اجازات الحديث

اجازات الحديث18%

اجازات الحديث مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 314

اجازات الحديث
  • البداية
  • السابق
  • 314 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115190 / تحميل: 6620
الحجم الحجم الحجم
اجازات الحديث

اجازات الحديث

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

[٤] بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي قيد الروايات بسلاسل الاسانيد، وعز من الاجازات كيلا تضل ولا تنسى، وخص أشارف بريته محمدا والطاهرين من خيرته من خزائن علمه بالحظ الاوفى والقدح المعلى ليعرج بهم إلى الغاية القصوى من أراد سلوك سبيل الهدى، فصلى الله عليه وعليهم صلاة لاتعد ولاتحصى.

أما بعد: فيقول أفقر عبادالله واحوجهم إلى العفو والغفران محمد بن محمد التقي المدعو بباقر رزقهما [الله] الوصول إلى اعلى درجات الجنان: انه كان من غرائب الزمان وغلط الدهر الخوان، بل من فضل الله علي ونعمه البالغة لدي، اتفاق صحبة المولى الاولى الفاضل الكامل الورع البارع التقي الزكي جامع فنون الفضائل والكمالات حائز قصب السبق في مضامير السعادات ذي الاخلاق الرضية والاعراق الطيبة البهية علم التحقيق وطود التدقيق العالم التحرير والفائق في التقرير والتحرير كشاف دقائق المعاني الشيخ احمد البحرانى، أدام الله أيامه وقرن بالسعود شهوره وأعوامه، فوجدته بحرا زاخرا في العلم لايساحل، وألفيته حبرا ماهرا في الفضل لايناضل.

٢١

ثم استجازني، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له - كثرالله في العلماء مثله - أن يروي عني كل ما صحت لي روايته وجازت لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلوم وأفنانها من التفسير والحديث والدعاء والكلام والاصولين والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان، بحق روايتي عن مشايخي الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم.

ولما كانت طرقي إلى مؤلفيها اكثر من أن أحصيها له ههنا فأثبت له شطرا منها وقد أوردت جلها بل كلها في آخر مجلدات كتابى الكبير: فمن ذلك ما أخبرني به عدة من الافاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام ممن قرأت عليهم أو سمعت منهم أو استجزت عنهم، منهم والدي العلامة - قدس الله أرواحهم - بحق روايتهم، عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي، عن والده الفقيه النبيه عزالدين الحيسن بن عبدالصمد الحارثي نورالله ضريحيهما، عن أفقه الفقهاء المتأخرين زين الملة و الدين بن علي ابن احمد الشامي الشهير بالشهيد الثانى رفع الله درجته - إلى آخر اجازته المعروفة للشيخ المتقدم.

(ح) ومنها ما أخبرني به العدة المتقدم ذكرهم - طيب الله تربتهم - بحق روايتهم قراء‌ة وسماعا واجازة عن شيخهم العالم العابد المدقق الزاهد الزكي مولانا عبدالله بن الحسين التستري سقى الله تربته صوب الرضوان، عن شيخه الجليل النبيل نعمة الله بن احمد بن خاتون العاملي، عن أبيه احمد، عن جده محمد رضوان الله عليهم، عن الشيخ جمال الدين احمد بن الحاج علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن أفضل العلماء المتبحرين الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي رفع الله لهم في درجات الجنان

٢٢

- إلى آخر ما هو مذكور في اجازته المشهورة وسائر اجازات من تأخر عنه من الافاضل الكرام.

(ح) ومنها ما أخبرني به اجازة في صغري الشيخ الجليل عبدالله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدي رحمة الله عليهما، عن جد والدي من قبل أمه الفاضل العالم المحدث مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي روح الله روحه، وهو أول من نشر حديث الشيعة بعهد دولة الصفوية باصبهان، عن شيخه المحقق المدقق الافخم الاعظم مروج مذهب الامامية الشيخ نور الدين علي بن عبدالعالى الكركي طهر الله رمسه وشكر سعيه، عن الشيخ الاجل نور الدين علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ الاعلم الازهد الرضي جمال الدين احمد بن فهد الحلي نور الله مراقدهم، عن الشيخين الجليلين الشيخ علي بن الخازن الحائري والشيخ علي بن عبدالحميد النيلي قدس الله لطيفهما، عن الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكيرضي‌الله‌عنه .

(ح) ومنها ما أخبرني به السيد الجليل الشريف الحسيب النسيب الفاضل البهي الامير شرف الدين علي بن حجة الله الحسني الحسيني الشولستاني النجفيرحمه‌الله اجازة في المشهد المقدس الغروي صلوات الله علي مشرفه، عن السيد المعظم المكرم الامير فيض الله بن الامير عبد القاهر الحسيني التفريشي طاب ثراه، عن شيخه الاجل الادق الفهامة الشيخ محمد، عن والده المحقق العلامة الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني، عن والده الاعظم قدس الله أسرارهم.

(ح) وعن السيد شرف الدين، عن السيد الاجل ابى الحسن علي العاملي، عن الشهيد الثاني طيب الله أرماسهم.

