نظرة عابرة الى الصحاح الستة

نظرة عابرة الى الصحاح الستة10%

نظرة عابرة الى الصحاح الستة مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 561

نظرة عابرة الى الصحاح الستة
  • البداية
  • السابق
  • 561 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 268313 / تحميل: 8677
الحجم الحجم الحجم
نظرة عابرة الى الصحاح الستة

نظرة عابرة الى الصحاح الستة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

صابراً محتسباً مظلوماً قد نكثت بيعته واستحلت حرمته ولم يوف له بعهد ولا رعيت فيه ذمة شهيداً على ما مضى عليه أبوه وأخوهعليهم‌السلام .

من مخبر المصطفى سبطاه قد قضيا

أوصى وأكد في الدنيا وصيته

لو كان جدهما أوصى بظلمهما

بالسم هذا وذا بالسيف منحورا

فاوسعوا عهده نكثاً وتغييرا

لما استطاعوا لما جاؤوه تكثيراً

المجلس الثامن

لما قبض أمير المؤمنين (ع) خطب الحسن (ع) خطبة ذكر فيها فضل أبيه وفضله وفضل أهل بيته ثم جلس فقام عبد الله بن العباس بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصى إمامكم فبايعوه فقالوا ما أحبه الينا وأوجب حقه علينا وبادروا إلى البيعة له بالخلافة وذلك يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال وأمر الأمراء وانفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة ونظر في الأمور (ولما) بلغ معاوية وفاة أمير المؤمنين (ع) دس رجلا من حمير إلى الكوفة ورجلا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن (ع) الأمور وعرف ذلك الحسن (ع) فامر بقلهما فقتلا (وكتب إلى معاوية) أما

٣٦١

بعد فانك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كانك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه ان شاء الله وبلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذو حجى وانما مثلك في ذلك كما قال الأول :

فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى

فأنا ومن قد مات منا لكالذي

تجهز لأخرى مثلها فكأن قد

يروح ويمسي في المبيت ليغتدي

فأجابه معاوية بما يطول الكلام بذكره (ثم) كتب إليه الحسن (ع) يحتج على استحقاقه الأمر واستحقاق أبيه له بعد رسول الله (ص) ويدعوه إلى تسليم الأمير إليه فاجابه معاوية يراوغه ويخاتله وجرت بينهما مكاتبات ومراسلات كثيرة وكل منهما يدعو الآخر إلى الدخول في طاعته فلما ورد آخر كتاب إلى معاوية كتب إلى عماله نسخة واحدة أما بعد فالحمد لله الذي كفكم مؤنة عدوكم وقتلة خليفتكم ان الله بلطفه وحسن صنعه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلا من عباد الله فاغتاله فقتله فترك أصحابه متفرقين مختلفين وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم فاقبلوا إلى حين يأتيكم كتابي هذا يحدكم وجهدكم وحسن عدتكم فقد أصبتم بحمد الله الثار وبلغتم الأمل وأهلك الله أهل البغي والعدوان والسلام فاجتمعت العساكر إلى معاوية وسار قاصداً إلى العراق وبلغ الحسن (ع) خبر مسيره وانه بلغ جسر

٣٦٢

منبج فنادى المنادي الصلاة جامعة فصعد الحسن (ع) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ثم قال لأهل الجهاد من المؤمنين اصبروا ان الله مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهون انه بلغني ان معاوية بلغه انا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحرك لذلك فاخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة وانه في كلامه ليتخوف خذلان الناس له فسكتوا فما تكلم منهم أحد ولا أجابه بحرف فلما رأى ذلك عدي بن حاتم قام فقال أنا ابن حاتم سبحان الله ما اقبح هذا المقام الا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيكم أين خطباء المصر الذين السنتهم كالمخاريق في الدعة فاذا جد الجد تراغوا كالثعالب أما تخافون مقت الله ولاعنتها وعارها ثم استقبل الحسن (ع) فقال أصحاب الله بك المراشد وجنبك المكاره ووفقك لما تحمد ورده وصدره وقد سمعنا مقالتك وانتهينا إلى أمرك وسمعنا لك وأطعناك فيما قلت ثم خرج ودابته بالباب فركبها وخرج إلى النخيلة أول الناس قم قام قيس بن سعد بن عبادة ومعقل بن قيس الرياحي وزياد بن خصفة فانبوا الناس ولاموهم وحرضوهم وكلموا الحسن (ع) بمثل كلام عدي وبعث الحسن (ع) حجر بن عدي يأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد فخفوا بعد ما تثاقلوا عنه وخرج الحسن (ع) إلى المعسكر ومعه أخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه وبعضهم خوارج يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم

٣٦٣

وبعضهم شكاك وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين. ثم سار الحسن (ع) في عسكر عظيم حتى أتى موضعاً يقال له دير عبد الرحمن فقام به ثلاثا حتى اجتمع الناس ثم أرسل عبيد الله بن العباس في اثني عشر ألفاً مقدمة له وقال ان أصبت فقيس بن سعد بن عبادة على الناس فان أصيب فسعيد بن قيس الهمداني على الناس فسار عبيد الله حتى أتى مسكن( ) وسار الحسن (ع) حتى اتى ساباط المدائن فلما أصبح أراد أن يمتحن أصحابه ويستبرئ أحوالهم في الطاعة ليتميز بذلك أولياءه من أعدائه ويكون على بصيرة من لقاء معاوية وأهل الشام فامر ان ينادى الصلاة جامعة فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم (فقال) الحمد لله كلما حمد حامد وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد وأشهد ان محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق وائتمنه على الوحي (ص) أما بعد فاني والله لأرجو ان اكون قد أصبحت بحمد الله ومنه وأنا انصح خلق الله لخلقه وما أصبحت

٣٦٤

محتملا على مسلم ضغينة ولا مريداً له بسوء ولا غائلة الا وان ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة الا واني ناظر لكم خير من نظركم لأنفسكم فلا تخالفون أمري ولا تردوا عليّ رأيي غفر الله لي ولكم وأرشدني واياكم لما فيه المحبة والرضا فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا ما ترونه يريد بما قال قالوا نظنه والله يريد ان يصالح معاوية ويسلم الأمر إليه فقالوا كفر والله الرجل ثم شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء ثم دعا بفرسه( ) فركبه واحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده فقال ادعوا لي ربيعة وهمدان فدعوا فاطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار ومعه شوب من غيرهم فلما مر في مظلم ساباط بدر إليه الجراح بن سنان الأسدي فأخذ بلجام بغلته وبيده مغول وهو سيف دقيق يكون غمده كالسوط وقال الله أكبر أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل ثم طعنه في فخذه فشقه

٣٦٥

حتى بلغ العظم وضربه الحسن «ع» واعتنقه ونخر جميعا الى الارض فوثب اليه رجل من شيعة الحسن «ع» يقال له عبد الله بن خطل الطائي فنزع المغول من يده وخضخض به جوفه واكب عليه اخر يقال له ظبيان بن عمارة فقطع انفه فهلك من ذلك واخذ اخر كان معه فشدوا وجهه وراسه حق قتلوه (وحمل) الحسن «ع» على سرير الى المدائن فانزل بها على سعد بن مسعود الثقفي وكان عامل امير المؤمنين «ع» بها فاقره الحسن «ع» واشتغل الحسن «ع» بنفسه يعالج جرحه جاءه سعد بن مسعود بطبيب فقام عليه حتى برئ هكذا ذكر المفيد وابو الفرج والذي ذكره الطبري وابن الاثير وبط بن الجوزي ناقلا له عن الشعبي انه لما نزل الحسن «ع» المدائن نادى مناد في العسكر الا ان قيس ابن سعد قد قتل فانفوا فنفروا الى سرادق الحسن «ع» فنهبوا متاعه حتى نازعوه بساطا كان تحته فازادهم لهم بغضا ومنهم ذعرا (قال المفيد) وكتب جماعة من رؤساء القبائل الى معاويةبالسمع والطاعة في السر واستحثوه على المسير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن اليه عند دنوهم من عسكره او الفتك به وبلغ الحسن «ع» ذلك وورد عليه كتاب قيس بن سعد رضي الله عنه يخبره انهم نازلوا معاوية بقرية يقال لها الحبوبية (الحبونية خ ل) بازاء مسكن وان معاوية ارسل الى عبيد الله بنم العباس يرغبه في المصير اليه وضمن له الف الف درهم يعجل له منها النصف ويعطيه النصف الاخر عند دخوله الى الكوفة فانسل عبيد الله في الليل الى معسكر

