إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن20%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 114257 / تحميل: 7389
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

قوله تعالى (لفيفا) حال بمعنى جميعا، وقيل هو مصدر كالنذير والنكير: أى مجتمعين.

قوله تعالى (وبالحق أنزلناه) أى وبسبب إقامة الحق، فتكون الباء متعلقة بأنزلنا، ويجوز أن يكون حالا: أى أنزلناه ومعه الحق أو فيه الحق، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل، أى أنزلناه ومعنا الحق (وبالحق نزل) فيه الوجهان الاولان دون الثالث، لانه ليس فيه ضمير لغير القرآن.

قوله تعالى (وقرآنا) أى وآتيناك قرآنا، دل على ذلك " ولقد آتينا موسى الكتاب " أو أرسلناك، فعلى هذا (فرقناه) في موضع نصب على الوصف، ويجوز أن يكون التقدير: وفرقنا قرآنا، وفرقناه تفسير لاموضع له، وفرقناه، أى في أزمنة، وبالتخفيف أى شرحناه (على مكث) في موضع الحال: أى متمكثا، والمكث بالضم والفتح لغتان وقد قرئ بهما، وفيه لغة أخرى كسر الميم.

قوله تعالى (للاذقان) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هى حال تقديره: ساجدين للاذقان.

والثانى هى متعلقة بيخرون، واللام على بابها: أى مذلون للاذقان.

والثالث هى بمعنى على، فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من (يبكون) ويبكون حال وفاعل (يزيدهم) القرآن أو المتلو أو البكاء أو السجود.

قوله تعالى (أياما) أيا منصوب ب‍ (تدعوا) وتدعوا مجزوم بأيا، وهى شرط، فأما " ما " فزائدة للتوكيد، وقيل هى شرطية كررت لما اختلف اللفظان.

قوله تعالى (من الذل) أى من أجل الذل.

سورة الكهف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (قيما) فيه وجهان: أحدهما هو حال من الكتاب، وهو مؤخر عن موضعه: أى أنزل الكتاب قيما قالوا وفيه ضعف لانه يلزم منه التفريق بعض الصلة وبعض، لان قوله تعالى (ولم) معطوف على أنزل، وقيل قيما حال، ولم يجعل حال أخرى.

والوجه الثانى أن قيما منصوب بفعل محذوف تقديره: جعله قيما، فهو حال أيضا، وقيل هو حال أيضا من الهاء في ولم يجعل له، والحال مؤكدة، وقيل منتقلة.

قوله تعالى (لينذر) أى لينذر العباد، أو لينذركم (من لدنه) يقرأ بفتح اللام وضم الدال

١٠١

وسكون النون وهى لغة، ويقرأ بفتح اللام وضم الدال وكسر النون، ومنهم من يختلس ضمة الدال، ومنهم من يختلس كسرة النون.

قوله تعالى (ماكثين) حال من المجرور في لهم، والعامل فيها الاستقرار، وقيل هو صفة لاجر، والعائد الهاء في فيه.

قوله تعالى (كبرت) الجمهور على ضم الباء وقد أسكنت تخفيفا، و (كلمة) تمييز، والفاعل مضمر: أى كبرت مقالتهم، وفي (تخرج) وجهان: أحدهما هو في موضع نصب صفة لكلمة. والثانى في موضع رفع تقديره: كلمة كلمة تخرج، لان كبر بمعنى بئس.

فالمحذوف هو المخصوص بالذم، و (كذبا) مفعول يقولون أو صفة لمصدر محذوف: أى قولا كذبا، و (أسفا) مصدر في موضع الحال من الضمير في باخع، وقيل هو مفعول له، والجمهور على أن لم بالكسر على الشرط، ويقرأ بالفتح أى لان لا يؤمنوا.

قوله تعالى (زينة) مفعول ثان على أن جعل بمعنى صير، أو مفعول له أو حال على أن جعل بمعنى خلق.

قوله تعالى (أم حسبت) تقديره: بل أحسبت (والرقيم) بمعنى المرقوم على قول من جعله كتابا، و (عجبا) خبر كان. و (من آياتنا) حال منه، ويجوز أن يكون خبرين، ويجوز أن يكون عجبا حالا من الضمير في الجار.

قوله تعالى (إذ) ظرف لعجبا، ويجوز أن يكون التقدير: اذكر إذ.

قوله تعالى (سنين) ظرف لضربنا، وهو بمعنى أنمناهم، و (عددا) صفة لسنين: أى معدودة أو ذوات عدد، وقيل مصدر أى تعد عددا.

قوله تعالى (أى الحزبين) مبتدأ و (أحصى) الخبر، وموضع الجملة نصب بنعلم، وفي أحصى وجهان: أحدهما هو فعل ماض، و (أمدا) مفعوله ولما لبثوا نعت له قدم عليه فصار حالا أو مفعولا له، أى لاجل لبثهم، وقيل اللام زائدة، ومابمعنى الذى، وأمدا مفعول لبثوا، وهو خطأ، وإنما الوجه أن يكون تمييزا، والتقدير: لما لبثوه والوجه الثانى هو اسم، وأمدا منصوب بفعل دل عليه الاسم، وجاء أحصى على حذف الزيادة، كما جاء هو أعطى للمال وأولى بالخير.

قوله تعالى (شططا) مفعول به أو يكون التقدير: قولا شططا.

قوله تعالى (هؤلاء) مبتدأ، و (قومنا) عطف بيان، و (اتخذوا) الخبر.

١٠٢

قوله تعالى (وإذ اعتزلتموهم) " إذ " ظرف لفعل محذوف: أى وقال بعضهم لبعض (ومايعبدون) في " ما " ثلاثة أوجه: أحدها هى اسم بمعنى الذى و (إلا الله) مستثنى من " ما " أو من العائد المحذوف.

والثانى هى مصدرية، والتقدير: اعتزلتموهم وعبادتهم إلا عبادة الله.

والثالث أنها حرف نفى، فيخرج في الاستثناء وجهان: أحدهما هو منقطع. والثانى هو متصل، والتقدير: وإذ اعتزلتموهم إلا عبادة الله، أو وما يعبدون إلا الله، فقد كانوا يعبدون الله مع الاصنام، أو كان منهم من يعبد الله (مرفقا) يقرأ بكسر الميم وفتح الفاء، لانه يرتفق به فهو كالمنقول المستعمل مثل المبرد والمنخل، ويقرأ بالعكس وهو مصدر: أى ارتفاقا، وفيه لغة ثالثة وهى فتحهما، وهو مصدر أيضا مثل المضرب والمنزع.

قوله تعالى (تزاور) يقرأ بتشديد الزاى، وأصله تتزاور فقلبت الثانية زايا وأدغمت، ويقرأ بالتخفيف على حذف الثانية، ويقرأ بتشديد الراء مثل تحمر، ويقرأ بألف بعد الواو مثل: تحمار ويقرأ بهمزة مكسورة بين الواو والراء مثل تطمئن و (ذات اليمين) ظرف لتزاور.

قوله تعالى (ونقلبهم) المشهور أنه فعل منسوب إلى الله عزوجل، ويقرأ بتاء وضم اللام وفتح الباء وهو منصوب بفعل دل عليه الكلام: أى ونرى تقلبهم، و (باسط) خبر المبتدأ، و (ذراعيه) منصوب به، وإنما عمل اسم الفاعل هنا وإن كان للماضى لانه حال محكية (لو اطلعت) بكسر الواو على الاصل، وبالضم ليكون من جنس الواو (فرارا) مصدر لان وليت بمعنى فررت، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا له (ملئت) بالتخفيف، ويقرأ بالتشديد على التكثير، و (رعبا) مفعول ثان، وقيل تمييز.

قوله تعالى (وكذلك) في موضع نصب: أى وبعثناهم كما قصصنا عليك، و (كم) ظرف و (بورقكم) في موضع الحال، والاصل فتح الواو وكسر الراء، وقد قرئ به. وبإظهار القاف على الاصل وبإدغامها لقرب مخرجها من الكاف واختير الادغام لكثرة الحركات والكسرة، ويقرأ بإسكان الراء على التخفيف وبإسكانها وكسر الواو على نقل الكسرة إليها، كما يقال فخذ وفخذ وفخذ (أيها أزكى) الجملة في موضع نصب، والفعل معلق عن العمل في اللفظ، و (طعاما) تمييز.

قوله تعالى (إذ يتنازعون) إذ ظرف ليعلموا أو لاعثرنا، ويضعف أن يعمل فيه الوعد

١٠٣

لانه قد أخبر عنه، ويحتمل أن يعمل فيه معنى حق (بنيانا) مفعول وهو جمع بنيانة، وقيل هو مصدر.

قوله تعالى (ثلاثة) يقرأ شاذا بتشديد الثاء على أنه سكن التاء وقلبها ثاء وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول ابعث تلك (ورابعهم كلبهم) رابعهم مبتدأ، وكلبهم خبره، ولا يعمل اسم الفاعل هنا لانه ماض، والجملة صفة لثلاثة، وليست حالا إذ لا عامل لها، لان التقدير: هم ثلاثة، وهو لا يعمل، ولا يصح أن يقدر هؤلاء لانها إشارة إلى حاضر، ولم يشيروا إلى حاضر، ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التى بعدها لجاز كما جاز في الجملة الاخيرة، لان الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو، وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في ثامنهم، وقيل دخلت لتدل على أن مابعدها مستأنف حق، وليس من جنس المقول برجم الظنون، وقد قيل فيها غير هذا وليس بشئ، و (رجما) مصدر: أى يرجمون رجما.

روى عن ابن كثير " خمسة " بالنصب: أى يقولون نعدهم خمسة، وقيل يقولون بمعنى يظنون، فيكون قوله تعالى " سادسهم كلبهم " في موضع المفعول الثانى، وفيه ضعف.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) في المستثنى منه ثلاثة أوجه: أحدها هو من النهى والمعنى لاتقولن أفعل غدا إلا أن يؤذن لك في القول.

والثانى هو من فاعل: أى لاتقولن إنى فاعل غدا حتى تقرن به قوله إن شاء الله.

والثالث أنه منقطع، وموضع أن يشاء الله نصب على وجهين: أحدهما على الاستثناء، والتقدير: لاتقولن ذلك في وقت إلا وقت أن يشاء الله: أى يأذن، فحذف الوقت وهو مراد. والثانى هو حال، والتقدير: لاتقولن أفعل غدا إلا قائلا إن شاء الله، فحذف القول وهو كثير وجعل قوله أن يشاء في معنى إن شاء، وهو مما حمل على المعنى، وقيل التقدير: إلا بأن يشاء الله: أى متلبسا بقول إن شاء الله.

