المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ١

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 369

  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 33962 / تحميل: 6568
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

نبيكم، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة للحق وإظهار الجور، يفرح بخروجه أهل السماء وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم المتن، أذيل الفخذين، بخدّه الأيمن شامة، أبلج الثنايا، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً » .

5- وفي عقد الدرر (الحديث 167، من الباب 5)، نقلاً من معجم الحافظ أبو القاسم الطبراني، والحافظ أبو نعيم الأصفهاني في صفة المهدي، والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن، بأسانيدهم، عن عبد الله بن عمرو، قال: يخرج من ولد الحسين من المشرق (رجل) لو استقبله الجبال لهدّمها واتخذها طرقا.

المؤلِّف:

كرّر في عقد الدرر في إخراج الحديث؛ فقد أخرجه في (الحديث 295، من الباب 9)، عن عبد الله بن عمر، لفظه قال: يخرج المهديّ من ولد الحسين، ولو استقبل الجبال لهدّمها واتخذ فيها طريقاً. ولا يبعد أن يكون هذا حديث آخر، لو قلنا أنّ عبد الله بن عمر هو ابن عمر بن العاص، وعبد الله بن عمر هو ابن عمر بن الخطاب، والله أعلم.

وجعله في عقد الدرر حديثاً آخر، ونقْله في باب آخر يدل على أنّه جَعَله حديثاً آخر، ولو كان في المعنى واحداً. وفي الملاحم والفتن، لابن طاووس (ص57، باب 75)، أخرج بسنده، من فتن نعيم، بسنده، عن عبد الله بن عمر، قال: يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبله الجبال لهدّمها واتخذها طرقا.

6- في ينابيع المودّة (ص258)، وفي المودّة العاشرة من مودّة القربى، للسيد علي بن شهاب الهمداني الشافعي، أخرج فيه عن علي (عليه السلام)، رفعه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: « لا تذهب الدنيا حتى يقوم على أمّتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً » .

7- وفي ينابيع المودّة (ص258) أيضاً، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فإذا الحسين

١٤١

(عليه السلام) على فخذيه، وهو يُقبِّل عينه ويُقبِّل فاه ويقول: « أنت سيّد ابن سيّد، وأنت إمام ابن إمام، وأنت حجّة ابن حجّة، وأنت أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم » .

8- وفي ينابيع المودّة (ص258)، عن اصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عبّاس (رضي الله عنه)، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: « أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين، مطهّرون معصومون (تاسعهم المهديّ المنتظر عليه السلام) » .

9- وفي عقد الدرر (الحديث 25، من الباب 1)، أخرج بسنده، عن الأعمش، عن بني وائل، قال: نظر علي إلى ابنه الحسين فقال: « إنّ ابني هذا السيّد كما سمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق، يملأ الأرض عدلاً » . أخرجه الإمام أبو داود في سننه، والإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام عبد الرحمان النسائي في سننه.

المؤلِّف:

تقدّم الحديث في (رقم 2) بسند آخر ومن كتاب آخر.

10- في كنز العمّال (ج7، ص104)، أخرج بسنده، عن أبي إسحاق، قال، قال عليّ،ونظر إلى وجه ابنه الحسين فقال: « إنّ ابني هذا سيدٌ كما سمّاه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق، يملأ الأرض عدلاً » ، ونعيم بن حمّاد في الفتن من مسند علي (عليه السلام)، تقدم الحديث بأسانيد عديدة من غير فتن نعيم بن حماد.

11- وفي الملاحم والفتن، لابن طاووس (ج2، ص103)، من فتن السليلي بإسناده عن علي (عليه السلام)، قال: حدّثنا موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده (عليهما السلام)، قال: « دخل الحسين بن عليّ على عليّ

١٤٢

ابن أبي طالب (عليهم السلام) وعنده جلسائه، فقال: هذا سيدكم، سمّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيدا، وليخرجنّ رجل من صلبه شبهي شبهه في الخَلق والخُلق، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجورا، قيل له: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: هيهات، إذا أخرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركها لبعلها » .

