من مدرسة الإمام علي (عليه السلام)

من مدرسة  الإمام علي (عليه السلام)20%

من مدرسة  الإمام علي (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 189

  • البداية
  • السابق
  • 189 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20117 / تحميل: 7796
الحجم الحجم الحجم
من مدرسة  الإمام علي (عليه السلام)

من مدرسة الإمام علي (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: دار الزهراء (عليها السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

قال : حججت في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وفيها حجّ نصر القشوري صاحب(1) المقتدر. إلى أن قال : فحدّثني الشيخ ـ أعني : علي بن عثمان المعمّر(2) ـ ببدء خروجه من بلدة حضر موت وذكر أنّ أباه خرج وعمّه وخرجا به معهما يريدون الحجّ وزيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرجوا من بلادهم من حضر موت وساروا أيّاما ثمّ أخطأوا الطريق وتاهوا عن المحجّة ، فأقاموا تائهين ثلاثة أيام وثلاث ليال على غير محجّة ، فبينا هم كذلك إذ وقعوا في جبال رمل يقال له(3) : رمل عالج ، يتّصل برمل إرم ذات العماد ، قال : فبينما(4) نحن كذلك إذا بأثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثره فأشرفنا على واد وإذا برجلين قاعدين على بئر ـ أو قال : على عين ـ فلمّا نظر إلينا قام أحدهما فأخذ دلوا فأدلاه واستقى من تلك العين أو البئر ، فاستقبلنا ، فجاء إلى أبي فناوله الدلو ، فقال أبي : قد أمسينا ونصبح على هذه فنفطر(5) إن شاء الله ، فصار إلى عمّي فقال له فردّ عليه كما ردّ عليه أبي ، وقال لي : اشرب ، فشربت ، فقال : هنيئا لك ، إنّك ستلقى علي بن أبي طالبعليه‌السلام فأخبره أيّها الغلام بخبرنا وقل له : الخضر وإلياس يقرئانك السلام ، ثمّ قالا : ما يكون هذا منك(6) ؟ فقلت : أبي وعمّي ، فقالا : أمّا عمّك فلا يبلغ مكّة ، وأمّا أنت وأبوك فستبلغان ، ويموت أبوك وتعمّر أنت ، ولستم تلحقون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه قد قرب أجله ، ثمّ مالا(7) ، فو الله ما أدري أين‌

__________________

(1) في نسخة « ش » والمصدر : حاجب ( خ ل ).

(2) في المصدر : المغربي.

(3) في المصدر : لها.

(4) في نسخة « م » : فبينا.

(5) في المصدر : قد أمسينا ننيخ على هذا الماء ونفطر. وفي نسخة « م » بدل فنفطر : فننظر.

(6) في المصدر : ثمّ قالا : ما يكونان هذان منك.

(7) في المصدر : مرّا.

٤١

مرّا في السماء أو في الأرض! فنظرنا فإذا لا بئر ولا عين ولا ماء ، فسرنا متعجّبين من ذلك إلى أن رجعنا إلى نجران ، فاعتلّ عمّي ومات بها ، وأتممت أنا وأبي حجّنا ، ووصلنا إلى المدينة فاعتلّ أبي ومات ، وأوصى إليّ(1) علي ابن أبي طالبعليه‌السلام ، فأخذني وكنت معه ، فأقمت معه أيّام أبي بكر وعمر وعثمان وأيّام خلافته حتّى قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله.

وذكر أنّه لمّا حوصر عثمان في داره دعاني فدفع إليّ كتابا ونجيبا وأمرني بالخروج إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام وكان غائبا(2) بينبع ، فأخذت الكتاب وسرت حتّى إذا كنت بموضع يقال له : جدار أبي عباية ، سمعت قرآنا فإذا علي بن أبي طالبعليه‌السلام يسير مقبلا من ينبع وهو يقول :( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ) (3) فلمّا نظر إليّ قال : أبا الدنيا ما وراءك؟ قلت : هذا كتاب أمير المؤمنين عثمان ، فأخذه وفضّه فإذا فيه :

فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي

وإلاّ فأدركني ولمّا امزّق

فلمّا قرأه قال : سر بنا ، فدخلنا المدينة ساعة قتل عثمان بن عفّان ، فمال أمير المؤمنين إلى حديقة بني النجّار وعلم الناس بمكانه ، فجاؤا إليه ركضا وقد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله ، فلمّا نظروا إليه انفضّوا إليه انفضاض الغنم يهدّ عليها السبع ، فبايعه طلحة ثمّ الزبير ثمّ بايع المهاجرون والأنصار.

فأقمت معه أخدمه فحضرت معه الجمل وصفّين ، فكنت بين الصفّين واقفا عن يمينه إذ سقط سوطه من يده ، فأكببت آخذه وأدفعه إليه وكان لجام‌

__________________

(1) في المصدر : وأوصى بي إلى.

(2) وكان غائبا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) المؤمنون : 115.

٤٢

دابّته حديدا مدمّجا ، فرفع الفرس رأسه فشجّني هذه الشجّة التي في صدغي ، فدعاني أمير المؤمنينعليه‌السلام فتفل فيها وأخذ حفنة من التراب فتركه عليها ، فو الله ما وجدت لها ألما ولا وجعا. ثمّ أقمت معه حتّى قتل صلوات الله عليه.

وصحبت الحسن بن عليعليه‌السلام حتّى ضرب بساباط المدائن ، ثمّ بقيت معه بالمدينة أخدمه وأخدم الحسينعليه‌السلام حتّى مات الحسن مسموما ، سمّته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنها الله دسّا من معاوية لعنه الله.

ثمّ خرجت مع الحسين بن عليعليه‌السلام حتّى حضرت كربلاء وقتل ، وخرجت هاربا بديني(1) وأنا انتظر خروج المهدي وعيسى بن مريم8 .

قال أبو محمّد العلوي : ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ علي بن عثمان وهو في دار عمّي طاهر بن يحيى وهو يحدّث بهذه الأعاجيب ، فنظرت إلى عنفقته قد احمرّت ثمّ ابيضّت ، فجعلت أنظر إلى ذلك لأنّه لم يكن في رأسه ولا في لحيته ولا عنفقته بياض ، فنظر إليّ وقال : ما ترون إنّ هذا يصيبني إذا جعت وإذا شبعت رجعت إلى سوادها ، فدعا عمّي بطعام فأكل وأنا انظر إليه فعادت عنفقته إلى سوادها حين شبع ، انتهى(2) .

وقال السيّد نعمة الله الجزائري في مقدّمة شرحه على كتاب غوالي اللآلئ بعد ذكره جملة من طرقه : ولنا طريق غريب قصير حدّثني وأجازني به السيّد الثقة السيّد هاشم بن الحسين الأحسائي في دار العلم شيراز في المدرسة المقابلة لبقعة مير سيّد محمّد عابد عليه الرحمة والرضوان في حجرة‌

__________________

(1) في المصدر : هاربا من بني أميّة.

(2) إكمال الدين : 543 / 9 الباب الخمسون.

٤٣

من الطبقة الثانية على يمين الداخل ، قال : حكى لي أستاذي الثقة المقدّس الشيخ محمّد الحرفوشي قدّس الله تربته قال : لمّا كنت بالشام عمدت يوما إلى مسجد مشهور بعيد من العمران فرأيت شيخا أزهر الوجه عليه ثياب بيض وهيئة جميلة ، فتجارينا في الحديث وفنون العلم فرأيته فوق ما يصف الواصف ، ثمّ تحقّقت منه الاسم والنسبة ثمّ بعد جهد طويل قال : أنا معمّر أبو الدنيا المغربي صاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام وحضرت معه حرب صفّين وهذه الشجّة في وجهي من رمحة فرسه سلام الله عليه. ثمّ ذكر لي من الصفات والعلامات ما تحقّقت معه صدقه في كلّ ما قال ، ثمّ استجزته كتب الأخبار فأجازني عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وعن جميع أئمّتناعليهما‌السلام حتّى انتهى في الإجازة إلى صاحب الدارعليه‌السلام ، وكذلك أجاز لي كتب العربيّة من مصنّفيها من الشيخ عبد القاهر والسكّاكي وسعد الدين التفتازاني ، وكتب النحو عن أهلها ، وغير ذلك من العلوم المتعارفة(1) .

