اجازات الحديث

اجازات الحديث12%

اجازات الحديث مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 314

اجازات الحديث
  • البداية
  • السابق
  • 314 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115105 / تحميل: 6605
الحجم الحجم الحجم
اجازات الحديث

اجازات الحديث

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

(٧٨) الملولى محمد نصير المجلسى

محمد نصير بن عبدالله بن محمد تقي بن مقصود علي المجلسي الاصبهاني فاضل قليل النظير عالم جامع.

تتلمذ على عمه العلامة المجلسي شطرا وافيا من العلوم العقلية والنقلية والادبية ومما قرأ عنده كتاب " الكافى " فأجازه فيه في شهر محرم سنة ١٠٧٨.

له " ترجمة فتن البحار " و " حاشية الروضة البهية " و " اثبات رؤية الجن " (رياض العلماء ٣ / ٢٣٧، الفيض القدسى ص ١٢٣، الكواكب المنتثرة - مخطوط)

٢٨١

[١٠٥] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله خيرة الورى أما بعد: فقد استجازني قرة عيني وثمرة قؤادي ومن له بين عشائري خالص حبى وودادي ابن أخي محمد نصير صانه الله الحفيظ القدير عن مزالق التقصير بعد أن قرأ علي وسمع مني وأخذ عني شطرا وافيا من العلوم النقلية والعقلية والادبية حتى فاز في عنفوان شبابه باحراز قصب السبق في ميادين الفضل من بين أشباهه وأقرانه.

فاستخرت الله وأجزت له دام تأييده أن يروي عني كل ما صحت لي اجازته وروايته من مصنفات الخاصة والعامة من كتب التفاسير والاحاديث والفقه والكلام والاصول والصرف والنحو والمنطق والمعانى وكتب معرفة الرجال والتجاويد وغير ذلك مما اشتمل عليه اجازات أصحابنا رضوان الله عليهم، لاسيما الكتب الاربعة في الحديث لابى جعفرين المحمدين الثلاثة قدس الله أرواحهم التي عليها المدار في تلك الاعصار، وطرقي اليها جمة أوردتها في آخر مجلدات كتاب " بحار الانوار " ولنذكر منها أوثقها وأعلاها.

وهو ما أخبرني به جماعة من العلماء الاعلام وعدة من الفضلاء الكرام،

٢٨٢

منهم والدي العلامه قدس الله أرواحهم، بحق روايتهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين العاملي، عن والده الجليل الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي، عن الشيخ السعيد العالم الرباني زين الملة والدين المشتهر بالشهيد الثاني، عن شيخه الاجل نور الدين علي بن عبدالعالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني، عن الشيخ النبيل ضياء الدين علي، عن والده السعيد الشهيد شمس الدين محمد بن مكي، عن الشيخ الكامل فخر الدين ابي طالب محمد، عن والده العلامة جمال الملة والحق والدين الحسن بن يوسف ابن المطهر، عن شيخه المحقق نجم الملة والدين ابى القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد، عن السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ أبى الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ العماد ابى جعفر محمد بن ابى القاسم الطبري، عن الشيخ الجليل ابى علي الحسن، عن والده شيخ الطائفة المحقة ورئيسها ابى جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ العالم الكامل المفيد محمد بن محمد بن النعمان، عن شيخه ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن شيخه القمقام ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكلينى نور الله ضرائحهم أجمعين وحشرهم مع الائمة الطاهرين.

وبالاسناد عن الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق ابى جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القميرحمه‌الله .

فليرو عني مصنفات هؤلاء الكرام وغيرهم من مؤلفي الخاصة والعامة بالاسانيد والطرق التى اشتملت عليها اجازات أسلافنارضي‌الله‌عنهم ، لاسيما اجازات العلامة والشهيدين والشيخ حسن رفع الله درجاتهم.

وليرو عني ما أفرغته في قالب التصنيف ونظمته في سلك التأليف، لاسيما،

٢٨٣

كتاب " بحار الانوار " المشتمل على أخبار الائمة الاطهار وشرحها وكتاب " مرآة العقول " في شرح الكافي وكتاب " ملاذ الاخيار لشرح تهذيب الاخبار " وكتاب " الفرائد الطريفة لشرح الصحيفة " وكتاب " عين الحياة".

وآخذ عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى والاحتياط التام في النقل والفتوى وترك المراء والجدال ورعاية الاخلاص في العلم والعمل والسعي في بذل العلم لاهله وأن لاينساني حيا وميتا من الدعاء في محله.

