إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

إعلام الورى بأعلام الهدى3%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 555 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135064 / تحميل: 11167
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٠١٠-٢
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

(الفصل الثاني)

في ذكر أعمامه وعمّاته صلوات الله عليه وآله

كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسعة أعمام هم بنو عبد المطّلب : الحارث ، والزبير ، وأبو طالب ، وحمزة ، والغيداق ، وضرار ، والمقوّم ، وأبو لهب واسمه عبدالعزّى ، والعبّاس. ولم يعقب منهم إلاّ أربعة : الحارث ، وأبو طالب ، والعبّاس ، وأبو لهب(١) .

فأمّا الحارث فهو أكبر ولد عبد المطّلب وبه كان يكنّى ، وشهد معه حفر زمزم(٢) ، وولده : أبو سفيان ، والمغيرة ، ونوفل ، وربيعة ، وعبد شمس(٣) .

أما أبو سفيان فأسلم عام الفتح ولم يعقب(٤) .

وأمّا نوفل فكان أسنّ من حمزة والعبّاس ، وأسلم أيّام الخندق وله عقب(٥) .

وأمّا عبد شمس فسمّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبدالله

__________________

(١) الخصال : ٤٥٢ | ٥٩ ، مناقب ابن شهر آشوب ١ : ١٥٨ ، العدد القوية : ١٣٦ ، جمهرة النسب للكلبي : ١٠١ و ١٠٦ ، سيرة ابن هشام ١ : ١١٣ ، جمهرة أنساب العرب : ١٤ السيرة النبوية لابن كثير ١ : ١٠٢ و ١٨٤.

(٢) جمهرة النسب للكلبي : ١٠٤ ، سيرة ابن كثير ١ : ١٦٨ و ١٧٠ ، البداية والنهاية ٢ : ٢٤٦.

(٣) جمهرة النسب للكلبي : ١٤٣ ، جمهرة انساب العرب : ٧٠ ، فيهما أبو سفيان وهو المغيرة بدل أبو سفيان والمغيرة.

(٤) الطبقات الكبرى ٤ : ٤٩ ، وفيه : وقد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث فلم يبق منهم أحد بدل ولم يعقب.

(٥) الطبقات الكبرى ٤ : ٤٤ و ٤٦.

٢٨١

وعقبه بالشام(١) .

وأمّا أبو طالب عمّ النبيّ فكان مع أبيه عبدالله ابني اُمّ واُمّهما فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم(٢) واسمه عبد مناف(٣) له أربعة أولادذكور : طالب ، وعقيل ، وجعفر ، وعليّ ، ومن الاناث : اُمّ هانىء واسمها فاختة ، وجمانة ، اُمّهم جميعاً فاطمة بنت أسد.

وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين ، وأعقبوا إلاّ طالباً(٤) وتوفّي قبل أن يهاجر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاث سنين ، ولم يزل رسول الله ممنوعاً من الأذى بمكّة موقى حتّى توفّي أبو طالبعليه‌السلام ، فنبت به مكة ، ولم تستقرّ له بها دعوة(٥) حتى جاءه جبرئيلعليه‌السلام فقال : «إنّ الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك : اُخرج من مكّة فقد مات ناصرك»(٦) .

ولمّا قُبض أبو طالب أتى عليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعلمه بموته ، فقال له : «امض يا عليّ فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه ، فإذا رفعته على سريره فأعلمني» ففعل ذلك ، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبيّ وقال : « وصلتك رحم ، وجزيت خيراً يا عمّ ، فلقد ربيت وكفّلت صغيراً ، ووازرت ونصرت كبيراً » ثمّ أقبل على الناس وقال : « أما والله لأشفعنّ لعمّي

__________________

(١) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٠|٢.

(٢) سيرة ابن هشام ١ : ١٨٩ و ١١٤ ، تاريخ الطبري ٢ : ٢٣٩ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٢٤١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٠ | ٢.

(٣) سيرة ابن هشام ١ : ١١٣ ، تاريخ الطبري ٢ : ٢٣٩ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ١٠٢ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٠ | ٢.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٠٤ ، الطبقات الكبرى ١ : ١٢١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

(٥) عيون الأثر : ١٣٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

(٦) الكافي ١ : ٣٧٣ | ٣١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

٢٨٢

شفاعة يعجب لها أهل الثقلين»(١) .

