الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي10%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 295115 / تحميل: 10511
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

المغرب ثلاثاً ، والعشاء ركعتين بمزدلفة بإقامة واحدة ، وقال : صليتها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك(١) . وعمله ليس حجة.

ونقل ابن عمر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه جمع بينهما بمزدلفة كل واحدة بإقامة(٢) .

وقال الشافعي : إن جمع في وقت الاُولى فكقولنا ، وإن جمع في وقت الثانية فالأقاويل الثلاثة السابقة له(٣) .

د - يسقط الأذان الثاني يوم الجمعة‌ ؛ لأنّ الجمعة يجمع صلاتاها ويسقط ما بينهما من النوافل ، ولقول الباقرعليه‌السلام : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهرين بأذان وإقامتين ، وبين المغرب والعشاء بأذان وإقامتين »(٤) .

وكذا يسقط لو جمع بين الظهرين بعرفة ، والعشاءين بمزدلفة ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « السنّة في الأذان يوم عرفة أن يؤذن ويقيم للظهر ثم يصلّي ، ثم يقوم فيقيم للعصر بغير أذان »(٥) ، ولأن الأذان للإعلام بدخول الوقت فإذا صلّى في وقت الاُولى أذّن لوقتها ثم أقام للاُخرى لأنه لم يدخل وقت يحتاج إلى الإِعلام به ، وإن جمع في وقت الثانية أذّن لوقت الثانية وصلّى الاُولى لترتب الثانية عليها ، ثم لا يعاد الأذان للثانية.

مسألة ١٦٩ : ويستحب الأذان لصلاة المنفرد كالجامع‌ وإن تأكد فيه ، سواء كان مسافراً أو حاضراً ، وبه قال الشافعي في المسافر ، وله في الحاضر‌

____________________

(١) سنن أبي داود ٢ : ١٩٢ / ١٩٢٩ و ١٩٣٢ ، سنن النسائي ٢ : ١٦.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ٢٠١.

(٣) الاُم ١ : ٨٦ ، المجموع ٣ : ٨٦ ، فتح العزيز ٣ : ١٥٥.

(٤) التهذيب ٣ : ١٨ / ٦٦.

(٥) التهذيب ٢ : ٢٨٢ / ١١٢٢.

٦١

قولان ، أحدهما : الاكتفاء بأذان المصر(١) لقولهعليه‌السلام : ( إذا كان أحدكم في أرض فلاة ودخل عليه وقت الصلاة فإن صلّى بغير أذان وإقامة صلّى وحده ، وإن صلّى بإقامة صلّى معه ملكاه ، وإن صلّى بأذان وإقامة صلّى خلفه صف من الملائكة أوّلهم بالمشرق وآخرهم بالمغرب)(٢) .

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام لمحمد بن مسلم : « إنك إذا أذّنت وأقمت صلّى خلفك صفان من الملائكة ، وإن أقمت بغير أذان صلّى خلفك صف واحد »(٣) .

ويدل على الرجحان في الجماعة قول الصادقعليه‌السلام وقد سأله الحلبي عن الرجل هل يجزئه في السفر والحضر إقامة ليس معها أذان؟ قال : « نعم لا بأس به »(٤) وقالعليه‌السلام لعبد الله بن سنان : « يجزيك إذا خلوت في بيتك إقامة واحدة بغير أذان »(٥) .

فروع :

أ - المنفرد يقيم ، وهو أحد قولي الشافعي‌ ، لأن الإِقامة للحاضرين ، والآخر : لا يقيم كما لا يؤذن(٦) .

ب - يستحب رفع الصوت به للمنفرد ، وهو أصح وجهي الشافعي(٧) ، لقولهعليه‌السلام : ( لا يسمع صوتك شجر ولا مدر إلّا شهد لك يوم القيامة )(٨) .

____________________

(١) المجموع ٣ : ٨٢ و ٨٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٢.

(٢) فتح العزيز ٣ : ١٤٥. وانظر التلخيص الحبير ٣ : ١٤٥ وقال : هذا الحديث بهذا اللفظ لم أره.

(٣) التهذيب ٢ : ٥٢ / ١٧٤.

(٤) التهذيب ٢ : ٥٢ / ١٧١.

(٥) التهذيب ٢ : ٥٠ / ١٦٦.

(٦) المجموع ٣ : ٨٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٢.

(٧) الاُم ١ : ٨٧ ، المجموع ٣ : ٨٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٢ و ١٤٣.

(٨) صحيح البخاري ١ : ١٥٨ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٩ / ٧٢٣ ، الموطأ ١ : ٦٩ / ٥.

٦٢

ج - لا فرق بين السفر والحضر‌ ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « إذا أذّنت في أرض فلاة وأقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة ، وإن أقمت قبل أن تؤذن صلّى خلفك صف واحد »(١) .

مسألة ١٧٠ : يسقط الاذان والإِقامة في الجماعة الثانية‌ إذا لم تتفرق الجماعة الاولى عن المسجد ، وهو أحد قولي الشافعي(٢) ، لأنّهم مدعوون بالأذان الأول فإذا أجابوا كانوا كالحاضرين في المرة الاولى ، ومع التفرّق تصبر كالمستأنفة.

ولقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل قلت : الرجل يدخل المسجد وقد صلّى القوم أيؤذّن ويقيم؟ قال : « إن كان دخل ولم يتفرق الصف صلّى بأذانهم وإقامتهم ، فإن كان الصف تفرق أذّن وأقام»(٣) .

وفي الآخر : يستحب مطلقاً - وبه قال أبو حنيفة(٤) - كما في الاُولى ، لكن لا يرفع الصوت دفعاً للالتباس ، وقال الحسن البصري ، والنخعي ، والشعبي : الأفضل لهم الإِقامة(٥) وأطلقوا ، وقال أحمد : إن شاؤا أذّنوا وأقاموا ، وإن شاءوا صلّوا من غير أذان ولا إقامة(٦) وأطلق.

مسألة ١٧١ : ويستحب في صلاة جماعة النساء أن تؤذن إحداهن وتقيم‌

____________________

(١) التهذيب ٢ : ٥٢ / ١٧٣.

(٢) المجموع ٣ : ٨٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٦.

(٣) التهذيب ٢ : ٢٨١ / ١١٢٠.

(٤) فتح العزيز ٣ : ١٤٦ ، الجامع الصغير للشيباني : ٨٦.

(٥) المغني ١ : ٤٦٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٧.

(٦) المغني ١ : ٤٦٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٧.

٦٣

لكن لا تُسمع الرجال عند علمائنا - وهو أحد أقوال الشافعي(١) - ، لأنّ عائشة كانت تؤذن وتقيم(٢) .

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن المرأة تؤذن : « حسن إن فعلت »(٣) ولأنّه ذِكر في جماعة فاستحب كما في الرجال.

والثاني : لا يستحبان ؛ لأنّ الأذان للإِعلام ، وإنّما يحصل برفع الصوت(٤) .

والثالث : وهو الأصح عندهم ، استحباب الإِقامة خاصة ؛ لأنّها لاستفتاح الصلاة وانتهاض الحاضرين ، وبه قال جابر ، وعطاء ، ومجاهد ، والأوزاعي(٥) ، وقال أحمد : إن أذّن فلا بأس(٦) .

فروع :

أ - الاستحباب في حق الرجال‌ آكد.

ب - يجزيها التكبير والشهادتان‌ ؛ لقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن المرأة تؤذّن للصلاة : « حسن إن فعلت ، وإن لم تفعل أجزأها أن تكبّر ، وأن تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمداً رسول الله »(٧) وسأل جميل بن درّاج‌

____________________

(١) المجموع ٣ : ١٠٠ ، الوجيزا : ٣٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٧ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٥ ، المغني ١ : ٤٦٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٤ ، المحلى ٣ : ١٢٩.

(٢) سنن البيهقي ١ : ٤٠٨.

(٣) التهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٢.

(٤) المجموع ٣ : ١٠٠ ، الوجيز ١ : ٣٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٧ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٥.

(٥) المجموع ٣ : ١٠٠ ، الوجيز ١ : ٣٥ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٦ ، السراج الوهاج : ٣٧ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٥ ، المغني ١ : ٤٦٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٤.

(٦) المغني ١ : ٤٦٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٤.

(٧) التهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٢.

٦٤

الصادقعليه‌السلام عن المرأة أعليها أذان وإقامة؟ فقال : « لا »(١) .

ج - لو أذّنت للرجال لم يعتدّوا به‌ ؛ لأنّه عورة فالجهر منهي عنه ، والنهي يدلّ على الفساد - وبه قال الشافعي - لأنّ المرأة كما لم يجز أن تكون إماماً لم يجز أن تؤذّن للرجال(٢) .

وقال الشيخ في المبسوط : يعتدون به ويقيمون(٣) وليس بجيد ، نعم ، لو كانوا أقارب يجوز لهم سماع صوتهن ، فالوجه ما قاله الشيخ ، ونمنع الملازمة بين الأذان والإِمامة.

د - الخنثى المشكل لا يؤذن للرجال‌ لاحتمال أن يكون امرأة.

مسألة ١٧٢ : إذا سمع الإِمام أذان منفرد جاز أن يستغني به‌ عن أذان الجماعة ؛ لأنّ أبا مريم الأنصاري قال : صلّى بنا أبو جعفر الباقرعليه‌السلام في قميص بغير إزار ، ولا رداء ، ولا أذان ، ولا إقامة فلمـّا انصرف قلت له : صلّيت بنا في قميص بلا إزار ، ولا رداء ، ولا أذان ، ولا إقامة ، فقال : « قميصي كثيف فهو يجزي أن لا يكون عليَّ إزار ولا رداء ، وإني مررت بجعفر وهو يؤذن ويقيم فأجزأني ذلك »(٤) .

أما لو أذّن بنية الانفراد ثم أراد أن يصلّي جماعة استحب له الاستئناف ؛ لأن الصادقعليه‌السلام سئل عن رجل يؤذن ويقيم ليصلّي وحده ، فيجي‌ء رجل آخر فيقول له : نصلّي جماعة. هل يجوز أن يصلّيا بذلك الأذان والإقامة؟ قال : « لا ولكن يؤذن ويقيم »(٥) .

____________________

(١) الكافي ٣ : ٣٠٥ / ١٨ ، التهذيب ٢ : ٥٧ / ٢٠٠.

