إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

إعلام الورى بأعلام الهدى0%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555

إعلام الورى بأعلام الهدى

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (أمين الإسلام)
تصنيف: ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555
المشاهدات: 128714
تحميل: 10077


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 555 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 128714 / تحميل: 10077
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-319-010-2
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وأمّا موضع قبرها فاختلف فيه ، فقال بعض أصحابنا : إنّها دفنت في البقيع(1) .

وقال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو اُمّية في المسجد صارت في المسجد(2) .

وقال بعضهم : إنّها دفنت فيما بين القبر والمنبر(3) ، وإلى هذا أشار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة»(4) .

والقول الأول بعيد ، والقولان الآخران أشبه وأقرب إلى الصواب ، فمن استعمل الاحتياط في زيارتها زارها في المواضع الثلاثة.

هذا آخر ما أردنا إثباته من الركن الأوّل ، وبالله التوفيق.

__________________

=

4 : 379 ، اُسد الغابة 5 : 524.

(1) تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 99 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 357 ، كشف الغمة 1 : 501.

(2) الكافي 1 : 383 | 9 ، الفقيه 1 : 148 | 684 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 311 | 76 ، معاني الأخبار 1 : 268 | 1 ، ذخائر العقبى : 54.

(3) معاني الأخبار 267 | 1 ، تاج المواليد ( ضمن مجموعة نفيسة ) : 99 ، روضة الواعظين : 152.

(4) الكافي 4 : 553 | 1 و 554 | 3 و 5 و 555 | 8 ، الفقيه 2 : 339 | 1572 ، التهذيب للطوسي 6 : 7|12 ، الموطأ 1 : 97 | 10 و 11 ، صحيح البخاري 2 : 77 ، صحيح مسلم 2 : 1010 | 500 ، مسند أحمد 2 : 236 و 376 و 438 و 466 و 533 و 3 : 4 و 4 : 39 و 40 ، صحيح الترمذي 5 : 718 | 3915 و 719 | 3916 ، سنن النسائي 2 : 35 ، وفي جميعها إلاّ الفقيه ( بيتي بدل قبري ).

٣٠١

٣٠٢

(الركن الثاني)

من الكتاب

في ذكر الاِمام الأوّل ، والوصيّ الأفضل ، وأمير المؤمنين

عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وتاريخ مولده ، ومدّة

عمره ، ودلائل إمامته ، وطرف من مناقبه

ويشمل على خمسة أبواب :

٣٠٣

٣٠٤

(الباب الأول)

في ذكر مولده عليه السلام ، وتاريخ عمره

ونبذ من خبر ولادته ووفاته

[وفيه] ثلاثة فصول :

٣٠٥

(الفصل الأول)

في ذكر ميلاده عليه السلام

ولدعليه‌السلام بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، ولم يولد قطّ في بيت الله تعالى مولود سواه لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته وإعلاءً لرتبته.

واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وكانت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة الاُمّ ، وربّي في حجرها ، وكانت من سابقات المؤمنات إلى الاِيمان ، وهاجرت معه إلى المدينة ، وكفّنها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عند موتها بقميصه ؛ ليدرأ به عنها هوامّ القبر ، وتوسّد في قبرها ؛ لتأمن بذلك من ضغطة القبر ، ولقّنها الاِقرار بولاية ابنها كما اشتهرت به الرواية.

فكان أمير المؤمنينعليه‌السلام هاشميّاً من هاشميّين ، وأوّل من ولده هاشم مرّتين(1) .

__________________

(1) انظر : الكافي1 : 376 و 377 | 2 ، ارشاد المفيد 1 : 5 ، التهذيب للطوسي 6 : 19 ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : 88 و 89 ، مستدرك الحاكم 3 : 180 ، مناقب ابن المغازلي : 6 | 2 و 3 ، مناقب الخوارزمي : 12 و 13 ، اُسد الغابة 5 : 517 ، الرياض النضرة 3 : 104 ، الفصول المهمة 30 و 31.

٣٠٦

(الفصل الثاني)

في ذكر أسمائه وألقابه عليه السلام

وأسماؤه في كتب الله تعالى المنزّلة كثيرة ، أوردها أصحابنا رضي الله عنهم في كتبهم ، وكنيته المشهورة أبو الحسن ، وقد كنّي أيضاً : بأبي الحسين ، وأبي السبطين ، وأبي الريحانتين.

وكنّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبي تراب لمّا رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب(1) .

ولقبه أمير المؤمنين ، خصّه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله به لمّا قال : «سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين»(2) .

ولم يجوّز أصحابنا رضي الله عنهم أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمةعليهم‌السلام وقالوا : إنّه انفرد بهذا التلقيب فلا يجوز أن يشاركه في ذلك غيره.

وقد لقّبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وسيّد الأوصياء ، وسيّد العرب(3) في أمثال

__________________

(1) انظر : مسند أحمد 4 : 263 ، مستدرك الحاكم 3 : 140 ، مناقب ابن المغازلي 8 : 5 ، الرياض النضرة 3 : 105 و 160 ، ذخائر العقبى : 56.

(2) الكافي 1 : 231 | 1 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 68 | 312 ، ارشاد المفيد 1 : 48 ، أمالي المفيد : 18 | 7 ، أمالي الطوسي 1 : 295 و 340 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 53.

(3) انظر : أمالي الصدوق : 19 | ذيل حديث 6 و 247 | 16 ، بشارة المصطفى : 18 و 165 ، مائة منقبة : 57 | 31 و 71 | 41 ، اليقين لابن طاووس : 10 ، مناقب الخوارزمي : 42 ، و 231.

٣٠٧

لهذه كثيرة.

وهو أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووزيره ، ووصيّه ، وخليفته في اُمّته ، وصهره على ابنته الزهراء البتول فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وهو المرتضى ، ويعسوب المؤمنين.

* * *

٣٠٨

الفصل الثالث

في ذكر وقت وفاته ، ومدة خلافته ، وتاريخ عمره عليه السلام

وقبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً شهيداً ، قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله - وقد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان وهو ينادي «الصلاة الصلاة» - في المسجد الأعظم بالكوفة ، فضربه بالسيف على أمّ رأسه ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، وكان سيفه مسموماً. فمكثعليه‌السلام يوم التاسع عشر وليلة العشرين ويومها وليلة الحادي والعشرين إلى نحو الثلث من الليل ثمّ قضى نحبهعليه‌السلام (1) ، وقد كان يعلم ذلك قبل أوانه ويخبر به الناس قبل أيّانه.

فقد اشتهر في الرواية : أنّهعليه‌السلام كان لما دخل شهر رمضان يتعشّى ليلة عند الحسنعليه‌السلام ، وليلة عند الحسينعليه‌السلام ، وليلة عند عبداللهّ بن العبّاس ، والأصحّ عبدالله بن جعفر ، وكان لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك فقال : «يأتيني أمر ربي وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان » ، فأصيبعليه‌السلام في آخر تلك الليلة(2) .

__________________

(1) انظر : الكافي 1 : 376 ، ارشاد المفيد 1 : 19 ، كشف الغمة 1 : 436 ، اثبات الوصية للمسعودي : 132 ، مناقب الخوارزمي : 284 ، ذخائر العقبى : 115 ، الفصول المهمة 138 و 139.

(2) ارشاد المفيد 1 : 14 ، روضة الواعضين : 135 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 : 271 ، مناقب الخوارزمي : 283 ، الكامل في التاريخ : 3 : 388 ، اُسد الغابة 4 : 35 ، الفصول المهمة : 139.

٣٠٩

وروى أصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال : «أتاكم شهر رمضان ، وهو سيّد الشهور وأوّل السنة ، وفيه تدور رحى السلطان ، ألا وإنّكم حاجّوا العام صفّاً واحداً ، واية ذلك أنّي لست فيكم » قال : فهو ينعى نفسهعليه‌السلام ونحن لا ندري(1) .

وروى عنه جماعة أنّه كان يقول على المنبر : « ما يمنع أشقاها أني خضبها من فوقها بدم » ويضع يده على شيبتهعليه‌السلام .

وروي : أنه كان يقول : «واللهّ ليخضبنَ هذه من هذه » ويضع يده على رأسه ولحيتهعليه‌السلام (2) .

وروي عن أبي صالح الحنفيّ قال : سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول : «رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي فشكوت إليه ما لقيت منأمّته من الأود واللدد وبكيت فقال : «لا تبك يا عليّ ، والتفت فالتفتّ فإذا رجلان مصفدان ، وإذا جلاميد(3) ، ترضخ بها روسهما».

