الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294635 / تحميل: 10491
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الناشيء في بيئةٍ قليلةٍ المآتم شحيحة المجالس أن لبعض أطوار إنشاد القصائد الرثائية حضوراً خاصاً في بعض المناطق دون أخرى ومناسبات دون ثانية.

وعموماً يمكن لنا أن نُقسّم طريقة إنشاد قصائد الرثاء الحسيني إلى مرحلتين على الأقل، ويمكن ان تكون ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى: إن خطيب المنبر الحسيني، وبعد أن ينهي فقرة المقدمة -السابقة الذكر- يشرع بقراءة القصيدة وإنشادها، وهنا لا بد أن يبدأ الإنشاد بصوت هاديء وبأسلوب وطريقة لا تفاجأ روّاد المجلس.وهذا الأمر تقتضيه طبيعة الأشياء والحكمة كما يقال.إذ ليس من المستساغ أن يبدأ أي خطيب أو متحدث حديثه بنبرات قوية وصوت مرتفع، هذا في حالة الحديث فكيف بإنشاد قصيدة، يقوم طور إنشادها وأسلوبه بدور كبير في جلب اهتمام الجمهور لها، وانفعالهم بها وإصغائهم إليها.

وهذا الطور الذي يبدأ به خطيب المنبر الحسيني قصيدته هو ما يعرف بطور (الدَرْجْ) وربما يلفظ ببعض اللهجات الشعبية بـ (الدَرِجْ) واصله مأخوذ من درج الصبي، إذا أخذ بالمشي ببطء وهدوء.وهو المطلوب من الخطيب، إذ عليه أن يبدأ قصيدته بأسلوب إنشاد هادئ ومريح للجمهور فكأنه يرتقي (دَرَجاً) يبدأ من المرقاة القريبة ثم يعلو شيئاً فشيئاً.

وتتنوع طرق قراءة طور الدرج هذا، فإذا استمعنا لأساتذة المنبر الحسيني اليوم، أو حضرنا مجالس شيوغ الخطباء، اكتشفنا تنوع أساليبهم، ليس في طور الدرج فقط بل وفي بقية الأطوار، حيث يترك كل خطيب متمرس بصمات إنشاده على الطور، بما يتحول تدريجياً إلى تميز أسلوب الخطيب

٤١

عن أسلوب خطيب آخر، فيقال مثلاً: هذا أسلوب الشيخ الوائلي، أو أسلوب الشيخ النُويني، أو أسلوب الشيخ هادي الكربلائي وهكذا.

ويستمر الخطيب بالتزام طور الدرج، لعدة أبيات في مقدمة القصيدة، لا تقل-كحدٍّ أدنى- عن ثلاثه، وهي تبدو قليلة.

كما يمكن أن تمتد لعشرة أبيات أو ربما أكثر، وذلك حسب طول القصيدة التي يزمع الخطيب قراءتها.

بل قد يستولي طور الدرج على تمام القصيدة، إذا كان محتواها فضائلياً (أي تتحدث عن فضائل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام ) أو حماسياً أو مناقبياً.أي تكون خالية من التعريج على مصائب كربلاء وأحزانها، وهي قصائد قليلة جداً، ضمن ملف القصائد الحسينية التي يتبناها المنبر الحسيني.

والنقطة الفنية في إنهاء دور الدرج الذي تبدأ به القصيدة ومن ثم الانتقال إلى الطور الثاني وهو طور (الـمُثْكِل)، هو انتقال القصيدة نفسها من موضوعها الذي كان يتناول الذكريات والأطلال وتذكَّر الأحبة وما إليها من موارد، إلى كربلاء وأحداثها ورموزها.

إذن؛ طور الدرج تكون بدايته هي بداية القصيدة، ونهايته بداية ذكر أحداث كربلاء، حيث يتناغم تعريج القصيدة على كربلاء مع ارتقاء الخطيب الحسيني وانتقاله من طور (الدرج) الهادىء إلى طور (الـمُثْكِل) الشجيّ الحزين ذي الإيقاع العاطفي الواضح، والذي يتطلب تجاوباً من الجمهور مع الخطيب بالأنين والحنين.وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية درسنا.

٤٢

الدرس الخامس: الأطوار

أخذنا في درسنا السابق الطور الأول وهو طور (الدَرْج) حيث المرحلة الأولى، والآن نكمل بقية الأطوار والمراحل.

المرحلة الثانية: (طور الـمُثْكِل) بعد أن ينهي الخطيب إنشاد مقدمة القصيدة الرثائية بطور الدرج الهادي المسترسل الانسيابي، وتصل القصيدة إلى ذكر كربلاء أو مقدماتها وأحداثها، فلا بد للخطيب هنا أن يتوافق مع هذا الارتقاء، حيث يرفع من وتيرة صوته، ويوّدع طور الدَرْج الذي بدأ به القصيدة، والذي أوصله إلى مستوىً يمكِّنه من رفع صوته، وتغيير نبراته، وترجيع الكلمات وترديدها بأسلوب شجيٍّ من جهة وقويّ من جهة أخرى.حيث يبرز الطور الثاني وهو طور (الـمُثْكِل) وهو كما يدل معناه على الثُكل (وهو الفقد) والحزن والفراق واللوعة.وكل مرادفات الحزن والوجد الذي تختزنه لفظة (الـمُثْكِل).وهنا يحدث تغيّر فني في قراءة نفس البيت الشعري، إذ كان البيت بطور الدرج يُقرأ بأسلوب واحد تقريباً.أما في طور الـمُثْكِل فنجد أن صدر البيت يقرأ بأسلوب فيما يقرأ عجزه بأسلوب آخر.حيث يقوم صدر البيت بعملية تهيئة وإعداد لأذن المستمع وأحاسيسه على حدّ سواء، للتصعيد القوي والحزين الذي سيتولاه الشطر الثاني من البيت (العجز).

٤٣

والشطر الثاني بدوره ينتهي بتوقّف بعد مدّ للصوت مِن قِبَل الخطيب، في آخر كلمة في البيت، ويفضّل أن يكون المدّ مع حرف من حروف المدّ (الألف، الواو، الياء) فيجيبه الجمهور بصوت أنين يتناغم مع الأنة، التي يطلقها الخطيب في هذه النقطة.وحينما يرفع الجمهور صوته بالأنين فإن الخطيب يسكت ليسمح لصوت الجمهور بالارتفاع والبروز، وليتّم التجاوب العاطفي المنشود من جهة، ولكي يلتقط الخطيب أنفاسه ويملأ رئتيه بالهواء وبما يمكنّه من إكمال شطر الكلمة التي توقف عندها وبأسلوب المدّ أيضاً، ثم ليجيبه الجمهور مرة أخرى في نهاية البيت تماماً.

وهو أيضاً ما يُمكّن الخطيب من التقاط أنفاسهِ ثانية واستعداده لإنشاد البيت الثاني من طور الـمُثْكِل، وهكذا.

وأقل ما يقرأ به طور (المثكل) هذا عادةً هو ثلاثة أبيات، وإلا فيمكن أن يقرأ بضعف هذا العدد أو أكثر، خاصة مع وجود خطيب متمرس يجيد هذا الطور، الذي قد يأتي بدوره بأنحاء وأساليب متغيّرة كاجتهادات صوتية - إذا صحّ التعبير- ضمن الأسلوب العام الذي يحكم طور المثكل.

وبعض الخطباء قد يكتفون بهذا الطور حيث يُنهون قصيدتهم به، ثم يوردون ما يرونه مناسباً من أبيات الشعر الرثائي الشعبي؛ باللهجة العراقية أو اللهجة الخليجية، المعروفة بالطور البحراني أو الطور الفائزي، نسبة للملاّ ابن فايز الشاعر والخطيب المعروف.نعم قد يكتفي بعض الخطباء بطوري الدرج ثم المثكل فقط، ولكن بعض الخطباء من جهة وبما تمليه وتعتاده مجالس عريقة من جهة أخرى، تحتّم على الخطيب أن ينتقل إلى الطور الثالث، الأكثر تهييجاً للعواطف واذكاءً

٤٤

لأحزان، وتحفيزاً للجمهور الحسيني.وبهذا تأتي المرحلة الأخرى.

المرحلة الثالثة: لقد كنا ملزمين في المرحلة الأولى، ونحن في بداية القصيدة بالقراءة والإنشاد بالطور الهادئ وهو طور (الدَرْج) ثم كنا في المرحلة الثانية ملتزمين بالطور الذي يجعل الجمهور متجاوباً مع الخطيب في إنشاده وأنينه وهو طور (المـُثْكِل).

أما في المرحلة الثالثة من مراحل إنشاد قصيدة الرثاء الحسيني والتي قد يحتاجها الخطيب الحسيني لمزيد من الإذكاء العاطفي والتفاعل الجماهيري، فإن الخطيب قد يختار فيها طريقة دون أخرى، أي أنه لا يعدّ ملزماً بحسب أعراف المنبر الحسيني السائدة - بأن يقرأ المرحلة الثالثة من القصيدة بطور معيّن، بل له الخيار بأن يختار الطور الذي يراه مناسباً، وقد يغيّره من قصيدة لأخرى أو من مجلس لآخر، أو من بلد أو منطقة لأخرى.

فقد تقرأ المرحلة الثالثة بأحد هذه الأطوار:

أ- طور الحدي.والذي قد يكون من أقدم الأطوار وأعرقها لأنه يناسب الحان العرب القديمة وطرق حدائها للقوافل والإبل، ولهذا الطور جمهوره المتعلق به، وخاصة في مجالس منطقة الخليج، حيث يصل التجاوب فيه مع الخطيب إلى أقصاه.وهو طور حزين يعين كثيراً على استدرار الدمعة وإذكاء العاطفة.

ب- طور التخميس.ولعله من أكثر الأطوار -إن لم يكن أكثرها على الإطلاق- شهرةً، إذ يتناسب مع قراءة أبيات النعي بالفصحى (القريض) أثناء المصيبة وفي نهاية المجلس الحسيني.وبه تقرأ كذلك

٤٥

لأبيات المخمسة (أصلها بيت شعر تصاغ ثلاثة أشطر على وزن وقافيه الشطر الأول منه، فيكون المجموع خمسة أشطر فيسمى بالتخميس).كمثال: نأخذ أحد الأبيات الرثائية المشهورة مثل:

إنسان عيني يا حسين أخيّ يا

أملي وعقد جماني المنضودا

للشاعر الحاج هاشم الكعبيرحمه‌الله .

فيكون التخميس كالتالي:

هذي عيالك في الطفوف بواكيا

ناعٍ يجاوب بالأنين نواعيا

وإليك أشكو يا حسين بلائيا

إنسان عيني يا حسي أخيّ يا

وعقد جماني المنضودا

ومن هنا أطلق عليه طور التخميس.