(٢) الاُم ١ : ٨٤ ، المجموع ٣ : ١٠٠ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٤.

(٣) المبسوط للطوسي ١ : ٩٧.

(٤) التهذيب ٢ : ٢٨٠ / ١١١٣.

(٥) الكافي ٣ : ٣٠٤ / ١٣ ، الفقيه ١ : ٢٥٨ / ١١٦٨ ، التهذيب ٣ : ٢٨٢ / ٨٣٤.

٦٥

البحث الثالث : في المؤذن‌

مسألة ١٧٣ : يشترط في المؤذن العقل بإجماع العلماء‌ لعدم الاعتداد بعبارة المجنون ، والإِسلام بالإِجماع ، ولقولهعليه‌السلام : ( الإِمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ، اللهم ارشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين)(١) والكافر لا يصح الاستغفار له. ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام : « لا يجوز أن يؤذّن إلّا رجل مسلم عارف »(٢) .

والذكورة أيضاً شرط في حقّ الرجال وقد سلف ، أما البلوغ فلا يشترط مع التمييز عند علمائنا أجمع ، وبه قال عطاء ، والشعبي ، وابن أبي ليلى ، والشافعي ، وأبو حنيفة ، وأحمد في رواية(٣) ؛ لأن عبد الله بن أبي بكر بن أنس قال : كان عمومتي يأمرونني أن اُؤذّن لهم وأنا غلام ولم أحتلم ، وأنس ابن مالك شاهد ولم ينكر(٤) .

ومن طريق الخاصة قول عليعليه‌السلام : « لا بأس أن يؤذن الغلام قبل أن يحتلم »(٥) ولأنّه ذكر تصح صلاته فاعتدّ بأذانه كالبالغ.

وقال أحمد في الاُخرى : لا يعتد به ؛ لأنه وضع للإِعلام فلا يصح منه لأنّه لا يقبل خبره ولا روايته ، والأذان أخف من الرواية والخبر(٦) ، وقال داود : لا يعتبر إذا أذّن للرجال(٧) ، أما غير المميز فلا عبرة بأذانه إجماعاً.

____________________

(١) سنن ابي داود ١ : ١٤٣ / ٥١٧ ، سنن الترمذي ١ : ٤٠٢ / ٢٠٧ ، مسند أحمد ٢ : ٢٣٢.

(٢) الكافي ٣ : ٣٠٤ / ١٣ ، التهذيب ٢ : ٢٧٧ / ١١٠١.

(٣) الوجيز ١ : ٣٦ ، المبسوط للسرخسي ١ : ١٣٨ ، شرح فتح القدير ١ : ٢١٦ ، المغني ١ : ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٨.

(٤) المغني ١ : ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٨.

(٥) الفقيه ١ : ١٨٨ / ٨٩٦ ، التهذيب ٢ : ٥٣ / ١٨١.

(٦) المغني ١ : ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٩.

(٧) اُنظر المجموع ٣ : ١٠٠ وفيه : انه لا يعتبر مطلقاً.

٦٦

مسألة ١٧٤ : ويعتد بأذان العبد إجماعا‌ لأن الألفاظ الدالة على الحث على الأذان عامة تتناول العبد كما تتناول الحر ، ولأنه يصح أن يكون إماماً فجاز أن يؤذّن ، والأقرب : اشتراط إذن مولاه ؛ إذ له منعه من العبادات المندوبة ، والأذان مندوب.

والمدبّر ، وأم الولد كالقن ، أمّا المكاتب فيحتمل مشاركته ؛ إذ ليس له التصرف في نفسه إلّا بالاكتساب ، والجواز لانقطاع ولاية المولى عنه.

مسألة ١٧٥ : ويستحب أن يكون عدلاً بالإِجماع‌ ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يؤذن لكم خياركم )(١) ولأنّه مُخبر عن الوقت فيكون عدلاً ليقبل إخباره ، ولأنه لا يؤمن من اطلاعه على العورات ، ويعتدّ بأذان مستور الحال إجماعاً لعدم العلم بفسقه.

وهل يعتد بأذان الفاسق؟ قال به علماؤنا ، والشافعي ، وعطاء ، والشعبي ، وابن أبي ليلى ، وأحمد في رواية ؛ لأنّه ذكر بالغ فاعتدّ بأذانه كالعدل ، وفي الاُخرى : لا يعتد به لأنّه شرّع للإِعلام ولا يحصل بقوله ؛ وشرع الإِعلام لا يقتضيه بل يقتضي النظر في الدخول وعدمه(٢) .

وهل يصح أذان السكران؟ الأقرب نعم إن كان محصلاً - وبه قال الشافعي(٣) - أما لو كان مخبطاً فالوجه عدم صحته كالمجنون ، وللشافعي وجهان(٤) .

وأما الملحن فلا يصح أذانه ، لأنّه معصية فلا يكون مأموراً به فلا يكون مجزياً عن المشروع ، وكان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مؤذّن يطرب ، فقال‌

____________________

(١) سنن أبي داود ١ : ١٦١ / ٥٩٠ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٤٠ / ٧٢٦.

(٢) المجموع ٣ : ١٠١ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٨ ، المغني ١ : ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٩.

(٣) المجموع ٣ : ١٠٠ ، فتح العزيز ٣ : ١٨٩ ، حاشية إعانة الطالبين ١ : ٢٣١.

(٤) المجموع ٣ : ١٠٠ ، فتح العزيز ٣ : ١٨٩.

٦٧

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنَّ الأذان سهل سمح ، فإن كان أذانك سهلاً سمحاً وإلّا فلا تؤذن )(١) وعن أحمد روايتان ، إحداهما : الجواز ؛ لحصول المقصود منه فكان كغير الملحن(٢) والفرق ظاهر للنهي عن الأول.

مسألة ١٧٦ : يستحب أن يكون بصيراً إجماعاً‌ فإن الأعمى لا يعرف الوقت فإن أذن صح فإن ابن اُمّ مكتوم كان يؤذّن للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان يؤذن بعد بلال(٣) ، فتزول الكراهة إن تقدمه أذان بصير ، أو كان معه بصير عارف بالوقت.

وينبغي أن يكون المؤذن بصيراً بالأوقات لئلّا يغلط فيقدم الأذان على وقته أو يؤخره فإن أذن الجاهل صحّ كالأعمى إذا سدده غيره.

ويستحب أن يكون صيّتاً لعموم النفع به ، فإن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعبد الله بن زيد : ( ألقه على بلال فإنّه أندى منك صوتاً )(٤) أي أرفع ، ويستحب أن يكون حسن الصوت لأنّه أرق لسماعة.

مسألة ١٧٧ : يستحب أن يكون متطهراً إجماعاً ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( حقّ وسنّة أن لا يؤذن واحد إلّا وهو طاهر )(٥) ولأنه يستحب أن يصلّي عقيب الأذان ركعتين.

فإن أذّن جُنباً أو مُحدثاً أجزأه - وبه قال أكثر العلماء(٦) - لأن قوله عليه‌

____________________

(١) سنن الدارقطني ١ : ٢٣٩ / ١١.

(٢) المغني ١ : ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٩ ، كشاف القناع ١ : ٢٤٥ ، زاد المستقنع : ١٠.

(٣) صحيح مسلم ١ : ٢٨٧ / ٣٨١ ، سنن أبي داود ١ : ١٤٧ / ٥٣٥.

(٤) سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٢ / ٧٠٦ ، سنن الدارمي ١ : ٢٦٩ ، سنن ابي داود ١ : ١٣٥ / ٤٩٩ ، سنن البيهقي ١ : ٣٩١.

(٥) سنن البيهقي ١ : ٣٩٧.

(٦) المغني ١ : ٤٥٨ - ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٦.

٦٨

السلام : ( حق وسنّة )(١) يعطي الندب.

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام : « لا بأس أن تؤذّن وأنت على غير طهور ، ولا تقيم إلّا وأنت على وضوء »(٢) .

وعن عليعليه‌السلام : « ولا بأس أن يؤذّن المؤذّن وهو جنب ، ولا يقيم حتى يغتسل »(٣) .

وقال أحمد ، وإسحاق بن راهويه : لا يعتدّ بأذان غير المتطهر ؛ لأنّه ذِكْر يتقدم الصلاة فافتقر الى الطهارة كالخطبة(٤) .

ونمنع الأصل ، ويفرّق بوجوبها وإقامتها مقام الركعتين.

إذا ثبت هذا فإذا أذّن الجنب لم يقف في المسجد فإن أذّن فيه مقيماً فالوجه عدم الاعتداد به للنهي ، واستحباب الطهارة من الجنابة آكد من الحدث.

فروع :

أ - لو أحدث في حال(٥) الأذان‌ تطهر وبنى.

ب - الطهارة في الإِقامة أشد لأنّها أقرب الى الصلاة‌ ، والإِقامة مع الجنابة أشدّ كراهة من الحدث ، وليست شرطاً فيها - وبه قال الشافعي(٦) - لأن الأصل الجواز.

____________________

(١) سنن البيهقي ١ : ٣٩٢ و ٣٩٧.

(٢) التهذيب ٢ : ٥٣ / ١٧٩.

(٣) الفقيه ١ : ١٨٨ - ٨٩٦ ، التهذيب ٢ : ٥٣ / ١٨١.

(٤) المغني ١ : ٤٥٨ - ٤٥٩ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٦ ، المجموع ٣ : ١٠٥.

(٥) في نسخة ( م ) : خلال.

(٦) المجموع ٣ : ١٠٤ ، فتح العزيز ٣ : ١٩١ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٨.

٦٩

وقال المرتضى : الطهارة شرط في الإِقامة(١) لقول الصادقعليه‌السلام : « ولا تقيم إلّا وأنت على وضوء »(٢) .

ج - لو أحدث في خلال الإِقامة‌ استحب له استئنافها.

مسألة ١٧٨ : يستحب أن يكون مستقبل القبلة حال الأذان‌ بإجماع العلماء لأنّ مؤذّني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا يستقبلون القبلة(٣) ، وقالعليه‌السلام : ( خير المجالس ما استقبل به القبلة )(٤) فإن أذّن غير مستقبل جاز إجماعاً لحصول المقصود.

فروع :

أ - الاستقبال في الإِقامة أشدّ‌ ، وأوجبه المرتضى(٥) ، وهو ممنوع للأصل.

