اجازات الحديث

اجازات الحديث18%

اجازات الحديث مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 314

اجازات الحديث
  • البداية
  • السابق
  • 314 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115059 / تحميل: 6589
الحجم الحجم الحجم
اجازات الحديث

اجازات الحديث

مؤلف:
العربية

اجازات الحديث

الشيخ محمد باقر المجلسي الاصبهاني

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

(وله الحمد والمجد)

الحديث (أو السنة) ثانى الدليلين - بعد القرآن الكريم - من الادلة التي تستند عليها الشريعة الاسلامية وتستوحي منها الاسس التشريعية وما أوجب الله تعالى من الاحكام على العباد بتبليغ من الرسول الكريم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ان من الطبيعي أن يهتم المسلمون المعاصرون للعهد النبوي بما يأمر النبي وينهى وما يفعله في حياته العامة والخاصة، لانهم اعتقدوا أنه لا ينطق عن الهوى بل هو منبعث من الوحي الالهي، كما أن لهم فيه أسوة حسنة يدعوهم إلى ما فيه خير الدنيا والاخرة.

ان المسلمين الصحابة لم يزالوا يلهجون بما قاله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أو فعله، فينقلون ما سمعوه وشاهدوه إلى من لم يكن حاضرا معهم، ويصدرون على ضوء الاقوال والافعال فتاواهم وآراء‌هم، ويأمرون غيرهم باتباعها لانها - كما يعتقدون - هي شريعة الله تعالى ودينه الذي أمر نبيه بتبليغه، وكانت قضاء فصل عند اختلافهم في أمر من أمور دينهم ودنياهم.

وانتقلت هذه السنة من الخلف إلى السلف محفوفة بالاهتمام الكبير، وقد وضع

٣

لحفظها من تلاعب الايدي ومخاريق الكذابة وأصحاب الدجل والنفاق - فيما بعد عصر الرسول - أسس خاصة تميز الحق من الباطل والصدق من الكذب وتدل على ما يمكن الاخذ به أورده مما أثر من هذه السنة الطاهرة أو ما ألصق بها.

ونحن - معاشر الشيعة الامامية - نرى أن أقوال الائمة المعصومينعليهم‌السلام وأفعالهم كالمأثور عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله على حد سواء، وذلك لان النبي بنفسه أوصى باتباع القرآن والعترة في كثير من الاحاديث المروية في أمهات مؤلفات المسلمين عامة مصرحا بأنهما لا يتفرقان حتى يردا عليه الحوض، وحث الامة على اقتفاء أثر أهل بيته في مناسبات تتجاوز العشرات قد تناقلها المسلمون منذ العصر الاول إلى يوم الناس هذا.

بالاضافة إلى أن أهل البيت أدرى بما في البيت، وقد أخذوا علومهم عن علىعليه‌السلام الذي لم يزل مع النبي منذ مولده إلى أن توفى الله تعالى نبيه لم يفارقه في حال من الاحوال، بل زق الرسول علمه لعلي زقا وصرح فيه بأنه باب مدينة علمه ولابد أن يؤتى من هذا الباب، وهذا يعنى أنه لم يعرف الهدى من الضلال الا من هذا الطريق.

نعم اننا نعتقد أن أحاديث الائمة المعصومينعليهم‌السلام هي أحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لم تختلف عنها في شئ، ان أسندوها اليه أو لم يسندوها.

فاننا عندما نروي عن الصادقعليه‌السلام حديثا انما نرويه عن النبي وان لم يصرح بذالك الامام الصادق عند التحدث به، لاننا مأمورون بذلك في أحاديث القرآن والعترة ولانه أثر عنهم أن ما يتحدثون به فهو مروى عن آبائهم عن جدهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

لقد اهتم أصحاب الائمةعليهم‌السلام برواية الحديث وتدوينه في كتب ومدونات

٤

كبيرة وصغيرة حفظا لها من النسيان والضياع، ثم صحت عزيمة علمائنا الاجلاء بجمعها في مجاميع تنسقها في موضوعاتها وتصونها عن التشتت، فظهرت فيما بعد عصر الائمة مؤلفات حديثية هامة كان من أجلها الكتب المعروفة الاربعة (الكافي) و (من لايحضره الفقيه) و (الاستبصار) و (التهذيب)، ثم تتابعت الجهود في الرواية والتدوين بالاصول المقررة عند علماء الحديث.

ومن علمائنا البارزين في هذا الميدان - بالاضافة إلى أثره البين في مجالات علمية أخرى - شيخ أرباب الحديث في القرون المتأخرة العلامة الثبت الثقة شيخنا المولى محمد باقر المجلسى الاصبهانى، فانه - تغمده الله برحمته ورضوانه - عمل من جهتين لحفظ التراث الحديثي واحياء ما كاد أن يندثر منه، وهما: ١ - جمع الاحاديث الموزعة في المؤلفات الحديثية الكبيرة والصغيرة بتنسيق وتبويب موسع في موسوعته الكبرى (بحار الانوار)، بالاضافة إلى جملة من الايات المناسبة التي بدأ بها أبواب الموسوعة، وفسر الايات وشرح الاحاديث بما يلزم من التفسير والشرح لتبيين المقاصد والمداليل.

وبعمله هذا لم شتات أحاديث أهل البيت من مختلف المصادر القديمة وصانها عن الاندراس والتلف بسبب الغفلة عن تلك المصادر، لان اكثرها غير مشهورة أو غير موفرة.

ومن جهة أخرى يسر مهمة الباحثين الموسوعيين الذين يرومون التوسع في الرجوع إلى الروايات الواردة في الابواب العقائدية والاخلاقية وغيرها من بقية الموضوعات الدينية.

٢- أما الطريقة الثانية التي عمل فيها المجلسي لحفظ التراث، فهي تربية مجموعة كبيرة من التلاميذ وتدريبهم على علوم الحديث بقراء‌تها وكتابة مصادرها ومقابلة نسخها وتصحيحها حسب مواضعات المحدثين لهذا الغرض.

فيذكر بعض

٥

المؤرخين أنه كان يحضر في مجلس درسه ألف طالب يتدارسون فيه كتب الحديث ويتدربون على تعليم علومه.

ومن هنا نرى بين المخطوطات وفرة نسخ كتب الحديث - وخاصة الكتب الاربعة وكتاب بحار الانوار - التي عليها تصحيحات وبلاغات بخط المجلسي وفي أواسطها وأواخرها بلاغات وانهاء‌ات واجازات هي وثائق قراء‌ة أولئك التلامذة هذه الكتب عنده.

ان المرء ليعجب بالبركة التي رزق الله تعالى هذا الرجل في عمره، وكثرة ما حفظت من هاتيك النسخ الحديثية بجهوده العلمية في الاقراء والتصحيح والمقابلة.