وقد ينتقل الخطيب من طور المثكل إلى طور التخميس في بعض الحالات، وهذا الانتقال قد يكون مناسباً في تلك المجالس التي لم يألف روّادها التجاوب مع الخطيب بالأنين والحنين، حيث يُجهد الخطيب صوته في قراءته لطور المثكل المتقدم، مع عدم وجود استجابة جماهيرية معه يستعيد بها أنفاسه كما ذكرنا آنفاً، فيجد الخطيب أن الأفضل له -ومع عدم وجود تجاوب جماهيري بأصواتهم وحنينهم وأنينهم- ان ينتقل إلى طور التخميس الذي يثير البكاء أكثر مما يثير الأنين والتجاوب الجماهيري.

٤٦

وربما يُستفاد من هذا الطور في إنشاد بعض التخاميس غير المرتبطة بالقصيدة قافيةً، لكنها تؤدي نفس المؤدى المطروق حيث يأتي بها لإكمال القصيدة، وخاصة إذا كانت أبيات القصيدة الأساسية قليلة لا تفي بالمطلوب، فيجد الخطيب نفسه مضطراً هنا، إلى إعطاء فقرة القصيدة حقها بإنشاد تخميس أو أكثر وبما يناسب نفس مضمون القصيدة نفسها.

ح- طور القزويني، وهو من الأطوار الحزينة والمشجية، ولكنه طور قليل الإستخدام من قبل خطباء المنبر الحسيني حالياً، ولهذا فهو طور لا يحظى بشهرة في عالم المنبر الحسيني، كما انه يحتاج إلى حنجرة ذات أوتار صوتية ملائمة له، وحسن إجادة إنشاده من جهة أخرى.

فهنا قد يجد خطيب المنبر الحسيني أن من المناسب له، أو أنه قد اعتاد هذا الطور بالخصوص، فينتقل إليه في إنشاد قصيدته بعد طور المثكل.إذن فالخطيب بعد إكماله المرحلة الأولى (الدَرْج) ثم المرحلة الثانية (المثكل) سيكون مخيّراً بين أربعة خيارات:

١- أن ينهي قصيدته بطور المثكل نفسه فقط.

٢- أو ينهي قصيدته بعد المثكل بطور الحدي.

٣- أو ينهي قصيدته بعد المثكل بطور التخميس.

٤- أو ينهي قصيدته بعد المثكل بطور القزويني.

وفي ختام هذا الدرس، لا بد من التأكيد، أنه لا يمكن القفز من طور (الدَرْج) إلى أحد الأطوار المذكورة أعلاه، دون المرور بطور (المـُثْكِل)، لأن طور المثكل يعتبر جسراً ينتقل الخطيب به من طور الدرج إلى أطوار المرحلة الثالثة.

٤٧

الدرس السادس:

هيكل القراءة الحسينية

قد ذكرنا في أول موضوع فقرة القصيدة، أننا لا نشجع على إرباك الطالب بطلبنا منه أن يحفظ عدة أطوار ويجيدها، ولهذا فان طور الدرج وطور المثكل لا بدّ منهما لكل خطيب؛ وأما طور (التخميس) فيحتاج الخطيب إليه، في إنشاد القصيدة والنعي أثناء المجلس في فقرة المصيبة.فلم يبق عندنا إلا طورا (الحديّ) و (القزويني)، والأهم هنا هو الأول.

هيكل القراءة الحسينية

ومع استمرار الخطيب في مسيرته الخطابية، سيتعرف على أطوار أخرى، قد ينسجم مع بعضها دون الآخر، فنراه بعد مدة قد اختص ببعض الأطوار.ولكن لا بد من التركيز هنا، انه لا بد من إجادة المرحلة الأولى والثانية؛ أي طوري (الدرج والمثكل) على كل حال.

وقد يكتفي المجلس بإنشاد القصيدة الرثائية الفصحى فقط، خاصة اذا كانت أبياتها تفي بالمطلب وتشبع الحاجة.ولكن الأمور تختلف من بيئة حسينية لأخرى ومن عرف منبري لثانٍ.

حيث تجد بعض الاعراف المنبرية في بعض مناطق العزاء الحسيني، انه لا بد من ان يأتي الخطيب بعد قراءة القصيدة وبالأطوار المذكورة آنفاً، أن يأتي بأبيات نعي باللهجة العامية العراقية

٤٨

أو الخليجية كما مرّت الإشارة إلى ذلك.

فنجد بعض الخطباء يختار أبياتاً من النعي من النصّاريات، او يختار بيت (ابوذية) أو أكثر، وقد يكون هذا أكثر ملائمة مع القصيدة، التي كان الناس يتجاوبون فيها مع الخطيب في طور المثكل أو الحدي، فإذا جاء بعدهما ببيت (ابوذية) يقرأه بطريقة الأنين والحنين أيضاً، فسيكون منسجماً مع قراءة القصيدة الرثائية.

إلا أن واقع الخطابة الحسينية الحالي، قد برّز قصائد الطريقة البحرانية أو الفائزية، كأفضل خيار لقصائد اللهجة العاميّة الذي يتلى بعد القصيدة الفصحى، ببداهة أن الطريقة التي يتم بها إنشاد القصيدة الخليجية، التي تنتهي في كل مقطع بتجاوب من الجمهور بانين وحنين، وهنا يأتي الانسجام واضحاً والتناسق جلياً بين الأنين في القصيدة مع الأنين في النعي.

وقد لا يكتفي بعض الخطباء بقراءة القصيدة ثم النعي بالطريقة الخليجية بل يتبعهما بأبيات من الأبوذية العراقية فتكتمل الصورة.وتجد هذه الطريقة نجاحاً لافتاً في مجالس الخليج وبشكل واضح.

أما في المجالس التي تقل فيها ظاهرة تجاوب الجمهور مع القصيدة بالأنين، مثل أغلب مجالس العراق ولبنان، فالأفضل للخطيب أن يختار ما يجده منسجماً مع قدرة أوتاره الصوتية، بحيث لا تسبب له طريقة القراءة شدّاً لها أو أضراراً بها، خاصة في مواسم عاشوراء وصفر.

٤٩

نموذج لقصيدةٍ تتلى في أول المجلس الحسيني:

أرى العمر في صرف الزمان يبيدُ

ويذهب لكن ما نراه يعودُ

فكن رجلاً أن تُنضَ أثواب عيشه

رثاثاً فثوب الفخر منك جديدُ

وإياك أن تشتري الحياة بذلة

هي الموت والموت المريحُ وجودُ

وليس فقيداً من يموت بعزّةٍ

وكل فتى في الذلّ عاش فقيدُ

حيث تقرأ الأبيات أعلاه بطور (الدرج) الهادئ المسترسل، أمّا في البيت الخامس أدناه، فيبدأ الخطيب باستخدام طور (المثكل)، لأن القصيدة تنتقل من بيان هذه الوصايا والأفكار العامة، إلى نصوص واقعة كربلاء والإمام الحسينعليه‌السلام ، فيجد الخطيب أن ذاك مناسب للانتقال إلى الطور الثاني (المرحلة الثانية) أي طور المـُثْكِل، حيث يتمّ المدّ في الإنشاد بالأنين قبل الأخير من حروف الكلمة الأخيرة في البيت(وهي الياء هنا):

لذاك نضى ثوب الحياة ابن فاطمة وخاض عباب الموت وهو وحيد

ولاقى خميساً يملأ الأرض زحفه

بعزمٍ له السبع الشداد تميدُ

وليس له من ناصرٍ غير نيّف

٥٠

وسبعين ليثاً ما هناك مزيد

رى لهم عند القراع تباشراً

كأن لهم يوم الكريهة عيدُ

وما برحوا عن نصرة الدين والهدى

إلى أن تفانى جمعهم وأُبيدوا

وهنا إذا وجد الخطيب، أن القصيدة قد وفت بالمطلوب، واكتفى بها الجمهور، فأما أن ينهيها إذا كان ذلك ملائماً للأعراف المنبرية في ذلك المجلس، وإلا أضاف لها بعض أبيات التخميس إذا غلب على ظنّه إنها كانت قليلة، فله أن يقرأ بعد الأبيات السابقة التخميس أدناه:

ما بالهم لا يجيبونني أما سمعوا

ولو رأوني وحيداً ما الذي صنعوا

بل هم سكارى لكاسات الردى جرعوا

نذر علي لئن عادوا وإن رجعوا

لأزرعن طريق الطف ريحانا

وهنا نلاحظ أن التخميس، جاء منسجماً مع نهاية القصيدة وموضوعها الأساسي وهم أنصار الحسينعليه‌السلام وحرقته على فراقهم، وإن كانت بقافية تختلف عن أصل القصيدة، وهو أمر شرحناه سابقاً.

وهنا أيضاً، قد يجد الخطيب أن القصيدة صارت تامة، وقد أدتّ المفروض منها، وقد يجد ان المجلس ما يزال يحتاج إلى مزيد من الإشباع، فأما أن يأتي بتخميس آخر يملأ الحاجة، أو يزيد

٥١

عليه بأبيات من النعي وفي نفس الموضوع وهو الأنصار.كأن يقول مثلاً:

وكف ما بينهم والدمع سجاب

يكلهم هاي تاليكم يالأحباب

يصير أعتب وأنا أدري ما مش إعتاب

وعند الموت كل شي موش ميسور

أو يضيف عليها أبياتاً من النعي أو أدبيات أبوذية، وبما يراه ويقدّره مناسباً للمجلس ونوعية الجمهور وطبيعة المناسبة.

ملاحظة هامة

على الطالب أن يديم الاستماع لأشرطة تسجيل مجالس كبار الخطباء ومشاهيرهم، خاصة فيما يتعلّق بأساليب إنشاد القصيدة الرثائية، إضافة إلى استماعه لأستاذه الخاص في الدرس، واذا وجد طالب مميز فعليه الاستماع لزميله كذلك.

حتى تأنس أذنه طريقه معينة وينسجم ذوقه مع طور خاص، فيلتزمه ويعيده ويصقله حتى يأنس به ثم يبرع في إجادته أخيراً إن شاء الله.

وإكمالاً للموضوع، نذكر بعض عناوين اهم الكتب التي اعتنت بجمع قصائد الرثاء الحسيني بنوعيه القريض الفصيح، والشعبي العاميّ.فمن مصنفات القصائد الفصحى.

١- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد، للسيد محسن الأمين العاملي.

٥٢

٢- رياض المدح والرثاء للشيخ الدمستاني البحراني.

ويمكن للطالب الاكتفاء بهذين الكتابين وله أن يتوسع، إلى غيرهما، والكتاب الثاني أوسع من الأول، وتقتنى الطبعة الجديدة المفهرسة المبوبّة.