٣٦٦

معاوية في خاصته واصبح الناس قد فقدوا اميرهم فصلى بهم قيس ابن سعد ونظر في امورهم فازدادت بصيرة الحسن «ع» بخذلانالقوم له وفساد نيات الخوارج المحكمة فيه بما اظهروا له نم السب والتكفير واستحلال دمه ونهب امواله ولم يبق معه نم يامن غوائله الا خاصته من شيعة ابيه وشيعته وهم جماعة لا تقوم لاجناد الشام.

وروى الصدوق في العلل ان معاوية دس الى عمروبن خريث والاشعث بن قيس(١) وحجار بن ابجر وشبث بن ربعي دسيسا افرد كل واحد منهم بعين نم عيونه انك اذا قتلت الحسن فلك مائة الف درهم وجند من اجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن «ع» ذلك فاستلام ولبس درعا وسترها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة الا كذلك فرماه احدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة (وفي الخرائج) ان الحسن «ع» كان قد وجه الى معاوية قائدا من كندة في اربعة الاف فلما نزل بالانبار ارسل اليه معاوية ان اقبلت الي او لك بعض كور الشام والجزيرة وارسل اليه بخمسمائة الف درهم فقبض المال وصار الى معاوية في ماتين من خاصته فبلغ ذلك الحسن «ع» فقام خطيبا وقال هذا

____________________

(١) الظاهر ان هذا قرب وفاة امير المؤمنين «ع» لان الاشعث مات بعد امير المؤمنين «ع» باربعين ليلة وصلى عليه الحسن «ع» على ما ذكره ابن الاثير.

٣٦٧

الكندي توجه الى معاوية وغدر بي وبكم وقد اخبرتكم انه لاوفاء لكم انتم عبيد الدنيا وانا موجه غيره واعلم انه سيفعل ما فعل صاحبه فبعث رجلا من مراد وتقدم اليه بمشهد من الناس وتوكد عليه واخبره انه سيغدر كما غدر الكندي فحلف بالايمان التي لا تقوم لها الجبال انه لا يفعل فقال الحسن «ع» انه سيغدر فلما توجه الى الانبار كتب اليه معاوية بمثل ما كتب به الى صاحبه وبعث اليه بالمال فانقلب على الحسن «ع» واخذ طريقه الىمعاوية (وكان) معاوية قد كتب الى الحسن «ع» في الهدنه والصلح وانفد اليه بكتب اصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه اليه فعند ذلك اجاب الى الصلح ومن ذلك يعلم ان الحسن «ع»ما اجاب الى الصلح الا مكرها مرغما وانه علم انه لو لم يصالح لسلموه الى معاوية ولكانت المفسده اعظم فاختار اقل الضررين واهون المفسدتين وعمل بما عهد اليه ابوه عن جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وان صلحه هذا لايجعل لمعاوية عذرا ولا يرفع عنه وزرا بل يزيده ذما واثما فلذلك اجاب الحسن «ع» الى الصلح مكرها واشترط لنفسه شروطا كثيرة كان في الوفاء بها مصالح شاملة فاجابه معاوية الى قبول تلك الشروط كلها فيم يثق به الحسن «ع» وعلم باحتياله واغتياله الا انه لم يجد بدا من اجابته لما كان عليه اصحابه من ضعف البصائر في حقه والفساد عليه وما انطوى عليه كثير منهم في استحلال دمه وتسليمه الى خصمه وما كان من خذلان ابن عمه له ومصيره الى عدوه وميل الجمهور منهم الى العاجلة وزهدهم في

٣٦٨

الاجلة فتوثق لنفسه من معاوية بتوكيد الحجة عليه والاعتذار فثيما بينه وبينه عند الله تعلى وعند كافة المسلمين وكان فيما اشترطه الحسن «ع» على معاوية ان لا يسميه امير المؤمنين ولا يقيم عنده شهادة وان يترك سب امير المؤمنين «ع» والقنوت عليه في الصلاة وان لا يتعقب على شيعة علي شيئا ويؤمنهم حقه وان يفرق في اولاد من قتل مع ابيه يوم الجمل وصفين الف الف درهم وان يجفل ذلك من خراج دار ابجرد(١) من بلاد فارس فاجابه معاوية الى ذلك وعاهده عليه وحلف له بالوفاء (وقال) ابن الاثير انه لم يجبه الى الكف عن شتم علي فطلب ان لا يشتم وهو يسمع فاجابه الى ذلك ثم لم يف له به ولا بشيء مما عاهده عليه بل انه لما تم الصلح سار حتى اتى النخيلة(٢) فخطب الناس فقال اني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجبوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون

____________________

(١) نقل ذلكم ما عدا ترك السب الصدوق عن كتاب الفروق بين الاباطيل والحقوق تاليف محمد بن بحر اشيباني عن ابي بكر محمد بن الحسن اجزم ثنا ابو داود ثنا القاسم بنفضيلثنا يوسف بنم مازن الراسبي قالبايع الحسن بن علي على انه لايسميه امير المؤمنين الخ.

(٢) هي معسكر الكوفة.

٣٦٩

ذلكم ولكني قاتلتكم لاتامر عليكم وقد اعطاني الله ذلك وانتم له كارهون الا واني كنت منيت الحسن واعطيته اشياء وجميعها تحت قدمي لا افي بشيء منها (قال ابو اسحاق) رواي الحديث وكان والله غدارا (وفي مقاتل الطلبيين) بسنده عن الشعبي ان معاوية خطب الناس حينه بويع له فقال ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر اهل باطلها على اهل حقها ثم انتبه فندم فقال الا هذه الامة فانها وانها (ثم) دخل الكوفة وصعد المنبر فخطب وذكر امير المؤمنين «ع» ونال من الحسن «ع» وكان الحسن والحسين «ع» حاضرين فقام الحسين «ع» ليرد عليه فاخذ بيده الحسن واجلسه ثم قام فقال ايها الذاكر عليا انا الحسن وابي علي وانت معاوية وابوك صخر وامي فاطمة وامك هند وجدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدك حرب وجدتي خديجة وجدتك قتيلة (نثيلة خ ل) فلعن الله اخملنا ذكرا والامنا حسبا وشرنا قد ما واقدمنا كفرا ونفاقا فقالت طوائف من اهل المسجد آمين قال يحيى بن معين احد رواة هذا الحديث ونحن نقول امين قال ابو عبيد احد رواته ونخن ايضا نقول امين وقال قال ابو الفرج الالصبهاني وانا اقول امين قال عبد الحميد بن ابي الحديد وانا اقول امين قال مؤلف هذا الكتاب محسن الامين وانا اقول امين (واقام) معاوسة على سب امير المؤمنين «ع» وبقي ذلك سنة في دولة بني لامية حتى ازاله عمربن عبد العزيز ولله در القائل :

