المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ١

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية5%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 369

  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 33976 / تحميل: 6569
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

بسنده، عن أبي القاسم الطّاهر بن هارون بن موسى الكاظم، عن أبيه، عن جدّه، قال، قال سيدي جعفر بن محمّد:

« الخلف الصالح من ولدي، وهو المهديّ، اسمه محمّد، وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمّه نرجس، وعلى رأسه غمامة تظلّله عن الشمس تدور معه حيث ما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهديّ فاتّبعوه » .

المؤلِّف:

أخرج السيّد البحراني السيّد هاشم (قُدِّس سره) في غاية المرام (ص٧٠١) الحديث من ابن الخشاب مع اختلاف، وهذا نصّه - من ابن الخشاب -، قال:

حدّثني أبو القاسم الطاهر بن هارون بن موسى العلوي، عن أبيه هارون، عن أبيه موسى، قال سيدي جعفر بن محمّد: « الخَلَف الصالح من ولدي وهو المهديّ، اسمه محمّد وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمّه صيقل . قال لنا أبو بكر الزرّاع: ويقال (له) حكيمة، وفي رواية، يقال لها: نرجس، وفي رواية، يقال لها: سوسن، ويكنّى أبا القاسم وهو ذو الاسمين، خلف ومحمّد، يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظلّله عن الشمس تدور معه حيث ما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي » .

المؤلِّف:

وأخرج ابن الخشّاب الحديث بسند آخر، وفيه قال، يقال: « كنيته الخَلَف الصالح أبو القاسم، وهو ذو الاسمين » .

١٦١

الباب الحادي عشر

١ - الحديث المتقدم من ينابيع المودّة (ص٤٤٠)، وقد مرّ تمامه في باب أنّه (عليه السلام) من أولاد موسى بن جعفر (عليهما السلام) علي بن الحسين (عليهما السلام)، أي: في الباب الثامن.

٢ - وفي كتاب غيبة الشيخ الطوسي (عليه الرحمة)، أخرج بسنده عن أبي عبد الله الصّادق (عليه السلام) حديثاً مفصلاً، وفيه أنّه (عليه السلام) قال: « يظهر صاحبنا وهو من صُلب هذا - وأومى بيده إلى الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) - فيملأها عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، وتصفو له الدنيا » .

٣ - وفي كتاب كفاية الأثر أخرج بسنده، عن محمّد بن الحنفية، قال، قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

« سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول، قال الله تبارك وتعالى: لأُعذِّبنّ كلّ رعيّة دانت بطاعة إمام ليس منّي، وإن كانت الرعيّة في نفسها بَرّة، ولأَرحمنّ كلّ رعيّة دانت بطاعة إمام عادل منّي، وإن كانت الرعيّة غير بَرّة ولا تقيّة، ثمّ قال لي: يا عليّ أنت الإمام والخليفة بعدي، حربك حربي، وسلْمك سلْمي، وأنت أبو سبطيّ، وزوج ابنتي، ومن ذرّيتك الأئمّة المطهّرون، فأنا سيّد الأنبياء وأنت سيّد الأوصياء، وأنا وأنت من شجرة واحدة، ولولا أنا لم يخلق الله الجنّة ولا النار، ولا الأنبياء، ولا الملائكة، قال، قلت: يا رسول الله، فنحن أفضل أم الملائكة؟ قال: يا علي، نحن خير خليقة الله على

١٦٢

بسيط الأرض، وخير من الملائكة المقرّبين، وكيف لا نكون خيراً منهم؛ وقد سبقناهم إلى معرفة الله، وتوحيده، فبنا عرفوا الله، وبنا عبدوا الله، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله، يا علي أنت منّي وأنا منك، وأنت أخي ووزيري، فإذا متّ ظهرت لك ضغاين في صدور قوم، وستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم، يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة، وذلك عند فقدان شيعتك الخامسَ مِن وُلد السابع مِن ولدك، تحزن لفقده أهل الأرض والسّماء، فكم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف، حيران عند فقده.

