آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير

آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير10%

آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 373

آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير
  • البداية
  • السابق
  • 373 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 97156 / تحميل: 6658
الحجم الحجم الحجم
آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير

آيات الغدير بحث في خطب حجة الوداع وتفسير آيات الغدير

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

أقول : فيمشكا : ابن مروان القندي الواقفي ، عنه محمّد بن إسماعيل الزعفراني ، ويعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، كما في مشيخة الفقيه(1) (2) .

1211 ـ زياد بن مسلم :

أبو عتاب الكوفي ،ق (3) .

وفيتعق : مرّ في ترجمة ابن أبي غياث(4) .

1212 ـ زياد بن المنذر :

أبو الجارود الهمداني الخرقي(5) ، كوفي تابعي زيدي أعمى ، إليه تنسب الجاروديّة منهم ، قر(6) . ونحوهق (7) .

وصه إلاّ أنّه قال : الخارقي ؛ ثمّ قال : وقيل الخرقي(8) .

ونحو قر وق أيضاست ، وزاد : له أصل وله كتاب التفسير عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله والحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين(9) ، عن أبيه ، عن علي بن الحسن بن سعدك(10) الهمداني ، عن محمّد بن إبراهيم القطّان ، عن كثير بن عيّاش ،

__________________

(1) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 64.

(2) هداية المحدّثين : 67.

(3) رجال الشيخ : 198 / 1.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 142.

(5) في نسخة « ش » هنا وفي الموضع الذي بعده : الحرمي.

(6) رجال الشيخ : 122 / 4 ، وفيه : الحوفي الكوفي.

(7) رجال الشيخ : 197 / 31 ، وفيه : الحارفي الحوفي مولاهم كوفي تابعي. الخارقي ( خ ل ).

(8) الخلاصة : 223 / 1 ، وفيها : وقيل الحرقي.

(9) في النسخ : عن علي بن محمّد بن الحسين.

(10) في نسخة «م » : سعدان. وفي المصدر : علي بن الحسين بن سعدك.

٢٨١

عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

وأخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن أحمد ابن محمّد بن سعيد ، عن أبي عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله ابن جعفر(1) بن محمّد بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام المحمدي ، عن كثير بن عيّاش القطّان ـ وكان ضعيفا وخرج أيام أبي السرايا معه فأصابته جراحة ـ عن زياد بن المنذر أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام (2) .

وفيجش : من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتغيّر لمّا خرج زيدرضي‌الله‌عنه (3) .

وكذا فيصه أيضا بعد ما مرّ ، وزاد : وروى عنه(4) ، قالغض رحمه‌الله : حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية ، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمّد بن أبي بكر الأرجني.

وقالكش : زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى السرحوب ، مذموم لا شبهة في ذمّه ، سمّي سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر ، انتهى.

وفيكش في أبي الجارود زياد بن المنذر الأعمى السرحوب : حكي أنّ الجارود(5) سمّي سرحوبا ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية(6) ، وسمّاه‌

__________________

(1) ابن عبد الله بن جعفر ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الفهرست : 72 / 303.

(3) رجال النجاشي : 170 / 448.

(4) أي : عن زيدرضي‌الله‌عنه .

(5) في المصدر : أبا الجارود.

(6) السرحوبية فرقة من فرق الزيدية ، قالت : الحلال حلال آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحرام حرامهم ، والأحكام أحكامهم ، وعندهم جميع ما جاء به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كلّه كامل عند صغيرهم وكبيرهم ، والصغير منهم والكبير في العلم سواء لا يفضل الكبير الصغير من كان منهم في الخرق والمهد إلى أكبرهم سنّا.

وقالت فرقة : أنّ الإمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين ، فهي فيهم

٢٨٢

بذلك أبو جعفرعليه‌السلام ، وذكر أنّ سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر ، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى ، أعمى القلب(1) .

ثمّ ذكر روايات متعدّدة في ذمّه ولعنه وكذبه(2) (3) .

وفيتعق : قال المفيد في رسالته في الردّ على الصدوق : وأمّا رواة الحديث بأنّ شهر رمضان شهر من شهور السنة يكون تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما ، فهم فقهاء أبي جعفر محمّد بن علي وأبي عبد اللهعليهما‌السلام والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا مطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة. ثمّ شرع في ذكرهم وذكر رواياتهم ، وفيها رواية أبي الجارود عن الباقرعليه‌السلام .

ولعلّ مرادهرحمه‌الله من الطعن والذم المنفيين ما هو بالقياس إلى الاعتماد وقبول قوله ووثاقته كما هو الظاهر من رويّته ومن عدّ عمّار الساباطي وأمثاله منهم ، لا عدّ أمثاله غفلة منه.

__________________

خاصّة دون سائر ولد علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كلهم فيها شرع سواء ، من قام منهم ودعا لنفسه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة علي بن أبي طالب واجبة إمامته من الله عزّ وجلّ على أهل بيته وسائر الناس كلهم ، فمن تخلف عنه في قيامه ودعائه إلى نفسه من جميع الخلق فهو هالك كافر ، ومن ادّعى منهم الإمامة وهو قاعد في بيته مرخي عليه ستره فهو كافر مشرك وكل من اتبعه على ذلك وكل من قال بإمامته! راجع فرق الشيعة للنوبختي : 54.

(1) رجال الكشّي : 229 / 413.

(2) رجال الكشّي : 230 / 414 ـ 417.

(3) ما أجد هذا الكلام في كش ، بل هو كلام طس كما رأيته في التحرير ، بل مجموع ما نسبه إلى كش هو كلام طس وإن كان ما في كش قريب منه لكن قوله : مذموم ، لا شبهة في ذمّه ولا شبهة في كونه من طس ولعلهرحمه‌الله نسبه إلى كش لظنه أنّ طس نقله عنه ، فلاحظ. ( منه. قدّس سره ).

٢٨٣

والرواة الذين ذكرهم : محمّد بن مسلم ، ومحمّد بن قيس ـ الذي يروي عنه يوسف بن عقيل ـ وأبو الجارود ، وعمّار الساباطي ، وأبو أحمد عمر ابن الربيع ، وأبو الصباح الكناني ، ومنصور بن حازم ، وعبد الله بن مسكان ، وزيد الشحّام ، ويونس بن يعقوب ، وإسحاق بن جرير ، وجابر بن يزيد ، والنضر والد الحسن ، وابن أبي يعفور ، وعبد الله بن بكير ، ومعاوية بن وهب ، وعبد السّلام بن سالم ، وعبد الأعلى بن أعين ، وإبراهيم بن حمزة الغنوي ، والفضيل بن عثمان ، وسماعة بن مهران ، وعبيد بن زرارة ، والفضل بن عبد الملك ، ويعقوب الأحمر.

ثمّ قال بعد أن روى عن كلّ واحد منهم رواية : وروى كرام الخثعمي ، وعيسى بن أبي منصور ، وقتيبة الأعشى ، وشعيب الحدّاد ، والفضيل بن يسار ، وأبو أيوب الخزاز ، وفطر بن عبد الملك ، وحبيب الجماعي ، وعمر بن مرداس ، ومحمّد بن عبد الله بن الحسين ، ومحمّد بن الفضيل الصيرفي ، وأبو علي بن راشد ، وعبيد الله بن علي الحلبي ، ومحمّد بن علي الحلبي ، وعمران بن علي الحلبي ، وهشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، وعبد الأعلى بن أعين ، ويعقوب الأحمر(1) ، وزيد بن يونس ، وعبد الله بن سنان ، ( ومعاوية بن وهب ، وعبد الله بن أبي يعفور )(2) ، وغيرهم ممّن لا يحصى كثرة ، مثل ذلك حرفا بحرف.

ثمّ قال : وأخبار الرؤية والعمل بها وجواز نقصان شهر رمضان قد رواه جمهور أصحابنا الإماميّة ، وعمل به(3) كافة فقهائهم ، واستودعته الأئمة‌

__________________

(1) ويعقوب الأحمر ، لم يرد في نسخة « ش ».

(2) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(3) في نسخة «م » : بها.