اعلى المنابر طنون بسبه وبسيفه نصبت لكم اعوادها

٣٧٠

واخاف معاوية شيعة امير المؤمنين «ع» وقتلهم وشردهم وهدم دورهم فقتل عمرو بن الحمق وحبس زوجته امنة بنت الشريد سنتين في سجن دمشق وقتل حجر بن عدي واصحابه بمرج عذرا وحمل عبد الله بن هاشم المرقال اليه مكبلا بالحديد من العراق الى الشام وامنا خراج دار ابجرد فقال ابن الاثير ان اهل البصرة منعوه منه بامر معاوية (وقال) ابن الاثير لما راسل معاوية الحسن «ع» في تسليم الامر اليه خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وقال انا والله ما يثنينا عن اهل الشام شك ولا ندم وانما كنا نقاتل اهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداورة والصبر بالجزع وكنتم في مسيركم الىصفين ودينكم امام دنياكم واصبحتم اليوم ودنياكم امام دينكم الا وقد اصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره الا وان معاوية دعانا لامر ليس فيه عز ولا نصفة فان اردتم الموت ردناه عليه وحكمناه الى الله عز وجل بظبا السيوف وان اردتم الحياة قبلناه واخذنا لكم الرضى فناداه الناس من كل جانب البقية البقية (وقال) ابن الاثير ايضا لما تم الصلح قال الحسن يا اهل العراق انه سخى بنفسي عنكم ثلاث قتلكم ابي وطعنكم اياي وانتهابكم متاعي (وحكى) سبط بن الجوزي عن السدي انه قال لم يصالح الحسن معاوية رغبة في الدنيا وانما صالحه لما راى اهل العراق يريدون الغدر به وفعلوا معه ما فعلوا فخاف منهم ان يسلموه الى معاوية والدليل عليه انه خطب بالنخيلة قبل الصلح

٣٧١

فقال ايها الناس ان هذا الامر الذي اختلفت فيه انا ومعاوية انما هو حق اتركه ارادة لاصلاح الامة وحقنا لدمائها وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين (قال) ابن الاثير وصاحب الاستيعاب وابو الفرج قال معاوية للحينم قم فاخطب قال ابو الفرج وظن معاوية انه سيحصر وقال سبط بن الجوزي اشار عمرو بن العاص على معاوية ان يلمر الحسن ان يخطب ليظهر عيه فقام «ع» فقال ايها الناس ان الله هداكم باولنا وحقن دماءكم باخرنا ونحن اهل بيت نبيكم اذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا الا ان اكيس الكيس التقى واعجز العجز الفجور وان لهذا الامر مدة وان الدنيا دول انما الخليفة من سار بكتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس الخليفة من سار بالجور ذلك ملك ملك ملكا يمتع فيه قليلا ثم تنقطع لذته وتبقى تبعته وقد قال الله تعالى لنبيه (وفي رواية الاستيعاب) ثم التفت الى معاوية فقال وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين فضج الناس بالبكاء فالتفت معاوية الى عمرو وقال هذا رايك ثم قال للحسن «ع» حسبك يا ابا محمد (وفي رواية) انه قال نحن حزب الله المفلحون وعترة رسوله المطهرون واهل بيته الطبيون الطاهرون واحد الثقلين اللذين خلفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكم فطاعتنا مقرونة بطاعة الله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والى الرسول.

ثم توجه الحسن الى المدينةهو واخوه الحسينعليهما‌السلام واهل بيته وحشمهم وجعل الناس يبكون عند مسيرهم من

٣٧٢

الكوفة فقام «ع» بالمدينة كاظما غيظه لازما منزله منتظرا لامر ربه عز وجل الى ان تم لمعاوية عشر سنين من امارته وعزم على اليعة لابنه يزيد فلم يكن شيء اثقل عليه من امر الحسن بن علي «ع» وسعد بن بي وقاص فدس اليهما سما فماتا منه ذكر ذلكم ابو الفرج في مقاتل الطالبيين وكان من شرط الحسن عليه ان لايعهد لاحد من بعده عهدا فدس معاوينة الى جعدة بنت الاشعث بن قيس وكانت زوجة الحسن «ع» من حملها على سمه وضمن لها ان يزوجها بابنه يزيد وارسل اليها مائة الف درهم وفي رواية عشرة الاف دينار(١) واقطعها اقطاعات كثيرة من شعب سوراء(٢) وسواد الكوفة فسقته جعدة السم فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد فتزوجها بعد الحسن «ع» رجل من ال طلحة فكان اذا وقع بين اولادها نمه وبين احد خصام عيروهم فقالوا يا بني مسمة الازواج(٣) وقال الصادق «ع» ان الاشعث شرك في دم امير

____________________

(١) المائةالف درهم في ذلك الوقت عشرة الاف دينار لاقيمة كل دينار كانت عشرة دراهم.

(٢) موضع بالعراق.

(٣) ذكر سم جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي زوجة الحسن «ع» اياه اين الاثير في الكامل وابو الفرج الالصبهاني في مقالتل الطالبيين (وحكاه) في الاستيعاب عن قتادة و ابي بكر بن حفص (وقال ) في الاستيعاب قالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية اليها ومنا بذل لها في ذلك (وقال ) سبط بن الجوزي في تذكرة =

٣٧٣

المؤمنين «ع» وابنته جعدة سمت الحسن «ع» وابنه محمد شرك في دم الحسين «ع». (ولما) حضرت الحسن الوفاة استدعى الحسينعليهما‌السلام وقال يا اخي اني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست واني لعرف بمن سقاني السم ومن اين دهيت وانا اخاصمه الى الله عز وجل فبحقي عليك ان تكلمت في ذلك بشيء وانتظر ما يحدث الله عز وجل في فاذا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكعني واحملني على سرير الى قبر جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاجدد به عهدا ثم ردني الى قبر جدتي فاطمة بنت اسد فادفني هنالك وستلعم يا ابن ام ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيجلبون في منعكم عن ذلكم وباللله اقسم عليك ان تريق في امري محجمة دم ثم وصى اليه باهله وولده وتركاته وما كان وصى به امير المؤمنين «ع» حين استخلفه واهله لمقامه ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما

____________________

= الخواص قال السدي دس ايها يزيد ان سمي الحسن وقال الشعبي ومصاق هذا القول ان الحسن «ع» كان يقول عند موته وقد بلغه ما صنع معاوية لقد فملت شربته وبلغ امنيته (قال ) وحكى جدي في كتاب الصفوة عن يعقوب بن شفيان في تاريخه ان جعدة هي التي سمته (قال ) وقال ابن سعد في الطبقات سمه معاوية مرارا لانه كان يقدم عليه الشام هو واخوه الحسينعليهما‌السلام .

- المؤلف -

٣٧٤

من بعده ثم قضى نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا اي وا سيداه وا شهيداه وا مسموماه (فلما) توفي غسله الحسين «ع» وكفنه وحمله على سريره ولم يشك مروان ومن معه من بني امية انهم سيدفنونه عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتجمعوا ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين «ع» الى قبر جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليجدد به عهدا اقبلوا اليه في جمعهم ولحقتهم المراه على بغل وهي تقول مالي ولكم تريدون ان تدخوا بيتي من لا احب وجفل مروان يقول (يا رب هيجا هي خير من دعه) ايدفن عثمان في اقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك ابدا وانا احمل السيف (وحكى) سبط بن الجوزي عن ابن سعد في الطبقات عن الواقدي قال لما احتضر الحسن «ع» قال ادفنوني عند ابي يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاراد الحسين ان يدفنه في حجرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقامت بنو امية ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وكان واليا على المدينة فمنعوه وقامت بنو هاشم لتقاتلهم فقال ابو هريرة ارايتم لو مات ابن لموسى اما كان بدفن مع ابيه (وفي رواية) انه قال لمروان اتمنع الحسن ان يدفن في الموضع وقد سمعت رسول الهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول الحسن والحسينم سيدا شباب اهل الجنة وكادت الفتنة ان تقع بين بني هاشم بني هاشم وبني امية فبادر ابن عباس الى مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت فانا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكنا تريد ان نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده الى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك ولو كان اوصى بدفنه مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣٧٥

لعلمت انك اقصرباعا من ردنا عن ذلك لكنه كان افلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من ان بطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير اذنه ثم اقبل على المراة وقال لها واسواتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين ان تطفئي نور الله وتقاتلي اولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لاهل هذا البيت ولو بعد حين (وفي رواية) يوما تجملت ويوما تبغلت وان عشت تفيلت وقد اخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي المشهور فقال :

ايا بنت لاكان ولا كنت

لك التسع من الثمن وبالكل تملكت

لجملت تبغلت وان عشت تفيلت

وقال الحسين «ع» والله لو لا عهد الحين الي بحقن الدماء وان لا اهريق في امره محجمة دم لعلمتم كيف تاخذ سيوف الله منكم ماخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وابطلتم ما اشترطنا عليكم لانفسنا ومضوا بالحسن «ع» فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت اسد بن هاشم.