2067 ـ علي بن عطيّة :

ثقة ،صه (2) .

وقد(3) تقدّم توثيقه عنجش في أخيه الحسن(4) .

وفيظم : ابن عطيّة(5) . وزاد قر : الكوفي(6) . وزادق : السلمي مولاهم الحنّاط(7) .

__________________

(1) انظر الأنوار النعمانية : 2 / 7.

(2) الخلاصة : 103 / 72.

(3) قد ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) رجال النجاشي : 46 / 93.

(5) رجال الشيخ : 353 / 9.

(6) رجال الشيخ : 130 / 50.

(7) رجال الشيخ : 243 / 317.

٤٤

وظنّي أنّ الجميع واحد.

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن أبي عمير ، عنه(1) .

أقول : قال الفاضل عبد النبي الجزائري(2) : عبارة جش هذه لا يستفاد منها التوثيق ، ولعلّ العلاّمة اطّلع على توثيقه من محلّ آخر(3) .

قلت : عبارةجش المذكورة هكذا : الحسن بن عطيّة الحنّاط كوفي مولى ثقة وأخواه أيضا محمّد وعلي كلّهم رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

والظاهر من قوله : أيضا ، إفادة التوثيق ، بل هو مقتضاه كما صرّح به الشيخ محمّدرحمه‌الله أيضا.

وفي الوجيزة : ثقة(4) . والظاهر أنّه لفهم التوثيق من عبارةجش وإلاّ لقال : وثّقه العلاّمة ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عطيّة السلمي الثقة ، عنه ابن أبي عمير ، وعلي بن حسّان الواسطي الممدوح.

وأمّا ابن عطيّة العوفي ـ أي المجهول الذي لم نذكره ـ فلا أصل له ولا كتاب.

قال في المنتقى : علي بن حسّان وإن كان مشتركا بين الواسطي الممدوح والهاشمي وهو مذموم إلاّ أنّ رواية المذموم(5) مقصورة على عمّه كما يفيده كلام غض(6) ، مع ما في احتمال رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه‌

__________________

(1) الفهرست : 97 / 420.

(2) في نسخة « ش » زيادة :رحمه‌الله .

(3) حاوي الأقوال : 102 / 368.

(4) الوجيزة : 263 / 1265.

(5) في نسخة « ش » : الهاشمي.

(6) تقدّم كلام ابن الغضائري عن الخلاصة : 233 / 14.

٤٥

من البعد ، فيتعيّن الممدوح(1) ، انتهى(2) .

2068 ـ علي بن عقبة :

بضمّ العين المهملة ، ابن خالد الأسدي ، أبو الحسن ، مولى ، كوفي ، ثقة ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (3) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب ، عبد الله بن محمّد الحجّال عنه به(4) .

وفيست : له كتاب ، الحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنه به(5) .

أقول : فيمشكا : ابن عقبة الثقة ، عنه عبد الله بن محمّد الحجّال ، والحسن بن علي بن فضّال ، وابن أبي عمير(6) .

2069 ـ علي بن العلاء بن الفضل :

ابن خالد ، يأتي عنجش في محمّد بن خالد البرقي أنّه فقيه(7) ،تعق (8) .

وفي الوجيزة : ممدوح(9) .

__________________

(1) منتقى الجمان : 1 / 437.

(2) هداية المحدّثين : 117.

(3) الخلاصة : 102 / 59.

(4) رجال النجاشي : 271 / 710.

(5) الفهرست : 90 / 385.

(6) هداية المحدّثين : 118.

(7) رجال النجاشي : 335 / 898.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 236.

(9) الوجيزة : 263 / 1267 ، وقوله : وفي الوجيزة ممدوح ، لم يرد في نسخة « م ».

٤٦

2070 ـ علي بن عمرو العطّار :

القزويني(1) ،دي (2) .

وفيكش ما يأتي في فارس بن حاتم(3) .

وفيتعق : مرّ أيضا في علي بن عبد الغفّار.

وفي الخصال أنّه صاحب العسكريعليه‌السلام ، وهو الذي خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه(4) (5) .

2071 ـ علي بن عمر الأعرج :

أبو الحسن الكوفي ، كان صحب زكريّا المؤمن ، وكان واقفا ضعيفا في الحديث ،صه (6) .

وزادجش : عنه عبيد الله بن أحمد(7) .

وفيست : علي بن عمر له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(8) .

2072 ـ علي بن عمر بن علي :

ابن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، المدني ،ق (9) .

أقول : هو من أجداد السيّدين المرتضى والرضي رضي الله عنهما لامّهما ، ذكره في المسائل الناصريّات وقال : كان عالما وقد روى‌

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : في الوجيزة ممدوح ، الوجيزة : 263 / 1269.

(2) رجال الشيخ : 418 / 16.

(3) رجال الكشّي : 526 / 1008.

(4) الخصال 1 : 323 / 10.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 236.

(6) الخلاصة : 234 / 20.

(7) رجال النجاشي : 256 / 670.

(8) الفهرست : 95 / 407.

(9) رجال الشيخ : 241 / 286.

٤٧

الحديث(1) .

2073 ـ علي بن عمران الخزّاز :

بالزاي بعد الخاء المعجمة وبعد الألف ، المعروف بشفا ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وبعد الخزّاز : الكوفي ، وزاد : له كتاب يرويه عنه عبد الله بن جبلة وغيره(3) .

أقول : فيمشكا : ابن عمران الثقة ، عنه عبد الله بن جبلة(4) .

2074 ـ علي بن عيسى الأشعري :

القمّي ، يأتي في ابنه محمّد حسنه(5) ،تعق (6) .

2075 ـ علي بن عيسى المجاور :

يروي عنه الصدوق مترضّيا(7) ، وربما قال : المجاور في مسجد الكوفة(8) ،تعق (9) .

2076 ـ علي بن غراب :

هو ابن عبد العزيز الفزاري :

وفيست : علي بن غراب له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي‌

__________________

(1) المسائل الناصريات ـ ضمن الجوامع الفقهيّة ـ : 214.

(2) الخلاصة : 102 / 60.

(3) رجال النجاشي : 272 / 711.

(4) هداية المحدّثين : 118.

(5) عن رجال النجاشي : 371 / 1010 ، وفيه : كان وجها بقم وأميرا عليها من قبل السلطان ، وكذلك كان أبوه.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 236.

(7) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 253 / 2.

(8) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 88 / 1.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 236.

٤٨

المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه. وهو علي بن عبد العزيز المعروف بابن غراب.

روى ابن الزبير ، عن علي بن الحسن ، عن الحسين بن نصر ، عن أبيه(1) .

ورواه أيضا علي بن الحسن ، عن أحمد بن الحسن أخيه سنة تسع وثلاثين ومائتين عن أبيه الحسن بن علي ، قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز(2) .

وفيتعق : قال الصدوق : هو ابن أبي المغيرة الأزدي(3) . وفي أماليه : عن سليمان بن داود المنقري قال كان علي بن غراب إذا حدّثنا عن جعفر ابن محمّدعليه‌السلام قال : حدّثني الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام (4) . وفيه إشعار بكونه عاميّا(5) .

أقول : فيمشكا : ابن غراب ، عنه أبو إسحاق الخزّاز ، والحسن بن علي بن فضّال ، والحسين بن يزيد كما في الفقيه(6) (7) .

2077 ـ علي بن قادم :

مضى في الحسين بن علي أبو عبد الله المصري ما يظهر منه حاله في الجملة(8) ،تعق (9) .