وكتب بيمناه الجانية الفانية أفقر عباد الله إلى رحمة ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما في شهر محرم الحرام من شهور سنة ثمان وسبعين بعد الالف من الهجرة المقدسة على هاجرها وآله الطاهرين ألف ألف صلاة وتحية.

٢٨٤

(٧٩) مولانا محمد يوسف القزوينى

محمد يوسف بن بهلوان صفر القزويني عالم فاضل فقيه متبحر، أقام مدة باصبهان لتحصيل العلوم الدينية، ثم تولى التدريس في بعض مدارس قزوين.

من تلامذه المولى الخليل بن الغازي القزويني، وقد قرأ على الاقا حسين المحقق الخوانساري.

أجازه العلامة المجلسي باجازة مختصرة، وأجازه القزويني أيضا كما كتبه صاحب الترجمة بخطه ذيل اجازة المجلسي.

له " آداب الحج " و " وضع المسجد الحرام " و " مناسك الحج ".

(رياض العلماء ٥ / ١٩٩، الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ١١٠)

٢٨٥

[١٠٦] بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمدالله سبحانه على نعمائه، وصلاته على سيد أنبيائه والاكرمين من أوصيائه: فقد استجازني المولى الاولى الفاضل الكامل الصالح الفالح التقي الذكي الالمعي جامع فنون الكمالات وحائز قصبات السبق في مضامير السعادات الاخ الاسعد الوفي مولانا محمد يوسف القزويني كثر الله أمثاله وبلغه في الدارين آماله.

فأجزت له دام تأييده أن يروي عني كل ما صح لي روايتة وجاز لي اجازته مما صنف في الاسلام من كتب الخاص والعام، لاسيما ما اشتمل عليه اجازة والدي العلامة نور الله ضريحه، عني عنه بأسانيده المزبورة.

وأن يروي عني جميع ما أفرغته في قالب التصنيف أو نظمته في سلك التأليف، لاسيما كتاب " بحار الانوار " وكتاب " الفرائد الطريفة " وكتاب " مرآة العقول " وكتاب " ملاذ الاخيار " وكتاب " شرح الارعين " وكتاب " عين الحياة " وكتاب " حياة القلوب " وكتاب " جلاء العيون " وكتاب " تحفة الزائر " وكتاب " مشكاة الانوار " ورسائل " العقائد " و " الشك " و " الاوزان " و " الاختيارات " وغيرها.

وأوصيه بتقوى الله ومراقبته في السر والاعلان وفي جميع الاحوال، وألتمس

٢٨٦

منه أن لاينساني حيا وميتا.

وكتب بيمناه الداثرة الوازرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما، حامدا مصليا مسلما.

(من مصورة " مجموعة الاجازات " في المكتبة المركزية بجامعة طهران - رقم ٣٣٩٤)

٢٨٧

٢٨٨

(٨٠) ميرزا محمود القمى

محمود القمي، عماد الدين قرأ على العلامة المجلسي كتاب " تهذيب الاحكام "، فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب التجارة منه في شهر جمادى الاولى سنة ١٠٩٦.

(الكواكب المنتثرة - المخطوط)

٢٨٩

[١٠٧] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الفالح النجيب اللبيب المتوقد الزكي ميرزا عمادالدين محمود القمي وفقه الله تعالى لمراضيه، سماعا وتصحيحا في مجالس آخرها بعض أيام شهر جمادى الاولى سنة ست وتسعين بعد الالف.

فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وكتب بيمناه الجانية أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب التجارة من " تهذيب الاحكام " كما في الكواكب المنتثرة)

٢٩٠

(٨١) الحاج محمود الاصبهانى

محمود بن محمد (غياث الدين) الاصبهاني قرأ على العلامة المجلسي المجلد الرابع من كتاب " بحار الانوار " فكتب له انهاء‌ا في آخره في الخامس عشر من شهر ذي القعدة سنة ١٠٩٢.

(الفيض القدسى ص ٩٤، الكواكب المنتثره - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٩٥)

٢٩١

[١٠٨] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه الاخ في الله المحبوب لوجه الله المبتغي لمرضاته تعالى الحاج محمود ابن المبرور الحاج غياث الدين محمد الاصبهاني وفقه الله سبحانه لمراضيه وجعل مستقبله خيرا من ماضيه، سماعا وتصحيحا وضبطا في مجالس عديدة آخرها خامس عشر شهر ذي القعدة الحرام لسنة اثنتين وتسعين بعد الالف هجرية.

فأجزت له روايته عني مراعيا لشرائط الرواية داعيا لي في مآن الاجابة.