(ح) وعن السيد شرف الدين، عن قدوة العلماء المتبحرين السيد السند ميزرا

٢٣

محمد بن الامير علي الاستر ابادي مؤلف كتاب " منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال " رحمة الله عليهم، عن الشيخ السعيد الفاضل ابراهيم بن علي بن عبدالعالي الميسي، عن والده العلامة نور الله ضريحيهما، عن الشيخ شمس الدين محمد ابن المؤذن الجزيني، عن الشيخ الاكرم ضياء الدين علي، عن والده السعيد الشهيد محمد بن مكي حشرهم الله مع الائمة الطاهرين.

(ح) ومنها ما أخبرني به جم غفير من العلماء الكرام، منهم السيد السعيد الشهيد الامير محمد مؤمن الاستر ابادي وقدوة المحدثين السيد محمد الشهير بسيد ميرزا ابن السيد شرف الدين علي الموسوي حشرهما الله مع آبائهم الطاهرين، عن السيد الافضل الامجد نور الدين علي بن الحسين بن ابى الحسن العاملى الحسينى الموسوي المجاور لبيت الله حيا وميتا عطر الله تربته، عن شيخيه العالمين العاملين الكاملين جمال الدين ابى منصور الحسن ابن الشهيد الثاني والسيد شمس الدين محمد بن علي الحسيني الشهير بابن ابي الحسن رفع الله مقامهما، بحق روايتهما عن السيد علي بن أبى الحسن والشيخ الحسين بن عبدالصمد الحارثي والسيد العابد نور الدين علي بن السيد فخر الدين الهاشمي، بحق رواية الجميع عن العالم الرباني الشهيد الثاني أفاض الله عليهم شآبيب الرحمة والرضوان.

(ح) ومنها ما أخبرني به السيد الشهيد الامير محمد مؤمن الاستر ابادي، عن السيد الشهيد زين العابدين بن نور الدين علي القاشانى والشيخ ابراهيم بن عبدالله الخطيب المازندرانيرحمهما‌الله تعالى، عن شيخيهما المحدث العالم المولى محمد امين بن محمد شريف الاستر ابادي نور الله تربته، عن السيد العالم ميرزا محمد الاستر ابادي والسيد البارع شمس الدين محمد العاملي صاحب " مدارك الاحكام "رضي‌الله‌عنهم - إلى آخر أسانيدهما.

٢٤

(ح) ومنها ما أخبرني به عدة من المشيخة الكرام، منهم والدي رفع الله درجاتهم، عن السيد الحسيب الفاضل البارع الرضي السيد حسين بن حيدر الحسينى الكركي المفتي باصبهان طيب الله روحه، عن الشيخ نجيب الدين بن محمد برمكي بن عيسى بن الحسن العاملي، عن أبيه، عن جده، عن الشيخ ابراهيم الميسي، عن والده النبيل الشيخ علي بن عبد العالي الميسي أستاد الشهيد الثاني قدس الله أسرارهم.

(ح) وعن الشيخ نجيب الدين، عن أبيه، عن جده لامه الشيخ محيى الدين الميسي، عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي رحمة الله عليهم.

(ح) وعن الشيخ نجيب الدين، عن أبيه، عن السيد نور الدين عبدالحميد الكركي، عن الشهيد الثانيرضي‌الله‌عنهم .

(ح) وعن السيد حسين المفتيرحمه‌الله ، عن الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله، عن السيد النجيب الفاضل السيد محمد مهدى، عن والده الحسيب الباذل البارع الرضي السيد محسن الرضوي الطوسي، عن الشيخ الجليل الفاضل الكامل البهي الشيخ محمد بن علي بن ابراهيم بن ابى جمهور الاحساوي شملهم الله جميعا بالرحمة والغفران - إلى آخر أساتيده التي أوردها في كتاب " عوالى اللالي ".

(ح) وعن السيد المفتي، عن السيد الاعظم الافخم شجاع الدين..(بحار الانوار)

٢٥

٢٦

(٥) مولانا جمشيد الكسكرى

جمشيد بن محمد زمان الكسكري المازندراني كان يسكن في المدرسة السليمانية باصبهان قرأ علي العلامة المجلسي عدة من كتب الحديث، منها كتاب " من لايحضره الفقيه " فأجازه في آخره، وكتاب " التهذيب " فكتب له انهاء‌ا في آخر كتاب " المزار " منه في ١٤ جمادى الاولى سنة ١٠٩٦ وفي آخر كتاب الاطعمة في شهر محرم ١٠٩٨ وانهاء‌ا آخر في اواسطه بتاريخ سنة ١٠٩٧.

(الفيض القدسى ص ١٠١، الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٢٤)

٢٧

[٥] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الاولى الفاضل الكامل المتوقد الذكي مولانا جمشيد الكسكري وفقه الله تعالى، سماعا وتصحيحا وضبطا في مجالس شتى آخرها رابع عشر شهر جمادى الاولى سنة ست وتسعين بعد الالف الهجرية.

فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى المؤلف العلامة قدس الله روحه.

وكتب بيمناه الخاسرة أفقر العباد إلى عفو ربه العني محمد باقر بن محمد تقي عفى الله عنهما، حامدا مصليا مسلما.

(آخر كتاب المزار من " تهذيب الاحكام " في مكتبة الحسينية التسترية بالنجف الاشرف - رقم ٨٢٧)

[٦] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الزكي مولانا جمشيد الكسكري وفقه الله تعالى سماعا وتصحيحا وتدقيقا في مجالس آخرها بعض أيام شهر محرم الحرام من

٢٨

سنة ١٠٩٨.

فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى المؤلف العلامة قدس الله روحه.

وكتب الحقير محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما.

(آخر كتاب الاطعمة من " تهذيب الاحكام " كما في كتاب الفيض القدسى)

٢٩

(٦) مولانا حبيب الله الاصبهانى

حبيب الله بن حسن علي الاصبهاني قرأ جملة من مجلدات كتاب " بحار الانوار " على العلامة المجلسي، فكتب له انهاء‌ا في آخر المجلد الخامس منه بتاريخ عاشر ذي القعدة سنة ١٠٩٥ وانهاء‌ا آخر في هامش صفحة من المجلد السادس من دون تاريخ.

(زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٢٥)

٣٠

٣١

[٧] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح التقي مولانا حبيب الله وفقه الله تعالى سماعا وتصحيحا وضبطا في مجالس عديدة [..] عشر شهر ذي القعدة الحرام لسنة خمس وتسعين بعد الالف. فأجزت له رواية ما أودع فيه مراعيا لشرائطها.[..] الجانية مؤلفه عفى الله عنه، حامدا مصليا مسلما.

(آخر المجلد الخامس من " بحار الانوار " في مكتبة آية الله المرعشى بقم - رقم ٥٧٨)

[٨] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الصالح الرابح التقي المتوقد الذكي مولانا حبيب الله الاصبهاني وفقه الله لمراضيه، سماعا وتصحيحا وضبطا، في مجالس آخرها بعض أيام شهر مولد النبى الكريم من سنة ست وتسعين وألف.

٣٢

فأجزت له روايته عني مع سائر مؤلفاتي.

وكتب بيمناه الوازرة الداثرة مؤلفه ختم الله له بالحسنى، حامدا مصليا مسلما.

(هامش صفحة من المجلد السادس من " بحار الانوار " عند الميرزا نصرالله الشبسترى بطهران)

٣٣

٣٤

(٧) الشيخ حسن البحرانى

حسن بن الندي البحراني عالم جليل تقي.

قرأ على العلامة المجلسي كثيرا من العلوم الشرعية من التفسير والحديث، ومما قرأ عليه كتاب " الكافي " فأجازه في آخره في شهر جمادى الثانية سنة ١٠٩٧.

وقرأ " الكافي " أيضا على السيد هاشم البحراني فكتب له اجازة فيه.

(الفيض القدسى ص ٩٦، اعيان الشيعة ٥ / ٣٢٢، الكواكب المنتثرة مخطوط، زندگينامه علامه مجلسى ٢ / ٢٥)

٣٥

[٩] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.

وبعد: فقد قرأ علي وسمع مني الشيخ العالم العامل البارع الورع التقي الذكي الالمعي الشيخ حسن بن الندي البحراني، وفقه الله تعالى للعروج على أعلى مدارج المعالي كثيرا من العلوم الشرعية من التفسير والحديث وأطال التردد لدي والاختلاف الي.

ثم استجازني دام تأييده فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ماصحت لي روايته وجازت لي اجازته من فنون العلوم العقلية والنقلية من الاصولين والتفسير والحديث والفقه والدعاء واللغة والصرف والنحو والتجويد والمعاني والبيان وغيرها مما دخل في اجازات أصحابنا، لاسيما الكتب الاربعة في الحديث لابى جعفرين المحمدين الثلاثة - رضوان الله عليهم - الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، فان عليها المدار في تلك الاعصار، وطرقي اليها كثيرة متشعبة من جهات شتى، فأوثقها وأعلاها ما أخبرني به عدة من الافاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام، منهم والدي العلامة قدس الله أرواحهم قراء‌ة وسماعا واجازة، بحق

٣٦

روايتهم عن شيخهم الاجل بهاء الملة والدين محمد العاملي، عن والده الفقيه النبيه الشيخ حسين بن عبدالصمد الحارثي نور الله ضريحهما، بحق روايته عن الشيخ الافخم الاعظم أفضل الفقهاء المتأخرين زين الملة والدين الشهير بالشهيد الثاني رفع الله درجته - إلى آخر أسانيده المشهورة المذكورة في اجازته للشيخ المتقدم، وقد ذكر بعضها الشيخ البهائي روح الله روحه في شرح الاربعين في الحديث.

وأجزت له أيضا أن يروي جميع مؤلفات والدي برد الله مضجعه وكل ما أفرغته في قالب التصنيف ونظمته في سلك التأليف، لا سيما كتاب " بحار الانوار " المشتمل على جل أخبار أهل البيتعليهم‌السلام وشرحها وبيانها.

وأوصيه بما أوصيت به من ملازمة التقوى ورعاية الاحتياط التام في النقل والفتوى، فان المفتي على شفير جهنم.

وألتمس منه أن لا ينساني في حياتي وبعد وفاتي، لا سيما في أعقاب الصلوات وزمان اجابة الدعوات.

وكتب بيمناه الوازرة الداثرة أفقر العباد إلى عفوربه الغني محمد باقربن محمد تقي عفى الله عن جرائمهما في شهر جمادى الثانية سنة ١٠٩٧ الهجرية، حامدا مصليا مسلما.