__________________

(1) في المصدر زيادة : عنه.

(2) الفهرست : 95 / 411.

(3) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 128.

(4) الأمالي : 202 / 15 المجلس الثاني والأربعون. و:عليه‌السلام ، لم ترد في نسخة « ش » والتعليقة.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 236.

(6) الفقيه 4 : 294 / 891.

(7) هداية المحدّثين : 118.

(8) نقلا عن رجال النجاشي : 66 / 155 ، وفيه : وسمع من علي بن قادم وأبي داود الطيالسي وأبي سلمة ونظرائهم. وتقريب التهذيب 2 : 42 / 397 ، وفيه : صدوق يتشيّع.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

٤٩

2078 ـ علي بن محمّد بن إبراهيم :

ابن أبان الرازي الكليني المعروف بعلاّن ـ بالعين المهملة ـ يكنّى أبا الحسن ، ثقة ، عين ،صه (1) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب أخبار القائمعليه‌السلام ، أخبرنا محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عنه(2) .

أقول : زاد فيضح بعد المهملة : المفتوحة واللام المشدّدة والنون(3) .

ثمّ الظاهر أنّ هذا خال الكلينيقدس‌سره ، وقد أكثر من الرواية عنه في الكافي بغير واسطة(4) .

وفي الوجيزة : ثقة ، يروي عنه الكليني(5) .

2079 ـ علي بن محمّد بن إبراهيم :

ابن محمّد الهمداني ، وكيل الناحية ،صه (6) (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 100 / 47 ، وفيها : الكلبي ، وفي النسخة الخطيّة منها : الكليني.

(2) رجال النجاشي : 260 / 682.

(3) إيضاح الاشتباه : 221 / 400.

(4) قال العلاّمة في الخلاصة : 272 في الفائدة الثالثة نقلا عن محمّد بن يعقوب الكليني : وكلّما ذكرته في كتابي المشار إليه عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد منهم : علي بن محمّد ابن علاّن ومحمّد بن أبي عبد الله ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن عقيل الكليني. وقال ذلك أيضا القهبائي في المجمع : 7 / 201. وقال الشيخ الطوسي في مشيخة التهذيب : 10 / 54 : وما ذكرته عن سهل بن زياد فقد رويته بهذه الأسانيد عن محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا منهم علي بن محمّد وغيره عن سهل بن زياد. وقال ذلك أيضا في مشيخة الإستبصار : 4 / 316 إلاّ أنّه مع ذلك لم ترد لا في الكافي ولا في غيره رواية محمّد بن يعقوب عنه بهذا العنوان.

(5) الوجيزة : 263 / 1271.

(6) الخلاصة : 103 / 74.

(7) في نسخة « م » زيادة : جش.

٥٠

وفيتعق : لا يبعد أن يكون محمّد هنا زائدا على ما يظهر مما أشرنا إليه في ترجمة علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، ويأتي في ابنه محمّد وابن ابنه القاسم ما يظهر منه أيضا ، فتأمّل(1) .

أقول : المراد بمحمّد الزائد هنا الأوّل منهما. وفي النقد أيضا : لعلّ محمّدا هنا زائد في كلام العلاّمة كما يظهر من كلامه أيضا عند ترجمة القاسم ابن محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني(2) .

2080 ـ علي بن محمّد :

أبي صالح الملقّب ببزرج ، مرّ في علي بن بزرج ،تعق (3) .

2081 ـ علي بن محمّد :

ابن أبي القاسم عبد الله بن عمران البرقي(4) المعروف أبوه بماجيلويه ـ بالجيم والياء المثنّاة من تحت قبل اللاّم وبعد الواو ـ يكنّى أبا الحسن ، ثقة فاضل ، فقيه أديب ،صه (5) .

ومرّ عنجش بعنوان ابن أبي القاسم(6) .

2082 ـ علي بن محمّد بن إسماعيل :

غير مذكور في الكتابين.

وفيعه : السيّد جمال السادة أبو الحسن علي بن محمّد بن إسماعيل المحمّدي ، ثقة فاضل ديّن ، سفير الإمامعليه‌السلام (7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(2) نقد الرجال : 241 / 200 والخلاصة : 134 / 6.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(4) البرقي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) الخلاصة : 100 / 48.

(6) رجال النجاشي : 261 / 683.

(7) فهرست منتجب الدين : 112 / 232.

٥١

2083 ـ علي بن محمّد بن بندار :

من مشايخ الكلينيرحمه‌الله ، كذا في الوجيزة(1) .

ويحتمل أن يكون هذا هو ابن محمّد بن أبي القاسم المذكور ، فإنّ أبا القاسم يلقّب بندار كما في محمّد ابنه(2) ،تعق (3) .

2084 ـ علي بن محمّد بن جعفر :

ابن عنبسة ـ بالعين المهملة والنون قبل الباء الموحّدة والسين المهملة ـ الحدّاد ـ بالحاء المهملة ـ العسكري ، أبو الحسن ، قال أبو عبد الله بن عيّاش : يقال له : ابن ريذويه(4) ـ بالراء المكسورة والياء المثنّاة من تحت الساكنة ـ مضطرب المذهب ، ضعيف ، روى عن الضعفاء ، لا يلتفت إليه ،صه (5) .

جش إلاّ الترجمة إلى قوله : ابن رويدة مضطرب الحديث ، وزاد : عنه أبو علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن منصور الصائغ(6) .

أقول : فيضح في هذه الترجمة : رويدة ، كما فيجش (7) ، ومضى في علي بن زيدويه ما ينبغي أن يلاحظ(8) .

__________________

(1) الوجيزة : 264 / 1272.

(2) عن رجال النجاشي : 353 / 947.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(4) في نسخة « م » : ريدويه.

(5) الخلاصة : 235 / 21.

(6) رجال النجاشي : 262 / 686.

(7) إيضاح الاشتباه : 221 / 403. وورد ضبط رويدة فيه في ترجمة علي بن محمّد بن جعفر بن رويدة : 215 / 379.

(8) وفيه نقلا عن الإيضاح : 226 / 423 ضبط ريذويه بالراء والياء المنقطة تحتها نقطتين والذال المعجمة والواو والياء المنقطة تحتها نقطتين ، واستظهر الفاضل عبد النبي الجزائري اتّحاده مع هذا ، حاوي الأقوال : 280 / 1622.

٥٢

وفيمشكا : ابن محمّد بن جعفر بن عنبسة ، عنه الحسين بن عنبسة(1) .

2085 ـ علي بن محمّد بن جعفر :

ابن موسى بن مسرور ، أبو الحسين ، يلقّب أبوه مملة ، روى الحديث ، ومات حديث السنّ ، لم يسمع منه. له كتاب فضل العلم وآدابه ، أخبرنا محمّد والحسن بن هدية قالا : حدّثنا جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا أخي به ،جش (2) .

أقول : ظاهرجش كونه إماميّا ، وكونه ذا كتاب في فضل العلم وآدابه يدلّ على فضله ، ورواية أخيه الثقة الجليل عنه على جلالته.

وفيمشكا : ابن جعفر بن موسى(3) ، جعفر بن محمّد بن قولويه عن أخيه عنه(4) ، انتهى. ولا يخفى ما فيه.

2086 ـ علي بن محمّد الحدادي :

يكنّى أبا الحسن ، صاحب كتب الفضل بن شاذان ، روى عنه التلعكبري إجازة ، لم(5) .

أقول : الظاهر أنّ هذا هو ابن محمّد بن جعفر وفاقا للنقد والمجمع(6) .

وفيمشكا : ابن محمّد الحدّاد ، عنه التلعكبري(7) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 218.

(2) رجال النجاشي : 262 / 685.

(3) في نسخة « ش » زيادة : ابن.

(4) هداية المحدّثين : 218.

