كفر ومن رضى قد شكر». قيل لها : فلِمَ حاربتيه؟ قالت : ما حاربته من ذات نفسي إلّا حملني طلحة والزبير(1) .
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : «من فضّل أحداً من أصحابي على علي فقد كفر»(2) .
وهذا الحديث صريح الدلالة على أنّ كلّ من يفضّل أحداً على أمير المؤمنين عليه السلام فهو كافر ، فياترى ما هو حال الذين تجاسروا عليه واغتصبوا حقّه جهاراً ولم يرعوا له حرمة أبداً.
عن عمر بن الخطّاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : فضل علي بن أبي طالب على هذه الأُمّة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضل علي هذه الأُمّة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي ، وفضل علي على هذه الأُمّة كفضل ليلة الجمعة على سائر الليالي ، فطوبى لمن آمن به وصدّق بولايته والويل كلّ الويل لمن جحده وجحد حقّه ، حقّاً على الله أن يحرمه القيامة شفاعة محمّد صلى الله عليه واله(3) .
وحقيقة إنّ هذا الحديث من خيرة الأحاديث الدالّة على فضل أميرالمؤمنين عليه السلام وكونه صاحب الولاية بعد رسول الله صلى الله عليه واله وأنّ كلّ من أنكر هذ الولاية في الحياة الدنيا سيحرم يوم القيامة قطعاً من شفاعة رسول الرحمة صلى الله عليه واله. الملفت للانتباه أنّ نفس عمر يروي هذا الحديث بينما يقدّم أبا بكر للخلافة ، ثمّ يتولّى هو الخلافة وقبل أن يرحل يجعلها شورى ولا يرضى أن تصل مقاليد الخلافة لصاحبها الواقعي الذي اعترف هو
__________________
(1) بحار الأنوار ج 38 ص 7 ح 13.
(2) بحار الأنوار ج 38 ص 14 ح 19.
(3) بحار الأنوار ج 38 ص 14 ـ 15 ح 21.
شخصياً بفضيلته كما في هذا الحديث فاعتبروا يا أُولي الألباب.
عن أبي حيّان التيمي عن أبيه قال؟ رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر يقول : من يشتري منّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته ، فقام إليه رجل فقال : نسلفك ثمن إزار. قال : قال عبدالرزاق ـ الراوي ـ وكانت بيده الدنيا كلّها إلّا ما كان من الشام(1) .
من كلام لسعد بن أبي وقّاص في الإمام علي عليه السلام قال فيه : ألم يكن أوّل من أسلم؟ ألم يكن أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه واله؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس(2) ؟
عن ابن عباس قال : نظر النبي صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام فقال : «أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوّك عدوّي ، وعدوّي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي»(3) .
وهنا يحقّ لنا أن نسأل ونقول : إنّ الذين جعلوا أميرالمؤمنين عليه السلام يجلس في داره بعد أن غصبوا حقّه وأحرقوا باب الصدّيقة الزهراء عليها السلام هل كانوا من أحبّاء الإمام علي عليه السلام أم من مبغضيه؟ بلا شكّ كانوا من أعداءه وبالتالي فإنّهم ـ وكما ينصّ الحديث ـ أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه واله ، فكيف يمكن أن يكونوا خلفاءه؟! إنّ هذا لعجباً؟!
__________________
(1) الاستيعاب في هامش الاصابة ج 2 ص 465.
(2) الفضائل الخمسة ج 3 ص 7.
(3) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127.
عن أبي ذرّ رضوان الله عليه قال : قال النبي صلى الله عليه واله : «يا علي من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك يا علي فقد فارقني»(1) .
ويحقّ لنا أن نسأل هنا أيضاً ونقول : هل إنّ الذين غصبوا الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام فارقوه أم لا؟
بالطبع أنّهم فارقوه وبذلك فإنّهم فارقوا الله ورسوله صلى الله عليه واله ولا يحقّ لمن يفارق الله ورسوله أن يستلم خلافة المسلمين.
عن أبي جعفر عليه السلام قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلّا ذوالفقار ولا فتى إلّا علي(2) .
عن سعيد بن المسيّب قال : لقد أصابت علياً عليه السلام يوم أُحد ستّ عشرة ضربة كلّ ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلّا جبرئيل عليه السلام(3) .
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : «لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن ودّ يوم الخندق أفضل من أعمال أُمّتي إلى يوم القيامة»(4) .
روي أنّه اختصم رجل وامرأة إليه ـ الإمام علي عليه السلام ـ فعلا صوت الرجل على
__________________
(1) مستدرك الصحيحين ج 3 ص 123.
(2) ذخائر العقبى ص 74 وفي الرياض النضرة ج 2 ص 190.
(3) أُسد الغابة في معرفة الصحابة ج 4 ص 20.
(4) مستدرك الصحيحن ج 3 ص 32 تاريخ بغداد ج 13 ص 19 ح 6978.
المرأة فقال له الإمام علي عليه السلام : اخسأ ـ وكان خارجياً ـ فإذا رأسه رأس كلب ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية؟ قال : ويحك لو أشاء أن آتي معاوية إلى ههنا على سريرة لدعوت الله حتّى فعل ، ولكنّا لله خزّان لا على ذهب ولا على فضّة ولا إنكاراً بل على أسرار تدابير الله ، أما تقرأ :( بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (1) وفي رواية قال عليه السلام : «إنّما أدعوهم لثبوت الحجّة وكمال المحنة ، ولو أُذن لي في الدعاء بهلاك معاوية لما تأخّر»(2) .
عن عمّار بن ياسر قال : كنت بين يدي مولانا المؤمنين عليه السلام وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة فقال : يا عمّار ائت بذي الفقار الباتر للأعمار فجئته بذي الفقار ، فقال : اخرج يا عمّار وامنع عن ظلامة هذه المرأة ، فإن انتهى وإلّا منعته بذي الفقار ، قال : فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلّقوا بزمام جمل والمرأة تقول : الجمل لي ، والرجل يقول : الجمل لي ، فقالت : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام ينهاك عن ظلم هذه المرأة ، فقال : يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة؟! فقال عمّار رضي الله عنه : فرجعت لأخبر مولاي فإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال : ويلك خلّ جمل المرأة ، فقال : الشاهد الذي لا يكذّبه أحد من الكوفة ، فقال الرجل : إذا شهد شاهد وكان صادقاً سلّمته إلى المرأة ، فقال الإمام علي عليه السلام : تكلّم أيّها الجمل لمن أنت؟ فقال بلسان فصيح : يا أمير المؤمنين وخير الوصيّين أنا لهذه المرأة منذ بضع عشر سنة ، فقال الإمام علي عليه السلام خذي
__________________
(1) سورة الأنبياء : 26 ـ 27.
(2) بحار الأنوار ج 41 ص 191.
جملك ، وعارض الرجل بضربة قسّمه نصفين(1) .
ومن خير ما نظم في مدح أمير المؤمنين عليه السلام هو ما نظمه الصاحب بن عبّاد قدّس الله روحه الزكيّة في قصيدته الرائعة التي جاء فيها :
قالت : فمن صاحب الدين الحنيف أجب |
فقلت : أحمد خير السّادة الرسلِ |
|
قالت : فمن بعده تُصفي الولاء له؟ |
قلت : الوصيّ الذي أربى على زُحلِ |
|
قالت : فمن باب من فوق الفراش فدى؟ |
فقلت : أثبت خلق الله في الوهلِ |
|
قالت : فمن ذا الذي آخاه عن مقةٍ؟ |
فقلت : من حاز ردّ الشمس في الطفل |
|
قالت : فمن زوّج الزهراء فاطمة؟ |
فقلت : أفضل من حافٍ ومنتعلِ |
|
قالت : فمن والد السبطين إذ فرعا؟ |
فقلت : سابق أهل السبق في مهلِ |
|
قالت : فمن فاز في بدر بمعجزها؟ |
فقلت : أضرب خلق الله في القللِ |
|
قالت : فمن أسد الأحزاب يفرسها؟ |
فقلت : قاتل عمرو الضغيم البطلِ |
|
قالت : فيوم حنين مَن فرا وبرا؟ |
فقلت : حاصد أهل الشرك في عجلِ |
|
قالت : فمن ذا دُعي للطير يأكله؟ |
فقلت : أقرب مرضيٍّ ومنتحلِ |
|
قالت : فمن تلوه يوم الكساء أجب؟ |
فقلت : أفضل مكسوٍ ومشتملِ |
|
قالت : فمن ساد في يوم «الغدير» أبن؟ |
فقلت : مَن كان للإسلام خير ولي |
|
قالت : ففي مَن أتى في هل أتى شرفٌ؟ |
فقلت : أبذل أهل الأرض للنفلِ |
|
قالت : فمن راكع زكّى بخاتمه؟ |
فقلت : أطعنهم مذ كان بالأُسلِ |
|
قالت : فمن ذا قسيم النار يسهمها؟ |
فقلت : مَن رأيه أذكى من الشعلِ |
|
قالت : فمن باهل الطهر النبي به؟ |
فقلت : تاليه في حلٍّ ومرتحل |
|
قالت : فمن شبه هارون لنعرفه؟ |
فقلت : مَن لم يحل يوماً ولم يزلِ |
__________________
(1) بحار الأنوار ج 41 ص 236 ح 7.