  ثمّ أطرق(صلى الله عليه وآله وسلم) مليّاً ثمّ رفع رأسه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : بأبي وأمّي، سميّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور ( أو قال ) جلابيب النور، يتوقّد من شعاع القدس، كأنّي بهم آيسَ مَن كانوا، ثمّ نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب، يكون رحمة على المؤمنين، وعذاباً على المنافقين، قلت: وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: أَلاَ لعنةُ الله على الظّالمين، الثاني: أزفت الآزفة، والثالث: يرون بَدَناً بارزاً مع قرن الشمس، ينادي أَلاَ إنّ الله قد بعث فلان ابن فلان، حتى ينسبه إلى عليّ، فيه هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي الفرج، ويشفي إليه ( ويشفي الله) صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول الله، فكم يكون بعدي من الأئمّة؟ قال: بعد الحسين تسعة، والتاسع قائمهم » .

المؤلِّف:

ذكرنا في أبواب النداء السماوي (باب ٢٣)، وفي باب ما يقع قبل ظهور الإمام (باب٣٠) أحاديث نبويّة من كتب علماء أهل السنّة تتضمن ما في هذا الحديث الشريف.

٤- وفي كتاب كفاية الأثر أخرج بسنده، عن يونس بن عبد الرحمان، قال: دخلت على موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، أنت القائم بالحق؟ فقال: « أنا القائم بالحقّ، ولكن القائم

١٦٣

الذي يطهّر الأرض من أعداء الله، ويملأها عدلاً كما مُلئت جوراً، هو الخامسُ مِن وُلدي، له غيبة يطول أمدها، خوفاً على نفسه، يرتدّ فيها أقوام، ويثبت فيها آخرون، ثمّ قال (عليه السلام): طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا، في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا، والبراءة من أعدائنا، أولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثمّ طوبى لهم، هُم والله معنا في درجتنا يوم القيامة » .

المؤلِّف:

الأحاديث التي يظهر منها أنّ الإمام المهديّ الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الإمام السابع (عليه السلام) كثيرة، وقد ذكر الشيخ لطف الله، في كتابه منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر - عليه السلام - (ص٢١٨)، أنّ الأخبار الدالة على مطلوبنا (٩٨ خبر) وذكر ذلك بالإشارة.

١٦٤

الباب الثاني عشر

١- في كتاب ينابيع المودّة (ص٤٥٤)، نقلاً من كتاب فرائد السمطين لإبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، قال: أخرج بسندهن عن أحمد بن زياد، عن دعِبل بن علي الخزاعي (ره)، قال: أنشدت قصيدتي لمولاي الإمام علي الرضا (رضي الله عنه)، أوّلها:

مدارس آيات خلت من تلاوة، إلى أن قال، قال لي الرضا: « أفلا أَلحق البيتين بقصيدتك، قلت: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):

وقبر بطوسٍ يا لها من مصيبة

ألحّت على الأحشاء بالزفرا

إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً

يفرّج عنّا الهمّ والكُربات

قال دعِبل: ثمّ قرأت باقي القصيدة عنده، فلمّا انتهيت إلى قولي:

خروج إمامٍ لا محالة لازم

يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كلّ حقّ وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

بكى الرضا بكاءً شديداً، ثمّ قال: يا دِعبل نطق روح القدس بلسانك، أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا، إلاّ إنّي سمعت خروج إمام منكم، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فقال (عليه السلام): إنّ الإمام بعدي ابني محمّد، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، وهو المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، وأمّا متى يقوم فإخبار عن الوقت

١٦٥

لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال: مَثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتة » .

