إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

إعلام الورى بأعلام الهدى3%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 555 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 134949 / تحميل: 11149
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٠١٠-٢
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

وأمّا موضع قبرها فاختلف فيه ، فقال بعض أصحابنا : إنّها دفنت في البقيع(١) .

وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُمّية في المسجد صارت في المسجد(٢) .

وقال بعضهم : إنّها دفنت فيما بين القبر والمنبر(٣) ، وإلى هذا أشار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة»(٤) .

والقول الأول بعيد ، والقولان الآخران أشبه وأقرب إلى الصواب ، فمن استعمل الاحتياط في زيارتها زارها في المواضع الثلاثة.

هذا آخر ما أردنا إثباته من الركن الأوّل ، وبالله التوفيق.

__________________

=

٤ : ٣٧٩ ، اُسد الغابة ٥ : ٥٢٤.

(١) تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : ٩٩ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٣٥٧ ، كشف الغمة ١ : ٥٠١.

(٢) الكافي ١ : ٣٨٣ | ٩ ، الفقيه ١ : ١٤٨ | ٦٨٤ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣١١ | ٧٦ ، معاني الأخبار ١ : ٢٦٨ | ١ ، ذخائر العقبى : ٥٤.

(٣) معاني الأخبار ٢٦٧ | ١ ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : ٩٩ ، روضة الواعظين : ١٥٢.

(٤) الكافي ٤ : ٥٥٣ | ١ و ٥٥٤ | ٣ و ٥ و ٥٥٥ | ٨ ، الفقيه ٢ : ٣٣٩ | ١٥٧٢ ، التهذيب للطوسي ٦ : ٧|١٢ ، الموطأ ١ : ٩٧ | ١٠ و ١١ ، صحيح البخاري ٢ : ٧٧ ، صحيح مسلم ٢ : ١٠١٠ | ٥٠٠ ، مسند أحمد ٢ : ٢٣٦ و ٣٧٦ و ٤٣٨ و ٤٦٦ و ٥٣٣ و ٣ : ٤ و ٤ : ٣٩ و ٤٠ ، صحيح الترمذي ٥ : ٧١٨ | ٣٩١٥ و ٧١٩ | ٣٩١٦ ، سنن النسائي ٢ : ٣٥ ، وفي جميعها إلاّ الفقيه ( بيتي بدل قبري ).

٣٠١

٣٠٢

(الركن الثاني)

من الكتاب

في ذكر الاِمام الأوّل ، والوصيّ الأفضل ، وأمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وتاريخ مولده ، ومدّة

عمره ، ودلائل إمامته ، وطرف من مناقبه

ويشمل على خمسة أبواب :

٣٠٣

٣٠٤

(الباب الأول)

في ذكر مولده عليه السلام ، وتاريخ عمره

ونبذ من خبر ولادته ووفاته

[وفيه] ثلاثة فصول :

٣٠٥

(الفصل الأول)

في ذكر ميلاده عليه السلام

ولدعليه‌السلام بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، ولم يولد قطّ في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته وإعلاءً لرتبته.

واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وكانت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة الاُمّ ، وربّي في حجرها ، وكانت من سابقات المؤمنات إلى الاِيمان ، وهاجرت معه إلى المدينة ، وكفّنها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عند موتها بقميصه ؛ ليدرأ به عنها هوامّ القبر ، وتوسّد في قبرها ؛ لتأمن بذلك من ضغطة القبر ، ولقّنها الاِقرار بولاية ابنها كما اشتهرت به الرواية.

فكان أمير المؤمنينعليه‌السلام هاشميّاً من هاشميّين ، وأوّل من ولده هاشم مرّتين(١) .

__________________

(١) انظر : الكافي١ : ٣٧٦ و ٣٧٧ | ٢ ، ارشاد المفيد ١ : ٥ ، التهذيب للطوسي ٦ : ١٩ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٨٨ و ٨٩ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٨٠ ، مناقب ابن المغازلي : ٦ | ٢ و ٣ ، مناقب الخوارزمي : ١٢ و ١٣ ، اُسد الغابة ٥ : ٥١٧ ، الرياض النضرة ٣ : ١٠٤ ، الفصول المهمة ٣٠ و ٣١.

٣٠٦

(الفصل الثاني)

في ذكر أسمائه وألقابه عليه السلام

وأسماؤه في كتب الله تعالى المنزّلة كثيرة ، أوردها أصحابنا رضي الله عنهم في كتبهم ، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقد كنّي أيضاً : بأبي الحسين ، وأبي السبطين ، وأبي الريحانتين.

وكنّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبي تراب لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب(١) .

ولقبه أمير المؤمنين ، خصّه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله به لمّا قال : «سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين»(٢) .

ولم يجوّز أصحابنا رضي الله عنهم أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمةعليهم‌السلام وقالوا : إنّه انفرد بهذا التلقيب فلا يجوز أن يشاركه في ذلك غيره.

وقد لقّبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الأوصياء ، وسيّد العرب(٣) في أمثال

__________________

(١) انظر : مسند أحمد ٤ : ٢٦٣ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٠ ، مناقب ابن المغازلي ٨ : ٥ ، الرياض النضرة ٣ : ١٠٥ و ١٦٠ ، ذخائر العقبى : ٥٦.

(٢) الكافي ١ : ٢٣١ | ١ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٦٨ | ٣١٢ ، ارشاد المفيد ١ : ٤٨ ، أمالي المفيد : ١٨ | ٧ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٩٥ و ٣٤٠ ، مناقب ابن شهر آشوب ٣ : ٥٣.

(٣) انظر : أمالي الصدوق : ١٩ | ذيل حديث ٦ و ٢٤٧ | ١٦ ، بشارة المصطفى : ١٨ و ١٦٥ ، مائة منقبة : ٥٧ | ٣١ و ٧١ | ٤١ ، اليقين لابن طاووس : ١٠ ، مناقب الخوارزمي : ٤٢ ، و ٢٣١.

٣٠٧

لهذه كثيرة.

وهو أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووزيره ، ووصيّه ، وخليفته في اُمّته ، وصهره على ابنته الزهراء البتول فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وهو المرتضى ، ويعسوب المؤمنين.

* * *

٣٠٨

الفصل الثالث

في ذكر وقت وفاته ، ومدة خلافته ، وتاريخ عمره عليه السلام

وقبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً شهيداً ، قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله - وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان وهو ينادي «الصلاة الصلاة» - في المسجد الأعظم بالكوفة ، فضربه بالسيف على أمّ رأسه ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، وكان سيفه مسموماً. فمكثعليه‌السلام يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين إلى نحو الثلث من الليل ثمّ قضى نحبهعليه‌السلام (١) ، وقد كان يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل أيّانه.

فقد اشتهر في الرواية : أنّهعليه‌السلام كان لما دخل شهر رمضان يتعشّى ليلة عند الحسنعليه‌السلام ، وليلة عند الحسينعليه‌السلام ، وليلة عند عبداللهّ بن العبّاس ، والأصحّ عبدالله بن جعفر ، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : «يأتيني أمر ربي وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان » ، فأصيبعليه‌السلام في آخر تلك الليلة(٢) .

__________________

(١) انظر : الكافي ١ : ٣٧٦ ، ارشاد المفيد ١ : ١٩ ، كشف الغمة ١ : ٤٣٦ ، اثبات الوصية للمسعودي : ١٣٢ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٤ ، ذخائر العقبى : ١١٥ ، الفصول المهمة ١٣٨ و ١٣٩.

(٢) ارشاد المفيد ١ : ١٤ ، روضة الواعضين : ١٣٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧١ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٣ ، الكامل في التاريخ : ٣ : ٣٨٨ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٥ ، الفصول المهمة : ١٣٩.

٣٠٩

وروى أصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : «أتاكم شهر رمضان ، وهو سيّد الشهور وأوّل السنة ، وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنّكم حاجّوا العام صفّاً واحداً ، واية ذلك أنّي لست فيكم » قال : فهو ينعى نفسهعليه‌السلام ونحن لا ندري(١) .

وروى عنه جماعة أنّه كان يقول على المنبر : « ما يمنع أشقاها أني خضبها من فوقها بدم » ويضع يده على شيبتهعليه‌السلام .

وروي : أنه كان يقول : «واللهّ ليخضبنَ هذه من هذه » ويضع يده على رأسه ولحيتهعليه‌السلام (٢) .

وروي عن أبي صالح الحنفيّ قال : سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول : «رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي فشكوت إليه ما لقيت منأمّته من الأود واللدد وبكيت فقال : «لا تبك يا عليّ ، والتفت فالتفتّ فإذا رجلان مصفدان ، وإذا جلاميد(٣) ، ترضخ بها روسهما».

قال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد فلقيت الناس يقولون : قُتل أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

وروى الحسن البصري قال : سهر أمير المؤمنينعليه‌السلام في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فقالت له ابنته أمّ كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك؟ فقال : «إنّي مقتول لو قد أصبحت ».