(كتب في أخر نسخة من " الكافى " هى بخط المجاز كما في كتابات العلامة المحقق السيد عبدالعزيز الطباطبائى)

٣٧

(٨) مولانا خان محمد الاردبيلى

خان محمد الاردبيلي قرأ على العلامة المجلسي جملة من كتب الحديث، ومنها كتاب " تهذيب الاحكام " فكتب له انهاء‌ا في أخره بتاريخ رابع جمادى الثانية سنة ١٠٧٥، وكتاب " من لا يحضره الفقيه " فكتب له انهاء‌ا في حاشية " باب بدء النكاح وأصله " منه في أواخر جمادى الثانية سنة ١٠٧١، وكتاب " الكافي " فكتب له انهاء‌ا في أول " باب كراهية التوقيت " وأخر عند نهاية كتاب الحجة في أواخر صفر سنة ١٠٧٦ وقرأ الاردبيلى أيضا على المولى عبدالله بن محمد تقي المجلسى (أخي العلامة المجلسي) كتاب " من لايحضره الفقيه " فكتب له انهاء‌ا في أخر الجزء الثالث في أواخر ربيع الثاني سنة ١٠٧١.

(زندگينامه علام مجلسى ٢ / ٣٠)

٣٨

٣٩

[١٠] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل التقي الذكي مولانا خان محمد الاردبيلي أيده الله تعالى، سماعا وتحقيقا وضبطا في مجالس أخرها أواسط شهر ذي القعدة الحرام لسنة اثنتين وسبعين وألف.

وأجزت له أن يروي عني ماسمعه مني وعلي بأسانيدي المتصلة إلى أرباب العصمةعليهم‌السلام .

كتبه الخاطئ محمد باقر بن محمد تقي..

(ضمن كتاب " تهذيب الاحكام " في مكتبة الامام اميرالمؤمنين بالنجف الاشرف كما في كتاب " الروضة النضرة " المخطوط)

[١١] بسم الله الرحمن الرحيم أنهاه المولى الفاضل الكامل الصالح التقي الذكي مولانا خان محمد الاردبيلي، سماعا وتصحيحا وضبطا وتحقيقا، في مجالس آخرها رابع شهر جمادى الثانية

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الألطاف.

ويحتمل أن يراد هذا المعنى من الآية التي ذكرها الخصم.

الرابع : التيسير والتسهيل ، وبالإضلال تشديد الامتحان ، ولعلّ منه هذه الآية ، فإنّه سبحانه يضرب الأمثال المذكورة في الآية امتحانا ، فتسهل عند قوم ، وتشتدّ عند آخرين ، هذا كلّه في الهداية والإضلال.

وأمّا الختم المذكور في قوله تعالى :( خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ) (١) .

فالمراد به : التشبيه ، ضرورة عدم الختم حقيقة على سمعهم ، وعدم الغشاوة على أبصارهم ، فكذا على قلوبهم.

والمعنى : إنّ الكفر تمكّن من قلوبهم فصارت كالمختوم عليها ، وصاروا كمن لا يعقل ، ولا يسمع ، ولا يبصر ، كما قال تعالى :( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (٢) .

ويحتمل(٣) أن يكون الختم كناية عن ضيق قلوبهم عن النظر إلى الدلائل ، وعدم انشراح صدورهم للإسلام ، وإنّما نسبه إلى الله تعالى على الوجهين لخذلانه سبحانه لهم ، وعدم رعايته لهم بمزيد الألطاف ، لكثرة ذنوبهم ، وتتابع مناوأتهم للحقّ ، ولكن لا تزول به القدرة والاختيار ، ولذا قال سبحانه في آية أخرى :( بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (٤) .

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٧.

(٢) سورة البقرة ٢ : ١٧١.

(٣) في مطبوعة طهران : ولا يحتمل.

(٤) سورة النساء ٤ : ١٥٥.

٢٦١

فاستثنى القليل وأثبت لهم الإيمان بعدما طبع على قلوبهم ؛ لأنّ لهم أفعالا حسنة تجرّهم إلى الإيمان والسعادة.

ويحتمل أن يريد :( فَلا يُؤْمِنُونَ )

إلّا إيمانا قليلا لعدم تصديقهم بكلّ ما يلزم التصديق به.

وأمّا تأويله لقوله تعالى :( أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) (١) فتأويل بعيد ؛ لأنّ ظاهرها أنّه أحسن الخالقين الفاعلين حقيقة ، كعيسى المذكور بقوله تعالى :

( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ ) (٢) لا الخالقين بالزعم والتقدير ، بل لا يصحّ أوّل التأويلين ؛ لأنّ عبدة الأصنام لا يزعمون أنّها خالقة ، بل يرونها مقرّبة إلى الله تعالى.

وأمّا الآية التي ادّعى مناسبتها لحال العدليّة ، فخطأ ؛ لأنّ مذهبهم لا يناسب الإشراك كما عرفت(٣) ، وإنّما يناسبه مذهب من يدّعي تعدّد القدماء وتركّب الإلهية ، ويرون أنفسهم شركاء لله تعالى في صفاته الذاتية ؛ لأنّ صفاتهم كصفاته زائدة على الذات(٤) !

* * *

__________________

(١) سورة المؤمنون ٢٣ : ١٤.

