إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

إعلام الورى بأعلام الهدى7%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 555 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135063 / تحميل: 11167
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٠١٠-٢
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

ابن شهريار ، فنحل ابنه الحسينعليه‌السلام إحداهما فأولدها زين العابدينعليه‌السلام ، ونحل الاُخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد ابن أبي بكر ، فهما ابنا خالة(١) .

وتوفّيعليه‌السلام يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، ودفن بالبقيع مع عمّه الحسنعليهما‌السلام (٢) .

وكانت مدّة إمامته بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك يزيد بن معاوية ، وملك معاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وعبدالملك بن مروان ، وتوفّيعليه‌السلام في ملك الوليد بن عبدالملك(٣) .

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٣٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٦ أورد قطعة منه ، روضة الواعظين : ٢٠١ ، كشف الغمة ٢ : ٨٣ ، العدد القوية : ٥٦ | ٧٣.

(٢) الكافي ١ : ٣٨٨ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٣٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٥ ، روضة الواعظين : ٢٠١ ، دلائل الإمامة : ٨٠ ، تذكرة الخواص : ٢٩٩.

(٣) انظر : ارشاد المفيد ٢ : ١٣٨ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٥ ، دلائل الامامة : ٨٠.

٤٨١

(الفصل الثاني)

في ذكر النصوص الدالة على إمامته عليه السلام

المعوّل في تصحيح إمامة أكثر أئمّتناعليهم‌السلام النظر والاعتباردون تواتر الأخبار ، لأنّهمعليهم‌السلام كانوا في زمان الخوف وشدّة التقية والاضطرار ، ولم يتمكّن شيعتهم من ذكر فضائلهم التي تقتضي إِمامتهم ، فضلاً عن ذكرما يوجب فرض طاعتهم ويبين عن تقدّمهم على جميع الخلائق ورئاستهم.

فمما يدلّ على إمامتهعليه‌السلام من طريق النظر العقلي ما ثبت من وجوب العصمة ، وأنّ الحقّ لا يخرج عن اُمّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أحدٌ يدّعي العصمة لامامه في زمان سيد العابدينعليه‌السلام ، إلاّ من قال بإمامته من الامامية ، أو من قال بإمامة محمد بن الحنفيّة وذهب إلى أنّه حيّ لم يمت وهم الكيسانيّة ، وفسد قول الكيسانيّة لأنّهم ادّعوا حياة من علم وفاته كما علم وفاة أبيه وأخيه ، ولعجزهم أيضاً عن إتيان النصّ على محمد بالإمامة ، وبطل قول من قال بإمامة من هو غير معصوم فثبتت إمامتهعليه‌السلام .

وأما ما روي من النص عليه بالإمامة والإشارة بالإمامة إليه من أبيه وجدّه فكثير.

منها : مارواه محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد ابن الحسين ، وأحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقرعليهما‌السلام قال : «إن الحسينعليه‌السلام لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبرى فدفع

٤٨٢

إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة ، وكان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام مريضاً لا يرون أنّه يبقى بعده ، فلمّا قُتل الحسينعليه‌السلام ورجع أهل بيته إلى المدينة دفعت فاطمة الكتاب إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله إلينا يا زياد»(١) .

وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرميّ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : «إنّ الحسينعليه‌السلام لمّا سار إلى العراق استودع اُمّ سلمة رضي الله عنها الكتب والوصيّة ، فلمّا رجع عليّ بن الحسينعليهما‌السلام دفعتها إليه »(٢) .

وقد ذكرنا فيما تقدّم النصّ والإشارة إليه من جدّه أمير المؤمنينعليهما‌السلام في وصيّته إلى الحسنعليه‌السلام ، فلا معنى لتكراره هنا

وأمّا الأخبار الواردة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه بالنصّ على الأئمة الاثني عشر من آل محمدعليهم‌السلام وتعيينهم ، وحديث اللوح الذي رواه جابر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ورواه جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جدْه عن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) فإنها مشهورة عند

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٤١ | ١ ، وكذا في : بصائر الدرجات : ١٦٨ | ٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٢ ، اثبات الوصية : ١٤٢

(٢) الكافي ١ : ٢٤٢ | ٣ ، وكذا في : الغيبة للطوسي : ١٩٥ | ١٥٩ ، والمناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٢.

(٣) الكافي ١ : ٤٤٢ | ٣ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٤٠ | ١ ، الغيبة للنعماني : ٦٢ ، الاختصاص : ٢١٠ ، أمالي الطوسي ١ : ٢٩٧ ، الغيبة للطوسي : ١٤٣ |١٠٨ ، اثبات الوصية : ١٤٣.

(٤) كمال الدين : ٣١١ | ١ ، اثبات الوصية : ٢٢٧.

٤٨٣

أهلها ، مذكورة في مظانّها ، ووافقهم أصحاب الحديث العامة على نقل كثير منها على طريق الجملة ، وسنورد أكثرها في الركن الرابع من الكتاب إذا انتهينا إليه إن شاء الله.

***

٤٨٤

(الفصل الثالث)

في ذكر شيء من معجزاته عليه السلام

أما ما يدل على إمامتهعليه‌السلام من طريق المعجز الخارق للعادة فحديث حبابة الوالبيّة وما جاء فيه من طبعه نقش فصّه في الحجر ، وماثبت من دعائهعليه‌السلام وإيمائه إليها حتّى عادت شابّة ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة(١) .

وكذلك نطق الحجر الأسود لهعليه‌السلام وقد استشهد به على محمد ابن الحنفية فشهد له بالإمامة ، وكانا يومئذ بمكّة فقال لمحمد : «ابدأ فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك » فابتهل محمد في الدعاء ثم دعا فلم يجبه فقالعليه‌السلام : «أما إنّك يا عم لو كنت إماماً لأجابك ».

فقال له محمد : فادع أنت يا ابن أخي ، فدعاعليه‌السلام بما أراد ثمقال : «أسالك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء لما أخبرتنا بلسان عربيّ مبين من الوصيّ والامام بعد الحسين بن عليّ؟» فتحرّك الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه ثمّ انطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال : اللهم إن الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن عليّ إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .

فانصرف محمد وهو يتولى علي بن الحسينعليهما‌السلام (٢) .