أما كتب النعي الشعبية فهي اكثر من أن تحصى وتعد.ولكن أشهرها:

١- النصاريات الكبرى - للشيخ محمد نصّار

٢- الروضة الدكسينة، للشيخ محمد حسن دكسن

٣- منهل الشرع - للسيد عبد الحسين الشرع.

وفي خصوص الشعر الرثائي الخليجي (البحراني أو الفائزي)

ديوان (الفائزيات الكبرى)، أو ديوان (فوز الفائز)، للملا ابن فائز البحراني.

الجمرات الوديّة - للملا عطية الجمري.

وهنا نكون قد انهينا فقرة القصيدة، والتي قد رسمناها بشكل خط متقطع إشارة أنه قد يستغني عنها كلياً في بعض الأقاليم أو بعض المجالس كمجالس شهر رمضان.

٥٣

الدرس السابع:

المحاضرة

سبق لنا أن توقفنا عند الفقرتين الأولى والثانية، من فقرات خطبة المنبر الحسيني؛ وهما فقرتي (المقدمة والقصيدة).وبقي علينا أن نكمل بقية الفقرات، فنبدأ درسنا هذا بالفقرة الثالثة وهي:

٣- المحاضرة

فبعد تلاوة القصيدة يأتي دور الموضوع، الذي يبدأ إما بآية قرآنية أو بحديث للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو حديث لأحد المعصومينعليهم‌السلام ، وربما يبدأ ببيت شعر كعنوان لطرح الموضوع، الذي يكون محاضرة معدّة ومهيئة، تتضمن الموضوع الذي يمكن أن يتطرق إليه الخطيب الحسيني وفقرة الموضوع هي التي ستكون مدار دراستنا وبحثنا في الدروس المقبلة إن شاء الله، وبهذه الفقرة يتمايز الخطباء وتبرز قدراتهم واستعداداتهم الثقافية العلمية، وإلا فالقصيدة واحدة ومصادرها موجودة، والمقدمة كذلك، ولا يبقى مجال للتمايز إلا فقرة الموضوع هذه وفقرة المصيبة في آخر المجالس وإن كان على مستوى آخر.

إن الأساس في قوة الخطيب كطرح هو هذا الموضوع وهذه المحاضرة التي يطرحها، قوة الموضوع الذي يتناوله وأهميته في الساحة.هل أن الناس تحتاج إليه؟ هل أن الأمة تشعر بأنها تسترفد

٥٤

من هذا الموضوع، بحيث ينعكس على أخلاقها، وينعكس على واقعها، وينعكس على سلوكها أم لا.

إن على كل خطيب أن يبذل أقصى جهوده حتى تكون له ثقافة جيدة من جانب وله قابلية لإذكاء عاطفة كربلاء من جانب آخر، عنده دراية ولديه قدرة في صياغة المحاضرة كما له قابلية في إستدرار الدمعة وتأجيج العاطفة.

صحيح، أن الشيء كلما ازدادت شروطه عزّ وجوده، كما يقول المناطقة، لكن بهذا يتميز الخطيب ويبرّز ويفضّل.

وكما سبق أن بينّا؛ فإن القصيدة موجودة ومتوفرة عند الخطباء وقرّاء العزاء، في دواوين وكتب معروفةٍ متداولة، ويمكن لكل واحد أن يقرأها، ولكن لا يمكن للخطيب الحسيني أن يكرر الموضوع بحذافيره، أو ينقله من الآخرين، نعم يمكن أن يستفيد من طرح بقية الخطباء.

والله إن قطعتموا يميني إني أحامي أبداً عن ديني

ونؤكد دائماً إنما يتمايز الخطباء فيما بينهم بالمحاضرة، وبما يكون مجالاً للإبداع والعطاء، وفي بعض المجالس المهمة قد يستغني عن القصيدة بعد المقدمة، وتعظم أهمية الموضوع إذا عالج مسألة من الواقع، أو عقد مقارنةً بين الحاضر ومصيبة أهل البيتعليهم‌السلام .فإذا طرح الخطيب موضوع الدين مثلاً، وأهميته في المجتمع ودوره في التربية وخير الإنسان، ويتم التركيز على الدين بأنه أساسي وضروري للإنسان فرداً ومجتمعاً، ويورد أدلة وشواهد وإحصاءات، ثم يقول بعد ذلك وأنه قد ضحى من أجل الدين الأنبياء والأئمة.الدين الذي هو أساس العزة

٥٥

والكرامة، ولهذا نجد أن العباس يوم عاشوراء، لما قطعت يمينه قال:

وهكذا يتم مجلسه ومحاضرته.

وإن خطيب المنبر الحسيني يحتاج إلى مدة ليست بالقليلة، يتعلم فيها ويتدرب، على كيفية إعداد المحاضرة النافعة لمنبره، كما عليه المزيد من الاستفادة من تجارب شيوخ الخطباء، والمزيد المزيد من التجربة والقراءة المستمرة.وأن لا يتلكأ عن الاستجابة لأي مجلس حتى تتكون عنده تراكمات إيجابية، تسهم في بروزه كمحاضر، وبنفس الوقت ليعرّج على كربلاء ويذكّر الناس بأيام الحسينعليه‌السلام .

إذاً ما هي العناصر التي إذا توافرت في الموضوع، فإن هذا الموضوع يكون جذّاباً ونافعاً؟

وكيف يمكن أن يكتب الخطيب محاضرة من محاضرات المنبر الحسيني؟

وما هي الشروط التي يجب أن يهيأها الخطيب حتى تكون محاضرته وموضوعه جيداً؟

وكيف يمكن أن يكون الخطيب الحسيني خطيباً متكاملاً؟ هذا ما يجب الحديث عنه.

لقد ذكرنا؛ كيف وصل المنبر الحسيني في هذه الأيام أو في هذه المرحلة، إلى منبر تربوي تثقيفي، أثقل كاهل الذين يريدون أن يخوضوا غماره، حيث يجب أن تتواجد فيهم عدّة مواصفات، ينبغي

٥٦

لهم أن يُجهدوا أنفسهم في توافرها، وكلما استطاع هذا الخطيب أن يتعب نفسه في تهيئة الشروط، التي ينبغي أن تتوافر، فإن نصيبه من النجاح يكون أوفر أو أكثر.

ولمزيد من التوضيح من جهة، ولكي تكون محاضرتنا علمية ونافعة من جهة أخرى، فإنه يمكن لنا أن نقول:

إن المحاضرة يمكن أن تُقسّم إلى عدة خطوات:

أ- فقبل الدخول في صلب الموضوع هناك عنوان للمحاضرة.

ب- يأتي بعد ذلك التمهيد.

ج- صلب البحث.

د- ثم الإعداد لفقرة التخلص بالانتقال إلى المصيبة.

فحينما يبدأ الخطيب بالموضوع، يبدأ بعنوان من آية قرآنية أو حديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو عن أحد أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، أو قد يكون بيت شعر مع شرحه أو حكمة معينة، فلا بد أن يبدأ الموضوع بعنوان للمحاضرة.فإذا أراد طرح محاضرة حول موضوع الصبر فعليه أن يبدأ بآية تتحدث عن الصبر، وإذا كانت المحاضرة عن موضوع أخلاقي فتختار آية أو حديث أو حكمة تتحدث عن الأخلاق، وهكذا ففي المثال الأول وحينما تطرح الآية القرآنية مثل قوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ . أو﴿ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ حيث يفهم المستمع أن المحاضرة ستدور حول الصبر.

إن من الأسس المهمة لنجاح كل عمل، أن يبني هذا العمل وفق خطّة علمية صحيحة.وكلما كان هذا العمل مستوعباً شرائط هذه الخطّة

٥٧

فإنه يكون أكثر حظّاً في النجاح والتوفيق.ولهذا نجد أن من فوائد الدراسة الأكاديمية وخاصة الدراسات العليا، أنها تجعل ذهنية الطالب والباحث، تسير وفق أسلوب علمي، وخطوات مدروسة تعتبر كل خطوة تمهيداً للخطوة التالية.وقد ألّفت كتب خاصة مهمتها كيفية كتابة بحث علمي من رسالة أو أطروحة.

وخطيب المنبر الحسيني، له في مجلس من مجالسه بحث مطروح، فهو -في الواقع- باحث علمي، يختار عنوان بحثه، ثم يشمّر عن ساعد الجهد والبحث حتى يعطي كل عناصر القوة والعلم لموضوع بحثه، الذي يتناول حقولاً شتى.

فإذا كان طالب الدراسات العليا في الجامعات، يحتاج إلى أسلوب البحث العلمي عندما يقدم رسالته (الماجستير) أو أطروحته (الدكتوراه) فقط فإن خطيب المنبر الحسيني يحتاج هذا الأسلوب في كل مجلس من مجالسه، وحسب الإمكانيات والظروف المتوافرة.مع الأخذ بالاعتبار مميزات وخصائص البحث الذي يتناوله خطيب المنبر الحسيني.

إن النقاط الأربع المذكورة أعلاه، يمكن أن تشكّل النقاط الأساسية التي تمثّل الطريق الأفضل، لإعداد محاضرة نافعة ومفيدة لروّاد المجالس الحسينية المباركة، وبما تعين الخطيب على تلمّس الخطوات الأكثر علمية في عمله الرسالي المبارك.

وأفضل عنوان يختار في محاضرة المنبر الحسيني هو آية من القرآن الكريم، وهو ما تميزت به مجالس الشيخ أحمد الوائلي.وهو ما سنواصله في درسنا القادم، إن شاء الله.

٥٨

الدرس الثامن:

تطور محاضرة المنبر الحسيني

جرى الكلام في الدرس السابق عن محاضرة المنبر الحسيني، وأهميتها في تميّز الخطباء، ثم ذكرنا الخطوات التي نجدها الطريقة الأفضل لإعداد هذه المحاضرة.وبدأنا بعنوان المحاضرة وقلنا أن الأفضل أن تكون آية قرآنية كريمة.وكانت مجالس الشيخ أحمد الوائلي بهذه الميزة قد فرضت جوّاً يؤيدها في أعراف المنبر.

والواقع أن الشيخ أحمد الوائلي أحدث نقلة في موضوعات المنبر الحسيني حينما بدأ بآية قرآنية، وكان قد مرّ بنا في دروس سابقة أن الشيخ كاظم سبتي هو أول من بدأ محاضراته بقطعة من نهج البلاغة، ولم يكن هذا الشيء مألوفاً سابقاً، إذ كان خطيب المنبر الحسيني يقرأ القصيدة ويأتي بخبر تأريخي أو بقصة بسيطة، أو بموعظة ثم يُعرِّج على كربلاء، وكان الشيخ كاظم سبتي يحفظ نهج البلاغة عن ظهر قلب، فدائماً يبدأ بقطع من نهج البلاغة ويشرحها وهذه الخطب هي مادة غنية يستطيع الإنسان أن يتحدث عن .الكثير من المفاهيم والأفكار.(راجع كتاب ماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر محبوبة وهو يترجم للشيخ كاظم سبتي).كما كان لشيوغ المنبر البارزين إبداعاتهم في هذا المجال، وللأمانة التاريخية، فإن

٥٩

الشيخ الوائلي لم يكن هو أول خطيب يفتتح محاضرات بآية من القرآن الكريم، فقد سمعت العلامة المرحوم السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب (ت: ١٤١٤-١٩٩٤) يقول: كان الشيخ محمد علي اليعقوبي تارة يبدأ مجالسه بآية وتارة بحديث وأخرى بقطعة من نهج البلاغة.أما الشيخ الوائلي فقد ألتزم الآية القرآنية عنواناً لمجالسه بصورة مستمرة حتى صارت سمةً له.