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث الشريف في كتاب كفاية الأثر بسند آخر، وأخرجه في كتاب عُيون أخبار الرضا، وفي كتاب إكمال الدين، وفي كتاب إعلام الورى، عن أبي الصلت. وأخرجه السيّد في غاية المرام (ص٦٩٦) نقلاً من فرائد السمطين للحمويني الشافعي، وفي لفظه اختلاف وزيادة. وهذا نصّه - بحذف السند، في آخر الجزء الثاني:

عن أحمد بن زيد بن جعفر الهمداني، قال: سمعت دِعبل بن علي الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا (عليه السلام) قصيدتي التي أوّلها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

فلما انتهيت إلى قولي:

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كلّ حق وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ، ثمّ قال: « يا خزاعي، نَطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري مَن هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟

فقلت: لا، يا مولاي. إلاّ إنّي سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد يملأها عدلاً.

فقال: يا دِعبل، الإمام من بعدي محمّد ابني، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً، وأمّا متى، فأخبار عن الوقت، وقد حدّثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (صلوات الله عليهم) ، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل له: متى يخرج القائم من ذرّيتك؟ فقال: مَثله كَمثل الساعة لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو عزّ وجل، ثَقُلت في السماوات، لا تأتيكم إلاّ بغتة » .

المؤلِّف:

  هذا اللفظ أحسن لفظ روي في الباب وبقية الروايات

١٦٦

مختصرة لا يفهم من ألفاظه شيء إلاّ بالمراجعة إلى غيره.

٢ - وفي فرائد السمطين في آخر الجزء الثاني، أخرج بسنده، عن الحسن ابن خالد، قال، قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام): « لا دين لمَن لا ورع له، ولا إيمان لمَن لا تقيّة له، وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم،أي: أعملكم بالتقيّة، فقيل: إلى متى يا ابن رسول الله؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا.

 فقيل له: يا ابن رسول الله، ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من وُلدي، ابن سيدة الإماء، يطهّر الله به الأرض من كل جور ويقدّسها من كل ظلم، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يَظلِم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظلّ، وهو الذي ينادي مناد من السماء، يسمعه جميع أهل الأرض، الدعاء إليه يقول: ألا إنّ حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه؛ فإنّ الحقّ فيه ومعه، وهو قوله تعالى: ( إِن نَشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) وقول الله عزّ وجل: ( يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) ، أيّ: خروج وَلدي القائم المهديّ (عليه السلام) » .

المؤلِّف:

هذه الآيات في (ص٤٤٨) توجد في الحديث لا في غيره.

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث الشريف في كتاب كفاية الأثر، ولفظه يساوي ما في غاية المرام، وأخرجه في ينابيع المودّة (ص٤٤٨، و ص٤٨٩). من قوله: « يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا » الحديث. وترك صدر الحديث.

ويدلُّ على أنّ الإمام المهديّ الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الإمام الثامن الحديثُ المتقدم من ينابيع المودّة (ص ٤٤٠)، ويدلُّ عليه غيره من الأحاديث المروية في كتب الإمامية. وقد صرّح الشيخ في كتابه منتخب الأثر (ص٢٢٠) أنّ ذلك يظهر من (٩٥ حديث)، وبعضها من كتب أهل السنّة، والأكثر من كتب الإمامية (عليهم الرحمة).

١٦٧

الباب الثالث عشر

١- الحديث المتقدم المنقول من كتاب ينابيع المودّة (ص٤٤٠)، وقد ذُكر بتمامه في أحوال الإمام علي بن الحسين السجاد (عليهما السلام) في (باب ٨) فلا نعيده.

٢- وفي كتاب كفاية الأثر، أخرج بسنده، عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وأنا أُريد أن أسأله عن القائم، أهو المهديّ أو غيره؟ فابتدأني هو، فقال لي:

« يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو المهديّ الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من وُلدي، والذي بعث محمداً بالنبوّة وخصّنا بالإمامة، إنّه لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، وإنّ الله تبارك وتعالى ليصلح أمره في ليلة، كما أصلح الله أمر كليمه موسى، إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ مرسل، ثمّ قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج » .

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف أخرجه جمع كثير من علماء الإمامية غير مَن تقدم، منهم: مؤلف إكمال وإتمام النعمة.

ومنهم: مؤلف إعلام الورى.

ومنهم: المجلسي في (١٣ من البحار) نقلاً من كتب عديدة.