قالت : فمن ذا غدا باب المدينة قل؟ |
فقلت : من سألوه وهو لم يسلِ |
|
قالت : فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا؟ |
فقلت : تفسيره في وقعة الجملِ |
|
قالت : فمن حارب الأرجاس إذ قسطوا؟ |
فقلت : صفّين تُبدي صفحة العملِ |
|
قالت : فمن قارع الأنجاس إذ مرقوا؟ |
فقلت : معناه يوم النهروان جَلي |
|
قالت:فمن صاحب الحوض الشريف غداً؟ |
فقلت : مَن بيته في أشرف الحللِ |
|
قالت : فمن ذا لواء الحمد يحمله؟ |
فقلت : مَن لم يكن في الرَّوع بالوجلِ |
|
قالت : أكلُّ الذي قد قلت في رجلٍ؟ |
فقلت : كلُّ الذي قد قلت في رجلِ |
|
قالت : فمن هو هذا الفرد سمّه لنا؟ |
فقلت : ذاك أمير المؤمنين علي |
بعد أن وضعت الحرب أوزارها ظهر عاشوراء حيث ارتكب أزلام بنو أُميّة أبشع المآسي وأوجعوا قلب رسول الله صلى الله عليه واله بسفكهم للدماء الزاكية لأهل البيت عليهم السلام أخذوا النساء والأطفال ومعهم الإمام السجّاد عليه السلام الذي كان عليلاً أُسراء إلى الكوفة.
وبعد أن نزل الأُسراء الكوفة بعث ابن زياد اللعين إلى يزيد الطاغية يستأذنه في بعث القافلة إلى الشام ولمّا أذن اللعين قادوا أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام إلى الشام وذلك عبر طريق الموصل.
وقد أمر ابن زياد اللعين كلّ من : زجر بن قيس ، ومحض بن أبي ثعلبة ، وشمر بن ذي الجوشن ، أن يقودوا الأسارى والرؤوس مع خمسة آلاف فارس نحو الشام ، التي دخلها ركب الأُسارى في اليوم الأوّل من شهر صفر المظفّر.
والآن لا بأس أن نذكر المآسي والحوادث المفجعة التي جرت على أهل البيت عليهم السلام خلال هذه المسيرة الطويلة.
1 ـ في جنب الفرات : أمر شمر بن ذي الجوشن الذي كان رئيس القافلة أن يقيّد الإمام السجّاد بالأغلال فوق النياق الهزلة وأن تجعل النساء والأطفال في الأكوار المكشوفة وأن توضع رؤوس الشهداء فوق الرماح العالية. وبعد أن سارت القافلة مسافة من الطريق نزلوا إلى جانب الفرات وجعلوا الرؤوس الشريفة على حائط إحدى الخربات وعمدوا اللعب بالقمار واللهو وشرب الخمر.
وفي ذلك الأثناء رأوا أنّ يداً ظهرت من فوق رأس سيّد الشهداء عليه السلام وكتبت بالدم على الحائط :
أترجوا أُمّة قتلت حسيناً |
شفاعة جدّه يوم الحساب؟! |
ولمّا أسرع القوم ليلقوا القبض على هذه اليد لم يجدوا شيئاً ، فعادوا إلى مكانهم وانشغلوا بفسادهم ولهوهم تارةً أُخرى ، وبعد لحظات ظهرت اليد مرّة أُخرى وكتبت بالدماء الزاكية :
فلا والله ليس لهم شفيع |
وهم يوم القيامة في العذاب |
فأسرع القوم من جديد ليأخذوا أمامها إلّا أنّهم لم يجدوا شيئاً ، وحينما عادوا إلى لعبهم سمعوا هاتفاً يقول :
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم |
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم |
|
بعترتي وبأهلي عند مفتقدي |
منهم أُسارى ومنهم ضرّجوا بدم(1) |
2 ـ تكريت : كانت تكريت المنزل الثاني لأهل البيت عليهم السلام ، فلمّا وصلت القافلة قريباً منها بعثوا بعضهم ليخبروا أهل المدينة ويأمروهم كي يأتوا ويستقبلوا الأُسارى ، فأقبل أهل تكريت فرحين ، وكان في تكريت بعض النصارى فتساءلوا من الناس : ما الخبر؟ ومن هؤلاء؟ فقالوا : لقد جيء برأس الحسين مع الأسارى من أهل بيته؟
فقال النصارى : وأي حسين هذا؟
قالوا : الحسين بن فاطمة بنت رسول آخر الزمان.
وإذا بالنصارى يضجرون ويتألّمون لهذا المصاب ويقولون لهم : الويل لكم قتلتم ابن بنت نبيّكم؟!
ثمّ إنّهم ذهبوا إلى كنائسهم وضربوا نواقيسهم وأخذوا يبكون ويبرؤون من هذا العمل ويلعنون أهله.
__________________
(1) راجع مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج 2 ص 105 ـ 106 ، ذخائر العقبى ص 145 ، ورواه ابن المغازلي في المناقب ص 388 رقم 442 ، وقال محقّق كتاب ابن المغازلي «البهبودي» : أخرجه العلّامة الطبراني في المعجم الكبير ص 147 ، كفاية الطالب ص 291 ، مجمع الزوائد ج 9 ص 199 ، تاريخ الإسلام للذهبي ج 3 ص 13 ، الخصائص الكبرى ج 2 ص 127 ، الاتحاف بحبّ الأشرف ص 23 ، نظم درر السمطين ص 219 ، تاريخ دمشق ج 14 ص 244 ، نفس المهموم ص 422.
3 ـ وادي النخلة : ثمّ إنّ القافلة خرجت من تكريت ووصلت إلى وادي النخلة ، وقد سمعوا في هذا الوادي ضجّة عظيمة ونياحة شديدة إلّا أنّهم لم يكونوا يرون أحداً ، وقد سمعوا شخصاً يقول :
مسح النبي جبينه ولو يريق في الخدود |
أبواه من عليا قريش وجدّه خير الجدود |
وكان شخص آخر يقول :
ألا ياعين جودي فوق جدّي |
فمن يبكي على الشهداء بعدي |
|
على رهط تقودهم المنايا |
إلى متجبّر بالملك عبدي |
4 ـ المرشاد : ثمّ إنّ القافلة تحرّكت من وادي النخلة ووصلت إلى المرشاد فجاء أهل المحلّة نساءً ورجالاً لاستقبال القافلة ، ولمّا شاهدوا الأسارى اعتلى بكاءهم وأنينهم وصياحهم وحملوا على قتلة سيّد الشهداء.
5 ـ الحرّان : لمّا وصلت القافلة إلى مشارف الحرّان كان هناك يهودياً اسمه يحيى الخزاعي واقفاً على سطح عالي جدّاً فرأى دخول الأسارى ولذلك نزل ليتفرّج عليهم ويشاهد حالهم ، ولمّا دنا من القافلة شاهد الرأس الشريف يتلو قوله تعالى :( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (1) فتعجّب من هذا المنظر المذهل وتساءل قائلاً : هذا الرأس لمن؟
فقالوا له : إنّه رأس الحسين بن علي ، فقال لهم : ومَن أُمّه؟ قالوا : فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه واله.
فقال اليهودي : لو لم يكن دينه حقّ لما بدت منه هذه الكرامة المذهلة ، فأسلم يحيى وخلع عمامته ومزّقها قطعة قطعة ثمّ ناولها للعلويات المخدّرات ، ثمّ بعث ثوباً من الخز كان يرتديها إلى الإمام زين العابدين عليه السلام ومعها الف درهم ليصرفها في حاجته.
فصاح جلاوزة ابن زياد به وقالوا له : أيّها اللعين أتعين أعداء الخليفة؟!
__________________
(1) سورة الشعراء : 227.
ابتعدوا وإلّا قتلناك ، فحمل يحيى السيف وقاتلهم قتال الأبطال ثمّ قتل شهيداً بعد أن قتل منهم خمسة أفراد. وقد دفن يحيى في دروازه حران ومقبرته معروفة اليوم باسم مقبرة الشهيد وهي محلّ لاستجابة الدعاء.
بنفسي رأس الدين ترفع رأسه |
رفيع العوالي السمهرية ميد |
|
تخاطبه مقروحة القلب زينب |
فتشكو له أحوالها وتعيد |
|
أخي كيف ترضى أن نساق حواسراً |
وتسلب أبرادٌ لنا وعقود؟ |
|
أخي أترضى أن نساق أذلّة |
ويطمع فينا شامت وحسود؟ |
|
أخي إنّ قلبي بات للوجد عنده |
مواثيق لم تنقض لهنّ عهود |
|
إذا رمت إخفاء الدموع فللجوى |
مع الدمع منّي سائق وشهيد |
6 ـ نصيبين : ولمّا وصلت القافلة إلى نصيبين بعث شمر اللعين من يخبر أمير المدينة ليأمر بتزيين المدينة فرحاً بمجيىء أسارى أهل البيت عليهم السلام.
وما أن خرج أمير المدينة المسمّى بـ «المنصور بن الياس» لاستقبال القافلة إذا بصاعقة تنزل وتحرق نصف المدينة وقد احترق كلّ من في هذا النصف من المدينة فاغتمّ أميرها بشدّة وخشي من غضب الله تعالى ولذلك أمر قوّاد القافلة بالخروج فخرجوا من المدينة بسرعة وهم يجرّون أذيال الخزي والعار.
