إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن20%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 113998 / تحميل: 7354
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

سميعا قريبا انه معكم.

١٦٣ ـ في أصول الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: ودعاء التضرع ان تحرك إصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٤ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : واستعن بالله في جميع أمورك متضرا إليه آناء الليل والنهار، قال الله تعالى:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) والاعتداء من صفة قراء زماننا هذا وعلامتهم.

١٦٥ ـ في روضة الكافي باسناده إلى ميسر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: قول اللهعزوجل :( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ) قال: فقال: يا ميسر ان الأرض كانت فاسدة فأصلحها اللهعزوجل بنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ) .

١٦٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ) قال: إصلاحها برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قوله:( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) وهو مثل الائمةعليهم‌السلام يخرج علمهم بإذن ربهم والذي خبث مثل لاعدائهم لا يخرج علمهم إلّا نكدا أي كذبا فاسدا.

١٦٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن محاسن البرقي، قال عمرو بن العاص للحسينعليه‌السلام : ما بال لحاكم أوفر من لحانا؟ فقالعليه‌السلام :( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ) .

١٦٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : وبشر آدم بنوحعليه‌السلام فقال ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا إسمه نوحعليه‌السلام ، وانه يدعو إلى الله عز ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان وكان بين آدم وبين نوحعليهما‌السلام عشرة آباء أنبياء وأوصياء كلهم، وأوصى آدمعليه‌السلام إلى هبة الله ان من أدركه

٤١

منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فانه ينجو من الغرق، ثم آدمعليه‌السلام مرض المرضة التي مات فيها إلى قوله: ثمّ إنَّ هبة الله لما دفن أباه أتاه قابيل فقال: يا هبة الله اني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه فانك ان أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدمعليه‌السلام ، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به آدمعليه‌السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه. وكان آدمعليه‌السلام وصّى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم، ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه، وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم، وهو قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) إلى آخر الآية وكان من بين آدم ونوحعليهما‌السلام من الأنبياء مستخفين ولذلك خفي ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمى من استعلن من الأنبياءعليهم‌السلام .

١٦٩ ـ في مجمع البيان روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه باسناده في كتاب النبوة مرفوعا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما ان بعث اللهعزوجل نوحا دعا قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم وعرفوا ان العلم الذي في أيديهم هو العلم الذي جاء به نوحعليه‌السلام صدقوه وسلموا له، فاما ولد قابيل فإنهم كذبوه وقالوا: إنّ الجن كانت قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا فلو أراد الله أن يبعث إلينا لبعث إلينا ملكا من الملائكة. قال مؤلف هذا الكتاب: ستسمع في سورة هود لقصة نوحعليه‌السلام مزيد بيان إنشاء الله تعالى.

١٧٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال :

٤٢

قال الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام لما حضرت نوحاعليه‌السلام الوفاة دعا الشيعة فقال لهم: اعلموا أنّه سيكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت، وان اللهعزوجل سيفرج عنكم بالقائم من ولدي إسمه هود له سمت(١) وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي.

١٧١ ـ وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: لما بعث اللهعزوجل هوداعليه‌السلام سلم له العقب من ولد سام واما الآخرون فقالوا:( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) فاهلكوا بالريح العقيم، وأوصاهم هودعليه‌السلام وبشرهم بصالحعليه‌السلام .

١٧٢ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : وبشر نوح ساما بهودعليهما‌السلام ، فكان فيما بين نوح وهود من الأنبياءعليهم‌السلام وقال نوحعليه‌السلام : إنّ الله باعث نبيا يقال له هود، وانه يدعو قومه إلى اللهعزوجل فيكذبونه، وان اللهعزوجل مهلكهم بالريح، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان اللهعزوجل ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوحعليه‌السلام ابنه ساما ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يومئذ عيدا لهم، فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر ومواريث العلم وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشر به أبوهم نوحعليه‌السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول اللهعزوجل ( وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ) وقولهعزوجل :( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ) .

١٧٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما هود فانه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة.

__________________

(١) السمت: حسن النحو في مذهب الدين، يقال فلان حسن السمت أي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه.

٤٣

١٧٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله » عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل وفيه: ولقد علمت صاحبة الجدب(١) والمستحفظون من آل محمّد ان أصحاب الجمل وأصحاب صفين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى ) ، فقال شيخ من أهل الكوفة: يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول: إخواننا بغوا علينا؟ فقال علي بن الحسين: اما تقرء كتاب الله:( وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ) فهم مثلهم نجا اللهعزوجل هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم.

١٧٥ ـ في تفسير العيّاشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :

[ما] يجوز أن يزكى الرجل نفسه؟ قال: نعم إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف:( اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) وقول العبد الصالح و( أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ ) .

١٧٦ ـ في مجمع البيان: ( وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً ) وقال أبو جعفرعليه‌السلام : كانوا كأنهم النخل الطوال، وكان الرجل منهم ينجو الجبل بيده فيهدم منه قطعة.

١٧٧ ـ وفيه وروى أبو حمزة الثمالي عن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ان الله تبارك وتعالى بيت ريح يقفل عليه، لو فتحت لأذرت(٢) ما بين السماء والأرض، ما أرسل على قوم عاد إلّا قدر الخاتم، وكان هود وصالح وشعيب وإسماعيل ونبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله يتكلمون بالعربية.

١٧٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام هذه الآية( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.

١٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، اما سمعت قول العبد الصالح

__________________

(١) كذا في النسخ والمصدر ولعله كناية.

(٢) أذرته الريح اذراء: أطارته وأذهبته.

٤٤

( إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) .

١٨٠ ـ عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم قال أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسينعليه‌السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي أنّه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: إخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم فقال: ويلك اما تقرء القرآن؟ قال: بلى، قال فقد قال الله:( وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ،وإلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ) فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟ قال له الرجل لا بل عشيرتهم، قال: فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في الدين، قال: فرجت عنى فرج الله عنك.

١٨١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه ان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما صالح فانه أرسل إلى ثمود وهي قرية واحدة وهي لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة.

١٨٢ ـ في مجمع البيان ( وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً ) يروى انهم لطول أعمارهم يحتاجون إلى ان ينحتوا في الجبال بيوتا لان السقوف والابنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم.

١٨٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى زيد الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ صالحاعليه‌السلام غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن(١) حسن الجسم، وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة(٢) من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم وهم على ثلث طبقات: طبقة جاحدة لا ترجع أبدا، واخرى شاكة فيه، واخرى على يقين، فبدأعليه‌السلام حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: انا صالح

__________________

(١) المبدح بمعنى الموسع وفي المصدر: «مبدح واسع البطن»

(٢) أي لا بالطويل ولا بالقصير بل بينهما.

٤٥

فكذبوه وشتموه وزجروه، وقالوا برى الله منك ان صالحا كان في غير صورتك قال. فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرتنا خبرا لا نشك فيه معه انك صالح، فانا لا نمترى ان الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد أخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وانما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء، فقال لهم: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا صدقت وهي التي نتدارس فما علامتها؟ فقال:( لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) ، قالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، فعند ذلك قال تبارك وتعالى:( أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ) فقال: أهل اليقين( إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا ) وهم الشكاك( إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ ) قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟: قال الله اعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على اللهعزوجل ، ولقد مكث القوم بعد خروج صالحعليه‌السلام سبعة أيام على فترة لا يعرفون إماما غير انهم على ما في أيديهم من دين اللهعزوجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالحعليه‌السلام اجتمعوا عليه وانما مثل القائمعليه‌السلام مثل الصالح.

١٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ ) يقول: مصدق ومكذب، قال الكافرون منهم: «أتشهدون( أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ) قال المؤمنون انما( بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ) قال الكافرون منهم( إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ ) .

١٨٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان هذا صالحا أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة، قال عليٌّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من ذلك، إنّ ناقة صالح لم تكلّم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة، ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثمّ رقا فأنطقه اللهعزوجل ، ثمّ قال: يا رسول الله انّ فلانا استعملني حتى

٤٦

كبرت ويريد نحرى فانا أستعيذ بك منه، فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فاذا نحن بأعرابي معه ناقة يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود، فنطقت الناقة فقالت: يا رسول الله انّ فلانا منيّ برىء وانّ الشهود يشهدون عليه بالزور وانّ سارقي فلان اليهودي.

١٨٦ ـ في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ذات يوم ـ وهو آخذ بيد علي بن أبي طالبعليه‌السلام ـ وهو يقول: يا معشر الأنصار يا معشر بنى هاشم يا معشر بنى عبد المطلب انا محمد رسول الله إلّا انى خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: انا وعلى وحمزة وجعفرعليهم‌السلام فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟ فقال: ثكلتك أمك انه لن يركب يومئذ إلّا اربعة: أنا وعليٌّ وفاطمة وصالح نبي الله، فاما أنا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتي فعلى ناقة العضباء، واما صالح فعلى ناقتي التي عقرت، وأمّا عليٌّعليه‌السلام فعلى ناقة من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوتان.

١٨٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال بني الكفر على أربع دعائم إلى ان قال: ومن عتا(١) عن أمر الله شك، ومن شك تعالى الله عليه فأذله سلطانه(٢) وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في امره.

١٨٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل جبرئيلعليه‌السلام كيف كان مهلك قوم صالح؟ فقال يا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله انّ صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ستّ عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومأة سنة لا يجيبونه إلى خير، قال: وكان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون الله عزّ ذكره، فلمّا رأى ذلك منهم قال: يا قوم بعثت إليكم وانا ابن ست عشرة سنة وقد بلغت مأة وعشرين سنة وانا اعرض

__________________

(١) العتو: الاستكبار.

(٢) «تعالى الله عليه» أي استولى عليه، وأذله بتمكنه وقدرته.