٢٨٤

عليهم‌السلام خاصّتهم(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن المنذر أبو الجارود ، عنه محمّد بن سنان ، وعبد الله بن سنان ، ومحمّد بن أبي بكر الأرجني ، وكثير بن غياث.

وفي(3) الفقيه يروي أبان عن أبي(4) الجارود(5) (6) .

1213 ـ زياد بن المنذر :

أبي رجاء ، مرّ في زياد بن عيسى ،تعق (7) .

1214 ـ زيد أبو أسامة الشحّام :

وهو ابن يونس(8) وقيل : ابن موسى ، ويأتي(9) . ونبّهنا عليه هنا لأنّ نسبه في الروايات كالمتروك.

1215 ـ زيد بن أرقم :

ل (10) ،سين (11) ،ن (12) .

وزاد ي : الأنصاري عربي مدني خزرجي ، عمي بصره(13) .

وفيكش : عن الفضل بن شاذان أنّه من السابقين الذين رجعوا إلى‌

__________________

(1) الرسالة العددية : 25 ـ 48 ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 142.

(3) في نسخة «م » : في.

(4) في نسخة « ش » : ابن.

(5) الفقيه 2 : 230 / 1090 ، 278 / 1364.

(6) هداية المحدّثين : 68 ، وفيها : كثير بن عيّاش.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 143.

(8) في نسخة « ش » : ابن إدريس.

(9) عن النجاشي : 175 / 462 ، والخلاصة : 73 / 3.

(10) رجال الشيخ : 20 / 4.

(11) رجال الشيخ : 73 / 1.

(12) رجال الشيخ : 68 / 1.

(13) رجال الشيخ : 41 / 1.

٢٨٥

أمير المؤمنينعليه‌السلام (1) .

وفيصه : من الجماعة السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قاله الفضل بن شاذان(2) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : روى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن أنّ علياعليه‌السلام أنشد الناس من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد وكان يعلمها ، فدعا عليعليه‌السلام عليه بذهاب البصر فعمي ، فكان يحدّث الحديث بعد ما كفّ بصره(3) ، انتهى فتأمّل.

وذكره في الحاوي في الضعاف(4) ، إلاّ أنّ في الوجيزة : ممدوح(5) ، فتدبّر.

1216 ـ زيد بن أسلم :

مولى عمر بن الخطّاب ، فيه نظر ،ق (6) .

وفيصه : قال الشيخ الطوسي : فيه نظر(7) .

1217 ـ زيد بن بكير بن حسن :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 38 / 78.

(2) الخلاصة : 74 / 4.

(3) شرح نهج البلاغة : 4 / 74.

(4) حاوي الأقوال : 261 / 1491.

(5) الوجيزة : 216 / 786.

(6) رجال الشيخ : 197 / 22 ، وفيه بعد الخطّاب : المدني العدوي.

(7) الخلاصة : 222 / 2.

(8) رجال الشيخ : 197 / 28 ، وفيه : ابن بكر بن الحسن.

٢٨٦

1218 ـ زيد بن ثابت :

ل (1) . وفي التهذيب : أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام : أشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهليّة(2) .

1219 ـ زيد بن الحسن الأنماطي :

أسند عنه ،ق (3) .

ثمّ فيهم بزيادة : أخو أبي الديداء(4) .

1220 ـ زيد بن الحسن بن الحسن :

ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو الحسن الهاشمي ، ين(5) .

أقول : في الإرشاد : أمّا زيد بن الحسن فكان يلي صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأسنّ ، وكان جليل القدر كريم الطبع كثير البر ، ومدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق(6) .

1221 ـ زيد الزرّاد :

كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، عنه ابن أبي عمير به ،جش (7) .

وفيصه : زيد النرسي ـ بالنون ـ وزيد الزرّاد ، قال الشيخ الطوسي.

__________________

(1) رجال الشيخ : 19 / 2.

(2) التهذيب 6 : 217 / 512.

(3) رجال الشيخ : 197 / 27.

(4) رجال الشيخ : 197 / 24 ، وفيه : أخو أبي الدياد ، الديداء ( خ ل ).

(5) رجال الشيخ : 89 / 2 ، وفيه : زيد بن الحسن بن علي.

(6) الإرشاد : 2 / 20.

(7) رجال النجاشي : 175 / 461.

٢٨٧

لهما أصلان لم يروهما محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه. وقال في فهرسته : لم يروهما محمّد بن الحسن بن الوليد وكان يقول : هما موضوعان ، وكذلك كتاب خالد بن عبد الله بن سدير ، وكان يقول : وضع هذه الأصول محمّد بن موسى الهمداني.

وقال الشيخ الطوسي : وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه.

وقالغض : زيد الزرّاد ـ كوفي ـ وزيد النرسي رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال أبو جعفر بن بابويه : إنّ كتابهما موضوع ، وضعهما محمّد ابن موسى السمّان. قال : وغلط أبو جعفر في هذا القول ، فإنّي رأيت كتبهما مسموعة من(1) محمّد بن أبي عمير.

والذي قاله الشيخ عن ابن بابويه وغض لا يدلّ على طعن في الرجلين ، فإن كان توقّف ففي رواية الكتابين ؛ ولمّا لم أجد لأصحابنا تعديلا لهما ولا طعنا فيهما توقّفت عن قبول روايتهما(2) ، انتهى.

وما ذكره عن الشيخ ففيست (3) .

وفيتعق : لا يخفى أنّ الظاهر ممّا ذكرهجش هنا وفي خالد(4) وفي زيد النرسي(5) صحّة كتبهم وأنّ النسبة غلط ـ سيما في النرسي لقوله : يرويه جماعة. إلى آخره ـ وكذا الظاهر من الشيخ في التراجم الثلاث(6) ، سيّما‌

__________________

(1) في المصدر : عن.

(2) الخلاصة : 222 / 4.

(3) الفهرست : 71 / 300.

(4) رجال النجاشي : 150 / 390 ، وليس فيه إلاّ قوله : خالد بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي.

(5) رجال النجاشي : 174 / 460.

(6) راجع الفهرست : 66 / 269 ، 71 / 299 و 300.

٢٨٨

ممّا ذكره هنا. وناهيك لصحّتها نسبةغض مثل(1) ابن بابويه إلى الغلط.

ومضى في الفوائد ما يؤيّد أقوالهم وعدم الطعن فيهم. هذا مضافا إلى أن الراوي ابن أبي عمير.

وقوله : رواه عنه ابن أبي عمير ، بعد التخطئة لعلّه يشير إلى وثاقتهما ، لما ذكره في العدّة(2) (3) .

أقول : فيمشكا : الزرّاد الكوفي ، عنه ابن أبي عمير(4) .

1222 ـ زيد الشحّام :

هو ابن يونس.

1223 ـ زيد بن صوحان :

من الأبدال ، قتل يوم الجمل ، ي(5) .

وزادصه بعد ذكر ترجمة صوحان : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام عند ما صرع يوم الجمل : رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة(6) .

وفيكش ذلك وزيادة(7) . وفيه أيضا : قال الفضل بن شاذان : ومن التابعين ورؤسائهم وزهّادهم زيد بن صوحان(8) .

ويأتي في أخيه أيضا(9) .

__________________

(1) مثل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) عدّة الأصول : 1 / 386 من أنّ ابن أبي عمير لا يروي ولا يرسل إلاّ ممّن يوثق به.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 143.

(4) هداية المحدّثين : 69.

(5) رجال الشيخ : 41 / 2.

(6) الخلاصة : 73 / 1.

(7) رجال الكشّي : 66 / 119.

(8) رجال الكشّي : 67 / 120.

(9) في ترجمة صعصعة بن صوحان نقلا عن الكشّي : 67 / 121.

٢٨٩

1224 ـ زيد بن عبد الرحمن :

ابن عبد يغوث. فيكش ذمّه(1) .

1225 ـ زيد بن عبد الله الخيّاط :

روى عنه أبان ، يكنّى أبا حكيم ، كوفي جمحي وأصله مدني ، ثقة ،صه (2) ،ق (3) .

1226 ـ زيد بن عطاء بن السائب :

الثقفي كوفي ،ق (4) .