وكتب بيمناه الجانية مؤلفه غفر الله له ولوالديه، حامدا مصليا مسلما.

(آخر المجلد الرابع من كتاب " بحار الانوار " من كتب السيد المشكاه المهداة إلى المكتبة المركزية بجامعة طهران - رقم ٥٢٩)

٢٩٢

(٨٢) مولانا محمود الطبسى

محمود بن محمد مقيم الطبسي قرأعلى العلامة المجلسي كتاب " تهذيب الاحكام " فأجازه في أربعة مواضع منه في صفر سنة ١٠٩٥ ورجب ١٠٩٥ وجمادى الاولى ١٠٩٦ ورابع ذي القعدة ١٠٩٦.

وقرأ عليه أيضا كتاب " الكافي " فكتب على أوائل المجلد الثاني منه انهاء‌ا في غرة جمادى الاولى سنة ١١٠٠.

(الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٩٦)

٢٩٣

[١٠٩] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الرضي الذكي الالمعي مولانا محمود الطبسي وفقه الله تعالى لمراضيه، سماعا وتصحيحا وضبطا وتحقيقا في غرة شهر جمادى الاولى من سنة مائة وألف.

فأجزت له روايته عني بأسانيدي الجمة المتصلة إلى المؤلف قدس الله روحه.

وكتب بيمناه الوازرة الداثرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر الجزء الثامن من اصول " الكافى " عند العلامة الدكتور السيد احمد التويسركانى الاصبهانى باصبهان).

٢٩٤

(٨٣) ملك مسيح

ملك مسيح من تلامذة العلامة المجلسي، قرأ عليه " الصحيفة السجادية " مكررا فكتب له اجازة روايته عنه في شهر ذي الحجة سنة ١١٠٩.

(الكواكب المنشرة - مخطوط)

٢٩٥

[١١٠] بسم الله الرحمن الرحيم لقد سمع مني الاخ المبتغي لمرضاته تعالى " الصحيفة السجادية " صلوات الله على من ألهمها، مرات شتى.

فأجزت له تلاوتها وروايتها عني بأسانيدها المتكثرة المتصلة اليه سلام الله عليه.

وكتب بيمينه الجانية الفانية أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما في شهر ذي الحجة الحرام ١١٠٩، حامدا مصليا مسلما.

(من الكواكب المنشرة)

٢٩٦

(٨٤) السيد نعمة الله الجزائرى

السيد نعمة الله بن عبدالله بن محمد الحسيني الموسوي الجزائري ولد في قرية " الصباغية " من قرى الجزائر في سنة ١٠٥٠.

من أعاظم العلماء وأعيان المحدثين، له اهتمام بالغ بكتب الحديث وشرح كثيرا منها وربما كرر شرح بعضها.

تتلمذ على جماعة من شيوخ العلم، أشهرهم المولى محمد باقر المحقق السبزواري وجمال الدين محمد المحقق الخوانساري وابنه الاقا حسين الخوانساري والشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي وميرزا رفيع الدين محمد النائيني والمولى محسن الفيض الكاشاني.

قرأ على العلامة المجلسي شطرا وافيا من العلوم العقلية والنقلية وعدة من كتب الحديث، فمما قرأ عليه من كتب الحديث كتاب " من لايحضره الفقيه " فأجازه فيه في سنة ١٠٧٥ وكتاب " تهذيب الاحكام " فكتب له انهاء‌ا في أخر كتاب الزكاة منه من دون تاريخ وكتاب " نهج البلاغة " فأجازه فيه في شوال سنة ١٠٩٦.

له أكثر من خمسين كتابا ورسالة، أشهرها " الانوار النعمانية " و " زهر الربيع " و " غاية المرام في شرح تهذيب الاحكام " و " مقصود الانام في شرح تهذيب الاحكام "

٢٩٧

و " كشف الاسرار في شرح الاستبصار " و " أنس الفريد في شرح التوحيد " و " النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين ".

توفي ليلة الجمعة ٢٣ شوال ١١١٢ في " جايدر " من أعمال " فيلي " وبها أقبر، وقبره الان مزار يقصده العامة.

(نابغه فقه وحديث)

٢٩٨

[١١١] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل الروايات عن الائمة السادات ذريعة لنيل السعادات، وصان طرقها بالاجازات عن تطرق الشكوك والشبهات، والصلاة على أشرف البريات محمد المنتهي اليه سلسلة العلم والحكمة من كل الجهات، وأهل بيته المعصومين من جميع النقائص والسيئات، المعروفين بالنبالة والجلالة في الارضين والسماوات.