وجاشت لتابى دفنه عند جده تثير على اشياعه رهج الحرب

اتدني لها الويلات مستوجب النوى اليه وتقصي عنه مستوجب القرب

٣٧٦

المجلس السابع

روى الشيخ في المالب بسنده عن ابن عباس قال دخل الحسين ابن عل على اخيه الحسنعليهم‌السلام في مرضه الذي توفي فيه فقال له كيف نجدك يا اخي قال اجدني في اول يوم من ايام الاخرة واخر يوم من ايام الدنيا واعلم اني لا اسبق اجلي واني وارد على ابي وجدي على كره مني لفراقك وفبراق الاحبة واستغفر الله من مقالتي هذه واتوب اليه على محبة مني للقاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وامير المؤمنين علي بن ابي طالب وامي فاطمة وحمزة وجعفر وفي الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء منك كل مصيبة ودرك من كل ما فات رايت يا اخي كبدي في الطست ولقد عرفت من دهاني ومن اين اتيت فما انت صانع به يا اخي فقال الحسنعليه‌السلام اقتله والله قال فلا اخبرك ابدا حتى نلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن اكتب يا اخي :

«وصية الحسن بن علي الى اخيه الحسينعليهما‌السلام »

هذا ما اوضى به الحسن بن علي الى اخيه الحسين بن علي اوصى انه يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذل وانه خلق كل شيء فقدره تقديرا وانه اولى من عبد عبد واحث من حمد من اطاعه

٣٧٧

رشد ومن عصاه غوى ومن ناب اليه اهتدى فاني اوصيك يا حيبن بمن خلفت من اهلي وولدي واهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفا ووالدا وان تدفنني مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانيي احق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده قال الله تعالى فيما انزله على نبيه في كتابه يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم فوالله ما اذن لهم ف الدخول عليه في حياته بغير اذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ونحن ماذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده فان ابت علك الامراة فانشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان لا تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس الينا ثم قبض صلوات الله عليه فدعا الحسينعليه‌السلام ابن عباس وفبد الرحمن بن جعفر وعلي بن عبد الله بن عبياس فاعانوه على غسله وحنطوه وابسوه اكفانه وخرجوا به الى المسجد فصلوا عليه وارادوا دفنه عند جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمنعوا من ذلك فذهبوا به الى البقيع ودفنوه الى جنب جدته فاطمة بنت اسد قال ابن شهر اشوب في المناقب قال الحسينعليه‌السلام لما وضع الحسنعليه‌السلام في لحده :

أ أدهن راسي ام تطيب محاسني وراسك معفور وانت سليب

واستمتع الدنيا اشيء احبه الا كل ما ادنى اليك حبيب

فلا زلت ابكي ما تغنت حمامة عليك وما هبت صبا وجنوب

٣٧٨

وما هملت عيني من الدمع قطرة وما اخضر في دوح الحجاز قضيب

بكائي طويل والدموع غزيرة وانت بعيد والمزار قريب

غريب واطراف البيوت تحوطه الا كل من تحت التراب غريب

و لا يفرح الباقي خلاف الذي مضى وكل فتى للموت فيه نصيب

و ليس حريبا من اصيب بماله ولكن من وارى اخاه حريب

نسيك من امسى يناجيك طوقه (طيفه خ ل ) وليس لمن تحت التنراب نسيب

المجلس العاشر

في مقاتل الطالبيين قيل لابي اسحاق متى ذل الناس قال حين مات الحسنعليه‌السلام وادعي زياد وقتل حجر بن عدي (وفي تذكرة الخواص) بسنده الى صحن الدار لما نزل بالحسنعليه‌السلام المةت قال اخرجوا فراشي الى صحن الدار فاخرجوه فرفع راسه الى السماء وقال اللهم اني احتسب عندك نفسي فانها اعز الانفس علي لم اصب بمثلها اللهم ارحم صرعتي وانس في القبر وحدتي ثم توفيعليه‌السلام (وعن) جنادة بن ابي امية قال دخلت على الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» في مرضه الذي توفي في ه فقلت له عظني يا ابن رسول الله قال نعم استفد لسفرك وحصل زادك قبل حلول اجلك

٣٧٩

واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك ولا تحمل هم يومك الذي لم يات على يومك الذي انت فيه واعلم انك لا تكسب من المنال شيئا فوق قوتك الا كنت فيه خازنا لغيرك واعلم ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب فانزل الدنيا بمزلة الميتة خذ منها مايكيكفان كان حلالا كنت قد زهدت فيها وان كان حراما لم يكن فيه وزر فاخت منها كما اخذت من الميتة وان كان العتاب فالعتاب يسير واعمل لدبياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا واذا ارذت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعة الله عز وجل واذا نازعتك الى صبة الرجال حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك واذا خدمته صانك واذا اردت معونة اعانك وان قلت صدق قولك وان صلت شد صولك وان مددت يدك بفضل مدها وان بدت منك ثلمة سدها وان راى منك حسنة عدها وان سالته اعطاك وان سكت عنه ابتداك وان نزلت بك احدى الملمات واساك من لاتاتيك منه البواثق ولاتختلف عليك منه الطرائق ولا يخذلك عند الحقائق وان تنازعتما منقسما اثرك (ثم) انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه ودخل الحسينعليه‌السلام والاسود بن ابي الاسود فانكب الحسين عليه حتى قبل راسه وبين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا فقال الاسود انا لله ن الحسنعليه‌السلام قد نعيت اليه نفسه وقد اوصى الى الحسين «ع» (وروى) الكلليني عن الباقرعليه‌السلام قال لما احتضر الحسن

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

 ( ١٠٢٩ ) عن أنس : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لقد أُوذيت في الله وما يؤذى أحد ، ولقد أُخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت عليَّ ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد ، إلاّ ما وارى إبط بلال »(١) .

قيل : أي أُذيت وأخفت ما أُوذي ويخاف أحد مثله ، والاستثناء يدلّ على قلّة الطعام ، بحيث يواريه بلال تحت ابطه.

ارث المرأة من الدية

( ١٠٣٠ ) عن سعيد بن المسيب : انّ عمر كان يقول : الدّية للعاقلة ، ولا ترث المرأة من ديّة زوجها شيئاً ، حتّى كتب إليه الضحّاك بن سفيان : انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورَّث امرأة أشيم الضبابي من ديّة زوجها(٢) .

هل يقتل الحر بالعبد

فيه حديثان مختلفان(٣) .

حول الوصية

( ١٠٣١ ) عن عائشة : ما ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ديناراً ولا درهماً ، ولا شاة ولا بعيراً ، ولا أوصى بشيء(٤) .

أقول : إن أرادت نفي الايصاء في وقت خاص ، فهو لا ينفى الايصاء في غير ذاك الوقت ، وإن أرادت نفيه مطلقاً ، فهو غير مقبول منها ، لاَنّها لم تكن معهصلى‌الله‌عليه‌وآله خارج البيت ، ولا في البيت إلاّ ليلة من تسع ، لكن عائشة اعتادت أن تتكلّم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كأنّها لم تفترق عنه ساعة أو تعلم الغيب ،

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ١٥١ المقدمة.

