتك مرتبته، وشرفت عندهم منزلته)(١) .

٤ ـ قول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): لا يؤدي عني إلا أنا، أو رجل مني.. قد يشير إلى أنه ليس من حق النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يولي أحداً شيئاً من مهمات الإمام بعده، مثل تولية أمر التبليغ عن الله ورسوله غير علي (عليه‌السلام ).. لأن هذا المقام خاص به صلوات الله وسلامه عليه، لأنه هو الحافظ للشريعة، وأحكامها، والكتاب وآياته، وهو المرجع للفقهاء والمبلغين، والمهيمن على حركتهم.

هل هذا من الأسباب أيضاً؟!:

وقد يقال: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ـ بالإضافة إلى ما تقدم ـ خاف أن يضعف أبو بكر أمام المشركين، خوفاً من أن يغتالوه، أو أن يؤذوه. وهو لا يثق بنصرة أهل مكة له، لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام.

وقد أشار المعتزلي إلى ذلك، فقال: لعل السبب في ذلك، أن علياً (عليه‌السلام )، من بني عبد مناف، وهم جمرة قريش في مكة، وعلي (عليه‌السلام ) أيضاً شجاع لا يقام له، وقد حصل في صدور قريش منه الهيبة الشديدة، والمهابة العظيمة، فإذا حصل مثل هذا البطل وحوله من بني عمه من هم أهل العزة، والقوة، والحمية، كان أدعى إلى نجاته من قريش،

____________

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٩٧ عن التفسير المنسوب للإمام العسكري ص٢٣١ و ٢٣٢ و (تحقيق مدرسة الإمام المهدي) ص٥٥٩.

٢٢

وسلامة نفسه الخ..(١) .

ونجيب:

بأن علماءنا(٢) ناقشوا في ذلك، فقالوا: لو كان الغرض من استبدال أبي بكر بعلي (عليه‌السلام ) هو سلامة من أرسله رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من الأذى كان الأحرى أن يرسل (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) العباس، أو عقيلاً، أو غيرهما ممن لم يكن لدى قريش حقد عليهم، لأنهم لم يشاركوا في قتل آبائهم، وإخوانهم.

وحديث الخوف من شجاعة علي (عليه‌السلام ) لا ينفع هنا، فإن قريشاً كانت تجترئ على علي (عليه‌السلام )، وتسعى لقتله في الحروب، وإن كانت تُمنى دائماً بالخزي والخيبة، فهل تكف عنه إذا وجدته وحده في مكة بالذات، وكان معها ألوف من أهل الشرك؟!

على أنهم قد زعموا: أن أبا بكر ذهب إلى مكة أميراً على الحاج(٣) ، فلماذا لم يخف من قريش ومن المشركين أن يغتالوه، إذا كان قد خاف من القتل، بسبب حمله لرسالة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إليهم؟!.

____________

١- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٧ ص٢٠٠ وبحار الأنوار ج٣٠ ص٤٢٣.

٢- راجع: بحار الأنوار ج٣٠ ص٤٢٣.

٣- فتح العزيز ج٧ ص٣١ وبحار الأنوار ج٣٠ ص٤١٨ وعمدة القاري ج١٨ ص٢٦٠ وتحفة الأحوذي ج٨ ص٣٨٧ وجامع البيان للطبري ج١٠ ص٧٧ والتفسير الكبير للرازي ج١٥ ص٢١٩ والمعارف لابن قتيبة ص١٦٥.

٢٣

جزع قريش:

وقالوا: لما أذَّن علي (عليه‌السلام ) (ببراءة) في مكة أن لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام. جزعت قريش جزعاً شديداً، وقالوا: ذهبت تجارتنا، وضاعت عيالنا، وخربت دورنا، فأنزل الله تعالى:

( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (١) ) (٢) .

نعم، إن هذا هو ما يهم أهل الدنيا، وطلاب زخرفها، والمهتمين بزبارجها وبهارجها، مع أن دعوة إبراهيم الله تعالى بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى ذلك الوادي، وأن يرزق أهله من الثمرات، كانت أقوى من كل تجاراتهم، وعلاقاتهم، وأوسع وأكبر من كل آمالهم وتوقعاتهم، وبهذه الدعوة يرزقهم الله، لا بكدِّهم وجدِّهم، لو كانوا يعقلون..

علي (عليه‌السلام ) يتهدد المشركين:

ويلاحظ هنا: أن الأمور حين إبلاغ سورة براءة قد انقلبت رأساً على

____________

١- الآية ٢٤ من سورة التوبة.

٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٩٣ وتفسير القمي ج١ ص٢٨٤ وتفسير الميزان ج٩ ص٢١٦ والتفسير الأصفى ج١ ص٤٥٧ والصافي (تفسير) ج٢ ص٣٢٩.

٢٤

عقب، فبدلاً من أن يخاف علي (عليه‌السلام ) المشركين على نفسه، كان هو الذي يتهددهم ويتوعدهم ويتحداهم، حتى لقد أبلغهم سورة براءة وكتاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وقد (لمع بسيفه)!(١) .

وفي نص آخر: (لما دخل مكة اخترط سيفه وقال: والله لا يطوف بالبيت عريان إلا ضربته بالسيف)(٢) .

وعن علي (عليه‌السلام ): (فأتيت مكة، وأهلها من قد عرفتم، ليس منهم أحد إلا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني إرباً لفعل، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله، وولده، وماله، فبلغتهم رسالة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقرأت عليهم كتابه، فكلهم يلقاني بالتهديد والوعيد، ويبدي لي البغضاء، ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم)(٣) .

____________

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٨٨ وإقبال الإعمال ج٢ ص٣٩.

٢- بحار الأنوار ج٢١ ص٢٧٥ و ٢٦٧ وج٣٥ ص٢٩٦ وإعلام الورى ص١٣٢ و (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص٢٤٨ والحدائق الناضرة ج١٦ ص٩٤ وجواهر الكلام ج١٩ ص٢٧٦ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٣ ص٤٠١ و (ط دار الإسلامية) ج٩ ص٤٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج١١ ص٣٢٦ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٥٩٧ وتفسير العياشي ج٢ ص٧٤ وجوامع الجامع ج٢ ص٤٥ ومجمع البيان ج٥ ص٩ والصافي (تفسير) ج٢ ص٣٢١ ونور الثقلين ج٢ ص١٨٢ وقصص الأنبياء للراوندي ص٣٥١.

٣- الخصال ج٢ ص٣٦٩ و ٣٧٠ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص٣٦٩ وبحار = = الأنوار ج٣٥ ص٢٨٦ وج٣٨ ص١٧١ والإختصاص للمفيد ص١٦٨ ونور الثقلين ج٢ ص١٧٨ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج٣ ص١٢٩ وشرح الأخبار ج١ ص٣٠٤ وإقبال الأعمال ج٢ ص٣٧ وحلية الأبرار ج٢ ص٣٦٥.

٢٥

وقالوا أيضاً: (لما وصل علي (عليه‌السلام ) إلى المشركين بآيات براءة لقيه خراش بن عبد الله ـ أخو عمرو بن عبد الله ـ الذي قتله علي (عليه‌السلام ) مبارزةً يوم الخندق ـ وشعبة بن عبد الله أخوه، فقال لعلي (عليه‌السلام ): ما تسيرنا يا علي أربعة أشهر، بل برئنا منك ومن ابن عمك، إن شئت، إلا من الطعن والضرب).

وقال شعبة: ليس بيننا وبين ابن عمك إلا السيف والرمح، وإن شئت بدأنا بك.

فقال علي (عليه‌السلام ): أجل، أجل، إن شئتم فهلموا(١) .

وعن أبي جعفر الباقر (عليه‌السلام ): (خطب علي (عليه‌السلام ) الناس: واخترط سيفه، وقال: لا يطوفن بالبيت عريان الخ..)(٢) .