أما بعد: فيقول المفتقر إلى عفو ربه الغافر ابن المولى المبرور محمد تقي محمد المدعو بباقر عفى الله عن جرائمهما: اني تشرفت برهة من الزمان بصحبة السيد الايد الحسيب الحبيب اللبيب الاديب الاريب الفاضل الكامل المحقق المدقق، جامع فنون العلم وأصناف السعادات حائز قصبات السبق في مضامير الكمالات، الاخ الوفي والصاحب الرضي السيد نعمة الله الحسيني الجزائري رزقه الله الوصول إلى أعلى مدارج المتقين واقتفاء آبائه الطاهرين، فقرأ علي وسمع مني وأخذ عني شطرا وافيا من العلوم العقلية والنقلية والادبية، لاسيما كتب الاخبار المأثورة عن الائمة الابرار صلوات الله عليهم أجمعين، فاستجازني تأسيا بسلفنا الصالحين ولينظم بذلك في سلك رواة أخبار أئمة الدين

٢٩٩

سلام الله عليهم أجمعين، وكان ذلك بعد أن بلغ الغاية القصوى في الدراية، رقى العلوم ومناكبها ورمى بأرواقه عن مراكبها وعقدت لافادته المجالس وغصت بمواعظه المحافل والمدارس، وصنف في أكثر العلوم الدينية والمعارف اليقينية مصنفات رائقة يسطع منها أنوار الفضل والعرفان، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ما صح لي روايته وجاز لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلم من التفسير والحديث والدعاء والاصولين والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان وغير ذلك، بحق روايتي واجازتي عن مشايخى الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم، وطرقي اليها أكثر من أن أحصيها له هنا، ولنذكر له بعضها: (فمنها) ما أخبرني به عدة من الافاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام، منهم والدي العلامة وشيخه الافضل الاكمل مولانا حسين علي التستري وسيد الحكماء المتألهين الامير رفيع الدين محمد الطباطبائي والسيد الفاضل البارع الذكي الامير محمد بن قاسم بن الامير محمد القهپائي الطباطبائي والفاضل الصالح مولانا محمد شريف الرويدشتي أفاض الله على تربتهم شآبيب الغفران، بحق روايتهم واجازتهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي قدس الله روحه، عن والده الفقيه الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي طاب ثراه، عن الشيخ الافخم الاعلم السعيد الشهيد زين الدين بن علي بن احمد الشامي رفع الله درجته، عن شيخه الاجل نور الدين علي بن عبدالعالي الميسي نور الله مرقده، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزينيرحمه‌الله ، عن الشيخ الجليل ضياء الدين علي، عن والده العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكيرضي‌الله‌عنه ، عن الشيخ الادق المدقق فخر الدين أبى طالب محمد، عن والده العلامة المشتهر في المشارق

٣٠٠

ممّا تعطف عليّ إخواني، لا شئ لي غيره، فمرني بأمرك، فقال لي: « إنصرف إلى بلادك، وأنت من حجّك وتزويجك وكسبك في حلّ » فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة ومائتين أتيتهعليه‌السلام ، وذكرته العبوديّة الّتي التزمتها، فقال: « أنت حرّ لوجه الله » قلت له: جعلت فداك أكتب لي (به عهدة)(١) ، فقال: « تخرج إليك غداً » فخرج إليّ مع كتبي كتاب فيه: « بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمّد بن علي الهاشمي العلوي، لعبدالله بن المبارك فتاه، إنّي أعتقك لوجه الله والدّار الآخرة، لا ربّ لك إلّا الله، وليس عليك سبيل، وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي، وكتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة ومائتين ». ووقع فيه محمّد بن علي بخط يده، وختم بخاتمه صلوات الله عليهما.

٣ -( باب وجوب إيصال حصّة الإمامعليه‌السلام من الخمس إليه مع الإمكان، وإلى بقيّة الأصناف مع التّعذّر، وعدم جواز التّصرف فيها بغير إذنهعليه‌السلام )

[ ٨٢٦٨ ] ١ - الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر الثّانيعليه‌السلام ، إذ أدخل إليه صالح بن محمّد بن سهل الهمداني، وكان يتولّى له، فقال له: جعلت فداك، اجعلني من عشرة آلاف درهم في حلّ فإنّي أنفقتها، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : « أنت في حلّ » فلمّا خرج صالح من عنده، قال أبو جعفرعليه‌السلام : « أحدهم يثب على مال(١) آل محمّد

____________________________

(١) في المصدر: عهدك.

الباب - ٣

١ - الغيبة ص ٢١٣.

(١) في المصدر: أموال حقّ.