12- وفي ينابيع المودّة (ص432، الباب 73)، في الأحاديث التي ذكرها صاحب مشكاة المصابيح في باب أشراط الساعة، فذكر الأحاديث إلى أن قال: وعن إسحاق، قال، قال عليّ، ونظر إلى ابنه الحسين، قال: « إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق، ثمّ ذكر قصة، يملأ الأرض عدلاً » . رواه أبو داود لم يذكر القصّة.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في الجمع بين الصحاح الستة بسنده عن أبي إسحاق، وتقدم نقله من عقد الدرر في (رقم 2) عن أبي إسحاق، وفي (رقم 4) عن أبي وائل، وفيه زيادة. وفي (رقم 10) من كنز العمّال، وفيه زيادة، والحديث واحد، واختلف بتغير الرواة في نقله، ولعلّهم تصرّفوا في الحديث حسب عقيدتهم؛ بأنه لا يشبه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أحد فغيّروا الحديث وبدّلوا كلماته.

13- وفي مناقب الإمام الشهيد الحسين (عليه السلام)، التي أخرجها موفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في تاريخ مقتل الحسين - عليه السلام - (ج1، ص146). أخرج بسنده، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان المحمديّ، قال: دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإذا الحسين على فخذه، وهو يُقبِّل عينيه ويلثم فاه ويقول: « إنّك سيّد ابن سيّد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو أئمّة، إنّك حجّة ابن حجّة أبو حُجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم » .

١٤٣

المؤلِّف:

تقدّم حديث سلمان بفظ آخر، في (رقم 7) نقلاً من ينابيع المودّة والراوي سليم بن قيس.

14- وفي ينابيع المودّة (ص492، في الباب 94)، قال: في كتاب المناقب، لموفق بن أحمد الخوارزمي الخطيب الحنفي، بسنده، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي، قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإذا الحسين ابن علي على فخذه، وهو يُقبِّل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول: « أنت سيّد ابن سيّد أخو سيّد، أنت إمام ابن إمام أخو إمام، أنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة، وأنت أبو حُجج تسعة تاسعهم قائمهم » .

المؤلِّف:

تقدم في (رقم 7، ورقم 13) الحديث مع اختلاف مع هذا الحديث، والظاهر أنّ المراد من المناقب في الينابيع غير مناقب المقتل؛ لما فيه من الاختلاف والزيادة في الألفاظ.

15 - وفي فضائل أمير المؤمنين، للعلاّمة السيّد هاشم البحراني، أخرج حديث سليم بن قيس الهلالي، وفي لفظه اختلاف وزيادة، وهذا نصّه: عن سلمان الفارسي (ره)، قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإذا الحسين على فخذه، وهو يُقبِّل عينيه ويلثم فاه ويقول: « إنّك سيّد ابن سيّد أبو سادة » إلى آخر ما تقدم من المقتل للخوارزمي الحنفي.

16- وفي ينابيع المودّة (ص492) من المناقب، بسنده، عن أبي حمزة الثمالي، عن (محمّد بن علي الباقر) عن أبيه، علي بن الحسين، عن أبيه، الحسين بن علي (سلام الله عليهم)، قال: « دخلت على جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأجلسني على فخذه، وقال لي: إنّ الله اختار من صُلبك - يا حسين - تسعة أئمّة، تاسعهم قائمهم، وكلّهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء » .

المؤلِّف:

في الجملة الأخيرة من هذا الحديث نظر؛ حسب ما عثرنا عليه من أحاديث أهل البيت، فإنّهم قالوا: بالاختلاف في الفضل في

١٤٤

المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام)، وعلى فرض صحة الحديث يحتاج هذا الحديث إلى توجيه يوافق الأحاديث الأخر.

17- وفي ينابيع المودّة (ص492)، قال: أخرج الدارقطني في كتابه الجرح والتعديل عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة وأنا جالس عنده، ولمّا رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة، (الحديث)، وفيه أنّه ضرب على منكب الحسين وقال: « من هذا مهديّ هذه الأمّة » .

المؤلِّف:

تقدم هذا الحديث مفصّلاً برواية أبي سعيد الخدري، نقلاً من أرجح المطالب (ص385)، وهو (الحديث 12) من الأحاديث التي جمعناها، وفيها قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « منّا مهديّ هذه الأمّة أو المهديّ منّي » وأمثاله، وسيمر عليك حديث الدارقطني بكامله نقلاً من كتب عديدة. راجع (رقم 19) من أحاديث الباب.