٤٧

عليكم أمرين ان شئتم فاسئلونى حتى أسئل الهى فيجيبكم فيما سئلتمونى الساعة، وان شئتم سألت آلهتكم فان أجابتنى بالذي أسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم وسئمتموني(١) قالوا: قد أنصفت يا صالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وشربوا، فلما أن فرغوا دعوه فقالوا: يا صالح سل فقال لكبيرهم: ما اسم هذا؟ قالوا: فلان، فقال له صالحعليه‌السلام يا فلان أجب فلم يجبه فقال صالح: ماله لا يجيب؟ قالوا: ادع غيره، قال: فدعاها كلها فلم يجبه منها شيء، فاقبلوا على أصنامهم فقالوا لها: مالك لا تجيبين صالحا؟(٢) فلم تجب فقالوا تنح عنا ودعنا وآلهتنا ساعة، ثم نحوا بسطهم وفرشهم ونحو أثيابهم وتمرغوا على التراب(٣) وطرحوا التراب على رؤسهم وقالوا لأصنامهم: لئن لم تجبن صالحا لنفتضحن، قال: ثم دعوه فقالوا: يا صالح ادعها فدعاها فلم تجبه، فقال لهم: يا قوم قد ذهب صدر النهار ولا أرى آلهتكم تجيبوني، فاسئلونى حتى أدعو الهى فيجيبكم الساعة، فانتدب له(٤) منهم سبعون رجلا منهم من كبرائهم والمنظور إليهم منهم، فقالوا: يا صالح نحن نسألك فان أجابك ربك تبعناك وأجبناك ويبايعك جميع أهل قريتنا، فقال لهم صالحعليه‌السلام : سلوني ما شئتم، فقالوا: تقدم بنا هذا الجبل، وكان الجبل قريبا منهم، فانطلق معهم صالحعليه‌السلام فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء(٥) بين جنبيها ميل، فقال لهم صالح: لقد سألتمونى شيئا يعظم على ويهون على ربي جل وعز وقال: فسأل الله تبارك وتعالى ذلك صالح، فانصدع الجبل

__________________

(١) أي مللتكم ومللتمونى.

(٢) وفي تفسير العياشي: «ما بالكن لا تجبن صالح»

(٣) تمرغ في التراب: تقلب.

(٤) ندبه للأمر فانتدب له أي دعاه له فأجاب.

(٥) شقراء أي شديد الحمرة، وبراء أي كثير الوبر، حشراء أي أتى على حملها عشرة أشهر.

٤٨

صدعا(١) كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا أخذها المخاض، ثم لم يفجأهم إلّا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج ساير جسدها ثم استوت قائمة على الأرض فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلتها(٢) فسأل اللهعزوجل فرمت به فدب حولها، فقال لهم: يا قوم أبقى شيء؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر وكذب، قال: فانتهوا إلى الجميع فقال الستة: حق وقال الجميع كذب وسحر، فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحد وكان فيمن عقرها، قال ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له سعد بن يزيد، فأخبرني أنّه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام، قال فرأيناها جنبها قد حك الجبل، فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.

١٨٩ ـ علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه قوم صالح ستقف عليه ان شاء الله في هود يقولعليه‌السلام في آخره: فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيلعليه‌السلام فصرخ عليهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم، وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم، وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق لهم ثاغية ولا راغية(٣) ولا شيء إلّا أهلكه الله

__________________

(١) أي انشق الجبل شقا.

(٢) الفصيل: ولد الناقة.

(٣) الثاغية: الشاة. والراغية: البعير. وقولهم «ماله ثاغية ولا راغية» أي ماله شاة ولا ناقة، وفي بعض النسخ «فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية» والنعيق: صوت الراعي نفسه قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي لم تبق منهم جماعة يأتى منهم النعيق والرعي، لكن الاول أظهر وهو الموجود في روايات العامة أيضا في تلك القصة.

٤٩

فأصبحوا في ديارهم وكانت مضاجعهم موتى أجمعين، ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين.

١٩٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام في قوم لوط( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ) فقال: إنّ إبليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة، فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ولكن طلب إليهم ان يقعوا به فلما ان وقعوا به التذوه ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض(١) في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام في قوم لوط:( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ) وذكر كما في علل الشرائع سواء.

١٩١ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن أول من عمل عمل قوم لوط؟ قال: إبليس، فانه أمكن من نفسه.

١٩٢ ـ وفي باب ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحريم الذكران للذكران والإناث للإناث لما ركب في الإناث وما طبع عليه الذكران، ولما في إتيان الذكران الذكران والإناث الإناث من انقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا.

١٩٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: فما كان من شيعتنا فلا يكون فيهم ثلثة إلى قوله: ولا يكون فيهم من يؤتي في دبره.

١٩٤ ـ في مجمع البيان قصة لوطعليه‌السلام مع قومه وجملة أمرهم فيما

__________________

(١) «انما ذكرنا هذا الحديث هنا وان كان محله العنكبوت لشرحه:( ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ) ـ وبيانه ما دعاهم إليه، وستقف في هود إنشاء الله على ان الداعي لهم إلى ذلك هو البخل، وستقف على هذا الحديث في محله من العنكبوت إنشاء الله تعالى. منه عفى عنه». (عن هامش بعض النسخ)

٥٠

روى عن أبي حمزة الثمالي وأبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة، وكان نازلا فيهم ولم يكن منهم، يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الفواحش، ويحثهم على الطاعة فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وكانوا لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل الداء الذي لا دواء له في فروجهم، وذلك انهم كانوا على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكان ينزل بهم الضيفان، فدعاهم البخل إلى ان كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه وانما فعلوا ذلك لينكل النازلة عليهم من غير شهوة بهم إلى ذلك فأوردهم البخل هذا الداء حتى صاروا يطلبونه من الرجال، ويعطون عليه الجعل، وكان لوطعليه‌السلام سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به فنهوه عن ذلك وقالوا: لا تقرين ضيفا جاء ينزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة ان يفضحه قومه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستسمع له تتمة في هود عند مهلك قوم لوط إنشاء الله.

١٩٥ ـ في تفسير العيّاشي عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنينعليه‌السلام ان يؤتى النساء في أدبارهن؟ فقال: سفلت سفل الله بك اما سمعت الله يقول:( أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ) .

١٩٦ ـ عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ذكر عنده إتيان النساء في ادبارهم؟ قال: ما اعلم آية في القرآن أحلت ذلك إلّا واحدة: «أئنكم( لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ ) الاية.

١٩٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل في آخره: وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما شعيب فانه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا.

١٩٨ ـ في تفسير العيّاشي عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسينعليه‌السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم، قال: أبوك الذي قتل المؤمنين؟ فبكى علي بن الحسينعليهما‌السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي أنّه قتل المؤمنين؟ قال: قوله: إخواننا قد بغوا

٥١

علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أما تقرء القرآن؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله( وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ) ( وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ) فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟ قال له الرجل: لا بل عشيرتهم؟ قال فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم، قال: فرجت عنى فرج الله عنك.

١٩٩ ـ في الخرائج والجرائح عن الحسين بن عليعليهما‌السلام حديث طويل في الرجعة وفيه: ولتنزلن البركة من السماء والأرض حتى ان الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا ) .

٢٠٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: أفأمنوا مكر الله قال: المكر من الله العذاب.

٢٠١ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : لا تأمنن على خير هذه الأمّة عذاب الله لقول الله سبحانه:( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ) .

٢٠٢ ـ وفيه وقالعليه‌السلام : الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله.

٢٠٣ ـ في تفسير العيّاشي عن صفوان الجمال قال صليت خلف أبي عبد اللهعليه‌السلام ثم قال أللهمّ لا تؤمني مكرك ثم جهر فقال( فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ) .

٢٠٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفرعليه‌السلام وعن عقبة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار. ثم بعثهم في الظلال فقلت: وأي شيء الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين تدعوهم إلى الإقرار بالله وهو قوله:( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) ثم دعاهم إلى الإقرار

٥٢

بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب، وأنكرها من أبغض وهو قوله:( فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ) ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : كان التكذيب ثم.

٢٠٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ( فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ) يعنى في الذر الاول قال: لا يؤمنون في الدنيا بما كذبوا في الذر.

٢٠٦ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) قلت: معاينة كان هذا؟ قال: نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله:( فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ ) .

٢٠٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالحعليه‌السلام أخبره انى شاك وقد قال إبراهيمعليه‌السلام :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) وانا أحب ان تريني شيئا، فكتبعليه‌السلام إليه: إنّ إبراهيم كان مؤمنا وأحب ان يزداد ايمانا وأنت شاك والشاك لا خير فيه، وكتب انما الشك ما لم يأت اليقين، فاذا جاء اليقين لم يجز الشك، وكتب: إنّ اللهعزوجل يقول:( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) قال: نزلت في الشاك.

٢٠٨ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا، وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره:( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) .

٢٠٩ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي داود قال: قال: والله ما صدق أحد ممن أخذ ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله:( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) وقوله:( وَلكِنَّ أَكْثَرَ

٥٣

النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) .

٢١٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ثمّ إنَّ الله تبارك وتعالى أرسل الأسباط اثنى عشر بعد يوسف ثم موسى وهارون إلى فرعون وملأه إلى مصر وحدها.

٢١١ ـ في تفسير العيّاشي عن عاصم بن المصري رفعه قال: إنّ فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها من موسىعليه‌السلام ، وجعل فيما بينها آجاما وغياضا(١) وجعل فيها الأسد ليتحصن بها من موسى، فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة فلما رآه الأسد تبصبصت(٢) وولت مدبرة، قال: ثم لم يأت مدينة إلّا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر فرعون الذي هو فيه قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة من صوف(٣) ومعه عصاه فلما خرج الاذن قال له موسى: أستأذن لي على فرعون، فلم يلتفت إليه [قال: فقال له موسى:( إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ) قال: فلم يلتفت إليه] قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له قال: فلما أكثر عليه قال له: اما وجد رب العالمين من يرسله غيرك؟ قال: فغضب موسىعليه‌السلام فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلّا انفتح حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال فدخل إليه وهو في قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين إليك، قال: فقال:( فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ ) : فألقى عصاه وكان له شفتان(٤) ( فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ ) قد وقع احدى الشفتين في الأرض والشفة الاخرى في أعلى القبة، قال فنظر فرعون في جوفها وهي تلتهب نيرانا قال: وأهوت إليه فأحدث وصاح: يا موسى خذها.

__________________

(١) الاجام جمع الاجمة ـ محركة ـ: الشجر الكثير الملتف، وغياض جمع الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء.

(٢) بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه، والتبصبص: التملق.

(٣) المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به.

