أعلام الدين في صفات المؤمنين

أعلام الدين في صفات المؤمنين11%

أعلام الدين في صفات المؤمنين مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: كتب متنوعة
ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: 531

أعلام الدين في صفات المؤمنين
  • البداية
  • السابق
  • 531 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 133190 / تحميل: 11002
الحجم الحجم الحجم
أعلام الدين في صفات المؤمنين

أعلام الدين في صفات المؤمنين

مؤلف:
ISBN: ٤-٥٥٠٣-٧٥-٢
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ابن إسماعيل(١) .

[٣٣٢٦] أبو مسعود الطّائي:

عنه: ابن أبي عمير، في التهذيب، في باب كيفية الصلاة(٢) ، وجعفر ابن بشير، عن حمّاد، عنه، فيه، في باب أحكام الجماعة(٣) ، وسعيد بن جناح(٤) ، وسعدان(٥) .

[٣٣٢٧] أبو المنذر:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣٣٢٨] أبو منصور الدّيراني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣٣٢٩] أبو منصور الزّنادي:

له كتاب في الفهرست(٨) ، يرويه عنه أحمد بن محمد بن عيسى.

[٣٣٣٠] أبو موسى البنّاء (٩) :

في البلغةِ والوجيزة: ممدوح(١٠) ، وفي الكشي: حمدويه وإبراهيم ابنا

__________________

(١) فهرست الشيخ: ١٩١ / ٨٥٩، ٨٦٥.

(٢) تهذيب الأحكام ٢: ١٢٤ / ٤٦٩، وفيه: (ابن مسعود) بدل (أبو مسعود)

(٣) تهذيب الأحكام ٣: ٢٦ / ٩١.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٣٦٥ / ٥.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٤٨٩ / ٧.

(٦) رجال الشيخ: ٣٤٠ / ٣١.

(٧) رجال الشيخ: ٣٤٠ / ٣٠.

(٨) فهرست الشيخ: ١٨٤ / ٨٠١، وفيه: الزّيادي.

(٩) في الحجرية: « التباء ».

(١٠) بلغة المحدثين: ٤٤١ / ١٢، الوجيزة (للمجلسي): ٦٤.

٢٨١

نصير قالا: حدثنا محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: دخل أبو موسى البنّاء(١) على أبي عبد اللهعليه‌السلام مع نفر من أصحابه، فقال لهم أبو عبد اللهعليه‌السلام : احتفظوا بهذا الشيخ، قال: فذهب على وجهه في طريق مكّة، فذهب من فرح(٢) فلم ير بعد ذلك(٣) .

[٣٣٣١] أبو نجران:

والد عبد الرّحمن بن أبي نجران، روى الكشي ما يدلّ على إماميّته وإخلاصه ومحبّته(٤) .

[٣٣٣٢] أبو نصر بن الريّان:

في النجاشي في ترجمة علي بن محمّد العدوي ـ: ورأيت في فهرست كتبه بخط أبي نصر بن الريانرحمه‌الله كتباً زائدة على هذه الكتب(٥) .

[٣٣٣٣] أبو نصر الهَمْدَاني:

يروي عنه: صفوان بن يحيى، عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي،

__________________

(١) في الحجرية: « التباء ».

(٢) كذا في الأصل والحجرية بالفاء ثمّ الراء وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: قزح نسخة بدل بالقاف ثمّ الزاي ـ. وفي المصدر: قرح بالقاف ثم الراء.

قال ابن الأثير: قرح بضم القاف وسكون الراء قد تحرّك في الشعر: سوق وادي القرى صلّى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبنى به مسجداً، راجع النهاية لابن الأثير ٤: ٣٦ « قرح » وأمّا قزح بالقاف ثمّ الزاي قيل: اسم جبل بالمزدلفة راجع معجم البلدان ٤: ٣٤١ « قزح »، ولم نقف على معنى مناسب لـ « فرح » بالفاء ثمّ الراء.

(٣) رجال الكشي ٢: ٥٩٨ / ٥٦١.

(٤) رجال الكشي ٢: ٦١٠ / ٥٨٠. أقول: والخبر يدل على خلافه أيضاً.

(٥) رجال النجاشي: ٢٦٥ / ٦٨٩.

٢٨٢

عن حكيمة بنت موسى بن عبد الله، عن حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، في مناقب ابن شهرآشوب في معجزات الجوادعليه‌السلام (١) .

[٣٣٣٤] أبو النعمان الأزدي:

اسمه الحارث بن حصيرةِ، وقد تقدم(٢) .

[٣٣٣٥] أبو الورد:

عنه: الحسن بن محبوب(٣) ، وعلي بن رئاب كثيراً(٤) ، ومالك بن عطية(٥) ، ومحمد بن النعمان(٦) ، وهشام بن سالم(٧) .

[٣٣٣٦] أبو وهب القَصْري (٨) :

في التهذيب، في باب فضل زيارة مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام : منيع ابن الحجاج، عن يونس، عنه(٩) ، وكذا في كامل الزيارة رواه عن أبيه وعن الكليني عن محمد بن يحيى العطار. إلى آخره(١٠) .

ولكن في الكافي في باب فضل الزيارات وثوابها: عن يونس بن

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٩٤.

(٢) تقدم في الجزء السابع صحيفة:، وبرقم: ٢٣٣ [٤٥٧].

(٣) تهذيب الأحكام ١٠: ٢٣١ / ٩١٤.

(٤) الكافي ٧: ٢٩٤ / ٢، الاستبصار ١: ١٤٤ / ٤٩٥.

(٥) تهذيب الأحكام ٨: ٧٧ / ٢٦٢.

(٦) الاستبصار ١: ٧٦ / ٢٣٦.

(٧) الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٢.

(٨) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: القسري نسخة بدل.

(٩) تهذيب الأحكام ٦: ٢٠ / ٤٥.

(١٠) كامل الزيارات: ٣٨ باب ١٠ ح ١، وفيه: البصري.

٢٨٣

أبي وهب القصري(١) . والظاهر أنّ تحريف عن، بابن، من قلم النساخ؛ ويؤيّده رواية الحسين بن سعيد عن أبي وهب مرتين فيه في باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل(٢) .

[٣٣٣٧] أبو هارون السنجي:

له كتاب في النجاشي يرويه عنه عبيس بن هشام(٣) ، وفي الفهرست: يرويه عنه القاسم بن إسماعيل القرشي(٤) . وظاهرهما كونه من مؤلّفي الإمامية، ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الجلالة.

[٣٣٣٨] أبو الهُذيل:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٣٣٣٩] أبو هريرة البزّاز:

في الوجيزة: ممدوح(٦) ، وفي الخلاصة في القسم الأول: قال العقيقي: ترحّم عليه أبو عبد اللهعليه‌السلام ، فقيل: إنّه كان يشرب النبيذ؛ فقال: أيعزز على الله أنْ يغفر لمحبّ عليعليه‌السلام على شرب النبيذ والخمر(٧) ؟! وقال ابن شهرآشوب في المعالم في شعراء أهل البيتعليهم‌السلام

__________________

(١) الكافي ٤: ٥٧٩ ٥٨٠ / ٣.

(٢) أُصول الكافي ١: ٣٠٥ / ١٠٠٩.

(٣) رجال النجاشي: ٤٥٥ / ١٢٣٤.

(٤) فهرست الشيخ: ١٩١ / ٨٧١، يرويه عنه بواسطة عبيس بن هشام.

(٥) رجال الشيخ: ٣٤٠ / ٢٨.

(٦) الوجيزة: ٦٤.

(٧) رجال العلاّمة: ١٩١ / ٤٢.

٢٨٤

المجاهدين: أبو هريرة العجلي، قال أبو بصير(١) : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من ينشدنا شعر أبي هريرة؟ قلت: جعلت فداك إنّه كان يشرب، فقال:رحمه‌الله ، وما ذنب إلاّ ويغفره الله لولا بغض عليّعليه‌السلام (٢) ، والظاهر اتحادهما.

[٣٣٤٠] أبو هلال الرازي:

عنه: عبد الله بن مسكان، في التهذيب، في باب الوكالات(٣) ، وفي باب أحكام الطلاق(٤) ، وفي الإستبصار، في باب الوكالة في الطلاق(٥) ، وصفوان، في التهذيب، في باب الزيادات في فقه الحج(٦) ، وعثمان بن عيسى، فيه، في باب الأحداث الغير الموجبة للطهارة من أبواب الزيادات(٧) ، وحفص بن البختري(٨) ، وحجاج الخشاب(٩) .

[٣٣٤١] أبو هلال:

الذي حدث عنه يعقوب بن سالم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) ، ولعلّه الرازي المتقدّم.

__________________

(١) في المصدر: (أبو نصر)

(٢) معالم العلماء: ١٤٩.

(٣) تهذيب الأحكام ٦: ٢١٤ / ٥٠٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٨: ٣٩ / ١١٧.

(٥) الاستبصار ٣: ٢٧٨ / ٩٨٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٥: ٤٠١ / ١٣٩٧.

(٧) تهذيب الأحكام ١: ٣٤٩ / ١٠٢٦، في باب الأحداث الموجبة للطهارة.

(٨) تهذيب الأحكام ٥: ٤٦٣ / ١٦١٨.

(٩) تهذيب الأحكام ١: ٢٢٢ / ٦٣٧.

(١٠) رجال الشيخ: ٣٤٠ / ٢٩.

٢٨٥

[٣٣٤٢] أبو يحيى الحنّاط:

له كتاب في الفهرست، يرويه عنه الحسن بن محبوب(١) ، وفي النجاشي: يرويه عنه الحسن بن محمد بن سماعة(٢) . وعنه: ابن محبوب وعلي بن الحكم جميعاً، في التهذيب، في باب نوافل الصلاة في السفر(٣) ، وابن بكير، في الكافي، في باب نوادر في الرضاع(٤) ، وإبراهيم بن محمّد الأشعري(٥) .