(5) رجال الشيخ : 483 / 40 ، وفيه : الحدّاد ، وفي مجمع الرجال : 4 / 215 نقلا عنه : الحدّادي.

(6) نقد الرجال : 241 / 204 ، مجمع الرجال : 4 / 215.

(7) هداية المحدّثين : 218.

٥٣

2087 ـ علي بن محمّد بن حفص :

الأشعري ، أبو قتادة القمّي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وعمّر ، وكان ثقة ، وابنه أبو الحسن ابن أبي قتادة الشاعر ، وأحمد بن أبي قتادة أعقب ،صه (1) .

وزادجش بعد حفص : ابن عبيد بن حميد مولى السائب بن مالك ، ثمّ زاد : له كتاب ، محمّد بن خالد البرقي عنه به(2) .

وفيتعق على قوله : وابنه أبو الحسن ابن أبي قتادة : الصواب : ابنه الحسن بن أبي قتادة كما مرّ في ترجمته ، ومرّ هناك أنّ أبا قتادة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 (3) ، وهو الصواب كما في كتب الأخبار(4) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن حفص أبو قتادة الأشعري القمّي الثقة ، عنه محمّد بن خالد البرقي ، وموسى بن القاسم(5) .

2088 ـ علي بن محمّد الخلفي :

من أهل سمرقند ، ثقة فاضل ،لم (6) ،صه (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 102 / 61 ، وفيها : وابنه أبو الحسن بن قتادة الشاعر ، وفي النسخة الخطيّة منها : وابنه أبو الحسن ابن أبي قتادة الشاعر.

(2) رجال النجاشي : 272 / 713.

(3) عن رجال النجاشي : 37 / 74.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(5) هداية المحدّثين : 218.

(6) رجال الشيخ : 478 / 4 ، وفيه : الخلقي ، الخلفي ( خ ل ).

(7) الخلاصة : 94 / 17 ، وفيها : الخلقي.

٥٤

2089 ـ علي بن محمّد بن رباح :

النحوي ، روى عنه أبو همّام ، لم(1) .

وفيست : علي بن رباح(2) النحوي له كتاب النوادر ، يكنّى أبا القاسم ، أخبرنا جماعة ، عن التلعكبري ، عن علي بن همّام ، عن علي بن محمّد بن رباح(3) .

وفيتعق : لا يبعد أن يكون هذا ابن محمّد بن علي بن عمر بن رباح الآتي عنجش ، فإنّه يكنّى أبا القاسم(4) .

وفي الوجيزة : علي بن محمّد بن علي بن عمر بن رباح ، وقد يطلق عليه ابن محمّد بن رباح ، ثقة(5) (6) .

أقول : في النقد أيضا احتمل كونه ذلك(7) ، وفي الحاوي والمجمع جعلا لهما ترجمة واحدة ، فهما عندهما واحد(8) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن رباح ، عنه علي بن همّام(9) .

2090 ـ علي بن محمّد بن الزبير :

القرشي الكوفي ، روى عن علي بن الحسن بن فضّال جميع كتبه ، وروى أكثر الأصول ، روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه أحمد بن عبدون ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 486 / 59 ، وفيه : روى عنه ابن همّام.

(2) في المصدر : علي بن محمّد بن رباح.

(3) الفهرست : 96 / 414.

(4) رجال النجاشي : 259 / 679.

(5) الوجيزة : 265 / 1281.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(7) نقد الرجال : 243 / 223.

(8) حاوي الأقوال : 207 / 1069 ، مجمع الرجال : 4 / 217 و 221.

(9) هداية المحدّثين : 218.

٥٥

ومات ببغداد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وقد ناهز مائة سنة ، ودفن في مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لم(1) .

وفيتعق : مضى في ترجمة أحمد بن عبد الواحد أنّه لقي أبا الحسن علي بن محمّد القرشي المعروف بابن الزبير وكان علوّا في الوقت(2) .

والأقرب رجوع « كان » إلى علي ، والعلوّ ـ بالمهملة على ما في النسخ ـ الظاهر أنّ المراد به علوّ الشأن ، وإكثار رواية أحمد بن عبدون عنه قرينة ظاهرة(3) .

أقول : قال السيّد الداماد في حواشيه على د : علي بن محمّد بن الزبير هو ابن الزبير المعروف عند الأصحاب شيخ الشيوخ وراوية الأصول.

قالجش : كان علوّا في الوقت ، أي : كان غاية في الفضل والعلم والثقة والجلالة في وقته وأوانه ، انتهى.

وفي الوجيزة : ابن محمّد بن الزبير القرشي من مشايخ الإجازة ، يروي عنه الشيخ أكثر الأصول بتوسّط أحمد بن عبدون(4) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن الزبير ، عنه التلعكبري ، وأحمد بن عبدون.

والشيخ البهائي والسيّد محمّد في المدارك عدّا روايته في الصحيح(5) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 480 / 22.

(2) عن رجال النجاشي : 87 / 211.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237.

(4) الوجيزة : 264 / 1275.

(5) الذي عثرت عليه هو عدّ الرواية التي هو فيها من الموثّق أو الحسن ، فقد عدّ رواية زرارة والفضيل في الحبل المتين : 55 من الحسن ، وكذا رواية محمّد بن مسلم عن أحدهما ، وابن أبي عمير عن غير واحد في الحبل المتين : 70. كما وأنّ السيّد محمّد في المدارك :

٥٦

وهو عن علي بن الحسن بن فضّال(1) .

2091 ـ علي بن محمّد بن زياد :

الصيمري ،دي (2) . كر إلاّ : ابن زياد(3) . والظاهر الاتّحاد.

وفيتعق : هو كذلك ، وهو ابن زياد الصيمري المتقدّم ، ويأتي في علي بن محمّد الصيمري جلالته ، بل ووثاقته(4) (5) .

2092 ـ علي بن محمّد السمري :

من السفراء والنواب ، وجلالته تغني عن التعرّض لحاله ،تعق (6) .

2093 ـ علي بن محمّد بن شيران :

بالشين المعجمة والراء بعد الياء المثنّاة من تحت ، أبو الحسن الأبلّي ، كان أصله من كازرون ، سكن أبوه الأبلّة ، شيخ من أصحابنا ثقة صدوق ،صه (7) .

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : مات سنة عشر وأربعمائةرحمه‌الله ، كنّا‌

__________________

1 / 278 عدّ رواية زرارة ومحمّد بن مسلم من الموثّق.

(1) هداية المحدّثين : 218.

(2) رجال الشيخ : 419 / 25.

(3) رجال الشيخ : 432 / 3.

(4) عن مهج الدعوات : 273 ، وفيه : رويناه ذلك من كتاب الأوصياءعليهما‌السلام وذكر الوصايا تأليف السعيد علي بن محمّد بن زياد الصيمري. إلى أن قال : وكانرضي‌الله‌عنه قد لحق مولانا علي بن محمّد الهادي ومولانا الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما وخدمهما وكاتباه ورفعا إليه توقيعات كثيرة. إلى أن قال : وكان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدّما في الكتابة والأدب والعلم والمعرفة.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238 ، ولم يرد فيها : من السفراء والنواب.

(7) الخلاصة : 101 / 57.

٥٧

نجتمع معه عند أحمد بن الحسين(1) .

أقول : فيضح : الأبلّي ـ بفتح الهمزة وضمّ الباء المنقطة تحتها نقطة وتشديد اللام ـ كان أصله من كازرون ، سكن أبوه الأبلّة(2) ، انتهى.

وأمّا أحمد بن الحسين هذا فالظاهر أنّه ابن الغضائري ، وهو يدلّ على علوّ مرتبته ، مضافا إلى ما مضى في ترجمته.

