الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 303701 / تحميل: 11031
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

(٢) ـ ترجمة ابن قتيبة : (٢١٣ ـ ٢٧٦ ه‍)

هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (أبو محمّد) ، من أئمة الأدب والتاريخ والنحو وغيرها من العلوم ، وهو من المصنفين المكثرين. ولد ببغداد سنة [٢١٣ ه‍ / ٨٢٨ م] وسكن الكوفة ، ثم ولي قضاء الدينور مدة فنسب إليها. وتوفي ببغداد سنة [٢٧٦ ه‍ / ٨٨٩ م].

ومن كتبه : تأويل مختلف الحديث ـ أدب الكاتب ، ـ المعارف ، ـ وكتابي المعاني ، ـ عيون الأخبار ، ـ الشعر والشعراء ، ـ الإمامة والسياسة (ويعرف بتاريخ الخلفاء) ، ـ كتاب الشربة ، ـ الرّد على الشعوبية ، ـ فضل العرب على العجم ، ـ مشكل القرآن ، ـ الاشتقاق لغريب القرآن ، ـ المسائل والأجوبة ، وغير ذلك.

فهو من علماء العرب الذين يشار إليهم بالبنان ، الذين أفادوا اللغة العربية وأهلها أيما إفادة.

رحمه‌الله وجزاه خير الجزاء ، على ما قدمت يداه من خير ، وما حوى جنانه من علم ، إنه سميع الدعاء.

(٣) ترجمة البلاذري : (٠٠٠ ـ ٢٧٩ ه‍)

أبو الحسن ، أحمد بن يحيى بن داود البغدادي الكاتب. سمع بدمشق وبأنطاكية وبالعراق على جماعة ، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام ، وعثمان بن أبي سيبة ، وعلي ابن المديني ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي.

وكان أديبا راوية ، له كتب جياد. ومدح المأمون بمدائح ، وجالس المتوكل.وتوفي أيام المعتمد في رجب سنة ٢٧٧ ه‍ فجأة ببغداد ، ودفن بسرّ من رأى.

ومن مؤلفاته : كتاب البلدان الصغير (فتوح البلدان) ، وكتاب البلدان الكبير ، ولم يتمّه. وكتاب الأخبار والأنساب ، وهو عند ياقوت الحموي (جمل نسب الأشراف) يعني كتاب (أنساب الأشراف). ويقصد في كتابه (بالأشراف) عليه القوم والنبلاء والعرب الخلّص ، وليس أهل البيتعليه‌السلام كما هو متعارف.

(٤) ترجمة أبي حنيفة الدينوري : ٠٠٠ ـ ٢٩٢ ه‍)

أبو حنيفة ، أحمد بن داود بن ونند الدينوري. مهندس مؤرخ نباتي ، من نوابغ الدهر.

٦١

قال أبو حيان التوحيدي : جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب.

له تصانيف نافعة ، منها : الأخبار الطوال ، ـ مختصر في التاريخ ، ـ الأنواء ، ـ النبات (وهو من أجلّ كتبه) ، ـ تفسير القرآن (١٣ مجلدا) ، ـ ما تلحن فيه العامة ، ـ الشعر والشعراء ، ـ الفصاحة ، ـ البحث في حساب الهند ، ـ الجبر والمقابلة ، ـ البلدان ، ـ إصلاح المنطق.

وللمؤرخين ثناء كبير عليه وعلى كتبه.

(٥) ـ ترجمة اليعقوبي : (٠٠٠ ـ ٢٩٢ ه‍)

أبو يعقوب ، أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح ، الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي.

مؤرّخ جغرافي كثير الأسفار ، شيعي من أهل بغداد.

كان جده من موالي المنصور العباسي. رحل إلى المغرب وأقام مدة في أرمينيا.ودخل الهند ، وزار الأقطار العربية.

وصنف كتبا جيدة ، منها (تاريخ اليعقوبي) انتهى به إلى خلافة المعتمد العباسي.وكتاب البلدان ، ـ وأخبار الأمم السالفة ، ـ ورسالة مشاكلة الناس لزمانهم.

