الامثال في نهج البلاغة

مؤلف: محمّد الغروي
الناشر: انتشارات فيروزآبادي
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 183
مؤلف: محمّد الغروي
الناشر: انتشارات فيروزآبادي
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 183
المثل إلى الأحنف من صاحب المستقصي. ثم الملامة أشدّ مراتب العتاب، وهي تخطيء وتصيب.
الرّاء مَعَ الدّال
١٨- رُدُّوا الحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاء َ (١) .
قال (عليه السّلام): (رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لا يَدْفَعُهُ إِلاَّ الشَّرُّ).
قال الشارح:
(هذا مثل قولُهم في المثل : إنّ الحديد بالحديد يفلح (٢) . وقال عمرو بن كلثوم:
أَلا لا يَجهَلَنْ أَحَدٌ عَلَينا |
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا |
وقال الفند الزّماني:
فَلَمّا صَرَّحَ الشَرُّ |
فأمسى وهو عُريانُ |
|
وَلَم يَبقَ سِوى العُدوا |
نِ دِنّاهُم كَما دانوا |
|
وَبَعضُ الحِلمِ عِندَ الجَهـ |
لِ لِلذِلَّةِ إِذعانُ |
|
وفي الشَّرِّ نجاةٌ حيـ |
نَ لا يُنجِيكَ إحسانُ |
وقال الأحنف:
وذي ضَغَنٍ أمتُّ القَوْلَ عنه |
بحِلْمِي فاسْتَمَرَّ على المَقَالِ |
|
وَمَن يَحلُم وَلَيسَ لَهُ سَفِيهٌ |
يُلاقِ المُعْضِلاتِ مِنَ الرِجالِ) (٣) |
من أمثال متناسبة: (الشرّ بالشرّ ملحق) (٤) ، (الشرّ للشرّ خلق) (٥) .
____________________
(١) النهج ١٩: ٢٢١، ٣٢٠/ح.
(٢) مجمع الأمثال ١: ١١ حرف الهمزة.
(٣) شرح النهج ١٩: ٢٢١.
(٤) النهج ١٨: ٤١.
(٥) مجمع الأمثال ١: ٣٦٦ حرف السين.
وقد جاء في صادقيّ: (إن اللعنة إذا خرجت من فيِّ صاحبها تردَّدت فإن وجدت مساغاً وإلاّ رجعت على صاحبها) (١) .
والغرض من ردّ الحجر منع تجاوز الظالم الغاشم بردّ ظلمه إليه، فإنّ الظلم شرّ وشر منه صاحبه كالظالم كما تقدّم المثل (٢) . فإذا لم يردّ على المتجاوز تجاوزه ازداد تجاوزاً، وإذا عومل بمثل ما صنع ارتدع. فصبر المظلوم زيادة في ظلم الظالم، ولا ينافيه ما جاء في الصّبر؛ فإن ذلك فيما لم يكن الردّ عليه.
وحمْلُ الحجر على معناه الظاهري لا يمنع من معناه المثلي، أي من ردّ ظلم الظالم إليه.
____________________
(١) السفينة ١: ٥١٢ في (لعن).
(٢) فاعل الخير خير منه، وفاعل الشرّ شرّ منه.
الرّاء مَعَ الفاء
١٩- الرَّفيقُ قَبلَ الطَّريقِ، وَالجارُ قَبلَ الدّار ِ (١) .
من وصيّته للحسن (عليهما السّلام) المطوّلة، قال فيها: (سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ، وعَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ).
وفي المثل: (الرفيق إمّا رحيق أو حريق)، وفي المثل: (جار السوء كلب هارش وأفعى ناهش) (٢) .
قوله (عليه السّلام): (الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ) من الأمثال، ذكره بعض الأدباء، منهم الميداني، قال بعد ذكر المثل: (أي حَصِّلِ الرفيق أولاً واخْبُرْهُ، فربَّما لم يكن موافقاً ولم تتمكّن من الاستبدال به) (٣) . و[ قال: الميداني ] بعد مثل (الجار ثم الدار) بذكر (ثمّ)، قال: (هذا كقولهم: (الرفيق قبل الطريق) وكلاهما يروي عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم). قال أبو عبيد: كان بعض فقهاء أهل الشام يحدّث بهذا الحديث ويقول: معناه إذا أردت شراء دار فسَلْ عن جوارها قبل شرائها) (٤) .
ثم الجار نذكر شيئاً من حقوقه لأدنى مناسبة:
اهتمّ الشرع الإسلامي بالجار حتّى قال الإمام (عليه السّلام) في وصيّة له: (واللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ) (٥) ، وقال تعالى: ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ... ) (٦) .
____________________
(١) النهج ١٦: ١١٣، ٣١/الوصيّة.
(٢) شرح النهج ١٦: ١٢١.
(٣) المجمع ١: ٣٠٣ حرف الراء.
(٤) المجمع ١: ١٧٢ (حرف الجيم).
(٥) النهج ١٧: ٥، ٤٧/الوصيّة.
(٦) سورة النساء الآية ٣٦.
الجار إمّا قريب أو بعيد، وهما إمّا قريب أو أجنبيّ، فهذه أربعة: فالجار ذو الرحم، قريباً كان أو بعيداً، داخل في ( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ) . والأجنبي، القريب والبعيد، في ( وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) . ( وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) هو الذي يصحبك في السفر جنباً إلى جنب.
ثم ليس حسن الجوار كفّ الأذى عنه فقط، بل بتحمّل الأذى والصبر على ما يرى، قال القائل:
ليس حسن الجوار كفّ الأذى |
ولكن حسن الجوار الصبر (١) |
____________________
(١) ذكرناه في الأمثال النبويّة حرف الجيم.
الرّاء مَعَ الكاف
٢٠- رَكِبْنا أعْجازَ الإِبِل وإِنْ طَالَ السُّرى (١) .
والأصل فيه قوله (عليه السّلام): (لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ وإِلا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الإبِلِ وإِنْ طَالَ السُّرَى).