2094 ـ علي بن محمّد بن شيرة :

القاساني ، أبو الحسن ، كان فقيها مكثرا من الحديث فاضلا ، غمز عليه أحمد بن محمّد بن عيسى وذكر أنّه سمع منه مذاهب منكرة ، وليس في كتبه ما يدلّ على ذلك ، سعد عنه بكتبه ،جش (3) .

وفيصه : علي بن محمّد القاساني أصفهاني من ولد زياد مولى عبيد الله بن عبّاس من آل خالد بن الأزهر ، ضعيف. قال(4) الشيخ : إنّه من أصحاب أبي جعفر الثاني الجوادعليه‌السلام . ثمّ قال : علي بن شيرة ثقة من أصحاب الجوادعليه‌السلام .

والذي يظهر لنا أنّهما واحد ، لأنّجش قال : علي بن محمّد بن شيرة القاساني أبو الحسن كان فقيها مكثرا من الحديث فاضلا ، غمز عليه أحمد ابن محمّد بن عيسى ذكر أنّه سمع منه مذاهب منكرة ، وليس في كتبه ما يدلّ على ذلك ، له كتب ، أخبرنا(5) علي بن محمّد بن شيرة القاساني بكتبه(6) ،

__________________

(1) رجال النجاشي : 269 / 705.

(2) إيضاح الاشتباه : 223 / 410.

(3) رجال النجاشي : 255 / 669.

(4) في المصدر : قاله.

(5) لا يخفى أنّ هنا سقط من قلمه الشريف الراوي لكتب علي بن محمّد وهو سعد ، كما سينبّه عليه المصنّف فيما يأتي.

(6) الخلاصة : 232 / 6.

٥٨

انتهى.

وعبارةجش قد مضت.

وأمّا كلام الشيخ فلم أجد إلاّ فيدي هكذا : علي بن شيرة ثقة(1) .

علي بن محمّد القاساني ضعيف أصبهاني من ولد زياد مولى عبد الله بن عبّاس من آل خالد بن الأزهر(2) ، انتهى.

وفيتعق : روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(3) ولم تستثن روايته ، وفيه إشعار بحسنه. وجش مدحه مدحا معتدّا به ، ويظهر منه إنكار ضعفه.

وأمّا الشيخ فالظاهر أنّ تضعيفه ممّا نقلهجش عن أحمد ، وحاله لا يخفى ، مع أنّه وثّقه أيضا ، واضطرب رأيه وظنّهما متغايرين ، وليس كذلك ، فارتفع الوثوق بتوثيقه وتضعيفه معا. وربما يقال : إنّ ثقة في كلامه مصحّف : يقال : والمعنى : علي بن شيرة يقال : علي بن محمّد القاساني ، فتأمّل.

وأمّا العلاّمة فالظاهر أنّ تضعيفه لترجيح تضعيف الشيخ على توثيقه ، بناء على تقديم الجرح ، مضافا إلى ما قاله أحمد وعدم ثبوت ما ينافيه عنجش ، وفيه ما لا يخفى ، فتأمّل(4) .

أقول : ما ذكره سلّمه الله من جلالة علي بن محمّد بن شيرة كلام حقّ لا مرية فيه ولا شبهة تعتريه ، إلاّ أنّ احتمال التعدّد ليس بذاك البعيد أيضا ، بل لا داعي للقول بالاتّحاد أصلا سوى الوصف بالقاسانيّة ، وهو كما ترى.

وصرّح المقدّس الصالح في شرح الكافي بالتغاير ونقله عن بعض‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 417 / 9.

(2) رجال الشيخ : 417 / 10.

(3) التهذيب 2 : 137 / 534 و 6 : 136 / 230 و 156 / 277 ، وفيها جميعا : علي بن محمّد القاساني.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

٥٩

أفاضل أصحابنا(1) ، وهو ظاهر الشيخ أيضا بل صريحه كما رأيت ، ولم يظهر منجش أيضا ما يخالفه.

وفيمشكا (2) : ابن محمّد بن شيرة الفقيه الثقة يعرف برواية(3) سعد عنه(4) ، فتأمّل.

ثمّ إنّي تصفّحت جخ ورأيت الأمر كما ذكره الميرزارحمه‌الله من عدم وجوده إلاّ فيدي ، ونبّه عليه في النقد والحاوي أيضا(5) .

وفي كلام العلاّمةرحمه‌الله سقط لم يتعرّضوا له(6) ، فتنبّه.

2095 ـ علي بن محمّد الصيمري :

كر (7) . ولا يبعد كونه ابن محمّد بن زياد الصيمري السابق عندي (8) .

وفيتعق : هو كذلك. وفي كمال الدين ذكره مترحّما وأنّه طلب من الصاحبعليه‌السلام كفنا فبعث إليه قبل موته بشهر(9) .

وفي الكافي : إنّ السائل علي بن زياد الصيمري(10) ، وهو أيضا قرينة الاتّحاد.

وفي مهج الدعوات : إنّ كتاب الأوصياء تأليف السعيد علي بن محمّد ابن زياد الصيمري. إلى أن قال : وكانرضي‌الله‌عنه قد لحق مولانا‌

__________________

(1) شرح أصول الكافي 2 : 167 / 3.

(2) في نسخة « ش » زيادة : أنّ علي.

(3) يعرف برواية ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) هداية المحدّثين : 218.

(5) نقد الرجال : 237 / 133 ، حاوي الأقوال : 283 / 1640.

(6) ذكرنا فيما تقدّم السقط الموجود في كلام العلاّمة.

(7) رجال الشيخ : 432 / 3.

(8) رجال الشيخ : 419 / 25.

(9) كمال الدين : 501 / 26 ، وفيه مترضّيا.

(10) الكافي 1 : 440 / 27.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

لكنّ عمرو بن العاص يلحّ على أبي يزيد، ويقول له: أنا صاحبك يوم رفْع المصاحف بصفِّين، وقد عرفتَ رأيي وإخلاصي لك، أقْدِمُ على ذلك، ولا يرهبك الموقف، ولم يبقَ من هذه الزمرة المـُجَافية لمجد بني عبد شمس إلاّ فلولٌ، وسوف تَنْهار عن قريب.. أَلَيْسَ القائل أبوك يوم دخل على عثمان، وهو لا يُبصر طريقه، هل في المجلس مَن يُخْشَى منه، فقيل له: أبدا،ً فقال اللّهم اجعل الأمر أمر جاهليّة، والمـُلك مُلْك غاصِبِيّة، واجعل أوتاد الأرض لبني أُميّة..

فمَن تخشى؟! لقد دانتْ لك القبائل، وأسْكَتَّ الأبطال. وقبرتَ الفُصَحاء، ثم انتهيتَ إلى أبي الأسود فتجنَّبْتَ أَمْرَهُ؟..

ولم يزل به حتّى أقْنَعَهُ، فأرسل خلفه. وجاءتْ الجلاوزة بأبي الأسود، وأُدخِل عليه.

فرحّب به معاوية. وأجلسه منه مَجلِساً لائقاً، ثم التفتَ إليه قائلاً:

يا أبا الأسود، خلوتَ أنا وعمرو فَتَنَاجَزْنَا في أصحاب محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقد أحببتُ أنْ أكون مِن رأْيِك على يقينٍ؟.

فقال أبو الأسود: سل ما بدا لك.

واعتدل معاوية في مجلسه، وقبض ابن العاص على لحيته يسرح بها، وعيناه تقدحان شرراً.

قال معاوية: يا أبا الأسود أيُّهم كان أحبّ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟

١٦١

فقال الدؤلي: أشدُّهم حبّاً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأوقاهم له بنفسه. فنظر معاوية إلى عمرو، وأشار إليه برأْسِه، وعاد إلى سؤاله قائلاً: يا أبا الأسود فأيُّهم كان أفضلهم عندك؟.

قال الدؤلي: أتقاهم لربّه، وأشدّهم خوفاً لِدِيْنِه.