يقول الشيخ الوائلي: في كتابه (تجاربي مع المنبر الحسيني) أنه قد قال له أحد أصحاب المكتبات: أن عنده أجزاءً من التفسير الكبير للفخر الرازي لكنه ليس كاملاً، ولما قرأ الشيخ الوائلي الكتاب، وجد فيه أبعاداً غريبة ورائعة في تفسير كل آية؛ حيث تفسر إلى عدة آراء وأبعاد، مما جعل الكتاب يجذبه بشدة، يقول الشيخ: لم أترك هذا الكتاب إلا عندما أنهيته، ومنذ ذلك الوقت تغير أسلوب الشيخ الوائلي كثيراً، وصار عنده توجه آخر حيث أخذ يعتمد على هذا التفسير وبشكل بارز.

إن مما يميز محاضرة وموضوع المنبر الحسيني أن على الخطيب أن يأتي بشواهد من الأدب أو التاريخ أو العلم أو الحديث على القول الأول، وشواهد أخرى على القول الثاني وشواهد ثالثة على القول الثالث، وهكذا وذلك حينما يذكر الآراء المختلفة في تفسير آية ما.حتى يكتمل المجلس ويشبع الموضوع.مثلاً، عندما يتحدّث الخطيب عن العلم، فإن عليه أن يأتي بأحاديث حول العلم وبقصص وشعر حول العلم، وقد يأتي بها من عدّة مصادر، لكي لا يكون هناك ملل أو سأم

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ ».

فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَبَّلَ(٢) رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ(٣) بِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ(٤) مِنْ بَعْدِهِمْ.(٥)

٢٤٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَن الْقَاسِمِ بْنِ مَحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ لِشَيْ‌ءٍ لَمْ يَكُنْ(٦) : مَتى كَانَ ؛ إِنَّ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالى - كَانَ وَلَمْ يَزَلْ حَيّاً(٧) بِلَا كَيْفٍ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ « كَانَ »(٨) ، وَلَا كَانَ لِكَوْنِهِ كَوْنُ(٩) كَيْفٍ ، وَلَا كَانَ لَهُ‌

__________________

= سؤال عن حالة تعرض الشي‌ء بسبب نسبته إلى مكانه وكونه فيه ، فكأنّ « متى » وقع سهواً من الناسخ ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٨.

(١) في « ض » : + « الرضا ».

(٢) في « بح » : « وقبّل ».

(٣) في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « أقام ». وفي حاشية « بف » : « أتى ».

(٤) في شرح المازندراني : « الخَلَف : ما جاء بعد آخر ، وإذا اُطلق يراد به خلف الصدق سيّما إذا كان ذلك الآخر معروفاً به ». ويقرأ بتسكين اللام أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٥ ( خلف ).

(٥)التوحيد ، ص ١٢٥ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٦ ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢٧٣ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٤ ، ح ٣١.

(٦) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « فكان ».

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كان لم يزل حيّاً » بدل « كان ولم يزل حيّاً ».

(٨) عند المازندراني « كان » مفصولة عن « لم يكن » وابتداء كلام ، والواو في « ولم يكن » للعطف التفسيري أو للحال أي ولم يكن الكيف ثابتاً له. و « كان » الثانية ناقصة حال عن اسم « كان » الاُولى. وعند المجلسي « كان » اسم « لم يكن » ؛ لأنّ « كان » للزمان والمراد هنا نفي الزمان. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥١ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٩.

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : - « كون ». وقال المجلسي : « وليس في التوحيد لفظ « كون » في البين ، وهو الظاهر ».

٢٢١

أَيْنٌ ، وَلَا كَانَ فِي شَيْ‌ءٍ ، وَلَا كَانَ عَلى شَيْ‌ءٍ ، وَلَا ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ(١) مَكَاناً ، وَلَا قَوِيَ بَعْدَ مَا كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ(٢) ، وَلَا كَانَ ضَعِيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً ، وَلَا كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئاً ، وَلَا يُشْبِهُ شَيْئاً مَذْكُوراً(٣) ، وَلَا كَانَ خِلْواً مِنْ(٤) الْمُلْكِ(٥) قَبْلَ إِنْشَائِهِ ، وَلَا يَكُونُ مِنْهُ خِلْواً بَعْدَ ذَهَابِهِ ، لَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ ، وَمَلِكاً قَادِراً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً ، وَمَلِكاً جَبَّاراً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ ؛ فَلَيْسَ لِكَوْنِهِ كَيْفٌ ، وَلَا لَهُ أَيْنٌ ، وَلَا لَهُ حَدٌّ ، وَلَا يُعْرَفُ بِشَيْ‌ءٍ يُشْبِهُهُ ، وَلَا يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَلَا يَصْعَقُ(٦) لِشَيْ‌ءٍ ، بَلْ لِخَوْفِهِ(٧) تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا(٨) ، كَانَ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ حَادِثَةٍ(٩) ، وَلَا كَوْنٍ مَوْصُوفٍ ، وَلَا كَيْفٍ(١٠) مَحْدُودٍ ، وَلَا أَيْنٍ مَوْقُوفٍ عَلَيْهِ(١١) ، وَلَا مَكَانٍ جَاوَرَ شَيْئاً ، بَلْ حَيٌّ يُعْرَفُ(١٢) ، وَمَلِكٌ لَمْ يَزَلْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْمُلْكُ(١٣) ، أَنْشَأَ مَا شَاءَ حِينَ(١٤)

__________________

(١) المكان الأوّل إمّا مصدر ، والمراد : أنّه ما أوجد لكونه مكانا ، أو لم يجعل لمرتبة جلاله مكاناً يحصره ، وحدّاً يحدّه ؛ وإمّا بمعنى المنزلة ؛ وإمّا بمعناه المعروف ، والمراد : ليس له مكان عرفي ليكون مكاناً له ؛ إذ يكون الكلام لدفع توهّم أنّ له مكاناً بأنّه ليس لمكانه المزعوم وهو مخلوق مكان ، فالخالق أولى بعدمه. وفي التوحيد ، ص ١٧٣ : « لكونه » بدل « لمكانه ». اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢١٠ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١٠. (٢) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « شيئاً ».

(٣) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « مكوّناً ».

(٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « القدرة على ».

(٥) عند صدر المتألّهين والمجلسي « الـمُلك » بالضمّ ، بمعنى السلطنة. وعند المازندراني - على ما يظهر - « المِلْك » بالكسر.

(٦) في حاشية « ج ، بح » : « يضعف ». و « لا يصعق لشي‌ءٍ » : أي لايموت ، أو لا يُغشى عليه للخوف من شي‌ء ؛ من « الصَعْق » وهو ما يُغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه ، وربّما مات منه ، ثمّ استعمل في الموت كثيراً. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٢ ( صعق ).

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « ولا يخوّفه شي‌ء » بدل « بل لخوفه ».

(٨) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « من خيفته ».

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « عارية ».

(١٠) في حاشية « بر » : « كونٍ » ‌

(١١) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « لا أثر مقفوّ » بدل « لا أين موقوف عليه ».

(١٢) « يعرف » إمّا مجهول ، أي معروف عند اُولي الألباب. وإمّا معلوم ، أي يعرف الأشياء بذاته قبل الإيجاد وبعده. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١١.

(١٣) في « بح » : « له الملك والقدرة ».

(١٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كيف ».

٢٢٢

شَاءَ بِمَشِيئَتِهِ ، لَايُحَدُّ(١) ، وَلَا يُبَعَّضُ ، وَلَا يَفْنى ، كَانَ أَوَّلاً بِلَا كَيْفٍ ، وَيَكُونُ آخِراً بِلَا أَيْنٍ ، وَ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ ) (٢) ،( لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٣) .

وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ ، إِنَّ رَبِّي لَاتَغْشَاهُ الْأَوْهَامُ(٤) ، وَلَا تَنْزِلُ بِهِ الشُّبُهَاتُ ، وَلَا يَحَارُ(٥) مِنْ شَيْي‌ءٍ(٦) ، وَلَا يُجَاوِزُهُ(٧) شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يَنْزِلُ(٨) بِهِ الْأَحْدَاثُ ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يَنْدَمُ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) ، وَ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (١٠) ،( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) (١١) (١٢) .

__________________

(١) في « ف » ومرآة العقول : « ولا يحدّ ».

(٢) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٣) الأعراف (٧) : ٥٤.

(٤) « لاتغشاه الأوهام » أي لاتجيئه ولا تلابسه ولا تحيط به. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشو ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي والتوحيد : « لايجار ». وفي « ف ، بف » : « لايجاز ». وقوله : « لايحار » إمّا بالحاء ، معلوم ؛ من حار الرجل ، بمعنى تحيّر في أمره. وإمّا بالجيم ، مجهول ؛ من أجاره ، بمعنى الإنقاذ من الظلم أو العذاب ، أو من المجاورة لشي‌ء. اُنظر شروح الكافي.

(٦) هكذا في « ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « من شي‌ء ».

(٧) في « بح ، بس » : « لايحاوره ». وفي الوافي : « لايجاوره ». واختار ميرزا رفيعا متن الحديث هكذا : « ولا يحار من شي‌ء ولايحاوره شي‌ء » بالحاء والراء ، وقال بعد ذلك : « في كثير من النسخ بالحاء والراء المهملتين في الأوّل والثاني. الظاهر أنّ الأوّل مضارع معلوم من الحيرة ، والثاني من المحاورة المأخوذة من « الحور » بالمهملتين بمعنى النقص ، ويكون المفاعلة للتعدية. والمعنى : لايتحيّر من شي‌ء ، ولاينقصه شي‌ء ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالراء المهملة من المجاورة. وربّما يقرأ بالمهملتين من الحور بمعنى النقص ، والمفاعلة للتعدية ، أي لاينقصه شي‌ء. ولا يخفى مافيه ».

(٨) في « ب ، ج » : « تنزّل ». وفي « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد ، ص ١٧٣ : « تنزل ».

(٩) في التوحيد : « لايسأل عن شي‌ء يفعله ، ولا يقع على شي‌ء » بدل « لايسأل عن شي‌ء ولا يندم على شي‌ء ».

