مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة

مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة28%

مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 139

مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة
  • البداية
  • السابق
  • 139 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 85022 / تحميل: 7259
الحجم الحجم الحجم
مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة

مودة أهل البيت (عليهم السلام) وفضائلهم في الكتاب والسنة

مؤلف:
العربية

مودة أهل البيتعليهم‌السلام و فضائلهم

في الكتاب والسُنّة

اصدار مركز الرسالة

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى

قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

مودة أهل البيتعليهم‌السلام وفضائلهم في الكتاب والسُنّة

اصدار مركز الرسالة

سلسلة المعارف الاسلامية

مودة أهل البيتعليهم‌السلام

وفضائلهم

في الكتاب والسُنّة

اصدار مركز الرسالة

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المركز :

الحمدُ لله ربِّ العالمين.. والصلاة والسلام على رسول الله سيد الخلائق وخاتم النبيين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

وبعد.. فإنّ حق الرسول العظيم على أتباعه لحق عظيم ، يتفاوت الاَفراد في معرفته ومستويات أدائه ، وليس من شك فإنّ حبه هو من أولى هذه الحقوق ، إذ هو المقدمة الضرورية لما يتبعه من اقتفاء أثره وتحرّي سُنّته وإحياء أمره وحسن اتباعه ، فما لم يتحقق الحب الصادق فلا نستطيع أن ننتظر الاتباع والاهتداء والاقتداء ومن هنا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبُّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين».

إنّ حبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرع لحب الله تعالى ، وكلاهما من بديهيات الايمان وأولوياته، كما ان حبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستلزم حب أولى الناس به وأقربهم منزلة لديه وأخصّهم بحمل أمانته وأداء رسالته ، وبهذا تتكامل سلسلة الحب متلازمة الحلقات ، وبدون ذلك فليس ثمة حب لله ولا لرسوله.. ومن هنا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « احبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، واحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي».

وأهل بيته وأولى الناس به هم الذين اختارهم حين أمره الله تعالى بمباهلة النصارى في قوله تعالى: ( قُلْ تعالُوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل... ).

وهم الذين خصّهم في تأويل آية التطهير حين نزلت ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فأدار كساءه على نفسه الشريفة وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وقال: « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً.. » وهم الذين اختصهم في الاَمر بالصلاة حين نزل قوله تعالى: ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) فراح

٤

يطرق باب بيت علي وفاطمة فجر كل يوم ويقول: « الصلاة الصلاة.. ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»).

وهم الذين أمرنا بالصلاة عليهم معه كلما ذكر النبي صلى اللهعليه‌السلام إذ قال :« قولوا اللّهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم».

وليس ينفك هذا الحب عن صدق الولاء وحسن الاهتداء والاقتداء بالهدي الذي كانوا عليه ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فكما كان الحب مقدمة أولى للاتباع ، فإنّ الاتباع شرطاً لازم ومصداق أكيد للحب الصادق وإلاّ كان مجرد دعوى قاصرة عن بلوغ معناها وغايتها ومن هنا كان حب أهل بيت النبي صلى اللهعليه‌السلام مقدمة لحسن اتباعهم والسير على نهجهم واقتفاء أثرهم ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّي تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، كتاب الله.. وعترتي أهل بيتي » فلم يكن الحب الذي من علاماته الاحترام لهم والتأدب معهم وميل القلب إلى ذكرهم.. لم يكن لوحده غاية مالم تتحقق لوازمه ومصاديقه في اتباع نهجهم والاهتداء بهديهم والذبّ عنهم ، وبدون هذا سيبقى مفهوماً قاصراً لم يحقق معناه ولم يبلغ أهدافه ومقاصده.

من كل هذا أصبح هذا النوع من الحب ، حب الله وحب رسوله وحب أهل بيت رسوله ، مبدأً رسالياً كبيراً يتضمن أبعاداً مهمة وخطيرة في حياة الفرد والمجتمع ، فهو المفتاح في علاقة الفرد والاُمّة بتعاليم السماء ، على هذا دلّنا الله تعالى ورسوله ، وبه أمرنا ، لا لقرب لحمتهم من النبي صلى اللهعليه‌السلام وحسب ، على ما في هذا من شرف رفيع ، بل لاَنّهم عيبة علمه وحملةُ أمانته والمصطفين على الناس من بعده شرفاً وعلماً وحكمة وهدياً.

وفي هذا الكتاب نحاول الاقتراب أكثر فأكثر إلى معرفتهم ومعرفة حقهم الثابت علينا ، فكل ذلك من المعارف الضرورية التي لا غنى لمسلم عنها.

والله من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء الصراط

مركز الرسالة

٥

المقدِّمة

الحمدُ لله ربِّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد المصطفى الاَمين وآله الهداة الميامين.

وبعد: إنّ حبّ أهل البيتعليهم‌السلام عترة النبي المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعدّ ضرورة من ضرورات الدين الاِسلامي الثابتة بالقطع كتاباً وسُنّة ، قال تعالى:( قُل لا أسألُكُم عَلَيهِ أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) .

وتواتر عن النبي المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: « أحبوا الله لما يغذوكم من نعمته ، وأحبوني بحبّ الله ، وأحبوا أهل بيتي بحبي».

وتواتر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنّ حبهم علامة الاِيمان ، وأن بغضهم علامة النفاق » و « أنّ من أحبهم أحب الله ورسوله ، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله » وعشرات الاَحاديث التي تحث على حبهم وتنهى عن بغضهم.

ومما لا ريب فيه أنّه تعالى لم يفرض حبهم ومودتهم إلى جانب وجوب التمسك بهم إلاّ لاَنهم أهل للحب والولاء من حيث قربهم إليه سبحانه ومنزلتهم عنده وطهارتهم من الشرك والمعاصي ومن كل ما يبعد عن دار كرامته وساحة رضاه.

لذا فإنّ حبّ أهل البيتعليهم‌السلام عقيدة مستمدة من كتاب الله تعالى وسُنّة نبيه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وليس هو مجرد هوىً عابر أو عاطفة مجرّدة ، إنّه مبدأ يتعلق بحبّ القادة الرساليين الذين جعلهم الله تعالى هداة للبشر

٦

بعد نبيه الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحباهم أفضل صفات الكمال من شجاعة وعفّة وصدق وعلم وحكمة وخلق ، وجعلهم أبوابه والسبل إليه والاَدلاّء عليه وعيبة علمه وخزّان معرفته وتراجمة وحيه وأركان توحيده.

إنّه مبدأ يتعلق بحبّ أحد الثقلين اللذين أوجب الرسول المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أُمّته التمسك بهما حتى يردا عليه الحوض ، وجعلهم أماناً لاَهل الاَرض كما أن النجوم أمان لاَهل السماء ، وكسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى.

وفي هذا البحث حاولنا إلقاء الضوء على بعض الجوانب المهمة التي تخصّ مودة أهل البيتعليهم‌السلام باعتبارها فرضاً علينا وواجباً في أعناقنا ، وذلك من خلال خمسة فصول :

الفصل الاَول: من هم أهل البيت ؟

الفصل الثاني: حبهمعليهم‌السلام في الكتاب والسُنّة والاَدب.

الفصل الثالث: بعض فضائلهمعليهم‌السلام في الكتاب والسُنّة.

الفصل الرابع: معطيات حبهمعليهم‌السلام .

الفصل الخامس: أهل البيتعليهم‌السلام بين الغلو والبغض.

