قاعدة لا ضرر ولا ضرار

قاعدة لا ضرر ولا ضرار16%

قاعدة لا ضرر ولا ضرار مؤلف:
تصنيف: علم أصول الفقه
الصفحات: 360

قاعدة لا ضرر ولا ضرار
  • البداية
  • السابق
  • 360 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 190685 / تحميل: 7549
الحجم الحجم الحجم
قاعدة لا ضرر ولا ضرار

قاعدة لا ضرر ولا ضرار

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

في الحديث عنوان ثانوي متولد من الحكم ، ونسبته اليه نسبة السبب التوليدي إلىٰ مسبّبه ، كالقتل إلىٰ قطع الرقبة والاحراق إلىٰ الإلقاء في النار والايلام إلىٰ الضرب ونحو ذلك.

واطلاق العناوين التوليدية علىٰ اسبابها شائع متعارف لا يحتاج إلىٰ أية عناية فيكون مجازاً والمقام من هذا القبيل ، فيكون المراد من نفي الضرر نفي سببه المتحد معه وهو الحكم ، والفرق بين هذا المسلك ومسلكنا أننا نرى أن المنفي هو التسبيب للضرر ولازمه نفي الحكم الضرري بينما هذا المسلك يرى أن المنفي مباشرة هو الحكم الضرري.

( ان قيل ) : انه يعتبر في العنوان التوليدي عدم تخلل ارادة من فاعل مختار بينه وبين السبب كعدم تخلّلها بين الإلقاء والاحراق ، والمقام ليس من هذا القبيل في مثل ايجاد الوضوء والحج الضرريين ، لأَن الحكم فعل للشارع والضرر انما يترتب علىٰ امتثال العبد بارادته واختياره ، فكيف يحمل الضرر علىٰ الحكم.

( قيل ) : إن ارادة العبد في عين كونها اختيارية مقهورة لارادة الله سبحانه ، لان العبد ملزم عقلاً ومجبور شرعاً بالامتثال ، فالعلة التامة لوقوع المتوضئ أو الشريك أو الجار في الضرر هي الجعل الشرعي.

ولكن هذا التقريب ضعيف :

أوّلاً : لان الإشكال المطروح لا واقع له ، فان المقام ليس من قبيل الأَسباب والمسببات التوليدية ، ومجرد كون ارادة العبد مقهورة لارادة المولى لا يجعله من قبيلها موضوعاً ولا يلحقه بها حكماً ، مضافاً إلىٰ أن ذلك انما يتأتى في ارادة العبد المطيع دون العاصي كما اعترف به ومن المعلوم أن الاحكام لا تختص بالمطيعين دون العصاة.

وثانياً : ان الضرر المترتب علىٰ العمل لا يترتب عليه دائماً مباشرة ،

١٦١

بل قد يكون العمل مجرد معدّ للضرر كما لو كان الوضوء مما يوجب استعداد المزاج لمرض ما. وحينئنذٍ لا يمكن اتصاف الحكم بانه ضرر بلحاظ توليده للعمل المضرّ.

وثالثاً : إن العنوان التوليدي إنما ينطبق علىٰ سببه بالمعنى المصدري المتضمّن للنسبة الصدورية لا بالمعنى الاسم المصدري ونحوه مما لا يتضمن نسبة صدورية ولذا لا يقال علىٰ الالقاء انه احتراق ولكن يقال إنه احراق ، لأن الاحراق يتضمن نسبة صدورية دون الاحتراق ، وعلىٰ هذا فما ينطبق علىٰ الحكم هو عنوان الاضرار والضرار لا عنوان ( الضرر ) لأنّه معنىٰ اسم مصدري علىٰ ما سبق.

ورابعاً : ان هذا المقدار ليس إلا تصويراً لتفسير الحديث بنفي الحكم الضرري وذلك لا يقتضي تعيّنه بعد عدم انحصار ما يحتمل معنىٰ للحديث بهذا التصوير.

المسلك الثاني : أن يكون المراد بالحديث النهي عن الضرر والاضرار.

وهذا المسلك هو العمدة في تفسير الحديث في مقابل تفسيره بنفي الحكم الضرري ، وقد ذهب اليه جمع من اللغويين ونقل عن بعض فقهاء العامة. وقد اختاره من المتأخرين جماعة منهم صاحب العناوين والعلامة شيخ الشريعة.

وعلى هذا المسلك يكون مفاد ( لا ضرر ) متحداً مع مفاد ( لا ضرار ) ـ بعد الاعتراف بوحدة معنىٰ المادة فيهما علىٰ ما تقدّم تحقيقه ـ فيكون التكرار لمجرّد التأكيد كما نقل عن بعض اللغويين علىٰ ما مرّ. وربما قال جمع منهم بالتفرقة بينهما تخلّصاً عن التكرار بوجوه ضعيفة سبق التعرض لها ولنقدها.

١٦٢

وينحلّ هذا المسلك في نفسه الىٰ عدة وجوه ، لأن النهي الذي يتضمنه الحديث تارة يجعل نهياً تحريمياً أولياً ، واخرىٰ يقال إنّه نهي تحريمي سلطاني وثالثة يدعى أنّه جامع بين النهي التكليفي والإرشادي.

ونحن نتعرض لتحقيق أصل هذا المسلك وفق الوجه الاول من هذه الوجوه لأنّه اقواها وأرجحها ، ثم نتعرض للوجهين الآخرين عقيب ذلك ، وان كانت جملة من الأبحاث الآتية في هذا الصدد ممّا يتعلق بأصل هذا المسلك فتنطبق علىٰ جميع الوجوه.

ولتحقيق هذا المسلك لا بُدّ من البحث :

أولا ً : في تصويره.

وثانياً : فيما ذكر ترجيحاً له واثباتاً لتعيّنه.

وثالثاً : فيما يرد علىٰ هذا المسلك أو اورد عليه.

ورابعاً : في الوجهين الأخيرين مما قيل بناءً عليه.

فهنا ابحاث اربعة :

البحث الأَوّل : في تصوير هذا المبنى. وهو يتوقّف علىٰ توضيح امرين :

الأَوّل : كيفية ارادة النهي من هذا التركيب.

لا اشكال في ان مفاد ( لا ) في الحديث هو النفي فيكون معنىٰ الحديث استعمالاً الإخبار عن نفي الضرر والضرار علىٰ ما هو المنساق منه ، وانما اريد النهي ـ علىٰ تقديره ـ في مرحلة الإرادة تجوزاً.

والجهة المصححة لهذا الاستعمال هي التناسب الموجود بين نفي الطبيعة وبين التسبيب إلىٰ انتفائها باعتبارها فعلاً محرماً.

واما العناية الموجبة لهذا التجوز فهي اظهار المبالغة في الزجر عن الشيء حتىٰ كأنّ الفعل لا يوجد خارجاً أصلاً ، كما تستعمل صيغة الاثبات

١٦٣

في البعث إلىٰ الشيء بمثل هذه العناية وقد ذكرفي علم المعاني أنّه قد يقع الخبر موقع الانشاء لاظهار الحرص في وقوع الفعل حتىٰ يخيّل اليه حاصلاً وقد اوضحنا القول في ذلك بتفصيل في بحث استعمال الجملة الخبرية في مقام الطلب من علم الاصول.

الثاني : في ثبوت استعمال هذا التركيب في النهي.

لا إشكال في ثبوت استعمال الجملة الخبرية بأقسامها في غير مورد الانشاء الطلبي والزجري سواء كانت جملة اسمية ك‍ ( هي طالق ) أو جملة فعلية بالفعل الماضي ك‍ ( بعت ) و ( اشتريت ) أو بالفعل المضارع نحو ( إني أريد أن انكحك ).