____________

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٩٠ و ٣٠٤ وإقبال الأعمال ص٣٢٠ و ٣٢١ و (ط ايران) ج٢ ص٤١ وراجع: مناقب آل أبي طالب ج١ ص٣٩٢ والصوارم المهرقة ص١٢٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٧ ص٤٢٢ ونهج الإيمان ص٢٥١.

٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٩٦ و ٣٠٣ وتفسير العياشي ج٢ ص٧٤ و ٧٥ ومناقب آل أبي طالب ج١ ص٣٢٦ ـ ٣٢٨ والحدائق الناضرة ج١٦ ص٩٤ وجواهر = = الكلام ج١٩ ص٢٧٦ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٣ ص٤٠١ و (ط دار الإسلامية) ج٩ ص٤٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج١١ ص٣٢٦ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٥٩٧ وجوامع الجامع ج٢ ص٤٥ ومجمع البيان ج٥ ص٩ والصافي (تفسير) ج٢ ص٣٢١ ونور الثقلين ج٢ ص١٨٢ وتفسير الميزان ج٩ ص١٦٣.

٢٦

وعن الامام الصادق (عليه‌السلام ): أخذ علي (عليه‌السلام ) الصحيفة، وأتى الموسم، وكان يطوف على الناس، ومعه السيف، ويقول: بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ..(١) . فلا يطوف بالبيت عريان بعد عامه هذا، ولا مشرك، فمن فعل، فإن معاتبتنا إياه بالسيف.

قال: وكان يبعثه إلى الأصنام فيكسرها، ويقول: (لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت)(٢) .

عمر شريك أبي بكر:

والشيء الذي قلما أشار إليه الباحثون هو: أن ثمة نصوصاً تصرح بأن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد أرسل أبا بكر وعمر معاً ببراءة إلى أهل مكة، فانطلقا، فإذا هما براكب، فقال: من هذا؟!

قال: أنا علي. يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك.

____________

١- الآيتان ١ و ٢ من سورة براءة.

٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٩٩ وتفسير فرات ص١٥٩.

٢٧

فأخذ علي الكتاب، فذهب به، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة، فقالا: ما لنا يا رسول الله؟!

قال: (ما لكما إلا خيراً، ولكن قيل لي: لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك)(١) .

ويؤيد شراكة عمر لأبي بكر في هذا الأمر: أن بعض الروايات صرحت: بأن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد عرض حمل الكتاب إلى المشركين على جميع أصحابه، فكلهم تثاقل عن حمله، والمضي به إلى مكة، فندب منهم رجلاً فوجهه به(٢) .

وهذا يدل على أن عمر كان ممن تثاقل في الإستجابة لطلب الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ولأجل هذا التثاقل الظاهر من الناس، كان لا بد للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من أن يفرض على رجل بعينه القيام بذلك.. وهكذا كان.. وقد اختار (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خصوص الذين لهم دعاوى عريضة، ويسعون للإستيلاء على أمر الأمة، وإبعاد صاحبه الشرعي.. وجرى ما جرى.

وشارك عمر أبا بكر فيما ترتب على إرجاعه من آثار، وما يمكن أن يكون له من دلالات كما شاركه في المسير.

____________

١- المستدرك للحاكم ج٣ ص٥١ وتخريج الأحاديث والآثار ج٢ ص٥٠ وشواهد التنزيل ج١ ص٣١٨ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص١٢٤.

٢- الخصال ج٢ ص٣٦٩ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٢٨٦ وج٣٨ ص١٧٢.

٢٨

واللافت هنا: أن عمار بن ياسر هو الآخر قد شارك علياً (عليه‌السلام ) في المسير إلى مكة، ولكن الناس يقتصرون على ذكر علي (عليه‌السلام ) وقلما يذكرون عماراً.. تماماً كما يذكرون أبا بكر في حملة سورة البراءة ولا يذكرون عمر الذي كان معه أيضاً، لأن أنظار هؤلاء وأولئك تكون مشدودة للأهم من الرجلين.

ولا ندري لماذا تثاقل عمر أولاً، ثم عاد فذهب مع أبي بكر ثانياً.. مع العلم: بأن امتناع عمر عن تلبية طلب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يكن هو المرة الأولى، فإنه في غزوة الحديبية امتنع أيضاً عن امتثال أمر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) له بالذهاب إلى مكة ليبلغ أشراف قريش بما جاء له النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وقال: يا رسول الله، إني أخاف قريشاً على نفسي(١) .

____________

١- راجع: تاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٢٧٨ وإقبال الأعمال ج٢ ص٣٨ عنه، وعين العبرة في غبن العترة لأحمد آل طاووس ص٢٤ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٢٨٧ ومسند أحمد ج٤ ص٣٢٤ وتخريج الأحاديث والآثار ج٣ ص٣١٠ وجامع البيان للطبري ج٢٦ ص١١١ وتفسير الثعلبي ج٩ ص٤٧ وتفسير البغوي ج٤ ص١٩٣ وتفسير القرآن العظيم ج٤ ص٢٠٠ و ٢١٠ وتفسير الثعالبي ج٥ ص٢٥٤ والثقات لابن حبان ج١ ص٢٩٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٣٩ ص٧٨ والبداية والنهاية ج٤ ص١٩١ وعيون الأثر ج٢ ص١١٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٣١٨ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص٤٦.

٢٩

متى أرسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علياً (عليه‌السلام )؟!:

وتقدم قول بعض الروايات: إن أبا بكر إنما سأل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن سبب إرسال علي (عليه‌السلام ) إلى مكة، بعد أداء مناسك الحج، وذلك للإيهام بأن أبا بكر قد ذهب هو وعلي (عليه‌السلام ) إلى مكة.. فلما رجعا استفهم عن سبب إلحاق علي به، ليحمل الرسالة دونه..

مع أن الأمر جرى على خلاف ذلك، لما يلي:

ألف: تقدم: أن الروايات ـ باستثناء واحدة منها ـ تصرح: بأنه حين أخذ علي (عليه‌السلام ) الرسالة من أبي بكر، وتوجه إلى مكة، رجع هو إلى المدينة.

وفي بعضها: أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أمر علياً بأن يرد أبا بكر.

وبعد اتفاق الروايات تقريباً على رجوع أبي بكر، فإن اختلافها فيما بينها في بعض الخصوصيات، يمكن معالجته بأدنى تأمل..

ب: لو قبلنا بأن أبا بكر واصل طريقه إلى مكة، فذلك لا يعني أنه هو الذي حج بالناس، إذ يمكن أن يكون قد حج تحت إمرة علي (عليه‌السلام ) أيضاً.

ج: ويمكن أن يستدل على ذلك أيضاً بقولهم: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يؤمر على علي (عليه‌السلام ) أحداً طيلة حياته..

أهلية أبي بكر للخلافة:

هذا، وقد استدل علماء الشيعة بهذه الواقعة على عدم صلاحية أبي بكر للخلافة، فضلاًً عن الإمامة، فقالوا: من لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى أهل بلدة. فهو لا يصلح للرئاسة العامة، المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى

٣٠

عموم الرعايا في سائر البلاد(١) .

أضاف الشريف المرتضى (رحمه‌الله ) قوله: (لو سلمنا أن ولاية الموسم لم تنسخ لكان الكلام باقياً، لأنه إذا كان ما ولي ـ مع تطاول الأزمان ـ إلا هذه الولاية، ثم سلب شطرها، والأفخم والأعظم منها، فليس ذلك إلا تنبيهاً على ما ذكرنا)(٢) .

ويؤكد ذلك: أن الذي أوكلت إليه المهمة، وهو علي (عليه‌السلام )، كان خطر تعرضه لغدر الحاقدين عليه كبيراً جداً، أما أبو بكر الذي أعفي من المهمة، فقد تقدم: أنه كان أكثر مقبولية عندهم، والخطر عنه أبعد بسبب مواقفه الإيجابية، تجاه أسراهم، لأنه لم يتعرض أحد منهم لأي خطر من قبله مهما صغر.. ولغير ذلك من أسباب..