ب - يكره الالتفات به يميناً وشمالاً سواء كان في المأذنة أو على الأرض - عند علمائنا - في شي‌ء من فصوله - وبه قال ابن سيرين(٦) - لأنه ذكر مشروع يتقدم الصلاة فلا يستحب فيه الالتفات كالخطبة ، ولمنافاته الاستقبال.

وقال الشافعي : يستحب للمؤذّن أن يلتوي في قوله : حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، برأسه وعنقه ، ولا يدير بدنه سواء كان في‌

____________________

(١) جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٣٠.

(٢) التهذيب ٢ : ٥٣ / ١٧٩.

(٣) المغني ١ : ٤٧٢ ، كشاف القناع ١ : ٢٣٩.

(٤) الغايات : ٨٧ والكامل لابن عدي ٢ : ٧٨٥ ، كنز العمال ٩ : ١٣٩ / ٢٥٤٠١ و ١٤٠ - ٢٥٤٠٣.

(٥) جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٣٠.

(٦) المجموع ٣ : ١٠٧.

٧٠

المأذنة أو لا(١) ، لأن بلالاً أذّن ولوى عنقه يميناً وشمالاً عند الحيّعلتين(٢) . وفعله ليس حجة.

وقال أحمد : إن كان على المنارة فعل ذلك وإلّا فلا(٣) . وقال أبو حنيفة : إن كان فوق المنارة استدار بجميع بدنه ، وإن كان على الأرض لوى عنقه ؛ لأنّ بلالاً دار في المأذنة(٤) . وفعله ليس حجة.

ج - يستحب أن يضع إصبعيه في اُذنيه حالة الأذان‌ - وبه قال الشافعي(٥) - لأن بلالاً وضع يديه في أُذنيه(٦) .

ومن طريق الخاصة قول الصادقعليه‌السلام : « السنّة أن تضع إصبعيك في أذنيك في الأذان »(٧) .

وقال أحمد : يستحب أن يجعل أصابعه مضمومة على اُذنيه(٨) .

مسألة ١٧٩ : ويستحب أن يكون قائماً إجماعاً‌ ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( يا بلال قم فناد بالصلاة )(٩) .

ومن طريق الخاصة قول الباقرعليه‌السلام : « لا يؤذّن جالساً إلّا راكب‌

____________________

(١) المجموع ٣ : ١٠٧ ، الوجيز ١ : ٣٦ ، فتح العزيز ٣ : ١٧٥ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٦ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٤.

(٢) سنن أبي داود ١ : ١٤٤ / ٥٢٠ ، سنن البيهقي ١ : ٣٩٥.

(٣) المغني ١ : ٤٧٣ ، كشاف القناع ١ : ٢٤٠ ، الإِنصاف ١ : ٤١٦ ، المحرر في الفقه ١ : ٣٨.

(٤) شرح فتح القدير ١ : ٢١٣ ، بدائع الصنائع ١ : ١٤٩ ، اللباب ١ : ٦٠ ، حلية العلماء ٢ : ٣٨.

(٥) المجموع ٣ : ١٠٨ ، فتح العزيز ٣ : ١٩٢ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٧ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٤.

(٦) سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٦ - ٧١١ ، سنن الترمذي ١ : ٣٧٥ - ١٩٧ ، مسند أحمد ٤ : ٣٠٨.

(٧) الفقيه ١ : ١٨٤ / ٨٧٣ ، التهذيب ٢ : ٢٨٤ / ١١٣٥.

(٨) المغني ١ : ٤٦٨ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٨ ، الإِنصاف ١ : ٤١٧ ، النكت والفوائد السنيّة ١ : ٣٨.

(٩) صحيح مسلم ١ : ٢٨٥ / ٣٧٧ ، سنن النسائي ٢ : ٣ ، سنن الترمذي ١ : ٣٦٣ / ١٩٠.

٧١

أو مريض »(١) ولأنه أبلغ لصوته.

وأن يكون على مرتفع إجماعاً ، لأنه أبلغ لصوته ، ولقول الصادقعليه‌السلام : « كان طول حائط مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قامة فكانعليه‌السلام يقول لبلال إذا دخل الوقت : يا بلال اُعْلُ فوق الجدار وارفعِ صوتك بالأذان فإن الله تعالى قد وكّل بالأذان ريحاً ترفعه الى السماء ، فإنّ الملائكة إذا سمعوا الأذان من أهل الأرض قالوا : هذه أصوات اُمّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بتوحيد الله عزّ وجلّ ، ويستغفرون لاُمّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يفرغوا من تلك الصلاة »(٢) .

قال الشيخ : يكره الأذان في الصومعة(٣) . وسأل علي بن جعفر أخاه موسىعليه‌السلام عن الأذان في المنارة أسنة هو؟ فقال : « إنما كان يؤذّن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأرض ولم يكن يومئذٍ منارة »(٤) .

فروع :

أ - يجوز أن يؤذّن جالساً إجماعاً ؛ لأنّ الأذان غير واجب فلا تجب هيئته ، ولقول محمد بن مسلم قلت : يؤذّن الرجل وهو قاعد؟ قال : « نعم »(٥) .

ب - القيام في الإِقامة أشد استحباباً ؛ لقول العبد الصالحعليه‌السلام : « ولا يقيم إلّا وهو قائم»(٦) .

ج - يجوز أن يؤذّن راكباً وماشياً ، وتركه أفضل‌ ، ويتأكد في الإِقامة‌

____________________

(١) التهذيب ٢ : ٥٧ / ١٩٩ ، الاستبصار ١ : ٣٠٢ / ١١٢٠.

(٢) الكافي ٣ : ٣٠٧ / ٣١ ، التهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٦ ، المحاسن : ٤٨ / ٦٧.

(٣) المبسوط للطوسي ١ : ٩٦.

(٤) التهذيب ٢ : ٢٨٤ / ١١٣٤.

(٥) التهذيب ٢ : ٥٦ / ١٩٤ ، الاستبصار ١ : ٣٠٢ / ١١١٨.

(٦) التهذيب ٢ : ٥٦ / ١٩٥ ، الاستبصار ١ : ٣٠٢ / ١١١٩.

٧٢

لقول الصادقعليه‌السلام : « لا بأس أن يؤذن راكباً ، أو ماشياً ، أو على غير وضوء ولا تقيم وأنت راكب ، أو جالس إلّا من علّة ، أو تكون في أرض ملصَّة »(١) .

د - يستحب له أن يستقبل القبلة حال تشهده‌ ؛ لقول أحدهماعليهما‌السلام وقد سُئل عن الرجل يؤذّن وهو يمشي وعلى ظهر دابته وعلى غير طهور فقال : « نعم إذا كان التشهد مستقبل القبلة فلا بأس »(٢) .

ه- لا بأس أن يقيم وهو ماش إلى الصلاة‌ ، لأن الصادقعليه‌السلام سُئل اؤذن وأنا راكب؟ فقال : « نعم » فقلت : فأقيم وأنا راكب؟ فقال : « لا » فقلت : فأقيم وأنا ماش؟ فقال : « نعم ماش الى الصلاة » قال : ثم قال لي : « إذا أقمت فأقم مترسلاً فإنك في الصلاة » فقلت له : قد سألتك أقيم وأنا ماش فقلت لي : نعم ، أفيجوز أن أمشي في الصلاة؟ قال : « نعم إذا دخلت من باب المسجد فكبرت وأنت مع إمام عادل ثم مشيت إلى الصلاة أجزأك ذلك »(٣) .

مسألة ١٨٠ : لا يختص الأذان بقبيل بل يستحب لمن جمع الصفات‌ عند علمائنا لتواتر الأخبار على الحث عليه مطلقاً ، فلا يتقيد إلّا بدليل.

وقال الشافعي : اُحب أن يجعل الأذان إلى أولاد المؤذنين في عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كأولاد أبي محذورة ، وسعد القرظ ، فإن انقرضوا ففي أولاد أحد الصحابة(٤) .

فإن تشاح اثنان(٥) في الأذان قال الشيخ : يقرع(٦) لقول النبيّ صلّى الله‌

____________________

(١) الفقيه ١ : ١٨٣ - ٨٦٨ ، التهذيب ٢ : ٥٦ / ١٩٢.

(٢) الفقيه ١ : ١٨٥ / ٨٧٨ ، التهذيب ٢ : ٥٦ / ١٩٦.

(٣) التهذيب ٢ : ٥٧ / ١٩٨.

(٤) المجموع ٣ : ١٠٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٤.

(٥) في « ش » : نفسان. بدل اثنان.

(٦) المبسوط للطوسي ١ : ٩٨.

٧٣

عليه وآله : ( لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلّا أن يستهموا عليه لفعلوا )(١) فدل على جواز الاستهام فيه.

وهذا القول جيّد مع فرض التساوي في الصفات المعتبرة في التأذين ، وإن لم يتساووا قدم من كان أعلا صوتاً ، وأبلغ في معرفة الوقت ، وأشد محافظة عليه ، ومن يرتضيه الجيران ، وأعف عن النظر.

فروع :

أ - يجوز أن يؤذّن جماعةٌ في وقت واحد‌ ، كلّ واحد في زاوية عملاً باستحباب عموم الأذان ، وانتفاء المانع ، وظاهر كلام الشافعي ذلك(٢) ، وفي قول بعض أصحابه : لا يتجاوز أربعة ، لأنّ عثمان اتخذ أربعة مؤذنين(٣) ، ولا مانع فيه من الزيادة.

ب - قال الشيخ في المبسوط : إذا كانوا اثنين جاز أن يؤذنوا في موضع واحد‌

فإنه أذان واحد ، فأما إذا أذن واحد بعد الآخر فليس ذلك بمسنون(٤) وهو جيد ، لما فيه من تأخير الصلاة عن وقتها ، نعم لو احتيج الى ذلك لانتظار الإِمام ، أو كثرة المأمومين فالوجه الجواز.

ج - يكره التراسل‌ وهو أن يبني أحدهما على فصول الآخر.

د - لا ينبغي أن يسبق المؤذن الراتب بل يؤذن بعده‌ ، لأنّ أبا محذورة ، وبلالاً لم يسبقهما أحد فيه.