واختلف المؤرخون في سنة وفاته ، فقال ياقوت الحموي : سنة ٢٨٤ ه‍ ، ونقل غيره ٢٨٢ ه‍ ، وقيل ٢٧٨ ه‍ أو بعدها. وترجّح رواية ٢٩٢ ه‍ التي أوردها ناشر الطبعة الثانية من التاريخ ، إذ وجد في كتاب (البلدان) أبياتا لليعقوبي نظمها سنة ٢٩٢ ه‍ (راجع كتاب الأعلام للزركلي).

(٦) ترجمة ابن جرير الطبري : (٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍)

هو أبو جعفر ، محمّد بن جرير بن يزيد الطبري ، المحدث الفقيه المؤرخ ، علامة وقته ووحيد زمانه ، الذي جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره.صاحب المصنفات الكثيرة ، منها : التفسير الكبير ، ـ والتاريخ الشهير ، ـ وكتاب طرق حديث الغدير المسمى ب (كتاب الولاية) ، الذي قال فيه الذهبي : إني وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه.

وعن أبي محمد الفرغاني أن قوما من تلامذة محمد بن جرير الطبري حسبوا له منذ بلغ الحلم حتى مات ، ثم قسّموا على تلك المدة أوراق مصنفاته ، فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة.

٦٢

وقال ابن خلكان عن الطبري : إنه كان ثقة في نقله ، وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها. كانت ولادته بآمل طبرستان سنة ٢٢٤ ه‍ ، وتوفي سنة ٣١٠ ه‍ في بغداد ، وعمره ٨٦ سنة.

(٧) ترجمة ابن أعثم الكوفي : (٠٠٠ ـ ٣١٤)

أبو محمد ، أحمد بن علي بن أعثم ، وفي بعض المصادر حرّف الاسم إلى محمّد بن عليّ.

جاء في دائرة المعارف الإسلامية أنه محمّد بن علي ، والصواب أنه (أبو محمّد) أحمد بن علي المعروف بأعثم. وما في دائرة المعارف تصحيف ، فجعل محمد مكان (أبي محمد) وأسقط أحمد. واسم أبيه عليّ ، وأعثم لقبه.

ثم جاء في دائرة المعارف : أنه ألف تاريخا قصصيا عن الخلفاء الأول وغزواتهم متأثرا بمذهب الشيعة. ونقل هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية محمد بن محمد المستوفي الهروي ، وطبع طبعة حجرية في بومباي سنة ١٣٠٠ ه‍ (أقول) : والذي يؤكد تشيّعه أمور :

١ ـ أنه كان كوفيا ، وأغلب أهل الكوفة يتشيعون لعليعليه‌السلام .

٢ ـ اهتمامه بفترة حكم الإمام عليّعليه‌السلام وما جرى على أهل البيتعليهم‌السلام في كربلاء ، فتناولها في كتاب (الفتوح) بالتفصيل.

٣ ـ عدم اهتمام المؤرخين بكتابه (الفتوح) وعدم ذكره في كتب التراجم والأعلام. ففي كتاب (تاريخ التراث العربي) لفؤاد سزكين ، المجلد ١ ج ١ (التدوين التاريخي) ص ٣٢٩ يقول : «محمد بن علي بن أعثم الكوفي ، لم تبحث حياته أو مؤلفاته بحثا دقيقا. توفي على وجه التقريب سنة ٣١٤ ه‍». فهناك تغطية مقصودة على هذا المؤرخ القديم المعاصر للطبري ، وعلى كل مؤلفاته ، ولا نرى أي سبب لذلك سوى أنه شيعي.

٤ ـ وصفوه بأنه ضعيف الحديث. فقد قال ياقوت الحموي المشهور بالتعصب على الشيعة ، في (معجم الأدباء) ج ٢ :

«أحمد بن أعثم الكوفي أبو محمّد ، الإخباري المؤرخ. كان شيعيا ، وهو عند أصحاب الحديث ضعيف ، وله كتاب (الفتوح) معروف ، ذكر فيه إلى أيام الرشيد.