وأمّا العباس فكان يكنّى أبا الفضل ، وكانت له السقاية وزمزم ، وأسلم يوم بدر ، واستقبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عام الفتح بالأبواء ، وكان معه حين فتح مكة ، وبه ختمت الهجرة. ومات بالمدينة في أيّام عثمان وقد كفّ بصره ، وكان له من الولد تسعة ذكور وثلاث إناث : عبدالله ، وعبيدالله ، والفضل ، وقثم ، ومعبد ، وعبدالرحمن ، واُمّ حبيب ، اُمّهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهلاليّة اُخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمّام ، وكثير ، والحارث ، وآمنة ، وصفيّة ، لاُمّهات أولاد شتّى(٢) .

وأمّا أبو لهب فولده : عتبة ، وعتيبة ، ومعتّب ، واُمّهم اُمّ جميل بنت حرب اُخت أبي سفيان حمّالة الحطب(٣) .

وكانت عمّاته صلوات الله عليه وآله ستّاً من اُمّهات شتّى وهنّ : اُميمة ، واُمّ حكيمة ، وبرّة ، وعاتكة ، وصفيّة ، وأروى(٤) .

وكانت اُميمة عند جحش بن رئاب الأسدي ، وكانت اُمّ حكيمة ـ وهي البيضاء ـ عند كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وكانت برّة عند عبد الأسد بن هلال المخزومي فولدت له أبا سلمة الذي كان زوج اُمّ سلمة ،

__________________

(١) إيمان أبي طالب لابن معد : ٢٩٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٦ ، تذكرة الخواص : ١٩ ، قطعة منه في : دلائل النبوة للبيهقي ٢ : ٣٤٩ ، البداية والنهاية ٣ : ١٢٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

(٢) المعارف لابن قتيبة : ٧٢ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

(٣) المعارف لابن قتيبة : ٧٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ١ : ١٥٨ ، العدد القوية : ١٣٧ ، سيرة ابن هشام ١ : ١١٣ ، المعارف لابن قتيبة : ٧٠ ، دلائل النبوة للبيهقي ١ : ١٨٦ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ١٨٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦١.

٢٨٣

وكانت عاتكة عند أبي اُمّية بن المغيرة المخزوميّ ، وكانت صفيّة عند الحارث بن حرب بن اُمّية ، ثمّ خلف عليها العوّام بن خوليد فولدت له الزبير ، وكانت أروى عند عمير بن عبد العزّى بن قصيّ. لم يسلم منهنّ غير صفيّة(١) . وقيل : أسلم منهنّ ثلاث : صفيّة ، وأروى ، وعاتكة(٢) .

__________________

(١) المعارف لابن قتيبة : ٧٧ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٢.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ١ : ١٥٩ ، العدد القوية : ١٣٧ | ذيل حديث ٤٨ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٥٠ و ٥٢ و ٥٤ ، ولم يرد فيه عاتكة ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٢.

٢٨٤

(الفصل الثالث)

في ذكر قراباته من جهة اُمّه

من الرضاعة صلوات الله عليه وآله

لم يكن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قرابة من جهة اُمّه إلاّ من الرضاعة ، فإنّ اُمّه آمنة بنت وهب لم يكن لها أخ ولا اُخت فيكون خالاً له أو خالة ، إلاّ أنّ بني زهرة يقولون : نحن أخواله ، لأنّ آمنة منهم(١) ، ولم يكن لأبويه عبدالله وآمنة ولد غيره فيكون له أخ أو اُخت من النسب(٢) ، وكان له خالة من الرضاعة يقال لها : سلمى ، وهي اُخت حليمة بنت أبي ذؤيب. وله أخوان من الرضاعة : عبدالله بن الحارث ، واُنيسة بنت الحارث ، اُبوهما الحارث بن عبد العزّى بن سعد بن بكر بن هوازن ، فهما أخواه من الرضاعة(٣) .

__________________

(١) المعارف لابن قتيبة : ٧٧ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٢.

(٢) المعارف لابن قتيبة : ٧١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٢.

(٣) انظر : سيرة ابن هشام ١ : ١٧٠ ، الطبقات الكبرى ١ : ١١٠ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ : ٢٢٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٢.