قال الرضي (رحمه الله تعالى): (وهذا القول من لطيف الكلام وفصيحه، ومعناه: أنّا إن لم نعط حقّنا كنّا أذلاّء؛ وذلك أن الرديف يركب عجز البعير، كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما).
قال بعض الشرَّاح:
(له تفسيران: أحدهما : أنّ راكب عجز البعير يلحقه مشقّة وضرر، فأراد: أنّا إذا منعنا حقّنا صبرنا على المشقّة والمضرّة كما يصبر راكب عجز البعير. وهذا التفسير قريب مما فسّره الرّضي، و الوجه الثاني: أنّ راكب عجز البعير إنّما يكون إذا كان غيره قد ركب على ظهر البعير، وراكب ظهر البعير متقدّم على راكب عجز البعير، فأراد: أنّا إذا منعنا حقّنا تأخّرنا وتقدّم غيرنا علينا فكنّا كالراكب رديفاً لغيره. وأكّد المعنى على كلا التفسيرين بقوله: (وإِنْ طَالَ السُّرَى)؛ لأنّه إذا طال السُّرى كانت المشقّة على راكب البعير أعظم، وكان الصبر على تأخّر راكب عجز البعير عن الراكب على ظهره أشدّ وأصعب.. قاله يوم الشُّورى) (٢) .
وقال آخر:
(عليّ (رضي الله تعالى عنه) قال يوم الشورى: (لنا حقّ إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السُّرى). هذا مثل لركوبه الذلّ والمشقّة وصبره عليه وإن تطاول ذلك، وأصله أن الراكب إذا اِعْرَوْرى
____________________
(١) النهج ١٨: ١٣٢، ٢٢/ح.
(٢) المصدر.
البعير ركب عجزه من أصل السنام، فلا يطمئنّ ويحتمل المشقّة. وأراد بركوب أعجاز الإبل كونه ردفاً تابعاً، وأنّه يصبر على ذلك وإن تطاول به. ويجوز أن يريد: وإن نمنعه نبذلِ الجهد في طلبه فعل من يضرب في ابتغاء طلبته أكباد الإبل ولا يبالي باحتمال طول السُّرى) (١) .
وهكذا غيرهما من الجمهور، قد خصّصوا كلامه (عليه السّلام) بيوم الشُّورى بعد وفاة عمر واجتماع الجماعة لاختيار واحد من الستّة. وليت شعري لِمَ خصّصوه بذلك؟! وهل كان منْع القوم الإمام (عليه السّلام) عن حق الخلافة من بعد عمر وكان له ولصاحبه الحق وليس له (عليه السّلام) منه نصيب؟! أو خصّصهما الله ورسوله به دونه [ ما ] أو أنّه خاصّ به تقّمصه القوم؟! اختر ما شئت!
____________________
(١) الفائق [ في غريب الحديث، جار الله الزمخشري] ٢: ٣٩٧ - ٣٩٨.
باب السين
السّين مَعَ الرّاء
٢١- سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ (١) .
أحد الأمثال الّتي ضربها في وصيّته لابنه الحسن (عليهما السّلام)، قال فيها:
(وإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلادِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا، وتَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا؛ فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّهُ عَنْهَا ونَعَتَتْ نَفْسِهَا وتَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوئهَا. فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلابٌ عَاوِيَةٌ وسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، ويَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا، ويَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا. نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ وأُخْرَى مُهْمَلَةٌ، قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا ورَكِبَتْ مَجْهُولَهَا " سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ "، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا ولا مُسِيمٌ يُسِيمُهَا...).
وهي وصيّة مطوّلة أخذنا منها ما يربط المثل الجاري.
قال الشارح:
(ثلاثة أمثال محرّكة لمن عنده استعداد، واستقرأني أبو أفرج محمد بن عبّاد (رحمه الله) وأنا يومئذٍ حَدَثٌ هذه الوصيّة، فقرأتها عليه من حفظي، فلمّا وصلت إلى هذا الموضع صاح صيحة شديدة وسقط، وكان جباراً قاسي القلب.
(سُرُوحُ عَاهَةٍ) والسروح: جمع سرح، وهو المال السارح. والعاهة: الآفة.... ووادٍ وعثٍ لا يثبت الحافر والخفّ فيه، بل يغيب فيه ويشقّ على من يمشي فيه) (٢) .
أو السروح: الأغنام.
يقول (عليه السّلام) أهل الدّنيا كلاب
____________________
(١) النهج ١٦: ٨٩ - ٩٠، ٣١/الوصية.
(٢) شرح النهج ١٦: ٩٠ - ٩١.
عاوية وسباع جائعة يتناهشن على جيف أو أغنام سائمة ترعى، ومعقّلة متحيّرة في أودية لا يثبت فيها خفّ ولا خافر. لا راعي يرعاها، وقد اعتورها الآفات من كلّ جوانبها.
برزت في كلامه (عليه السّلام) حقائق أهل الدّنيا وبوائق ما طالت الأيّام تخفينها، وسوف يحشر الناس على ما هم فيه من صفات الحيوانات كما جاء في تفسير ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) (١) يأتون يوم القيامة على صور ما كانوا يزاولون من صفات الكلاب والسّباع وغيرها.
____________________
(١) سورة التكوير الآية ٥.
باب الشين
الشّين مَعَ التّاء
٢٢ -
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها |
|
وَيَومَ حَيّانَ أَخي جَابِر (١) |
تمثّل (عليه السّلام) بالبيت في خطبته المعروفة بـ (الشِقْشِقِّية). قال المعتزلي إنّ البيت للأعشى الكبير أعشى قيس، وهو أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل من القصيدة التي قالها في منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل (٢) ، وأوّلها:
شاقَتْكَ مِنْ قَتْلَة أَطْلالُها |
بالشَّطِّ فَالوِتْرِ إِلى حاجِرِ |
|
فَرُكنِ مِهراسٍ إِلى مارِدِ |
فَقاعِ مَنفوحَةَ ذي الحائِرِ |
|
دارٌ لَها غَيَّرَ آياتِها |
كُلُّ مُلِثٍّ صَوبُهُ زاخِرِ |
والضمير في كورها في البيت المتمثّل به يعود على الناقة في بيت متقدّم عليه:
وَقَد أُسَلّي الهَمَّ حينَ اِعتَرى |
بِجَسرَةٍ دَوسَرَةٍ عاقِرِ |
|
وقد أسلى المهمّ حين اعترى |
بجسرة (٣) دوسرة عاقر |
|
زَيّافَةٍ بِالرَحلِ خَطّارَةٍ |
تُلْوي بِشَرخَي مَيسَةٍ قاتِرِ |
وحيّان اسم رجل من بني حنيفة كان سيّداً مطاعاً وذا نعمة وافرة وكان الأعشى ينادمه. وجابر: أخو حيّان أصغر منه ذكره الشاعر للقافية. ومعنى البيت: فرق كبير ما بين سفري على ناقتي وبين يوم حيّان في نعمته الوافرة.