قوله تعالى (ثلثمائة سنين) يقرأ بتنوين مائة، وسنين على هذا بدل من ثلاث، وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة، لان مائة في معنى مئات ويقرأ بالاضافة وهو ضعيف في الاستعمال، لان مائة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الاصل، إذ الاصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوى ذلك أن علامة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد (تسعا) مفعول ازدادوا، وزاد متعد إلى اثنين، فإذا بنى على افتعل تعدى إلى واحد

١٠٤

(أبصر به وأسمع) الهاء تعود على الله عزوجل، وموضعها رفع لان التقدير: أبصر الله، والباء زائدة، وهكذا في فعل التعجب الذى هو على لفظ الامر.

وقال بعضهم: الفاعل مضمر، والتقدير: أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف فهو أمر حقيقة (ولايشرك) يقرأ بالياء وضم الكاف على الخبر عن الله، وبالتاء على النهى: أى أيها المخاطب.

قوله تعالى (واصبر) هو متعد لان معناه احبس، و (بالغداة والعشى) قد ذكرا في الانعام (ولا تعد عيناك) الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين، وقرأ الحسن تعد عينيك بالتشديد والتخفيف: أى لاتصرفها (أغفلنا) الجمهور على إسكان اللام، و (قلبه) بالنصب: أى أغفلناه عقوبة له أو وجدناه غافلا، ويقرأ بفتح اللام وقلبه بالرفع وفيه وجهان: أحدهما وجدنا قلبه معرضين عنه. والثانى أهمل أمرنا عن تذكرنا.

قوله تعالى (يشوى الوجوه) يجوز أن يكون نعتا لما، وأن يكون حالا من المهل وأن يكون حالا من الضمير في الكاف في الجار (وساء‌ت) أى ساء‌ت النار (مرتفقا) أى متكأ أو معناه المنزل.

قوله تعالى (إن الذين آمنوا) في خبر إن ثلاثة أوجه: أحدها أولئك لهم جنات عدن، وما بينهما معترض مسدد.

والثانى تقديره: لانضيع أجر من أحسن عملا منهم، فحذف العائد للعلم به.

والثالث أن قوله تعالى " من أحسن " عام فيدخل فيه الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويغنى ذلك عن ضمير كما أغنى عن دخول زيد تحت الرجل في باب نعم عن ضمير يعود عليه وعلى هذين الوجهين قد جعل خبر إن الجملة التى فيها إن.

قوله تعالى (من أساور) يجوز أن تكون " من " زائدة على قول الاخفش، ويدل عليه قوله " وحلوا أساور " ويجوز أن تكون غير زائدة: أى شيئا من أساور فتكون لبيان الجنس أو للتبعيض، و (من ذهب) من فيه لبيان الجنس أو للتبعيض وموضعها جر نعتا لاساور، ويجوز أن تتعلق بيحلون، وأساور جمع أسورة، وأسورة جمع سوار، وقيل هو جمع أسوار (متكئين) حال إما من الضمير في تحتهم، أو من الضمير في يحلون أو يلبسون.

والسندس جمع سندسة. وإستبرق جمع إستبرقة، وقيل هما جنسان.

قوله تعالى (مثلا رجلين) التقدير: مثلا مثل رجلين، و (جعلنا) تفسير المثل فلا موضع

١٠٥

له، ويجوز أن يكون موضعه نصبا نعتا لرجلين كقولك: مررت برجلين جعل لاحدهما جنة (كلتا الجنتين) مبتدأ، و (آتت) خبره، وأفرد الضمير حملا على لفظ كلتا (وفجرنا) بالتخفيف والتشديد، و (خلالهما) ظرف والثمر بضمتين جمع ثمار، فهو جمع الجمع مثل كتاب وكتب، ويجوز تسكين الميم تخفيفا، ويقرأ ثمر جمع ثمرة.

قوله تعالى (ودخل جنته) إنما أفرد، ولم يقل جنتيه لانهما جميعا ملكه فصارا كالشئ الواحد، وقيل اكتفاء بالواحدة عن الثنتين، كما يكتفى بالواحد عن الجمع، وهو كقول الهذلى:

والعين بعدهم كأن حداقها

سملت بشوك فهى عور تدمع

قوله تعالى (خيرا منها) يقرأ على الافراد، والضمير لجنته، وعلى التثنية، والضمير للجنتين.

قوله تعالى (لكنا هو) الاصل لكن أنا فألقيت حركة الهمزة على النون، وقيل حذفت حذفا وأدغمت النون في النون، والجيد حذف الالف في الوصل وإثباتها في الوقف، لان أنا كذلك والالف فيه زائدة لبيان الحركة، ويقرأ بإثباتها في الحالين وأنا مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، و (الله) مبتدأ ثالث، و (ربى) الخبر والياء عائدة على المبتدأ الاول، ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا، إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو لانه ضمير مرفوع، ويجوز أن يكون اسم الله بدلا من هو.

قوله تعالى (ماشاء الله) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وهى مبتدأ والخبر محذوف: أو خبر مبتدأ محذوف: أى الامر ماشاء الله.

والثانى هى شرطية في موضع نصب يشاء، والجواب محذوف: أى ماشاء الله كان (إلا بالله) في موضع رفع خبره (أنا) فيه وجهان: أحدهما هى فاصلة بين المفعولين. والثانى هو توكيد للمفعول الاول فموضعها نصب، ويقرأ (أقل) بالرفع على أن يكون أنا مبتدأ، وأقل خبره والجملة في موضع المفعول الثانى.

قوله تعالى (حسبانا) هو جمع حسبانة، و (غورا) مصدر بمعنى الفاعل: أى غائرا: وقيل التقدير: ذا غور.

قوله تعالى (يقلب كفيه) هذا هو المشهور، ويقرأ " تقلب " أى تتقلب كفاه بالرفع (على ماأنفق) يجوز أن يتعلق بيقلب، وأن يكون حالا: أى متحسرا على ماأنفق فيها: أى

١٠٦

في عمارتها (ويقول) يجوز أن يكون حالا من الضمير في يقلب، وأن يكون معطوفا على يقلب.

قوله تعالى (ولم تكن له) يقرأ بالتاء والياء وهما ظاهران (ينصرونه) محمول على المعنى لان الفئة ناس، ولو كان تنصره لكان على اللفظ.

قوله تعالى (هنالك) فيه وجهان: أحدهما هو ظرف، والعامل فيه معنى الاستقرار في لله، و (الولاية) مبتدأ، و (لله) الخبر. والثانى هنالك خبر الولاية، والولاية مرفوعة به، ولله يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف أو بالولاية، ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلق بمحذوف، والولاية بالكسر والفتح لغتان، وقيل للكسر في الامارة والفتح في النصرة، و (الحق) بالرفع صفة الولاية، أو خبر مبتدأ محذوف: أى هى الحق أو هو الحق، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (هو خير) خبره ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى.

قوله تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا) يجوز أن تجعل اضرب بمعنى

اذكر فيتعدى إلى واحد، فعلى هذا يكون (كماء أنزلناه) خبر مبتدأ محذوف: أى هو كماء، وأن يكون بمعنى صير، فيكون كماء مفعولا ثانيا (فاختلط به) قد ذكر في يونس (تذروه) هو من ذرت الريح تذروه ذروا: أى فرقت، ويقال ذرت تذرى، وقد قرئ به، ويقال أذرت تذرى كقولك أذريته عن فرسه إذا ألقيته عنها، وقرئ به أيضا.

قوله تعالى (ويوم نسير الجبال) أى واذكر يوم، وقيل هومعطوف على عند ربك: أى الصالحات خير عند الله وخير يوم نسير. وفي نسير قراآت كلها ظاهرة (وترى) الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم، وقيل لكل إنسان، و (بارزة) حالا (وحشرناهم) في موضع الحال، وقد مرادة: أى وقد حشرناهم.

قوله تعالى (صفا) حال بمعنى مصطفين: أى مصفوفين، والتقدير: يقال لهم (لقد جئتمونا) أو مفعولا لهم، فيكون حالا أيضا، و (بل) هاهنا للخروج من قصة إلى قصة.

قوله تعالى (لايغادر) في موضع الحال من الكتاب.

قوله تعالى (وإذ قلنا) أى واذكر (إلا إبليس) استثناء من غير الجنس، وقيل من الجنس، و (كان من الجن) في موضع الحال، وقد معه مرادة (ففسق) إنما أدخل الفاء هنا لان معنى إلا إبليس امتنع ففسق (بئس) اسمها مضمر فيها، والمخصوص بالذم محذوف: أى بئس البدل هو وذريته، (للظالمين) حال من (بدلا) وقيل يتعلق ببئس.

١٠٧

قوله تعالى (ماأشهدتهم) أى إبليس وذريته ويقرأ أشهدناهم (عضدا) يقرأ بفتح العين وضم الضاد، وبفتح العين وضمها مع سكون الضاد، والاصل هو الاول، والثانى تخفيف، وفي الثالث نقل، ولم يجمع لان الجمع في حكم الواحد إذ كان المعنى أن جميع المضلين لايصلح أن ينزلوا في الاعتضاد بهم منزلة الواحد، ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع.

قوله تعالى (ويوم نقول) أى واذكر يوم نقول، ويقرأ بالنون والياء، (وبينهم) ظرف، وقيل هو مفعول به: أى وصيرنا وصلهم إهلاكا لهم. والموبق مكان وإن شئت كان مصدرا يقال وبق يبق وبوقا وموبقا، ووبق يوبق وبقا قوله تعالى (مصرفا) أى انصرافا، ويجوز أن يكون مكانا: أى لم يجدوا مكانا ينصرف إليه عنها والله أعلم.

قوله تعالى (من كل مثل) أى ضربنا لهم مثلا من كل جنس من الامثال والمفعول محذوف، أو يخرج على قول الاخفش أن تكون من زائدة (أكثر شئ جدلا) فيه وجهان: أحدهما أن شيئا هنا في معنى مجادل، لان أفعل يضاف إلى ماهو بعض له، وتمييزه بجدلا يقتضى أن يكون الاكثر مجادلا، وهذا من وضع العام موضع الخاص.

والثانى أن في الكلام محذوفا تقديره: وكان جدال الانسان أكثر شئ ثم ميزه.

قوله تعالى (أن يؤمنوا) مفعول منع (أن تأتيهم) فاعله، وفيه حذف مضاف: أى إلا طلب أو انتظار أن تأتيهم.

قوله تعالى (وماأنذروا) " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف، و (هزوا) مفعول ثان، ويجوز أن تكون " ما " مصدرية.

قوله تعالى (أن يفقهوه) أى كراهية أن يفقهوه.

قوله تعالى (لو يؤاخذهم) مضارع محكى به الحال، وقيل هو بمعنى الماضى والوعد هنا يصلح للمكان والمصدر، والموئل مفعل من وأل يئل إذا لجأوا، ويصلح لهما أيضا.

