بلون الغار...بلون الغدير

بلون الغار...بلون الغدير20%

بلون الغار...بلون الغدير مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 184

  • البداية
  • السابق
  • 184 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28486 / تحميل: 6337
الحجم الحجم الحجم
بلون الغار...بلون الغدير

بلون الغار...بلون الغدير

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وغريب أهل البيت قرة عيننا

كفؤِ الملوك وعِزِّ كلِّ مدفَّعِ

ومحمدٍ ذي النور يسطع حوله

هذا الملقب بالجواد، القانعِ

وعليٍّ الهادي النقيّ المرتضى

الناصح المفتاح، دونك أو فَعِ !

والخالص الحسن الكتوم لسرّهِ

العسكريّ الشافع المستودَعِ

والقائم المهديّ كاشف غمِّنا

بُقيا النبوة والدليلِ القاطعِ

يا غائباً، طال الغياب، وعيننا

تشتاق طلعتك البهية، فاطلعِ

يا راجعاً بعد الذهاب، قلوبنا

مُدت إليك، كما الأيادي، فارجعِ

يا كاشف الغم الجسيم، شفاهنا

نادتك من وسط المظالم، فاسمعِ

يا صاحب الأمر الحكيم، إلى متى

تبقى الأمور بلا لواء جامعِ ؟!

والدار يغزوها الفساد مدمدماً

كالسيل يأتي من محيط مترَعِ

يا صاحب الدار التي ممّا بها

قد آذنَت بتشقق وتصدّعِ

٢١

عجّلْ بسيفك، فالدواء بحدّه

للجور والكفر الذئوم الناقع

يا حجة الله، الذي بظهوره

يتفرق الطاغوت بعد تجمّعِ

اظهرْ، فليس الماء في قيعاننا

للظامئين سوى سرابٍ خادعِ !

مهما تبعتك يا عليُّ، فعاجزٌ

من للكسيح وراء سهم مسرعِ ؟!

أنت الشهاب، أبو الشهاب، وكلكم

شهب تحلّق في الفضاء المهيَعِ

أنت الامير أبو الأمير، وكلّكم

أُمراءُ عزّ في زمانٍ خانعِ

أنت الامام أبو الأئمة من لكم

خُلِقَ الوجود، وما أنا بالصاقعِ !

أنت الشهيد أبو الشهيد، وكلكم

شهداء حق في العصور مُضيَّعِ

بيد الاولى سلبوا الولاية عُنوةً

وتوارثوها ذات يوم مُفجعِ !

ويد الاولى في مكةٍ قد أُطلقوا

والأدعياءِ ذوي الدعيّ ابن الدعي

٢٢

والطامعين الطالبين مناصباً

والساقطين من اللئام الوُضَّعِ

القلبُ ضاق بقيحه وجراحهِ

والعين كمهاء بفيض الأدمعِ

فاذا شكوتُ، فللذي يُشكى له

وإذا فزعتُ، فحيدرٌ هو مفزعي

وهو الملاذ إذا المقابر بُعثرت

وسُئلتُ: هل من ناصر أو شافعِ ؟!

شايعتُ من رُدّتْ له الشمس التي

رُدّت - إذا حلَّ الغروبُ - ليوشعِ

فاذا مَدَحْتُ، فمدحتي مبتورةٌ

إن لم تكن مقرونة بتشيّعي !!

٤ - ١١ - ١٩٨٨

٢٣

٢٤

الفضائل

اللحظ يفتك كالقنا ويجندلُ

والقتل في شرع الغرام محلّلُ

والصبّ يرضى بالبلاء، وطبعهُ

والصبّ يرضى بالبلاء، وطبعهُ

صبر على محن الهوى وتحمُّلُ

والموت وصل، والفناء تواصِلٌ

والخلد عقبى، والنعيم منازلُ

من ذاالذي بالقلب أغرى لحظَهُ

ورمى به، فأصيب مني مقتلُ ..؟!

قد كنتَ أعزلَ يا فؤادي، فانبرى

لك فارس العشق الجليلُ ينازلُ

ودعاك فاخترت السلامة مكرَهاً

أيصول في سوح المعارك أعزلُ ..؟!