مع العلم أن هذا النشاط التربوي - حسب تواريخ الاجازات الموجودة - كان منذ نحو سنة ١٠٧٠، وكانت هذه الفترة من عمر المجلسي فترة زعامته الروحية ومرجعيته الكبرى وشيخوخة الاسلام التي تعني ادارة الحوزات العلمية والاشراف على العلماء في جميع أقطار ايران.

رأينا - ونحن على أعتاب ذكرى مرور ثلاثمائة عام على وفاة العلامة المجلسي - أن نشترك في تكريمه وتعظيمه، وفاء‌ا لبعض حقه على الامة بما قدم من جهود عظيمة في احياء تراث أهل البيتعليهم‌السلام .

فصح العزم على جمع مابقي من الاجازات التي كتبها في مختلف الكتب لتلامذته والدارسين لديه، ذلك لان جمعها تظهر جانبا جديدا من جوانب عظمة المجلسي أغفله المؤرخون له، ولعل اغفالهم جاء‌ت نتيجة لتشتت هذه الاجازات في المكتبات العامة والخاصة وصعوبة الوصول اليها وتصويرها ونسخها ثم جمعها في مجموعة خاصة.

٦

اننا بدأنا بجمع هذه الاشتات ولازالت ترافق أعمالنا تشجيعات سماحة سيدنا آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفى المرعشى - دام ظله الوارف - الذي لم يزل يسأل كلما حضرنا لديه عن الجديد الذي وجدنا من الاجازات والعدد التي بلغت وأين كان المصدر لما وجد جديدا.

ان تشجيعه المستمر كان دافعا لنا في الفحص الجاد، حتى زرنا بعض المدن لهذا الغرض وطلبنا من جملة من المكتبات الكبيرة تصوير مالديها من الاجازات، فتجمع من مجموع صلاتنا بالاشخاص والمكتبات هذه المجموعة التى يحدها القارئ العزيز ماثلة بين يدية.

مع أننا نعلم أن هناك اجازات أخرى لم يرض أصحابها اطلاعنا عليها أو منعتنا الموانع من نسخها أو تصويرها.

جمعت هذه المجموعة من الاجازات والانهاء‌ات والبلاغات التى كتبها العلامة المجلسي بخطه في كتب الحديث المقروء‌ة عليه أو مما نقلت في بعض المصادر صورتها ولم نعثر على أصلها بخطه.

رتبت حسب الترتيب الحروفي لاسماء المجازين مع اضافة تراجم قصيرة لهم بأن يذكر المتراجم باسمه ويترجم بما تيسر مع العناية بما قرأه لدى المجلسي، ثم تثبت الاجازة أو الاجازات التى كتبها له تباعا، مع رقم خاص للمجازين الذين بلغوا (٨٤) شخصا ورقم مسلسل للاجازات التى بلغت (١١٥) اجازة.

ثم جمعت صور الصحائف التي كتب المجلسي اجازته بخطه فيها لتكون وثائق تاريخية لما كتب بخطه ويجدها القارئ مجموعة في مكان واحد.

ثم فهارس عامة كان الغرض من صنعها افادة المراجعين في دراسة شيوخ الاجازة ونوعية اهتمام المجلسي بكتبه ومؤلفاته التى ذكرها في اثناء الاجازات.

٧

هذا، وأرى من الفرض علي أن أقدم شكري المتواصل للمرجع الدينى الورع سماحة آية الله العظمى السيد شهاب النجفي المرعشي دام ظله العالى الذي توالت تشجيعاته الابوية علي، كما وأشكر ولده الاخ العلامة السيد محمود المرعشي الذي وفر الامكانات لطبع الكتاب في سلسلة مطبوعات مكتبتهم العامة.

وأود أن أضيف تقديرى وشكري للسادة العلماء والاخوان الاساتذة أصحاب المكتبات العامة والخاصة الذين أمدوني بصور عن الصحائف التى هى بخط العلامة المجلسى من مخطوطات مكتبتهم، فان هذا كان عونا علميا لي لابد من الاشادة به والشكر له.

والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على محمد النبى وآله السادة الغر الميامين.

٨

(١) مولانا ابن على ابن علي

قرأ على العلامة المجلسي جملة من كتب الحديث، ومنها " الصحيفة السجادية " فأجازه في أولها في أواسط شهر شوال سنة ١٠٧٢.

(الكواكب المنتثرة - مخطول، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٧)

٩

[١] بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على عباده الذين اصطفى.

أما بعد: فقد قرأ علي المولى الفاضل التقي الالمعي الاخ في الله المحبوب لوجه الله مولانا ابن علي وفقه الله تعالى لمراضيه، سماعا في أدعية الصحيفة السجادية مع ما ألحق بها، صلوات الله على من ألهمها، في مجالس آخرها أواسط شهر الله المكرم من شهور سنة [اثنتين] وسبعين وألف.

وأجزت له زيد توفيقه أن يرويها عني مع سائر ماسمعه منى بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة صلوات الله عليهم.

وكتب بيمناة الداثرة أفقر عبادالله محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما بالنبي وآله المطهرين، حامدا مصليا مسلما.

(توجد على " الصحيفة السجادية " في مكتبة الحسينية التسترية بالنجف الاشرف - رقم ٢٤، عن فهرس المكتبة المخطوط للشيخ أسدالله اسماعيليان)

١٠

(٢) مولانا ابوالبقاء

ابوالبقاء قرأ على العلامة المجلسي شطرا وافيا من العلوم الدينية، ومما قرأ عليه كتاب " تهذيب الاحكام " فكتب له اجازة في كتاب الحج منه في شهر ربيع الاول سنة ١٠٧٤.

(زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٧)

١١

[٢] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده [الذين اصطفى] أما بعد: فان الاخ في الله المحبوب لوجه الله المبتغي لمرضاته مولانا ابوالبقاء وفقه الله تعالى، لما طال تردده الي ومذاكراته لدي وأخذ مني شطرا وافيا من العلوم الدينية، استجازني فيما أخذ عني من أخبار أعلام الدين وخلفاء الله في الارضين وأهل بيت سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.

فأجزت له بعد الاستخارة أن يرويها عني، لاسيما الكتب الاربعة لابي جعفرين المحمدين الثلاثةرضي‌الله‌عنهم وشكر الله مساعيهم، بأسانيدي العديدة المتصلة إلى مؤلفيها، آخذا عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى وسلوك سبيل أئمة الهدى عليهم الصلاة والسلام، وعدم الميل إلى طريق أهل الضلالة والعدى وان مال اليها أهل الهوى التاركين الاخرة للدنيا، وأن لا ينساني في خلواته وأن يستغفر لي في حياتي وبعد موتي.