وفيتعق : يأتي ابن محمّد بن عطاء بن السائب(5) ، فلاحظ(6) .

1227 ـ زيد بن علي بن الحسين :

ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو الحسين ، أخوهعليه‌السلام ،قر (7) .

وفيق بدل أخوه : مدني تابعي ، قتل سنة مائة وإحدى وعشرين ، وله اثنتان وأربعون سنة(8) .

وفي الإرشاد : كان زيد بن علي بن الحسين عين إخوته بعد أبي جعفرعليه‌السلام وأفضلهم ، وكان ورعا عابدا فقيها سخيّا شجاعا ، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسينعليه‌السلام ،

__________________

(1) رجال الكشّي : 36 / 72.

(2) الخلاصة : 73 / 2.

(3) رجال الشيخ : 196 / 9.

(4) رجال الشيخ : 196 / 16.

(5) عن رجال الشيخ : 197 / 25.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 160.

(7) رجال الشيخ : 122 / 1.

(8) رجال الشيخ : 195 / 1.

٢٩٠

واعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة ، وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو بالرضا من آل محمّد « ص » فظنّوه يريد بذلك نفسه ، ولم يكن يريدها لمعرفته باستحقاق أخيه للإمامة من قبله ووصيّته عند وفاته إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام . إلى أن قال : ولمّا قتل بلغ ذلك من أبي عبد اللهعليه‌السلام كلّ مبلغ ، وحزن حزنا شديدا عظيما حتّى بان عليه ، وفرّق من ماله على عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار ، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلت من صفر سنة مائة وعشرين ، وكان سنّه يومئذ اثنتان وأربعون سنة(1) .

وفيتعق : ورد في تراجم كثيرة مدحه وجلالته وحسن حاله(2) ، مضافا إلى ما في كتب الأخبار كالأمالي(3) وغيره ؛ فما في بعضها ممّا ظاهره الذم(4) ، فلعلّه ورد تقيّة أو صونا للشيعة عن الضلال أو تخطئة لاجتهاده ، والله يعلم.

ومرّ في ترجمة السيّد الحميري جلالته وأنّه لو ظفر لوفى بتسليم الخلافة إلى الصادقعليه‌السلام (5) . ويأتي في عبد الرحمن بن سيابة تفريق المال على عيال من أصيب معه(6) .

نعم ، يظهر من بعض الأخبار تصويبهمعليهم‌السلام أصحابهم في معارضتهم إيّاه واسكاتهم له كما في بعض التراجم ، فتأمّل.

ومن جملة ما ورد في مدحه ما رواه في الأمالي بسنده إلى ابن أبي‌

__________________

(1) الإرشاد : 2 / 171 ـ 174.

(2) راجع ترجمة إسماعيل بن محمّد الحميري ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن سيابة ، وسليمان بن خالد.

(3) راجع أمالي الصدوق : 286 / 1 ، أمالي الطوسي : 2 / 284.

(4) راجع رجال الكشّي : 232 / 420 ، 416 / 788.

(5) راجع رجال الكشّي : 285 / 505.

(6) المصدر المذكور : 338 / 622.

٢٩١

عمير ، عن حمزة بن حمران قال : دخلت على الصادقعليه‌السلام فقال : من أين أقبلت؟ فقلت: من الكوفة ، فبكىعليه‌السلام حتّى بلّت دموعه لحيته ، فقلت له : يا ابن رسول الله « ص » مالك أكثرت البكاء؟ فقال(1) : ذكرت عمّي زيدا وما صنع به فبكيت ، فقلت: وما الذي ذكرت؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاء ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه فإنّك ترد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، قال : أجل يا بني ، ثمّ دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه ، فجي‌ء به إلى ساقية تجري إلى بستان. فحفر له فيها ودفن وأجرى عليه الماء ، وكان معهم غلام سندي فذهب إلى يوسف بن عمر لعنه الله من الغد فأخبره بدفنهم إيّاه ، فأخرجه يوسف وصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثمّ أمر به فأحرق بالنار وذري في الرياح ، فلعن الله قاتله وخاذله ، إلى الله ـ جلّ اسمه ـ أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيّه بعد موته ، وبه نستعين على عدوّنا وهو خير مستعان(2) .

إلى غير ذلك ممّا ورد في ذلك الكتاب فضلا عن غيره ممّا لا يحصى كثرة.

وفي سليمان بن خالد أنّه كان يقول حين خرج : جعفر إمامنا في الحلال والحرام(3) (4) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن الحسينعليه‌السلام ، عنه عمرو بن خالد(5) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : قال.

(2) أمالي الصدوق : 321 / 3 ، أمالي الطوسي : 2 / 48.

(3) رجال الكشّي : 361 / 668.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 160.

(5) هداية المحدّثين : 68.

٢٩٢

1228 ـ زيد بن محمّد بن جعفر :

المعروف بابن أبي إلياس الكوفي ، روى عنه التلعكبري ، قال : قدم علينا بغداد ونزل في نهر البزّازين ، سمع منه سنة ثلاثمائة وثلاثين وله منه إجازة ، وكان له كتاب الفضائل ، روى عن الحسن بن علي بن الحسن الدينوري العلوي ، روى عنه علي بن الحسين بن بابويه ، لم(1) .

1229 ـ زيد بن محمّد بن جعفر :

التيملي أبو الحسين ، غير مذكور في الكتابين.

وفي أمالي الشيخ أبي علي عن والدهرحمه‌الله عن الشيخ المفيد قال : أخبرني أبو الحسين زيد بن محمّد بن جعفر التيملي إجازة(2) .

1230 ـ زيد بن محمّد الحلقي :

غير مذكور في الكتابين. ويظهر من ترجمة حيدر بن محمّد بن نعيم كونه من الأجلاّء المشهورين ومن نظراء ابن قولويه والكشّي(3) ، فلاحظ.

1231 ـ زيد بن محمّد بن عطاء :

ابن السائب الثقفي ، أسند عنه ،ق (4) .

1232 ـ زيد بن محمّد بن يونس :

أبو أسامة الشّحام الكوفي ، قر(5) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 474 / 3.

(2) أمالي الطوسي : 1 / 153 ، وفيه : أخبرنا أبو الحسن زيد.

(3) الفهرست : 64 / 259 ترجمة حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي وفيه : فاضل جليل القدر من غلمان محمّد بن مسعود العيّاشي. إلى أن قال : روى عن أبي القاسم العلوي وجعفر ابن محمّد بن قولويه ومحمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي وزيد بن محمّد الحلقي.

(4) رجال الشيخ : 197 / 25.

(5) رجال الشيخ : 122 / 2.

٢٩٣

ويأتي عن غيره ابن يونس(1) .

1233 ـ زيد بن موسى :

واقفي ،صه (2) ،ظم (3) .

1234 ـ زيد النرسي :

روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب يرويه جماعة ، منهم ابن أبي عمير ،جش (4) .

وسبق مع زيد الزرّاد.

وفيتعق : وأشرنا فيه إلى بعض ما فيه(5) .

أقول : فيمشكا : النرسي ، عنه ابن أبي عمير(6) .

1235 ـ زيد بن وهب :

الجهني ، كوفي ، ي(7) .

وفيست : له كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى ، عن ابن عقدة ، عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبّي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن ثابت ، عن عطيّة بن الحارث. وعن عمر بن سعيد(8) ، عن أبي مخنف لوط ابن يحيى ، عن أبي منصور الجهني ، عن زيد بن وهب قال : خطب أمير‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 195 / 2 ، رجال النجاشي : 175 / 462.

(2) الخلاصة : 222 / 3 ، وفيها زيادة : من رجال الكاظمعليه‌السلام .

(3) رجال الشيخ : 350 / 8.

(4) رجال النجاشي : 174 / 460.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 161.

(6) هداية المحدّثين : 68.

(7) رجال الشيخ : 42 / 6.

(8) في نسخة «م » : عن عمر بن سعيد ، سعد ( خ ل ). وفي نسخة « ش » : وعن عمر بن سعد.

٢٩٤

المؤمنينعليه‌السلام ، وذكر الكتاب(1) .

