الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294739 / تحميل: 10499
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

قَالَ : « أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(١) - طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ(٢) وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : حُبُّنَا إِيمَانٌ ، وَبُغْضُنَا كُفْرٌ ».(٣)

٤٩٥/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَعْرِضُ عَلَيْكَ دِينِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(٤) ؟ قَالَ(٥) : فَقَالَ : « هَاتِ ». قَالَ(٦) : فَقُلْتُ(٧) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ(٨) بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً كَانَ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ(٩) بَعْدَهُ الْحَسَنُ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ الْحُسَيْنُ(١٠) إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ(١١) بَعْدَهُ(١٢) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(١٣) إِمَاماً(١٤) فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ(١٥)

__________________

(١) في « بس » : - « قال أفضل - إلى - عزّ وجلّ ».

(٢) في شرح صدر المتألّهين : « الرسول ».

(٣)المحاسن ، ص ١٥٠ ، كتاب الصفوة ، ح ٦٨ ، بسنده عن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛تفسير فرات ، ص ٤٢٨ ، صدر ح ٤٢٨ ، بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام هكذا : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر » مع زيادة. وراجع :كفاية الأثر ، ص ٩٨الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٢ ، ح ٣٤٩٤٧ ؛البحار ، ج ٣٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٠٣ ، وفيهما من قوله : « قال أبوجعفرعليه‌السلام ».

(٤) « أدين الله عزّ وجلّ به » ، أي اُطيعه وأعبده به ؛ من الدين بمعنى الطاعة.اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩( دين ).

(٥) في « ب » : - « قال ».

(٦) في « ض ، بس ، بر » وشرح صدر المتألّهين : - « قال ».

(٧) في « ض ، ف ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « قلت ».

(٨) في عطف الإقرار مناقشة يمكن دفعها بأن يجعل الواو بمعنى مع ، والإقرار منصوباً. أو هو مرفوع خبر لمبتدأمحذوف. أو مبتدأ لخبر محذوف. والتقدير : ديني أنّه أشهد وديني الإقرار بما جاء به. أو يقدّر حقّ ، أو لازم. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٨٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

(٩) في « ف » : + « من ».

(١٠) في « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « الحسينعليه‌السلام بعده ».

(١١) في « ف » : - « كان ».

(١٢) في «ض»:- «بعده». وفي حاشية «بح»: «بعدهم».

(١٣) في شرح صدر المتألّهين : « ثمّ كان عليّ بن الحسينعليه‌السلام بعده ».

(١٤) في « ج ، ض » : + « بعدهم ».

(١٥) في شرح صدر المتألّهين : - « فرض الله طاعته ».

٤٦١

حَتَّى انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ.

قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ ».(١)

٤٩٦/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَاتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ ، وَطَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ ، مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَرِفْعَةٌ(٢) فِيهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ ، وَجَمِيلٌ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ ».(٣)

٤٩٧/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ(٤) اللهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ ».

قُلْتُ : إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَقَدْ يَنْبَغِي(٥) لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ(٦) لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَسَخَطاً ، وَأَنَّهُ لَايُعْرَفُ رِضَاهُ وَسَخَطُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ ، فَيَنْبَغِي(٧) لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ‌

__________________

(١)رجال الكشّي ، ص ٤٢٣ ، ح ٧٩٧ ، بسند آخر عن يوسف ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٤٢٤ ، ح ٧٩٨ ، بسند آخر عن الحسن بن زياد العطّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ٥٤٨. (٢) في حاشية « بر » : « رحمة ».

(٣)تحف العقول ، ص ١٩٩ ، ضمن الحديث. وراجع :الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٢٠ ، المجلس ١ ، ح ٢٣الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٧ ، ح ٥٥٠.

(٤) من أوّل هذا الخبر إلى قوله : « وأنّ ما في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله » هو الحديث الثاني من باب‌الاضطرار إلى الحجّة. وقد مرّت التعليقات عليه هناك ؛ إن شئت فراجع.

(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فينبغي ».

(٦) في « بس ، بف » : - « أنّ ».

(٧) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فقد ينبغي ».

٤٦٢

الْمُفْتَرَضَةَ.

فَقُلْتُ(١) لِلنَّاسِ : أَلَيْسَ(٢) تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ هُوَ(٣) الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا : بَلى ، قُلْتُ : فَحِينَ مَضى(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ(٥) ؟ قَالُوا : الْقُرْآنُ ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ(٦) فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَالْقَدَرِيُّ(٧) وَالزِّنْدِيقُ - الَّذِي لَايُؤْمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ - فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَايَكُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَيِّمٍ ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، كَانَ حَقّاً.

فَقُلْتُ لَهُمْ : مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا(٨) : ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ ، وَعُمَرُ(٩) يَعْلَمُ ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ(١٠) ، قُلْتُ : كُلَّهُ؟ قَالُوا : لَا ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ : إِنَّهُ يَعْلَمُ(١١) الْقُرْآنَ(١٢) كُلَّهُ إِلَّا عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْ‌ءُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَ(١٣) قَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي(١٤) ، وَقَالَ هذَا : أَنَا أَدْرِي ، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».

فَقُلْتُ : إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام ، لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(١) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : « وقلت ».

(٢) في الكافي ، ح ٤٣٥ : - « أليس ».

(٣) في الوسائل : - « هو ».

(٤) في «ف» والكافي، ح ٤٣٥ والوسائل:+ «رسول الله».

(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : + « لله على خلقه ».

(٦) في « ض » : - « فنظرت في القرآن ».

(٧) في العلل : « والحروري ».

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥. وفي المطبوع : « قالوا ».

(٩) في « ف » : + « قد كان ». وفي العلل : « قد كان عبدالله بن مسعود وفلان » بدل « ابن مسعود قد كان يعلم وعمر ».

(١٠) في « بح » : - « يعلم ».

(١١) في « ف ، بر ، بف » وحاشية « ج ، بح » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « يعرف ».

(١٢) في « بف » وحاشية « ف » والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « ذلك ».

(١٣) في « ض » : - « و ».

(١٤) في شرح صدر المتألّهين : - « وقال هذا : لا أدري ».

٤٦٣

وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِعليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ ، وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ الْحَسَنِ(١) الْحُسَيْنُعليه‌السلام (٢) ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ(٣) : وَ(٤) أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام (٥) أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ(٦) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ(٧) : وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».

قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ حَتّى أُقَبِّلَهُ ، فَضَحِكَ.

قُلْتُ(٨) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّكَ أَنْتَ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ ، فَقَالَ : « كُفَّ رَحِمَكَ(٩) اللهُ ».

قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ(١٠) أُقَبِّلْهُ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : « سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَلَا أُنْكِرُكَ(١١) بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً ».(١٢)

__________________

(١) في « ف » : + « بن عليّ ».

(٢) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّعليهما‌السلام ».

(٣) في « ج ، بف » والوافي : « فقلت ».

(٤) في « ب ، بر » : - « و ».

(٥) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّعليهما‌السلام ».

(٦) في « بح » : - « الحسينعليه‌السلام - إلى - من بعده ».

(٧) في « ب » : « فقلت ».

(٨) في « ف ، بح » والعلل : « فقلت ».

(٩) في « بح » : « يرحمك ».

(١٠) في « بر ، بف » وحاشية « بح » : + « حتّى ».

(١١) « فلا اُنكرك ». الإنكار عدم المعرفة ، من النَكِرَة بمعنى ضدّ المعرفة. والمعنى : لا أعدّك بعد اليوم غير معروف لوضوح حالك عندي ، أو لا أجهل حقّك واستحقاقك لأن يجاب في كلّ مسألة بحقّ جوابها من غير تقيّة ، أو عرفتك اليوم وعرفت أنّك من شيعتنا. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٦ ( نكر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٦.

(١٢)الكافي ، كتاب التوحيد ، باب أنّه لا يعرف إلّابه ، ح ٢٣١ وفيالتوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ١ ، بسنده عن الكليني ،=

٤٦٤

٤٩٨/ ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْأَوْصِيَاءُ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ».(٣)

٤٩٩/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْخَيْرِ(٤) ، السَّامِعُ الْمُطِيعُ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ ، وَالسَّامِعُ الْعَاصِي لَاحُجَّةَ لَهُ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَاحْتِجَاجُهُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ » ثُمَّ قَالَ : « يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (٥) ».(٦)

__________________

=وتمام الرواية فيهما هكذا : « قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّي ناظرت قوماً ، فقلت لهم : إنّ الله - جلّ جلاله - أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يُعرف بخلقه ، بل العباد يُعرفون بالله. فقال : رحمك الله ».الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٥ ، إلى قوله : « وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ فقال : رحمك الله ».علل الشرائع ، ص ١٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن صفوان بن يحيى من قوله : « فقلت للناس : أليس تعلمون أنّ رسول الله » مع اختلاف يسير ؛رجال الكشّي ، ص ٤٢٠ ، ح ٧٩٥ ، بسنده عن صفوانالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٤٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٣٥٣٢ ، إلى قوله : « ما قال في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله ».

(١) النساء (٤) : ٥٩.

(٢) المائدة (٥) : ٥٥.

(٣)الاختصاص ، ص ٢٧٧ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ٥٤٠.

(٤) في تفسير العيّاشي : « الجنّة ».

(٥) الإسراء (١٧) : ٧١.

(٦)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢ ، عن عبدالأعلى. وراجع :الأمالي للمفيد ، ص ٩٦ ، المجلس ١١ ، ح ٧الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٠ ، ح ٥٣٥.

٤٦٥

٩ - بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلى خَلْقِهِ‌

٥٠٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلَى هَؤُلآءِ شَهِيداً ) (١) قَالَ(٢) : « نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله خَاصَّةً ، فِي كُلِّ قَرْنٍ(٣) مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَمُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله شَاهِدٌ عَلَيْنَا ».(٤)

٥٠١/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ ) (٥) .

فقَالَ(٦) : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطى ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ(٧) عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».

قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) ؟

قَالَ : « إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ،( هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌

__________________

(١) النساء (٤) : ٤١.

(٢) في البحار ، ج ٢٣ ، ح ٦٩ : + « هذا ».

(٣) فيالنهاية ، ج ٤ ، ص ٥١ ( قرن ) : « القَرْن : أهل كلّ زمان ، وهو مقدار التوسّط في أعمار أهل كلّ زمان ، مأخوذ من الاقتران ، وكأنّه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل : القرن أربعون سنة. وقيل : ثمانون. وقيل : مائة. وقيل : مطلق الزمان. وهو مصدر قَرَنَ يَقْرِن ».

(٤)الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٦ ، ح ١٠٠١ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٧ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٥ ، ح ١ ؛ وص ٣٥١ ، ح ٦٩.

(٥) البقرة (٢) : ١٤٣.