قوله تعالى (وتلك) مبتدأ، و (أهلكناهم) الخبر، ويجوز أن يكون تلك في موضع نصب يفسره المذكور، و (لمهلكهم) مفعل بضم الميم، وفتح اللام وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر بمعنى الاهلاك مثل المدخل.

والثانى هو مفعول: أى لمن أهلك، أو لما أهلك منها، ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك، ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف

١٠٨

إلى الفاعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.

قوله تعالى (وإذ قال) أى واذكر (لا أبرح) فيه وجهان: أحدهما هى الناقصة وفي اسمها وخبرها وجهان: أحدهما خبرها محذوف: أى لا أبرح أسير، والثانى الخبر (حتى أبلغ) والتقدير: لا أبرح سيرى، ثم حذف الاسم وجعل ضمير المتكلم عوضا منه، فأسند الفعل إلى المتكلم.

والوجه الآخر هى التامة، والمفعول محذوف أى لا أفارق السير حتى أبلغ، كقولك: لا أبرح المكان: أى لا أفارق (أو أمضى) في " أو " وجهان: أحدهما هى لاحد الشيئين: أى أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب. والثانى أنها بمعنى إلا أن: أى إلا أن أمضى زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين، والمجمع ظرف، ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.

قوله تعالى (سبيله) الهاء تعود على الحوت، و (في البحر) يجوز أن يتعلق باتخذ، وأن يكون حالا من السبيل أومن (سربا).

قوله تعالى (أن أذكره) في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه: أى ماأنسانى ذكره، وكسر الهاء وضمها جائزان، وقد قرئ بهما (عجبا) مفعول ثان لاتخذ، وقيل هو مصدر: أى قال موسى عجبا، فعلى هذا يكون المفعول الثانى لاتخذ في البحر.

قوله تعالى (نبغى) الجيد إثبات الياء، وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهل ذلك أن الهاء لا تضم هاهنا (قصصا) مصدر: فارتدا على المعنى، وقيل هو مصدر فعل محذوف: أى يقصان قصصا، وقيل هو في موضع الحال: أى مقتصين و (علما) مفعول به، ولو كان مصدرا لكان تعليما.

قوله تعالى (على أن تعلمن) هو في موضع الحال: أى أتبعك بإذلالى، والكاف صاحب الحال، و (رشدا) مفعول تعلمن، ولايجوز أن يكون مفعول علمت لانه لا عائد إذن على الذى، وليس بحال من العائد المحذوف، لان المعنى على ذلك يبرز والرشد والرشد لغتان وقد قرئ بهما.

قوله تعالى (خبرا) مصدر، لان تحيط بمعنى تخبر.

قوله تعالى (تسألنى) يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء، وبفتح اللام وتشديد النون، ونون الوقاية محذوفة، ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون

١٠٩

الوقاية، ويقرأ بفتح النون وتشديدها.

قوله تعالى (لتغرق أهلها) يقرأ بالتاء على الخطاب مشددا ومخففا، وبالياء وتسمية الفاعل.

قوله تعالى (عسرا) هو مفعول ثان لتزهق، لان المعنى لاتولنى أو تغشنى.

قوله تعالى (بغير نفس) الباء تتعلق بقتلت أى قتلته بلا سبب، ويجوز أن يتعلق بمحذوف: أى قتلا بغير نفس، وأن تكون في موضع الحال: أى قتلته ظالما أو مظلوما، والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما، وشيئا مفعول: أى أتيت شيئا منكرا، ويجوز أن يكون مصدرا أى مجيئا منكرا.

قوله تعالى (من لدنى) يقرأ بتشديد النون، والاسم لدن، والنون الثانية وقاية وبتخفيفها وفيه وجهان: أحدهما هو كذلك إلا أنه حذف نون الوقاية كما قالوا قدنى وقدى.

والثانى أصله ولد وهى لغة فيها، والنون للوقاية، و (عذرا) مفعول به كقولك: بلغت الغرض.

قوله تعالى (استطعما أهلها) هو جواب إذا، وأعاد ذكر الاهل توكيدا (أن ينقض) بالضاد المعجمة المشددة من غير ألف، وهو من السقوط شبه بانقضاض الطائر، ويقرأ بالتخفيف على مالم يسم فاعله من النقض، ويقرأ بالالف والتشديد مثل يحمار، ويقرأ كذلك بغير تشديد، وهو من قولك انقضاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل، ويقرأ بالضاد مشددة من قولك انقاضت السن إذا انكسرت (لتخذت) يقرأ بكسر الخاء مخففة، وهو من تخذ يتخذ إذا عمل شيئا، ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء وفيه وجهان: أحدهما هو افتعل من تخذه.

والثانى أنه من الاخذ وأصله أيتخذ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت، وأصل الياء الهمزة.

قوله تعالى (فراق بينى) الجمهور على الاضافة، أى تفريق وصلنا، ويقرأ بالتنوين، وبين منصوب على الظرف.

قوله تعالى (غصبا) مفعول له أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر أخذ من معناه.

قوله تعالى (مؤمنين) خبر كان، ويقرأ شاذا بالالف على أن في كان ضمير الغلام أو الشأن، والجملة بعدها خبرها.

قوله تعالى (زكاة) تمييز، والعامل خيرا منه، و (رحما) كذلك، والتسكين والضم لغتان.

قوله تعالى (رحمة من ربك) مفعول له أو موضع الحال.

١١٠

قوله تعالى (منه ذكرا) أى من إخباره، فحذف المضاف.

قوله تعالى (مكنا له) المفعول محذوف: أى أمره.

قوله تعالى (فأتبع) يروى بوصل الهمزة والتشديد، و (سببا) مفعوله، ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف، وهو متعد إلى اثنين أى أتبع سببا سببا.

قوله تعالى (حمئة) يقرأ بالهمز من غير ألف، وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة، وهو الطين الاسود، ويجوز تخفيف الهمزة، ويقرأ بالالف من غير همز، وهو مخفف من المهموز أيضا، ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حره، كقوله تعالى " نارا حامية " (إما أن تعذب) " أن " في موضع رفع

بالابتداء، والخبر محذوف: أى إما العذاب واقع منك بهم، وقيل هو خبر: أى إما هو أن تعذب وإما الجزاء أن تعذب، وقيل هو في موضع نصب: أى إما توقع أن تعذب أو تفعل (حسنا) أى أمرا ذا حسن.

قوله تعالى (جزاء الحسنى) يقرأ بالرفع والاضافة، وهو مبتدأ أو مرفوع بالظرف، والتقدير: فله جزاء الخصلة الحسنى بدل، ويقرأ بالرفع والتنوين، والحسنى بدل أو خبر مبتدأ محذوف، ويقرأ بالنصب والتنوين: أى فله الحسنى جزاء، فهو مصدر في موضع الحال: أى مجزيا بها، وقيل هو مصدر على المعنى: أى يجزى بها جزاء، وقيل تمييز، ويقرأ بالنصب من غير تنوين، وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين (من أمرنا يسرا) أى شيئا ذا يسر.

قوله تعالى (مطلع الشمس) يجوز أن يكون مكانا، وأن يكون مصدرا، والمضاف محذوف: أى مكان طلوع الشمس.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.

قوله تعالى (بين السدين) بين هاهنا مفعول به، والسد بالفتح مصدر سد، وهو بمعنى المسدود، وبالضم اسم للمسدود، وقيل المضموم ماكان من خلق الله، والمفتوح ماكان من صنعة الآدمى، وقيل هما لغتان بمعنى واحد وقد قرئ بهما.

قوله تعالى (يأجوج ومأجوج) هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ويجوز همزهما وترك همزهما، وقيل هما عربيان، فيأجوج يفعول مثل يربوع، ومأجوج مفعول مثل معقول، وكلاهما من أج الظليم إذا أسرع، أن من أجت النار إذا التهبت، ولم ينصرفا

١١١

للتعريف والتأنيث. والخرج يقرأ بغير ألف مصدر خرج، والمراد به الاجر، وقيل هو بمنى مخرج، والخراج بالالف وهو بمعنى الاجر أيضا، وقيل هو المال المضروب على الارض أو الرقاب.

قوله تعالى (مامكنى فيه) يقرأ بالتشديد على الادغام، وبالاظهار على الاصل و " ما " بمعنى الذى وهو مبتدأ، و (خير) خبره (بقوة) أى برجال ذى ذوى قوة أو متقوى به، والردم بمعنى المردوم به أو الرادم (آتونى) يقرأ بقطع الهمزة والمد: أى أعطونى، وبوصلها: أى جيؤنى، والتقدير: بزبر الحديد، أو هو بمعنى أحضروا لان جاء وحضر متقاربان، و (الصدفين) يقرأ بضمتين، وبضم الاول وإسكان الثانى، وبفتحتين، وبفتح الاول وإسكان الثانى، وبفتح الاول

وضم الثانى وكلها لغات، والصدف جانب الجبل (قطرا) مفعول آتونى ومفعول أفرغ محذوف: أى أفرغه، وقال الكوفيون: هو مفعول أفرغ، ومفعول الاول محذوف.

وله تعالى (فما اسطاعوا) يقرأ بتخفيف الطاء. أى استطاعوا، وحذف التاء تخفيفا: ويقرأ بتشديدها وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين.

قوله تعالى (دكاء) ودكا قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (الذين كانت) في موضع جر صفة للكافرين، أو نصب بإضمار أعنى: أو رفع بإضمارهم.

قوله تعالى (أفحسب) يقرأ بكسر السين على أنه فعل (أن يتخذوا) سد مسد المفعولين، ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء، والخبر أن يتخذوا.

قوله تعالى (هل ننبئكم) يقرأ بالاظهار على الاصل، وبالادغام لقرب مخرج الحرفين، (أعمالا) تمييز، وجاز جمعه لانه منصوب عن أسماء الفاعلين.

قوله تعالى (فلا نقيم لهم) يقرأ بالنون والياء وهو ظاهر، ويقرأ يقوم، والفاعل مضمر: أى فلا يقوم عملهم أو سعيهم أو صنيعهم، و (وزنا) تمييز أو حال.

قوله تعالى (ذلك) أى الامر ذلك، ومابعده مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، و (جزاؤهم) مبتدأ ثان، و (جهنم) خبره، والجملة خبر الاول، والعائد محذوف: أى جزاؤهم به، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، وجزاؤهم بدلا أو عطف بيان، وجهنم الخبر، ويجوز أن تكون جهنم بدلا من جزاء أو خبر ابتداء محذوف، أى هو جهنم، و (بما كفروا) خبر

١١٢

ذلك، ولايجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم (واتخذوا) يجوز أن يكون معطوفا على كفروا، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (نزلا) يجوز أن يكون حالا من جنات، ولهم الخبر، وأن يكون نزلا خبر كان ولهم يتعلق بكان أو بالخبر أو على التبيين.

