الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية17%

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 326

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
  • البداية
  • السابق
  • 326 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154512 / تحميل: 10273
الحجم الحجم الحجم
الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فِيهِ ، ويَسُودُ عَشِيرَتَهُ(١) مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ(٢) ».

فَقَالَ لَهُ أَبِي : بِأَبِي(٣) أَنْتَ(٤) وأُمِّي ، وهَلْ ولِدَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، ومَرَّتْ بِهِ سِنُونَ ».

قَالَ يَزِيدُ : فَجَاءَنَا مَنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَعَهُ كَلَاماً ، قَالَ يَزِيدُ : فَقُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام :

فَأَخْبِرْنِي أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَعليه‌السلام ، فَقَالَ(٥) لِي : « نَعَمْ ، إِنَّ أَبِيعليه‌السلام كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ هذَا زَمَانَهُ ».

فَقُلْتُ لَهُ : فَمَنْ يَرْضى مِنْكَ بِهذَا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ.

قَالَ : فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ضَحِكاً شَدِيداً ، ثُمَّ قَالَ : « أُخْبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ ، إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي ، فَأَوْصَيْتُ إِلَى ابْنِي فُلَانٍ(٦) ، وأَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِيَّ فِي الظَّاهِرِ ، وَأَوْصَيْتُهُ فِي الْبَاطِنِ ، فَأَفْرَدْتُهُ وحْدَهُ ، ولَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي ؛ لِحُبِّي إِيَّاهُ ، ورَأْفَتِي(٧) عَلَيْهِ ، ولكِنْ ذلِكَ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، ولَقَدْ جَاءَنِي بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) ، ثُمَّ أَرَانِيهِ ، وأَرَانِي مَنْ يَكُونُ مَعَهُ ؛ وكَذلِكَ لَايُوصى‌

__________________

= الخمسين ». قال المازندراني : « ويحتمل أن يراد بالكهل هاهنا الحليم الحكيم العاقل ، من باب الكناية » راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢١٣ ( كهل ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٧٢.

(١). « العَشِيرَة » : اسم لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم ، أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل ، وذلك أنّ العشرة هو العدد الكامل. أو هي أقاربه القريبة الذين يعاشرونه ويعاشرهم من العِشْرَة بمعنى الصحبة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٦٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٠ ( عشر ).

(٢). « الحُلْم » : الجماع في النوع ، والاسم : الحُلُمْ. أو الحِلْم بمعنى الأناة والعقل. وعليهما فهو كناية عن البلوغ الذي يكون للناس ؛ فإنّ الإمام لا يحتلم وهو الكامل عند الولادة بل قبلها. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٤٥ ( حلم ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٥١.

(٣). لم يرد « أبي » في بعض النسخ على ما نقله المجلسي فيمرآة العقول .

(٤). في « ف » : - « أنت ».

(٥). في « ه‍ » : « قال ».

(٦). في البحار : + « يعني عليّاً الرضاعليه‌السلام ».

(٧). قال الجوهري : « الرأفة : أشدّ الرحمة ». وقال ابن الأثير : « الرأفة أرقّ من الرحمة ، ولا تكاد تقع في الكراهة ، والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٦ ( رأف ).

(٨). في « ب » : + « وجدّي عليّ صلوات الله عليه وآله ». وفي حاشية « ض » والبحار : + « وجدّي عليّ =

٨١

إِلى أَحَدٍ مِنَّا حَتّى يَأْتِيَ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وجَدِّي عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، ورَأَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَاتَماً وسَيْفاً وعَصًا وكِتَاباً وعِمَامَةً ، فَقُلْتُ : مَا هذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لِي : أَمَّا الْعِمَامَةُ ، فَسُلْطَانُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ؛ وأَمَّا السَّيْفُ ، فَعِزُّ(١) اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى ؛ وَأَمَّا الْكِتَابُ ، فَنُورُ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى ؛ وأَمَّا الْعَصَا ، فَقُوَّةُ اللهِ ؛ وأَمَّا الْخَاتَمُ ، فَجَامِعُ هذِهِ الْأُمُورِ.

ثُمَّ قَالَ لِي : والْأَمْرُ قَدْ خَرَجَ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرِنِيهِ أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا رَأَيْتُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَداً أَجْزَعَ(٢) عَلى فِرَاقِ هذَا الْأَمْرِ مِنْكَ(٣) ، ولَوْ كَانَتِ الْإِمَامَةُ(٤) بِالْمَحَبَّةِ ، لَكَانَ إِسْمَاعِيلُ أَحَبَّ إِلى أَبِيكَ مِنْكَ ، ولكِنْ ذلِكَ(٥) مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : « وَرَأَيْتُ ولْدِي جَمِيعاً : الْأَحْيَاءَ مِنْهُمْ والْأَمْوَاتَ ، فَقَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : هذَا سَيِّدُهُمْ - وأَشَارَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ - فَهُوَ مِنِّي ، وأَنَا مِنْهُ ، واللهُ مَعَ الْمُحْسِنِينَ ».

قَالَ يَزِيدُ : ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : « يَا يَزِيدُ ، إِنَّهَا ودِيعَةٌ عِنْدَكَ ، فَلَا تُخْبِرْ بِهَا إِلَّا عَاقِلاً ، أَوْ(٦) عَبْداً تَعْرِفُهُ صَادِقاً ، وإِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ ، فَاشْهَدْ بِهَا ، وهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (٧) وقَالَ لَنَا أَيْضاً :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ

__________________

= صلوات الله عليه ». وقال فيالوافي : « هذا المجي‌ء والإراءة يجوز أن يكونا في المنام ، وأن يكونا في اليقظة ؛ لأنّ للأرواح الكاملة أن يتمثّلوا في صور أبدانهم عياناً لمن شاؤوا في هذه النشأة الدنياويّة ».

(١). قال ابن الأثير : « في أسماء الله تعالى : العزيز ، هو الغالب القويّ الذي لا يُغلب. والعِزّ في الأصل : القوّةوالشدّة والغلبة ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٨ ( عزز ).

(٢). في « ف » : + « منك ».

(٣). في « ف » : - « منك ». وقال فيالوافي : « وذلك لأنّهعليه‌السلام كان يحبّ أن يجعله في القاسم ، كما صرّح به ».

(٤). في « ه‍ » : - « الإمامة ».

(٥). في البحار : - « ذلك ».

(٦). في « ج ، ه‍ ، ف ، بس ، بف » : « و ».

(٧). النساء (٤). : ٥٨.

٨٢

كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) (١) ».

قَالَ : فَقَالَ(٢) أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : « فَأَقْبَلْتُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقُلْتُ : قَدْ جَمَعْتَهُمْ لِي - بِأَبِي أَنْتَ(٣) وأُمِّي - فَأَيُّهُمْ هُوَ(٤) ؟ فَقَالَ : هُوَ الَّذِي يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، ويَسْمَعُ بِفَهْمِهِ ، ويَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ ، يُصِيبُ فَلَا يُخْطِئُ(٥) ، ويَعْلَمُ فَلَا يَجْهَلُ ، مُعَلَّماً حُكْماً(٦) وَعِلْماً ، هُوَ هذَا - وأَخَذَ(٧) بِيَدِ عَلِيٍّ ابْنِي - ثُمَّ قَالَ : مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ! فَإِذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَأَوْصِ ، وأَصْلِحْ أَمْرَكَ ، وافْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ ؛ فَإِنَّكَ مُنْتَقِلٌ(٨) عَنْهُمْ ، ومُجَاوِرٌ غَيْرَهُمْ ، فَإِذَا أَرَدْتَ(٩) فَادْعُ عَلِيّاً فَلْيُغَسِّلْكَ ولْيُكَفِّنْكَ ؛ فَإِنَّهُ طُهْرٌ(١٠) لَكَ ، ولَا(١١) يَسْتَقِيمُ(١٢) إِلَّا ذلِكَ(١٣) ، وَذلِكَ سُنَّةٌ قَدْ مَضَتْ ؛ فَاضْطَجِعْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وصُفَّ إِخْوَتَهُ خَلْفَهُ(١٤) وعُمُومَتَهُ(١٥) ، ومُرْهُ‌

__________________

(١). البقرة (٢) : ١٤٠.

(٢). في « ب » : « وقال ».

(٣). هكذا في « ب ، ض ، بر ». وفي المطبوع وسائر النسخ : - « أنت ».

(٤). في « بس » : « حقّ ».

(٥). في « ض ، ف ، ه‍ ، بح ، بس » : « ولا يخطئ ».

(٦). في « بر » : « حِكَماً ».

(٧). في « بح » : « فأخذ ».

(٨). في « ج » : « مستقلّ ».