____________________
(١) النهج ١: ١٦٢، ٣/ط.
(٢) شرح النهج ١: ١٦٦.
(٣) الجسرة العظيمة من الإبل والدوسرة الناقة الضخيمة.
يشير (عليه السّلام) به إلى أنّ هناك فرقاً بين يومه في الخلافة مع ما انتقض عليه من الأمر مع يوم عمر حيث ولّها على قاعدة ممهّدة (١) .
وحصيلة ذلك: أنّ الفرق بين راكب الناقة الراقلة به وحيّان المتنعّم بنعمة ناعمة وراحة هو الفرق بيني في خلافتي الّتي انتقض أمرها وبين عمر الذي مهّدت له الأمور كما أراد وأرادها الأوّل، وهذا من دلالات مظلوميّته (عليه السّلام) واغتصاب حقه الثابت؛ فلو كان الأمر على ضوء وصاية النبيّ (صلّى الله عليه وآله) سائراً لما اغتصب حقّ الخلافة منه ولا حقّ إلى يوم القيامة.
____________________
(١) رسالة الإسلام ١٢٠ - ١٢١ (عدد ٧ - ٨).
الشّين مَعَ الرّاء
٢٣ - الشَّرُّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ (١) .
قاله (عليه السّلام) في كتاب له كتبه إلى الحارث الهمداني:
(... وإِيَّاكَ ومُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ...).
قال الشارح:
يقول: (إنّ الطّباع ينزع بعضها إلى بعض فلا تصحبنّ الفسّاق فإنّه ينزع بك ما فيك من طبع الشر إلى مساعدتهم على الفسوق والمعصية وما هو إلاّ كالنّار فإذا لم تجاورها وتمازجها نار كانت إلى الانطفاء والخمود أقرب. وروى (ملحِق) (بكسر الحاء) وقد جاء في الخبر النبويّ: (عذابك بالكفار ملحِق) بالكسر) (٢) .
قوله (عليه السّلام): (الشرّ بالشرّ ملحق).
معدود من الأمثال، نظير قولهم: (الشرّ للشرّ خلق) و(الحديد بالحديد يفلح) (٣) . والإنسان المغفّل إذا صاحب الفاسق أثّر فسقه فيه وزاد هو في فسقه، وإن لم يكن على حذر منه فلا محالة جاء التأثير وزيادة الفسق بزيادة أفراد الفسّاق، وهو المصاحب، إذ المصاحبة مؤثّرة إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ. وجاء في حديث الإمام السّجاد (عليه السّلام) النهي عن مصاحبة خمسة ومحادثتهم ومرافقتهم في طريق، وهم: الكذّاب والفاسق والبخيل والأحمق والقاطع لرحمه (٤) .
____________________
(١) النهج ١٨: ٤١، ٦٩/ك.
(٢) شرح النهج ١٨: ٥٠ - ٥١.
(٣) السفينة ٢: ٨ في (صحب).
ونسب إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) ما يلي:
(عاشرْ أخا ثقةٍ تحظى بصحبته |
فالمرءُ مكتسِبٌ من كلّ مصحوبِ |
|
كالرّيح آخذةٌ حين تمرّ به |
نَتْنٌ من النتنِ والطيْبُ من الطيبِ) (١) |
ومن آثار سوء مصاحبة الفاسق أنّه مظنّة سخط الله (عزّ وجلّ)، وعذابه إذا نزل عمّ من معه. كما كان عكس ذلك مصاحبة المتّقي الذي هو عرضة رحمة الله تعالى، فإنّها إن نزلت عمّت. والفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى الذي هو منشأ الشرور؛ إذ لا يأمن معه من ركوب المعاصي كلّها من الاجتماعيّة وغيرها الّتي تجب الشّرور.
____________________
(١) الديوان المنسوب إليه (عليه السّلام).
الشّين مَعَ القاف
٢٤- شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ (١) .
مثل سائر أجاب به الإمام (عليه السّلام) ابن عبّاس عندما سأله استرساله في كلام له من خطبة معروفة بالشقشقيّة لاشتمالها على الشقشقة، وقد ناوله رجل من أهل العراق كتاباً لينظر فيه فقطع (عليه السّلام) الخطبة ولم يعد إليها، فتأسّف ابن عباس عمّا فاته من إكمالها؛ لأنّها تبيّن مواقف الخلفاء الثلاثة مع الإمام (عليه السّلام) والخلال التي لا تليق بمنصب الخلافة. ومن العجيب من ابن أبي الحديد وغيره حيث أوّلوا الكلمات فيها إلى ما لا تنطبق عليه اللغة العربيّة، ومن له أدنى إلمام بها لم يرتب في مراد الإمام (عليه السّلام).
قال النيسابوري: (الشِقشِقة: شيء كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج. وإذا قالوا للخطيب: (ذو شقشقة) فإنّما يشبّه بالفحل) (٢) .
وبعضُ مؤلفي كتب الأمثال لم يذكر المثل في كتابه ولا تمثّل الإمام (عليه السّلام) به لئلاّ يواجه مشكلة التأويل لكلامه (عليه السّلام)، وآخرٌ قد ذكر التمثّل به دون أن يزيد عليه، وثالثٌ نفي الخطبة عن أن تكون صادرة عن الإمام (عليه السّلام) فضلاً عن تمثّله به. والمعتزلي ممّن يقول بالصدور ويتصدّى للتأويل، قال:
إن قيل: بيّنوا لنا ما عندكم في هذا الكلام، أليس صريحه دالاًّ على
____________________
(١) النهج ١: ٢٠٣ ط ٣.