وزعم صاحب الجامع: أنّ أبا يحيى هذا هو محمّد بن مروان البصري(٦) ، ولم أجد ما يستظهر منه ما زعمه، وكيف كان هو إمامي ثقة أو ممدوح.

[٣٣٤٣] أبو يحيى الصنعاني:

قال ابن شهرآشوب في المناقب: وقد ثبت بقول الثقات إشارة أبيه يعني الجوادعليه‌السلام إليه، منهم عمّه علي بن جعفرعليه‌السلام . إلى أنْ قال: وأبو يحيى الصنعاني(٧) . وبقرب منه ما في إعلام الورى للطبرسي(٨) .

وفي الكافي في باب الأئمةعليهم‌السلام يزدادون ليلة الجمعة: عن أحمد

__________________

(١) فهرست الشيخ: ١٨٩ / ٨٤٥.

(٢) رجال النجاشي: ٤٥٦ / ١٢٣٦.

(٣) تهذيب الأحكام ٢: ١٦ / ٤٤.

(٤) الكافي ٥: ٤٤٥ / ٨.

(٥) أُصول الكافي ٢: ١٩٨ / ١٥.

(٦) جامع الرواة ٢: ٤٢٤.

(٧) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٣٨٠.

(٨) انظر إعلام الورى: ٣٤٧.

٢٨٦

ابن إدريس القمّي ومحمّد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن أيوب، عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا يحيى إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأناً من الشأن، قال: قلت: جعلت فداك وما ذاك الشأن؟ قال: يؤذن لأرواح الأنبياء الموتىعليهم‌السلام وأرواح الأوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين أظهركم يعرج بها إلى السماء، حتى توافي عرش ربّها فتطوف به أسبوعاً وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش [ركعتين(١) ] ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سروراً، ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جمّ الغفير(٢) .

[٣٣٤٤] أبو يحيى كوكب الدم:

عنه: الحسن بن محبوب، في روضة الكافي(٣) ، بعد حديث نوحعليه‌السلام يوم القيامة. والظاهر أنّه الموصلي المذكور في الأصل(٤) .

[٣٣٤٥] أبو يحيى الواسطي:

هو سهيل بن زياد، وقد تقدّم(٥) . يروي عنه: أحمد بن محمد بن عيسى كثيراً(٦) ، ومحمد بن علي بن محبوب(٧) ، ومحمد بن أحمد بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل والحجرية، وأضفناه من المصدر.

(٢) أُصول الكافي ١: ١٩٧ ١٩٨ / ١.

(٣) الكافي ٨: ٢٦٨ / ٣٩٦.

(٤) الوسائل ٢٠: ٣٨٣ / ١٤٠٩.

(٥) تقدم في الجزء الثامن صحيفة: ٦٢، برقم: [١٢٦٨].

(٦) تهذيب الأحكام ١٠: ١١٨ / ٤٧١، أُصول الكافي ١: ٢٨٥ / ٧.

(٧) تهذيب الأحكام ١: ٣٦٤ / ١١٠٣.

٢٨٧

يحيى(١) .

[٣٣٤٦] أبو اليسر الأنصاري:

هو كعب بن عمرو، وقد تقدم(٢) .

[٣٣٤٧] أبو اليسع:

هو عيسى بن السري.

[٣٣٤٨] أبو يعقوب الأسدي:

إمام بني الصيد الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٣٣٤٩] أبو يوسف يعقوب بن عيثم:

علي بن الحكم، عن أبان، عنه، في التهذيب، في باب تطهير المياه(٤) ، وفي الإستبصار، في باب البئر يقع فيها ما يغيّر أحد أوصافه(٥) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٩: ١٢٠ / ٥١٤.

(٢) تقدّم في الجزء الثامن صحيفة: ٣٣٠، برقم: [٢٢٥٩].

(٣) رجال الشيخ: ٣٣٩ / ٢٥.

(٤) تهذيب الأحكام ١: ٢٤٥ / ٧٠٧، وفيه: عثيم.

(٥) الاستبصار ١: ٣١ / ٨٤، وفيه: عثيم.

٢٨٨

باب ما صدر بابن

[٣٣٥٠] ابن أبي الثلج:

أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد الكاتب.

[٣٣٥١] ابن أبي الحراء:

وفي نسخة: أبي الحمراء، عنه: ابن فضال، في الكافي، في باب ميراث ذوي الأرحام مع الموالي(١) .

[٣٣٥٢] ابن أخي فضيل:

اسمه حسن(٢) ، كما صرّح به في الكافي، في باب نقض الوضوء، عنه: ابن أبي عمير، فيه(٣) ، وفي التهذيب في كتاب المكاسب

(٤) ، وفي باب الأحداث الموجبة للطهارة(٥) .

[٣٣٥٣] ابن أبي قُرّة:

من أعاظم علمائنا المتقدمين، ينقل عنه علي بن طاوس في كتاب عمل شهر رمضان كثيراً(٦) ، وهو محمّد بن علي بن يعقوب بن إسحاق،

__________________

(١) الكافي ٧: ١٣٥ / ٤.

(٢) في حاشية الأصل والحجرية: بن يسار كما في التهذيب.

(٣) الكافي ٣: ٣٦ / ٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ٣٤٨ / ٩٨١.

(٥) تهذيب الأحكام ١: ١١ / ١٩.

(٦) إقبال الأعمال: ٥٨، ٦٢، ١٣٠.

٢٨٩

ومرّ في الأصل(١) .

[٣٣٥٤] ابن ثابت:

هو محمّد بن أبي حمزة الثمالي، يروي عنه: أحمد بن محمّد بن عيسى(٢) ، والفضل بن شاذان(٣) ، وربما يوجد في بعض الأسانيد أبو ثابت، وهو اشتباه(٤) .

[٣٣٥٥] ابن الجندي:

أحمد بن محمّد بن عمران، من مشايخ النجاشي(٥) .

[٣٣٥٦] ابن النباح:

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومؤذّنه(٦) ، وفي الفقيه: وكان ابن النباح يقول في أذانه: حيّ على خير العمل، حيّ على خير العمل، فاذا رآه عليعليه‌السلام قال: مرحباً بالقائلين عدلاً، وبالصلاة مرحباً وأهلاً(٧) .

وفي مناقب ابن شهرآشوب: وكان مؤذّنهعليه‌السلام جويرية بن سهل العبدي، وابن النباح(٨) .

__________________

(١) وسائل الشيعة ٢٠: ٣٣٧ / ١٠٨٩.

(٢) تهذيب الأحكام ٩: ٣٣٠ / ١١٨٦، وفيه: عن أبي ثابت.

(٣) الكافي ٧: ١٤٨ / ٨، وفيه: عن أبي ثابت.

(٤) كما عرفت في المصدرين المذكورين، وأمّا وجه الاشتباه؛ لأنّ اسم أبي حمزة هو ثابت، ولتصريح الأردبيلي في جامع الرواة ٢: ٤٣٢: كون أكثر الأخبار التي رواها ابن ثابت وأبو ثابت متحداً وعدم وجود أبي ثابت في تلك المرتبة. فلاحظ.

(٥) رجال النجاشي: ٨٥ / ٢٠٦.

(٦) كما استظهره الأردبيلي في جامع الرواة ٢: ٤٣٧.

(٧) الفقيه ١: ١٨٧ / ٨٩٠.

(٨) مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٠٦.

٢٩٠

وروى المفيد في الإرشاد مسنداً في حديث أنّهعليه‌السلام قال في الليلة التي قتل في صبيحتها: إنّي مقتول لو أصبحت، فأتاه ابن النبّاح، فأذّنه بالصلاة فمشى غير بعيد ثمّ رجع،. الخبر(١) .

[٣٣٥٧] ابن نوح:

هو أحمد بن محمّد بن نوح، أو ابن علي بن عباس بن نوح(٢) .

__________________

(١) الإرشاد ١: ١٦.

(٢) راجع جامع الرواة ٢: ٤٣٧.

٢٩١

باب في النسب واللقب

[٣٣٥٨] الأَعْمَش:

هو سليمان بن مهران(١) .

[٣٣٥٩] الجوّاني:

في الكافي، في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالثعليه‌السلام : روى وصيّة أبي جعفرعليه‌السلام وفي آخرها ـ: وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه، وشهد الحسن(٢) بن محمد بن عبيد الله بن الحسين(٣) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام وهو الجوّانيّ على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر الكتاب(٤) .

ويظهر من عمدة الطالب أنّ الجواني نسبة محمّد بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين، وذكر أنّه نسبه إلى جوانية قرية بالمدينة(٥) . ويظهر من كلماتهم مشاركة بعض آخر في هذه النسبة، وكيف كان فظاهر الخبر حسن حاله، بل عدالته وأمانته.

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٠٦ / ٧٢.

(٢) في حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (الحسين نسخة بدل)

(٣) فوق الكلمة في متن الأصل والحجرية: (الحسن نسخة بدل)

(٤) أُصول الكافي ١: ٢٦١ / ٣.

(٥) عمدة الطالب: ٣١٩، وأُنظر معجم البلدان ٢: ١٧٥ « الجوانية ».

٢٩٢

[٣٣٦٠] الخَيْبري:

له كتاب في الفهرست، يرويه عنه محمّد بن إسماعيل بن بزيع(١) ، ويروي عنه أيضاً: الوشاء(٢) ، والمفضّل بن عمر(٣) ، وأخرج عنه ابن قولويه في كامل الزيارة(٤) أخباراً كثيرةً، يظهر منها وما في الكافي(٥) والتهذيب(٦) إماميّته، ومن رواية الأجلاّء حسنه، بل وثاقته.