٣٠١

عليهم‌السلام ، وفقرائهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم، فيأخذه ثمّ يقول: اجعلني في حلّ، أتراه ظنّ بي أن(٢) أقول له: لا(٣) ، والله ليسألنّهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالاً حثيثاً ».

[ ٨٢٦٩ ] ٢ - محمّد بن مسعود العيّاشي: عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : اصلحك الله، ما أيسر ما يدخل به العبد النّار؟ قال: « من أكل من مال اليتيم درهماً، ونحن اليتيم ».

قلت: في اختصاص سهمهعليه‌السلام مع تعذّر إيصاله إليه، بشركائه مع احتياجهم كلام طويل، وهذه من المسائل العويصة الّتي اختلفت فيها الأقوال وتشتّت فيها الآراء، وهي مع ذلك محلّ للابتلاء، وتمام الكلام يطلب من محلّه، وما اختاره أحوط في بعض الموارد، والله العالم.

٤ -( باب إباحة حصّة الإمامعليه‌السلام من الخمس للشّيعة مع تعذّر إيصالها إليه، وعدم احتياج السّادات، وجواز تصرّف الشّيعة في الأنفال والفئ وسائر حقول الإمامعليه‌السلام ، مع الحاجة وتعذّر الإيصال)

[ ٨٢٧٠ ] ١ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن جعفر بن محمّد الفزاري، عن محمّد بن مروان، عن محمّد بن علي، عن علي بن عبدالله، عن الثّمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال الله

____________________________

(٢) وفيه: أنّي.

(٣) وفيه زيادة: أفعل.

٢ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٢٢٥ ح ٤٨.

الباب - ٤

١ - تفسير فرات الكوفي ص ١٥٨.

٣٠٢

تبارك وتعالى:( مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) (١) فما كان للرّسول فهو لنا، وشيعتنا حللّناه لهم وطبنا(٢) لهم، يا أبا حمزة والله لا يضرب على شئ من (الأشياء فهو)(٣) في شرق الأرض ولا غربها إلّا كان حراماً سحتاً، على من نال منه شيئاً، ما خلانا وشيعتا، وأنّا (طيبناه لكم وجعلناه)(٤) لكم، [ والله ](٥) يا أبا حمزة، لقد (غصبونا ومنعونا)(٦) حقّنا ».

[ ٨٢٧١ ] ٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في قوله تعالى:( إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ ) (١) أي طاب مواليدكم، لأنّه لا يدخل الجنّة إلّا طيّب المولد( فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) (٢) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ فلاناً وفلاناً غصبونا حقّنا، واشتروا به الأماء وتزوّجوا به النّساء، ألا وانا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حلّ، لتطيب مواليدهم ».

[ ٨٢٧٢ ] ٣ - عوالي اللآلي: سئل الصّادقعليه‌السلام ، فقيل له: يا ابن رسول الله، ما حال شيعتكم فيما خصكم الله به، إذا غاب غائبكم واستتر قائمكم؟ فقالعليه‌السلام : « ما انصفناهم إن

____________________________

(١) الحشر ٥٩: ٧.

(٢) في المصدر: وطيبناه.

(٣) في المصدر: السهام.

(٤) في الطبعة الحجرية: « طبناه فاماه » وما أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في المصدر: عصينا وشيعتنا.

٢ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥٤.

(١ و ٢) الزمر ٣٩: ٧٣.

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٤٦ ح ١٤.

٣٠٣

واخذناهم(١) ، ولا أحببناهم إن عاقبناهم، بل نبيح لهم المساكن لتصح عبادتهم، ونبيح لهم المناكح لتطيب ولادتهم، ونبيح لهم المتاجر ليزكوا اموالهم ».

٥ -( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب كتاب الخمس)

[ ٨٢٧٣ ] ١ - الشيخ شرف الدّين في تأويل الآيات الباهرة: عن تفسير الجليل محمّد بن العبّاس بن الماهيار، عن محمّد بن أبي بكر، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه: « أنّ رجلاً سأل أباه محمّد بن عليعليهم‌السلام ، عن قول الله عزّوجلّ:( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (١) فقال أبي: احفظ يا هذا وانظر كيف تروي عنّي، إنّ السائل والمحروم شأنهما عظيم، أمّا السّائل فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مسألته الله حقّه، والمحروم هو من حرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذرّيته الأئمّةعليهم‌السلام ، هل سمعت وفهمت؟ ليس هو كما يقول النّاس ».