٢٨٥

(الفصل الرابع)

في ذكر مواليه ومولياته وجواريه

أمّا مواليه : فزيد بن حارثة ، وكان لخديجة اشتراه لها حكيم بن حزام بسوق عكاظ بأربعمائة درهم فوهبته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن تزوّجها ، فأعتقه فزوّجه اُمّ أيمن ، فولدت له اُسامة ، وتبنّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يدعى زيدا ابن رسول الله ، حتّى أنزل الله تعالى( ادعُوهُم لآبائهِم ) (١) .

وأبورافع : واسمه أسلم ، وكان للعبّاس فوهبة له ، فلمّا أسلم العبّاس بشر أبو رافع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بإسلامه فأعتقه ، وزوجه سلمى مولاته ، فولدت له عبيدالله بن أبي رافع ، فلم يزل كاتباً لعليّعليه‌السلام أيام خلافته.

وسفينة : واسمه رباح ، اشتراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعتقه.

وثوبان : يكنّى أبا عبدالله من حمير ، أصابه سبي فاشتراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعتقه.

وبشار : وكان عبداً نوبيّاً ، أعتقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وشقران : واسمه صالح.

وأبوكبشة : واسمه سليمان.

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٥.

٢٨٦

وأبو ضميرة : أعتقهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكتب له كتاباً فهو في يد ولده.

ومدعم أصابه سهم في وادي القرى فمات.

وأبو مويهبة ، وأنيسة ، وفضالة ، وطهمان ، وأبو أيمن ، وأبو هند ، وأنجشة وهو الذي قال فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «رويدك يا أنجشة ، رفقاً بالقوارير»(١) وصالح ، وأبو سلمى ، وأبو عسيب ، وعبيد ، وأفلح ، وريفع ، وأبو لقيط ، وأبو رافع الأصغر ، ويسار الأكبر ، وكركرة أهداه هوذة بن عليّ الحنفيّ إلى النبيّ فأعتقه ، ورباح ، وأبو لبابة ، وأبو اليسر وله عقب(٢) .

وأمّا مولياته : فإنّ المقوقس ـ صاحب الاِسكندريّة ـ أهدى إليه جاريتين : إحداهما مارية القبطيّة ، ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس سنين ، سنة ستّة عشر ، ووهب الاُخرى لحسّان بن ثابت(٣) .

واُمّ أيمن حاضنة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت سوداء ورثها

__________________

(١) ذكر ابن الأثير في نهايته (٤ : ٣٩) : وفي حديث انجشة ، في رواية البراء بن مالك «رويدك ، وفقاً بالقوارير» أراد النساء ، شبههن بالقوارير من الزجاج ، لأنه يسرع إليها الكسر ، وكان أنجشة يحدو ونشد القريض والرجز ، فلم يأمن أن يصيبهن ، أو يقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك. وفي المثل : الغناء رقية الزنا.

وقيل : أراد أن الابل إذا سمعت الحداء اسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب واتعبته ، فنهاه عن ذلك ، لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة.

وواحدة القوارير : قارورة ، سمّيت بها لاستقرار الشراب فيها.

(٢) انظر : التعريف لابن قتيبة : ٨٥ ، وتأريخ اليعقوبي ٢ : ٨٧ ، وتأريخ الطبري ٣ : ١٦٩ ، والبداية والنهاية ٥ : ٣١١ ، والسيرة النبوية لابن كثير ٤ : ١١٦ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار٢٢ : ٢٦٢.

(٣) تأريخ الطبري ٣ : ١٧٢ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٣٨ ، الاستيعاب ١ : ٤٦ و ٤ : ٣٢٩ و ٤١٠ ، البداية والنهاية ٥ : ٣٠٣ و ٣٢٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ : ٦٠٠ و ٦٤٨ ، ونقله المجلسيفي بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٣.

٢٨٧

عن اُمّه ، وكان اسمها بركة ، فأعتقها وزوّجها عبيد الخزرجيّ بمكّة فولدت له أيمن ، فمات زوجها ، فزوّجها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من زيد فولدت له اُسامة ، أسود يشبهها ، فاُسامة وأيمن أخوان لاَمّ(١) .

وريحانة بنت شمعون ، غنمها من بني قريظة(٢) .

وأما خدمه من الأحرار : فأنس بن مالك ، وهند وأسماء (ابنتا خارجة الأسلميّتان)(٣) (٤).