7 ـ المدينة المجهولة : ثمّ إنّ القافلة وصلت إلى مدينة جديدة لم يذكر المؤرخون اسمها وقد كان اسم واليها سليمان بن يوسف وكان له أخوان : أحدهما قتل في معركة صفّين بيد أميرالمؤمنين عليه السلام والآخر كان شريكه في رئاسة هذه المدينة.
وعلى أيّة حال فقد أمر سليمان بالرؤوس أن تدخل من دروازة الرئيس إلّا أنّ أخيه خالفه في ذلك فاحتدّ النزاع بينهما وآل الأمر إلى المقاتلة ، فقتل سليمان وعمّت الفوضى في المدينة وخاف الشمر وأتباعه من هذه الحالة فخرجوا من المدينة بسرعة.
يا أُمّة السوء لا سقياً لربعكم |
يا أُمّة لم تراع جدّنا فينا |
|
لو أنّنا ورسول الله يجمعنا |
يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟ |
تسيّرونا على على الأقتاب عارية |
كأنّنا لم نشيّد فيكم دينا |
|
تصفّقون علينا كفّكم ضرباً |
وأنتم في فجاج الأرض تسبّونا |
|
أليس جدّي رسول الله ويلكم |
أهدى البريّة من سبل المضلّينا؟ |
8 ـ حلب : يوجد بقرب مدينة حلب جبل يسكنه اليهود كانوا يعيشون في قلعة مهيبة ومحكمة. وقد كانت حرفتهم هي الحياكة علماً أنّ حياكتهم كانت معروفة بالنعومة عند أهل الحجاز والعراق والشام.
وكان في ساحل الجبل والي يدعى عزيز بن هارون كان رئيس اليهود ، قيل أنّهم جاءوا بالقافلة إلى هذه المدينة لترعى النياق من العلف وترتوي من الماء.
نقل البعض فقال : عندما نزلت قافلة الأُسارى هذه المدينة وبعد أن أرخى الليل سدوله جاءت إحدى الجواري إلى الأسارى وتعرّفت على مولاة لها في أيّام سيّد الشهداء عليه السلام البعض يقول : إنّ سيّدة الجارية هي شهر بانو ، وكما يبدو أنّ ذلك ليس بصحيح ولعلّها كانت الرباب.
وما أن رأت هذه الجارية مولاتها سابقاً وهي على هذه الحال من الأسر والملابس الرثّة حتّى أخذت تبكي ، فتساءلوا منها : لماذا تبكين؟ قالت : أنا لا أنسى عناية سيّد الشهداء عليه السلام الخاصّة بي وكيف أنّ السيّدة شهر بانو أهدتني إليه لأكون في خدمته إلّا أنّه عليه السلام أعتقني في سبيل الله ، ولمّا رأت السيّدة شهر بانو ذلك من سيّد الشهداء عليه السلام أهدتني خلعة نفيسة جدّاً ، فالتفت إليها سيّد الشهداء عليه السلام قائلاً : لقد أعتقت الكثير من الجواري ولم تصنعي مع إحداهنّ هكذا؟
قالت : أُولئك عتقائي وهذه عتيقتك يا أبا عبدالله ولابدّ أن يكون هناك فرق بين عتقائي وعتقائك.
فدعا لها سيّد الشهداء عليه السلام وبقيت الجارية عند شهربانو مدّة من الزمن إلى اليوم الذي فارقت المدينة واليوم وبعد هذه المدّة الطويلة التقت بالأسارى وشاهدتهم على
هذه الحالة المأساوية فتذكّرت تلك الأيّام الجميلة ولذلك ذهبت وأعدّت لهم الثياب الجيّدة وجاءت بها ليلاً لتقدّمها لهم.
وحيث إنّ الأسارى كانوا محاصرين فقد استأذنت شيرين أحد رؤوساء القبيلة التي نزلت القافلة عندهم وكان يدعى «عزيز» كي يسمح لها في مساعدة الأُسارى ، وإذا به يستاءل منها قائلاً : أنت شيرين؟ فقالت : نعم ، من أين عرفت اسمي؟
قال : لقد شاهدت في الرؤيا نبي الله موسى ووصيّه هارون عليه السلام حفاة حاسرين باكيان فسلّمت عليهما وتساءلت قائلاً : ما الخطب؟ ولماذا تبكيان هكذا؟ فقالا : لقد قتل الحسين بن علي عليهما السلام واحتزّوا رأسه وطافوا به وعياله البلاد وقد أُودع الرأس الشريف في أحد الجبال.
يقول عزيز : فتساءلت من نبي الله موسى عليه السلام قائلاً : أنت تعتقد بنبوّة محمّد؟! قال : نعم ، إن محمّداً نبي حقّاً وقد أخذ الله تعالى من الأنبياء قاطبة ميثاقاً بأن يعتقدوا به وكلّ من يعرض عنه فنحن منه براء.
يقول عزيز : فطالبت نبي الله موسى عليه السلام ببعض العلائم لأطمئن بما جرى ، فقال : اذهب الآن خلف القلعة ستجد جارية اسمها شيرين عتقها الإمام الحسين عليه السلام استقبلها وأبلغها سلامي وأعلن إسلامك أمامها وهي التي ستأخذك إلى الرأس الشريف. وبالفعل فقد أخذت شيرين الثياب والطعام والطيب وأخذ عزيز الف درهم أعطاها للحرّاس كي لا يمانعوا وصولهم إلى الأسارى.
كما قدّم عزيز الفين درهماً إلى الإمام السجّاد عليه السلام وأسلم على يديه ثمّ دنا من الرأس الشريف وقال : السلام عليك يابن رسول الله ، أشهد إنّني رأيت جدّك خاتم الرسل وإلى جانبه نبي الله موسى وقد أبلغاك سلامهما ، وإذا بالرأس الشريف يجيب السلام بكلّ فصاحة قائلاً : وسلام الله عليّ.
فقال عزيز : سيّدي ارض عنّي واشفع لي عند جدّك رسول الله صلى الله عليه واله ، وإذا بالرأس الشريف يجيب : لقد رضي رسول الله صلى الله عليه واله عنك لإسلامك كما رضي أبي علي وأُمّي
فاطمة عليهما السلام عنك لاهتداءك إلى مذهب الحقّ كما إنّي قد رضيت عنك وإنّ سلامك عليَّ كان سبباً لسروري.
وما هي إلّا لحظات وإذا بسيّد الساجدين عليه السلام يعقد عزيز على شيرين وقد آمن كافّة أهل القلعة جرّاء هذه الواقعة.
9 ـ دير النصراني : ثمّ إنّ القافلة تحرّكت نحو الدير وقد كان مع عسكر القافلة أبو سعيد الشامي وهو الذي نقل القضية التالية فقال : بلغ شمر بن ذي الجوشن خبراً أنّ نصر الحزامي قد أعدّ جيشاً ضخماً وهو يريد أن يسطو عليكم ليلاً ليأخذ الرؤوس المباركة ، ولذا اضطرب رؤساء العسكر وأخذوا يتباحثون حول حلّ هذه المشكلة فصمّموا أن يلوذوا إلى الدير ويحتموا به.
وحينما قرب الشمر وأتباعه من الدير إذا بأحد القساوسة يطلّ عليهم من وراء الجدار ويتساءل منهم عن سبب مجيئهم إلى الدير ، فقال له شمر : إنّنا من عسكر ابن زياد وقد جئنا من العراق إلى الشام ، فتساءل القس قائلاً : ولأي شيء جئتم؟ فقال الشمر : خرج رجل على يزيد فبعث إليه جيشاً جرّاراً ليقاتلوه وقد جئنا الآ برأسه ورؤوس أصحابه وقدنا حرمه كأُسارى إلى يزيد ، فقال القس : دعوني أنظر إلى الرؤوس ، ولمّا جاءوا إليه بها وقع نظره على رأس سيّد الشهداء عليه السلام ورأى النور الساطع من رأسه المبارك فأخذته حالة عجيبة من الهيبة والإجلال لهذا الرأس الطاهر وقال لهم : إنّ هذا الدير لا يسعكم جميعاً ، فإذا كان ولابدّ فأدخلوا الرؤوس والأسارى وابقوا أنتم خلف الجدار لتحرسوا القافلة ، فربما حمل عليكم العدو على حين غفلة وأنتم لا تعلمون ، ولا داعي أن تقلقوا على الأُسارى والرؤوس فإنّهم في حمايتنا وحراستنا.
فاستحسن الشمر هذا الاقتراح وقدّم إليه الرؤوس وسمح للقافلة التي يتقدّمها سيّد الساجدين عليه السلام بالدخول إلى الدير ، ثمّ إنّه جعل الأسارى في مكان مناسب وأودع الرؤوس في حجرة خاصّة ، وفي منتصف الليل مرّ على الرؤوس الشريفة فشاهد نوراً يسطع إلى السماء من رأس سيّد الشهداء عليه السلام وما هي إلّا لحظات إذا بسقف الغرفة ينفلق
وتدخل امرأة كانت مجلّلة كانت جالسة على عرش من نور والهاتف يقول : «طرّقوا رؤوسكم ولا تنظروا».