نرجو من الله تعالى أن ينفع به الاخوة المؤمنين وأن يجعله خيراً لنا في الدنيا وذخراً في الآخرة.

والله ولي التوفيق

٧

الفصل الاَول

من هم أهل البيت ؟

٨

المبحث الاَول

أهل البيت في اللغة والاصطلاح

أولاً: أهل البيت في اللغة والعرف :

يحددّ المفهوم اللغوي لكلمة أهل بما يضاف إليها ، فأهل القرى: سكانها ، وأهل الشيء: صاحبه ، وأهل الكتاب: أتباعه أو قرّاؤه ، وكذلك أهل التوراة وأهل الانجيل ، وقد ورد بعض هذه الاَلفاظ في القرآن الكريم(١) .

وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه(٢) ، وأخصّ الناس به(٣) ، ومن

____________________

١) راجع الاَنباء بما في كلمات القرآن من أضواء / محمد جعفر الكرباسي: ٢٤١ - ٢٤٢ ، منشورات الوفاق - النجف الاَشرف.

٢) القاموس المحيط / مجدالدين الفيروزآبادي ١: ٣٣١ - مادة أهل - ، مؤسسة الرسالة - بيروت.

٣) لسان العرب / ابن منظور ١١: ٢٨ - ٢٩ - مادة أهل - ، أدب الحوزة - قم.

٩

يجمعه وإياهم نسب أو دين(١) .

قال تعالى( وأمُر أهلَكَ بِالصَّلاةِ ) (٢) أي ذوي قرباك ومن يرتبط بك في النسب.

وقال تعالى( يا نُوحُ إنَّهُ ليسَ مِن أهلِكَ ) (٣) مشيراً إلى ابنه ، وهو من أهله من حيث النسب ، لكنه تعالى أراد أنه ليس من أهل دينك وملتك والسائرين على منهجك.

وأهل بيت الرجل: ذوو قرباه ومن يجمعه وإياهم نسب(٤) ، وأطلقت في الكتاب الكريم على أولاد إبراهيمعليه‌السلام وأولاد أولاده ، قال تعالى:( رحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ عَليكُم أهلَ البيتِ إنَّهُ حَميدٌ مجيدٌ ) (٥) .

وصار «أهل البيت» متعارفاً بين المسلمين في آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦) ، تبعاً للنصوص ، وهم كما في حديث الكساء وغيره: محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاِمام علي والزهراء والحسن والحسينعليهم‌السلام ، والذين نزلت فيهم آية التطهير( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) (٧) .

____________________

١) مفردات الراغب: ٢٩ - أهل - ، المكتبة المرتضوية.

٢) سورة طه: ٢٠ / ١٣٢.

٣) سورة هود: ١١ / ٤٦.

٤) مفردات الراغب: ٢٩ - أهل -.

٥) سورة هود: ١١ / ٧٣.

٦) مفردات الراغب: ٦٤ - بيت -.

٧) سورة الاحزاب: ٣٣ / ٣٣ ، راجع: صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة ٤: ١٨٨٣ / ٢٤٢٤.

=

١٠

ويطلق عليهم آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو عترته أيضاً ، والآل مقلوب عن الاَهل(١) ، فيقال: آل الله وآل رسوله ، أي أولياؤه ، أصلها أهل ، ثم اُبدلت الهاء همزة ، فصارت في التقدير أأل ، فلمّا توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفاً(٢) .

والعترة هم أهل البيتعليهم‌السلام ، صرّح به ابن منظور ، مستدلاً بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي »قال: فجعل العترة أهل البيتعليهم‌السلام (٣) .

وثمة فرق بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل ، فقد عُبّر في اللغة مجازاً بأهل الرجل عن امرأته ، قال الزبيدي في تاج العروس: (ومن المجاز: الاَهل للرجل زوجته)(٤) .

أما أهل بيت الرجل: فهم من يجمعه وإياهم نسب ، وتُعورِف في اُسرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) .

____________________

=

وسنن الترمذي - كتاب التفسير ٥: ٣٥١ / ٣٢٠٥ ومصابيح السُنّة / البغوي ٤: ١٨٣ / ٤٧٩٦. وجامع الاصول ٩: ١٥٥/ ٦٧٠٢ و٦٧٠٣ و٦٧٠٥ ومسند أحمد ٤: ١٠٧ ومستدرك الحاكم ٢: ٤١٦ و٣: ١٤٧ - ١٤٨.

١) مفردات الراغب: ٣٠ - آل -.

٢) لسان العرب ١١: ٢٨ - ٢٩ - أهل -.

٣) لسان العرب ٩: ٣٤ - عتر -.

٤) تاج العروس من جواهر القاموس / محمد مرتضى الزبيدي ٧: ٢١٧ - أهل - ، المطبعة الخيرية - مصر ط١.

٥) مفردات الراغب: ٢٩ - أهل -.

١١

ثانيا: أهل البيت في اصطلاح الكتاب والسُنّة :

ول- «أهل البيت» في لسان الكتاب والسُنّة معنى خاص ، فالمراد من أهل البيت هم: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والاِمام علي ، وفاطمة الزهراء ، وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسينعليهم‌السلام ، ويلحق بهم الذرية الطاهرة ، وهم الاَئمة التسعة المعصومون من ولد الاِمام الحسينعليهم‌السلام ، وهؤلاء هم أقرب الناس إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخصّهم به من حيث العلم ، وأعرفهم بدينه ، وأعلمهم بسنته ونهجه.

وهناك جملة وافرة من الروايات الصحيحة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطرفين المصرّحة بأسمائهم(١) ، زيادة على تواتر نصوص سابقهم على إمامة لاحقهم عند الامامية ، وهذا ما ينطبق تمام الانطباق على ما جاء في الصحيحين ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أن الاَئمة اثنا عشر وكلهم من قريش(٢) . وقد اختصّ عنوان أهل البيت بهم دون غيرهم ، مهما كان قربه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سواء بذلك نساؤه أو أتباعه أو ذوو قرباه ، وهذا ما نطق به القرآن الكريم ، وما ذكرته السُنّة النبوية المطهّرة ، وما نقله الصحابة والتابعون ورواة الحديث.

جاء عن أم سلمة أنه عندما نزلت( إنَّما يُريدُ اللهُ ليُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تطهيراً ) قالت: فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى علي

____________________

١) اُنظر ينابيع المودة / القندوزي الحنفي ٣: ٢٨١ / ١ ، دار الاُسوة ط١.

٢) صحيح البخاري ٩: ١٤٧/ ٧٩ باب الاستخلاف ، عالم الكتب - بيروت ط٥ وصحيح مسلم ٤: ١٨٨٣.

١٢

وفاطمة والحسن والحسين ، فقال: « هؤلاء أهل بيتي»(١) .

وعن عائشة قالت: كان أحبّ الرجال إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - تعني الاِمام عليّاًعليه‌السلام - لقد رأيته وقد أدخله تحت ثوبه ، وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثم قال: « اللهم هؤلاء أهل بيتي»(٢) .

وعن الاِمام عليعليه‌السلام أنّه عندما نزلت آية التطهير قال: « فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي هذه الاية نزلت فيك وفي سبطيَّ والاَئمة من ولدك»(٣) .