(٩). فيمرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ : ارِدْتُ على بناء المجهول ، أي أرادك الرشيد لأن يأخذك ». وفيالوافي : « يعني إذا أردت مفارقتهم في السفر الأخير متوجّهاً من مدينة إلى بغداد ».

(١٠). في « بس » وشرح المازندراني : « ظهر ». وفيالوافي : « فإنّه طهر لك ، أي تغسيله إيّاك في حياتك طهر لك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك ». (١١). في « بح » : « فلا ».

(١٢). في حاشية « بح » : + « له ».

(١٣) فيمرآة العقول : « ويرد عليه أنّه ينافي ما سيأتي من أنّ الرضاعليه‌السلام حضر غسل والده صلوات الله عليهما في بغداد. ويمكن أن يكون هذا لرفع شبهة من لم يطّلع على حضورهعليه‌السلام ، أو يكون يلزم الأمران جميعاً في الإمام الذي يعلم أنّه يموت في بلد آخر غير بلد ولده ».

(١٤) فيالوافي : « صفّ إخوته خلفه ، جملة اسميّة حاليّة ».

(١٥) في حاشية بدرالدين : « وصفّ إخوته وبني عمومته ».

٨٣

فَلْيُكَبِّرْ عَلَيْكَ تِسْعاً(١) ؛ فَإِنَّهُ قَدِ اسْتَقَامَتْ وصِيَّتُهُ ، وَ وَلِيَكَ(٢) وأَنْتَ حَيٌّ ، ثُمَّ اجْمَعْ لَهُ ولْدَكَ مِنْ بَعْدِهِمْ(٣) ، فَأَشْهِدْ عَلَيْهِمْ ، وأَشْهِدِ اللهَ عَزَّ وجَلَّ(٤) ، وكَفى بِاللهِ شَهِيداً ».

قَالَ يَزِيدُ : ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام : « إِنِّي أُؤْخَذُ فِي هذِهِ السَّنَةِ ، والْأَمْرُ هُوَ إِلَى ابْنِي عَلِيٍّ ، سَمِيِّ عَلِيٍّ(٥) وعَلِيٍّ : فَأَمَّا عَلِيٌّ(٦) الْأَوَّلُ ، فَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ، وأَمَّا الْآخِرُ ، فَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، أُعْطِيَ فَهْمَ الْأَوَّلِ وحِلْمَهُ ونَصْرَهُ وَ وُدَّهُ وَدِينَهُ(٧) ومِحْنَتَهُ(٨) وَمِحْنَةَ الْآخِرِ ، وصَبْرَهُ عَلى مَا يَكْرَهُ ، ولَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ».

ثُمَّ قَالَ لِي : « يَا يَزِيدُ ، وإِذَا مَرَرْتَ بِهذَا الْمَوْضِعِ ، ولَقِيتَهُ(٩) - وسَتَلْقَاهُ(١٠) - فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ غُلَامٌ أَمِينٌ مَأْمُونٌ مُبَارَكٌ ، وسَيُعْلِمُكَ(١١) أَنَّكَ قَدْ لَقِيتَنِي ، فَأَخْبِرْهُ عِنْدَ ذلِكَ أَنَّ الْجَارِيَةَ الَّتِي يَكُونُ مِنْهَا هذَا الْغُلَامُ جَارِيَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَارِيَةَ جَارِيَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١). الظاهر أنّ المراد من التسع الخمسة التي في مذهبنا والأربعة التي في مذهب المخالف ، أو الظاهر أنّ التسع‌تكبيرات من خصائصهمعليهم‌السلام . وقيل غير ذلك. راجع : حاشية بدرالدين ، ص ٢٠٦ ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٥٥.

(٢). في « ب ، ج ، ه‍ » وحاشية بدرالدين : « ووليّك ».

(٣). في « ج ، ض ، ف ، بر » والوافي ومرآة العقول : « من تعدّهم ». وقال فيالوافي : « من تَعُدّهم : من تعتني بشأنهم ؛ من التعداد ». وفي شرح المازندراني : « وضبطه بعض الناظرين بضمّ الباء ، أي من كان بعيداً ، والظاهر أنّه تصحيف ». وفيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالباء الموحّدة بصيغة الاسم فكأنّه بالضمّ ».

(٤). في « ه‍ » : + « عليهم ».

(٥). « سميّ عليّ » ، أي المسمّى باسمه. تقول : هو سَمِيُّ فلان إذا وافق اسمُه اسمَه ، كما تقول : هو كَنِيُّهُ. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٠٢ ( سما ). (٦). في « ب » : - « عليّ ».

(٧). في الغيبة : « ذمّته ».

(٨). في « ب » : « محبّته ». وفي الإرشاد : « حلمه ونصره وورعه ووِرْدَه ودينه » بدل « حلمه ونصره ووُدّه ودينه ومحنته ». وقال الجوهري : « المِحْنَة : واحدة المِحَنْ التي يُمْتَحن بها الإنسان من بَليّة ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠ ( محن ).

(٩). في « ه‍ » : « فلقيته ».

(١٠). في « ج » : « وستلقّاه ».

(١١). في « ج » وحاشية « بح » : « وسيعلم ».

٨٤

أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا(١) مِنِّي السَّلَامَ ، فَافْعَلْ ».

قَالَ يَزِيدُ : فَلَقِيتُ بَعْدَ مُضِيِّ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام عَلِيّاًعليه‌السلام ، فَبَدَأَنِي ، فَقَالَ لِي : « يَا يَزِيدُ ، مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَةِ؟ » فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي ، ذلِكَ إِلَيْكَ ، وَ مَا عِنْدِي نَفَقَةٌ(٢) ، فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! مَا كُنَّا نُكَلِّفُكَ و(٣) لَانَكْفِيكَ(٤) » فَخَرَجْنَا حَتّى انْتَهَيْنَا إِلى ذلِكَ الْمَوْضِعِ ، فَابْتَدَأَنِي ، فَقَالَ : « يَا يَزِيدُ ، إِنَّ هذَا الْمَوْضِعَ كَثِيراً مَا لَقِيتَ فِيهِ جِيرَتَكَ(٥) وعُمُومَتَكَ » قُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ(٦) قَصَصْتُ عَلَيْهِ الْخَبَرَ ، فَقَالَ لِي : « أَمَّا الْجَارِيَةُ ، فَلَمْ تَجِئْ بَعْدُ ، فَإِذَا جَاءَتْ بَلَّغْتُهَا(٧) مِنْهُ السَّلَامَ » فَانْطَلَقْنَا(٨) إِلى مَكَّةَ ، فَاشْتَرَاهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ ، فَلَمْ تَلْبَثْ(٩) إِلَّا قَلِيلاً حَتّى حَمَلَتْ ، فَوَلَدَتْ ذلِكَ الْغُلَامَ.

قَالَ يَزِيدُ : وكَانَ إِخْوَةُ عَلِيٍّ يَرْجُونَ أَنْ يَرِثُوهُ ، فَعَادُونِي إِخْوَتُهُ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ، فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ : واللهِ(١٠) ، لَقَدْ رَأَيْتُهُ وإِنَّهُ لَيَقْعُدُ مِنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ بِالْمَجْلِسِ الَّذِي لَا أَجْلِسُ فِيهِ أَنَا.(١١)

٨٣١/ ١٥. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ وعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ه‍،بس ،بف » :« تبلغها»،أي من الإفعال.

(٢). في « ف ، بر » : « تفقّه ».

(٣). الواو عاطفة أو حاليّة.

(٤). فيمرآة العقول : « ولا تكفيك ».

(٥). في « ج » : « خيرتك ». و « الجِيرَة » : جمع الجار بمعنى المجاور. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٢٤ ( جور ).

(٦). في « ف » : « قد ».

(٧). « بلّغتُها » بصيغة المتكلّم ، ويحتمل فيه الخطاب أيضاً.

(٨). في « ف » : « فانطلقت ». و « فانطلقنا إلى مكّة » ، أي ذهبنا إليها. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٧٦ ( طلق ).

(٩). في « ف ، بس ، بف » : « فلم يلبث ».

(١٠).في شرح المازندراني:«عمّ الرضاعليه‌السلام »بدل«والله».

(١١). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٤٠ ، ح ١٩ ، عن الكليني ، من قوله : « إنّي اُؤْخذ في هذه السنة » إلى قوله : « وصبره على ما يكره ». عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٣ ، ح ٩ ، بسنده عن أبي الحكم الأرمني ، إلى قوله : « ليس له أن يتكلّم إلّابعد موت هارون بأربع سنين ».الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ٨٤٤ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٣١٠ ، وفيه من قوله : « قال : اُخبرك يا أبا عمارة » إلى قوله : « ولكن ذلك من الله عزّ وجلّ ».