يقول القس : حقّقت النظر وإذا بحواء أُمّ البشر ، وهاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام وأُمّ نبي الله إسماعيل عليه السلام ، وراحيل أُمّ نبي الله يوسف عليه السلام ، وأُمّ موسى عليه السلام ، وآسية زوجة فرعون ، ومريم بنت عمران أُمّ نبي الله عيسى عليه السلام ، وبعض زوجات النبي صلى الله عليه واله قد أقبلن وأخذن الرأس المبارك من الصندوق وهنّ باكيات نائحات فبقين على هذا الحال ساعة ثمّ زرن سيّد الشهداء عليه السلام وأرجعن الرأس إلى الصندوق.
وبينما هم على هذا الحال إذا بضجّة واضطراب تعمّ الحجرة فنزل عرش نوراني آخر وإذا بهاتف يقول : غضّوا أبصاركم فإنّ شفيعة المحشر الصدّيقة الزهراء عليها السلام ستأتي ، لا شعورياً ارتعشت فرائصي وأُغمي عليّ. وبالرغم من ذلك إلّا أنّني كنت أسمع بين تلك الضجّة صوت امرأة حزينة تنادي : السلام عليك يا ولدي أيّها المظلوم ، أيّها الشهيد ، أيّها الغريب ، يا نور عيني ، فداك أُمّك يا أباعبدالله ، ولدي عزيزي سيأتي ذلك اليوم الذي ينتقم فيه لثارك من أعداءك.
ولمّا رجع أكبر القساوسة إلى وعيه تطهّر ولبس أطهر ثيابه واتّخذ من الطيب أحسنه ودخل الغرفة التي فيها الرؤوس الشريفة وأخرج رأس سيّد الشهداء عليه السلام من الصندوق وغسّله بالكافور والمسك والزعفران ثمّ وضعه باتّجاه القبلة ووقف أمامه وقال : أيّها الرأس الشريف ، إنّني أعلم أنّك رأس من مدحهم الله تعالى في التوراة والانجيل إلّا أنّني أُقسم عليك بالله العظيم الذي حباك بهكذا منزلة إلّا ما كلّمتني وعرّفتني على نفسك.
فنطق الرأس الشريف بلسان فصيح قائلاً : أنا المظلوم وأنا المغموم وأنا المهموم ، أنا المقتول بسيف الجفا ، أنا المذبوح من القفا.
ومع ذلك لم يكتف كبير القساوسة بهذا البيان وطلب من الرأس الشريف أن يعرّف نفسه أكثر ، وإذا بالرأس ينطق بكلّ فصاحة : أنا ابن محمّد المصطفى صلى الله عليه واله أنا ابن علي المرتضى عليه السلام أنا ابن فاطمة الزهراء عليها السلام أنا الحسين الشهيد المظلوم بكربلاء.
فهاج الحزن بالراهب من هذه الكلمات وضجّ بالبكاء وأخذ الرأس الشريف وقبّله وجعله على وجهه وهو يقول : لن أُفارقك أبداً حتّى تضمن لي الشفاعة يوم القيامة.
وإذا بصوت من الرأس يهتف قائلاً : أوّلاً أُدخل في دين جدّي رسول الله صلى الله عليه واله حتّى أشفع لك ، وإذا بالقس يقول : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله صلى الله عليه واله. ثمّ أنّه جمع جميع القساوسة وقصّ عليهم قصّته ودعاهم إلى الدخول في الدين الإسلامي فأسلموا جميعاً وكان عددهم سبعين رجلاً وكانوا قد بكوا جميعاً لمصيبة سيّد الشهداء عليه السلام ، ثمّ إنّهم ارتدوا ثياب السواد حزناً على سيّد الشهداء عليه السلام بل إنّهم جاءوا جميعاً إلى الإمام السجّاد ليعزّوه وأعلنوا إسلامهم أمامه بعد أن كسّروا نواقيسهم وطبلوا من الإمام عليه السلام أن يأذن لهم في مقاتلة هؤلاء اللعناء ويطلبوا بثأر أبيه سيّد الشهداء عليه السلام إلّا أنّه عليه السلام لم يأذن لهم وقال : إنّ الله عزّوجلّ سينتقم منهم لا محالة(1) .
10 ـ عسقلان : وفي الصباح ـ بعد أن نام شمر بن ذي الجوشن وجماعته خارج الدير ـ تحرّكوا برفقة الأسارى والرؤوس نحو عسقلان وكان أمير هذه المدينة «يعقوب العسقلاني» حاضراً في معركة كربلاء وشارك في جناياتها.
ولذا فإنّه ريثما وصل إلى المدينة أمر بتزيينها وتعطيل الأسواق وأن يجلبوا الملاهي ووسائل الطرب والغناء خارج المدينة فرحاً بهذه المصيبة العظمى ، ثمّ جلس هو وأعوانه مسروراً جذلاً شامتاً بمقتل أهل البيت عليهم السلام وكان الناس يباركون لبعضهم البعض هذا العيد.
ومن سوء الصدف أنّ أحد التجار وهو زرير الخزاعي كان واقفاً يشاهد ما جرى فتساءل من الناس عن الخبر ، فقالوا له : شخص في العراق خرج على يزيد فبعث إليه ابن زياد جيشاً جرّاراً قتلوه وجاءوا برأسه وأهل بيته أُسارى إلى مدينتنا اليوم ويتحرّك
__________________
(1) راجع : تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 236 ـ 237 ، مقتل الخوارزمي ج 2 ص 115 ـ 116 ، مدينة المعاجز ج 4 ص 146 ، العوالم ج 17 ص 417 ، البحار ج 45 ص 172 مع اختلاف يسير معها.
قافلتهم غداً نحو الشام.
فتساءل زرير الخزاعي : وهل كان هذا الشخص مسلماً؟ فقالوا : كان من أكابر المسلمين ، ولمّا تساءل عن سبب خروجه قالوا له : كان يدّعي أنّه ابن رسول الله صلى الله عليه واله وأنّه أحقّ بالخلافة من يزيد ، فتساءل زرير قائلاً : ومن أُمّه أبوه؟ فقالوا : اسمه الحسين ، وأخيه الحسن ، وأُمّه فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه واله ، وأبوه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وجدّه رسول الله محمّد صلى الله عليه واله.
وما أن سمع زرير هذا الكلام انتفض من مكانه وارتعدت فرائصه وتفايضت عيناه بالدموع ، ثمّ إنّه أوصل نفسه بسرعة ليرى بنفسه الأسارى الذين أدخلوهم المدينة ، وريثما وقعت عيناه على الإمام السجّاد عليه السلام أجهش بالبكاء وارتفعت نياحته وأنينه ، فتساءل منه الإمام السجّاد عليه السلام قائلاً : ممّ بكاءك؟ ألا ترى أهل المدينة فرحين مسرورين؟ فأجابه زرير : سيّدي أنا تاجر غريب في هذه البلاد وقد دخلت المدينة اليوم ، وياليت قدماي قد شلّتا حين دخلتها ، ليت عيناي عميتا قبل أن أراكم على هذه الحالة.
فقال الإمام عليه السلام : كأنّك من محبّينا؟!
قال زرير : سيّدي أنا عبدك مرني فأنا في خدمتك؟
قال الإمام عليه السلام : إذا كان لديك أموال فقدّمها إلى حامل رأس أبي وأمره كي يرفع الرأس الشريف كي ينشغل الناس بالنظر إليه ، فقد خزينا من نظر الخلق إلينا.
فذهب زرير إلى حامل الرأس وأعطاه خمسين أشرفياً فتأخّر عن القافلة وانشغل الناس بالنظر إلى الرأس الشريف.
ثمّ إنّ زرير عاد إلى الإمام عليه السلام ثانية وقال له : سيّدي ألك حاجة أُخرى؟
فقال الإمام عليه السلام : إذا كان لديك شيء من القماش فأتي به لتتستّر بنات محمّد صلى الله عليه واله ، به فذهب مباشرة وجاء بالأخمرة وقدّمها للعائلة وجاء بعمامة للإمام عليه السلام.
وفيما هم كذلك إذا بضجّة ترتفع من بين الناس وكان شمر اللعين يهلهل والناس
يهلهلون خلفه ، فذهب زرير إليه ونال منه وقال : شمر! أما تخشى من الله ، هذا رأس ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله على القنا وهذه بنات فاطمة وعلي عليهما السلام أُسارى وأنت تهلهل فرحاً مسروراً.
وإذا باللعين يغضب ويأمر جلاوزته بأخذه فأخذوه وضربوه بشدّة حتّى أُغمي عليه فتصوّروا أنّه قد مات فتركوه.
وفي منتصف الليل استيقظ زرير وأوصل نفسه إلى قبر نبي الله سليمان عليه السلام فوجد جماعة من محبّي أهل البيت عليهم السلام حفاة حاسري الرؤوس قد جلسوا للعزاء على سيّد الشهداء عليه السلام.