[ ٨٢٧٤ ] ٢ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن السّندي(١) بن الرّبيع، قال: لم يكن ابن أبي عمير يعدل بهشام بن الحكم شيئاً، وكان

____________________________

(١) الموجود في المصدر هذه العبارة فقط وقال الصادقعليه‌السلام : ما انصفناهم إن واخذناهم.

الباب - ٥

١ - تأويل الآيات الباهرة: لم نجده في مظانه، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٨٨.

(١) المعارج ٧٠: ٢٤ و ٢٥.

٢ - الكافي ج ١ ص ٣٣٨.

(١) في المصدر: السري، والظاهر هو الصواب راجع معجم رجال الحديث ٨: ٤١ و ٣١٦.

٣٠٤

لا يغبّ إتيانه، ثمّ انقطع عنه وخالفه، وكان سبب ذلك أنّ أبا مالك الحضرمي، كان أحد رجال هشام، وقع بينه وبين ابن أبي عمير ملاحاة في شئ من الإمامة، قال ابن أبي عمير: الدّنيا كلها للإمام على جهة الملك، وأنّه أولى بها من الّذين هي في أيديهم، وقال أبو مالك: ليس كذلك أموال(٢) النّاس لهم، إلّا ما حكم الله به للإمام من الفئ والخمس والمغنم فذلك له، وذلك أيضاً قد بيّن الله للإمام أين يضعه؟ وكيف يصنع به؟ فتراضيا بهشام بن الحكم وصارا إليه، فحكم هشام لأبي مالك على ابن عمير، فغضب ابن أبي عمير وهجر هشاماً بعد ذلك.

[ ٨٢٧٥ ] ٣ - الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة في كتاب تحف العقول: رسالة الصادقعليه‌السلام في الغنائم ووجوب الخمس لأهله، قالعليه‌السلام : « فهمت ما ذكرت إنّك اهتممت به، من العلم بوجوه مواضع ما لله فيه رضى، وكيف أمسك سهم ذي القربى منه، وما سألتني من اعلامك ذلك كلّه، فاسمع بقلبك وانظر بعقلك، ثمّ اعط في جنبك النّصف من نفسك، فإنّه أسلم لك غداً عند ربّك، المتقدّم أمره ونهيه إليك، وفّقنا الله وإيّاك، اعلم أنّ الله ربّي وربّك، ما غاب عن شئ وما كان ربّك نسيّا، وما فرّط في الكتاب من شئ، وكلّ شئ فصّله تفصيلاً، وأنّه ليس ما وضح الله تبارك وتعالى من أخذ ماله، بأوضح ممـّا أوضح الله من قسمته إيّاه في سبله، لأنّه لم يفترض من ذلك شيئاً في شئ من القرآن، إلّا وقد اتبعه بسبله إيّاه غير مفرق بينه وبينه، يوجبه لمن فرض له ما لا يزول عنه من القسم، كما يزول ما بقي سواه عمّن سمّي له، لأنّه يزول عن الشّيخ بكبره، والمسكين

____________________________

(٢) في المصدر: أملاك.

٣ - تحف العقول ص ٢٥٣.

٣٠٥

بغناه، وابن السّبيل بلحوقه ببلده، ومع توكيد الحجّ مع ذلك بالأمر به تعليماً، وبالنّهي عمّا ركب ممّن منعه تحرّجاً، فقال الله عزّوجلّ في الصّدقات، وكانت أوّل ما افترض الله سبله:( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١) فالله اعلم نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله موضع الصّدقات، وأنّها ليست لغير هؤلاء، يضعها حيث يشاء منهم على ما يشاء، ويكفّ الله جلّ جلاله نبيّه وأقرباءه عن صدقات النّاس وأوساخهم، فهذا سبيل الصّدقات، وأمّا المغانم فإنّه لمـّا كان يوم بدر، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله من غنائم القوم كذا وكذا، فإنّ الله قد وعدني أن يفتح عليّ وأنعمني عسكرهم، فلمّا هزم الله المشركين وجمعت غنائمهم، قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، إنّك أمرتنا بقتال المشركين وحثثتنا عليه، وقلت: من أسر أسيراً فله كذا وكذا من غنائم القوم، ومن قتل قتيلاً فله كذا وكذا، وإنّي قتلت قتيلين لي بذلك البيّنة، وأسرت أسيراً، فاعطنا ما أوجبت على نفسك يا رسول الله، ثمّ جلس فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، ما منعنا أن نصيب مثل ما أصابوا جبن من العدوّ، ولا زهادة في الآخرة والمغنم، ولكنّا تخوفنا إن بعد مكاننا منك فيميل إليك من جند المشركين، أو يصيبوا منك ضيعة فيميلوا إليك فيصيبوك بمصيبة، وإنّك إن تعط هؤلاء القوم ما طلبوا، يرجع سائر المسلمين ليس لهم من الغنيمة شئ، ثمّ جلس فقام الأنصاري فقال مثل مقالته الأولى ثمّ جلس، يقول ذلك كلّ واحد منهما ثلاث مرّات، فصد النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بوجهه، فأنزل الله عزّ

____________________________

(١) التوبة ٩: ٦٠.