[٣٣٦١] ذو الدمعة:

الحسين بن زيد الشهيد، الذي ربّاه الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٣٣٦٢] رأس المذرى:

جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي ابن أبي طالبعليه‌السلام ، ويقال له: جعفر بن عبد الله المحمدي(٨) .

وفي الكافي، في باب النوادر بعد كتاب الصلاة: روى محمد بن الحسين، عن بعض الطالبيين يلقّب برأس المذري قال: سمعت الرضاعليه‌السلام (٩) . الخبر.

__________________

(١) فهرست الشيخ: ١٩٣ / ٨٧٩.

(٢) أُصول الكافي ١: ٣٨٣ / ١٠.

(٣) أُصول الكافي ١: ٤٥١ / ٢.

(٤) كامل الزيارات: ١٢٦ باب ٤٥ ح ٤، ١٣٨ باب ٥٤ ح ٣.

(٥) أُصول الكافي ١: ٣٩٥ / ٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ٤٦ / ٩٨.

(٧) تقدّم في المجلّد الرابع صحيفة: ٢٥٣، الطريق رقم: [٨٦] وبرمز (فو)

(٨) راجع رجال الشيخ: ٤٨٠ / ٢٤ (في ترجمة ابن ابنه العباس بن علي)

(٩) الكافي ٣: ٤٨٩ / ١٣، وفيه: (المدري) بالدال المهملة.

٢٩٣

[٣٣٦٣] الرزاز:

ويقال له: البزاز أيضاً، محمّد بن جعفر، خال(١) والد أبي غالب الزراري، ومن مشايخه ومشايخ ثقة الإسلام، وهو غير أبي عبد الله محمّد ابن جعفر الأسدي، كما أوضحناه في آخر الفائدة السادسة(٢) .

[٣٣٦٤] الزُّهْري:

محمّد بن مسلم بن شهاب.

[٣٣٦٥] السّدوسي:

عنه: ابن محبوب، في الكافي، في باب زيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) ، وفي التهذيب، في باب فضل زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) ، ولكن في بعض نسخه: السندي، ولعلّه تحريف.

[٣٣٦٦] الشّامي:

كان من أهل الري، وكان من وكلاء القائمعليه‌السلام كذا في ربيع الشيعة(٥) .

[٣٣٦٧] الشعيري:

يطلق على غير السكوني أيضاً، ففي الإستبصار، في باب إقرار بعض

__________________

(١) في الحجرية: بن خالد.

(٢) راجع المجلد السادس صحيفة: ٣٤٨ رقم: [٧٥٣].

(٣) الكافي ٤: ٥٤٨ / ٣ يروي عنه بواسطة أبان.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ٤ / ٤، يروي عنه بواسطة أبان أيضاً، وفيه: الدوسي (السندي نسخة بدل)

(٥) ربيع الشيعة: ٢١٢ (مخطوط)

٢٩٤

الورثة لغيره بدَين على الميت: جميل بن درّاج، عن الشعيري، عن الحكم(١) ، وروى هذا الخبر بعينه في الكافي. عن جميل، عن زكريا بن يحيى الشعيري، عن الحكم(٢) .

وفي رواية جميل عنه ما يشير إلى وثاقته.

[٣٣٦٨] شلقان:

اسمه: عيسى بن أبي منصور(٣) .

[٣٣٦٩] صاحب الصومعة:

محمّد بن إسماعيل البرمكي(٤) .

[٣٣٧٠] صاحب المغازي:

محمّد بن إسحاق(٥) .

[٣٣٧١] الصهرشتي:

سليمان بن الحسن(٦) .

[٣٣٧٢] الطبري:

محمّد بن جرير بن رستم الآملي(٧) .

__________________

(١) الاستبصار ٤: ١١٤ / ٤٣٦، وفيه: عن الشعيري وعن الحكم بن عتبة.

(٢) الكافي ٧: ١٦٧ / ١، وفيه: زكريا بن يحيى عن الشعيري عن الحكم بن عتبة، وانظر معجم رجال الحديث ٢٣: ١١٠ ولاحظ الاختلاف الموجود في سند الرواية.

(٣) كما في رجال الكشي ٢: ٦٢١ / ٥٩٩، ٦٠٠.

(٤) كما في رجال النجاشي: ٣٤١ / ٩١٥.

(٥) كما في رجال الشيخ: ٢٨١ / ٢٢.

(٦) كما في فهرست منتجب الدين: ٨٥ / ١٨٤.

(٧) كما في رجال النجاشي: ٣٧٦ / ١٠٢٤.

٢٩٥

[٣٣٧٣] الطيّار:

عنه: ثعلبة بن ميمون، في الروضة، بعد حديث الناس يوم القيامة(١) ؛ وأبان، في الكافي، في فضل ما بين صيد البر والبحر(٢) ، واحتمل في الجامع كونه حمزة بن طيّار(٣) .

[٣٣٧٤] العبّاسيّ:

هشام بن إبراهيم المشرقي البغدادي(٤) .

[٣٣٧٥] العيّاشيّ:

محمّد بن مسعود(٥) .

[٣٣٧٦] الغفاري:

عبد الله بن إبراهيم، من ولد أبي ذر الغفاري(٦) .

[٣٣٧٧] القُتيبي:

علي بن محمّد بن قتيبة(٧) .

[٣٣٧٨] القروي:

عنه: الحسين بن سعيد، في التهذيب، في باب كيفية الصلاة(٨) .

__________________

(١) الكافي ٨: ١٦٦ / ١٨١، من الروضة.

(٢) الكافي ٤: ٣٩٤ / ٩.

(٣) جامع الرواة ٢: ٤٤٨.

(٤) كما في رجال الكشي ٢: ٧٩٠ / ٩٥٦.

(٥) كما في رجال الشيخ: ٤٩٧ / ٣٢.

(٦) انظر رجال النجاشي: ٢٢٥ / ٥٩٠.

(٧) كما في رجال الشيخ: ٤٧٨ / ٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٢: ٧٠ / ٢٥٧.

٢٩٦

[٣٣٧٩] كُردين:

اسمه: مِسْمَع بن عبد الملك(١) .

[٣٣٨٠] اللؤلؤي:

اسمه: الحسن بن الحسين اللؤلؤي، ومرّ في (رله)(٢) . وربّما يطلق على يحيى بن زكريا(٣) ، والمطلق ينصرف إلى الأول.

[٣٣٨١] المازني:

بكر بن حبيب(٤) .

[٣٣٨٢] المـُسَلي:

محمّد بن عبد الله(٥) .

[٣٣٨٣] المِسْمعي:

عبد الله بن عبد الرّحمن الأصم(٦) ، وربّما يطلق على مسمع بن عبد الملك(٧) وغيره(٨) ، والأشهر الأول.

__________________

(١) كما في رجال النجاشي: ٤٢٠ / ١١٢٤.

(٢) تقدم في المجلد الخامس صحيفة: ٢٨، الطريق رقم: [٢٣٥] إلى عمرو بن جميع.

(٣) فهرست الشيخ: ١٧٩ / ٧٨١.

(٤) رجال النجاشي: ١١٠ / ٢٧٩.

(٥) رجال النجاشي: ٣٤٣ / ٩٢٣.

(٦) كما في رجال النجاشي: ٢١٧ / ٥٦٦.

(٧) كما في رجال النجاشي: ٤٢٠ / ١١٢٤، وفيه: بدل المسمعي سيّد المسامعة.

(٨) أطلق على محمّد بن عبد الله المسمعي، كما احتمله التفريشي في نقد الرجال: ٤١١، وأُنظر رجال الكشي ٢: ٥٠٧ / ٤٣٢.

٢٩٧

[٣٣٨٤] المشرقي:

هشام بن إبراهيم الختلي المشرقي(١) ، وهو العباسي المتقدم(٢) ، وأطلق في بعض أسانيد الكافي على حمزة(٣) بن المرتفع(٤) .

[٣٣٨٥] المفجعي:

محمد بن أحمد بن عبد الله(٥) .

[٣٣٨٦] الناب:

حماد بن عثمان(٦) .

[٣٣٨٧] النوفلي:

المعروف، الذي يروي عن السكوني، اسمه: الحسين بن يزيد(٧) ، وربّما يطلق على غيره(٨) .

[٣٣٨٨] النهيكي:

اسمه عبد الله(٩) ، أو عبيد الله بن أحمد النهيكي(١٠) .

__________________

(١) كما في رجال الكشي ٢: ٧٩٠ / ٩٥٦.

(٢) المتقدّم آنفاً برقم: ٣٤١٢.

(٣) في الحجرية: بن حمزة.

(٤) أُصول الكافي ١: ٨٦ / ٥.

(٥) كما في رجال النجاشي: ٣٧٤ / ١٠٢١.

(٦) انظر رجال الشيخ: ١٧٣ / ١٣٩، وفيه: ذو الناب.

(٧) كما في رجال النجاشي: ٣٨ / ٧٧.

(٨) ربما يطلق على الحسن بن محمّد بن سهل وغيره أيضاً، كما احتمله التفريشي، راجع نقد الرجال: ٤١٢.

(٩) ورد في الفهرست: ١٠٣ / ٤٣٦، ورجال ابن داود: ١١٦ / ٨٣٥، بعنوان: عبد الله ابن أحمد. وفي رجال النجاشي: ٢٢٩ / ٦٠٥، ورجال العلاّمة: ١١١ / ٥١، ورجال ابن داود: ١٢٣ / ٩٠٥ بعنوان: عبد الله بن محمّد.