لكن الامر ليس كذلك في مورد الإنشاء الطلبي والزجري علىٰ ما يشهد به موارد الاستعمالات فلم يثبت استعمالها في مورد إنشاء هذين المعنيين ، اذا كانت الجملة اسمية من قبيل ( زيد قائم ) أو ( زيد ليس بقائم ) بان يراد بالأَوّل بعثه إلىٰ القيام وبالثاني زجره عنه وإن كان الاستعمال صحيحاً ممكناً كأن يقول الولد لولده ( أنا مسافر غداً وأنت معي ) ومراده طلب السفر معه.

واما في مورد الفعل الماضي فربما قيل انه لم يثبت أو لا يصح أيضاً كما عن السيد الأستاذ (قده)(١) .

لكنه ليس بواضح فانه يشيع استعماله في الدعاء ك‍ ( رحمك الله وأعزك ) كما يستعمل في معنىٰ الأمر اذا كان جزاءً ك‍ ( اذا استيقن انه زاد في صلاته ركعة اعاد صلاته ) وربما استعمل فيه ابتداءً كقولهعليه‌السلام ( أجزء امرؤ قرنه آسى أخاه بنفسه )(٢) .

__________________

(١) المحاضرات ج ٢ ص ١٣٧.

(٢) نهج البلاغة ( في حث اصحابه علىٰ القتال : ١٨٠ ـ ١٨١ ).

١٦٤

واما في مورد الفعل المضارع فلا اشكال في ثبوت استعمالها في البعث والزجر كما هو شائع ك‍ ( يعيد صلاته ) أو ( لا يعيد صلاته ) علىٰ ما هو واضح.

( واما تركيب لا النافية ) : ـ وهو مورد البحث هنا ـ فربما يشكل ذلك كما ذكر المحقق الخراساني ( ان ارادة النهي من النفي وان كان غير عزيز الا انه لم يعهد في مثل هذا التركيب )(١) وردّ عليه العلاّمة شيخ الشريعة بشيوع هذا المعنىٰ في التركيب وذكر جملة كثيرة من الأمثلة ادعى فيها انها تعني النهي(٢) .

والحق ان القولين لا يخلوان عن افراط وتفريط ، اما الأوّل فلمعهودية ارادة النهي من النفي كما في قوله تعالىٰ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجِّ ) (٣) وغير ذلك من الاستعمالات. واما الثاني : فلأن شيوع هذا المعنىٰ في التركيب المزبور بالمستوى الذي يمثله ذكر تلك الامثلة غير ثابت فان جملة منها ليست بهذا المعنىٰ كما يأتي تفصيله في التعرض لما ذكر في ترجيح هذا المسلك.

لكن يكفي في ما هو الغرض في المقام ( من تصوير هذا المسلك ) اصل ثبوت استعمال هذا التركيب في هذا المعنى. وعلىٰ ضوء هذا يتضح تمامية هذا المسلك تصويراً.

البحث الثاني : في تعيين هذا المسلك وترجيحه.

و يستفاد من كلام العلاّمة شيخ الشريعة في هذا الصدد وجوه :

__________________

(١) كفاية الأصول : ٣٨٢.

(٢) رسالة لا ضرر له : ٣٧ ـ ٣٩.

(٣) البقرة ٢ : ١٩٧.

١٦٥

الوجه الأَوّل : ما يظهر من مجموع كلامه(١) من تعين ارادة النهي في الحديث نظراً إلىٰ شيوع ارادته من هذا التركيب في مثل هذا الموضوع دون غيره من المعاني التي يصح ان تراد بهذا التركيب.

وهذا ينحلّ إلىٰ عقدين سلبي وايجابي.

اما العقد السلبي : وهو عدم شيوع غيره ، فلأَن في قبال احتمال النهي وجهين :

احدهما : نفي المسبّب وارادة نفي السبب كما هو مبنى تفسيره بنفي الحكم الضرري.

والثاني : نفي الحكم بلسان نفي موضوعه.

والأَوّل غير معهود في هذا التركيب أصلاً. والثاني معهود لكن فيما لا يماثل المقام موضوعاً وهو ما اذا ثبت حكم لموضوع عامّ واريد نفيه عن بعض اصنافه ك‍ ( لا سهو في سهو ) ومن الواضح ان المقام ليس من هذا القبيل ، اذ لم يجعل لنفس الضرر حكم يراد نفيه عن بعض اصنافه ، واما نفي حكم موضوع آخر عنه فارادته تحتاج إلىٰ قرينة واضحة وهي منتفية في مقامنا.

واما العقد الإيجابي : ـ وهو شيوع ارادة النهي من هذا التركيب ـ فقد ذكر له امثلة من الكتاب والسنة وقال بعدها ( ولو ذهبنا لنستقصي ما وقع من نظائرها في الروايات واستعمالات الفصحاء ـ نظماً ونثراً ـ لطال المقال وأدى إلى الملل وفيما ذكرنا كفاية في اثبات شيوع هذا المعنى في هذا التركيب ، اعني تركيب ( لا ) التي لنفي الجنس(٢) .

__________________

(١) يظهر ذلك بملاحظة ما ذكره أوّل الفصل الثامن من شيوع ارادة النهي وما ذكره بعد ذلك ص ٣٧ ـ ٤٠ حول سائر الاحتمالات.

(٢) رسالة لا ضرر للعلامة شيخ الشريعة ص ٣٧ ـ ٣٩.

١٦٦

والامثلة التي ذكرها هي كما يلي :

١ ـ قوله تعالى :( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجِّ ) (١) .

٢ ـ وقوله تعالى :( فَإِنَّ لَكَ فِي الحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ ) (٢) في مجمع البيان : معنىٰ ( لا مساس ) أي لا يمسّ بعضنا بعضاً(٣) .

٣ ـ ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام ).

٤ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا جلب ولا جنب ولا اعتراض ).

٥ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا خصى في الإسلام ولا بنيان كنيسة ).

٦ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا حمى في الإسلام ولا مناجشة ).

٧ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا حمى في الاراك ).

٨ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا حمى الا حمى الله ورسوله ).

٩ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا سبق إلا في خفّ أو حافر أو نصل ).

١٠ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا صمات يوم إلىٰ الليل ).

١١ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا صرورة في الإسلام ).

١٢ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).

١٣ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا هجر بين المسلمين فوق ثلاثة ايام ).

١٤ ـ وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا غش بين المسلمين ).

__________________

(١) البقرة ٢ : ١٩٧.

(٢) طه ٢٠ : ٩٧.

(٢) ط جديد ج ٤ ص ٢٨.

١٦٧

و يرد على هذا الوجه :

أوّلا ً : ما تقدّم من ان شيوع ارادة النهي من هذا التركيب لا يؤثّر في تقوية هذا الاحتمال وتضعيف سائر الاحتمالات بمجرّد التماثل التركيبي بين المقام وبين الموارد الاخرى ، مع اختلافها في ملابسات وخصوصيات مؤثرة في تغيير المعنى ، بل لا بد من احراز اتحادها في ذلك. وجملة ( لا ضرر ) لا تشترك مع الامثلة المضروبة في هذه الجهة لان طبيعة الموضوع المنفي فيها امر مرغوب عنه مما يجعل الانسان لا يتحمله الا بتصوّر تسبيب شرعي فالنفي الوارد في هذا السياق النفسي يهدف بالطبع إلى ابطال التصوّر المذكور ، ونفي التسبيب الشرعي إلى ذلك ، وليس شيء من هذه الأمثلة من هذا القبيل فانها بين طبائع خارجيّة مرغوبة لذاتها لانسجامها مع القوى الشهوية والغضبية ، وبين طبائع اعتبارية مرغوبة لآثارها القانونية ـ كما سيتّضح مما يأتي ـ فشيوع ارادة النهي في هذا المجال لا يحسم الموقف لصالح احتمال النهي في الحديث.