١٦٨

٣- وفي كتاب كفاية الأثر أيضاً أخرج بسنده، عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الرضا (عليهما السلام)، يقول: « الإمام بعدي ابني عليّ، أمرُه أمرِي، وقولُه قولِي، وطاعتُه طاعتِي، ثمّ سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد عليّ؟ قال: ابنه الحسن، قلت: يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثمّ قال: إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له: يا ابن رسول الله، ولم سُمّي القائم؟ قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سُمّي المنتظر؟ قال: إنّ له غيبة يكثر أيّامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ به الجاحدون، ويكذب فيها الوقّاتون، ويهلك فيها المبطلون، وينجوا فيها المسلمون » .

المؤلِّف:

أخرج الحديث الشريف المذكور في كتاب إعلام الورى، وفي كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة، بسنديهما، عن أبي جعفر (عليه السلام).

٤- وفي ينابيع المودّة (ص٤٤٢)، أخرج بسنده، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمّد، أخبرني عمّا ليس للهِ، وعمّا ليس عند الله، وعمّا لا يعلمُه الله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): « أمّا ما ليس للهِ، فلله شريك. وأمّا ما ليس عند الله، فليس عند الله ظلم. وأمّا ما لا يعلمه الله، فذلك قولكم - يا معشر اليهود - إنّ عُزير ابن الله، والله لا يعلم أنّه له ولد، بل يعلم أنّه (أي: عُزير) مخلوقه وعبده، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّكَ رسول الله حقاً،

١٦٩

وصدقاً، ثمّ قال: إنّي رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران (عليه السلام)، فقال: يا جندل، أسلم على يد محمّد خاتم الأنبياء واستمسك بأوصيائه من بعده، فقلت: أسلم، فلِِلّهِ الحمد أسلمت، وهداني بك.

ثمّ قال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسّك بهم، قال: أوصيائي الاثنا عشر، قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول الله، سمِّهم لي، فقال: أوّلهم سيد الأوصياء أبو الأئمّة عليّ، ثمّ ابناه الحسن والحسين، فاستمسك بهم ولا يغرنّك جهل الجاهلين، فإذا ولِد عليّ بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه، فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء (عليهم السلام)، إيليا وشَبَّراً وشَبِيراً، فهذا اسم علي والحَسن والحُسين، فمَن بعد الحسين؟ وما أساميهم؟

قال: إذا انقضت مدة الحسين، فالإمام ابنه عليّ ويلقّب بزَين العابدين، وبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظِم، فبعده ابنه عليّ يُدعى بالرّضا، فبعده ابنه محمّد يُدعى بالتقي والزكي، فبعده ابنه عليّ يُدعى بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن يُدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمّد يُدعى بالمهديّ، والقائم، والحجّة، فيغيب، ثمّ يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم أولئك الذين وَصَفهم الله في كتابه وقال:

( هُدىً لِلْمُتّقِينَ * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ، ثمّ قال تعالى: ( أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلاَ إِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الغالبون ) »، فقال جندل: الحمد لله الذي وفّقني بمعرفتهم، ثمّ عاش إلى أن كانت ولادة علي بن الحسين (عليهما السلام) فخرج إلى الطائف ومرض، وشرب لبناً، وقال: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن. ومات ودُفِن بالطائف، بالموضع المعروف بالكوزارة.

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف يستفاد منه أنّ الإمام المهدي

١٧٠

الموعود المنتظر (عليه السلام) من أولاد الأئمّة ومنهم الإمام التاسع، فيناسب الإشارة إليه في جميع الأبواب المتقدمة والأبواب الآتية.

وقد تقدم حديث آخر من ينابيع المودّة يستفاد منه المطلوب، ويوجد أحاديث أخرى يستفاد منها المطلوب. وقد ذكر الشيخ لطف الله في كتابه المنتخب، أنّ الأحاديث الدالّة على أنّ المهديّ (عليه السلام) من أولاد الإمام الجَواد - عليه السلام - (١٤٦ حديثاً) منها ما ذكرناه، وذكر البقية بالإشارة.