(٦) هكذا في « ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ و ٢٣. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٧) في البحار ، ج ١٦ : « لله ».

٤٦٦

( وَفِي هَذَا ) الْقُرْآنِ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (١) فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا(٣) عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ ، فَمَنْ صَدَّقَ(٤) ، صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَذَّبَ ، كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(٥) ».(٦)

٥٠٢/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٧) .

فَقَالَ : « أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - الشَّاهِدُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ».(٨)

__________________

(١) هكذا في المصحف الشريف ، سورة الحجّ (٢٢) : ٧٨ و « بر ، بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بف » والوافي والمطبوع : « عليكم شهيداً ». ولعلّه من النسّاخ ، أو هو نقل بالمعنى وإشارة إلى مضمون الآية ، اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.

(٢) في « ج » : + « هو ».

(٣) في الوافي : « وضمير التكلّم في « بلّغنا » يحتمل الفاعل والمفعول ».

(٤) في حاشية بدر الدين : « صدّقنا ». ويحتمل تخفيف « صدّق » و « كذّب ». اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.

(٥) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « يوم القيامة كذّبناه ». وفي البحار ، ج ١٦ : - « يوم القيامة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « وحججه في أرضه » راجع :بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ١ و ٢الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٨ ، ح ١٠٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٦ ، ح ٢.

(٧) هود (١١) : ١٧.

(٨)كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٠٣ ، ح ٦٠ ، وفيه : « عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مع زيادة في آخره. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٣٢ ، ح ٢ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٣٧١ ، المجلس ١٣ ، ح ٥١ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٨٨ ، ح ٢٣٩ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٤٥ ، المجلس ١٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ؛تفسير فرات ، ص ١٨٩ ، ح ٢٤١ ، مع زيادة في أوّله ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، =

٤٦٧

٥٠٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (١) ؟

قَالَ : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ(٢) ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».

قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى :( يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) .

قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ الْمُجْتَبَوْنَ ، وَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ(٣) ، فَالْحَرَجُ(٤) أَشَدُّ مِنَ الضِّيقِ(٥) ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) : إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً وَ( هُوَ (٦) سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ) : اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - سَمَّانَا الْمُسْلِمِينَ( مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌

__________________

= ص ٣٢٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.تفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٨ ، وفيه : « عن الحسين بن سعيد ، معنعناً عن زاذان ، عن عليّعليه‌السلام » ؛ وص ١٩٠ ، ح ٢٤٤ ، وفيه : « عن الحسين بن الحكم ، معنعناً عن عباد بن عبدالله الأسدّي ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ وص ١٩١ ، ح ٢٤٦ ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد بن عمر الزهري ، معنعناً عن زيد بن سلام الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١١ ، عن عمّار بن سويد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع زيادة في أوّله وآخره ؛ وص ١٤٢ ، ح ١٣ ، عن جابر بن عبدالله بن يحيى ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ، وفيتفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٢٤٠ ؛ وكمال الدين ، ص ١٣ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٣ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٩.

(١) البقرة (٢) : ١٤٣.

(٢) في « ب ، ج ، بف » وحاشية « بر » وشرح صدر المتألّهين : « الوسطى ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وفي حاشية « بس » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني وحاشية ميرزارفيعا والوافي : « من ضيق ». (٤) في « بس » : « والحرج ».

(٥) في شرح المازندراني : « الضَيّق ، بفتح الضاد وشدّ الياء. وقد يخفّف ».

(٦) هكذا في القرآن والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « هو ».

٤٦٨

( وَفِي هَذا ) الْقُرْآنِ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ (١) وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) (٢) فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ(٣) ، فَمَنْ صَدَّقَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ(٤) ، وَمَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ(٥) ».(٦)

٥٠٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ(٧) ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ :

__________________

(١) هكذا في القرآن و « ب ، بر ». وفي « ج ، ض ، ف ، و ، بح بس ، بف » والمطبوع : « عليكم شهيداً ».

(٢) الحجّ (٢٢) : ٧٧ - ٧٨.

(٣) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : + « يوم القيامة ».

(٤) في « ف » : « صدّقناه يوم القيامة ». وفيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٨ : « الفعل الثاني من باب التفعيل ، والأوّل يحتمل البابين وكذا قوله : من كذب كذّبناه ».

(٥) في « ف » : + « يوم القيامة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٦٣ ، ح ١١ ؛ وص ٨٢ ، ح ٣ ، بسندهما ، عن ابن أبي عمير ، وفيهما إلى قوله : « وحججه في أرضه ».تفسير فرات ، ص ٢٧٥ ، ح ٣٧٤ ، وفيه : « فرات الكوفي معنعناً عن بريد » من قوله : « قلت : قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ) ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١١٠ ، عن بريد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « وحججه في أرضه ». راجع :بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٨٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٤.

(٧) روى حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش - وهو راوي كتاب سليم بن قيس - عن سليم بن قيس فيالكافي ، ح ١٩٣ و ١٣٩١ و ١٤٢١ ؛ والخصال ، ص ٤٤٧ ، ح ٤١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ ؛ كما روى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن اُذينة ، عن أبان بن [ أبي عياش ] ، عن سليم بن قيس [ الهلالي ] فيالكافي ، ح ٧٧٥ ، والخصال ، ص ٢٥٥ ، ح ١٣. فالظاهر سقوط الواسطة في سندنا هذا بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس الهلالي ، وهو أبان بن أبي عيّاش.

لا يقال : ترجم النجاشي لسليم بن قيس في رجاله ، ص ٨ ، الرقم ٤ وقال : « له كتاب أخبرني عليّ بن أحمد القمي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حمّاد بن عيسى : وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب » ، ولم يتوسّط أبان بن أبي عيّاش في طريق النجاشي بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس.

فإنّه يقال : وقوع الخلل في وجه طريق النجاشي ظاهر ، كما نبّه عليه الاُستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري - دام =

٤٦٩

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - طَهَّرَنَا وَعَصَمَنَا ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلى خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ(١) فِي أَرْضِهِ ، وَجَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ ، وَجَعَلَ(٢) الْقُرْآنَ مَعَنَا ، لَا نُفَارِقُهُ ، وَلَايُفَارِقُنَا ».(٣)

__________________

= توفيقه - في بعض تعليقاته ، وتشهد بذلك عبارة « قال حمّاد بن عيسى وحدثنا » ؛ فإنّه لم يذكر في الطريق من يروي عنه عثمان بن عيسى وحمّاد بن عيسى معاً ، فلا يصحّ الاستشهاد بطريق النجاشي لنقض ما ادّعيناه ، بل لابدّ من الرجوع إلى الأسناد لتبيين الخلل الواقع في طريق النجاشي ، فنقول : روى حمّاد بن عيسى ، عن [ عمر ] بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس فيالكافي ، ح ١١١ و ١١٨ ، والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٦٢ ، وج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ، والأمالي للطوسي ، ص ٦٢٢ ، المجلس ٢٩ ، ح ١٢٨٣ ، والخصال ، ص ٥١ ، ح ٦٣ ، ص ١٣٩ ، ح ١٥٨ ، وعلل الشرائع ، ص ١٢٣ ، ح ١ ، وكمال الدين ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠ ، وص ٢٧٤ ، ح ٢٥.

فعليه روى حمّاد بن عيسى عن سليم بن قيس بطريقين ؛ « إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش » و « عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش » أضف إلى ذلك ما ورد فيالكافي ، ح ٢٦٢٠ من رواية عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس.

فبالمقارنة بين ما ورد في الأسناد المشار إليها وطريق النجاشي نستطيع أن نقول : إنّ الأصل في طريق النجاشي كان هكذا : « عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس ، قال حمّاد بن عيسى وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس بالكتاب. يؤكّد ذلك ما ورد فيالغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ - وقد أشرنا إليه - من رواية ابن أبي جيد - وهو عليّ بن أحمد القمي المذكور في طريق النجاشي - عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم البرقي ، عن محمّد بن علي أبي سمينة الكوفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي.

هذا ، ويظهر ممّا ذكرنا وقوع الخلل في طريق الشيخ الطوسي أيضاً إلىكتاب سليم بن قيس ، فإنّه قال : « له كتاب. أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجيلويه ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٣٤٦. وقد استفدنا ذلك ممّا أفاده الاستاذ السيّد محمّدجواد الشبيري دام توفيقه.

(١) في « ج ، ف ، بر » وحاشية « بف » : « حججه ». وفي كمال الدين : « حججاً ».

(٢) في كتاب سليم بن قيس والوسائل : - « جعل ».

(٣)كتاب سليم بن قيس ، ص ٦٠٥ ، ضمن الحديث الطويل ٧ ، عن أبان ، عن سليم. وفىبصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٤٠ ، ح ٦٣ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠١ ، ح ١٠٠٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٣٥٣٥.

٤٧٠

١٠ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمُ ‌ (١) الْهُدَاةُ

٥٠٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ وَفَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٢) .

فَقَالَ : « كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ(٣) الَّذِي هُوَ فِيهِمْ(٤) ».(٥)

٥٠٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي(٧) قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٨) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ(٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ(١٠) وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ».(١١)

٥٠٧/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، ض » : - « هم ».

(٢) الرعد (١٣) : ٧.

(٣) في معنى « القرن » راجع ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.

(٤) في شرح صدر المتألّهين وتفسير العيّاشي : « فيه ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد.الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٣٩ ، بسنده عن موسى بن بكر الواسطي.كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ٩ ، بسند آخر ؛ وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٦. (٦) في حاشية « ج ، بر » : + « بن هاشم ».

(٧) في « ج » : « عن ».

(٨) الرعد (١٣) : ٧.

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « النبيّ ».

(١٠) في تفسير العيّاشي : + « من بعده ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩ ، ح ١ ، بسنده ، عن ابن أبي عمير ؛كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير إلى قوله : « ما جاء به نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٨ ، عن بريد بن معاوية ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٧ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٠ ؛ وج ١٨ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٦.

٤٧١

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :( إِنَّمَا أَنتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ؟

فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، هَلْ مِنْ(١) هَادٍ الْيَوْمَ؟ ».

قُلْتُ(٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا زَالَ مِنْكُمْ(٣) هَادٍ مِنْ(٤) بَعْدِ هَادٍ حَتّى دُفِعَتْ(٥) إِلَيْكَ.

فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَوْ كَانَتْ(٦) إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلى رَجُلٍ ، ثُمَّ مَاتَ ذلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ ، مَاتَ الْكِتَابُ(٧) ، وَ(٨) لكِنَّهُ(٩) حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرى(١٠) فِيمَنْ مَضى ».(١١)

٥٠٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ(١٢) الْقَصِيرِ :

__________________

(١) في البصائر ، ص ٣١ : « فهل منّا ».

(٢) في البحار ، ج ٣٥ : « فقلت ».

(٣) في حاشية « ف ، بف » والبصائر ، ص ٣١ : « فيكم ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبحار والبصائر ، ص ٣١. وفي المطبوع : - « من ».