وثانيا ً : ان استعمال هذا التركيب في النهي ليس بشائع بالمستوى المدعى ، إذ جملة من الأمثلة المذكورة انما هي من قبيل نفي الحكم بلسان نفي موضوعه ، اما لتعذّر ارادة النهي فيها وان افادت التحريم أو لعدم ظهورها في ذلك.

اما القسم الأَوّل : ـ وهو ما يتعذر ارادة النهي منها ـ فهو ما اقترن بكلمة ( في الإسلام ) فان وجود هذه الكلمة يقتضي كون نفي الماهية بلحاظ عالم التشريع أي عدم وقوعه موضوعاً للحكم لا نفيها خارجاً بداعي الزجر عن ايجادها.

ففي هذا القسم حتى لو اريد التحريم ـ كما في ( لا خصى في الإسلام ) مثلاً ـ فانما يكون ذلك على سبيل نفي الحكم ( اي الجواز ) بلسان نفي

١٦٨

موضوعه لا علىٰ ارادة النهي ، وان كان نفي الجواز والنهي يرجعان إلىٰ مؤدى واحد ، إلا انه لا ينبغي الخلط بينهما في مقام التدقيق في انحاء استعماله هذا التركيب كما هو واضح.

واما القسم الثاني : ـ وهو ما لا يكون ظاهراً في التحريم ـ فهو الموارد التي كان المنفي فيها ماهية اعتبارية ، فان نفي الماهية الاعتبارية ظاهر حسب تناسبات الحكم للموضوع في نفي صحتها ـ كما تقدّم توضيح ذلك في ذكر الضابط العام لتشخيص محتوى صيغ الحكم ـ فتكون هذه الموارد من قبيل نفي الحكم بلسان نفي موضوعه.

سواء في ذلك ما كان النفي فيه نفياً للماهية خارجاً أو في وعاء التشريع.

فمن الأَوّل قوله ( لا سبق إلا في خفّ أو حافر أو نصل ) فان المراد بالسبق العقد الخاص فالمقصود بالحديث بطلانه الا في الموارد المستثناة ، وثبوت حرمته بدليل آخر لا يقضي باستفادته من هذا الدليل.

ومن الثاني : قوله ( لا شغار في الإسلام ) فان الشغار نوع خاص من النكاح كان معروفاً في الجاهلية وقوله ( لا حمى في الإسلام ) فان المراد بالحمى اعتبار مرعى ومرتع مختصاً بشخص أو قبيلة ، فيمنع الغير من الرعي فيه وهذا نوع من الحكم الوضعي الذي يندمج فيه الحكم التحريمي ومرجع نفيه إلىٰ الغائه أو اسقاط ما كان يترتب عليه من الآثار في العرف الجاهلي لا تحريمه تحريماً مولويّاً.

ويحتمل ان يكون من هذا القبيل قوله ( لا رهبانية في الإسلام ) بناءً علىٰ انها التزام وتعهّد نفسي بترك الاشتغال بالدنيا وملاذها والعزلة من اهلها والتعمد إلىٰ مشاقها ، فيكون المراد بنفيها الغاء هذا العهد وعدم استتباعه لوجوب الوفاء فلا يكون في هذا المورد تحريم مولوي.

١٦٩

وبذلك ظهر أن معنىٰ النهي لا يتجه في الأَمثلة المذكورة ، إلا فيما لم يقترن بزيادة في الإسلام وكان المتعلق ماهية خارجيّة يؤتى بها لبعض الدواعي الشهوية والغضبية ك‍( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الحَجِّ ) (١) .

الوجه الثاني : تبادر النهي من الحديث وانسباقه إلىٰ الذهن. قال (قده) ( في كلام له عن هذا المسلك ) : ( وهو الذي لا تسبق الأَذهان الفارغة عن الشبهات العلمية إلا اليه )(٢) وقال ( وبالجملة : فلا اشكال في ان المتبادر إلىٰ الأذهان الخالية من اهل المحاورات قبل ان ترد عليها شبهة التمسك بالحديث في نفي الحكم الوضعي ليس الا النهي التكليفي )(٣) .

( ويلاحظ عليه ) : انه لا يتجه التمسك بالتبادر في المقام ـ كما سبق ـ وذلك لان الشك ( تارة ) يكون في تشخيص المراد الاستعمالي وضعاً أو انصرافاً و ( أخرى ) في تشخيص توافق المراد التفهيمي مع المراد الاستعمالي وعدمه. ( وثالثة ) في تشخيص المراد التفهيمي المردد بين وجوه بعد العلم بعدم توافقه مع المراد الاستعمالي. والتمسّك بالتبادر انما يتّجه في المرحلة الأولىٰ لاثبات العلقة الوضعية أو الانصراف. واما في المرحلتين الاخيرتين فلا عبرة بادعاء التبادر بل المناط في المرحلة الثانية وجود القرينة المعينة لهذا المعنىٰ او ذاك بعد وجود القرينة الصارفة عن المراد الاستعمالي. ومن المعلوم ان حمل الحديث علىٰ النهي ليس تحديداً لمدلوله الاستعمالي وانما هو اقتراح في المراد التفهيمي بعد الاعتراف بتخالفه مع المراد الاستعمالي.

فلا بُدّ اذن من ملاحظة الجهات المحيطة بهذا الحديث لملاحظة مدى توفّر القرينة علىٰ أحد الوجوه المقترحة في تحديد المراد التفهيمي وقد

__________________

(١) البقرة ٢ : ١٩٧.

(٢ و ٣) رسالة لا ضرر : ٤٠ ـ ٤١ ( الفصل الثامن ).

١٧٠

عرفت مقتضاها في كل من الجملتين.

الوجه الثالث : ما ذكره بعد ذلك بقوله ( مضافاً إلى ما عرفت من ان الثابت من صدور هذا الحديث الشريف انما هو ما كان في قضية سمرة بن جندب وأنه ثبت فيها ( لا ضرر ولا ضرار على مؤمن ) ولا شك ان اللفظ بهذه الزيادة ظاهر في النهي(١) .

( ويلاحظ عليه )أوّلاً : ان هذه الزيادة لم ترد الا في مرسلة ابن مسكان عن زرارة وهي ليست بحجة وعلى تقدير حجيتها فان موثقة ابن بكير ـ التي تنقل نفس القضية عن زرارة دون تلك الزيادة ـ مقدمة عليها على ما مر تحقيقه في البحث عن متن الحديث في الفصل الأَوّل.

وثانيا ً : انه على تقدير ثبوت هذه الزيادة فانا لا نسلم منافاته مع ارادة نفي التسبيب إلىٰ الحكم الضرري اذ يمكن نفي ذلك بالنسبة إلى المؤمن.

الوجه الرابع : ما ذكره بقوله ( على ان قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسمرة انك رجل مضار ولا ضرر ولا ضرار على مؤمن ـ كما في رواية ابن مسكان عن زرارة ـ انما هو بمنزلة صغرى وكبرى ، فلو اريد التحريم كان معناه انك رجل مضار والمضارّة حرام وهو المناسب لتلك الصغرى ، لكن لو اريد غيره مما يقولون صار معناه انك رجل مضار والحكم الموجب للضرر منفي أو الحكم المجعول منفي في صورة الضرر ، ولا اظن بالاذهان المستقيمة ارتضاءه )(٢) .