٦٣

وله كتاب (التاريخ) إلى أيام المقتدر ، ابتدأه بأيام المأمون ، ويوشك أن يكون ذيلا على الأول. رأيت الكتابين».

ومن الغريب قول صاحب (مجالس المؤمنين) أنه كان شافعي المذهب. قال ما تعريبه: «في تاريخ أحمد بن أعثم الكوفي ، الّذي كان شافعي المذهب ، ومن ثقات المتقدمين من أرباب السير». ثم حكى خبر محاصرة عثمان. فانظر كيف أن العامة حين عدّوه شيعيا ضعّفوه ، وحين عدّوه شافعيا وثّقوه ، ونعم الحكم الله.

(٨) ترجمة المسعودي :

أبو الحسن ، عليّ بن الحسن بن علي المسعودي ، من ذرية عبد الله بن مسعود.مؤرخ رحالة بحاثة ، من أهل بغداد. أقام بمصر وتوفي فيها.

قال الذهبي : وكان معتزليا. والصحيح أنه شيعي.

من تصانيفه : مروج الذهب ـ أخبار الزمان ومن أباده الحدثان (كتاب تاريخ يقع في نحو ثلاثين مجلدا) ـ التنبيه والإشراف ، ـ أخبار الخوارج ، ـ ذخائر العلوم وما كان في سالف الأعصار ، ـ أخبار الأمم من العرب والعجم ، ـ خزائن الملوك وسر العالمين ، ـ المقالات في أصول الديانات ، ـ البيان (في أسماء الأئمة) ، ـ المسائل والعلل في المذاهب والملل ، ـ الاستبصار (في الإمامة) ، ـ إثبات الوصية ، ـ السياحة المدنية (في السياسة والاجتماع) وغير ذلك.

وهو غير (المسعودي) الفقيه الشافعي ، وغير شارح المقامات الحريرية.

(٩) ترجمة أبي الفرج الإصفهاني : (٢٨٤ ـ ٣٥٦ ه‍)

هو عليّ بن الحسين بن محمّد الإصبهاني ، ونسبه ينتهي إلى بني أمية ، فهو أموي ، وهو من ولد محمّد بن مروان بن الحكم.

ولد بإصبهان سنة ٢٨٤ ه‍ ، وتوفي سنة ٣٥٦ ه‍ وعمره ٧٢ عاما. وذكر أنه خولط في عقله قبل أن يموت ، وأصابة الفالج.

قضى أغلب عمره في بغداد ، أم البلاد وقرارة العلم والعلماء ، ومثابة الأدب والأدباء. ألّف كتاب (الأغاني) ولما يبلغ الثلاثين من عمره ، ثم ألّف (مقاتل الطالبيين).

يقول عنه القاضي التنوخي : من الرواة المتسعين الذين شاهدناهم ، أبو الفرج

٦٤

الإصبهاني ، فإنه كان يحفظ الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ، ما لم أر قط من يحفظ مثله.

من مؤلفاته : الأغاني الكبير ، ـ مجرد الأغاني ، ـ التعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها ، ـ مقاتل الطالبيين ، ـ الأخبار والنوادر ، ـ كتاب جمهرة النسب ، ـ كتاب المماليك الشعراء.

مذهبه :

في كتاب (مقاتل الطالبيين) ظهر ميل أبي الفرج إلى التشيع. وفي كتاب (أنساب بني عبد شمس وبني شيبان والمهالبة وبني تغلب) ظهر ميله إلى العرب. ولا شك في أن التصانيف التي كان يرسلها إلى المسؤولين على بلاد المغرب من بني أمية كانت تشتمل على روح أموية.

ففي كتاب (الأغاني) يروي عن عبيد الله بن زياد أخبارا تصور عقله الراجح ورفقه بالرعية ، وتفصح عن فضائل أبيه زياد! كما يشيد بأخلاق بني أمية!. وخصص بعد التعميم ، فأشار إلى فضل يزيد بن معاوية (انظر ج ٧ ص ١٨).