٨٥

لَمَّا أَوْصى أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، أَشْهَدَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ ، وإِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِيَّ ، وإِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وجَعْفَرَ بْنَ صَالِحٍ ، ومُعَاوِيَةَ الْجَعْفَرِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ(١) بْنِ عَلِيٍّ ، وسَعْدَ بْنَ عِمْرَانَ(٢) الْأَنْصَارِيَّ ، ومُحَمَّدَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيَّ ، ويَزِيدَ بْنَ سَلِيطٍ الْأَنْصَارِيَّ ، ومُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ(٣) بْنِ سَعْدٍ الْأَسْلَمِيَّ - وهُوَ كَاتِبُ الْوَصِيَّةِ الْأُولى(٤) - أَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ « يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ ، وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا ، وأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، وأَنَّ الْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ ، وأَنَّ الْوَعْدَ حَقٌّ ، وأَنَّ الْحِسَابَ حَقٌّ(٥) ، والْقَضَاءَ حَقٌّ ، وأَنَّ(٦) الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ حَقٌّ ، وأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله حَقٌّ ، وأَنَّ مَا نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ حَقٌّ ، عَلى ذلِكَ أَحْيَا ، وعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وعَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ ».

وَأَشْهَدَهُمْ أَنَّ « هذِهِ(٧) وصِيَّتِي بِخَطِّي ، وقَدْ نَسَخْتُ وصِيَّةَ جَدِّي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ، وَ وَصِيَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَبْلَ ذلِكَ ، نَسَخْتُهَا حَرْفاً بِحَرْفٍ ، وَ وَصِيَّةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلى(٨) مِثْلِ ذلِكَ ، وإِنِّي قَدْ أَوْصَيْتُ إِلى عَلِيٍّ،وَبَنِيَّ(٩) بَعْدُمَعَهُ إِنْ شَاءَ وآنَسَ(١٠)

__________________

(١). في « بس ، بف » : « يزيد ». والظاهر أنّه سهو ، ويحيى هذا هو يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين‌المعدود من أصحاب موسى بن جعفرعليه‌السلام المذكور في كتب الأنساب ، راجع : تهذيب الأنساب ، ص ١٩٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٤٦ ، الرقم ٥١٧٠. (٢). في « ف » : « عمّارة ».

(٣). في « ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وحاشية « بح » والبحار : « جعد ».

(٤). في « ه‍ » : - « وهو كاتب الوصيّة الاُولى ».

(٥). في « ب ، بس ، بف » : - « حقّ ».

(٦). فيالوافي : - « أنّ ».

(٧). في « ب » : « هذا ».

(٨). في « ج » : « بن عليّ ».

(٩). فيمرآة العقول : « بَنِىَّ ، عطف على عليّ وقيل : « بَنِيّ » مبتدأ ، و « معه » خبر. أي هم ساكنون معه إلى الآن في‌داري إن شاء يبقيهم في الدار ، وإن شاء يخرجهم منها ».

(١٠). يقال : آنس شيئاً ، أي أبصر ورأى شيئاً لم يعهده. يقال : آنستُ منه كذا ، أي علمتُ. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٧٤ ( أنس ).

٨٦

مِنْهُمْ رُشْداً(١) وأَحَبَّ أَنْ يُقِرَّهُمْ(٢) ، فَذَاكَ لَهُ ، وإِنْ كَرِهَهُمْ وأَحَبَّ أَنْ يُخْرِجَهُمْ ، فَذَاكَ لَهُ ، وَلَا أَمْرَ لَهُمْ مَعَهُ.

وَأَوْصَيْتُ إِلَيْهِ بِصَدَقَاتِي وأَمْوَالِي ومَوَالِيَّ وصِبْيَانِيَ الَّذِينَ خَلَّفْتُ وَ وُلْدِي(٣) ، وَإِلى إِبْرَاهِيمَ(٤) والْعَبَّاسِ وقَاسِمٍ وإِسْمَاعِيلَ(٥) وأَحْمَدَ وأُمِّ أَحْمَدَ(٦) ، وإِلى عَلِيٍّ أَمْرُ نِسَائِي دُونَهُمْ ، وثُلُثُ صَدَقَةِ(٧) أَبِي وثُلُثِي ، يَضَعُهُ حَيْثُ يَرى ، ويَجْعَلُ فِيهِ(٨) مَا يَجْعَلُ ذُو الْمَالِ فِي مَالِهِ(٩) ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَبِيعَ أَوْ يَهَبَ أَوْ يَنْحَلَ(١٠) أَوْ يَتَصَدَّقَ بِهَا عَلى مَنْ سَمَّيْتُ لَهُ وعَلى غَيْرِ مَنْ سَمَّيْتُ ، فَذَاكَ(١١) لَهُ.

__________________

(١). « الرُشد » : الصلاح ، وهو خلاف الغيّ والضَلال ، وهو إصابة الحقّ. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رشد ).

(٢). في « ه‍ » : « وأحبّ إقرارهم ». وفي « بس » : « أن يقرّ بهم ».

(٣). « ووُلْدِي » ، قال الفيض : « أي أوصيت إليه مع ولدي ، أوْ وإلى ولدي فيكون « إلى إبراهيم » بدلاً من وُلدي‌بتقدير « إلى » ، والأظهر تقديم « إلى » على « وُلْدي » وأنّه اشتبه على النسّاخ ». وقال المجلسي : « وقيل : ووُلْدي أي وسائر وُلدي ، و « إلى » بمعنى حتّى ».

(٤). هكذا في « ه‍ » والعيون. وفي أكثر النسخ والمطبوع : « إلى إبراهيم » بدون الواو. وقال المازندراني : « لعلّ‌المراد : أوصيت إلى إبراهيم ، فهو عطف على « إليه » بحذف العاطف ، وفي كتاب العيون : وإلى إبراهيم ، وهو الأظهر ». قال المجلسي : « وهو الأصوب ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٨٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٦٠.

(٥). في « ف » : « إسماعيل وقاسم ».

(٦). فيمرآة العقول : « واُمّ أحمد ، عطف على صدقاتي ».

(٧). « ثُلْثُ صدقة أبي » مبتدأ ، والخبر « يضعه » ، أو عطف على « أمرُ نسائي » و « ثلثي » مبتدأ و « يضعه » خبره.

(٨). في « ف » : « فيها ». وفي حاشية « ف » : « منها ». وقوله : « يَجْعل » ، أي يصنع. يقال : جعلتُ الشي‌ءَ ، أي صَنَعْتُهُ. راجع : المصباح المنير ، ص ١٠٢ ( جعل ).

(٩). في « ه‍ » : + « إن أحبّ أن يغيّر بعض ما ذكرت في كتابي فذاك إليه ، وإن كره ذلك فهو إليه ، يفعل فيه ما يفعل ذوالمال في ماله ».

(١٠). « يَنْحَلَ » ، من النُحْل ، وهي العطيّة ابتداءً من غير عِوَض ولا استحقاق ، قال الراغب : النِحْلَةُ والنَحْلَةُ : عطيّة على سبيل التبرّع ، وهو أخصّ من الهبة ؛ إذ كلّ هبة نحلة وليس كلّ نحلة هبة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٧٩٥ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩ ( نحل ).

(١١). في « بس » وحاشية « بح » : « فذلك ».

٨٧

وَهُوَ أَنَا فِي وصِيَّتِي فِي مَالِي وفِي أَهْلِي وَ وُلْدِي ، وإِنْ يَرى(١) أَنْ يُقِرَّ إِخْوَتَهُ - الَّذِينَ سَمَّيْتُهُمْ فِي(٢) كِتَابِي هذَا - أَقَرَّهُمْ ؛ وإِنْ كَرِهَ ، فَلَهُ أَنْ يُخْرِجَهُمْ غَيْرَ مُثَرَّبٍ(٣) عَلَيْهِ وَلَامَرْدُودٍ ؛ فَإِنْ آنَسَ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي فَارَقْتُهُمْ(٤) عَلَيْهِ ، فَأَحَبَّ أَنْ يَرُدَّهُمْ فِي ولَايَةٍ(٥) ، فَذَاكَ لَهُ ؛ وإِنْ أَرَادَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يُزَوِّجَ أُخْتَهُ ، فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ وأَمْرِهِ ، فَإِنَّهُ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ.

وَأَيُّ سُلْطَانٍ أَوْ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ كَفَّهُ(٦) عَنْ شَيْ‌ءٍ ، أَوْ حَالَ بَيْنَهُ وبَيْنَ شَيْ‌ءٍ - مِمَّا ذَكَرْتُ فِي كِتَابِي هذَا - أَوْ أَحَدٍ(٧) مِمَّنْ ذَكَرْتُ(٨) ، فَهُوَ مِنَ اللهِ ومِنْ(٩) رَسُولِهِ بَرِي‌ءٌ ، واللهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ بُرَآءُ(١٠) ، وعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وغَضَبُهُ ، ولَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ والْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وجَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، ولَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ السَّلَاطِينِ أَنْ يَكُفَّهُ(١١)

__________________

(١). في « ف ، ه‍ ، بح ، بف » وحاشية « ج » والوافي ومرآة العقول والبحار : « رأى ».