(١٠) انظر: رجال النجاشي: ٢٣٢ / ٦١٥، رجال الشيخ: ٤٨٠ / ١٩.

٢٩٨

[٣٣٨٩] الواسطي:

عنه: أبان بن عثمان، في الكافي، في باب ما يستحب من تزويج النساء عند بلوغهنّ(١) .

[٣٣٩٠] الهرّاء:

النحوي، معاذ بن مسلم(٢) .

__________________

(١) الكافي ٥: ٣٣٧ / ٤.

(٢) كما في رجال الشيخ: ٣١٤ / ٥٤١.

٢٩٩

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

باب ما جعل الله تعالى بين المؤمنين من الإخاء والحقوق

قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « المؤمنون إخوة ، إذا ضرب رجل منهم عِرق سهر الآخرون ، لأنّ أرواحهم واحدة »(١) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ الأرواح جنود مجندة ، تلتقي فتتشام كما تتشامّ الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، ولو أن مؤمناً دخل مسجداً فيه اُناس كثير ليس فيهم إلاّ مؤمن واحد ، إلاّ مالت نفسه إلى ذلك المؤمن حتى يجلس إليه(٢) .

وإنّ المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن ، كما يستريح الطير إلى شكله(٣) .

وإنّ المؤمنين في إيثارهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى سائره بالسهر(٤) .

ثم قال : لا ـ والله ـ لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون كذلك(٥) .

ولقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ستّ خصال من كنّ فيه ، كان بين يدي الله عزّ وجلّ ، وعن يمين الله.

فقيل له : ما هن؟

فقال : يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّ لأعزّ أهله ، ويكره له ما يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه بالولاية ، ويفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه ، فإن كان عنده ما يفرّج عنه ، وإلاّ دعا له »(٦) .

__________________

١ ـ المؤمن : ٣٨ / ٨٤ ‏. وفيه : على رجل.

٢ ـ المؤمن : ٣٩ / ٨٩ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٣ ـ المؤمن : ٣٩ / ٩١ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤ ـ المؤمن : ٣٩ / ٩٢ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥ ـ المؤمن : ٣٩ / ٩٠ ، والظاهر أن المصنف قد اختصر الحديث المذكور.

٦ ـ المؤمن : ٤١ / ٩٤ ، وفيه : عن عيسى بن أبي منصور قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام أنا وعبد الله بن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة ، فقالعليه‌السلام ابتداء : يا ابن أبي يعفور ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عزَ وجل ، وعن يمين الله عزّ وجل.

قال ابن أبي يعفور : وماهي؟ جعلت فداك ، قال : يحبَ المرء المسلم لأخيه ما يحبَ لأعزّ أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه الولاية ، فبكى ابن ابي يعفور وقال : كيف يناصحه الولاية؟

٤٤١

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن ، وإنّ المؤمن أفضل حقاً من الكعبة ، وإنّ المؤمن أخو المؤمن فهو عينه ودليله ، لا يخونه ولا يخذله ، ومن حقه عليه لا يشبع ويجوع المؤمن ، ولا يروى ويعطش ، ولا يلبس ويعرى أخوه ، ويحبٌ له ما يحبه لنفسه ، فإذا احتجت فاسأله ، وإذا سألك أعطه ، وكن لهم ظهراً فإنّهم لك ظهر ، وإذا غاب أخوك فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فزره ، وآجِلَّه وأكرمه فإنّه منك وأنت منه ، وإن أصابه خير فاحمد الله تعالى ، وإن ابتلى فاعضده وتحمّل عنه وأعنه(١) .

فإنّه يحقّ عليك نصيحته ومواساته ومنع عدوه منه(٢) .

وإنّ نفراً من المسلمين خرجوا في سفر لهم ، فأضلوا الطريق وأصابهم عطش شديد ، فتمكّنوا(٣) ولزموا أصول الشجر ، فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض ، فقال : قوموا فلا بأس عليكم ، هذا الماء ، فقاموا وشربوا وارتووا ، ثم قالوا له : من أنت ، رحمك الله؟فقال : أنا من الجن الذين بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سمعته يقول : « المؤمن أخو المؤمن ودليله(٤) « فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي(٥) .

وقالعليه‌السلام : « من مشى لأخيه المؤمن في حاجة فنصحه فيها ، كتب الله

__________________

قال : يا ابن ابي بعفور يهم لهمّه ، وفرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه ان هو حزن ، فإن كان عنده ما يفرج عنه فرج عنه ، وإلاّ دعا الله له.

قال : ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ثلاث لكم وثلاث لنا : أن تعرفوا فضلنا ، وأن تطأوا أعقابنا ، وتنظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي الله ، فأما الذين عن يمين الله فلو أنّهم يراهم من دونهم لم يهنئم العيش ممّا يرون من فضلهم.

فقال ابن أبي يعفور : ما لهم فما يرونهم وهم عن يمين الله! قال : يا ابن أبي يعفور إنّهم محجوبون بنور الله ، أما بلغك حديث ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول : إن المؤمنين عن يمين الله وبين يدي الله ، وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية ، فيسأل السائل : من هؤلاء؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله.

١ ـ المؤمن : ٤٢ / ٩٥ ، باختلاف يسير.

٢ ـ المؤمن : ٤٢ / ٩٦ ، باختلاف يسير.

٣ ـ في المصدر : فتيمموا.

٤ ـ في المصدر : عينه ودليله.

٥ ـ المؤمن : ٤٣ / ١٠٠.

٤٤٢

له بكلّ خطوة حسنة ، ومحا عنه سيئة ، قضيت الحاجة أولم تقض(١) .

ألا وإنّ الله انتجب قوماً من خلقه ، لقضاء حوائج الفقراء من شيعة عليّعليه‌السلام ليؤتيهم(٢) بذلك الجنة(٣) .

ومن نفّس عن مؤمن كربة ، نفّس الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا ، واثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة ، ومن يسر على مؤمن ، يسر الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن ستر على مؤمن عورة ، ستر الله عليه سبعين عورة من عوراته التي يخافها في الدنيا والآخرة(٤) .

وإنَ قضاء حاجة المؤمن خير من حملان ألف فرس في سبيل الله ، وعتق ألف نسمة ، وصيام شهر في المسجد الحرام واعتكافه »(٥) .

وروى ابن عباس قال : كنت مع الحسن بن عليعليهما‌السلام في المسجدالحرام ـ وهو معتكف به ، وهو يطوف بالكعبة ـ فعرض له رجل من شيعته ، فقال : يا ابن رسول الله ، إنّ علي ديناً لفلان ، فإن رأيت أن تقضيه عني.

فقال : « وربّ هذه البنية(٦) ، ما أصبح عندي شيء ».

فقال : إن رأيت [ أن ](٧) تستمهله عنّي ، فقد تهددني بالحبس.

قال ابن عباس : فقطع الطواف وسعى معه ، فقلت : يا ابن رسول الله ، أنسيت أنك معتكف؟

فقال : « لا ، ولكن سمعت أبيعليه‌السلام يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من قضى أخاه المؤمن حاجة ، كان كمن عبد الله تسعة الاف سنة صائماً نهاره قائماً ليله ».

فاجتاز على دار أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام فقال للرجل : « هلاَ أتيت أبا

__________________

١ ـ المؤمن : ٤٦ / ١٠٧.

٢ ـ في المصدر : ليثيبهم.

٣ ـ المؤمن : ٤٦ / ١٠٨.

٤ ـ المؤمن : ٤٦ / ١٠٩ ، باختلاف في اللفظ.

٥ ـ المؤمن : ٤٧ / ١١١ ، باختلاف في اللفظ.

٦ ـ في عدة الداعي : البيت.

٧ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من عدة الداعي.

٤٤٣

عبد الله في حاجتك؟ »

فقال : أتيته ، فقال : « إني معتكف » فقال : « أما إنّه لوسعى في حاجتك لكانت خيراً من اعتكاف ثلاثين سنة »(١) .

عن إبراهيم التيمي قال : كنت أطوف بالبيت الحرام ، فاعتمد عليَّ أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال : ألا أخبرك ـ يا إبراهيم ـ بمالك في طوافك هذا؟ »

قال ، قلت : بلى ، جعلت فداك.

فقال(٢) : « من جاء إلى هذا البيت عارفاً بحقّه ، وطاف به أسبوعاً ، وصلّى ركعتين في مقام إبراهيم ، كتب الله له عشرة الاف حسنة ، ومحا عنه عشرة آلاف سيئة ، ورفع له عشرة الاف درجة ».

ثم قالعليه‌السلام : « ألا أخبرك بخير من ذلك؟ »

قال ، قلت : بلى ، جعلت فداك.

فقال : « من قضى أخاه المؤمن حاجة ، كان كمن طاف طوافاً وطوافاً وطوافاً ـ حتى عدّ عشرة ـ وقال : أيّما مؤمن سأله أخوه المؤمن حاجة ، وهو يقدر على قضائها ولم يقضها له ، سلّط الله عليه شجاعاً في قبره ينهش أصابعه »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « إنّ مؤمناً كان في مملكة جبار يؤذيه ، فهرب منه ونزل برجل من أهل الشرك فأضافه وألطفه وأجاره ، فلمّا حضره الموت أوحى الله تعالى إليه :

__________________

١ ـ ورد نحوه باختصار في المؤمن : ٥٣ ، ورواه ابن فهد الحلي في عدة الداعي : ١٧٩ ، وعلّق الشيخالمجلسي « قدَه » في بحار الانوار ٧٤ : ٣٣٥ ، ببيان مفصل على الحديث ، منه قوله :

فإن قيل : كيف لم يختر الحسينعليه‌السلام إعانته مع كونها أفضل؟ قلت : يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه :

الأول : أنه يمكن أن يكون له عليه السلام عذر آخر لم يظهره للسائل ، ولذا لم يذهب معه ، فأفاد الحسن عليه السلام ذلك لئلاّ يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا ، فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخركان خيراً.