ه- يجوز أن يؤذن واحد ويقيم غيره‌ - وبه قال أبو حنيفة ، ومالك(٥) - لأن‌

____________________

(١) صحيح البخاري ١ : ١٥٩ ، صحيح مسلم ١ : ٣٢٥ / ٤٣٧ ، سنن النسائي ٢ : ٢٣ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٤٠ / ٧٥٠٢.

(٢) المجموع ٣ : ١٢٣ ، فتح العزيز ٣ : ١٩٩.

(٣) المجموع ٣ : ١٢٣ ، فتح العزيز ٣ : ١٩٩ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٦ ، نيل الأوطار ٢ : ٣٥.

(٤) المبسوط للطوسي ١ : ٩٨.

(٥) بدائع الصنائع ١ : ١٥١ ، المنتقى للباجي ١ : ١٣٨ ، القوانين الفقهية : ٥٤ ، الحجة على أهل المدينة ١ : ٧٨ ، المجموع ٣ : ١٢٢ ، المغني ١ : ٤٦٠ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٨.

٧٤

بلالاً أذّن ، وأقام عبد الله بن زيد(١) .

ومن طريق الخاصة ما روي أنّ الصادقعليه‌السلام كان يقيم بعد أذان غيره ، ويؤذّن ويقيم غيره(٢) .

وقال الشافعي ، وأحمد ، والثوري ، والليث ، وأبو حنيفة في رواية : يستحب أن يتولاهما الواحد لأنهما فصلان من الذكر يتقدمان الصلاة فيسن أن يتولاهما الواحد كالخطبتين(٣) . والفرق ظاهر.

و - يجوز أن يفارق موضع أذانه ثم يقيم‌ عملا بالأصل ، ولأن الأذان يستحب في المواضع المرتفعة ، والإِقامة في موضع الصلاة. وقال أحمد : يستحب أن يقيم موضع أذانه ولم يبلغني فيه شي‌ء(٤) . وإذا لم يبلغه فيه شي‌ء كيف يصير إلى ما ذهب إليه؟!

ز - لا يقيم حتى يأذن له الإمام‌ ، لأن علياًعليه‌السلام قال : « المؤذن أملك بالأذان ، والإمام أملك بالإِقامة »(٥) .

ح - قال الشيخ : إذا أذن في مسجد جماعة دفعة لصلاة بعينها كان ذلك كافياً لكلّ من يصلّي تلك الصلاة في ذلك المسجد‌ ، ويجوز أن يؤذن ويقيم‌

____________________

(١) سنن أبي داود ١ : ١٤٢ / ٥١٢.

(٢) الكافي ٣ : ٣٠٦ / ٢٥ ، التهذيب ٢ : ٢٨١ - ١١١٧.

(٣) المجموع ٣ : ١٢٢ ، المهذّب للشيرازي ١ : ٦٦ ، المغني ٢ : ٤٦٠ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٨ ، بدائع الصنائع ١ : ١٥١.

(٤) المغني ١ : ٤٦١ ، الشرح الكبير ١ : ٤٣٩ ، الانصاف ١ : ٤١٨ ، كشاف القناع ١ : ٢٣٩.

(٥) مصنف ابن أبي شيبة ١ : ٤١٤.

٧٥

فيما بينه وبين نفسه(١) .

ط - يكره أذان اللّاحن لأنّه ربما غيَّر المعنى‌ ، فإذا نصب ( رسول الله ) أخرجه عن الخبريّة ، ولا يمدّ ( أكبر ) لأنه يصير جمع كبر وهو الطبل(٢) ولا يسقط الهاء من اسمه تعالى ، واسم الصلاة ، ولا الحاء من الفلاح ، قالعليه‌السلام : ( لا يؤذن لكم من يدغم الهاء ) قلنا : وكيف يقول؟ قال : يقول : ( أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمداً رسول الله )(٣) .

وإن كان ألثغ غير متفاحش جاز أن يؤذن ، فإن بلالاً كان يجعل الشين سينا.

البحث الرابع : في الأحكام‌

مسألة ١٨١ : الأذان والإِقامة مستحبان في جميع الفرائض اليومية‌ للمنفرد والجامع على أقوى الأقوال - وبه قال الشافعي ، وأبو حنيفة(٤) - لأنّ عبد الله بن عمر صلّى بغير أذان ولا إقامة(٥) .

ومن طريق الخاصة ما تقدم في حديث الباقرعليه‌السلام حيث صلّى لمـّا سمع مجتازاً أذان الصادقعليه‌السلام (٦) .

ولأن الأصل عدم الوجوب. ولأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال‌

____________________

(١) المبسوط للطوسي ١ : ٩٨.

(٢) المصباح المنير : ٥٢٤ ، مجمع البحرين ٣ : ٤٦٩ « كبر ».

(٣) حكاه ابن قدامة في المغني ١ : ٤٧٩ عن الدارقطني في الافراد.

(٤) المجموع ٣ : ٨٢ ، فتح العزيز ٣ : ١٣٦ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٢ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٣ ، بدائع الصنائع ١ : ١٤٧ ، اللباب ١ : ٥٩ ، المغني ١ : ٤٦١ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٥ ، بداية المجتهد ١ : ١٠٧ ، نيل الأوطار ٢ : ١٠.

(٥) نسب ذلك الى عبد الله بن مسعود ، اُنظر مصنف ابن أبي شيبة ١ : ٢٢٠ ، صحيح مسلم ١ : ٣٧٨ / ٥٣٤ ، سنن البيهقي ١ : ٤٠٦ ، سنن النسائي ٢ : ٤٩ - ٥٠.

(٦) التهذيب ٢ : ٢٨٠ / ١١١٣.

٧٦

للأعرابي المسي‌ء في صلاته : ( إذا أردت صلاة فأحسن الوضوء ثم استقبل القبلة فكبّر )(١) ولم يأمره بالأذان.

وقال السيد المرتضى ، وابن أبي عقيل : بوجوب الأذان والإِقامة في الغداة والمغرب(٢) لقول الصادقعليه‌السلام : « لا تصلِّ الغداة والمغرب إلّا بأذان وإقامة »(٣) وهو محمول على الاستحباب ، ومعارض بقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن الإِقامة بغير أذان في المغرب فقال : « ليس به بأس وما اُحب يعتاد »(٤) .

وقال السيد : يجبان فيهما سفراً وحضراً(٥) . وهو ممنوع ؛ لقول الصادقعليه‌السلام وقد سئل عن الرجل هل يجزيه في السفر والحضر إقامة ليس معها أذان؟ : « نعم لا بأس به »(٦) .

وقال السيد المرتضى ، وابن أبي عقيل : تجب الإِقامة على الرجال في جميع الصلوات(٧) لقول الصادقعليه‌السلام : « يجزئك إذا خلوت في بيتك إقامة واحدة بغير أذان »(٨) ومفهوم الإِجزاء الوجوب. وهو ممنوع فإن الإِجزاء كما يأتي في الصحة يأتي في الفضيلة.

وقال الشيخان ، والمرتضى : يجبان في صلاة الجماعة(٩) لقول‌

____________________

(١) سنن البيهقي ٢ : ٣٧٢ - ٣٧٣.

(٢) جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٢٩ ، وحكى قول ابن أبي عقيل المحقق في المعتبر : ١٦٢.

(٣) التهذيب ٢ : ٥١ / ١٦٧ ، الاستبصار ١ : ٢٩٩ / ١١٠٦.

(٤) التهذيب ٢ : ٥١ / ١٦٩ ، الاستبصار ١ : ٣٠٠ / ١١٠٨.

(٥) جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٢٩.

(٦) التهذيب ٢ : ٥٢ / ١٧١.

(٧) جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٢٩ ، وحكى قول ابن أبي عقيل المحقق في المعتبر : ١٦٢.

(٨) التهذيب ٢ : ٥٠ / ١٦٦.

(٩) المقنعة : ١٥ ، المبسوط للطوسي ١ : ٩٥ ، جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٢٩.

٧٧

أحدهماعليهما‌السلام : « إن صليت جماعة لم يجزئ إلاّ أذان وإقامة »(١) وهو محمول على شدة الاستحباب ، وللشيخ قول في الخلاف : أنّهما مستحبان في الجماعة أيضاً ، واستدل بأصالة براءة الذمة(٢) ، وبه قال الشافعي(٣) ، وهو الحق عندي.

وقال أبو سعيد الإِصطخري من الشافعية : بأنّ الأذان من فروض الكفاية ، فإن وقع في قرية كفى الواحد ، وفي البلد يجب في كلّ محلّة ، وإن اتفق أهل بلد على تركه قاتلهم الإِمام(٤) .

وقال داود بوجوب الأذان والإِقامة على الأعيان إلّا أنهما ليسا بشرط في الصلاة(٥) لأن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لمالك بن الحويرث ولصاحبه ( إذا سافرتما فأذّنا وأقيما وليؤمكما أكبركما )(٦) والأمر للوجوب. وهو ممنوع.

وقال أحمد : إنّه فرض على الكفاية(٧) . وقال الأوزاعي : من نسي الأذان أعاد في الوقت(٨) ، وقال عطاء : من نسي الإِقامة أعاد الصلاة(٩) .

مسألة ١٨٢ : لا يجوز الأذان قبل دخول الوقت‌ في غير الصبح بإجماع علماء الإِسلام ، لأنّه وضع للإِعلام بدخول الوقت فلا يقع قبله.

____________________

(١) الكافي ٣ : ٣٠٣ / ٩ ، التهذيب ٢ : ٥٠ / ١٦٣ ، الاستبصار ١ : ٢٩٩ / ١١٠٥.

(٢) الخلاف ١ : ٢٨٤ مسألة ٢٨.

(٣) المجموع ٣ : ٨٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٢ ، فتح العزيز ٣ : ١٣٥ ، عمدة القارئ ٥ : ١٠٥.

(٤) المجموع ٣ : ٨١ - ٨٢ ، فتح العزيز ٣ : ١٣٩.

(٥) المجموع ٣ : ٨٢ ، حلية العلماء ٢ : ٣١.

(٦) سنن النسائي ٢ : ٩ ، سنن الترمذي ١ : ٣٩٩ / ٢٠٥ ، مسند أحمد ٣ : ٤٣٦.

(٧) المغني ١ : ٤٦١ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٤ ، الإِنصاف ١ : ٤٠٧ ، المحرر في الفقه ١ : ٣٩ ، المجموع ٣ : ٨٢ ، فتح العزيز ٣ : ١٤٠.