قوله تعالى (لايبغون) حال من الضمير في خالدين. والحلول مصدر بمعنى التحول.

قوله تعالى (مددا) هو تمييز، ومدادا بالالف مثله في المعنى.

قوله تعالى (إنما إلهكم) أن هاهنا مصدرية، ولايمنع من ذلك دخول " ما "

الكافة عليها، و (بعبادة ربه) أى في عبادة ربه، ويجوز أن تكون على بابها: أى بسبب عبادة ربه، والله أعلم.

سورة مريمعليها‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد ذكرنا الكلام على الحروف المقطعة في أول البقرة فليتأمل من ثم.

قوله تعالى (عص) يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفم، ويقرأ بإظهارها لان الحروف المقطعة يقصد تمييز بعضها عن بعض إيذانا بأنها مقطعة، ولذلك وقف بعضهم على كل حرف منها وقفة يسيرة، وإظهار النون يؤذن بذلك.

قوله تعالى (ذكر رحمة ربك) في ارتفاعه ثلاثة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف: أى هذا ذكر.

والثانى هو مبتدأ والخبر محذوف: أى فيما يتلى عليك ذكر.

والثالث هو خبر الحروف المقطعة ذكره الفراء وفيه بعد لان الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة، ولا في ذكر الرحمة معناها، وذكر مصدر مضاف إلى المفعول، والتقدير: هذا أن ذكر ربك رحمته عبده، وقيل هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع، والمعنى: هذا إن ذكرت رحمة ربك، فعلى الاول ينتصب عبده برحمة، وعلى الثانى بذكر، ويقرأ في الشاذ " ذكر " على الفعل الماضى، ورحمة مفعول، وعبده فاعل، و (زكريا) بدل على الوجهين من عبده، ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب: أى هذا القرآن ذكر النبى عليه الصلاة والسلام أو الامة، و (إذ) ظرف لرحمة أو لذكر.

١١٣

قوله تعالى (شيبا) نصب على التمييز، وقيل هو مصدر في موضع الحال، وقيل هو منصوب على المصدر من معنى اشتعل لان معناه شاب، و (بدعائك) مصدر مضاف إلى المفعول: أى بدعائى إياك.

قوله تعالى (خفت الموالى) فيه حذف مضاف: أى عدم الموالى أو جور الموالى ويقرأ خفت بالتشديد وسكون التاء، والموالى فاعل: أى نقص عددهم، والجمهور على المد وإثبات الياء في (ورائى) ويقرأ بالقصر وفتح الياء، وهو قصر الممدود.

قوله تعالى (يرثنى) يقرأ بالجزم فيهما على الجواب: أى أن يهب يرث،

وبالرفع فيهما على الصفة لولى، وهو أقوى من الاولى لانه سأل وليا هذه صفته، والجزم لايحصل بهذا المعنى وقرئ شاذا يرثنى وارث على أنه اسم فاعل، و (رضيا) أى مرضيا، وقيل راضيا، ولام الكلمة واو وقد تقدم، و (سميا) فعيل بمعنى مساميا، ولام الكلمة واو من سما يسمو.

قوله تعالى (عتيا) أصله عتو على فعول، مثل قعود وجلوس، إلا أنهم استثقلوا توالى الضمتين والواوين فكسروا التاء فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ثم قلبت الواو التى هى لام ياء لسبق الاولى بالسكون، ومنهم من يكسر العين إتباعا ويقرأ بفتحها على أنها مصدر على فعيل، وكذلك بكى وصلى وهو منصوب ببلغت: أى بلغت العتى من الكبر: أى من أجل الكبر، ويجوز أن تكون حالا من عتى، وأن تتعلق ببلغت، وقيل " من " زائدة، وعتيا مصدر مؤكد أو تمييز أو مصدر في موضع الحال من الفاعل.

قوله تعالى (قال كذلك) أى الامر كذلك، وقيل هو في موضع نصب: أى أفعل مثل ماطلبت، وهو كناية عن مطلوبه.

قوله تعالى (سويا) حال من الفاعل في تكلم.

قوله تعالى (أن سبحوا) يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى أى، و (بقوة) مفعول أو حال (وحنانا) معطوف على الحكم: أى وهبنا له تحننا، وقيل هو مصدر (وبرا) أى وجعلناه برا، وقيل هو معطوف على خبر كان.

قوله تعالى (إذ انتبذت) في " إذ " أربعة أوجه: أحدها أنها ظرف والعامل فيه محذوف تقديره: واذكر خبر مريم إذ انتبذت.

والثانى أن تكون حالا من المضاف المحذوف.

١١٤

والثالث أن يكون منصوبا بفعل محذوف: أى وبين إذ انتبذت فهو على كلام آخر كما قال سيبويه في قوله تعالى " انتهوا خيرا لكم " وهو في الظرف أقوى وإن كان مفعولا به.

والرابع أن يكون بدلا من مريم بدل الاشتمال، لان الاحيان تشتمل على الجثث، ذكره الزمخشرى وهو بعيد، لان الزمان إذا لم يكن حالا من الجثة ولاخبرا عنها ولا وصفا لها لم يكن بدلا منها، وقيل " إذ " بمعنى أن المصدرية كقولك: لاأكرمك إذ لم تكرمنى: أى لانك لم تكرمنى، فعلى هذا يصح بدل الاشتمال: أى واذكر مريم انتباذها، و (مكانا) ظرف، وقيل مفعول به على المعنى إذ أتت مكانا (بشرا سويا) حال.

قوله تعالى (لاهب) يقرأ بالهمز وفيه وجهان: أحدهما أن الفاعل الله تعالى، والتقدير: قال لاهب لك.

والثانى الفاعل جبريلعليه‌السلام ، وأضاف الفعل إليه لانه سبب فيه.

ويقرأ بالياء وفيه وجهان: أحدهما أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفا. والثانى ليهب الله.

قوله تعالى (بغيا) لام الكلمة ياء، يقال بغت تبغى، وفى وزنه وجهان: أحدهما هو فعول: فلما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين إتباعا، ولذلك لم تلحق تاء التأنيث كما لم تلحق في امرأة صبور وشكور. والثانى هو فعيل بمعنى فاعل، ولم تلحق التاء أيضا للمبالغة، وقيل لم تلحق لانه على النسب مثل طالق وحائض.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، وقيل التقدير: قال ربك مثل ذلك و (هو على هين) مستأنف على هذا القول (ولنجعله آية للناس) أى ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب وقيل التقدير: نهبه لك ولنجعله (وكان أمرا) أى وكان خلقه أمرا.

قوله تعالى (فانتبذت به) الجار والمجرور حال: أى فانتبذت وهو معها.

قوله تعالى (فأجاء‌ها المخاض) الاصل جاء‌ها، ثم عدى بالهمزة إلى مفعول ثان، واستعمل بمعنى ألجأها، ويقرأ بغير همز على فاعلها، وهو من المفاجأة، وترك الهمزة الاخيرة تخفيفا، والمخاض بالفتح وجع الولادة، ويقرأ بالكسر وهما لغتان، وقيل الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء، والكسر مصدر مثل القتال، وجاء على فعال مثل الطراق والعقاب.

قوله تعالى (ياليتنى) قد ذكر في النساء (نسيا) بالكسر، وهو بمعنى المنسى وبالفتح: أى

١١٥

شيئا حقيرا، وهو قريب من معنى الاول، ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين، وهو من نسأت اللبن إذا خالطت به ماء كثيرا، وهو في معنى الاول أيضا، و (منسيا) بالفتح والكسر على الاتباع شاذ مثل المغيرة.

قوله تعالى (من تحتها) يقرأ بفتح الميم، وهو فاعل نادى، والمراد به عيسى صلى الله عليه وسلم، أى من تحت ذيلها، وقيل المراد من دونها، وقيل المراد به جبريلعليه‌السلام ، وهو تحتها في المكان كما تقول: دارى تحت دارك، ويقرأ بكسر الميم والفاعل مضمر في الفعل، وهو عيسى أو جبريل صلوات الله عليهما، والجار على هذا حال أو ظرف، و (أن لا) مصدرية أو بمعنى أى.

قوله تعالى (بجذع النخلة) الباء زائدة: أى أميلى إليك، وقيل هى محمولة على المعنى، والتقدير: هزى الثمرة بالجذع: أى انفضى، وقيل التقدير: وهزى إليك رطبا جنيا كائنا بجذع النخلة فالباء على هذا حال (تساقط) يقرأ على تسعة أوجه: بالتاء والتشديد، والاصل تتساقط وهو أحد الاوجه ٧.

والثالث بالياء والتشديد والاصل يتساقط فأدغمت التاء في السين.

والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية والفاعل على هذه الاوجه النخلة، وقيل الثمرة لدلالة الكلام عليها.

والخامس بالتاء والتخفيف وضم القاف.

والسادس كذلك إلا أنه بالياء والفاعل الجذع أو الثمر.

والسابع " تساقط " بتاء مضمومة وبالالف وكسر القاف.

والثامن كذلك إلا أنه بالياء والتاسع " تسقط " بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف، وأظن أنه يقرأ كذلك بالياء، و (رطبا) فيه أربعة أوجه:

أحدها هو حال موطئة، وصاحب الحال الضمير في الفعل.

والثانى هو مفعول به لتساقط.

والثالث هو مفعول هزى.

والرابع هو تمييز، وتفصيل هذه الاوجه يتبين بالنظر في القراء‌ات، فيحمل كل منها على مايليق به، و (جنيا) بمعنى مجنى، وقيل هو بمعنى فاعل: أى طريا.

قوله تعالى (وقرى) يقرأ بفتح القاف والماضى منه قررت ياعين بكسر الراء والكسر قراء‌ة شاذة، وهى لغة شاذة، والماضى قررت ياعين بفتح الراء، و (عينا) تمييز، و (ترين)

١١٦

أصله ترأيين مثل ترغبين، فالهمزة عين الفعل، والياء لامه، وهو مبنى هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم، وبقيت ياء الضمير وحركت لسكونها وسكون النون بعدها، فوزنه يفين، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا، ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإما وهو بعيد، و (من البشر) حال من (أحدا) أو مفعول به.

قوله تعالى (فأتت به) الجار والمجرور حال، وكذلك (تحمله) وصاحب الحال مريم، ويجوز أن يجعل تحمله حالا من ضمير عيسىعليه‌السلام ، و (جئت) أى فعلت فيكون (شيئا) مفعولا، ويجوز أن يكون مصدرا: أى مجيئا عظيما.

قوله تعالى (من كان) كان زائدة: أى من هو في المهد، و (صبيا) حال من الضمير في الجار والضمير المنفصل المقدر كان متصلا بكان، وقيل كان الزائدة لايستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو، بل يكون الظرف صلة من، وقيل ليست زائدة بل هى كقوله " وكان الله عليما حكيما " وقد ذكر، وقيل هى بمعنى صار، وقيل هى التامة، ومن بمعنى الذى، وقيل شرطية وجوابها كيف.

