الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٤

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)16%

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 342

  • البداية
  • السابق
  • 342 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19349 / تحميل: 7255
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

قال المجلسي: الراية: العلم الكبير، واللواء أصغر منها، قال في المصباح: لواء الجيش علمه، وهو دون الراية(١) .

والحديث عن اتحاد اللواء مع الراية واختلافهما لا أثر له هنا، فالنصوص تقول: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان يعطي اللواء لعلي (عليه‌السلام )، وكان يعطي الراية لعلي سواء اتحدا أو اختلفا.

راية النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من برد عائشة:

وقد زعمت الرواية المتقدمة: أن الراية المسماة بالعقاب هي من مرط لعائشة، وكانت سوداء..

ونقول:

أولاً: لماذا اختار النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مرط عائشة ليتخذ منه راية حربه؟!. هل لأنه لم يجد في المدينة ما يجعله راية سوى ذلك المرط؟! وهو الثوب الذي يؤتزر به!!

ثانياً: تقدم: أن الشيخ المفيد "رحمه‌الله " قال: إن الراية كانت قد عقدت، وأعطيت لعلي (عليه‌السلام ) في غزوة ودان، وهي إنما كانت في صفر، وهو الشهر الثاني عشر بعد الهجرة النبوية الشريفة، أو نحو ذلك.. ويشك في أن تكون عائشة في بيت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) آنئذٍ، لأنها إنما

____________

١- بحار الأنوار ج٢٠ ص٢٤٦.

٢٦١

دخلت بيت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إما بعد الهجرة بثمانية أشهر، كما قيل، أو دخلته بعدها بثمانية أو بتسعة أشهر، كما عن ابن شهاب الزهري(١) .

وقال ابن الأثير: بنى بها في المدينة سنة اثنتين(٢) .

فإذا كان وجود عائشة في بيت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مشكوكاً فيه، فلا يصح إطلاق القول بأن مرط عائشة قد جعل راية للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، لأن ذلك يصبح موضع شك وريب كبير أيضاً.

ثالثاً: سيأتي في فتح خيبر الحديث الذي يقول: إن أبا بكر ـ كما يروي بريدة ـ أخذ راية رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وكانت بيضاء، ثم نهض

____________

١- الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج٤ ص٣٥٦ ـ ٣٥٧ وراجع: الإصابة ج٤ ص٣٥٩ و (ط دار الكتب العلمية) ج٨ ص٢٣١ وتاريخ الخميس ج١ ص٣٥٧ وراجع ص٣٥٨ عن المواهب اللدنية، وتاريخ اليافعي، والوفاء لابن الجوزي. وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج٨ ص٥٨ و ٢١٧ والثقات لابن حبان ج١ ص١٤٤ والمستدرك للحاكم ج٤ ص٤ والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص٩٣ وعيون الأثر ج٢ ص٣٨٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٣ ص٤٠٢ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٣ ص٢٨٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج٢ ص٣٣٢.

٢- أسد الغابة ج١ ص٣٣ وراجع: تاريخ الخميس ج١ ص٣٥٧ وتاريخ مدينة دمشق ج٣ ص١٩٩.

٢٦٢

إلخ..(١) .

لم يؤمر على علي (عليه‌السلام ) أحداً:

قلنا أكثر من مرة: إنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يؤمّر على علي (عليه‌السلام ) أحداً، فهو قائد الجيش كله في هذه الحرب، وفي كل حرب، وهو أيضاً على مقدمة الجيش فيها.

وكانت الأنباء عن هذا الجيش وقائده تصل إلى يهود خيبر، الذين كانوا يتابعون الأحداث عن كثب، ولا سيما ما حلّ بإخوانهم من بني قريظة

____________

١- الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج١ ص١٨٤ ـ ١٨٨ والإرشاد للمفيد = = (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص١٢١ وراجع: شرح الأخبار للقاضي النعمان ج١ ص١٤٧ والعمدة لابن البطريق ص١٥٠ عن تفسير الثعالبي، والطرائف لابن طاووس ص٥٨ وإحقاق الحق ج٥ ص٣٧٣ ومسند أحمد ج٥ ص٣٥٨ والمناقب للخوارزمي (ط النجف) ص١٠٣ وفي (طبعة أخرى) ص١٦٧ وبحار الأنوار ج٢١ ص٣ وج٣٩ ص١٠ ومناقب أهل البيت للشـيرواني ص١٣٩ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٣٧ وعن فتح الباري ج١٠ ص١٢٩ ومجمع البيان ج٩ ص٢٠١ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص١٥٦ وتفسير الميزان ج١٨ ص٢٩٥ وعن تاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٣٠٠ وعن البداية والنهاية ج٤ ص٢١٣ ونهج الإيمان لابن جبر ص٣٢٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٣٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٢٤.