(٥) في « ض » والبصائر ، ص ٣١ : « رفعت ». وفي « ف » وحاشية « بر » : « وقعت ».

(٦) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٩١ : « وتقديره : لو كانت آية إذا نزلت ، بأن تكون « آية » اسمَ كانت ، وقولُه : « إذا نزلت على رجل » صفة لها ، وقوله : « ثمّ مات الرجل » صفة بعد صفة. ويكون خبر كانت قولَه : ماتت الآية. وقوله : مات الكتاب ، بدل له بدلَ الكلّ ». فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ : « إذا مع شرطه وجزاه - وهو ماتت الآية - وقع اسماً وخبراً لـ « كانت » ثمّ وقع المجموع شرطاً لـ « لو » وجزاه : مات الكتاب ».

(٧) في البحار ، ج ٢ : + « والسنّة ».

(٨) في البحار ، ج ٣٥ : - « و ».

(٩) في حاشية « بح » : « ولكن ».

(١٠) في شرح صدر المتألّهين : « يجري ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ٩ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد.وفيه ، ص ٣٠ ، ح ٥ بسند آخر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وص ٢٩ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛كفاية الأثر ، ص ١٦٢ ، ضمن حديث الطويل بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « عليّ الهادي ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٨ ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٤٣ ؛ وج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٣.

(١٢) في « ض » والبصائر : « عبد الرحمن ». والمذكور في البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣ ، ح ٥ نقلاً منبصائر الدرجات هو =

٤٧٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، أَمَا وَاللهِ ، مَا ذَهَبَتْ مِنَّا ، وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ».(١)

١١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ‌

٥٠٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « نَحْنُ وُلَاةُ(٢) أَمْرِ اللهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ ، وَعَيْبَةُ(٣) وَحْيِ اللهِ ».(٤)

٥١٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطٍ(٥) ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ‌

__________________

= عبدالرحيم ، وهو الصواب ؛ فإنّ المذكور في أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام : عبدالرحيم القصير. راجع :رجال البرقي ، ص ١٠ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٧٧.

(١)بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد.الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٤٠ ، بسنده عن منصور بن حازم.بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٣ و ٤ و ٥ بسند آخر ؛ إلى قوله : « وعليّ الهادي ».تفسير فرات ، ص ٢٠٦ ، ح ٢٧١ ، بسند آخر ؛تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦ ، عن عبد الرحيم القصير مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنان بن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع :كفاية الأثر ، ص ٨٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٣ ، ح ١٠٠٩ ؛البحار ، ج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٤.

(٢) « الولاة » : جمع الوليّ ، ووليّ الأمر صاحبه. تقول : هو وليّ المرأة ، أي صاحب أمرها والحاكم عليها. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ص ٤٩٢ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤١٣ ( ولى ).

(٣) « العَيْبَةُ » : وِعاء من أدَم يكون فيها المتاع ، وما يجعل فيه الثياب. وزبِيلٌ من أدَم يُنْقل فيه الزرع المحصود إلى الجَرين. وعيبة الرجل : خاصّته وموضع سرّه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٣٤ ( عيب ).

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٣ ، مع زيادة في آخره ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ، وفيهما عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٠.

(٥) في « ب » : - « عن أبيه أسباط » ، لكنّ الظاهر ثبوته ، كما عليه أكثر النسخ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١.=

٤٧٣

كُلَيْبٍ(١) ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى(٢) فِضَّةٍ ، إِلَّا(٣) عَلى عِلْمِهِ ».(٤)

٥١١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ(٥) ، عَنْ سَدِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟

قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ(٦) وَحْيِ اللهِ ، وَ(٧) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ».(٨)

__________________

= وأمّا وجه سقوطه من « ب » ، فهو جواز النظر من « أسباط » في « عليّ بن أسباط » إلى « أسباط » في « أبيه أسباط » ، فوقع السقط.

(١) في « ض » : « كلب ». وسورة هذا ، هو سورة بن كليب الأسدي ، راجع :رجال البرقي ، ص ١٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٧ ، الرقم ١٤٤٠ ، ص ٢٢٢ ، الرقم ٢٩٨٠.

(٢) في الوافي : - « على ».

(٣) في حاشية « ف » : « بل ». وفيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٢ : « بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الظاهر ، وبكسر الهمزة وشدّ اللام على احتمال ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أسباط.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١١. (٥) في « ب ، بر » : « يرفعه ».

(٦) « التراجمة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرْجُمان ، أو التُرْجُمان ، وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر ؛ لأنّهم يفسّرون نطق الحقّ ولسان القرآن بلسان الإنسان. أو المراد أنّهم مفسّرون لجميع ما أوحى الله تعالى إلى الأنبياء ومبيّنوها. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٣ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٧. (٧) في « ب ، ض ، بر » والبصائر : - « و ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، وأبي عبدالله البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير.الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام بمن يشبّهون ممّن مضى ، ح ٧٠٩ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن الحسين ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ، =

٤٧٤

٥١٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - : اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الْأَشْقِيَاءِ(٢) مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلَايَةِ عَلِيٍّ وَالْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَإِنَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَقَدْ أَنْبَأَنِي جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ».(٣)

٥١٣/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ(٤) ،

__________________

= عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ». راجع :الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٧ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٥.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٢.

(١) في « ف » : « النضر بن سويد أو شعيب » وفي هامش المطبوع نقلاً من بعض النسخ : « النضر بن سويد ». وروى ‌محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطاب ] عن النضر بن شعيب في عدّةٍ من الأسناد ، وكذا في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب الأصحاب ، بل روى محمّد بن الحسين أكثر روايات النضر بن شعيب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ١٥٦ - ١٥٨ ، الرقم ١٣٠٤٦ ؛رجال النجاشي ، ص ٢٤٧ ، الرقم ٦٥٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٧٣ ، الرقم ٢٦٦.

وأمّا رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد ، فغير ثابتة ، وما ورد في بعض الأسناد من روايته عن النضر بن سويد ، قد وقع فيه التصحيف. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٢٨٩ ، ص ٢٩٨.

(٢) « على الأشقياء » خبر « استكمال حجّتي » أو متعلّق بـ « حجّتي » أو بـ « استكمال » و « مِن ترك » خبره ومتعلّق‌بالظرف المتقدّم عليه ، ويمكن أن يقرأ : « مَنْ ترك » بدلاً من « الأشقياء ». اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ١٠٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٨.

(٣)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما فرض الله عزّوجلّ ورسوله ، ح ٥٤٣. وفيبصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ١٢ ، عن محمّد بن الحسين مثله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٣.

(٤) « الوحدانيّة » : حالة الوَحدانيّ ، وهو المفارق للجماعة المنفرد بنفسه. وهو منسوب إلى الوحدة بمعنى ‌الانفراد ، بزيادة الألف والنون للمبالغة. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٠ ( وحد ).

٤٧٥

مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ ، فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ(١) لِذلِكَ الْأَمْرِ ، فَنَحْنُ هُمْ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَنَحْنُ حُجَجُ اللهِ فِي(٢) عِبَادِهِ ، وَخُزَّانُهُ عَلى عِلْمِهِ ، وَالْقَائِمُونَ بِذلِكَ ».(٣)

٥١٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ(٤) الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٥) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ، وَصَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا(٦) ، وَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، وَلَنَا نَطَقَتِ الشَّجَرَةُ(٧) ، وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللهُ ».(٨)

١٢ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا ‌(٩) يُؤْتى

٥١٥/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،

__________________

(١) في البصائر ، ص ٦١ : « ففرّدهم ».

(٢) في « ج » : « على ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٤ ، مع زيادة ؛ وص ١٠٤ ، ح ٧ ، وفيهما عن محمّد بن عبد الجبّار.التوحيد ، ص ١٥٢ ، ح ٩ ، بسنده ، عن ابن أبي يعفور ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع :الزهد ، ص ١٨٦ ، ح ٢٨٩.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٤.

(٤) في « ألف ، ج ، ض ، بف » : « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ موسى بن القاسم هو موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب‌البجلي. روى مسائل عليّ بن جعفر عنه ، ووردت روايته عنه في كثير من الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ١٠٧٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٤ ، الرقم ٣٧٧ ؛ وص ٤٥٣ ، الرقم ٧١٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٢٦ - ٥٣٢. فعليه في السند تحويلٌ. ويروي عن عليّ بن جعفر ، موسى بن القاسم بن معاوية والعمركي بن عليّ جميعاً. (٥) في « ج ، بح » : + « بن جعفر ».

(٦) في الوافي : « صورتنا ».

(٧) في « ج ، ض ، بح ، بر » والوافي : « الشجر ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ٩ ، بسنده عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن جعفرعليه‌السلام ،وفيه ، ص ١٠٥ ، ح ١٣ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، إلى قوله : « في سمائه وأرضه » ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب التوحيد ، باب النوادر ، ح ٣٦١ ؛ والتوحيد ، ص ١٥١ ، ح ٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٥. (٩) في « بح » : « فيها ». وفي « بر » : « يؤتى منها ».

٤٧٦

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، عَنِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام يَقُولُ(٢) : « الْأَئِمَّةُ خُلَفَاءُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي أَرْضِهِ ».(٣)

٥١٦/ ٢. عَنْهُ(٤) ، عَنْ مُعَلىًّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) : « الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الَّتِي يُؤْتى مِنْهَا ، وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ ».(٦)

٥١٧/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (٧) قال : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٨)

١٣ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام نُورُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٩)

٥١٨/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « الرضا ».

(٢) في « ج ، ف » : + « إنّ ».

(٣)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٦.

(٤) في « ب ، و » : « وعنه ».

(٥) في « ف » : + « إنّ ».

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٨.

(٧) النور (٢٤) : ٥٥.

(٨)تفسير فرات ، ص ٢٨٨ ، ح ٣٨٩ ، بسنده عن ابن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : نزلت في آل محمّدعليهم‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٧.

(٩) في حاشية « ف » : + « في الأرض ». وفي مرآة العقول : + « في أرضه ».

٤٧٧

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) (١) .

فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي(٢) الْأَرْضِ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ(٣) فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمْ وَاللهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَحْجُبُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ(٤) قُلُوبُهُمْ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَايُحِبُّنَا عَبْدٌ وَيَتَوَلَّانَا(٥) حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلْبَهُ ، وَلَايُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتّى يُسَلِّمَ(٦) لَنَا ، وَيَكُونَ سِلْماً(٧) لَنَا ، فَإِذَا(٨) كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ ، وَآمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ ».(٩)

٥١٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) إِلى قَوْلِهِ( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ

__________________

(١) التغابن (٦٤) : ٨.

(٢) في الوافي وتفسير القمّي : - « في ».

(٣) في « ج » : « الأئمّة ».

(٤) في الوافي : « فيظلم ».