ويرد عليه أوّلا ً : ان القول المذكور لم يتضمنه الا رواية ابن مسكان. وقد سبق عدم اعتبارها في الفصل الأَوّل.

__________________

(١) نفس المصدر ص ٤١.

(٢) رسالة لا ضرر للعلامة شيخ الشريعة : ٤١ ـ ٤٢.

١٧١

وثانيا ً : ان مقتضى ما ذكره استفادة التحريم من ( لا ضرار ) ـ لا من ( لا ضرر ) ولا منهما جميعاً ـ لأَنّ المستعمل في التطبيق هو وصف باب المفاعلة ـ وهو مضار ـ وعليه فلا مانع من ان يراد ب‍ ( لا ضرار ) نفي التسبيب إلى الضرر بنفي الحكم الضرري ويراد ب‍ ( لا ضرار ) الحرمة التكليفية فتتناسب الصغرى مع الكبرى.

الوجه الخامس : اتفاق اهل اللغة على فهم معنى النهي من الحديث.

قال (قده) ( في كلام له ) : ( ولنذكر بعض كلمات ائمة اللغة ومهرة أهل اللسان تراهم متفقين على ارادة النهي لا يرتابون فيه ولا يحتملون غيره ، ففي النهاية الاثيرية : قوله ( لا ضرر ) اي لا يضر الرجل اخاه فينقصه شيء من حقه ، والضرار فعال من الضر اي لا يجازيه على اضراره بادخال ( الضرر عليه ). وفي لسان العرب ـ وهو كتاب جليل في اللغة في عشرين مجلداً(١) ـ معنى قوله ( لا ضرر ) لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه. و ( لا ضرر ) أي لا يجازيه على اضراره بادخال ( الضرر عليه ). وفي تاج العروس مثل هذا بعينه ، وكذا الطريحي في المجمع )(٢) .

و في هذا الوجه ملاحظتان :

الأُولى : في مدى اصالة هذه المصادر الخمسة في ذكر هذا الرأي ومدى التزام مؤلفيها به.

١ ـ وأمَّا النهاية لابن الأثير ( ت ٦٠٦ ه‍ ) فقد تقدّم انها في جزء مهم

__________________

(١) قد طبع الكتاب أوّلاً في عشرين مجلداً وعليه جرى هذا القائل وقد طبع ثانياً في بيروت في خمسة وعشرين مجلداً وقد جاء قي مقدمة هذه الطبعة ١ / ٦ انه ثلائون مجلداً كما جاء في مقدمة تاج العروس انه سبعة وعشرون مجلداً. منه.

(٢) لسان العرب ٤ / ٤٨٢ ، مجمع البحرين ٣ / ٣٧٣ ، تاج العروس ٣ / ٣٤٨ ، النهاية لابن الأثير ٣ / ٨١ ، رسالة لا ضرر لشيخ الشريعة : ٤٣.

١٧٢

منها تجميع لكتاب غريبي الحديث والقرآن لابي عبيد احمد بن محمّد الهروي المتوفى سنة ( ٤٠١ ه‍ ) وكتاب الغيث في تهذيب القرآن والحديث للحافظ ابي موسى محمّد الاصفهاني ( ت ٥٨١ ه‍ ) وقد جعل لكل منهما علامة. وقد جعل هنا علامة الأَوّل مما يعني انه نقله عن كتاب الهروي وليس من كلامه هو.

٢ ـ ( واما لسان العرب لابن منظور ت ٧١١ ه‍ ) فهو وان كان كتاباً جامعاً الا انه ليس الا تجميعاً لعددة كتب لغوية وهي تهذيب اللغة للازهري ( ت‌ ٣٧٠‌ ه‍ ) ‌والصحاح للجوهري ( ت ٣٩٣ ه‍ ) ونقد الصحاح لابن بري والمحكم لابن سيدة الأَندلسي والنهاية لابن الاثير.

وقد صرح بذلك مؤلفه في مقدمة كتابه كما صرّح بانه ليس مسؤولاً عما في الكتاب(١) وقد اعتبره بعض محققي هذه الكتب كالنهاية كتاب اللسان نسخة من نسخها في مرحلة تحقيقها(٢) وقد نقل في اللسان عبارتين تتضمنان تفسير

__________________

(١) قال في مقدمة لسان العرب ١ / ٨ ط بيروت ( وليس لي في هذا الكتاب فضيلة أمتّ بها ولا وسيلة اتمسك بها سوى اني جمعت فيه ما تفرق في تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه ولم اشبع باليسير وطالب العلم منهوم فمن وقف فيه علىٰ صواب أو ذيل أو صحة أو خلل فعهدته علىٰ المصنف الأَوّل وحمده وذمه لأَصله الذي عليه المعول لانني نقلت من كل أصل مضمونه ولم ابدل منه شيئاً فيقال انما اثمه علىٰ الذين يبدلون بل اديت الأَمانة في نقل الأصول بالنص وما تصرفت فيه بكلام غير ما فيه من النص فليعتد من ينقل من كتابي هذا انه ينقل عن الأصول الخمسة وليغن عن الاهتداء بنجومها فقد غابت لما طلعت شمسه ) وقد اكد ذلك في اثناء الكتاب ففي ٤ / ٤٢ ( قال عبد الله محمّد بن المكرم : شرطي في هذا الكتاب ان اذكر ما قاله مصنفو الكتب الخمسة التي عنيتها في خطبته لكن هذه نكتة لم يسعني اهمالها. قال الهيثمي ).

(٢) لاحظ مقدمة النهاية : ١٩ قال ( ولما كان ابن منظور قد افرغ النهاية في لسان العرب فقد اعتبرنا ما جاء من النهاية في اللسان نسخة وأثبتنا ما بينه وبينها من فروق ).

١٧٣

الحديث بالنهي :

احداهما : عبارة النهاية لابن الأثير وقد نسبها اليه صريحاً.

والثانية : عبارة الأزهري في تهذيب اللغة ولم يصرح باسمه وانما عبر بقوله ( قال : وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) والكلام الذي نقله هذا القائل هو جزء من هذه العبارة. فليس ذلك قول لابن منظور نفسه.

٣ ـ واما الدر النثير للسيوطي ( ت ٩١١ ه‍ ) فهو :

أوّلاً : مختصر نهاية ابن الأثير واسمه الكامل ( الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير ) وقد اضاف على ذلك اضافات قليلة كما ذكر في مقدمة محقق النهاية(١) وعبارته في المقام نص عبارة ابن الأثير فهو الحقيقة ليس مصدراً آخر.

وثانياً : ان الظاهر ان السيوطي لا يلتزم بان معنى ( لا ضرر ) هو النهي ، فانه في كتبه الحديثية والفقهية جرى على ما بنى عليه اكثر فقهاء العامة من تفسير الحديث بنفي الحكم الضرري ، ففي كتابه تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك نقل عن ابن داود قوله ( ان الفقه يدور علىٰ خمسة احاديث وهذا احدها )(٢) وفي كتابه الأَشباه والنظائر(٣) ـ وهو مؤلف في القواعد الفقهية ـ قد فرَّع عليها فروعاً كثيرة لا تنسجم الا مع التفسير المذكور كما تقدّم ذكر ذلك.