فأتاك من حيث استكنت مباغتا

والخيل من فرط الحماسة تصهلُ

     

٢٥

شهر الأسنة، والسهامُ تدافعت

والطبل يُقرع، والسيوف تصلصلُ

حتى إذا نهض الغريم يصدّها

بشغافهِ، حمّ القضاء العاجلُ ..!

أكبرتُ جرحي واستطبت نزيفه

ودم الجراح لمن هوى لا يُغسَلُ

وكتمت ما بي، وامتثلت تلذذاً

متجاهلاً عذلا، أمثلي يُعذَلُ ؟!

وأنا الذي عشق الذي في شأنه

الآي فاضت والكتاب المنزَلُ ..!

يا ابن الأولى بزّوا البطاح مناقباً

وأبا الاولى ورثوا العلم وفُضّلوا

إن عدّدوا النبلاء، أنتم أنبلُ

أو عدّدوا الفضلاء، أنتم أفضلُ

أهلاً بمولدك السعيد ومرحباً

عيد أتانا بالبشائر يرفلُ

وكأنّ وجهك قد أطلّ، وأشرقت

أنوارُ قدسك، فاستضاء المحفِلُ

تسمو وتعلو يا عليّ وترتقي

وتنالُ أرفع ما يُلَقّى نائلُ

٢٦

ما حزتَ من حظ عظيم في العلا

ما حازه إلّا نبيٌّ مرسلُ ..!

شرفٌ على حسبٍ على نسبٍ علَى

مجد، ومجدُ الهاشميّ مُؤَثَّلُ

يا كعبة الميلاد تيهي وافخري

هذا الوليدُ به الكمال مكمَّلُ ..!

حتى إذا فُطم الرضيع وجدتَهُ

قد شب من نبع النبوة ينهلُ

فاذا أتى أمرُ السماء محمداً

صدع الفتى، وأقرَّ: أني أقبلُ

قالوا: صبيٌّ، قلت: أحكمُ قومهِ

وقيل: ثان، قلت: كلاَّ ..أولُ ..!

وهو الوزير، هو الوصيُّ، هو الخليـ

فة، والأمير، هو الامام العادلُ

من ظلَّ في بيت الرسالة قائماً

لما أغارت أبطن وقبائلُ

عادوا وقد عَميَتْ قلوبُهمُ التي

ضَلّت وباتت في الضلالة توغلُ

يا بعلَ فاطمةٍ، وقد زُوّجتَها

من فوق سبع، والشهود تُهلّلُ

     

٢٧

الخاطب الباري، وحورُ العين حو

ل العرش في حلل السنا تتمايلُ

نور ونور زُوِّجا، ما النور؟ قيـ

ل: هما، ونورُ كليهما لا يأفلُ ..!

يا سيف بدرٍ يا مفلق هامهم

سقطوا وحولهم النساء تولول

أقبلت في أحد وغيرك أدبروا

ولووا أعنّة خيلهم، وتسَلّلُوا ..!

وبرزت للصنديد عابرِ خندق

بئس القتيل، ونعم هذا القاتلُ

يا ليث خيبرَ، والحصونُ تمنعت

فدككتها، وهوى يخرّ المعقلُ

يا راية الفتح المظفر، مكة

خرجت إليك، كماالحبيب، تهرول

أنت المؤذن والأذانُ ومن حملْـ

تَ « براءةً »، يُفدىٰ المؤدّي الحاملُ ..!

وُلّيتَ في يوم الغدير بآية

شهد الحجيج بها، فكيف تُؤوَّلُ ؟!

أنت الوليّ، ومن سواك معطلٌ

عنها، وإجماع السقيفة باطلُ

     

٢٨

أفهكذا تأتي الخلافةُ فلتةً

وعن الأئمة - في الخفاء - تُحوَّلُ ..؟!

أين الشهامة والدماثة والندى

ونبيهم - من دون دفن - مُهمَلُ ..؟!

يا من له الأفلاك قد خُلقت، وجلّـ

الخالق المبدي المعيد الأولُ ..!