٢٦٣

والنضير، وقينقاع. وكذلك ما جرى لقريش في حروبها الثلاثة الكبرى مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): بدر، وأحد، والخندق.

كما أن كون الجيش بقيادة علي (عليه‌السلام )، لا بد أن يعطي الجيش الإسلامي مزيداً من الإعتزاز، والإندفاع، والثقة بالنصر..

ثمة قيادات أخرى مزعومة:

وقال الدياربكري: "واستعمل على مقدمة الجيش عكاشة بن محصن الأسدي، وعلى الميمنة عمر بن الخطاب، وعلى الميسرة واحداً من أصحابه، وفي بعض الكتب علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ).

وهذا غير صحيح:

لأن الروايات الصحيحة تدل على: أن علياً في أوائل الحال لم يكن في العسكر، وكان به رمد شديد، ولما لحق بالعسكر، أعطاه الراية، وأمَّره على الجيش، ووقع الفتح على يده كما سيجيء.." انتهى(١) .

ونقول:

إن لنا على ما ذكره بعض المؤاخذات:

أولاً: إن عمر بن الخطاب لم يكن قد عرفت عنه تلك الشجاعة التي تؤهله لهذا المقام الخطير، وهو أن يكون على ميمنة الجيش.. بل وجدنا منه خلاف ذلك، خصوصاً في أحد والخندق فضلاً عن أحد وسواها.

____________

١- تاريخ الخميس ج٢ ص٤٢.

٢٦٤

ولمجارات هؤلاء الناس، نقول:

ألم يكن أبو دجانة، أو الزبير، أو المقداد، أو الحباب بن المنذر، أوسعد بن عبادة، موجودين؟! فلماذا لم يعط القيادة لواحد منهم؟!

ثانياً: لماذا أبهم الدياربكري اسم الذي كان على الميسرة؟! هل لأنه كان معروفاً بدرجة لم تسمح باستبداله بغيره؟! أو هل كتموا اسمه كما كتمت عائشة اسم علي حين ذكرت:

أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) خرج في مرض موته إلى الصلاة يتوكأ على الفضل بن العباس وعلى رجل آخر، لا تحب أن تذكره عائشة بخير، وهو علي (عليه‌السلام )؟!

ثالثاً: قولهم: إن علياً (عليه‌السلام ) في أوائل الحال لم يكن في العسكر ليس دقيقاً، إذ إنه سيأتي: أن علياً (عليه‌السلام ) كان على رأس الجيش إلى خيبر، من حين خروج ذلك الجيش من المدينة، ولكنه حين طال مقامه في خيبر ـ ربما عشرة أيام ـ رمدت عيناه، لأن الرمد لم يصب علياً (عليه‌السلام ) كل هذه المدة الطويلة، بل أصابه قبل قتل مرحب بوقت يسير، وكان قتل مرحب في أواخر حرب خيبر، وبعد حصار حصون اليهود عشرات الأيام، فإن حصن القموص وحده حوصر عشرين يوماً.

وقد أعطى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اللواء لعلي (عليه‌السلام ) قبل أن يفتح أي حصن من خيبر.

٢٦٥

علي (عليه‌السلام ) يسمع الناس أقوال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

وقد تولى علي (عليه‌السلام ) إسماع الناس أقوال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ونحن نعلم بأن علياً (عليه‌السلام ) لا يقدم على أمر من دون توجيه أو إذن من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، مما يعنى: أن ذلك قد جاء من خلال تنسيق مسبق.. وإلا فقد كان يمكن أن يتصدى غير علي (عليه‌السلام ) لهذه المهمة..

حب الله لعلي (عليه‌السلام ):

وتقدم: أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد مهد لإعلان حب جبرائيل، ثم حب الله لعلي بإخباره (عليه‌السلام ) بضحك جبرائيل حين نادى مكرراً كلام رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

ولكن علياً (عليه‌السلام ) بادر إلى هضم نفسه، ولم يعطها مداها، حين قال متسائلاً: بلغت أن يحبني جبرائيل؟!