قوله تعالى (وبرا) معطوف على مباركا، ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء، وهو معطوف على الصلاة، ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء: أى وألزمنى برا، أو جعلتنى ذا بر، فحذف المضاف أو وصفه بالمصدر.

قوله تعالى (والسلام) إنما جاء‌ت هذه بالالف واللام لان التى في قصة يحيىعليه‌السلام نكرة، فكان المراد بالثانى الاول كقوله تعالى " كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول " وقيل النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء (ويوم ولدت) ظرف، والعامل فيه الخبر الذى هو على، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.

قوله تعالى (ذلك) مبتدأ، و (عيسى) خبره، و (ابن مريم) نعت أو خبر ثان، و (قول الحق) كذلك، وقيل هو خبر مبتدإ محذوف، وقيل عيسىعليه‌السلام بدل أو عطف بيان وقول الحق الخبر، ويقرأ قول الحق بالنصب على المصدر أى أقول قول الحق، وقيل هو حال من عيسى، وقيل التقدير: أعنى قول الحق، ويقرأ قال الحق، والقال اسم للمصدر مثل القيل، وحكى قول الحق بضم القاف مثل الروح وهى لغة فيه.

قوله تعالى (وأن الله) بفتح الهمزة. وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على قوله بالصلاة: أى وأوصانى بأن الله ربى. والثانى هو متعلق بما بعده، والتقدير: لان الله ربى

١١٧

وربكم فاعبدوه: أى لوحدانيته أطيعوه، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

قوله تعالى (أسمع بهم وأبصر) لفظه لفظ الامر ومعناه التعجب، وبهم في موضع رفع كقولك: أحسن بزيد أى أحس زيد. وحكى عن الزجاج أنه أمر حقيقة، والجار والمجرور نصب، والفاعل مضمر فهو ضمير المتكلم، كأن المتكلم يقول لنفسه: أوقع به سمعا أو مدحا، و (اليوم) ظرف والعامل فيه الظرف الذى بعده.

قوله تعالى (إذ قضى الامر) " إذ " بدل من يوم أو ظرف للحسرة، وهو مصدر فيه الالف واللام، وقد عمل.

قوله تعالى (إذ قال لابيه) في " إذ " وجهان: أحدهما هى مثل إذ انتبذت في أوجهها، وقد فصل بينهما بقوله " إنه كان صديقا نبيا ". والثانى أن " إذ " ظرف، والعامل فيه صديقا نبيا أو معناه.

قوله تعالى (أراغب أنت) مبتدأ، وأنت فاعله، وأغنى عن الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة، و (مليا) ظرف: أى دهرا طويلا، وقيل هو نعت لمصدر محذوف.

قوله تعالى (وكلا جعلنا) هو منصوب بجعلنا.

قوله تعالى (نجيا) هو حال، و (هرون) بدل، و (نبيا) حال.

قوله تعالى (مكانا عليا) ظرف.

قوله تعالى (من ذرية آدم) هو بدل من النبيين بإعادة الجار، و (سجدا) حال مقدرة لانهم غير سجود في حال خرورهم (وبكيا) قد ذكر، و (غيا) أصله غوى فأدغمت الواو في الياء.

قوله تعالى (جنات عدن) من كسر التاء أبدله من الجنة في الآية قبلها، ومن رفع فهو خبر مبتدإ محذوف (إنه) الهاء ضمير اسم الله تعالى، ويجوز أن تكون ضمير الشأن، فعلى الاول يجوز أن لايكون في كان ضمير، وأن يكون فيه ضمير و (وعده) بدل منه بدل الاشتمال، و (مأتيا) على بابه، لان ما تأتيه فهو يأتيك، وقيل المراد بالوعد الجنة: أى كان موعده مأتيا وقيل مفعول هنا بمعنى فاعل، وقد ذكر مثله في سبحان.

قوله تعالى (وما نتنزل) أى وتقول الملائكة.

قوله تعالى (رب السموات) خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر (فاعبده) على رأى الاخفش في جواز زيادة الفاء.

١١٨

قوله تعالى (أئذا) العامل فيها فعل دل عليه الكلام: أى أبعث إذا، ولايجوز أن يعمل فيها (أخرج) لان مابعد اللام وسوف لايعمل فيما قبلها مثل إن.

قوله تعالى (يذكر) بالتشديد: أى يتذكر، وبالتخفيف منه أيضا، أو من الذكر باللسان (جثيا) قد ذكر في عتيا وبكيا، وأصله جثو ومصدرا كان أو جمعا.

قوله تعالى (أيهم أشد) يقرأ بالنصب شاذا، والعامل فيه لننزعن، وهى بمعنى الذى، ويقرأ بالضم، وفيه قولان: أحدهما أنها ضمة بناء وهو مذهب سيبويه، وهى بمعنى الذى، وإنما بنيت هاهنا لان أصلها البناء لانها بمنزلة الذى، " ومن " من الموصولات إلا أنها أعربت حملا على كل أو بعض، فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الاعراب، وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات فرجعت إلى حقها من البناء بخروجها عن نظائرها، وموضعها نصب بننزع.

والقول الثانى هى ضمة الاعراب.

وفيه خمسة أقوال: أحدها أنها مبتدأ وأشد خبره وهو على الحكاية، والتقدير: لننزعن من كل شيعة الفريق الذى يقال أيهم، فهو على هذا استفهمام وهو قول الخليل.

والثانى كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما، إلا أن موضع الجملة نصب بننزعن، وهو فعل معلق عن العمل ومعناه التمييز، فهو قريب من معنى العلم الذى يجوز تعليقه كقولك: علمت أيهم في الدار، وهو قول يونس.

والثالث أن الجملة مستأنفة، وأى استفهام، ومن زائدة: أى لننزعن كل شيعة، وهو قول الاخفش والكسائى، وهما يجيزان زيادة من في الواجب.

والرابع أن أيهم مرفوع بشيعة، لان معناه تشيع، والتقدير: لننزعن من كل فريق يشيع أيهم، وهو على هذا بمعنى الذى، وهو قول المبرد.

والخامس أن ننزع علقت عن العمل، لان معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لايعمل فيما قبله، والتقدير: لننزعنهم تشيعوا أو لم يتشيعوا، أو إن تشيعوا، ومثله لاضربن أيهم غضب: أى إن غضبوا أو لم يغضبوا، وهو قول يحيى عن الفراء، وهو أبعدها عن الصواب.

قوله تعالى (وإن منكم) أى وما أحد منكم فحذف الموصوف، وقيل التقدير: وما منكم إلا من هو واردها، وقد تقدم نظائرها.

قوله تعالى (مقاما) يقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما هو موضع الاقامة. والثانى هو

١١٩

مصدر كالاقامة، وبالضم وفيه الوجهان. ولام الندى واو، يقال ندوتهم: أى أتيت ناديهم وجلست في النادى، ومصدره الندو.

قوله تعالى (وكم) منصوب ب‍ (أهلكنا) و (هم أحسن) صفة لكم، و (رئيا) يقرأ بهمزة ساكنة بعد الواو وهو من الرؤية: أى أحسن منظرا، ويقرأ بتشديد الياء من غير همز.

وفيه وجهان: أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.

والثانى أن تكون من الرى ضد العطش، لانه يوجب حسن البشرة ويقرأ ريئا بهمزة بعد ياء ساكنة وهو مقلوب.

يقال في رأى أرى، ويقرأ بياء خفيفة من غير همز، ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها، ويقرأ بالزاى والتشديد: أى أحسن زينة، وأصله من زوى يزوى لان المتزين يجمع مايحسنه.

قوله تعالى (قل من كان) هى شرطية والامر جوابها، والامر هنا بمعنى الخبر: أى فليمدن له، والامر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم، و (حتى) يحكى ما بعدها هاهنا، وليست متعلقة بفعل (إما العذاب وإما الساعة) كلاهما بدل مما يوعدون (فسيعلمون) جواب إذا (ويزيد) معطوف على معنى فليمدد: أى فيمد

ويزيد من هو، فيه وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وهو " شر " صلتها وموضع من نصب بيعلمون.

والثانى هى استفهام، وهو فصل وليست مبتدأ.

قوله تعالى (وولدا) يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد، وقيل يكون جمعا أيضا، ويقرأ بضم الواو وسكون اللام، وهو جمع ولد مثل أسد وأسد، وقيل يكون واحدا أيضا، وهى لغة والكسر لغة أخرى.

قوله تعالى (أطلع) الهمزة همزة استفهام لانها مقابلة لام وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها، ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.

قوله تعالى (كلا) يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين، وهى حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها، وقيل هى بمعنى حقا، ويقرأ بالتنوين، وفيه وجهان: أحدهما هى مصدر كل: أى أعيا: أى كلوا في دعواهم وانقطعوا.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

لهو المؤمن في ثلاثة أشياء

٢١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني حماد بن يعلى بن حماد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبدالله، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع بالنساء ومفاكهة الاخوان والصلاة بالليل.

من اجتمعت له ثلاث خصال فكأنما حيزت له الدنيا

٢١١ - حدثنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي قال: حدثنا عبدالله بن سليمان، وعبدالله بن محمد الوهبي، وأحمد بن عمير، ومحمد بن أبي أيوب قالوا: حدثنا محمد بن بشر بن هانئ بن عبد الرحمن(١) قال: حدثنا أبي، عن عمه إبراهيم ابن أبي عبلة(٢) عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت(٣) له الدنيا. يا ابن خثعم(٤) يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك فإن يكن بيت

______________

(١) السند إلى هنا هكذا في جميع النسخ. وفى الامالى للمصنف « عبدالله بن هانئ » بدل « محمد بن بشر بن هانئ ».

(٢) ابراهيم بن أبى عبلة - بسكون الموحدة - اسمه شمر بن يقظان الشامي يكنى أبا اسماعيل ثقة، وممن يروى عنه هانئ بن عبد الرحمن. وابراهيم ذكر فيمن يروى عن ام الدرداء كما في تهذيب التهذيب للعسقلاني.

(٣) في النهاية: يقال فلان آمن في سربه أي في نفسه وفلان واسع السرب أي رخى البال. ويروى - بالفتح - وهو المسلك والطريق، يقال: خل له سربه أي طريقه. وفى التنزيل « واتخذ سبيله في البحر سربا » أي مسلكا. قوله « حيزت » أي جمعت. وفى بعض النسخ « خيرت » وهو تصحيف.