(٤) وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «شعبتان» بدل «شفتان» وكذا فيما يأتى.

٥٤

٢١٢ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسىعليه‌السلام بالطب، وبعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالكلام والخطب فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : لما بعث موسىعليه‌السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن من عند القوم وفي وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم، واثبت به الحجة عليهم. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد مضى عند قوله تعالى( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) .

٢١٣ ـ وفي باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل، وفيه وسأله عن شيء شرب وهو حي وأكل وهو ميت؟ فقال: تلك عصا موسى «وفيه» فقال: أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض؟ فقال: العوسجة ومنها(١) عصى موسىعليه‌السلام .

٢١٤ ـ في تفسير العيّاشي يونس بن ظبيان قال: قال: إنّ موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح، كانوا ولد نكاح كلهم ولو كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما فقالوا ارجه وأخاه وأمروه بالتأنى والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا يسرع إلينا إلّا كل خبيث الولادة.

٢١٥ ـ عن موسى بن بكر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين الذين( قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ ) .

٢١٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن الفيض عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كانت عصا موسى لادمعليه‌السلام ، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسىعليه‌السلام وانها لعندنا وان عهدي بها آنفا وهي خضر كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى وانها لتروع وتلقف ما يأفكون(٢)

__________________

(١) العوسجة واحدة العوسج: من شجر الشوك له ثمر مدور ويكون غالبا في السباخ ويقال للعظيم منه الغرقد.

(٢) لتروع أي لتخوف. وتلقف أي تلقم.

٥٥

وتصنع ما تؤمر به، انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شفتان(١) إحديهما في الأرض والاخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.

٢١٧ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليهم: كن لما لا ترجو أرحى منك لما ترجوا إلى أن قالعليه‌السلام : وخرجت سحرة فرعون يطلبون العزة بفرعون فرجعوا مؤمنين.

٢١٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: ومن ذهب يرى ان له على الاخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت له: انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية، إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر ما أتى وأنت موقوف تحاسب، اما تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: و( قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ ) : كان فرعون يعبد الأصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية.

٢٢٠ ـ في مجمع البيان روى عن عليّعليه‌السلام :( وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) روى أ نّه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر ولذلك اخرج السامري( لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ) وقال( هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى ) .

٢٢١ ـ في تفسير العيّاشي عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ) ، قال: فما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسول الله فهو للإمام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢٢٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب على صلوات الله

__________________

(١) وفي المصدر «شعبتان» بدل «شفتان» كما مر عن تفسير العياشي.

٥٦

عليه:( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) انا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا، فمن أحيى أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها، فان تركها أو أبرجها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي وله ما أكل حتى يظهر القائمعليه‌السلام من أهل بيتي بالسيف، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومنعها إلّا ما كان في أيدى شيعتنا يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم.

٢٢٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال: لما حمل أبو جعفرعليه‌السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بنى امية: إذا رأيتمونى قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتمونى قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له، فلما دخل عليه أبو جعفرعليه‌السلام قال بيده: السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير اذن، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له: يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصى المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنّه الامام سفها وقلة علم، ووبخه بما أراد أن يوبخه، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم، فلما سكت القوم نهضعليه‌السلام قائما ثم قال: ايها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم، بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا، وليس بعد ملكنا ملك، لأنا أهل العاقبة يقول اللهعزوجل : والعاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ ) : قال الذين آمنوا لموسى: قد أوذينا قبل مجيئك يا موسى بقتل الأولاد ومن بعد ما جئتنا لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى، قوله:( فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا

٥٧

لَنا هذِهِ ) قال: الحسنة هاهنا الصحة والسلامة والأمن والسعة( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) قال: السيئة هنا الجوع والخوف والمرض.

٢٢٥ ـ في مجمع البيان: ( وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ ) «القصة» قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحق بن يسار ورواه علي بن إبراهيم باسناده عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: لما آمنت السحرة فرجع فرعون مغلوبا وأبى هو وقومه إلّا الاقامة على الكفر، قال هامان لفرعون: إنّ الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بنى إسرائيل فتابع الله عليهم بالآيات وأخذهم بالسنين ونقص من الثمرات، ثم بعث عليهم الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام، وامتلأت بيوت القبط مائا ولم يدخل بيوت بنى إسرائيل من الماء قطرة وقام الماء على وجه الأرض لا يقدرون على ان يحرثوا فقالوا لموسى: ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بنى إسرائيل، فدعا ربه فكف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا، وقال هامان لفرعون: لئن خليت بنى إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وأنبت الله لهم في تلك السنة من الكلاء والتمر والزرع والثمر ما أعشبت به بلادهم وأخصبت، فقالوا: ما كان هذا الماء إلّا نعمة علينا وخصبا، فانزل الله عليهم في السنة الثانية عن علي بن إبراهيم وفي الشهر الثاني عن غيره من المفسرين الجراد فجردت زروعهم وأشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم ولحاهم وتأكل الأبواب والثياب والامتعة، وكانت لا تدخل بيوت بنى إسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شيء فعجوا وضجوا وجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال: يا موسى ادع لنا ربك أن يكف عنا الجراد حتى اخلى عن بنى إسرائيل، فدعا موسى ربه فكف عنه الجراد بعد ما اقام عليه سبعة أيام من السبت إلى السبت، وقيل: إنّ موسىعليه‌السلام برز إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجعت الجراد من حيث جاءت كأن لم يكن قط، ولم يدع فرعون هامان أن يخلى عن بنى إسرائيل، فانزل الله عليهم في السنة الثالثة وفي رواية على بن

٥٨

إبراهيم وفي الشهر الثالث عن غيره، من المفسرين القمل وهو الجراد الصغار لا أجنحة له وهو شر ما يكون وأخبثه، فأتى على زروعهم كلها وأفناها من أصلها فذهبت زروعهم ولحس الأرض كلها، وقيل أمر موسىعليه‌السلام أن يمشى على كثيب اعفر بقرية من قرى مصر يدعى عين الشمس، فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم(١) قملا فكان يدخل بين ثوب أحدهم فبعضه وكان يأكل أحدهم الطعام فيمتلى قملا، قال سعيد بن جبير: القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة اقفزة إلى الرحا فيرد منها ثلثة اقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل وأخذت أشعارهم وأبشارهم(٢) وأشفار عيونهم وحواجبهم، ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعتهم النوم والقرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى: ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لأكفن عن بنى إسرائيل، فدعا موسىعليه‌السلام حتى ذهب القمل بعد ما اقام عندهم سبعة أيام من السبت إلى السبت، فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة وقيل في الشهر الرابع الضفادع فكانت يكون في طعامهم وشرابهم وامتلأت منها بيوتهم وآنيتهم فلا يكشف أحد ثوبا ولا إناء ولا طعاما ولا شرابا إلّا وجد فيه الضفادع، وكانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ويهم ان يتكلم فيثب الضفدع في فيه ويفتح فاه لأكله فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه فلقوا منها أذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسىعليه‌السلام وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فانا نؤمن بك ونرسل معك بنى إسرائيل، فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعد ما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم، فلما كانت السنة الخامسة أرسل عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما، فكان القبطي يراه دما والاسرائيلى يراه ماءا، فاذا شربه الاسرائيلى كان ماءا وإذا شربه القبطي كان دما، وكان القبطي يقول للاسرائيلى: خذ الماء في فيك وصبه في فيَّ فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دما، وان فرعون اعتراه العطش حتى أنّه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فاذا مضغها يصير ماؤها في فيه دما، فمكثوا في ذلك سبعة

__________________

(١) أي انصب وعليهم.

(٢) جمع البشرة ظاهر وجلد الإنسان.

٥٩

أيام لا يأكلون إلّا الدم ولا يشربون إلّا الدم، قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان كالرعاف فأتوا موسىعليه‌السلام فقالوا. ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بنى إسرائيل، فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بنى إسرائيل.

٢٢٦ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن قيس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: ما الطوفان؟ قال: هو طوفان الماء والطاعون.

٢٢٧ ـ عن محمد بن علي عن أبي عبد الله انبأنى عن سليمان عن الرضاعليه‌السلام في قوله:( لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ) قال: الرجز هو الثلج ثم قال: خراسان بلاد رجز.

٢٢٨ ـ في مجمع البيان روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه أصابهم ثلج أحمر ولم يروه قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله.

٢٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فأرسل اللهعزوجل عليهم الرجز وهو الثلج، ولم يروه قبل ذلك فماتوا بما عهد عندك فيه وجزعوا جزعا شديدا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله، فقالوا:( يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ ) فدعى ربه فكشف عنهم الثلج فخلوا عن بنى إسرائيل، فلما خلوا عنهم اجتمعوا إلى موسىعليه‌السلام وخرج موسى من مصر واجتمع إليه من كان هرب من فرعون وبلغ فرعون ذلك، وقال له هامان: قد نهيتك ان تخلى عن بنى إسرائيل فقد استجمعوا إليه. فجزع فرعون وبعث( فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ ) وخرج في طلب موسىعليه‌السلام .

٢٣٠ ـ في أصول الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حفص ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا إلى قولهعليه‌السلام : ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثنائه:( وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ) فعند ذلك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، فشكر اللهعزوجل ذلك له، فأنزل اللهعزوجل :( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

قوله تعالى (والانعام) هو منصوب بفعل محذوف، وقد حكى في الشاذ رفعها، و (ولكم) فيها وجهان: أحدهما هى متعلقة بخلق، فيكون (فيها دف‌ء) جملة في موضع الحال من الضمير المنصوب.

والثانى يتعلق بمحذوف، فدف‌ء مبتدأ والخبر لكم، وفى " فيها " وجهان: أحدهما هو ظرف للاستقرار في لكم.

والثانى هو حال من دف‌ء، ويجوز أن يكون حالا من دف‌ء وفيها الخبر، ويجوز أن يرتفع دف‌ء بلكم أو بفيها والجملة كلها حال من الضمير المنصوب، ويقرأ " دف " بضم الفاء من غير همز، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها (ولكم فيها جمال) مثل ولكم فيها دف‌ء، و (حين) ظرف لجمال أو صفة له أو معمول فيها.