(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٠.

(٣) تقدّم في ج ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٧.

(٤) راجع ردّ الفضل في ج ٢ / ١٧٥.

٢٦٢

الجواب عن شبه المجبّرة

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

المطلب الحادي عشر

في نسخ شبههم

إعلم أنّ الأشاعرة احتجّوا على مقالتهم بوجهين ، هما أقوى الوجوه عندهم ، يلزم منهما الخروج عن العقيدة!

ونحن نذكر ما قالوا ، ونبيّن دلالتهما على ما هو معلوم البطلان بالضرورة من دين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :

الأوّل : قالوا : لو كان العبد فاعلا لشيء ما بالقدرة والاختيار ، فإمّا أن يتمكّن من تركه أو لا

والثاني : يلزم منه الجبر ؛ لأنّ الفاعل الذي لا يتمكّن من ترك ما يفعله موجب لا مختار ، كما يصدر عن النار الإحراق ولا تتمكّن من تركه.

والأوّل إمّا أن يترجّح الفعل حالة الإيجاد ، أو لا والثاني ؛ يلزم منه ترجيح أحد طرفي الممكن على الآخر ، لا لمرجّح ؛ لأنّهما لمّا استويا من كلّ وجه بالنسبة إلى ما في نفس الأمر ، وبالنسبة إلى القادر الموجد ، كان ترجيح القادر للفعل على الترك ترجيحا للمساوي بغير مرجّح ، وإن ترجّح ،

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٢١.

٢٦٣

فإن لم ينته إلى حدّ الوجوب ، أمكن حصول المرجوح مع تحقّق الرجحان ، وهو محال.

أمّا أوّلا ؛ فلامتناع وقوعه حالة التساوي ، فحالة المرجوحية أولى.

وأمّا ثانيا ؛ فلأنّه مع قيد الرجحان يمكن وقوع المرجوح ، فلنفرضه واقعا في وقت ، والراجح في آخر ، فترجيح أحد الوقتين بأحد الأمرين لا بدّ له من مرجّح غير المرجّح الأوّل ، وإلّا لزم ترجيح أحد المتساويين بغير مرجّح ، فينتهي إلى حدّ الوجوب ، وإلّا تسلسل.

وإذا امتنع وقوع الأثر إلّا مع الوجوب ـ والواجب غير مقدور ، ونقيضه ممتنع غير مقدور أيضا ـ فيلزم الجبر والإيجاب ، فلا يكون العبد مختارا(١) .

الثاني : إنّ كلّ ما يقع فإنّ الله تعالى قد علم وقوعه قبل وقوعه ، وكلّ ما لم يقع فإنّ الله قد علم في الأزل عدم وقوعه.

وما علم الله وقوعه فهو واجب الوقوع ، وإلّا لزم انقلاب علم الله تعالى جهلا ، وهو محال.

وما علم عدم وقوعه فهو ممتنع ، إذ لو وقع انقلب علم الله تعالى جهلا ، وهو محال أيضا ، والواجب والممتنع غير مقدورين للعبد ، فيلزم الجبر(٢) .

* * *

__________________

(١) المطالب العالية من العلم الإلهي ٨ / ١١ ـ ١٢ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٨١ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٢١ ، المواقف : ٣١٢ ـ ٣١٣ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٢٩ ، شرح المواقف ٨ / ١٤٩ ـ ١٥١.

(٢) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٨٨ ، المطالب العالية من العلم الإلهي ٨ / ١٨ ، المواقف : ٣١٥ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٣١ ، شرح المواقف ٨ / ١٥٥.

٢٦٤

وقال الفضل (١) :

أوّل ما ذكره من الدليلين للأشاعرة قد استدلّ به أهل المذهب ، وهو دليل صحيح بجميع مقدّماته كما ستراه واضحا إن شاء الله تعالى.

وأمّا الثاني ممّا ذكره من الدليلين فقد ذكره الإمام الرازي على سبيل النقض(٢) ، وليس هو من دلائل الأئمّة الأشاعرة ، وقد ذكر الإمام هذا النقض في شبهة فائدة التكليف والبعثة بهذا التقرير.

ثمّ إنّ هذا الذي ذكروه في لزوم سقوط التكليف ، إن لزم القائل بعدم استقلال العبد في أفعاله ، فهو لازم لهم أيضا لوجوه :

الأوّل : إنّ ما علم الله عدمه من أفعال العبد فهو ممتنع الصدور عن العبد ، وإلّا جاز انقلاب العلم جهلا.

وما علم الله وجوده من أفعاله فهو واجب الصدور عن العبد ، وإلّا جاز الانقلاب.

ولا مخرج عنهما لفعل العبد ، وأنّه يبطل الاختيار ، إذ لا قدرة على الواجب والممتنع ، فيبطل حينئذ التكليف وأخواته ، لابتنائها على القدرة والاختيار بالاستقلال كما ذكرتم.

فما لزمنا في مسألة خلق الأعمال ، فقد لزمكم في مسألة علم الله

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٩١.

(٢) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٨٨ ، المطالب العالية من العلم الإلهي ٨ / ١٨.

٢٦٥

تعالى بالأشياء.

قال الإمام الرازي : « ولو اجتمع جميع العقلاء لم يقدروا أن يوردوا على هذا الوجه حرفا »(١) .