علي (عليه‌السلام ) وعمار:

عرفنا: أن عماراً (رحمه‌الله ) رافق علياً (عليه‌السلام ) إلى مكة، ويقول النص: إن فلاناً وفلاناً انزعجا من إرسال علي (عليه‌السلام )، وأحبا أن يرسل من هو أكبر منه سناً، وقالا: بعث هذا الصبي؟! ولو بعث غيره إلى أهل مكة، وفي مكة صناديد قريش ورجالها، والله، الكفر أولى بنا مما نحن فيه.

____________

١- راجع: بحار الأنوار ج٣٠ ص٢١١ وج٣٥ ص٣١٠ ومنهاج الكرامة ص١٨١ ونهج الحق ص٢٦٥ وشرح إحقاق الحق (الأصل) ص٢٢٢.

٢- الشافي في الإمامة ج٤ ص١٥٥ وبحار الأنوار ج٣٠ ص٤١٧ عنه، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٧ ص١٩٧ والصوارم المهرقة ص١٢٦.

٣١

ثم إنهما سارا إلى علي وعمار وخوفاهما بأهل مكة، وغلظا عليهما الأمر، وقالا لهما: إن أبا سفيان، وعبد الرحمان، وعبد الله بن عامر، وأهل مكة قد جمعوا لهم.

فقال علي (عليه‌السلام ): حسبنا الله ونعم الوكيل.

ومضيا، فلما دخلا مكة أنزل الله تعالى:( الَّذِينَ قَالَ لـَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) (١) .

ونقول:

١ ـ لعل انزعاج فلان وفلان قد كان بعد تثاقلهما أولاً، وبعد الإنتداب القسري لأبي بكر للمهمة، ثم عزله عنها، حيث فاجأهما هذا العزل، وأزعجهما أن يكون علي (عليه‌السلام ) هو البديل، واستفاقا على ضربة معنوية هائلة، وموجعة جداً، فأحبا تدارك الأمر، ولو بأن يعلن علي (عليه‌السلام ) انصرافه، أو تردده، وخوفه، بسبب تخويفهما إياه بجمع الناس..

كما أن نفس إظهار شيء من الحرص منهما على تولي هذه المهمة قد يعيد شيئاً من الإعتبار لمن فقده، مهما كان قليلاً وضئيلاً..

٢ ـ ماذا نقول لرجلين يريان الكفر أولى من الإيمان، لأجل أمر لا حقيقة له، بل هو أمر أرعن وتافه، وهو أن ذا السن الجاهل والقاصر

____________

١- الآيتان ١٧٣ و ١٧٤ من سورة آل عمران.

٣٢

التفكير، والجبان، والناقص الإيمان، والذي يعاني من الكثير الكثير من العاهات، والنقائص لا بد أن يقدم على الأصغر منه سناً.

رغم أن الأصغر أشرف الخلق وأفضلهم، وأكرمهم، وأعلمهم، وأتقاهم وأحكمهم، وأعقلهم، وأشجعهم، وأصحهم إيماناً ويقيناً، وأكملهم في كل شيء..

مع العلم: بأن معادلة السن لو صحت لبطلت خلافة أبي بكر، لأن أباه كان حياً حين استدل على هذا الأمر، بالإضافة إلى وجود عشرات أو مئات من الصحابة كانوا أسن منه.

بل لو صح ذلك، لبطلت كل خلافة ورئاسة، بل كل إمامة ونبوة، حتى نبوة أولي العزم لأنهم جميعاً كان في قومهم من هم أسن منهم..

وكذلك الحال بالنسبة لنبينا الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فإن عمه العباس وكثيرين غيره كانوا أسن منه (صلى‌الله‌عليه‌وآله )..

٣ ـ لا ندري كيف يجيز مسلم لنفسه ترجيح الكفر على الإيمان، لأجل تقديم الأصغر سناً على الأكبر، وما الذي عرف ورأى من هنات في الإسلام والإيمان حتى أصبح عنده رخيصاً، ومحتقراً، ويريد التخلص منه، وتنزيه نفسه عنه؟!

عودة علي (عليه‌السلام ) حدث ودلالة:

تقول رواية لخصناها:

إن علياً (عليه‌السلام ) انصرف إلى المدينة يَقْصِد في السير، وأبطأ

٣٣

الوحي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في أمر علي (عليه‌السلام )، وما كان منه، فاغتم لذلك غماً شديداً..

وكان من عادته (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنه إذا صلى الغداة استقبل القبلة، واستقبل علي (عليه‌السلام ) الناس خلف النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فيستأذنون في حوائجهم، وبذلك أمرهم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

فلما غاب علي (عليه‌السلام ) إلى مكة لم يجعل أحداً مكان علي (عليه‌السلام )، بل كان هو نفسه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يستقبل الناس.

فأذن للناس.. فاستأذنه أبو ذر، فأذن له. فخرج يستقبل علياً (عليه‌السلام )، فلقيه ببعض الطريق، فالتزمه وقبله، وسبقه إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وبشره بقدومه، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لأبي ذر: (لك بذلك الجنة)(١) .

ثم ركب النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وركب معه الناس، فلما رآه أناخ ناقته، ونزل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فتلقاه، والتزمه وعانقه، ووضع خده على منكب علي (عليه‌السلام ).

وبكى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فرحاً بقدومه. وبكى علي (عليه‌السلام ) معه..

ثم سأله عما صنع، فأخبره، فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): (كان الله عز

____________

١- إقبال الأعمال لابن طاووس ج٢ ص٤٠ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٢٨٩.

٣٤

وجل أعلم بك مني حين أمرني بإرسالك)(١) ..

ونقول:

لفت نظرنا في هذا النص أمور عديدة، فلاحظ منها ما يلي:

١ ـ إن النظام الذي تحدثت الرواية أنه كان قائماً بالنسبة لاستئذان الناس نبيهم ليذهبوا في حوائجهم، يشير إلى شدة الضبط والإنضباط الذي يهيء للقائد الإشراف المباشر والدقيق على حركة الناس معه، ويعطيه القدرة على التصرف ووضع الأمور في مواضعها، وفق معطيات دقيقة، ومعرفة تفصيلية، وإشراف على النتائج، وسيكون قراره متوافقاً مع الظروف الموضوعية القائمة، ومترافقاً مع معطيات النجاح والفلاح.

٢ ـ إن هذا الإجراء من شأنه أن يبلور بصورة عفوية شعوراً لدى كل فرد بارتباطه الفعلي والمستمر بقائده ورائده، ويعطيه المزيد من الشعور بالقيمة والأهمية لحضوره ولوجوده، ولحركتهم معه.. وتأثيره في المنظومة العامة. كما أنه يبعث فيه حيوية، تدفعه للتأثير الإيجابي والفاعل..

٣ ـ وقد أظهر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إهتماماً بالغاً بسلامة علي (عليه‌السلام )، حتى صار همّ أبي ذر منصرفاً إلى التعجيل باستجلاء خبر علي (عليه‌السلام )، ليدخل السرور على قلب الرسول، معتبراً ذلك من أعظم القربات.

وقد ظهر مصداق ذلك بالمكافأة التي تلقاها من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

____________

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢٨٨ ـ ٢٩٠ وإقبال الأعمال ج٢ ص٤٠.

٣٥

على بشارته بقدومه (عليه‌السلام )، وهي قوله له: (لك بذلك الجنة).

وهي مكافأة لم يكن يتوقعها أبو ذر، ولا أحد ممن حضر وسمع، لأنهم لم يعرفوا علياً (عليه‌السلام )، ليعرفوا قيمته عند الله وعند رسوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).. وهو ما أشار إليه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بقوله: (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا)(١) .

والمراد المعرفة التامة، أو فقل: معرفته حق معرفته..

٤ ـ إن استقبال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) كان فريداً لم ير منه مثله، حتى حين قدم عليه جعفر من الحبشة، حيث استقبله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بخطوات.