٣٠٦

وجلّ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ) (٢) والأنفال اسم جامع لمـّا أصابوا يومئذ، مثل قوله:( مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ) (٣) ومثل قوله:( أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ ) (٤) ثمّ قال:( قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ ) (٥) فاختلجها الله من أيديهم فجعلها لله ولرسوله، ثمّ قال( فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (٦) فلمّا قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للمدينة، أنزل الله عليه:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) (٧) فأما قوله:( لِلَّـهِ ) فكما يقول الإنسان: هو لله ولك، ولا يقسم لله منه شئ، فخمّس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الغنيمة الّتي قبض بخمسة أسهم، فقبض سهم الله لنفسه يحيي به ذكره ويورث بعده، وسهماً لقرابته من بني عبد المطلب، فأنفذ سهماً لأيتام المسلمين، وسهماً لمساكينهم، وسهماً لابن السّبيل من المسلمين في غير تجارة، فهذا يوم بدر، وهذا سبيل الغنائم التي اخذت بالسّيف، وأمّا ما لم يوجف عليه بخيل ولاركاب، فإنه كان المهاجرون حين قدموا المدينة، اعطتهم الأنصار نصف دورهم ونصف اموالهم، والمهاجرون يومئذ نحو مائة رجل، فلمّا ظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على بني قريظة والنّضير وقبض أموالهم، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصار: إن شئتم أخرجتم المهاجرين من دوركم وأموالكم، وقسمت

____________________________

(٢) الأنفال ٨: ١.

(٣) الحشر ٥٩: ٧.

(٤) الأنفال ٨: ٤١.

(٥ و ٦) الأنفال ٨: ١.

(٧) الأنفال ٨: ٤١.

٣٠٧

لهم هذه الأموال دونكم، وإن شئتم تركتم اموالكم ودوركم، وقسمت لكم معهم، قالت الأنصار: بل اقسم لهم دوننا واتركهم معنا في دورنا واموالنا، فأنزل الله تبارك وتعالى( وَمَا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ - يعني يهود قريظة -فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ ) (٨) لأنّهم كانوا معهم بالمدينة أقرب من أن يوجف عليه(٩) بخيل ولا ركاب ثمّ قال تعالى:( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الّذين أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) (١٠) فجعلها الله لمن هاجر من قريش مع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، [ وصدق ](١١) وأخرج أيضاً عنهم المهاجرين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من العرب، لقوله:( الّذين أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ) لأن قريشاً كانت تأخذ ديار من هاجر منها وأموالهم، ولم يكن العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها، ثمّ أثنى على المهاجرين الّذين جعل لهم الخمس، وبرأهم من النّفاق بتصديقهم إيّاه، حين قال: أولئك هم الصّادقون لا الكاذبون، ثمّ أثنى على الأنصار وذكر ما صنعوا، وحبهم للمهاجرين وإيثارهم إيّاهم، وأنّهم لم يجدوا في أنفسهم حاجة، يقول: حزازة(١٢) ممـّا أُوتوا، يعني المهاجرين دونهم، فأحسن الثّناء عليهم فقال:( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

____________________________

(٨) الحشر ٥٩: ٦.

(٩) في المصدر: عليهم.

(١٠) الحشر ٥٩: ٨.

(١١) أثبتناه من المصدر.

(١٢) الحزازة: وجع في القلب من غيظ ونحوه والجمع حزازات. (مجمع البحرين - حزز - ج ٤ ص ١٥).