__________________

(١) قال في ص ٨ ثم رأى السيوطي ان يفرد زياداته على النهاية وسماها التذييل والتهذيب علىٰ نهاية الغريب. ( ويوجد هذا التذييل بآخر نسخة من نسخ النهاية بدار الكتب المصرية وهو في سبع ورقات ) وقد ذكر في ص ١٩ ـ ٢٠ ( وقد نظرنا في الدر النثير للسيوطي وسجلنا تحقيقاته وزياداته ومعظمها عن ابن الجوزي ولعلّه اطلع على غريبه فهو يكثر النقل عنه ).

(٢) المصدر ٢ / ٢٢.

(٣) الاشباه والنظائر ٨٤ ـ ٨٥.

١٧٤

٤ ـ واما تاج العروس للزبيدي : فالظاهر انه اخذ ما ذكره من النهاية اما مباشرة أو بتوسط لسان العرب أو الدر النثير ، فانها جميعاً من مصادره كما يظهر من مقدمة كتابه ، وقد اعتمد عليه محقق النهاية في تحقيق نصها ـ كما ذكره في مقدمتها ـ وعبارته في المقام عين عبارة النهاية.

مضافاً إلىٰ ان كلامه قد لا يدلّ علىٰ جزمه بذلك فانه لم يتضمن إلا نقل هذا التفسير حيث قال ( والاسم الضرر فعل واحد والضرار فعل الاثنين وبه فسر الحديث ( لا ضرر ولا ضرار ) ، اي لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقّه ولا يجازيه علىٰ اضراره بادخال الضرر عليه ، وقيل هما بمعنىٰ وتكرارهما للتأكيد ).

٥ ـ واما مجمع البحرين : فهو أيضاً ذكر عين عبارة النهايه في المقام وقد صرح في المقدّمة بانها من مصادره.

وبذلك يتضح :

أوّلاً : ان ذكر هذا الرأي في كلمات هؤلاء لم يكن عن التزام به من قبلهم جميعاً ، بل كان ذكر اكثرهم لذلك علىٰ سبيل النقل ـ ولو احتمالاً ـ كما في المصادر الأَربعة الأولىٰ ، وذلك ان اكثر الكتب اللغوية شأنها تجميع الكلمات والاقوال كالجوامع الحديثية ، ولذا كانوا يذكرون الاسناد اليها في العهد الأوّل.

وثانياً : ان اصل هذا التفسير ينتهي إلىٰ كلامين تقدّم ذكرهما في أوّل هذا الفصل احدهما للازهري في تهذيب اللغة ، والثاني للهروي في الغريبين ، وسائر المتأخرين عنهما انما ذكروا نص هذين الكلامين أو احدهما ـ ولو ملخصاً ـ من دون تصرف زائد في ذلك.

وعلى ضوء ذلك يظهر ان ما ذكر من نسبة فهم هذا المعنىٰ إلىٰ مهرة اللغة لا يخلو عن نظر وتأمّل.

١٧٥

و الملاحظة الاخرى : انّ الاحتجاج بقول أهل اللغة ضعيف لعدم حجية اقوالهم في حد انفسها ـ علىٰ ما اوضحناه في علم الأصول ـ لا سيّما في مثل هذا الموضوع الذي لا يرتبط بتفسير مفرد لغوي ، وانما يرتبط بتشخيص المعنىٰ المجازي للكلمة ، وخصوصاً مع تعارضه مع فهم الفقهاء الذين هم اكثر اطلاعاً علىٰ المناسبات الدخيلة في تشخيص المراد التفهيمي ، لا سيّما في النصوص التشريعية حيت تقدّم أن اغلب فقهاء الفريقين فهموا من الحديث نفي مجعولية الحكم الضرري.

الوجه السادس والسابع والثامن : ما نقله (قده) عن صاحب العناوين من انه قال :

١ ـ ( والحق ان سياق الروايات يرشد إلىٰ ارادة النهي من ذلك ، وان المراد تحريم الضرر والضرار والمنع عنهما ، وذلك إمّا بحمل ( لا ) علىٰ معنىٰ النهي ، وامّا بتقديركلمة ( مشروع ومجوز ومباح ) في خبره مع بقائه علىٰ نفيه ، وعلىٰ التقديرين يفيد المنع والتحريم.

٢ ـ وهذا هو الانسب بملاحظة كون الشارع في مقام الحكم من حيث هو كذلك ، كما في مقام ما يوجد في دين وما لا يوجد ، وان كان كل من المعنيين مستلزماً للآخر إذ عدم كونه من الدين أيضاً معناه منعه فيه ومنعه فيه مستلزم لخروجه عنه.

٣ ـ مضافاً إلىٰ ان قولنا ( الضرر والضرار غير موجود في الدين ) معنىٰ يحتاج تنقيحه إلىٰ تكلفات ، فانّ الضرر مثلاً نقص المال أو ما يوجب نقصه ، وذلك ليس من الدين بديهة إذ الدين عبارة عن الاحكام لا الموضوعات ، فيحتاج حينئذٍ إلىٰ جعل المعنىٰ هكذا : ان الحكم الذي فيه ضرر أو ضرار

١٧٦

ليس من الدين ، وهذا غير متبادر وإن بالغ فيه بعض المعاصرين )(١) .

وهذه الوجوه غير تامة أيضاً.

أما الأَوّل : فلمنع إرشاد سياق الروايات إلىٰ ارادة النهي من ( لا ضرر ) لا سيّما علىٰ المختار من دلالة ( لا ضرار ) علىٰ النهي. كما ان الوجهين المذكورين لتخريج ارادة التحريم ضعيفان وانما الصواب ما تقدّم ذكره في تصوير هذا المسلك :

وامّا الثاني : فلأن كون الشارع في مقام الحكم والقضاء لا يقابل كونه في مقام بيان تحديد الأحكام الشرعيّة بعدم الضرر تطبيقاً لذلك في المورد كما هو واضح.

واما علىٰ الثالث : فلان مبناه ثبوت زيادة ( في الإسلام ) ليكون المنفي وجود الضرر في وعاء التشريع ، وأمّا علىٰ تقدير عدم ثبوتها ـ كما هو الصحيح ـ فان المنفي حينئذٍ يكون وجود الضرر في الخارج ، وهو غير مراد تفهيماً علىٰ كل تقدير سواء فسر بالنهي أو بنفي الحكم الضرري ، لكن مصححه علىٰ الأَول التسبيب إلىٰ عدم الإضرار وعلىٰ الثاني عدم التسبيب إلىٰ وقوع الضرر ولا ترجيح للأَوّل علىٰ الثاني بل سبق تعين الثاني.

الوجه التاسع : ما يمكن ان يقال علىٰ ضوء ما ذكره في موضع آخر حيث قال : ( انّ التخصيصات الكثيرة التي يدَّعون ورودها علىٰ القاعدة ليست كما يقولون ، وأنها مبتنية علىٰ ارادة المعنىٰ الذي رجَّحوه من التعميم للتكليفي والوضعي وللضرر الناشئ من اركان المعاملة وشروطها وما يترتب عليها مما هو خارج عنها(٢) فلعل التسليم بورود تلك التخصيصات على

__________________

(١) لاحظ رسالة لا ضرر للعلامة شيخ الشريعة ـ الفصل الثامن ـ ص ٤٠ للسيد مير فتاح ، العنوان العاشر.

(٢) رسالة ( لا ضرر ) للعلاّمة شيخ الشريعة ـ الفصل التاسع ـ ص ٤٥.

١٧٧

الحديث في تفسيره بنفي الحكم الضرري يكون قرينة علىٰ بطلان هذا الاحتمال ، فيتعين احتمال النهي ، وبعبارة أخرى لازم تفسير الحديث بنفي الحكم الضرري كثرة التخصيص بخلاف تفسيره بالنهي المولوي عن الاضرار ، فهذه قرينة عقلية علىٰ بطلان ـ تفسيره بنفي الحكم الضرري.