(٥) عطف على المنفيّ. وفي حاشية « ج » : « ولا يتوَلاّنا ».

(٦) « حتّى يسلم » : إمّا من الإسلام بمعنى الانقياد ، أو من التسليم ؛ والسِّلم : خلاف الحرب. اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٥٤.

(٧) « السِلْم » و « السَلْم » : الصلح ، وضدّ الحرب. و « السَلَم » : الاستسلام والإذعان والانقياد. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجميع. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٩٣ ( سلم ).

(٨) في « ف » : « وإذا ».

(٩)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢٠.

٤٧٨

الْمُفْلِحُونَ ) (١) قَالَ : « النُّورُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ عَلِيٌّ(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٣)

٥٢٠/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : لَقَدْ آتَى اللهُ أَهْلَ الْكِتَابِ خَيْراً كَثِيراً ، قَالَ(٤) : « وَمَا ذَاكَ(٥) ؟ » قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ تَعَالى :( الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إِلى قَوْلِهِ :( أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) (٦) قَالَ : فَقَالَ : « قَدْ آتَاكُمُ اللهُ(٧) كَمَا آتَاهُمْ » ثُمَّ تَلَا :( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) (٨) « يَعْنِي إِماماً تَأْتَمُّونَ بِهِ ».(٩)

٥٢١/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (١٠) .

فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ؛ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ(١١) الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ،

__________________

(١) الأعراف (٧) : ١٥٧.

(٢) .في « ب ، ج ، ض ، بف » والوافي والبحار: - «عليّ».

(٣)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٨ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « النور عليّعليه‌السلام ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « يعني أميرالمومنينعليه‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٢ ؛البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣١٠ ، ح ١٠.

(٤) في « ف » : « وقال ».

(٥) في « ف » والوافي : « ذلك ».

(٦) القصص (٢٨) : ٥٢ - ٥٤.

(٧) في « ف ، بح » : - « الله ».

(٨) الحديد (٥٧) : ٢٨.

(٩)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٧٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام من قوله :( وَ يَجْعَل لَّكُمْ نُورًا ) مع زيادة في أوّله. راجع :تفسير فرات ، ص ٤٦٨ ، ح ٦١٢.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٣.

(١٠) التغابن (٦٤) : ٨.

(١١) في « ض » : + « نور ».

٤٧٩

وَيَحْجُبُ اللهُ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ(١) قُلُوبُهُمْ ، وَيَغْشَاهُمْ بِهَا ».(٢)

٥٢٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ) : « فَاطِمَةُعليها‌السلام »( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) : « الْحَسَنُ(٣) »( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ) : « الْحُسَيْنُ »( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) (٤) : « فَاطِمَةُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا »( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) : « إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام »( زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) : « لَا يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ »( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي‌ءُ ) : « يَكَادُ الْعِلْمُ يَنْفَجِرُ(٥) بِهَا »( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) : « إِمَامٌ مِنْهَا بَعْدَ إِمَامٍ »( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) : « يَهْدِي اللهُ لِلْأَئِمَّةِعليهم‌السلام مَنْ يَشَاءُ( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ) (٦) ».

قُلْتُ :( أَوْ كَظُلُمَاتٍ ) ؟ قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ،( يَغْشَاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) [( مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) (٧) ]( ظُلُمَاتٌ ) الثَّانِي(٨) ( بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ‌

__________________

(١) في « بف » وحاشية « ف » والوافي وحاشية بدر الدين : « فيُظْلِم ».

(٢)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢١. (٣) في « ف » : « المصباح الحسنعليه‌السلام » بدل « الحسن ».

(٤) « الدُرّيّ » و « الدِرّيّ » : منسوب إلى الدُرّ بصفائه ونقائه. ويجوز أن يكون منسوباً إلى الدرء ، بمعنى الدفع ، فأصله الدرّي‌ء ، قُلبت همزته ياءً وادغمت في الياء. وأمّا الدَرّيّ ، فعلى النسبة إلى الدُرّ على غير قياس. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( درر ). (٥) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وتفسير القمّي : « يتفجّر ».

(٦) النور (٢٤) : ٣٥.

(٧) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : -( مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ) .

(٨) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ - ٣٦٤ : « قوله : ظلمات الثاني - أي لفظ الظلمات الواقع ثانياً في الآية الموصوف فيها بأنّ بعضها فوق بعض - إشارة إلى معاوية وفتنة بني اُميّة ». أي هي مبتدأ خبره معاوية وفتن =

٤٨٠

اللهُ(١) وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ( إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ ) الْمُؤْمِنُ فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ(٢) ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ) :(٣) إِمَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَعليها‌السلام( فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) :(٤) إِمَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) (٥) : « أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْعى(٦) بَيْنَ يَدَيِ(٧) الْمُؤْمِنِينَ وَبِأَيْمَانِهِمْ حَتّى يُنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ(٨) أَهْلِ الْجَنَّةِ ».(٩)

* عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، عَنْ أَخِيهِ مُوسىعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.(١٠)

٥٢٣/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١١) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

__________________

= بني اُميّة. ثمّ احتمل أن يكون « فتن بني اُميّة » مبتدأ و « إذا أخرج يده » خبره ، أو تكون « ظلمات » مضافة إلى « الثاني » وخبره « بعضها فوق بعض » فيكون « معاوية » ابتداء كلام آخر ». ثمّ قال : « ويحتمل أن يكون « من » في قوله :( مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) ، إلى قوله : فتن بني اُميّة ، كلاماً واحداً ».

(١) في « ف » : - « لعنه الله ».

(٢) في « بر » : - « المؤمن في ظلمة فتنتهم ».

(٣) في « ج » : + « أي ».

(٤) النور (٢٤) : ٤٠.

(٥) الحديد (٥٧) : ١٢.

(٦) في « ج » : « يسعى نورهم ». وفي « ض ، ف ، بر » والوافي : « يسعى ».

(٧) في الوافي : « أيدي ».

(٨) في « ف » : « منزلة ».

(٩)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، بسنده عن صالح بن سهل الهمداني ، إلى قوله :( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ ) .تفسير فرات ، ص ٢٨٢ ، ح ٣٨٣ ، بسند آخر إلى قوله : « يكاد العلم ينفجر بها » مع اختلاف يسير. راجع :التوحيد ، ص ١٥٨ ، ح ٤.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٤ - ١٠٢٥.

(١٠)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٥.

(١١) هكذا في « جر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر محمّد بن‌الحسين [ بن أبي الخطّاب ] من الرواية عن [ الحسن ] بن محبوب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦ و ٤٣١ و ٤٣٣. يؤيّد ذلك ما يأتي ذيل ح ٧٦٧ ؛ من رواية محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل. وأمّا رواية محمّد بن الحسن عن الحسن بن محبوب ، فلم نجدها في موضع.

٤٨١

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) .

قَالَ : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بِأَفْوَاهِهِمْ ».

قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى :( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (٢) ؟

قَالَ : « يَقُولُ : وَاللهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ، وَالْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) (٣) » ، قَالَ : « النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ ».(٤)

١٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمْ أَرْكَانُ الْأَرْضِ ‌ (٥)

٥٢٤/ ١. أَحْمَدُ(٦) بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مِثْلُ(٧) مَا جَرى لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ١١٧٨ : + « الماضي ».

(٢) الصفّ (٦١) : ٨.

(٣) التغابن (٦٤) : ٨.

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل ١١٧٨ ، بسنده عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٢ ، ح ١٠٢٦.

(٥) في « ج » : - « هم ».

(٦) في البحار ، ج ٥٣ : « محمّد بن مهران ». وهو سهو ؛ فقد روى المصنّفقدس‌سره عن أحمد بن مهران في أسنادعديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٩.

(٧) في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٢٠٠ والبحار ، ح ١٦ : - « مثل ».

(٨) في « ج ، بح » : - « ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤٨٢

خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، الْمُتَعَقِّبُ(١) عَلَيْهِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُتَعَقِّبِ عَلَى اللهِ وَعَلى رَسُولِهِ ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ(٢) ، وَكَذلِكَ يَجْرِي(٣) لِأَئِمَّةِ الْهُدى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ(٤) ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا(٥) ، وَحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى(٦) .

وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَثِيراً مَا يَقُولُ : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ(٧) الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٨) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ‌

__________________

(١) « المتعقّب » ، أي الطاعن والمعترض والشاكّ ، تقول : تعقّبت عن الخبر ، إذا شككت فيه وعُدْتَ للسؤال عنه. أوالمتأمّل والمتدبّر في حقيقته ، تقول : تعقّبتُ الأمر ، إذا تدبّرتَه. أو الطالب للعثرة والعورة والـمُعيّب ، يقال : تعقّبه ، إذا طلب عثرته وعورته. أو المتأخّر ، بمعنى أنّه تأخّر عنه ولم يلحق به. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٧ - ٦١٩ ( عقب ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٦.

(٢) في « ب » : « لهلك ». وفي « ج ، ض ، بر ، بف » : « يهلك ».

(٣) في « ض » : « تجري ». وفي البصائر ، ص ٢٠٠ : « جرى على الأئمّة ». وضمير « يجري » راجع إلى « الفضل ».

(٤) في « ض ، و » : « واحد بعد واحد ».

(٥) « أن تميد بأهلها » ، أي تتحرّك وتميل بهم. يقال : ماد الشي‌ءُ يميد ميداناً ، أي تحرّك وزاغ واضطرب. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ( ميد ).

(٦) « الثرى » : التراب النديّ ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن نديّاً فهو تراب. أو التراب وكلّ طين لايكون لازباً إذا بُلّ. اُنظر :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ). (٧) في « ف » : « الفارق ».

(٨) « الـمِيسَم » : هي الحديدة التي يكوى بها. وأصله : مِوْسَم ، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ( وسم ). وقال الفيض في الوافي : « لـمّا كان بحبّه وبغضهعليه‌السلام يتميّز المؤمن من المنافق ، فكأنّه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق ». وفيحاشية بدرالدين ، ص ١٤٥ : « رأيت في نسخة معتبره مقروءة علي عدّة من الشيوخ تفسيرالميسم بخاتم سليمانعليه‌السلام ، وكأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمامعليه‌السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ، ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان ؛ فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة ، لاغيري من تيم وعدى. هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي ، وقد ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : « يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ». وانظر :تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٣٠.