يا أيها النبأ العظيم، ومن به اخـ

تلفوا، وعنه استفسروا وتساءلوا

يا حجة الباري، وباب الله كن

لي شافعا، فأجوز منك وأدخلُ

يا أيها الصدّيق، والفاروق، والـ

لقب الأصيل يُفاد منه فيُنحَلُ ..؟!

يا صاحب الأعراف، والنجوى، وسو

رةِ هل أتى، فضل تليه فضائلُ

شمس تُردّ، وراية تُعطى، وحو

ض سائغ صافٍ وعذبٌ سلسلُ

أنت الصراط المستقيم، ومن يحيـ

د عن الصراط مكابر ومضلِّلُ

أنت القسيم، لمن أحبك جنّةٌ

ولمن قلاك جهنم وسلاسلُ

     

٢٩

يا أيها السِّفر المبين، ومن له

علمُ الكتاب، وجلّ من لا يبخلُ ..!

لم أختلقْ فضلاً، ولكن أُنزلت

سور الكتاب به، وعزَّ القائلُ ..!

بحر من الآلاء ليس يحدّه

حدٌّ، فلا شطٌّ له أو ساحلُ

تحلوا المدائح في الأمير، وتكتسي

ثوباً من النور البهيّ، وتجمُلُ

يا والد الحسنين، مدحك شاقني

فمضيتُ، يحفزني الرضيُّ ودعبلُ

نالا بمدحك جنتين، فليتني

بعضَ الذي نالا أنول وأحصلُ

حسبي عليٌّ موئلاً يوم الزحا

مِ، إذا دعا الداعي وعزّ الموئلُ

فاذا وجدتُ صحيفتي مسودَّةً

وعلمتُ أنّ السيئاتِ الأثقلُ

ناديتُ من أحببته متحسّراً

ودموعُ عيني في خشوع تهطلُ

فلعله يمحو الذنوبَ بحبّه

والعفوُ من عند الحبيب مُؤَمَّلُ ..!

     

١٩٩٣

٣٠

فاجعة عاشوراء

طغى الحزن سيلاً فغطّى الحمى

ودمع المحبين أمسى دَمَا

يعود المحرّم في كل عامٍ

فنبكي عليك لحدّ العمى

فأنت المجدّل فوق الرمالِ

وأنت القتيل، قتيل الظما

وماء الفرات صداق اللتي

تفوق بمن أنجبت مريما

نعبّ الدموع فلا نرتوي

وقد أغلقوا دوننا زمزما

فديتك يا أعظم الأعظمِينَ

ومن أصعد المرتقى هَاشما

تفضلْتَ فخراً على العالمين

بأصل وجذع وفرع سَمَا

فأنت الحسين وسبط الرسولِ

به حُزْتَ مَحتدك الأكرما

٣١

أبوك عليٌّ وصيُّ النبيّ

وأمّك من سُمّيَت فاطما

هما الأعليان، هما الفاطمانِ

وخيرُ البريّة طرّاً هُما

مدحتك شعرا، فتاه القريضُ

بمدحك، ثم ارتقى سُلَّمَا

إلى المجد يا أمجد الأمجدينَ

وبزّ الكواكبَ والأنجما

وأزهرتِ المفردات اللواتي

صحون، وكنّ مدًى نُوَّما

فواحدة قد غدت وردةً

وأخرى غدت جنبها برعما

ولكنّ دمعي بذكر المصابِ

تحدَّر كالغيث لمّا هَمَى

فناح قصيدي كمثل الثكالي

وقافيتي أصبحت مأتما ..!