لكن هذا الوجه أيضاً غير تامّ لما سيأتي في التنبيه الثاني من تنبيهات القاعدة من عدم ثبوت استلزام ارادة نفي الحكم الضرري لتخصيص الحديث كذلك.

هذه هي الوجوه التي افادها العلاّمة شيخ الشريعة (قده) في ترجيح هذا المسلك ، وقد ظهر عدم نهوض شيء منها علىٰ ذلك. وعلىٰ هذا : فهذا المبنى ـ بعد تمامية تصويره ـ ليس له معيّن في حدّ نفسه في مقابل سائر الوجوه والمعاني التي يصح ارادتها من الحديث.

البحث الثالث : في مناقشة هذا المسلك.

ويظهر ذلك مما سبق في تحقيق معنىٰ الحديث علىٰ المختار.

ففيما يتعلّق ب‍ ( لا ضرر ) قد اوضحنا ان معنىٰ الضرر بما انه معنىٰ اسم مصدري لا يتضمن النسبة الصدورية ـ فلا تناسب بينه وبين احتمال النهي لانه ماهية مرغوب عنها لا تتحمّل إلا بتصوّر التسبيب الشرعي فيكون نفيه نفياً لذلك بالطبع ، وإنما المناسب مع النهي هو الإضرار والضرار ، مع تأيّد ذلك بفهم اكثر الفقهاء وأنسبيته مع بعض موارد الحديث كقضية سمرة علىٰ ما مرّ سابقاً.

واما فيما يرتبط ب‍ ( لا ضرار ) فان افادته للنهي صحيحة ، لكن لا يقتصر مفادها علىٰ ذلك لأَنَّ مؤداه التسبيب إلىٰ عدم الاضرار بالغير ، وهذا المعنىٰ كما يقتضي النهي عنه فانه يقتضي تشريع اتخاذ الوسائل الاجرائية لمكافحته علىٰ ما سبق ايضاً.

١٧٨

وقد يعترض على هذا المسلك بوجوه اخرى :

منها : ما تقدّم في اثناء المباحث السابقة وتقدم القول فيها.

ومنها : ما أورده السيد الاستاذ (قده) من انه لا يمكن الالتزام باحتمال النهي في المقام ، ( امّا بناءً ) على اشتمال الحديث علىٰ جملة ( في الإسلام ) كما في رواية الفقيه ونهاية ابن الأثير فظاهر ، لانّ هذا القيد كاشف عن ان المراد هو النفي في مقام التشريع لا نفي الوجود الخارجي بداعي الزجر ، ( وامّا بناءً ) على عدم ثبوت اشتمالها عليها كما هو الصحيح ، فلان حمل النفي على النهي يتوقّف على وجود قرينة صارفة عن ظهور الجملة في كونها خبرية ، كما هي ثابتة في قوله تعالى :( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ ) (١) فان العلم بوجود هذه الامور في الخارج مع العلم بعدم جواز الكذب علىٰ الله سبحانه وتعالى ، قرينة قطعية علىٰ ارادة النهي ، وأمّا في المقام فلا موجب لرفع اليد عن الظهور وحمل النفي على النهي ، لامكان حمل القضية على الخبرية(٢) .

وفيما ذكر نظر في كلا الشقين :

اما الشقّ الأَولّ : فيلاحظ على ما ذكر :

أوّلاً : انه لا وجه لذكره بعد ان كان مبناه ومبنى المعترض عليه جميعاً ـ وهو العلاّمة شيخ الشريعة ـ عدم صحة هذه الزيادة فالبحث في الصيغة التي ثبت ورود الحديث بها لا غيرها.

وثانياً : ان وجود هذه الزيادة وان كان يمنع عن جعل المقصود ب‍ ( لا ضرر ) نفس النهي عن الاضرار ، إلا انه لا يمنع من استفادة التحريم المولوي

__________________

(١) البقرة ٢ / ١٩٧.

(٢) لاحظ مصباح الأصول ٢ / ٥٢٦.

١٧٩

من الحديث على ان يكون من قبيل نفي الحكم بلسان نفي موضوعه استعمالاً ، ويراد به تفهيماً نفي جواز الضرر في الشريعة الاسلامية ومدعى المعترض عليه هو دلالة الحديث على الحرمة سواءاً كانت مراداً استعمالياً أم تفهيمياً ، كما يظهر من آخر كلامه في المقام(١) .

ان قيل : انه يعتبر في نفي شيء في الشريعة المقدّسة ثبوت الحكم المنفي للشيء مسبقاً كأن يثبت له في الشرائع السابقة كما في قولهعليه‌السلام ( لا رهبانية في الإسلام ) فان الرهبانية كانت مشروعة في الامم السابقة فكان نفيها في الإسلام نفياً لمشروعيّتها ، والإضرار ليس كذلك ( فان حكمه السابق حيث لم يكن اباحة بل كان إمّا تحريماً أو قبيحاً على ما يستقلّ به العقل فارادة نفي الحكم بلسان نفي الموضوع ينتج ضدّ المقصود وهو نفي الحرمة أو القبح الثابتين سابقاً ).

قيل : إن هذا البيانأوّلاً : منتقض بقوله ( لا مناجشة في الإسلام ) فانه لا اشكال في ان المراد نفي مشروعيتها مع أنها أيضاً قبيحة عقلاً. وقد ذكر الشيخ الأنصاري في المكاسب المحرمة بعد ذكر النجش انه يدل علىٰ قبحه العقل ، لأنّه غش وتلبيس واضرار فالنجش امّا منحصر بمورد الاضرار كما يظهر من المصباح المنير(٢) أو اعم من ذلك ، فكيف يوجّه نفي الحكم فيها بلسان نفي موضوعه مع أنّه قد ينتج ضد المقصود.

وثانياً : انه يمكن حل ذلك بملاحظة مجموع جهتين :

الأُولى : ان نفي الحكم بلسان نفي موضوعه لا يختص بما لو كان

__________________

(١) لاحظ مصباح الأصول ٢ / ٥٢٦.

(٢) المصباح المنير ٢ : ٥٩٤.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام ، سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسينعليه‌السلام إفعل بهم وافعل ».

وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، مثله(١) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائمعليه‌السلام - يدعون لمن زاره » وذكر مثله(٢) .

وعن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير وعبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، مثله(٣) .

[١١٩٣١] ٢١ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن الحسن بن علي

__________________

(١) ليس عن كامل الزيارات، بل عن ثواب الأعمال: ص ١١٣ ح ١٦ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٠ عن ثواب الأعمال.

(٢) كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٢.

(٣) بل عن تذهيب الاحكام ج ٦ ص ٤٧ ح ١٠٤، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٣ عن التذهيب، علما بأن هذه الأحاديث وردت في البحار متسلسلة بعد الحديث ٢٠، ولعل المصنف ( قده ) نقلها من البحار ونسبها جميعا عن كامل الزيارات.

٢١ - كامل الزيارات ص ١١٨، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٤.

٢٤١

الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر زوار قبر ابنها الحسينعليه‌السلام ، فتستغفر لهم ( ذنوبهم )(١) ».

[١١٩٣٢] ٢٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « وكل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام سبعين ألف ملك، يعبدون الله عنده، صلاة الواحد من أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(١) ».

[١١٩٣٣] ٢٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلا شيعوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢ - كامل الزيارات ص ١٢١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٥.

(١) في المصدر والبحار زيادة: أبد الأبدين.

٢٣ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٢

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله(١) .