٤٨٣

الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ وَالرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَتِهِ(١) وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى(٢) وَأُدْعى فَأُكْسى ، وَيُسْتَنْطَقُ وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ(٣) مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ(٤) خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ(٥) الْمَنَايَا(٦) وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(٧) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي(٨) ، أُبَشِّرُ(٩) بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنْهُ ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، مَكَّنَنِي فِيهِ(١٠) بِعِلْمِهِ ».(١١)

__________________

(١) « الحَمُولَة » : الإبل التي تحمل ، وكذلك كلّ ما احتمل عليه الحيّ من حمار أو غيره ، سواء كانت عليه الأحمال أولم تكن. و « الحُمُولة » : الأحمال. وكلاهما محتمل هنا. والمعنى : كلّفني الله ربّي مثل ما كلّف محمّداً من أعباء التكليف والهداية. وأمّا العبارة فقُرئت على ثلاثة أوجه : الأوّل : حُمِلْتُ على مثل حَمُولته أو حُمُولته. الثاني : حَمَلْتُ على مثل حُمُولته ، أي حملت أحمالي على مثل ما حملصلى‌الله‌عليه‌وآله أحماله عليه. الثالث : حُمِلَتْ عليّ مثل حُمُولته ، فالحُمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٨ ( حمل ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢١ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٤ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٠.

(٢) قال فيالوافي : « يدعى فيكسى ، يعني يوم القيامة. وكأنّ الدعوة كناية عن الإقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل والجهل ، وهو السير إلى الله في سلسلة العود. والكسوة كناية عن تغشّيهما بنور الجبّار ، وغفران إنّيّتهما في الجليل الغفّار ، واضمحلال وجودهما في الواحد القهّار ».

(٣) في حاشية « بر » : « حذو ».

(٤) في « ف » : « اُوتيتُ ».

(٥) في « ض » : + « علم ».

(٦) « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت من الـمَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس. اُنظر :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٧) في الوافي : « لم يغرب ». و « لم يَعْزُب » و « لم يَعزِب » ، أي لم يبعد ولم يغب. يقال : عَزَب عنّي فلان يَعْزُب‌ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ).

(٨) في « ب ، ض ، بح » : - « عنّي ». قال فيالوافي : « لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ « ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي. (٩) في البصائر ، ص ٢٠٠ : « أنشر ».

(١٠) في حاشية « بر » : « منه ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٠ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛وفيه ، ص ٢٦٦ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سلام ، عن مفضّل بن عمر ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » ، وفيهما مع اختلاف =

٤٨٤

* الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ ، ثُمَّ ذَكَرَ(١) الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.

٥٢٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٢) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَابْتَدَأَنَا(٣) ، فَقَالَ(٤) : « يَا سُلَيْمَانُ(٥) ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُؤْخَذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ ، الْمُعَيِّبُ(٦) عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ(٧) عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلى رَسُولِهِ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛

__________________

= يسير ؛وفيه ، ص ٢٦٨ ، ح ١١ ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » إلى قوله : « فصل الخطاب » ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛علل الشرائع ، ص ١٦٤ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبدالله بن عامر بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، وفيهما من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « أنا صاحب العصا والميسم » ؛الاختصاص ، ص ٢١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام باب الله » إلى قوله : « تحت الثرى ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٣ ، ح ١٠٢٧ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥١ إلى قوله : « لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الفضل على جميع من خلق الله » ؛ وج ٥٣ ، ص ١٠١ ، ح ١٢٤ ، من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « العصا والميسم ».

(١) في « بر » : + « مثل ».

(٢) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف » : « محمّد بن الحسين » وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما تقدّم فيالكافي ، ذيل‌ح ٢٥٠ ، قد تكرّرت رواية عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن متعاطفين عن سهل بن زياد. اُنظر : على سبيل المثال.الكافي ، ح ٢٧٦ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٣٣ و ٥٢٢ و ٦٠٩ و ٦١٢ و ٦٥٧ و ٦٦١.

(٣) في « بر » : + « بالسلام ».

(٤) في الوافي : « وقال ».

(٥) في « ف » : + « بن خالد ».

(٦) في حاشية« بف »: « المتعيّب ».وفي الأمالي:«العائب».

(٧) في حاشية « بف » : « كالمتعيّب ». وفي الأمالي : « كالعائب ».

(٨) في « ض ، بح » : « رسول الله ».

٤٨٥

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ(١) بِغَيْرِهِ هَلَكَ ، وَبِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَاحِدٌ(٢) بَعْدَ وَاحِدٍ ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَالْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ».

وَقَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(٣) ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٤) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ(٥) بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ(٦) لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ(٧) عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى وَيُسْتَنْطَقُ(٩) ، وَأُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(١٠) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي ، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللهُ فِيهِ(١١) بِإِذْنِهِ ».(١٢)

٥٢٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو(١٣) عَبْدِ اللهِ الرِّيَاحِيُّ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فَضْلُ(١٤) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى‌

__________________

(١) في الأمالي : « تمسّك ».

(٢) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بف » والأمالي : «واحداً».

(٣) في حاشية « بف » : « الأعظم ».

(٤) في « ف » : « الميسم والعصا ».

(٥) في « ف » : + « والرسل ».

(٦) في « ب ، ج » : + « به ».

(٧) في « ف ، بح » : « حمّلت ».

(٨) في « ب » : « محمّد رسول الله ». وفي « ج ، ض ، بح » : « رسول الله ».

(٩) في الأمالي : + « فينطق ».

(١٠) في « ض » : « لم يغرب ».

(١١) في حاشية « بر » : « منه ».

(١٢)الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٨ ، ح ٢ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، إلى قوله : « والأنساب وفصل الخطاب » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٨ ؛البحار ، ج ٥٣ ، ص ١٠٢ ، ذيل ح ١٢٤.

(١٣) في البصائر ، ص ٤١٦ : - « أبو ».

(١٤) في « ج ، بر » : « فضّل ». وقوله : « فَضْلُ » مبتدأ ، والموصول خبره. أو يقرأ : « فُضِّلَ ». أو يقرأ : « فَضِّلْ ». اُنظر :=

٤٨٦

عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) مَا(٢) لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى ‌حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بَابُ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلُهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَذلِكَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِنْ بَعْدِهِ ، وَجَرى لِلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.

جَعَلَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا ، وَعُمُدَ(٤) الْإِسْلَامِ ، وَرَابِطَةً(٥) عَلى سَبِيلِ(٦) هُدَاهُ(٧) ، لَايَهْتَدِي(٨) هَادٍ إِلَّا بِهُدَاهُمْ ، وَلَايَضِلُّ خَارِجٌ مِنَ الْهُدى إِلَّا بِتَقْصِيرٍ عَنْ حَقِّهِمْ(٩) ، أُمَنَاءُ اللهِ عَلى مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذُرٍ(١٠) أَوْ نُذُرٍ(١١) ، وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ فِي الْأَرْضِ ، يَجْرِي لِآخِرِهِمْ مِنَ اللهِ مِثْلُ الَّذِي جَرى لِأَوَّلِهِمْ ، وَلَايَصِلُ أَحَدٌ إِلى ذلِكَ إِلَّا‌

__________________

=شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٣ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦ ،مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٣.

(١) في « ب ، ض ، بح » : + « والفضل ».

(٢) في حاشية « ف » : « ما جرى ».

(٣) في البصائر ، ص ١٩٩ : « على الله ورسوله ».

(٤) في البصائر ، ص ١٩٩ : « وعهد ». و « العُمُد » و « العَمَد » : جمع الكثرة للعمود ، وجمع القلّة : الأعْمِدَة. هذا في‌اللغة ، واحتمل الفيض « العَمَد » مفرداً ، لاجمعاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١١ ( عمد ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦.

(٥) في « ض ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « رابطه ». وقوله : « رابطةً » ، أي لازمة لسبيل الهدى غير مفارقة عنه ، من الرِباط بمعنى الملازمة. أو مقيمة عليه ، من الرِباط وهو الإمامة في الثغور. أو شديدة ، أي جعلهم فرقة شديدة كأنّهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرابط بمعنى الشدّة. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٢ - ٣٠٣ ( ربط ).

(٦) في « ج » : « سبيله ».

(٧) في « ج ، ف » والبصائر ، ص ١٩٩ : - « هداة ».

(٨) في « ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي : « لا يهدى ».

(٩) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « لأنّهم ».

(١٠) « العُذُر » : مصدر عَذَر ، بمعنى محو الإساءة. أو جمع العذير ، بمعنى المعذرة. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٤٨ ( عذر ).

(١١) « النُذُر » : مصدر نَذَر ، بمعنى خوّف ، أي بمعنى الأنذار. أو جمع النذير ، بمعنى الإنذار. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( نذر ).

٤٨٧

بِعَوْنِ اللهِ.

وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، لَايَدْخُلُهَا(١) دَاخِلٌ إِلَّا عَلى حَدِّ قَسْمِي(٢) ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا الْإِمَامُ لِمَنْ بَعْدِي ، وَالْمُؤَدِّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلِي ، لَايَتَقَدَّمُنِي أَحَدٌ إِلَّا أَحْمَدُصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَعَلى(٣) سَبِيلٍ وَاحِدٍ ، إِلَّا أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ(٤) ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ السِّتَّ : عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْوَصَايَا وَفَصْلَ الْخِطَابِ(٥) ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ(٦) وَدَوْلَةِ(٧) الدُّوَلِ ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ(٨) الْمِيسَمِ ، وَالدَّابَّةُ الَّتِي تُكَلِّمُ النَّاسَ(٩) ».(١٠)

__________________

(١) في « ض ، بر » والبصائر ، ص ٤١٥ : « لايدخلهما ». وهو مقتضى السياق.

(٢) « القَسْم » : مصدر قَسَمْت الشي‌ء فانقسم. وأمّا « القِسْم » فهو الحظّ والنصيب من الخير. انظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٠ ( قسم ).

(٣) في « بس » : « على ».

(٤) فيالوافي : « يعني أنّه دعي باسمه في كتاب الله صريحاً بالرسالة والنبوّة ».

(٥) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « والأنساب ».

(٦) « الكرّات » : جمع الكرّة ، بمعنى الرَجْعَة والمرّة والحملة. اُنظر :المصباح المنير ، ص ٥٣٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٣ ( كرر ).

(٧) « الدَوْلَة » في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاُخرى. والجمع : الدِوَل. و « الدُولَة » في المال. يقال : صار الفي‌ء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا. والجمع : دُولات ودُوَل. و « الدَوْله » : الفعل والانتقال من حال إلى حال ، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء ، أو الغلبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٥٢ ( دول ).

(٨) في « بح » : - « العصا و ».

(٩) في « بح » : - « والدابّة التي تكلّم الناس ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٩٩ ، ح ١ ؛ وص ٤١٥ ، ح ٣ ، وفيهما عن عليّ بن حسّان ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ١٠ عن محمّد بن الحسين ، عن ابن حسّان ، وفي الأخيرين من قوله : « أنا قسيم » ، إلى قوله : « أنا الفاروق الأكبر ».وفيه ، ص ٢٠٠ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٩ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٣ ، إلى قوله : « وكذلك كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام من بعده » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٥٥ ، ذيل ح ٣.