قال أبو صالح : فغدوت إليه من الغد فلقيت الناس يقولون : قُتل أمير المؤمنينعليه‌السلام (4) .

وروى الحسن البصري قال : سهر أمير المؤمنينعليه‌السلام في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على عادته ، فقالت له ابنته أمّ كلثوم : ما هذا الذي قد أسهرك؟ فقال : «إنّي مقتول لو قد أصبحت ».

____________

(1) ارشاد المفيد 1 : 14 ، روضة الواعظين : 135 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41.

(2) ارشاد المفيد1 : 13. أمالي الطوسي 1 : 273 ، الخرائج والجرائح 1 : 201 | 41 ، تاريخ بغداد 12 : 57 | 6441 ، ونحوه في مسند ابي يعلى الموصلي 1 : 378 | ذيل ح 485.

(3) الجلمود : الصخر. «الصحاح ـ جلمد ـ 2 : 459».

(4) ارشاد المفيد 1 : 15مناقب ابن شهرآشوب3 : 211 مسند ابي يعلى الموصلي 1 : 398 | 520 ، مجمع الزوائد 9 : 138 ، ونحوه في مقاتل الطالبيين : 0 4.

٣١٠

وأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة ، فمشى غير بعيد ثمّ رجع فقالت له أمكلثوم : مر جعدة فليصلّ بالناس ، قال : «نعم مروا جعدة ليصلّي ، ثم قال : «لا مفرّ من الأجل » فخرج إلى المسجد ، فإذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده ، فلقا برد السحر نام ، فحركه أميرالمؤمنينعليه‌السلام برجله وقالله : «الصلاة» ، فقام إليه فضربه(1) .

وروي في حديث آخر : أنهعليه‌السلام سهر في تلك الليلة ، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء وهو يقول : «والله ما كذبت ولا كذبت وإنها الليلة التي وعدت بها» ثمّ يعاود مضجعه ، فلما طلع الفجر شد إزاره وخرج وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت

فإن الموت آتيك

ولا تجزع من الموت

إذا حل بواديك

فلما خرج إلى صحن الدار استقبلنه الإوزّ فصحن في وجهه ، فجعلوا يطردونهن ، فقال : «دعوهن فانهنَ صوائح تتبعها نوائح » ثمّ خرج فاُصيبعليه‌السلام (2) .

«وكان سنه يوم استشهد ثلاثاً وستّين سنة ، وكان مقامه مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثاً وثلاثين سنة ، عشر منها قبل البعثة ، واسلم وهو ابن عشر سنين(3) ، فقد صحت الرواية عن حبة العرني عنهعليه‌السلام

____________

(1) ارشاد المفيد 1 : 16 ، روضة الواعظين : 135 ، مناقب ابن شهراشوب 3 : 310 ودون ذيله في خصائص الرضي : 63.

(2) خصائص الرضي : 63 ، ارشاد المفيد 1 : 16 ، روضة الواعظين : 35 ، مناقب ابن شهرآشوب 3 : 310 كشف الغمة 1 : 436.

(3) انظر : الكافي1 : 376 ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : 90 ، مناقب ابن شهر آشوب3 : 307 ، مناقب الخوارزمي : 284.

٣١١

قال : «بُعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين فأسلمت يوم الثلاثاء»(1) ، وبعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة ، وبالمدينة بعد الهجرة عشر سنين ، وعاش بعد ما قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثين سنة إلاّخمسة أشهر وأياماً ، وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين بأمره ، وحملاه إلى الغريّين من نجف الكوفة ودفناه هناك ليلاً ، وعمّيا موضع قبره بوصيّته اليهما في ذلك لما كان يعلم من دولة بني اُميّة من بعده وإنّهم لاينتهون عمّا يقدرون عليه من قبيح الأفعال ولئيم الخلال ، فلم يزل قبره مخفيّاً حتّى دلّ عليه الصادقعليه‌السلام في الدّولة العبّاسيّة وزاره عند وروده إلى أبي جعفر وهو بالحيرة(2) .

____________

(1) تفسير القمي 1 : 378 مسند أبي يعلى 1 : 348 | 446 ، الاوائل لابي هلال العسكري : 91 ، مستدرك الحاكم 3 : 112 عن انس بن مالك ، ووافقه الذهبي في ذيل المستدرك ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام عليعليه‌السلام ـ 1 : 79 | 5 ، صحيح الترمذي 5 : 0 4 28 | 6 37 عن أنس بن مالك إلا أنه فيه وصلّى علي بدل فأسلمت.