ولكنه بالنسبة لعلي (عليه‌السلام ) خرج من المدينة، وركب راحلته، وسار ما شاء الله أن يسير لاستقباله، ثم هو يضع خده على منكب على (عليه‌السلام )، ويبكي علي (عليه‌السلام )، ويبكي النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فرحاً بقدومه.

____________

١- راجع: مختصر بصائر الدرجات ص١٢٥ والمحتضر للحلي ص٧٨ و ٢٨٥ ومدينة المعاجز ج٢ ص٤٣٩ ومستدرك سفينة البحار ج٧ ص١٨٢ وتأويل الآيات ج١ ص١٣٩ و ٢٢١ ومشارق أنوار اليقين ص١٧٢ ومكيال المكارم ج١ ص٣٦٩ وراجع: مناقب آل أبي طالب ج٣ ص٦٠ وبحار الأنوار ج٣٩ ص٨٤.

٣٦

الفصل الخامس: أقاويل.. لا مبرر لها..

٣٧

٣٨

نحن في حيرة من أمرنا:

ونريد ان نعترف هنا: أننا في حيرة شديدة من أمرنا في أبي بكر، فإن محبيه، إذا رأوا أن إظهار الفخامة والعظمة هو المفيد له، يجعلون حتى فراره من الزحف شجاعة، وابتعاده عن المعركة في بدر رياسة، ويدَّعون: أن من دلائل عظمته وشجاعته إقناعه عمر بن الخطاب بموت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وينسبون له نفوذ الكلمة والإحترام والرياسة بين المشركين في مكة، فلم يعذبه المشركون لمكانته فيهم، ولم يمنعوه من إقامة المسجد من أجل ذلك، كما أن قريشاً تبذل فيه مائة ناقة لمن يمكّنها منه حين الهجرة، كما بذلت في رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

وعلى هذا فقس ما سواه.

وإذا احتاجوا لتخليصه من بعض المآزق إلى ادِّعاء ضعفه، وخوفه، وكونه بلا نصير، ولا عشيرة، ولا ظهير.. فإنهم يبادرون إلى ذلك، ويبالغون فيه ما شاؤا، وبلا رقيب ولا حسيب!!

من بدع الرافضة:

وقد تقدم: أن بعضهم زعم: أن حديث عزل أبي بكر عن الحج من بدع الرافضة..

٣٩

وهذا كلام سيق على سبيل التهمة لجماعة كبيرة سماها الرافضة.. وصحته وفساده مرهون بما تثبته الوقائع والأدلة..

وسنرى: أن الروايات والشواهد من طرق محبي أبي بكر أنفسهم متضافرة على صحة ووقوع ما ادعى أنه من بدع الرافضة، باستثناء رواية واحدة أوردها محبو أبي بكر هي التي لا بد أن تبقى في قفص الإتهام، إن لم نقل: إنها موصومة بوصمة الإختلاق والإبتداع..

الثناء على أبي بكر في سورة البراءة:

ادعى بعض محبي أبي بكر: أن سبب أخذ الآيات من أبي بكر هو أن سورة براءة تضمنت ثناء عليه، فأحب أن يكون على لسان غيره.. إن المتأمل بالآيات التي ذكرت كلب أهل الكهف، والآيات التي ذكرت أبو بكر يتيقن أن كلب أهل الكهف أولى بالفخر من أبي بكر وأتباعه الذين هم أولى بالخزي.

ونقول:

أولاً: إنه يقصد بالثناء على أبي بكر قوله تعالى( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) وقد ذكرنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حين الحديث عن الهجرة: أن هذه الآية تضمنت

____________

١- الآية ٤٠ من سورة التوبة.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ـ ٥ ـ

تراجم بعض الأعلام المشاهير من ذرّيّة العبّاس عليه السلام

عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

وقد مرّ ذكره وسيأتي مكرّراً ، والّذي ينبغي ذكره هنا وهو ما لم يذكر في مصادر ترجمته ، ما نقل عن محمّد بن سليمان (عن محمّد بن عُبَيْد الله)(١) قال : «وَجَدْتُ في كُتُب جدّي عُبَيْد الله بن العَبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام»(٢) .

أقول : وهذا يدلّ على أنّهُ كانت عندهُ تلك الكُتُبُ إنْ لم يكنْ هو المُؤلِّفُ لها.

وقال التستري : في ولد العبّاس جمعٌ ممدوحون ، فمنهم ابنه «عُبَيْد الله» فعن الزُبير بن بكّار : إنّه كان من العلماء(٣) .

إبراهيم بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله (٤) بن العبّاس عليه السلام :

قال أبو الفرج الأصفهاني : قُتل إبراهيم بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله

__________________

(١) ما بين القوسين من طبعة مؤسسة زيد.

(٢) درر الأحاديث اليحيوية ، في الخاتمة التي ذكر فيها ترجمة الهادي صاحب الأحاديث (ص ١٧٣) من طبعة مؤسسة زيد ، و(ص ١٩٤) من الأعلمي.

(٣) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٤) كذا الصواب ، وفي المطبوع : عبد الله.

٣٢١

ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ. واُمّه اُمّ ولد. قتله طاهر بن عَبْد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبيّ بقزوين(١) .

إسماعيل (٢) بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسين بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

وهو إسماعيل بن عَبْد الله بن عُبَيد الله بن الحسين بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام وكانت تحته أمّةُ الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد.

وأحمد هو المختفي بن عيسى مؤتم الأشبال ابن زيد ، كان عالماً فقيهاً كبيراً زاهداً ، واُمّه عاتكة بنت الفضل بن عَبْد الرحمن بن العبّاس بن الحرب ، الهاشميّة ، ومولده سنة ثمان وخمسين ومِائة ، ووفاته سنة أربعين ومِائتين ، وعَمِيَ في آخر عمره ، وكان قد بقيَ في دار الخلافة منذُ تَسَلَّمَهُ الهادي ، ولمّا مات الهادي كان عند الرشيد إلى أن كبرَ فخرجَ ، وأُخِذَ وجُبَّ ، فخلص واختفى ، إلى أن ماتَ بِالبصرة ، وقد جاوزَ الثمانين ، فلذلك سُمّي المُختفي.

قال شيخنا أبو نصر البخاري : طلبهُ المُتوكّلُ فوُجِدَ في بيت ختنه بالكوفة وقد نزل الماء في عينيه فخلّى سبيله(٣) .

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطالبيّين (ص ٤٣٤).

(٢) لعلّه إسماعيل بن عبد الله بن الحسن بن عُبيد الله بن الحسن بن عُبيد الله بن العبّاس بن علي ابن أبي طالب عليه السلام.

(٣) عمدة الطالب : ٣٩٨.

٣٢٢

ـ حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال النّجاشيّ : أبو يعلى ، ثقةٌ جليلُ القدر ، من أصحابنا ، كثيرُ الحديث ، له «كتاب مَن رَوى عن جعفر بن محمّد عليه السلام من الرجال» وهو كتابٌ حسنٌ ، وكتاب (التّوحيد) وكتاب (الزيارات والمناسك) كتاب (الردّ على محمّد بن جعفر الأسديّ). أخبرنا الحُسين بن عُبَيْد الله ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد القلانِسيّ ، عن حمزة بن القاسم ، بجميع كتبه(١) .

أقول : هذا هو المنسوب إليه المرقد المعروف في العراق في قرية تعرف باسم (الحمزة الغربيّ) التابع لناحية (المدحتيّة) في قضاء (الهاشميّة) من مدينة (الحلّة).

وقد فصَّلَ الكلام عن هذا السيّد الشريف في كتاب (المثل الأعلى في ترجمة ابي يعلى) للشيخ الأردوباديّ(٢) .

داود بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال أبو الفرج : قتله إدريس بن موسى بن عَبْد الله بن موسى ، بِيَنْبُع(٣) .