(٢). في « ف ، ه‍ » وحاشية « ض » والوافي : + « صدر ».

(٣). في « بس ، بف » : « مثرب ». أي من الإفعال. وقوله : « غير مُثرَّب عليه » ، من التثريب ، وهو كالتأنيب والتعيير والاستقصاء في اللَوْم. قال الأصمعي : ثَرَّبْتُ عليه وعَرَّبْتُ عليه بمعنى ، إذا قبّحتَ عليه فِعْلَه. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٢ ( ثرب ).

(٤). فيمرآة العقول : « وربّما يقرأ : فارَقَتْهُمْ بصيغة الغائبة ، بأن يكون الضمير المستتر راجعاً إلى المعيشة من‌الصدقة ».

(٥). « الوِلاية » و « الوَلاية » نحوُ الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

(٦). في « ه‍ » وحاشية « ف » والعيون : « كشفه ». وفي شرح المازندراني : « وفي كتاب العيون وفي بعض نسخ هذا الكتاب : كشفه عن شي‌ء ، بالشين المعجمة ، ولعلّ المراد كشف العيوب في تصرّفاته ، وأمّا بالسين المهملة بمعنى القطع فالظاهر أنّه تصحيف ». (٧). في « بر » : « أخذ ».

(٨). في « ف » : - « أو أحد ممّن ذكرت ».

(٩). في البحار : - « من ».

(١٠). هكذا في « ض ، بر » وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « بِراء » وهو أيضاً جمع بري‌ء. وفي العيون : « بريئان ». وفيمرآة العقول : « وفي نسخ الكتاب بَرآء ، بفتح الباء والراء والمدّ. قال في القاموس : أنا برآءُ منه ، لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنَّث ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٦ ( برأ ).

(١١). في « ه‍ » : « أن يكشفوا ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : أن يكشفه بالشين المعجمة بدلَ أن‌يكفّه ».

٨٨

عَنْ شَيْ‌ءٍ ، ولَيْسَ لِي عِنْدَهُ تَبِعَةٌ ولَاتِبَاعَةٌ(١) ، ولَالِأَحَدٍ مِنْ ولْدِي لَهُ(٢) قِبَلِي مَالٌ ؛ وَهُوَ(٣) مُصَدَّقٌ فِيمَا ذَكَرَ ، فَإِنْ أَقَلَّ(٤) فَهُوَ أَعْلَمُ ؛ وإِنْ أَكْثَرَ فَهُوَ الصَّادِقُ(٥) كَذلِكَ.

وَإِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُهُمْ(٦) مَعَهُ مِنْ ولْدِي التَّنْوِيهَ(٧) بِأَسْمَائِهِمْ ، وَالتَّشْرِيفَ لَهُمْ ؛ وأُمَّهَاتُ أَوْلَادِي مَنْ أَقَامَتْ(٨) مِنْهُنَّ فِي مَنْزِلِهَا وحِجَابِهَا ، فَلَهَا مَا كَانَ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي حَيَاتِي إِنْ رَأى ذلِكَ ، ومَنْ خَرَجَتْ مِنْهُنَّ إِلى زَوْجٍ ، فَلَيْسَ لَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلى(٩) مَحْوَايَ(١٠) إِلَّا أَنْ يَرى عَلِيٌّ غَيْرَ ذلِكَ ، وبَنَاتِي بِمِثْلِ ذلِكَ ، ولَايُزَوِّجُ بَنَاتِي أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِنَّ مِنْ أُمَّهَاتِهِنَّ ولَاسُلْطَانٌ ولَاعَمٌّ إِلَّا بِرَأْيِهِ ومَشُورَتِهِ(١١) ، فَإِنْ فَعَلُوا غَيْرَ ذلِكَ ، فَقَدْ خَالَفُوا اللهَ ورَسُولَهُ ، وجَاهَدُوهُ فِي مُلْكِهِ ، وهُوَ أَعْرَفُ بِمَنَاكِحِ قَوْمِهِ ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ زَوَّجَ ، وإِنْ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ تَرَكَ.

__________________

(١). « التَبِعَةُ » و « التِباعةُ » : اسم الشي‌ء الذي لك فيه بُغْيَة شِبه ظُلامة ونحو ذلك ، أو هما ما اتّبعتَ به صاحبَك من‌ظُلامة ونحوها ، أو ما يتبع المالَ من نوائب الحقوق ، وهو من تَبِعْتُ الرجلَ بحقّي. فهما بمعنى واحد. نعم نقل المجلسي عن بعضٍ الفرقَ بأنّ التَبِعَةَ ما تطلبه من غيرك من حقّ تريد أن تستوفيه منه. والتِباعَة : الحقّ الذي لك على غيرك ولا تريد أن تستوفيه منه. ثمّ قال : « والتَباعَةُ بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه ، وهو مناسب ». راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠ ( تبع ). (٢). في « بر » وشرح المازندراني والوافي : « وله ».

(٣). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فهو ».

(٤). « أقلَّ » ، أي أظهر المال قليلاً ، أو أعطى حَقَّهم قليلاً ، من قولهم : أقلّه وأقلّ منه ، أي جعله قليلاً وصادفه قليلاً ، وأقلّ : أتى بقليل. وكذلك أكْثَرَ. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٣٢ ( كثر ) ؛ وج ١١ ، ص ٥٦٣ ( قلل ).

(٥). في « ب » : - « الصادق ».

(٦). في «ف،ه‍،بر»وحاشية «بح»والبحار:«أدخلت».

(٧). قال الجوهري : « نَوَّهْتُهُ تنويهاً ، إذا رفعتَه. ونوّهتُ باسمه ، إذا رفعت ذكره ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥٤ ( نوه ).

(٨). في « ه‍ » : « أقام ».

(٩). « فى البحار » : - « إلى ».

(١٠). « الـمَحْوَى » : اسم مكان من حَوَى الشي‌ءَ يَحْويه ، أي جمعه وضمّه ، مثل الحِواء وهو اسم المكان الذي يحوي الشي‌ءَ ، أي يجمعه ويضمّه. قرأه الفيض والمجلسي : مُحَوّاي. والحِواء والـمُحَوّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت ، وهي من الوَبَر. والجمع : الأحوِية. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٠٨ - ٢١٠ ( حوا ).

(١١). « ومَشُورَته » أي بأمره ، من أشار عليه بأمر كذا : أمره به ، وهي الشُورى والـمَشُورَة ، بضمّ الشين ، مَفْعُلَة ولاتكون مَفْعُولَة ؛ لأنّها مصدر ، والمصادر لا تجي‌ء على مثال مفعولة ، وإن جاءت على مثال مفعول. وكذلك الـمَشْوَرَةُ. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٣٧ ( شور ).

٨٩

وَقَدْ أَوْصَيْتُهُنَّ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتُ فِي(١) كِتَابِي هذَا ، وجَعَلْتُ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - عَلَيْهِنَّ شَهِيداً ، وهُوَ وأُمُّ أَحْمَدَ(٢) ؛ ولَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْشِفَ وصِيَّتِي ولَايَنْشُرَهَا وهُوَ مِنْهَا(٣) عَلى غَيْرِ مَا ذَكَرْتُ وسَمَّيْتُ ؛ فَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهِ ، ومَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ ، ومَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ(٤) لِلْعَبِيدِ(٥) ، وصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ(٦) آلِهِ.

وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ سُلْطَانٍ ولَاغَيْرِهِ أَنْ يَفُضَّ(٧) كِتَابِي هذَا الَّذِي خَتَمْتُ عَلَيْهِ الْأَسْفَلَ(٨) ، فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وغَضَبُهُ ، ولَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ والْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ(٩) وجَمَاعَةِ الْمُرْسَلِينَ والْمُؤْمِنِينَ و(١٠) الْمُسْلِمِينَ ، وعَلى(١١) مَنْ‌

__________________

(١). في « ف ، ه‍ » : « في صدر ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول . وفي المطبوع : + « [شاهدان] ».

(٣). في « ه‍ » وحاشية « بف » : « فيها ».

(٤). في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٨٣ : « لعلّ المراد المبالغة في نفي الظلم لا نفي المبالغة فيه ، ويمكن أيضاً أن يقال : كلّ صفة من صفات الواجب - جلّ شأنه - على وجه الكمال ، فلو كان الظلم صفة له كان على وجه الكمال ، وحيث لم يكن له ظلم على وجه الكمال لم يكن له ظلم أصلاً وإلّا لزم خلاف الفرض ».