(2) انظر : ارشاد المفيد 1 : 9 ، تاج المواليد (ضمن مجموعة نفيسة) : 90 و 93 ، مناقب ابن شهراَشوب 3 : 307.

٣١٢

(الباب الثاني)

في ذكر النصوص الدالة على أنه عليه السلام هو الامام بعد النبي

صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل

الذي يجب تقديمه في هذا الباب أنّه قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة في كلّ زمان لكونها لطفاً في فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات ، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئيس المهيب يكثر الصلاح من الناس ويقلّ الفساد ، وعند عدمه يكثر الفساد ويقلّ الصلاح منهم ، بل يجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هيبته.

وثبت أيضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً على عصمته ، لأنّ جهة الحاجة إلى هذا الرئيس هي إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبيح منهم ، فإن كان هو غير معصوم وجب أن يكون محتاجاً إلى رئيس آخر غيره ، لأنّ علّة الحاجة إليه قائمة فيه ، والكلام في رئيسه كالكلام فيه ، فيؤدّي إلى وجوب ما لا نهاية له من الأئمّة أو الانتهاء إلى إمام معصوم وهو المطلوب.

فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا يمكن معرفتها إلاّ بإعلامالله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر ، ولا طريق إلى ذلك سواه ، فيجب النصّ من الله تعالى عليه على لسان نبيّ مؤيّد بالمعجزات ، أو إظهار معجز

٣١٣

دالّ على إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القريبة - التي لا تحتاج فيها إلى تدقيق كثير- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فوجدناهم اختلفوا في الإمام بعده على أقوال ثلاثة :

فقالت الشيعة : الإمام بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، بالنصّ على إمامته.

وقالت العبّاسيّة : الإمام بعده العبّاس ، بالنصّ أو الميراث.

وقال الباقون من الاُمّة : الإمام بعده أبو بكر.

وكلّ من قال بإمامة أبي بكر والعبّاس أجمعوا على أنّهما لم يكونا مقطوعاً على عصمتهما ، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه ، ووجب أن يكون الإمام بعده أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالى عليه والإشارة إليه ، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جميع الاُمّة وذلك غير جائز بالاتّفاق بيننا وبين مخالفينا ، فهذا هو الدليل العقلي على كونه منصوصاً عليه صلوات الله عليه.

وأما الأدلّة السمعيّة على ذلك فقد استوفاها أصحابنا ـ رضي الله عنهم ـ قديماً وحديثاً في كتبهم ، لا سيّما ما ذكره سيّدنا الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجدين قدّس الله روحه في كتاب الشافي في الإمامة ، فقد استولى على الأمد ، وغار في ذلك وأنجد ، وصوّب وصعّد ، وبلغ غاية الاستيفاء والاسقصاء ، وأجاب على شُبَه المخالفين التي عوّلوا على اعتمادها واجتهدوا في إيرادها ، أحسن اللهّ عن الدين وكافّة المؤمنين جزاءه ، ونحن نذكر الكلام في ذلك على سبيل الاختصار والإجمال دون البسط والإكمال.

فنقول : إنّ الذي يدل على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالإمامة بعده بلا فصل ،

٣١٤

ودل على فرض طاعته على كلّ مكلّف قسمان : أحدهما : يرجع إلى الفعل ، وإن كان يدخل فيه أيضاً القول ، والاخر يرجع إلى القول.

فأمّا النصّ الدال على إمامته بالفعل والقول : فهو أفعال نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله المبينة لأمير المؤمنينعليه‌السلام من جميع الاُمة ، الدالةعلى استحقاقه التعظيم والإجلال والتقديم التي لم تحصل ولا بعضها لأحد سواه ، وذلك مثل إنكاحه ابنته الزهراء سيّدة نساء العالمين ، ومؤاخاته إيّاه بنفسه ، وأنّه لم يندبه لأمر مهمّ ولا بعثه في جيش قطَ إلى آخرعمره إلآ كان هو الوالي عليه ، المقذم فيه ، ولم يولّ عليه أحداً من أصحابه وأقربيه ، وأنّه لم ينقم عليه شيئاً من أمره مع طول صحبته إيّاه ، ولا أنكر منه فعلاً ، ولا استبطأه ، ولا استزاده في صغير من الاُمور ولا كبير ، هذا مع كثرة ما عاتب سواه من أصحابه إمّا تصريحاً وإمّا تلويحاً.