(٨) المغني ١ : ٤٦١ ، المجموع ٣ : ٨٢.

(٩) المجموع ٣ : ٨٢ ، المغني ١ : ٤٦١ ، الشرح الكبير ١ : ٤٢٥.

٧٨

أمّا في صلاة الصبح فيجوز تقديمه رخصة لكن يعاد بعد طلوعه - وبه قال الشافعي ، ومالك ، والأوزاعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وداود ، وأبو يوسف(١) - لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم )(٢) .

ومن طريق الخاصة مثل ذلك رواه الصدوق ، إلّا أنه قال : « إن ابن اُم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال » قال : وكان ابن أم مكتوم يؤذن قبل الفجر وبلال بعده ، فغيّرت العامة النقل(٣) .

وقول الصادقعليه‌السلام وقد قال له ابن سنان : إن لنا مؤذناً يؤذن بليل : « إن ذلك ينفع الجيران لقيامهم الى الصلاة ، وأما السنّة فإنه ينادي من طلوع الفجر »(٤) . ولأن فيه تنبيهاً للنائمين ، ومنعاً للصائمين عن التناول ، واحتياطهم في الوقت.

وقال أبو حنيفة ، والثوري : لا يجوز إلّا بعد طلوع الفجر(٥) لأن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لبلال : ( لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر )(٦) ، ولأنّها صلاة فلا يقدم أذانها كغيرها من الصلوات.

ويحتمل أنّهعليه‌السلام أراد الأذان الثاني ، وهذه الصلاة تخالف سائر‌

____________________

(١) المجموع ٣ : ٨٩ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٢ ، أقرب المسالك : ١٣ ، بلغة السالك ١ : ٩٢ ، بداية المجتهد ١ : ١٠٧ ، المغني ١ : ٤٥٥ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤١ ، المبسوط للسرخسي ١ : ١٣٤ ، بدائع الصنائع ١ : ١٥٤.

(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٠ ، سنن الترمذي ١ : ٣٩٤ / ٢٠٣ ، مسند أحمد ٢ : ٩ و ٥٧ و ٦ : ٤٤ و ٥٤.

(٣) الفقيه ١ : ١٩٤ / ٩٠٥.

(٤) التهذيب ٢ : ٥٣ / ١٧٧.

(٥) المبسوط للسرخسي ١ : ١٣٥ ، بدائع الصنائع ١ : ١٥٤ ، الحجة على أهل المدينة ١ : ٧١ ، المجموع ٣ : ٨٩ ، المغني ١ : ٤٥٥ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤١ ، نيل الأوطار ٢ : ٣٢.

(٦) سنن أبي داود ١ : ١٤٧ - ٥٣٤ ، كنز العمال ٧ : ٦٩٣ / ٢٠٩٥٩ و ٦٩٦ / ٢٠٩٧٥.

٧٩

الصلوات لدخول وقتها والناس نيام.

واستحب علماؤنا إعادته بعد الفجر ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « وأما السنّة فإنه ينادى من طلوع الفجر »(١) ولأن الأول يعلم به قرب الوقت ، والثاني دخوله ، لئلّا يتوهم بذلك طلوع الفجر.

فروع :

أ - لا ينبغي تقديمه بزمان طويل لئلّا يفوت المقصود منه‌ وهو الاستعداد للصلاة طلباً لفضيلة أول الوقت ، وقد روي أن بين أذان بلال وابن اُم مكتوم أن ينزل هذا ويصعد هذا(٢) .

وقال الشافعي : يجوز بعد نصف الليل ، وبه قال أحمد(٣) .

ب - لا يشترط أن يكون معه مؤذن آخر‌ بل لو كان المؤذن واحداً استحب له إعادته بعد الفجر ، وإن أراد الاقتصار على المرة أذّن بعده ، وقال أحمد : يشترط كبلال وابن اُم مكتوم(٤) . وهو اتفاقي.

ج - ينبغي أن يجعل المقدم أذانه في وقت واحد‌ ليعلم الناس عادته فيعرفوا الوقت بأذانه.

د - لا يكره قبل الفجر في رمضان‌ لأنّ بلالاً كان يفعل ذلك(٥) ، وقال‌

____________________

(١) التهذيب ٢ : ٥٣ - ١٧٧.

(٢) مسند الطيالسي : ٢٣١ / ١٦٦١.

(٣) المجموع ٣ : ٨٨ ، المهذب للشيرازي ١ : ٦٢ ، مغني المحتاج ١ : ١٣٩ ، المغني ١ : ٤٥٧ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٣ ، الإِنصاف ١ : ٤٢٠ ، المبسوط للسرخسي ١ : ١٣٤.

(٤) المغني ١ : ٤٥٦ ، الشرح الكبير ١ : ٤٤٣ ، الإِنصاف ١ : ٤٢٠.

(٥) صحيح البخاري ١ : ١٦٠ ، صحيح مسلم ٢ : ٧٦٨ / ١٠٩٢ ، سنن النسائي ٢ : ١٠ ، سنن الترمذي ١ : ٣٩٢ / ٢٠٣. مسند الطيالسي : ٢٣١ / ١٦٦١ ، مسند أبي عوانة ١ : ٣٧٣ ، مسند أحمد ٢ : ٩ و ٥٧ ، سنن البيهقي ١ : ٤٢٧ ، المحرر في الحديث ١ : ١٦٩ / ١٩٠.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللهِ »(٢) .

٩٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ :

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتُحَدِّتُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ ؛ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا ؛ فَتَظْلِمُوهُمْ(٣) »(٤) .

١١ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ‌(٥)

٩٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِاللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ(٧) ، قَالَ :

__________________

=قوله : « بهذا الإسناد ».

(١) في شرح صدر المتألّهين : « عن أبي عبدالله ».

(٢)تحف العقول ، ص ٣٦٤ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٤.

(٣) في حاشية « ج ، بح » : « فتظلمهم ».

(٤)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٧ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وفيالكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦٠ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٦.

(٥) لم يرد في نسخة « بف » الحديث ٩٨ وعنوان هذا الباب.

(٦) في الوسائل : - « وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ».

(٧) في الخصال والوسائل وشرح صدر المتألّهين والوافي : « مَزْيَد ». وفي « بس » : « مَزْبَد ». ويحتمل أن يكون مفضّل هذا هو ابن « مزيد » أو « مرثد » المذكور في كتب الرجال. اُنظر :رجال البرقي ، ص ٢٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٣٠٢٢ وقسهما معرجال البرقي ، ص ٣٤ ، ورجال الطوسي ، ص ١٤٦ ، الرقم ١٦٠٦. ويحتمل أيضاً أن يكون مفضّل هو مفضّل بن يزيد الكوفي المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٥٣٨.

١٠١

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ ، فِيهِمَا هُلْكُ(٢) الرِّجَالِ : أَنْهَاكَ أَنْ تَدِينَ اللهَ(٣) بِالْبَاطِلِ ، وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَاتَعْلَمُ »(٤) .

١٠٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ ؛ فَفِيهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ : إِيَّاكَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ ، أَوْ(٥) تَدِينَ بِمَا لَاتَعْلَمُ(٦) »(٧) .

١٠١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى(٨) ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ »(٩) .

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : - « لي ».

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بج ، بح ، بس ، بف ، جه » والوافي والوسائل والمحاسن والخصال. وفي بعض النسخ والمطبوع : « هلاك ».

(٣) « تدين الله » ، أي تطيعه ، من الدِين بمعنى الطاعة. والمعنى : أنهاك أن تتّخذ الباطل ديناً بينك وبين الله ، وتعبد به الله تعالى. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ( دين ).

(٤)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٥ بسنده عن محمّد بن يحيى.المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٤ ، بسنده عن عليّ بن الحكمالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠١.

(٥) كذا. والمناسب هو الواو كما في المحاسن.

(٦) في حاشية « بر » : « لم تعلم ».

(٧)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفيالمحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٥ و ٥٦ ، بسنده عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١ ، ح ٣٣١٠٢.

(٨) في الكافي ، ح ١٤٦٠٥ والتهذيب والمحاسن والوافي : + « من الله ».

(٩)الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أنّ المفتي ضامن ، ح ١٤٦٠٥. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣١ ، عن أحمد بن محمّد ؛المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفي=

١٠٢

١٠٢/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا ، وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا : اللهُ أَعْلَمُ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْتَزِعُ(١) الْآيَةَ(٢) مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا(٣) أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(٤) »(٥) .

١٠٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ(٦) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْعَالِمِ - إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْ‌ءٍ وَهُوَ لَايَعْلَمُهُ - أَنْ يَقُولَ : اللهُ‌

__________________

=المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٨ و ٥٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٥٦ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠٠ ؛ وص ٢٢٠ ح ٣٣٦٣٨.

(١) « لينتزع » : من الانتزاع ، بمعنى الاقتلاع ، يقال : انتزعت الشي‌ء فانتزع ، أي اقتلعته فاقتلع ، لازم ومتعدٍّ ، وانتزاع الآية ، استخراجها. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٩ ( نزع ).

(٢) في « ف ، بس » والمحاسن : « بالآية ». وفي حاشية « بر » : « بآية ».

(٣) « يخرّ فيها » : حال عن فاعل ينتزع ، أو خبر بعد خبر ، من الخرور بمعنى السقوط من العلو. والمعنى : يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطاً على ما هو بعيد عن المراد ، بينهما أبعد ما بين السماء والأرض. وفي « و » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « يحرّفها » ، من التحريف. قال الداماد : « فكأنّه تحريف يخترقها » ونسبه الفيض إلى التصحيف ، وصحّحه المازندراني. وفي حاشية « ب ، ج » : « يخرّقها ». وفي حاشية : « ب ، بس » : « يجرّفها ». ونقل المازندراني قراءة : « يخترقها » بمعنى قطع الأرض على غير الطريق. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٩٠ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٣٤ ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣٧ ،الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ( خرر ).

(٤) في « بح ، بس ، بف » : - « والأرض ». وفي المحاسن : « أبعد من السماء ».

(٥)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٢. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣ ، عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢ ، ح ٣٣١٠٤.

(٦) في حاشية « و » : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ومحمّد بن إسماعيل ». فيكون في السندتحويل ، كما لايخفى.

١٠٣

أَعْلَمُ ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ »(١) .