(٤) كذا وهذا من غريب التصحيف الذى فعله النساخ والصواب « يا ابن آدم جفينة يكفيك - » كما رواه الطبراني في الكبير على ما في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٨٩ عن أبى الدرداء وهو هذا الحديث بلفظه. والجفينة تصغير جفنة وهى القصعة والمظنون جدا أنه =

١٦١

يكنك فذاك وإن تكن دابة تركبها فبخ، فلق الخبز وماء الجر(١) وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

ضرب النبي صلّى الله عليه وآله في الخندق بالمعول ثلاث مرات

وكبر ثلاث مرات

٢١٢ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي(٢) قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن الفرج الشروطي(٣) قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن يزيد بن المهلب قال: حدثنا أبوسفيان(٤) قال: حدثني عوف، عن ميمون قال: أخبرني البراء بن - عازب قال: لما أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله: بحفر الخندق عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق لا تأخذ فيها المعاول فجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله فلما رآها وضع ثوبه فأخذ المعول، وقال: بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح الشام، والله إني لابصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله، ففلق ثلثا آخر، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح فارس، والله إني لابصر قصر المدائن الابيض، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح اليمن، و الله إني لابصر أبواب صنعاء من مكاني هذا.

______________

= جعل الكاتب « جفينة » فوق « آدم » واتصل الهاء بالميم هكذا (جفينة يابن آدم) فقرأه بعضهم « يا ابن خثعم » كما في النسخ، وبعضهم « يا ابن جعشم » كما في الامالى والوسائل.

(١) في النسخ المطبوعة « فبخ بخ والخير وماء الخير » وهو أيضا من تصحيف النساخ، والجر لغة في الجرة - بالفتح - بمعنى الاناء، أو كتمرة وتمر كما في المصباح

(٢) احتمل بعض الافاضل اتحاده مع محمد بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد المعاذى.

(٣) كذا، وفى الامالى « محمد بن عبدالله بن الفرج ».

(٤) هو أبوسفيان سعيد بن يحيى الحذاء الواسطي روى عن عوف الاعرابي البصري المترجم في التهذيب تحت رقم ٣٠١ وهو ممن يروى عن ميمون أبى عبدالله البصري الكندى المترجم فيه تحت رقم ٧٠٥ وهو عن البراء. وفى النسخ « حدثنا أبوسنان قال: حدثنى عوف بن ميمون » وهذا أيضا من تصحيف النساخ.

١٦٢

أحب الاعمال إلى الله عزّوجلّ ثلاثة

٢١٣ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبوالقاسم البغوي قال: حدثنا علي - يعني ابن الجعد - قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني الوليد بن العيزار ابن حريث(١) قال: سمعت أبا عمرو الشيباني قال: حدثني صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبدالله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله أي الاعمال أحب إلى الله عزّوجلّ؟ قال: الصلاة لوقتها، قلت: ثم أي شئ؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي شئ؟ قال: الجهاد في سبيل الله عزّوجلّ، قال: فحدثني بهذا ولو استزدته لزادني.

أشد ما يتخوف على امتى ثلاثة أشياء

٢١٤ - حدثنا أبوأحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا أبوأسيد أحمد بن محمد بن اسيد الاصبهاني قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا أبوغسان قال: حدثنا مسعود بن سعد الجعفي - وكان من خيار من أدركنا - عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أشد ما يتخوف على أمتي ثلاثة: زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن أو دنيا تقطع رقابكم، فاتهموها على أنفسكم.

من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يفعل ثلاثة اشياء

٢١٥ - حدثنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن معاذ قال: حدثنا علي بن -

______________

(١) قال العسقلاني: على بن الجعد بن عبيد الجوهرى البغدادي ثقة ثبت رمى بالتشيع مات سنة ثلاثين ومائتين. وذكره فيمن يروى عن شعبة بن الحجاج وهو ممن يروى عن الوليد بن العيزار بن حريث العبدى الكوفى الثقة وهو ممن يروى عن سعد بن اياس أبى عمرو الشيباني وهو مخضرم عاش مائة وعشرين سنة، حضر القادسية ومات بعد ٩٦. وممن يروى عن على بن الجعد أبوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المذكور في صدر السند.

١٦٣

خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي معمر، عن سعيد المقبري(١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر(٢) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمام(٣) .

التخوف على الامة من ثلاث خصال

٢١٦ - حدثنا أبوالحسن علي بن عبدالله الاسواري المذكر قال: حدثنا أبويوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر قال: حدثنا أبويعقوب قال: حدثنا علي بن خشرم قال: أخبرنا عيسى، عن أبي عبيدة(٤) عن محمد بن كعب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنما أتخوف على امتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن على غير تأويله(٥) أو يتبعوا زلة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، و سانبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما

______________

(١) سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبرى أبوسعد المدنى ثقة. (التقريب).

(٢) وان لم يشرب هو وذلك لوجوب ازالة المنكر وحرمة الكون في مجلس يفعل فيه الحرام لانه تقرير على منكر.

(٣) أي بغير عذر شرعى كلزوم الطهارة أو إذا ما يترتب عليه مفسدة، أو إذا ما خرجت منفردة دون أن يراقبها أحد من محارمه.

(٤) المراد بعيسى عيسى بن يونس بن أبى اسحاق السبيعى كما في الحديث السابق وأبو عبيدة هو ابن عبيد الله بن عبد الرحمن الاشجعى. وما في نسخ الخصال من « ابن عبيدة » مصحف، وفى البحار كما في المتن وهو الصواب.

(٥) التأويل ارجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهرى إلى معنى أخفى منه مأخوذ من آل يؤل إذا رجع وصار إليه. واعلم أن التأويل غير جائز في مذهبنا وبابه مسدود الا عن أهله وهم الراسخون في العلم، والمراد بهم الائمة المعصومون عليهم السلام.

١٦٤

العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته(١) ، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة و أداء حقه.

حبب إلى النبي صلّى الله عليه وآله من الدنيا ثلاث

٢١٧ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا سلام أبوالمنذر(٢) قال: سمعت ثابت البناني ولم أسمع من غيره يحدث عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: حبب إلي من الدنيا(٣) النساء. والطيب، وقرة عيني في الصلاة.

٢١٨ - حدثنا أبوعلي الحسن بن علي بن محمد بن [ علي بن ] عمر [ و ] العطار ببلخ قال: حدثنا أبومصعب محمد بن أحمد بن مصعب بن القاسم السلمي بترمذ قال: حدثنا أبومحمد أحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الآملي بآمل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب البصري الزاهد ببغداد قال: حدثنا يسار مولى أخا(٤) أنس بن مالك، عن أنس، عن النبي صلّى الله عليه وآله: قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة.

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: إن الملحدين يتعلقون بهذا الخبر ويقولون: إن النبي صلّى الله عليه وآله قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وأراد أن يقول الثالث فندم وقال: « وجعل قرة عيني في الصلاة » وكذبوا لانه صلّى الله عليه وآله لم يكن مراده بهذا الخبر إلا الصلاة وحدها لانه صلّى الله عليه وآله قال: ركعتين يصليهما المتزوج أفضل

______________

(١) أي فانتظروا رجوعه عن الزلة إلى الحق والاستقامة.

(٢) هو سلام سليمان المزني أبوالمنذر القارئ النحوي الكوفى قال ابن أبى حاتم صدوق صالح الحديث. وفى النسخ المطبوعة « سلام بن المنذر ».

(٣) زاد هنا في بعض النسخ « ثلاث » ولا أصل له إذ يغير المعنى لانه انما ذكر اثنين وفصل الاخير بقوله « قرة عينى ». ويأتى بيان الخبر عند قول المصنف.

(٤) كذا.

١٦٥

عند الله من سبعين ركعة يصليها غير متزوج، وإنما حبب الله إليه النساء لاجل الصلاة وهكذا قال: ركعتين يصليهما متعطر أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطر، وإنما حبب الله إليه الطيب أيضا لاجل الصلاة، ثم قال عليه السلام « وجعل قرة عيني في الصلاة » لان الرجل لو تطيب وتزوج، ثم لم يصل لم يكن له في التزويج والطيب فضل و لا ثواب(١) .

______________

(١) ينبغى التأمل في ألفاظ الخبر قبل توضيحه. الاول قوله صلّى الله عليه وآله: « حبب » بصيغة المجهول دون « أحببت » والثانى « من دنياكم » والثالث « قرة عينى في الصلاة ». وأما قوله « حبب » اشارة إلى أن جبلته صلّى الله عليه وآله مجبولة على حب امور الآخرة دون الدنيا. ولكن الله تعالى حببه لهذين الشيئين: حب النساء والطيب من امور الدنيا لكثرة ما يترتب عليهما من المنافع والخيرات. اما النساء فيترتب على حبهن مضافا على كثرة التناسل امور اخر وقد أباح الله تعالى له صلّى الله عليه وآله تزويج تسعة من النساء دون أمته لتلك الامور وهى أن الله تعالى أراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيا من ذكره وما لا يستحيا منه وكان صلّى الله عليه وآله أشد الناس حياء، فجعل الله له نسوة ينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله و يسمعنه من أقواله ويذكرنه من سنته في معاشرته معهن التى قد يستحيى من الافصاح بها بحضرة الرجال وذلك ليتكمل نقل الشريعة. فقد نقلن كثيرا من آدابه في تهجده وسواكه ونومه ويقظته وسائر اموره ما لم يكن ينقله غيرهن وما رأينه في منامه وخلواته من الايات الباهرات والحجج البالغات على نبوته، ومن جده واجتهاده في العبادة وخشيته من الله وغيرها مما يشهد كل ذى لب أنها لا تكون الا لنبى وما كان يشاهدها غيرهن، فحصل بذلك خير عظيم. و هذا هو المشاهد لمن سبر كتب الحديث.

وأما الطيب وان كان تنعم في الدنيا الا أنه يقوى القلب والجوارح، مضافا إلى أنه حظ الملائكة ففى الخبر « لا تدع الطيب فان الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن ».

وأما قوله صلّى الله عليه وآله « من دنياكم » كما في الخبر الثاني ففيه مالا يخفى من اضافة الدنيا إلى غيره. وأما قوله صلّى الله عليه واله « قرة عينى في الصلاة » اشارة إلى أنه وان كان حبب إليه من الدنيا « النساء والطيب » لكن قرة عينه في الصلاة لا غير، يعنى محبوبه الحقيقي وما يقر عينه و =

١٦٦

كان الصادق (عليه السلام) لا يخلو من احدى ثلاث خصال

٢١٩ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه قال: حدثنا أبوأحمد محمد بن زياد الازدي قال: سمعت مالك بن أنس(١) فقيه المدينة يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك إني احبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه، وكان عليه السلام لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عزّوجلّ، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد فإذا قال: « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله » اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من يعرفه، ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلابد لك من أن تقول، فقال عليه السلام: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: « لبيك اللهم لبيك » وأخشى أن يقول عزّوجلّ [ لي ]: لا لبيك ولا سعديك.(٢)

ينتفع زائر الرضا عليه السلام في ثلاث مواطن

٢٢٠ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي -

______________

= يتعلق سويداء قلبه به هو في الصلاة هذا إذا كانت « الصلاة » بفتح الصاد، وأما إذا كان بكسر الصاد كما قد قرء فهو من باب « وصل » واحدها صلة بكسر الصاد فهى العطية والاحسان و الجائزة وما يقال له بالفارسية (چشم روشنى) فلعل المراد اهداء الطيب كما يظهر من بعض الاخبار ففى معاني الاخبار في معنى لا يأبى الكرامة الا الحمار المراد الطيب والتوسعة في المجلس. لكنه بعيد ومخالف لكتابة الصلاة لانها بالتاء المدور لا الممدود.