وأمّا ما يجري مجرى هذه الأفعال من الأقوال الصادرة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله الدالة على تميزه عمن سواه ، المنبئة عن كمال عصمته وعلوّ رتبته فكثيرة :

منها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم اُحد وقد انهزم الناس وبقي عليّعليه‌السلام يقاتل القوم حتّى فض جمعهم وانهزموا فقال جبرئيل : «إن هذه لهي المواساة» فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل : «عليّ مني وأنا منه » فقال جبرئيل : «وأنا منكما»(1) .

____________

(1) تفسير فرات الكوفي : 22 و 25 تفسير القمي 1 : 116 ، الكافي 8 : 110 |90 و 328 | ضمن حديث 502 ، علل الشرائع : 7 | 3 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 85 ، ارشاد المفيد 1 : 85 ، الخصال : 556 ، مناقب ابن شهراَشوب 3 : 124 ، فضائل أحمد : 171 | 241 و 172 | 242 ، تاريخ الطبري 2 : 514 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 318 | 941 ، ربيع الأبرار للزمخشري 1 : 833 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام

=

٣١٥

فاجراه مجرى نفسه ، كما جعله الله سبحانه نفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في اية المباهلة بقوله :( وأنفسنا ) (1) .

ومنها : قوله عليه واله السلام لبريدة : «يا بريدة ، لا تبغض عليّاً ، فإنهمنّي وأنا منه(2) ، إنّ الناس خلقوا من أشجار شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة»(3) .

ومنها : قوله : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ يدور حيثما دار»(4) .

ومنها : ما اشتهرت به الرواية من حديث الطائر ، وقوله عليه وآله السلام : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّعليه‌السلام (5) .

____________

=

167 / 214 و 215 ، الكامل في التاريخ 2 : 154 ، كفاية الطالب : 274 و 275 ، ذخائر العقبى : 86 ، ونقله المجلسي فى بحار الأنوار 20 : 95.

(1)آل عمران3 : 61.

(2) مسند أحمد5 : 356 ، خصائص النسائي : 110 | 90 ، مناقب ابن المغازلي : 225 | 217 ، مجمع الزوائد9 : 128 ، وفي جميعها ضمن رواية.

(3) مستدرك الحاكم 2 : 241 شواهد التنزيل 1 : 288 | 395 ، مناقب ابن المغازلي : 400 | 454 ، الفردوس بمأثور الخطاب 1 : 44 | 9 ، مناقب الخوارزمي : 87 ، تاريخ ابنعساكر ـ ترجمة الاٍ مام عليعليه‌السلام ـ 1 : 142 | 176 ، مجمع الزوائد 9 : 100.

(4) مناقب ابن شهراشوب3 : 62 ، تاريخ بغداد 14 : 321.

(5) أمالي الصدوق : 3 | 521 ، ارشاد المفيد1 : 38 ، أمالي الطوسي 1 : 259 ، فضائل أحمد : 42 | 68 ، صحيح الترمذي 5 : 636 | 3721 ، خصائص النسائي 29 | 10 ، المعجم الكبير للطبراني 1 : 352 | 730 ، مستدرك الحاكم 3 : 130 ، تاريخ جرجان : 169 | 228 ، حلية الأولياء 6 : 339 ، أخبار اصبهان 1 : 232 ، تاريخ بغداد 3 : 171 و 9 : 369 و 11 : 376 ، مناقب الخوارزمي : 59 ، مناقب ابن المغازلي : 156 | 189 ـ212 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ـ 2 : 105 | 609 | 642 ، تذكرة الخواص : 44 ، تذكرة الحفاظ 2 : 1042 ، اسد الغابة 4 : 30 ، جامع الأصول 8 : 653 | 6494 ، كفاية الطالب : 144 ، ذخائر العقبى : 61 ، سير أعلام النبلاء 13 : 232 ، ميزان الأعتدال 1 :

=

٣١٦

ومنها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لابنته الزهراءعليها‌السلام لمّا عيّرتها نساء قريش بفقر عليّعليه‌السلام : «أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، إنّ اللهّ عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيّاً ، واطّلع عليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيّاً ، وأوحى إليّ أن اُنكحه ، أما علمت يا فاطمة أنّك بكرامة الله إيّاك زوجتك أعظمهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأقدمهم سلماً».