__________________

(١) مستدرك الحاكم ٤ : ٦٣ ، سيرة ابن كثير ٤ : ٦٤١ ، البداية والنهاية ٥ : ٣٢٥ ، إلاّ ان في الأخيرين الحبشي بدل الخزرجي ، الاصابة ٤ : ٤٣٢ | ١١٤٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٣.

(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٦٧ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٤١ ، الاستيعاب ٤ : ٣٠٩ ، سيرة ابن كثير ٤ : ٦٠٤ ، البداية والنهاية ٥ : ٣٠٥ و ٣٢٨ ، الاصابة ٤ : ٣٠٩ | ٤٤٦ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٣.

(٣) كذا في نسخنا ، وفي نسخة المجلسيرحمه‌الله ، إلا أن الصواب ابنا حارثة الاسلميان كما تذكرهما جميع المصادر الرجالية والتاريخية ، فراجع.

(٤) مستدرك الحاكم ٣ : ٥٢٩ و ٥٧٣ ، الاستيعاب ١ : ٧١ و ٩٧ ، سيرة ابن كثير ٤ | ٦٥٣ و ٦٥٥ ، البداية والنهاية ٥ : ٣٣١ ، الاصابة ١ : ٣٩|١٣٧ و ٧١ | ٢٧٧ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٦٣.

٢٨٨

(الباب السادس)

في ذكر السيّدة الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وسلّم ، وتاريخ مولدها ، ومبلغ عمرها ، ووقت وفاتها ، ونبذ من

مناقبها وخصالها

وهو ثلاثة فصول :

٢٨٩

(الفصل الأول)

في ذكر مولدها وأسمائها وألقابها عليها السلام

الأظهر في روايات أصحابنا أنّها ولدت سنة خمس من المبعث بمكّة في العشرين من جمادى الأخرة ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبض ولها ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر(١) .

وروي عن جابر بن يزيد قال : سئل الباقرعليه‌السلام : كم عاشت فاطمةعليها‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : «أربعة أشهر ، وتوفّيت ولها ثلاث وعشرون سنة»(٢) .

وهذا قريب ممّا روته العامّة أنّها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، فتكون بعد المبعث بسنة.

وذكر الاُستاذ أبو سعيد الواعظ في كتاب «شرف النبيّ» : أنّ جميع أولاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولدوا قبل الإسلام ، إلاّ فاطمة وإبراهيم فإنّهما ولدا في الإسلام(٤) .

وروي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «لفاطمةعليها‌السلام تسعة أسماء عند الله عزّ وجل : فاطمة ، والصدّيقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ،

__________________

(١) الكافي ١ : ٣٨١ ، تاريخ الأئمة (ضمن مجموعة نفيسة) : ٦ ، روضة الواعظين : ١٤٣ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ١٢ ، كشف الغمة ١ : ٤٤٩.

(٢) نحوه في مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٧.

(٣) مستدرك الحاكم ٣ : ١٦١ و ١٦٣ ، الاستيعاب ٤ : ٣٧٤ ، مقتل الخوارزمي : ٨٣ ، الاصابة ٤ : ٣٧٧.

(٤)شرف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ...

٢٩٠

والراضية ، والمرضيّة ، والمحدّثة ، والزهراء»(١) .

وفي مسند الرضاعليه‌السلام : أنّ النبيّ قال : «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله سبحانه فطمها وفطم من أحبّها من النار»(٢) .

وسمّاها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، البتول أيضاً(٣) ، وقال لعائشة : «يا حميراء ، إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميّين ، ولا تعتلّ كما تعتلّون»(٤)

ومعناه ما جاء في الحديث الآخر : أنّ فاطمةعليها‌السلام لم تر دماً في حيض ولا نفاس. وقد روت العامّة أيضاً ، عن أنس بن مالك ، عن اُمّ سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري أنّها قالت : لم تر فاطمةعليها‌السلام دماً قطّ في حيض ولا نفاس(٥) .

وكانت يصب عليها من ماء الجنة ، وذلك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا اُسري به دخل الجنّة وأكل من فاكهة الجنّة وشرب من ماء الجنّة فنزل من ليلته فوقع على خديجة فحملت بفاطمة فكان حمل فاطمة من ماء

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٤٧٤ | ١٨ ، الخصال ٢ : ٤١٤ | ٣ ، دلائل الامامة : ١٠ ، تاج المواليد : (ضمن مجموعة نفيسة) : ٢٠.