__________________

(١) كمال الدين : ٥٣٧ |ضمن ح ا و ٢ ، وقطعة منه في : المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٣٥.

(٢) أنظر : بصائر الدرجات : ٥٢٢ ، الكافي ا : ٢٨٢ |٥ الامامة والتبصرة : ٦١ و ٦٢ | ٤٩ ، الهداية الكبرى للخصيبي : ٢٢٠ ، روضة الواعظين : ١٩٧ ، الاحتجاج ٢ : ٣١٦ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٥٧ | ٣ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٧ ، اثبات الوصية : ١٤٧.

٤٨٥

وأورد هذا الخبر بإسناده محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب نوادرالحكمة.

وفي هذا المعنى يقول السيد الحميري لما رجع عن القول بالكيسانيّة إلى القول بإمامة الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام :

عجبتُ لكرِّ صروف الزمان

وأمر أبي خالد ذيَ البــيان

ومِن ردّه الأمر لا يــنثني

إلى الطيّب الطهر نور الجنان

عــلـيّ وماكان من عمّه

بردّ الأمانة عطـــف البيان

وتـحــكيمه حجراً أسوداً

وما كان سن بطقـه المستبان

بـــتسليم عمّ بغير امتراء

إلى ابن أخ منطقاً َباللســان

شـــهـدت بذلك حقّاً كما

شهدت بتصديق آي القـرآن

عـلــيّ أمامي ولا أمتري

وخلّيت قولي بكان وكـان(١)

قال الصادقعليه‌السلام : «كان أبو خالد يقول بإمامة محمد بن الحنفية فقدم من كابل شاه إلى المدينة فسمع محمداً يخاطب عليّ بن الحسينعليه‌السلام فيقول : يا سيّدي ، فقال له : أتخاطب ابن أخيك بما لايخاطبك مثله؟! فقال : إنّه حاكمني إلى الحجر الأسود فصرت إليه فسمعت الحجر يقول : سلم الأمر إلى ابن أخيك فإنّه أحقّ به منك ، وصار أبو خالد الكابلي إماميّاً»(٢) .

وروى عنه أنّه قال : قال لي عليّ بن الحسينعليه‌السلام : «يا كنكر» ولا والله ما عرفني بهذا الاسم إلاّ أبي وأمّي(٣).

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٨.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٧.

(٣) انظر : الهداية الكبرى : ٢٢١ ، رجال الكشي ١ : ٣٣٦ ، الخرائج والجرائح ١ : ٢٦١ | ٦ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٧.

٤٨٦

(الفصل الرابع )

في ذكر بعض مناقبه وفضائله عليه السلام

روى الحسين بن علوان ، عن أبي عليّ زياد بن رستم ، عن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فمدحه بما هو أهله ثمّ قال : «والله ما أطاق عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الأمة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنّة والنار يرجوا ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ممّا كدّه بيده ورشح منه جبينه ، وما كان لباسه إلاّ الكرابيس إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعا بالجلم(١) فقصّه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من عليّ بن الحسين ين العابدينعليهم‌السلام . ولقد دخل أبو جعفر ابنهعليه‌السلام عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحدٌ ، فرآه قد اصفرّ لونه سن السهر ، ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته من السجود ، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : فلك أملك حين رأيته بتلك الحال من ان بكاء ، فبكيت رحمة له ، وإذا هو يفكّر فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي ، فقال يا بنيّ : أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّعليه‌السلام ، فأعطيته فقرأ فيها يسيراً ثمّ تركها من يده تضجّراً وقال : من يقوى على عبادة عليّ بن أبي

__________________

(١) الجَلَم : ما يقص به الشعر والصوف ، وهو كالمقص. «أنظر : مجمع البحرين ٦ : ٣٠».

٤٨٧

طالبعليه‌السلام (١) .

وكان عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إذا توضّأ اصفرّ لونه فقيل له : ما هذا الذي يغشاك ، فقال : «أتدرون من أتأهّب للقيام بين يديه؟»(٢) .

وروي : أنّهعليه‌السلام كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة(٣) .

وعن سفيان الثوري قال : ذكر لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام فضله قال : «حسبنا أن نكون من صالحي قومنا»(٤) .

وعن الزهري قال : لم ادرك أحداً من هذا البيت أفضل من عليّ بن الحسينعليه‌السلام (٥) .

ورويَ أنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود فقال لهعليه‌السلام : «أترضى يا حسن نفسك للموت؟».

قال : لا.

قال : «فعملك للحساب؟ ».

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٩ ، كشف الغمة ٢ : ٨٥.

(٢) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٨ ، كشف الغمة ٢ : ٨٦ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٢١٦ ، حلية الأولياء ٣ : ١٣٣ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٣٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٢ ٣٩ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٦ : ٧٣ | ٦١.

(٣) انظر : الخصال : ٥١٧ | ٤ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٤٣ ، روضة الواعظين : ١٩٨ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٤٩ ، كشف الغمة ٢ : ٨٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٩٢ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٦ : ٧٤ | ٦٢.

(٤) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٣ ، روضة الواعظين : ١٩٨ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٦٤ ، كشف الغمة ٢ : ٨٦ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٢١٤ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٣٥.

(٥) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٤ ، الجرح والتعديل ٦ : ١٧٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ١٨٩.

٤٨٨

قال : لا.

قال : «فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟».

قال : لا.

قال : «فللّه في أرضه معاذ غير هذا البيت؟».

قال : لا.

قال : «فلم تشغل الناس عن الطواف؟»(١).

وقيل له : يوماً : إنّ الحسن البصري قال : ليس العجب ممّن هلك كيف هلك وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا ، فقالعليه‌السلام : «أنا أقول : ليس العجب ممّن نجا كيف نجا ، وإنّما العجب ممّن هلك كيف هلك معسعة رحمة الله تعالى»(٢).

ورويَ عن طاووس اليمانيّ قال : دخلت الحجر في الليل فإذا عليّ ابن الحسينعليهما‌السلام قد دخل فقام يصلّي ، فصلى ما شاء الله ثمّ سجد فقلت : رجل صالح من أهل بيت النبوّة لأستمعن إلى دعائه ، فسمعته يقول في سجوده : «عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك ».