وروى أخبارا تتصل بمحاسن هشام بن عبد الملك. إضافة إلى افترائه على السيدة المصونة سكينة بنت الحسينعليها‌السلام !.

يقول الدكتور عليّ الشلق في كتابه (الحسين إمام الشاهدين) ص ١٠٠ :

«وكم لأبي الفرج من أحدوثات ، قيمتها أنها إطار لما يروي من شعر ، بينما هي في أبعد الأبعاد عن واقع الحقيقة والتاريخ ، وما أظنها إلا من تلافيق العصر العباسي ، لتبيان فضل فلان والغمز من قيمة فلان».

وقد نصّ على تشيّعه بعض مترجميه ، منهم معاصره القاضي التنوخي ، فقال : إنه من المتشيعين الذين شاهدناهم. وقال ابن شاكر في (عيون التواريخ) : إنه كان ظاهر التشيع. ونصّ على تشيّعه الحر العاملي في (أمل الآمل) ، والخونساري في (روضات الجنات). وذكر ذلك ابن الأثير في تاريخه (الكامل).

وذكر العلامة الحلي أنه شيعي زيدي. والله أعلم.

(المصدر : كتاب «مقتل الحسن والحسين ٤» لأبي الفرج الإصبهاني ، تحقيق السيد مصطفى مرتضى القزويني).

٦٥

(١٠) ترجمة الشيخ المفيد : (٣٣٨ ـ ٤١٣ ه‍)

أبو عبد الله ، محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام العكبري الحارثي البغدادي الكرخي ، المعروف بالشيخ المفيد ، وبابن المعلّم. فقيه أصولي متكلم محقق من شيوخ الإمامية. انتهت إليه رئاسة الشيعة في وقته ، كثير التصانيف في الأصول والكلام والفقه.

ولد في ١١ ذي القعدة سنة ٣٣٦ ه‍ في (عكبرا) من أعمال الدجيل شمال بغداد ، وقرأ عليه الشريف الرضي والمرتضى وغيرهما. وناظر كثيرا من أرباب العقائد ، وكان له نفوذ في الدولة البويهية. نشأ وتوفي في بغداد في شهر رمضان سنة ٤١٣ ه‍.

وله نحو مائتا مصنف كبار وصغار (انظر هدية العارفين) ، منها :

الإعلام فيما اتفقت الإمامية عليه من الأحكام ، ـ الإرشاد (في تاريخ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والزهراءعليها‌السلام والأئمة) ، ـ الرسالة المقنعة (في الفقه) ، ـ الأمالي (مرتب على مجالس) ، ـ إيمان أبي طالب ، ـ أصول الفقه ، ـ الكلام في وجوه إعجاز القرآن ، ـ تاريخ الشريعة ، ـ الإفصاح (في الإمامة) ، ـ الفصول من العيون والمحاسن ، ـ النصرة لسيد العترة في أحكام البغاة عليه بالبصرة ، ـ كتاب النقض ، على ابن قتيبة.

(١١) ترجمة الخوارزمي : (٤٨٤ ـ ٥٦٨ ه‍)

أبو المؤيد ، الملقب بصدر الأئمة ، وبأخطب خوارزم ، الموفق محمّد بن أحمد المؤيد ابن أبي سعيد اسحق المؤيد المكي الخوارزمي الحنفي. فقيه محدّث ، خطيب شاعر.

ولد بمكة سنة ٤٨٤ ه‍ وقرأ على أبيه وغيره. وطاف في طلب الحديث في بلاد فارس والعراق والحجاز ومصر والشام. وتولى الخطابة بجامع خوارزم ، وتتلمذ على يد الزمخشري في العربية ، وتضلّع فيها فكان يقال له : خليفة الزمخشري.

وللموفق من المصنفات : كتاب الأربعين ، في أحوال سيد المرسلين ـ مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ـ مناقب أبي حنيفة (جزآن) ، ـ مقتل الحسينعليه‌السلام (جزآن) ، ـ مسانيد على البخاري وغيره.