(٢) صحيفة الاِمام الرضاعليه‌السلام : ٨٩ | ٢٢ ، عيون أخبار الرضا ٢ : ٤٦ | ١٧٤ ، معاني الأخبار : ٦٤ | ١٤ ، علل الشرائع : ١٧٨ | ١ ، أمالي الطوسي ١ : ٣٠٠ ، بشارة المصطفى : ١٨٤ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٠٣ ، مناقب ابن المغازلي : ٦٥ | ٩٢ ، مقتل الخوارزمي : ٥١ ، ذخائر العقبى : ٢٦ ، فرائد السمطين ٢ : ٥٧ | ٣٨٤ ، الفردوس بمأثور الخطاب ١ : ٣٤٦ | ١٣٨٥.

(٣) معاني الأخبار : ٦٤ | ١٧ ، علل الشرائع : ١٨١ | ١ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٣٠.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٣٠ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٠ | ١٠٠٠ ، مقتل الخوارزمي : ٦٤.

(٥) مناقب ابن المغازلي : ٣٦٩ | ٤١٦ ، ذخائر العقبى : ٤٤ ، وفيهما نحوه.

٢٩١

الجنة.

ورواه أيضاً ابن عباس عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٣٥٧ | ٤٠٦ ، مناقب الخوارزمي : ٦٤ ، ذخائر العقبى : ٣٦.

٢٩٢

(الفصل الثاني)

في ذكر ما يوجب الدلالة على عصمتها

وبعض الآيات المثبتة عن مكانها من الله ، ومنزلتها

ونبذ من الأخبار الدالة على فضلها وعلو رتبتها

من أوكد الدلائل على عصمتهاعليها‌السلام قوله سبحانه :( إنَّما يُريدُ الله لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيت وَيُطَهِّرَكُم تَطهيراً ) (١) ووجه الدلالة : أنّ الاُمة اتّفقت [ على ] أنّ المراد بأهل البيت في الآية هم أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووردت الرواية من طريق الخاصّ والعامّ أنّها مختصّة بعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جلّلهم بعباء خيبريّة ثمّ قال : «اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» فقالت اُمّ سلمة : يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال عليه وآله السلام لها : «إنّك على خير»(٢) .

ولا تخلو الاِرادة في الآية إمّا أن تكون إرادة محضة لم يتبعها الفعل ، أو إرادة وقع الفعل عندها ، والأوّل باطلٌ ، لأنّ ذلك لا تخصيص فيه لأهل البيت ، بل هو عام في جميع المكلّفين ، ولا مدح في الاِرادة المجردة ،

__________________

(١) الأحزاب ٣٣ : ٣٣.

(٢) تفسير فرات الكوفي : ١٢٣ ، تفسير العياشي ١ : ٢٥٠ ، تفسير القمي ٢ : ١٩٣ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٦٩ ، فضائل ابن شاذان : ٩٥ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٥١ | ٣٢٠٥ و ٦٦٣ | ٣٧٨٧ ، مسند أحمد ٦ : ٢٩٢ و ٣٠٤ ، فضائل أحمد : ٧٩ | ١١٨ و ١٠٠ | ١٥١ ، تفسير الطبري ٢٢ : ٦ و ٧ ، مستدرك الحاكم ٢ : ٤١٦ ، تاريخ بغداد ٩ : ١٢٦ | ٤٧٤٣ و ١٠٠ : ٢٧٨ | ٥٣٩٦ ، مناقب ابن المغازلي : ٣٠٣ | ٣٤٧ ، اُسد الغابة ٢ : ١٢ ، و ٤ : ٢٩ ، كفاية الطالب : ٣٧١ ، ذخائر العقبى : ٢١.

٢٩٣

وأجمعت الاُمّة على أنّ الآية فيها تفضيل لأهل البيت وإبانة لهم عمّن سواهم ، فثبت الوجه الثاني ، وفي ثبوته ما يقتضي عصمة من عني بالآية ، وأنّ شيئاً من القبائح لا يجوز أن يقع منهم ، على أنّ غير من سمّيناه لاشكّ أنّه غير مقطوع على عصمته ، والآية موجبة للعصمة ، فثبت أنّها فيمن ذكرناهم لبطلان تعلّقها بغيرهم.