قوله تعالى (بالغيه) الهاء في موضع جر بالاضافة عند الجمهور، وأجاز الاخفش أن تكون منصوبة، واستدل بقوله تعالى " إنا منجوك وأهلك " ويستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى (إلا بشق) في موضع الحال من الضمير المرفوع في " بالغيه " أى مشقوقا عليكم، والجمهور على كسر الشين، وقرئ بفتحها وهى لغة.

قوله تعالى (والخيل) هو معطوف على الانعام: أى وخلق الخيل (وزينة) أى لتركبوها ولتتزينوا بها زينة، فهو مصدر لفعل محذوف، ويجوز أن يكون مفعولا من أجله: أى وللزينة، وقيل التقدير: وجعلها زينة، ويقرأ بغير واو، وفيه الوجوه المذكورة، وفيها وجهان آخران: أحدهما أن يكون مصدرا في موضع الحال من الضمير في تركبوا. والثانى أن تكون حالا من الهاء: أى لتركبوها تزينا بها.

قوله تعالى (ومنها جائر) الضمير يرجع على السبيل، وهى تذكر وتؤنث وقيل السبيل بمعنى السبل فأنث على المعنى. وقصد مصدر بمعنى إقامة السبيل أو تعديل السبيل، وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته.

قوله تعالى (منه شراب) من هنا للتبعيض، ومن الثانية للسببية: أى وبسببه إثبات شجر، ودل على ذلك قوله (ينبت لكم به الزرع).

قوله تعالى (والشمس والقمر) يقرآن بالنصب عطفا على ماقبلهما، ويقرآن بالرفع على الاستئناف، و (النجوم) كذلك، و (مسخرات) على القراء‌ة الاولى حال وعلى الثانية خبر.

٨١

قوله تعالى (وماذرأ لكم) في موضع نصب بفعل محذوف، أى وخلق أو وأنبت و (مختلفا) حال منه.

قوله تعالى (منه لحما) من لابتداء الغاية، وقيل التقدير: لتأكلوا من حيوانه لحما فيه يجوز أن يتعلق بمواخر، لان معناه جوارى، إذ كان مخر وشق وجرى قريبا بعضه من بعض، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر.

قوله تعالى (أن تميد) أى مخافة أن تميد (وأنهارا) أى وشق أنهارا (وعلامات) أى وضع علامات، ويجوز أن تعطف على رواسى (وبالنجم) يقرأ على لفظ الواحد وهو جنس، وقيل يراد به الجدى، وقيل الثريا، ويقرأ بضم النون والجيم وفيه وجهان: أحدهما هو جمع نجم مثل سقف وسقف. والثانى أنه أراد النجوم فحذف الواو كما قالوا في أسد أسود وأسد، وقالوا في خيام خيم، ويقرأ بسكون الجيم وهو مخفف من المضموم.

قوله تعالى (أموات) إن شئت جعلته خبرا ثانيا لهم: أى وهم يخلقون ويموتون، وإن شئت جعلت يخلقون وأموات خبرا واحدا، وإن شئت كان خبر مبتدإ محذوف أى هم أموات (غير أحياء) صفة مؤكدة، ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ليدفع به توهم أن قوله أموات فيما بعد، إذ قد قال تعالى " إنك ميت " أى ستموت، و (أيان) منصوب ب‍ (يبعثون) لابيشعرون.

قوله تعالى (ماذا أنزل ربكم) " ماذا) فيها وجهان: أحدهما " ما " فيها استفهام " وذا " بمعنى الذى، وقد ذكر في البقرة، والعائد محذوف، أى أنزله، و (أساطير) خبر مبتدإ محذوف تقديره: ما ادعيتموه منزلا أساطير، ويقرأ أساطير بالنصب، والتقدير: وذكرتم أساطير، أو أنزل أساطير على الاستهزاء.

قوله تعالى (ليحملوا) أى قالوا ذلك ليحملوا، وهى لام العاقبة (ومن أوزار الذين) أى وأوزار من أوزار الذين.

وقال الاخفش " من " زائدة.

قوله تعالى (من القواعد) أى من ناحية القواعد والتقدير: أتى أمر الله (من فوقهم) يجوز أن يتعلق من يخر، وتكون " من " لابتداء الغاية، وأن تكون حالا أى كائنا من فوقهم، وعلى كلا الوجهين هو توكيد.

٨٢

قوله تعالى (تشاقون) يقرأ بفتح النون، والمفعول محذوف: أى تشاقون المؤمنين أو تشاقوننى، ويقرأ بكسرها مع التشديد، فأدغم نون الرفع في نون الوقاية، ويقرأ بالكسر والتخفيف، وهو مثل " فبم تبشرون " وقد ذكر.

قوله تعالى (إن الخزى اليوم) في عامل الظرف وجهان، أحدهما الخزى، وهو مصدر فيه الالف واللام.

والثانى هو معمول الخبر وهو قوله تعالى (على الكافرين) أى كائن على الكافرين اليوم، وفصل بينهما بالمعطوف لاتساعهم في الظرف.

قوله تعالى (الذين تتوفاهم) فيه الجر والنصب والرفع وقد ذكر في مواضع وتتوفاهم بمعنى توفتهم (فألقوا السلم) يجوز أن يكون معطوفا على قال الذين أوتوا العلم، ويجوز أن يكون معطوفا على توفاهم، ويجوز أن يكون مستأنفا، والسلم هنا بمعنى القول، كما قال في الآية الاخرى " فألقوا إليهم القول " فعلى هذا يجوز أن يكون (ماكنا نعمل من سوء) تفسيرا للسلم الذى ألقوه، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويجوز أن يكون التقدير: فألقوا السلم قائلين ماكنا.

قوله تعالى (ماذا أنزل ربكم) " ما " في موضع نصب بأنزل، ودل على ذلك نصب الجواب وهو قوله (قالوا خيرا) أى أنزل خيرا.

قوله تعالى (جنات عدن) يجوز أن تكون هى المخصوصة بالمدح مثل زيد في نعم الرجل زيد، و (يدخلونها) حال منها، ويجوز أن يكون مستأنفا ويدخلونها الخبر، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا: أى لهم جنات عدن، ودل على ذلك قوله تعالى " للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة " (كذلك يجزى) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.

قوله تعالى (طيبين) حال من المفعول، و (يقولون) حال من الملائكة.

قوله تعالى (أن اعبدوا) يجوز أن تكون " أن " بمعنى أى، وأن تكون مصدرية (من هدى) من نكرة موصوفة مبتدأ، وماقبلها الخبر.

قوله تعالى (فإن الله لايهدى) يقرأ بفتح الياء وكسر الدال على تسمية الفاعل ولايهدى خبر إن، و (من يضل) مفعول يهدى.

ويقرأ " لايهدى " بضم الياء على مالم يسم فاعله. وفيه وجهان: أحدهما أن من يضل مبتدأ، ولايهدى خبر.

٨٣

والثانى أن لايهدى من يضل بأسره خبر إن، كقولك: إن زيدا لايضرب أبوه.

قوله تعالى (فيكون) يقرأ بالرفع: أى فهو، وبالنصب عطفا على نقول، وجعله جواب الامر بعيد لما ذكرناه في البقرة.

قوله تعالى (والذين هاجروا) مبتدأ، و (لنبوئنهم) الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره المذكور (حسنة) مفعول ثان لنبوئنهم، لان معناه لنعطينهم، ويجوز أن يكون صفة لمحذوف: أى دارا حسنة، لان بوأته أنزلته.

قوله تعالى (الذين صبروا) في موضع رفع على إضمارهم، أو نصب على تقدير أعنى.

قوله تعالى (بالبينات) فيما تتعلق الباء به ثلاثة أوجه: أحدها بنوحى كما تقول: أوحى إليه بحق، ويجوز أن تكون الباء زائدة، ويجوز أن تكون حالا من القائم مقام الفاعل وهو إليهم.

والوجه الثانى: أن تتعلق بأرسلنا: أى أرسلناهم بالبينات، وفيه ضعف لان ماقبل إلا لايعمل فيما بعدها إذا تم الكلام على إلا ومايليها، إلا أنه قد جاء في الشعر كقول الشاعر: نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم * ولايعذب إلا الله بالنار والوجه الثالث أن يتعلق بمحذوف تقديره: بعثوا بالبينات، والله أعلم.

قوله تعالى (على تخوف) في موضع الحال من الفاعل أو المفعول في قوله " أو يأخذهم ".

قوله تعالى (أو لم يروا) يقرأ بالياء والتاء، وقبله غيبة وخطاب يصححان الامرين (تتفيؤ) يقرأ بالتاء على تأنيث الجمع الذى في الفاعل، وبالياء لان التأنيث غير حقيقى (عن اليمين) وضع الواحد موضع الجمع، وقيل أول مايبدو الظل عن اليمين ثم ينتقل وينتشر عن الشمال، فانتشاره يقتضى الجمع، و " عن " حرف جر موضعها نصب على الحال، ويجوز أن تكون للمجاوزة: أى تتجاوز الظلال اليمين إلى الشمال.

وقيل هى اسم: أى جانب اليمين (والشمائل) جمع شمال (سجدا)

حال من الظلال (وهم داخرون) حال من الضمير في سجدا، ويجوز أن يكون حالا ثانية معطوفة.

قوله تعالى (مافى السموات) إنما ذكر " ما " دون " من " لانها أعم والسجود يشتمل على الجميع.

قوله تعالى (من فوقهم) هو حال من ربهم، ويجوز أن يتعلق بيخافون.

٨٤

قوله تعالى (اثنين) هو توكيد، وقيل مفعول ثان وهو بعيد.

قوله تعالى (واصبا) حال من الدين.

قوله تعالى (ومابكم) " ما " بمعنى الذى، والجار صلته، و (من نعمة) حال من الضمير في الجار (فمن الله) الخبر، وقيل " ما " شرطية وفعل الشرط محذوف: أى مايكن، والفاء جواب الشرط.

قوله تعالى (إذا فريق) هو فاعل لفعل محذوف.

قوله تعالى (فتمتعوا) الجمهور على أنه أمر، ويقرأ بالياء وهو معطوف على يكفروا ثم رجع إلى الخطاب فقال (فسوف تعلمون) وقرئ بالياء أيضا.