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٤ ، روضة الواعظين : ١٣٥ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١.

(٢) ارشاد المفيد١ : ١٣. أمالي الطوسي ١ : ٢٧٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٠١ | ٤١ ، تاريخ بغداد ١٢ : ٥٧ | ٦٤٤١ ، ونحوه في مسند ابي يعلى الموصلي ١ : ٣٧٨ | ذيل ح ٤٨٥.

(٣) الجلمود : الصخر. «الصحاح ـ جلمد ـ ٢ : ٤٥٩».

(٤) ارشاد المفيد ١ : ١٥مناقب ابن شهرآشوب٣ : ٢١١ مسند ابي يعلى الموصلي ١ : ٣٩٨ | ٥٢٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣٨ ، ونحوه في مقاتل الطالبيين : ٠ ٤.

٣١٠

وأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة ، فمشى غير بعيد ثمّ رجع فقالت له أمكلثوم : مر جعدة فليصلّ بالناس ، قال : «نعم مروا جعدة ليصلّي ، ثم قال : «لا مفرّ من الأجل » فخرج إلى المسجد ، فإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلقا برد السحر نام ، فحركه أميرالمؤمنينعليه‌السلام برجله وقالله : «الصلاة» ، فقام إليه فضربه(١) .

وروي في حديث آخر : أنهعليه‌السلام سهر في تلك الليلة ، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : «والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها» ثمّ يعاود مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت

فإن الموت آتيك

ولا تجزع من الموت

إذا حل بواديك

فلما خرج إلى صحن الدار استقبلنه الإوزّ فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن ، فقال : «دعوهن فانهنَ صوائح تتبعها نوائح » ثمّ خرج فاُصيبعليه‌السلام (٢) .

«وكان سنه يوم استشهد ثلاثاً وستّين سنة ، وكان مقامه مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثاً وثلاثين سنة ، عشر منها قبل البعثة ، واسلم وهو ابن عشر سنين(٣) ، فقد صحت الرواية عن حبة العرني عنهعليه‌السلام

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ١٦ ، روضة الواعظين : ١٣٥ ، مناقب ابن شهراشوب ٣ : ٣١٠ ودون ذيله في خصائص الرضي : ٦٣.

(٢) خصائص الرضي : ٦٣ ، ارشاد المفيد ١ : ١٦ ، روضة الواعظين : ٣٥ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٣١٠ كشف الغمة ١ : ٤٣٦.

(٣) انظر : الكافي١ : ٣٧٦ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٠ ، مناقب ابن شهر آشوب٣ : ٣٠٧ ، مناقب الخوارزمي : ٢٨٤.

٣١١

قال : «بُعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين فأسلمت يوم الثلاثاء»(١) ، وبعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة بعد الهجرة عشر سنين ، وعاش بعد ما قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثين سنة إلاّخمسة أشهر وأياماً ، وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره ، وحملاه إلى الغريّين من نجف الكوفة ودفناه هناك ليلاً ، وعمّيا موضع قبره بوصيّته اليهما في ذلك لما كان يعلم من دولة بني اُميّة من بعده وإنّهم لاينتهون عمّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال ، فلم يزل قبره مخفيّاً حتّى دلّ عليه الصادقعليه‌السلام في الدّولة العبّاسيّة وزاره عند وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة(٢) .

____________

(١) تفسير القمي ١ : ٣٧٨ مسند أبي يعلى ١ : ٣٤٨ | ٤٤٦ ، الاوائل لابي هلال العسكري : ٩١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١٢ عن انس بن مالك ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام عليعليه‌السلام ـ ١ : ٧٩ | ٥ ، صحيح الترمذي ٥ : ٠ ٤ ٢٨ | ٦ ٣٧ عن أنس بن مالك إلا أنه فيه وصلّى علي بدل فأسلمت.

(٢) انظر : ارشاد المفيد ١ : ٩ ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : ٩٠ و ٩٣ ، مناقب ابن شهراَشوب ٣ : ٣٠٧.

٣١٢

(الباب الثاني)

في ذكر النصوص الدالة على أنه عليه السلام هو الامام بعد النبي

صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل

الذي يجب تقديمه في هذا الباب أنّه قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات ، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد ، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم ، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته.

وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته ، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم ، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره ، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه ، والكلام في رئيسه كالكلام فيه ، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب.

فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلامالله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر ، ولا طريق إلى ذلك سواه ، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات ، أو إظهار معجز

٣١٣

دالّ على إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة - التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة :

فقالت الشيعة : الإمام بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، بالنصّ على إمامته.

وقالت العبّاسيّة : الإمام بعده العبّاس ، بالنصّ أو الميراث.

وقال الباقون من الاُمّة : الإمام بعده أبو بكر.

وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما ، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه ، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه ، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا ، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه.

وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ قديماً وحديثاً في كتبهم ، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة ، فقد استولى على الأمد ، وغار في ذلك وأنجد ، وصوّب وصعّد ، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء ، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها ، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه ، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال.

فنقول : إنّ الذي يدل على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالإمامة بعده بلا فصل ،

٣١٤

ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان : أحدهما : يرجع إلى الفعل ، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول ، والاخر يرجع إلى القول.

فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول : فهو أفعال نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله المبينة لأمير المؤمنينعليه‌السلام من جميع الاُمة ، الدالةعلى استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه ، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين ، ومؤاخاته إيّاه بنفسه ، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخرعمره إلآ كان هو الوالي عليه ، المقذم فيه ، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه ، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه ، ولا أنكر منه فعلاً ، ولا استبطأه ، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير ، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.

وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله الدالة على تميزه عمن سواه ، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة :

منها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّعليه‌السلام يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل : «إن هذه لهي المواساة» فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل : «عليّ مني وأنا منه » فقال جبرئيل : «وأنا منكما»(١) .

____________

(١) تفسير فرات الكوفي : ٢٢ و ٢٥ تفسير القمي ١ : ١١٦ ، الكافي ٨ : ١١٠ |٩٠ و ٣٢٨ | ضمن حديث ٥٠٢ ، علل الشرائع : ٧ | ٣ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٨٥ ، ارشاد المفيد ١ : ٨٥ ، الخصال : ٥٥٦ ، مناقب ابن شهراَشوب ٣ : ١٢٤ ، فضائل أحمد : ١٧١ | ٢٤١ و ١٧٢ | ٢٤٢ ، تاريخ الطبري ٢ : ٥١٤ ، المعجم الكبير للطبراني ١ : ٣١٨ | ٩٤١ ، ربيع الأبرار للزمخشري ١ : ٨٣٣ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام

=

٣١٥

فاجراه مجرى نفسه ، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في اية المباهلة بقوله :( وأنفسنا ) (١) .

ومنها : قوله عليه واله السلام لبريدة : «يا بريدة ، لا تبغض عليّاً ، فإنهمنّي وأنا منه(٢) ، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة»(٣) .

ومنها : قوله : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار»(٤) .

ومنها : ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر ، وقوله عليه وآله السلام : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّعليه‌السلام (٥) .

____________

=

١٦٧ / ٢١٤ و ٢١٥ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٥٤ ، كفاية الطالب : ٢٧٤ و ٢٧٥ ، ذخائر العقبى : ٨٦ ، ونقله المجلسي فى بحار الأنوار ٢٠ : ٩٥.

(١)آل عمران٣ : ٦١.

(٢) مسند أحمد٥ : ٣٥٦ ، خصائص النسائي : ١١٠ | ٩٠ ، مناقب ابن المغازلي : ٢٢٥ | ٢١٧ ، مجمع الزوائد٩ : ١٢٨ ، وفي جميعها ضمن رواية.

(٣) مستدرك الحاكم ٢ : ٢٤١ شواهد التنزيل ١ : ٢٨٨ | ٣٩٥ ، مناقب ابن المغازلي : ٤٠٠ | ٤٥٤ ، الفردوس بمأثور الخطاب ١ : ٤٤ | ٩ ، مناقب الخوارزمي : ٨٧ ، تاريخ ابنعساكر ـ ترجمة الاٍ مام عليعليه‌السلام ـ ١ : ١٤٢ | ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٠.

(٤) مناقب ابن شهراشوب٣ : ٦٢ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١.