__________________

(١) النّجاشي ، الرّجال (١٠١ ـ ١٠٢).

(٢) وقد طبع الدكتور السيّد جودت القزوينيّ هذا الكتاب محقّقاً ومعلّقاً عليه باستدراكاتٍ قيّمةٍ في لندن عام ١٩٩٢ م وأدرجه الشيخ محمّد عليّ السالكيّ في كتاب «أمّ البنين سلام الله عليها». وطبعه السيّد حسن الأمين في ملاحق دائرة المعارف الشيعية الجزء (٢٧). وكتب الدكتور القزويني كتاباً بعنوان «الحمزة الغربيّ» أورد فيه رأياً آخر ، لابدّ من مراجعته.

(٣) مقاتل الطّالبييّن / ٤٥٤.

٣٢٣

ـ العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن عبّاس ابن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أبو الفضل ، العلويّ ، المدنيّ :

قال الذهبيّ : قدم بغداد في دولة الرشيد ، وبقي في صُحبته ، ثمّ صحبَ بعدَه وَلَدَهُ المأمون ، وكان شاعراً بليغاً مُفوّهاً ، حتّى قيل : إنّه أشعر آل أبي طالب كلّهم(١) .

وذكره الصّفديّ ، وقال ك توفّي سنة ثلاث وتسعين ومائة(٢) .

وعن الخطيب : كان فاضلاً شاعراً فصيحاً ، وله إخوة علماء فضلاء : محمّد ، وعبيد الله ، والفضل ، وحمزة ـ ـ ـ إلى آخره(٣) .

عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

قال الخطيب البغداديّ : من أهل مدينة رسول الله ، قدم بغداد غير مرّةٍ ، وولّاه المأمون القضاء بالحِجاز ، ثمّ عزله ، وببغداد كانت وفاته.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، قال :

وَلَدُ الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

العبّاسُ : كان في صحابة أمير المؤمنين هارون.

ومحمّدٌ : لا بقيّة له.

وأُمّهما أُمّ ولد.

__________________

(١) تاريخ الإسلام للذهبي (٤ / ١١٣٥) رقم ١٤٨.

(٢) الوافي بالوفيّات (١٦ / ٦٤٨ رقم ٦٨٨).

(٣) التستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

٣٢٤

وعُبَيْد الله : كان طاهرُ بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة الّذين أوفدهم العبّاس بن موسى بن عيسى إلى أمير المؤمنين المأمون بخراسان ، فزاده فيهم طاهر بن الحسين ، واستعمله عليهم ؛ فلمّا شخص أمير المؤمنين المأمون إلى بغداد ؛ ولّاه المدينة ومكّة وعكّ ، وقضاءهنّ ، وكان عليها سنين ، ثمّ عزله عنها ، فقدم عليه بغداد ، فمات بها في زمن أمير المؤمنين المأمون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ ـ حديثاً ـ قال : سمعت محمّد بن يوسف الجعفريّ يقول : ما رأيتُ أحداً في مجلسٍ كان أهيبَ ولا أهْيَأَ ولا أَمْرَأَ من عُبَيْد الله بن حسن(١) .

عُبَيْد الله بن عليّ بن إبراهيم بن الحَسَن بن عُبَيْد الله بن العبّاس :

قال التستريّ : أبو عليّ. فعن ابن الجوزيّ : إنّه كان عالماً فاضلاً جواداً ، طافَ الدُنيا ، وجمع كُتُباً تُسمّى «الجعفريّة» فيها فقهُ أهل البيت عليهم السلام قدمَ بَغداد فأقام بِها وحّدَّثّ ، ثُمّ سافر إلى مصر ؛ فتُوفّي بها سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وقال الخطيب : كان يمتنع من التحديث ، ثمّ حدّث وكتبت عنه وعن البغداديّين وكانت عنده كتبٌ تُسمّى «الجعفريّة» فيها فقهٌ على مذهب الشّيعة(٢) .

عُبيد الله بن موسى العلويّ العبّاسيّ :

روى النّعمانيّ في غيبته(٣) عن البندنجي ، عنه ، والظّاهر إماميّته(٤) .

__________________

(١) تاريخ بغداد (١٠ / ٣١٣ ـ ٣١٤).

(٢) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٣) الغيبة للنّعمانيّ : (ص ٥٢ ح ٣) و(ص ٥٣ ح ٤) و(ص ٥٤ ح ٥ و ٧).

(٤) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

٣٢٥

عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة :

روى أبو الفرج عنه ، عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة(١) .

عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام :

وثّقه النّجاشيّ وقال : روى نسخة عن الكاظم عليه السلام وذكر أيضاً ابنه محمّد بن عليّ بن حمزة الشاعر(٢) وسيأتي ذكر ابنه محمد.

عليّ بن محمّد بن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس [قَمَر أهل البيت] ابن أمير المؤمنين [صلوات الله وسلامه عليهم] :

من نُجباء الناشئين في أيّام الهادي [إلى الحقّ من أئمّة الزيديّة] صلوات الله عليه ، ذي المقامات الشهيرة بين يديه ، وأَحَد الشُهداء مع الهادي ، كان يكتبُ كتابه عليه السلام بِنَجْران ، فنُقِلَ من المعركة حيّاً إلى خيوان ، وتُوُفِّيَ بِها ، وقبرُهُ مَشْهورٌ مَزورٌ(٣) .

الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن أمير المؤمنين عليه السلام :

الشاعرُ الخطيبُ المكنّى أبا العبّاس ، وله ولد بقمّ وطبرستان ، ولأبي العبّاس الفضل هذا في جدّه العبّاس السّقّاء ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

__________________

(١) التّستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله (ص ١٣٨ ـ ١٤٠). وانظر أمالي الطوسي ص ٥٧٠ ح ١١٨٠.

(٢) التستري ، تواريخ النبيّ صلى الله عليه وآله والآل عليهم السلام (ص ١٣٨ ـ ١٤٠).

(٣) كذا في (ص ١٥) من كتاب (سيرة الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين ت ٢٩٨) المطبوع بتحقيق الدكتور سهيل زكّار السوريّ ، دار الفكر ، بيروت سنة ١٤٠١.

٣٢٦

إنِّي لأَذْكُرُ لِلعبّاسِ موقِفَهُ

بِكربلاءَ وهامُ القومِ تُخْتَطَفُ

يحمي الحسينَ ويسقيهِ على ظَمَأٍ

ولا يُولّي ولا يَثني فيَخْتَلِفُ

فلا أرى مشهداً يوماً كمشهدِهِ

معَ الحسين عليهِ الفضلُ والشّرفُ

أكرِمْ بِهِ مشهداً بانَتْ فضائِلُهُ

وما أضاعَ لهُ أفعالَهُ خلفُ(١)

ويقول في جدّه عليه السلام أيضاً :

أحقُّ النّاسِ أنْ يُبكى عليهِ

إذا(٢) أبكى الحسينَ بِكربلاءِ

أخوهُ وابنُ والِدِهِ عليٍّ

أبُو الفضلِ المُضرّجُ بِالدّماءِ

ومَنْ واساهُ لا يَثنيهِ شيءٌ

وجاءَ لَهُ على عَطَشٍ بِماءِ(٣)

قال الأمين : هو شاعرٌ معاصرٌ للمتوكّل الّذي مات سنة ٢٤٧ هـ واُمّه جعفريّة ، وأبوه محمّد بن الفضل من الشعراء المعاصرين للمأمون العبّاسيّ(٤) .

محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس :

ونجم النّاجِمُ بِالبصرة ، فخرج إليه عليّ بن زيد ومعه جماعة من الطالبيِّين ، منهم : محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن

__________________

(١) المجدي ، / ٢٣٢ = مثله السّماوي ، إبصار العين ، / ٣١ ؛ الأمين ، أعيان الشّيعة ، ٨ / ٤٠١. والأبيات الأوّل والثّاني والرّابع في «معجم الشّعراء» للمرزبانيّ (ص ١٨٤) وفيه :

أكرم به سيّداً بانت فضيلته

وما أضاع له كسب العلا خلف

(٢) ذكر أرباب المقاتل : فتىً أبكى ـ ـ ـ إلى آخره.