فاغتاظ معاوية، وانتشرتْ على سِحْنَتِهِ كآبةٌ، وسُرّ ابن العاص لذلك، فإنّ الذي كان يتطلّبه، هو أنْ يُوْقِع الدؤلي في الفخّ، وهو منه لقريب.

- ثم التفتَ معاوية إلى أبي الأسود قائلاً: فأيُّهم كان أعلم؟

- قال أبو الأسود: أقْوَلَهُم للصواب، وأفْصَلَهُم للخطاب.

- وأيهم كان أشجع؟

- أعظمهم بلاء، وأحسنهم عناء، وأصبرهم على اللقاء.

- فأيّهم كان أوثق عند الرسول؟.

- مَنْ أوصى إليه فيما بعده.

- فأيّهم كان صديقاً للنبي؟.

- أوّلهم به تصديقاً.

فأقبل معاوية بوجهه إلى عمرو بن العاص، وهو متأثّر قائلاً: لا جزاك الله خيراً، هل تستطيع أنْ تردّ على ما قال شيئاً؟!

وخيّم على المجلس صمتٌ، برهةً من الوقت، ثمّ بدّده صوتُ أبي الأسود يخاطِب معاوية.

١٦٢

يا أبا يزيد، إنّي قد عرفتُ مِن أين أتيتَ، فهل تأذن لي فيه؟.

قال: نعم، فقل ما بدا لك.

فقال: إنّ هذا الذي ترى، هجا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأبياتٍ من الشعر، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): اللهمّ إنّي لا أُحْسِنُ أنْ أقول الشعر، فالْعن عمراً بكلّ بيتٍ لعنة، أفتراه بعد هذا نائلاً فلاحاً، أو مُدْرِكَاً رباحاً؟.. وايْمُ الله إنّ امرءاً لم يُعرف إلا بِسَهْمٍ أُجِيْلَ عليه فجال، لَحَقيقٌ أنْ يكون كليلَ اللسان، ضعيفَ الجِنَان، مُسْتَشْعِراً للاستِكَانَة، مُقارِنَاً للذُلّ والمـَهَانة، غيرَ ولوجٍ فيما بين الرجال، ولا ناظرَ في تسطير المـَقَال، إنْ قالتْ الرجال أصغى، وإنْ قامتْ الكرام أقعى(١) ، متعيص لدينه لعظيم دينه، غيرُ ناظر في أبهة الكرام، ولا منازِع لهم، ثمّ لمْ يزل في دجَّةٍ ظلماء مع قلّة حياء، يعامِل الناس بالمـَكر والخداع، والمـَكر والخداع في النار.

ولم يتمكّن ابن العاص من تحمّل هذا الكلام القارص، بل هاجم أبي الأسود قائلاً: يا أخا بني الدؤل، والله إنّك لأنت الذليل القليل، ولو لا ما تمّت به مِن حسب كنانة لاختطفْتُك من حولك، اختطاف الأجدل الحِدْيَة(٢) غير أنك بهم تطول وبهم تصول، فلقد استَطَبْتَ مع هذا لِسَاناً قوّالاً، سيصير عليك وبالاً.

____________________

(١) أقعى الكلب - جلس على إسته.

(٢) الأجدل: الصقر، والحِداة بكسر الحاء: طائر من الجوارح والعامّة تسمّيه الحدية.

١٦٣

وايْمُ الله إنّك لأعدى الناس لأمير المؤمنين قديماً وحديثاً، وما كنتَ قط بأشدّ عداوةً له منك الساعة، وإنّك لَتوالي عدوّه، وتعادي وليّه وتبغية الغوائل، ولئن أطاعني ليقطعنّ عنه لسانك، ولنُخرجنّ من رأسك شيطانك، فأنت العدو المـُطْرِق له إطراق الأُفعوان(١) في أصل الشجرة.

ونطّتْ عيون ابن العاص، واضطرب المجلس، ثم واصل حديثه قائلا ألستَ أنت القائل:

وإنّ عليَاً لكم مُصْحر

يُمَاثِلُهُ الأسد الأسودِ

أمَا إنّه أولُ العابدين

بمكةَ والله لا يُعْبَدِ

ولاحظ معاوية أنّ الجوّ قد تَكَهْرَبَ، فأسْكَتَ ابن العاص والْتفتَ إلى أبي الأسود قائلاً: أغرقْتَ في النّزْع، ولمْ تدعْ رجعةً لِصُلْحِك.

ثم التفتَ إلى عمرو، مُخاطِبَاً: فلم تُغرق، كما أغرقتَ، ولم تَبلغ ما بَلَغتَ غير أنّه كان من الابتداء، والاعتداء، والباغي أظلم، قوماً غير مطرودين..

فقام ابن العاص، وهو يقول:

لعمري لقد أَعْيَى القرونَ التي مَضَتْ

نَعْشُ ثوى بين الفؤاد كمين

وقام أبو الأسود، وهو يقول:

ألا إنّ عمراً رام ليثَ خَفْيَةٍ

وكيفَ ينالُ الذئبُ ليثَ عرينِ

____________________

(١) الأُفعوان، بضم الأوّل: ذكر الأفعى.

١٦٤

وانفضّ مجلس معاوية، وفي قلب ابن العاص أكثر من حقد يغلي على أبي الأسود، وقد فشل في مخططه، فقد كان يود أنْ يوقع بصاحب عليّ ويفري أوداجه بسيف معاوية.. لكنّ القدر لم يعثر في هذه المرّة، فقد كان لأبي الأسود قلب نابض، وإيمان صلد، فلم يهتم عندما جدّ الجِد أنْ يقول كلمته مهما كلّفه الأمر.

وكلمة الحق في ساعة المِحنة، كلمة الرجل الصادق المؤمن المجاهد في سبيل عقيدته.

١٦٥

١٦٦

جُوَيْرِيّة بْنُ مِسْهِر

١٦٧

١٦٨

سبقت الكوفة أخبار فيها الكثير من التشويش، وفيها الكثير من الرعب، لقد وَلِيَهَا زياد ابن أبيه من قبل معاوية. وهو يحثّ السير نحوها.

واستقبل القوم هذا النبأ بشيء من الوجوم، ماذا سيكون غَدُهُم مع هذا الوالي الجديد؟.

ولم يُطل التفكير بهم، فقد وصل زياد مدينة الكوفة وهو يحمل بين جنبَيه نفسيّة سيّده، حِقدٌ على كل شخص لا يحمل الولاء للأمويين، والطاعة لحكمهم، ومحاربة كل مَن يُظهر المحبة لعلي وآله.

وتجمّع المرتزقة حول زياد يوشون بهذا، ويتملّقون له بذاك وهو يفرش لهم مِن عوده طريقاً ملؤه الرياحين والآمال.

وعلى مقربة مِن القصر، مجلس يأوي إليه كلّ مُخْتَال نِفَاع.

قال واحد من تلك الحلقة: يا أبا طرفة هل لديك جديد للأمير؟.

حتّى الآن يا أبا كثير لم يمر على خاطري اسم جديد.

وقفز رجل مِن بينهم معتدل القامة، وقال: لقد تذكّرت شخصاً وهو ثقيل الظل علينا ما رأيكم، يا قوم في (جويريّة بن مسهر العبدي) فصفّق أصحابه له ارتياحاً.

١٦٩

وفي قصر الإمارة يتربّع زياد على دسّت الحكم، وحوله جمع من أعوانه ومساعديه، ويدخل الحاجب على أميره يستأذن لرجل من أهل الكوفة يطلب مقابلته على عجل.

ويدخل الرجل، وهو في هيئة مُفْتَعلة من الاهتمام، وقد لصق على شفتيه ضحكة متهرِّئة، كادتْ - مِن جرائها - أنيابه الطويلة تنطّ من وراء شعرات شارِبَيْه، ويقف بين يدي زياد.

أصلح الله الأمير: إني لك محب ولمعاوية مشفِق، ولا استطيع أنْ أكتم عنك خبراً يأكل في نفسي، كلّما رأيتُ عدوكم ينعم بالوجود.