وفيتعق : في آخر الباب الأوّل منصه عن قي أنّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن(2) (3) .

1236 ـ زيد بن يونس :

وقيل : ابن موسى ، أبو أسامة الشحّام ـ بالشين المعجمة والحاء المهملة ـ مولى شديد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي الكوفي ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، ثقة ، عين ،صه (4) .

جش إلاّ الترجمة وثقة عين ، وفيه بدل شديد : سديد ؛ وزاد : له كتاب يرويه جماعة ، منهم صفوان بن يحيى(5) .

وفيست : زيد الشحّام ، يكنّى أبا أسامة ، ثقة ، له كتاب ، عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن أبي(6) جميلة ، عنه(7) .

وفيكش : عن منصور بن العبّاس ، عن مروك بن عبيد ، عمّن رواه ، عن زيد الشحّام قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : اسمي في تلك الأسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين ـ؟ قال : نعم(8) .

ومرّ في الحارث بن المغيرة حديث آخر فيه(9) .

__________________

(1) الفهرست : 72 / 301.

(2) الخلاصة : 194 ، رجال البرقي : 6.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 161.

(4) الخلاصة : 73 / 3.

(5) رجال النجاشي : 175 / 462 ، وفيه : شديد. وفي النسخة الحجرية : سديد.

(6) في نسخة «م » : ابن.

(7) الفهرست : 71 / 298.

(8) رجال الكشّي : 337 / 618.

(9) رجال الكشّي : 337 / 619.

٢٩٥

وفيتعق : في كشف الغمة ، ثمّ ذكر ما ذكرناه في الحارث(1) . ثم قال : ولا يقدح ضعف السند والشهادة للنفس لما مرّ في الفوائد. ومرّ في زياد ابن المنذر عن المفيد ما مرّ ، ويظهر منه كونه ابن يونس(2) ؛ لكن في عبد الله ابن أبي يعفور ما يشير إلى ذمّه(3) ، وهو غير قادح عند التأمّل ، كيف! ويلزم منه قدح أجلاّء أصحاب الصادقعليه‌السلام قاطبة إلاّ ابن يعفور ، وهو كما ترى(4) .

أقول : قال ابن طاوسرحمه‌الله بعد ذكر الخبرين الواردين في مدحه : وليس البناء في تزكيته على هاتين الروايتين ، بل على ما يظهر(5) من تزكية الأشياخ المعتبرين لهرحمه‌الله (6) ، انتهى.

وفيب : زيد الشحّام ثقة له أصل(7) .

وفيمشكا : ابن يونس الشحّام الثقة ، عنه صفوان بن يحيى ، والمفضّل بن صالح ، وسيف بن عميرة ، ومحمّد بن صباح ، وأبان بن عثمان ، وجميل بن دراج ، وحمّاد بن عثمان ، وحريز ، والعلاء بن رزين ، ويحيى الحلبي ، وابن مسكان الثقة ، وعلي بن النعمان الثقة ، وإبراهيم بن عمر اليماني ، والحسن بن محبوب ، وعمرو بن عثمان ، وعمر بن أذينة ،

__________________

(1) كشف الغمّة : 2 / 190.

(2) الرسالة العدديّة : 25 ـ 46 ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9 عدّه من فقهاء أصحاب الأئمّةعليهم‌السلام والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ، الذين لا مطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، وهم أصحاب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(3) رجال الكشّي : 249 / 464.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 161.

(5) في نسخة « ش » : ما ظهر.

(6) التحرير الطاووسي : 224 / 173.

(7) معالم العلماء : 51 / 337 ، وفيه : له كتاب.

٢٩٦

وعبد الرحمن بن الحجّاج ، وابن أبي عمير ، وعمّار بن مروان ، والحسين بن عثمان الثقة ، وأيّوب(1) .

1237 ـ زين الدين بن علي بن أحمد :

ابن جمال الدين العاملي المشتهر بالشهيد الثانيرحمه‌الله ، وجه من وجوه الطائفة وثقاتها ، كثير الحفظ نقي الكلام ، له تلاميذ أجلاّء ، وله كتب نفيسة جيّدة ، منها شرح الشرائع للمحقّققدس‌سره ، قتلرحمه‌الله لأجل التشيّع في قسطنطينيّة سنةست وستّين وتسعمائة ،رضي‌الله‌عنه وأرضاه ، نقد(2) .

أقول : لغاية شهرته وشهرة كتبه لا حاجة إلى ذكره ، وكتب هورحمه‌الله رسالة في تفصيل أحواله وأكملها بعض تلامذته(3) ، وأكملهما نافلته(4) المحقّق الشيخ علي وذكرهما في الدرّ المنثور ، وفيها تفصيل نشوية وتحصيله وعلومه التي حصّلها وتصانيفه التي صنّفها وأخلاقه الحميدة وكراماته غير العديدة وأولاده الأجلّة ، وشهادته وإشعاره والمراثي التي قيلت في شهادته ، من أراد التفصيل فعليه به(5) ،تعق (6) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 68 ، ولم يرد فيها : ابن مسكان الثقة.

(2) نقد الرجال : 145 / 1.

(3) وهو الشيخ محمّد بن علي بن حسن العودي الجزيني الذي تلمّذ على الشيخ الشهيد ولازم خدمته من عاشر ربيع الأوّل سنة 945 إلى أن سافر الشهيد إلى خراسان في عاشر ذي القعدة سنة 962 كما يظهر من كتابه الذي أسماه بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد.

وقد أدرج الشيخ علي بن محمّد بن الحسن بن زيد الدين الشهيد ما وجده من هذا الكتاب في كتابه الدر المنثور ج 2 : 149.

(4) النافلة : ولد الولد. لسان العرب : 11 / 672.

(5) الدر المنثور : 2 / 149 ـ 199.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة : 170.

٢٩٧

أقول : أفرد تلميذه الشيخ محمّد بن العودي أيضا رسالة في أحوالهرحمه‌الله وهي عندي ، ذكر فيها مبدأ(1) اشتغاله وتحصيله وتغرّبه في طلب العلم وشهادته ، وذكر من جملة مصنّفاته شرح الإرشاد إلى أواخر كتاب الصلاة ، والروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، وشرح الشرائع سبع مجلّدات ، وحاشية على ألفية الشهيد ، وحاشية أخرى تكتب على الهامش ، وشرح على الألفية ممزوج مبسوط ، وشرح النفليّة ، وكتاب تمهيد القواعد ، وحاشية على قواعد العلامة إلى كتاب التجارة ، وحاشية على قطعة من عقود الإرشاد ، وكتاب منيّة المريد في آداب المفيد والمستفيد ، وحاشية على الشرائع خرج منها قطعة وجزء يشتمل على فتوى خلافيّات الشرائع ، وحاشية على النافع تشتمل على تحقيق المهم منه ، ورسالة في أسرار الصلاة القلبيّة ، ورسالة في نجاسة البئر بالملاقاة(2) وعدمها ، ورسالة فيما إذا تيقّن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما ، ورسالة فيما إذا أحدث المجنب في أثناء الغسل بالحدث الأصغر ، ورسالة في تحريم طلاق الحائض الحائل الحاضر زوجها عندها(3) المدخول بها ، ورسالة في حكم صلاة الجمعة في حال الغيبة ، ورسالة أخرى في الحثّ على صلاة الجمعة ، ورسالة في بيان حكم المسافر إذا نوى إقامة عشرة أيام وفيما إذا خرج إلى ما دون(4) المسافة ، سماها نتائج الأفكار في حكم المقيمين في الأسفار ، ورسالة في مناسك الحج ، ورسالة في نيّات الحج والعمرة ، ورسالة في أحكام الحبوة ، ورسالة في ميراث الزوجة غير ذات الولد ، ورسالة في عشرة مباحث في عشرة علوم‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : بعد.

(2) في نسخة « ش » : بملاقاة النجاسة.

(3) عندها ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) في نسخة « م » : وفيها إذا خرج إلى دون.