١٧١

الباب الرابع عشر

١ - تقدّم حديثان نقلاً من ينابيع المودّة، الأوّل في (ص٤٤٠)، والثاني في (ص٤٤٢)، وفيهما ما يدلّ على أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) من أولاد الإمام العاشر علي بن محمّد الهادي. والحديث الأوّل أخرجناه في (الباب ٨)، والحديث الثاني أخرجناه بتمامه فلا نعيده.

٢- وفي كفاية الأثر، أخرج بسنده عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا يقول: « الإمام بعدي الحسن ابني وبعده ابنه القائم، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً » .

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث في كتاب إعلام الورى، بسنده، عن صقر بن أبي دلف، وكذلك أخرجه في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة، بسنده، عن صقر بن أبي دلف. وذكر الشيخ لطف الله في كتابه المنتخب (ص٢٢٥) أنّ الأحاديث التي يُستفاد منها أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) من أولاد الإمام العاشر عليّ بن محمّد الهادي - عليهما السلام - (٩٠ حديث) منها ما تقدّم وأشار إلى البقية بالإجمال.

٣- وفي كتاب إعلام الورى، أخرج بسنده، عن المفضّل بن عمر، قال: دخلت على سيدي جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، فقلت: يا سيدي، لو عَهدت إلينا: مَن الخلف من بعدك؟ فقال: « يا مفضّل،

١٧٢

الإمام من بعدي موسى، والخلف المنتظر م ح م د ابن الحسن، بن عليّ، بن محمّد، بن عليّ،بن موسى (عليهم السلام) » .

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث الشريف في إكمال الدين وإتمام النعمة بسنده المتّصل، عن المفضّل بن عمر، ولفظه يساوي لفظه.

٤ - وفي كفاية الأثر، أخرج بسنده، عن مسلم عن مسعدة، قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى مُتكِّئاً على عصاه، فسلّم، فردّ أبو عبد الله الجواب، ثمّ قال: يا ابن رسول الله، ناولني يدك أُقبّلها، فأعطاه يده فقبّلها، ثمّ بكى! فقال أبو عبد الله:

« ما يبكيك يا شيخ؟ قال: جُعلت فداك يا ابن رسول الله، أقمتُ على قائمكم منذ مائة سنة، أقول هذا الشهر وهذه السنة، وقد كَبُرت سنّي ودقّ عظمي، واقترب أجلي، وأرى فيكم ما لا أحبّ، أراكم مقتّلين مشرّدين، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة. فكيف لا أبكي؟!، فدمعت عينا أبي عبد الله (عليه السلام) ثمّ قال:

يا شيخ، إن أبقاك الله حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى، وإن حلّت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثِقلِ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ونحن ثِقلُهُ، قد قال: إنّي مخلّف فيكم الثَقَلين، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فقال الشيخ: لا أُبالي بعدما سمعت هذا الخبر، ثمّ قال: يا شيخ، اعلم أنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن ( العسكري ) ، والحسن ( العسكري ) يخرج من صلب عليّ ( الهادي ) ، وعليّ يخرج من صلب محمّد ( الجواد ) ، ومحمّد ( الجواد ) يخرج من صلب عليّ ( الرضا)، وعلي ( الرضا) يخرج من صلب ابني هذا، وأشار إلى موسى (عليه السلام): وهذا خرج من صلبي، ونحن اثنا عشر، كلهم معصومون مطهرّون، فقال: يا شيخ، والله! لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت، ألا إنّ شيعتنا يقعون في فتنةٍ وحيرةٍ في غيبته، هناك يثبّت الله على هُداه المخلصين، اللهمّ أعنهم على ذلك » ، انتهى الحديث.