قال طاووس : فما دعوت بهنّ في كرب إلاّ فرّج عنّي(٣) .

وروى أحمد بن محمد الرافعي ، عن إبراهيم بن عليّ ، عن أبيه قال :

____________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٩ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٨ : ١٥٣ |١٧.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنور ٧٨ : ١٥٣ | ١٧.

(٣) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٣ ، روضة الواعظين : ١٩٨ ، كشف الغمة : ٢٠١ ، تذكرة الخواص.٢٩٧ ، كفاية الطالب ج ٤٠١ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٩٣ ، الفصول المهمة : ٢٠١.

٤٨٩

حججت مع عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فالتاثت(١) الناقة عليه في مسيرها فاشار إليها بالقضيب ، ثم قال : «آه لولا القصاص» وردّ يده عنها(٢)

وعنه قال : حجّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ماشياً ، فسار عشرين يوماً من المدينة إلى مكّة(٣) .

وروى أبو محمد الحسن بن محمد العلوي بإسناده قال : وقف على عليّ بن الحسينعليهما‌السلام رجلٌ من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلّمه ، فلمّا انصرف قال لجلسائه : «قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا اُحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا منّي ردّي عليه» ، قالوا : نفعل.

فاخذ نعليه ومشى وهو يقول :( والكاظِمِينَ الغَيْظَ ) (٤) الاية ـ فعملوا أنّه لا يقول شيئاً ، قال : فاتى منزل الرجل وصرخ به فخرج الرجل متوثّباً للشرّ فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : «يا أخي ، إن كنت قد قلت ما فيّ فاستغفر الله منه ، لان كنت قلت ما ليس فيّ فغفر الله لك ».

قال : فقبّل الرجل بين عينيه وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك ، وأنا أحق به.

قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام (٥) .

__________________

(١) التأثت الناقة : أي أبطات في سيرها. «مجمع البحرين ـ لوث ـ ٢ : ٢٦٢».

(٢) أرشاد المفيد ٢ : ١٤٤ ، روضة الواعظين : ١٩٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٥ ، كشف الغمة ٢ : ٨٦ ، الفصول المهمة : ٢٠٣.

(٣) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٤ ، روضة الواعظين : ١٩٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٥ ، كشف الغمة ٢ : ٨٦.

(٤) آل عمران ٣ : ١٣٤.

(٥) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٦ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٤٠ ، سيرأعلام النبلاء ٤ : ٣٩٧ وفيها مختصراً.

٤٩٠

وروى عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : أنّه دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه ثمّ أجابه في الثالثة ، فقال له : «يا بنيّ ، أما سمعت صوتي؟».

قال : بلى.

قال : «فما بالك لم تجبني؟».

قال : أمنتك.

قال : «الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني»(١) .

وكانت جارية لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام تسكب عليه الماء فسقط الإبريق من يدها فشجّه ، فرفع رأسه إليها فقالت الجارية : إنّ الله تعالى يقول :( والكاظِمِينَ الغَيْظ َ) (٢) .

فقال : «كظمت غيظي ».

قالت :( والعافينَ عَنِ النّاسِ ) (٣) .

قال : «عفَوت عنك ».

قالت :( وَاللهُ يُحِبّ المُحسِنِين ) (٤) .

قال : «إذهبي فانت حرّة لوجه الله تعالى»(٥) .

وروى عن محمد بن إسحاق بن يسار قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ، فلمّا

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧ ، كشف الغمة ٢ : ٨٧ ، مختصر تاريح دمشق ١٧ : ٢٤٠.

(٢) آل عمران س : ١٣٤.

(٣) أل عمران ٣ : ١٣٤

(٤) آل عمران ٣ : ١٣٤.

(٥) ، أمالي الصدوق : ١٦٨ | ١٢ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٤٧ ، ررضة الواعظين : ١٩٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧ ـ ١٥٨ ، كشف الغمة : ٢ : ٨٧ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ :

=

٤٩١

مات عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فقدوا ذلك(١) .

والأخبار في هذا المعنى وفيما روي عنه من أنواع العلوم أكثر من أن تحصى ، فلنقتصر على ما ذكرناه.

__________________

=

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٤٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٥٣ ، كشف الغمة ٢ : ٨٧ ، حلية الأولياء ٣ : ١٣٦ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٢٧٠ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ٢٣٨ ، سير اعلام النبلاء ٤ : ٣٩٣.

٤٩٢

(الفصل الخامس )

في ذكر أولاده عليه السلام ونبذ من أخبارهم

له خمسة عشر ولداً : محمّد الباقرعليه‌السلام ، اُمّه اُمّ عبدالله بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب.

وأبو الحسين زيد ، وعمر ، اُمّهما أمّ ولد.

وعبدالله ، والحسن ، والحسين ، اُمّهما أّم ولد.

والحسين الأصغر ، وعبدالرحمن ، وسليمان ، لاٌمّ ولد.

وعليّ ـ وكان أصغر ولدهعليه‌السلام ـ وخديجة ، اُمّهما اُمّ ولد.

ومحمّد الأصغر ، أمّه أمّ ولد.

وفاطمة ، وعليّة ، واُمّ كلثوم ، [اُمهم اُم ولد](١) .

وكان زيد بن عليّ بن الحسين أفضل إخوته بعد أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، وكان عابداً ورعاً شخياً شجاعاً ، وظهر بالسيف يطلب بثارات الحسينعليه‌السلام ويدعو إلى الرضا من ال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فظنّ الناس أنّه يريد بذلك نفسه ، ولم يكن يريدها به ؛ لمعرفته بإستحقاق أخيه الباقرعليه‌السلام الإمامة من قبله ، ووصيّته عند وفاته إلىأبي عبدالله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام .

وجاءت الرواية أنّ سبب خروجه ـ بعد الذي ذكرناه ـ : أنّه دخل على هشام بن عبدالملك ، وقد جمع هشام له أهل الشام وأمر أن يتضايقوا له في

__________________

(١) انظر ارشاد المفيد ٢ : ١٥٥ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ١٧٦ ، كشف الغمة ٢ : ٩١ ، تذكرة الخواص : ٢٩٩ ، الفصول المهمة : ٢٠٩ ، وما بين المعقوفين أثبتناه من الارشاد.