قوله تعالى (ولهم مايشتهون) " ما " مبتدأ، ولهم خبره أو فاعل الظرف وقيل " ما " في موضع نصب عطفا على نصيبا: أى ويجعلون مايشتهون لهم، وضعف قوم هذا الوجه وقالوا: لو كان كذلك لقال ولانفسهم، وفيه نظر.

قوله تعالى (ظل وجهه مسودا) خبره، ولو كان قد قرئ " مسود " لكان مستقيما، على أن يكون اسم ظل مضمرا فيها، والجملة خبرها (وهو كظيم) حال من صاحب الوجه، ويجوز أن يكون من الوجه لانه منه.

قوله تعالى (يتوارى) حال من الضمير في كظيم (أيمسكه) في موضع الحال تقديره: يتوارى مترددا هل يمسكه أم لا؟ (على هون) حال.

قوله تعالى (وتصف ألسنتهم الكذب) يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف أو هو بدل مما يكرهون، فعلى هذا في قوله (أن لهم الحسنى) وجهان: أحدهما هو بدل من الكذب. والثانى تقديره: بأن لهم، ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل، وعند سيبويه هو في موضع جر.

ويقرأ الكذب بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للالسنة، وهو جمع واحده كذوب مثل صبور وصبر، وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الالسنة مذكرا أو مؤنثا، وقد سمع في اللسان الوجهان وعلى هذه القراء‌ة " أن لهم الحسنى " مفعول تصف.

 (لاجرم) قد ذكر في هود مستوفى (مفرطون) يقرأ بفتح الراء والتخفيف، وهو من أفرط إذا حمله على التفريط غيره، وبالكسر على نسبة الفعل إليه، وبالكسر والتشديد وهو ظاهر.

٨٥

قوله تعالى (وهدى ورحمة) معطوفان على لتبين: أى للتبيين والهداية والرحمة.

قوله تعالى (بطونه) فيما تعود الهاء عليه ستة أوجه: أحدها أن الانعام تذكر وتؤنث، فذكر الضمير على إحدى اللغتين.

والثانى أن الانعام جنس، فعاد الضمير إليه على المعنى.

والثالث أن واحد الانعام نعم، والضمير عائد على واحده كما قال الشاعر: * مثل الفراخ نتفت حواصله * والرابع أنه غائب على المذكور فتقديره: مما في بطون المذكور، كما قال الحطيئة:

لزغب كأولاد القطا راث خلفها

على عاجزات النهض حمر حواصله

والخامس أنه يعود على البعض الذى له لبن منها.

والسادس أنه يعود على الفحل لان اللبن يكون من طرق الفحل الناقة، فأصل اللبن ماء الفحل، وهذا ضعيف لان اللبن وإن نسب إلى الفحل فقد جمع البطون، وليس فحل الانعام واحدا، ولا للواحد بطون، فإن قال أراد الجنس فقد ذكر (من بين) في موضع نصب على الظرف، ويجوز أن يكون حالا من " ما " أو من اللبن (سائغا) الجمهور على قراء‌ته على فاعل ويقرأ " سيغا " بياء مشددة وهو مثل سيد وميت وأصله من الواو.

قوله تعالى (ومن ثمرات) الجار يتعلق بمحذوف تقديره: وخلق لكم، أو وجعل (تتخذون) مستأنف، وقيل هو صفة لمحذوف تقديره: شيئا تتخذون بالنصب: أى وإن من الثمرات شيئا، وإن شئت شئ بالرفع بالابتداء، ومن ثمرات خبره، وقيل التقدير: وتتخذون من ثمرات النخيل سكرا، وأعاد من لما قدم وأخر، وذكر الضمير لانه عاد على شئ المحذوف، أو على معنى الثمرات: وهو الثمر أو على النخل: أى من ثمر النخل، أو على الجنس، أو على البعض، أو على المذكور كما تقدم في هاء بطونه.

قوله تعالى (أن اتخذى) أى اتخذى أو تكون مصدرية.

قوله تعالى (ذللا) هو حال من السبل، أو من الضمير في اسلكى، والواحد ذلول، ثم عاد من الخطاب إلى الغيبة فقال (يخرج من بطونها - فيه شفاء) يعود على الشراب، وقيل على القرآن.

قوله تعالى (لكيلا يعلم بعد علم شيئا) شيئا منصوب بالمصدر على قول البصريين، وبيعلم على قول الكوفيين.

٨٦

قوله تعالى (فهم فيه سواء) الجملة من المبتدإ والخبر هنا واقعة موقع الفعل والفاعل، والتقدير: فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ماملكت أيمانهم فيستووا، وهذا الفعل منصوب على جواب النفى، ويجوز أن يكون مرفوعا عطفا على موضع برادى: أى فما الذين فضلوا يردون فما يستوون.

قوله تعالى (رزقا من السموات) الرزق بكسر الراء اسم المرزوق، وقيل هو اسم للمصدر، والمصدر بفتح الراء (شيئا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو منصوب برزق لان اسم المصدر يعمل عمله: أى لايملكون أن يرزقوا شيئا.

والثانى هو بدل من رزق.

والثالث هومنصوب نصب المصدر: أى لايملكون رزقا ملكا، وقد ذكرنا نظائره كقوله " لايضركم كيدهم شيئا ".

قوله تعالى (عبدا) هو بدل من مثل، وقيل التقدير: مثلا مثل عبد، و (من) في موضع نصب نكرة موصوفة (سرا وجهرا) مصدران في موضع الحال.

قوله تعالى (أينما يوجهه) يقرأ بكسر الجيم: أى يوجهه مولاه، ويقرأ بفتح الجيم وسكون الهاء على مالم يسم فاعله، ويقرأ بالتاء وفتح الجيم والهاء على لفظ الماضى.

قوله تعالى (أو هو أقرب) هو ضمير للامر، وأو قد ذكر حكمها في " أو كصيب من السماء ".

قوله تعالى (أمهاتكم) يقرأ بضم الهمزة وفتح الميم وهو الاصل وبكسرهما، فأما كسرة الهمزة فلعلة: وقيل أتبعت كسرة النون قبلها وكسرة الميم إتباعا لكسرة الهمزة (لا تعلمون شيئا) الجملة حال من الضمير المنصوب في " أخرجكم ".

قوله تعالى (ألم يروا) يقرأ بالتاء لان قبله خطابا وبالياء على الرجوع إلى الغيبة (مايمسكهن) الجملة حال من الضمير في مسخرات أو من الطير، ويجوز أن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (من بيوتكم سكنا) إنما أفرد لان المعنى ماتسكنون (يوم ظعنكم) يقرأ بسكون العين وفتحها وهما لغتان، مثل النهر والنهر، والظعن مصدر ظعن (أثاثا) معطوف على سكنا، وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور وهو قوله تعالى " ومن أصوافها " وليس بفصل مستقبح كما زعم في الايضاح، لان الجار والمجرور مفعول، وتقديم مفعول على مفعول قياس.

قوله تعالى (ويوم نبعث) أى واذكر، أو وخوفهم.

٨٧

قوله تعالى (يعظكم) يجوز أن يكون حالا من الضمير في ينهى، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (بعد توكيدها) المصدر مضاف إلى المفعول، والفعل منه وكد، ويقال أكد تأكيدا، وقد (جعلتم) الجملة حال من الضمير في " تنقضوا "، ويجوز أن يكون حالا من فاعل المصدر.

قوله تعالى (أنكاثا) هو جمع نكث وهو بمعنى المنكوث: أى المنقوض وانتصب على الحال من غزلها، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى، لان معنى نقضت صيرت، و (تتخذون) حال من الضمير في تكونوا أو من الضمير في حرف الجر، لان التقدير: لا تكونوا مشبهين (أن تكون) أى مخافة أن تكون (أمة) اسم كان أو فاعلها إن جعلت كان التامة (هى أربى) جملة في موضع نصب خبر كان، أو في موضع رفع على الصفة، ولا يجوز أن تكون هى فصلا لان الاسم الاول نكرة، والهاء في (به) تعود على الربو وهو الزيادة.

قوله تعالى (فتزل) هو جواب النهى.

قوله تعالى (من ذكر) هو حال من الضمير في عمل.

قوله تعالى (فإذا قرأت) المعنى فإذا أردت القراء‌ة، وليس المعنى إذا فرغت من القراء‌ة.

قوله تعالى (إنما سلطانه) الهاء فيه تعود على الشيطان، والهاء في (به) تعود عليه أيضا، والمعنى الذين يشركون بسببه، وقيل الهاء عائدة على الله عزوجل.

قوله تعالى (والله أعلم بما ينزل) الجملة فاصلة بين إذا وجوابها، فيجوز أن تكون حالا، وأن لايكون لها موضع وهى مشددة.

قوله تعالى (وهدى وبشرى) كلاهما في موضع نصب على المفعول له، وهو عطف على قوله ليثبت، لان تقدير الاول لان يثبت، ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر مبتدإ محذوف: أى وهو هدى، والجملة حال من الهاء في نزله.

قوله تعالى (لسان الذى) القراء‌ة المشهورة إضافة لسان إلى الذى، وخبره (أعجمى) وقرئ في الشاذ اللسان الذى بالالف واللام، والذى نعت، والوقف بكل حال على بشر.

قوله تعالى (من كفر) فيه وجهان: أحدهما هو بدل من قوله الكاذبون: أى وأولئك هم الكافرون، وقيل هو بدل من أولئك، وقيل هو بدل من الذين لايؤمنون.

والثانى هو مبتدأ، والخبر " فعليهم غضب من الله ".

٨٨

قوله تعالى (إلا من أكره) استثناء مقدم، وقيل ليس بمقدم فهو كقول لبيد * ألا كل شئ ماخلا الله باطل * وقيل " من " شرط وجوابها محذوف دل عليه قوله " فعليهم غضب " إلا من أكره استثناء متصل، لان الكفر يطلق على القول والاعتقاد، وقيل هو منقطع لان الكفر اعتقاد والاكراه على القول دون الاعتقاد (من شرح) مبتدأ (فعليهم) خبره.

قوله تعالى (إن ربك) خبر إن (لغفور رحيم)(١) وإن الثانية واسمها تكرير للتوكيد، ومثله في هذه السورة " ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة " وقيل " لا " خبر لان الاولى في اللفظ، لان خبر الثانية أغنى عنه (من بعد مافتنوا) يقرأ على مالم يسم فاعله: أى فتنهم غيرهم بالكفر فأجابوا فإن الله عفا لهم عن ذلك: أى رخص لهم فيه، ويقرأ بفتح الفاء والتاء: أى فتنوا أنفسهم أو فتنوا غيرهم ثم أسلموا.