١٧٣

٥- وفي كشف الحقّ، وهو أربعين الخاتون آبادي، أخرج بسنده، عن سعيد بن جبير، قال، قيل لعمّار بن ياسر: ما حمَلك على حبّ عليّ بن أبي طالب؟ قال: قد حَملني اللهُ ورسولُه، وقد أنزل الله تعالى فيه آياتٍ جليلةٍ، وقال رسول الله فيه أحاديث كثيرة، فقيل له: هلاّ تحدّثني بشيء ممّا قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ولِمَ لا أُحدِّث، ولقد كنت بريّاً من الذين يكتمون الحقَّ، ويظهرون الباطل، ثمّ قال: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فرأيت علياً (عليه السلام) في بعض الغزوات قد قتل عدّة من أصحاب الرايات (من) قريش فقلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله، إنّ علياً قد جاهد في الله حقّ جهاده، فقال:

« وما يمنعه منه، إنّه منّي، وأنا منه، وإنّه وارثي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، وخليفتي من بعدي، ولولاه لم يُعرف المؤمن في حياتي، وبعد وفاتي، حَرْبه حَرْبي، وحَرْبي حَرْب الله، وسلْمه سلْمي، وسلْمي سلْم الله، ويُخرِجُ اللهُ مِن صلْبهِ الأئمّة الراشدين، فاعلم يا عمّار، إنّ الله تبارك وتعالى عهد إليّ أن يعطيني اثنا عشر خليفة، منهم عليّ، وهو أوّلهم، وسيدهم . قلت: ومَن الآخرون منهم، يا رسول الله قال: (الثاني منهم) الحسن بن عليّ بن أبي طالب، (والثالث منهم) الحسين بن عليّ بن أبي طالب، (والرابع منهم) عليّ بن الحسين زين العابدين، (والخامس منهم) محمّد بن عليّ، ثمّ ابنه جعفر، ثمّ ابنه موسى، ثمّ ابنه عليّ، ثمّ ابنه محمّد، ثمّ ابنه عليّ، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ ابنه الذي يغيب عن الناس غيبة طويلة، وذلك قوله تبارك وتعالى: ( أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ ) ، ثمّ يخرج ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يا عمّار، سيكون بعدي فتنةً فإذا كان ذلك فاتّبع علياً وحزبه، فإنّه مع الحقّ والحقّ معه وإنّك ستقاتل الناكثين والقاسطين معه، ثمّ تقتلك الفئة الباغية، ويكون آخر

١٧٤

زادك شربة من لبن تشربه »، قال سعيد بن جبير: فكان كما اخبره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

المؤلِّف:

وردت مضامين هذا الحديث الشريف في أحاديث عديدة روته علماء أهل السنّة في كتبهم، منها ما في كتاب كنز العمّال لعلي المتقي الحنفي، وذكرها الطبري في ذخائر العقبى، وفي الرياض النضرة، وذكرها ابن الصبّاغ في الفصول المهمّة في الباب الأوّل منه. وقد ذكرنا بعض تلك الأحاديث في كتابنا (علي والسنّة)، وكتابنا (علي والوصية)، هذا ولا يخفى أنّ الأحاديث التي يُستفاد منها أنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) من أولاد الإمام العاشر أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام) كثيرة، ونكتفي بما ذكر.

١٧٥

الباب الخامس عشر

١ - الحديث المتقدم المنقول من ينابيع المودّة (ص٤٤٢) وقد مرّ تمامه، ويدلّ عليه أيضاً، الحديث الذي أخرجناه من ينابيع المودّة (ص٤٤٠)، وقد تقدّم تمامه في أحوال الإمام الرابع عليّ بن الحسين السجاد (عليه السلام)، فتكون الأحاديث الدالّة عليه حديثين من كتب علماء أهل السنّة.

٢ - وفي كفاية الأثر، أخرج بسنده، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (علي الهادي - عليه السلام)، يقول: « الخَلَف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخَلَف، فقلت: كيف (ولِمَ)، جعلني الله فداك؟ قال: لأنّكم لا ترون شخصه، ولا يحلّ لكم ذكره باسمه، قلت: فكيف نذكره؟ قال، قولوا: الحجّة من آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) » .