٤٩٣

المجلس حتّى لا يتمكن من الوصول إلى قربه ، فقال له زيد : إنّه ليس من عباد الئه أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ، ولا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوى الله وأنا اُوصيك بتقوى الله يا أمير المؤمنين فاتّقه.

فقال له هشام : أنت المؤهل نفسك للخلافة ، وما أنت وذاك لا أمَّ لك ، وإنّما أنت ابن أمة.

فقال له زيد : إني لا أعلم أحداً أعظم منزلة عند الله من نبيّ بعثه وهو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يُبعث ، وهو إسماعيل بن إبراهيمعليهما‌السلام ، فالنبوّة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة؟ وبعد فما يقصر برجل أبوه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ؟

فوثب هشام عن مجلسه ودعا قهرمانه وقال : لا يبيتنّ هذا في عسكري.

فخرج زيد وهو يقول : إنّه لم يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلاّ ذلّوا(١) .

وذكر ابن قتيبة بإسناده في كتاب عيون الأخبار : أنّ هشاماً قال لزيد بن عليّ لمّا دخل عليه : ما فعل أخوك البقرة.

فقال زيد : سمّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باقر العلم وأنت تسمّيه بقرة لقد اختلفتما إذاً(٢) .

قال(٣) : فلمّا وصل الكوفة اجتمع إليه أهلها ، فلم يزالوا به حتّى بايعوه

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٧٢ ، وانظر : عيون الاخبار لابن قتيبة ١ : ٣١٢.

(٢) عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ٣١٢.

(٣) يظهر ان القائل هو الشيخ المفيدرحمه‌الله تعالى ، لان المؤلف أورد عين العبارات الواردة في الارشاد هنا كما فعل في المقطع السابق لرواية ابن قتيبة المشار إليها والمنتهية عند

الهامش السابق.

٤٩٤

على الحرب ، ثمّ نقضوا بيعته وأسلموه ، فقتل وصُلب بينهم أربع سنين لاينكره أحد منهم ولم يغيّره بيد ولا لسان ، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة ، وكان سنّه يوم قتل إثنين وأربعين سنة ، ولمّا قتل بلغ ذلك من الصادقعليه‌السلام كلّ مبلغ ، وحزن عليه حزناً عظيماً ، وفرّق من ماله في عيال من اُصيب معه من أصحابه ألف دينار(١) .

وكان عبدالله بن عليّ بن الحسين فقيهاً فاضلاً ، وكان يلي صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقات أميرالمؤمنينعليه‌السلام (٢) .

وكان عمر بن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام فاضلاً جليلاً ورعاً ، وكان أيضاً يلي صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وكان الحسين بن علي بن الحسين فاضلاً ورعاً ، وروى أخباراً كثيرةعن أبيه عليّ بن الحسين وعن أخيه أبي جعفر وعن عمته فاطمة بنت الحسينعليهم‌السلام (٣) .

وروي عنه أنّه قال : كان إبراهيم بن هشام المخزوميّ والياً على المدينة ، وكان يجمعنا يوم الجمعة قريباً من المنبر ، ثمّ يقع في عليّ ويشتمه ، قال : فحضرت يوماً وقد امتلأ ذلك المكان فلصقت بالمنبر فأغفيت فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجلٌ وعليه ثياب بياض فقال لي : يا أباعبدالله ألا يحزنك ما يقول هذا؟ قلت : بلى والله.

قال : افتح عينك وانظر ما يصنع الله به.

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٧٣.

(٢) ارشاد المفيد ٢ : ١٦٩

(٣) ارشاد المفيد ٢ : ١٧٠

٤٩٥

فإذا هو قد ذكر علياًعليه‌السلام فرمي به من فوق المنبر فمات لعنه الله(١) .

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ١٧٤.

٤٩٦

( الباب الرابع )

في ذكر الامام الباقر والنور الباهر

أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام

وهو خمسة فصولا :

٤٩٧

(الفصل الأول)

في ذكر تاريخ مولده ، ومبلغ عمره ،

ومدة إمامته ، ووقت وفاته ، وموضع قبره

ولدعليه‌السلام بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة يوم الجمعة غرّة رجب(١) ، وقيل : الثالث من صفر(٢) . وقُبضعليه‌السلام سنة أربع عشرة ومائة من ذي الحجّة(٣) ، وقيل : في شهر ربيع الأول(٤) ، وقد تمّ عمره سبعاً وخمسين سنة.

وأمّه أمّ عبداللهّ فاطمة بنت الحسنعليه‌السلام ، فهو هاشميّ من هاشميّين وعلويّ من علويّين.

وقبره بالبقيع من مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جانب أبيه زين العابدينعليه‌السلام وعمّ أبيه الحسن بن عليّعليهما‌السلام (٥) .

فعاشعليه‌السلام مع جدّه الحسينعليه‌السلام أربع سنين ، ومع أبيه تسعاً وثلاثين سنة ، وكانت مدّة إمامته ثماني عشرة سنة.

وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك الوليد بن عبدالملك ، وملك سليمان بن عبدالملك ، وعمر بن عبدالعزيز ، ويزيد بن عبدالملك ، وهشام بن

__________________

(١) انظر : الكافي ١ : ٣٩٠ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٥٨. مصباح المتهجد : ٧٣٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢١٥ ، دلائل الامامة : ٩٤

(٢) انظر : المناتب لابن شهرآشوب ٤ : ٢١٠ ، الفصول المهمة : ٢١١.

(٣) انظر : الكافي ١ : ٠ ٣٩ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٥٨ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢١٠.

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢١٠ ، دلائل الامامة : ٩٤.

(٥) انظر : الكافي ١ : ٣٩٥ ، ارشاد المفيد ٢ : ١٥٨ ، دلائل الامامة : ٤ ٩.

٤٩٨

عبدالملك ، وتوفيعليه‌السلام في ملكه(١).

__________________

(١) انظر : المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٢١٠ ، دلائل الامامة : ٩٤.

٤٩٩

(الفصل الثاني)

في ذكر دلائل إمامته عليه السلام

الدليل على إمامتهعليه‌السلام ما قدّمناه بعينه في إمامة أبيهعليه‌السلام من اعتبار وجوب العصمة وبطلان قول كل من ادّعى حياة الأموات ، على الترتيب الذي تقدّم في الاستدلال ، ودلائل العقول أوكد من دلائل الأخبار لبعدها عن التأويل والاحتمال.

