المرتسم في بعض الاذهان: أنّ الفرق بين الغيبتين أو تثنية الغيبتين بلحاظ أنّ الامام سلام الله عليه غاب في الغيبة الصغرى ثم ظهر ثم غاب، هذا وهم في الواقع، الامام سلام الله عليه لم يظهر بالمعنى الذي نريده من الظهور حتّى يفرق بين المرحلتين بأنّ الامام غاب مثلاً سبعين سنة ثم ظهر للعيان بشكل عادي ثم غاب الغيبة الكبرى.
إذن ما هو الوجه في التثنية للغيبة؟ يقال: غيبة صغرى وغيبة كبرى؟
الوجه: ليس قضية الظهور وعدم الظهور، بل لم يظهر الامام عليه السلام في كلتا الغيبتين وفي تمام الفترتين وفي الفاصل بين الفترتين، كما إنه ليس الفارق بين الغيبتين هو عبارة عن قصر وطول المدّة فقط.
إذن ما هو المدار على تثنية الغيبة؟
المدار في واقع الامر على طبيعة تعامل الامام سلام الله عليه في الغيبة الصغرى مع قواعده الشعبية، أو طريقة تعامله مع قواعده الشعبية في الغيبة الصغرى عنها في الغيبة الكبرى:
في الغيبة الصغرى طريقة تعامله ولقائه وتماسّه مع قواعده الشعبية هو عن طريق السفراء الذين سيأتي الحديث عنهم إن شاء الله، أمّا في الغيبة الكبرى فطريقة تماسّه (عليه السلام) لم يكن عن طريق سفراء خاصين، إنّما كان عن طريق النواب العامين، عن طريق الفقهاء.
فالفرق بين هاتين الفترتين: أنّه في تلك الفترة القصيرة كان هناك سفراء يلتقي الامام سلام الله عليه من خلالهم مع قواعده الشعبية، وأمّا