وممّا يدلّ أيضاً على عصمتهاعليها‌السلام : قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها : «إنّها بضعة منّي يؤذيني ما آذاها»(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من آذى فاطمة فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجل»(٢) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(٣) .

ولو كانت ممّن يقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذياً له على كلّ حال ، بل يكون متى فعل المستحق من ذمّها ، أو إقامة الحدّ ـ إن كان الفعل يقتضيه ـ سارّاً لهعليه‌السلام .

__________________

(١) صحيح مسلم ٤ : ١٩٠٣ | ٩ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٩٨ | ٣٨٦٩ ، مسند أحمد ٤ : ٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٩ ، تذكرة الخواص : ٢٧٩ ، ونحوه في : صحيح البخاري ٥ : ٢٦ ، مصابيح السنة للبغوي ٤ : ١٨٥ | ٤٧٩٩.

(٢) تفسير القمي ٢ : ١٩٦ ، علل الشرائع : ١٨٦ ، دلائل الامامة للطبري : ٤٥ ، كشف الغمة ١ : ٤٦٦.

(٣) صحيفة الاِمام الرضاعليه‌السلام : ٩٠ | ٢٣ ، أمالي الصدوق : ٣١٣ | ١ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٤٦ | ١٧٦ ، معاني الأخبار : ٣٠٣ | ذيل الحديث ٢ ، أمالي المفيد : ٩٤ | ٤ ، أمالي الطوسي ٢ : ٤١ ، دلائل الاِمامة : ٥٢ ، بشارة المصطفى : ٢٠٨ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٢٥ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠١ | ١٠٠١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٤ ، مقتل الخوارزمي : ٥٢ ، اُسد الغابة ٥ : ٥٢٢ ، كفاية الطالب : ٣٦٤ ، ذخائر العقبى : ٣٩ ، ميزان الاعتدال ١ : ٥٣٥ | ٢٠٠٢ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٤٦٩.

٢٩٤

ومّما روي من الآيات الدالّة على محلّها من الله عزّ وجلّ ما رواه الخاصّ والعامّ عن ميمونة أنّها قالت : وجدت فاطمةعليها‌السلام نائمة والرحى تدور فأخبرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك فقال : «إنّ الله علم ضعف أمته فاوحى إلى الرحى أن تدور فدارت»(١) .

ومن الأخبار المنبئة عن فضلها وتميّزها عمّن سواها ما روته العامّة عن عائشة قالت : ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله من عليّ ، ولا امرأة أحبّ إلى رسول الله من امرأته(٢) .

ورووا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال : «سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : أنا أحب إليك أم فاطمة؟ فقال : فاطمة أحب إليّ منك ، وأنت أعز عليّ منها»(٣) .

ورووا عن أنس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسبك من نساء العالمين ـ وفي رواية اُخرى : خير نساء العالمين ـ : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خوليد ، وفاطمة بنت محمّد»(٤)

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٣٧ ، مقتل الخوارزمي : ٦٨ ، ونحوه في : الخرائج والجرائح ٢ : ٥٣١|٧ ، وذخائر العقبى : ٩٨.

(٢) سنن الترمذي ٥ : ٧٠١ | ٣٨٧٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٤ و ١٥٧ ، تاريخ بغداد ١١ : ٤٣٠ ، اُسد الغابة ٥ : ٥٢٢ ، ذخائر العقبى : ٣٥.

(٣) فضائل أحمد : ١٣٤ | ١٩٨ ، خصائص النسائي : ١٥٥ | ١٤٦ ، تذكرة الخواص : ٢٧٦ ، اُسد الغابة ٥ : ٥٢٢ ، ذخائر العقبى : ٣٥.

(٤) صحيح الترمذي ٥ : ٣٠٧ | ٣٨٧٨ ، المصنف للصنعاني ١١ : ٤٣٠ | ٢٠٩١٩ ، مسند أحمد ٣ | ١٣٥ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٢ | ١٠٠٣ و ١٠٠٤ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٧ و ١٥٨ ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، تاريخ بغداد ٧ : ٨٤ | ٣٦٣٦ و ٩ : ٤٠٤ | ٥٠٠٨ ، مصابيح السنة للبغوي ٤ : ٢٠٢ | ٤٨٥٠ ، اُسد الغابة ٥ : ٤٣٧ ، ذخائر العقبى : ٤٣.

٢٩٥

وعن ابن عبّاس قال : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم(١) .