قوله تعالى (يوم يأتى) يجوز أن يكون ظرفا لرحيم، وأن يكون مفعولا به: أى اذكر.

قوله تعالى (قرية) مثل قوله " مثلا عبدا " (والخوف) بالجر عطفا على الجوع، وبالنصب عطفا على لباس، وقيل هو معطوف على موضع الجوع، لان التقدير: أن ألبسهم الجوع والخوف.

قوله تعالى (ألسنتكم الكذب) يقرأ بفتح الكاف والباء وكسر الذال، وهو منصوب بتصف و " ما " مصدرية، وقيل هى بمعنى الذى، والعائد محذوف. والكذب بدل منه، وقيل هو منصوب بإضمار أعنى، ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الياء وهو جمع كذاب بالتخفيف، مثل كتاب وكتب، وهو مصدر، وهى في معنى القراء‌ة الاولى، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الباء على النعت للالسنة، وهو جمع كاذب أو كذوب، ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال، والباء على البدل من " ما " سواء جعلتها مصدرية أو بمعنى الذى.

____________________

(١) (قوله خبر إن لغفور إلخ.) المراد بها إن الاولى في قوله تعالى " ثم إن ربك " إلخ وعليه فللذين متعلق بالخبر كما في السفاقسى. وعند الزمخشرى للذين خبر إن الاولى اه‍ مصححه. (*)

٨٩

قوله تعالى (متاع قليل) أى بقاؤهم متاع ونحو ذلك.

قوله تعالى (اجتباه) يجوز أن يكون حالا، وقد معه مرادة، وأن يكون خبرا ثانيا لان، وأن يكون مستأنفا (لانعمه) يجوز أن تتعلق اللام بشاكر، وأن تتعلق باجتباه.

قوله تعالى (وإن عاقبتم) الجمهور على الالف والتخفيف فيهما، ويقرأ بالتشديد من غير ألف فيهما: أى تتبعتم (بمثل ما) الباء زائدة، وقيل ليست زائدة، والتقدير: بسبب مماثل لما عوقبتم (لهو خير) الضمير للصبر أو للعفو، وقد دل على المصدرين الكلام المتقدم.

قوله تعالى (إلا بالله) أى بعون الله أو بتوفيقه (عليهم) أى على كفرهم، وقيل الضمير يرجع على الشهداء: أى لاتحزن عليهم فقد فازوا (في ضيق) يقرأ بفتح الضاد وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر ضاق مثل سار سيرا.

والثانى هو مخفف من الضيق: أى في أمر ضيق، مثل سيد وميت (مما يمكرون) أى من أجل مايمكرون، ويقرأ بكسر الضاد، وهى لغة في المصدر، والله أعلم.

سورة الاسراء

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد تقدم الكلام على (سبحان) في قصة آدم عليه السلام في البقرة، و (ليلا) ظرف لاسرى، وتنكيره يدل على قصر الوقت الذى كان الاسراء والرجوع فيه (حوله) ظرف لباركنا، وقيل مفعول به: أى طيبنا أو نمينا (لنريه) بالنون لان قبله إخبارا عن المتكلم، وبالياء لان أول السورة على الغيبة، وكذلك خاتمة الآية، وقد بدأ في الآية بالغيبة وختم بها ثم رجع في وسطها إلى الاخبار عن النفس فقال: باركنا ومن آياتنا، والهاء في (أنه) لله تعالى، وقيل للنبى صلى الله عليه وسلم: أى إنه السميع لكلامنا البصير لذاتنا.

قوله تعالى (ألا يتخذوا) يقرأ بالياء على الغيبة، والتقدير: جعلناه هدى لئلا يتخذوا، أو آتينا موسى الكتاب لئلا يتخذوا، ويقرأ بالتاء على الخطاب.

وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أن " أن " بمعنى أى، وهى مفسرة لما تضمنه الكتاب من الامر والنهى.

والثانى أن " أن " زائدة: أى قلنا لاتتخذوا.

٩٠

والثالث أن " لا " زائدة، والتقدير: مخافة أن تتخذوا، وقد رجع في هذا من الغيبة إلى الخطاب، وتتخذوا هنا يتعدى إلى مفعولين: أحدهما (وكيلا) وفي الثانى وجهان: أحدهما (ذرية) والتقدير: لا تتخذوا ذرية من حملنا وكيلا: أى ربا أو مفوضا إليه، ومن دونى يجوز أن يكون حالا من وكيل أو معمولا له أو متعلقا بتتخذوا.

والوجه الثانى المفعول الثانى من دونى، وفي ذرية على ثلاثة أوجه: أحدها هو منادى.

والثانى هو منصوب بإضمار أعنى.

والثالث هو بدل من وكيل، أو بدل من موسى عليه السلام، وقرئ، شاذا بالرفع على تقدير هو ذرية، أو على البدل من الضمير في يتخذوا على القراء‌ة بالياء لانهم غيب، و (من) بمعنى الذى أونكرة موصوفة.

قوله تعالى (لتفسدن) يقرأ بضم التاء وكسر السين من أفسد، والمفعول محذوف أى الاديان أو الخلق، ويقرأ بضم التاء وفتح السين: أى يفسدكم غيركم، ويقرأ بفتح التاء وضم السين، أى تفسد أموركم (مرتين) مصدر، والعامل فيه من غير لفظه (وعد أولاهما) أى موعود أولى المرتين: أى ماوعدوا به في المرة الاولى (عبادا لنا) بالالف وهو المشهور، ويقرأ عبيدا وهو جمع قليل، ولم يأت منه إلا ألفاظ يسيرة (فجاسوا) بالجيم، ويقرأ بالحاء والمعنى واحد، و (خلال) ظرف له، ويقرأ خلل الديار بغير ألف، قيل هو واحد، والجمع خلال مثل جبل وجبال (وكان) اسم كان ضمير المصدر: أى وكان الجوس.

قوله تعالى (الكرة) هى مصدر في الاصل يقال كركرا وكرة، و (عليهم) يتعلق برددنا، وقيل بالكرة لانه يقال كر عليه، وقيل هو حال من الكرة (نفيرا) تمييز، وهو فعيل بمعنى فاعل: أى من ينفر معكم وهو اسم للجماعة، وقيل هو جمع نفر مثل عبد وعبيد.

قوله تعالى (وإن أسأتم فلها) قيل اللام بمعنى على، كقوله " وعليها ما اكتسبت " وقيل هى على بابها وهو الصحيح، لان اللام للاختصاص، والعامل مختص بجزاء عمله حسنة وسيئة (وعد الآخرة) أى الكرة الآخرة (ليسوء‌وا) بالياء وضمير الجماعة: أى ليسوء العباد أو النفير، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير واو: أى ليسوء البعث أو المبعوث: أو الله، ويقرأ بالنون كذلك، ويقرأ بضم الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة: أى ليقبح وجوهكم (ماعلوا) منصوب بيتبروا: أى وليهلكوا علوهم وماعلوه، ويجوز أن يكون ظرفا.

٩١

قوله تعالى (حصيرا) أى حاصرا، ولم يؤنثه لان فعيلا هنا بمعنى فاعل، وقيل التذكير على معنى الجنس، وقيل ذكر لان تأنيث جهنم غير حقيقى.

قوله تعالى (أن لهم) أى بأن لهم (وأن الذين) معطوف عليه: أى يبشر المؤمنين بالامرين.

قوله تعالى (دعاء‌ه) أى يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير، والمصدر مضاف إلى الفاعل، والتقدير: يطلب الشر، فالباء للحال، ويجوز أن تكون بمعنى السبب.

قوله تعالى (آيتين) قيل التقدير: ذوى آيتين، ودل على ذلك قوله: " آية الليل، وآية النهار " وقيل لا حذف فيه، فالليل والنهار علامتان ولهما دلالة على شئ آخر، فلذلك أضاف في موضع ووصف في موضع.

قوله تعالى (وكل شئ) منصوب بفعل محذوف لانه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل، ولولا ذلك لكان الاولى رفعه. ومثله " وكل إنسان ".

قوله تعالى (ونخرج) يقرأ بضم النون، ويقرأ بياء مضمومة وبياء مفتوحة وراء مضمومة، و (كتابا) حال على هذا: أى ونخرج طائره أو عمله مكتوبا، و (يلقاه) صفة للكتاب، و (منشورا) حال من الضمير المنصوب، ويجوز أن يكون نعتا للكتاب.

قوله تعالى (اقرأ) أى يقال.

قوله تعالى (أمرنا) يقرأ بالقصر والتخفيف: أى أمرناهم بالطاعة، وقيل كثرنا نعمهم، وهو في معنى القراء‌ة بالمد، ويقرأ بالتشديد والقصر: أى وجعلناهم أمراء، وقيل هو بمعنى الممدودة، لانه تارة يعدى بالهمزة وتارة بالتضعيف، واللازم منه أمر القوم: أى كثروا، وأمرنا جواب إذا، وقيل الجملة نصب نعتا لقرية، والجواب محذوف.

قوله تعالى (وكم أهلكنا) " كم " هنا خبر في موضع نصب بأهلكنا (من القرون) وقد ذكر نظيره في قوله " كم آتيناهم من آية ".

قوله تعالى (من كان) من مبتدأ، وهى شرط، و (عجلنا) جوابه (لمن نريد) هو بدل من له بإعادة الجار (يصلاها) حال من جهنم أو من الهاء في له، و (مذموما) حال من الفاعل في يصلى.

قوله تعالى (سعيها) يجوز أن يكون مفعولا به، لان المعنى عمل عملها. ولها من أجلها، وأن يكون مصدرا.

٩٢

قوله تعالى (كلا) هو منصوب (بنمد) والتقدير كل فريق، و (هؤلاء وهؤلاء) بدل من كل، و (من) متعلقة بنمد.

والعطاء اسم للمعطى.

قوله تعالى (كيف) منصوب ب‍ (فضلنا) على الحال أو على الظرف.

قوله تعالى (ألا تعبدوا) يجوز أن يكون " أن " بمعنى أى، وهى مفسرة لمعنى قضى، ولانهى، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أى ألزم ربك عبادته ولا زائدة، ويجوز أن يكون قضى بمعنى أمر، ويكون التقدير: بأن لاتعبدوا.