١٠٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَايَعْلَمُ ، فَلْيَقُلْ : لَا أَدْرِي ، وَلَا يَقُلْ : اللهُ أَعْلَمُ ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً ، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ : لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ »(٣) .

١٠٥/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ(٤) عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَقِفُوا‌

__________________

(١)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٧. راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٣.

(٢) الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٠٦ ، ح ٦٣ ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن‌حريز بن عبدالله عن الهيثم عن محمّد بن مسلم.

والظاهر أنّ كلّاً من سنديالكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سندالكافي ، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابهالمحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين مورداً ، كلّها مع الواسطة إلّا ما ورد في ص ٣ ، ح ٢ ؛ وص ٢٠٣ ، ح ٤٧ ؛ وص ٢٥٩ ، ح ٣٠٨ ؛ وص ٤٢٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ٥٥٥ ، ح ٩٠٨ ؛ وص ٢٤٣ ، ح ١٦٩ ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة.

وأمّا سندالمحاسن ، فالظاهر زيادة « عن الهيثم » ، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم - مع الفحص الأكيد - في غير هذا المورد. هذا ، مضافاً إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبدالله وشيخه محمّد بن مسلم - وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّاً - بعيد ، راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ - ٢٥٤ ، وص ٤٩٥.

(٣)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٣. راجع :المحاسن ، ص ٩ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٦ ؛ وص ٢٠٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٦ ؛ والخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٥الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٤. (٤) في التوحيد : « ما حجّة الله ».

١٠٤

عِنْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ »(١) .

١٠٦/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ(٢) ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ(٣) بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَصَّ(٤) عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ(٥) مِنْ كِتَابِهِ : أَنْ لَايَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا ، وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ(٦) عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) (٧) وَقَالَ :( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (٨) »(٩) .

__________________

(١)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛التوحيد ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٧ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد البصري ؛المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٣ ، بسنده عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. وفيالكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ١٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣ ، ح ٣٣١٠٨ و ٣٣١٠٩ ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٧.

(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « [ بن عبدالرحمن ] ». والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هويونس بن يعقوب ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن ، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥١٢ ، الرقم ٨١٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٢ - ٢٣٣.

ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق فيالأمالي ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله.

(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « أبي يعقوب وإسحاق ». والظاهر عدم صحّتها ؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.

(٤) في حاشية « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « حضّ » ، أي حثّ. واحتمله المازندراني في شرحه.

(٥) احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص ١٦٨ كون « آيتين » تصحيفاً لـ « اثنين » ، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله. وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥١.

(٦) في « بس ، بف » : + « الله ».

(٧) الأعراف (٧) : ١٦٩.

(٨) يونس (١٠) : ٣٩.

(٩)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.بصائر الدرجات ، ص ٥٣٧ ، ح ٢ ، بسنده عن يونس. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٩٨ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الكاظمعليه‌السلام ؛ =

١٠٥

١٠٧/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ(١) ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ :

مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ عَنْ(٢) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍعليه‌السلام إِلَّا كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ(٣) قَلْبِي ، قَالَ :

« حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا كَذَبَ(٤) أَبُوهُ عَلى جَدِّهِ ، وَلَا جَدُّهُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ(٥) - وَهُوَ لَايَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ - فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ »(٦) .

١٢ - بَابُ مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌

١٠٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْعَامِلُ عَلى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ ،

__________________

فيه ، ص ٣٦ ، ح ٩٩ ، عن إسحاق ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٢ ، ح ٢١ ، عن أبي السفاتج ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٣ ، ح ٢٢ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الصادقعليه‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٥.

(١) في الأمالي : - « عمّن حدّثه ».

(٢) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس » والمحاسن والأمالي : « من ».

(٣) في حاشية « بر » : « ينصدع ». وفي الوافي : « ينصدع ( يتصدّع - خ ) ».

(٤) في الأمالي : + « على أبيه ولا كذب ».

(٥) في « ج » والمحاسن والأمالي والوافي : - « بغير علم ». وفي « بف » : - « الناس بغير علم ».

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمنالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ١٣٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٩ ، ح ٧٩.

١٠٦

لَا يَزِيدُهُ(١) سُرْعَةُ(٢) السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً »(٣) .

١٠٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ(٤) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ ، وَلَا مَعْرِفَةً(٥) إِلَّا بِعَمَلٍ ؛ فَمَنْ عَرَفَ ، دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ، فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ ، أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ »(٦) .

١١٠/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

__________________

(١) في « بح » والوافي : « لاتزيده ». وفي « ف » : « فلا يزيده ».

(٢) في حاشية « ج ، ض ، و ، بح ، بف » : « كثرة ».

(٣)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٨٦٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان وعبدالله بن المغيرة.الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ١١ ، بسند آخرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١٠.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، بس » وحاشية « ض ، بح » وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسين الصيقل ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر فيالمحاسن ، ص ١٩٨ ، ح ٢٥ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل ، والصدوق أيضاً أورده فيالأمالي ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل. ووردت رواية [ عبدالله ] بن مسكان عن الحسن [ بن زياد ] الصيقل في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥١٥ - ٥١٦ ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ - ٣٩٧.

لايقال : إنّ الشيخ الطوسي ذكر الحسين بن زياد الصيقل في رجاله ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ ، كما ذكر الحسن بن زياد في ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥٦ ، فيحتمل صحّة نسخة « حسين » أو « الحسين » ، في ما نحن فيه.

فإنّه يقال : قد ورد في بعض النسخ المعتبرة من رجال الشيخ « الحسن » بدل « الحسين » ، كما أُشير إلى وجود هذه النسخة في حاشية النسخة المطبوعة ، أيضاً.

(٥) « لا معرفة » منصوبة عطفاً على « عملاً » و « لا » لتأكيد النفي ، أو مبنيّة على الفتح اسم « لا » لنفي الجنس عطفاً على « لايقبل ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٨.

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠١ ، ح ١٣٦.

١٠٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ »(٢) .

١٣ - بَابُ اسْتِعْمَالِ الْعِلْمِ‌

١١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ : « الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ(٣) بِعِلْمِهِ ، فَهذَا نَاجٍ ، وَ(٤) عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهذَا هَالِكٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ(٥) الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ ، وَإِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَحَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ ، فَأَطَاعَ اللهَ ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَأَدْخَلَ الدَّاعِيَ(٦) النَّارَ بِتَرْكِهِ(٧) عِلْمَهُ(٨) ، وَاتِّبَاعِهِ الْهَوى(٩) ، وَطُولِ الْأَمَلِ ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيَصُدُّ(١٠) عَنِ الْحَقِّ ، وَطُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي(١١) الْآخِرَةَ »(١٢) .

__________________

(١) في المحاسن : + « عن آبائهعليهم‌السلام ».

(٢)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن علي بن فضّال.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٢.

(٣) في كتاب سليم : « عمل ».

(٤) في الخصال : « ورجل ».

(٥) في « بف » : « عن ريح ». وفي الخصال : « بريح ». وفي كتاب سليم : « من نتن ريح ».

(٦) في « بف » : + « إلى ».

(٧) في « ب ، بف » والوافي : « بترك ».

(٨) في « بس » وحاشية « ب ، ض ، ف ، و » : « عمله ».

(٩) في الخصال بدل « واتّباعه الهوى » هكذا : « ثمّ قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتين : اتّباع الهوى ». (١٠) في « ف » : « فيعدل ». وفي « بح » : « فيضلّ ».

(١١) في كتاب سليم : « وأمّا طول الأمل فينسي ».

(١٢)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة.الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٣ ، بسنده عن محمّد بن =

١٠٨

١١٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَى الْعَمَلِ(١) ؛ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ(٢) ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ(٣) ، فَإِنْ أَجَابَهُ ، وَإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ »(٤) .

١١٣/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٥) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ، زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا(٦) »(٧) .

١١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام : « مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : لَاتَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَاتَعْلَمُونَ(٨) وَلَمَّا تَعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ ، لَمْ يَزْدَدْ صَاحِبُهُ إِلَّا كُفْراً ، وَلَمْ يَزْدَدْ‌

__________________

=يحيى العطّار. راجع :الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٣٦ ؛ والخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٤ ؛ونهج البلاغة ، ص ٨٣ ، الخطبة ٤٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ، وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٨٣ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٣٧.

(١) في نهج البلاغة : « بالعمل ».

(٢) في نهج البلاغة : - « ومن عمل علم ».

(٣) « يهتف بالعمل » ، أي يصيح به ويدعوه ، من الهتف وهو الصوت الشديد. اُنظر :المغرب ، ص ٤٩ ( هتف ).

(٤)نهج البلاغة ، ص ٥٣٩ ، الحكمة ٣٦٦الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٣٨.

(٥) في « ألف ، بر » : « القاشاني ».

(٦) « الصفا » : جمع الصفاة ، وهي الصخرة والحجر الأملس ، أي غير الخشن ، أو الحجر الصلد الضخم الذي لاينبت شيئاً. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٦٤ ( صفو ).

(٧)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٣٩.

(٨) في حاشية « بف » : « علماً لاتعلمون ».

١٠٩

مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْداً »(١) .

١١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأَثْبِتْ لَهُ(٢) الشَّهَادَةَ(٣) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ(٤) »(٥) .

١١٦/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَهُ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ؛ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِهِ(٦) كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَايَسْتَفِيقُ(٧) عَنْ جَهْلِهِ ، بَلْ قَدْ رَأَيْتُ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالْحَسْرَةَ‌

__________________

(١)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩. وفيه : « حدّثني أبي عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه ، قال : جاء رجلٌ »الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٤٠.

(٢) في « ألف » وحاشية « ض » : « فإنّما ثبت له ». وفي « ب ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : « فأبثّ له » أي فأنا أبثّ له الشهادة وأنشرها بين الناس بأنّه ناج. وفيالمرآة : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المضارع المعلوم وبصيغة الأمر وبصيغة الماضي المعلوم وفي بعضها [ أي النسخ ] : فإنّما بثّ ». وفي : « ج ، ف ، بع » وحاشية « بس » : « فإنّما ثابت له ». وفي « و ، بر » : « فإنّما له ». وفيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٢ : « وأثبت من الإثبات ، إمّا أمر ، أو ماضٍ معلوم ، أو ماض مجهول ، أو متكلّم وفي بعضها [ أي النسخ ] فأبتّ له ويحتمل أن يقرأ فأتت ». وفيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٤٥ : « في بعض النسخ « فأبَتَّ له » بالباء الموحّدة قبل المنقوطة بنقطتين من البتّ » ، بمعنى القطع. وكذا في المرآة عن بعض النسخ.