طلبتَ النصيرَ، فأعدمتَهُ

سوى قلة باركتها السما

وما كنتَ فظاً ولا مستبداً

ولا كنتَ وغداً ولا واغما

٣٢

وكم من مُوَالٍ دعاك لتأتي

أتيتَ، ولكنه احجَمَا

فهذا أراد بها منصباً

وذاك أراد بها درهما

وذلك جعجع حتى تؤوبَ

وآخرُ من خلفه همهما

فما هنتَ نفسا ولا لنت عزماً

وظَلْتَ أمامهمُ قائما

تذود عن الدين رغم الحتوفِ

وتقصم ظهراً أتى قاصما

تغلغلت في صفهم مفرداً

فمن لم تنله أتى مُرغما

وضنّوا عليك بماء الفرات

فجرّعتهم مثله علقما

ومن بايعوك بدون وفاء

أضاعوا السواعد والمعصما

تصدّ المكابر والغاشما

ومن ؟! إنّها فئة قد بغت

تضم المنافق والآثما

وتحوي الطليق سليل الطليقِ

ربيبَ الثعابين، والأرقما

٣٣

وتطوي الجناح على حاقدٍ

وطالب ثأر أتىٰ ناقما

يروم الاريكة والصولجانَ

ويبغي الخلافة، لكنّما !

إذا نالها فاسق حقبةً

فلن تستقيم له دائما

تؤول الأمور لأصحابها

ويسقط غاصبها نادما

حججتُ إليكَ بكرب البلاءِ

وكنتُ بحزن الدُّنى مفعمَا

حثثت اليك الخطى من بعيدٍ

وزرتك أبغي بها مغنما

وجثتُ خلال الرواق الشريفِ

وقد ثار روعي، وخوفي نما

ونبضي تعالى، يدق ارتهابا

وخطوي يحاول أن يُقدما

فلما انتهيت ُلباب الضريحِ

وقفتُ بأعتابه واجما

أُسائل نفسي: أهذا الحسينُ

ومن في البلايا به يُحتمى ؟!

٣٤

وحين تأكدتُ مما أراهُ

وأني لست به حالما

طلبتُ الدخولَ، فآذنتني

وأنتَ تراقبني باسما

رميتُ وجودي بحضن الضريحِ

ورحت أعانقه لاثما

ومرّغت خدي بخزّ الجنان

أباشر ملمسه الناعما

ورحت أنوح، وأشكو طويلاً

لمابي، ومابي، ومابي، وما !!

ويمناك تمسح قلباً عصيّا

وتُلقي على كربتي بلسما

وثغرك يلثم بالشهد عيني

فيطفىء جمراً بها ضارما

ونورك يغشى كياناً اضاءَ

وقد كان من قبلها مظلما

وحبك يزهر بين الضلوعِ

ويهدي الربيع لها موسما

وساد المكانَ سكون عميقٌ

وناطق حالي غداً اعجَما !

دهشتُ وقد حُزتُ هذا المقامَ

ونلتُ الشفاعة والمنسمَا

٣٥

فحسبي هذا العطاء العظيمُ

أعود به سالماً غانمَا !

ذكرتكَ، والطفَّ، والعادياتِ

وسبعين حُرّاً بقوا مَعْلَمَا

وعشرَ ليالٍ تبيت خميصاً

وغيرُك بات بها مُتخما

ورأسَك يثوي أمام الزنيم

يباهي، وينكت منه الفَمَا

ووازنتُ عصري، فألفيتُه

لئيماً كعصرك، بل ألأما !

فهذا « يزيد »، وحزب الرعاعِ

أقرّوه مولى لهم حاكما

و « شمرٌ » يناوشنا بالسهامِ

ويسبي الحليلة والمحْرَما

ويمنعنا عن أداء الصلاةِ

ويقتل في الكعبة المُحرما

وفي كل يوم حسين شهيد

تهز ظليمتُه العالَمَا

فتأتي السياسة في زيفها

وتُخفي الجريمةَ والمُجرما

٣٦

هو الـمُلك مُلك عضوض عقيم

فما أعضضَ المُلك، ما أعقَما !!

مللنا السجون وشَدَّ الوثاقِ

وضربَ الرقاب وسفكَ الدما

وتُقنا لبارقة من ضياءٍ

تنير لنا ليلنا المظلما

ومعجزةٍ من يدٍ لا تكلّ

تفك السلاسلَ والأدهَمَا

وتُسقط شتّى عروش الطغاةِ

وهمّا على صدرنا جاثما

تسرّ الأعزّ، وتُشقي الأذلَّ

وتترك في خَطمهِ مَيْسَما

تلفتُّ حولي فلم ألقَ إلّا

حسيناً ومنهجه الأقوما

ليهدم لذّاتِ أهل القصور

ويبني من الدين ما هُدِّما

١٩٩٢

٣٧

٣٨

مناحة الرؤوس المسافرة

يزمع ألمي ان يورق أسيافاً

تنغرز برأسي المحمول على الرمحْ

يا للموت المئويّ الرابع بعد الألفِ

وبعد العطش المتسرب من نهر الملحْ

يا للرأس الدائر في الافاق المدهوشة

بعد القتل

وبعد الذبحْ ..!