18- وفي ينابيع المودّة (ص497)، قال: وفي شرح نهج البلاغة، (قال) وروى قاضي القضاة عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد، بإسناده، متصل بعلي (كرّم الله وجهه)، أنّه ذكر المهديّ وقال: « إنّه من ولد الحسين » سلام الله عليهم وذكر حليته. فقال: « ( المهدي ) رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، أبلج الثنايا، بفخذه اليمنى ( بخده الأيمن ) شامة » ، (قال) وذكر الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في كتاب غريب الحديث.

19- وفي الفصول المهمّة (الباب 12، ص277 – 278)، نقلاً من الجرح والتعديل للدارقطني، قال: وعن أبي هارون العبدي، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له: هل شهدت بدراً؟ قال: نعم، فقلت:

١٤٥

أفلا تحدثني بما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عليّ (عليه السلام) وفضله، قال: بلى، أُخبرك أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرض مرضة نَقُه منها، فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) وأنا جالس عن يمين النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فلمّا رأت فاطمة ما برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« يا فاطمة، إنّ الله تعالى اطّلع على الأرض اطّلاعة على خلقه فاختار منهم أباكِ فبعثه نبياً، ثمّ اطّلع ثانية فأختار منهم بعلكِ فأوحى إليّ أن أُنكحه فاطمة فأنكحته إياكِ واتخذته وصيّاً، أما علمتِ أنّكٍ بكرامة الله تعالى إيّاك زوّجكِ أغزرهم عِلماً، وأكثرهم حِلماً، وأقومهم سلماً، فاستبشرت.

فأراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يزيدها من مزيد الخير الذي قسّمه الله تعالى لمحمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال، فقال لها:

يا فاطمة، ولعليّ ثمانية أضراس - يعني مناقب: إيمان بالله، ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن، والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر. يا فاطمة، إنّا أهل بيت أُعطينا سِتُ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين ولا يُدركها أحد من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشّهداء وهُم عمّ أبيكِ، ومنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو جعفر، ومنّا سبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهدي الأمّة (هذه الأمّة) الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم ، ثمّ ضرب على منكب الحسين (عليه السلام)، وقال: من هذا مهديّ هذه الأمّة » .

ثمّ قال: هكذا أخرجه الدارقطني، صاحب الجرح والتعديل.

المؤلِّف:

أخرج الحديث الكنجي الشافعي، في كتاب البيان (ص323) مع اختلاف واختصار، وقال فيه: « ومنّا مهديّ الأمّة الذي يصلي عيسى خلفه »، وأخرجه الشيخ عبيد الله آمرتسري الهندي الحنفي، في كتابه أرجح المطالب (ص385)، نقلاً من الجرح والتعديل للدارقطني مع اختلاف في بعض ألفاظه، وفيه زيادة وهذا نصّ ألفاظه:

١٤٦

عن أبي هارون العبدي، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له: هل شهدت بدراً؟ قال: نعم. قلت: ألا تحدّثني بشيء ممّا سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في علي؟ قال: يا بني، أُخبرك أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مرض مرضةً نقه منها، ودخلت عليه فاطمة تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فلمّا رأت ما برسول الله من الضّعف خنقتها العبرة حتّى بدت دموعها على خدّها، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« ما يبكيكِ يا فاطمة؟ قالت: أخشى الضيّعة بعدك يا رسول الله ، فقال: يا فاطمة، إنّ الله تعالى اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منهم بعلكِ، فأوحى إليّ فأنحكته منكِ واتّخذته وصيّاً، أمَا علمت أنّكِ بكرامة الله إيّاكِ زوجّكِ أعلمهم علماً، وأكثرهم حلماً، وأقدمهم سلماً، فضحكت فاطمة واستبشرت . فأراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يزيدها مزيد الخير كلّه الذي قسمه الله لمحمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال لها:

يا فاطمة، لعليّ ثمانية أضراس - يعني مناقب: إيمان بالله، ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر. يا فاطمة، نحن أهل بيت أُعطينا سِتُ خصال، لم يعطها أحد من الأوّلين ولا يدركها الآخرون غيرنا: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيكِ، ومنّا سبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهديّ الأمّة الذي يصلي عيسى خلفه . ثمّ ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدي الأمّة » .