(١) هو مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر أبوعبدالله المدنى الفقيه.

(٢) لبيك أي مقيم على طاعتك اقامة بعد اقامة. وسعديك أي اسعدك اسعادا بعد اسعاد.

١٦٧

عبدالله الكوفي، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي، عن حمدان الديواني(١) قال: قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى اخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان.

الاعمال على ثلاثة أحوال

٢٢١ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوالحسن علي بن الحسن بن الميثمي قال: حدثنا أبوالحسن علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا أبوأحمد الغازي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال: حدثنا أبي الحسين بن علي قال: سمعت أبي علي بن أبي - طالب عليهم السلام يقول: الاعمال على ثلاثة أحوال فرائض، وفضائل، ومعاصي. فأما الفرائض فبأمر الله وبرضى الله وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وعلمه عزّوجلّ. وأما الفضائل فليست بأمر الله(٢) ولكن برضى الله وبقضاء الله وبمشيئته الله وبعلم الله عز وجل، وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيئته وعلمه ثم يعاقب عليها.

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله لان حكمه عزّوجلّ فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله « بقدر الله » أي بعلم الله بمبلغها ومقدارها. ومعنى قوله « وبمشيئته » فانه عزّوجلّ شاء أن لا يمنع العاصي من المعاصي إلا بالزجر والقول والنهي والتحذير، دون الجبر والمنع بالقوة و الدفع بالقدرة.

______________

(١) في بعض النسخ « الديرانى ».

(٢) يعنى الامر الوجوبى. أي لا يأمر بها وجوبا.

١٦٨

أمر الباقر عليه السلام ابنه الصادق عليه السلام

بثلاث ونهاه عن ثلاث

٢٢٢ - حدثنا أبوأحمد القاسم بن محمد السراج الهمذاني بهمذان قال: حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد الضبي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن - محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ لملوك ولا راحة لحسود، ولا سودد لسيئ الخلق، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلما، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّوجلّ، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فقلت: زدني يا ابن رسول الله، فقال لي: يا سفيان أمرني والدي عليه السلام بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني [ فقال ] عليه السلام:

عود لسانك قول الخير تحظ به

إن اللسان لما عودت يعتاد

موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير والشر فانظر كيف تعتاد

إذا قام القائم عليه السلام حكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله

٢٢٣ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران البرقي قال: حدثنا محمد بن علي الهمداني، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام قالا: لو قد قام القائم(١) لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله: يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث الاخ أخاه في الاظلة.(٢)

______________

(١) في بعض النسخ « إذا قام القائم » عليه السلام.

(٢) يعنى عالم الاظلة والاشباح وهو عالم الذر.

١٦٩

قول النبي صلّى الله عليه وآله لسلمان الفارسى (ره)

ان لك في علتك ثلاث خصال

٢٢٤ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لسلمان الفارسي رضي الله عنه: يا سلمان إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال أنت من الله تبارك وتعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك.

قول عمر أتوب إلى الله من ثلاث

٢٢٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرني يحيى بن الحسن ابن الفرات القزاز قال: حدثنا هارون بن عبيدة، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن بن - الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من ثلاث: اغتصابي هذا الامر أنا وأبو بكر من دون الناس واستخلافي عليهم، وتفضيلي المسلمين بعضهم على بعض(١) .

______________

(١) اعلم أن السنة النبوية جرت بالاتفاق على القسم بالسوية لان الفئ والغنائم ونحو ذلك هي من حقوق المسلمين يجب صرفها إليهم على الوجه الذى دلت عليه الشريعة المقدسة وتفضيل طائفة في القسمة واعطاءها اكثر مما جرت السنة عليه لا يمكن الا بمنع من استحق بالشرع حقه وهو غصب لمال الغير وصرف له في غير أهله، وأول من فضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين وفضلهم كافة على الانصار جميعا وفضل العرب على العجم وفضل الصريح على المولى عمر وقد كان أشار على ابى بكر أيام خلافته بذلك فلم يقبل وقال ان الله لم يفضل أحدا على أحد، ولكنه قال « انما الصدقات للفقراء والمساكين » =

١٧٠

٢٢٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني المسعودي قال: حدثنا الحسن بن حماد الطائي، عن زياد بن المنذر، عن عطية - فيما يظن - عن جابر بن عبدالله قال: شهدت عمر عند موته يقول: أتوب إلى الله من ثلاث من ردي رقيق اليمن، ومن رجوعي عن جيش اسامة بعد أن أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله علينا، ومن تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحدا.

٢٢٧ - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه قال: حدثني فضل بن الزبير قال: حدثني أبوعبيدة الحذاء زياد بن عيسى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما حضر عمر الموت قال: أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش اسامة، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن، وأتوب إلى الله من شئ كنا أشعرناه قلوبنا نسئل الله أن يكفينا ضره، وأن بيعة أبي بكر كانت فلتة.

قول أبى بكر لا آسى من الدنيا الا على ثلاث فعلتها وددت أنى تركتها، وثلاث تركتها وددت أنى فعلتها، وثلاث وددت أنى كنت سألت عنها رسول الله صلّى الله عليه وآله

٢٢٨ - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا عبدالله بن حماد، وسليمان بن معبد قالا: حدثنا عبدالله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن ابن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال أبوبكر في مرضه الذي قبض فيه: أما إني لا آسى من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها ووددت أني تركتها، وثلاث تركتها

______________

= ولم يخص قوما دون قوم، فلما أفضت إليه الخلافة عمل بما كان أشار به أولا، وخالفه في ذلك على عليه السلام وقصته عليه السلام مع أخيه عقيل المسماة بالحديدة المحماة مشهورة (كذا في هامش المطبوع الحروفى).

١٧١

ووددت أني فعلتها، وثلاث وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلّى الله عليه واله أما التي وددت أني تركتها فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وإن كان أعلن(١) علي الحرب. ووددت أني لم أكن أحرقت الفجاءة(٢) وأني قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين: عمر، أو أبي عبيدة، فكان أميرا وكنت وزيرا. وأما التي تركتها [ فوددت أني فعلتها ] فوددت أني يوم أتيت بالاشعث أسيرا كنت ضربت عنقه فانه يخيل لي(٣) أنه لم ير صاحب شر إلا أعانه، ووددت أني حين سيرت خالدا إلى أهل الردة(٤) كنت قدمت إلى قرية فان

______________

(١) في بعض النسخ المخطوطة « أغلق » وفى النسخ المطبوعة « علق ».

(٢) قوله « لم اكن أحرقت الفجاءة » هو اياس بن عبدالله بن عبد ياليل رجل من بنى سليم قدم على أبى بكر فقال انى مسلم وقد اردت جهاد من ارتد من الكفار، فاحملني وأعنى، فحمله أبوبكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد فشن الغارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن فأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم، فلما بلغ أبا بكر خبره ارسل إلى طريفة بن حاجز وكتب إليه: أن عدو الله الفجاءة أتانى يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقويه على من ارتد عن الاسلام، فحملته وسلحته، ثم انتهى إلى - من يقين - الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد، يأخذ اموالهم، ويقتل من خالفه منهم، فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار إليه طريفة فهرب الفجاءة فلحقه فأسره ثم بعث به إلى أبى بكر فلما قدم عليه أمر أبوبكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمى به فيها مكتوفا مقموطا. راجع تاريخ الطبري والكامل لابن الاثير ج ٢ ص ٢٣٧.

(٣) يعنى به الاشعث بن قيس الكندى الزنديق وكان سبب اسارته ومقاتلة قومه امتناعهم عن البيعة وتركهم الصدقة لكن لما قدم على أبى بكر عفى عنه وزوجه اخته أم فروة و قوله « يخيل لى »: على بناء المفعول من التخييل وفى بعض النسخ « إلى » بدل « لى » والمعنى أظن.

(٤) يعنى به مالك بن نويرة وقومه حيث أنكروا خلافته وامتنعوا من اعطاء الصدقات إلى عامله فامر أبوبكر خالد بن وليد بقتله فذهب خالد إليه في جمع وقتله وأسر نساءه و تزوج بزوجته ليلته.

١٧٢

ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كيدا كنت بصدد لقاء أو مدد، ووددت أني كنت إذ وجهت خالدا إلى الشام قذفت المشرق لعمر بن الخطاب فكنت بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله، وأما التي وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلّى الله عليه وآله فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الامر فلم ننازعه أهله، ووددت أني كنت سألته هل للانصار في هذا الامر نصيب، ووددت أني كنت سألته عن ميراث الاخ والعم، فان في نفسي منها حاجة(١) .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن يوم غدير خم لم يدع لاحد عذرا هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة عليها السلام لما منعت فدك وخاطبت الانصار، فقالوا: يا بنت محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لابي بكر ما عدلنا بعلي أحدا، فقالت: وهل ترك أبي يوم غدير خم لاحد عذرا.

قول عبدالله بن مسعود علماء الارض ثلاثة

٢٢٩ - حدثنا أبوالقاسم الحسن بن محمد السكوني المزكي(٢) بالكوفة قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثنا حسين قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء قال: قال عبدالله بن مسعود: علماء الارض ثلاثة: عالم بالشام، وعالم بالحجاز، وعالم بالعراق، أما عالم الشام فأبو الدرداء، وأما عالم الحجاز فهو علي عليه السلام، وأما عالم العراق فهو أخ لكم بالكوفة(٣) ، وعالم الشام، وعالم العراق محتاجان إلى عالم الحجاز، وعالم الحجاز

______________

(١) أورد نحوه صاحب الامامة والسياسة في مرض أبى بكر.

(٢) كذا، ولعل الصواب المذكر. وفى بعض النسخ « المولى ».