(٢) مجمع الأمثال ١: ٣٦٩ حرف الشين.
تظليم القوم ونسبتهم إلى اغتصاب الأمر، فما قولكم في ذلك؟ إن حكمتم عليهم بذلك فقد طعنتم فيهم، وإن لم تحكموا عليهم بذلك فقد طعنتم في المتظلّم المتكلّم عليهم؟
قيل: أمّا الإماميّة من الشيعة فتجري هذه الألفاظ على ظواهرها، وتذهب إلى أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) نصّ على أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأنّه غصب حقّه.
وأمّا أصحابنا (رحمهم الله)، فلهم أن يقولوا:... (١) .
فراح يلّقنهم ما يلّفقونه لصرف الظهور.. والحديث ذو شجون.
____________________
(١) شرح النهج ١: ١٥٦ - ١٥٩.
باب الصاد
[ ١٥٨٨٢ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن موسى( عليهالسلام ) في الظهور(١) التي ذكر الله عزّ وجّل، قال: اغسلها.
[ ١٥٨٨٣ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : امحوا كتاب الله وذكره بأطهر ما تجدون، ونهى إنّ يحرق كتاب الله، ونهى إنّ يمحى بالأقدام (٢) .
[ ١٥٨٨٤ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهمالسلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) إنّ يمحى شيء من كتاب الله بالبزاق أو يكتب به.
[ ١٥٨٨٥ ] ٧ - وفي( عيون الأخبار) عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألني العبّاس بن جعفر بن الأَشعث إنّ أسأل
____________________
٤ - الكافي ٢: ٤٩٥ / ٥.
(١) الظهور: جمع ظهر، وهو الورقة التي كتبت منها صفحة واحدة وذقت الصفحة الثانية بيضاء، أو هي الجلود التي على ظهور الحيوانات.
٥ - الكافي ٢: ٤٩٥ / ٤.
(٢) في نسخة: بالأقلام ( هامش المخطوط ).
٦ - الفقيه ٤: ٢ / ١.
٧ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٢١٩ / ٣٣.
الرضا( عليهالسلام ) إنّ يحرق كتبه إذا قرأها مخافة إنّ تقع في يد غيره، قال الوشّاء: فابتدأني( عليهالسلام ) بكتاب من قبل إنّ أسأله(١) إنّ يحرق كتبه، وقال: اعلم صاحبك أنّي إذا قرأت كتبه أحرقتها.
ورواه عليّ بن عيسى في( كشف الغمة) نقلاً من كتاب( الدلائل) لعبدالله بن جعفر الحميريّ عن الوشّاء (٢) .
أقول: هذا محمول على الجواز، أو الضرورة، أو على ماليس فيه قرإنّ ولا اسم الله.
[ ١٥٨٨٦ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) عن عبدالله بن الحسن، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه( عليهالسلام ) قال: سألته عن القرطاس تكون فيه الكتابة، أيصلح إحراقه بالنار؟ فقال: إنّ تخوفت فيه شيئاً فاحرقه فلا بأس.
١٠٠ - باب أنّه يستحب للإِنسان إنّ يقسم لحظاته بين أصحابه بالسوية ، وإنّ لا يمد رجله بينهم ، وأن يترك يده عند المصافحة حتّى يقبض الآخر يده
[ ١٥٨٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن
____________________
(١) فيه أعجاز للرضا (عليهالسلام ) ( هامش المخطوط ).
(٢) كشف الغمة ٢: ٣٠٢.
٨ - قرب الإسناد: ١٢٢.
الباب ١٠٠
فيه ٤ أحاديث
١ - الكافي ٢: ٤٩٢ / ١.
محمّد، عن الوشّاء، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: كان رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية، قال: ولم يبسط رسول الله( صلىاللهعليهوآله ) رجليه بين أصحابه قطّ، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) يده من يده حتّى يكون هو التارك، فلمّا فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قال بيده فنزعها من يده.
وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل مثله إلى قوله: بالسويّة (١) .
[ ١٥٨٨٨ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: ما أكل رسول الله( صلىاللهعليهوآله ) متّكئاً منذ بعثه الله إلى إنّ قبضه تواضعاً لله عزّ وجّل، وما زوي ركبتيه أمام جليسه في مجلس قطّ، وما صافح رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) رجلا قط فنزع يده من يده حتّى يكون الرجل هو الذي ينزع يده، وما منع سائلاً قطّ، إن كان عنده أعطى، وإلّا قال يأتي الله به.
[ ١٥٨٨٩ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن زيد بن الجهم الهلاليّ، عن مالك بن أعين، عن أبي جعفر( عليهالسلام ) قال: إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألّا وإنّ الذنوب لتتحات فيما بينهم حتّى لا يبقى ذنب.
____________________
(١) الكافي ٨: ٢٦٨ / ٣٩٣.
٢ - الكافي ٨: ١٦٤ / ١٧٥، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب آداب المائدة.
٣ - الكافي ٢: ١٤٥ / ١٣.
[ ١٥٨٩٠ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: ما صافح رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) رجلاً قطّ فنزع يده حتّى يكون هو الذي ينزع(١) منه.
١٠١ - باب استحباب سؤال الصاحب والجليس عن اسمه وكنيته ونسبه وحاله وكراهة تركه
[ ١٥٨٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن جعفر، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) يوما لجلسائه: تدرون ما العجز؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: العجز ثلاثة: إنّ يبدر أحدكم بطعام يصنعه لصاحبه فيخلفه ولا يأتيه، والثانية: إنّ يصحب الرجل منكم الرجل أو يجالسه، يحبّ أن يعلم من هو ومن أين هو؟ فيفارقه قبل إنّ يعلم ذلك، والثالثة: أمر النساء، يدنو أحدكم من أهله فيقضي حاجته وهي لم تقض حاجتها، فقال عبدالله بن عمرو بن العاص: فكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: يتحرّش (٢) ويمكث حتّى يأتي ذلك منهما جميعاً.