المؤلِّف:

أسقط من الحديث قوله: « إنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباكِ فبعثه بالرسالة »، ولعلّ إسقاطه من الطابع. وقد تقدم الحديث من الفصول المهمّة مع هذه الكلمات.

وأخرجه في عرف الوردي، والمعجم الكبير للطبراني، وأخرجه أبو نعيم، وفيه هذه الكلمات، وقد تقدم الحديث من عرف الوردي ومن المعجم الكبير للطبراني، في الأحاديث التي فيها قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي من الحسن والحسين » .

١٤٧

20- وفي فرائد السمطين لإبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، أخرج بسنده، عن الحسن بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن أبيه، عن آبائه، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« مَن أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتدي بعليّ بن أبي طالب (عليهما السلام)، وليعادي عدوّه وليوالي وليّه، فإنّه وصيّي، وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم، وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري ونهيه نهيي، وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي ، ثمّ قال (عليه السلام): مَن فارق عليّاً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومَن خالف عليّاً حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النار، ومَن خذل عليّاً خذله الله يوم يعرض عليه، ومن نصر عليّاً نصره الله يوم يلقاه، ولقنّه حجّته عند المسألة ، ثمّ قال عليه السلام: والحسن والحسين إماما أمّتي بعد أبيهما، وسيّدا شباب أهل الجنّة، أمّهما سيّدة نساء العالمين، وأبوهما سيّد الوصييّن، ومن ولد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم القائم من ولديّ، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيّعين لحرمتهم بعدي، وكفى بالله وليّاً وناصراً لعترتي وأئمّة أُمّتي، ومنتقماً من الجاحدين حقهم ( وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) » .

المؤلِّف:

إلى هنا انتهى حديث الحمويني الشافعي، وقد أخرج الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء الحديث بلفظ آخر وسند آخر.

21- وفي كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة (ج1، ص422)، أخرج بسنده، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنّه قال لولده الحسين (عليه السلام): « التاسع من ولدك - يا حسين - هو القائم بالحقّ، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين (عليه السلام) : وإنّ ذلك لكائن؟ قال (عليه السلام): إي، والذي بعث محمّداً بالنبوّة واصطفاه على جميع البريّة، ولكن بعد غيبة وحيرة، لا يثبت فيها على

١٤٨

دينه إلاّ المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه » .

22- وفي إكمال الدين وإتمام النعمة أيضاً (ج1، ص351)، أخرج بسنده، عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، قال: « سُئل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن معنى قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إنّي مخلّف فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي: مَن العترة؟ فقال (عليه السلام): أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديّهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حوضه » .

23- وفي كتاب البيان (ص328، باب 13، طبع/ إيران) للكنجي الشافعي، أخرج بسنده، عن زر بن حبيش، عن حُذيفة، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنّى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقّام، يردّ الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على ظهر الأرض إلاّ من يقول لا إله إلاّ الله، فقام سلمان فقال: يا رسول الله، من أيّ وُلدكَ؟ قال: هو من ولد ابني هذا » . وضرب بيده على الحسين (عليه السلام).

المؤلِّف:

تقدم الحديث في الأحاديث التي ذكر فيها أنّه (عليه السلام) من ولد النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - (رقم 9 و10) مع اختلاف في اللفظ ونقص. ولعلّ ذلك من الرواة، وإلاّ فالحديث من راوٍ واحد وهو حُذيفة (عليه الرحمة)، وإن كانت الكتب المذكورة فيها الحديث عديدة.

24 - وفي كتاب البيان (ص330، باب 16)، أخرج بسنده، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمر، قال: يخرج من ولد الحسين (عليه السلام) من قبل المشرق (من) لو استقبلته الجبال لهدّمها، واتخذ فيها طرقا. (ثمّ) قال، قلت: رواه الطبراني وأبو نعيم عنه.