أيعلى على السنان سنان |
الرجس رأس الحسين بين الأنام |
|
ثمّ يسري به يأمّ السبايا |
قاصداً بالمسير نحوا الشآم |
|
لعن الله آل حرب الكفر |
والغدر عابد الأصنام |
|
ويزيد اللعين نسل اللعين |
عصبة الكفر والخنا والحرام |
|
وزياداً ونسل آل زياد |
وابن سعد اللعين ثمّ حبتر والدلام |
|
زادهم ربّنا إلى لعناً لعناً |
سرمديّاً مخلّداً بالدوام |
11 ـ بعلبك : ثمّ إنّ قافلة الأُسارى تحرّكت من عسقلان نحو بعلبك ، وكما في المدن السابقة فقد أرسل شمر بعض أعوانه ليأمروا الناس بالخروج بآلات اللهو والطرب لاستقبال القافلة فهبّ الجميع بما فيهم الشيوخ والأطفال وهم يضربون الدفوف فرحين مستبشرين بقدوم القافلة وذلك على بعد ما يقارب ستّة فراسخ خارج المدينة.
والحال أنّ أهل بيت الرسالة عليهم السلام ينظرون إليهم ويتألّمون من أفعالهم بحيث لم تتحمّل السيّدة أُمّ كلثوم عليها السلام هذا المنظر فرفعت يديها بالدعاء وقالت : فرّق الله جمعكم
وسلّط عليكم من يقتلكم جميعاً(1) .
ونقل عما الدين الطبري في كامل البهائي ج 2 ص 292 فقال : إنّ حملة رأس سيّد الشهداء عليه السلام عندما خرجوا من الكوفة كانوا خائفين من قبائل العرب فلربما جاءوا وأخذوا الرأس منهم ، ولذا فإنّهم غيّروا مسارهم من العراق واتّخذوا طريقاً آخراً ، وفي أثناء الطريق نزلوا عند إحدى القبائل وطلبوا منها علفاً لدوابهم وأخبروهم أنّ الرؤوس التي معهم هي رؤوس بعض الخوارج ، وقد استمرّوا على هذا النهج حتّى وصلوا إلى بعلبك.
وعلى كلّ فإنّ القاسم بن ربيع والي بعلبك أمر بتزيين المدينة وأمر الناس أن يخرجوا وهم يضربون المزامير والطنابير والدفوف فرحين مستبشرين بقتل سيّد الشهداء عليه السلام وقد استقبلوا الأسارى على هذه الحال وقادوهم إلى المدينة.
ولم تمض سوى سويعات وإذا بالخبر يصل إلى الناس أنّ الرأس الشريف هو رأس سيّد الشهداء عليه السلام فخرج أكثرهم خارج المدينة وأحرقوا الزينة وقد اضطربت المدينة عدّة أيّام جرّاء هذ الفاجعة المؤلمة.
ولمّا رأى حملة الرؤوس اضطراب الأوضاع في بعلبك خرجوا إلى «مرزين» وهي أوّل مدينة من مدن الشام وإذا بنصر بن عتبة اللعين والي يزيد على هذه المدينة يحتفل بهذه المناسبة وينصب الزينة فرحاً ثمّ قضى الليل كلّه بالطرب واللهو فرحاً بمقتل سيّد الشهداء عليه السلام إلّا أنّ فرحته لم تتمّ إذ أنّ صاعقة من السماء نزلت على زينتهم هذه فأحرقتها فاضطرّوا أن يدخلوا الأُسارى إلى الشام.
ورود الأُسارى إلى الشام
يقول الشيخ أبو الحقّ : بينما كان جلاوزة يزيد يطوفون برأس سيّد الشهداء عليه السلام
__________________
(1) بحار الأنوار ج 45 ص 126 ـ 127.
في زقاق الشام سقط الرأس الشريف فجأة وإذا بالحائط ينحني ويحتضنه بحيث إنّه لم يصل إلى الأرض ، وقد شيّد في نفس هذا المكان مسجداً ما زال إلى اليوم موجوداً.
وقال أبو الحق أيضاً : ازدحم أهل الشام وتجمّعوا من كلّ حدب وصوب ليتفرّجوا على السبايا من بنات الرسول صلى الله عليه واله يقدمهم الإمام السجّاد عليه السلام الذي كان مقيّداً بالحبال القيود ومن أمامهم الرؤوس الشريفة تتقدّم القافلة ، فوالله ما شاهد أهل الشام أُناس أكثر نورانية ولا أشرف من هؤلاء الأُسارى ثمّ أنّهم أدخلوا القافلة إلى قصر يزيد الطاغية الذي كان ينتظر قدومهم.
وقبل أن يدخلوا القافلة على يزيد أخّروهم على حسب بعض الروايات ثلاث ساعات حتّى أذن لهم الطاغية اللعين بالدخول إلى قصره فأدخلهم خولّه عليه(1) .
وقد نقل عماد الدين الطبري عن دخول الأسارى فقال : ما يقارب على خمسمائة رجل وامرأة خرجوا لاستقبال الأسارى وهم يضربون بالدفوف الطبول بينما كان الكثير من الناس يرقصون فرحاً فضلاً عن الذين اءوا ليتفرّجوا على السبايا(2) .
ورد في الخبر الشريف أنّ أحدهم سأل من الإمام السجّاد عليه السلام فقال : أي المصائب كانت أشدّ عليكم؟ وإذا بالإمام عليه السلام يجيب ثلاثاً : الشام الشام الشام. أو أنّه قال : آه من الشام قالها ثلاثاً. وفي خبر آخر أنّ الإمام عليه السلام قال للمنذر بن النعمان ما مضمونه : لقد نزلت علينا في الشام سبع مصائب لم نر مثلها من قبل أصلاً منها :
1 ـ أنّ قادة العسكر كانوا يقدوننا في الشام وهم شاهرون سيوفهم حاملون الرماح وكانوا بين الحين والآخر يتجاسرون علينا بكعب الرماح والناس محدقين بنا من كلّ جانب وهم يضربون بالدفوف ويرقصون فرحاً بما يجري علينا.
__________________
(1) تذكرة الشهداء للكاشاني ص 414.
(2) كامل البهائي ج 2 ص 292.
2 ـ إنّهم مرّوا بالرؤوس الشريفة بين هوادج المخدّرات وجعلوا رأس عمّي العبّاس عليه السلام مقابل عمّاتي زينب وأُمّ كلثوم ، كما يجعلوا رأس علي الأكبر والقاسم قبال عيني سكينة وفاطمة أُختي ، وكانوا يلعبون بالرؤوس تهوي على الأرض أحياناً وتصبح موطأ لأقدام الخيول.
3 ـ كانت النساء الشاميات فوق السطوح ترمينا بالماء والنار حتّى احترقت عمّاتي وحيث إنّني مقيّد لم أستطع إخماد النيران فوصلت النار إلى رأسي واحترق بألسنة النار.
4 ـ أوقفونا منذ طلوع الشمس إلى قريب الغروب بين المغنّين وأهل اللهو فأصبحنا فرجة للناس الذين كانوا يأتون من كلّ مكان ليتفرّجوا علينا ، وكان أزلام يزيد يقولون لهم : إنّ هؤلاء الناس لا احترام لهم في الإسلام أصلاً.
5 ـ قيّدونا بالحبال ومرّوا بنا إلى جانب منازل اليهود والنصارى وقالوا لهم : هؤلاء الذين قتلوا أبوهم آباءكم في معركة خيبر فهلمّوا وخذوا بثاراتكم منهم. وقد قال الإمام السجّاد عليه السلام أيضاً : يا نعمان فما بقي أحد منهم إلّا وقد ألقى علينا ما أراد من التراب والأحجار والأخشاب.
6 ـ أخذونا إلى سوق النخاسين وأرادوا أن يبيعونا كما يبيعوا العبيد والجواري لو لا أنّ الله عزّوجلّ حال دون ذلك.
7 ـ جعلونا في دار لم يكن لها سقف ، فكانت لا تقينا من الحرّ والبرد(1) .
لهفي لرأس ابن النبي هديّة |
لابن الدعي على سنان العامل |
|
لهفي لزين العابدين مكتّفاً |
يكبو له يقتاد بين عقائل |
|
لهفي على حرم الحسين يسقن في |
ذلّ السبا وما لها من كافل |
|
لهفي لهنّ وقد برزن حواسراً |
من بعد قصم أساور وخلاخل |
__________________
(1) سوگنامه آل محمّد صلى الله عليه واله نقلاً عن تذكرة الشهداء للملّا حبيب الله الكاشاني ص 412.
بينهما؟! ولماذا هذا الإندفاع الشديد منهم لحربه؟!
ولعل الصحيح في القضية ـ إن لم يكن الأمر على سبيل الكشف والكرامة لعلي (عليهالسلام ) ـ: أن هناك جماعة صغيرة يسكنون في بلد صغير في اليمن، حصل خلاف فيما بين جماعتين منهما، وقد ذهب (عليهالسلام ) إليهم ليصلح بينهم.
وربما يكون بالقرب من بلدهم عقبة اسمها (أفيق) متوافق مع اسم عقبة أخرى في غور الأردن..
خلاصة توضيحية:
ذكر بعض كتَّاب السيرة الأحداث المتقدمة في موضع واحد، وتحت عنوان واحد..
فكأن هذا البعض فهم أنها تتحدث عن أحداث سَفْرة واحدة، وهي في سفرة علي (عليهالسلام ) وخالد إلى اليمن..
وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لخالد، فإنه هو الذي بقي ستة أشهر في اليمن دفعة واحدة، أما علي (عليهالسلام ) فربما يكون قد سافر أكثرمن مرة، تارة لأجل بني زبيد كما ذكره في الإشارة، أو لمعالجة أمور خالد، أو لغير ذلك..