وقد أجابه شارح « المواقف » كما سيرد عليك(٢) .

* * *

__________________

(١) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٢٨.

(٢) شرح المواقف ٨ / ١٥٥ ـ ١٥٦.

٢٦٦

وأقول :

ما نقله عن الرازي من النقض به لا ينافي الاستدلال به ، فإنّه إن تمّ دلّ على أنّ أفعال العباد جبرية ليست من آثار قدرتهم.

وقد صرّح القوشجي بأنّ الأشاعرة استدلّوا به ، كما ذكره في بحث العلم من الأعراض(١) ، عند قول نصير الدين1 في « التجريد » : « وهو تابع بمعنى أصالة موازنة في التطابق »(٢) .

والظاهر أنّ الخصم إنّما فرّ من تسميته دليلا ليكون فساده أهون على نفسه!

* * *

__________________

(١) شرح التجريد : ٣٣٥.

وقد جاء مؤدّاه في : الإرشاد ـ للجويني ـ : ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، تبصرة الأدلّة في أصول الدين ٢ / ٦٢٤.

وكذا جاء مؤدّاه في : المواقف وشرحها وشرح المقاصد كما مرّ آنفا في الصفحة ٢٦٤.

(٢) تجريد الاعتقاد : ١٧١.

٢٦٧

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ (١) :

والجواب عن الوجهين من حيث النقض ومن حيث المعارضة

أمّا النقض ، ففي الأوّل من وجوه :

الأوّل ـ وهو الحقّ ـ : إنّ الوجوب من حيث الداعي والإرادة ، لا ينافي الإمكان في نفس الأمر ، ولا يستلزم الإيجاب وخروج القادر عن قدرته وعدم وقوع الفعل بها.

فإنّا نقول : الفعل مقدور للعبد ، يمكن وجوده منه ، ويمكن عدمه ، فإذا خلص الداعي إلى إيجاده ، وحصلت الشرائط ، وارتفعت الموانع ، وعلم القادر خلوص المصالح الحاصلة من الفعل عن شوائب المفسدة ألبتّة ، وجب من هذه الحيثية إيجاد الفعل.

ولا يكون ذلك جبرا ولا إيجابا بالنسبة إلى القدرة والفعل لا غير.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٢٢.

٢٦٨

وقال الفضل (١) :

هذا الوجوب يراد به الاضطرار المقابل للاختيار ، ومرادنا نفي الاختيار ، سواء كان ممكنا في نفس الأمر أو لا.

وكلّ من لا يتمكّن من الفعل وتركه فهو غير قادر ، سواء كان منشأ عدم تمكّنه عدم الإمكان الذاتي لفعله ، أو عدم حصول الشرائط ووجود الموانع ، فما ذكره ليس بصحيح.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٩٤.

٢٦٩

وأقول :

لمّا زعم الأشاعرة في أوّل الدليلين أنّ العبد إمّا أن يتمكّن من ترك ما فعله أو لا ، فإن لم يتمكّن كان موجبا لا مختارا ، ويلزم الجبر ، أجاب المصنّفرحمه‌الله : « إنّا نختار أنّه لا يتمكّن ».

قولكم : « كان موجبا لا مختارا ».

قلنا : ممنوع ؛ لأنّ عدم التمكّن من الترك إنّما هو بسبب اختيار الفعل وتمام علّته ، فلا ينفي كونه مختارا ، ولا ينافي إمكان الفعل في نفسه وتأثير قدرة العبد فيه.

وهذا معنى ما يقال : « الوجوب بالاختيار لا ينافي الاختيار ».

وأورد عليه الخصم بأنّ هذا الوجوب يراد به الاضطرار المقابل للاختيار ، ومرادنا نفي الاختيار ، وهو كلام لا محصّل له.

ولعلّه يريد أنّا ندّعي أنّ الفعل اضطراري غير اختياري ، لعدم التمكّن من تركه بعد الاختيار والإرادة المؤثّرة ، وإن لم يصر فاعله بذلك موجبا.

وفيه ـ مع أنّ دليل الأشاعرة صريح في لزوم كون الفاعل موجبا ـ يشكل بأنّ عدم التمكّن من الترك بعد الإرادة المؤثّرة لا ينفي حدوثه بالاختيار ، ولا ينافي كونه مقدورا بالذات ، وغاية ما يثبت أنّ الفعل بعد الإرادة التامّة يصير واجبا بالغير ، لا واجبا بالذات ، ولا صادرا بالجبر.

وأمّا ما زعمه من أنّ من لم يتمكّن من الفعل لعدم حصول شرائطه غير قادر عليه ، فهو ممّا لا دخل له بمطلوب الأشاعرة من أنّ الفعل الواقع

٢٧٠

من العبد مجبور عليه!

على أنّ انتفاء شرائط الفعل لا ينفي القدرة عليه ما دامت الشرائط ممكنة.

ولست أعرف كيف بنى الخصم أنّه أجاب عن كلام المصنّف ، مع إنّه سيذكر معنى كلام المصنّف بلفظ شرح « المواقف » ويبني عليه ، ولعلّ الفرق أنّه وجده في الشرح فاعتبره من غير تمييز!