وكتب المذنب العاثر الخاسر ابن الغريق في بحار رحمة الله محمد تقي

١٢

قدس الله روحه محمد باقر عفى الله عن جرائمهما بمحمد وآله الطاهرين، في شهر ربيع الاول سنة أربع وسبعين بعد الالف، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب الحج من " تهذيب الاحكام " في مكتبة المجلس النيابى بطهران - رقم ٤٧)

١٣

(٣) الامير ابوطالب الطباطبائى

ابوطالب بن ابى المعالي الحسنى الحسينى الطباطبائي الاصبهاني قرأ على العلامة المجلسي كثيرا من العلوم العقلية والنقلية، ومما قرأ عليه كتاب " من لايحضره الفقيه " فأجازه في آخره، وكتاب " الكافي " فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب الزكاة منه.

١٤

ويبدو من اجازة المجلسي أن صاحب الترجمة تتلمذ أيضا على بعض تلامذته وأقاربه وقرأ عليهم جملة من كتب الحديث.

(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ١١)

١٥

[٣] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه السيد الايد الحميد الحسيب النجيب اللبيب الاديب الاريب الفاضل المدقق الذكي الرضى الامير ابوطالب بن السيد المبرور الامير ابوالمعالي الحسني الحسينى وفقه الله تعالى للعروج على أعلى معارج الكمال من العلم والعمل وصانه عن الخطأ والخطل، سماعا مني وقرأ [ة] علي وممن انتمى الي مع كثير من العلوم العقلية والنقلية.

فأجزت له كثر الله أمثاله أن يروي عني هذا الكتاب المستطاب وسائر كتب الاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار صلوات الله عليهم، بأسانيدي المتصلة إلى مؤلفيها، وهي اكثر من أن أحصيها له: فمنها ما أخبرني به عدة من الافاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام نورالله ضرائحهم، منهم والدي العلامة طبيب الله تربته، عن شيخهم شيخ الاسلام والمسلمين بهاء‌الملة والحق والدينقدس‌سره - إلى آخر أسانيده المسطورة في كتبه المعروفة، فليروها عني بتلك الطرق وغيرها مراعيا لشرائط الرواية طالبا أقصى مدارج الدراية داعيا لي ولمشايخي في مآن الاجابة.

١٦

وكتبه بيده الداثرة لوازرة أفقر العباد الى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب الزكاة من " الكافى " في مكتبة الحسينية التسترية بالنجف الاشرف - رقم ٨٠٢)

١٧

(٤) الشيخ احمد البحرانى

احمد بن محمد بن يوسف بن صالح الخطي المقابى البحراني خطي الاصل مقابى المنشأ والتحصيل.

تتلمذ في أكثر العلو على أبية الشيخ محمد المقابى والمير محمد مؤمن بن دوست محمد الاستر ابادي صاحب كتاب " الرجعة ".

وصف بأنه كان علامة فهامة زاهدا عابدا ورعا كريما تقيا فقيها محدثا، تصانيفه تشهد بعلو كعبه في المعقول والمنقول والفروع والاصول، مع بلاغة وفصاحة في التعبير والتحرير.

وشعره في غاية الجودة والجزالة.

١٨

قال عنه الشيخ سليمان الماحوزي: كان أعجوبة زمانه ذكاء‌ا وفضلا ونادرة عصره كمالا ونبلا، بلغ من الكمالات قاصيتها وملك من التحقيقات ناصيتها، حضرت درسه الفاخر فصادفته كالبحر الزاخر، تتلاطم أمواجه ويتدفق عذبه لا اجاجه..وكان أعبد من رأيناه في عصرنا وأشرفهم في الاخلاق.

وقال الشيخ يوسف البحراني: وعندي أنه أفضل علماء بلادنا البحرين ممن عاصره وتأخر عنه بل وغيرهم، وقد ذكر بعض تلامذته في رسالة له أنه في سفره إلى اصبهان كان المولى الفاضل محمد باقر الخراسانى صاحب " الكفاية " و " الذخيرة "

١٩

يخلو معه في الاسبوع يومين للمذاكرة معه والاستفادة منه.

يروي عن جملة من المشايخ: منهم والده الشيخ محمد بن يوسف المقابى والمير محمد مؤمن الاستر ابادى والعلامة المجلسي وقد أجازه عند سفره إلى اصبهان وأدرجت الاجازة مبتورة في مجلد اجازات " البحار ".

ويروى عنه الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني، والمولى ابوالحسن الشريف العاملي الفتوني.

له " رياض الدلائل وحياض المسائل " و " الرموز الخفية في الدقائق المنطقية " و " المشكاة المضيئة " في المنطق و " وجوب صلاة الجمعة عينا " ورسالة في " استقلال الاب بولاية البكر البالغة الرشيدة " و " البداء " و " الحسن والقبح العقليان ".

توفي سنة ١١٠٢ (أو ١١٠٠) بطاعون العراق مع أخويه الشيخ يوسف والشيخ حسين في حياة أبيه ودفن في جوار الامامين الكاظمينعليهما‌السلام .

(علماء البحرين ص ٧٧، جواهر البحرين ص ٩٦، امل الامل ٢ / ٢٨ لؤلؤة البحرين ص ٣٧، الفيض القدسى ص ٩١، أنوار البدرين ص ١٤٠، الكواكب المنتثرة - مخطوط، مخطوط، اعيان الشيعة ٣ / ١٧٢ زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ١٢

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ومن أقلقه مهمّ معجز فليقل «يا الله ويا رحمن ويا رحيم» عقيب صلاة العصر من يوم الجمعة إلى الغروب، ثمّ يسجد ويطلب حوائجه من قاضيها.

وخواصّهما الظاهريّة أكثر من أن تحصى.

وأمّا الباطنيّة فكثيرة أيضا :

منها : أنّه لو أخذ عددهما بالبسط التزبيريّ مع ملاحظة الواو العطفيّ من دون بسط يطابق عددهما مع عدد «هو إله حليم ساتر العيب أوّاب».

ومنها : أنّه لو أخذ عدد «يا رحمن» يطابق عدد «يا ربّ حسيب حيّا» وهو مطابق مع عدد «سيّد معبود عليّ» ؛ فلو بسط العبارة الأولى بالبسط التكسيريّ المقلوبيّ يظهر في بعض السطور «بحر سحاب» ليدلّ على أنّ قطرات سحاب رحمته كالبحر، وفي بعضها «حيّ برّ سابح» ليدلّ على أنّه القائم بنفسه، الراحم بعباده، السابح السائر في سفائن بحور رحمته، وفي بعضها «يا حبيب يا حاسر»، وفي بعضها «يا سحيب بارّ حيّ»، وفي بعضها «يا حيّ حريّ».