هذا بالاضافة إلى أن المراد من البيت في لفظة (أهل البيت) ليس المسكن ، وإنما المراد هو بيت الرسالة أي البيت النبوي ، وأهل البيتعليهم‌السلام هم الذين تربّوا ودرجوا في أحضان الرسالة ، ونشأوا في بيت الطهارة والعلم ، وعرفوا كل صغيرة وكبيرة ، وأحاطوا بكل شاردة وواردة ، لذلك تجد أنهم قد أجابوا على كل مسألة ومعضلة وجّهت إليهم وفي كل مجالات الدين وعلومه ، ولا تجد ذلك عند غيرهم مهما بلغ في العلم والمعرفة.

روي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عندما قرأ قوله تعالى:( في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن

____________________

١) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٥٨ / ٤٧٠٥ والسنن الكبرى / البيهقي ٧: ٦٣.

٢) ترجمة الاِمام عليعليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق ٢: ١٦٣ - ١٦٤ / ٦٤٢ وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل / الحاكم الحسكاني ٢: ٦١ / ٦٨٢ - ٦٨٤ ، مجمع احياء الثقافة الاِسلامية ط١. وعمدة عيون صحاح الاَخبار في مناقب إمام الاَبرار / ابن البطريق: ٤٠ / ٢٣ ، مؤسسة النشر الاِسلامي - قم.

٣) كفاية الاَثر في النصّ على الاَئمة الاثني عشر / أبو القاسم الخزاز الرازي: ١٥٦ ، مؤسسة النشر الاِسلامي - قم.

١٣

تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اسمُهُ ) (١) سُئل: أي بيوت هذه ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بيوت الاَنبياء » ، قال أبو بكر: يا رسول الله ، هذا البيت منها ؟ - يعني بيت علي وفاطمة - قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « نعم ، من أفاضلها»(٢) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: « نحن بيت النبوّة ، ومعدن الحكمة ، أمان لاَهل الاَرض ، ونجاة لمن طلب»(٣) .

وقال الاِمام الحسينعليه‌السلام : « إنّا أهل بيت النبوّة»(٤) .

المبحث الثاني

أهل البيت في آية التطهير

المراد بآية التطهير قوله تعالى:( ... إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) (٥) .

ولقد أكّدت مصادر الحديث والتفسير على أن المراد من أهل البيت الذين نزلت فيهم هذه الآية هم: محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلي بن أبي طالب ، وفاطمة الزهراء ، والسبطان الحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين).

____________________

١) سورة النور: ٢٤ / ٣٦.

٢) الدر المنثور ٥: ٥٠ وروح المعاني / الالوسي ١٨: ١٧٤ وشواهد التنزيل ١: ٥٦٧ - ٥٦٨.

٣) نثر الدرر ١: ٣١٠.

٤) مقتل الاِمام الحسين / الخوارزمي ١: ١٨٤ ، مكتبة المفيد - قم واللهوف في قتلى الطفوف / ابن طاووس: ١٠ ، مكتبة الداوري - قم.

٥) سورة الاحزاب: ٣٣ / ٣٣.

١٤

فقد أخرج مسلم في الصحيح بالاِسناد إلى عائشة ، قالت: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداةً وعليه مِرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال:( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) (١) .

وذكر الفخر الرازي هذه الرواية في تفسيره وعقّب عليها بقوله: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث(٢) .

وأخرج الترمذي في سننه حديث أم سلمة: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً وقال: « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

قالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال: إنك على خير»(٣) .

وأخرج الحاكم في المستدرك عن أمّ سلمة ، قالت: في بيتي نزلت( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، قالت: فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال: «هؤلاء أهل بيتي».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه(٤) .

____________________

١) صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - ٤: ١٨٨٣ / ٢٤٢٤.

٢) التفسير الكبير ٨: ٨٥ عند الآية ٦١ من سورة آل عمران.

٣) سنن الترمذي ٥: ٣٥١ / ٣٢٠٥ كتاب التفسير ، و٥: ٦٦٣ / ٣٧٨٧ ، و٦٦٩ / ٣٨٧١ كتاب المناقب.

٤) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٦.

١٥

وعن واثلة بن الاَسقع ، قال: أتيت علياً فلم أجده ، فقالت لي فاطمة: «انطلق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوه » فجاء مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه ، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لفّ عليهم ثوباً وقال:( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) ، ثم قال: « هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحق».

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه(١) .

حديث الكساء بين الرواة والمصادر :

رواة الحديث من الفريقين :

لقد روى حديث الكساء المبين لآية التطهير في كتب العامة جمع كبير من كبار الصحابة والتابعين ، مؤكدين نزول الآية في الخمسة أهل الكساءعليهم‌السلام .

كأنس بن مالك والبراء بن عازب وثوبان مولى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاِمام الحسن المجتبىعليه‌السلام وأبي الحمراء مولى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحكيم بن سعد وحماد بن سلمة ودحية بن خليفة الكلبي وأبو الدرداء وزيد بن أرقم وزينب بنت أبي سلمة وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وشداد بن عمار وشهر بن حوشب وعائشة وعبدالله بن جعفر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن معين مولى أم سلمة وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يسار وعطية العوفي والاِمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام والاِمام علي

____________________

١) المستدرك ٣: ١٤٦ - ١٤٧.

١٦

ابن الحسين زين العابدينعليه‌السلام وعمر بن أبي سلمة وعمرة بنت أفعى وقتادة ومجاهد بن جبر المكي ومحمد بن سوقة وأبي المعدّل الطفاوي ومعقل ابن يسار وواثلة بن الاَسقع(١) وغيرهم.

ورواه مفسرو الشيعة ومحدّثوهم عن الاِمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وولده الاِمام الحسن السبط والاِمام علي بن الحسين زين العابدين والاِمام محمد بن علي الباقر والاِمام جعفر بن محمد الصادق والاِمام علي بن موسى الرضاعليهم‌السلام .

ورووه أيضاً عن أبي الاَسود الدؤلي وأنس بن مالك وجابر بن عبدالله الاَنصاري وأبي الحمراء مولى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي ذر الغفاري وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وشهر بن حوشب وعائشة وعبدالله ابن عباس وعطاء بن يسار وعطية العوفي وعلي بن زيد وعمر بن ميمون الاَودي وواثلة بن الاَسقع وغيرهم(٢) .

____________________

١) راجع مسند أحمد ٢: ١٨ و٣: ٢٨٥ ، ٣٥٩ و٦: ٢٩٢ ، ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، ٣٠٤ ، ٣٢٣ وتفسير الطبري ٢٢: ٥ - ٧ وقد رواه بأربعة عشر طريقاً وتفسير القرطبي ١٤: ١٨٢ وتفسير ابن كثير ٣: ٤٩٢ - ٤٩٥ وقد رواه بتسعة عشر طريقاً والبحر المحيط ٧: ٢٢٨ والدر المنثور ٥: ١٩٨ - ١٩٩ وفتح القدير ٤: ٣٤٩ - ٣٥٠ وقال فيه: إنّ هذا القول قول الجمهور.

٢) راجع تفسير فرات الكوفي: ١٢١ ، المطبعة الحيدرية - النجف الاَشرف وتفسير الحبري: ٢٩٧ - ٣١١، مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام ط١ وتفسير التبيان ٨: ٣٣٩ وتفسير مجمع البيان / الطبرسي ٨: ٤٦٢ - ٤٦٣ ، دار المعرفة - بيروت وتفسير الميزان ١٦: ٣١١ وأصول الكافي / الكليني ١: ٢٨٦ - ٢٨٧ / ١ ، دار الاضواء - بيروت ط٣ وكمال الدين وتمام النعمة / الصدوق ١: ٢٧٨ / ٢٥ ، مؤسسة النشر الاِسلامي ط٣ وسعد السعود / ابن طاووس: ١٠٦ - ١٠٧ ، منشورات الرضي - قم والعمدة / ابن البطريق: ٣١ - ٤٦ ونهج الحق وكشف الصدق / العلاّمة الحلي ١ :

=

١٧

ومما تجدر الاشارة إليه هنا هو أن طرق العامة إلى حديث الكساء قد بلغت أربعين طريقاً ، وطرق الشيعة الامامية قد بلغت ثلاثين طريقاً(١) .