(٥) أمالي الصدوق : ٣ | ٥٢١ ، ارشاد المفيد١ : ٣٨ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٥٩ ، فضائل أحمد : ٤٢ | ٦٨ ، صحيح الترمذي ٥ : ٦٣٦ | ٣٧٢١ ، خصائص النسائي ٢٩ | ١٠ ، المعجم الكبير للطبراني ١ : ٣٥٢ | ٧٣٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٣٠ ، تاريخ جرجان : ١٦٩ | ٢٢٨ ، حلية الأولياء ٦ : ٣٣٩ ، أخبار اصبهان ١ : ٢٣٢ ، تاريخ بغداد ٣ : ١٧١ و ٩ : ٣٦٩ و ١١ : ٣٧٦ ، مناقب الخوارزمي : ٥٩ ، مناقب ابن المغازلي : ١٥٦ | ١٨٩ ـ٢١٢ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ـ ٢ : ١٠٥ | ٦٠٩ | ٦٤٢ ، تذكرة الخواص : ٤٤ ، تذكرة الحفاظ ٢ : ١٠٤٢ ، اسد الغابة ٤ : ٣٠ ، جامع الأصول ٨ : ٦٥٣ | ٦٤٩٤ ، كفاية الطالب : ١٤٤ ، ذخائر العقبى : ٦١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٣٢ ، ميزان الأعتدال ١ :

=

٣١٦

ومنها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لابنته الزهراءعليها‌السلام لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّعليه‌السلام : «أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً ، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً ، وأوحى إليّ أن اُنكحه ، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأقدمهم سلماً».

فضحكت فاطمةعليها‌السلام واستبشرت ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين ، هو أخي في الدنيا والآخرة ، ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطا يولده ، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الأوّلين والآخرين ، وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهداً بي ، وهو وصّي ووارث الوصيّين »(١) .

ومنها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه : «أنت مدينة العلم وعليّ

____________

=

٤١١ / ١٥٠٥ و ٣ : ٥٨ | ٧٦٧١ و ٤ : ٥٨٣ | ١٠٧٠٣ ، لسان الميزان١ : ٤٢ | ٨٥ و ٧ : ١١٩ | ١٢٩٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٥.

وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة ، بالاضافة إلى أن الإمام عليعليه‌السلام احتج به في يوم الدار ، فقال :

انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أحد غيري؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم أشهد.

وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧ : ٤٥٢.

(١)ارشاد المفيد١ : ٣٦ الخصال : ٤١٢ | ١٦ ، مناقب ابن المغازلي : ١٠١ | ١٤٤ ، وأورد الخوارزمي في المناقب : ٦٣ صدر الحديث.

٣١٧

بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب »(١) .

وما رواه عبدالله بن مسعود : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله استدعى عليّاً فخلا به ، فلمّا خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك؟ فقال : «علّمني ألف باب من العلم ، فتح لي كلّ باب ألف باب »(٢) .

ومنها : أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان ، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه : «لايحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق »(٣) .

ومنها : أنّه عليه وآله السلام جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد ، وعداوته عَلَماً على خبث المولد ، بقوله «بوروا(٤) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة(٥) . رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه.

____________

(١) تاريخ جرجان : ٧ | ٦٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٦ ، تاريخ بغداد ١١ : ٤٩ مناقب ابن المنازلي : ٨٠ | ١٢٠ و ٨١ | ١٢١ و ١٢٢ ، مناقب الخوارزمي : ٤ ، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام عليعليه‌السلام ـ ٢ : ٤٦٦ | ٩٨٥ و ٤٦٩ | ٩٨٨ و ٤٧٠ | ٩٩١ و ٤٧٣ | ٩٩٢ ، تذكرة الخواص : ٥٢ ، اُسد الغابة ٤ : ٢٢ ، كفاية الطالب : ٢٢٠ـ ٢٢١ ، ذخائر العقبى : ٧٧

(٢)بصائر الدرجات : ٣٣٣ ، الاختصاص ٢٨٢ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٣٦ وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ـ ٢ : ٤٨٣ | ١٠٠٣.

(٣)ارشاد المفيد١ : ٤٠ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٦٤ ، مسند الحميري ١ : ٣١ | ٥٨ ، المصنف لابن أبي شبية ١٢ : ٥٧ | ١٢١١٣ ، صحيح مسلم ١ : ٨٦ | ١٣١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٢ | ١١٤ السنة لابن أبي عاصم ٥٨٤ | ١٣٢٥ ، مسند أحمد ١ : ٩٥ فضائل أحمد : ٤٥ | ٧١ و ١٢٢ | ١٨١ و ١٥٦ | ٢٢٤ و ١٦٠ | ٢٢٩ و ٢١٤ | ٢٩٢ ، صحيح الترمذي ٥ : ٦٤٣ | ٣٧٣٦ ، خصائص النسائي ١١٨ | ١٠٠ و ١٠١ ، سنن النسائي٨ : ١١٦ ، الايمان لابن مندة ٢ : ٧ ٠٦ | ٥٣٢ ، حلية الأولياء ٤ : ٥ ٨ ١ ، تاريخ بغداد ٢ : ٢٥٥ و ١٤ : ٤٢٦ ، تذكرة الخواص : ٣٥ اُسد الغابة ٤ : ٢٦ ، ذخائر العقبى : ٩١.