ويمكننا أن نعرض فهمنا لما جرى كما يلي:
كان خالد قد سار إلى اليمن، ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولعله خاض فيها حرباً مع بعض الفئات، فأصاب منهم سبياً، فطلب من النبي (صلىاللهعليهوآله )
أن يرسل إليه من يقبضه منه، فأرسل علياً (عليهالسلام )، فاصطفى علي (عليهالسلام ) جاريةً من السبي، فأرسل خالد بريدة إلى النبي (صلىاللهعليهوآله ) ليشتكيه.. حسبما تقدم..
أو أنه (عليهالسلام ) اصطفاها بعد أن أوغل في داخل البلاد وأبعد، وافتتح في طريقه حصناً، وأصاب سبياً، وانضم السبي بعضه إلى بعض، فاصطفى (عليهالسلام ) من مجموع السبي تلك الجارية، فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، فأجابه بما تقدم.
وربما يستظهر أن علياًً (عليهالسلام ) قد عاد إلى النبي (صلىاللهعليهوآله ) وبقي خالد في بلاد اليمن، لكي يسعى لأسلمة أهلها، فلم يفلح.
ولعله قد أساء إلى أولئك الناس، فلم يستجيبوا له ـ كما سنرى ـ وبعد ستة أشهر أرسل (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) إليه، ليقفله، ويمضي هو إلى اليمن ليدعو أهلها، ففعل ذلك، فأسلمت همدان في ساعة واحدة(١) .
____________
١- راجع: السنن الكبرى للبيهقي ج٢ ص٣٦٩ وفتح الباري ج٨ ص٥٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٦٩٠ والبداية والنهاية ج٥ ص١٢١ وأعيان الشيعة ج١ ص٤١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج٤ ص٢٠٣ وسبل الهدى والرشاد ج٦ ص٢٣٥ و ٤٢٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٣ ص٣١٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٢١ ص٦٢٢ و ٦٢٦.
وثمة تصور آخر:
وربما تكون الأمور قد سارت على نحو آخر، وهو أن يكون علي (عليهالسلام ) قد سار إلى اليمن مرة واحدة، فواجه بني مذحج وهو في طريقه، وجرى بينهم ما جرى. وواجه ايضاً بني زبيد، وعمرو بن معد يكرب في نفس مسيره ذاك وجرى بينه وبينهم ما جرى، ثم التقى بخالد، وحين قسمة الغنائم اصطفى جارية لنفسه من السبي، فكانت قصة بريدة، وبعد ذلك جرى أرجاع خالد من مناطق اليمن حسبما ذكرته الروايات.
وتعيين المتقدم والمتأخر من هذه الأحداث لا يهم هنا في سياق حديثنا هذا..
من تبوك.. إلى مرض النبي (صلىاللهعليهوآله )..
حديث المنزلة في تبوك..
علي (عليهالسلام ) يتولى المدينة في غزوة تبوك:
وفي غزوة تبوك خلف رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) على المدينة وحينئذٍ قال لعلي (عليهالسلام ) أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وقال هذه الكلمة أيضاً في موارد أخرى(١) ، فلاحظ النصوص التالية:
____________
١- الهداية للشيخ الصدوق ص١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٢ والمقنعة للشيخ المفيد ص١٨ ورسائل الشريف المرتضى ج١ ص٣٣٣ وج٤ ص٧٦ والإقتصاد للشيخ الطوسي ص٢٢٢ و ٢٢٥ والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص١١٤ وإشارة السبق لأبي المجد الحلبي ص٥٣ والحدائق الناضرة ج٨ ص ٥١٢ ونخبة الأزهار للسبحاني ص١٦٠ والخلل في الصلاة للسيد مصطفى الخميني ص١٣٠ وكتاب الطهارة للسيد الخميني ج٢ ص١٢٨ والمحاسن للبرقى ج١ ص١٥٩ والكافي ج٨ ص١٠٧ وعلل الشرائع ج١ ص٢٢٢ وج٢ ص٤٧٤ وعيون أخبار الرضا ( عليهالسلام ) ج١ ص٢٠٨ وج٢ ص٢١٠ والخصال ص٢١١ و ٣١١ و ٥٥٤ و ٥٧٢ والأمالي للشيخ الصدوق ص٢٣٨ و ٤٠٢ و ٤٩١ و ٦١٨ وكمال الدين وتمام النعمة ص٢٧٨ ومعاني الأخبار للشيخ الصدوق ص٧٤ و ٧٥ و ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ وتحـف العقـول ص٤٣٠ و ٤٥٩ وتهذيب الأحكـام ج١ ص٢٧ = = وج١٠ ص٤١ وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص٨٩ وشرح أصول الكافي ج٥ ص١٩٩ وج٦ ص١١٠ وج٩ ص١٢٢ وج١٢ ص٣٩ و ٤١ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١١ ص٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج٨ ص٢١ ومستدرك الوسائل ج١٨ ص٣٦٧ وكتاب سليم بن قيس (تحقيق محمد باقر الأنصاري) ص١٦٧ و ١٩٥ و ٢٠١ و ٢٠٤ و ٢٩٩ و ٣٠٥ و ٣١٤ و ٣٢٢ و ٤٠٠ و ٤٠٨ و ٤١٤ و ٤٢٢ و ٤٥٨ والغارات للثقفي ج١ ص٦٢ وج٢ ص٧٤٥ و ٧٦٧ ومناقب أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) لمحمد بن سليمان الكوفي ج١ ص٢٢٤ و ٣٠١ و ٣١٧ و ٤٥٩ و ٤٩٩ و ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٣ و ٥٠٨ و ٥١٠ و ٥١١ و ٥١٢ و ٥١٩ و ٥٢٠ و ٥٢٢ و ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٢٧ و ٥٢٩ و ٥٣٤ و ٥٣٩ و ٥٤٠ و ٥٤١ وج٢ ص٥١٦ المسترشد للطبري ص٦٧ و ٣٣٥ و ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٦ و ٤٥٤ و ٤٥٩ و ٤٦٠ و ٦٢١ ودلائل الإمامة للطبري ص١٢٤ وشرح الأخبار ج١ ص٩٧ و ٣١٩ وج٢ ص١٧٧ و ١٨٦ و ٢٥٠ و ٤٧٧ وج٣ ص٢٠٢ ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص٩٢ و ١٦٠ والفصول المختارة للشيخ المفيد ص٢٨ و ٢٥٢ والإفصاح للشيخ المفيد ص٣٣ والنكت الإعتقادية للشيخ المفيد ص٣٨ و ٤٢ والنكت في مقدمات الأصول للشيخ المفيد ص٤٧ و ٤٧ والإرشاد للشيخ المفيد ج١ ص٨ والأمالي للشيخ المفيد ص١٩ والأمالي للسيد المرتضى ج٤ ص١٨٦ وكنزالفوائد ص٢٧٤ و ٢٧٥ ـ ٢٨٣ والأمالي للشيخ الطوسي ص٢٢٧ و ٢٥٣ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٥٤٨ و ٥٥٥ و ٥٦٠ والإحتجاج للطبرسي ج١ ص١٥٥ و ١٦٢ و ١٦٣ و ١٩٧ = = و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٣٣ و ٢٤٧ و ٢٧٨ وج٢ ص٨ ومناقب آل أبي طالب ج١ ص٣ و ٤ و ١٩٠ وج٢ ص٣٧ و ٢١٩ و ٣٠٢ وج٣ ص٤٤ و ٤٦ و ٦٠ والعمدة لابن البطريق ص١٣ و ٩٧ و ١٢٦ ـ ١٣٧ و ١٤٤ و ١٨٣ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٣٧
____________
والمزار لمحمد بن المشهدي ص٥٧٦ والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص١٥٢ وسعد السعود لابن طاووس ص٤٣ وإقبال الأعمال ج١ ص٥٠٦ واليقين لابن طاووس ص٢٠٨ و ٤٤٨ والطرائف لابن طاووس ص٥١ ـ ٥٤ و ٦٣ و ١٥١ و ٢٧٧ و ٤١٤ و ٥٢١ والصراط المستقيم ج١ ص٦١ و ١٠١ و ٢٠٧ ـ ٣٢٣ وج٢ ص٤٧ و ٦٤ و ٨٧ وج٣ ص٧٨ والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص٩٦ ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص٥٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٩٨ ـ١٠٣ و ١٩٠ و ٢٢٢ وحلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ص٨٠ و ٣٢٧ و ٣٣٨ و ٤٢٤ ومدينة المعاجز ج٢ ص٤٢٠ وبحار الأنوار ج٥ ص٦٩ وج٨ ص١ وج١٦ ص٤١٢ و٤١٣ وج٢١ ص١٤٢ وج٢٥ ص٢٢٤ وج٢٦ ص٣ وج٢٨ ص٤٥ و ٥٥ و ٢٢٢ و ٣٥٠ وج٢٩ ص٨٣ و ٦٠٦ وج٣١ ص٣١٦ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٣٦٢ و ٣٦٨ و ٣٧١ و ٣٧٦ و ٤١٤ و ٤١٧ و ٤٢٩ و ٤٣٣ وج٣٢ ص٤٨٧ و ٦١٧ وج٣٣ و ١٤٩ و ١٥٤ و ١٧٦ و ١٨٣ وج٣٥ و ٥٨ و ٢٧٥ وج٣٦ ص٣٣١ و ٤١٨ وج٣٧ ص٢٥٤ ـ و٣٠٥ وج٣٨ ص١٢٣ و ٢٤٠ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٣٣١ و ٣٣٤ ـ ٣٣٨ و ٣٤١ و ٣٤٢ وج٣٩ ص٢٠ و ٢١ و ٢٨ و ٥٩ و ٦٢ و ٨٥ وج٤٠ ص٢ و ٩ و ١٠ و ٤٣ و ٧٨ و ٨٨ و ٩٥ = = وج٤٢ ص١٥٥ وج٤٤ ص٢٣ و ٣٥ و ٦٣ وج ٤٩ ص٢٠٠ و ٢٠٩ و ٢٢٩ وج٦٤ ص١٤٨ و ١٩٤ وج٦٨ ص٦٥ وج٦٩ ص١٤٦ و ١٥٥ وج٧٢ و ٤٤٥ وج٨٢ ص٢٦٥ وج٩٧ ص٣٦٢ وج٩٩ ص١٠٦ وج١٠١ ص٤٢٤ وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص٧٩ و ٨١ و ٨٢ و ١٣٧ و ١٤٦ و ٢٣٦ و ٢٣٩ و ٣٤٢ و ٤٣٥ و ٤٤٣ ومناقب أهل البيت ( عليهالسلام ) للشيرواني ص١٠٦ و ١٣٣ ـ ١٣٥ و ٢٠١ و ٢١٦ و ٢٢٠ و ٤٤٦ وخلاصة عبقات الأنوار للنقوي ج١ ص٥٢ و ٥٥ و ٦١ و ٧٢ و ٨٥ و ٨٦ و ٩٢ و ٩٧ وج٢ ص٢١٣ وج٧ ص٥٨ و ٧٥ و ٨٧ و ١٢١ و ١٧٩ و ١٨٨ و ٢٣٣ وج٨ ص٢٦٣ وج٩ ص١٠٦ و ٢٦٩ و ٣١٤ ونهاية الدراية للسيد حسن الصدر ص١٣١ و ١٣٣ والنص والإجتهاد ص٤٩١ و ٥٦٤ والمراجعات ص٢٠٠ و ٢٠٤ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢٨٣ و ٣١٠ و ٣٨٩ وسبيل النجاة في تتمة المراجعات لحسين الراضي ص١١٧ و ٢١٣ و ٢٧٦ ومقام الإمام علي ( عليهالسلام ) لنجم الدين العسكري ص١٣ و ١٨ و ١٩ و ٣٠ و ٣٣ والغدير ج١ ص٣٩ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢٠٨ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٢٩٧ و ٣٩٦ وج٢ ص١٠٨ وج٣ ص١١٥ و ٢٠١ و ٢٢٨ وج٤ ص٦٣ و ٦٥ وج٥ ص٢٩٥ وج٦ ص٣٣٣ وج١٠ ص١٠٤ و ٢٥٨ و ٢٥٩ وفدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر ص٢٧
____________
ومستدرك سفينة البحار ج٧ ص٢٢٩ وج٨ ص٢٣١ وج١٠ ص٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٥٥ ونهج السعادة ج١ ص١٢٤ و ١٦٠ و ٣٦٣ وج٧ ص٤٧١ والإمام علي (عليهالسلام ) لحمد الرحماني الهمداني ص٢٥٣ و ٢٨٢ و ٣٠٧ و ٥٨٦ = = وكلمات الإمام الحسين (عليهالسلام ) للشيخ الشريفي ص٢٧٢ ومسند الإمام الرضا (عليهالسلام ) للعطاردي ج١ ص١٢٨ وج٢ ص١١٦ وأضواء على الصحيحين للنجمي ص٣٢٩ و ٣٤٤ ومعالم المدرستين للعسكري ج١ ص٢٩٦ و ٣١٦ وأحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ج١ ص٢٤٥ ومكاتيب الرسول ج١ ص٤٣ و ٥٦٤ ومواقف الشيعة ج١ ص١٠٢ و ٣٠٥ و ٣١٥ و ٤٤٠ و ٤٥٤ وج٢ ص٤٠٢ وج٣ ص٢٦٩ و ٣٠٢ والمناظرات في الإمامة للشيخ عبدالله الحسن ص٥ و ١٠١ و ١٠٩ و ١١٢ و ١١٦ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٩ و ٢١٣ و ٢١٥ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٥٩ و ٣٣٢ و ٤٧٥. وفضائل الصحابة ص١٣ و ١٤ وصحيح مسلم ج٧ ص١٢٠ وسنن الترمذي ج٥ ص٣٠٤ وشرح مسلم للنووي ج١٥ ص١٧٤ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٩ ـ ١١١ والديباج على مسلم للسيوطي ج٥ ص٣٨٦ وتحفة الأحوذي ج١٠ ص١٦١ ومسند أبي داود ص٢٩ والمعيار والموازنة للإسكافي ص٢١٩ و ٢٢٠ والمصنف لابن أبي شيبة ج٧ ص٤٩٦ ومسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص١٧٦ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص١٣ والآحاد والمثاني ج٥ ص١٧٢ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص٥٥١ و ٥٨٦ ـ ٥٨٨ و ٥٩٥ و ٥٩٦ ومجلسان من إملاء النسائي ص٨٣ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص٤٤ و ٤٥ و ١٢٠ ـ ١٢٥ وخصائص أمير المؤمنين (عليهالسلام ) للنسائي ص٧٧ ـ ٧٩ و ٨٤ و ٨٥ و ٨٩ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٨٧ و ٩٩ وجزء الحميري ص٢٨ و ٣٤ وأمالي المحاملي ص٢٠٩ وحديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص١٩٩ = = وصحيح ابن حبان ج١٥ ص٣٦٩ والمعجم الصغير ج٢ ص٢٢ و ٥٤ والمعجم الأوسط ج٣ ص١٣٩ وج٥ ص٢٨٧ وج٦ ص٧٧ و ٨٣ وج٧ ص٣١١ والمعجم الكبير ج١ ص١٤٦ و ١٤٨ وج٢ ص٢٤٧ وج٤ ص١٧ و ١٨٤ وج١١ ص٦١ وج٢٤ ص١٤٦ و ١٤٧ ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص٢٥٢ وفوائد العراقيين للنقاش ص٩٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٢ ص٥٩ و ٢٦٤ وج٥ ص٢٤٨ وج٦ ص١٦٩ وج٩ ص٣٠٥ وج١٠ ص٢٢٢ وج١٣ ص٢١١ وج١٧ ص١٧٤ وج١٨ ص٢٤ ودرر السمط في خبر السبط ص٧٩ ونظم درر السمطين ص٢٤ و ١٣٤ وكنز العمال وج٥ ص٧٢٤ وج٩ ص١٦٧ و ١٧٠ وج١١ ص٥٩٩ و ٦٠٧ وج١٣ ص١٠٦ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٥١ و ١٦٣ و ١٩٢ وج١٦ ص١٨٦ وتذكرة الموضوعات للفتني ص٨ وكشف الخفاء للعجلوني ج٢ ص٣٨٤ و ٤٢٠ ونظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص١٩٥ وفتح الملك العلى لأحمد بن الصديق المغربي ص١٠٩ و ١٥٤ وإرغام المبتدع الغبي لحسن بن علي للسقاف ص٥٩ وقاموس شتائم للسقاف ص١٩٨ ودفع الإرتياب عن حديث الباب للعلوي ص٣٣ وتفسير الإمام العسكري (عليهالسلام ) ص٢٥٠
____________
وخصائص الوحى المبين لابن البطريق ص١٨٦ و ٢٤٣ و ٢٤٥ ونور الثقلين ج٢ ص٣١٤ والجامع لأحكام القرآن ج١ ص٢٦٦ و ٢٦٧ وعدة الأصول (ط.ق) ج١ ص١٧٠ ورجال النجاشي ص٩٤ و ٢٣٣ و ٤٠١ والفهرست للطوسي ص٧٤ ونقد الرجال للتفرشي ج٣ ص١٧٦ والفوائـد الرجالية لبحـر العلـوم ج٤ ص١١٣ وطـرائـف المقـال = = للبروجردي ج٢ ص٤٨٧ و ٥٦٩ ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج٣ ص٦٤ و ٦٥ وج١١ ص٩٦ وج١٨ ص٢١٥ وتهذيب المقال للأبطحى ج٣ ص٤٨٩ وج٥ ص٤٣٢ والتاريخ الكبير للبخاري ج١ ص١١٥ ومعرفة الثقات للعجلي ج٢ ص١٨٤ و ٤٥٧ وضعفاء العقيلي ج٢ ص٤٧ والكامل لابن عدي ج٢ ص١٤٢ و ٣١٥ وج٣ ص٢٠٧ وج٦ ص٦٨ و ٢١٦ وج٧ ص٣٩ وطبقات المحدثين بأصبهان لابن حبان ج٤ ص٢٦٤ وعلل الدارقطني ج٤ ص٣١٣ و ٣٨١ وتاريخ بغداد ج١ ص٣٤٢ وج٤ ص١٧٦ و ٢٩١ وج٥ ص١٤٧ وج٨ ص٥٢ و ٢٦٢ وج٩ ص٣٧٠ وج١٠ ص٤٥ وج١٢ ص٣٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج١٢ ص٣٤٩ وج١٣ ص١٥٠ و ١٥١ وج١٨ ص١٣٨ وج٢٠ ص٣٦٠ وج٢١ ص٤١٥ وج٣٠ ص٣٥٩ وج٣٨ ص٧ وج٣٩ ص٢٠١ وج٤١ ص١٨ وج٤٢ ص٥٣ و ١١٦ و ١٤٣ و ١٤٦ ـ ١٤٨ و ١٥٠ و ١٥٣ ـ و١٥٧ و ١٦٢ ـ ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٠ و ١٨٢ ـ ١٨٥ وج٥٤ ص٢٢٦ وج٥٩ ص٧٤ وج٧٠ ص٣٥ و ٣٦ وأسد الغابة ج٤ ص٢٧ وج٥ ص٨ وذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي ج٤ ص٢٠٩ وتهذيب الكمال للمزي ج٥ ص٥٧٧ وج٨ ص٤٤٣ وج١٤ ص٤٠٧ وج٢٠ ص٤٨٣ وج٣٢ ص٤٨٢ وج٣٥ ص٢٦٣ وتذكرة الحفاظ ج١ ص١٠ و ٢١٧ وج٢ ص٥٢٣ وسير أعلام النبلاء ج٧ ص٣٦٢ وج١٣ ص٣٤١ وج١٤ ص٢١٠ وتهذيب التهذيب ج٢ ص٢٠٩ وج٥ ص١٦٠ ج٧ ص٢٩٦ ولسان الميزان ج٢ ص٤١٤ والإصابة ج٤ ص٤٦٧ وأنساب الاشراف ص٩٦ و١٠٦ والجوهرة = = في نسب الإمام علي وآله (عليهمالسلام ) للبري ص١٤ و ١٥ وذكر أخبار إصبهان ج١ ص٨٠ وج٢ ص٢٨١ و ٣٢٨ والبداية والنهاية ج٧ ص٣٧٦ و ٣٧٨ وج٨ ص٨٤ وصفين للمنقري ص٣١٥ وبشارة المصطفى للطبري ص٣٥٢ و ٣٧٤ و ٤٠٩ وإعلام الورى للطبرسي ج١ ص٣٢٦ و ٣٣١ والمناقب للخوارزمي ص٥٥ و ٦١ و ١٢٩ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٥٨ و ٣٠١ وكشف الغمة ج١ ص٦٣ و ٧٩ و ١٢٣ و ٢٩٢ و ٣٤٢ وج٢ ص٢٤ ونهج الإيمان لابن جبر ص٦٨ و ١١٩ و ٣٧٩ ـ ٤٠٥ و ٥٣١ و ٦١٦ و ٦٥٨ والعدد القوية ص٥١ و ٢٤٧.