١٤٩

الباب الثامن

1- في ينابيع المودّة (ص440)، نقلاً من كتاب فرائد السمطين لإبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، في (ج2، باب 31)، حيث أخرج بسنده، عن مجاهد عن ابن عبّاس، قال: قدم يهودي يقال له نَعثل فقال: يا محمّد، أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك، قال:

  « سلْ يا أبا عمارة،فقال: يا محمّد، صف لي ربّك. فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( إنّ الله ) لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلّ وعلا عمّا يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، قريبٌ في نأيه، وهو كيّف الكيف، وأيّن الأين، فلا يقال له: أين هو، منقطع الكيفية، والأينونية، فهو الأحد الصمد، كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يَلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك: إنّه واحد، لا شبيه له، أليس الإله واحد والإنسان واحد؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

( الله ) عزّ وعلا، واحد حقيقيّ أحدي المعنى، أي لا جزء له ولا تركيب له، والإنسان واحد ثنائي المعنى، مركّب من روح وبدن، قال: صدقت، فأخبرني عن وصيّك، من هو؟ فما من نبيّ إلاّ وله وصيّ، وإنّ نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) ، وبعده سبطايّ الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين، قال: يا محمّد فسمّهم لي، قال: إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ

١٥٠

فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر. قال: أخبرني عن كيفية موت عليّ والحسن والحسين قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يُقتل عليٌّ بضربة على قرنه، والحسن يُقتل بالسّم، والحسين بالذبح، قال: فأين مكانهم قال: في الجنّة، في درجتي. قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّك رسول الله، واشهد أنّهم الأوصياء بعدك.

ولقد وجدت في كتب الأنبياء المتقدمة، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران (عليه السلام) أنّه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له أحمد ومحمّد وهو خاتم الأنبياء، ولا نبيّ بعده، فيكون أوصياؤه بعده اثنا عشر أوّلهم ابن عمه وختنه، والثاني والثالث كانا أخوين من ولده، ويقتل أُمّة النبي الأوّلَ بالسيف، والثاني بالسمّ، والثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف وبالعطش، في موضع الغربة، فهو كولد الغنم يذبح، ويصبر على القتل، لرفع درجاته ودرجات أهل بيته وذريته، ولإخراج محبّيه وأتباعه من النار، وتسعة الأوصياء منهم من أولاد الثالث، فهؤلاء الاثني عشر، عدد الأسباط.

قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أتعرف الأسباط؟ قال: نعم، كانوا اثنا عشر، أوّلهم لاوي بن برخيا، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثمّ عاد فأظهر الله به شريعته، بعد اندراسها، وقاتل قرسطيا الملك، حتى قتل الملك، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة، وإنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يُرى، ويأتي على أمّتي بزمن لا يبقى من الإسلام إلاّ اسمه، ولا يبقى من القرآن إلاّ رسمه، فحينئذٍ يأذن الله تبارك وتعالى له بالخروج، فيظهر الله الإسلام به ويجدّده. طوبى لمن أحبهم واتبعهم، والويل لمن أبغضهم وخالفهم، طوبى لمن تمسّك بهداهم » فأنشأ نعثل، هذه الأبيات:

١٥١

صلّى الإله ذوي العلى عليك ياخير البشر

أنت النبي المصطفى والهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سميّتهم أئمة إثنا عشر

حباهم ربّ العلى تم اصطفاهم من كدر

قدفاز مَن والاهم وخاب مَن عادى الزهر

آخرهم يسقى الظماء وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي والتابعين ما أمر

مَن كان عنهم معرضاً فسوف تصلاه سقر

المؤلِّف:

هذا لفظ العلاّمة القندوزي الحنفي، وقد أخرج الحديث علماء الإمامية في كتبهم المعتبرة بسند متصل عن مجاهد عن ابن عبّاس، وفي لفظهم تقديم وتأخير لبعض ألفاظ الحديث واختلاف قليل. راجع: كفاية الأثر في النصوص على الأئمّة الاثني عشر، تأليف أبي القاسم عليّ بن محمّد ابن عليّ الخزاز الرازي أو القمّي، وهو من تلاميذ الصدوق (عليهما الرحمة).

2- وفي كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى (عليه السلام)، تأليف عماد الدين أبي جعفر محمّد بن أبي القاسم عليّ، بن محمّد، بن عليّ، بن رستم الطبري الآملي الكجّي، وهو من أعلام القرن السادس (قُدس أرواحهم). أخرج بسنده المتصل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام):

« إنّ فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب لمّا نظرت إلى ما فعله ابن أخيها عليّ بن الحسين (عليهما السلام) بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبد الله الأنصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، إنّ لنا عليكم حقوقاً، وإنّ من حقّنا عليكم إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا عليّ بن الحسين بقيّة أبيه الحسين قد