قوله تعالى (وبالوالدين إحسانا) قد ذكر في البقرة (إما يبلغن) إن شرطية، وما زائدة للتوكيد، ويبلغن هو فعل الشرط والجزاء فلا تقل، ويقرأ " يبلغان " والالف فاعل و (أحدهما أو كلاهما) بدل منه.

وقال أبوعلي: هو توكيد، ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعا بفعل محذوف: أى إن بلغ أحدهما أو كلاهما، وفائدته التوكيد أيضا، ويجوز أن تكون الالف حرفا للتثنية والفاعل أحدهما (أف) اسم للفعل ومعناه التضجر والكراهة، والمعنى: لاتقل لهما كفا أو اتركا، وقيل هو اسم للجملة الخبرية: أى كرهت أو ضجرت من مداراتكما، فمن كسر بناه على الاصل، ومن فتح طلب التخفيف مثل رب، ومن ضم أتبع، ومن نون أراد التنكير، ومن لم ينون أراد التعريف، ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفا.

قوله تعالى (جناح الذل) بالضم وهو ضد العز، وبالكسر وهو الانقياد ضد الصعوبة (من الرحمة) أى من أجل رفقك بهما، فمن متعلقة باخفض، ويجوز أن تكون حالا من جناح (كما) نعت لمصدر محذوف: أى رحمة مثل رحمتهما.

قوله تعالى (ابتغاء رحمة) مفعول له، أو مصدر في موضع الحال (ترجوها) يجوز أن يكون وصفا للرحمة، وأن يكون حالا من الفاعل، ومن ربك يتعلق بترجوها ويجوز أن يكون صفة لرحمة.

قوله تعالى (كل البسط) منصوبة على المصدر لانها مضافة إليه.

قوله تعالى (خطأ) يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمز وهو مصدر خطئ مثل علم علما، وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز.

وفيه ثلاثة أوجه: أحدها مصدر مثل شبع شبعا، إلا أنه أبدل الهمزة ألفا في المصدر وياء في الفعل لانكسار ماقبلها.

٩٣

والثانى أن يكون ألقى حركة الهمزة على الطاء فانفتحت وحذف الهمزة.

والثالث أن يكون خفف الهمزة بأن قلبها ألفا على غير القياس فانفتحت الطاء، ويقرأ كذلك إلا أنه بالهمز مثل عنب، ويقرأ بالفتح والهمز مثل نصب وهو كثير،

ويقرأ بالكسر والمد مثل قام قياما (الزنا) الاكثر القصر والمد لغة، وقد قرئ به، وقيل هو مصدر زانى، مثل قاتل قتالا لانه يقع من اثنين.

قوله تعالى (فلا يسرف) الجمهور على التسكين لانه نهى، وقرئ بضم الفاء على الخبر ومعناه النهى، ويقرأ بالياء والفاعل ضمير الولى، وبالتاء: أى لاتسرف أيها المقتص، أو المبتدئ بالقتل.

أى لاتسرف بتعاطى القتل، وقيل التقدير يقال له لاتسرف (إنه) في الهاء ستة أوجه:

أحدها هى راجعة إلى الولى.

والثانى إلى المقتول.

والثالث إلى الدم.

والرابع إلى القتل.

والخامس إلى الحق.

والسادس إلى القاتل: أى إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة.

قوله تعالى (إن العهد كان مسئولا) فيه وجهان: أحدهما تقديره: إن ذا العهد: أى كان مسئولا عن الوفاء بعده.

والثانى أن الضمير راجع إلى العهد، ونسب السؤال إليه مجازا كقوله تعالى " وإذا الموء‌ودة سئلت ".

قوله تعالى (بالقسطاس) يقرأ بضم القاف وكسرها وهما لغتان، و (تأويلا) بمعنى مآلا: قوله تعالى (ولاتقف) الماضى منه قفا إذا تتبع، ويقرأ بضم القاف وإسكان الفاء مثل تقم، وماضيه قاف يقوف إذا تتبع أيضا (كل) مبتدأ، و (أولئك) إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد، وأشير إليها بأولئك، وهى في الاكثر لمن يعقل لانه جمع ذا، وذا لمن يعقل ولما لا يعقل، وجاء في الشعر: * بعد أولئك الايام * فكان وماعملت فيه الخبر واسم كان يرجع إلى كل، والهاء في عنه ترجع إلى كل أيضا الضمير في مسئول لكل أيضا، والمعنى: أى السمع يسأل عن نفسه على المجاز، ويجوز أن يكون الضمير في كان لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه.

٩٤

وقال الزمخشرى يكون عنه في موضع رفع بمسئول كقوله " غير المغضوب عليهم " وهذا غلط لان الجار والمجرور يقام مقام الفاعل إذا تقدم الفعل، أو ما يقوم مقامه، وأما إذاتأخر فلا يصح ذلك فيه لان الاسم إذا تقدم على الفعل صار مبتدأ، وحرف الجر إذا كان لازما لايكون مبتدأ، ونظيره قولك بزيد انطلق، ويدلك على ذلك أنك لو ثنيت لم تقل بالزيدين انطلقا، ولكن تصحيح المسألة أن تجعل الضمير في مسئول للمصدر، فيكون عنه في موضع نصب كما تقدر في قولك بزيد انطلق.

قوله تعالى (مرحا) بكسر الراء حال، وبفتحها مصدر في موضع الحال ومفعول له (تخرق) بكسر الراء وضمها لغتان (طولا) مصدر في موضع الحال من الفاعل أو المفعول، ويجوز أن يكون تمييزا ومفعولا له ومصدرا من معنى تبلغ.

قوله تعالى (سيئه) يقرأ بالتأنيث والنصب: أى كل ماذكر من المناهى، وذكر (مكروها) على لفظ كل، أو لان التأنيث غير حقيقى، ويقرأ بالرفع والاضافة: أى سيئ ماذكر.

قوله تعالى (من الحكمة) يجوز أن يكون متعلقا بأوحى، وأن يكون حالا من العائد المحذوف، وأن يكون بدلا من ما أوحى.

قوله تعالى (أصفاكم) الالف مبدلة من واو لانه من الصفوة (إناثا) مفعول أول لاتخذ، والثانى محذوف: أى أولادا، ويجوز أن يكون اتخذ متعديا إلى واحد مثل " قالوا اتخذ الله ولدا " ومن الملائكة يجوز أن يكون حالا وأن يتعلق باتخذ.

قوله تعالى (ولقد صرفنا) المفعول محذوف تقديره صرفنا المواعظ ونحوها.

قوله تعالى (كما يقولون) الكاف في موضع نصب: أى كونا كقولهم.

قوله تعالى (علوا) في موضع تعاليا، لانه مصدر قوله تعالى، ويجوز أن يقع مصدر موقع آخر من معناه.

قوله تعالى (مستورا) أى محجوبا بحجاب آخر فوقه، وقيل هو مستور بمعنى ساتر.

قوله تعالى (أن يفقهوه) أى مخافة أن يفقهوه أو كراهة (نفورا) جمع نافر، ويجوز أن يكون مصدرا كالعقود، فإن شئت جعلته حالا، وإن شئت جعلته مسدرا لولوا لانه بمعنى نفروا.

٩٥

قوله تعالى (يستمعون به) قيل الباء بمعنى اللام، وقيل هى على بابها: أى يستمعون بقلوبهم أم بظاهر أسماعهم و (إذ) ظرف ليستمعون الاولى.

والنجوى مصدر: أى ذو نجوى، ويجوز أن يكون جمع نجى كقتيل وقتلى (إذ يقول) بدل من " إذ " الاولى وقيل التقدير: اذكر إذ يقول. والتاء في الرفات أصل، والعامل في " إذ " مادل عليه مبعوثون لا نفس مبعوثون، لان مابعد أن لا يعمل فيما قبلها، و (خلقا) حال وهو بمعنى مخلوق، ويجوز أن يكون مصدرا: أى بعثنا بعثا جديدا.

قوله تعالى (قل الذى فطركم) أى يعيدكم الذى فطركم، وهو كناية عن الاحياء، وقد دل عليه يعيدكم، و (يكون) في موضع نصب بعسى، واسمها مضمر فيها، ويجوز أن يكون في موضع رفع بعسى ولا ضمير فيها.

قوله تعالى (يوم يدعوكم) هو ظرف ليكون، ولا يجوز أن يكون ظرفا لاسم كان، وإن كان ضمير المصدر لان الضمير لا يعمل، ويجوز أن يكون ظرفا للبعث، وقدل دل عليه معنى الكلام، ويجوز أن يكون التقدير اذكر يوم يدعوكم (بحمده) في موضع الحال: أى فتستجيبون حامدين، ويجوز أن تتعلق الباء بيدعوكم (وتظنون) أى وأنتم تظنون فالجملة حال.

قوله تعالى (يقولوا) قد ذكر في إبراهيم (ينزع) يقرأ بفتح الزاى وكسرها وهما لغتان.

قوله تعالى (زبورا) يقرأ بالفتح والضم، وقد ذكر في النساء وفيه وجهان: أحدهما أنه علم، يقال زبور والزبور كما يقال عباس والعباس. والثانى هو نكرة: أى كتابا من جملة الكتب.

قوله تعالى (أيهم) مبتدأ و (أقرب) خبره، وهو استفهام، والجملة في موضع نصب بيدعون، ويجوز أن يكون أيهم بمعنى الذى، وهو بدل من الضمير في يدعون، والتقدير: الذى هو أقرب، وفيها كلام طويل يذكر في مريم.

قوله تعالى (أن نرسل) أى من أن نرسل فهى في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه، وقد ذكرت نظائره (أن كذب) في موضع رفع فاعل " منعنا " وفيه حذف مضاف تقديره: إلا إهلاك التكذيب، وكانت عادة الله إهلاك من كذب بالآيات الظاهرة، ولم يرد إهلاك مشركى قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم (مبصرة) أى ذات إبصار: أى يستبصر بها، وقيل مبصرة دالة كما يقال للدليل مرشد،

٩٦

ويقرأ بفتح الميم والصاد: أى تبصرة (تخويفا) مفعول له أو مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (وإذ قلنا) أى اذكر (والشجرة) معطوف على الرؤيا والتقدير: وماجعلنا الشجرة إلا فتنة، وقرئ شاذا بالرفع، والخبر محذوف: أى فتنة، ويجوز أن يكون الخبر (في القرآن).