(١٠) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(١١) طه (٢٠) : ٦. و « الثرى » : التراب النَدِيّ ، أي المبتلّ. والمراد به الأرض. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩١ (ثرى).

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٢٠ بسند آخر ، =

٢٢٣

٢٤١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلى(١) رَأْسِ الْجَالُوتِ(٢) ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ - يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام - فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ ؛ نَسْأَلْهُ(٣) ، فَأَتَوْهُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هُوَ فِي الْقَصْرِ ، فَانْتَظَرُوهُ حَتّى خَرَجَ(٤) ، فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ : جِئْنَاكَ(٥) نَسْأَلُكَ ، فَقَالَ(٦) : « سَلْ يَا يَهُودِيُّ ، عَمَّا بَدَا لَكَ » فَقَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ(٧) : مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « كَانَ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(٨) ، كَانَ(٩) بِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَمْ يَزَلْ بِلَا كَمٍّ وَبِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَيْسَ لَهُ قَبْلٌ ، هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَلَا غَايَةٍ(١٠) وَلَا مُنْتَهىً(١١) ، انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَايَةُ وَهُوَ غَايَةُ كُلِّ‌ غَايَةٍ(١٢) ».

__________________

= مع اختلاف وزيادة ؛التوحيد ، ص ١٤١ ، ح ٦ ، بسند آخر إلى قوله :( تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعلَمِينَ ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥١ ، ح ٢٧٤ ؛البحار ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٧ ؛ وج ٥٤ ، ص ١٥٨ ، ح ٩١.

(١) في « ج » والبحار : « على ».

(٢) فيشرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٦٧ : « قيل : الرأس : سيّد القوم ، ومقدّمهم ، وجالوت : اسم أعجميّ ، والمراد به مقدّم بني الجالوت في العلم ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : مقدّم بني الجالوت ، كأنّ الشارح زعم أنّ جالوت اسم رجل ، وأنّ جماعة من بني إسرائيل من أولاده ورأس الجالوت رئيسهم. والصحيح ما في مفاتيح العلوم أنّ الجالوت هم الجالية ؛ أعني الّذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ويكون رأس الجالوت من ولد داودعليه‌السلام ». (٣) في حاشية « بح » : « فسألوه ».

(٤) فيشرح المازندراني : « في بعض النسخ : حتّى يخرج ».

(٥) في المحاسن : « جئنا ».

(٦) في « بح » والمحاسن والوافي والبحار : « قال ».

(٧) في المحاسن : « ربّنا ».

(٨) في حاشية « ج » والمحاسن والوافي والبحار : « بلاكينونة ». و « الكينونة » : مصدر كان ، وأصله عند الخليل : كَيْوَنونة ، فقلبت الياء واواً ، ثمّ ادغمت فصارت : كَيَّنُونة ، ثمّ خفّفت فصارت : كَينونة ، كما قالوا في هَيِّن : هين. وعند غيره : كَوْنونة ، ولكنّ هذا الوزن لـمّا قلّ في مصادر الواوي ألحقوها بالذي هو أكثر في مصادر اليائي ، وهو فيعولة ، فصارت : كينونة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٦٣ ( كون ).

(٩) في « ف » : « وكان ».

(١٠) في « ف » : + « له ».

(١١) في شرح صدر المتألّهين : « ولا منقطع ».

(١٢) في المحاسن : « هو القبل ، هو بلا قبل ولاغاية ولامنتهى غاية ، ولاغاية إليها انقطعت عنه الغايات ، فهو غاية فكلّ غاية » بدل « هو قبل القبل بلا قبل - إلى - كلّ غاية ».

٢٢٤

فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ : امْضُوا بِنَا ؛ فَهُوَ(١) أَعْلَمُ مِمَّا يُقَالُ فِيهِ.(٢)

٢٤٢/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ حِبْرٌ(٤) مِنَ الْأَحْبَارِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

فَقَالَ لَهُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ(٥) ، وَ(٦) مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى يُقَالَ : مَتى كَانَ؟ كَانَ رَبِّي قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا غَايَةَ(٧) وَلَا مُنْتَهى لِغَايَتِهِ ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٨) ، فَهُوَ مُنْتَهى كُلِّ غَايَةٍ.

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفَنَبِيٌّ(٩) أَنْتَ؟

فَقَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١٠) .

__________________

(١) في « ب ، بح » وحاشية « ف ، بر » : « فهذا ».

(٢)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٨ : « عن أبيه ، عمّن ذكره قال ». وفيالتوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ، ح ٢٧٥ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ١٨٢ ، ح ٦٣.

(٣) روى أحمد بن محمّد بن خالد - بعناوينه المختلفة - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر كثيراً ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ؛ ص ٤١٣ ، وص ٦٣٢ - ٦٣٣.

(٤) الحِبْر والحَبْر : واحد أحبار اليهود ، وبالكسر أفصح ؛ لأنّه يجمع على أفعال دون الفعول. ويقال ذلك للعالم.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ( حبر ).

(٥) « ثكلتك أُمّك » أي فقدتك أو ماتت منك ، من الثَكْل ، والثَكَل بمعنى الموت وفقدان الحبيب والزوج والولد. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٨٨ ( ثكل ). (٦) في الوافي : - « و ».

(٧) في « ف » : + « له ».

(٨) في التوحيد والأمالي : « عنه ».

(٩) في « بح ، بف » والتوحيد والوافي : « فنبيّ » بدل « أفنبيّ ».

(١٠)التوحيد ، ص ١٧٤ ، ح ٣ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٧١ ، المجلس ٩٦ ، ح ١ ، بسنده فيهما عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ، ح ٢٧٦ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤ ، إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».

٢٢٥

* وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَعليه‌السلام : أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَأَرْضاً؟ فَقَالَعليه‌السلام : « أَيْنَ سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ ، وَكَانَ اللهُ وَلَا مَكَانَ(١) »(٢) .

٢٤٣/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لِلْيَهُودِ : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام مِنْ أَجْدَلِ(٣) النَّاسِ وَأَعْلَمِهِمْ ، اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ لَعَلِّي أَسْأَلُهُ(٤) عَنْ مَسْأَلَةٍ ، وَ(٥) أُخَطِّئُهُ(٦) فِيهَا ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ(٧) : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ لَهُ(٨) : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى(٩) كَانَ » لِمَنْ لَمْ يَكُنْ ؛ فَكَانَ « مَتى كَانَ » ، هُوَ(١٠) كَائِنٌ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(١١) كَائِنٍ ، كَانَ بِلَا كَيْفٍ‌

__________________

(١) في « ف » : + « له ».

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٧.

(٣) في حاشية « ج ، بح ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « أجلّ ». وفي شرح المازندراني : « أجدل الناس ، أي أقواهم‌في المجادلة والخصام ، وأشدّهم في المناظرة والكلام ، وأفصحهم بياناً وأطلقهم لساناً ».

(٤) في « بس » : « أن أسأله ».

(٥) في « بس ، بف » والوافي : « أو ». ثمّ قال في الوافي : « كلمة « أو » في قوله : أو اُخطّئه بمعنى إلى أن ».

(٦) « اُخطّئه » أي أنسبه إلى الخطأ. تقول : خطّأته ، إذا قلت له : أخطأت. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٧ ( خطأ ).

(٧) في « بح » : « فقال ».

(٨) في « بر » والتوحيد : - « له ».

(٩) عند صدر المتألّهين « متى » الاُولى استفهاميّة على الحكاية ، والثانية خبريّة. وعند المازندراني : « متى كان » بدل من مثلها ، أو تأكيد له ؛ أو إعادة للسؤال بعينه للمبالغة في إنكاره. وقيل : الثانية شرط وقعت حالاً. اُنظر : شرحصدر المتألّهين ، ص ٢٤٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٤.

توضيح العبارة - والله العالم - أنّ هنا ادّعاءً ودليلاً. والمدّعى هو أنّ مورد استعمال السؤال بـ « متى كان » هو موجود لم يكن ثمّ كان ، والدليل أنّ مفهوم « متى كان » يتحقّق في هذا الفرض فقط ، فقوله : « كان » تامّةٌ و « متى كان » فاعله والفاء تعليليّة. ويحتمل أن يكون « متى كان » الثاني قيداً وشرطاً لقوله : « يقال » ، والمعنى أنّ « متى كان » يقال في مورد الموجود غير الدائم إذا تحقّق وإذا كان موجوداً ، فالفاء في « فكان » للعطف المحض.

(١٠) في « بر » : « فهو ».

(١١) في « ج » والتوحيد : « بلاكينونة ». وتذكير الصفة باعتبار كون « كينونيّة » مصدراً جعليّاً. وفي « ب » : « كينونيّةِ كائن » بالإضافة ، أي بلا كينونيّة تكون ثابتة لكائن.

٢٢٦

يَكُونُ(١) ، بَلى يَا يَهُودِيُّ ، ثُمَّ بَلى يَا يَهُودِيُّ(٢) ، كَيْفَ يَكُونُ(٣) لَهُ قَبْلٌ؟! هُوَ(٤) قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا غَايَةٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٥) ، وَلَا غَايَةَ إِلَيْهَا(٦) ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٧) ، هُوَ(٨) غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ(٩) أَنَّ دِينَكَ الْحَقُّ(١٠) ، وَأَنَّ مَا خَالَفَهُ(١١) بَاطِلٌ »(١٢) .

٢٤٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَكَانَ(١٣) اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، كَانَ وَلَا شَيْ‌ءَ ». قُلْتُ : فَأَيْنَ كَانَ(١٤) يَكُونُ؟ قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوى جَالِساً ، وَقَالَ : « أَحَلْتَ(١٥) يَا زُرَارَةُ ، وَسَأَلْتَ عَنِ الْمَكَانِ ؛ إِذْ لَامَكَانَ »(١٦) .

٢٤٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ(١٧) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ(١٨) :

__________________

(١) قرأ المازندراني « يكون » مفصولاً عن « بلاكيف » حيث قال : « لـمّا كان هنا مظنّة أن يقول اليهودي : كيف يكون‌الشي‌ء بلا كون حادث وبلا كيف ، أجاب عنهعليه‌السلام على سبيل الاستيناف بقوله : « يكون » أي يكون جلّ شأنه بلا كون حادث وبلا كيف ». وهو الظاهر من صدر المتألّهين. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٤٣. (٢) في « ب ، بح » وحاشية « بس » : + « ثمّ بلى يا يهودي ».

(٣) في « بح » : « كان ».

(٤) في التوحيد : « وهو ».

(٥) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٦) في التوحيد : + « غاية ».

(٧) في التوحيد : « عنه ».