تتفرّد بي في هذي الليلة رؤيا

لم يرها غير نبيّ

ووصيّ نبيّ

لم يرها غير أبيّ

أو شاعر مرثية لحشاشة فاطمةٍ

وفؤاد عليّ

رؤيا خابطة في رأسي

كشعاع هرب من الشمس

وممزقة لستائر روحي كَصراخ المأتمْ

٣٩

فابيضّت عيناي من الحزنِ

ولم أكظمْ ..!

رؤيا هبطت من تلك البقعةِ

حيث أناخ الأحباب ركابَا

ليواري الاحباب الاحبابا

حيث العقر، وحيث العطشُ

وحيث الموت تخطَّفَ أشبالاً

وشبابا ..

أفّ للناصر لو صار قليلَا

والعز إذا ولّى

والدّهر إذا بات خليلَا

[ يا دهر أف لك من خليلِ

كم لك بالاشراق والأصيلِ

من صاحب أو طالب قتيلِ

والدهر لا يقنع بالبديلِ

         

وحيث الفارس في الخيمةِ

يستذكر أبياتا ويعالج سيفَا

ويقلّب صفحات الماضي

ويناجي للموت القادم طيفَا

ويغالب عطشاً في صدرٍ

تتفجّر منه ينابيع الأبديّهْ

بالقرب من النهر الحافِل

٤٠

بالحيّات المسمومةِ

وخنازير الوالي

وكلاب البرّيّهْ

أفّ للسلطان

إذا قام يهرّج في ذاكرة البشريّهْ ..!

أفّ للراعي

لو قام يجرجر شعباً في الأسواقِ

كما الأغنام

ويلجم ألسنة الصدقِ

ويقطعها

ويحزّ الأعناق على الظنّةِ

والتهمة

ويطبق قانون الهمجيّهْ

ويسوق النسوة للسبيِ

ويرهب أطفالاً

ويحارب شيخاً وصبيّ

ويؤلّف شعراً

ويجاهر بعداء نبيّ

أفّ للشعر إذا قام يجاهرُ

بعداء نبيّ !

فلتُكتَبْ بطلا يا ابنَ الطلقاءِ

لتُصبحْ ملكاً

٤١

فلقد تُوّجتَ أخيراً

وقتلت حسيناً

وغنمت البرنسَ

والدرع البتراءَ

ونعلاً !

وسلبت رقيةَ قرطا ذهبيّ

وذبحت حسيناً

وقطعت الإصبع من أجل الخاتمِ

وكأنك لص صربيّ !

ونزعتَ الأثواب عن النسوةِ

وكسوتَ قبائلنا شرفاً عربيّ !!

فلتلبسْ هندٌ في حفرتها

حلل الأيتام الأسرى

ولتتجمَّلْ يا ابنَ سليمِ الكلبيّ !

وجهه والمدَى

صوته والصدى

دمعه والندى

رحله والذئاب والردى

صدره والسهام والقدَرْ !

وجهه كان باسمَا

صوته ظل قادما

٤٢

دمعه الربابُ في السّما

قلبه كان عائما

كقارب علي أشعة القمرْ !

فأغرقته موجة من الرماحِ

والسيوفِ

والحجَرْ !

     

آهٍ، وألفٌ، واَمَدْ !

من الحسرة المتشعبة في

ذرات النفس كسيقان العنكبوتْ

كربلاءُ كربلاءْ

يا عَبرةَ الأرض وشهقةَ السماءْ

ومئذنة العرش ومبكى الأنبياءْ

ومحطّ المعجزات الخارقهْ

حيث يعبق أريج الورود المدمّاةِ

المدلآةِ

من عُرى قلوب الوالهين

أيّة ذكرى تلك موجعةٍ وساحقَهْ

ومشعلةٍ وحارقهْ !