ومنها : أنّه لو بسط «الرحيم» بالتزبيريّ ثمّ بالبخسيّ ثمّ بالتخلّصيّ ثمّ بالأوّل يظهر من بعض السطور «كاف لأهل فدا» إشارة إلى أنّ الرحمة الرحيميّة خاصّة بالمؤمنين الّذين يشرون أنفسهم وأموالهم ابتغاء وجه الله، مضافا إلى قوله تعالى :( أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ ) (١) .

ومنها : أنّ عدده مطابق مع «يا هو ويا سامع الدعاء».

ومنها : أنّ عدده موافق مع «يا هو جبّار مجيب».

ومنها : أنّه لو أخذ عدده الصغير يوافق عدد «جاد واحد ودود».

__________________

(١) الزمر : ٣٦.

٤١

المرصد الثاني : في كشف الحجاب عن معانيهما

فنقول : هما من الأوصاف المشبّهة، وفيهما معنى المبالغة، وهي في «الرحمن» أبلغ لكثرة مبانيه، وهي دالّة على كثرة المعاني على ما قاله الشيخ البهائيّ والقاضي البيضاويّ.

وبالجملة : هما مأخوذان من الرحم، ومنه يؤخذ الرّحم لمنبت الولد.

قال الكفعميّ في «المصباح» : الرحمة لغة رقّة القلب وانعطاف يقتضي التفضّل والإحسان، ومنه الرّحم لانعطافها على ما فيها.

ونقل عن المرتضى رحمه الله أنّه قال : ليست الرحمة عبارة عن رقّة القلب والشفقة، إنّما هي عبارة عن الفضل والإحسان والإنعام.

قال : فعلى هذا يكون إطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة، وعلى الأوّل مجازا.

ونقل عن أحمد بن فهد رحمه الله أنّه قال : إنّ رقيق القلب من الخلق يقال له رحيم، لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقّة، وأقلّها الدعاء للمرحوم والتوجّع له، وليست في حقّه تعالى كذلك، بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه(١) .

أقول : الرحمة لها معان كثيرة على الاشتراك ؛ تختلف باختلاف المواضع :

فمنها : «النعمة» كما قال :( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) (٢) .

__________________

(١) مصباح الكفعميّ : ٣١٧.

(٢) الأنبياء : ١٠٧.

٤٢

ومنها : «الرزق» كما قال :( ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ ) (١) .

ومنها : «النفع» كما قال :( وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ ) (٢) .

ومنها : رقّة القلب، كما قال : «لن يرحموكم».

وبالجملة ؛ إطلاق الرحمة على «الله» بالمعاني الاول شائع، وبالمعنى الأخير غير ذائع، فالقول بأنّ إطلاق «الرحمن» على «الله» تعالى مجاز بلا حقيقة بعيد، والاشتراك يدفعه، فتأمّل.

فلذا قيل : هي ـ أي «الرحمة» ـ إذا استعملت في «الله» عبارة عن برّه وإحسانه، وفي العباد عبارة عن رقّة القلب.

فظهر أنّ إطلاق «الرحمة» على الحقّ ليس مجازا، لكن «الرحمن» اسم خاصّ به تعالى لا يطلق على غيره، لأنّه قائم مقام «الله» لقوله :( ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ) (٣) فلذا قيل : «الرحمن» علم لا صفة. و «الرحيم» غير خاصّ به، لإطلاقه عليه وعلى غيره.

وبينهما فرق آخر وهو أنّ «الرحمة» الرحمانيّة عامّة وسعت كلّ شيء، وهي على ما قاله الطبرسيّ إنشاؤه إيّاه وخلقهم وإعطاء الوجود به و «الرحمة» الرحيميّة خاصّة بالمؤمنين، فلذا قال :( وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) (٤) وهذا معنى ما روي من أنّ «الرحمن» اسم خاصّ بصفة عامّة

__________________

(١) الإسراء : ٢٨.

(٢) يونس : ٢١.

(٣) الإسراء : ١١٠.

(٤) الأحزاب : ٤٣.

٤٣

«والرحيم» اسم عامّ بصفة خاصّة(١) .

وفي المجمع عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ لله عزّ وجلّ مائة رحمة، وإنّه أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسّمها بين خلقه ؛ بها يتعاطفون ويتراحمون، وأذخر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة(٢) .

وفيه أيضا : إنّ الله قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة.

والأخبار في وفور رحمته الرحيميّة لعباده ؛ سيّما لامّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في الدنيا والآخرة كثيرة متواترة.

فائدتان :

الاولى : قال العلّامة الطبرسيّ في مجمع البيان : إنّما قدّم «الرحمن» على «الرحيم» لأنّ «الرحمن» بمنزلة الاسم العلم بحيث لا يوصف به إلّا الله.

أقول : وتقديم «الرحمن» على «الرحيم» إنّما هو لعموم فيه، وفي قوله : «سبقت رحمته غضبه » دلالة عليه ؛ إذا الرحمة الرحيميّة للمؤمنين عذاب وغضب للكافرين، وما قيل من أنّ الرحمة الرحمانيّة إنّما هي في الدنيا والرحيميّة في الاخرى، فلذا قدّم «الرحمن» على «الرحيم» لتقدّم الاولى على الثانية ليس بوجيه، لما قاله الطبرسيّ من أنّ وجه خصوص «الرحيم» بالمؤمنين هو ما فعله بهم في الدنيا من التوفيق، وفي الآخرة من الجنّة

__________________

(١) مصباح الكفعميّ : ٣١٧، المقام الأسنى : ٢٩.

(٢) الصراط المستقيم ٣ : ٦٩، الطرائف ٢ : ٣٢٢، نهج الحقّ : ٣٧٤.

٤٤

والإكرام وغفران الذنوب والآثام.

فظهر من كلامه رحمه الله أنّ الرحمة الرحيميّة ليست خاصّة بالآخرة، إلّا أن يقال إنّ ما يصدف المؤمن في الدنيا من النعم المتواترة هو بالرحمة الرحمانيّة، وإلّا يلزم تخصيص تلك الرحمة بالكفّار، وهو بعيد.

الثانية : نقل الكفعميّ في «المصباح» و «الرسالة الواضحة» عن السيّد المرتضى رحمه الله أنّ «الرحمن» يشترك فيه اللغة العربيّة والعبرانيّة والسريانيّة، و «الرحيم» مختصّ بالعربيّة(١) .

أقول : ولفظ الجلالة أيضا يشترك فيه العربيّة والسريانيّة، وقال بعض : هو سريانيّ معرّب.