ومسح زياد على لحيته، واصطنع بعينيه بعض اللامبالاة، ثم التفتَ إليه مُقْطِب الجبين، ورد عليه بشيء من الغلظة. قل يا رجل ولا تكتم. أنا اعلم إنّك لبني عبد شمس مُحِب، وقد أمرتُ الكاتب أنْ يزيد في عطائك.

وانتشرت على وجه الرجل فرحة تَنُمّ عن الرضا والقبول، لقد نال ما كان يتمنّاه. ومرّتْ عليه لحظات تصوَّرَ فيها زيادة عطائه، ثم أدرك أنّ الأمير على انتظار فقال له:

يا أمير: إنّ في القوم رجلاً لو تتبّعتَ الجميع، وبقي هذا لما فعلت شيئاً، لقد كان يحبّه عليٌّ، ويهواه حتّى قال الناس عنه: أتراه جعله وصياً له، كما يدّعي هو الوصيّة؟.

ولم يتمالك زياد مِن أنْ يتم الرجل الحديث، بل صرخ مُحتدِمَاً، قل: يا رجل ما اسم هذا الشخص.

وأطرق الرجل لحظة، كأنّه يتذكر اسمه جيداً، ثم رفع

١٧٠

رأسه، وقال: أصلح الله الأمير، اسم هذا الرجل (جُوَيْرِيَّة بْن مِسْهِر العَبْدِي) وقبل أنْ تنطبق شفتاه نادى زياد مدير شرطته، والشرر يتطاير من عينيه. وأمر بإحضار الرجل على الفور.

ووقف الواشي بين يدي زياد بِخُيَلاء وقال: لو يسمح سيدي الأمير أنْ أقوم بهذه المهمة، وآتي به الساعة إكراماً لفضل الأمير، وولاءً لسيدي الخليفة.

ولكنّ زياد اكتفى من الرجل بالإخبار، وأردف إليه: قم واذهب، وتعرّف على غيره، أمّا هذا فقد انتهى حسابه وعلينا تأديبه، ونكفيك أمره.

وخرج الرجل ينوء بثقل الوشاية، واستقبله قومه خارج القصر، فخفّوا إليه متسائلين عن جائزته، فقال: - وهو يمضغ الكلمات مضغاً -:

لقد وعد الأمير بزيادة عطائي.

وعرف أهالي الكوفة بطلب الأمير لجويريّة، وتحدّثوا عن مصيره ما شاء لهم الحديث، ورسموا عن مقتله صوراً شتّى، وكلُّ لِغَدِهِ مُرتقب.

وتمّ القبض على الرجل المطارَد، وانعقد المجلس في قصر الإمارة، ومِسْحة من حزنٍ تطفو عليه.

ووقف الرجل بقلب مِلْؤه الإيمان أمام زياد، وهو مشغول عنه يتحدّث مع بعض المقربين له، يعرّفه عَن مكانة جويريّة

١٧١

لدى الإمام علي (عليه السلام)، وعن موقفه من الأمويين.

لقد سمع الإمام يكرر على مسمع ومرأى من الناس: يا جويريّة ((الْحَقْ بي سريعاً، ألا تعلم أني أهواك، وأُحبّك..)).

وقطب زياد جبينه، وزمّ شفتيه، وطفتْ على سِحنته سحابةٌ دَكْنَاء من غيظ، ورمقَ جويريّة بنظراتٍ طويلة، يتطاير منها الشرر والهَلَع.

ثم صرخ بوجه جويريّة، وهو يَزبد ويَرعد: نعفو عنك يا رجل، لو أعلنتَ براءتك من علي بن أبي طالب، وإنْ امتنعتَ فالسيف ينتظر رقبتك، والعذاب يبلغ أهلك..

وانتفض الأسير من هول ما سمع، ثم التفتَ إلى زياد بكل بطولة قائلاً: أبِالموت تخوّفني يا بن مرجانة، ما أثقل ما طلبتَ لا كان ذلك أبداً.

فالتفتَ إليه زياد قائلاً: إذاً فأنت مستعدّ لأنْ تنال جزائك من القتل، وعن قريب ستنال ذلك. وقبل أنْ يُنهي زيادٌ كلامه، قفز دَعِيٌّ من الجالسين، وخاطب أميره قائلاً: لو أمر الأمير أسيره جويريّة أنْ يذكر كيف اخبره صاحبه علي عن مقتله.

قال جويريّة: قال أبو الحسن: ((والله ليقتلنّك العُتُلّ الزنيم وليقطعنّ يديك، ورجلَيك، وليصلبنّك تحت جذعٍ كافر)).

فضحك زياد وقال: سنحقق قول صاحبك فيك، وإنْ عزّ علينا تصديقه، ولكنّها أبشع قتلة. خذوه يا غلمان ونفّذوا فيه ما أُريد، اقطعوا يديه، ورجليه، زيادة في

١٧٢

تعذيبه، ثم اصلبوه على جذع، واتركوه عاريا؛ لتحرقه الشمس، إلاّ أنْ يتراجع عن قوله، فَيَدِيْن لمعاوية بالطاعة.

وسحبتْه الجلاوزة، وخيّم على المجلس ظلُّ كآبة، ودار همسٌ ثقيل بين بعض الجالسين.

شيء غريب طباع الناس. وإلى هذا الحد يبلغ الحقد في النفوس، لقد أوغل معاوية وولاته في تتبّع أصحاب علي، وقتلهم وتهديدهم..

والتفت رجل ذرف على الشيخوخة، وأضعفتْ صوتَه السنون، وقد سمع بهذه الظاهرة، فحاول أنْ يتقصّى أخبارها ودوافعها. وتحامَلَ على نفسه؛ لينهض فيصل إلى زياد، ويطيل النظر إليه، وعلائم الدهشة تبدو عليه، ويدير عينيه في المحتشدين حول الأمير، يتملّقون إليه، ويسبّحون بكلماته..

هؤلاء القوم كانوا بالأمس مع علي بن أبي طالبٍ، في صفّين وفي حرب النهروان، وفي الجمل. ما الذي أدارهم اليوم، وهم بالأمس يرون القتال في صفّ عليٍّ عبادة.

ثم تمالك على نفسه، وخاطب زياد بكل صرامة:

يا أمير: أمَا اكتفيت بالدماء التي أرقتها ظلماً من أصحاب علي، وهم بين صحابة الرسول، وتابعيه، وإذا كان لبيتِ أبي سفيان حساب مع الهاشميين فماذا ذنب هذه النفوس المؤمنة بالله ورسوله.

والله يا زياد إنّ الحساب لعسير إذا جدّ الجد، والظلم لن يدوم، وإنْ دام دمّر.. اتقِ الله أنت وسيدك في الشام من

١٧٣

الولوغ وراء هذه الروح الحاقدة، وسفك الدماء البريئة..

وضاق زياد بالمتحدّث، والتفتَ إلى أحد زمرته، مستفسراً مِمَّنْ الرجل؟.

ومدَّ الرجلُ عنقَه ليهمس في أُذُنِ الأمير، مِنْ مِذْجَح!! وكاد يفتك به لو لا تَدَخُّل بعض الأشخاص، الذين أشاروا عليه أنْ لا يثيرها مشاكل قبليّة فسكتَ على مضضٍ، وقطب وجهه..

وعاد الجلاد إلى مجلس زياد، وسيفه يقطر من دم الشهيد وهو يضع رأس جويريّة بين يديه، ولم يكنْ عند الوالي إلاّ خاصّته.

ورفتْ وحشةٌ على الجالسين، وأطرق زيادٌ قليلاً، ثم التفتَ إلى جلاّسه، وقال: يعجبني إخلاص أصحاب أبي ترابٍ لصاحبهم.. ليت لنا مثلهم، نُعطي ونُكرم، ونَأمر، ونُغَنِّي، ولم نملك واحداً مثل هؤلاء!!.