٢٩٨

صنّفها في اسطنبول ، ورسالة في الغيبة ، ورسالة في عدم جواز تقليد الميت ووجوب تقليد المجتهد الحي كتبها برسم الصالح الفاضل المرحوم السيّد حسين بن(1) أبي الحسن قدّس الله روحه ، والبداية في علم الدراية وشرحها ، وكتاب غنية القاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين ، وكتاب منار القاصدين في أسرار معالم الدين ، ورسالة في شرح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الدنيا مزرعة الآخرة » ، ورسالة في أجوبة ثلاث مسائل ، إحداها : في شخص على بدنه(2) مني واغتسل في ماء كثير ومعك بدنه لا زالة الخبث ، فلما انصرف تيقّن أنّ تحت أظفاره شي‌ء من وسخ البدن المختلط بالمني ، فهل يطهر الوسخ الذي له جرم مخالط للمني بنفوذ الماء في أعماقه أم لا؟ والثانية : قطعة الجلد المنفصلة من بدن الإنسان هل هي طاهرة أم لا؟ الثالثة : في شخص مرض مرضا بالغا وأراد الوصيّة ، فعرض عليه بعض أصحابه أن يجعل عشرين تومانا من ماله خمسا ، فقال : اجعلوا. إلى آخر السؤال(3) .

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : السيّد.

(2) في نسخة « ش » : يديه.

(3) الدر المنثور : 2 / 183 ـ 188.

٢٩٩
٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمضاه بعد بعثته، كما في مسند أحمد: ١ / ١٩٠ قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلامٌ، فما أحب أن لي حمر النعم وصححه الحاكم: ٢ / ٢٢٠.

وكان هذا الحلف جواباً لحلف مضادٍ، دعا اليه بنو عبد الدار، فأجابتهم بعض قبائل قريش، وعرف حلفهم باسم ( لعقة الدم ) لأنهم ذبحوا بقرة، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقةً من دمها!

وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه.

وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم، اشترى منه قرشي بضاعة، وأراد أن يأكل عليه ثمنها ..

والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب، فدعوا الى حلف لعقة الدم، فدعا عبد المطلب في مقابلهم الى حلف المطيبين.

- قال اليعقوبي في تاريخه: ١ / ٢٤٨

ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر، طلبت أن يحالف بعضها بعضاً ليعزُّوا، وكان أول من طلب ذلك بنو عبد الدار لما رأت حال عبد المطلب، فمشت بنو عبد الدار الى بني سهم فقالوا: إمنعونا من بني عبد مناف فتطيب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا حلف المطيبين.

فلما سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرةً وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه، فهو منا! فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فسموا اللعقة.

وكان تحالف المطيبين ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضاً.

٣٤١

وقالت اللعقة: قد أعتدنا لكل قبيلةٍ قبيلة. انتهى.

- وقال اليعقوبي: ٢ / ١٧

حضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلف الفضول وقد جاوز العشرين، وقال بعدما بعثه الله: حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً، ما يسرني به حمر النعم، ولو دعيت اليه اليوم لأجبت.

وكان سبب حلف الفضول أن قريشاً تحالفت أحلافاً كثيرة على الحمية والمنعة، فتحالف المطيبون وهم بنو عبد مناف، وبنو أسد، وبنو زهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، على أن لا يسلموا الكعبة ما أقام حراء وثبير، وما بلَّ بحرٌ صوفة. وصنعت عاتكة بنت عبد المطلب طيباً فغمسوا أيديهم فيه ...

فتذممت قريش فقاموا فتحالفوا ألا يظلم غريبٌ ولا غيره، وأن يؤخذ للمظلوم من الظالم، واجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي.

وكانت الأحلاف هاشم، وأسد، وزهرة، وتيم، والحارث بن فهر، فقالت قريش:

هذا فضول من الحلف، فسمي حلف الفضول. انتهى.

- وفي سيرة ابن هشام: ١ / ٨٥

فكان بنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب، وبنو الحارث بن فهر بن مالك بن النضر، مع بني عبد مناف.

وكان بنو مخزوم بن يقظة بن مرة، وبنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب، مع بني عبد الدار.

ويفهم من هذه النصوص وغيرها أن حركة التحالف بدأها بنو عبد الدار حسداً لعبد المطلب، فسعوا للتحالف ضده، فبادر عبد المطلب ومؤيدوه الى عقد حلف المطيبين قبلهم، ثم عقد بنو عبد الدار ومؤيدوهم حلف لعقة الدم.

ويفهم منها، أن أهداف حلف عبد المطلب حماية الكعبة ونصرة المظلوم، بينما هدف حلف بني عبد الدار مواجهة المطيبين!

٣٤٢

بنو عبد الدار أصحاب لواء قريش

وذكر المؤرخون أن بني عبد الدار ورثوا من جدهم قصي دار الندوة التي كانت شبيهةً بمركز لمجلس شيوخ قريش، تبحث فيها الأمور المهمة، وتتخذ فيها القرارات، كما ورثوا لواء الحرب، فكانوا هم أصحاب لواء قريش في حروبها ..

- قال البلاذري في فتوح البلدان ٦٠

فلم تزل دار الندوة لبني عبد الدار بن قصي، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها داراً للإمارة. انتهى.

وقد قتل علي عليه‌السلام من بني عبد الدار كل من رفع لواء قريش في وجه رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبلغوا بضعة عشر، وروي أن بعضهم قتلهم عمه حمزة بن عبد المطلب!

- قال ابن هشام في: ٣ / ٥٨٧: واصفاً تحميس أبي سفيان وزوجته لبني عبد الدار في أحد:

قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال: يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر، فأصابنا ما قد رأيتم، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم، إذا زالت زالوا، فإما أن تكفونا لواءنا، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه!

فهمُّوا به وتواعدوه، وقالوا: نحن نسلم اليك لواءنا؟!! ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع! وذلك أراد أبو سفيان.

فلما التقى الناس ودنا بعضهم من بعض، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ويحرضنهم، فقالت هند فيما تقول:

ويهاً بني عبد الدار

ويهاً حماة الأدبار

ضرباً بكل بتار

٣٤٣

- وفي سيرة ابن هشام: ٣ / ٦٥٥

قال ابن هشام: أنشدني أبو عبيدة للحجاج بن علاط السلمي يمدح أبا الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ويذكر قتله طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، صاحب لواء المشركين يوم أحد:

لله أيُّ مذببٍ عن حرمةٍ

أعني ابن فاطمةَ المُعِمَّ المُخولا

سبقت يداك له بعاجلِ طعنةٍ

تركت طليحة للجبين مجدلا

وشددت شدةَ باسلٍ فكشفتهم

بالجر إذ يهوون أخول أخولا.انتهى.

وقد تتابع على حمل لواء المشركين يوم أحد تسعة من بني عبد الدار، وقيل أكثر وركزوا حملاتهم على قتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن تركه المسلمون وهربوا صعوداً في الجبل، وثبت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه علي عليه‌السلام في وجه حملات قريش، التي تواصلت الى ما بعد الظهر!

وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقاتل في مركزه، وعلي عليه‌السلام يحمل عليهم، يضرب مقدمتهم، ثم يغوص فيهم يضرب يميناً وشمالاً، حتى يصل الى العبدري حامل لوائهم فيحصد رأسه، فتنكفئ الحملة ..

ثم يتحمس عبدريٌّ آخر فيحمل لواء الشرك، ويهجمون باتجاه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيتلقاهم علي عليه‌السلام وهو راجلٌ وهم فرسان حتى قتل من فرسان قريش عشرات، ومن العبدريين أصحاب ألويتهم تسعة! فيئسوا وانسحبوا، ونادى مناديهم كذباً: قتل محمد!

وقد أصابته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بضع جراحات، وأصابت علياً عليه‌السلام بضع وسبعون جراحة! منها جراحاتٌ بليغة، روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسح عليها بريقه فبرأت.

بنو عبد الدار علموا قريشاً فناً في الدفاع

ومن طريف ما ذكره المؤرخون عن بني عبد الدار الشجعان، أنهم أول من علم قريشاً أسلوباً في الدفاع عن نفسها في الحرب أمام بني هاشم، فقد ابتكروا طريقة للإستفادة في الحرب من ترفع بني هاشم وسموهم الأخلاقي!