* * *

٢٧١

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الثاني : يجوز أن يترجّح الفعل ، فيوجده المؤثّر ، أو العدم فيعدمه ، ولا ينتهي الرجحان إلى الوجوب على ما ذهب إليه جماعة من المتكلّمين(٢) ، فلا يلزم الجبر ولا الترجيح من غير مرجّح.

قوله : « مع ذلك الرجحان لا يمتنع النقيض ، فليفرض واقعا في وقت ، فترجيح الفعل وقت وجوده يفتقر إلى مرجّح آخر ».

قلنا : ممنوع ؛ بل الرجحان الأوّل كاف ، فلا يفتقر إلى رجحان آخر.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٢٢.

(٢) انظر : المطالب العالية من العلم الإلهي ١ / ١٠٧ ـ ١٠٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ٢٩ ، شرح المقاصد ١ / ٤٨١ ـ ٤٨٢.

٢٧٢

وقال الفضل (١) :

لا يصحّ أن يكون المرجّح في وقت ترجيح الفعل هو المرجّح الأوّل ، ولا بدّ أن يكون هذا المرجّح غير المرجّح الأوّل ؛ لأنّ هذا المرجّح موجود عند وقوع الفعل مثلا في وقت وقوعه ، ولهذا ترجّح الفعل.

فلو كان هذا المرجّح موجودا عند عدم الفعل ، ولم يترجّح به الفعل ، فلا يكون مرجّحا ، وإذا ترجّح به الفعل فيكون حكم الوقتين مساويا.

ويلزم خلاف المفروض ؛ لأنّا فرضنا أنّ الفعل يوجد في وقت ويعدم في الآخر ، ولا بدّ من مرجّح غير المرجّح الأوّل ليترجّح به الفعل في وقت وينتهي إلى الوجوب ، وإلّا يتسلسل فيتمّ الدليل بلا ورود نقض.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٩٦.

٢٧٣

وأقول :

لا يخفى أنّ عندنا مسألتين :

الأولى : إنّه هل يمكن ترجّح أحد طرفي الممكن على الآخر برجحان ناش عن ذات الممكن ، غير منته إلى حدّ الوجوب ، بحيث يجوز أنيوجد ممكن بذلك الرجحان من غير احتياج إلى فاعل ، فينسدّ باب إثبات الصانع أو لا يمكن؟

لا ريب أنّه لا يمكن ؛ لأنّ فرض إمكان الشيء يقتضي جواز وقوع الطرفين بالنظر إلى ذاته.

وفرض مرجوحية أحد الطرفين بالنظر إلى ذاته ، يقتضي امتناع وقوع المرجوح ؛ لامتناع ترجّح المرجوح بالضرورة.

ولذا قال نصير الدين1 في « التجريد » : « ولا يتصوّر الأولوية لأحد الطرفين بالنظر إلى ذاته »(١) .

الثانية : إنّه هل يمكن ترجيح الفاعل لأحد الطرفين بمرجّح لا ينتهي إلى حدّ الوجوب ـ كما ذهب إليه جماعة من المتكلّمين(٢) ونقله المصنّف عنهم ـ أو لا يمكن؟

ودليل الأشاعرة من فروع هذه المسألة ، ومبنيّ على عدم إمكان الترجيح بذلك المرجّح ، وهو ممنوع ؛ لأنّ إمكان وقوع الفعل لأجله وكفايته

__________________

(١) تجريد الاعتقاد : ١١٣.

(٢) راجع ما تقدّم انفا في الصفحة ٢٧٢.

٢٧٤

في الإقدام على الفعل ، لا يستلزم خروجه عن المرجوحية ، مع فرض عدم الفعل.

هذا إذا أريد بالمرجّح الأمر الداعي إلى الاختيار.

وأمّا لو أريد به المركّب منهما ومن سائر أجزاء العلّة ، كما هو المقصود في مقام ترجيح أحد طرفي الممكن ، فلا محالة يكون المرجّح موجبا ؛ ولأجله جعل المصنّف الحقّ هو الجواب الأوّل السابق.

* * *

٢٧٥

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

الثالث : لم لا يوقعه القادر مع التساوي؟ فإنّ القادر يرجّح أحد مقدوريه على الآخر ، من غير مرجّح.

وقد ذهب إلى هذا جماعة من المتكلّمين(٢) ، وتمثّلوا في ذلك بصورة وجدانية ، كالجائع يحضره رغيفان متساويان من جميع الوجوه ، فإنّه يتناول أحدهما من غير مرجّح ، ولا يمتنع من الأكل حتّى يترجّح لمرجّح ، والعطشان يحضره إناءان متساويان من جميع الوجوه ، والهارب من السبع إذا عنّ(٣) له طريقان متساويان فإنّه يسلك أحدهما ولا ينتظر حصول المرجّح.

وإذا كان هذا الحكم وجدانيا ، كيف يمكن الاستدلال على نقيضه؟!

الرابع : إنّ هذا الدليل ينافي مذهبهم ، فلا يصحّ لهم الاحتجاج به ؛ لأنّ مذهبهم أنّ القدرة لا تصلح للضدّين(٤) ، فالمتمكّن من الفعل يخرج عن القدرة ؛ لعدم التمكّن من الترك.

وإن خالفوا مذهبهم من تعلّقها بالضدّين ، لزمهم وجود الضدّين دفعة

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٢٣.