مع أنه هو الذي جاء بالنصر في بدر وأحد، وحمراء الأسد، والخندق، فضلاً عن قريظة والنضير..

فاتح حصن ناعم علي (عليه‌السلام ):

وكان أول حصن فتح من حصون النطاة حصن ناعم، وقد فتح على يد علي (عليه‌السلام )(١) .

____________

١- السيرة الحلبية ج٣ ص٣٩ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٤٠ وعون المعبود ج٨ ص١٧٢.

٢٦٦

وفيه قتل محمود بن مسلمة، وقيل: إن مرحباً هو الذي قتله.

وزعموا: أن أخاه محمداً أخبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بقتل أخيه، فقال له (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إنه سوف يرسل رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليأخذ له بثأر أخيه، ثم أرسل علياً (عليه‌السلام ).

ونقول:

إننا نشك في صحة ذلك، لما يلي:

أولاً: إن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إنما قال كلمته هذه حين قتل علي (عليه‌السلام ) مرحب اليهودي.. إلا إذا كان هؤلاء يريدون التشكيك، أو صرف الأنظار عن فرار عمر بالراية يوم خيبر.. أو أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال ذلك على سبيل الإخبار بالغيب، الذي علمه الله إياه حول ما سيكون من فرار البعض، ثم فتح خيبر على يد علي (عليه‌السلام )..

ثانياً: لماذا لم يرسل محمد بن مسلمة بالذات لهذه المهمة؟! أعني: مبارزة مرحب، ليشفي غليل صدره من قاتل أخيه، فإنهم يسعون إلى تسطير الفضائل لابن مسلمة، ربما ليكافئوه على مناصرته، ومؤازرته، ومشاركته في الهجوم على بيت فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بعد وفاة أبيها..

٢٦٧

ثالثاً: زعمت بعض النصوص التي يروونها مضادة منهم لعلي (عليه‌السلام ): أن ابن مسلمة هو الذي قتل مرحباً، الذي يدعون أنه قتل محمود بن مسلمة..

مع أنهم يذكرون ما يدل على أن مرحباً كان حبيباً وقريباً لمحمد بن مسلمة، وأن ابن مسلمة قد انزعج لقتله، وحقد على قاتله.

فقد قال ابن قتيبة: إن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: ذنبي إلى محمد بن مسلمة أني قتلت أخاه يوم خيبر: مرحب اليهودي(١) .

ولعله كان أخاه على الحقيقة، أو كان أخاه من الرضاعة، أي لم يكن أخاه لأمه..

رابعاً: هناك نص يقول: إن الذي قتل محمود بن مسلمة هو كنانة بن الربيع، أو شخص آخر، أسره علي (عليه‌السلام )، وسلمه لمحمد بن مسلمة ليقتله بأخيه(٢) .

____________

١- الإمامة والسياسة (ط سنة ١٣٥٦ هـ) ج١ ص٥٤ و (تحقيق الزيني) ج١ ص٥٣ و (تحقيق الشيري) ج١ ص٧٣ وقاموس الرجال ج٨ ص٣٨٨ و (ط مركز النشر الإسلامي) ج٩ ص٥٨٦ عنه.

٢- راجع: السيرة الحلبية ج٣ ص٣٤ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٤٠ وشرح السير الكبير للسرخسي ج١ ص٢٨١.

٢٦٨

الحباب في حصن الصعب:

وزعمت بعض الروايات: أنه بعد فتح حصن ناعم دفع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) اللواء للحباب بن المنذر، وندب الناس لمهاجمة حصن الصعب بن معاذ، وكان حصناً منيعاً، فما رجعوا حتى فتحه الله عليهم، وذكروا تفاصيل عما فعله الحباب في فتحه لهذا الحصن.

وقد ناقشنا أقاويلهم هذه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(١) ، فلا حاجة إلى ذلك هنا.. فراجع..

غير أننا نريد أن نشير هنا إلى أن الظاهر: أن المقصود باللواء الذي أعطاه للحباب هو لواء الجيش كله، مع أننا قلنا أكثر من مرة: إن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يعط لواءه لأحد غير علي (عليه‌السلام ) في أي من حروبه إلا في أربعة مواضع هي:

١ ـ غزوة تبوك.