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث الشريف جماعة من علماء الإمامية في كتبهم المعتبرة، كالكافي، وعلل الشرائع، وإكمال الدين وإتمام النعمة، وغيبة الشيخ الطوسي، وبحار الأنوار، وغيبة النعماني، وإرشاد المفيد وإثبات الوصية للمسعودي، وإعلام الورى.

٣ - وفي كفاية الأثر - وغيره - أخرج بسنده، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، قال: سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكري يقول: « كأنّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي، إلاّ أنّ المُقِر بالأئمّة بعد رسول الله المُنكِر لوَلدي، كمن أقرّ بجميع الأنبياء ورسله،

١٧٦

ثمّ أنكر نبوة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلِنا، والمُنكِر لآخرِنا كالمُنكِر لأوّلنا، أمَا إنّ لولدي (المهديّ) غَيبة يرتاب فيها الناس إلاّ مَن عَصمه الله » .

٤ - وفي كفاية الأثر - وغيره - أخرج بسنده، عن محمّد بن عثمان العمري، يقول، سمعت أبي يقول: سُئِلَ أبو محمّد الحسن بن عليّ (العسكري) - وأنا عنده - عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): « ألا إنّ الأرض لا تخلو من حجّة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وإنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية » فقال:

« إنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ. فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن الحجّة والإمام بعدك؟ قال: ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي، مَن مات ولم يعرفْه مات ميتةً جاهليةً، أمَا إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج، فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه، بنجف الكوفة » .

٥ - وفي مقتضب الأثر، أخرج بسنده، عن الحارث بن عبد الله الهمداني، والحارث بن شرب، كلٌ حدّثنا: أنّهم كانوا عند عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) فكان إذا أقبل ابنه الحسن يقول: « مرحباً بابن رسول الله، وإذا أقبل ابنه الحسين يقول: بأبي أنت وأمي يا أبا ابن خيرة الإماء، فقيل: يا أمير المؤمنين، ما بالك تقول هذا للحسن وهذا للحسين؟ ومَن ابن خيرة الإماء؟ فقال: ذلك الفقيد الطريد الشريد، م ح م د بن الحسن، ابن عليّ، بن محمّد، بن عليّ، بن موسى، بن جعفر، بن محمّد، بن عليّ، بن الحسين هذا »، ووضع يده على رأس الحسين.

٦ - وفي إكمال الدين وإتمام النعمة، أخرج بسنده، عن أبي بصير

١٧٧

قال: سمعت أبا عبد الله يقول: « إنّ سنن الأنبياء (عليهم السلام) بما وقع بهم من المغيّبات الحادثة (الجارية) في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة، قال، قال أبو بصير، فقلت: يا ابن رسول الله، ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير، هو الخامسُ مِن وُلد ابن موسى، ذلك ابن سيدة الإماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله - عزّ وجل - فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليها السلام) فيصلّي خلفه فتشرق الأرض بنور ربّها، ولا تبقى في الأرض قطعةٌ عُبد فيها غير الله عزّ وجل إلاّ عُبِد الله عزّ وجل فيها، ويكون الدين كله للهِ، ولو كره المشركون » .

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف أخرجناه في ضمن أحاديث عديدة بمضامينه من كتب علماء أهل السنّة، وكلّ حديث أدرجناه في بابه بالمناسبة، راجع أبواب هذا الكتاب ترى ما يسرّك. وقد أخرج في مستدرك الحاكم (ج١، ص٣٧) حديثاً فيه معنى حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، وفيه زيادة.