[ ١٥٨٩٢ ] ٢ - قال: - وفي حديث آخر - قال رسول الله( صلى الله عليه
____________________
٤ - الكافي ٢: ١٤٦ / ١٥.
(١) في المصدر زيادة: يده.
وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ٦ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس.
ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١٤ من الباب ١٢٢ من هذه الأبواب.
الباب ١٠١
فيه ٤ أحاديث
١ - الكافي ٢: ٤٩٢ / ٤.
(٢) في المصدر: يتحوش.
٢ - الكافي ٢: ٤٩٢ / ذيل الحديث ٤.
وآله وسلم): إنّ من أعجز العجز رجل يلقي رجلاً فأعجبه نحوه فلم يسأله عن اسمه ونسبه وموضعه.
[ ١٥٨٩٣ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونيّ، عن أبى عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : إذا أحب أحدكم أخاه المسلم فليسأله عن اسمه واسم ابيه واسم قبيلته وعشيرته، فإنّ من حقّه الواجب وصدق الإخاء أن يسأله عن ذلك وإلّا فإنّها معرفة حمق.
ورواه الصّدوق في كتاب( الإِخوان) عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله (١) .
[ ١٥٨٩٤ ] ٤ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : ثلاثة من الجفاء: إنّ يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وإنّ يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب او يجيب فلا يأكل، ومواقعة الرجل اهله قبل الملاعبة.
١٠٢ - باب كراهة ذهاب الحشمة بين الإِخوان بالكلية ، والاسترسال ، والمبالغة في الثقة
[ ١٥٨٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن
____________________
٣ - الكافي ٢: ٤٩٢ / ٣.
(١) مصادقة الإِخوان: ٧٢ / ١.
٤ - قرب الإسناد: ٧٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٥٧ من أبواب مقدمات النكاح.
الباب ١٠٢
فيه ٨ أحاديث
١ - الكافي ٢: ٤٩٣ / ٦.
محمّد، عن محمّد بن إسماعيل(١) ، عن عبدالله بن واصل، عن عبدالله بن سنإنّ قال: قال أبو عبدالله( عليهالسلام ) لا تثق باخيك كلّ الثقة، فإنّ صرعة الاسترسال لن تستقال.
[ ١٥٨٩٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمإنّ بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن موسى( عليهالسلام ) يقول: لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك، ابق منها فإنّ ذهابها ذهاب الحياء.
[ ١٥٨٩٧ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الهيثمّ بن أبي مسروق، عن أبيه، عن يزيد بن مخلد النيسابوري، عمّن سمع الصادق جعفر بن محمّد( عليهالسلام ) يقول: الصداقة محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء من تلك الحدود فلا تنسبه إلى (٢) الصداقة، أوّلها: إنّ تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية: إنّ يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة: لا يغيره عنك مال ولا ولاية، والرابعة: إنّ لا يمنعك شيئاً مما تصل إليه مقدرته، والخامسة: لا يسلمك عند النكبات.
وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن الهيثمّ بن أبي مسروق، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أبي خالد السجستاني، عن زيد بن مخالد النيسابوري (٣) ، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) مثله(٤) .
____________________
(١) في المصدر: عليّ بن أسماعيل.
٢ - الكافي ٢: ٤٩٣ / ٥.
٣ - أمالي الصدوق: ٥٣٢ / ٧، وأورده عن الكافي ومصادقة الإِخوان في الحديث ١ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.
(٢) في المصدر زيادة: شيء من.
(٣) في الخصال: يزيد بن خالد النيسابوري
(٤) الخصال: ٢٧٧ / ١٩.
[ ١٥٨٩٨ ] ٤ - وفي( المجالس) قال: قال الصادق( عليهالسلام ) لبعض أصحابه: لا تثقنّ بأخيك كلّ الثقة، فإنّ صرعة الاسترسال لن تستقال.
[ ١٥٨٩٩ ] ٥ - قال: وقال الصادق( عليهالسلام ) لبعض أصحابه: من غضب عليك(١) ثلاث مرّات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً.
[ ١٥٩٠٠ ] ٦ - قال: وقال الصادق( عليهالسلام ) : لا يطلع صديقك من سرّك إلّا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرك، فإنّ الصديق ربما كان عدّواً.
[ ١٥٩٠١ ] ٧ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( المجالس) عن أبيه عن أبي الفتح هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبليّ، عن أبيه، عن عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه ( عليهمالسلام ) عن أمير المؤمنين( عليهالسلام ) أنّه قال: احبب حبيبك هوناً ما فعسى إنّ يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما فعسى إنّ يكون حبيبك يوماً ما.
[ ١٥٩٠٢ ] ٨ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) في قوله تعالى: ( وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ) (٢) قال: فيه وجوه: أحدها أنّهم كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء، عن ابن عبّاس، وروي ذلك عن الرضا( عليهالسلام ) .
____________________
٤ - أمالي الصدوق: ٥٣٢ / قطعة من حديث ٧.
٥ - أمالي الصدوق: ٥٣٢ / قطعة من حديث ٧.
(١) في المصدر زيادة: من أخوانك.
٦ - أمالي الصدوق: ٥٣٢ / قطعة من حديث ٧.
٧ - أمالي الطوسي ١: ٣٧٤.
٨ - مجمع البيان ٤: ٢٨٠.
(٢) العنكبوت ٢٩: ٢٩.
١٠٣ - باب استحباب اختيار الإِخوان بالمحافظة على الصلوات في مواقيتها والبر بإخوانهم ، ومفارقتهم مع الخلو منهما
[ ١٥٩٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن معلى بن خنيس وعثمان بن سليمان النحاس، عن مفضّل بن عمر ويونس بن ظبيان قالا: قال أبو عبدالله( عليهالسلام ) اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلّا فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب: المحافظة على الصّلوات في مواقيتها، والبرّ بالإِخوان في العسر واليسر.