٤٨٨

١٥ - بَابٌ نَادِرٌ جَامِعٌ فِي فَضْلِ الْإِمَامِعليه‌السلام (١) وَصِفَاتِهِ‌

٥٢٧/ ١. أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِرحمه‌الله رَفَعَهُ(٢) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنَّا مَعَ الرِّضَاعليه‌السلام بِمَرْوَ ، فَاجْتَمَعْنَا فِي(٣) الْجَامِعِ(٤) يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا ، فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ ، وَذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا ، فَدَخَلْتُ عَلى سَيِّدِيعليه‌السلام ، فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ ، فَتَبَسَّمَعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ :

« يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ ، جَهِلَ الْقَوْمُ ، وَخُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ(٥) ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فِيهِ(٦) تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٧) ، بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَالْحُدُودَ وَالْأَحْكَامَ ، وَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلاً(٨) ، فَقَالَ(٩) عَزَّ وَجَلَّ :( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (١٠) وَأَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - وَهِيَ آخِرُ عُمُرِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله -:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) (١١) وَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ ، وَلَمْ يَمْضِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ ، وَأَوْضَحَ لَهُمْ‌

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع وباقي النسخ : - «عليه‌السلام ».

(٢) في الأمالي : - « رفعه ».

(٣) في حاشية « بر » : + « مسجد ».

(٤) في « بح » والعيون والأمالي : + « في ».

(٥) في حاشية « ف ، بر ، بس » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « أديانهم ».

(٦) في « بر » : « وفيه ».

(٧) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) . وفي حاشية « ج » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « تفصيل ».

(٨) « الكمال » : التمام. وفيه ثلاث لغات : كَمَلٌ ، كَمُلٌ ، كَمِلٌ. والكسر أردؤها. ويقال : أعطه هذا المال كملاً ، أي كلّه.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٣ ( كمل ). (٩) في « ب ، ج ، ض ، بس » : + « الله ».

(١٠) الأنعام (٦) : ٣٨.

(١١) المائدة (٥) : ٣.

٤٨٩

سَبِيلَهُمْ ، وَتَرَكَهُمْ عَلى قَصْدِ(١) سَبِيلِ الْحَقِّ ، وَأَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاًعليه‌السلام عَلَماً وَإِمَاماً ، وَمَا تَرَكَ(٢) شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ ، فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، وَمَنْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ(٣) .

هَلْ يَعْرِفُونَ(٤) قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَمَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ ؛ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ؟ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً ، وَأَعْظَمُ شَأْناً ، وَأَعْلى مَكَاناً ، وَأَمْنَعُ جَانِباً ، وَأَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ ، أَوْ يُقِيمُوا(٥) إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ.

إِنَّ الْإِمَامَةَ(٦) خَصَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَعليه‌السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً ، وَفَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا ، وَأَشَادَ(٧) بِهَا(٨) ذِكْرَهُ ، فَقَالَ :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) فَقَالَ الْخَلِيلُعليه‌السلام سُرُوراً بِهَا(٩) :( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قَالَ اللهُ(١٠) تَبَارَكَ وَتَعَالى :( لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١١) فَأَبْطَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَصَارَتْ(١٢) فِي الصَّفْوَةِ(١٣) .

__________________

(١) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ : « القصد : الوسط بين الطرفين. وإضافته إلى السبيل وإضافة السبيل إلى الحقّ‌ بيانيّتان ، وتحتملان اللاميّة ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول. وفي المطبوع : + « [ لهم ] ».

(٣) في « ض ، ف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « به ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وكمال الدين والمعانى : « تعرفون ».

(٥) في « ض » : « يقولوا ».

(٦) في الغيبة : + « منزلة ».

(٧) في الأمالي : « فأشار ».

(٨) يقال : أشاده وأشاد به ، إذا أشاعه ورفع ذكره ، من أشَدْتُ البُنيان فهو مُشادٍ ، وشيّدته إذا طوّلته ، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥١٧ ( شيد ).

(٩) فيمرآة العقول : « سروراً بها ، مفعول له لقال ».

(١٠) في « ف » وتحف العقول : - « الله ».

(١١) البقرة (٢) : ١٢٤.

(١٢) في معاني الأخبار : « فصارت ».

(١٣) فيمرآة العقول : « الصفوة ، مثلّثة ، أي أهل الطهارة والعصمة ، من صفا الجوّ إذا لم يكن فيه غيم ، أو أهل الاصطفاء والاختيار الذين اختارهم الله من بين عباده لذلك ؛ لعصمتهم وفضلهم وشرفهم ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٨ ( صفو ).

٤٩٠

ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَالطَّهَارَةِ ، فَقَالَ :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ ، يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً(٢) فَقَرْناً حَتّى وَرَّثَهَا اللهُ تَعَالَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً ، فَقَلَّدَهَا(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام بِأَمْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -(٥) عَلى رَسْمِ(٦) مَا فَرَضَ اللهُ ، فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ(٧) الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالى(٨) :( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٩) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّعليه‌السلام خَاصَّةً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ إِذْ لَانَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ(١٠) هؤُلَاءِ الْجُهَّالُ؟

إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ(١١) الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْثُ(١٢) الْأَوْصِيَاءِ ، إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللهِ وَخِلَافَةُ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَمَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَمِيرَاثُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ(١٣) عليهما‌السلام .

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ٧٢ - ٧٣.

(٢) راجع في تفسيره ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.

(٣) آل عمران (٣) : ٦٨.

(٤) يقال : قلّدتُها قِلادةً ، أي جعلتها في عنقها ، ومنه تقليد الولاة الأعمال.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ( قلد ).

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع وسائر النسخ : - « عزّ وجلّ ».

(٦) في مرآة العقول : « الرسم : السنّة والطريقة ».

(٧) في « ب » : - « الله ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وعلا ».

(٩) الروم (٣٠) : ٥٦.

(١٠) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤١ : « الفعل إمّا مجهول ، والجهّال صفة لهؤلاء ، أو بدل. وإمّا معلوم ، والجهّال مفعول على الظاهر ، أو صفة ، أو بدل على الاحتمال ».

(١١) في « ف » : + « النبوّة و ».

(١٢) « الإرث » : مصدر ، وأصله الوِرْث ، فقُلبت الواو همزةً. وكثيراً مايطلق على الشي‌ء الموروث ، كما في هذا المقام. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١١١ - ١١٢ ( أرث ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤٢؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٣.

(١٣) في « ف » : + « بن عليّ ».

٤٩١

إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ(١) الدِّينِ ، وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَصَلَاحُ الدُّنْيَا ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِينَ(٢) ؛ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ(٣) الْإِسْلَامِ النَّامِي ، وَفَرْعُهُ(٤) السَّامِي(٥) ؛ بِالْإِمَامِ(٦) تَمَامُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ(٧) ، وَتَوْفِيرُ الْفَيْ‌ءِ(٨) وَالصَّدَقَاتِ ، وَإِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ، وَمَنْعُ الثُّغُورِ(٩) وَالْأَطْرَافِ.

الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللهِ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَ اللهِ ، وَيُقِيمُ حُدُودَ اللهِ ، وَيَذُبُّ(١٠) عَنْ دِينِ اللهِ ، وَيَدْعُو إِلى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ.

الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، الْمُجَلِّلَةِ(١١) بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ(١٢) ، وَهِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ‌

__________________

(١) « الزمام » من الزَمّ بمعنى الشدّ ، وهو الحبل الذي يجعل في البُرَة والخشبة ، أو الخيط الذي يشدّ في البُرَة أو في‌الخِشاش ، ثمّ يشدّ في طرفه المِقْوَد ، وقد يسمّى المِقْوَد زماماً. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٤٤ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٧٢ ( زمم ).

(٢) في « ف » : « زمام للدين ، ونظام للمسلمين ، وصلاح للدنيا ، وعزّ للمؤمنين ».

(٣) « الاُسّ » : أصل البناء ، وكذلك الأساس ، والأسس مقصور منه. وجمع الاُسّ : إساس. وجمع الأساس : اُسُس.الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٣ ( أسس ).

(٤) فرع كلّ شي‌ء أعلاه. ويقال : هو فَرع قومه : للشريف منهم.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ ( فرع ).

(٥) « السامي » : العالي المرتفع ، من سما الشي‌ءُ يَسْمُوا سُمُوّاً ، أي ارتفع وعلا. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٧ (سمو). (٦) في حاشية « بح » : « بالإمامة ».

(٧) في حاشية « ج » : « والصيام والجهاد » بدل « والجهاد والصيام ».

(٨) أصل الفي‌ء : الرجوع. يقال : فاءَ يفي‌ء فِئَةً وفُيُوءاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨ ( فيأ ).

(٩) « الثُغور » : جمع الثَغْر ، وهو ما يلي دارالحرب ، وموضع المخافة في فروج البلدان ، والموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٣ ( ثغر ).

(١٠) في شرح المازندراني : « الذبّ : الدفع والمنع. حذف مفعوله ؛ للدلالة على التعميم ، أي يدفع عن دين الله كلّ ما لايليق به من الزيادة والنقصان ». وانظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « المـُجَلِّلة » : المـُغَطِّيَة. يقال : جلّل المطر الأرضَ ، أي عمّها وطبّقَها فلم يَدَع شيئاً إلّاغطّى عليه. ومنه يقال : جلَّلتُ الشي‌ء ، إذا غطّيتَه. اُنظر :المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).

(١٢) في « بر » : « العالم ».

٤٩٢

لَا تَنَالُهَا(١) الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارُ.

الْإِمَامُ : الْبَدْرُ الْمُنِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الزَّاهِرُ(٢) ، وَالنُّورُ السَّاطِعُ(٣) ، وَالنَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ(٤) الدُّجى(٥) ، وَأَجْوَازِ(٦) الْبُلْدَانِ وَالْقِفَارِ(٧) ، وَلُجَجِ(٨) الْبِحَارِ.

الْإِمَامُ : الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَاءِ(٩) ، وَالدَّالُّ عَلَى الْهُدى ، وَالْمُنْجِي مِنَ الرَّدى(١٠) .

الْإِمَامُ(١١) : النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ(١٢) ، الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلى(١٣) بِهِ ، وَالدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ(١٤) ،

__________________

(١) في « ف » : « لاينالها ».

(٢) « الزاهر » : المضي‌ء. يقال : زَهَرتِ النارُ زُهُوراً ، أي أضاءت. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٤ ( زهر ).

(٣) « الساطع » : المرتفع. يقال : سطع الغبارُ والرائحةُ والصبحُ ، يَسْطَع سُطُوعاً ، أي ارتفع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٢٩ ( سطع ).

(٤) « الغَياهِبُ » : جمع الغَيْهَب بمعنى الظلمة. يقال : فرس أدهمُ غَيْهَبٌ ، إذا اشتدّ سواده. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٦ ( غهب ).

(٥) « الدُجَى » : الظلمة ، أو جمع الدُجْيَة بمعناها. وقد يعبّر عنها عن الليل ، فالإضافة بيانيّة للمبالغة ، أو بتقدير « في ». اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٤ ( دجو ).