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، مثله(٣) .

[١١٩٣٤] ٢٤ - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن زياد، عن ابن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن الله تعالى وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا إلى أن تقوم الساعة، يشيعون من زاره، ويعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات ».

[١١٩٣٥] ٢٥ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن الله وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زال هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيعونه إلى أهله،

__________________

(١، ٢) نفس المصدر ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ١٨٩.

٢٤ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

٢٥ - كامل الزيارات ص ١٩١.

٢٤٣

ويعودونه إذا مرض، ويصلون عليه إذا مات ».

[١١٩٣٦] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « وكل الله بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يبكونه إلى يوم القيامة، يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلواتهم وأجر ذلك لمن زار قبره ».

[١١٩٣٧] ٢٧ - وعن محمد بن جعفر الرزاز، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله وكل بالحسينعليه‌السلام ملكا في أربعه آلاف ملك يبكونه، ويستغفرون لزواره، ويدعون الله لهم ».

[١١٩٣٨] ٢٨ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ليس نبي في السماوات والأرض، إلا يسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل، وفوج يعرج ».

ورواه(١) في موضع آخر بهذا السند وفيه: « ليس من ملك في

__________________

٢٦ - كامل الزيارات ص ١٢١.

٢٧ - كامل الزيارات ص ٨٦ ح ١٥.

٢٨ - كامل الزيارات ص ١١١ ح ١.

(١) نفس المصدر ص ١١٤.

٢٤٤

السماوات(٢) إلا وهم يسألون » إلى آخره.

[١١٩٣٩] ٢٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئمار(١) ، فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام ، ( ولعن قاتله ومن أعان عليه، ومن شرك في دمه )(٢) ، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض(٣) إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٤٠] ٣٠ - وعن أبيه وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا، وإن مات

__________________

(٢) في المصدر زيادة: والأرض.

٢٩ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

(١) في نسخة: الاستئذان، ( منه قده ).

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: مريض.

٣٠ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٥

شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

[١١٩٤١] ٣١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه، وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار قبر حبيب حبيب الله » الخبر.

[١١٩٤٢] ٣٢ - وعن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسينعليه‌السلام ، قال، قلت: فيتراؤون؟ قال: هيهات هيهات، قد لزموا والله المؤمنين، حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال، وينزل الله على زوار الحسينعليه‌السلام غدوة وعشية من طعام الجنة، وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجه من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه، قال، قلت: هذه والله الكرامة، قال: يا مفضل أزيدك؟ قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع، وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر(١) ، وكأني بالحسين بن عليعليهما‌السلام جالس على ذلك السرير، وحوله تسعون ألف قبة

__________________

٣١ - كامل الزيارات ص ١٣٢.

٣٢ - كامل الزيارات ص ١٣٦.

(١) في المصدر: بالجواهر.

٢٤٦

خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه، ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما أوذيتم، وذللتم، واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذا والله الكرامة التي لا انقضاء لها، ولا منتهاها شئ(٢) ».

[١١٩٤٣] ٣٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقابر(١) الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إذ جهلة الجاهل؟ ما من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغي(٢) الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة، وتأمن الندامة، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف إليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضى عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله، فتشتد أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة،

__________________

(٢) في المصدر: ولا يدرك منتهاها.

٣٣ - كامل الزيارات ص ١٢٥.

(١) في المصدر: مقاتل.

(٢) وفيه: يا طالب.

٢٤٧

فيسمع(٣) أصواتها النبيون فيترحمون ويصلون على الحسينعليه‌السلام ، ويدعون لمن أتاه ».

[١١٩٤٤] ٣٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل: « فإذا انقلبت من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، وذكر الحديث بطوله.

[١١٩٤٥] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم عن جده الحسن، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: « من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وكل الله به ملكا فوضع إصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما خرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا دخل(١) من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره، ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل ».

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، مثله(٣) .

__________________

(٣) وفيه فيسمع الله.

٣٤ - كامل الزيارات ص ٢٠٧.

٣٥ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: خرج.

(٢، ٣) نفس المصدر ص ١٩١.

٢٤٨

[١١٩٤٦] ٣٦ - وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، شيعه سبعمائة ملك من فوق رأسه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه حتى ( يبلغوا به )(١) مأمنه، فإذا زارا لحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون(٢) مشيعين له إلى منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا، نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ يوم، وثواب ذلك للرجل ».

[١١٩٤٧] ٣٧ - وعن محمد بن جعفر، بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب عن مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال: « يا مالك إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسينعليه‌السلام ، بعث إليه أربعة آلاف ملك من الملائكة شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع إلى أهله، قال: فلما مات مالك، وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت إلى حجة قال: وعمرة يا محمد ».

__________________

٣٦ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

(١) في المصدر: يبلغوه.

(٢) في المصدر زيادة: معه.

٣٧ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

٢٤٩

[١١٩٤٨] ٣٨ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن الرضاعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه ».

[١١٩٤٩] ٣٩ - وعن علي بن الحسين وجماعة من مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١) الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتبه الله في أعلى عليين ».

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا عنهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن ابن خارجة عنهعليه‌السلام مثله(٣) .

[١١٩٥٠] ٤٠ - وعن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم والحسن بن علي بن فضال معا، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١)

__________________

٣٨ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

٣٩ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٤٨.

(٣) كامل الزيارات ص ١٤٨.

٤٠ - كامل الزيارات ص ١٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٠

الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتب في عليين ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، بن أبان، عن ابن مسكان، مثله(٢) .

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، عن الحسن، عن العباس، عن ( ربيع بن محمد المسلي )(٣) عن ابن مسكان، مثله(٤) .

[١١٩٥١] ٤١ - وبهذا الاسناد، عن سعد عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن محمد بن أبي جرير القمي، قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول لأبي: « من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله تعالى فوق عرشه، ثم قرأ:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (١) ».

[١١٩٥٢] ٤٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: « إن عندكم - أو قال - في قربكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وأن لها لأهلا خاصة قد سموا لها وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، إلا ما كان من صنع الله لهم،

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١٤٨.

(٣) في المخطوط « ربيعة بن محمد المسلمي. وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال »راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢٢٩ و ج ٧ ص ١٧٤.

(٤) نفس المصدر ص ١٤٨ ح ١٠.

٤١ - كامل الزيارات ص ١٤١

(١) القمر ٥٤: ٥٤، ٥٥.

٤٢ - كامل الزيارات ص ٣٢٥.

٢٥١

وسعادة حباهم بها(١) ورحمة ورأفة وتقدم، قلت: جعلت فداك وما هذا الذي صفت ولم تسمه؟ قال: زيارة جدي الحسينعليه‌السلام ، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة - إلى أن قالعليه‌السلام : - قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده، والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا، فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان ( و )(٢) حفظ أموالهم، وأنا عندهم مشهور فتركت للتقية إتيانهعليه‌السلام ، وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير، فقالعليه‌السلام : هل تدري ما فضل من أتاه، وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت: لا، فقال: أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ماله عندنا فالترحم عليه كلّ صباح ومساء، ولقد حدثني أبيعليه‌السلام : أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة، أو من الجن، أو من الانس، أو من الوحش، وما من شئ إلا وهو يغبط زائره ويتمسح به، ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ».

[١١٩٥٣] ٤٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « أهون ما يكسب ( زائر الحسينعليه‌السلام )(١) في كلّ حسنة ألف ألف حسنة، والسيئة واحدة وأين الواحدة من ألف ألف؟ ثم قال: يا صفوان أبشر إن لله ملائكة معها قضبان من نور، فإذا أراد الحفظة أن

__________________

(١) في المصدر: الله لها.