(٨) في « ب » : « وهو ». وفي التوحيد : « فهو ». وقال الفيض فيالوافي : « وفي توحيد الصدوق : ولاغاية إليها غاية ، انقطعت الغايات عنده ، فهو غاية كلّ غاية. ولعلّه أجود ».

(٩) في « ف » : + « أن لا إله إلّا الله و ».

(١٠) في حاشية « بف » والوافي : « هو الحقّ ».

(١١) في « بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « من خالفه » بدل « ما خالفه ».

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٥ ، ح ٦ ، بسنده عن سهل بن زياد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٨.

(١٣) في البحار : « كان » بدل « أكان ».

(١٤) « كان » كلمة ربط عند الفيض ، وزائدة عند المجلسي.

(١٥) « أحَلْتَ » : أتيت بالمحال وتكلّمت به. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٠ ( حول ).

(١٦)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٧٩ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٥.

(١٧) في حاشية « بح » : + « عن صابر ».

(١٨) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » : « أبي إبراهيم الموصلي ». هذا ، وقد تقدّمت رواية أحمد بن محمّد بن =

٢٢٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى حِبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ(١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ(٢) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

قَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » لِمَا لَمْ يَكُنْ ، فَأَمَّا مَا كَانَ ، فَلَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » ، كَانَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٣) لِتَنْتَهِيَ(٤) غَايَتُهُ.

فَقَالَ لَهُ : أَنَبِيٌّ أَنْتَ؟

فَقَالَ : لِأُمِّكَ الْهَبَلُ(٥) ، إِنَّمَا(٦) أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٧) .

٧ - بَابُ النِّسْبَةِ‌

٢٤٦/ ١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالُوا : انْسِبْ(٨) لَنَا رَبَّكَ ، فَلَبِثَ ثَلَاثاً لَايُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ نَزَلَتْ :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِلى آخِرِهَا »(٩) .

__________________

= أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي في ح ٢٤٢ ، وتأتي في الكافي ، ح ٢٦٦ أيضاً.

(١) في « بر » والوافي : + « إلى ».

(٢) في « ج » : + « له ».

(٣) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٤) في « ب » : « لمنتهى ». وفي « بر » : « لينتهي ».

(٥) « الهَبَل » : مصدر هَبِلَتْه اُمّه ، أي ثَكَلَتْه. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في معنى المدح والإعجاب. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٨٦ ( هبل ). (٦) في « بح » : - « إنّما ».

(٧)التوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٨٠ ؛البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤.

(٨) « انسب لنا » أي اُذكر نسبه وقرابته ، فالجواب بنفي النسب والقرابة ؛ أو نسبته إلى خلقه ، فالجواب بيان كيفيّة النسبة.

(٩)التوحيد ، ص ٩٣ ، ح ٨ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في آخره.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف. راجع :تفسير فرات ، ص ٦١٧ ، ح ٧٧٣.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢٨٣.

٢٢٨

* وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.

٢٤٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٢) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٣) فَقَالَ(٤) : « نِسْبَةُ اللهِ إِلى خَلْقِهِ أَحَداً(٥) ، صَمَداً ، أَزَلِيّاً ، صَمَدِيّاً ، لَاظِلَّ لَهُ يُمْسِكُهُ ، وَهُوَ يُمْسِكُ الْأَشْيَاءَ بِأَظِلَّتِهَا ، عَارِفٌ بِالْمَجْهُولِ ، مَعْرُوفٌ عِنْدَ كُلِّ جَاهِلٍ ، فَرْدَانِيّاً(٦) ، لَاخَلْقُهُ فِيهِ ، وَلَا هُوَ فِي خَلْقِهِ ، غَيْرُ مَحْسُوسٍ وَلَا مَجْسُوسٍ(٧) ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، عَلَا فَقَرُبَ ، وَدَنَا فَبَعُدَ ، وَعُصِيَ فَغَفَرَ ، وَأُطِيعَ فَشَكَرَ ، لَاتَحْوِيهِ(٨) أَرْضُهُ ، وَلَا تُقِلُّهُ(٩)

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « وعن محمّد بن يحيى ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٠٧ : « ومحمّد بن يحيى » ونقل عن بعض النسخ : « وعن محمّد بن يحيى » ثمّ قال : « وهذا ابتداء حديث ، والأولى ترك الواو ».

(٢) في « بر » وحاشية « بف » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦.

(٣) في « بس » : - « أحد ».

(٤) في « بح » : « قال هو ».

(٥) « أحداً » حال عن « الله » والعامل فيه معني النسبة ، أو منصوب بفعل مقدّر ، أو على المدح ، أو خبر فعل ناقص‌محذوف ، تقديره : من كونه أحداً ، أو كان أحداً.

(٦) قوله : « فردانيّاً » : الألف والنون زائدتان للنسبة ، وهي للمبالغة بحسب الذات والصفات بحيث لايشابهه ولايشاركه فيه أحد.

(٧) الجَسّ : اللمس باليد. وقال العلاّمة المازندراني : « غير محسوس » بالحواسّ الظاهرة والباطنة ، وقد علمت‌أنّه منزّه عن إدراكها غير مرّة ، « ولا مجسوس » أي غير ملموس باليد ؛ لاستحالة الجسميّة وتوابعها من الكيفيّات الملموسة عليه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ص ٣١٩ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جسس ).

(٨) « لاتحويه » : أي لاتجمعه ولا تضمّه ، من الحواء. وهو اسم المكان الذي يحوي الشي‌ء. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ( حوا ).

(٩) « لاتقلّه » : أي لاتحمله ولا ترفعه. يقال : قلّه وأقلّه ، إذا حمله ورفعه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٦٥ - ٥٦٦ ( قلل ).

٢٢٩

سَمَاوَاتُهُ(١) ، حَامِلُ الْأَشْيَاءِ بِقُدْرَتِهِ ، دَيْمُومِيٌّ(٢) ، أَزَلِيٌّ ، لَايَنْسى وَلَا يَلْهُو ، وَلَا يَغْلَطُ وَلَا يَلْعَبُ ، وَلَا لِإِرَادَتِهِ فَصْلٌ ، وَفَصْلُهُ(٣) جَزَاءٌ ، وَأَمْرُهُ وَاقِعٌ( لَمْ يَلِدْ ) فَيُورَثَ(٤) ( وَلَمْ يُولَدْ ) فَيُشَارَكَ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (٥) (٦) .

٢٤٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ(٧) :

قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَالْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلى قَوْلِهِ :( وَهُوَ ) (٨) ( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٩) فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ(١٠) ، فَقَدْ هَلَكَ »(١١) .

٢٤٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي(١٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « كُلُّ مَنْ قَرَأَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَآمَنَ بِهَا ، فَقَدْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ ». قُلْتُ : كَيْفَ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ : « كَمَا يَقْرَؤُهَا(١٣) النَّاسُ ، وَزَادَ فِيهِ(١٤) : كَذلِكَ اللهُ‌

__________________

(١) في « ف » : « سماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « سماؤه ».

(٢) « الديموميّ » : نسبة إلى الدَيمومة ، وهي مصدر. يقال : دام الشي‌ء يدوم ويدام دَوماً ودواماً ودَيْمومة. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ( دوم ). (٣) في « بح ، بر » : « فضله ».

(٤) « فيورث » : إمّا معلوم ، أي لم ينفصل عنه شي‌ءٌ داخل فيه ، فينتقل إذاً منه شي‌ء إليه. وإمّا مجهول ، أي فيورثه الولد ، يعني لم يلد فيكون مورّثاً أو موروثاً. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٠.

(٥) الإخلاص (١٢) : ٣ - ٤.

(٦)التوحيد ، ص ٥٧ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٨٤.

(٧) في التوحيد : « رفعه ».

(٨) في « ب ، ف ، بح ، بف » والوافي : - « وهو ».

(٩) الحديد (٥٧) : ٦.

(١٠) في حاشية « ج » : « ذاك ».

(١١)التوحيد ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ، ح ٢٨٥.

(١٢) في « ف » : « عبدالعزيز بن السندي ». وهو سهو ؛ فإنّه غير مذكور في كتب الرجال. وعبد العزيز هذا هو عبد العزيز بن المهتدي الأشعري ، كان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٤٥ ، الرقم ٦٤٦ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٨٣ ، الرقم ٩١٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٦٠ ، الرقم ٥٣٢٤.

(١٣) في التوحيد والوسائل : « يقرأ ».

(١٤) في « ج » والوافي والوسائل : « فيها ».

٢٣٠

رَبِّي ، كَذلِكَ اللهُ رَبِّي(١) »(٢) .

٨ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْكَيْفِيَّةِ‌

٢٥٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٣) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللهِ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(٤) فِي اللهِ ؛ فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللهِ لَا يَزْدَادُ صَاحِبَهُ(٥) إِلَّا تَحَيُّراً »(٦) .

٢٥١/ ٢. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ حَرِيزٍ :

__________________

(١) في حاشية « بس » والتوحيد والعيون : + « كذلك الله ربّي ». وفي الوافي : « ذلك الله ربّي » مرّة واحدة.

(٢)التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٠ ، بسنده فيهما عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن زياد ، عن عبدالعزيز بن المهتدي.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٧٠ ، ح ٧٣٧٣.

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّدبن الحسن شيخ المصنّف عن سهل بن زياد في غير واحدٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث . ج ١٥ ، ص ٣٧٤ - ٣٧٥.

(٤) في « ف » والتوحيد ، ص ٤٥٤ والوسائل وشرح صدر المتألّهين : « لا تكلّموا ». وفي الأخير : « قولهعليه‌السلام‌ في الرواية : تكلّموا في كلّ شي‌ء ، أمر إباحة ورخصة ، لا أمر حتم ووجوب ، وقوله : ولاتتكلّموا في ذات الله في مقابلة نهي تحذير وزجر ومنع عن إباحة ورخصة ». وانظر أيضاً :مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٢.

(٥) في التوحيد ، ص ٤٥٤ : « لايزيد » بدل « لا يزداد صاحبه ». والمراد بالكلام المباحثة والمجادلة في إثبات الواجب لمن ليس بأهل له ، أو المراد به المباحثة في كنه ذاته وصفاته وكيفيّتهما. وأمّا الكلام فيه سبحانه لا بهذين الوجهين ، بل بذكره بما وصف به نفسه ، فغير منهيّ عنه لأحد ، بل هو من الذكر المأمور به. راجع شروح الكافي.

(٦)التوحيد ، ص ٤٥٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.وفيه ، ص ٤٥٧ ، ح ١٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٠.

٢٣١

« تَكَلَّمُوا فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(١) فِي ذَاتِ(٢) اللهِ »(٣) .

٢٥٢/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (٤) فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى اللهِ ، فَأَمْسِكُوا(٥) »(٦) .

٢٥٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ النَّاسَ لَايَزَالُ بِهِمُ(٧) الْمَنْطِقُ حَتّى يَتَكَلَّمُوا(٨) فِي اللهِ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذلِكَ ، فَقُولُوا : لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ »(٩) .