الثاني : أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته ، أواختبار الامام ما هو أقل ثواباً لا سيما قبل الإمامة.

الثالث : ما قيل إنه لم يفعل ذلك لايثار أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل.

٢ ـ في الأصل زيادة : له.

٣ ـ ورد نحوه في المؤمن : ٥٥ / ١٤١ ، ورواه ابن فهد في عدة الداعي : ١٧٨.

٤٤٤

وعزّتي وجلالي ، لوكان في جنتي مسكن [ لمشرك ](١) لأسكنتك فيها ، ولكنّها محرّمة على من مات مشركاً ، ولكن يا نار هادنيه ولا تؤذيه ، ويؤتى برزقه فيها من حيث يشاء الله تعالى »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « من سرّ مؤمنا فقد سرّنا ، ومن سرّنا فقد سرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن سرّ رسول الله فقد سرّ الله تعالى ، ومن سرّ الله أسكنه في ظلّ عرشه يوم لا ظل إلاّ ظله(٣) .

وإنّ من أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على عبده المؤمن(٤) .

ومن أدخل على مؤمن سروراً ، خلق الله منه خلقاً فيقول له : أبشر ـ يا ولي الله ـ بكرامة من الله ورضوان ، ثم لا يزال معه حتى يدخل قبره ، فيقول مثل [ ذلك ](٥) ، ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره ، فيقول له : من أنت ، يرحمك الله؟ فيقول : أنا السرور الذي أدخلت على فلان »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « إنّ لله جنة ادّخرها لثلاثة : إمام عادل ، ورجل يُحَكِّمُ أخاه المسلم في ماله ، ورجل مشى لأخيه المسلم في حاجة قضيت أو لم تقض(٧) .

وثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام(٨) .

وكتب له اثنتين وسبعين رحمة ، عجّل له واحدة يصلح بها أمر دنياه ، وادّخر له واحدة وسبعين لأهوال الآخرة(٩) .

ومن أكرم مؤمناً فإنما يكرم الله تعالى(١٠) .

__________________

١ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من كتاب المؤمن.

٢ ـ المؤمن : ٥٠ / ١٢٣ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٣ ـ نحوه في المؤمن : ٤٨ / ١١٤.

٤ ـ المؤمن : ٥١ / ١٢٧ ، باختلاف يسير.

٥ ـ أثبتناه من المؤمن.

٦ ـ المؤمن : ٥١ / ١٢٦.

٧ ـ المؤمن : ٥٣ / ١٣٤ ، وفيه : عن أبي الحسنعليه‌السلام .

٨ ـ المؤمن : ٥٤ / ١٣٦ ، وفيه : وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : من مشى في حاجة لأخيه المسلم حتى يتمَها أثبت الله قدمه يوم تزلَ الأقدام.

٩ ـ المؤمن : ٥٤ / ١٣٧ ، ، فيه : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعان أخاه اللهفان اللهبان من غم أوكربة كتب الله عز وجلّ له إثنين وسبعين رحمة ...

١٠ ـ المؤمن : ٥٤ / ١٣٨ ، وفيه : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤٤٥

ودعاء المؤمن للمؤمن ، يدفع عنه البلاء ، ويدرِّ عليه الرزق(١) .

وأوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام : إنّ العبد من عبادي يأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي ، فقال داود : يا رب ، وما تلك الحسنة؟ قال : يدخل على عبدي المؤمنسروراً ولو بتمرة ، فقال داود : يا ربّ ، حقاً على من عرفك أن لا يقطع رجاءهمنك »(٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أيّما مؤمن عاد مريضاً خاض في الرحمة خوضاً ، فإذا قعد عنده استنقع بها ، فإن عاده غدوة صلّى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي ، وإن عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « إنّ العبد المسلم إذا خرج من بيته ، يريد زيارة أخيه التماس وجه الله ورغبة فيما عنده ، وكل الله تعالى به سبعين ألف ملك ينادونه من خلفه(٤) : ألا طبت وطابت لك الجنة »(٥) .

وقال رسول الله : « هبط إلى الأرض ملك ، فأقبل يمشي حتى دفع إلى باب رجل ، وعليها رجل واقف ، فقال له الملك : ما جاء بك إلى هذه الدار؟ فقال : أخ ليزرته في الله ، فقال له الملك : أبشر ، فإني رسول الله إليك ، وهو يقرئك السلام ويقول : وجبت الجنة لك عندي ، وإنّ الله يقول : أيما مسلم زار أخاه ، فإيّاى يزور وثوابه علي »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من أشبع أربعة من المؤمنين ، كان كمن عتق رقبة من ولد إسماعيل(٧) .

ومن أدخل مؤمنين بيته فأشبعهما ، كان ذلك أفضل من عتق رقبة ، وأطعمه الله من ثمار الجنة(٨) .

__________________

١ ـ المؤمن : ٥٥.

٢ ـ المؤمن : ٥٦ / ١٤٣.

٣ ـ ألمؤمن : ٥٨ / ١٤٦.

٤ ـ في المصدر زيادة : إلى أن يرجع إلى منزله.

٥ ـ المؤمن : ٥٨ / ١٤٨ ، وفيه : عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٦ ـ المؤمن : ٥٩ / ١٥٠ ، باختلاف في اللفظ.

٧ ـ المؤمن : ٦٣ / ١٥٩ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٨ ـ المؤمن : ٦٣ / ١٦٠ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٤٦

ومن أطعم مؤمناً من جوع أوسقاه من ظمأ ، أطعمه الله من ثمار الجنة وسقاه من الرحيق المختوم ومن كسا مؤمناً من عري ، كساه الله من الثياب الخضر ، ولم يزل فى ضمان الله مادام عليه(١) .

وإنّ من أحب الخصال إلى الله تعالى ، إطعام مسلم من جوع ، أو فك رقبة منرق ، أو قضاء عن مؤمن ديناً(٢) .

وأقرب ما يكون العبد من الكفر أن يحفظ على أخيه عثراته وزّلاته ليعيّره ويعنفه بها يوماً ما(٣) .

ومن عيّر مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه(٤) .

ومن قال لأخيه المؤمن : أف لك ، انقطع ما بينهما ، فإذا قال له : أنت عدوّي ، فقد كفر أحدهما ، فإذا اتّهمه انماث الإيمان في قلبه كما يُماث الملح في الماء(٥) .

ومن لم يعرف لأخيه مثل ما يعرف له فليس بأخيه(٦) .

ومن أدخل على أخيه المؤمن سروراً ، فقد أدخله على رسول الله وعلينا ، وكذلك من أدخل عليه أذى أو غماً(٧) .

ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يجلس في مجلس(٨) يسبّ فيه امام أو يغتاب فيه مؤمن(٩) .

وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه وأخوه بوادره(١٠) .

ولو كشف الغطاء عن الناس فنظر [ وا ](١١) وصل ما بين الله وبين

__________________

١ ـ المؤمن : ٦٣ / ١٦١ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن علي بن الحسينعليه‌السلام .

٢ ـ المؤمن : ٦٥ / ١٦٧ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٣ ـ المؤمن : ٦٦ / ١٧١ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤ ـ المؤمن : ٦٦ / ١٧٣.

٥ ـ المؤمن : ٦٧ / ١٧٥ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦ ـ المؤمن : ٦٧ / ١٧٦.

٧ ـ المؤمن : ٦٨ / ١٨٣ ، باختلاف في اللفظ ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٨ ـ في الأصل : مجالس ، وما أثبتناه من المصدر.

٩ ـ المؤمن : ٧٠ / ١٩٢.

١٠ ـ المؤمن : ٧١ / ١٩٥ ، باختلاف يسير.

١١ ـ أثبتناه من المصدر.

٤٤٧

المؤمن ، لخضعت له رقابهم ، وانقادت له طاعتهم ، ولو نظروا إلى ما يُرَدّ من الأعمال من السماء ، لقالوا : ما يقبل من أحد عمل »(١) .

وقال : « لا تبدي الشماتة بأخيك فيرحمه [ الله عزّ وجلّ ](٢) ويبتليك »(٣) .

يقول العبد الفقير إلى رحمة الله ورضوانه ، أبو محمد الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي ، أعانه الله على طاعته وتغمّده برحمته ورأفته : إنّني حيث ذكرت صفات المؤمنين ، وما يجب أن يكونوا عليه من الخصال المحمودة ، وما يجانبوه من الخصال الذميمة ، وبالغت في ذلك على حدّ يخاف أن يشق على من لم يعرف اُصول ذلك من كتاب الله تعالى وسنة نبيّه وأهل بيته عليه وعليهم السلام ، أحببت أن أردف ذلك بذكر ما جاء من بشائر المؤمن ومسارّه ، عند وفاته وبعد وفاته ، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا أخبركم بالفقيه كل الفقيه؟ »

قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : « من لم يطمع الناس في جنب الله ، ولم يؤيسهم من رحمة الله تعالى ».

الحديث الأول : عن صفوان بروايته عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أن قوماً من أصحابه قالوا له : إنما أحببناكم لقرابتكم من رسول الله ، ولما أوجب الله من حبّكم ، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم ، ولكن لوجه الله والدار الآخرة.

فقال : « صدقتم ، ثم قال : من أحبنا كان معنا وجاء معنا يوم القيامة هكذا ـ ثم جمع بين السبابتين ـ ثم قال : والله لو أنّ رجلاً صام النهار وقام الليل ، ثم لقي الله بغير ولايتنا ، لقيه وهو عليه ساخط ».