(٢) سنن ابن ماجة : ٢٦٤٢ كتاب الديات.

(٣) سنن ابن ماجة : ٢٦٦٣ ـ ٢٦٦٤ كتاب الديات.

(٤) سنن ابن ماجة : ٢٦٩٥.

٤٨١

وعلى كلّ قد ثبت ايصائه على ما مرّ.

( ١٠٣٢ ) عن أنس بن مالك قال : كانت عامّة وصيّة رسول الله حين حضرته الوفاة ـ وهو يغرغر بنفسه ـ : الصلاة ، وما ملكت ايمانكم »(١) .

والغرغرة : تردد الروح في الحلق.

( ١٠٣٣ ) عن طلحة قلت لعبدالله بن أوفى : أوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشيء؟

قال : لا.

قلت : فكيف أمر المسلمين بالوصية؟

قال : أوصى بكتاب الله(٢) .

قال مالك : قال الهزيل : أبو بكر كان يتأمّر علي وصيَّ رسول الله ، ودّ أبو بكر انّه وجد من رسول الله عهداً ، فخزم أنفه بخزام(٣) .

قيل في تفسيره : هل هو يتأمّر ويتكلّف بالامارة على علي إن كان هو وصيّاً.

( ١٠٣٤ ) عن علي : نهاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ولا أقول : نهاكم ـ : عن لبس المعصفر(٤) .

( ١٠٣٥ ) عن عمرو بن الحرث : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما ترك إلاّ بغلته الشهباء ، وسلاحه ، وأرضاً تركها صدقة(٥) .

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٢٦٩٧ كتاب الوصايا.

(٢) قلت : اشرنا فيما مضى انّ جواب ابن أوفى غلط لا يرتبط بالسؤال.

(٣) سنن ابن ماجة : ٢٦٩٩.

(٤) سنن ابن ماجة : ٣٦٠٢.

(٥) سنن النسائي ٦ : ٢٢٩.

٤٨٢

أقول : وترك درعه مرهوناً عند يهودي كما ورد(١) .

( ١٠٣٦ ) وعن عائشة قالت : توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس عنده أحد غيري ، قالت : ودعا بطست(٢) .

أقول : سبحان الله من هذه الجرأة ، هل يمكن أن لا يكون عنده أحد من زوجاته وأهل بيته لا سيّما فاطمة؟

يقول السندي في شرحه : ولا يخفى انّ هذا ـ الانخناث(٣) لا يمنع الوصية قبل ذلك ولا يقتضي انّه مات فجأة بحيث لا تمكن منه الوصية ولا تتصور ، فكيف وقد علم انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله علم بقرب أجله قبل المرض ثم مرض أياماً ، نعم هو يوصي إلى علي بما إذا كان الكتاب والسنة ، فالوصية بهما لا تختصّ بعلي ، بل يعم المسلمين كلّهم(٤) .

المهدي

( ١٠٣٧ ) عن أبي هريرة : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّله الله عزّ وجلّ حتّى يملك رجل من أهل بيتي ، يملك جبل الديلم والقسطنطنية »(٥) .

طاعة الامام

( ١٠٣٨ ) عنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الامام فقد أطاعني ، ومن عصى الامام

__________________

(١) سنن النسائي ٧ : ٣٠٣.

(٢) سنن النسائي ٦ : ٢٤١.

(٣) الانخناث : الانكسار والانثناء لاسترخاء الاَعضاء عند الموت. « انظر النهاية لابن الاثير ٢ : ٨٢ ».

(٤) سنن النسائي ٦ : ٢٤١.

(٥) سنن ابن ماجة : ٢٧٧٩ كتاب الجهاد.

٤٨٣

فقد عصاني »(١) .

نظر عمر وابن عباس في استلام الحجر

( ١٠٣٩ ) عن عبدالله بن سرجس : رأيت الاَُصيلع عمر بن الخطاب يقبّل الحجر ويقول : انّي لاَقبّلك وانّي لاَعلم انّك حجر لا تضرّ ولا تنفع ، ولولا انّي رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّلك ما قبّلتك(٢) .

( ١٠٤٠ ) عن ابن عباس : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به ، يشهد على من يستلمه بحقّ »(٣) .

ورواه في سنن الترمذي بلفظ : « والله ليبعثه الله »(٤) .

نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونظر عمر في متعة الحج

انظر أحاديثه من رقم ٢٩٧٦ إلى ٢٩٨٢ من كتاب المناسك ، وفي الحديث الاَخير : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وما لي لا أغضب وأنا آمر أمراً فلا اُتبع » !

هل يجوز للمحرم أكل لحم حمار وحش

الاَحاديث فيه متضاربة متعارضة(٥) .

في حق عائشة

( ١٠٤١ ) عن أبي موسى الاَشعري ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وإن

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٢٨٥٩ كتاب الجهاد.

(٢) سنن ابن ماجة : ٢٩٤٣.

(٣) سنن ابن ماجة : ٢٩٤٤ كتاب المناسك.

(٤) سنن الترمذي ١ : ٢٨٤.

(٥) انظر سنن ابن ماجة : ٣٠٩٠ ـ ٣٠٩٣ كتاب المناسك.

٤٨٤

فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام »(١) .

أقول : يدلّ الحديث على انّ عائشة من الناقصات غير الكاملات ، بل ربّما تشعر بعدم فضلها أيضاً إذ لا فضل للثريد على سائر الاطعمة شرعاً وطبّاً وطبعاً.

( ١٠٤٢ ) وعن أبي الدرداء : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم »(٢) .

( ١٠٤٣ ) عن عائشة : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحب الحلواء والعسل »(٣) .

زهدهصلى‌الله‌عليه‌وآله

( ١٠٤٤ ) عن ابن عباس : كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون العشاء ، وكان عامة خبزهم خبز الشعير(٤) .

التنفس في الاناء

( ١٠٤٥ ) عن ابن عباس : نهى رسول الله عن التنفّس في الاناء(٥) .

( ١٠٤٦ ) وعنه : انّ النبي شرب فتنفّس فيه مرّتين(٦) .

( ١٠٤٧ ) وعن انس : انّه كان يتنفّس في الاناء ثلاثاً. وزعم أنس أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتنفّس في الاناء ثلاثاً(٧) .

وربّما يدفع التناقض بما هو مخالف لنص الاَخيرين.

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٣٢٨٠ كتاب الاطعمة.

(٢) سنن ابن ماجة : ٣٣٠٣.

(٣) سنن ابن ماجة : ٣٣٢٣.

(٤) سنن ابن ماجة : ٣٣٤٧ ، ونقله الترمذي أيضاً ٢ : ٢٧٦.

(٥) سنن ابن ماجة : ٣٤٢٨ كتاب الاشربة.

(٦) سنن ابن ماجة : ٣٤١٧.

(٧) سنن ابن ماجة : ٣٤١٦.

٤٨٥

اسماء الله

( ١٠٤٨ ) عن أبي هريرة : انّ لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلاّ واحداً ، انّه وتر يحب الوتر ، من حفظها دخل الجنة ، وهي(١) ثم ذكرها.

وقيل : لم يخرج أحد من الاَئمّة الستة عدد اسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولا من غيره غير ابن ماجة والترمذي واسناد ابن ماجة ضعيف ، لضعف عبدالملك بن محمّد.

عدم اجتماع الاُمّة على ضلالة

( ١٠٤٩ ) عن انس : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « انّ اُمّتي لا تجتمع على ضلالة ، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الاعظم »(٢) .

أقول : مقتضى الاعتبار العقلي الرجوع إلى المحقّقين الاَفاضل منهم عند الاختلاف ، وقد ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولن تزال طائفة من أُمتّي على الحق منصورين ، لا يضرهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله عزّ وجلّ »(٣) .