فأمّا النصوص الدالة على إمامته ، والأثار الواردة في الإشارة إليه ، فمن ذلك :

ما رواه محمد بن يعقوب الكليني ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد ابن عبدالجبّار ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن محمد بن سهل ، عن إبراهيم ابن أبي البلاد ، عن إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن عليّ بن الحسين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «لمّا حضرت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام الوفاة أخرج سفطاً أو صندوقاً عنده فقال : يا محمد احمل هذا الصندوق ، قال : فحمل بين أربعة ، فلمّا توفّي جاء إخوته يدّعون في الصندوق سهماً ، قال : واللهّ مالكم فيه شيء ، ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي ، وكان في الصندوق سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكتبه »(١) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن عمران بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبدالله بن عيسى عن أبيه عبدالله عن أبيه عيسى ،

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٤٢ | ١ ، وكذا في بصائر الدرجات : ٢٠٠ | ١٨ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٦ : ٢٣٠ | ٤.

٥٠٠

عن جدّه قال : نظر عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إلى ولده وهو يجود بنفسه وهم مجتمعون عنده ، ثمّ نظر إلى محمد بن عليّ فقال : «يا محمّد ، خذ هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ».

وقال : أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكن كان مملوءاً علماً(1) .

وعنه ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : «إنّ عمر بن عبدالعزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة عليّ وعمر وعثمان ، وإنّ ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن وكان أكبرهم فسأله الصدقة ، فقال زيد : إنّ الوليّ كان بعد علي الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين عليّ بن الحسين ، وبعد عليّ بن الحسين محمد بن علي ، فابعث إليه ، فبعث ابن حزم إلى أبي فارسلني أبي بالكتاب فدفعته إلى ابن حزم ، فقال له بعضنا : يعرف هذا ولد الحسن؟ قال : نعم كما تعرفون أنّ هذا ليل ، ولكن يحملهم الحسد ، ولو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيراً لهم ولكنّهم يطلبون الدنيا»(2) .

وأما النصوص المرويّة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في جملة الاثني عشر فكثيرة ، مثل خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الجنّة فأعطاه فاطمةعليها‌السلام (3)

ومثل ما روي : أنّ الله تعالى أنزل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(1) الكافي 1 : 12 | 24 ، وكذا في : بصائر الدرجات : 185 | 13 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 229 | 2.

(2) الكافي 1 : 243 | 3 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 230 | 6.

(3) تقدمت الإشارة إليه في صفحة : 483.

٥٠١

كتاباً مختوماً باثني عشر خاتماً وأمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ويأمره بان يفضّ أول خاتم فيه فيعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند وفاته إلىالحسنعليه‌السلام ويأمره بفص الخاتم الثاني ويعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند حضور وفاته إلى الحسينعليه‌السلام فيفض الخاتم الثالث ويعمل بما تحته ، ثمّ يدفعه الحسين عند وفاته إلى عليّ بن الحسين ويأمره بمثل ذلك ، ثمّ يدفعه عند وفاته إلى ابنه محمد بن عليّ ويأمره بمثل ذلك ، ثم يدفعه إلى ولده حتّى ينتهي إلى آخر الأئمةعليهم‌السلام (1) .

وسنورد أكثر ما ورد في هذا النوع فيما بعد ان شاء الله تعالى.

__________________

(1) الكافي 1 : 122 | 1. أمالي الصدوق : 2 | 328 ، كمال الدين : 231 | 35 ، الغيبة للنعماني : 52 |3 و 4 ، ارشاد المفيد 2 : 160 ، أمالي الطوسي 2 : 56 ، كشف الغمة 2 : 124.

٥٠٢

(الفصل الثالث)

في ذكر بعض دلائله عليه السلام

قد روت الشيعة من دلالاته أشياء سوى ما تقدم ذكره من خبر حبابة الوالبيّة منها :

ما رواه شعيب العقرقوفي ، عن أبي عروة قال دخلت مع أبي بصير(1) إلى منزل أبي جعفراً وأبي عبداللهعليهما‌السلام قال : فقال لي : أترى في البيت كوّة قريباً من السقف؟ قال : قلت : نعم ، وما علمك بها؟ قال : أرانيها أبو جعفرعليه‌السلام (2) .

وروى أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : «نعم ».

قلت : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الأنبياء ، علم كلَ ما علموا؟

__________________

(1) وهو يحيى بن أبي القاسم الكوفي الأسدي ، ولد مكفوفاً ، وكان يُعد من اصحاب الامام الصادقعليه‌السلام ، ثقة وجيه ، له كتاب ، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام .

وذكر العلامة أنه رأى الدنيا مرتين ، حيث مسح أبو عبداللهعليه‌السلام على عينيه وقال : أنظر ما ترى ، قال : أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك قبلك.

اُنظر : رجال النجاشي : 440 | 1187 ، رجال الطوسي : 330 | 9 ، الخلاصة : 264 |3.

(2) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 268 | 66.

٥٠٣

قال لي : «نعم ».

قلت : فانتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟

فقال : «بلى بإذن الله » ثمّ قال : «ادن منّي يا أبا محمد» فمسح على وجهي وعلى عيني فابصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شيء في الدار ، فقال : «أتحبّ أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصاً؟»

قلت : أعود كما كنت. قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت.

قال الراوي : فحدّثت به ابن أبي عمير فقّال : أشهد أنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حق(1) .

وروى حمّاد بن عثمان ، عن عبدالله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : «ان أبي قال ذات يوم : إنّما بقي من أجلي خمس سنين ، فحسبت فما زاد ولا نقص »(2) .

__________________

(1) بصائر الدرجات : 289 | 1 ، الكافي 1 : 391 | 3 ، الهداية الكبرى : 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 274 | 5 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، دلائل الامامة : 100 ، الفصول المهمة : 217 و 218 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 237 |14.

(2) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 186 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 67 | 268.