٣٠٨

وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١٣) وقد كان رجال اتبعوا النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد وترهم المسلمون فيما أخذوا من أموالهم، فكانت قلوبهم قد امتلأت عليهم، فلمّا حسن إسلامهم استغفروا لأنفسهم ممـّا كانوا عليه من الشّرك، وسألوا الله أن يذهب بما في قلوبهم من الغلّ لمن سبقهم إلى الإيمان، واستغفروا لهم حتّى يحلل ما في قلوبهم، وصاروا إخواناً لهم، فأثنى الله على الّذين قالوا ذلك خاصّة، فقال:( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الّذين سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (١٤) فأعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، المهاجرين عامة من قريش، على قدر حاجتهم فيما يرى، لأنّها لم يخمس فتقسم بالسّوية، ولم يعط أحداً منهم شيئاً، إلّا المهاجرين من قريش، غير رجلين من الأنصار يقال لأحدهما: سهل بن حنيف، وللآخر: سماك بن خرشة أبودجّانة، فإنّه أعطاهما لشدّة حاجة كانت بهما من حقّه، و أمسك النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من أموال بني قريظة والنّضير، ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، سبع حوائط لنفسه، لأنّه لم يوجف على فدك خيل أيضاً ولا ركاب، وأمّا خيبر فإنّها كانت مسيرة ثلاثة أيّام من المدينة، وهي أموال اليهود، ولكنّه أوجف عليه خيل وركاب وكانت فيها حرب، فقسّمها على قسمة بدر، فقال الله:( مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (١٥) فهذا سبيل ما أفاء

____________________________

(١٣) الحشر ٥٩: ٩.

(١٤) الحشر ٥٩: ١٠.

(١٥) الحشر ٥٩: ٧.

٣٠٩

الله على رسوله ممـّا أوجف عليه خيل وركاب، وقد قال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : ما زلنا نقبض سهمنا بهذه الآية الّتي أوّلها تعليم وآخرها تحرّج، حتّى جاء خمس السّوس وجند يسابور(١٦) إلى عمر، وأنا والمسلمون والعباس عنده، فقال عمر لنا: إنّه قد تتابعت لكم من الخمس أموال فقبضتموها، حتّى لا حاجة بكم اليوم، وبالمسلمين حاجة وخلل، فأسلفونا حقّكم من هذا المال، حتّى يأتي الله بقضائه من أوّل شئ يأتي المسلمين، فكففت عنه لأنّي لم آمن حين جعله سلفاً، لو الححنا عليه فيه، أن يقول في خمسنا مثل قوله في أعظم منه، أعني ميراث نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، [ حين الححنا عليه فيه ](١٧) فقال له العبّاس: لا تغمز في الّذي لنا يا عمر، فإنّ الله قد أثبته لنا [ بأثبت ](١٨) ممـّا أثبت به المواريث، [ بيننا ](١٩) فقال عمر: وأنتم أحقّ من أرفق المسلمين وشفعني، فقبضه عمر، ثمّ قال: لا والله ما آتيهم ما يقبضنا حتّى لحق بالله، ثمّ ما قدرنا عليه بعده، ثمّ قال عليعليه‌السلام : إنّ الله حرّم على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله الصّدقة، فعوّضه منها سهماً من الخمس، وحرّمها على أهل بيته خاصّة دون قومهم، وأسهم لصغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم وفقيرهم وشاهدهم وغائبهم، لأنهم إنّما أعطوا سهمهم لأنّهم قرابة نبيّهم والّتي لا تزول عنهم، الحمد الله الّذي جعله منّا وجعلنا منه، فلم يعط

____________________________

(١٦) السوس: بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبيعليه‌السلام ، تعريب الشوش ومعناه: الحُسن والنزه والطيب (معجم البلدان ج ٣ ص ٢٨٠).

وجند يسابور: مدينة بخوزستان خصبة واسعة الخير بها النخل والزروع والمياه (معجم البلدان ج ٢ ص ١٧٠).

(١٧ - ١٩) أثبتناه من المصدر.

٣١٠

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحداً من الخمس غيرنا وغير خلفائنا(٢٠) وموالينا، لأنّهم منّا، وأعطى من سهمه ناساً لحرم كانت بينه وبينهم، معونة في الّذي كان بينهم، فقد أعلمتك ما أوضح الله من سبيل هذه الأنفال الأربعة، وما وعد من أمره فيهم، ونوّره بشفاء من البيان وضياء من البرهان، جاء به الوحي المنزل، وعمل به النّبي المرسل، فمن حرّف كلام الله أو بدّله بعد ما سمعه وعقله، فإنّما إثمه عليه، والله حجيجه فيه، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

____________________________

(٢٠) في المصدر: حلفائنا.

٣١١

٣١٢

كتاب الصيام

٣١٣

فهرست أنواع الأبواب إجمالاً

أبواب وجوب الصوم ونيّته.

أبواب ما يمسك عنه الصّائم ووقت الإمساك.

أبواب آداب الصّائم.

أبواب من يصحّ منه الصّوم.

أبواب أحكام شهر رمضان.

أبواب بقيّة الصّوم الواجب.

أبواب الصّوم المندوب.

أبواب الصّوم المحرّم والمكروه.

٣١٤