مصادر حديث الكساء :

أما المصادر التي دوّنت حديث الكساء ونصّت على نزول آية التطهير في الخمسة الذين شملهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بردائه فهي كثيرة جداً ، نقتصر على ذكر بعض مصادر العامة :

١ - مسند أحمد بن حنبل ١: ٣٣١ و٣: ٢٥٩، ٢٨٥ و٤: ١٠٧ و٦: ٢٩٢ ، ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، ٣٠٤ ، دار الفكر - بيروت.

٢ - فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢: ٦٦ - ٦٧ / ١٠٢ وغيره ، مؤسسة الرسالة - بيروت ط١.

٣ - التاريخ الكبير / البخاري ١: القسم الثاني: ٦٩ - ٧٠ و ١١٠ ، دار الكتب العلمية - بيروت.

٤ - صحيح مسلم ٤: ١٨٨٣ / ٢٤٢٤ ، دار الفكر - بيروت ط٢.

٥ - الجامع الصحيح للترمذي ٥: ٣٥١ ، ٣٥٢ ، ٦٦٣ ، ٦٩٩ ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

٦ - خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام / النسائي: ٣٧ ، ٤٩ وغيرها ، مكتبة

____________________

=

٨٨ ، مؤسسة النشر الاسلامي ط٣ والصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم / زين الدين العاملي النباطي ١: ١٨٤ - ١٨٨ ، المكتبة المرتضوية ط١ وغاية المرام في علم الكلام / الامدي: ٢٥٩ - القاهرة.

١) راجع تفسير الميزان / العلاّمة الطباطبائي ١٦: ٣١١ ، مؤسسة الاَعلمي - بيروت ط٢.

١٨

المعلا - الكويت ط١.

٧ - المعجم الكبير / الطبراني ٣: ٤٦ / ٢٦٦٢ و٣: ٤٧ / ٢٦٦٦ و٣: ٤٩ / ٢٦٩٨ ، وغيرها كثير ، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط٢.

٨ - المعجم الصغير / الطبراني ١: ١٣٥ ، دار الكتب العلمية - بيروت.

٩ - أنساب الاَشراف / البلاذري ٢: ١٠٤ ، مؤسسة الاَعلمي - بيروت ط١.

١٠ - مصابيح السُنّة / البغوي ٤: ١٨٣ / ٣٧٩٦ ، دار المعرفة - بيروت ط١.

١١ - معالم التنزيل / البغوي ٤: ٤٦٤ ، دار الفكر - بيروت.

١٢ - الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩: ٦١ / ٦٩٣٧ ، دار الكتب العلمية - بيروت ، ط١.

١٣ - مشكل الآثار / الطحاوي ١: ٣٣٢ ، دار صادر - بيروت ط١.

١٤ - العقد الفريد / ابن عبد ربه الاندلسي ٤: ٣١١ ، دار الكتاب العربي - بيروت.

١٥ - المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ٢: ٤١٦ و٣: ١٣٣، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٥٨ ، ١٧٢ ، دار الفكر ، بيروت.

١٦ - أسباب النزول/ الواحدي: ٢٠٣، دار الكتب العربية - بيروت ط١.

١٧ - الاستيعاب في معرفة الصحابة / ابن عبدالبر ٣: ١١٠٠ ، دار الجيل ، بيروت ط١.

١٩

١٨ - تاريخ بغداد / الخطيب البغدادي ١٠: ٢٧٨ / ٥٣٩٦ ، دار الكتاب العربي - بيروت.

١٩ - تفسير الخازن ٥: ٢٥٩ ، دار المعرفة - بيروت.

٢٠ - أُسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الاَثير ٢: ١٠ ، ١٣ ، ١٩ ، ٢١ و٤: ٤٦ - ٤٧ و٤: ١١٠ و٥: ٤٠٧ و٦: ٧٨ - ٧٩ ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

٢١ - جامع الاصول / ابن الاَثير الجزري ٩: ١٥٥ / ٦٧٠٢ و٦٧٠٣ و٦٧٠٥ ، دار الفكر - بيروت ط٢.

٢٢ - أحكام القرآن / الجصاص ٣: ٥٢٩ ، المكتبة التجارية - مكة المكرمة.

٢٣ - أحكام القرآن / ابن عربي ٣: ١٥٣٨ ، دار المعرفة - بيروت.

٢٤ - تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي: ٢٣٣ ، مؤسسة أهل البيتعليهم‌السلام - بيروت.

٢٥ - الكشّاف / الزمخشري ١: ٣٦٩ ، دار الكتاب العربي - بيروت ط٣.

٢٦ - مفاتيح الغيب / الرازي ٨: ٧١.

٢٧ - ترجمة الاِمام عليعليه‌السلام من تاريخ دمشق / ابن عساكر ، تحقيق محمد باقر المحمودي ١: ٢٧٣ - ٢٧٤ / ٣٢٢ ، دار التعارف - بيروت ط١ وترجمة الاِمام الحسينعليه‌السلام : ٦١ - ٧٧، مؤسسة المحمودي - بيروت ط١.

٢٨ - منهاج السُنّة / ابن تيمية ٣: ٤ و٤: ٢٠ ، المكتبة العلمية - بيروت.

٢٠

٢٩ - تاريخ الاِسلام / الذهبي ٣: ٤٤ و ٥: ٩٥ - ٩٦ ، دار الكتاب العربي - بيروت ط١.

٣٠ - سير أعلام النبلاء / الذهبي ٢: ١٢٢ وصححه ، مؤسسة الرسالة - بيروت ، ط١.

٣١ - البداية والنهاية / ابن كثير ٧: ٣٣٨ ، دار الفكر - بيروت ط٣.

٣٢ - الاصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر ٤: ٢٧٠ ، دار الكتب العلمية - بيروت.

٣٣ - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / الهيثمي ٧: ٩١ و٩: ١١٩ ، ١٢١ ، ١٤٦ ، ١٦٧ - ١٦٩ ، ١٧٢ ، دار الكتاب العربي - بيروت ط٣.

٣٤ - تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ٢: ٢٩٧ ، حيدرآباد - الهند ط١.

٣٥ - الاتقان / السيوطي ٤: ٢٧٧ ، منشورات الرضي - قم ط٢.

٣٦ - الدر المنثور / السيوطي ٥: ١٩٨ ، ١٩٩ ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي - قم.

٣٧ - الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيتمي: ١٣٩ ، ١٤٣، ١٤٤، ٢٢٩، مكتبة القاهرة - مصر ط٢.

٣٨ - كنز العمال / المتقي الهندي ١٣: ١٦٣ / ٣٦٤٩٦ وغيره ، مؤسسة الرسالة - بيروت ط٥.

٣٩ - فتح القدير/ الشوكاني ٤: ٣٤٩ - ٣٥٠ ، دار المعرفة - بيروت ط٢.

٢١

٤٠ - جميع كتب مناقب أهل البيتعليهم‌السلام في آية التطهير.