وأيُّ ماضٍ لن يعود

وما كان ليعود

وأيّ خاطر كان ومرَّ

٤٣

كنشيد غجريْ

في حفل بربريٍّ وحشيّ

ثقل به دفتر الزمانْ

آهٍ لكَ، ومنك !!

آهٍ لك أيها الجسد الملقَى مُجَدّلاً

على مسرح الفنون الجاهليَّهْ

بلا رأس، ولا خشبةٍ

ولا نُظَّارةٍ، ولا نَصّ !

وآهٍ منك أيها الرأس الدائرُ

في مدن اليبابْ

وضمائر الخرابْ

أربعين يوماً

أربعين جيلاً

أربعين آدماً

وأنت الذي لم تكن أبداً « بروتوسْ »

ولا طاعنَ الامبراطور القيصرْ

ولا حارق الخليل الحنيفْ

ولا مبلبل اللغة اللسانْ

في برج بابلْ

أو الصرح الذي لم يبنه « هامانْ » !

ولم تكن « الاسخر يوطّي » على

مائدة العشاء الأخيرْ !

٤٤

أيها النبأ الساطع في

صفحات السِّفر الأولِ

قبل الصفْرِ ..

وقبل التكوينْ

تمنح الظلام قمراً ونجوما

والسماء فردوسا

والأرض حُججا وأوصياءْ

والكونَ أوفياءْ

والسُدَّةَ حكماءْ

في زمن يحكمه البغاءُ

والرجال التي تحيضْ

والنعاج والدجاجْ

وأبراج المراقَبَةْ

وأحبار الأسفار المخضَّبهْ

الذين يشترون بآيات رأسك الرّيَّ

والشامَ، والعراقَ

وبيتَ الله

والشموس الغاربَهْ !!

أجول وتبحر ذاكرتي

نحو « حوارين » الآراميَّهْ

لأرى اللاعب بالطنبور يصلّي

٤٥

في حجر امرأة روميّهْ

أثر معاقرة ومسامرةٍ

وقصيدة غزل غير عفيفْ !

والحُلمُ مخيف !!

والرؤيا تنذر بكلاب عاويةٍ

تتقافز فوق المنبرِ

وتؤمّ الأمَّةْ !

مرحى للضارب بالدفِّ

صديق القردة

وضجيعِ العَمَّهْ !!

مرحى لابن ابن أبيهِ

ومرحى لابن البوّال على عقبيهِ

وراعية المعزى

مرحى للملهاة إذا انقلبت محنَة !

مرحى لمن اختار النار على الجنَّةْ !

مرحى للناكتِ لثنايا السبطِ

أمام رسولِ الرومِ

كأنّ ثناياه المتلالئةَ بفمه الوضَّاءْ

لا تعدل حافر بغلٍ

لابن العذراءْ !

- يا عيسى يا ابنَ العذراءْ - !!

مرحى لتقاليد الأدبِ على

٤٦

مائدة الأمراءْ !

مرحى لسياسات الخلفاءْ !

مرحى لكَ يا ابنَ النصرانيَّةِ

وحفيدَ « مينيرقا » ..

وسليلَ « زيوسْ »

Dios, Dios

Santos, Santos

Dios, Santos..!!

راءٌ، باءْ !

     

لو لم يأخذ ربي من ظهري عهداً

لسجدتُ لرأسك ياابنَ الزهراءْ !!

فقأت عيني

لاستدر عطف الشانئين

فازدادوا شنآنا !

     

وأخرجت شَطئي

فلم أعجب الزرّاع !

وصرخت فلم يُستجَبْ لي !

فجننت على ضفتك المسلوبِة

يا نيلْ ..

وزعقت أولول وأقولْ:

[ مسموح أن تبكي كليوباترا

انطونيو

٤٧

فوق ضفاف النيلْ

أما زينب فعليها الصمتْ

عليها أن ترقص للموتْ

وأخوها في الطفّ قتيلْ !

...

يا سيدتي ..

يا زينب يا سيدتي !

في قاهرتي

تجدين يزيداً يتحصن بالقلعَهْ

يسكر فيها ..