٣٤٤

- روى ابن كثير في السيرة: ٣ / ٣٩، ناقلاً عن ابن هشام:

لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار، وأرسل الى علي: أن قدم الراية، فقدم علي وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم.

فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه علي فصرعه، ثم انصرف ولم يجهز عليه!

فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟

فقال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وعرفت أن الله قد قتله.

وقد فعل ذلك علي رضي‌الله‌عنه يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة، لما حمل عليه ليقتله أبدى له عورته، فرجع عنه.

وكذلك فعل عمرو بن العاص حين حمل عليه علي في بعض أيام صفين، أبدى عن عورته، فرجع علي أيضاً. ففي ذلك يقول الحارث بن النضر:

أفي كل يوم فارسٌ غير منتهٍ

وعورته وسْطَ العجاجةِ باديَهْ

يكفُّ لها عنه عليٌّ سنانه

ويضحك منها في الخلاء معاوية

النضر بن الحارث رئيس بني عبد الدار

- قال ابن هشام: ١ / ١٩٥

وكان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العدواة، وكان قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم الي فأنا

٣٤٥

أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسبنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟!

قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله.

قال ابن اسحاق: وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن، قول الله عز وجل: إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين .

وكل ما ذكر فيه الأساطير من القرآن. انتهى.

وذكر ابن هشام ١ / ٢٣٩ قول النضر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتبتها كما اكتتبتها!! ).

- وقال السيوطي في الدر المنثور: ٣ / ١٨١

وأخرج ابن جرير عن عطاء قال: نزلت في النضر: وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب، ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة، وسأل سائل بعذاب واقع !

قال عطاء رضي‌الله‌عنه : لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله. انتهى.

- وروى نحوه في: ٥ / ٢٩٧، عن عبد بن حميد.

- وقال عنه في تفسير الجلالين ٥٤٠

وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمداً يحدثكم أحاديث عادٍ وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن! انتهى.

وقد عرفت أن مصادرنا وعدداً من مصادر السنيين ذكرت أن السائل بالعذاب الواقع هو جابر بن النضر بن الحارث، أو الحارث الفهري. وأن أكثر مصادر السنيين رجحت أنه أبوه النضر بن الحارث، اعتماداً على روايات عن ابن جبير وابن عباس غير مرفوعة. فقد روى الحاكم في المستدرك: ٢ / ٥٠٢ : عن سعيد بن جبير، سأل سائل

٣٤٦

بعذاب واقع ، قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء.

- وقال السيوطي في الدر المنثور: ٦ / ٢٦٣: أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن ابن عباس الخ. ولم أجد في مصادر السيرة والتراجم عن الإبن غير قصة هلاكه بحجر من السماء، لكفره وبغضه لأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعله كان شاباً، أو أنهم عتَّموا على ذكره حسداً لأهل البيت عليهم‌السلام . ويدل الموجود في مصادر السيرة على أن الأب أسوأ من الإبن بكثيرٍ، لأنه من كبار الفراعنة الذين واجهوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعل ابنه لو عاش لفاق أباه في كفراً وعتواً!!

وكان النضر عضو مجلس الفراعنة المتآمرين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

- قال ابن هشام: ١ / ١٩١

قال ابن اسحاق: ثم إن الإسلام جعل يفشو بمكة في قبائل قريش في الرجال والنساء، وقريش تحبس من قدرت على حبسه، وتفتن من استطاعت فتنته من المسلمين.

ثم إن أشراف قريش من كل قبيلة اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث أخو بني عبد الدار، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم ...

قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، قال بعضهم لبعض: إبعثوا الى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا اليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له:

٣٤٧

يا محمد، إنا قد بعثنا اليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة، وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمرٌ قبيحٌ إلا قد جئته فيما بيننا وبينك - أو كما قالوا - فان كنت إنما جئت بهذا الحديت تطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئياً تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً - فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه، أو نعذر فيك! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مابي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني اليكم رسولاً، وأنزل علي كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم الى آخر مناظرتهم.

- وقال ابن هشام: ٢ / ٣٣١

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: لما أجمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة وقد اجتمع فيها أشراف قريش: من بني عبد شمس: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبوسفيان بن حرب. ومن بنى نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدى، وجبير ابن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل. ومن بنى عبد الدار بن قصي: النضر ابن الحارث بن كلدة الخ.

فقال أبوجهل بن هشام: والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد.

قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟

قال: أرى أن نأخذ من كان قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فينا، ثم نعطي كل

٣٤٨

فتى منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا اليه فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم. انتهى.

ورواه الطبري في تاريخه: ٢ / ٩٨

وكان النضر رسول قريش الى اليهود

- جاء في سيرة ابن هشام: ١ / ١٩٥

قام النضر بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقال:

يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمرٌ ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم. وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم. وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه. وقلتم مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقة، ولا وسوسته، ولا تخليطه.

يا معشر قريش فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم ....

فلما قال لهم ذلك النضر بن الحارث بعثوه، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط الى أحبار يهود بالمدينة، وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته، وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علمٌ ليس عندنا من علم الأنبياء.

فخرجا حتى قدما المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله وقالا لهم: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا؟.

فقالت لهما أحبار يهود: سلوه عن ثلاثٍ نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وان لم يفعل فالرجل متقول، فَرَوْا فيه رأيكم.

٣٤٩

سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول: ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبأه؟ وسلوه عن الروح ما هي؟

فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبي، وإن لم يفعل فهو رجلٌ متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم الى آخر القصة. ورواها في عيون الأثر: ١ / ١٤٢

كاتب الصحيفة الملعونة الأولى ضد بني هاشم

- قال ابن هشام: ١ / ٢٣٤

اجتمعوا بينهم أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب، على أن لا ينكحوا اليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. قال ابن هشام: ويقال النضر بن الحارث، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشل بعض أصابعه.

- وقال ابن واضح اليعقوبي في تاريخه: ٢ / ٣١

وهمت قريش بقتل رسول الله، وأجمع ملأها على ذلك، وبلغ أبا طالب فقال:

والله لن يصلوا اليك بجمعهم

حتى أغيَّبَ في التراب دفينا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح

ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا

وعرضت ديناً قد علمت بأنه

من خير أديان البرية دينا

فلما علمت قريش أنهم لا يقدرون على قتل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأن أبا طالب لا يسلمه، وسمعت بهذا من قول أبي طالب، كتبت الصحيفة القاطعة الظالمة ألا يبايعوا أحداً من بني هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم، حتى يدفعوا اليهم محمداً فيقتلوه. وتعاقدوا على ذلك وتعاهدوا، وختموا على الصحيفة بثمانين

٣٥٠

خاتماً، وكان الذي كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فشلت يده.

ثم حصرت قريش رسول الله وأهل بيته من بني هاشم وبني المطلب ابن عبد مناف في الشعب الذي يقال له شعب أبي طالب ست سنين من مبعثه.

فأقام ومعه جميع بني هاشم وبني المطلب في الشعب ثلاث سنين، حتى أنفق رسول الله ماله، وأنفق أبو طالب ماله، وأنفقت خديجة بنت خويلد مالها، وصاروا الى حد الضر والفاقة.

ثم نزل جبريل على رسول الله فقال: إن الله بعث الأرضة على صحيفة قريش فأكلت كل ما فيها من قطيعة وظلم، إلا المواضع التي فيها ذكر الله!

فخبَّر رسول الله أبا طالب بذلك، ثم خرج أبو طالب ومعه رسول الله وأهل بيته حتى صار الى الكعبة فجلس بفنائها، وأقبلت قريش من كل أوب فقالوا: قد آن لك يا أبا طالب أن تذكر العهد وأن تشتاق الى قومك، وتدع اللجاج في ابن أخيك.

فقال لهم: يا قوم أحضروا صحيفتكم فلعلنا أن نجد فرجاً وسبباً لصلة الأرحام وترك القطيعة، وأحضروها وهي بخواتيمهم.

فقال: هذه صحيفتكم على العهد لم تنكروها؟

قالوا: نعم.

قال: فهل أحدثتم فيها حدثاً؟

قالوا: اللهم لا.