(٣) القاضي النعمان ، شرح الأخبار ، (٣ / ١٩٣). وذكر ذلك في تاريخ بغداد (١٢ / ١٣٦) والمقاتل ص ٨٤ ، فهم يؤيّدون المؤلّف في نسبتها إلى الشاعر المذكور.

(٤) ذكره في أعيان الشّيعة (٤٢ / ٢٨٢).

٣٢٧

العبّاس بن عليّ بن أبي طالب. وأُمّه لُبابة بنتُ مُحمّد بن إبراهيم بن الحسن ابن عُبَيْد الله(١) .

محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن الحسين بن عُبيد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

يكنّى أبا إسماعيل شاعرٌ يُكثرُ الافتخار بِآبائه رِضوانُ اللهِ عليهم ، وكان في أيّام المُتوكّل وبقي بعده دهراً ، وهو القائل :

إنّي كَريمٌ مِن أكَارِم سادَةٍ

أَكُفُّهُمُ تَنْدَى بِجَزلِ المَواهِبِ

هُمُ خَيرُ مَنْ يَحْفَى وأكْرَمُ ناعِلٍ

وذِرْوَةُ هُضْبِ الغُرِّ مِن آلِ غالِبِ

هُمُ المَنُّ والسَلْوى لِدانٍ بِوُدِّهِ

وكَالسُمِّ في حَلْقِ العَدُوِّ المُجانِبِ

وله :

وجَدّيْ وَزيْرُ المُصْطَفى وابنُ عَمِّهِ

عَلِيٌّ شِهابُ الحَرْبِ في كُلِّ مَلْحمِ

أَلَيْس بِبَدْرٍ كانَ أوّلَ قاحِمٍ

يُطِيْرُ بِحَدِّ السَيْفِ هامَ المُقحّمِ

وأوّلَ مَنْ صَلّى ووَحّدَ رَبّهُ

وأَفْضلَ زُوّارِ الحَطيْمِ وزَمْزَمِ

وصاحِبَ يَوْمِ الدَوْحِ إِذْ قامَ أَحْمَدٌ

فَنادى بِرَفْعِ الصَوْتِ لا بِتَهَمْهُمِ

جَعَلْتُكَ مِنّيْ يا عَلِيُّ بِمَنْزِلٍ

كَهارُونَ مِنْ مُوسَى النَجِيِّ المُكَلَّمِ

فَصَلّى عَلَيْهِ اللهُ ما ذَرَّ شارِقٌ

وأَوْفتْ حَجُوْنَ البَيتِ أَرْكُبُ مُحْرِمِ(٢)

كذا في طبعة عبد الستّار فرّاج من «معجم الشعراء» للمرزبانيّ.

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٣٦).

(٢) معجم الشعراء للمرزباني.

٣٢٨

لكنّ الدكتور فاروق اسليم ، محقّق «معجم» المرزبانيّ سنة ١٤٢٥ من دار صادر في لبنان ، ذكر أنّ (الترجمة والشعر) هما لشخصٍ علويٍّ آخر ، هو : «محمّد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب» مُستدلّا على ذلك بما جاء في كتاب (المحمّدون من الشعراء) للقفطيّ ، و(الوافي بالوفيات) للصفديّ ، وهذان ينقلانِ عن المرزبانيّ مُبارةً.

أقول : وقد بحثتُ عن المذكور باسم «محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن الحسين بن عبّد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب» في من انتسب إلى أبي الفضل العبّاس عليه السلام فلمْ أجدْ له ذكراً. مع أنّ في هذه السلسلة من التصحيف والتحريف ما ذكره المحقّق د. فاروق اسليم.

فالصوابُ ما أثبته هذا المحقّق في طبعته القيّمة.

محمّد بن حمزة بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

قتله محمّدُ بن طغج في بُستانٍ له ، في خلافة المكتفي العبّاسي.

قال أبو الفرج : حدّثني أحمد بن محمّد المسيّب ، قال : كان محمّد بن حمزة من رجالات بني هاشم ، وكان إذا ذكر ابن طغج لا يؤمّره ويثلبه ، ويستطيل عليه إذا حضر مجلسه ، فاحتال ابنُ طغج على غلامٍ لبعض الرجّالة ، فسترهُ ، ثمّ أعلم صاحبه أنّه في دار محمّد بن حمزة ، وغرّاهُ به ، فاستغوى جماعةً من الرجّالة ، فكبسوهُ ـ وهو في بستانٍ ـ فقطّعوهُ

٣٢٩

بِالسكاكين ، وبقي عامّة يومه مطروحاً في البستان ، وهم يتردّدون إليه ؛ فيضربُونه بِسُيوفهم ، هيبةً لهُ وخوفاً أنْ يكون حيّاً أو به رمقٌ فيلحقهم ما يكرهون(١) .

محمّد بن عَبْد الله بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

كانَ أُخِذَ في أيّام عليّ بن محمّد صاحب البصرة ، فحُبِسَ ومات في خلافة المُعتضد في حبسهِ(٢) .

محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ الأخباريّ الشاعر :

روى عنه عَبْد الرّحمن بن أبي حاتم ووثّقه. وتوفّي سنة تسعين ومأتين أو ما دونها. ومن شعره :

لو كنتُ من أمري على ثقةٍ

لصبرتُ حتّى ينتهي أمري

لكنْ نوائبُه تُحرّكُني

فاذكُرْ وُقِيتَ نوائبَ الدَهرِ

واجعلْ لِحاجَتِنا وإنْ كَثُرَتْ

أشغالُكُمْ حَظّاً من الذكْرِ

والمرؤُ لا يَخْلُوْ على عقب الْـ

ـأيّامِ من ذَمٍّ ومن شُكْرِ(٣)

وقد مرّ ذكره في المجديّ مع ذكر هذا الشعر له ، والعمدة ، وقد ذكر المرزبانيّ ترجمته ، وقال : شاعرٌ راويةٌ عالمٌ ، يروي كثيراً من أخبار أهله وبني عمّه ، ولقيه جماعةٌ من شيوخنا وحدّثونا عنه ، ومات في سنة سبعٍ

__________________

(١) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٨).

(٢) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٥).

(٣) الصفديّ ، الوافي بالوفيّات (٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ١٥٩٠).

٣٣٠

وثمانين ومائتين ، وهو القائل يُعاتب رجلاً ـ ـ ـ ثمّ أورد الشعر(١) .

وقال أبو الفرج : حدّثني حُكيم بن يحيى ، قال : كان الحسين بن الحسين بن زيد شيخَ بني هاشم وذا قعددهم ، وكانت الأموالُ تُحمل إليه من الآفاق. قال : فاجتمعنا يوماً عند جدّك أبي الحسن محمّد بن أحمد الأصبهانيّ ، وجماعة من الطالبيّين ، فيهم الحسين بن الحسين بن زيد بن عليّ ، ومحمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ العبّاسي ، وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ؛ فقال جدّك للحسين : يا أبا عَبْد الله ، أنتَ أقْعَدُ وُلد رسول الله صلى الله عليه وآله كلّهم ، وأبو هاشم أقْعَدُ وُلد جعفر ، وأنْتُما شيخا آل رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يدعو لهما بالبقاء.

قال : فنفسَ مُحمّدُ بنُ عليّ بن حمزة ذلك عليهما ؛ فقال له : يا أبا الحسن ، وما ينفعُهما من القُعدُد في هذا الزمان ، ولو طلبا عليه من أهل العصر باقةَ بقلٍ ما أُعْطَياها!. قال : فغضبَ الحُسينُ بنُ الحسين من ذلك ، ثمّ قال : لِيَ تَقولُ هذا؟ فواللهِ ما اُحِبُّ أنّ نَسبي أَبْعَدُ مِمّا هُوَ بِأبٍ واحدٍ ؛ يُبعدُني من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنّ الدُنْيا بحذافيرِها لِيَ!!(٢) .