وقالعليه‌السلام : « إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ، ينادون بأعلى أصواتهم : الحمد لله الذي أنجزنا وعده ، الحمد لله الذي أورثنا أرضه نتبوأ من الجنة حيث نشاء.

قال فيقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء ، فإذا النداء من عند الله عزّ وجلّ : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهم صفوتي من عبادي وخيرتي.

__________________

١ ـ المؤمن : ٧٢ / ١٩٨ ، باختلاف يسير وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٢ ـ أثبتناه من المصدر.

٣ ـ المؤمن : ٧٢ / ٢٠٠ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٤٨

فيقول الخلائق : إلهنا وسيدنا ، بما نالوا هذه الدرجة؟

فإذا النداء من قبل الله عزّ وجلّ : نالوها بتختمهم في اليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم المسكين ، وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم »(١) .

وعنهعليه‌السلام قال : « من أحبّنا ولقي الله وعليه مثل زبد البحر ذنوباَ ، كان حقا على الله أن يغفر له »(٢) .

وقال عاصم ، عن أبي حمزة ، عن حنش(٣) بن المعتمر قال : دخلت على عليّ ـ وهو في الرحبة متكئاً ـ فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، كيف أصبحت؟ قال : فرفع رأسه وردّ عليّ ، وقال : « أصبحت ـ والله ـ محباً لمحبّنا ، صابراً على بغض مبغضنا ، إنّ محبنا ينتظر الرّوح والفرج في كل يوم وليلة ، وإنّ مبغضنا بنى بنياناً ، فأسس بنيانه على شفا جرف ، فكأنك ببنيانه قد هار »(٤) .

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام لداود الرقّي : « ألا أحدّثك بالحسنة التي من جاءبها أمِن من فزع يوم القيامة ، وبالسيئة التي من جاء بها أكبّه الله على وجهه في النار؟ » قال : قلت : بلى ، قال : « الحسنة حبّنا ، والسيئة بغضنا »(٥) .

وعن الحارث الأعور قال : أتيت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال : « ما جاء بك؟ » فقلت : حبك ، قال : « الله الله ، ما جاء بك إلاّ حبّي؟ » فقلت : نعم ، فقال : « أما إني سأحدّثك بشكرها : إنّه لا يموت عبد يحبّني حتى يراني حيث يحب ، ولا يموت عبد يبغضني حتى يراني حيث يكره »(٦) .

__________________

١ ـ أخرجه المجلسي في بجار الأنوار ٨٥ : ٨٠ عن أعلام الدين.

٢ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢١ / ١٠٣ عن أعلام الدين.

٣ ـ في الأصل : جيش ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من المصدر ، وهو حنش بن المعتمر ، ويقال : ابن ربيعة الكناني ، أبو المعتمر ، تابعي من أهل الكوفة ، من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، اُنظر « ميزان الاعتدال١ : ٦١٩ / ٢٣٦٨ ، الجرح والتعديل ٣ : ٢٩١ / ١٢٩٧ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٥٨ / ١٠٤ ، والإصابة ١ : ٣٩٦ / ٢١١٤ ».

٤ ـ رواه المفيد في آماله : ٢٣٢ / ٤ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢١ / ١٠٤ عن أعلام الدين.

٥ ـ أخرجة المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١٠٥ عن أعلام الدين.

٦ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١٠٦ عن أعلام الدين.

٤٤٩

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام لعمر(١) بن حنظلة : « يابا صخر ، إنّ الله يعطي الدنيا لمن يحبّ ويبغض ، ولا يعطي هذا الأمر إلاّ أهلَ صفوته ، أنتم ـ والله ـ على ديني ودين آبائي »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « والله لنشفعنّ ، والله لنشفعنّ ـ ثلاث مرات ـ حتى يقول عدوّنا : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

إنّ شيعتنا يأخذون بحجزتنا ، ونحن آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخذ بحجزة الله »(٣) .

وقال له زياد الأسود : إنّي أُلِمُّ بالذنوب فأخاف ألهلكة ، ثم أذكر حبكم فأرجو النجاة.

فقالعليه‌السلام : « وهل الدّين إلاّ الحب! قال الله :( حَبّبَ إليكم الإيمان ) (٤) وقال :( إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (٥) ».

وقال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي أحبك ، فقال : « إنك لتحبني؟ » فقال الرجل : إي والله ، فقال النبي : « أنت مع من أحببت »(٦) .

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له ، كان كمن كان في فسطاط القائم »(٧) .

وقال له بعض أصحابه : أصلحك الله ، والله لقد تركنا أسواقنا انتظاراً لهذا ألأمر ، فقال أبو عبد الله : « أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجاً؟ بلى ـ والله ـ ليجعلن الله له مخرجاً ، رحم الله من حبس نفسه علينا ، رحم الله من أحيا

__________________

١ ـ في الأصل : عمرو ، وما أثبتناه من الكافي هو الصواب ، وهو عمر بن حنظلة العجلي البكزي الكوفي ، يكنى أبا صخر ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام ، اُنظر « رجال الشيخ : ١٣١ / ٦٤ و ٢٥١ / ٤٥١ ، معجم رجال الحديث ١٣ : ٢٧ / ٨٧٢٣ ».

٢ ـ الكافي ٢ : ١٧٠ / ١ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١٠٧ عن أعلام الدين.

٣ ـ المحاسن : ١٨٢ / ١٧٩ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١٠٨ عن أعلام الدين.

٤ ـ الحجرات ٤٩ / ٧.

٥ ـ آل عمران ٣ : ٣١.

٦ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١٠٩ عن أعلام الدين.

٧ ـ المحاسن : ١٧٣ / ١٤٧.

٤٥٠

أمرنا »(١) .

وروي عن أبي أيوب الأنصاريرحمه‌الله قال : كنت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد سئل عن الحوض ، فقال : « أما إذا سألتموني عن الحوض ، فإنّي سأخبركم عنه ، إن الله تعالى أكرمني به دون الأنبياء ، وإنّه ما بين أيلة إلى صنعاء ، يسيل فيه خليجان من الماء ، وماؤهما أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، بطحاؤهما مسك أذفر ، حصباؤهما الدرّ والياقوت ، شرط مشروط من ربي ، لا يردهما إلاّ الصحيحة نيّاتهم ، النقيِّة قلوبهم ، الذين يعطون ما عليهم في يسر ، ولا يأخذون مالهم في عسر ، المسلّمون للوصيّ من بعدي ، يذود من ليس من شيعته ، كما يذود الرجل الجمل الأجرب عن إبله »(٢) .

وعنهعليه‌السلام قال : « إذا بلغت نفس أحدكم هذه ـ وأومأ بيده إلى حلقه ـ قيل له : أما ما كنت تحذر من همّ الدنيا فقد أمنته ، ثم يعطى بشارته »(٣) .

وعنهعليه‌السلام ، يرويه عن آبائه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : « بشّر شيعتك ومحبيك بخصال عشر : أوّلها : طيب مولدهم ، و [ ثانيها ](٤) حسن إيمانهم ، و [ ثالثها ](٥) حبّ الله لهم ، والرابعة : الفسحة في قبورهم ، والخامسة : نورهم يسعى بين أيديهم(٦) والسادسة : نزع الفقر من بين أعينهم وغنى قلوبهم ، والسابعة : المقت من الله لأعدائهم ، والثامنة : الأمن من البرص والجذام ، والتاسعة : انحطاط الذنوب والسيئات عنهم ، والعاشرة : هم معي في الجنة وأنا معهم ، فطوبى لهم وحسن مآب »(٧) .

وروى جابر بن عبد الله قال : بينا نحن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ

__________________

١ ـ المحاسن : ١٧٣ / ١٤٨ ، باختلاف يسير ، و : عن عبد الحميد الواسطي قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام .

٢ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٣٢ ، باختلاف في اللفظ ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار ٨ : ٢٨ / ٣٣ عنأعلام الدين.

٣ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٢ / ١١ ، عن أعلام الدين ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤ ، ٥ ـ أثبتناه من البحار.

٦ ـ في الخصال : وخامسها النور على الصراط بين أعينهم.

٧ ـ رواه الصدوق في الخصال : ٤٣٠ / ١٠ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٢ / ١٢ عن أعلام الدين.

٤٥١

التفت إلى عليّعليه‌السلام فقال : « يا أبا الحسن ، هذا جبرئيلعليه‌السلام يقول : « إن ّالله تعالى أعطى شيعتك ومحبّيك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والإُنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل الناس يسعى نورهم بين أيديهم »(١) .

وروى جابرـأيضاً ـ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من أحبّ الأئمة من أهل بيتي ، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكّنّ أحد أنّه في الجنّة ، فإنّ في حبّ أهل بيتي عشرين خصلة : عشر في الدنيا ، وعشر في الآخرة.

أمّا في الدنيا : فالزهد ، والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام اللّيل ، واليأس مما في أيدي الناس ، والحفظ لأمر الله عزّ وجلّ ونهيه ، والتاسعة بغض الدنيا ، والعاشرة : السخاء.

وأمّا في الآخرة : فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويُعطى كتابه بيمينه ، وتكتب له براءة من النار ، ويبيضَ وجهه ، ويُكسى من حلل الجنة ، ويشفّع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله إليه بالرحمة ، ويتوّج من تيجان الجنة ، والعاشرة : دخول الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحب أهل بيتي »(٢) .