٢ ـ غزوة خيبر، حين أعطى الراية لأبي بكر، فرجع منهزماً.

٣ ـ غزوة خيبر أيضاً، حين أعطى الراية لعمر، فرجع هو الآخر منهزماً.

٤ ـ قريظة، حين أرسل كبار أصحابه، فخرج إليهم بنو قريظة من حصنهم، فعادوا إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مهزومين..

أما في غزوة ذات السلاسل، فيبدو أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يجرد جيشاً بنفسه، بل أرسل سرية، وأمر عليها تارة هذا وتارة ذاك، من دون أن

____________

١- الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ج١٧ فصل: "فتح سائر حصون النطاة والشق".

٢٦٩

يخرج هو من المدينة..

وإنما فعل (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ذلك في قريظة وخيبر، لِأَلَّا يقول قائل: لو كنا مكان علي (عليه‌السلام ) لفعلنا مثل فعله، ولحِكَمِ أخرى لا مجال للبحث فيها هنا..

ونحن لا نستطيع أن نتجاهل النص المتواتر الذي يقول: إن علياً (عليه‌السلام ) كان صاحب لواء (أو راية) رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في بدر وفي كل مشهد. وكان (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يؤمره على الناس، ولم يؤمر عليه أحداً قط(١) ، وهذا ما كتبه المأمون للعباسيين في رسالة منه لهم(٢) .

____________

١- مناقب آل أبي طالب ج٣ ص٣٥١ وبحار الأنوار ج٣٧ ص٣٣٥ وج٤٧ ص١٢٧ وراجع: شرح الأخبار ج١ ص٣٢٠ ودلائل الإمامة ص٢٦١ ونوادر المعجزات ص١٤٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٤ ص٩٦ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص١٢٣ و ١٣٥ ونهج الإيمان ص٤٦٧.

٢- الطرائف لابن طاووس ص١٣١ ـ ١٣٥ (ط الفارسية) عن كتاب نديم الفريد، لابن مسكويه صاحب كتاب: حوادث الإسلام، و(ط مطبعة الخيام) ص٢٧٧ وبحار الأنوار ج٤٩ ص٢٠٩ وينابيع المودة ج٣ ص٣٧٥ وخلاصة عبقات الأنوار ج٧ ص١٢١ والغدير ج١ ص٢١٢ ومواقف الشيعة ج١ ص٣١٥ وقاموس الرجال ج١٢ ص١٥١ والإمام علي (عليه‌السلام ) في آراء الخلفاء ص١٨٠ وغاية المرام ج٢ ص٥٣ وراجع كتابنا: الحياة السياسية للإمام الرضا ص٤٥٧ فما بعدها.

٢٧٠

وعلى هذا، فإنه إن كان حاضراً ومشاركاً في فتح الحصون، فهو يعني: أنه كان أمير الجيش في جميعها..

حصن النزار:

وذكروا هنا أيضاً: أن صفية بنت حيي، وابنة عمها قد أخذتا من حصن النزار، لأن اليهود أخرجوا النساء والذرية إلى الكتيبة، وفرغوا حصن النطاة للمقاتلة.

ولكن كنانة بن الحُقيق رأى أن حصن النزار أحصن ما هنالك، فأبقاها فيه، هي ونسيات معها؛ فأسرت تلك النسوة في حصن النزار(١) .

ونقول:

هناك نصوص كثيرة تقول: إن علياً (عليه‌السلام ) هو الذي فتح الحصن، وجاء بصفية إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(٢) .

فإن كان علي (عليه‌السلام ) هو الذي فتح هذا الحصن أيضاً، كما فتح حصن القموص، فهو يدل على وجود تصرف خطير في الحقائق التاريخية،

____________

١- المغازي للواقدي ج٢ ص٦٦٨ و ٦٦٩ وتاريخ مدينة دمشق ج٣ ص٢٢٢.

٢- قد ذكرنا مصادر ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب، وراجع: بحار الأنوار ج٢١ ص٢٢ وعن الخصائص للنسائي ص٦٣ وفي هامشه عن: أعلام النساء ج٢ ص٣٣٣ وأسد الغابة ج٥ ص٤٩٠ والدر المنثور ج١ ص٢٦٣.

٢٧١

ومحاولة تحريف لها..