قال الطبرسيّ رحمه الله : وما حكي عن تغلب أنّ لفظة «الرحمن» ليست بعربيّة، وإنّما هي ببعض اللغات مستدلّا بقوله تعالى :( وَمَا الرَّحْمنُ ) (٢) إنكارا منهم لهذا الاسم، فليس بصحيح، لأنّ هذه اللفظة مشهورة عند العرب، موجودة في أشعارها.

أقول : وجه عدم الصحّة إنّما هو نفي المسمّى وإنكاره لا الاسم. فليتأمّل.

خاتمة :

قالت الصوفيّة: العبد مكلّف بالتخلّق بمقتضى مفهوم اسمه، لأنّ الأسماء تنزل من السماء، فمن كان اسمه «عبد الله» ينبغي عليه أن يتخلّق بجميع الصفات الكماليّة حتّى يتجلّى الله فيه بجميع أسمائه وصفاته. قال

__________________

(١) مصباح الكفعميّ : ٣١٧.

(٢) الفرقان : ٦٠.

٤٥

صلّى الله عليه وآله وسلّم : خير الأسماء «عبد الله» و «عبد الرحمن»(١) . وقال الله تعالى :( لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ ) (٢) ويؤيّده :( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) (٣) .

مظهر اسم أعظم است آن شاه

بحقيقت يكى است عبد الله

ومن كان اسمه «عبد الرحمن» ينبغي عليه أن يتخلّق بالرحمة الواسعة، ومن كان اسمه «عبد الرحيم» ينبغي أن يتخلّق بالرحمة الرحيميّة.

دوستان را به لطف بنوازد

دشمنان را به قهر بگدازد

وعلى ذلك قس سائر الأسماء.

وهنا تفاصيل ذكرت في المفصّلات، والحمد لله حقّ حمده.

__________________

(١) الخصال ١ : ٢٥٠.

(٢) الجنّ : ١٩.

(٣) الأنفال : ١٧.

٤٦

الفصل الثاني

في بعض ما يتعلّق بقوله تعالى( الْحَمْدُ لِلَّهِ )

وفيه مقامات.

المقام الأوّل : في إعرابه وما يتعلّق به

فنقول : كان «الحمد» في الأصل مصدرا لفعل يجانسه فزحف العامل وبقي معموله مرفوعا بالعامل المعنويّ وهو الابتدائيّة ؛ كما هو اللغة المشهورة، بل ادّعى الطبرسيّ على ذلك إجماع القرّاء، أو منصوبا على المصدريّة للمحذوف كما نقل عن الشواذّ، والمختار الأوّل، لإفادة العموم في «الحمد» لجميع الخلق، بخلاف الثاني لما فيه من تخصيصه بالمتكلّم فقط ؛ قاله الطبرسيّ أيضا.

وفيه نظر، لأنّ لزوم التخصيص مختصّ بما لو قدّر «أحمد الحمد» على صيغة التكلّميّ الفرديّ، وأمّا لو قدّر «نحمد» فلا يضرّ العموم، وتخصيص الأوّل بالتقدير كما صنعه رحمه الله تخصيص بلا مخصّص وهو قبيح، فالأحسن أن يقال : ترجيح الرفع فيه إنّما هو إنساء الفعل المحذوف، فكأنّه لم يحذف، بل «الحمد» مبتدأ، فعدم ارتكاب الحذف أولى لمجازيّة الحذف،

٤٧

بل أقول : القول بالحذف هنا منويّا ومنسيّا غير حسن، لأنّ الفعل دالّ على التجدّد والحدوث، وكون «الحقّ» محمودا في زمان دون آخر غير مرضيّ، بل كان محمودا في أزل الآزال وهو الكبير المتعال.

وما قاله الحكيم أيضا في حواشي «البهجة» عند خطبة الجلال السيوطيّ وهي «أحمدك اللّهمّ على نعمك وآلائك ...» : فلمّا كان هذا الكتاب من النعم المتجدّدة ناسب أن يؤتى فيه بما يدلّ على الجدّيّة، هذا بخلاف «كتاب الله» العزيز، فإنّه قديم لم يحدث ولم يتجدّد، فالاسميّة به أنسب، غلط في مذهبنا الإماميّة، لأنّ القرآن عندنا حادث، ليس بقديم، للأدلّة والبراهين الّتي ذكرناها في علم الكلام، وهنا أبحاث كثيرة لا يسعها المقام.

ولو قلنا أنّ القول بالحذف وجعل «الحمد» مبتدأ أحسن، لما فيه من الدلالة على أنّ حمده تعالى مصاحب لجميع الأزمنة ؛ محقّقة كانت أم مقدّرة، سواء كان في الأزل أم في الحدوث، يعني : أنّه كان محمودا حيث ما كان حامد وحيث كان، لكان حسنا لكنّه غير محتاج إليه.

ونقل عن بعض كسر «الدال» ولا وجه له إلّا الاتّباع والمجاورة للام من الجلالة إن قلنا بجواز ذلك مطلقا، وأمّا لو منعناه مطلقا أو قلنا بجواز الاتّباع للثاني في حركة الأوّل خاصّة لتبادر اتّباع هذا دون العكس، فلا، وكذا لو منعنا اتّباع المعرّب للمبنيّ للاختلاف بين حركتهما أو قلنا بتخصيص الاتّباع مع الضعف في كلمة واحدة ؛ كما قاله الطبرسيّ رحمه الله.

ونقل عن ابن جنّي أنّه قال : في كسر «الدال» وضمّ «اللام» هنا دلالة شديدة على شدّة ارتباط المبتدأ بالخبر، لأنّه اتّبع فيهما ما في أحد الجزءين

٤٨

ما في الجزء الآخر، وجعل بمنزلة الكلمة الواحدة.

وبالجملة ؛ وعلى كلّ التقادير الأظهر أنّ «اللام» فيه للجنس وهو مطلق الحقيقة أي حقيقة الحمد وجنسه لله. ويؤيّده عدم جواز الاستثناء فيقال : الحمد لله إلّا حمد فلان ؛ إذ هو محمود كلّ حامد، وحمد دونه حمد له.

وفي الكافي : عن عليّ بن الحسين عليهما السلام أنّه قال : يقول الله لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلانا. فيقول : بل شكرتك يا ربّ. فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره، ثمّ قال عليه السلام : أشكركم لله أشكركم للناس(١) إلى آخره.

وقيل : «اللام» للاستغراق، ويظهر من بعض كلمات أصحابنا عدم الفرق بينه وبين الجنس، لكن الفرق هو أنّ الجنس طبيعة واحدة، فلا يجوز الاستثناء دون الاستغراق، فيجوز عنه الاستثناء ؛ كما في قوله :( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) (٢) الآية.

وقيل : «اللام» للعهد، قال المقداد على ما نقل عنه الكفعميّ : ليست بعهديّة، لعدم تقدّم معهود، وفيه نظر، لأنّ المراد «بالحمد» هو الحمد المعهود عند الله اللائق بجلاله.