وهناك مصادر أخرى كثيرة يطول المقام بذكرها جميعاً ، وهي بمجموعها تؤكد أن أهل البيت هم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاِمام علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وهو ما أطبق على روايته الشيعة الامامية وأجمع عليه كافة علمائهم(١) ، ورواه العامة في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم وأجمع عليه مفسروهم وأيدته الغالبية العظمى من علمائهم كما تقدم من ذكر رواة الحديث ومصادره.

صحة الحديث :

لم يقتصر رواة حديث الكساء على روايته وحسب ، بل صرّح كثير منهم بصحته وعدم ترقي الشك إليه ، كأحمد بن حنبل في مسنده ، والحاكم النيسابوري في المستدرك ، والذهبي في تلخيص المستدرك ، والبيهقي في السنن وغيرهم.

وصرّح بعض العلماء بقوله: أجمع المفسرون ، وروى الجمهور(٢) .

وممن صرّح بصحة الحديث ابن تيمية المعروف بعدائه السافر لاَهل البيتعليهم‌السلام ومحاولاته في طمس فضائلهم ومناقبهم ، قال في حديث الكساء: (وأما حديث الكساء فهو صحيح ، رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة ، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة)(٣) .

____________________

١) وقد أفرد الكثير من علماء الاِمامية آية التطهير بتأليف خاص.

٢) راجع نهج الحق: ١٧٣.

٣) منهاج السُنّة ٣: ٤ و٤: ٢٠.

٢٢

وقال بعد أن ذكر طائفة من الروايات التي تؤكد على أن الآية خاصة في أهل البيتعليهم‌السلام : (ولما بيّن سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً ، دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاَقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به ، وهم: علي وفاطمةرضي‌الله‌عنه ما وسيدا شباب أهل الجنة ، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )(١) .

وقال الذهبي في حديث الكساء: (وصحَّ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جلَّل فاطمة وزوجها وأبنيهما بكساء ، وقال: « اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي ، اللهمَّ فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» )(٢) .

التشكيك في مفهوم أهل البيت :

ممّا تقدم من النصوص الصحيحة والتي فاقت حدّ التواتر يتضح بشكل جلي لا لبس فيه أن المراد بأهل البيت المذكورين في آية التطهير هم الخمسة أهل الكساء لا غيرهم.

ورغم الوضوح في تحديد مفهوم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير المباركة وحَصَرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت الكساء ليؤكد على اختصاصهم بالآية ويقطع الطريق لمن تسوّل له نفسه الادّعاء بشمولها لغيرهم ، فقد حاول البعض التشكيك والتعويم لهذا المفهوم متجاوزاً الصحيح من سنة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنقول عن أئمة الهدى وجمع غفير من

____________________

١) رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم / ابن تيمية تعليق أبي تراب الظاهري: ٢٢ ، دار القبلة للثقافة الاِسلامية - السعودية ط١.

٢) سير أعلام النبلاء / الذهبي ٢: ١٢٢.

٢٣

الصحابة والتابعين.

في هذا السياق تجد آراء وأقوال اُخرى في تحديد المراد بأهل البيت في آية التطهير ، وجميعها مناقضة لسبب نزول الآية المصرّح به في أغلب التفاسير وكتب الحديث ، ومعارضة للسُنّة الصحيحة المتمثلة في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفعله وتقريره على ما سيأتي بيانه.

وأهم هذه الوجوه :

أولاً: أن المراد من أهل البيت: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحده(١) .

وهذا قول شاذ وغريب ومخالف لما صح وتواتر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تعيين أهل البيت في كتب الفريقين.

ثانياً: أن المراد من أهل البيت: من حرمت عليهم الصدقة من أقارب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كآل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس ، ومستند هذا القول رواية منسوبة إلى زيد بن أرقم(٢) .

وهذا القول مردود من عدّة وجوه منها :

١ - إنّ تفسير زيد للمراد من أهل البيت في آية التطهير اجتهاد منه في مقابل النصوص الصريحة والمتواترة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تعيين أهل البيت.

٢ - إنّ هذا الحديث معارض بحديث آخر لزيد بن أرقم نفسه ، يثبّت فيه أن نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير داخلات في أهل البيت ، فقد سُئل زيد: من

____________________

١) الصواعق المحرقة: ١٤٣.

٢) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ / ٣٦ وتفسير ابن كثير ٣: ٤٨٦ والجامع لاَحكام القرآن ١٤: ١٨٣ وفتح القدير ٤: ٣٥٠ والدر المنثور ٥: ١٩٨ - ١٩٩.

٢٤

أهل بيته ، نساؤه ؟ فقال: لا وايم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله(١) .

٣ - إن هذا الحديث يوحي باخراج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أهل البيت ، وهو خلاف المشهور والوارد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما جاء في سبب نزول الآية.

٤ - إنَّ حرمة الصدقة لا تنحصر بالمذكورين في حديث زيد ، فإن بني عبد المطلب بل وجميع بني هاشم يشاركونهم في التحريم أيضاً ، وهذا يعني دخولهم جميعاً في مفهوم أهل البيت ، الاَمر الذي يناقض الاَحاديث الصحيحة الواردة في تحديدهم من قبل مشرع الاسلام النبي الاَكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثالثاً: إنّ المراد من أهل البيت خصوص نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ لاَنّ سياق الآية في بيان حالهنّ ، وهذا الرأي منسوب إلى رواية عكرمة البربري ، وإلى عروة بن الزبير ، ومقاتل بن سليمان(٢) .

وهناك رأي آخر متفرع من هذا القول يذهب إلى أن أهل البيت هم علي وفاطمة والسبطان مع زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

____________________

١) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ / ٣٧ وفتح القدير ٤: ٣٥٠ وكنز العمال ١٣: ٦٤١ والصواعق المحرقة: ٢٢٦ والسنن الكبرى/ البيهقي ٢: ١٤٨ ومسند أحمد بن حنبل ٢: ١١٤ و٤: ٣٦٧ والمستدرك ٣: ١٠٩.

٢) جامع البيان ٢٢: ٧ وتفسير ابن كثير ٢: ٤٨٣ والدر المنثور ٥: ١٩٨ وفتح القدير ٤: ٣٤٨ - ٣٤٩ وسير أعلام النبلاء ٨: ٢٠٨ وأسباب النزول: ٢٠٤ والصواعق المحرقة: ١٤٣. ونور الاَبصار: ١١٠.

٣) السنن الكبرى ٢: ١٥٠ وفتح القدير ٤: ٣٥٠ والجامع لاَحكام القرآن ١٤: ١٨٣.

٢٥

والرأي الثالث قد لاقى رواجاً كبيراً لدى بعض الكتّاب والباحثين الذين احتجوا بورود آية التطهير في سياق الخطاب لنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفيما يلي أهم النقاط التي تؤكد بطلان هذا القول :

١ - إن هذا القول منسوب إلى عكرمة ومقاتل وعروة بن الزبير ، وهؤلاء مشهورون بالكذب والخلاف لاَهل البيتعليهم‌السلام .

أما عكرمة فهو من الخوارج الصفرية وقيل: الاَباضية ، ولا ينتظر من خارجي يكفّر الاِمام علياًعليه‌السلام أن يجعله من أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير ، فضلاً عن أن عكرمة مشهور بالكذب وخصوصاً على ابن عباس ، فعن عبدالله بن الحارث ، قال: دخلت على علي بن عبدالله بن عباس ، وعكرمة موثّق على باب الكنيف فقلت أتفعلون هذا بمولاكم ؟! فقال: إن هذا الخبيث يكذب على أبي.