يضاف إلى ذلك: أن هذا النص يفيد: أن رمد عيني علي (عليه‌السلام ) الذي هيأ الفرصة لأخذ أبي بكر وعمر وغيرهما الراية في حصن القموص، ثم فرارهما بها ـ إن هذا الرمد ـ قد كان بعد فتح حصن النزار، وفي أيام حصار حصن القموص، الذي استمر عشرين ليلة، كما سيأتي..

٢٧٢

الفصل الثاني :

المنهزمون.. نصوص.. وآثار..

٢٧٣

٢٧٤

٢٧٥

النصوص والآثار:

وكان حصن القموص من أشد حصون خيبر، وأكثرها رجالاً(١) .

وقد فتح الله هذا الحصن على يد علي أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، بعد أن حاصره المسلمون عشرين يوماً(٢) .

وزعموا: أن كنانة بن أبي الحقيق صالح النبي على حصن القموص(٣) .

وهو غلط، فإن الصلح كان على حصن الكتيبة، أما حصن القموص، فقد فتحه علي (عليه‌السلام ) كما هو صريح كلمات المؤرخين، وروايات

____________

١- إعلام الورى ج١ ص٢٠٧ وبحار الأنوار ج٢١ ص٢١ وراجع: تاريخ اليعقوبي ج٢ ص٥٦.

٢- السيرة الحلبية ج٣ ص٤١ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٤٤ وتاريخ الخميس ج٢ ص٤٨ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٢٤ وراجع: قصص الأنبياء للراوندي ص٣٤٤ وإعلام الورى ج١ ص٢٠٧ وبحار الأنوار ج٢١ ص٢١ وراجع: تاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٤١٨.

٣- المغازي للواقدي ج٢ ص٦٧٠ وراجع: البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٢٢٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٣٧٦.

٢٧٦

المحدثين.

وهنا أعطى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أبا بكر، راية رسول الله وكانت بيضاء، فسار بالناس فانهزم، بمن معه حتى انتهى إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يجبنه أصحابه ويجبنهم.

فأرسل عمر باللواء فرجع، ولم يكن فتح، فانهزم هو وأصحابه، حتى انتهى إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وأصحابه يجبنونه، ويجبنهم(١) .

تفاصيل روايات الفشل والفاشلين:

روى الشيخان، عن سهل بن سعد.

والبخاري، وابن أبي أسامة، وأبو نعيم، عن سلمة بن الأكوع.

____________

١- تاريخ الأمم والملوك ج٣ ص٣٠ ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج٤ ص١٢٧ و ١٢٨ ولم يذكروا غير عمر في هذا النص، وكذا في الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج١ ص١٨٥ ـ ١٨٨ والإرشاد للمفيد (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص١٢٦ وبحار الأنوار ج٢١ ص٢٨ عن الخرايج والجرايح وراجع ص٣ وج٣٩ ص١٠، وراجع: العمدة لابن البطريق ص١٥٠ والطرائف لابن طاووس ص٥٨ ومجمع البيان للطبرسي ج٩ ص٢٠١ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص١٥٦ وتفسير الميزان ج١٨ ص٢٩٥ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٩٣ ونهج الإيمان لابن جبر ص٣٢٢.

٢٧٧

وأبو نعيم، والبيهقي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.

وأبو نعيم، عن ابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وعمران بن حصين، وجابر بن عبد الله، وأبي ليلى.

ومسلم، والبيهقي، عن أبي هريرة.

وأحمد، وأبو يعلى، والبيهقي، عن علي (عليه‌السلام ).

قال بريدة: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) تأخذه الشقيقة، فيمكث اليوم واليومين لا يخرج، فلما نزل خيبر أخذته الشقيقة، فلم يخرج إلى النـاس، فأرسل أبا بكر، فأخـذ رايـة رسـول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ـ وكانت بيضاء(١) ـ ثم نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثم رجع، ولم يكن فتح.

____________

١- الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج١ ص١٨٤ ـ ١٨٨ والإرشاد للمفيد (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص١٢١ وراجع: شرح الأخبار للقاضي النعمان ج١ ص١٤٧ والعمدة لابن البطريق ص١٥٠ عن تفسير الثعالبي، والطرائف لابن طاووس ص٥٨ وإحقاق الحق ج٥ ص٣٧٣ ومسند أحمد ج٥ ص٣٥٨ والمناقب للخوارزمي (ط النجف) ص١٠٣ وفي (طبعة أخرى) ص١٦٧.