وروي عن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، وشيعتنا ورقها ، الشجرة أصلها في جنّة عدن ، والفرع والثمر والورق في الجنّة»(٢) .

ورووا عن عائشة : أنّ فاطمةعليها‌السلام كانت إذا دخلت على رسول الله قام لها من مجلسه وقبّل رأسها وأجلسها مجلسه(٣) .

ورووا عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم في تفسير القرآن ، عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنّه قال : «بلغنا عن آبائنا أنّهم قالوا : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكثر تقبيل فم فاطمة سيّدة نساء العالمينعليها‌السلام إلى أن قالت عائشة : يا رسول الله أراك كثيراً ما تقبّل فم فاطمة ، وتدخل لسانك في فيها؟! قال : نعم يا عائشة ، أنّه لمّا اُسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنّة فأدناني من شجرة طوبى وناولني من ثمارها تفّاحة فأكلتها فصارت نطفة في ظهري ، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فكلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها وأدخلت لساني في فيها

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٢٩٣ و ٣١٦ و ٣٢٢ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٨٥ ، اُسد الغابة ٥ : ٤٣٧ ، جمع الجوامع ١ : ١٣١.

(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٠ ، مقتل الخوارزمي : ٦١ ، ودون ذيله في امالي الطوسي ١ : ١٨.

(٣) الذرية الطاهرة للدولابي ١٤٠ | ١٧٥ ، أمالي الطوسي ٢ : ١٤٠ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٣٣ ، سنن أبي داود ٤ : ٣٥٥|٥٢١٧ ، صحيح الترمذي ٥ : ٧٠٠ | ٣٨٧٢ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٤ و ١٦٠ و ٤ : ١٧٢ ، سنن البيهقي ٧ : ١٠١ ، ذخائر العقبى : ٤٠ و ٤١.

٢٩٦

فأجد منها ريح الجنّة ، وأجد منها رائحة شجرة طوبى ، فهي إنسيّة سماويّة»(١) .

وما رواه أصحابنا رضي الله عنهم من لأخبار الدالّة على خصوصيّتها من بين أولاد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بشرف المنزلة ، وبينبونتها عن جميع نساء العالمين بعلّو الدرجة فأكثر من أن يحصر ، فلنقنتصر على ما ذكرناه.

وكان ممّا تممّ الله تعالى به شرف أمير المؤمنينعليه‌السلام في الدنيا وكرامته في الآخرة أن خصّه بتزويجها إيّاه ، كريمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحبّ الخلق إليه ، وقرّة عينه ، وسيدة نساء العالمين.

فممّا روي في ذلك ما صحّ عن أنس بن مالك قال : بينما النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس إذ جاء عليّعليه‌السلام فقال : «يا عليّ ما جاء بك؟».

قال : «جئت اُسلّم عليك».

قال : «هذا جبرئيل يخبرني أنّ الله تعالى زوّجك فاطمة ، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ألف ملك ، وأوحى الله تعالى إلى شجرة طوبى أن : اُنثري عليهم الدرّ والياقوت ، فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت ، وهنّ يتهادينه بينهنّ إلى يوم القيامة»(٢) .

وعن ابن عبّاس قال : لمّا كانت الليلة التي زفّت بها فاطمة إلى عليّعليهما‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمامها ، وجبرئيل عن

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ١ : ٣٦٥ باختصار ، فرائد السمطين ٢ : ٥١ | ٣٨١ باختلاف يسير.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٤٦ ، ونحوه في مناقب ابن المغازلي : ٣٤٣ | ٣٩٥.

٢٩٧

يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبّحون الله ويقدّسونه(١) .

وافتخر أمير المؤمينعليه‌السلام بتزويجها في مقام بعد مقام :

روى أبو إسحاق الثقفي بإسناده ، عن حكيم بن جبير ، عن الهجريّ ، عن عمّه قال : سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول : «لأقولنّ قولاً لم يقله أحدٌ بعدي إلاّ كذّاب ، أنا عبدالله ، وأخو رسوله ، وريث نبيّ الرحمة ، وتزوّجت سيّدة نساء الاُمّة ، وأنا خير الوصيّين»(٢)

والأخبار في هذا النحو كثيرة ، وروى الثقفي بإسناده عن بريدة قال : لمّا كان ليلة البناء بفاطمةعليها‌السلام قال لعليّ : «لا تحدث شيئاً حتّى تلقاني» فاتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء ـ أوقال : دعا بماء ـ فتوضّأ ثمّ أفرغه على عليّعليه‌السلام ثمّ قال : «اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في شبليهما»(٣) .