٥٠٤

(الفصل الرابع )

في ذكر طرف من مناقبه وخصائصه ،

ونبذ من أخباره عليه السلام

قد اشتهر في العالم تبريزه على الخلق في العلم والزهد والشرف ، فلم يؤثرعن أحد من أولاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبله من علم القرآن والآثار والسنن وأنواع العلوم والحكم والأداب ما اُثر عنه صلوات الله عليه واختلف إليه بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين ، وعرّفه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بباقر العلم على ما رواه نقلة الاثار.

عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له : محمد يبقر علم الدين بقراً ، فإذا لقيته فاقرئه منّي السلام(1) .

وروى أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله قال : «إن جابر بن عبدالله الأنصاري [كان] يقعد في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو معتجر(2) بعمامة سوداء ، وكان ينادي : يا باقر العلم ، وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّك ستدرك رجلاً منّي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً. فذاك

__________________

(1) أمالي الصدوق 289 | 9 ، ارشاد المفيد 2 : 159 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 197 ، مختصر تاريخ دمشق 23 : 78 ، الفصول المهمة : 211.

(2) الاعتجار : لف العمامة على الرأس. «الصحاح ـ عجر ـ 2 : 737».

٥٠٥

الذي دعاني إلى ما أقول(1) .

قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون : واعجباً لجابر ياتي هذا الغلام طرفي النهار وهو أحد من بقي من أصحاب رسول اللهّصلى‌الله‌عليه‌وآله (2) .

وروى ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : «دخلت على جابر بن عبدالله فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام وقال لي : من أنت؟ ـ وذلك بعد ما كفّ بصره ـ فقلتَ : محمد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، فقال : يا بنيّ ادن منّي ، فدنوت منه فقبّل يدي ثمّ أهوى إلى رجلي يقبّلها فتنحّيت عنه ، ثمّ قال لي : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السلام ، فقلت : وعلى رسول اللهّ السلام ورحمة اللهّ وبركاته ، وكيف ذاك يا جابر؟ فقال : كنت معه ذات يوم فقال لي : يا جابر ، لعلّك تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له : محمد بن عليّ بن الحسين يهب الله له النور والحكمة ، فأقرئه منّي السلام »(3) .

__________________

(1) تجاوز المؤلف عند نقله لهذهِ الرواية مقطعاً وسطياً بين هذين المقطعين روماً للاختصار ، واتكالاً منه على شهرة الرواية ، نورده نحن لما فيه من توضيح وربط بين هذين المقطعين :

قال : فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذلك الطريق كتّاب فيه محمد بن عليعليه‌السلام ، فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبلْ ، فاقبَلَ ، ثم قال له : أدبِرْ فادبَرَ ، ثم قال : شمائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي نفسي بيده ، يا غلام ما اسمك؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين. فاقبل عليه يُقبل رأسه ويقول بابي انت واُمي أبوك يقرئك السلام ويقول ذلك.

فرجع محمد بن علي بن الحسينعليه‌السلام إلى أبيه وهو ذعر فاخبره الخبر ، فقال له : يا بني وقد فعلها جابر؟ قال : نعم. قال : الزم بيتك يا بني.

(2) الكافي 1 : 5 39 | 2 ، الاختصاص : 62 ، روضة الواعظين : 206 ، الخرائج والجرائح 12 | 279 1 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 196.

(3) ارشاد المفيد 2 : 158.

٥٠٦

وروي عن أبي مالك ، عن عبدالله بن عطاء المكّي قال : ما رأيت العلماء عند أحد قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة - مع جلالته في القوم - بين يديه كأنّه صبيّ بين يدي معلّمه(1) .

وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عنه قال : حدّثني وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام (2) .

وروى محمد بن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : «إنّ محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أنّ مثل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يدع خلفاً لفضل عليّ بن الحسين حتّى رأيت ابنه محمداً ، فأردت أن أعظه فوعظني.

فقال له أصحابه : بأيّ شيء وعظك؟

قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد ابن عليّعليهما‌السلام ـ وكان رجلاً بدينا ـ وهو متّكى على غلامين له أسودين ـ أو موليين له ـ فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أشهد لأعظنّه ، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ ببهر(3) وقد تصبب عرقآً ، فقلت : أصلحك اللهّ ، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال. في طلب الدنيا؟! لو جاء كالموت وأنت على هذه الحال؟

قال : فخلّى عن الغلامين من يده وتساند فقال : لوجاءني والله

__________________

(1) ارشاد المفيد 2 : 160 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 204 ، حلية الأولياء 3 : 186 ، مختصر تاريخ دمشق 23 : 79.

(2) ارشاد المفيد 2 : 165 ،. المناقب لابن شهر اشوب 4 : 180.

(3) البُهر (با لضم ) : تتابع النفَس. «الصحاح ـ بهر ـ 2 : 895».

٥٠٧

الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله عزّ وجلّ أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنّما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله عزّ وجلّ

فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني»(1) .

وكانعليه‌السلام يقول : «ما ينقم الناس منّا إلاّ أنّا أهل بيت الرحمة ، وشجرة النبوّة ، ومعدن الحكمة ، وموضع الملائكة ، ومهبط الوحي»(2) .

وكانعليه‌السلام يقول : «بليّة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا»(3) .

وكانعليه‌السلام يقول : «نحن خزنة علم الله ، ونحن ولاة أمر الله ، وبنا فتح الله الإسلام ، وبنا يختمه ، فمنا يتعلّموا ، فوالله الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما علم الله في أحد إلاّ فينا ، وما يدرك ما عند الله إلاّ بنا»(4) .

وروى ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن الفضيل ، عنهعليه‌السلام قال : «لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبيّنها لنا»(5) .

وسئلعليه‌السلام عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال : «إذا حدّثت

__________________

(1) الكافي 5 : 73 | 1 ، ارشاد المفيد 2 : 161 ، تهذيب التهذيب 6 : 325 | 894 ، الفصول المهمة : 213 ـ 214.

(2) ارشاد المفيد 2 : 168 ، وباختلاف يسير في : بصائر الدرجات 77 | 5 ، الكافي 1 : 172 | 1.

(3) ارشاد المفيد 2 : 168 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 206 ، واورد صدر الحديث الصفار في : بصائر الدرجات : 76 | 2.