وعن ابن عمر أنه قال لمولاه نافع: اتق الله ، لا تكذب عليّ كما كذّب عكرمة على ابن عباس.

وقال فيه ابن سيرين ويحيى بن معين ومالك: كذَّاب.

وقال محمد بن سعد: ليس يُحتج بحديثه.

لذلك حرَّم مالك الرواية عنه ، وشهد معظم أهل العلم بكذبه.

أما من حيث عقيدته الفاسدة ، فقد عُرف عنه أنه يتهاون بالصلاة ، فقد ذُكر عند أيوب بأنّ عكرمة لا يحسن الصلاة ، فقال أيوب: أوكان يصلي ؟!

وعُرف عكرمة أيضاً بطعنه في الدين ، وذلك لمقولاته الباطلة ، منها :

٢٦

قوله وقد وقف ذات يوم على باب مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما فيه إلاّ كافر !

وكان يحب الغناء ويستمعه ، ويلعب بالنرد ، وكان خفيف العقل ، ولهذا نراهم قد زهدوا فيه وتركوا جنازته ولم يشيّعه أحد ، فاكتروا له أربعة من السودان(١) .

وأما مقاتل بن سليمان فشأنه شأن عكرمة في عدائه لاَمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان من الكذابين والمتروكين ومن القائلين بالاِرجاء والتشبيه.

قال خارجة بن مصعب: كان جهم ومقاتل عندنا فاسقين فاجرين.

وقال: لم أستحلّ دم يهودي ولا ذمي ، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني فيه أحد لقتلته.

وقال الجوزجاني: كان كذاباً جسوراً.

وقال عمرو بن علي: متروك الحديث ، كذاب.

وقال ابن حبّان: كان يكذب في الحديث.

وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

____________________

١) راجع: ميزان الاعتدال في نقد الرجال / الذهبي ٣: ٩٣ - ٩٦ ، دار إحياء الكتب العربية - القاهرة ط١ وتهذيب التهذيب ٧: ٢٦٣ - ٢٧٣ والطبقات الكبرى / ابن سعد ٥: ٢٨٧ - ٢٨٩ ، دار صادر - بيروت وشذرات الذهب / أبو الفلاح الحنبلي ١: ١٣٠ ، مكتبة القدسي - القاهرة والضعفاء الكبير / العقيلي المكي ٣: ٣٧٣ - ٣٧٤ / ١٤١٣ ، دار الكتب العلمية - بيروت ط١ ووفيات الاَعيان / ابن خلكان ٣: ٢٦٥ ، منشورات الشريف الرضي - قم ط٢ والمغني في الضعفاء / الذهبي ٢: ٤٣٨ - ٤٣٩ ، دار المعارف - سورية ط١.

٢٧

وقال النسائي: كذاب ، ثم قال: الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعة ، وعدّ مقاتلاً منهم.

وقال الذهبي: أجمعوا على تركه(١) .

أما عروة بن الزبير ، فكان ممّن يحملون عداءً شديداً لاَمير المؤمنين عليعليه‌السلام حتى إنه إذا ذُكر عليعليه‌السلام نال منه.

وعدّه الاسكافي من التابعين الذين كانوا يضعون أخباراً قبيحة في الاِمام عليعليه‌السلام (٢) .

٢ - أما دعوى وحدة السياق باعتبار أن آية التطهير وردت ضمن آيات الخطاب لنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن اختلاف الضمائر بين آية التطهير والآيات السابقة عليها والآيات اللاحقة لها يدلّ على اختلاف المخاطب ، فالخطاب قبل آية التطهير كان موجّهاً لنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بضمير التأنيث( يانِسَاءَ النَّبيِّ لستُنَّ كأحدٍ مِن النِّساءِ ) (٣) ، ثم جاء الخطاب في آية التطهير بضمير التذكير ، فلو كان المراد بها نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبقي الخطاب بضمير التأنيث (عنكنّ) و (يطهركنّ) ، وقد روي هذا الاستدلال عن زيد بن

____________________

١) راجع: ميزان الاعتدال ٤: ١٧٣ وسير أعلام النبلاء ٧: ٢٠١ وشذرات الذهب ١: ٢٢٧ وتهذيب التهذيب ١٠: ٢٧٩ - ٢٨٥ ووفيات الاَعيان ٥: ٢٥٥ ولسان الميزان / ابن حجر العسقلاني ٦: ٨٢ ، مؤسسة الاَعلمي - بيروت ط٢ والضعفاء والمتروكين / الدارقطني: ٦٤ ، مكتبة المعارف - الرياض ط١ والجرح والتعديل / ابن أبي حاتم ٨: ٣٥٤ ، حيدر آباد - الهند ط١. والمغني في الضعفاء ٢٠: ٦٧٥ والضعفاء الكبير ٤: ٢٣٨ - ٢٤١ / ١٨٣٣.

٢) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٦٣ ، دار إحياء الكتب العلمية ط٢ والغارات / الثقفي ٢: ٥٧٦.

٣) سورة الاحزاب: ٣٣ / ٣٢.

٢٨

علي بن الحسينعليهم‌السلام (١) .

وقال أبو حيان الاندلسي في تفسيره في معرض ردّه على من ذهب إلى اختصاص الآية بالاَزواج: ليس بجيّد ، إذ لو كان كما قالوا لكان التركيب: (عنكنّ) و (يطهركنّ)(٢) .

ثم إن اختلاف المخاطب لا يقدح بوحدة سياق الآيات القرآنية ؛ لاَن الانتقال في سياق الضمائر وارد في القرآن الكريم في كثير من الآيات(٣) ، ووارد في الفصيح من لسان العرب وأشعارهم وأقوالهم ، وهو أحد وجوه البديع في علم البلاغة العربية ، ويسمى الالتفات.

ومن خلال تتبع الروايات التي تحدّثت عن آية التطهير ، يبدو واضحاً أنها لم تنزل مع الآيات التي تخاطب نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل نزلت بصورة منفردة وفي واقعة معينة وقضية خاصة ، كما توحي بذلك روايات أمّ سلمة التي نزلت الآية في بيتها(٤) .

وذلك يدل على عدم صحة الاحتجاج بوحدة السياق التي روّج لها بعض من يهمهم التشكيك في كل فضيلة لعترة النبي المصطفى (صلوات الله عليهم أجمعين).

٣ - لقد صرّحت الكثير من الروايات التي جاءت على لسان أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدم شمول آية التطهير لهنّ ، وقد قدّمنا رواية الترمذي التي

____________________

١) تفسير القمي ٢: ١٩٣.

٢) البحر المحيط / أبو حيّان الاَندلسي ٧: ٢٣١ ، دار الفكر - بيروت ط٢.

٣) راجع: سورة يوسف: ١٢ / ٢٨ - ٢٩ وسورة الواقعة: ٥٦ / ٧٦ وسورة المنافقين: ٦٣ / ٧.

٤) راجع: مشكل الآثار / الطحاوي ١: ٣٣٣ ومستدرك الحاكم ٣: ١٤٦.

٢٩

أخرجها عن أم سلمة ، أنها قالت: وأنا معهم يارسول الله ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنك على خير».

وأخرج الطحاوي عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين - ورسول الله - وأنا على الباب ، قلتُ: ألست من أهل البيت ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي»(١) .

وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: ألست من أهل البيت ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنت إلى خير ، إنك من أزواج النبي ، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين(٢) .