قيل : نشأ هذا الاصطلاح ( السواد الاعظم ) في زمان معاوية!

ثم ان السواد الاَعظم غير العلماء ، فالرواية لا تدلّ على حجّيّة اجماعهم.

اصل فساد الاَُمّة

( ١٠٥٠ ) عن ثوبان : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : وإنّ ممّا أتخّوف على أُمّتي ائمّة مضلّين »(٤) .

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٣٨٦١.

(٢) سنن ابن ماجة : ٣٩٥٠ كتاب الفتن.

(٣) سنن ابن ماجة : ٣٩٥٢.

(٤) سنن ابن ماجة : ٣٩٥٢.

٤٨٦

أقول : وصدقه محسوس من الصدر إلى يومنا هذا ، وعمدة المانع من اتحاد المسلمين ونبذ الاستعمار والاستغلال وتطبيق الشريعة في البلاد الاسلامية هي الحكومات الظالمة الفاسقة الخائنة.

الاستلام للقاتل

( ١٠٥١ ) عن أبي ذر ـ في حديث طويل ـ : قلت : يا رسول الله ، فان دخل بيتي؟ قال : « ان خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك ، فيبوء باثمه واثمك »(١) .

أقول : التسليم للقاتل الباغي بلا وجه وتغطية الوجه حتّى يقتله ينافي وجوب الدفاع وموافق لبعض تعاليم النصارى ، وعمل أبي ذر أيضاً ينافي هذا الحديث ، فهو وضع اموي.

( ١٠٥٢ ) عن أبي سعيد الخدري : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قام خطيباً ، فكان فيما قال : « ألا لا يمنعنَّ رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍّ إذا علمه ».

قال : فبكى أبو سعيد وقال : قد والله رأينا أشياء فهبنا(٢) .

فالحديث الاول موضوع على أبي ذر ، ويدلّ على وضعه ما مرّ من شهادة من قتل دون ماله...

الفتنة بين المسلمين

( ١٠٥٣ ) عن عديسة بنت اهبان : لمّا جاء علي بن أبي طالب ههنا ـ البصرة ـ دخل على أبي ، فقال : يا أبا مسلم ألا تعينني على هؤلاء القوم؟

قال : بلى يا جارية أخرجي سيفي فأخرجت ، فسلّ منه قدر شبر ، فإذا هو خشب ، فقال : انّ خليلي وابن عمّكصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد اليَّ إذا كانت

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٣٩٥٨ كتاب الفتن.

(٢) سنن ابن ماجة : ٤٠٠٧.

٤٨٧

الفتنة بين المسلمين فأتّخذ سيفاً من خشب ، فإن شئت خرجت معك.

قال : لا حاجة لي فيك ولا في سيفك(١) .

أقول : انّ صحّت الرواية فقد أخطأ اهبان خطأً بيّناً ، فان الطرفين المتحاربين قد يكونان كلاهما على باطل ، وقد يكون أحدهما على باطل والآخر على حق. والاَوّل هو مورد الحديث الذي ادّعاه عن النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مورد قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « القاتل والمقتول كلاهما في النار ».

وأمّا الثاني ، فيجب على المسلمين أعانة المحقّ على الباطل ، لدلائل كثيرة كقوله تعالى :( فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله ) (٢) ، ولوجوب اطاعة الامام ـ كما مرّ ـ ولخصوص ما ورد في حقّ علي ـ كما سبق ـ بل ولووجوب الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

شك إبراهيمعليه‌السلام

( ١٠٥٤ ) عن أبي هريرة : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم إذ قال :( ربّ أرني كيف تحيي الموتى ) .. . »(٣) .

أقول : لم يكن إبراهيم شاكاً ولا تدلّ عليه الآية الكريمة ، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل وأكمل منه ، فليس هو بأحقّ منه على فرض كونه شاكاً ، فحديث ابي هريرة مردود إليه.

المهدي

( ١٠٥٥ ) عن عبدالله : بينما نحن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلمّا رآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اغرورقت عيناه وتغيّر لونه ، فقلت : ما نزال

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٣٩٦٠.

(٢) الحجرات ٤٩ : ٩.

(٣) سنن ابن ماجة : ٤٠٢٦.

٤٨٨

نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟

فقال : « إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً ، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً ، فمن أدرك ذلك منكم فلياتهم ولو حبواً على الثلج »(١) .

الحبو : المشي على اليدين والركبتين.

( ١٠٥٦ ) عن أبي سعيد الخدري : انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يكون في أمّتي المهدي ، ان قصر فسبع ، وإلاّ فتسع ، فتنعم فيه أمّتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى أكلّها ولا تدّخر منهم شيئاً ، والمال يؤمئذ كدوس ، فيقوم الرجل فيقول : يا مهدي أعطني ، فيقول : خذ »(٢) .

كدوس : أي مجموع كثير.

( ١٠٥٧ ) عن ثوبان : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يقتل عند كنزكم ثلاثة ، كلّهم ابن خليفة... فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج ، فانّه خليفة الله المهدي»(٣) .

( ١٠٥٨ ) عن علي : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المهدي منّا أهل البيت ، يصلحه الله في ليلة »(٤) .

( ١٠٥٩ ) عن سعيد بن المسيب قال : كنّا عند أُم سلمة فتذاكرنا المهدي ، فقالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « المهدي من ولد فاطمة »(٥) .

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٢ كتاب الفتن.

(٢) سنن ابن ماجة : ٤٠٩٣.

(٣) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٤.

(٤) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٥.

(٥) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٦.

٤٨٩

( ١٠٦٠ ) عن انس : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « نحن ولد عبدالمطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي »(١) .

( ١٠٦١ ) عن عبدالله بن الحارث : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يخرج ناس من المشرق فيوطِّئون للمهدي » يعني سلطانه(٢) .

أقول : وإليك ما نقله الترمذي في جامعه في ذلك :

( ١٠٦٢ ) عن عبدالله : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي »(٣) .

( ١٠٦٣ ) وعنه أيضاً : « يلي رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. المصدر.

( ١٠٦٤ ) عن أبي هريرة : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوماً لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يلي.

( ١٠٦٥ ) عن أبي سعيد الخدري : فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّ في أُمّتي المهدي ، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً » زيد الشاك.

قال : قلنا : وما ذاك؟

قال : « سنين ».

قال : « فيجيء إليه الرجل فيقول : يا مهدي أعطني أعطني » قال : « فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله » المصدر.

بيت علي وفاطمة

( ١٠٦٦ ) عن علي : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى عليّاً وفاطمة وهما في خميل

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٧.

(٢) سنن ابن ماجة : ٤٠٨٨.

(٣) سنن الترمذي ٢ : ٢٤٧.

٤٩٠

لهما ( والخميل : القطيفة البيضاء من الصوف ) ـ قد كان رسول الله جهّزهما بها ووسادة محشوة اذخراً وقربة(١) .

( ١٠٦٧ ) عن الحارث ، عن علي قال : اُهديت ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اليَّ ، فما كان في فراشنا ليلة أُهديت إلاّ مسك كبش(٢) .

ضجاع الرسول الاَكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وأكله

( ١٠٦٨ ) عن عائشة : كان ضجاع رسول الله أدّماً حشوه ليف(٣) .

قيل : الضجاع كالفراش لفظاً ومعنىً. وأدَماً ـ بفتحتين ـ : جمع أديم ، بمعنى الجلد المدبوغ. والليف : قشر النخل.

( ١٠٦٩ ) عن عتبة : لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الشجر ، حتّى قرحت اشداقنا(٤) .

التقوى شرط قبول العمل

( ١٠٧٠ ) عن ثوبان ، عن النبي ، انّه قال : « لاَعلمنَّ أقواماً من أمّتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة ، بيضاء ، فيجعلها الله عزّ وجلّ هباء منثوراً ».