١٥٢

أنخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه، أدباً منه لنفسه في العبادة، فأتى جابر بن عبد الله باب عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ، وبالباب أبو جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر بن عبد الله إليه مقبلاً فقال: هذه مشية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسمته، فمَن أنت يا غلام؟ قال: أنا محمّد بن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) ، فبكى جابر، وقال: أنت - والله - الباقر للعلم حقاً، ادنُ منّي بأبي أنت، فدنا منه، فحلّ جابر إزاره ثمّ وضع يده على صدره، فقبّله وجعل عليه خدّه ووجهه وقال: أُقرئك عن جدّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) السّلام، وقد أمرني أن افعل بك ما فعلت، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يوشك أن تعيش، وتبقى حتى تلقى من وِلدي ( مَن ) اسمه محمّد بن عليّ، يبقَر العلم بَقْراً، وقال (لي): إنّك تبقى حتى تعمى ويكشف لك عن بصرك، ثمّ قال له: ائذن لي على أبيك عليّ بن الحسين (عليهما السلام) .

  فدخل أبو جعفر على أبيه(عليهما السلام) وأخبره الخبر، وقال: إنّ شيخاً بالباب، وقد فعل كيت وكيت. فقال: يا بني، ذلك جابر بن عبد الله، ثمّ قال له: من بين ولدان أهلك، قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل، قال نعم، قال (عليه السلام) : إنّه لم يقصدك بسوء، ولقد أشاط بدمك، ثمّ أذن لجابر، فدخل عليه، فوجده في محرابه قد أنضّته ( قد أنضكته ) العبادة، فنهض عليّ (عليه السلام) وسأله عن حاله سؤالاً خفيّاً، ثمّ أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول له: يا ابن رسول الله، أما علمت أنّ الله إنما خلق الجنّة لكم ولمن أحبّكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك؟ فقال له عليّ بن الحسين (عليهما السلام) : يا صاحب رسول الله، أما علمت أنّ جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولم يدع الاجتهاد، وقد تعبّد بأبي هو وأمّي حتى انتفخ الساق وورم القدم. فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أفلا أكون عبداً

١٥٣

شكوراً.

  فلمّا نظر جابر إلى عليّ بن الحسين(عليهما السلام) ، وإنّه ليس يغني فيه قول مَن يستميله من الجهد والتّعب إلى القصد، قال له: يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، البقيا على نفسك بأنّك من أُسرة بهم سيدفع البلاء ويكشف اللأواء، وبهم تُستمطر السماء، فقال: يا جابر، لا أزال على منهاج أبويّ (عليهما السلام) حتى ألقاه، فأقبل جابر على مَن حضر، وقال: والله ما رُئيَ من أولاد الأنبياء مثل عليّ بن الحسين (عليهما السلام) إلاّ يوسف بن يعقوب، والله لذرّية عليّ بن الحسين (عليهما السلام) أفضل من ذرّية يوسف بن يعقوب ( و ) إنّ منه لَمَن يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً » .

المؤلِّف:

الأحاديث التي يستفاد منها أنّ الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد عليّ بن الحسين السجاد كثيرة، ولو تتبعناها وجدناها أكثر من مائة وخمسين حديثاً، وقال العلاّمة الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني في كتابه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر - عليه السلام - (ص210): الأخبار التي يستفاد منها أنّ الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الإمام السجاد عليّ بن الحسين - عليهما السلام - (185 حديث)؛ وذلك لأنّه لا عقب للحسين (عليه السلام) إلاّ من ابنه عليّ بن الحسين (عليهما السلام).

١٥٤

الباب التاسع

1- الحديث الأوّل الذي تقدم في باب أنّه (عليه السلام) من ولد عليّ بن الحسين - برواية الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة (ص440) - فيه دلالة واضحة أنّه (عليه السلام) من ولد الإمام الخامس محمّد الباقر (عليه السلام)، وهذا لفظه:

قال أبو عمارة اليهودي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلاّ وله وصيّ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي، الحسن، والحسين، تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين، قال (أبو عمارة) يا محمّد فسمِّهم لي، قال: إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، وهو الإمام الخامس الملّقب بالباقر (عليه السلام) » إلى آخر الحديث.