وفي رواية الحاكم: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منع زينب من الدخول معهم ، وقال لها: «مكانك ، فانك إلى خير إن شاء الله»(٣) .

فهذه الروايات وغيرها كثير التي جاءت بألفاظ متقاربة قد أخرجت نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن مفهوم أهل البيت ، ومن الروايات الاخرى التي جاءت من غير أزواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم

____________________

١) مشكل الآثار / الطحاوي ١: ٣٣٣ والدر المنثور / السيوطي ٥: ١٩٨.

٢) مشكل الآثار ١: ٣٣٤.

٣) المستدرك على الصحيحين ٢: ٤١٥ والروايات في هذا المعنى كثيرة ، راجع: أسباب النزول / الواحدي: ٢٠٣ والصواعق المحرقة: ١٤٣ - ١٤٤ ومسند أحمد ٦: ٢٩٢ و٣٠٤ والسنن الكبرى / البيهقي ٥: ١١٢ / ٨٤٠٩ وكفاية الطالب / الكنجي الشافعي: ٢١٢ ، دار إحياء تراث أهل البيتعليهم‌السلام - طهران ط٣.

٣٠

وقد سُئل: من أهل بيته ، نساؤه ؟ قال: لا وايم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله(١) .

٤ - لقد مارس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إجراءً عملياً في ضمّ علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام بردائه ليؤكد نزول آية التطهير فيهم دون غيرهم من أهل بيته وأزواجه وسائر المسلمين ، ولم يكتفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا القدر ، بل أكّد على تطبيق هذا المفهوم مراراً ليؤكد للناس أن هؤلاء هم أهل بيته دون غيرهم وليبيّن عظم منزلتهم.

فقد روي عن أبي الحمراء أنه قال: حفظت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ، ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي فوضع يده على جنبتي الباب ، ثم قال: « الصلاة الصلاة( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) »(٢) ، وذلك بعد نزول قوله تعالى ( وأمُر أهلَكَ بالصَّلاةِ )(٣) .

وفي رواية اخرى عن أبي الحمراء ، قال: شهدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) »(٤) .

____________________

١) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ / ٣٧ كتاب فضائل الصحابة.

٢) الدر المنثور / السيوطي ٥: ١٩٩.

٣) سورة طه: ٢٠ / ١٣٢.

٤) مشكل الآثار / الطحاوي ١: ٣٣٨.

٣١

وروي نحوه عن ابن عباس(١) .

ولم يكن هذا الاجراء اعتباطياً من نبي الهدىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، بل إنه قول وفعل وتقرير ينبىَ عن الارادة الالهية في تحديد المصداق الحقيقي لاَهل البيت في آية التطهير.

٥ - إن آية التطهير تقضي بإذهاب الرجس الذي هو الذنوب والآثام عن أهل البيت ، وقد صدّر النص بأقوى أدواة الحصر (إنما) لاِرادة التطهير وإذهاب الرجس.

قال الزمخشري: تطهّر من الاثم: تنزّه منه(٢) .

وقال الرازي:( لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ ) أي يزيل عنكم الذنوب(٣) .

وقال الطبري: إنما يريد الله ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد ويطهّركم من الدنس الذي يكون في أهل معاصي الله تطهيراً.

وروى بسنده إلى سعيد بن قتادة أنه قال:( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ

____________________

١) الدر المنثور ٥: ١٩٩ ، وفي رواية ستة أشهر ، وفي أخرى سبعة أشهر ، وفي ثالثة عشرة ، وفي رابعة سبعة عشر شهراً، وفي خامسة تسعة عشر شهراً ، وقيل: استمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك إلى آخر عمره الشريف ؛ وذلك بحسب الفترة التي حفظها الراوي أو شاهدها ، وراجع مصادر اُخرى لهذه الاَحاديث: جامع البيان ٢٢: ٥ و٦ وتفسير ابن كثير ٣: ٤٨٣ وكنز العمال ١٦: ٢٥٧ ومجمع الزوائد ٩: ١٢١ و١٦٨ ومسند أحمد ٣: ٢٥٩ و ٢٨٥ والجامع الصحيح ٥: ٣٥٢ والمستدرك ٣: ١٥٨ وصححه ومسند الطيالسي ٨: ٢٧٤ وأُسد الغابة ٥: ٤٠٧ و ٦: ٧٨ - ٧٩ والبداية والنهاية ٥: ٣٢١ و ٨: ٢٠٥ وغيرها كثير.

٢) أساس البلاغة / الزمخشري: ٣٩٩ مادة طهر ، دار الفكر - بيروت.

٣) التفسير الكبير ٢٥: ٢٩.

٣٢

الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّركُم تَطهيراً ) فهم أهل بيتٍ طهّرهم الله من السوء وخصّهم برحمة منه(١) .

وروي عن ابن عطية أنه قال: الرجس اسم يقع على الاثم والعذاب وعلى النجاسات والنقائص ، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت(٢) .

فالآية حسب كلام هؤلاء الاَعلام تفيد عصمة أهل البيتعليهم‌السلام ، وأن الله تعالى أذهب عنهم الذنوب والآثام وطهّرهم من كل ألوان المعاصي ، وذلك مقتضى العصمة.

والسيرة الفعلية لبعض نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حياته الشريفة وبعد وفاته تنبىَ بخروجهن عن دائرة العصمة والطهارة من الذنوب والآثام ، فقوله تعالى في بعضهن:( إن تَتُوبا إلى اللهِ ) (٣) يدلُّ على وقوع المعصية ؛ لاَنّ التوبة مترتبة على المعصية.

وقوله تعالى( فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما ) (٤) أي عدلت ومالت عن الحق ، وهو صريح بمخالفتهما.

وفي قوله تعالى:( وإن تَظَاهَرا عَليهِ ) (٥) ، روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس أنه سأل عمر بن الخطاب عن اللتين تظاهرتا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أزواجه ، فقال: هما حفصة وعائشة(٦) .

____________________

١) تفسير الطبري ٢٢: ٥.

٢) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز / ابن عطية الاَندلسي ١٣: ٧٢ ، تحقيق المجلس العلمي بمكناس.

٣) و٤) و ٥) سورة التحريم: ٦٦ / ٤.

٦) صحيح البخاري ٦: ٢٧٧ / ٤٠٧ كتاب التفسير و ٧: ٥٠ / ١٢١ كتاب النكاح وراجع مزيداً

=

٣٣

وقال الزمخشري في تفسيره لبعض الآيات التي ذكرت ونوّهت بنساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وفي طي هذين التمثيلين بأميّ المؤمنين - يعني عائشة وحفصة - وما فرط منهما من التظاهر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما كرهه ، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ، لما في التمثيل من ذكر الكفر)(١) .

وأما بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمعلوم في السيرة والتاريخ موقف عائشة من عثمان وتأليبها الناس على قتله وتسميته بنعثل ، ولما قتل وعلمت بمبايعة الناس الاِمام علياًعليه‌السلام ، ادّعت أن عثمان قُتل مظلوماً ، وفي ذلك يقول عبيدة بن أبي سلمة وهو ابن أمّ كلاب :

فمنك البداء ومنك الغير

ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الاِمام

وقلت لنا إنه قد كفر(٢)

ومن ثمَّ خروجها بعد ذلك على الخليفة الشرعي وتجهيزها جيشاً لمحاربته ، وقتل نتيجة تلك الحرب ثلاثون ألفاً من المسلمين.