(٣) في الكافي ، ح ٢٩٣٠ والمحاسن : + « بالنجاة ». وفي الأمالي : « فهو ناج » بدل « فأثبت له الشهادة ».

(٤) أي إيمانه غير مستقرّ وغير مثبت في قلبه ، بل يزول بأدنى شبهة ؛ فهو كالوديعة عنده يؤخذ عنه ، وهو في مشيّة الله ، إن شاء تمّمه وإن شاء أخذه. اُنظر شروح الكافي.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في علامة المـُعار ، ح ٢٩٣٠. وفيالمحاسن ، ص ٢٥٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٤١.

(٦) في حاشية « بف » : « بغير بصيرة ».

(٧) الاستفاقة : استفعال من أفاق ، بمعنى رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه ، والمراد ، الخلاص =

١١٠

أَدْوَمُ(١) عَلى هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ(٢) عِلْمِهِ مِنْهَا(٣) عَلى هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَيِّرِ فِي جَهْلِهِ ، وَكِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ(٤) ، لَاتَرْتَابُوا(٥) فَتَشُكُّوا ، وَلَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ، وَلَا تُرَخِّصُوا(٦) لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا ، وَلَا تُدْهِنُوا فِي(٧) الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا ، وَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا ، وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا(٨) ، وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ ، وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ(٩) ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يَخِبْ(١٠) وَيَنْدَمْ »(١١) .

١١٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

__________________

=عن الجهل. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٤ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨١ ( فوق ).

(١) « الحسرة أدوم » : مبتدأ وخبر ، أو عطف على معمولي « أنّ ». و « على هذا العالم » بدل من « عليه ». وضمير « منها » راجع إلى « الحجّة » و « الحسرة » باعتبار كلّ واحدة منهما ، والأوّل أولى ؛ لخلوّه عن هذا التكلّف في الضمير. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ - ٢٠٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٥.

(٢) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٣) فيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٤ : « قوله : « منها » متعلّق بأعظم وأدوم على سبيل التنازع ».

(٤) « الحائر » : من الحيرة ، بمعنى التحيّر ، و « البائر » : من البَوار ، بمعنى الهلاك ، يقال : رجل حائر بائر ، إذا لم يتّجه‌لشي‌ء. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ ( بور ) ، وص ٦٤٠ ( حير ).

(٥) الريبة : الشكّ والتهمة ، وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها.المغرب ، ص ٢٠٣ ( ريب ).

(٦) الرخصة في الأمر : خلاف التشديد فيه ، يقال : رخّص له في الأمر ، أي أذن له فيه بعد النهي عنه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٠ ( رخص ).

(٧) في حاشية « ج » : « من ».

(٨) فيشرح المازندراني : « يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور ». وفي « ج ، بح » : « لايفتروا ».

(٩) في حاشية « ض » والوافي : « يسترشد ». وفي الأمالي : « يرشد ».

(١٠) في « بس » : « يخف ». وقال فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم من الوجوب بمعنى السقوط ، أو من الوجيب بمعنى الخوف ».

(١١)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح ٢٨٨٢ ، من قوله : « لاترتابوا » إلى قوله : « فتكفروا » ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٨ ، وفيهما بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في آخره. وراجع :نهج البلاغة ، ص ١٦٤ ، الخطبة ١١٠الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٤٢.

١١١

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَلْتَتَّسِعْ(١) قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَايَحْتَمِلُهُ(٢) ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ؛ فـَ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (٣) ».

فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي نَعْرِفُهُ؟ قَالَ : « خَاصِمُوهُ(٤) بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ »(٥) .

١٤ - بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ‌

١١٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْهُومَانِ(٦) لا يَشْبَعَانِ : طَالِبُ دُنْيَا ، وَطَالِبُ عِلْمٍ ؛ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْيَا عَلى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، سَلِمَ ؛ وَمَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، هَلَكَ إِل َّ ا أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُرَاجِعَ(٧) ؛ وَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَمِلَ بِعِلْمِهِ(٨) ، نَجَا ؛ وَمَنْ‌

__________________

(١) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وليتّسع ».

(٢) فيشرح المازندراني : « قوله : لايحتمله ، صفة لقلب رجل ».

(٣) النساء (٤) : ٧٦.

(٤) في « بع ، جه » ومرآة العقول والوافي : « خاصموا ».

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٤٣.

(٦) « المنهوم » : إمّا من النَهْمة ، بمعنى بلوغ الهمّة في الشي‌ء ، المنهوم بالشي‌ء ، المولَع به ، أو بمعنى الشهوة والحاجة. وإمّا من النَهَمْ ، بمعنى الجوع وإفراط الشهوة في الطعام. وإمّا من النَهْم ، بمعنى الزجر. والكلّ محتمل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ - ٥٩٤ ( نهم ).

(٧) في التهذيب وكتاب سليم : « ويراجع ». قال فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٨ : « في بعض نسخ التهذيب : ويراجع وهو أيضاً يحتمل أن تكون « أو » بمعنى الواو وربّما يقال : الترديد من الراوي وقرئ هنا « يراجع » على بناء المجهول ، أي يراجعه الله بفضله ، أو على بناء الفاعل والأوّل أظهر ».

(٨) في حاشية ميرزا رفيعا : « به » بدل « بعلمه ».

١١٢

أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَهِيَ حَظُّهُ »(١) .

١١٩/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ؛ وَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرَ الْآخِرَةِ ، أَعْطَاهُ اللهُ(٢) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(٣) .

١٢٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأِصْبَهَانِيِّ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ(٤) »(٥) .

١٢١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ(٦) ، فَاتَّهِمُوهُ عَلى دِينِكُمْ(٧) ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْ‌ءٍ يَحُوطُ(٨) مَا أَحَبَّ(٩) ».

__________________

(١)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة في آخره.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ؛ بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛الخصال ، ص ٥٣ ، باب الاثنين ، ح ٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام إلى قوله : « طالب العلم » مع اختلاف ؛نهج البلاغة ، ص ٥٦٦ ، الحكمة ٤٥٧ ، إلى قوله : « طالب علم »الوافي ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٦ ، ذيل ح ٢١٩١٦. (٢) في حاشية « ج ، ض » : + « به ».

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٥.

(٤) لم يرد هذا الحديث في « ظ » وشرح صدر المتألّهين.

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٦. (٦) في « بر » والعلل : « محبّاً للدنيا ».

(٧) « فاتّهموه على دينكم » ، أي اعتقدوه متّهماً في قوله وفعله صوناً على دينكم ، فإنّه بعيد عن معرفة حقيقته ، تقول : اتّهمته ، أي ظننت فيه ما نسب إليه ، وبكذا ، أي ظننته به. اُنظر شروح الكافي ولسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٤٤ ( وهم ).

(٨) « يحوط » ، أي يحفظ. تقول : حاطه يحوطه ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦١ ( حوط ). (٩) في « بح » : « على ما أحبّ ». وفي العلل : « بما أحبّ ».

١١٣

وَقَالَعليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّوَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : لَاتَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا ؛ فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي ؛ فَإِنَّ أُولئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ(١) قُلُوبِهِمْ »(٢) .

١٢٢/ ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ : اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ ، فَاحْذَرُوهُمْ عَلى دِينِكُمْ»(٣) .

١٢٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ(٤) بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(٥) ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَاتَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا »(٦) .

__________________

(١) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ب » والمطبوع : « عن ». ومادّة « نزع » جاءت بـ « من » و « عن » في المصحف واللغة. راجع : آل عمران (٣) : ٢٦ ؛ الأعراف (٧) : ٢٧ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٥٠ ( نزع ).

(٢)علل الشرائع ، ص ٣٩٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري.تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٧.

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ، ح ١٤٨.

(٤) في حاشية « جر » : « حريز ».

(٥) « فليتبوّأ مقعده من النار » ، أي يتّخذها منزلاً ، يقال : تبوّأت منزلاً ، أي اتّخذته. و « مقعده » مفعول له ، أي لمنزله ، أو مفعول به ، أو معناه : لينزل منزله المعدّ له من النار ، يقال : تبوّأت منزلاً : نزلت به. و « مقعده » مفعول له ، لا به ؛ لأنّ الفعل لازم. أو معناه : فليهيّئ منزله من النار ، يقال : تبوّأه منزلاً إذا هيّأه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٨ - ٣٩ ( بوأ ) ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٥.

(٦)الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ لعليّعليهما‌السلام ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٦٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٠ ، ح ١ ، عن الرضا ، عن أبي عبداللهعليهما‌السلام ، وفي كلّها بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة. وفيالاختصاص ، ص ٢٥١ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، مرسلاً مع زيادة في آخرهما راجع :ثواب الأعمال ، ص ٣٤٤الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٤ ، ح ١٤٩.

١١٤

١٥ - بَابُ لُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَى الْعَالِمِ وَتَشْدِيدِ‌(١) الْأَمْرِ عَلَيْهِ

١٢٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « يَا حَفْصُ ، يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ »(٢) .

١٢٥/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٣) :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عَلى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَ(٤) عَلَيْهِ السَّلامُ - : وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ(٥) السَّوْءِ كَيْفَ‌.............................................................................

__________________

(١) في « بس » : « وشدّة ».

(٢)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ، مرسلاً مع زيادةالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٥٠.

(٣) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى حفص بن غياث في السند المتقدّم ، فيُعْلَم المراد من « بهذا الإسناد ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : - « على نبيّنا وآله و ». وفي « و » : - « وآله ». وفي « ألف » والوافي‌وشرح صدر المتألّهين : - « على نبيّنا وآله وعليه السلام ».