وروى بإسناده عن شرحبيل بن أبي سعيد قال : لمّا كان صبيحة عرس فاطمة جاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعسّ فيه لبن فقال لفاطمة :

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٤ ، كشف الغمة ١ : ٣٥٣ ، تاريخ بغداد ٥ : ٦ | ٢٣٥٤ ، مناقب الخوارزمي : ٣٤١ | ٣٦٢ ، ذخائر العقبى : ٣٢ ، فرائد السمطين ١ : ٩٦ | ٦٥.

(٢) أمالي الطوسي ١ : ٨٣ دون ذكر «وأنا خير الوصيين» ، كشف الغمة ١ : ٤٧٣ باختلاف يسير ، وقطعة منه في المصحف لابن أبي شيبة ١ : ٦٢ | ١٢١٢٨ ، وخصائص النسائي ٨٥ | ٦٧ وتاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الاِمام عليعليه‌السلام ـ ١ : ١٣٤ | ١٦٤ ، وفرائد السمطين ١ : ٢٢٧ | ١٧٧.

(٣) الذرية الطاهرة للدولابي : ٩٦ ذيل حديث ٨٧ ، كشف الغمة ١ : ٣٦٥ ، المعجم الكبير للطبراني ٢ | ٢٠ ذيل حديث ١١٥٣ ، إلا أنه فيه «أبنائهما» بدل «شبليهما» ، واُسد الغابة ٦ : ٢٢٢ وفيه «نسلهما» بدل «شبليهما» ، ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ | ٢٠٩ عن البزار بدون إختلاف ، وذكر ذيله ابن شهر آشوب في المناقب ٣ : ٣٥٥.

٢٩٨

« اشربي فداك أبوك » وقال لعليّعليه‌السلام : «اشرب فداك ابن عمّك»(١) .

__________________

(١) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٦ ، كشف الغمة ١ : ٤٧٣.

٢٩٩

الفصل الثالث

 في ذكر وقت وفاتها ، وموضع قبرها سلام الله عليها

روي : أنّها توفّيت صلوات الله عليها [ في ] الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وبقيت بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خمسة وتسعين يوماً(١) ، وروي : أربعة أشهر(٢) .

وتولّى أمير المؤمنينعليه‌السلام غسلها(٣) وروي : أنّه أعانه على غسلها أسماء بنت عميس ، وأنها قالت : أوصت فاطمة أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ صلوات الله وسلامه عليه ، فغسّلتها أنا وعليّ(٤) .

وصلّى عليها أمير المؤمنين ، والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وعمّار ، والمقداد ، وعقيل ، والزبير ، وأبو ذرّ ، وسلمان ، وبريدة ، ونفر من بني هاشم في جوف الليل.

ودفنها أمير المؤمنينعليه‌السلام سرّاً بوصيّة منها في ذلك(٥).

__________________

(١) الذرية الطاهرة للدولابي ١٥١ | ١٩٩ ، كشف الغمة ١ : ٥٠٣.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٧ ، الاصابة ٤ : ٣٧٩.

(٣) الكافي ١ : ٣٨٢ | ٤ ، علل الشرائع : ١٨٤ ، دلائل الاِمامة : ٤٦ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٨ ، الاستيعاب ٤ : ٣٧٩.

(٤) الذرية الطاهرة للدولابي ١٥٢ | ٢٠٢ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٦٤ ، كشف الغمة ١ : ٥٠٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٣ ، الاستيعاب ٤ : ٣٧٩ ، ذخائر العقبى : ٥٣ ، الاصابة ٤ : ٣٧٨.

(٥) انظر : الهداية الكبرى : ١٧٨ ، روضة الواعظين : ١٥٢ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٨ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٦٣ ، صحيح البخاري ٥ : ١٧٧ ، صحيح مسلم ٣ : ١٣٨٠ | ١٧٥٩ ، طبقات ابن سعد ٨ : ٢٢٩ ، مصنف عبد الرزاق ٥ : ٤٢٧ ، سنن البيهقي ٦ : ٣٠٠ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٨ ، مشكل الآثار ١ : ٤٨ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٢ ، الاستيعاب

=

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555