وعن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « للمؤمن على الله تعالى عشرون خصلة ، يفي له بها ، له على الله تعالى : ألاّ يفتنه ولا يُضلّه ، وله على الله أن لا يعريه ولا يجوعه [ وله على الله أن لا يشمت به عدوه ](٣) وله على الله أن لا يخذله ويعزّه(٤) [ وله على الله أن لا يهتك ستره ](٥) ، وله على الله أن لا يميته غرقاً ولا حرقاً ، وله على الله أن لا يقع على شيء ولا يقع عليه شيء ، وله على الله أن يقيه مكر الماكرين ، وله على الله أن يعيذه من سطوات الجبارين ، وله على الله أن يجعله معنا في الدنيا

__________________

١ ـ رواه الصدوق في الخصال : ٤٠٢ / ١١٢ ، باختلاف يسير ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٢ / ١٣ عن أعلام الدين.

٢ ـ الخصال : ٥١٥ / ١ ، وفيه : عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرجهالمجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٣ / ١٤.

٣ ـ أثبتناه من الخصال.

٤ ـ في الخصال : ويعزله.

٥ ـ أثبتناه من الخصال.

٤٥٢

والآخرة ، وله على الله أن لا يسلّط عليه من الأدواء ما يشين خلقته [ وله على الله أن يعيذه من ألبرص والجذام ](١) ، وله على الله أن لا يميته على كبيرة ، وله على الله أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتّى يحدث توبة ، وله على الله أن لا يحجب عنه (علمه ويعرفه بحجته)(٢) وله على الله أن [ لا ](٣) يغرز في قلبه الباطل ، وله على الله أن يحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه ، وله على الله أن يوفّقه لكل خير ، وله على الله أن لا يسلط عليه عدوه فيذله ، وله على الله أن يختم له بالأمن والإيمان ويجعله معنا في الرفيق الأعلى ، هذه شرائط الله عز وجلّ للمؤمنين »(٤) .

ومن كتاب (فرج الكرب) عن أبي بصير ، قال الصادقعليه‌السلام : « يابامحمد تفرّق الناس شعباً ورجعتم ـ أنتم ـ إلى أهل بيت نبيّكم ، فأردتم ما أراد الله ، وأحببتم من أحبّ الله ، واخترتم من اختاره الله ، فابشروا واستبشروا ، فأنتم والله المرحومون ، المتقبل منكم حسناتكم ، المتجاوز عن سيئاتكم فهل سررتك؟ »

فقلت : نعم.

فقال : « يابا محمد ، إنّ الذنوب تساقط عن ظهور شيعتنا ، كما يسقط الريح الورق من الشجر ، وذلك قوله تعالى :( الذين يحملون العرش ومن حوله يُسبّحون بحمد ربهم ... ويستغفرون للذين امنوا ) (٥) والله ـ يا با محمد ـ ما أراد الله بهذا غيركم ، فهل سررتك؟ »

قلت : نعم زدني.

فقال : « قد ذكركم الله في كتابه عزّ من قائل :( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) (٦) يريد أنكم وفيتم بما أخذ عليكم ميثاقه من ولايتنا ، وأنّكم لم تستبدلوا بنا غيرنا.

وقال :( الاخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ الا المتقين ) (٧) والله ما عنى بهذا

__________________

١ ـ أثبتناه من الخصال.

٢ ـ في الخصال : معرفته بحجته.

٣ ـ أثبتناه من الخصال.

٤ ـ الخصال : ٥١٦ / ٢ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٢ / ١١٠ عن أعلام الدين.

٥ ـ المؤمن ٤٠ : ٧.

٦ ـ الأحزاب ٣٣ : ٢٣.

٧ ـ الزخرف ٤٣ : ٦٧.

٤٥٣

غيركم ، فهل سررتك ، يابا محمد؟ »

فقلت : زدني قال : « لقد ذكركم الله في كتابه ، حيث يقول :( إخواناً على سرر متقابلين ) (١) والله ما أراد الله بهذا غيركم ، هل سررتك؟ [ فقلت : نعم زدني ](٣) قال : وقد ذكركم الله تعالى بقوله :( أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) (٣) فرسول الله في هذا الموضع النبيّون ، ونحن الصديقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، وأنتم والله شيعتنا ، فهل سررتك؟ » فقلت : نعم زدني.

فقال : « لقد أستثناكم الله تعالى على الشيطان فقال : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )(٤) والله ما عنى بهذا غيركم ، فهل سررتك؟ ».

فقلت : نعم زدني.

فقال : « قال الله تعالى :( قل ياعبادى الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً ) (٥) والله ما عنى بهذا غيركم ، هل سررتك ، يابا محمد؟ » قلت : زدني.

فقال : « يابا محمد ، ما استثنى الله تعالى لأحد من الأنبياء ولا أتباعهم ، ما خلا شيعتنا ، فقال عز من قائل :( يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاَ إلاّ من رحم الله ) (٦) وهم شيعتنا ، يابا محمد ، هل سررتك؟ »

قلت : زدني ، يابن رسول الله.

قال : « لقد ذكركم الله تعالى في كتابه حيث قال :( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنّما يتذكّر اُولوا الألباب ) (٧) فنحن الذين نعلم ، وأعداؤنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا هم اُولو الألباب ».

قلت : زدني ، يا ابن رسول الله.

__________________

١ ـ الحجرات ١٥ : ٤٧.

٢ ـ أثبتناه من البحار.

٣ ـ النساء ٤ : ٦٩.

٤ ـ ألإسراء ١٧ : ٦٥.

٥ ـ الزمر ٣٩ : ٥٣.

٦ ـ الدخان ٤٤ : ٤١ ، ٤٢.

٧ ـ الزمر ٣٩ : ٩.

٤٥٤

قال : « يابا محمد ، ما يحصى تضاعف ثوابكم ـ يابا محمد ـ ما من آية تقود إلى الجنة ، وتذكر أهلها بخير ، إلاّ وهي فينا وفيكم ، وما من آية تسوق إلى النار ، إلاّ وهي في عدونا ومن خالفنا ، والله ما على دين محمد وملة إبراهيمعليه‌السلام غيرنا وغيركم ، وإن سائر الناس منكم براء ، يا أبا محمد ، هل سررتك؟ »

قلت : نعم ـ يا ابن رسول الله ـ صلّى الله عليك ، وجعلت فداك ، ثم انصرفت فرحاً(١) .

* * *

__________________

١ ـ رواه الكليني في الكافي ٨ : ٣٣ / ٦ ، والصدوق في فضائل الشيعة : ٢١ / ١٨ ، والمفيد في ألإختصاص : ١٠٤ ، باختلاف في ألفاظه ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار ٧ ٢ : ١٢٣ / ١١ عن أعلام الدين.

٤٥٥

فصل : في حسن الظن بالله تعالى

روي عن العالمعليه‌السلام أنه قال : « والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة ، إلاّ بحسن ظنه بالله عزّ وجل ، ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين ، فالله تبارك وتعالى لا يعذب عبداً بعد التوبة والاستغفار ، إلاّ بسوء ظنه ، وتقصيره في رجائه لله عز وجل ، وسؤ خلقه ، واغتيابه للمؤمنين ، وليس يحسن ظن عبد مؤمن بالله ـ عز وجل ـ إلاّ كان عند ظنّه به ، لأنّ الله تعالى كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه ، فأحسنوا الظنّ بالله وارغبوا إليه ، فإنّ الله تعالى يقول :( الظّانين بالله ظنّ السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيراً ) (١) »(٢) .

وقد روي : انّ الله تعالى قال : « أنا عند ظنّ عبدي بي ، فلا يظنّ بي إلاّ خيراً » وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله : « الثقة بالله حصن لا يحصّن به إلاّ مؤمن ، والتوكّل عليه نجاة من كل سوء ، وحرز من كل عدو ».

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى :( فلا اقتحم العقبة ) (٣) فقال : « من انتحل ولايتنا فقد جاز العقبة ، فنحن تلك العقبة التي من أقتحمها نجا ».

ثم قال : « مهلاً ، أفيدك حرفاً هو خير لك من الدنيا وما فيها ، قوله تعالى :( فك رقبة ) (٤) إن الله تعالى فكّ رقابكم من النار بولايتنا ـ أهل البيت ـ فأنتم صفوة الله(٥) ، ولو أنّ الرجل منكم يأتي بذنوب مثل رمل عالج ، لشفعنا فيه عند الله تعالى ، فلكم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لا تبديل لكلمات الله ، ذلك هو الفوز العظيم »(٦) .

ميسر قال : كنت أنا وعلقمة الحضرمي ، وأبو حسّان العجلي ، وعبد الله بن

__________________

١ ـ الفتح ٤٨ : ٦.

٢ ـ فقه الرضاعليه‌السلام : ٣٦٠.

٣ ـ البلد٩٥ : ١١.

٤ ـ البلد ٩٠ : ١٣.

٥ ـ رواه الصدوق في فضائل الشيعة : ٢٦ / ١٩ باختلاف في ألفاظه ، وفيه : عن أبان بن تغلب عنأبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٥ / ١١٢ عن أعلام الدين.

٤٥٦

عجلان ، ننتظر أبا جعفرعليه‌السلام ، فخرج علينا فقال : « مرحباً وأهلاً ، والله إني لأحبّ ريحكم وأرواحكم ، وإنّكم لعلى دين الله ».

فقال له علقمة : فمن كان على دين الله ، تشهد أنّه من أهل الجنة؟

قال : فمكث هنيئةً ثم قال : « بوروا(١) أنفسكم ، فإن لم تكونوا قارفتم الكبائر فأنا أشهد ».

قلنا : وما الكبائر؟

قال : « سبع : الشرك بالله العظيم ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة [ وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، والربا ، والفرار من الزحف ](٢) ».

قال ، قلنا : ما منّا أحد أصاب من هذا شيئاً.