فضحكت فاطمةعليها‌السلام واستبشرت ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأوّلين والآخرين ، هو أخي في الدنيا والآخرة ، ليس ذلك لغيره من الناس ، وأنت يا فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة زوجته ، وسبطا الرحمة سبطا يولده ، وأخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، وعنده علم الأوّلين والآخرين ، وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهداً بي ، وهو وصّي ووارث الوصيّين »(1) .

ومنها : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه : «أنت مدينة العلم وعليّ

____________

=

411 / 1505 و 3 : 58 | 7671 و 4 : 583 | 10703 ، لسان الميزان1 : 42 | 85 و 7 : 119 | 1297 ، مجمع الزوائد 9 : 125.

وقد تواتر وروده بطرق شتى وأسانيد مختلفة ، بالاضافة إلى أن الإمام عليعليه‌السلام احتج به في يوم الدار ، فقال :

انشدكم بالله هل فيكم احد قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء أحد غيري؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم أشهد.

وقد روى هذا الحديث بضعة وتسعون نفساً كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 7 : 452.

(1)ارشاد المفيد1 : 36 الخصال : 412 | 16 ، مناقب ابن المغازلي : 101 | 144 ، وأورد الخوارزمي في المناقب : 63 صدر الحديث.

٣١٧

بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب »(1) .

وما رواه عبدالله بن مسعود : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله استدعى عليّاً فخلا به ، فلمّا خرج إلينا سألناه : ما الذي عهد إليك؟ فقال : «علّمني ألف باب من العلم ، فتح لي كلّ باب ألف باب »(2) .

ومنها : أنّه جعل محبّته علماً على الإيمان ، وبغضه علماً على النفاق بقوله فيه : «لايحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق »(3) .

ومنها : أنّه عليه وآله السلام جعل ولايته عَلَماً على طيب المولد ، وعداوته عَلَماً على خبث المولد ، بقوله «بوروا(4) أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب ، فمن أحبّه فاعلموا أنّه لرشدة ، ومن أبغضه فاعلموا أنّه لغيّة(5) . رواه جابر بن عبدالله الأنصاري عنه.

____________

(1) تاريخ جرجان : 7 | 65 ، مستدرك الحاكم 3 : 126 ، تاريخ بغداد 11 : 49 مناقب ابن المنازلي : 80 | 120 و 81 | 121 و 122 ، مناقب الخوارزمي : 4 ، تاريخ دمشق ـ ترجمة الامام عليعليه‌السلام ـ 2 : 466 | 985 و 469 | 988 و 470 | 991 و 473 | 992 ، تذكرة الخواص : 52 ، اُسد الغابة 4 : 22 ، كفاية الطالب : 220ـ 221 ، ذخائر العقبى : 77

(2)بصائر الدرجات : 333 ، الاختصاص 282 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 : 36 وذكره باختلاف في صدره ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ـ 2 : 483 | 1003.

(3)ارشاد المفيد1 : 40 ، أمالي الطوسي 1 : 264 ، مسند الحميري 1 : 31 | 58 ، المصنف لابن أبي شبية 12 : 57 | 12113 ، صحيح مسلم 1 : 86 | 131 ، سنن ابن ماجة 1 : 42 | 114 السنة لابن أبي عاصم 584 | 1325 ، مسند أحمد 1 : 95 فضائل أحمد : 45 | 71 و 122 | 181 و 156 | 224 و 160 | 229 و 214 | 292 ، صحيح الترمذي 5 : 643 | 3736 ، خصائص النسائي 118 | 100 و 101 ، سنن النسائي8 : 116 ، الايمان لابن مندة 2 : 7 06 | 532 ، حلية الأولياء 4 : 5 8 1 ، تاريخ بغداد 2 : 255 و 14 : 426 ، تذكرة الخواص : 35 اُسد الغابة 4 : 26 ، ذخائر العقبى : 91.

(4) بوروا : أي امتحنوا. «انظر : الصحاح ـ بور ـ2 : 597»

(5) ارشاد المفيد 1 : 45 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوا ر 38 : 189.