(4) نحوه في بصائر الدرجات : 82 | 10

(5) بصائر الدرجات : 319 | 2.

٥٠٨

بالحديث فلم اُسنده فسندي فيه أبي زين العابدين ، عن أبيه الحسين الشهيد ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل ، عن الله عزّ وجل »(1) .

وروى عنه معروف بن خربوذ قال : سمعته يقول : «إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسلٌ ، أوعبد امتحن الله قلبه للإيمان »(2) .

وروى سدير الصيرفي عنهعليه‌السلام أنّه قال : «إنّما كلف الله سبحانه الناس معرفة الأئمّة والتسليم لهم في ما أوردوا عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه »(3) .

وروى سورة بن كليب الأسدي عنهعليه‌السلام قال : «والله إنّا لخزّان الله في سمائه وفي أرضه ، لا على ذهب ولا فضّة إلاّ على علمه »(4) .

وروي عن عبيدالله بن زرارة ، عن أبيه قال : كنّا عند أبي جعفرعليه‌السلام فجاء الكميت(5) فاستأذن عليه فأذن له فأنشده :

من لقلب متيَّم مستهام

 
. . . . . . . . . .

فلمّا فرغ منها قال له أبو جعفرعليه‌السلام : «يا كميت ، لا تزال مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ، وقلت فينا».

____________

(1) ارشاد المفيد 2 : 167 ، ونقلة المجلسي في جار الأنوار 46 : 288 | 1.

(2) بصائر الدرجات : 41 | 4 ، الكافي 1 : 330 | 1 ، روضة الواعظين : 211 ، المناقب لابن شهرآشوب 206 : 4.

(3) الكافي 1 : 321 | 1.

(4) بصائر الدرجات : 123 | 1 ، الكافي 1 : 148 | 1.

(5) الكميت بن زيد ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بايامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، كان معروفا بتشيعه لأهل البيتعليهم‌السلام ، لقي ألكثير من الأمويين نتيجة ولائه وموقفه هذا.

٥٠٩

وقال الكميت في حديث آخر : فلمّا بلغت إلى قولي :

أخلص الله لي هواي فما

اُغرق نزعاً ولا تطيش سهامي(1)

قالعليه‌السلام : ...

«وقد اُغرق نزعاً وما تطيش سهامي ».

فقلت : يا مولاي أنت أشعر منّي في هذا المعنى(2).

__________________

(1) من قصيدة يقول في مطلعها :

من لقلبٍ متيمٍ مستهام

غير ما صبوة ولا احلام

طارقاتٍ ولا ادكار غوانَ

واضحاتِ الخدود كالارامَ

بل هواي الذي اجِن واُبدي

لبني هاشمً فروع الانام

للقريبين من ندىً والبعيديـ

ـن من الجور في عرى الاحكام

والمصيبين باب ما احطأ النا

سُ ومرسي قواعد الاسلامَ

والحماة الكفاةِ في الحرب ان

لف ضِرامأ وقودُها بضرامَ

والغيوثِ الذينَ أن امحلَ الَنا

سُ فمأوى حواضن الايتامِ

«انظر : شرح هاشميات للكميت : 11 ».

(2) الكافي 8 : 215 | 262.

٥١٠

( الفصل الخامس )

في ذكر أولاده عليه السلام

وهم سبعة :

أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ـ وكان يكنى به ـ وعبدالله بن محمد ، واُمّهما اُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

وإبراهيم وعبيدالله ، درجا(1) ، اُمّهما اُمّ حكيم بنت اُسيد بن المغيرة الثقفيّة.

وعليّ وزينب ، لاُمّ ولد.

واُمّ سلمة ، لاُمّ ولد(2) .

وقيل : إنّ لأبي جعفرعليه‌السلام ابنة واحدة فقط : اُمّ سلمة ، واسمها زينب(3).

__________________

(1) درج الرجل : إذا لم يخلف نسلاً. «الصحاح ـ درج ـ 1 : 313».

(2) ارشاد المفيد 2 : 176 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 210 ، الطبقات الكبرى 5 : 320 ، تذكرة الخواص : 306.

(3) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 210.

٥١١

٥١٢

( الباب الخامس )

في ذكر الامام الصادق والعلم الناطق

أبي عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام

وهو خمسة فصول :

٥١٣

( الفصل الأول )

في ذكر تاريخ مولده ، ومبلغ سنه ،

ومدة إمامته ، ووقت وفاته عليه السلام

ولدعليه‌السلام بالمدينة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة(1) .

ومضى في النصف من رجب(2) ، ويقال : في شوّال(3) ، سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة.

أقام فيها مع جدّه وأبيه إثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أيّام إمامته أربعاً وثلاثين سنة ، وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك هشام بن عبدالملك ، وملك الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، وملك يزيد بن الوليد بن عبدالملك الملقّب بالناقص ، وملك إبراهيم بن الوليد ، وملك مروان ابن محمد الحمار ، ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة اثنين وثلاثين ومائة ، فملك أبو العبّاس عبدالله بن محمد بن عليّ بن عبدالله ابن عبّاس الملقّب بالسفّاح أربع سنين وثمانية أشهر ، ثمّ ملك أخوه أبو جعفرعبدالله الملقّب بالمنصور إحدى وعشرين سنة وإحدى عشر شهراً(4) .

وتوفّي الصادقعليه‌السلام بعد عشر سنين من ملكه ، ودفن بالبقيع مع

__________________

(1) تاريخ الأئمة (ضمن مجموعة نفيسة) : 10 ، ارشاد المفيد 2 : 179 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 279 - 280.

(2) روضة الواعظين : 212.

(3) الكافي 1 : 393 ، ارشاد المفيد 2 : 180.

(4) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 280 ، دلائل الامامة : 111.

٥١٤

أبيه وجدّه وعمّه الحسنعليهم‌السلام (1).

__________________

(1) ارشاد المفيد 2 : 180 ، دلائل الامامة : 111.

٥١٥

(الفصل الثاني)

في ذكر النص على إمامته عليه السلام

أما طريقة الاعتبار فمثل ما تقدم ذكره في إمامة آبائهعليهم‌السلام فانّا إذا اعتبرنا إمامة من اختلف في إمامته في عصرهعليه‌السلام وجدنا الاُمّة بين أقوال :

قائل يقول : لا إمام في الوقت ، وقوله يبطل بما دلّ على وجوب الإمامة في كل عصر.