قال: فإن محمداً أعلمني عن ربه أنه بعث الأرضة فأكلت كل ما فيها إلا ذكر الله، أفرأيتم إن كان صادقاً ماذا تصنعون؟

قالوا: نكف ونمسك.

قال: فإن كان كاذباً دفعته اليكم تقتلونه.

قالوا: قد أنصفت وأجملت.

٣٥١

وفضت الصحيفة فإذا الأرضة قد أكلت كل ما فيها إلا مواضع بسم الله عز وجل.

فقالوا: ما هذا إلا سحر، وما كنا قطُّ أجدَّ في تكذيبه منا ساعتنا هذه!!

وأسلم يومئذ خلق من الناس عظيم، وخرج بنو هاشم من الشعب وبنو المطلب فلم يرجعوا اليه. انتهى.

وقد وردت رواية شعر أبي طالب ( ودعوتني وعلمت أنك ناصح ) وهو الأنسب لجو القصيدة، وإيمان أبي طالب رحمه‌الله ، وقد بحثنا افتراءات قريش عليه في المجلد الثالث من العقائد الإسلامية.

وكان النضر من المطعمين جيش قريش في بدر

وقد تقدم في البحث الخامس أن النضر أحد الرهط الذين كانوا يطعمون جيش قريش في حرب بدر، وقد عده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أفلاذ أكباد مكة، عاصمة قريش! ( ابن هشام: ٢ / ٤٨٨، وتاريخ الطبري: ٢ / ١٤٢ )

نهاية الأول من فراعنة سأل سائل

- سيرة ابن هشام: ٢ / ٢٠٦ - ٢٠٧

ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً الى المدينة، ومعه الأسارى من المشركين، وفيهم عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث قال ابن اسحاق: حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء، قتل النضر بن الحارث، قتله علي بن أبي طالب، كما خبرني بعض أهل العلم من أهل مكة.

قال ابن اسحاق: ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية، قتل عقبة ابن أبي معيط.

( راجع أيضا سيرة ابن هشام: ٢ / ٢٨٦ و ٥٢٧، وتاريخ الطبري: ٢ / ١٥٧ و ٢٨٦ ).

- وفي معجم البلدان: ١ / ٩٤

الأثيل: تصغير الأثل موضعٌ قرب المدينة، وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويقال له ذو أثيل وكان النبي صلى الله عليه

٣٥٢

وسلم، قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة، عند منصرفه من بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا راكباً إن الأثيل مظنةٌ

من صبحِ خامسةٍ، وأنت موفقُ

بلغ به ميتاً، فإن تحيةً

ما إن تزال بها الركائب تخفق

مني اليه، وعبرةً مسفوحةً

جادت لمائحها وأخرى تخنق

فليسمعن النضر، إن ناديته

إن كان يسمع ميت أو ينطق

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه

لله أرحام هناك تشقق!

أمحمد! ولإنت ضنء نجيبة

في قومها، والفحل فحل معرق

لو كنت قابل فدية، فلنأتي‍

‍ن بأعز ما يغلو لديك وينفق

ما كان ضرك لو مننت وربما

منَّ الفتى، وهو المغيظ المحنق

والنضر أقرب من أصبت وسيلةً

وأحقهم، إن كان عتق يعتق

فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعرها رق لها، وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها. انتهى.

ومن الثابت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كان أكره الناس للقتل، وأنه لم يقتل أحداً إلا عند اللزوم والضرورة وحسبك أن جميع القتلى في جميع حروبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن أقام عليهم الحد الشرعي لا يبلغون سبع مئة شخص، وبذلك كانت حركته العظيمة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعظم حركة في نتائجها، وأقل حركة في كلفتها!

لهذا لا يبعد أن يكون قتله للنضر تم بأمر الله تعالى، لأنه جرثومة شرٍ وفساد! وكذلك صديق النضر وشريكه في الشر، عقبة بن معيط الأموي، وكان صاحب خمارة ومبغى في مكة، وكان معروفاً بإلحاده.

وإذا صح ما قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبنت النضر الشاعرة، فلا ينافي أن قتله لأبيها كان بأمر الله تعالى، لأن معناها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو سمع هذا الشعر منها وما فيه من قيم واستعطاف، قبل أن يقتله، لطلب من ربه عز وجل أن يأذن له بأن يهب هذا الفرعون لابنته، ويكفي المسلمين شره، كما أمكنهم منه فأسروه.

٣٥٣

النضير بن الحارث أخ النضر ووارثه

ذكرت مصادر السيرة والتاريخ أن لواء قريش بعد النضر كان بيد آخرين من بني عبد الدار، ولم تذكر أن أخاه النضير كان فارساً مثله، ويظهر أنه صار بعد أخيه النضر رئيس بني عبد الدار، وإن لم يكن شجاعاً صاحب اللواء، فقد وصفه رواة قريش وأصحاب السير بالحلم، إشارة الى أنه كان سياسياً محباً للدعة وعدُّوه من رؤساء قريش والمؤلفة قلوبهم، الذين أعطى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كل واحد منهم مئة بعيرٍ من غنائم حنين.

- قال الطبري في تاريخه: ٢ / ٣٥٨

فأعطى أبا سفيان بن حرب مائة بعير، وأعطى ابنه معاوية مائة بعير، وأعطى حكيم بن حزام مائة بعير، وأعطى النضير بن الحارث بن كلدة بن علقمة أخا بني عبد الدار مائة بعير، وأعطى العلاء بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة مائة بعير، وأعطى الحارث بن هشام مائة بعير، وأعطى صفوان بن أمية مائة بعير، وأعطى سهيل بن عمرو مائة بعير، وأعطى حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس مائة بعير ...

ونحوه في سيرة ابن هشام: ٤ / ٩٢٩، وابن كثير: ٣ / ٦٨٢ وتاريخ اليعقوبي

وقد تقدم ذكره في البحث الخامس، واعترافه بأنه خطط مع زعماء قريش لقتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حنين، ولم يتمكنوا من ذلك!

وقد اختلط اسم النضير عند بعضهم باسم أخيه النضر، قال الرازي في الجرح والتعديل: ٨ / ٤٧٣:

النضر بن الحارث بن كلدة العبدري من مسلمة الفتح، ويقال نضير وليست له رواية، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال في هامشه: وهذا هو الصواب إن شاء الله، لأن النضر بن الحارث قتل كافراً إجماعاً، وإنما هذا أخوه، واحتمال أن يكون مسمى باسمه أيضا بعيد، وأثبت ما جاء في الروايات أن هذا هو ( النضير ) راجع الإصابة الترجمتين. انتهى.

٣٥٤

رواة قريش يجعلون النضير مسلماً مهاجراً شهيداً!

وعلى عادة رواة قريش، فقد جعلوا من الحارث أو النضير شخصيةً اسلامية، وعدوه في المهاجرين وشهداء اليرموك ويظهر أنهم جعلوا كل الذين كانوا في الشام من القرشيين وماتوا في طاعون عمواس، مثل سهيل بن عمرو والعبدريين، جعلوهم شهداء، وعدوهم في شهداء اليرموك!

- قال السمعاني المحب لقريش وبني أمية، في أنسابه: ٣ / ١١٠

الرهيني: بفتح الراء وكسر الهاء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة الى رهين، وهو لقب الحارث بن علقمة ويلقب بالرهين، ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي الرهيني، يروي عن عبد الله بن الزبير، روى عنه سفيان بن عيينة.

فأما جده النضير بن الحارث فكان من المهاجرين، وكان يعد من حلماء قريش، قتل يوم اليرموك شهيداً، وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب بالصفراء صبراً يوم بدر، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نزلت سورة ( سأل سائل بعذاب واقع ) وقالت بنته أبياتاً من الشعر ...

وتبعه في إكمال الكمال: ١ / ٣٢٧، وغيره.

هل اعترض النضير على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل أخيه وابن أخيه؟

روت مصادرنا مناقشة غريبة لأحدهم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المدينة، وسمته النضر بن الحارث الفهري، ويحتمل أن تكون كلمة الفهري تصحيف العبدري، نسبةً الى بني عبد الدار، والنضر تصحيف النضير ..