(٥). إشارة إلى الآية ٤٦ من سورة فصّلت (٤١) :( مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْها وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ ) .

(٦). هكذا في « ب ، ج ، ف ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بف » والوافي . وفي « ض ، بس » والمطبوع : + « على ». واحتمال صدور كلمة « على » عن المعصومعليه‌السلام لتقيّة وحذفها من ناحية النسّاخ غير بعيد.

(٧). في « ف » : « يغضّ ». وفي « بح » : « يقصّ ». وفي « بف » : « ينقض ». و « يَفُضَّ كتابي » ، أي يكسر خَتْمَه ويفتحه ، من‌الفَضّ بمعنى الكسر مع التفرقة. وقال المجلسي : « وقد يقرأ : يُفِضُّ ، على بناء الإفعال للتعويض ، أي يمكّن من الفضّ ». راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٠٧ ( فضض ).

(٨). في شرح المازندراني : « قوله : الأسفل ، بدل الكلّ من ضمير الغائب في « عليه » ، وهو جائز. أو مفعول فيه‌بتقدير في » ، وفيمرآة العقول : « الأسفل صفة كتابي ». وفيالوافي : « أي ختمت على مطويّة الأسفل ». وقال في كيفيّة هذا الختم في ذيل حديث آخر : « لعلّ الخواتيم كانت متفرّقة في مطاوي الكتاب بحيث نشرت طائفة من مطاويه ، انتهى النشر إلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلّا أن يفضّ الخاتم ». راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ، ح ٧٤١.

(٩). في « ب ، ه‍ » : - « المقرّبين ».

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « من » ، وهو مقتضى أعمّيّة المسلمين.

(١١). في « بد ، جو ، بل » : « علي ». وقرأه فيالوافي : عليّ اسماً ، ثمّ قال : « يعني لا يفضّه غيره ». وعدّه المجلسي =

٩٠

فَضَّ(١) كِتَابِي هذَا. وكَتَبَ وخَتَمَ(٢) أَبُو إِبْرَاهِيمَ والشُّهُودُ ، وصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ(٣) آلِهِ(٤) ».

* قَالَ أَبُو الْحَكَمِ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيُّ(٥) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو عِمْرَانَ الطَّلْحِيُّ قَاضِيَ الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا مَضى مُوسىعليه‌السلام قَدَّمَهُ إِخْوَتُهُ(٦) إِلَى الطَّلْحِيِّ الْقَاضِي ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسى : أَصْلَحَكَ اللهُ وأَمْتَعَ بِكَ(٧) ، إِنَّ فِي أَسْفَلِ هذَا الْكِتَابِ كَنْزاً وجَوْهَراً ، ويُرِيدُ أَنْ يَحْتَجِبَهُ ويَأْخُذَهُ دُونَنَا ، ولَمْ يَدَعْ أَبُونَا - رَحِمَهُ اللهُ(٨) - شَيْئاً إِلَّا أَلْجَأَهُ إِلَيْهِ(٩) ، وتَرَكَنَا عَالَةً(١٠) ، ولَوْ لَا أَنِّي أَكُفُّ نَفْسِي ، لَأَخْبَرْتُكَ بِشَيْ‌ءٍ عَلى رُؤُوسِ‌

__________________

= فيمرآة العقول ممكناً. ثمّ قال : « أي هو الذي يجوز أن يفضّ كتابي هذا ». وهو بعيدٌ بقرينة « فضّ » الماضي.

(١). في « بح » : « قصّ ».

(٢). فيمرآة العقول : « وكتب وختم ، هذا كلامه على سبيل الالتفات ، أو كلام يزيد ».

(٣). هكذا في « ض ، بح ، بر ، بف » والوافي . وفي سائر النسخ والمطبوع : + « على ». وصدوره لتقيّة غير بعيد.

(٤). في « ه‍ » : + « الطيّبين ».

(٥). هكذا في حاشية « بح ، بف ». وفي « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « عبدالله بن آدم الجعفري ». وفي « ف ، بح » والوافي : « أبو عبد الله بن آدم الجعفري ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد تقدّم الراوي في نفس الخبر بعنوان « عبد الله بن إبراهيم الجعفري » ، وفي الخبر السابق بعنوان « عبد الله بن إبراهيم بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ». وذكر في كتب الأنساب والرجال بعنوان « عبد الله بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ». راجع : تهذيب الأنساب ، ص ٣٠٦ ؛ رجال النجاشي ، ص ٢١٦ ، الرقم ٥٦٢.

(٦). في شرح المازندراني : « قوله : قدمه إخوته ، قَدَمه يقدمه من باب نصر ، أي تقدّمه. والمراد إزعاجه إلى‌القاضي ».

(٧). يقال : أمتعه الله تعالى بكذا ، أي أبقاه ليستمتع به. ويقال : أمتع الله فلاناً بفلان إمتاعاً ، أي أبقاه ليستمتع به فيمايحبّ من الانتفاع به والسرور بمكانه. وكذا متّعه. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٣١ ( متع ).

(٨). في « ف » : + « الرحيم ».

(٩). « ألجأه إليه » ، أي أسنده إليه وجعله له. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٧١ ( لجأ ).

(١٠). « العالة » : جمع العائل ، وهو الفقير ، أو كثير العيال. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٨٢ ( عول ).

٩١

الْمَلَا(١) ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : إِذاً(٢) واللهِ تُخْبِرُ(٣) بِمَا لَانَقْبَلُهُ مِنْكَ ولَا نُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ تَكُونُ عِنْدَنَا مَلُوماً مَدْحُوراً(٤) ؛ نَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ صَغِيراً وكَبِيراً ، وكَانَ أَبُوكَ أَعْرَفَ بِكَ لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ ،(٥) وإِنْ(٦) كَانَ أَبُوكَ لَعَارِفاً بِكَ(٧) فِي الظَّاهِرِ والْبَاطِنِ ، وَمَا كَانَ لِيَأْمَنَكَ عَلى تَمْرَتَيْنِ.

ثُمَّ وثَبَ إِلَيْهِ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ عَمُّهُ ، فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ(٨) ، فَقَالَ لَهُ(٩) : إِنَّكَ لَسَفِيهٌ ضَعِيفٌ أَحْمَقُ ، اجْمَعْ(١٠) هذَا مَعَ مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْكَ ، وأَعَانَهُ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ.

فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ(١١) الْقَاضِي لِعَلِيٍّ : قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ الْيَوْمَ(١٢) ،

__________________

(١). قال ابن الأثير : « الـمَلَأ : أشراف الناس ورؤساؤهم ، ومقدَّموهم الذين يُرْجَع إلى قولهم. وجمعه : أمْلاء ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ( ملأ ).

(٢). فيمرآة العقول : « إذاً بالتنوين ، أي حين تخبر بشي‌ء. وهي من نواصب المضارع. ويجوز الفصل بينها وبين منصوبها بالقسم. وتخبر منصوب بها ». واتّفقت النسخ على تنوين « إذاً ».

(٣). في حاشية « بف » والوافي : « تخبرنا ».

(٤). « المدحور » : المطرود من الدُحُور بمعنى الطرد والإبعاد. وقال ابن الأثير : « الدَحْرُ : الدفع بعُنف على سبيل‌الإهانة والإذلال ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ( دحر ).

(٥). هكذا في « ج ، ض ، بس » والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « خيراً » ، وهو كما ترى.

(٦). في « بر ، و » : « وأن ». وفي شرح المازندراني : « إن مخفّفة من المثقّلة المكسورة ويلزمها اللام ، ويجوز دخولها على كان وأخواته ».

(٧). في « ف » : « فإنّه يعرفك » بدل « وإن كان أبوك لعارفاً بك ».

(٨). قال ابن الأثير : « لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُهُ ، إذا جعلت في عنقه ثوباً أو غيره وجَرَرْته به. وأخذتُ بتلبيب فلان ، إذاجمعتَ عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجرّه. والتلبيب : مَجْمَع ما في موضع اللَبَب من ثياب الرجل ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ( لبب ). (٩). في « بح » : - « له ».

(١٠). في شرح المازندراني : ولعلّ الهمزة للاستفهام على سبيل التوبيخ بكسر المنازعة ، والجمع بالضمّ بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور » ، وفيالوافي : « أجمع ، تأكيد » ، وفيمرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلّم ».

(١١). في « ب ، ه‍ ، ف ، بف ، بس » وحاشية بدرالدين : « ابن عمران ».

(١٢). فيالوافي : « لمّا رأى القاضي مكتوباً في أعلى الكتاب « لعن الله من فضّه » خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفضّ ، فقال : قم يا أبا الحسن ، فإنّي أخاف أن أفضّ الكتاب ، فينالني لعن أبيك وكفاني ذلك شقاءً وبُعداً ».