قوله تعالى (طينا) هو حال من " من " أو من العائد المحذوف، فعلى الاول يكون العامل فيه اسجد، وعلى الثانى خلقت، وقيل التقدير: من طين، فلما حذف الحرف نصب.

قوله تعالى (هذا) هو منصوب بأرأيت، و (الذى) نعت له، والمفعول الثانى محذوف تقديره: تفضيله أو تكريمه، وقد ذكر الكلام في أرأيتك في الانعام.

قوله تعالى (جزاء) مصدر: أى تجزون جزاء، وقيل هو حال موطئة، وقيل هو تمييز (من استطعت) " من " استفهام في موضع نصب باستطعت: أى من استطعت منهم استفزازه، ويجوز أن تكون بمعنى الذى (ورجلك) يقرأ بسكون الجيم، وهم الرجالة، ويقرأ بكسرها وهو فعل من رجل يرجل إذا صار راجلا، ويقرأ " ورجالك " أى بفرسانك ورجالك (ومايعدهم) رجوع من الخطاب إلى الغيبة.

قوله تعالى (ربكم) مبتدأ، و (الذى) وصلته الخبر، وقيل هو صفة لقوله " الذى فطركم " أو بدل منه، وذلك جائز وإن تباعد مابينهما.

قوله تعالى (إلا إياه) استثناء منقطع، وقيل هو متصل خارج على أصل الباب.

قوله تعالى (أن نخسف) يقرأ بالنون والياء، وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم (بكم) حال من (جانب البر) أى نخسف جانب البر وأنتم، وقيل الباء متعلقة بنخسف: أى بسببكم.

قوله تعالى (به تبيعا) يجوز أن تتعلق الباء بتبيع وبتجدوا، وأن تكون حالا من تبيع.

قوله تعالى (يوم ندعوا) فيه أوجه:

أحدها هو ظرف لما دل عليه قوله (ولا يظلمون فتيلا) تقديره: لايظلمون يوم ندعو.

والثانى أنه ظرف لما دل عليه قوله متى هو.

والثالث هو ظرف لقوله فتستجيبون.

والرابع هو بدل من يدعوكم.

٩٧

والخامس هو مفعول: أى اذكروا يوم ندعو، وقرأ الحسن بياء مضمومة وواو بعد العين ورفع كل.

وفيه وجهان: أحدهما أنه أراد يدعى ففخم الالف فقلبها واوا. والثانى أنه أراد يدعون وحذف النون، وكل بدل من الضمير (بإمامهم) فيه وجهان: أحدهما هو متعلق بندعو: أى نقول يا أتباع موسى ويا أتباع محمد عليهما الصلاة والسلام: أو يا أهل الكتاب يا أهل القرآن. والثانى هى حال تقديره: مختلطين بنبيهم أو مؤاخذين.

قوله تعالى (أعمى) الاولى بمعنى فاعل. وفي الثانية وجهان: أحدهما كذلك: أى من كان في الدنيا عميا عن حجته فهو في الآخرة كذلك. والثانى هى أفعل التى

تقتضى من، ولذلك قال (وأضل) وأمال أبوعمرو الاولى دون الثانية لانه رأى أن الثانية تقتضى من، فكأن الالف وسط الكلمة تمثل أعمالهم.

قوله تعالى (تركن) بفتح الكاف وماضيه بكسرها. وقال بعضهم: هى مفتوحة في الماضى والمستقبل، وذلك من تداخل اللغتين إن من العرب من يقول: ركن يركن، ومنهم من يقول: ركن يركن فيفتح الماضى ويضم المستقبل، فسمع من لغته فتح الماضى فتح المستقبل ممن هو لغته، أو بالعكس فجمع بينهما، وإنما دعا قائل هذا إلى اعتقاده أنه لم يجئ منهم فعل يفعل بفتح العين فيهما في غير حروف الحلق إلا أبى يأبى، وقد قرئ بضم الكاف.

قوله تعالى (لايلبثون) المشهور بفتح الياء والتخفيف؟؟ وإثبات النون على إلغاء إذن، لان الواو العاطفة تصير الجملة مختلفة بما قبلها، فيكون إذن حشوا، ويقرأ بضم الياء والتشديد على مالم يسم فاعله، وفى بعض المصاحف بغير نون على إعمال إذن، ولايكترث بالواو فإنها قد تأتى مستأنفة (خلافك) وخلافك لغتان بمعنى، وقد قرئ بهما (إلا قليلا) أى زمنا قليلا.

قوله تعالى (سنة من قد أرسلنا) هو منصوب على المصدر: أى سننا بك سنة من تقدم من الانبياء صلوات الله عليهم، ويجوز أن تكون مفعولا به: أى اتبع سنة من قد أرسلنا، كما قال تعالى " فبهداهم اقتده ".

قوله تعالى (إلى غسق الليل) حال من الصلاة: أى ممدودة، ويجوز أن تتعلق بأقم فهى لانتهاء غاية الاقامة (وقرآن الفجر) فيه وجهان: أحدهما هو معطوف على الصلاة: أى وأقم صلاة الفجر.

٩٨

والثانى هو على الاغراء: أى عليك قرآن الفجر أو الزم.

قوله تعالى (نافلة لك) فيه وجهان: أحدهما هو مصدر بمعنى تهجد: أى تنفل نفلا، وفاعله هنا مصدر كالعافية.

والثانى هو حال: أى صلاة نافلة (مقاما) فيه وجهان: أحدهما هو حال تقديره: ذا مقام. الثانى أن يكون مصدرا تقديره: أن يبعثك فتقوم.

قوله تعالى (من القرآن) من لبيان الجنس: أى كله هدى من الضلال، وقيل هى للتبعيض: أى منه مايشفى من المرض. وأجاز الكسائى (ورحمة) بالنصب عطفا على " ما ".

قوله تعالى (ونأى) يقرأ بألف بعد الهمزة: أى بعد عن الطاعة، ويقرأ بهمزة بعد الالف. وفيه وجهان: أحدهما هو مقلوب نأى. والثانى هو بمعنى نهض: أى ارتفع عن قبول الطاعة، أو نهض المعصية والكبر.

قوله تعالى (أهدى سبيلا) يجوز أن يكون أفعل من هدى غيره، وأن يكون من اهتدى، على حذف الزوائد، أو من هدى بمعنى اهتدى فيكون لازما.

قوله تعالى (من العلم) متعلق بأوتيتم، ولا يكون حالا من قليل، لان فيه تقديم المعمول على " إلا ".

قوله تعالى (إلا رحمة) هو مفعول له، والتقدير: حفظناه عليك للرحمة، ويجوز أن يكون مصدرا تقديره: لكن رحمناك رحمة.

قوله تعالى (لا يأتون) ليس بجواب الشرط، لكن جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة في قوله " لئن اجتمعت " وقيل هو جواب الشرط، ولم يجزمه لان فعل الشرط ماض.

قوله تعالى (حتى تفجر) يقرأ بالتشديد على التكثير، وبفتح التاء وضم الجيم والتخفيف. والياء في ينبوع زائدة لانه من نبع، فهو مثل يغبوب من غب.

قوله تعالى (كسفا) يقرأ بفتح السين، وهو جمع كسفة مثل قربة وقرب، وبسكونها.

وفيه وجهان: أحدهما هو مخفف من المفتوحة، أو مثل سدرة وسدر.

والثانى هو واحد على فعل بمعنى مفعول، وانتصابه على الحال من السماء، ولم يؤنثه لان تأنيث السماء غيرحقيقى، أو لان السماء بمعنى السقف. والكاف في " كما " صفة

٩٩

لمصدر محذوف: أى إسقاطا مثل مزعومك، و (قبيلا) حال من الملائكة، أو من الله والملائكة (نقرؤه) صفة لكتاب أو حال من المجرور (قل) على الامر. وقال على الحكاية عنه.

قوله تعالى (أن يؤمنوا) مفعول منع، و (أن قالوا) فاعله.

قوله تعالى (يمشون) صفة للملائكة، و (مطمئنين) حال من ضمير الفاعل.

قوله تعالى (على وجوههم) حال (وعميا) حال أخرى، إما بدل من الاولى وإما حال من الضمير في الجار (مأواهم جهنم) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا مقدرة (كلما خبت) الجملة إلى آخر الآية حال من جهنم، والعامل فيها معنى المأوى، ويجوز أن تكون مستأنفة.

قوله تعالى (ذلك) مبتدأ، و (جزاؤهم) خبره، و (بأنهم) يتعلق

بجزاء، وقيل ذلك خبر مبتدأ محذوف: أى الامر ذلك، وجزاؤهم مبتدأ، وبأنهم الخبر، ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا أو بيانا، وبأنهم خبر ذلك.

قوله تعالى (لو أنتم) في موضع رفع بأنه فاعل لفعل محذوف وليس بمبتدأ، لان " لو " تقتضى الفعل كما تقتضيه إن الشرطية، والتقدير: لو تملكون، فلما حذف الفعل صار الضمير المتصل منفصلا، و (تملكون) الظاهرة تفسير للمحذوف (لامسكتم) مفعوله محذوف: أى أمسكتم الاموال، وقيل هو لازم بمعنى بخلتم (خشية) مقول له أو مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (بينات) صفة لآيات أو لتسع (إذ جاء‌هم) فيه وجهان: أحدهما هو مفعول به باسأل على المعنى، لان المعنى: اذكر لبنى إسرائيل إذ جاء‌هم، وقيل التقدير: اذكر إذ جاء‌هم، وهى غير ما قدرت به اسأل. والثانى هو ظرف، وفي العامل فيه أوجه: أحدها آتينا. والثانى قلنا مضمرة أى فقلنا له سل. والثالث قل.

تقديره: قل لخصمك سل بنى، والمراد به فرعون: أى قل ياموسى، وكان الوجه أن يقول: أذ جئتهم، فرجع من الخطاب إلى الغيبة.

قوله تعالى (لقد علمت) بالفتح على الخطاب أى علمت ذلك، ولكنك عاندت، وبالضم: أى أنا غير شاك فيما جئت به (بصائر) حال من هؤلاء، وجاء‌ت بعد إلا، وهى حال مما قبلها لما ذكرنا في هود عند قوله " وما نراك اتبعك ".

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298