2- وفي كتاب كفاية الأثر، أخرج بسنده عن زيد بن عليّ (الشهيد)، قال: كنت عند أبي عليّ بن الحسين إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمّد (الباقر) من بعض الحُجر، فأشخص جابر ببصره نحوه ثمّ قام إليه، فقال: يا غلام، أقْبِل. فأقبَل، ثمّ قال: أدبر، فأدبر، فقال: شمائلٌ كشمائل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ما اسمك يا غلام؟ قال: « محمّد، قال: ابن مَن؟ قال: عليّ بن الحسين، بن عليّ بن أبي طالب، قال: إذاً أنت الباقر، قال: فأنكبّ عليه وقبّل رأسه ويديه، ثمّ قال: يا محمّد، إنّ رسول الله، يقرئك السّلام.

١٥٥

قال: على رسول الله أفضل السّلام، وعليك يا جابر بما بلّغت السّلام، ثمّ عاد إلى مصلاّه، فأقبل يحدّث أبي ويقول: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لي يوماً: يا جابر، إذا أدركت ولدي الباقر فاقرئه منّي السّلام، فإنّه سميّي وأشبه الناس بي، عِلمه عِلمي، وحكمه حكمي، سبعة من ولده أُمناء معصومون، أئمّة أبرار، والسابع مهديّهم، الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ».

 ثمّ بكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقرأ: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) ، الآية في (سورة 21، آية 73).

3- وفي غيبة النعماني، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (المتوفّى سنة460). أخرج بسنده، عن أبي حمزة الثُمالي (ره)، قال: كنت عند أبي جعفر (محمّد بن علي) الباقر ذات يوم، فلمّا تفرّق من كان عنده، قال لي: « يا أبا حمزة، من المحتوم - الذي لا تبديل له عند الله - قيام قائمنا، فمن شكّ فيما أقول لقي الله وهو به كافر، وله جاحد، ثمّ قال: بأبي وأمّي المسمّى باسمي والمكنّى بكنيتي، السابع من بعدي، بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، وقال: يا أبا حمزة، مَن أدركه فلم يسلّم له فما أسلم لمحمّد وعليّ (عليه السلام) ، وقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وبئس مثوىً الظالمين، وأوضح من هذا بحمد الله، وأنور وأبين وأزهَر - لمن هداه الله وأحسن إليه - قول الله في محكم كتابه: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) ، (سورة التوبة، آية 36)، قال (عليه السلام): ومعرفة الشهور - المحرم، وصفر، وربيع وما بعده، والحرم منها، وهي رجب وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم - لا يكون ديناً قيّماً لأنّ اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعاً من المنافقين والمخالفين يعرفون

١٥٦

هذه الشهور، ويعدونها بأسمائها، وإنّما هم الأئمّة (عليهم السّلام)، القوّامون بدين الله، والحُرُم منها أمير المؤمنين، الذي اشتق الله تعالى اسماً من اسمه العلي، كما اشتق لرسول الله اسماً من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسمائهم عليّ بن الحسين، وعليّ بن موسى، وعليّ بن محمّد، فصار، لهذا الاسم المشتق من اسم الله تعالى حرمة به » .

4- وفي كفاية الأثر، أخرج بسنده، عن أبي مريم عبد الغفار بن القسم، قال: دخلت على مولاي الباقر (عليه السلام) وعنده أُناس من أصحابه، فجرى ذكر الإسلام، قلت: يا سيّدي، فأي الإسلام أفضل؟ قال:

« مَن سلِم المؤمنون من لسانه ويده، قلت: فأيّ الأخلاق أفضل؟

قال: الصبر والسماحة، قلت: فأيّ المؤمنين أكمل إيماناً؟

قال: أحسنهم خُلُقاً، قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟

قال: طُول القنوت، قلت: فأيّ الصدقة أفضل؟

قال: أن تهجر ما حرّم الله عزّ وجل عليك، قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على السّلطان؟

قال: لا أرى ذلك، قلت: إنّي ربّما سافرت إلى الشام، فأدخل على إبراهيم بن الوليد؟

قال: يا عبد الغفّار، إنّ دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبّة الدنيا، ونسيان الموت، وقلّة الرضا بما قَسَم الله لك، قلت: يا ابن رسول الله، فإني ذو عَيلة، واتّجر إلى ذلك المكان لجرّ المنفعة، فما ترى في ذلك؟