٩٢

وَقَدْ وسَّعَ لَكَ أَبُوكَ ، ولَاوَ اللهِ ، مَا أَحَدٌ أَعْرَفَ بِالْوَلَدِ مِنْ والِدِهِ ، ولَاوَ اللهِ ، مَا كَانَ أَبُوكَ عِنْدَنَا بِمُسْتَخَفٍّ فِي عَقْلِهِ ، ولَاضَعِيفٍ فِي رَأْيِهِ.

فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلْقَاضِي : أَصْلَحَكَ اللهُ ، فُضَّ الْخَاتَمَ واقْرَأْ مَا تَحْتَهُ ، فَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ(١) : لَا أَفُضُّهُ ، حَسْبِي مَا لَعَنَنِي أَبُوكَ مُنْذُ(٢) الْيَوْمِ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَأَنَا(٣) أَفُضُّهُ ، فَقَالَ : ذَاكَ(٤) إِلَيْكَ ، فَفَضَّ الْعَبَّاسُ الْخَاتَمَ ، فَإِذَا فِيهِ إِخْرَاجُهُمْ وإِقْرَارُ عَلِيٍّ لَهَا(٥) وحْدَهُ ، وَإِدْخَالُهُ إِيَّاهُمْ فِي ولَايَةِ(٦) عَلِيٍّ إِنْ أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا ، وإِخْرَاجُهُمْ مِنْ حَدِّ(٧) الصَّدَقَةِ وَغَيْرِهَا ، وكَانَ فَتْحُهُ عَلَيْهِمْ بَلَاءً وفَضِيحَةً وذِلَّةً ، ولِعَلِيٍّعليه‌السلام خِيَرَةً.

وَكَانَ فِي الْوَصِيَّةِ الَّتِي فَضَّ الْعَبَّاسُ تَحْتَ الْخَاتَمِ : هؤُلَاءِ الشُّهُودُ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وإِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وجَعْفَرُ بْنُ صَالِحٍ ، وسَعِيدُ(٨) بْنُ عِمْرَانَ ؛ وَأَبْرَزُوا وجْهَ أُمِّ أَحْمَدَ فِي مَجْلِسِ الْقَاضِي ، وادَّعَوْا أَنَّهَا لَيْسَتْ إِيَّاهَا حَتّى كَشَفُوا عَنْهَا وَعَرَفُوهَا ، فَقَالَتْ عِنْدَ ذلِكَ : قَدْ واللهِ ، قَالَ سَيِّدِي هذَا : إِنَّكِ سَتُؤْخَذِينَ جَبْراً ، وَتُخْرَجِينَ إِلَى الْمَجَالِسِ ؛ فَزَجَرَهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وقَالَ : اسْكُتِي(٩) ؛ فَإِنَّ النِّسَاءَ إِلَى الضَّعْفِ ، مَا أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ هذَا شَيْئاً.

__________________

(١). في « ب ، ه‍ ، بس ، بف » : « ابن عمران ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار. وفي المطبوع : - « منذ ».

(٣). في « ض » : « أنا ». وفي « ف » : « وأنا ».

(٤). في«ب،ف،بح،بس،بف» والوافي : « ذلك ».

(٥). في البحار : « بها ».

(٦). « الوِلاية » و « الوَلاية » : نحو الدِلالة والدَلالة. وحقيقته تولّي الأمر. أي كونه وليّاً ووالياً عليهم ، أو في كونهم‌تابعين له. راجع : المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٦٦.

(٧). في « ف » : « أخذ ».

(٨). تقدّم في صدر الخبر بعنوان « سعد بن عمران الأنصاري » وأحد العنوانين محرّف من الآخر ظاهراً ، بل يمكن‌أن يكون كلا العنوانين محرَّفاً ويكون الصواب سعد بن أبي عمران الأنصاري المذكور في رجال الطوسي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٥٠٣٤. وراجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٦٧.

(٩). في « ب ، بف » : « اسكني ».

٩٣

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام الْتَفَتَ إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَقَالَ : « يَا أَخِي ، إِنِّي(١) أَعْلَمُ أَنَّهُ(٢) إِنَّمَا حَمَلَكُمْ عَلى هذِهِ(٣) الْغَرَائِمُ(٤) والدُّيُونُ الَّتِي عَلَيْكُمْ ، فَانْطَلِقْ يَا سَعِيدُ ، فَتَعَيَّنْ لِي مَا عَلَيْهِمْ(٥) ، ثُمَّ اقْضِ عَنْهُمْ(٦) ، ولَاوَ اللهِ ، لَا أَدَعُ مُؤَاسَاتَكُمْ(٧) وبِرَّكُمْ مَا مَشَيْتُ عَلَى الْأَرْضِ ، فَقُولُوا مَا شِئْتُمْ ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ : مَا تُعْطِينَا إِلَّا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِنَا ، ومَا لَنَا(٨) عِنْدَكَ أَكْثَرُ ، فَقَالَ : « قُولُوا مَا شِئْتُمْ ، فَالْعِرْضُ عِرْضُكُمْ(٩) ، فَإِنْ تُحْسِنُوا فَذَاكَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وإِنْ تُسِيئُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ؛ وَ اللهِ ، إِنَّكُمْ لَتَعْرِفُونَ أَنَّهُ مَا لِي يَوْمِي هذَا ولَدٌ ولَاوَارِثٌ غَيْرُكُمْ ، ولَئِنْ حَبَسْتُ شَيْئاً مِمَّا تَظُنُّونَ ، أَوِ ادَّخَرْتُهُ(١٠) ، فَإِنَّمَا هُوَ لَكُمْ ، ومَرْجِعُهُ إِلَيْكُمْ ، واللهِ ، مَا مَلَكْتُ مُنْذُ مَضى أَبُوكُمْ(١١) - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - شَيْئاً إِلَّا وقَدْ سَيَّبْتُهُ(١٢) حَيْثُ رَأَيْتُمْ ».

__________________

(١). في حاشية « ج » والبحار : « أنا ».

(٢). في«ب، ج، ض، بح ، بس » والوافي :-«أنّه».

(٣). في « ب ، ج ، بح ، بس » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « هذا ».

(٤). « الغرائم » : جمع الغريم عند المازندراني. وهو من له الدين ، وقد يطلق على من عليه الدين. أو جمع غرامة ، وهي ما يلزم أداؤه ، عند المجلسي. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٨٥ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٦.

(٥). في شرح المازندراني : « أي اجعل ما عليهم من الديون متعيّناً معلوماً لي ، أو اجعله عليّ وفي ذمّتي بأجل ، من العينة. وفي بعض النسخ : فعيّن لي ، بدون التاء ». و « العِيْنَة » : هو أن يشتري سلعة بثمن مؤجّل ، ثمّ يبيعها بدون ذلك الثمن نقداً ؛ ليقضي دَيْناً عليه لمن قد حلّ له عليه. راجع : مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٨٨ ( عين ).

(٦). في « ه‍ » وحاشية « ج ، ض » والبحار : + « واقبض زكاة حقوقهم ، وخذ لهم البراءة ». وفي « ب » : + « واقبض زكاةحقوقهم ، عنهم وخذ لهم البراءة عنهم ». وفيالوافي : « لا والله » بدون الواو.

(٧). قال الجوهري : « آسَيْتُه بمالي مواساةً ، أي جعلته إسوتي فيه. وواسيتُه ، لغة ضعيفة فيه ». وقال ابن الأثير : « الاُسْوَة - وهي بكسر الهمزة وضمّها - : القُدْوَة. والمواساة : المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق. وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً ». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٦٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٥٠ ( أسا ).

(٨). في شرح المازندراني : « ما موصولة ، أو موصوفة ، و « لنا » ظرف عامله محذوف ويحتمل أن يكون « مالُنا » بالرفع على الابتداء ، والواو على التقديرين إمّا للعطف أو للحال ».

(٩). في « ب ، ه‍ ، بس ، بف » : « فالغرض غرضكم ».

(١٠). في « ف » : « اذخرته ».

(١١). في البحار : « أبوك ».

(١٢). في « ب ، ج ، بر » وحاشية « ض » : « شتّته ». وفي « ف ، بس ، بف » والوافي : « سبته » من السيب بمعنى العطاء. =

٩٤

فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : واللهِ ، مَا هُوَ كَذلِكَ ، ومَا جَعَلَ(١) اللهُ لَكَ مِنْ رَأْيٍ عَلَيْنَا ، وَلكِنْ حَسَدُ أَبِينَا لَنَا وإِرَادَتُهُ مَا أَرَادَ مِمَّا لَايُسَوِّغُهُ اللهُ إِيَّاهُ ، ولَا إِيَّاكَ(٢) ، وإِنَّكَ لَتَعْرِفُ أَنِّي أَعْرِفُ صَفْوَانَ بْنَ يَحْيى بَيَّاعَ السَّابِرِيِّ(٣) بِالْكُوفَةِ ، ولَئِنْ سَلِمْتُ لَأُغْصِصَنَّهُ(٤) بِرِيقِهِ وأَنْتَ مَعَهُ.