يتبول فيها ..

.... ويصلي فيها الجمعَهْ ..! ]

...

ليست في عنقي ليزيدٍ بيعَهْ !

كل رجال مدينتنا « ابنُ عقيلٍ »

وجميع نساء مدينتنا « طوعَهْ » !

[ يا ربي ..

لم يرتفع قلبي

ولم تَسْتَعْلِ عينايْ

ولم أسلك في العظائمْ

ولا في عجائبَ فوقي

٤٨

بل هَدَأتُ، وسَكَّتُّ نفسي

كفطيم نحو اُمّهْ ..

نفسي نحوي كفطيم ! ]

هَلِّلُويا هلِّلُويا !!

فلماذا ارتجّت الأمم ؟

وتفكَّرَ الشعوب في الباطل

وكثرت الفروج على السروجْ ؟!

هلّلويا هلّلويا !!

ولماذا قطعوا كفّ العبّاسِ

وناشوا عبدالله بسهمٍ

مزّق نَحْرَهْ ؟

ولماذا باعوا الكوفَةَ

والفسطاطَ

وفتحوا مكةَ سوقا حُرَّهْ ؟

     

ولماذا قتلوني عطشاً

ولماذا باعوا ماء بحيرة طبريَّهْ ؟

ولماذا جعلوا من غزّةَ

راقصةً غجريَّهْ ؟

ولماذا جعلوني أرطن بالعبريَّهْ ؟!

هلّلويا هلّلويا !!

ورجوتكَ من ساعتها

وإلى الآنْ ..

٤٩

وإلى الدهرْ !

ومن الأعماق صرخت إليكْ

كالفرس الصاهل ظُهر العاشرْ

يفتح للثوار معابرْ

نحو الحريّة في الأفق النادرْ

ووقفت أناجيك تقدس وجهكْ

فتقبّلْني كدماء لا تسقطْ

أَصعِدني أَصعِدني

حتى لا أفقد ذاكرتي

او ألتاثَ، وقد صلّى الصبحَ خليفتُنا

أربع ركعاتٍ

وتهيّأَ لثمانٍ لمن ازدادْ !!

وارفع عن ليل وجودي

وندى الحلم على أرض سجودي

شبح العاتية الرعويَّهْ

تلك الأمويَّهْ

فلقد أسرتني بحديد الظلمِ

ونار الطغيانْ

الف شهرٍ

الف عامٍ

.... الف قرنٍ

.. الف دهرٍ وزمانْ

٥٠

الف موتٍ ومَعادْ

الف سوقٍ ومزادْ

...

سيفي لم يُصنعْ للأغمادْ !

...

فان ازدادت طرفة عين أخرى

فلتشهد أني لست بمزدادْ

لست بمزدادْ ..

لستُ بمزدادْ !!

11 - 2 - 1994

٥١

٥٢

الظليمة !

يخنقون الورود في فصل التجلِّي

ويبيدون الغصون وهي تصلّي

فاستمرّوا !

إنه العطر رشّته على الكون الشدائدْ

واجتباه الربيع من كمد الروض

واصطفته الخدود من دموع الخَرائدْ

واستدار للشرق يعزف للفجرِ

ويسترخى على صدر القصائدْ

واستمروا ..

يفرح القلب بالرحيلِ ويبقى

وهج عينيه برقاً

يغمر اللهفةَ في النظرةِ

والعَبرةِ شدْواً

ويسترعى سيوف الغيبِ للثأر

ويستدعي السواعدْ

واغرزوا في ملاءات النهار رماحاً

٥٣

وسهاما أخرى

والصَقوا الحلكةَ في وجه الليلِ

وجبهات النجومِ

وناموا عن صلاةٍ

تنشر الحبَّ

وصدقَ النيّةِ

والأملَ العلويَّ

وتكبيراً

ورُدّوا طارق الوحي

وسدوا طاقة النورِ

وأبوابَ المساجدْ !

عارفا كنتُ

وكشف السِّتر أدماني

ودمي خمرةُ نساك الخراباتِ

واملاكٍ يقرآن زيارة المذبوحِ

في صحن الرزايا ..