وقائل يقول : بإمامة من لا يقطع على عصمته ، وقوله يبطل بمّا دلّ على وجوب العصمة للامام.

ومن ادّعى العصمة ولم يقل بالنْص من متأخري الزيدية فقوله يبطل بما دلّلنا عليه من أن العصمة لا يمكن أن تعلم إلآ بالنص أو المعجز.

ومن اعتبر الحياة ـ من الكيسانية ـ فقوله يبطل بما علمانه من موت من ادّعي حياته ، وأيضاً فإنَ هذه الفرقة قد انقرضت وخلا الزمان من القائلين بقولها وانعقد الإجماع على خلافها.

فإذا بطلت هذه الاقوال ثبتت إمامتهعليه‌السلام ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحق عن أقوال الأمّة.

وأما طريقة التواتر فمثل ما ذكرناه فيما تقدم فإن الشيعة قد تواتر تخلفاً عن سلف إلى أنّ اتصل نقلهم بالباقرعليه‌السلام أنه نصّ على الصادقعليه‌السلام ، كما تواترت على أن أمير المؤمنينعليه‌السلام نصّ على الحسن ، ونصَ الحسن على الحسينعليهما‌السلام ، وكذلك كلّ إمام على الإمام الذي يليه ، ثم هكذا إلى أن ينتهى إلى صاحب الزمان ، وكلّ سؤال

٥١٦

يٌسئل على هذا الدليل فالجواب عنه مذكور في تصحيح التواتر لنصّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا يحتمل ذكره هذا الموضع.

فأما مما جاء في الأخبار من النص بالإمامة عليه والإشارة بذلك من أبيه إليه فمن ذلك :

ما رواه محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفرمحمد بن عليّعليهما‌السلام إلى أبي عبداللهعليه‌السلام يمشي فقال : «ترى هذا ، هذا من الذين قال الله سبحانه :( وَنُرِيدُ اَن نَمُنّ علَى الذِينَ أستُضعوا فِي الإرضِ وَنَجعَلَهُم اَئِمّةَ وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ ) (1) (2) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله قال : «لمّا حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر اُوصيك بأصحابي خيراً.

قلت : جعلت فداك ، والله لأدعنّهم والرجل منهم يكون في المصر فلا لسال أحداً »(3) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفرعليه‌السلام : أنّه سئل عن القائم فضرب بيده على أبي عبداللهعليه‌السلام ثمّ قال : «هذا

__________________

(1) القصص 28 : 5.

(2) الكافي 1 : 243 | 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 214 ، كشف الغمة 2 : 167 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 | 5

(3) الكافي 1 : 244 | 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، روضة الواعظين : 207 ، كشف الغمة 2 : 166 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 12 | 3.

٥١٧

والله قائم آل محمد».

قال عنبسة بن مصعب : فلمّا قبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فاخبرته بذلك ، فقال : «صدق جابر على أبي » ثمّ قالعليه‌السلام : «لعلّكم ترون أن ليس كلّ إمام هو القائم بعد الإمام الذي قبله »(1) .

وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن طاهر قال : كنت قاعداً عند أبي جعفرعليه‌السلام فاقبل جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «هذا خير البريّة»(2) .

وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : «إنّ أبي استودعني ما هناك ، فلمّا حضرته الوفاة قال : ادع لي شهوداً ، فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر ، فقال : اُكتب اُوصيك بما أوصى به يعقوب بنيه :( يا بُنَيَّ إِنَّ اللهَ أصطفَى لَكُمُ الدّينَ فلا تَمُوتُنَّ إلاّ وَاَنتُم مُّسلِمُونَ ) (3) أوصى أبو جعفر محمد بن عليّ إلى جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفّنه في بُرْدِه الذي كان يصلّي فيه الجمعة ، وأن بعمّمه بعمامته ، وأن يربّع قبره ويرفعه أربع أصابع ، ثمّ قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت بعدما انصرفوا : ما كان لك في هذا بان تشهد عليه؟

__________________

(1) الكافي 1 : 74 | 24 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 07 2 ، كشف الغمة 2 : 167 ، اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار47 : 14 | 11.

(2) الكافي 1 : 244 | 4 ، وكذا في : الامامة والتبصرة : 199 | 55 ، ارشاد المفيد 2 : 181كشف الغمة 2 : 167 ، في اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 | 7 ضمن ح 7.

(3) البقرة 2 : 132.

٥١٨

فقال : إنّي كرهت أن تُغلب وأن يقال : إنّه لم يُوصِ إليه ، فاردت أن تكون لك الحجّة»(1) .

وأشباه هذه الأخبار كثيرة.

__________________

(1) الكافي 1 : 244 | 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 208 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 278 ـ 279 ، كثسف الغمة 2 : 167 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 14 | 10.

٥١٩

(الفصل الثالث)

في ذكر طرف مما ظهر منه من المعجزات

والأخبار بالغائبات

ما روي من آيات الله الظاهرة على يده والمعجزات المؤيّدة له ، الدالّة على بطلان قول من ادّعى الإمامة لغيره كثيرة ، نحن نذكر منها ما اشتهرت به الرواية فمن ذلك :

ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب (نوادر الحكمة) بإسناده ، عن عائذ بن نباتة الأحمسيّ قال : دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام وأنا اُريد أن أسأله عن صلاة الليل ونسيت ، فقلت : السلام عليك يا ابن رسول الله.

فقال : «أجل والله أنا ولده ، وما نحن بذي قرابة ، من أتي الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يُسئل عمّا سوى ذلك » فاكتفيت بذلك(1) .

وعنه ، بإسناده ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن مهزم قال : كنّا نزولاً بالمدينة ، وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني ، وإنّي أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها ، فلمّا كان من الغد دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال لي : «يا مهزم ، أين كان أقصى أثرك اليوم؟»(2)

__________________

(1) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 225 ، كشف الغمة 2 : 192 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 150 |207.

(2) قال العلامة المجلسيرحمه‌الله في البحار (47 : 150 | 207) تعليقاً على هذا القول :

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555