قال ثوبان : يا رسول الله ، صفهم لنا ، جلِّهم لنا ، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم.

قال : « أما إنّهم إخوانكم ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنّهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها »(٥) .

اللّهمّ وفّقنا لاجتناب محارمك ، واجعلنا من المتّقين.

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٤١٥٢ كتاب الزهد.

(٢) سنن ابن ماجة : ٤١٥٤.

(٣) سنن ابن ماجة : ٤١٥١.

(٤) سنن ابن ماجة : ٤١٥٦.

(٥) سنن ابن ماجة : ٤٢٤٥.

٤٩١

نسمة المؤمن

( ١٠٧١ ) عن أبي سفيان ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « إذا دخل الميت القبر ، مثِّلت الشمس عند غروبها ، فيجلس يمسح عينيه ويقول : دعوني أُصلِّي »(١) .

العاطفة والعقاب

( ١٠٧٢ ) عن ابن عمر : كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض غزواته وامرأة تحصب تنورها ومعها ابن لها ، فأتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت أنت رسول الله؟

قال : « نعم ».

قالت : بأبي أنت وأُمّي ، أليس الله بأرحم الراحمين؟

قال : « بلى ».

قالت : أوَليس الله بأرحم بعباده من الاَُمِّ بولدها؟

قال : « بلى ».

قالت : فانّ الاُمّ لا تُلقي ولدها في النار.

فأكبَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يبكي ، ثم رفع رأسه فقال : « انّ الله لا يعذّب من عباده إلاّ المارد المتمرّد ، الذي يتمرّد على الله وأبى أن يقول : لا إله إلاّ الله »(٢) .

أقول : رحمته تعالى ليست كرحمتنا من رقة القلب. والظاهر انّ بكاءهصلى‌الله‌عليه‌وآله لاقناعها ، وان كان السبب هو عذاب الله للعصاة.

التوالد في الجنة

( ١٠٧٣ ) عن أبي سعيد الخدري : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه في ساعة واحدة كما يشتهي »(٣) .

أقول : الحديث غريب ليس في الكتاب والسنّة ذكر عن هذه المسألة ، وهو شيء مجهول.

__________________

(١) سنن ابن ماجة : ٤٢٧٢ كتاب الزهد.

(٢) سنن ابن ماجة : ٤٢٩٧.

(٣) سنن ابن ماجة : ٤٣٣٨.

٤٩٢

خاتمة الكتاب

( ١٠٧٤ ) عن ابن أبي وقاص ـ كما في البخاري ـ : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من اصطبح كلّ يوم تمرات عجوة لم يضرّه سم ولا سحر! ورواه مسلم أيضاً.

( ١٠٧٥ ) وفي كتاب مسلم ( كتاب السلام ) : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا عدوى ولا يوردن ممرض على مصح ».

أقول : وفيه أولاً : انّ صدره وذيله متناقض. وثانياً : انّ صدره مخالف للطب ، والنبي معصوم. والعمدة انّ التجربة على صحة العدوى.

( ١٠٧٦ ) في كتاب البخاري : عن نافع ، عن ابن عمر :( فاتوا حرثكم أنّى شئتم ) (١) ، قال : يأتيها في(٢) .

وعلّق الشارح بقوله ( في ) بحذف المجرور وهو الظرف أي في الدبر. قيل : واسقط المؤلّف ذلك لاستنكاره!

( ١٠٧٧ ) وفي البخاري : بسنده عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم(٣) .

حقاً انّ كتاب البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى!

( ١٠٧٨ ) وعن الذهبي ـ في تذكرة الحفاظ ـ عن شعبة ، عن سعيد بن إبراهيم ، عن ابيه : انّ عمر حبس ابن مسعود وابا الدرداء وابا مسعود

__________________

(١) البقرة ٢ : ٢٢٣.

(٢) صحيح البخاري ٥ : ١٦.

(٣) صحيح البخاري ٤ : ٢٣٨ كتاب بدء الخلق.

٤٩٣

الانصاري فقال : قد أكثرتم الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وكان قد حبسهم في المدينة واطلقهم عثمان كما ذكره بعضهم.

( ١٠٧٩ ) وعن ابن عساكر ، عن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لاَبي هريرة : لتتركنّ الحديث عن رسول الله أو لاَلحقنّك بأرض دوس ( أي بلده ).

وقال لكعب الاحبار : لتتركنَّ الحديث عن الاول أو لاَلحقنّك بأرض القردة.

وكذلك فعل معهما عثمان بن عفان.

( ١٠٨٠ ) عن ابن شهاب ، عن قبيصة : انّ الجدّة جاءت أبا بكر تلتمس أن تورث ، فقال : ما أجد لك في كتاب الله شيئاً ، وما علمت انّ رسول الله ذكر لك شيئاً. ثم سأل الناس ، فقال المغيرة : كان رسول الله يعطيها السدس.

فقال له : هل معك أحد؟ فشهد محمّد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها ابو بكر.

( ١٠٨١ ) وعن الآمدي ـ في كتاب الاِحكام في أصول الاَحكام(١) : انّ ابن عباس لم يسمع من رسول الله سوى اربعة أحاديث لصغر سنه(٢) .

ولمّا روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّما الربا في النسيئة ». وانّ النبي لم يزل يلبّي حتّى رمى حجر العقبة.

__________________

(١) الاِحكام في أصول الاَحكام ٢ : ١٧٨ ـ ١٨٠.

(٢) وعن ابن التيم في الوابل : ان ما سمعه ابن عباس عن النبي ( ص ) لم يبلغ العشرين حديثاً.

وعن ابن معين والقطان وأبي داود في السنن : انّه روى تسعة أحاديث ، وذلك لصغر سنه ، ومع ذلك فقد اسند له أحمد في مسنده ١٦٩٦ حديثاً!

٤٩٤

قال في الخبر الاَول ـ لما وجع فيه ـ : أخبرني به اسامة بن زيد. وفي الخبر الثاني : أخبرني به الفضل بن العباس.

( ١٠٨٢ ) حدّث أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال : « من أصبح جنباً في رمضان فلا صوم له ».

فلمّا راجعوه قال : ما أنا قلته وربّ الكعبة ، ولكن محمّداً قاله. ثم عاد فقال : حدّثني به الفضل بن عباس.

( ١٠٨٣ ) وعن ابن مندة في معرفة الصحابة والطبراني في المعجم الكبير من حديث عبدالله بن سليمان بن اكيمة الليثي قال : قلت : يا رسول الله انّي اسمع منك الحديث لا استطيع أن أؤديّه كما اسمعه منك يزيد حرفاً أو ينقص حرفاً ، فقال : « إذا لم تحلّوا حراماً ولم تحرّموا حلالاً وأصبتم المعنى فلا بأس » فذكر للحسن فقال : لولا هذا ما حدّثنا.

وعن سنن الترمذي عن مكحول : اذ حدّثناكم على المعنى فحسبكم.

( ١٠٨٤ ) وعن الخطيب ، عن أبي هريرة : ناول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معاوية سهماً ، فقال : « خذ هذا السهم حتّى تلقاني به في الجنة! ».

( ١٠٨٥ ) وعن ابن عساكر وابن عدي والخطيب البغدادي ، عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « انّ الله ائتمن على وحيه ثلاثة : أنا ، وجبرئيل ، ومعاوية ».

وفي رواية أُخرى عنه : الاَُمناء ثلاثة : جبرئيل ، وأنا ، ومعاوية.

أقول : ولقد انصف أبو هريرة حيث لم يقدم معاوية عليهما.

( ١٠٨٦ ) وعن سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن عمر بن عبد الغفار : انّ أبا هريرة لمّا قدم الكوفة مع معاوية ، كان يجلس بالعشيات بباب كنده ويجلس الناس إليه ، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال :

٤٩٥

ياأبا هريرة انشدك الله أسمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب : « اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».