وقال الخطيبُ البغداديّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسين بن عُبَيد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عَبْد الله العلويّ : كان أحدَ الأدباء الشُعراء العُلماء برواية الأخبار ، وحدّثَ عن أبيه ، وعن عَبْد الصّمد

__________________

(١) معجم الشعراء (ص ٤٧٦ برقم ٨٩٩).

(٢) أبو الفرج ، مقاتل الطّالبيّين (ص ٤٤٦ ـ ٤٤٧).

٣٣١

ابن موسى الهاشميّ ، والحسن بن داود بن عَبْد الله الجعفريّ ، وأبي عثمان المازنيّ ، والعبّاس بن الفرج الريّاشيّ ، وعمر بن شبّة النُميريّ. روى عنه : محمّد بن عَبْد الملك التاريخيّ ، ووكيع القاضيّ ، ومحمّد بن مخلد.

وقال ابن أبي حاتم الرازيّ : سمعتُ منه وهو صدوق.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل إملاءً : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عليّ الكاتب : حدّثنا محمّد بن خالد وكيع : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة : حدّثني عَبْد الصمد بن موسى : حدّثني عَبْد الوهّاب بن محمّد بن إبراهيم : حدّثني عَبْد الصمد بن عليّ ، عن أبيه ، عن عَبْد الله بن عبّاس ، قال : «إذا أسف اللهُ على خلقٍ من خلقه ؛ فلم يعجل لهم النِقمةَ بمثل ما أهْلَكَ به الأُممَ من الريح وغيرها ؛ خَلَقَ لهم خَلقاً يُعذّبُهم لا يعرفون اللهَ عزّ وجلّ». قرأتُ في كتاب محمّد بن مخلد بخطّه : سنةَ ستٍّ وثمانين ومِائتين ، فيها ماتَ أبو عَبْد الله العلويّ ، محمّد بن عليّ بن حمزة. أخبرنا السِمسار : أخبرنا الصفّار : حدّثنا ابن قانع : أنّ محمّد بن عليّ ابن حمزة ماتَ في سنة سبع وثمانين ومائتين(١) .

وقال ابن حجر العسقلانيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، الهاشميّ ، أبو عَبْد الله العلويّ البغداديّ.

روى عن أبيه ، وعُمر بن شَبَّة النُميريّ ، والعبّاس بن فرج الرياشيّ ،

__________________

(١) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، (٣ / ٦٣).

٣٣٢

وأبي عثمان المازنيّ النحويّ ، والحسن بن داود الجعفريّ وغيرهم.

وعنه : محمّد بن خلف ، ووكيع القاضي ، ومحمّد بن عَبْد الملك التاريخيّ ، وأبو محمّد ابن أبي حاتم ، وأبو الحسين عمر بن الحسن الأشنانيّ ، ومحمّد بن مخلد الدوريّ. قال ابن أبي حاتم : صدوقٌ ثقةٌ. وقال الخطيب : كان أحد الأدباء العلماء برواية الأخبار(١) .

وقال العلّامة الحلّيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله ابن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أبو عَبْد الله ، ثقةٌ ، عينٌ في الحديث ، صحيحُ الاعتقاد(٢) .

وقال الحسن بن داود الحلّيّ : محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله(٣) بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد الله (دي ، كر [كش(٤) ]) له إيصال مكاتبة(٥) وفي داره حصلت أُمّ صاحب الأمر بعد وفاة الحسن عليه السلام(٦) .

وفي (مختصر إثبات الرجعة) ما نصّه : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال : سمعتُ أبا محمّد عليه السلام : قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده ، وخليفتي

__________________

(١) ابن حجر ، تهذيب التّهذيب (٩ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣).

(٢) العلّامة الحليّ الخلاصة (ص ١٥٦ رقم ١٠٦).

(٣) ب : عبد الله.

(٤) مصحّف عن جش.

(٥) ألف ، ج : اتصال.

(٦) ابن داود ، الرجال (ص ٣٢٥ رقم ١٤٢٦ رقم ١٤٢٦).

٣٣٣

من بعدي ، مختوناً ، ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر ، وغسّلته عمّتي حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام.

فسأل محمّدُ بن عليّ بن حمزة ، عن أُمّه عليه السلام؟؟؟

قال : أُمّه «مليكة» الّتي يُقال لها في بعض الأيّام : «سوسن» ، وفي بعضها «ريحانة» وكان «صقيل» و«نرجس» أيضاً من أسمائها(١) .

وقال المامقاني : عنونه النجاشيّ رحمه الله وقال : ـ ـ ـ ـ له كتاب (مقاتل الطّالبيّين) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد القلانسيّ ، قال : حدّثنا حمزة بن القاسم عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة(٢) . وله ذكر في الحديث عن العهد الّذي عقدهُ المأمونُ للإمام الرِضا عليه السلام قال أبو الفرج : أخبرني ببعضه عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة ، عن عمّه محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ(٣) .

موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عُبَيد الله بن العبّاس :

عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عُبَيْد الله بن العبّاس ابن عليّ بن أبي طالب ، قال : حدّثني جعفر بن زيد بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قالوا : جاءت أُمُّ أسلم يوماً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وهو في منزل أُمّ سلمة ،

__________________

(١) الفضل بن شاذان : مختصر إثبات الرجعة (ص ٢١٢ رقم ١١) وعنه : الحرّ العاملي ، وسائل الشّيعة (٣ / ٥٧٠ رقم ٦٨٣).

(٢) المامقاني ، تنقيح المقال ، (٣ ـ ١ / ١٥٥).

(٣) مقاتل الطّالبيّين (٣٧٤ ـ ٣٧٥).

٣٣٤

فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : خرج في بعض الحوائج والساعة يجيىء ، فانتظرته عند اُمّ سلمة حتّى جاء صلى الله عليه وآله.

فقالت اُمّ أسلم : بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله ، إنّي قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلّ نبيٍّ ووصيٍّ ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته ، ووصيٌّ بعد موته ، وكذلك عيسى ، فمنْ وصيُّك؟ يا رسول الله؟

فقال لها : يا أُمّ أسلم! وصيِّ في حياتي وبعد مماتي واحدٌ ، ثمّ قال لها : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا ؛ فهوَ وَصِيّي. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ من الأرض ، ففَرَكَها بإصبعه ؛ فجعلها شبه الدقيق ، ثمّ عَجَنَها ، ثمّ طبعها بخاتمه ، ثمّ قال : مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي.

[قالت :] فخرجتُ من عنده ، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السلام فقلتُ : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله؟.

قال : نعم ، يا أُمّ أسلم! ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففَرَكَها ، فجعلها كهيئة الدقيق ، ثمّ عَجَنَها وخَتَمَها بخاتمه ، ثمّ قال : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعلي هذا ؛ فهو وصيّي.

فأتيتُ الحسنَ عليه السلام ـ وهو غُلام ـ فقلتُ له : يا سيّدي! أنتَ وصيّ أبيك؟

فقال : نعم ، يا أمّ أسلم ، وضرب بيده وأخذ حصاةً ، ففعل بها كفعلهما.

فخرجتُ من عنده ، فأتيتُ الحسينَ عليه السلام ـ وإنّي لمُستَصْغِرةٌ لِسِنِّهِ ـ فقلتُ له : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ أخيك؟

٣٣٥

فقال : نعم ، يا أُمّ أسلم ، إيتيني بحصاةٍ ، ثمّ فعل كفعلهم.

فعمّرتْ أُمّ أسلم حتّى لحقتْ بعليّ بن الحسين بعد قتل الحسين عليه السلام في منصرفه ، فسأَلَتْهُ : أنت وصيّ أبيك؟

فقال : نعم ، ثمّ فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين(١) .