وتحدّث الناس في أندية الكوفة عن صمود جويريّة في سبيل عقيدته بكل تقدير وإعجاب، وعن وفاء هذا المؤمن، وما ضربه من أروع الأمثلة على ذلك..

( أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون ) ؟!..

صدق الله العلي العظيم

١٧٤

مُحَمَّد بْنُ أَبِيْ حُذَيْفَة

١٧٥

١٧٦

تعيش الشام زماناً في رَهَجِ الفرحة، هائجة الأعصاب، ثائرة الأطراف، لنْ يهدأ لها ليلٌ، ولا يقرّ لها نهار، تتماوج الناس في مجلس معاوية غادية ورائحة، مهنّئة أبا يزيد بمقتل علي. وقد أمر بهذه المناسبة - إمعاناً في الفرحة، وزيادة في الشماتة - أنْ تظهر عاصمة الأمويين بأحلى حُلّة وأجمل مظهر.

فالتأريخ قد فتح للأمويين، باباً واسعةً يطل منها معاوية وأطماعه تتراقص حوله، بصورة رائعة، ومَنْظر جذّاب.

ولقد تحققتْ أحلام أبي يزيد بعد جُهد جَهِيد، إذ اليوم الذي كان يرْقَبُهُ، أصبح في متناول يده، وسيعمل لأحياء آمال أبي سفيان ما وسعه الجهد، فقد قالها بالأمس، صريحةً دون خجلٍ وهو يدخل على عثمان، ويقوده أحد بطانته، ويلتفتُ للجالسين قائلاً: هل يوجد أحد يختشم فقيل له: لا، فقال: اللهمّ اجعل، الأمر أمر جاهليّة، والملك ملك غاصبيّة، واجعل أوتاد الأرض لبني أُميّة.

وعلى رَبْوَة الشام تنتظِم حَلَقَةٌ، تَلُمُّ مِنْ عِلِّيَةِ القوم شيوخها وكبارها، ويلتفتُ أحدهم إلى أصحابه فيقول لهم: ما ترون هل يسكت معاوية عن الخلافة بعد مقتل علي؟.

١٧٧

ويجيبه أحدهم وهو يلتفتُ يمنةً ويسرةً فكأنّه يُحاذِر أنْ يتصيّد حديثه أحد: إنّ آمال معاوية طويلة عريضة لا تنتهي إلى حدٍ.. إنّه لا يستقر حتّى يجتثَّ الجذور العلويّة المناوِئَة للأمويين، فأحقاد (بدر) لا تزال ريّانة الصدى في أعماقه، وذكريات (حنين) حيّةً ناميةً في ذهنه، تحزّ في نفسه وتثير في دخيلته اللوعة، ألا تراه لا يستقرّ في مجلسه إلاّ ويَغْرَق في الضحك، يصفّق فرحاً، ويرقص جَذَلاً، يأمر بقرع الطبول ونقر الدفوف، ويتمادى في فرحته، فيأمر بنثر الأموال على الجالسين، لقد سل القدر من عينيه سهماً كان يأخذ عليه نورَ حياته.

والتفتَ ثالث من الجالسين إليهم، وقد بدا مذعوراً غاضباً وحاول إن يتكلّم فخانتْه الكلمات، وأخيراً تمكّن من دفع بعض العبارات، مضطربةً تهتزّ من خوفٍ: يا قوم اتركوا هذا الحديث، ما لنا والدخول في أمر معاوية وعلي. أمَا تعلمون أنّ لمعاوية عيوناً، وآذاناً منتشرةً في كلّ مكان، وإنّ سجن الأمويين لا يطاق.

وخيّم على الجالسين صمتٌ ووجومٌ، وكأن المتكلم نقلهم لنفس السجن، وطال الصمتُ. وبدتْ على وجوه البعض منهم خطوط ألم وجزع، لقد أوغل ابن أبي سفيان في عداء علي (عليه السلام) ومحاربة أصحابه، رغم أنّه على علم من مكانة علي (عليه السلام) لكنّ الأسلوب الوحيد الذي اتخذوه في قلب الوضع في صالح الأمويين هو أُسلوب العنف والإرهاب.

١٧٨

فقد كتب معاوية إلى عماله في كل مكان إنْ لا يجيروا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، وكل من تقوم عليه البينة أنّه يحب عليّاً وأهل بيته يُمحى من الديوان، ويسقط عطائه ورزقه، ومَن اتُّهم بموالاة علي، أو مَنْ يساعد هؤلاء المحبين عليّاً، فيُنَكّل به، وتُهْدَم داره، وتُسْبَى عِيَالُه.

وهذه الحرب النفسيّة من جهةٍ، والمطاردة العنيفة مِن جهةٍ أُخرى كانتْ لها أثر في تقوية مركزهم.

فلقد قيل لمروان بن الحكم: مالكم تسبّون عليّاً على المنابر بهذا الشكل وهذا الأسلوب؟

فيردّ الصَلِفُ بكلّ صراحة: إنّه لا يستقيم لنا الأمر إلاّ بذلك!!

وليس هذا فحسب، بل إنّ ابن العاص يُعَدِّد فضائل علي في كتاب يردّ به على معاوية، فيقول:

(وأمّا ما نسبتَ أبا الحسن، أخا رسول الله، ووصيّه إلى البغي والحسد على عثمان. وسمّيْتَ الصحابة فَسَقَة، فهذا كَذِبٌ وغُوَايَة، ويحك يا معاوية، أمَا علِمْتَ أنّ أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، هو منّي وأنا منه، وهو منّي بمنزلة هارون، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، وقال فيه يوم الغدير: ((ألاَ مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه. اللهمّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَن عاداه، وانْصُر مَن نَصَره، واخْذُل مَن خذله)).

لكنّ الملك، ومعاوية يتهالك على المـُلك، ويريدها ملكاً

١٧٩

عضوضاً، ولا يبالي إذا كان الحكم متهرّءاً والإسلام مخذولاً.

وقبل أنْ يتفرّق المجلس، إذْ بصديقٍ أقبل عليهم، يخبرهم أنّ معاوية في مجلسه، وقد طلب محمّد بن أبي حذيفة؛ ليزفّ إليه خبر مقتل إمامه علي..

ورغم أن محمداً لا يبتعد عن معاوية، فهو قريبٌ له، لكنّه مِمّن عرف عليّاً حقّ المعرفة، ولازمه ملازمةَ الظل، وعُدّ من أصحابه الخُلّص، وهو بعد هذا ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، ولقد وُلد بأرض الحبشة عند هجرة أبيه أبو حذيفة، من فضلاء المهاجرين، شهد مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلّ غزواته، وقُتل يوم اليمامة، واختصّ محمّد بصحبةِ علي، وكان من أشد الناس تأليباً على عثمان، وكان يُنكر عليه جمعه للأمويين، وتوزيع أموال المسلمين عليهم.

وولِيَ محمّد مصر من قبل الإمام علي، وثم وَلِيَها قيس بن عبادة ثم (وليها الأشتر، ثم وليها محمّد بن أبي بكر، ومحمّد ابن أبي حذيفة لم يتغيّر على الإمام علي، بقي في مصر.

وزحف عمرو العاص بِجُنْده على مصر لاحتلالها، وضعفتْ مقاومة ابن أبي بكر أمام قوّة الأمويين الهائلة، وأُلقِي القبض على محمد.

وعمرو بن العاص وبطانته، بلغ بهم الحقد على الإمام علي وصحابته بحيث لم يحفظوا لأَحَدٍ من الصحابة قداسةً، فقد حكموا على محمد بن أبي بكر بالقتل، والحرق، ونفذ ابن العاص - وهو الناقم - حكمَه القاسي دون أنْ يحفظ لأبي بكر حرمةً، فقد قُتل وأُدخِل في جِلد حِمار ثم أُحرق.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189