(٦) « الأجواز » : جمع الجَوْز ، وهو وسط كلّ شي‌ء. في شرح المازندراني : « والمراد بها ما بين البلدان من القفار ، والقفارُ بدل منها. وأمّا جعله جمع الحوزة - بالحاء المهملة بمعنى الناحية - فهو بعيد لفظاً ؛ لأنّه لم يثبت جمعها كذلك ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧١ ( جوز ).

(٧) « القِفار » : جمع القفر ، وهي مفازة لا ماء فيها ولا نبات. يقال : أرض قَفْر ، وقَفْرَة أيضاً.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٧ ( قفر ).

(٨) « اللُجَج » : جمع اللُجّة ، ولُجّة البحر : حيث لايدرك قعره ، أو الماء الكثير الذي لايرى طرفاه ، ولجّة الماء : مُعْظَمه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ( لجج ).

(٩) « الظَمَأ » : شدّة العطش. قال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالكسر والمدّ ، وهو جمع ظامئ ، وهو بعيد ». وانظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ( ظمأ ).

(١٠) « الرَدَى » : مصدر رَدِيَ يَرْدَى ، بمعنى هلك. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٥ ( ردى ).

(١١) في شرح المازندراني والعيون : « والإمام ».

(١٢) « اليَفاع » : ما ارتفع من الأرض.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ( يفع ).

(١٣) « الاصطلاء » : افتعال من صِلا النارِ والتسخّن بها.النهاية ، ج ٣ ، ص ٥١ ( صلو ).

(١٤) في الأمالي : « على المسالك ».

٤٩٣

مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ.

الْإِمَامُ : السَّحَابُ الْمَاطِرُ ، وَالْغَيْثُ الْهَاطِلُ(١) ، وَالشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ ، وَالسَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ ، وَالْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ ، وَالْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ(٢) ، وَالْغَدِيرُ(٣) وَالرَّوْضَةُ(٤) .

الْإِمَامُ : الْأَنِيسُ(٥) الرَّفِيقُ(٦) ، وَالْوَالِدُ الشَّفِيقُ ، وَالْأَخُ الشَّقِيقُ(٧) ، وَالْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ ، وَمَفْزَعُ(٨) الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ(٩) النَّآدِ.

الْإِمَامُ : أَمِينُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَخَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ ، وَالدَّاعِي إِلَى اللهِ ، وَالذَّابُّ(١٠) عَنْ حُرَمِ(١١) اللهِ.

__________________

(١) « الهاطل » : المطر المتفرّق ، العظيم القطر ، وهو مطر دائم مع سكون وضعف. أو هو من الهَطْل بمعنى تتابع‌ المطر والدمع وسيلانه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٩٨ ( هطل ).

(٢) في « بح ، بف » : « الغريزة ». و « الغزير » : الكثير من كلّ شي‌ء. و « الغزيرة » : الكثير الدَرّ ، ومن الآبار والينابيع : الكثير ، الماء ، ومن العيون : الكثيرة الدمع ؛ من الغَزارَة بمعنى الكثرة. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٩ ( غزر ).

(٣) « الغدير » : القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فعيل بمعنى مُفاعَل ، من غادره. أو مُفْعَل من أغدره. ويقال : هو فعيل بمعنى فاعل ؛ لأنّه يَغْدِر بأهله ، أي ينقطع عند شدّة الحاجة إليه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٧ ( غدر ).

(٤) « الروضة » : الأرض ذات الخُضْرة ، والبستان الحسن ، والموضع الذي يجتمع إليه الماء يكثر نبته. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٦٢ ( روض ).

(٥) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « الأمين ».

(٦) قوله : « الرفيق » : المرافِق ، والجمع الرفقاء ، وهو أيضاً واحد وجمع ، مثل الصديق. مأخوذ من الرِفق ، وهو ضدّ العنف والخرق. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٢ ( رفق ).

(٧) فيالصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٤ ( شقق ) : « هذا شقيق هذا ، إذا انشقّ الشي‌ء بنصفين ، فكلّ واحد منهما شقيق الآخر ، ومنه يقال : فلانٌ شقيق فلان ، أي أخوه ». وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( شقق ) : « شقيق الرجل : أخوه لأبيه واُمّه ، ويجمع على أشقّاء ».

(٨) « المفزع » : المـَلجأ في الفَزَع والخوف. يقال : فَزِعتُ إليه فأفزعني ، أي لجأتُ إليه من الفزع فأغاثني. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٨ ( فزع ).

(٩) « الداهِية » : الأمر العظيم. والنَآد والنَآدى بمعناها. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤٤ ( دهى ) ؛ وج ٢ ، ص ٥٤١ (نأد ).

(١٠) « الذابّ » : المانع والدافع ، من الذبّ بمعنى المنع والدفع. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « الحُرَم » : جمع الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وظاهر المازندراني هو : حَرَم ؛ حيث قال في شرحه ، =

٤٩٤

الْإِمَامُ : الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ(١) الْمُبَرَّأُ عَنِ(٢) الْعُيُوبِ ، الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ ، الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ ، نِظَامُ الدِّينِ ، وَعِزُّ الْمُسْلِمِينَ ، وَغَيْظُ الْمُنَافِقِينَ ، وَبَوَارُ(٣) الْكَافِرِينَ.

الْإِمَامُ : وَاحِدُ دَهْرِهِ ، لَايُدَانِيهِ أَحَدٌ ، وَلَايُعَادِلُهُ عَالِمٌ(٤) ، وَلَايُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ وَلَانَظِيرٌ ، مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلَا اكْتِسَابٍ ، بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ.

فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ ، أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ(٥) ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، ضَلَّتِ الْعُقُولُ ، وَتَاهَتِ(٦) الْحُلُومُ(٧) ، وَحَارَتِ الْأَلْبَابُ ، وَخَسَأَتِ(٨) الْعُيُونُ(٩) ، وَتَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ ، وَتَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ ، وَتَقَاصَرَتِ(١٠) الْحُلَمَاءُ ، وَحَصِرَتِ(١١) الْخُطَبَاءُ ، وَجَهِلَتِ(١٢) الْأَلِبَّاءُ(١٣) ، وَكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ ، وَعَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ ، وَعَيِيَتِ(١٤) الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ ، أَوْ فَضِيلَةٍ‌

__________________

= ج ٥ ص ٢٥١ : « لعلّ المراد به حرم مكّة. والإمام يدفع عنه ما لايجوز وقوعه فيه ، ويمنع الناس من هتك حرمته ». وانظر :المصباح المنير ، ص ١٣١ - ١٣٢ ( حرم ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٦.

(١) في الأمالي وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : - « و ».

(٢) في « ج ، بح ، بس ، بف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « من ».

(٣) « البوار » : الهلاك. يقال : بار فلان ، أي هلك ، وأباره الله : أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ - ٥٩٨ (بور).

(٤) في « ج » : « عادل ».

(٥) في تحف العقول : « أو كنه وصفه » بدل « أو يمكنه اختياره ».

(٦) « تاهت » : تحيّرت. يقال : تاهَ في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(٧) « الحِلْم » : الأناة والعقل. وجمعه : أحلام وحُلُوم.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ).

(٨) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « وحسرت ».

(٩) « خسأت العيون » ، أي سَدِرت وكلّت وأعيت وتحيّرت. انظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥ ( خسأ ).

(١٠) في حاشية « بف » : « قصرت ». و « تقاصرت » ، أي أظهرت القِصَر. قال المجلسي فيمرآة العقول : « التقاصر : مبالغة في القصر ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٤ ( قصر ).

(١١) في مرآة العقول : « حصر ». و « حَصِرَت » ، أي عَيِيَت وعجزت عن النطق ، من الحَصَر بمعنى العَيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣١ ( حصر ).

(١٢) في المعاني : « ذهلت ».

(١٣) في « بح ، بس ، بف » والأمالي : « الألباب ».

(١٤) « عَيِيَتْ » : عجزت ، من العيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٢ ؛لسان العرب ؛ ج ١٥ ،=

٤٩٥

مِنْ فَضَائِلِهِ ، وَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ(١) ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ، وَيُغْنِي غِنَاهُ(٢) ؟ لَا(٣) ، كَيْفَ؟ وَأَنّى(٤) ؟ وَهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ(٥) مِنْ(٦) يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ ، وَوَصْفِ الْوَاصِفِينَ ، فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هذَا؟ وَأَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هذَا؟ وَأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هذَا؟

أَتَظُنُّونَ(٧) أَنَّ ذلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ(٨) مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) ؟ كَذَبَتْهُمْ(١٠) وَاللهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَمَنَّتْهُمُ(١١) الْأَبَاطِيلَ ، فَارْتَقَوْا مُرْتَقاً صَعْباً دَحْضاً(١٢) تَزِلُّ(١٣) عَنْهُ(١٤) إِلَى‌

__________________

=ص ١١١ - ١١٢ ( عيى ).

(١) في « بح » : « كنهه ». وفي تحف العقول : « بكيفيّته ».

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « الغناء - بالفتح - : النفع ».

(٣) « لا » تأكيد للنفي الضمنيّ المستفاد من الاستفهام للمبالغة فيه ، أو تصريح بالإنكار المفهوم منه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧.

(٤) في الأمالي : « أين ».

(٥) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « والنجم هو مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرئيٌّ ؛ لأنّ حيث‌لايضاف إلّا إلى الجمل ». (٦) في « ف » وتحف العقول : « عن ».

(٧) في « بس » : « أيظنّون ». وفي الأمالي والعيون والمعاني « أظنّوا ». وفي كمال الدين : « ظنّوا ».

(٨) في « بر » : - « الرسول ».

(٩) في « ب » : « صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله و عليهم السلام ». وفي « بس » : « صلوات الله عليه ». وفي « بف » : « صلّى الله عليه و عليهم السلام ».

(١٠) « كذَبَتْهُم » ، أي لم تصدقهم فتقول لهم الكذب. قرأها المازندراني في شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٥٨ بالتشديد ؛ حيث قال : « أي أنفسهم تكذّبهم وتنسبهم إلى الكذب ». وهو المحتمل عند المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧. وانظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٠٦ ( كذب ).

(١١) « مَنَّتْهم » ، أي أضعفتهم وأعيتهم وأعجزتهم. يقال : منّه اليسير ، أي أضعفه وأعياه. وفي شرح المازندراني : « واحتمال أن يكون المراد : منّت عليهم الأباطيل ، من المِنَّة بالكسر بعيد لفظاً ومعنىً ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٧ ( منن ).

(١٢) « الدَحْض » و « الدَحَض » : الزلق. يقال : مكان دَحْض ودَحَض ، أي زَلَق ، وهو الموضع الذي لاتثبت عليه قدم. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).

(١٣) في كمال الدين : « تذلّ ».