(٤) بوروا : أي امتحنوا. «انظر : الصحاح ـ بور ـ٢ : ٥٩٧»

(٥) ارشاد المفيد ١ : ٤٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر ٣٨ : ١٨٩.

٣١٨

وروى عنه أبو جعفر الباقرعليهما‌السلام قال : «سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّعليه‌السلام : ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا آبشّرك؟ فقال : بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم ، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم »(١) .

وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه(٢) .

ومنها : عن ابن عبَاس : أنَ النبي صلّى النبي عليه وآله وسلم قال : «إذاكان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مواليدهم »(٣) .

ومنها : أنه جعله وشيعته الفائزون ، رواه أنس بن مالك عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب »ثمّ التفت إلى عليعليه‌السلام فقال : «هم شيعتك وأنت إمامهم »(٤) .

ومنها : أنهعليه‌السلام سد الأبواب في المسجد إلاّ بابهعليه‌السلام ،

____________

(١) ارشاد المفيد ١ : ٤٤ ، أمالي المفيد : ٣١١ | ٣ ، أمالي الطوسي ٢ : ٧١ ، بشارة المصطفى : ١٤ و ٢٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ١٨٩.

(٢) انظر : أمالي الصدوق ٦ | ٧١ ، مائة منقبة لابن شاذان : ١٢٨ | ٦٣ و ١٣٨ | ٧٠ ، تاريخ بغداد٧ : ٤٢١ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ ٢ : ٤٤٤ | ٩٥٥ و ٤٤٥ | ٩٥٦ و ٩٥٧ ، كفاية الطالب٢٤٥ ، ٢٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٢٠٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ١٨٩.

(٣) ارشاد المفيد١ : ٤٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار٣٨ : ١٨٩

(٤) ارشاد المفيد ١ : ٤٢ ، بشارة المصطفى : ١٦٣ ، مناقب ابن المغازلي ٢٩٣ | ٣٣٥ ، مناقبالخوارزمي : ٢٣٥.

٣١٩

روى أبو رافع قال : خطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير ، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين ، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ ».

فخرج حمزة يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابنعمّك ! فقال : «ما أنا أخرجتك وأسكنته ، ولكنّ الله أسكنه ».

فقال بعض الصحابة ـ وقيل : هو أبو بكرـ : دع لي كوّة أنظر فيها ، فقال : «لا ، رأس إبرة»(١) .

وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقّاص قال : سدّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الأبواب إلاّ باب عليّ(٢) .

وإلى هذا أشار السيّد الحميري في قصيدته المذهّبة بقوله؟

صهرُ النبيّ وجارهُ في مسجدٍ

طهر بطيبة للرسولِ مطيّب

سيّان فيه عليهِ غير مذمّمٍ

ممشاه إِن جنباً وإن لَم يجنب(٣)

وأمثال ما ذكرناه من الأفعال والأقوال الظاهرة التي جاءت بها الأخَبار المتظاهرة ولا يخالف فيها ولن ولا عد ـ كثير- يطول هذا الكتاب بذكرها ، وإنّما شهدت هذه الأفعال والأقوال باستحقاقهعليه‌السلام الإمامة ، ودلّت

____________

(١) مناقب ابن المغازلي : ٢٥٢ | ٣٠١ و ٢٩٩ | ٣٤٣ صدر الحديث ، ونقله المجلسي في بحارالأنوار ٣٨ / ١٩٠ ، وانظر ما أورده ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الامام علي ـ١ : ٢٧٥ ـ ٣٠٥ بالفاظ مختلفة عن عدة من الصحابة.

(٢) مسند أحمد ٤ : ٣٦٩ ، فضائل أحمد : ٧٢ | ١٠٩ ، خصائص النسائي : ٥٩ | ٣٨ ، مناقب ابن المغازلي : ٢٥٥ | ذيل حديث ٣٠٤ ، مناقب الخوارزمي : ٢٣٤ ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ ١ : ٢٧٩ | ٣٢٤ ، كلها ضمن. رواية ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار٣٨ : ١٩٠.

(٣) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ : ١٩٠.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555