(٥) هكذا في « ألف ، جس » وحاشية « ض » ، واختاره المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « للعلماء ». وقال‌المازندراني في شرحه ، ح ٢ ، ص ١٩٦ : « السَوْء بالفتح مصدر ، يقال : ساء يسوؤه سَوْءً ، نقيض سرّه ، وبالضمّ الاسم ، تقول : هذا رجل سوءٍ بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء ، وقال الأخفش : ولايقال : الرجل السَوْء ، ويقال : الحقّ اليقين وحقّ اليقين ؛ لأنّ السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، وقال أيضاً : لايقال : هذا رجل السُوء بالضمّ ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ : لعلماء السَوْءِ بالإضافة والفتح ، وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء ، على التعريف والوصف فكأنّه سهو من الناسخ ، وقد يوجّه بأنّ التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول ، مثل الضارب الرجل باعتبار تعلّق علم العالم بالسوء ، كتعلّق ضرب الضارب بالرجل. وفيه أنّ المقصود ذمّ العلماء باعتبار اتّصافهم بالسوء ، لاباعتبار علمهم به. والقول بأنّ التركيب وإن كان من باب الإضافة ، لكنّه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه ، لايخلو عن شي‌ء ؛ لأنّ التركيب الإضافيّ من حيث الإضافة وملاحظتها لايدلّ على اتّصاف المضاف =

١١٥

تَلَظّى(١) عَلَيْهِمُ النَّارُ؟! »(٢) .

١٢٦/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتِ النَّفْسُ(٣) هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ - لَمْ يَكُنْ لِلْعَالِمِ تَوْبَةٌ » ، ثُمَّ قَرَأَ :( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) (٤) »(٥) .

١٢٧/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ :( فَكُبْكِبُوا (٦) فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) (٧) ، قَالَ : « هُمْ‌

__________________

=بالمضاف إليه ، وإرادة الاتّصاف بدون دلالة التركيب لايجدي نفعاً ، فليتأمّل ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٦ ( سوأ ) ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٢.

(١) « تلظّى » : أصله تتلظّى ، بمعنى تلتهب وتشتعل اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٤٨ ( لظى ).

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥١.

(٣) يجوز في الفاء الفتح والسكون ، والأوّل هو مختار صدر المتألّهين في شرحه ؛ والثاني مختار الفيض في الوافي‌وقال المازندراني : « كلاهما مناسب ». (٤) النساء (٤) : ١٧.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فيما أعطى الله عزّوجلّ آدمعليه‌السلام و ، ح ٢٩٨٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الزهد ، ص ١٤٠ ، ح ١٩٣ عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وفي سنده خلل لامحالة ) ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٤ عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٧ ، ح ٢١٠٥٦.

(٦) « فكبكبوا » ، أي جُمعوا ثمّ رُمي بهم في هُوّة النار ؛ من الكبكبة ، بمنى الرمي في الهُوّة ، أو طرح وقلب بعضهم ؛ على بعض ، أو دُهْوِرُوا ، أي إذا القي في النار ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ فيها ، أو اُسقطوا على وجوههم ؛ من الكبّ بمعنى إسقاط الشي‌ء على وجهه. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٦٩٥ ؛لسان العرب ، ح ١ ، ص ٦٩٧ ( كبب ).

(٧) الشعراء (٢٦) : ٩٤. و « الغاوون » ، أي الضالّون الخائبون ؛ من الغيّ ، بمعنى الضلال والخيبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ ( غوى ).

١١٦

قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوهُ(١) إِلى غَيْرِهِ »(٢) .

١٦ - بَابُ النَّوَادِرِ ‌(٣)

١٢٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « رَوِّحُوا(٤) أَنْفُسَكُمْ بِبَدِيعِ الْحِكْمَةِ ؛ فَإِنَّهَا تَكِلُّ كَمَا تَكِلُّ الْأَبْدَانُ »(٥) .

١٢٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ النَّيْسَابُورِيِّ(٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَخِي شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ‌

__________________

(١) في الوافي : « خالفوا ».

(٢)الزهد ، ص ١٣٧ ، ح ١٨٤ ، عن النضر بن سويد. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٧ ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .المحاسن ، ص ١٢٠ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ، بسند آخر مع اختلاف. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٦ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، مرسلاً مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٧٧ ؛ وباب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٥ وح ٢٥١٦ وح ٢٥١٨ ؛ والزهد ، ص ٧٨ ، ح ٣٨الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٤.

(٣) فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٤ : « باب النوادر ، أي أخبار متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة ولايمكن إدخالها فيها ولا عقد باب لها ؛ لأنّها لايجمعها باب ، ولايمكن عقد باب لكلّ منها ».

(٤) « روّحوا أنفسكم » ، أي اجعلوها في راحة ، من الروح بمعنى الراحة ، أو اجعلوها طيّبة الرائحة ، من الرَوْح‌بمعنى نسيم الريح ورائحتها الطيّبة ، تقول : روّحت الدهن ، أي جعلت فيه طيباً طابت به ريحُه. كلاهما محتمل معاً أو منفرداً. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ؛المصباح المنير ، ص ٢٤٢ ( روح ).

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ح ٤٤٧.

(٦) في « ألف ، ج ، ض ، بح » : « النيشابوري ».

١١٧

الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ ؛ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ ، وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ ، وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ ، وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ ، وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ ، وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ ، وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ ، وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ ، وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ ، وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ ، وَحِكْمَتُهُ(١) الْوَرَعُ ، وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ ، وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ(٢) ، وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ ، وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ(٣) ، وَسَيْفُهُ الرِّضَا ، وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ ، وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ(٤) الْعُلَمَاءِ ، وَمَالُهُ(٥) الْأَدَبُ ، وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ ، وَزَادُهُ(٦) الْمَعْرُوفُ(٧) ، وَمَأْوَاهُ(٨) الْمُوَادَعَةُ ، وَدَلِيلُهُ الْهُدى ، وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ(٩) الْأَخْيَارِ »(١٠) .

١٣٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ‌

__________________

(١) في « جو » : « حَكَمته » ، أي بفتح الحاء والكاف. قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٧ : « ربّما يقرأ بفتح‌الحاء والكاف ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، قال : « قراءة الحكمة بفتح الحاء والكاف لاتناسب المقام ؛ لأنّ الحكمة بهذا المعنى لم توجد في المشبّه به ، أعني الإنسان ».

(٢) « العافية » : دفاع الله تعالى عن العبد ، اسم المصدر توضع موضع المصدر ، يقال : عافاه الله عافية. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٢ ( عفو ).

(٣) في حاشية « ج ، بح » وتحف العقول : « الكلام ».

(٤) في « ألف ، و » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « مجاورة ».

(٥) فيشرح المازندراني : « لو قرئ مآله ؛ بمعنى مرجعه ، فالأمر ظاهر ».

(٦) في « بس » وحاشية « ج ، بح » : « ورداؤه ».

(٧) في حاشية « ج ، بح » : « المعرفة ».

(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي وتحف العقول. وفي « ب ، بس » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « وماؤه ». وفيمجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ( ودع ) : « وفي الحديث : ومأواه - يعني العلم - الموادعة. لعلّ المراد المباحثة والمذاكرة والمناظرة ؛ لأنّ جميع ذلك حفظ للعلم. وضبطه بعض المعاصرين : وماؤه الموادعة. وهو تصحيف ». وانظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٦ ( ودع ) ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).

(٩) في حاشية « بح » وتحف العقول : « صحبة ». وقال فيمرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».

(١٠)تحف العقول ، ص ١٩٩ ، مع تفاوت يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٩٢.

١١٨

الْعِلْمِ الْحِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُّ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الْعِبْرَةُ(١) »(٢) .

١٣١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْعِلْمُ(٣) ؟ قَالَ : الْإِنْصَاتُ(٤) ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ(٥) ؟ قَالَ : الِاسْتِمَاعُ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟قَالَ : الْحِفْظُ؟ قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ : الْعَمَلُ بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : نَشْرُهُ »(٦) .

١٣٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ :

رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبَةُ العِلْمِ ثَلاثَةٌ ، فَاعْرِفْهُمْ(٧) بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ : صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلِاسْتِطَالَةِ(٨) وَالْخَتْلِ(٩) ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ، فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ مُوذٍ ، مُمَارٍ ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ(١٠) الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ‌

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بع ، بو ، جح ، جط ، جل ، جم ، جو » وحاشية « ش ، بج ، بف » وشرحي صدر المتألّهين والمازندراني ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا. و « العبرة » اسم من الاعتبار بمعنى الاتّعاظ ، أو بمعنى العبور العلمي من الأشياء إلى ما يترتّب عليها وتنتهي إليها. وفي « ف ، بح » : « العبرة والصبر ». وفي قرب الإسناد : « اللين ». وفي المطبوع وقليل من النسخ : « الصبر ».

(٢)قرب الإسناد ، ص ٦٧ ، ح ٢١٧ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٣.

(٣) في الأمالي : « ما حقّ العلم ».

(٤) « الإنصات » : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال : أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتّه ، فهو لازم ومتعدٍّ. ولعلّه هاهنا لازم فقط بقرنية ذكر الاستماع بعده. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ( نصت ) ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٣. (٥) في « ض ، بح ، بف » : + « يا رسول الله ».

(٦)الخصال ، ص ٢٨٧ ، باب الخمسة ، ح ٤٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد الأشعري.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٣.

(٧) في « و ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والأمالي والخصال : « فاعرفوهم ».

(٨) « الاستطالة » : العلوّ والترفّع. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ( طول ).

(٩) « الختل » ، هو الخدعة. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( ختل ).

(١٠) « الأندية » ، هي جمع النادي ، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ماداموا مجتمعين ، فإذا تفرّقوا فليس بنادٍ ، =

١١٩

الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ(١) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ(٢) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ(٣) ؛ وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ(٤) ذُو خِبٍّ(٥) وَمَلَقٍ(٦) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ(٧) هَاضِمٌ(٨) ، وَلِدِينِهِ(٩) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى(١٠) هذَا خَبَرَهُ(١١) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ(١٢)

__________________

= ويقال له : النَديّ أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ( ندو ).

(١) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٩ ( سربل ).

(٢) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ( خشم ).

(٣) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٢ ( حزم ).

(٤) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».

(٥) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبب ) ؛التعليقة للداماد ، ص ١٠٦.

(٦) « الـمَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٧ ( ملق ).

(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اُجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».

(٨) في حاشية « ف » : « هامض ».

(٩) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ». (١٠) في حاشية « بر » : « من ».

(١١) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦١.

(١٢) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ ( كأب ).

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722