وراجع: كشف اليقين ص٢٧٩ و ٤٢٥ و ٤٥٩ و ٤٦٦ والنزاع والتخاصم للمقريزي ص١٠١ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( عليهالسلام ) لابن الدمشقي ج١ ص٣٧ و ١٩٧ و ٢٩٦ وسبل الهدى والرشاد ج١١ ص٢٩٢ وينابيع المودة ج١ ص١٣٧ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٢ و ٢٤٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٤٣١ و ٤٣٤ وج٢ ص٨٦ و ١٤٦ و ١٥٣ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٨٦ وج٣ ص٢٠٨ و ٢١١ و ٢٧٨ و ٣٦٩ و ٤٠٣ واللمعة البيضاء للتبريزي ص٦٧ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص٩٦ و ١١٧ و ١٨٣ والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص٢٣ و ٣٢٨ و ٣٣٦ ولمحات للشيخ لطف الله الصافى ص٤٣ ومجموعة الرسائل للشيخ لطف الله الصافي ج١ ص١٧٤ وج٢ ص٣٢٩ وحياة الإمام الحسين ( عليهالسلام ) للقرشي ج١ ص٢٥٥ وحياة الإمام الرضا ( عليهالسلام ) للقرشي ج١ ص١٦٩ وج٢ ص٢٦٦ و ٣١٨.
ما جرى في غزوة تبوك:
ورد في النصوص أن هذا الحديث الشريف قاله (صلىاللهعليهوآله ) في غزوة تبوك، ونحن نشير ـ على سبيل المثال ـ هنا إلى ما يلي:
١ ـ خرج الناس في غزوة تبوك، فقال علي (عليهالسلام ) للنبي (صلىاللهعليهوآله ): أخرج معك؟!
فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): لا.
فبكى علي (عليهالسلام )، فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟!.
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي(١) .
٢ ـ وقالوا: لما خرج رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) في غزوة تبوك، استخلف علي بن أبي طالب (عليهالسلام ) على المدينة، فماج المنافقون في
____________
١- المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج١١ ص٩٨ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج١٢ ص٧٨ وراجع: مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٢٩ والعمدة لابن البطريق ص٨٦ و ٢٣٩ وذخائر العقبى ص٨٧ وبحار الأنوار ج٣٨ ص٢٤٢ وج٤٠ ص٥١ والمراجعات للسيد شرف الدين ص١٩٧ و ١٩٨ و ٣٩٦ ومسند أحمد ج١ ص٣٣١ والمستدرك للحاكم ج٣ ص١٣٣ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٢٠ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص٥٥٢ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٦٤ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص١١.
المدينة، وفي عسكر رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وقالوا: كره قربه، وساء فيه رأيه. فاشتد ذلك على علي (عليهالسلام )، فقال: يا رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
فقال: رضي الله برضائي عنك، فإن الله عنك راض، إنما منزلك مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.
فقال علي (عليهالسلام ): رضيت، رضيت(١) .
٣ ـ وفي رواية سعد بن أبي وقاص: خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي (عليهالسلام ): أتخلفني مع النساء والصبيان؟!
فقال له (صلىاللهعليهوآله ): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!(٢) .
____________
١- مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٤٧ وراجع: مسند أبي يعلى ج٢ ص٦٦ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٨١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٦ ص٥١ وج٣٠ ص٤٩٧.
٢- مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٣٢ والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص٢٠٥ ومسند أبي يعلى ج١ ص٢٨٦ ومعارج القبول ج٢ ص٤٧١ ومسند فاطمة للسيوطي ص٦٢ والمعجم لابن المثنى التميمي ص٢٣٠ وتحفة الأحوذي ج١٠ ص٢٢٩ وتلخيص المتشابه في الرسم ج٢ ص٦٤٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٦٣٢ وج٣ ص٦٢٧ وتاريخ الأحمدي ص٩٩ وفضائل = = الصحابة للنسائي ص١٤ والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج٩ ص٤١ والحدائق لابن الجوزي ج١ ص٣٨٧ عن البخاري، ومسلم، والسيرة النبوية لابن كثير ج٤ ص١٢ والبداية والنهاية ج٥ ص٧ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج٥ ص١١ وج٧ ص٣٧٥ وإمتاع الأسماع ج٣ ص٣٣٦ و ٣٣٧ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص١٢٣ وتغليق التعليق ج٤ ص١٦١ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٤٨ ومسند أحمد ج١ ص١٧٣ ومسند أبي داود الطيالسي ص٢٩ وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥١٣ والعمدة لابن البطريق ص١٢٩ والطرائف لابن طاووس ص٥١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص١٠١ وبحار الأنوار ج٣٧ ص٢٦٣ وكتاب الأربعين للماحوزي ص٨٠ وشواهد التنزيل ج٢ ص٣٥ والإكمال في أسماء الرجال ص١٣٠ وتاريخ بغداد ج١١ ص٤٣٠ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١١٢ و ١٦٠ وكشف اليقين ص٢٨١ وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج١ ص١٧١.
زاد في نص آخر قوله: قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأدبر علي (عليهالسلام ) فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع(١) .
____________
١- مسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص١٧٧ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٥٧ ومناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥١٣ و ٥٢٣ و ٥٣٣ وراجع: مسند أحمد ج١ ص١٧٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص١٧٦ وج٢٣ ص٧٢ وج٣٠ ص٥٠٤ و ٥٠٨ والعمدة لابن البطريق ص١٢٨ وبحار الأنوار ج٣٧ ص٢٦٢.
٤ ـ وفي نص آخر: عندما خلف علياً (عليهالسلام ) في المدينة، قال الناس: ملَّه، وكره صحبته.
فتبع علي النبي (صلىاللهعليهوآله )، حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله، خلفتني في المدينة مع النساء والذراري، حتى قال الناس ملَّه وكره صحبته؟!.
فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): يا علي، إني خلَّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟!(١) .
٥ ـ وفي نص آخر: أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، تخلفني مع الخوالف؟!.
فقال: أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا
____________
١- مناقب أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥٣١ و ٥٣٢ وفضائل الصحابة ص١٣ ومسند سعد بن أبي وقاص ص١٧٤ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص٤٤ و ١١٩ و ٢٤٠ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٧٦ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٨٦ والكامل ج٢ ص٤١٧ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٥١ و ١٥٢ ومختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٤٤ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٧١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص١٥٩ وج١٦ ص٧٥ وج٢١ ص١٧٦ و ٢٠٠ وج٢٢ ص٣٩٠ و ٤٠٠ وج٣٠ ص٤٧٧ و ٤٨٢ و ٥٠١ و ٥٠٢.