(٢) في نسخة. في. - ( منه قده ).

٤٣ - كامل الزيارات ص ٣٣٠.

(١) في نسخة. ما يكسب الزاير. - ( منه قده )، وما أثبتناه من المصدر.

٢٥٢

تكتب على زائر الحسينعليه‌السلام سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي، فتكف فإذا عمل الحسنة، قالت لها: اكتبي أولئك الذين يبدل اله سيئاتهم حسنات ».

[١١٩٥٤] ٤٤ - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله و(١) أبا جعفرعليهما‌السلام يقولان: « من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة، فلا يدع زيارة المظلوم ».

[١١٩٥٥] ٤٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسينعليه‌السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل، كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين ».

[١١٩٥٦] ٤٦ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جويرية(١) بن العلا، عن بعض أصحابنا، قال: من سره أن ينظر إلى الله يوم القيامة، وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع، فليكثر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإن زيارة الحسينعليه‌السلام زيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١١٩٥٧] ٤٧ - وعن محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن

__________________

٤٤ - كامل الزيارات ص ١٤١.

(١) في المصدر: أو.

٤٥ - كامل الزيارات ص ١٦٥.

٤٦ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

(١) في المخطوط والحجرية. جويرة. وهو تصحيف، وصحته. جويرية. كما في المصدر ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٧٦ فراجع.

٤٧ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

٢٥٣

الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبد الملك أو عن رجل، عن فضل، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، زائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٩٥٨] ٤٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،(١) ( عن صالح بن عقبة )(٢) عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين(٣) عليه‌السلام ؟ قال: « يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحوطه(٤) في نفسه وماله(٥) حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحائط(٦) له ».

[١١٩٥٩] ٤٩ - محمد بن مسلم(١) بن أبي الفوارس في أربعينه: عن السيد الجليل فضل الله بن علي الحسيني، عن أبيه، عن المرتضى ابن الداعي

__________________

٤٨ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المخطوط. محمد بن صالح. وهو سهو والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ٢٩٦.

(٢) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند، راجع معجم الحديث ج ٩ ص ٧٦.

(٣) في المصدر: قبر الحسين.

(٤) في المصدر: يحفظه.

(٥) في المصدر: وأهله.

(٦) وفيه: الحافظ.

٤٩ - اليقين ص ٦٧ عن أربعين أبي الفوارس، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٢ ح ٤٠.

(١) هو من العامة ألا أنه السند كله من الخاصة - ( منه قده ).

٢٥٤

الحسيني، عن جعفر بن أحمد الموسوي، عن محمد بن علي بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسن بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارا(٢) ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسنعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس، والذي نفسي بيده أن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة - وفي رواية - قد وكل الله تعالى بالحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلون عليه كلّ يوم، ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك، يقال: له منصور، فلا يزوره زائرا إلا استقبلوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا ميت يموت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته ».

__________________

(٢) في اليقين: نهارهم.

٢٥٥

[١١٩٦٠] ٥٠ - محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عنهعليه‌السلام مثله، إلى قوله: قبل أن تغيب الشمس.

قال(١) : وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسينعليه‌السلام ، من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسينعليه‌السلام ، إلى أن تقوم الساعة.

٢٧ -( باب كراهة ترك زيارة الحسينعليه‌السلام )

[١١٩٦١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « زوروا قبر الحسينعليه‌السلام ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد ( شباب )(١) الشهداء ».

[١١٩٦٢] ٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قلت: جعلت فداك، ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول: أنه قد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقنا، واستخف

__________________

٥٠ - المزار ص ٤٧٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٣ ح ٤١.

(١) نفس المصدر ص ٥٩٥ وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٥٧ ح ٣.

الباب ٢٧

١ - كامل الزيارات ص ١٠٩ ح ١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٧ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٥.

٢٥٦

بأمر هوله، ومن زاره كان الله من(١) وراء حوائجه، وكفي ما أهمه من أمر دنياه، وأنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلي أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح ( له باب إلى الجنة )(٢) يدخل عليه روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق(٣) » الخبر.

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الأصم، مثله(٤) .

[١١٩٦٣] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن السخت، عن حفص المزني، عن عمرو بن بياض، عن أبان بن تغلب قال: قال لي جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يا أبان متى عهدك بقبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: لا والله يا ابن رسول الله مالي به عهد منذ حين، قال: سبحان ربي(١) العظيم ( وبحمده )(٢) ، وأنت من رؤساء الشيعة ( تترك )(٣) زيارة الحسينعليه‌السلام لا تزوره، من زار الحسين

__________________

(١) في المصدر: له من.

(٢) في المصدر: أبواب الجنة.

(٣) في نسخة. رزقه. - ( منه قده ).

(٤) نفس المصدر ص ٣٣٧ ذيل الحديث ١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٣١.

(١) في نسخة. الله. ( منه قده ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٥٧

عليه‌السلام ، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين ( صلوات الله عليه )، فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه، وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».

[١١٩٦٤] ٤ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: أتاه رجل، فقال له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل يزار والدك؟ قال: فقال: « نعم - إلى أن قال - فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة » الخبر.

[١١٩٥٦] ٥ - وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي داود، عن سعد، عن أبي عمرو الجلاب، عن الحارث الأعور قال: قال عليعليه‌السلام . بأبي وأمي ( الحسين )(١) المقتول بظهر الكوفة ولكأني(٢) أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره، من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإن كان ذلك فإياكم والجفا ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٩٤.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٩١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: والله لكأني.

٢٥٨

٢٨ -( باب استحباب زيارة النساء الحسين وسائر الأئمةعليهم‌السلام )

[١١٩٦٦] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهماعليهما‌السلام أنه قال: « يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمةعليها‌السلام ، في زيارة الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٦٧] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل: الزيارة عن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، وهكذا » وأومأ بيده.

[١١٩٦٨] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت: لا بل ابدأ بابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فادخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي، فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما هذا يا أم سعيد؟. قلت: جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور(١) على قبر الشهداء

__________________

الباب ٢٨

١ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣.

٢ - كامل الزيارات ص ١٥٨.

٣ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في نسخة: لأزور عليه، ( منه قده )

٢٥٩

قال: « فلا أخبرك بسيد الشهداء؟ » قلت: بلى، قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام » قلت: وإنه لسيد الشهداء؟ قال: « نعم ». قلت: فما لمن زاره؟ قال: « حجة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا ».

[١١٩٦٩] ٤ - وعن أبيه ومحمد بن عبد الله الحميري معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت؟: دخلت المدينة فاكتريت البغل - أو البغلة - لأدور عليه في قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فدخلت عليه، فأبطأت، فصاح بي ( صاحب البغل )(١) حبستنا عافاك الله، فقال ( لي )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأن إنسانا يستعجلك يا أم سعيد؟. قلت: نعم جعلت فداك، إني اكتريت بغلا ( لأدور في )(٣) قبور الشهداء، فقلت: ما آتي أحدا أحق من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فقال: « يا أم سعيد فما يمنعك أن تأتي سيد الشهداء؟ » قالت: فطمعت أن يدلني على قبر عليعليه‌السلام فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال: « الحسين بن فاطمةعليهما‌السلام ، يا أم سعيد من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبلة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا ».

[١١٩٧٠] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في المصدر: المكاري.

(٢) في أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: لأزور عليه.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360