١٠٤ - باب استحباب حسن الخلق مع النّاس
[ ١٥٩٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليهالسلام ) قال: إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.
[ ١٥٩٠٥ ] ٢ - وبالإِسناد عن ابن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط عن أبي
____________________
الباب ١٠٣
فيه حديث واحد
١ - الكافي ٢: ٤٩٣ / ٧، وأورد نحوه عن الخصال ومصادقة الإِخوان في الحديث ١٥ من الباب ١ من أبواب مواقيت الصلاة.
الباب ١٠٤
فيه ٣٦ حديثاً
١ - الكافي ٢: ٨١ / ١.
٢ - الكافي ٢: ٨١/ ٣، وأورده عن التهذيب في الحديث ٩ من الباب ١ من أبواب الوديعة، ونحوه في الحديث ٥ من الباب ٦ من أبواب جهاد النفس.
عبدالله( عليهالسلام ) قال: أربع من كنّ فيه كمل إيمانه، وإنّ كان من قرنه إلى قدمه ذنوباً لم ينقصه ذلك قال: وهو الصدق، وأداء الأَمانة، والحياء وحسن الخلق.
[ ١٥٩٠٦ ] ٣ - وعن أبي عليّ الأَشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن ذريح، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم.
[ ١٥٩٠٧ ] ٤ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: إنّ حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.
[ ١٥٩٠٨ ] ٥ - وبهذا الإِسناد عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: البرّ وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الإِعمار.
[ ١٥٩٠٩ ] ٦ - وبالإِسناد عن عبدالله بن سنإنّ وحسين الأحمسي جميعاً عن أبى عبدالله( عليهالسلام ) قال: إنّ الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد.
[ ١٥٩١٠ ] ٧ - وعن علي، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبدالله( عليهالسلام ) إذا خالطت النّاس فإنّ استطعت إنّ لا تخالط أحداً من النّاس إلّا كان يدك العليا عليه فافعل، فإنّ العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة، ويكون له خلق
____________________
٣ - الكافي ٢: ٨٢ / ٥.
٤ - الكافي ٢: ٨٤ / ١٨.
٥ - الكافي ٢: ٨٢ / ٨.
٦ - الكافي ٢: ٨٢ / ٧.
٧ - الكافي ٢: ٨٣ / ١٤.
حسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم.
[ ١٥٩١١ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) : اكثر ما تلج به أُمتي الجنّة تقوى الله وحسن الخلق.
[ ١٥٩١٢ ] ٩ - وعنه، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: قال أبو عبدالله( عليهالسلام ) : أكمل النّاس عقلاً أحسنهم خلقاً.
[ ١٥٩١٣ ] ١٠ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبدالله( عليهالسلام ) ما يقدم المؤمن على الله عزّ وجّل بشيء(١) بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من إنّ يسع النّاس بخلقه.
[ ١٥٩١٤ ] ١١ - وعنهم، عن أحمد، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن بحر السقّاء قال: قال لي أبو عبدالله( عليهالسلام ) : يا بحر، حسن الخلق يُسرّ ثمّ ذكر حديثاً أن رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) كان حسن الخلق.
[ ١٥٩١٥ ] ١٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن يحيى بن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله( عليهالسلام ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه: الخلق الحسن يميث
____________________
٨ - الكافي ٢: ٨٢ / ٦.
٩ - الكافي ١: ١٨ / ١٧.
١٠ - الكافي ٢: ٨٢ / ٤.
(١) في المصدر: بعمل.
١١ - الكافي ٢: ٨٣ / ١٥.
١٢ - الكافي ٢: ٨٢ / ٩.
الخطيئة كما تميث الشمس الجليد.
[ ١٥٩١٦ ] ١٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الوشّاء، عن عبدالله بن سنان، عن رجل (١) ، عن عليّ بن الحسين( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) : ما يوضع في ميزان امرىء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق.
[ ١٥٩١٧ ] ١٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: إنّ الخلق منحة يمنحها الله خلقه، فمنه سجية ومنه نيّة، قلت: فأيّهما أفضل؟ قال: صاحب السجيّة هو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبّراً فهو أفضلهما.
[ ١٥٩١٨ ] ١٥ - وعنه، عن أحمد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن عليّ بن أبي عليّ اللهبي، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد الثّواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح.
[ ١٥٩١٩ ] ١٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( عيون الأَخبار) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن آبائه ( عليهمالسلام ) قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) : نزل عليّ جبرئيل من ربّ
____________________
١٣ - الكافي ٢: ٨١ / ٢.
(١) في المصدر زيادة: من أهل المدينة.
١٤ - الكافي ٢: ٨٢ / ١١.
١٥ الكافي ٢: ٨٣ / ١٢.
١٦ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٥٠ / ١٩٤، وأورد مثله عن الأمالي في الحديث ١ من الباب ١٣٧ من هذه الأبواب.
العالمين فقال: يا محمّد، عليك بحسن الخلق فإنّه ذهب بخير الدنيا والآخرة، إلّا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقاً.
[ ١٥٩٢٠ ] ١٧ - وبأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء(١) عن الرضا، عن آبائهعليهمالسلام قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) : عليكم بحسن الخلق فإنّ حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإيّاكم وسوء الخلق فإنّ سوء الخلق في النار لا محالة.
[ ١٥٩٢١ ] ١٨ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : الخلق السيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل.
[ ١٥٩٢٢ ] ١٩ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : إنّ العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
[ ١٥٩٢٣ ] ٢٠ - وبالإِسناد قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق.
[ ١٥٩٢٤ ] ٢١ - وبالإِسناد قال: قال عليّ( عليهالسلام ) أكملكم إيمانا أحسنكم خلقاً.
____________________
١٧ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣١ / ٤١، وصحيفة الإمام الرضا (عليهالسلام ) : ١٥٠ / ٨٦.
(١) تقدمت في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.
١٨ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٧ / ٩٦، وصحيفة الإمام الرضا (عليهالسلام ) : ٢٢٦ / ١١٣.