(٢) انظر : المطالب العالية من العلم الإلهي ١ / ١٠٨ ، شرح المقاصد ١ / ٤٨٤.

(٣) عنّ الشيء : ظهر أمامك ؛ انظر : لسان العرب ٩ / ٤٣٧ مادّة « عنن ».

(٤) تمهيد الأوائل : ٣٢٦ و ٣٣٦ ، الإرشاد ـ للجويني ـ : ٢٠١ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٥٣ ، المواقف : ١٥٣.

٢٧٦

واحدة ؛ لأنّ القدرة لا تتقدّم على المقدور عندهم(١) .

وإن فرضوا للعبد قدرة موجودة حال وجود قدرة الفعل لزمهم ، إمّا اجتماع الضدّين أو تقدّم القدرة على الفعل.

فانظر إلى هؤلاء القوم الّذين لا يبالون في تضادّ أقوالهم وتعاندها!

* * *

__________________

(١) تمهيد الأوائل : ٣٣٦ ، الإرشاد ـ للجويني ـ : ١٩٧ ـ ١٩٨ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٥٢ ، المواقف : ١٥١.

٢٧٧

وقال الفضل (١) :

اتّفق العلماء على أنّ الممكن لا يترجّح أحد طرفيه على الآخر إلّا لمرجّح ، والحكم بعد تصوّر الطرفين ، أي تصوّر الموضوع الذي هو إمكان الممكن ، وتصوّر المحمول ـ الذي هو معنى كونه محوجا إلى السبب ـ ضروري بحكم بديهة العقل بعد ملاحظة النسبة بينهما ، ولذلك يجزم به الصبيان الّذين لهم أدنى تمييز

ألا ترى إلى كفّتي الميزان إذا تساوتا لذاتيهما ، وقال قائل : ترجّحت إحداهما على الأخرى بلا مرجّح من خارج ، لم يقبله صبي مميّز ، وعلم بطلانه بديهة.

فالحكم بأنّ أحد المتساويين لا يترجّح على الآخر إلّا بمرجّح مجزوم به عنده بلا نظر وكسب ، بل الحكم مركوز في طباع البهائم ، ولذا تراها تنفر من صوت الخشب(٢) .

وما ذكر من الأمثلة ، كالجائع في اختيار أحد الرغيفين وغيره ، فإنّه لمّا خالف الحكم البديهي ، يجب أن يكون هناك مرجّح لا يعلمه الجائع ، والعلم بوجود المرجّح من القادر غير لازم ، بل اللازم وجود المرجّح.

وأمّا دعوى كونه وجدانيا مع اتّفاق العقلاء بأنّ خلافه بديهي ، دعوى باطلة كسائر دعاويه ؛ والله أعلم.

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ٩٩.

(٢) انظر : شرح المواقف ٣ / ١٣٥ ـ ١٣٦.

٢٧٨

وأمّا قوله في الوجه الرابع : « إنّ هذا الدليل ينافي مذهبهم ، فلا يصحّ لهم الاحتجاج به ؛ لأنّ مذهبهم أنّ القدرة لا تصلح للضدّين » إلى آخره.

فنقول في جوابه : عدم صلاحية القدرة للضدّين لا يمنع صحّة الاحتجاج بهذه الحجّة ، فإنّ المراد من الاحتجاج نفي الاختيار عن العبد ، وإثبات أنّ الفعل واجب الصدور عنه ، وليس له التمكّن من الترك ، وذلك يوجب نفي الاختيار.

فإذا كان المذهب أنّ القدرة لا تصلح للضدّين ، وبلغ الفعل حدّ الوجوب لوجود المرجّح الموجب ، لم يكن العبد قادرا على الترك ، فيكون موجبا لا مختارا ، وهذا هو المطلوب

فكيف يقول : إنّ كون القدرة غير صالحة للضدّين يوجب عدم صحّة الاحتجاج بهذه الحجّة؟!

فعلم أنّه من جهله وكودنيّته لا يفرّق بين ما هو مؤيّد للحجّة وما هو مناف لها!

ثمّ ما ذكر أنّهم [ إن ](١) خالفوا مذهبهم من تعلّقها بالضدين ، لزمهم إمّا اجتماع الضدّين ، أو تقدّم القدرة على الفعل ؛ فهذا شيء يخترعه من عند نفسه ثمّ يجعله محذورا.

والأشاعرة إنّما نفوا هذا المذهب وقالوا : إنّ القدرة لا تصلح للضدّين(٢) ؛ لأنّ القدرة عندهم مع الفعل(٣) ، فيجب أن لا يكون صالحا

__________________

(١) أثبتناه من « إبطال نهج الباطل ».

(٢) راجع تخريجه المارّ آنفا في الصفحة ٢٧٦ ه‍ ٤.

(٣) راجع تخريجه المارّ آنفا في الصفحة ٢٧٧ ه‍ ١.

٢٧٩

للضدّين ، وإلّا لزم اجتماع الضدّين!

أنظروا معاشر المسلمين إلى هذا السارق الحلّي ، الذي اعتاد سرقة الحطب من شاطئ الفرات ، حسب أنّ هذا الكلام حطب يسرق! كيف أتى بالدليل وجعله اعتراضا! والحمد لله الذي فضحه في آخر الزمان ، وأظهر جهله وتعصّبه على أهل الإيمان.

* * *

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314