نفيسة بنت عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب :

عن الزبير قال : فولد عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب : أبا جعفر عَبْد الله ، ونفيسة ، وأُمّهما : أُمّ أبيها بنت عَبْد الله بن معبد بن العبّاس ، وأُمّها أُمّ محمّد بنت عُبَيْد الله بن العبّاس.

كانت نفيسة بنت عُبَيْد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عند عَبْد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب ، فولدت له : عليّاً ، وعبّاساً ، خرج عليّ بن عَبْد الله بن خالد بدمشق وغلب عليها ، وأمير المؤمنين المأمون بخراسان(٢) .

__________________

(١) الكافي (١ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦) رقم ١٥ من الأصول ، كتاب الحجّة ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة.

(٢) ابن عساكر ، تاريخ دمشق (٧٤ / ١٠٦ ـ ١٠٧ رقم ٩٧٧).

٣٣٦

ـ ٦ ـ

ما ورد في (موسوعة أنساب آل البيت النبوي)(١)

من أنساب ذرّية العبّاس عليه السلام في الجزء الثاني الفصل الخامس :

عقب العبّاس السقّاء ابن الإمام عليّ بن أبي طالب

أعقب العبّاس السقّاء ابن الإمام علي من خمسة رجال(٢) .

أمّا الرجال فهم : الفضل ، والحسن ، والحسين ، وحمزة ، وأبو محمّد الأمير عبيد الله.

أمّا الفضل بن العبّاس السقّاء : فأُمّه وأُمّ عبيد الله هي : لبابة بنت عبيد الله(٣) بن العبّاس بن عبد المطّلب ، وأخوهما لأُمّهما : القاسم بن الوليد ابن عتبة بن أبي سفيان ، وأُختهما لأُمّهما : نفيسة بنت زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب.

__________________

(١) للمؤرّخ النسّابة السيّد فتحي عبد القادر أبو السعود سلطان الصيادي الرفاعي الحسيني ، ولقد رأينا إيراد ما جاء في هذا الكتاب ؛ لكونه أحدث ما جمع من انتسب إلى سيّدنا أبي الفضل عليه السلام.

ولقد وقفنا فيه على بعض النقائص!!! فننبّه القُرّآءَ الكرامَ إلى مراجعة ما ورد فيه بِحَذَرٍ.

(٢) لقّب عقبه بالعبابسة تمييزاً لهم عن العبّاسيين عقب العبّاس بن عبد المطّلب.

(٣) في الموسوعة (عبد الله) وهو غلطٌ بالإجماع من محقّقي الفنّ ، والصواب (عبيد الله) كما أثبتنا في المتن.

٣٣٧

أمّا الحسن بن العبّاس السقّاء : فأعقب من رجلين هما : حمزة ، والعبّاس.

أمّا حمزة بن الحسن : فمن عقبه : محمّد بن علي بن حمزة المذكور ، وكان محدّثاً ثقة ، مات عام ٢٨٧ هـ.

أمّا العبّاس بن الحسن : فكان من صحابة الرشيد ، ومن عقبه : الفضل ابن محمّد بن عبد الله بن العبّاس المذكور ، الّذي كان مع الحسن بن زيد بطبرستان ، ثمّ هرب منه ، فأراد الحسن بن زيد قتله ، فآواه موسى بن مهران الكردي. وكان الفضل المذكور شاعراً ، كثير الهجو للحسن بن زيد(١) .

أمّا الحسين بن العبّاس السقّاء : فمن بنيه : عبيد الله بن الحسين ، الّذي ولي مكّة والمدينة للمأمون العبّاسيّ(٢) .

أمّا حمزة بن العبّاس السقّاء : فكان شاعراً ، أعقب من ابنه أبي الطيّب محمّد ، وله عقب.

عقب أبي محمّد الأمير ، عبيد الله بن العبّاس السقّاء ابن الإمام عليّ

كان أبو محمّد الأمير عبيد الله : ورعاً ، ديّناً ، شجاعاً ، أيّام بني العبّاس ، ومات وله ٥٥ سنة.

وأعقب ولدين هما : أبو جعفر عبد الله ، وأبو محمّد الحسن.

__________________

(١) قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب ، مرجع سابق (ص ٤٨).

(٢) قلائد الذهب في جمهرة أنساب العرب ، مرجع سابق (ص ٤٨).

٣٣٨

أمّا أبو محمّد ، الحسن ابن الأمير عبيد الله :

فكان أميراً بينبع ، ثمّ صار ملك الملوك بمكّة ، والمدينة ، والحجاز ، روى الحديث ، وعاش ٦٧ سنة.

وله من المعقبين سبعة : علي ، ومحمّد(١) وأبو القاسم حمزة الأكبر الشبيه ، وعبيد الله الأصغر الثاني ، وأبو الفضل العبّاس ، وإبراهيم جردقة ، وأبو جفنة(٢) الفضل.

أمّا علي ابن الأمير أبي محمّد الحسن : فكان يلقّب «حشايا» ، وأعقب أربعة رجال هم : الحسن ، وأحمد الأكبر ، وأحمد الأصغر ، ومحمّد الزاكي الّذي أعقب ولدين هما : علي ، وأحمد (انقرضا)(٣) .

أمّا أبو جفنة الفضل ابن الأمير أبي محمّد الحسن :

فكان لسناً فصحياً ، شديد الدين ، عظيم الشجاعة ، وكان أحد سادات بني هاشم يقال له «ابن الهاشمية» ،

وكان محتشماً عند الخلفاء ، أعقب ثمانية رجال ، وبنتاً واحدة اسمها فاطمة.

أمّا الرجال فهم : علي ، وأحمد ، وعبد الله ، وسليمان ، لم يذكر لهم عقب.

وجعفر ، والعبّاس الأصغر ، ومحمّد الخطيب الشاعر ، والعبّاس الأكبر.

__________________

(١) ذكرهما صاحب المجدي (ص ٢٣١).

(٢) في المجدي في أنساب الطالبيين (أبو حنفنة) (ص ١٦٩).

(٣) الشجرة المباركة في أنساب الطالبية (ص ٢٣٢).

٣٣٩

أمّا جعفر بن أبي جفنة الفضل : فأعقب بينبع ، ومصر ، وأعقب من ابنه الفضل وحده.

أمّا محمّد الخطيب الشاعر ابن أبي جفنة الفضل : فأعقب عدّة بنين منهم : أبو العبّاس الفضل الشاعر الخطيب ، ومن شعره :

إنّي سأذكر للعبّاس موقفه

بكربلاء وهام الطّفّ تختطفُ

يحمي الحسين ويسقيه على ظمأ

ولا يُوَلّي ولا يثني فيختلفُ

فلا أرى مشهداً يوماً كمشهده

مع الحسين عليه الفضل والشرف

أكرم به مشهداً بانت فضائله

وما أضاع له أفعاله خَلَفُ(١)

أعقب أبو العبّاس الفضل الشاعر المذكور ؛ بقم ، وطبرستان ، وبروجرد. ومن عقبه ببروجرد : أبو محمّد عبد الله بن أبي العبّاس الفضل ، المذكور.

أمّا العبّاس الأكبر ابن أبي جفنة الفضل : فأعقب بينبع ، وأعقب أربعة رجال هم : عبد الله ، والفضل ، ومحمّد ، وعبيد الله ، ويقال لعقبهم «بنو الصندوق»(٢) .

عقب أبي القاسم حمزة الشبيه الأكبر ابن أبي محمّد الحسن بن أبي محمّد الأمير عبيد الله

كان أبو القاسم ، حمزة الشبيه : يشبه الإمام علي بن أبي طالب ، وكان ذا

__________________

(١) ويروى :

أكرمْ به سيّداً بانَتْ فضيلتُهُ

وما أضاعَ له كَسْبُ العُلا خَلَفُ

(٢) الفخري في أنساب الطالبيين (ص ١٦٩).

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347