ومثل هذه الاَعمال تخرج صاحبها عن حدّ الطهارة والعصمة من الآثام، سيّما وأن إرادة الطهارة في الآية لا يمكن تفسيرها بالارادة التشريعية القاضية بإذهاب الرجس عن جميع المكلفين لا عن خصوص أهل البيتعليهم‌السلام بل هي إرادة التسديد والتوفيق اللذين يمدّ بهما سبحانه

____________________

=

من الاَمثلة عن سيرة حفصة وعائشة التي تدل على خروجهما من آية التطهير في كتاب النص والاجتهاد / الاِمام شرف الدين العاملي: ٤١٣ - ٤٢٨ ، وقد نقلها من أوثق كتب الجمهور.

١) الكشاف ٤: ٥٧١.

٢) تاريخ الطبري ٣: ١٢ حوادث سنة ٣٦ ، دار الكتب العلمية - بيروت ط٢ والكامل في التاريخ/ ابن الاَثير ٢: ٣١٣ ، دار إحياء التراث العربي - بيروت ط١.

٣٤

بعض عباده الذين يصطنعهم على عينه ، ويختارهم بعلمه ، ويراهم أهلاً لحمل مشعل دينه وهدايته ، ويؤيدهم بتسديده ولطفه بوسائل قد نعلمها وقد لانعلمها ، ومن هنا قال تعالى:( اللهُ أعلمُ حيثُ يَجعلَ رِسَالَتهُ ) (١) .

ويمكن القول إنّ الاِرادة في آية التطهير إرادة تكوينية خصّ بها الله تعالى أهل البيتعليهم‌السلام دون سواهم من الناس وحصر ذلك بأقوى أدوات الحصر ، والارادة التكوينية متعلقها الامور الواقعية من أفعال المكلفين ، ومحال أن يتخلف فيها مراده تعالى عمّا يريد(٢) .

وقد ثبت من خلال هذه الاَدلة أن آية التطهير لا تشمل نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أنه لم تدّع واحدة من نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزول الآية فيهن مع ما فيها من شرف عظيم ومنزلة تمدّ إليها الاَعناق.

وعليه فالآية خاصة بالخمسة أهل الكساء: النبي وعلي والزهراء والسبطان الحسن والحسينعليهم‌السلام ، وهو ما ورد في صحيح الاَخبار وقام الدليل على إثباته وبالله التوفيق.

____________________

١) راجع: روح التشيع / عبدالله نعمة: ٤٢٤ ، دار الفكر اللبناني - بيروت.

٢) راجع التشيع / الغريفي: ٢٠٨ ، دار الصبّاغ - دمشق ط ٦.

٣٥

الفصل الثاني

حبّ أهل البيتعليهم‌السلام في الكتاب والسُنّة

إنّ محبة أهل البيتعليهم‌السلام والولاء لهم عنصر أساسي من عناصر العقيدة ومقومات الايمان ومرتكزات الرسالة المحمدية الغراء ، ولقد جاءت النصوص القرآنية والحديثية واضحة وصريحة في تأصيل هذا المبدأ الولائي وتعميق دلالاته ومعطياته.

وسنتناول في هذا الفصل بعض الاَمثلة من النصوص القرآنية التي تظافرت الروايات على نزولها في أهل البيتعليهم‌السلام لتوكيد محبتهم وفرض مودّتهم ، ونعرض كذلك بعض الاَحاديث والاَخبار التي جاءت لتعميق هذا المبدأ العقائدي القويم ، وذلك في مبحثين :

٣٦

٣٧

المبحث الاَول

حب أهل البيت: في القرآن الكريم

فيما يلي نعرض أهم النصوص القرآنية النازلة في محبة أهل البيتعليهم‌السلام أو المفسرة بذلك مع بيان الروايات والاخبار الموضحة لذلك من المصادر المعتبرة.

١ - قوله تعالى: ( قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )(١) .

هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرينعليهم‌السلام .

روى السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالاسناد إلى ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية( قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ) قالوا: يارسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « علي وفاطمة وولداهما »(٢) .

____________________

١) سورة الشورى: ٢١ / ٢٣.

٢) الدر المنثور / السيوطي ٦: ٧ ، وروي الحديث أيضاً في: فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢: ٦٦٩ / ١١٤١ والمستدرك على الصحيحين ٣: ١٧٢ وشواهد التنزيل / الحسكاني ٢: ١٣٠ من عدّة طرق والصواعق المحرقة / ابن حجر: ١٧٠ وتفسير الرازي ٢٧: ١٦٦ ومجمع الزوائد / الهيثمي ٩: ١٦٨ والكشاف / الزمخشري ٤: ٢١٩ وذخائر العقبى / المحب الطبري: ٢٥ وإسعاف الراغبين / الصبان: ١١٣ وسائر كتب المناقب والتفاسير وراجع كتاب التشيع / السيد الغريفي: ٢١٥ - ٢١٦.

٣٨

وهذه الآية تدلّ على وجوب المودة لاَهل البيت الذين نصّ الحديث على تحديدهم ، وقد استدلّ الفخر الرازي على ذلك بثلاثة وجوه ، فبعد أن روى الحديث عن الزمخشري قال: فثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :

الاَول: قوله تعالى:( إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) .

الثاني: لاشك أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحبّ فاطمةعليها‌السلام ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى:( واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ ) (١) ، ولقوله:( فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَن أمرِهِ ) (٢) .

الثالث:إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، وهوقوله: «اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غيرالآل، فكلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.

وقال الشافعي:

يا راكباً قف بالمُحصّب من منى

واهتف بساكن خِيفها والناهضِ

سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى

فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ

____________________

١) سورة الاعراف: ٧ / ١٥٨.

٢) سورة النور: ٢٤ / ٦٣.

٣٩

إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ

فليشهد الثقلان أني رافضي(١)

وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيتعليهم‌السلام بقوله :

يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله(٢)

ما روي عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام في هذه الآية :

احتجّ أئمة الهدى المعصومونعليهم‌السلام بهذه الآية على فرض مودتهم ووجوب محبتهم وحقّهم على كلِّ مسلم ، فقد روى زادان عن الاِمام أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « فينا في آل حم آية ، لا يحفظ مودتنا إلاّ كل مؤمن » ثم قرأ:( قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ) (٣) .

وإلى هذا أشار الكميت الاَسدي بقوله :

وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منّا تقي ومعرب(٤)

وروي عن الاِمام زين العابدينعليه‌السلام أنّه قال: خطب الحسن بن عليعليه‌السلام الناس حين قتل عليعليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال: « وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى:( قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَّزِد لهُ فِيها

____________________

١) تفسير الرازي: ٢٧ / ١٦٦.

٢) الصواعق المحرقة / ابن حجر: ١٤٨ - ١٧٥ وشرح المواهب / الزرقاني ٧: ٧ والاتحاف بحب الاشراف / الشبراوي: ٨٣ ، المطبعة الاَدبية - مصر واسعاف الراغبين/ الصبان: ١١٩.

٣) مجمع الزوائد ٩: ١٤٦ وتاريخ اصبهان ٢: ١٦٥ وكنز العمال ٢: ٢٩٠ / ٤٠٣٠ أخرجه عن ابن مردويه وابن عساكر والصواعق المحرقة: ١٧٠ وشواهد التنزيل ٢: ٢٠٥ / ٨٣٨ ومجمع البيان ٩: ٤٣.

٤) من قصيدة الكميت البائية من الهاشميات.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139