١٩ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٧ / ٩٧، وصحيفة الإمام الرضا (عليهالسلام ) ٢٢٥ / ١١٠.
٢٠ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٧ / ٩٨، وصحيفة الإمام الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٢٢٥ / ١١١.
٢١ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٨ / ١٠٤، وصحيفة الإمام الرضا (عليهالسلام ) : ٢٢٩ / ١٢١.
[ ١٥٩٢٥ ] ٢٢ - وبالإِسناد قال: قال علىّ بن أبي طالب( عليهالسلام ) : حسن الخلق خير قرين.
[ ١٥٩٢٦ ] ٢٣ - وبالإِسناد قال: قال عليّ بن أبي طالب( عليهالسلام ) : سُئل رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) ما أكثر ما يدخل به الجنّة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق.
[ ١٥٩٢٧ ] ٢٤ - وبالإِسناد قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً وخيركم لأهله.
[ ١٥٩٢٨ ] ٢٥ - وبالإِسناد قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : أحسن النّاس إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي.
ورواه الطبرسي في صحيفة الرضا( عليهالسلام ) (١) وكذا كل ما قبله.
[ ١٥٩٢٩ ] ٢٦ - وفي( الخصال) عن عليّ بن عبدالله الاسواري، عن أحمد بن محمّد بن قيس السجزي، عن عبد العزيز بن عليّ السرخسي، عن أحمد بن عمران البغدادي، عن أبي الحسن، عن أبي الحسن، عن أبي الحسن، عن الحسن، عن الحسن، عن الحسن( عليهالسلام ) إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن.
____________________
٢٢ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٨ / ١٠٦، وصحيفة الإِمام الرضا (عليهالسلام ) : ٢٢٩ / ١٢١.
٢٣ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٨ / ١٠٧، وصحيفة الإِمام الرضا (عليهالسلام ) : ٢٣٠ / ١٢٣.
٢٤ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٨ / ١٠٨، وصحيفة الإِمام الرضا (عليهالسلام ) : ٢٣٠ / ١٢٤.
٢٥ - عيون أخبار الرضا (عليهالسلام ) ٢: ٣٨ / ١٠٩.
(١) صحيفة الإِمام الرضا (عليهالسلام ) : ٦١ / ١٢٥.
٢٦ - الخصال: ٢٣٠ / ١٠٢.
قال الصدوق: أبو الحسن الأَوّل محمّد بن عبد الرحيم التستري، وأبو الحسن الثاني عليّ بن أحمد البصريّ، وأبو الحسن الثالث عليّ بن محمّد الواقديّ، والحسن الأَول الحسن بن عرفة العبدي، والحسن الثاني الحسن البصريّ، والحسن الثالث الحسن بن عليّ ( عليهالسلام )
[ ١٥٩٣٠ ] ٢٧ - وعن الخليل بن أحمد، عن ابن منيع، عن عليّ بن عيسى المخزوميّ (١) ، عن خلّاد بن عيسى، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : حسن الخلق نصف الدين.
[ ١٥٩٣١ ] ٢٨ - وعنه، عن أبي العبّاس السراج، عن يعقوب بن إبراهيم، عن وكيع، عن مسعر وعسفان، عن زياد بن علاقة بن شريك (٢) قال: قيل: يا رسول الله ما أفضل ما اعطي المرء المسلم؟ قال: الخلق الحسن.
[ ١٥٩٣٢ ] ٢٩ - وفي( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن أبإنّ (٣) ، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهماالسلام ) قال: إنّ الله رضي لكم الإِسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق.
[ ١٥٩٣٣ ] ٣٠ - وفي( ثواب الأَعمال) عن حمزة بن محمّد، عن عليّ بن
____________________
٢٧ - الخصال: ٣٠ / ١٠٦.
(١) في المصدر: عليّ بن عيسى المخرمي.
٢٨ - الخصال: ٣٠ / ١٠٧.
(٢) في المصدر: سفيان، عن زياد علاقة، عن أسامه بن شريك
٢٩ - أمالي الصدوق: ٢٢٣ / ٣.
(٣) في المصدر: الحسن بن زياد.
٣٠ - ثواب الأعمال: ٢١٥ / ١.
إبراهيم، عن أبيه، عن موسى بن إبراهيم رفعه إلى رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) قال: قالت ام سلمة: بابي أنت وأمي، المرأة يكون لها زوجإنّ فيموتان فيدخلان الجنّة، لمن تكون؟ قال: فقال: يا أُم سلمة تخير أحسنهما خلقاً وخيرهما لأَهله، يا أُمّ سلمة إنّ حسن الخلق ذهب بخير الدّنيا والآخرة.
ورواه في( الخصال) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عليّ بن إبراهيم مثله (١) .
ورواه في( المجالس) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عمر، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: قالت أُمّ سلمة وذكر مثله(٢) .
[ ١٥٩٣٤ ] ٣١ - وعن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو (٣) ، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن الأَوّل( عليهالسلام ) قال: سمعته يقول: ما حسن الله خلق عبد ولا خلقه إلا استحيى أن يطعم لحمه يوم القيامة النار.
[ ١٥٩٣٥ ] ٣٢ - وفي( المجالس) عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار، عن
____________
(١) الخصال: ٤٢ / ٣٤، وفيه: موسى بن أبراهيم، عن الحسن، عن أبيه بإسناده رفعه
(٢) أمالي الصدوق: ٤٠٣ / ٨.
٣١ - ثواب الأعمال: ٢١٥ / ٢.
(٣) في المصدر: محمّد بن عمر.
٣٢ - أمالي الصدوق: ٣١٨ / ١٥، وأورده عن أمالي الطوسيّ في الحديث ١١ من الباب ٣٤ من =
أبيه، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن عليّ بن ميمون الصائغ قال: سمعت أبا عبدالله الصادق( عليهالسلام ) يقول: من اراد إنّ يدخله الله في رحمته ويسكنه جنّته فليحسن خلقه، وليعط النصف من نفسه، وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع لله الذي خلقه.