٧ - وفي فرائد السمطين (ج٢، باب ٣٥)، أخرج حديثاً مفصّلاً، وقال في ضمنه: « وإنّ الله ركّب في صلب (الملقّب بالخالص) الحسن (بن علي النقي) نطفة مباركة، زكية طيبة طاهرة مطهّرة، يرضى بها كل مؤمن ممّن أخذ الله ميثاقه في الولاية، ويكفر به كل جاحد، وهو إمامٌ تقيٌ نقيٌ، سار مرضي، هادٍ مهدي، يحكم بالعدل، ويأمر به، يصدّق الله عزّ وجل ويصدّق الله في قوله، يخرج من تهامة حتى يظهر الدلائل والعلامات، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة، إلاّ خيول مطهّمة، ورجال مسوّمة، يجمع الله له من أقصى البلاد، على عدّة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، معه صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه، بأسمائهم وأنسابهم، وبلدانهم، وصنائعهم، وطبائعهم، وكلامهم، وكناهم، كدّادون، مجدّون في طاعته، فقال له أُبي:

١٧٨

وما دلالته وعلامته، يا رسول الله؟ قال له:

عَلَم، إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله عزّ وجل، فناداه العَلَم اخرج يا وليّ الله، اقتُل أعداء الله، وهما رايتان وعلامتان وله سيف مغمّد، فإذا حان وقت خروجه، اقتلع ذلك السيف من غمده، وأنطقه الله عزّ وجل، فناداه السيف اخرج يا ولي الله، فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج، فيقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم الحدود (حدود الله) ويحكم بحكم الله، يخرج جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن ميسرته، وشعيب بن صالح على مقدمته، وسوف تدركون (تذكُرون) ما أقول لكم، وأُفوض أمري إلى الله عزّ وجل، يا أُبي: طوبى لمن لَقِيه، وطوبى لمن أحبّه، وطوبى لمن قال به ولو بعد حين » ، الحديث وله بقية.

وقد أخرج السيّد الحديث بتمامه وكماله في غاية المرام (ص٤٢) إلى (ص٤٣) نقلاً من فرائد السمطين، ومَن أراد الاطلاع على جميع ألفاظ الحديث فليراجع فرائد السمطين (ج٢، باب ٣٥)، والكتاب يوجد في مكتبة الإمام الصادق (عليه السلام) في حسينية الحيدرية في الكاظمية، ويوجد في همدان، عند العلاّمة الثقة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مُلا عليّ، وكانت نسخة منه في مكتبة المرحوم المغفور له الشيخ محمّد السماوي، ولمّا بيعت المكتبة اشتراه بعض علماء النجف الأشرف، وتوجد نسخة كاملة بخطٍ جيدٍ في مكتبة السلطاني في طهران.

٨ - وذكر سبط ابن الجوزي الحنفي (المتوفّى سنة ٦٥٤) في تذكرة الخواص (ص٢٧٧)، أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحادي عشر أبو محمّد الحسن بن علي العسكري.

٩ - وذكر محمّد بن طلحة الشافعي (المتوفّى سنة ٦٥٢) في كتابه مطالب السؤال (ج٢، ص٧٩)، أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٠ - وذكر الكنجي الشافعي (المتوفّى سنة ٦٥٨)، في كتابه البيان في

١٧٩

أحوال صاحب الزمان (ص١٠٢ –١١٢): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١١ - وذكر ابن خلّكان الشافعي، في كتابه وفيات الأعيان (ج٣، ص٣١٦): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٢ - وذكر في الصواعق المحرقة، لابن حَجَر الهيتمي الشافعي (المتوفّى سنة ٨٥٢)، (ص١٢٤): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٣ - وذكر ابن الصباغ المالكي (المتوفّى سنة ٨٥٥)، في كتابه الفصول المهمّة (ص٢٧٤): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٤ - وذكر ابن طولون الدمشقي (المتوفّى سنة ٩٥٣)، في كتابه الأئمّة الاثني عشر (ص١١٧): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٥ - وذكر ابن الصبان الشافعي (المتوفّى سنة ١٢٠٦)، في كتابه إسعاف الراغبين (ص١٤٠): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٦ - وذكر مؤمن الشبلنجي الشافعي (المتوفّى سنة)، في كتابه نور الأبصار (ص١٥٤): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) هو ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٧ - وذكر الشيخ سليمان القندوزي الحنفي (المتوفّى سنة ١٢٩٤)، في ينابيع المودّة (ص٤٥٠ – ٤٥١): أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369