فقال : اللّهمّ نعم.

فقال : اشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديث وليه! ثم قام عنه.

( ١٠٨٧ ) استعمل عمر أبا هريرة على البحرين حوالي سنة ٢١ هـ ثم بلغه عنه أشياء تخلّ بأمانة الوالي العادل ، فعزله ، واستدعاه وقال له : هل علمت من حين انّي استخلفتك على البحرين وانت بلا نعلين ، ثم بلغني انّك ابتعت أفراساً بألف دينار وستمائة دينار.

فقال : كانت لنا أفراس تناتجت ، وعطايا تلاحقت!

قال : قد حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل فأدّه.

فقال له : ليس لك ذلك.

فأجابه عمر : بلى والله واوجع ظهرك ، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتّى أدماه ، ثم قال له : ائت بها.

قال : احتسبتها!

فقال له عمر : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعاً ، أجئت من أقصى حجر بالبحرين يجبى الناس لك لا لله ولا للمسلمين؟ ما رجعت بك أُميمة ( أم أبي هريرة ) إلاّ لرعيّة الحمر ( أي ما ولدتك أُمّك إلاّ لرعيّة الحمر ).

وفي روايه عن أبي هريرة نفسه : انّ عمر قال : يا عدوَّ الله وعدوَّ كتابه ، سرقت مال الله ، من أين اجتمعت لك عشرة آلاف؟

( ١٠٨٨ ) روى أحمد في مسنده : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج عليهم ذات غداة وهو طيب النفس مسفر الوجه ، فسئل عن السبب ، فقال : « وما

٤٩٦

يمنعني ، أتاني ربّي عزّ وجلّ في أحسن صورة قال : يا محمّد ، قلت : لبيك ربي وسعديك.

قال : فيم يختصم الملاَ الاَعلى.

قلت : لا أدري أي ربّي!

قال : فوضع كفّيه! بين كتفي فوجدت بردهما بين ثديي حتّى تجلّى لي ما في السموات وما في الارض ».

( ١٠٨٩ ) روى الشيخان عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انّ الله عزّ وجلّ يكشف عن ساقه.

وفي البخاري ، عن أبي سعيد : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « يكشف ربّنا عن ساقه فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة ».

( ١٠٩٠ ) عن السيوطي ـ في تاريخ الخلفاء ـ أخرج النخعي : انّ رجلاً قال لعمر : ألا تخلف عبدالله بن عمر؟ فقال له : قاتلك الله ، والله ما أردت الله بهذا! استخلف رجلاً لم يحسن أن يطلّق امرأته(١) .

أبو هريرة واختراعاته

اسرائيلة

( ١٠٩١ ) في البخاري : عن أبي هريرة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كلّ ابن آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب ليطعن فطعن في الحجاب » !

وفي رواية : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من بني آدم مولود إلاّ يمسّه الشيطان حين

__________________

(١) تاريخ الخلفاء : ٩٨.

٤٩٧

يولد ، يستهل صارخاً من مس الشيطان ، غير مريم وابنها! »

وفي رواية عند مسلم : إلاّ نخسه الشيطان...

وقيل : انّ هذا من الاسرائيليات حيث يدلّ على عدم سلامة أحد حتّى الانبياء والرسل وحتّى خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله من مس الشيطان ونخسه وطعنه!

وعن ابن حجر في شرحه : وقد طعن فيه صاحب الكشّاف وتوقّف في صحّته ، وكذلك طعن الرازي فيه وقال : انّ الحديث خبر واحد ورد على خلاف الدليل.

أفضل الناس

( ١٠٩٢ ) عن الترمذي والحاكم باسناد صحيح عن أبي هريرة : ما احتذى النعال ، ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب(١) .

أقول : وذلك لاَنَّ الاَفضلية عند أبي هريرة تنشأ من لملء بطنه ، وينقل عنه البخاري : انَّ خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته.

وكان يعجبه المضيرة جدّاً فيأكل مع معاوية ، فإذا حضرت الصلاة صلّى خلف علي رضي الله عنه ، فإذا قيل له في ذلك قال : مضيرة معاوية أدسم وأطيب ، والصلاة خلف علي أفضل. وكان يدور على البيوتات لملَ بطنه حتّى قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « زر غبّاً تزد حباً »(٢) .

أبو هريرة ومعاوية وعلي

( ١٠٩٣ ) ( ١٠٩٤ ) أبو هريرة لم يكفر أيادي بني أُميّة ، فقد نقل عنه

__________________

(١) فتح الباري ٧ : ٦٢.

(٢) انظر أضواء على السنة المحمّديّة : ١٩٨ ـ ١٩٩.

٤٩٨

الخطيب : ناول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معاوية سهماً فقال : « خذ هذا السهم حتّى تلقاني به في الجنة ».

وأخرج عنه هو وابن عساكر وابن صدى : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « انّ الله ائتمن على وحيه ثلاثة : أنا ، وجبرائيل ، ومعاوية ».

وعن الاعمش : لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مراراً وقال : يا أهل العراق ، أتزعمون انّي أكذب على الله ورسوله واحرق نفسي بالنار ، والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ان لكلّ نبي حرماً ، وانّ حرمي المدينة ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أنّ عليّاً أحدث فيها.

فلمّا بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاّه امارة المدينة.

انظر أضواء على السنة المحمّديّة : ٢٠٠ ـ ٢٢٣. فانّا أخذنا أغلب الاَحاديث المذكورة في الخاتمة منه وبعضها من غيره.

رواياته

( ١٠٩٥ ) وعنه ـ كما في البخاري ـ : ما من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أحد أكثر حديثاً منّي إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو ، فقد كان يكتب ولاأكتب.

وقال بعض المتتبّعين : كلّ ما رواه ابن عمرو ( ٧٠٠ ) حديث عند ابن الجوزي ، و ( ٧٢٢ ) في مسند أحمد ، وفي البخاري ٧ ، وفي مسلم ٢١ حديثاً. وأحاديث أبي هريرة ( ٥٣٧٤ ) !

٤٩٩

 ( ١٠٩٦ ) وقد افزعت كثرة روايته عمر بن الخطاب فضربه بالدرة وقال له : أكثرت يا أبا هريرة واحرى بك أن تكون كاذباً على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعن ابن عساكر ـ من حديث السائب ـ : لتتركنَّ الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو لاَلحقنَّك بارض دوس.

وعن السيد رشيد رضا ـ في مجلة المنار ـ : لو طال عمرُ عمر حتّى مات أبو هريرة لما وصلت الينا تلك الاَحاديث الكثيرة!

اساس الكذب

( ١٠٩٧ ) وعن ـ الطبراني ـ في المعجم الكبير ـ عنه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حدّث حديثاً هو لله عزّ وجلّ رضاً فأنا قلته ، وإن لم أكن قلته!

أقول : وهذا ما أسّسه واخترعه لاَكاذيبه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعن شعبة ـ كما عن البداية والنهاية لابن كثير(١) ـ : أبو هريرة كان يدّلس. وقد نقل عنه ( أي شعبة ) انّه قال : لاِِن أزني أحبّ اليَّ من أن أُدلّس.

وأكثر أحاديث الخاتمة نقلتها من كتب بعض الباحثين لا من مصادرها الاَولية.

ثم انّك عرفت من هذا الكتاب :

أوّلاً إنّ الصحابة لم يكونوا بأجمعهم عدولاً ، بل هم بين عادل وفاسق وأمين وخائن وكاذب ، بل بعضهم منافق ، وبعضهم مرتد ، كما علمته مفصلاً.

ثانياً : إنّ كلّ حديث نقله مؤلّفو الصحاح غير مقطوع بصدوره عن

__________________

(١) البداية والنهاية ٨ : ١٠٩.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561