(١٤) في « ف » : « معه ». وفي تحف العقول : « زلّت بهم ».

٤٩٦

الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ ، رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ(١) بَائِرَةٍ(٢) نَاقِصَةٍ(٣) ، وَآرَاءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً(٤) ،( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) (٥) .

وَلَقَدْ رَامُوا(٦) صَعْباً ، وَقَالُوا إِفْكاً ، وَضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً ، وَوَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ(٧) تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) (٨) .

رَغِبُوا(٩) عَنِ اخْتِيَارِ اللهِ وَاخْتِيَارِ رَسُولِ اللهِ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَهْلِ بَيْتِهِ(١١) إِلَى اخْتِيَارِهِمْ ، وَالْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ :( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) مِنْ أَمْرِهِمْ(١٢)

__________________

(١) في العيون : « جائرة ».

(٢) يقال : رجل حائر بائر ، أي لم يتّجه لشي‌ء ولا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٦ ( بور ).

(٣) في « بس » : - « ناقصة ».

(٤) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « وقال الصفواني في حديثه ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بعد ذلك : وقال الصفواني في حديثه :( قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ثمّ اجتمعا في الرواية. أقول : رواة نسخ الكليني كثيرة ، أشهرهم الصفواني والنعماني ، فبعض الرواة المتأخّرة عنهم عارضوا النسخ وأشاروا إلى الاختلاف ، فالأصل برواية النعماني ولم يكن فيه :( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، وكان في رواية الصفواني ، فأشار هنا إلى الاختلاف ».

(٥) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « ثمّ اجتمعنا في الرواية ». وقوله :( أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، أي كيف يكذّبون على الله ورسوله ؛ من الإفك بمعنى الكذب. أو كيف يصرفون عن الحقّ إلى الباطل ؛ من الإفك بمعنى القلب والصرف. قال الراغب في مفرداتألفاظ القرآن ، ص ٧٩ ( أفك ) : « الإفك كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ثمّ قال في المعنى : « أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل ، ومن الصدق في المقال إلى الكذب ، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ». وانظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٣ ( أفك ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٦٠. والآية في التوبة (٩) : ٣٠ ؛ والمنافقون (٦٣) : ٤.

(٦) في « بر ، بس » والعيون وكمال الدين والمعاني : « لقد راموا » بدون الواو.

(٧) في « ج » : « إذا ».

(٨) العنكبوت (٢٩) : ٣٨.

(٩) في « بس » والعيون : « ورغبوا ».

(١٠) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « رسوله ».

(١١) في « ض ، ف ، بر ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « وأهل بيته ».

(١٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : - « من أمرهم ».

٤٩٧

( سُبْحَانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (١) وَقَالَ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٣) الْآيَةَ ، وَقَالَ :( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) (٤) .

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ) (٥) أَمْ( طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) (٦) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ ) (٧) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) (٨) بَلْ هُوَ( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَآءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٩) فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ؟!

وَالْإِمَامُ : عَالِمٌ لَايَجْهَلُ(١٠) ، وَرَاعٍ(١١) لَايَنْكُلُ(١٢) ، مَعْدِنُ(١٣) الْقُدْسِ(١٤) وَالطَّهَارَةِ ،

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٦٨.

(٢) في « ج » : + « الله ».

(٣) الأحزاب (٣٣) : ٣٦.

(٤) القلم (٦٨) : ٣٦ - ٤١.

(٥) محمّد (٤٧) : ٢٤.

(٦) التوبة (٩) : ٨٧.

(٧) الأنفال (٨) : ٢١ - ٢٣.

(٨) البقرة (٢) : ٩٣.

(٩) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.

(١٠) فيشرح المازندراني : « ليس « لايجهل » للتأكيد ، بل للاحتراز ؛ إذ كلّ أحد عالم في الجملة ، وهذا القدر لايكفي ‌في الإمام بل لابدّ فيه أن لايجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة ، وإلّا لبطل الغرض من الإمامة ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والوافي والمعاني « داعٍ ». وفي « بس » : « واعٍ ».

(١٢) لايَنْكُلُ ، لايَنْكَلُ ، لايَنْكِلُ : لاينكص ولا يضعف ولا يجبن ولا يمتنع ، والاُولى أجود. والناكِل : الجبان الضعيف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٧٧ - ٦٧٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ ( نكل ).

(١٣) « المـَعْدِن » : اسم مكان من عَدْنٍ بمعنى الإقامة ، وهو موضع الإقامة ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. قال المجلسي في مرآة العقول : « بكسر الدال وفتحها ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٢ ( عدن ).

(١٤) « القُدْس » و « القُدُس » : الطُهر والبراءة من العيوب ، اسم ومصدر ، ومنه قيل : حظيرة القُدْس. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٠ ( قدس ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٤.

٤٩٨

وَالنُّسُكِ(١) وَالزَّهَادَةِ ، وَالْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ ، مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ(٢) الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَسْلِ(٣) الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ(٤) ، لَا(٥) مَغْمَزَ(٦) فِيهِ فِي نَسَبٍ ، وَلَايُدَانِيهِ(٧) ذُو حَسَبٍ(٨) ، فِي الْبَيْتِ(٩) مِنْ قُرَيْشٍ ، وَالذِّرْوَةِ(١٠) مِنْ هَاشِمٍ ، وَالْعِتْرَةِ(١١) مِنَ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرِّضَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، شَرَفُ الْأَشْرَافِ ، وَالْفَرْعُ(١٢) مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ، نَامِي الْعِلْمِ(١٣) ، كَامِلُ الْحِلْمِ(١٤) ، مُضْطَلِعٌ‌

__________________

(١) « النُسْك » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. وفي شرح المازندراني : « والظاهر أنّ « النسك » هنا بفتح النون وسكون السين مصدر ؛ ليلائم الزهادة ، وأمّا « النسك » بضمّها فمع فوات الملاءمة يوجب التكرار في العبادة إلّا أن يخصّص بنوع منها ، مثل نسك الحجّ ». وانظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).

(٢) في شرح المازندراني : « الدعوة إمّا بفتح الدال وإمّا بكسرها ، أي مخصوص بدِعْوَته إلى الرسول ونسبته إليه ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٦ ( دعو ).

(٣) احتمل المازندراني في شرحه كون « نسل » بالرفع عطفاً على « معدن القدس » أو على « عالم لايجهل ».

(٤) « البَتُول » ، من البَتْل بمعنى القطع ، سمّيت سيّدتنا فاطمةعليها‌السلام البتولَ لانقطاعها عن النساء فضلاً وديناً وحسباً ، أولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. اُنظر :معاني الأخبار ، ص ٦٤ ؛علل الشرائع ، ص ١٨١ ؛روضة الواعظين ، ص ١٤٩ ؛النهاية ؛ ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ). (٥) في شرح المازندراني : « ولا ».

(٦) « المـَغْمَز » : اسم مكان من الغَمْز بمعنى العيب. يقال : ليس في فلان غَمِيزَة ولا غَمِيز ولا مَغْمَزٌ ، أي ما فيه ما يُغْمَزُ فيُعاب به ، ولا مَطْعَنٌ ، والمراد هنا : ليس في نسبه لكونه شريفاً رفيعاً عيب يطعن به. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٩٠ ( غمز ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٠.

(٧) في كمال الدين : + « دنس ، له المنزلة الأعلى لا يبلغها ».

(٨) « الحَسَب » في الأصل : الشرف بالآباء وما يعدّه الناس من مفاخرهم ، وقال ابن السكّيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لايكونان إلّابالآباء. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨١ ( حسب ). (٩) في العيون : « فالنسب ». وفي تحف العقول : « فالبيت ».

(١٠) ذِرْوَة الشي‌ء وذُرْوَته : أعلاه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ ( ذرو ).

(١١) عِتْرَة الرجل : أخصّ أقاربه.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ( عتر ).

(١٢) فَرْع كلّ شي‌ء : أعلاه ، وفَرْع كلّ قوم هو الشريف منهم ، والفَرَع : أوّل ما تلده الناقة. قال المازندراني في‌ شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ : « وفرع الرجل أوّل أولاده ، وكان هاشم أوّل أولاد عبد مناف وأشرفهم ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ (فرع).

(١٣) « نامي العلم » ، أي يزداد علمه ، من نما الشي‌ء ، إذا زاد وارتفع. أو بلّغ علمه ورفعه ، من نما خيراً ، إذا بلّغه على وجه الإصلاح وطلب الخير ورفعه. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢١ ( نمو ).

(١٤) « الحِلْم » : العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء. والجمع : الأحلام.=

٤٩٩

بِالْإِمَامَةِ(١) ، عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ(٢) ، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ، قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللهِ ، حَافِظٌ لِدِينِ اللهِ.

إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - يُوَفِّقُهُمُ اللهُ ، وَيُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ(٣) عِلْمِهِ وَحِكَمِهِ مَا لَايُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ ؛ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ(٤) أَهْلِ الزَّمَانِ(٥) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(٦) :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَّا يَهِدِّي إلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٧) وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٨) وَقَوْلِهِ فِي طَالُوتَ(٩) :( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشآءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (١٠) وَقَالَ لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَنْزَلَ [ اللهُ ](١١) عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (١٢) ‌...........................

__________________

=اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(١) « مُضْطَلِعٌ بالإمامة » أي قويّ عليها ، يقال : فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ، أي قويّ عليه ، وهو مفتعل من الضَلاعَة بمعنى القوّة وشدّة الأضلاع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥١ ( ضلع ).

(٢) « السِياسَة » : القيام على الشي‌ء بما يُصْلِحُه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢١ ( سوس ).

(٣) في « بف » : « مخزن ».

(٤) في « ض » : - « علم ».

(٥) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ف ، بح ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « زمانهم ». وفي الوافي : « أزمانهم ».

(٦) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وتعالى ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ ». وقوله : « في قوله تعالى » متعلّق بمقدّر. و « في » للظرفيّة ، أو السببيّة ، أي ذلك مذكور في قوله تعالى ، أو بسبب قوله تعالى. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٦. (٧) يونس (١٠) : ٣٥.

(٨) البقرة (٢) : ٢٦٩.

(٩) « طالوت » : اسم أعجميّ غير منصرف. قيل : أصله : طَوَلوت ، من الطُول ، فقلبت الواو ألفاً. قال المحقّق الشعراني : « والصحيح أنّ طالوت غير عربيّ ، بل معرّب عن كلمة عبريّة مع تغيير جوهريّ في حروفه ، وكان أصله شاول ، فهو مثل يحيى معرّب يوحان ، وعيسى معرّب يشوعا ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٦.

(١٠) البقرة (٢) : ٢٤٧.

(١١) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : - « الله ». قال المجلسي فيمرآة العقول : « فالتغيير إمّا من النسّاخ ، أو منهعليه‌السلام نقلاً بالمعنى ». (١٢) النساء (٤) : ١١٣.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722