قال: يا عبد الله، إني لست آمرك بترك الدنيا، بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة، قال: فقبّلت يده ورجله، وقلت: بأبي أنت وأمّي يا ابن رسول الله، فما نجد العلم الصحيح إلاّ عندكم، وإني قد كَبُرت سنّي ودقّ عظمي، ولا أرى فيكم ما أسرّ به، أراكم مقتّلين مشرّدين، خائفين، وإنّي أقمت على قائمكم منذ حين، أقول يخرج

١٥٧

اليوم أو غداً، قال: يا عبد الغفّار، إنّ قائمنا هو السابع من ولدي، وليس هذا أوان ظهوره، ولقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إنّ الأئمّة بعدي اثنا عشر، عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صُلب الحسين، والتاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملأها قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت جوراً وظلماً، قلت: فإنّ هذا كائن يا ابن رسول الله، فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر، وهو سيّد أولادي وأبو الأئمّة، صادق في قوله وفعله. ولقد سألت عظيماً يا عبد الغفار وإنك لأهل الإجابة . ثمّ قال (عليه السلام): ألا إنّ مفتاح العلم السؤال » وأنشأ يقول:

شفاء العمى طول السؤال وإنّما

تمام العمى طول السكوت على الجهل

١٥٨

الباب العاشر

1- في ينابيع المودّة (ص440) حديث يظهر منه أنّ الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الإمام السادس جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، وقد تقدم الحديث بتمامه في باب أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام السجاد عليّ بن الحسين - عليهما السلام - (باب 8) فلا نكرر ذكره ويدلّ عليه الحديث الذي في (إكمال الدين وإتمام النعمة) وهو ما يأتي.

2- وفي إكمال الدين وإتمام النعمة، تأليف أبي جعفر محمّد بن عليّ ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي الملقّب بالصدوق، المتوفّى (سنة 381 هـ)، فإنّه (عليه الرحمة) أخرج بسنده، عن حنان (حيان) السراج، قال: سمعت السيد إسماعيل بن محمّد الحميري يقول:

كنت أقول بالغلو، وأعتقد غيبة محمّد بن الحنفية، فمنّ الله عليّ بالصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) وأنقذني به من النار، وهداني إلى سواء الصراط، فسألته - بعدما صحت عندي الدلائل التي شاهدتها منه أنّه حجة الله عَلَيَّ وعلى جميع أهل زمانه، وأنّه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به - فقلت له: يا ابن رسول الله، قد روي لنا أخبار عن آبائك في الغيبة وصحّة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال (عليه السلام):

« إنّ الغيبة ستقع بالسادس من وُلدي، وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب، وآخرهم ( المهدي ) القائم بالحقّ، بقيّة الله في الأرض

١٥٩

  وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتّى يَظهر، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً »قال السيد: فلمّا سمعت ذلك من مولاي الصّادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) تبتُ إلى الله تعالى على يديه، وقلت قصيدتي التي أوله:

فلمّا رأيت الناس في الدين قد غووا

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا

إلى آخر القصيدة.

المؤلِّف:

الأحاديث التي فيها إشادة بأنّ الإمام المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الإمام السادس كثيرة، وقد أشار إليها في كتاب منتخب الأثر (ص215)، وقال: عثرت على (99 حديث) فيها ذكر أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام السادس جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، ومن جملتها الحديث الآتي.

3- وفي إكمال الدين وإتمام النعمة، أخرج بسنده، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أنّه قال: « مَن أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً، فقيل له: يا بن رسول الله، مَن المهدي من ولدك؟ قال: الخامسُ مِن وُلدِ السابع، يغيب عنكم شخصه، ولا يحلّ لكم تسميته » .

المؤلِّف:

وروي الحديث بسند آخر، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن الصّادق (عليه السلام) وبلفظ آخر، قال فيه: « مَن أقرّ بالأئمّة من آبائي ووُلدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً (صلوات الله عليهم). فقلت: يا سيّدي، ومن المهدي من ولدك؟ قال: الخامسُ مِن وُلد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته » .

4- وفي ينابيع المودّة (ص491، ط/ إسلامبول، سنة 1301 هـ)، قال: روي عن ابن الخشاب أنّه أخرج في كتابه مواليد أهل البيت (عليهم السلام)

١٦٠