[ ١٥٩٣٦ ] ٣٣ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله رفعه قال: قال لقمان لابنه: يا بني، صاحب مائة ولا تعاد واحدا، يا بني إنما هو خلاقك وخلقك، فخلاقك دينك، وخلقك بينك وبين النّاس، ولا تتبغض إليهم، وتعلم محاسن الأخلاق، يا بني كن عبداً للأخيار ولا تكن ولداً للأَشرار، يا بني أدّ الأَمانة تسلم لك دنياك وآخرتك، وكن أمينا تكن غنيّاً.
[ ١٥٩٣٧ ] ٣٤ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن أبي بكر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن أحمد بن الحسن (١) ، عن عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه أنّه سمع جعفر بن محمّد (عليهماالسلام ) يحدّث عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله ( صلىاللهعليهوآله ) : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً.
[ ١٥٩٣٨ ] ٣٥ - وعن أبيه، عن ابن مخلّد، عن الرزاز، عن أحمد بن
____________________
= أبواب جهاد النفس.
٣٣ - معاني الأخبار: ٢٥٣ / ١.
٣٤ - أمالي الطوسيّ ١: ١٣٩.
(١) في المصدر: محمّد بن أحمد بن الحسن
٣٥ - أمالي الطوسيّ ٢: ٦.
محمّد بن أبي العوام(١) ، عن عبد الوهاب بن عطاء، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ النبيّ( صلىاللهعليهوآله ) قال: إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائه.
[ ١٥٩٣٩ ] ٣٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهمالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : أول ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه.
أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .
١٠٥ - باب استحباب الاُلفة بالناس
[ ١٥٩٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال
____________________
(١) في المصدر: محمّد بن أحمد بن أبي العوام.
٣٦ - قرب الإسناد: ٢٢.
(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ١٠٥، وفي الحديث ٤ من الباب ١٠٦، وفي الحديث ٨ من الباب ١٠٨ وفي الحديث ٥ من الباب ١١٠، وفي الحديث ٥ من الباب ١١٦، وفي الحديثين ٢، ٨ من الباب ١٣٥، وفي الحديث ١ من الباب ١٣٧ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ١، ٢، ١٨، ٢٣ من الباب ٤، وفي الحديث ٩ من الباب ٦، وفي الحديث ٣ من الباب ١٦ من أبواب جهاد النفس.
وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ٢ من الباب ٢ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢١ من الباب ١ من أبواب الصدقة، وفي الحديثين ٣، ١٤ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.
الباب ١٠٥
فيه ٣ أحاديث
١ - الكافي ٢: ٨٣ / ١٦.
رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : أفضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطؤن أكنافاً، الّذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم.
[ ١٥٩٤١ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن عبدالله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
[ ١٥٩٤٢ ] ٣ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليهالسلام ) قال: قلوب الرجال وحشية فمن تألّفها أقبلت عليه.
١٠٦ - باب استحباب كون الإِنسان هيناً ليناً
[ ١٥٩٤٣ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( ثواب الأَعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن العبّاس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قال رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : إلّا اخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الهين القريب، الليّن السهل.
وفي( المجالس) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن
____________________
٢ - الكافي ٢: ٨٤ / ١٧.
٣ - نهج البلاغة ٣: ١٦٣ / ٥٠.
ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٥ من الباب ١٢٤ من هذه الأبواب.
الباب ١٠٦
فيه ٤ أحاديث
١ - ثواب الأعمال: ٢٠٥ / ١.
فضالة بن أيّوب، عن عبدالله بن مسكان، عن الصادق، عن آبائه ( عليهمالسلام ) مثله(١) .
[ ١٥٩٤٤ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختريّ رفعه قال: سمعته يقول: المؤمنون هيّنون ليّنون كالجمل الالف إنّ قيد انقاد، وإن أُنيخ على صخرة استناخ.
[ ١٥٩٤٥ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( الأَمالي) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن أبي غالب الزراريّ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ، عن محمّد بن عبد الرحمن العزرميّ (٢) ، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: من زي الإيمإنّ الفقه، ومن زي الفقه الحلم، ومن زي الحلم الرفق، ومن زي الرفق اللين، ومن زي اللين السهولة.
[ ١٥٩٤٦ ] ٤ - وعن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبليّ، عن عليّ بن عليّ بن دعبل أخي دعبل بن علي، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهمالسلام ) ، قال: قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) : المؤمن هيّن ليّن سمح، له خلق حسن، والكافر فظّ غليظ له خلق سيّىء وفيه جبريّة.
____________________
(١) أمالي الصدوق: ٢٦٢ / ٥.
٢ - الكافي ٢: ١٨٤ / ١٤.
٣ - أمالي الطوسيّ ١: ١٩٢.
(٢) في المصدر: عبد الرحمن العزرمي.
٤ - أمالي الطوسيّ ١: ٣٧٦.
وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ٧ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.
ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٣ من الباب ١٠٧ من هذه الأبواب.
١٠٧ - باب استحباب طلاقة الوجه وحسن البشر
[ ١٥٩٤٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن ربعي، عن الفضيل قال: قال صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبّة ويدخلان الجنّة، والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار.
[ ١٥٩٤٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليهالسلام ) قال: أتى رسول الله( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) رجل فقال: يا رسول الله اوصني، فكان فيما اوصاه إنّ قال: الق اخاك بوجه منسبط.
[ ١٥٩٤٩ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليهالسلام ) قال: قلت: ما حد حسن الخلق؟ قال: تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى اخاك ببشر حسن.
ورواه الصّدوق مرسلاً(١) .
ورواه في( معاني الأخبار) عن ابن المتوكّل، عن الحميريّ، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب مثله (٢) .
[ ١٥٩٥٠ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن
____________________
الباب ١٠٧
فيه ٨ أحاديث
١ - الكافي ٢: ٨٥ / ٥.
٢ - الكافي ٢: ٨٤ / ٣.
٣ - الكافي ٢: ٨٤ / ٤.
(١) الفقيه ٤: ٢٩٥ / ٨٩٣.
(٢) معاني الأخبار: ٢٥٣ / ١.
٤ - الكافي ٢: ٨٤ / ١.