وراجع: بحار الأنوار ج٢١ ص٣ وج٣٩ ص١٠ ومناقب أهل البيت للشيرواني ص١٣٩ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٣٧ وعن فتح الباري ج١٠ ص١٢٩ ومجمع البيان ج٩ ص٢٠١ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص١٥٦ وتفسير الميزان ج١٨ ص٢٩٥ وعن تاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٣٠٠ وعن البداية والنهاية ج٤ ص٢١٣ ونهج الإيمان لابن جبر ص٣٢٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٣٥٤ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٢٤.

٢٧٨

وقد جهد (وقتل محمود بن مسلمة)(١) .

ثم أرسل عمر، فأخذ راية رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فقاتل قتالاً شديداً هو أشد من القتال الأول، ثم رجع، ولم يكن فتح.

وعن علي (عليه‌السلام ): أن الغلبة كانت لليهود في هذين اليومين(٢) . انتهى.

وفي نص آخر: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أرسل عمر في اليوم الأول، ثم أرسل أبا بكر في اليوم الثاني، ثم أرسل عمر في اليوم الثالث، ولم يكن فتح(٣) .

____________

١- راجع: البداية والنهاية ج٤ ص١٨٥ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٢١٣ فما بعدها عن البيهقي، وراجع المصادر المتقدمة في الإحالة السابقة. غير أننا ذكرنا فيما تقدم: أن محمود بن مسلمة قد قتل في حصن ناعم.

٢- سبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٢٤ والبداية والنهاية ج٤ ص١٨٤ فما بعدها ودلائل النبوة ج٤ ص٢٠٩ والسيرة الحلبية ج٣ ص٤١ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٣٠ وحلية الأولياء ج١ ص٦٢ ومعالم التنزيل (ط مصر) ج٤ ص١٥٦ وتذكرة الخواص ص٢٥ ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج٤ ص١٢٨ وتاريخ الخميس ج٢ ص٤٨.

٣- تاريخ الخميس ج٢ ص٤٨ وراجع: مناقب أهل البيت للشيرواني ص١٤١.

٢٧٩

وعن بريدة: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه عمر من الغد، فخرج ورجع، ولم يفتح له. وأصاب الناس يومئذٍ شدة جهد، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إني دافع اللواء الخ..(١) .

ونحن لم نعرف حقيقة هذا الجهد، إذ لم نجد منه إلا الهزيمة. والعودة إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو يجبن اصحابه وهم يجبنونه.

وعند الطبري: فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، يجبِّنه أصحابه ويجبِّنهم، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): لأعطين الراية ـ اللواء ـ غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.

فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر، وعمر، فدعا علياً (عليه‌السلام ) الخ..(٢) .

____________

١- مسند أحمد ج٥ ص٣٥٣ وراجع: الخصائص للنسائي (ط التقدم بمصر) ص٥ والسيرة النبوية لابن هشام (المطبعة الخيرية بمصر) ج٣ ص١٧٥ وأسد الغابة ج٤ ص٣٣٤ وشرح أصول الكافي ج١٢ ص٤٩٤ والعمدة لابن البطريق ص١٤٠ والطرائف لابن طاووس ص٥٥ وبحار الأنوار ج٣٢ ص١٣٣ وج٣٩ ص٧ ومجمع الزوائد ج٧ ص١٥٠ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص١٠٩ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٩٢ و ٩٣ والبداية والنهاية ج٧ ص٣٧٣ ونهج الإيمان لابن جبر ص٣١٨ وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج١ ص١٥٥.

٢- تاريخ الأمم والملوك ج٣ ص٣٠ ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج٤ ص١٢٧ و ١٢٨ ولم يذكروا غير عمر في هذا النص، وكذا في الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج١ ص١٨٥ ـ ١٨٨ والإرشاد للمفيد (ط مؤسسة آل = = البيت) ج١ ص١٢٦ وبحار الأنوار ج٢١ ص٢٨ عن الخرايج والجرايح وراجع ص٣ وج٣٩ ص١٠، وراجع: العمدة لابن البطريق ص١٥٠ والطرائف لابن طاووس ص٥٨ ومجمع البيان للطبرسي ج٩ ص٢٠١ وخصائص الوحي لابن البطريق ص١٥٦ وتفسير الميزان ج١٨ ص٢٩٥ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٩٣ ونهج الإيمان لابن جبر ص٣٢٢.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342