(٣) قوله فهو أخ لكم بالكوفة: أراد به نفسه ونقل عن الشيرازي في طبقات الفقهاء انه قال مسروق: « انتهى العلم إلى ثلاثة عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق، فعالم المدينة على بن أبى طالب وعالم العراق عبدالله بن مسعود وعالم الشام أبوالدرداء، فإذا التقوا سأل عالم العراق وعالم الشام عالم المدينة، ولم يسألهما ».

١٧٣

لا يحتاج إليهما.

ثلاثة لم يكفروا بالوحى طرفة عين

٢٣٠ - حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب [ الاصبهاني ] قال: حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبونصر منصور بن عبدالله بن إبراهيم الاصبهاني قال: حدثنا علي بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد قال: حدثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا يحيى بن الحسين المدايني قال: حدثنا ابن لهيعة(١) ، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين: مؤمن آل يس، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، وآسية امرأة فرعون.

ثواب من كن له ثلاث بنات فصبر عليهن

٢٣١ - حدثنا أبومحمد محمد بن أبي عبدالله الشافعي الفرغاني بفرغانة قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن جعفر بن الاشعث قال: حدثنا أبوحاتم قال: حدثنا محمد بن - عبدالله الانصاري قال: حدثني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان(٢) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: من كن له ثلاث بنات فصبر على لاوائهن و ضرائهن وسرائهن كن له حجابا يوم القيامة.

ثلاثة يشكون إلى الله عزّوجلّ يوم القيامة

٢٣٢ - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا

______________

(١) تقدم ضبطه وأنه عبدالله بن لهيعة في ص ١١٣. وهو ممن يروى عن محمد بن مسلم ابن تدرس أبى الزبير المكى.

(٢) ذكره ابن حبان في الثقات. وفى جميع النسخ « عمر بن تيهان » وهو تصحيف راجع التهذيب ج ٧ تحت رقم ٨٣٧.

١٧٤

عبدالله بن بشير(١) قال: حدثنا الحسن بن الزبرقان المرادي قال: حدثنا أبوبكر ابن عياش، عن الاجلح(٢) ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّوجلّ: المصحف، والمسجد، والعترة. يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك.

رفع القلم عن ثلاثة

٢٣٣ - حدثنا الحسن بن محمد السكوني المزكي بالكوفة(٣) قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية قال: حدثني أبي، عن الاعمش، عن أبي ظبيان قال: أتى عمر بامرأة مجنونة قد فجرت فأمر عمر برجمها، فمروا بها على علي عليه السلام فقال: ما هذه؟ فقالوا: مجنونة قد فجرت، فأمر بها عمر أن ترجم، فقال: لا تعجلوا فأتى عمر فقال: أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ(٤) .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه جاء هذا الحديث هكذا، والاصل في هذا قول أهل البيت عليهم السلام أن المجنون إذا زنى حد والمجنونة إذا زنت لم تحد لان المجنون يأتي والمجنونة تؤتى.

الشح يولد ثلاث خصال مذمومة

٢٣٤ - حدثنا الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا الحسن بن -

______________

(١) كذا في الوسائل والموجود في كتب الرجال، وفى النسخ « عبدالله بشر ».

(٢) هو يحيى بن عبدالله. كما في التقريب.

(٣) تقدم الكلام فيه.

(٤) هذا الخبر بهذا السند مع قول المصنف تقدم تحت رقم ٤٠ من هذا الباب والظاهر أن التكرار من المؤلف لوجوده في جميع النسخ في الموضعين.

١٧٥

عرفة قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبوحفص الابار، عن محمد بن جحادة(١) عن بكير ابن عبدالله المدني، عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: إياكم والشح(٢) فانما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا(٣) .

٢٣٥ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبوالعباس السراج قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا بكر بن عجلان(٤) عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إياكم والفحش فان الله عزّوجلّ لا يحب الفاحش المتفحش(٥) وإياكم والظلم فان الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فانه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دماءهم، ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم، ودعاهم

______________

(١) محمد بن جحادة - بتقديم المعجمة على المهملة والدال المخففة - ثقة، يروى عنه عمر بن عبد الرحمن أبوحفص الابار - بتشديد الباء - الكوفى الحافظ نزيل بغداد هو أيضا صدوق ثقة مات في ولاية هارون. وروى محمد بن جحادة عن بكير بن عبدالله بن الاشج أبى عبدالله المدنى، نزيل مصر.

(٢) تقدم أن الشح هو البخل مع الحرص.

(٣) المراد بالقطيعة هو قطيعة الرحم فالشح مخالف للايمان ومانع من السعادة والفلاح( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

(٤) بكر بن عجلان غير مذكور في الرجال والصحيح « قتيبة قال حدثنا: بكر، عن ابن عجلان » وهو قتيبة بن سعيد راوي بكر بن مضر راوي محمد بن عجلان راوي سعيد بن أبى سعيد المقبرى كما في التهذيب.

(٥) قوله الفاحش المتفحش: قال في النهاية الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش الذى يتكلف ذلك ويتعمده انتهى. وقيل ان المراد بالمتفحش الذى يقبل الفحش من غيره فالفاحش المتفحش هو الذى لا يبالى ما قال ولا ما قيل له ويؤيد ذلك ما روى في الكافي عن أبى جعفر عليه السلام قال خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله الناس - إلى قوله - ثم قال صلّى الله عليه وآله: ألا اخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال: المتفحش اللعان، الذى إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه » بناء على كون الجزء الثاني تفسيرا للمتفحش.

١٧٦

حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم.(١)

بدء أمر النبي صلّى الله عليه وآله من ثلاثة

٢٣٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الفقيه بأخسيكث(٢) قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن جمهور(٣) الحمادي قال: حدثني أبوعلي صالح بن محمد البغدادي ببخارا قال: حدثنا سعيد بن سليمان، ومحمد بن بكار، وإسماعيل بن إبراهيم قال(٤) : حدثنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي امامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدء أمرك، قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها شئ أضاءت منه قصور الشام(٥) .

ثلاث خصال من فعلهن فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم

٢٣٧ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن محمد ابن جمهور(٣) الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي(٦) قال: حدثنا العباس بن -

______________

(١) انتهك فلان الحرمة: تناولها بما لا يحل. وفلان فلانا نقض عرضه وذهب بحرمته. وفى بعض النسخ « انهتكوا » وهتك الله ستر الفاجر أي فضحه.

(٢) كذا وأخسيكت بالتاء المثناة أو الثاء المثلثة. من بلاد فرغانة وفى اللباب: الاخسيكثى - بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفى آخرها الثاء المثلثة هذه النسبة إلى اخسيكث.

(٣) كذا.

(٤) كذا أي قال كل واحد منهم: حدثنا.

(٥) قوله « دعوة ابراهيم » اشارة إلى قوله تعالى( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ - الاية) البقرة: ١٢٩. و « بشرى عيسى بن مريم » اشارة إلى قوله تعالى:( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف: ٦. و « رأت أمي » يعنى ما رأته حين ولادته صلّى الله عليه وآله كما في المناقب ج ١ ص ٢٣.

(٦) راجع ترجمته مفصلا تاريخ بغداد ج ٩ ص ٣٢٢.

١٧٧

الوليد النرسي(١) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا منصور بن سعد، عن ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من استقبل قبلتنا، و صلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا فله مالنا وعليه ما علينا.

ثلاثة أشياء كل واحد منها جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة

٢٣٨ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا عبيدة ابن حميد قال: حدثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الهدى الصالح، والسمت الصالح(٢) ، والاقتصاد جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة.

الايمان ثلاثة أشياء

٢٣٩ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا محمد بن عمر بن منصور البلخي بمكة قال: حدثنا أبويونس أحمد بن محمد ابن يزيد بن عبدالله الجمحي قال: حدثنا عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن - الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان.

٢٤٠ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح الرازي، عن أبي الصلت الهروي قال: سألت الرضا عليه السلام عن الايمان فقال: الايمان عقد بالقلب

______________

(١) النرسى بفتح النون وسكون الراء بعدها سين مهملة. وهو عباس بن الوليد بن نصر النرسى ابو الفضل البصري.

(٢) الهدى - بفتح الهاء وسكون الدال -: الطريقة والسيرة. والسمت هيئة أهل الخير.

١٧٨

[ و ] لفظ باللسان [ و ] عمل بالجوارح، لا يكون الايمان إلا هكذا.

٢٤١ - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثني علي بن - عبد العزيز، ومعاذ بن المثنى قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالاركان.

٢٤٢ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالحسن علي بن محمد البزاز قال: حدثنا أبوأحمد داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي ابن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أميرالمؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالاركان.

قال حمزة بن محمد رضي الله عنه وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول: وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن علي ابن موسى الرضا عليهما السلام باسناد مثله. قال أبوحاتم: لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرأ.

ثلاثة لا يدخلون الجنة

٢٤٣ - حدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبومحمد يحيى بن محمد بن صاعد بمدينة السلام قال: حدثنا إبراهيم بن - جميل قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قرأت على فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير أن أبا بردة حدثه، عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم. ومن مات مدمن خمر سقاه الله عزّوجلّ من نهر الغوطة، قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات(١) يؤذي

______________

(١) المومسة: الفاجرة.

١٧٩

أهل النار ريحهن.

٢٤٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.

فيمن مات له ثلاثة أولاد

٢٤٥ - أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا المخلدي(١) قال: حدثنا يونس ابن عبد الاعلى قال: حدثنا عبدالله بن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري(٢) حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من ثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عزّوجلّ وجبت له الجنة.

ثواب ثلاث خصال: اسباغ الوضوء وافشاء السلام وصدقة السر

٢٤٦ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوعبدالله عبد السلام بن محمد بن هارون بن الفضل بن العباس بن علي بن عبدالله بن العباس بن - عبدالله المأمون بن هارون الرشيد بن موسى الهادي(٣) بن محمد المهدي بن عبدالله المنصور ابن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس قال: حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني(٤) قال: حدثنا أبوالقاسم الخضر بن أبان، عن أبي هدية إبراهيم بن هدية البصري(٥) عن أنس

______________

(١) الظاهر هو بقى بن المخلد. وفى بعض النسخ « الخلدى ».

(٢) ابو عشانة المعافرى هو حى بن يؤمن بن حجيل بن جريج المصرى ثقة من أحبار اليمن توفى سنة ١١٨.

(٣) كذا. واشتبه على الراوى فان موسى الهادى هو اخو هارون وانما أبوه هو المهدى.

(٤) كذا.

(٥) بالياء المثناة التحتانية على ما في نسخ الخصال، لكن في نسخة الوسائل هدبة بضم الهاء وسكون الدال بعدها باء موحدة وهو والخضر بن أبان عنونهما الخطيب في التاريخ ولم أجد راويه محمد بن محمد بن عقبة. ولعله محمد بن عقبة الشيباني أبوجعفر الطحان.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298