وإذا صحت نسبتها اليه، فتكون صدرت منه في المدينة بعد حجة الوداع.

- وقد تقدمت من كتاب مدينة المعاجز للبحراني: ٢ / ٢٦٧، وفيها:

أقبل النضر بن الحارث فسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال:

٣٥٥

يا رسول الله إذا كنت أنت سيد ولد آدم، وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمك جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وشيبة له السدانة فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟!

فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا مالك وعلينا ما عليك.

فأطرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طويلاً، ثم رفع رأسه فقال:

أما أنا والله ما فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا، فما ذنبي؟! ....

فوعظه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له: إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت، لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الخلق والأمر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع. فأبى الحارث. انتهى.

- وقد نص ابن هشام: ٢ / ٤٨٨، على أن النضير هذا يسمى الحارث أيضاً باسم أبيه، وسماه اليعقوبي في تاريخه: ٢ / ٦٣ ( الحارث بن الحارث بن كلدة ) وهو أمر يوجب الشك، لأنه يستغرب أن يكون لشخصٍ اسمان معاً، خاصةً إذا كان أحدهما باسم أبيه، لأن العوائل المالكة في القبائل تحترم اسم الأب ولا تغيره الى اسمٍ آخر، ولا تضيف معه اسماً آخر، لأنه يضعفه!

وهذا يفتح باب الإحتمال أن يكون الحارث أخاهم الثالث، وأن يكون هو الذي ورد اسمه في بعض الروايات أنه اعترض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لإعلانه ولاية علي والحسنين من بعده عليهم‌السلام فرماه الله بصاعقةٍ أو حجرٍ من سجيل!

وبذلك يكون العذاب الواقع نزل بثلاثة أشخاص من هذه الأسرة: الأب في بدر، وولده جابر الذي نص عليه أبو عبيد، والحارث هذا ويكون اسم عشيرة العذاب الواقع مثلث الإنطباق على هذه القبيلة!!

كما يحتمل أن يكون صاحبنا النضير بن الحارث، أو الحارث بن الحارث

٣٥٦

العبدري، هو الحارث المعترض، لكن لم تنزل عليه العقوبة، لأنهم ذكروا وفاته في الشام، وليس بالعذاب الواقع.

ومهما يكن، فإن من المؤكد أنه يوجد حارثٌ غيره اعترض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث ورد ذكره في تفسير الثعلبي، وعدد من مصادرنا باسم الحارث بن النعمان الفهري، وأنه هو صاحب حجر السجيل، كما تقدم.

وكذلك تقدم اسم الحارث بن عمرو الفهري، في رواية الحاكم الحسكاني، ورواية الكافي والمناقب.

ومما يؤيد أنه حارثٌ آخر، أنهم ترجموا لشخصٍ وأولاده قد ينطبق عليه، ولم يذكروا عنه شرحاً، ولا ذكروا سبب موته! قال ابن كثير في سيرته: ٢ / ٤٩٩:

عامر بن الحارث الفهري، كذا ذكره سلمة عن ابن اسحاق وابن عائذ. وقال موسى بن عقبة وزياد عن ابن اسحاق: عمرو بن الحارث.

وقال في ص ٥٠٢: عمرو بن عامر بن الحارث الفهري، ذكره موسى بن عقبة. انتهى.

- وذكر نحوه في عيون الأثر: ١ / ٣٥٨

وعليه، يكون الحارث صاحب حجر السجيل فهرياً، وليس عبدرياً.

ويكون جابر بن النضر العبدري الذي ورد في رواية أبي عبيد، صاحب حجر سجيلٍ آخر والله العالم.

الأفجران من قريش أو الأفجرون؟

ورد في مصادر الحديث أن أسوأ قبائل قريش، وأشدها على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم بنو أمية، وبنو المغيرة، وهم فرع أبي جهل من مخزوم، وورد وصفهم بالأفجريْن ..

ولا بد أن نضيف اليهم بني عبد الدار فيكونون الأفجرون بالجمع وإن كان الإنسان بعد أن يستثني بني هاشم والقلة الذين معهم من قريش، يشك في من هو الأحسن والأفجر من الباقين!!

٣٥٧

- قال السيوطي في الدر المنثور: ٤ / ٨٥

وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه في قوله: ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفراً، قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمُتِّعُوا الى حين!. انتهى.

ويشبه أن يكون ذلك كلاماً نبوياً ردده عمر، وإذا صح ذلك عنه، يتوجه اليه السؤال: لماذا ولَّى معاوية الأموي على حكم الشام، وأطلق يده ولم يحاسبه أبداً، ثم رتب الخلافة من بعده في شورى جعل فيها حق النقض لصهر عثمان الأموي، فأكمل بذلك تسليم الدولة الإسلامية لأحد الأفجريْن من قريش؟!

* *

تم، والحمد لله رب العالمين

* *

٣٥٨

كتاب آيات الغدير

فهرس موضوعات

مقدمة ٣

الفصل الأول: بحوث تمهيدية لتفسير آية العصمة من الناس ٩

خلاصة آيات الغدير الثلاث ٩

البحث الأول: خلافة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت مطروحة في حياته ١٣

البحث الثاني: النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبشر بالأئمة الإثني عشر من بعده ٢٥

الأولى: هل أن أصل كلهم من قريش: كلهم من عترتي! ٣١

الثانية: لا يصح الوعد الالهي بقيادة مجهولة! ٣٦

الثالثة: من قريش، لكن من عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٧

الرابعة: أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تفسر حديث الإثني عشر ٣٨

الخامسة: اثنا عشر إماماً واثنا عشر شهراً ٣٩

السادسة: راوي الحديث جابر السوائي ٤٢

السابعة: درجات الصحة التي أعطوها للأحاديث الثلاثة ٤٣

التاسعة: الأئمة الإثنا عشر لا يحتاجون الى اختيار ولا بيعة ٤٦

العاشرة: قرشية الحديث ألقاها عمر في البحر ٤٧

الحادية عشرة: تخبط الشراح في تفسير الأئمة الإثني عشر ٥٠

الثانية عشرة: نماذج من أحاديثنا في الأئمة الإثني عشر عليهم‌السلام ٧٦

البحث الثالث: الأسس الإسلامية في خطب الوداع ٨٣

نماذج من نصوص خطب الوداع ٨٥

الأساس الأول: المساواة الإنسانية ١٠١

الأساس الثاني: وحدة الأمة الإسلامية ١٠٢

الأساس الثالث: وحدة شريعة المسلمين وثقافتهم ١٠٨

الأساس الرابع: مبادئ مسيرة الدولة والحكم بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٠٩

الأساس الخامس: عقوبة المخالفين للوصية النبوية بأهل بيته عليهم‌السلام ١٢٠

٣٥٩

البحث الرابع: حاجة الأنبياء عليهم السلام في تبليغ رسالاتهم الى حماية الناس ١٢٩

معنى التبليغ في القرآن ١٢٩

مهمة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التبليغ ١٣١

البحث الخامس: قريش هي السبب في حاجة نبينا صلى الله عليه وآله الى عصمة إضافية ١٣٧

قريش منجم الفراعنة ١٣٧

قبائل قريش ١٤٠

قريش بعد فتح مكة ١٥١

قريش تتمحور حول زعامة سهيل بن عمرو ١٥٥

سهيل بن عمرو يحاول الإستقلال! ١٥٨

أثر هذه الحادثة على قريش ١٦٦

الخليفة عمر يشهد بفساد قريش! ١٦٧

الفصل الثاني: آية الأمر بالتبليغ ١٦٩

أقوال العلماء السنيين ١٧٠

القول الأول ١٧١

القول الثاني ١٧٦

القول الثالث ١٨١

القول الرابع ١٨٤

القول الخامس ١٨٥

القول السادس ١٩٠

القول الموافق لرأي لأهل البيت عليهم‌السلام ١٩٠

الوهابيون وحديث الغدير ١٩٤

ملاحظات عامة حول الأقوال المخالفة ٢٠٦

الملاحظة الأولى: ٢٠٦

الملاحظة الثانية: ٢٠٧

الملاحظة الثالثة: ٢٠٧

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373