٢٥٤/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قَالَ(١٠) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا زِيَادُ ، إِيَّاكَ وَالْخُصُومَاتِ ؛ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ ،

__________________

(١) في « ف » وحاشية « بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « لا تكلّموا » ، قال المازندراني : « أي لاتتكلّموا بحذف إحدى التاءين ». (٢) في التوحيد : - « ذات ».

(٣)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبيده ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣١.

(٤) النجم (٥٣) : ٤٢.

(٥) في «ف»:« فاسكتوا ».وفي حاشية « ج »:«فانتهوا».

(٦)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٦ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٩ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٣ ، ح ٢١٣٢٤.

(٧) في المحاسن وحاشية ميرزا رفيعا : « لهم ».

(٨) في « ج » : « تتكلّموا ».

(٩)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٩ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٠ ، بسندهما عن ابن أبي عمير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٥.

(١٠) في المحاسن والتوحيد : + « لي ».

٢٣٢

وَتُحْبِطُ(١) الْعَمَلَ ، وَتُرْدِي صَاحِبَهَا(٢) ، وَعَسى أَنْ يَتَكَلَّمَ(٣) بِالشَّيْ‌ءِ(٤) ، فَلَا يُغْفَرَ لَهُ(٥) ؛ إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَضى قَوْمٌ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ(٦) ، وَطَلَبُوا عِلْمَ مَا كُفُوهُ(٧) ، حَتّى انْتَهى كَلَامُهُمْ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَتَحَيَّرُوا ، حَتّى أَنْ(٨) كَانَ الرَّجُلُ لَيُدْعى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، فَيُجِيبُ(٩) مِنْ(١٠) خَلْفِهِ ، وَ(١١) يُدْعى مِنْ خَلْفِهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ »(١٢) .

* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « حَتّى تَاهُوا(١٣) فِي الْأَرْضِ »(١٤) .

٢٥٥/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ‌

__________________

(١) الإحباط : الإبطال والإفساد. يقال : حَبِطَ عملُه حَبطاً بالتسكين ، وحُبوطاً بَطَلَ ثوابه ، وأحبطه الله تعالى.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١٨ ( حبط ).

(٢) « تردي صاحبها » أي تهلكه. يقال : رَدِيَ يَردَى رَدًى ، أي هلك ، وأرداه غيره ، أي أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ ( ردى ). (٣) في الأمالي : + « الرجل ».

(٤) في حاشية « بح » : « في الشي‌ء ».

(٥) في المحاسن والأمالي : + « يا زياد ».

(٦) « وُكِّلوا به » مجهول من الوَكْل أو من التوكيل ، أي فُوِّضوا إليه واُمروا بتحصيله وكُلّفوا به.

(٧) « كفوه » مجهول ، إمّا ناقص يائي من كفاه مؤونته ، أى أغناه عنها. وإمّا مهموز اللام ، أي صُرِفوا ومُنعوا عنه ، وإمّا مضاعف من الكفّ بمعنى المنع. اُنظر شروح الكافي.

(٨) « أن » مخفّفة من المثقّلة. وفي المحاسن والتوحيد والأمالي : « فإن » بدل « حتّى أن ». وفي شرح صدرالمتألّهين وحاشية بدرالدين : - « حتّى أن ». وفيشرح المازندراني : « لفظ « أن » ليس في بعض النسخ ».

(٩) في حاشية « ج » : « فيحسّ ».

(١٠) « من » : إمّا بكسر الميم حرف جرّ ، أو بفتحها اسم موصول. وكذا الفقرة الثانية. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٣. (١١) في الأمالي : « أو ».

(١٢)المحاسن ، ص ٢٣٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٠. وفيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٤١٧ ، المجلس ٦٥ ، ح ٢ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، من قوله : « أنّه كان فيما مضى قوم ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٦.

(١٣) « تاهوا » أي ذهبوا متحيّرين. وهذه الفقرة إمّا بدل عن « حتّى » الثانية مع ما بعدها ، أو كلام منضمّ إلى ما ذكر ، يعني : كانوا على تلك الحالة حتّى ذهبوا وغابوا عن الخلق تائهين في الأرض ، أو تحيّروا وضلّوا مبهوتين مدهوشين لم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات ، فضلاً عن الخفايا في المعقولات. اُنظر شروح الكافي والصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(١٤)التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٢.

٢٣٣

الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ نَظَرَ فِي اللهِ : كَيْفَ هُوَ ، هَلَكَ »(٢) .

٢٥٦/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مَلِكاً عَظِيمَ الشَّأْنِ كَانَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ ، فَتَنَاوَلَ(٣) الرَّبَّ(٤) تَبَارَكَ وَتَعَالى ، فَفُقِدَ(٥) ، فَمَا يُدْرى(٦) أَيْنَ هُوَ »(٧) .

٢٥٧/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالتَّفَكُّرَ فِي اللهِ ، وَلكِنْ إِذَا أَرَدْتُمْ(٨) أَنْ تَنْظُرُوا إِلى عَظَمَتِهِ(٩) ، فَانْظُرُوا‌

__________________

(١) في المطبوع : « الميّاح » ، ولم نجد في كتب الرجال « الميّاح » بالألف واللام ، بل المذكور في تلك الكتب : « ميّاح » كما عليه جميع النسخ.

(٢)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٨. وفيالتوحيد ، ص ٤٦٠ ، ح ٣٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٨.

(٣) في حاشية « بح » والتوحيد : « فتكلّم في ».

(٤) « فتناول الربّ » أي تكلّم في ذاته بما ليس بصواب ولا يليق بجناب قدسه ، أو تفكّر في كنه الذات والصفات. اُنظر شروح الكافي.

(٥) « ففقد » إمّا مجهول ، أي غاب عن أعين الناس ومكانه ، أو تحيّر وسار فلم يعرف له خبر. وإمّا معلوم ، أي فقد ما كان يعرف. اُنظر شروح الكافي.

(٦) « فما يدرى » إمّا مجهول ، أي ما يدري أحد أين ذهب هو وغاب ، فلم يكن عنه أثر ولا خبر. وإمّا معلوم - كما في « بس » - أي فلا يدري هو في أيّ مكان من الحيرة. اُنظر شروح الكافي.

(٧)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٩. (٨) في حاشية « ج » : « إن أردتم ».

(٩) في حاشية « ج » : « عظيم ».

٢٣٤

إِلى عَظِيمِ(١) خَلْقِهِ »(٢) .

٢٥٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا(٣) ابْنَ آدَمَ ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ(٤) طَائِرٌ ، لَمْ يُشْبِعْهُ ، وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْقُ(٥) إِبْرَةٍ(٦) ، لَغَطَّاهُ ، تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً ، فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ(٧) مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ »(٨) .

٢٥٩/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْبَعْقُوبِيِّ(٩) ، عَنْ بَعْضِ‌

__________________

(١) في « ب ، بس » وحاشية : « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والتوحيد والوسائل : « عِظم ».

(٢)التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن عبدالحميد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٧. (٣) في « ج ، بس » والوافي : - « يا ».

(٤) المراد بالقلب اللحم الصنوبريّ ولهذا جعله مأكولاً ، لا القلب الملكوتيّ ؛ فإنّ ملكوت السماوات والأرض لايدرك بالأوّل ، بل يدرك بالثاني فنبّهعليه‌السلام بصغر الأعضاء وحقارة القوى الجسمانيّة وعجزها عن إدراك الأضواء والأنوار على عجزها عن إدراك الملكوت ، فإدراك الملكوت يتيسّر بالقلب الملكوتيّ لا الحسّيّ ، بلى إنّ ذاته سبحانه لايجوز أن يُكتَنه بالقلب ، كما لايجوز أن يدرك بالبصر ، بل إنّما يجوز أن يطّلع بالقلب على شي‌ء من عظمته فحسب. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٤.

(٥) في « ج » : « خرت ». وكذا نقله فيشرح المازندراني عن بعض النسخ. و « الخَرْت » : ثقب الإبرة والفاس والاُذُن‌ و نحوها.

(٦) « خرق إبرة » أي ثُقْبَتُها وشقّها. و « الخرق » : الشقّ في الحائط والثوب وغيرهما. وهو في الأصل مصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٣ ( خرق ).

(٧) في « ب ، ج ، بح » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني : « عينك ».

(٨)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٥ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٦.

(٩) هكذا في « ب ، بس ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « اليعقوبي ». وفي حاشية المطبوع : « اليعقوبي هنا بالمثنّاة على ما في أكثر النسخ ، والصحيح بالموحّدة نسبة إلى بعقوبا ».

والظاهر صحّة « البعقوبي » بالموحّدة كما استظهره وأثبتناه. وفي حاشية « بس » : « بالباء الموحّدة ، قرية من قرى البغداد اسمه بعقوبا». وفي حاشية « ج » : « قرأ شيخنا البهائي ; بالباء الموحّدة ، أي بعقوبي ».

و « البعقوبي » نسبة إلى بعقوبا ، وهي قرية كبيرة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. راجع : الأنساب للسمعاني ، =

٢٣٥

أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ يَهُودِيّاً يُقَالُ لَهُ : « سُبِحَتْ(١) » جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، جِئْتُ(٣) أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ(٤) ، وَإِلَّا رَجَعْتُ.

قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : أَيْنَ رَبُّكَ؟ قَالَ : هُوَ(٥) فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَلَيْسَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْمَكَانِ الْمَحْدُودِ(٦) ، قَالَ : وَكَيْفَ(٧) هُوَ؟ قَالَ : وَكَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ(٨) ، وَاللهُ لَايُوصَفُ بِخَلْقِهِ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ(٩) أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ(١٠) ؟ » ، قَالَ : « فَمَا بَقِيَ حَوْلَهُ حَجَرٌ وَلَا غَيْرُ ذلِكَ إِلَّا تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ : يَا سُبِحَتُ(١١) ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ.

فَقَالَ سُبِحَتْ :(١٢) مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ،

__________________

= ج ١ ، ص ٣٧٠ ؛اللباب في تهذيب الأنساب ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤٥٣.

هذا ، ومن مناشئ التصحيف غرابة بعض الألفاظ الموجب لتصحيفها بالألفاظ المشابهة القريبة المأنوسة عند النسّاخ ، ومنها « البعقوبي » المشابه بـ « اليعقوبي » في الكتابة. أضف إلى ذلك أنّ عدم وجود النقطة في بعض الخطوط القديمة أو وضعها من غير دقّة ممّا يشدّد احتمال وقوع التحريف في ما نحن فيه.