قال إبراهيم الكفعميّ في «الرسالة الواضحة» : قد يمكن أن يكون في كلام عليّ عليه السلام : لو شئت أن أوقر بعيرا من قوله «الحمد لله» لفعلت. فإنّ الحمد هو الثناء، والثناء يكون بإثبات الكمال تارة وسلب النقص

__________________

(١) الكافي ٢ : ٩٩.

(٢) العصر : ٢ ـ ٣.

٤٩

اخرى، وتارة الاعتراف بالعجز إدراكه، وتارة بإثبات الكمال والتفرّد، دلالة على أنّ «اللام» في «الحمد» للجنس.

أقول : هذا الأثر لا يمحّض «اللام» للجنسيّة، لأنّ ذلك يشمل الاستغراق الحقيقيّ أيضا، فلا دلالة. فليتأمّل.

وأمّا قوله تعالى( لِلَّهِ ) فظرف متعلّق بالفعل المحذوف وهو «حقّ» أو «استقرّ» أو «خصّ» أو نحو ذلك ممّا يناسب المقام على ما اختاره الطبرسيّ، لأنّ الأصل في الجمل، الفعليّة، فتقدير الفعل أولى.

وقيل : الاسم مقدّر وهو «مستقرّ» أو «خاصّ» أو نحوهما.

ويؤيّده أيضا : ما أسلفناه من أنّ حمده تعالى غير متجدّد، بل هو قديم، فهو المحمود في أزل الآزال والمتفرّد بالجمال والكمال، فعدم تقدير الفعل الموضوع للحدث أولى. لكنّ الأقوى عندي جواز الوجهين عند عدم وقوع الحذر في كلّ مواضع، والفعل بعد الموصول، والاسم بعد إمّا وإذ المفاجاتيّة، وهذا التفصيل مختارنا في «المصابيح».

فائدة :

نقل الطبرسيّ رحمه الله عن الشواذّ ضمّ «اللام» من «لله» تبعا «للدال» وفتح الدال وكسر اللام، ونقل عن سيبويه أنّ الأصل في هذه «اللام» الفتح، لأنّ الحرف الواحد لا حظّ له في الإعراب، ولكنّه يقع في أوّل الكلمة ولا يبتدئ بساكن، فاختير له الفتح، لأنّه أخفّ الحركات، إلّا أنّهم كسروها لأنّهم أرادوا أن يفرّقوا بين لام الملك ولام التوكيد، إذا قلت المال لهذا أي في ملكه، وأنّ المال لهذا أي هو هو، وإذا أدخلوا هذه «اللام» على مضمر ردّوها

٥٠

إلى أصلها وهو الفتح، لأنّ اللّبس قد ارتفع، وذلك لأنّ ضمير الجرّ مخالف لضمير الرفع.

فائدة أخرى :

قد عنونوا في الكتب النحويّة أنّ للام الجارّة معاني كثيرة :

أوّلها : «الاستحقاق» وهو يتحقّق إذا وقعت «اللام» بين الوصف والذات ؛ كما في «الحمد لله» و «العزّة لله»، وفي حكمه الاختصاص ؛ كما في قوله : «الجنّة للمؤمنين» والملك ؛ كما في قوله :( لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (١) ويشابه الملك التمليك، كقولك «وهبت لك هذا» والفرق بينهما هو الفرق بين الفعل والانفعال. فتدبّر.

قيل : «اللام» في قوله :( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) (٢) شبه التمليك.

وثانيها : «التعليل» ويسمّى بالعلّة والسبب ومن أجله أيضا ؛ كما في قوله :( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ) (٣) واللام في قوله :( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ) (٤) تعليليّة متعلّقة بقوله :( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ) والقول بأنّها متعلّقة بقوله :( فَجَعَلَهُمْ ) نظرا إلى أنّ السورتين في مصحف أبيّ سورة واحدة منقول عن بعض، وعن آخر تعلّقها بمحذوف وهو «أعجبوا».

وثالثها : «القسم» كما في قوله :( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (٥) .

__________________

(١) آل عمران : ١٨٩، المائدة : ١٧ و ١٨ و ١٢٠، النور: ٤٢،الشورى : ٤٩، الجاثية : ٢٧، الفتح : ١٤.

(٢) الشورى : ١١.

(٣) الإنسان : ٩.

(٤) قريش : ١.

(٥) الحجر : ٧٢.

٥١

ورابعها : «الصيرورة» وهي لام العاقبة ؛ كما في قوله :( لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا ) (١) إلى آخره.

وخامسها : «الغرض» كما في قوله( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (٢) ذكره بعض كالكفعميّ، وهو كالتعليل ظاهرا.

وبالجملة ؛ أقسام اللامات كثيرة لا يليق ذكرها [بهذا] الموجز.

خاتمة :

قال القرّاء : وصل الميم من «البسملة» باللام من «الحمد» مستحبّ، ويرقّق اللام من( لِلَّهِ ) إذا قدمته الكسرة، ويفخّم إذا سبقته الفتحة أو الضمّة.

قال الطبرسيّ رحمه الله : إنّما تغلّظ لام «الله» إذا تقدّمته الضمّة أو الفتحة تفخيما لذكره، وإجلالا لقدره، وليكون فرقا بينه وبين ذكر اللات.

أقول : الترقيق والتفخيم معمولان في اللام أيضا، وهما غير واجبين عند الفقهاء، والظاهر أنّ القرّاء يوجبونهما. فليتأمّل.

المقام الثاني : في فضيلة الحمد لله والشكر له، وكيفيّة ذلك

على ما يظهر من الأخبار

فنقول : إنّ الله عزّ وجلّ قد حمد نفسه في مواضع كثيرة، ومواقع غير محصيّة، فيجب علينا شكره وحمده ؛ إذ هو المنعم الحقيقيّ، وهو الّذي أسبغ علينا من نعمه المتظاهرة، وآلائه المتواترة، ومننه المتعاقبة، ووجوب

__________________

(١) القصص : ٨.

(٢) الذاريات : ٥٦.

٥٢

شكر المنعم ممّا حكم به العقل الكامل، ولا يخفى أنّ فائدة الحمد ليست عائدة إليه تعالى، بل إلى العبد ؛ إذ به يزيد الله نعمه عليه، فلذا قال :( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) (١) فلك الحمد يا من له في كلّ نفس من الأنفاس، وخطرة من الخطرات منّا منه منن لا تحصى، وفي كلّ لحظة من اللحظات نعم لا تنسى، وفي كلّ حال من الحالات عائدة لا تخفى.

وفي الكافي : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزيادة(٢) .

أقول : ويؤيّده قوله تعالى :( لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ويعضده أيضا : ما فيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أعطي الشكر أعطي الزيادة.