فَقَالَ عَلِيٌّ(٥) عليه‌السلام : « لَا حَوْلَ ولَاقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ(٦) ، أَمَّا إِنِّي يَا إِخْوَتِي ، فَحَرِيصٌ عَلى مَسَرَّتِكُمْ(٧) ، اللهُ يَعْلَمُ ؛ اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ صَلَاحَهُمْ ، وأَنِّي بَارٌّ بِهِمْ ، واصِلٌ لَهُمْ ، رَفِيقٌ(٨) عَلَيْهِمْ ، أُعْنى(٩) بِأُمُورِهِمْ لَيْلاً ونَهَاراً ،...............................................

__________________

= وفي حاشية « ج » : « شتّيته ». وقوله : « سَيَّبْتُهُ » ، أي أعطيته ، من السَيْب بمعنى العطاء. أو تركته وأطلقته ، من سيّبتُ الدابّةَ ، أي تركتها تَسيبُ وتجري حيث شاءت ، من السَيْب بمعني الجَرْي. وفي شرح المازندراني : « في بعض النسخ : وقد سبلته ؛ يعني جعلته في سبل الخير وصرفته فيها ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « في بعض النسخ : شتّتته ، أي فرّقته ، وفي بعض النسخ : شتّيته ، بقلب الثاني من المضاعف ياء ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٠ ( سيب ).

(١). في « ب » : « ولا جعل ».

(٢). في « ف » والوافي : + « فقال العبّاس ».

(٣). « السابِريُّ » : ضرب من الثياب رقيق يُعمل بسابُور موضع بفارس. والسابِريّ أيضاً : ضرب من التمر. يقال : أجود تمر بالكوفة النِرسيان والسابِريّ. ضبطه المجلسي بضمّ الباء. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٦ ؛ المغرب ، ص ٢١٥ ( سبر ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٧٠.

(٤). في « ف ، بر ، بف » والوافي : « لأغصصتُه » على صيغة المتكلّم من الماضي. ويجوز في الكلمة قراءة « لاُغِصَّنّه ». وفي الشروح : « لاُغْصِصَنَّهُ » ، من غَصَصْتُ بالماء أَغَصُّ غَصَصاً ، إذا شَرِقْتَ به ، أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه. فالمراد من الإغصاص بريقه : جعله بحيث لا يتمكّن من إساقة ريقه ، أي ماء فيه ؛ كنايةً عن تشديد الأمر عليه.

وقال المازندراني : « وفي بعض النسخ : لأغصصته على صيغة المتكلّم من الماضي ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧٠ ( غصص ). (٥). في « بس » : - « عليّ ».

(٦). في « بس » : - « العليّ العظيم ».

(٧).في«ه‍ »:«مسيرتكم».وفي«بح»:«على مامسرّتكم».

(٨). « رفيق » : فعيل بمعنى فاعل. وهو إمّا بالفاء من الرفق بمعنى الرأفة والتلطّف ، أو بالقاف من الرقّة بمعنى‌الضعف واللينة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٨٧.

(٩). « اُعْنَى » ، أو « أَعْنِي » بمعنى أهتمّ وأعتني. يقال : عُنِيتُ بحاجتك اُعْنَى بها فأنا بها مَعْنِيُّ ، وعَنَيْتُ به فأنا عانٍ ، والأوّل أكثر ، أي اهتممتُ بها واشتغلتُ. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٤ ( عنا ).

٩٥

فَاجْزِنِي(١) بِهِ خَيْراً ، وإِنْ كُنْتُ عَلى غَيْرِ ذلِكَ ، فَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، فَاجْزِنِي(٢) بِهِ مَا أَنَا أَهْلُهُ ، إِنْ كَانَ شَرّاً فَشَرّاً ، وإِنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً ؛ اللهُمَّ أَصْلِحْهُمْ ، وأَصْلِحْ لَهُمْ ، واخْسَأْ(٣) عَنَّا وعَنْهُمُ(٤) الشَّيْطَانَ(٥) ، وأَعِنْهُمْ عَلى طَاعَتِكَ ، وَ وَفِّقْهُمْ لِرُشْدِكَ ؛ أَمَّا أَنَا يَا أَخِي ، فَحَرِيصٌ عَلى مَسَرَّتِكُمْ ، جَاهِدٌ(٦) عَلى صَلَاحِكُمْ ، واللهُ عَلى مَا نَقُولُ وكِيلٌ ».

فَقَالَ الْعَبَّاسُ : مَا أَعْرَفَنِي(٧) بِلِسَانِكَ! ولَيْسَ لِمِسْحَاتِكَ(٨) عِنْدِي طِينٌ. فَافْتَرَقَ الْقَوْمُ عَلى هذَا ، وصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ.(٩)

٨٣٢/ ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْدَمَ الْعِرَاقَ بِسَنَةٍ وعَلِيٌّ ابْنُهُ جَالِسٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ(١٠) : « يَا مُحَمَّدُ ، أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ(١١) فِي هذِهِ السَّنَةِ حَرَكَةٌ ، فَلَا تَجْزَعْ لِذلِكَ ».

__________________

(١). في « ب » : « فاجرني ».

(٢). في « ب » : « فاجرني ».

(٣). في « ه‍ » : « واخس ». وقوله : « اخْسَأْ » ، أي اطرُدْ وأبْعِدْ. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١ ( خسأ ).

(٤). في « حاشية « ج » والبحار : + « شرّ ».

(٥). في « ج » : « الشياطين ».

(٦). في « بح » : « فجاهد ».

(٧). في شرح المازندراني : « قوله : ما أعرفني بلسانك ، صيغة التعجّب ، ويحتمل أن يكون « ما » نافية ، والفاعل‌محذوف ، أي ما أعرفني شي‌ء بلسانك ».

(٨). « المِسْحاة » : آلة كالمِجْرَفَة إلّا أنّها من حديد ، من سَحَوْتُ الطين عن وجه الأرض ، إذا جَرَفْتَهُ ، أي قشرته وأزلته. وهذا مثل يقال لمن لا يؤثّر كلامه أو حيلته في غيره. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ( سحا ).

(٩). عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٣ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، ح ٨٤٥ ؛ البحار ، ج ٤٩ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٧. (١٠). في « بر » والإرشاد والغيبة : « وقال ».

(١١). فيالوافي : « ستكون ».

٩٦

قَالَ : قُلْتُ : ومَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؛ فَقَدْ أَقْلَقَنِي(١) مَا ذَكَرْتَ(٢) ؟

فَقَالَ : « أَصِيرُ إِلَى الطَّاغِيَةِ(٣) ، أَمَا إِنَّهُ لَايَبْدَأُنِي(٤) مِنْهُ سُوءٌ(٥) ومِنَ الَّذِي يَكُونُ بَعْدَهُ(٦) ».

قَالَ : قُلْتُ : ومَا يَكُونُ جُعِلْتُ فِدَاكَ(٧) ؟

قَالَ : « يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ ، ويَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ».

قَالَ : قُلْتُ : ومَا ذَاكَ(٨) جُعِلْتُ فِدَاكَ(٩) ؟

قَالَ : « مَنْ ظَلَمَ ابْنِي هذَا حَقَّهُ ، وجَحَدَ(١٠) إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِي ، كَانَ كَمَنْ ظَلَمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام حَقَّهُ ، وجَحَدَهُ إِمَامَتَهُ بَعْدَ(١١) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ : قُلْتُ : واللهِ ، لَئِنْ مَدَّ اللهُ لِي فِي الْعُمُرِ ، لَأُسَلِّمَنَّ لَهُ حَقَّهُ ، ولَأُقِرَّنَّ لَهُ(١٢) بِإِمَامَتِهِ.

__________________

(١). « أقلقني » ، أي أزعجني وأدهشني. يقال : قلق قلقاً ، أي اضطرب. وأقلقه الهمّ وغيره : أزعجه. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١٤ ( قلق ).

(٢). في الإرشاد والغيبة : « جعلني الله فداك فقد أقلقتني » بدل « جعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت ».

(٣). في حاشية « ج » : « الطاغية هذه ». وفي الإرشاد والغيبة : « إلى هذه الطاغية ». وفيالوافي : « كأنّه أراد به من كان خليفة قبل هارون وقبل الذي قبله ؛ إذ ناله السوء من قِبل هارون. وقد وقع التصريح بأنّه المهديّ في حديث أبي خالد الزبالي [ المذكور فيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، ح ١٢٩١. وفيه « الزبالي » بدل « الزابلي » ] ».