لم أحبّذ لعبة العكسِ

وظل الظلِّ في قعر المرايا ..

بل تجولت بنفسي

حول نفسي

وهززت رفاتي

٥٤

وطرقتُ البابَ

واجتزت الحجابَ

وصولاً للذي تخفيه ذاتي !

فتبدّت في تجلِّي النور أشباح الخفايا !

وانجلى السر لبصر أصبح اليوم حديداً

بعد ما انبلجت خيوط الصبح من دلج العشايا

جذبةٌ !

يده تراءت !

فتطاولتُ وأمسكتُ بحبلٍ

وتبصّرتُ بكحلٍ

لم أعد من هذه الدنيا

ولا هاتي البرايا ..

في فمي نبعٌ

وفي عينيَّ بستانٌ

وفي كفيَّ للنعمة طعم ودنانٌ

والفضاء الواسع الرحبُ تناءىٰ

وترامى

فانمحى البَعْدَ صُعُوداً ..

واختفى البُعْدُ. وُجُوداً ..

وزالت من زواياه الزوايا ..

ذُهل الحزنُ

وجفّت من محيطاتي همومي

٥٥

ولمستُ القاعَ ؟!

هل قاعٌ ؟!

وتحسستُ السقف ..

اَسَقْفً ؟!

.. ليس هذا ..

إنه الماضي

غزا قولي بنذرٍ من تشابيه البقايا ..

هاهنا عشقٌ

ومعشوقٌ

والعلاقات تَعَرَّت في كمالِ الوصلِ

وانطفأت شرارات الخطايا ..

وتجمّعْتُ على هيكل خُلد وصفاء

بعد ما كنت عظاماً

وقتاما

وتصاويرَ فناءٍ

وشظايا !

كم تجملتُ ..

فقد كنت قبيحَا. !

وتنافستُ ..

فلم أخْلُدْ كسيحَا

وتداويت بعشب العشقِ

٥٦

فازددتُ جروحَا !

فترجَّعتُ ..

فأصعدْتُ ذبيحَا ..

فتوسلتُ بنصل بين أضلاعِ ( الحسينِ )

فهمَّت تحتويني عن يمين العرش طوبى

وأحاطتني عصافير البشائرْ !

يائساً كنتُ ..

وقلبي كان مشقوقاً كصدري

ورجائي كان مصدوعاً كعمري

لم أكن أدري بأنّ ( الرمزَ )

في احرفِ ( عَشْرِ ) !

فتناولت يقيني ..

وتتبعت الوفدَ إلى ( الطَّفِّ )

لأعرف روحي

وهي عطشى فوق شطآن الخناجرْ ..

مسرعاً كنتُ كخيل جَمَحَتْ

فتعثرت بطفل كحّل الآفاق من دمهِ

ونحرُ الطفل يسقي الأرض نبضاً

ومِهاداً ..

ومحيّاه تجلَّى بالبراءاتِ

وصلَّى بين أشلاء المجاوزْ !

مُغمداً سيفيَ كنتُ

٥٧

فجرَّدْتُ ..

وملت بخيلي نحو أرض الكربِ

أُبلَى !

ضارباً من لحميَ المنهوشِ فسطاطاً

على هلع الحرائرْ !

واضعاً حتْفي على كفِّي

أشدُّ الشمسَ ..

يا شمسُ أعينينا

وكوني في زمان القهر والخذلان ناصرْ !

فتحيّرت لوجه فوق رمح

كسفَ الشمسَ

وأرسى نوره الخلابَ في حَدَق المنائرْ

أشرق الله ( بكوفانَ ) على الرمحِ

جهاراً ..

علّها تحيا ..

وتستيقظ هاتيك الضمائرْ !

زاهداً كانَ ..

كما كان أبوهُ ..

وخصفُ النعلِ خيرٌ

عندما تأبى الأمارَهْ !

إنَّ للبيعة عبئاً يثقل الأعناقَ

٥٨

أنتم ناقضوها !

فاستمرّوا ..

وانْسَخوا الآياتِ في غار حراء

وافتحوا في الكعبة العصماءِ

بيتاً للدعارهْ !!

3 - 3 - 1995

٥٩

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184