(١) في « ج ، بس » : « سُبْخَتْ ». وفي حاشية « ج » : « سَبَحت ». وفي « ب ، ض » : « سُبْحُت ». وفي « بف » : « سُبُحت ». قال المحقّق الشعراني : « الأصحّ الخاء المعجمة ، و « بخت » كلمة تدخل في أعلام أهل الكتاب ، و « سِبَخْت » مركّب من « بخت » و « سه » بمعنى الثلاثة ».شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٠٨.

(٢) في « ب » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس » والتوحيد والبصائر : « يا محمّد ».

(٣) في « بر ، بف » : + « أن ». وفي البصائر : « جئتك أن ».

(٤) في التوحيد : + « أتّبعُكَ ».

(٥) في « ج ، بف » والوافي : - « هو ».

(٦) في البصائر : « محدود ». وفي التوحيد : « بمحدود ».

(٧) في البصائر والتوحيد : « فكيف ».

(٨) في البصائر والتوحيد : + « الله ».

(٩) « يُعْلَم » غائب مجهول ، أو « نعلم » متكلّم مع الغير. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٠.

(١٠) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والتوحيد : - « الله ».

(١١) في « ج » : « سُبْخُت » وفي « ب ، ض ، بف » : « سُبْحُت ». وفي « بس » : « سَبَحَتَ ». وفي « بر » : « سُبُحت ».

(١٢) في البصائر : + « بالله ». وفي التوحيد : + « تالله ».

٢٣٦

وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ »(١) .

٢٦٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ(٢) بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ الصِّفَةِ(٣) ، فَرَفَعَ يَدَهُ(٤) إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « تَعَالَى الْجَبَّارُ ، تَعَالَى الْجَبَّارُ(٥) ، مَنْ تَعَاطى(٦) مَا ثَمَّ هَلَكَ(٧) »(٨) .

٩ - بَابٌ فِي إِبْطَالِ الرُّؤْيَةِ‌

٢٦١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ(٩) ،

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٥٠١ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم.التوحيد ، ص ٣٠٩ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٨١.

(٢) الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام . وأورده الصدوق فيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ - مع اختلاف يسير في الألفاظ - بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام . ووردت رواية محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨٩ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٧٩٨. فلايبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « عبدالرحيم» بدل « عبدالرحمن ». ويؤيّد ذلك ما يأتي فيالكافي ، ح ٢٧٣ ، من رواية عبدالرحيم بن عتيك القصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام وقد سأل فيها أيضاً عن صفات الله.

(٣) في التوحيد : « التوحيد ».

(٤) في المحاسن والتوحيد : « يديه ».

(٥) في المحاسن : + « إنّه ». وفي التوحيد : + « إنّ ».

(٦) « التعاطي » : التناول لما لا يحقّ ولا يجوز تناوله ، والجرأة على الشي‌ء والخوض فيه. يعني من تعرّض لتحقيق ذات الحقّ وصفاته ، وخاض في معرفة حقيقتهما وأثبت له كيفيّة ، هلك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٠ ( عطو ) ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١١.

(٧) في المحاسن : + « يقولها مرّتين ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ما ثمّة هلك ».

(٨)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٢.

(٩) قوله : « يعقوب بن إسحاق » ، حمله صدر المتألّهين على ابن السكّيت ، وتبعه العلاّمة المازندراني ، وردّه =

٢٣٧

قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام أَسْأَلُهُ : كَيْفَ يَعْبُدُ الْعَبْدُ رَبَّهُ(١) وَهُوَ لَايَرَاهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « يَا أَبَا يُوسُفَ ، جَلَّ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَالْمُنْعِمُ عَلَيَّ وَعَلى آبَائِي أَنْ يُرى ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : هَلْ رَأى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله رَبَّهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَرى رَسُولَهُ بِقَلْبِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ »(٢) .

٢٦٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى(٣) أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي ذلِكَ ، فَأَذِنَ لِي(٤) فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ حَتّى بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : إِنَّا رُوِّينَا(٥) أَنَّ اللهَ قَسَمَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ بَيْنَ نَبِيَّيْنِ(٦) ، فَقَسَمَ الْكَلَامَ لِمُوسى(٧) ، وَلِمُحَمَّدٍ الرُّؤْيَةَ.

__________________

‌= العلّامة المجلسي بقوله : « ظنّ أصحاب الرجال أنّ يعقوب بن إسحاق هو ابن السكّيت ، والظاهر أنّه غيره ؛ لأنّ ابن سكّيت قتله المتوكّل في زمان الهاديعليه‌السلام ، ولم يلحق أبا محمّدعليه‌السلام ». قال المحقّق الشعراني في حاشيةشرح المازندراني : « هو - أي كلام العلّامة المجلسي - حقّ ، وحملته أنا في حاشية الوافي على يعقوب بن إسحاق الكِنْديّ ، فيلسوف العرب وقلت هناك : إنّه أراد اختبار أبي محمّدعليه‌السلام ، ولم يكن الفيلسوف يعرف الإمام حقّ المعرفة فأجابعليه‌السلام بما يوافق اُصول الفلاسفة فاستحسنه الفيلسوف ونقله لأصحابه. وقد أورد المجلسيرحمه‌الله في احتجاجات العسكريّعليه‌السلام عن المناقب كلاماً منهعليه‌السلام أدّاه إلى ابن إسحاق الكنديّ بواسطة بعض تلاميذه لـمّا أراد تأليف كتاب في تناقض القرآن والغرض من نقل ذلك أنّ الرابطة بين الإمام وهذا الرجل غير مستبعدة والعجب أنّ ذهن الشارحين لم يذهب إليه حتّى حملوه على ابن السكّيت ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٢ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٧.

(١) في حاشية « بح » : « العبد كيف يعبد ربّه ».

(٢)التوحيد ، ص ١٠٨ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. وراجع :التوحيد ، ص ١١٦ ، ح ١٧.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٩٨. (٣) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » : « إلى ».

(٤) في « بر ، بف » : « له ».

(٥) في شرح المازندراني : « إنّما روّينا ».

(٦) في التوحيد : « اثنين ».

(٧) في التوحيد : « فقسم لموسى الكلام ».

٢٣٨

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « فَمَنِ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنَ(١) الْجِنِّ وَالْإنْسِ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٢) (٣) وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (٤) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) (٥) ؟ أَلَيْسَ مُحَمَّدٌ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « كَيْفَ(٦) يَجِي‌ءُ رَجُلٌ إِلَى الْخَلْقِ جَمِيعاً ، فَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّهُ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِأَمْرِ اللهِ ، فَيَقُولُ(٧) :( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٨) ، وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي ، وَأَحَطْتُ بِهِ عِلْماً ، وَهُوَ(٩) عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ؟! أَمَا تَسْتَحُونَ(١٠) ؟ مَا قَدَرَتِ الزَّنَادِقَةُ أَنْ تَرْمِيَهُ بِهذَا أَنْ يَكُونَ يَأْتِي مِنْ عِنْدِ اللهِ(١١) بِشَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ يَأْتِي بِخِلَافِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ».

قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ يَقُولُ :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (١٢) ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِنَّ بَعْدَ هذِهِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى ؛ حَيْثُ قَالَ :( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) (١٣) يَقُولُ : مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَتْ(١٤) عَيْنَاهُ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا رَأى ، فَقَالَ :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) (١٥) فَآيَاتُ اللهِ غَيْرُ اللهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ :( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (١٦) فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ ، فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْعِلْمَ(١٧) ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ».

__________________

(١) في التوحيد : - « من ».

(٢) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٣) الأنعام (٦) : ١٠٣.

(٤) طه (٢٠) : ١١٠‌

(٥) الشورى (٤٢) : ١١.

(٦) في التوحيد : « فكيف ».

(٧) في التوحيد : « ويقول ».

(٨) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٩) في « بر » : - « وهو ».

(١٠) في حاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد : « أما تستحيون ».

(١١) في « ب ، بح ، بس » وحاشية « بر » والتوحيد : « يأتي عن الله ».

(١٢) النجم (٥٣) : ١٣.

(١٣) النجم (٥٣) : ١١.

(١٤) في حاشية « بس » : « زاغت ».

(١٥) النجم (٥٣) : ١٨.

(١٦) طه (٢٠) : ١١٠.

(١٧) كذا في « ش ، جو » ، أي بنصب العلم ، وقد يأتي التميز بلفظ المعرفة ، نحو : وطِبْتَ النفسَ يا قيس عن عمرو. راجع :البهجة المرضيّة ( للسيوطي ) بحث التمييز. وفي « بو » : « أحاط ». وفي حاشية « بح » : « تأنيث الفعل باعتبار أنّ العلم بمعنى المعرفة ».

٢٣٩

فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَاتِ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ ، كَذَّبْتُهَا(١) ، وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَايُحَاطُ بِهِ عِلْماً(٢) ، وَ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) »(٣) .

٢٦٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ(٤) ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَشْرَحَ لِي ذلِكَ.

فَكَتَبَ بِخَطِّهِ : « اتَّفَقَ الْجَمِيعُ - لَاتَمَانُعَ بَيْنَهُمْ - أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ ضَرُورَةٌ ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُرَى اللهُ بِالْعَيْنِ(٥) ، وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ضَرُورَةً ، ثُمَّ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِيمَاناً ، أَوْ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ، فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ إِيمَاناً ، فَالْمَعْرِفَةُ الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الِاكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ(٦) ، فَلَا يَكُونُ فِي(٧) الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ(٨) ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ(٩) ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي(١٠) مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ‌

__________________

(١) في التوحيد : « كذّبت بها ».

(٢) في التوحيد : « علم ».

(٣)التوحيد ، ص ١١٠ ، ح ٩ بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ٣٠٠.

(٤) ورد الخبر فيالتوحيد ، ص ١٠٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن سيف ، عن محمد بن عبيدة. ووردت رواية عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد أو عبيدة فيالتوحيد ، ص ٩٥ ، ح ١٤ ؛ وقصص الأنبياء للراوندي ، ص ١٦٠ ، ح ١٧٦. كما وردت رواية محمّد بن عبيد أو عبيدة الهمداني ( الهمذاني - خ ل ) عن الرضاعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٩٨٨٩ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٢٠ ، ح ١٣٢٣ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٢٥. والظاهر اتّحاد الراويين ووقوع التصحيف في بعض عناوينه. لاحظ أيضاًالتوحيد ، ص ١٥٣ ح ٢ ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٠ ، ح ١٣. (٥) في « بح » : « العين ».

(٦) كذا. والسياق يقتضي : « ضدّها » ؛ لأنّ المضادّه بين المعرفتين ، لا بين المعرفة والإيمان.

(٧) في « بح » : + « دار ».

(٨) في التوحيد : « أحد مؤمناً » بدل « مؤمن ».

(٩) في « ب ، بس » : « عزّوجلّ ». وفي حاشية « بر » : « جلّ وعزّ ».

(١٠) في التوحيد : + « هي ».

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722