وفيه عنه عليه السلام : ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتمّ كلامه حتّى يؤمر له بالمزيد(٣) .

أقول : قوله «فعرفها» إلى آخره، مخفّفا أي علم وعقد بقلبه أنّها من عند الله ويسمّى ذلك بالحمد الباطنيّ الجنانيّ.

قوله «وحمد الله ظاهرا» إلى آخره، إشارة إلى الحمد اللّسانيّ الّذي يظهر باللسان بقوله مثلا «الحمد لله» ونحوه. ولعلّ ذلك معنى قوله تعالى :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٤) أي : أظهرها بلسانك موافقا لما عقدت عليه.

قوله «حتّى يؤمر» إلى آخره، متعلّق بقوله «ما أنعم الله» إلى آخره.

__________________

(١) إبراهيم : ٧.

(٢) الكافي ٢ : ٩٥.

(٣) الكافي ٢ : ٩٥.

(٤) الضحى : ٤.

٥٣

وفيه أيضا : عنه عليه السلام قال : شكر النعمة اجتناب المحارم، وتمام الشكر قول الرجل : الحمد لله ربّ العالمين(١) .

أقول : وقوله «تمام الشكر» أي ما يتمّ به بحيث لو فقد لنقص كنقصان البدن بلا رأس، وهذا معنى ما روي بأنّ «الحمد رأس الشكر»(٢) .

وفيه : عنه عليه السلام : شكر كلّ نعمة عظمت أن تحمد الله(٣) .

وفيه : عن أبي بصير قال : قلت له عليه السلام : هل للشكر حدّ إذا فعله كان شاكرا؟ قال : نعم. قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كلّ نعمة عليه في أهل ومال(٤) .

وفيه : عنه عليه السلام : ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله إلّا أدّى شكرها(٥) .

وفيه أيضا : عنه عليه السلام قال : ما أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه إلّا أدّى شكرها(٦) .

أقول : فيه إشارة إلى الشكر الباطنيّ، وهو المراد بأداء الشكر، لكنّه ناقص أيضا إلّا مع ضميمة الحمد باللسان، وكذا الظاهري ناقص إلّا بضميمة الباطنيّ.

__________________

(١) الكافي ٢ : ٩٥.

(٢) مجموعة ورّام ٢ : ١٠٦.

(٣) الكافي ٢ : ٩٥، الخصال ١ : ٢١.

(٤) الكافي ٢ : ٩٥.

(٥) الكافي ٢ : ٩٦.

(٦) الكافي ٢ : ٩٦.

٥٤

وفيه : عن حمّاد بن عثمان قال : خرج أبو عبد الله عليه السلام من المسجد وقد ضاعت دابّته، فقال : لئن ردّها الله عليّ لأشكرنّ الله حقّ شكره. قال : فما لبث أن اتي بها، فقال : الحمد لله. فقال قائل له : جعلت فداك، أليس قلت لأشكرنّ حقّ شكره؟ فقال : ألم تسمعني قلت : الحمد لله(١) .

أقول : قد يظنّ البادئ بذلك الحديث اتّحاد الحمد والشكر، وليس كذلك، لأنّ ذلك من مواضع الاجتماع، وسيجيء التفصيل.

المقام الثالث : في التفرقة بين الحمد والشكر والمدح على طريق الإجمال

فنقول : الحمد اللغويّ هو الثناء بالجميل الاختياريّ على قصد التبجيل مطلقا، والمراد بالحمد الاختياريّ الأفعال الحسنة الّتي تنشأ من المحمود على طريق اختياره، أي بحيث لو أراد تركها لقدر، كذا قيل. وفيه نظر، لعدم شمول ذلك المحامد الربّانيّة الّتي بها يحمد صفاته الذاتيّة هي عين الذات، لأنّه قد حقّق في مقامه أنّ تلك الصفات لا يمكن نفيها عنه تعالى ؛ إذ في نفيها يلزم نفي الذات، فصفاته تعالى موجبة ؛ قاله بعض.

أقول : وفيه أنّه إذا ثبت كون الصفات عين الذات، فالجميع ذات واحدة على سبيل التحقّق، فيصدق أن يقال : العلم هو الله مثلا، فالقول بإيجاب الصفات مستلزم لإيجاب الذات، وقد حقّقنا في علم الكلام خلافه، فلذا قيل : إنّ الاختياريّ معناه المنسوب إلى الفاعل المختار، فالمراد بالجميل الاختياريّ الفعل الحسن الّذي كان فاعله مختارا، وبذلك يدفع ما قيل من أنّ

__________________

(١) الكافي ٢ : ٩٧.

٥٥

التعريف مخدوش ؛ إذ الحمد على حسن زيد وشجاعته مثلا خارج منه ؛ إذ هما من الصفات اللازمة، لأنّ المراد بالجميل الاختياريّ ما كان صاحبه مختارا، وزيد فاعل مختار في سائر أفعاله.

ويمكن أن يقال إنّ الاختياريّ ليس وصفا للجميل، بل هو للثناء، ومن ذلك يخرج حمد المكره في حمده. فليتأمّل.

والحمد الصناعيّ هو الشكر اللغويّ المعبّر عن فعل يلوح عن تعظيم المنعم لنعمته مطلقا، وهو الحمد المذكور في الأخبار السابقة.

والمراد بالنعمة : الأفعال الحسنة المتعدّية بالغير ؛ فالشجاعة ليست بنعمة لغير الشجاع، وأمّا له فنعمة، لأنّها من جانب الله، وكذا الوجود ونحوه ممّا أعطانا الله.

وأمّا الشكر الصناعيّ ؛ عبارة عن صرف العبد جميع ما أنعمه الله في بدنه، وفي ماله في موضعه ؛ فاللسان للذكر والأقوال الحسنة، والعين للنظر إلى الصنائع وحفظها من النظر إلى المحارم، والقلب لله فكذلك، والمال للإنفاق، وغير ذلك، فلذا ورد من «أنّ شكر النعمة اجتناب المحارم ...» إلى آخره.

والمدح هو القول المنبئ عن عظم حال الممدوح مع القصد إليه ؛ قاله الطبرسيّ.

ولا يشترط كون الممدوح مختارا عاقلا، فلذا قيل : الحمد لا يكون إلّا لمن يعقل، والمدح يكون له ولغيره.

ونقل عن المقداد أنّه قال : الحمد صفات الكمال الاختياريّ، والمدح ذكر الكمال مطلقا. انتهى.

٥٦

ويؤيّد عدم الشرطيّة، قولهم : مدحت اللؤلؤ لصفاتها، ومدحت الفرس لسرعة مشيه، لكن كثيرا ما يستعمل في العاقل المختار.