فقال : « فأنتم إذاً ناجون(٣) ، فاجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للنّاس ، فإنّه ما كان للنّاس فهو للنّاس ، وما كان لله فهو له ، فلا تخاصموا النّاس بدينكم ، فإنّ الخصومة ممرضة(٤) للقلب ، إنّ الله قال لنبيّه :( إنّك لا تهدي من أحببت ) (٥) وقال :( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) (٦) »(٧) .

عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « قد استحييت مما أكرر هذا الكلام عليكم ، إنّما بين أحدكم وبين أن يغتبط أن تبالغ نفسه هاهنا ـ وأهوى بيده إلى حنجرته ـ يأتيه رسول الله صلّى الله عليه وعليّ فيقولان له : أما ما كنت تخاف فقد آمنك الله منه ، وأمّا ما كنت ترجو فأمامك(٨) ، فابشروا أنتم الطيبون ، ونساؤكم الطيبات ، كل مؤمنة حوراء عيناء ، وكل مؤمن صديق شهيد »(٩) .

__________________

١ ـ باره : جربه وامتحنه « الصحاح ـ بور ـ ٢ : ٥٩٧ ».

٢ ـ أثبتناه من البحار.

٣ ـ رواع العياشي في تفسيره ١ : ٢٣٧ / ١٠٤.

٤ ـ في الأصل : همرصة ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه من كتاب التوحيد.

٥ ـ القصص ٢٨ : ٦٥.

٦ ـ يونس ١٠ : ٩٩.

٧ ـ رواه الصدوق في التوحيد : ٤١٤ / ١٣ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن علي بن عقبة عن أبيه ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : اجعلوا ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٥ / ١١٣.

٨ ـ المحاسن : ١٧٥ : ١٥٦.

٩ ـ البحار٢٧ : ١٦٣ / ١٥ عن أعلام الدين.

٤٥٧

وعن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة »(١) .

وقال : « أنتم أهل تحية الله بالسلام ، وأهل أثرة الله برحمته ، وأمل توفيق الله بعصمته ، وأهل دعوته بطاعته ، ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، أسماؤكم عندنا الصالحون المصلحون ، وأنتم أهل الرضا لرضاه عنكم ، والملائكة إخوانكم في الخير ، فإذا اجتهدتم دعوا ، واذا أذنبتم استغفروا ، وأنتم خير البرية بعدنا ، دياركم لكم جنة ، وقبوركم لكم جنة ، للجنة خلقتم ، وفي الجنة نعيمكم ، وإلى الجنة تصيرون »(٢) .

وقال أبو حمزة : سمعت أبا جعفر يقول : « إذا قام المؤمن في الصلاة ، بعث الله الحور العين حتى يحدقن َبه ، فإذا انصرف ولم يسأل الله منهنّ شيئاً تفرّقن وهنّ متعجبات »(٣) .

وقال الحسن بن عليعليه‌السلام : « ما يضر الرجل من شيعتنا أي ميتة مات : أكله سبع ، أو اُحرق بنار ، أو غرق ، أو صلب ، أوقتل ، هو والله صديق شهيد »(٤) .

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام لأصحابه ابتداءً منه : « أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدّقتمونا وكذّبنا الناس ، ووصلتمونا وجفانا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا.

أما ـ والله ـ ما بين الرجل منكم وبين أن يقرّ الله عينه ، إلاّ أن تبلغ نفسه هذا المكان ـ وأومأ إلى حلقه فمد الجلدة ثم أعاد ذلك ، فو الله ما رضى حتى حلف « فقال ـ : والله الذي لا إله الاّ هو ، لحدّثني أبي محمد بن عليّ بذلك ، إن الناس أخذواها هنا وهاهنا ، وإنكم أخذتم حيث أخذ الله ، إنّ الله اختار من عباده محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واخترتم خيرة الله ، فاتقوا الله ، وأدّوا الأمانات إلى الأسود والأبيض ، وإن كان حرورياً ، وإن [ كان ](٥) شامياً »(٦) .

__________________

١ ـ المحاسن : ١٨٢ / ١٧٧ ، والبحار ٢٧ : ١٢٦ / ١١٤ عن أعلام الدين.

٢ ـ النص الموجود في المتن ملفق من عدة أحاديث ، اُنظر ما رواه الشيخ الصدوق في فضائل الشيعة : ١٣ / ١٣ و ٣٦ / ٣٣ و ٣٦ / ٣٤ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٦ / ١١٤ عن أعلام الدين.

٣ ـ فضائل ألشيعة : ٣٦ / ٣٥.

٤ ـ رواه البرقي في المحاسن : ١٦٤ / ١١٩ ، باختلاف يسير ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥ ـ أثبتناه من البحار.

٦ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٣ / ١٦ عن أعلام الدين.

٤٥٨

وعن عبد الرحيم قال : قال لي أبو جعفر : « إنّما يغتبط أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا ، فينزل عليه ملك(١) فيقول : أمّا ما كنت ترجو فقد اُعطيته ، وأمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، فيفتح له باب إلى منزله من الجنة ، ويقال له : اُنظر إلى مسكنك من الجنة ، وانظر هذا رسول الله وفلان وفلان وفلان(٢) ، هم رفقاؤك [ وهو قوله تعالى : ](٣) ( الذين آمنوا وكانوا يتّقون *لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) (٤) »(٥) .

وعن محمد الحلبي ، عن أبي عبد الله قال : « قال الله تعالى : ليأذن بحربي مستذل عبدي المؤمن ، وما تردّدت في شيء تردّدي في موت عبدي المؤمن ، إنّي لأحبّ لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه ، وإنّه ليدعوني في الأمر فأستجيب له ، ولو لم يكن في الأرض إلاّمؤمن واحد ، لاستغنيت به عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه أنساً لا يستوحش معه »(٦) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أبغضنا ـ أهل البيت ـ بعثه الله يوم القيامة يهودياً ».

وعن صفوان ، عن أبي عبد الله قال : « أما ـ والله ـ إنكم لعلى دين الله ودين ملائكته ، وإنكم ـ والله ـ لعلى الحق ، فاتّقوا الله ، وكفوا ألسنتكم ، وصلّوا في مساجدكم ، وعودوا مرضاكم ، فإذا تميّز الناس فتميزوا ، فإنّ ثوابكم لعَلى الله ، وإنّ أغبط ما تكونون إذا بلغت نفس أحدكم إلى هذه ـ وأومأ إلى حلقه ـ قرّت عينه ».

وروى خالد بن نجيح الخزاز فقال : (دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام )(٧) فقال : « مرحباً بكم وأهلاً وسهلا ، والله إنّا لنستأنس برؤيتكم ، إنكم ما أحببتمونا لقرابة بيننا وبينكم ، ولكن لقرابتنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والحب لرسول [ الله ](٨) ، على غير دنياً أصبتموها منّا ، ولا مال اعطيتم عليه ، أحببتمونا في توحيد الله

__________________

١ ـ في تفسير العياشي : ملك الموت.

٢ ـ في تفسير العياشي : وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٣ ـ أثبتناه من البحار.

٤ ـ يونس ١٠ : ٦٣ ، ٦٤.

٥ ـ رواه العياشي في تفسيره ٢ : ١٢٤ / ٣٢ ، وأخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٦٤ / ١٧.

٦ ـ المحاسن : ١٦٠ / ١٠٠ ، باختلاف يسير.

٧ ـ في الأصل : حيث دخلنا عليه ، وما أثبتناه من البحار.

٨ ـ أثبتناه من البحار.

٤٥٩

وحده لاشريك له ، إنّ الله قضى على أهل السماوات وأهل الأرض الموت فقال( كل شيء هالك إلاّ وجهه ) (١) فليس يبق إلاّ الله وحده لا شريك له.

اللهم كما كانوا مع آل محمد في الدنيا ، فاجعلهم معهم في الآخرة ، اللهم كما كان سرّهم على سرّهم وعلانيتهم [ على علانيتهم ](٢) فاجعلهم في ثقل محمد يوم القيامة »(٣) .

وسأله أبو بصير عن قول الله تعالى :( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) (٤) ماعنى بذلك؟

فقال : « معرفة الإمام ، واجتناب الكبائر ، ومن مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية ، ولا يعذر النّاس حتى يعرفوا إمامهم ، فمن مات وهو عارف بالإمامة لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أوتأخّر ، وكان كمن هو مع القائم في فسطاطه.

قال : ثم مكث هنيئة ، ثم قال : لا ، بل كمن قاتل معه.

ثم : قال : لا ، بل ـ والله ـ كمن استشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) »(٦) .

عن الحارث بن الأحول قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليعليه‌السلام : لمّا اسري بي إلى السماء ، رأيت في الجنة نهراً أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه أباريق عدد نجوم السماء ، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدرّ الأبيض ، فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر.

ثم قال : والله الذي نفس محمّد بيده ، إنّ في الجنة لشجراً يصفقن بالتسبيح بصوت لم يسمع الأوّلون والآخرون بمثله ، يثمرن أثداءً كالرّمان ، تلقي الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلّة ، والمؤمنون ـ يا عليّ ـ على كراسي من نور ، وهم الغر المحجّلون وأنت إمامهم ، على الرجل نعلان يضيء له شراكهما أمامه حيث شاء من الجنة ، فبينا المؤمن كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقهم فتقول : سبحان الله ـ يا عبد الله ـ أما لنا

__________________

١ ـ القصص ٢٨ : ٨٨.

٢ ـ أثبتناه من البحار.

٣ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٦ / ١١٥ عن أعلام الدين.

٤ ـ البقرة ٢ : ٢٦٩.

٥ ـ في الأصل زيادة : السلام.

٦ ـ أخرجه المجلسي في البحار ٢٧ : ١٢٦ / ١١٦ عن أعلام الدين.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531