٣١٨

وروى عنه أبو جعفر الباقرعليهما‌السلام قال : «سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّعليه‌السلام : ألا أسرّك ، ألا أمنحك ، ألا آبشّرك؟ فقال : بلى يا رسول الله قال : خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس باسماء اُمّهاتهم ، سوى شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مولدهم »(1) .

وروي عن جابر أنه كان يدور في سكك الأنصار ويقول : عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر ، معاشر الأنصار بوروا أولادكم بحب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فمن أبى فانظروا في شأن اُمّه(2) .

ومنها : عن ابن عبَاس : أنَ النبي صلّى النبي عليه وآله وسلم قال : «إذاكان يوم القيامة دعي الناس كلّهم بأسمائهم ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء ابائهم لطيب مواليدهم »(3) .

ومنها : أنه جعله وشيعته الفائزون ، رواه أنس بن مالك عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يدخل الجنة من اُمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب »ثمّ التفت إلى عليعليه‌السلام فقال : «هم شيعتك وأنت إمامهم »(4) .

ومنها : أنهعليه‌السلام سد الأبواب في المسجد إلاّ بابهعليه‌السلام ،

____________

(1) ارشاد المفيد 1 : 44 ، أمالي المفيد : 311 | 3 ، أمالي الطوسي 2 : 71 ، بشارة المصطفى : 14 و 20 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 189.

(2) انظر : أمالي الصدوق 6 | 71 ، مائة منقبة لابن شاذان : 128 | 63 و 138 | 70 ، تاريخ بغداد7 : 421 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 2 : 444 | 955 و 445 | 956 و 957 ، كفاية الطالب245 ، 246 ، سير أعلام النبلاء 8 : 205 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 189.

(3) ارشاد المفيد1 : 44 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38 : 189

(4) ارشاد المفيد 1 : 42 ، بشارة المصطفى : 163 ، مناقب ابن المغازلي 293 | 335 ، مناقبالخوارزمي : 235.

٣١٩

روى أبو رافع قال : خطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «أيّها النّاس إنّ الله تعالى أمر موسى بن عمران أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلاّ هو وهارون وابنا هارون شبر وشبير ، وإنّ الله أمرني أن أبني مسجداً لا يسكنه إلاّ أنا وعليّ والحسن والحسين ، سدوا هذه الأبواب الاّ باب عليّ ».

فخرج حمزة يبكي وقال : يا رسول الله أخرجت عمّك وأسكنت ابنعمّك ! فقال : «ما أنا أخرجتك وأسكنته ، ولكنّ الله أسكنه ».

فقال بعض الصحابة ـ وقيل : هو أبو بكرـ : دع لي كوّة أنظر فيها ، فقال : «لا ، رأس إبرة»(1) .

وروى زيد بن أرقم عن سعد بن أبي وقّاص قال : سدّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الأبواب إلاّ باب عليّ(2) .

وإلى هذا أشار السيّد الحميري في قصيدته المذهّبة بقوله؟

صهرُ النبيّ وجارهُ في مسجدٍ

طهر بطيبة للرسولِ مطيّب

سيّان فيه عليهِ غير مذمّمٍ

ممشاه إِن جنباً وإن لَم يجنب(3)

وأمثال ما ذكرناه من الأفعال والأقوال الظاهرة التي جاءت بها الأخَبار المتظاهرة ولا يخالف فيها ولن ولا عد ـ كثير- يطول هذا الكتاب بذكرها ، وإنّما شهدت هذه الأفعال والأقوال باستحقاقهعليه‌السلام الإمامة ، ودلّت

____________

(1) مناقب ابن المغازلي : 252 | 301 و 299 | 343 صدر الحديث ، ونقله المجلسي في بحارالأنوار 38 / 190 ، وانظر ما أورده ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الامام علي ـ1 : 275 ـ 305 بالفاظ مختلفة عن عدة من الصحابة.

(2) مسند أحمد 4 : 369 ، فضائل أحمد : 72 | 109 ، خصائص النسائي : 59 | 38 ، مناقب ابن المغازلي : 255 | ذيل حديث 304 ، مناقب الخوارزمي : 234 ، تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام علي ـ 1 : 279 | 324 ، كلها ضمن. رواية ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار38 : 190.

(3) نقله المجلسي في بحار الأنوار 38 : 190.

٣٢٠