ومنه :

كريم متى أمدحه أمدحه والورى

معي وإذا ما لمته لمته وحدي

ومنه يظهر تقابل المدح مع اللوم، لكنّه ليس بوجيه ؛ إذ هو مقابل الهجاء.

قال الكفعميّ : الحمد والمدح إخوان ؛ لأنّ الحمد مقلوب المدح.

أقول : ذلك بالبسط التكسيريّ بالصدر المؤخّر.

وبالجملة ؛ قد ظهر ممّا سبق أنّ بين الشكر اللغويّ والحمد الصناعيّ ترادف، وبين الحمد والمدح عموم مطلق ؛ إذ كلّ حمد مدح لا بالعكس. وقد علمت، وبين الحمد اللغويّ والشكر الصناعيّ عموم من وجه، لإفراد الحمد في قوله تعالى :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ) (١) لعدم سبق نعمة، وإفراد الشكر في قوله :( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) (٢) إذ المتبادر من العمل، العمل بالجوارح كالصلاة ونحوها، واجتماعهما في قوله :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ ) (٣) انتهى.

فائدة :

قد خطر ببالي انتفاء الحمد الصناعيّ في كلّ ما نسب إلى الله ؛ لأنّ لفظة

__________________

(١) الإسراء : ١١١.

(٢) سبأ : ١٣.

(٣) إبراهيم : ٣٩.

٥٧

«الله» قد وضع للذات الجامع لجميع الصفات الكماليّة، فلا يخلو من معنى الوصفيّة، وقد حقّق في مقامه أنّ تعليق الحكم بالوصف مشعر بعلّيّة المأخذ له، يعني : علّة وجود الحكم، هو الوصف العارض للمحكوم عليه.

فإذا قيل : أكرم العبّاد لا غيرهم، يفهم أنّ علّة الإكرام هي العبادة واتّصافهم بها، وقولك : «الحمد لله» أي الحمد خاصّ له لا يستحقّه غيره، لأنّه هو المستجمع للصفات، فعلّة الحمد هي الاستجماع المذكور. ويؤيّده قولهم هذا كدعوى الشرّ بالبيّنة والبرهان، فعلى هذا لا يمكن أن يقال : الحمد صناعيّ ؛ إذ الصناعيّ على ما قلتم حمد كان علّته النعمة، وقد حقّقنا أنّ العلّة غيرها، وحينئذ يلزم استعمال المشترك في معنييه على فرض الاجتماع. فليتأمّل.

خاتمة :

قد علمت أنّ الحقّ تعالى هو المنعم فيجب شكره وحمده، ولا يخفى أنّ الشكر لا يتحقّق ولا يؤدّي إلّا بمعرفة المشكور ليشكر بما يناسب حاله، فشكر الحقّ غير ممكن إلّا بمعرفته، فهي واجبة على كلّ مكلّف، وطريقها إثبات وجوده تعالى أوّلا بالعقل، ثمّ توحيده تعالى بأقسامه ثانيا، ثمّ صفات الكمال والجمال والجلال له ثالثا، ولجميع ذلك تفاصيل مذكورة في المفصّلات، وسيجيء بعضها إن شاء الله عن قريب، والحمد لله.

٥٨

الفصل الثالث

في تفسير قوله تعالى( رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )

وفيه مراصد وخاتمة.

المرصد الأوّل : في إعرابه

فنقول : القراءة المشهورة المعمولة بها جرّ «الربّ» ليكون بدلا لقوله «لله» بدل المطابق، ويحتمل كونه صفة له، واختاره الطبرسيّ أيضا، وفيه نظر ؛ إذ المطابقة المعتبرة بين الموصوف والوصف مفقودة هنا، لتعريف الأوّل دون الثاني، لأنّ «الربّ» صفة مشبّهة، وإضافتها لفظيّة، وهي لا تكتسب التعريف.

والقول بأنّ معنى «الربّ» ماض، فالإضافة معنويّة ؛ كقوله( فاطِرِ السَّماواتِ ) (١) إلى آخره، مخدوش للزوم ذلك عدم كونه تعالى ربّا ومربّيا للعالم في الحال والاستقبال، بل الربّ من صفات الذات إن عني به السيّد، ولو عني به المدبّر لخلقه فمن صفات الفعل، فلا يصحّ أيضا نفي تدبيره في سوى الماضي، إلّا أن يراد من التدبير : التدبير التقديريّ لا التكوينيّ. فليتأمّل.

__________________

(١) الأنعام : ١٤.

٥٩

ويمكن أن يجاب ـ بل هو المتعيّن ـ بأنّ أسماء الله تعالى معارف كلّها في نفسها لا بواسطة، ألا ترى أنّه قال الطبرسيّ «اللام» في الجلالة مزيدة للتفخيم والتعظيم، ومن زعم أنّها للتعريف فقد أخطأ ؛ لأنّ أسماء الله تعالى معارف. انتهى.

فعلى هذا لا ضير في كون «الربّ» مجرورا لكونه نعتا للربّ، وممّا يؤيّد تعريفه عدم استعماله في غيره تعالى بدون الإضافة، بل هو ممّا يخصّ به تعالى عند إضافته «للعالمين».

وممّا يؤيّد النعتيّة : ما روي عن زيد بن عليّ عليه السلام أنّه قرأ رب العالمين بفتح «الباء» نظرا إلى قطع الوصفيّة ونصبه للمدح مفعولا، ولا يجوز القطع في غير الوصف، بل هو ممّا يقطع وينصب على المفعوليّة إن لم يكن منصوبا، ويرفع على تقدير المبتدأ إن كان منصوبا أو مجرورا.

قال الطبرسيّ : ومن نصب رب العالمين فإنّما ينصب على المدح والثناء، كأنّه لمـــّـا قال( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) استدلّ بهذا اللفظ على أنّه ذاكر لله، فكأنّه قال : أذكر ربّ العالمين، فعلى هذا لو قرأ في غير القرآن «ربّ العالمين» مرفوعا على المدح أيضا لكان جائزا على معنى هو ربّ العالمين. انتهى.

وبالجملة ؛ لا ينبغي أن يقرأ «الربّ» إلّا مجرورا سواء كان بدلا أم صفة.

واختلف في العامل فيه، بل في كلّ تابع ؛ فقيل : العامل هو العامل في المتبوع، ونسبه الأزهريّ إلى الجمهور، ونقل نسبته إلى سيبويه عن بعض، وذلك غير مطّرد لتخالفه في نحو «يا زيد العالم» إذ يلزم دخول الياء على المحلّى باللام، وهو ممنوع إلّا فيما استثني، إلّا أن يقال بقاعدة الاغتفار المعروف فلا ضير، وحذف العامل في البدل خاصّة، قول نادر بل ضعيف

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314