(٤). في « بر » : « لا يبتدئني ». وفيمرآة العقول : « ثمّ إنّه في أكثر النسخ : يبداني ، بالنون ، أي لا يصل إليّ منه ابتداءً سوء. وفي بعض النسخ بالباء ، فيقرأ : يُبدأ على بناء المجهول. والظرف نائب مناب الفاعل. يقال : بدأه وأبدأ ، إذا فعله ابتداءً. وقيل : هو من البدوّ بمعنى الظهور ، وهو بعيد ». وفي الإرشاد : « ينداني » ، أي لايعيبني.

(٥). في حاشية « ف » : « بسوء ».

(٦). في الإرشاد : « ولا من الذي يكون من بعده ».

(٧). في الإرشاد والغيبة : « جعلني الله فداك ».

(٨). في « ض » والغيبة : « ذلك ».

(٩). في الإرشاد والغيبة : « جعلني الله فداك ».

(١٠). في « ب ، ج ، ف ، ه‍ ، بس ، بف » والوافي والإرشاد والغيبة : « جحده ».

(١١). في « ب » : « من بعد ».

(١٢). في « ف » والإرشاد والغيبة : - « له ».

٩٧

قَالَ : « صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ ، يَمُدُّ(١) اللهُ فِي عُمُرِكَ ، وتُسَلِّمُ(٢) لَهُ حَقَّهُ ، وتُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَإِمَامَةِ مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : ومَنْ ذَاكَ؟ قَالَ : « مُحَمَّدٌ ابْنُهُ(٣) ». قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الرِّضَا والتَّسْلِيمُ.(٤)

٧٣ - بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام

٨٣٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ ، قَالَ :

أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام جَالِساً ، فَلَمَّا نَهَضُوا ، قَالَ لَهُمُ : « الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ ، فَسَلِّمُوا عَلَيْهِ ، وأَحْدِثُوا(٥) بِهِ عَهْداً » فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ ، الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : « يَرْحَمُ(٦) اللهُ الْمُفَضَّلَ ؛ إِنَّهُ كَانَ لَيَقْنَعُ بِدُونِ هذَا ».(٧)

٨٣٤/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام - وذَكَرَ(٨) شَيْئاً - فَقَالَ : « مَا حَاجَتُكُمْ إِلى ذلِكَ؟ هذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي ، وصَيَّرْتُهُ مَكَانِي ».

__________________

(١). في « ه‍ » : « مدّ ».

(٢). في « بف » : « تسلّمه ».

(٣). في الإرشاد والغيبة : « ابنه محمّد ».

(٤). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٢ ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٣٢ ، ح ٨ ، عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٢ ، ح ٢٩ ؛ ورجال الكشّي ، ص ٥٠٨ ، ح ٩٨٢ ، بسندهما عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، ح ٨٤٦.

(٥). في الإرشاد : « وأجدوا ».

(٦). في « ف » : « رحم ».

(٧). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، بسنده عن الكليني. وفي رجال الكشّي ، ص ٣٢٨ ، ح ٥٩٣ ، بسنده عن محمّد بن عمر بن سعيد الزيّات ، عن محمّد بن حبيب.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ، ح ٨٤٧.

(٨). فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٧٣ : « وربّما يقرأ : ذُكِّرَ ، على بناء المجهول من التفعيل ، أي ذكر عنده أمر إمامةالأخوين ».

٩٨

وَقَالَ : « إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ(١) بِالْقُذَّةِ ».(٢)

٨٣٥/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام ، فَنَاظَرَنِي فِي أَشْيَاءَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : « يَا أَبَا عَلِيٍّ ، ارْتَفَعَ الشَّكُ ، مَا لِأَبِي غَيْرِي ».(٣)

٨٣٦/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَالِكَ بْنِ أَشْيَمَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ(٤) ، قَالَ :

كَتَبَ ابْنُ قِيَامَا إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(٥) عليه‌السلام كِتَاباً يَقُولُ فِيهِ : كَيْفَ تَكُونُ إِمَاماً ولَيْسَ‌

__________________

(١). « القُذّة » : واحدة القُذَذ بمعنى ريش السهم. يقال : حَذْو القَذَّة بالقذّة إذا تساويا في المقدار ، حيث تقدَّر كلّ واحدة منهما على قَدْر صاحبتها وتُقْطَعُ. يُضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. وهي هنا إمّا منصوبة نائبةً عن المفعول المطلق ، أو بنزع الخافض ؛ أو مفعول يتوارث بحذف المضاف وإقامتها مقامه. وإمّا مرفوعة على أنّها مبتدأ والظرف خبرها ، أي القذّة يقاس ويعرف مقداره بالقذّة. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢ ( قذذ ).

(٢). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، بسنده عن الكليني.بصائر الدرجات ، ص ٢٩٦ ، ح ٤ ، بسنده عن معمّر بن خلاّد ؛ الاختصاص ، ص ٢٧٩ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وفيهما من قوله : « إنّا أهل بيت ». وراجع : ح ٦ من هذا الباب.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ، ح ٨٤٩.

(٣).الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٥٠.

(٤). في « ج ، بح ، بس » والإرشاد : « الحسين بن يسار ». وفي « بر » : « الحسن بن بشار ».

هذا ، وقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٤٩٧٦ ، وص ٣٥٥ ، الرقم ٥٢٦٣ ، وص ٣٧٤ ، الرقم ٥٥٣٩ ، الحسين بن بشّار في أصحاب موسى بن جعفر والرضا والجوادعليهم‌السلام . وورد في رجال الكشّي ، ص ٤٥٠ ، الرقم ٨٤٧ ، ذيل عنوان الحسين بن بشّار ما يدلّ على توقّفه وشكّه في إمامة عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام . كما ورد في رجال الكشّي ، ص ٥٥٣ ، الرقم ١٠٤٤ ، بسنده عن الحسين بن بشّار ، قال : استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضاعليه‌السلام . وذكر شبه المضمون في ما نحن فيه.

فعليه ، الظاهر ممّا ذكر ، وممّا ورد في الأسناد صحّة الحسين بن بشّار.

راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٢٠٢ - ٢٠٤.

(٥). هكذا في أكثر النسخ والوافي والإرشاد. وفي المطبوع وبعض النسخ : - « الرضا ».

٩٩

لَكَ وَلَدٌ؟! فَأَجَابَهُ(١) أَبُو الْحَسَنِ(٢) عليه‌السلام - شِبْهَ(٣) الْمُغْضَبِ - : « وَمَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ(٤) لَايَكُونُ لِي ولَدٌ؟ وَاللهِ ، لَاتَمْضِي الْأَيَّامُ واللَّيَالِي حَتّى يَرْزُقَنِيَ اللهُ ولَداً(٥) ذَكَراً يَفْرُقُ(٦) بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ».(٧)

٨٣٧/ ٥. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِيَ ابْنُ النَّجَاشِيِّ : مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ ؛ فَأَشْتَهِي(٨) أَنْ تَسْأَلَهُ(٩) حَتّى أَعْلَمَ؟ فَدَخَلْتُ عَلَى الرِّضَاعليه‌السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : « الْإِمَامُ(١٠) ابْنِي ». ثُمَّ قَالَ(١١) : « هَلْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ : ابْنِي ولَيْسَ لَهُ ولَدٌ(١٢) ؟ ».(١٣)

٨٣٨/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :

ذَكَرْنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ(١٤) عليه‌السلام شَيْئاً بَعْدَ مَا ولِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ : « مَا حَاجَتُكُمْ‌

__________________

(١). في « ه‍ » : « فقال له ».

(٢). هكذا في أكثر النسخ والوافي والإرشاد. وفي المطبوع وبعض النسخ : + « الرضا ».

(٣). في « ه‍ » : « شبيه ».

(٤). في « ه‍ » : « أن ».

(٥). في « ه‍ » والإرشاد : - « ولداً ».

(٦). فيمرآة العقول : « يفرق ، على بناء المعلوم ، أو المجهول من باب نصر ».

(٧). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، بسنده عن الكليني. وفي عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧ ، ح ٨٥٢.

(٨). في حاشية « بف » : « وأشتهي ». وفي الإرشاد : « فاحبّ ».

(٩). في « ه‍ ، بف » : « أسأله ».

(١٠). في الغيبة : + « بعدي ».

(١١). في « بح » وحاشية « بر » والوافي : + « لي ».

(١٢). في حاشية « ج » والإرشاد : + « ولم يكن ولد أبو جعفرعليه‌السلام ، فلم يمض الأيّام حتّى ولدعليه‌السلام ».

(١٣) الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، بسنده عن الكليني. الغيبة للطوسي ، ص ٧٢ ، ح ٧٨ بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ٨٥٣.

(١٤) فيالوافي : + « الرضا ».

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326