وله شعر كثير في أهل البيتعليهم‌السلام وغيرهم ، منه قوله في مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام :

٦٦

لقد تجمّع في الهادي أبي حسن

ما قد تفرّق في الأصحاب من حسن

ولم يكن في جميع الناس من حسن

ما كان في المرتضى الهادي أبي الحسن

هل سابق مثله في السابقين فقد

جلّى إماما وما صلّى إلى وثن

توفيرحمه‌الله في (خوارزم) سنة ٥٦٨ ه‍. وخوارزم اسم لناحية في تركستان الروسية شمال بحر قزوين ، وهو مركّب من (خوار) بمعنى اللحم باللغة الخوارزمية ، و (رزم) بمعنى الحطب ، لشيّهم اللحم على الحطب.

(١٢) ترجمة ابن عساكر :

أبو القاسم ، عليّ بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين ، ثقة الدين ابن عساكر الدمشقي الشافعي. محدث حافظ ، فقيه مؤرخ. كان محدث الديار الشامية.

ولد بدمشق سنة ٤٩٩ ، وتوفي فيها سنة ٥٧١ ه‍ ، ودفن في الباب الصغير.

ورحل إلى العراق ومكة والمدينة والكوفة وإصفهان ومرو ونيسابور وهراة وسرخس وأيبورد وطوس والري وزنجان ، وغيرها من البلدان. وحدّث ببغداد ومكة ونيسابور واصفهان.

له (تاريخ مدينة دمشق الكبير) المعروف بتاريخ ابن عساكر ، مخطوط في ثمانين مجلدا. وقد اختصر هذا التاريخ الكبير الشيخ عبد القادر بدران ، بحذف الأسانيد والمكررات ، وسمّى المختصر (تهذيب تاريخ ابن عساكر) ، طبع من التهذيب سبعة أجزاء فقط. ولم يطبع من التاريخ الأصلي غير جزء ونصف.

وله كتب كثيرة أخرى مثل : الإشراف على معرفة الأطراف (في الحديث ، ٣ مجلدات) ، ـ تاريخ المزة ، ـ معجم الصحابة ، ـ معجم النسوان ، ـ معجم الشيوخ والنبلاء.

(١٣) ترجمة ابن شهراشوب : (٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه‍)

رشيد الدين أبو جعفر ، محمّد بن علي بن شهراشوب السروي المازندراني ، فخر الشيعة ومروّج الشريعة ، محيي آثار المناقب والفضائل ، والبحر المتلاطم الزخّار الذي لا يساجل. شيخ مشايخ الإمامية ، صاحب كتاب المناقب والمعالم وغيرهما.وكفى في فضله إذعان فحول أعلام أهل السنة بجلالة قدره وعلو مقامه. حفظ أكثر القرآن وعمره ثماني سنين ، ووعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد فأعجبه وخلع عليه. توفي سنة ٥٨٨ ه‍ عن عمر يقارب المئة عام. وقبره خارج حلب على جبل

٦٧

الجوشن ، عند مشهد السقط. وكان إمام عصره ووحيد دهره ، أحسن الجمع والتأليف.

من كتبه : الفصول في النحو ، ـ أسباب نزول القرآن ، ـ تأويل متشابهات القرآن ، ـ مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام في إثبات ولاية الأئمة الكرام من طريق الخاص والعام. وغلب عليه علم القرآن والحديث ، وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي عند السنة.

(١٤) ترجمة ابن الأثير : (٥٥٥ ـ ٦٣٠ ه‍)

أبو الحسن ، عليّ بن محمّد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ، عز الدين ابن الأثير. المؤرخ الإمام ، من العلماء بالنسب والأدب.

ولد في جزيرة ابن عمر سنة ٥٥٥ ه‍ ، ثم سكن الموصل. وتجول في البلدان ، وعاد إلى الموصل ، فكان منزله فيها مجمع الفضلاء والأدباء ، وتوفي بها عام ٦٣٠ ه‍.

من تصانيفه (الكامل في التاريخ) اثنا عشر مجلدا ، مرتّب على السنين ، بلغ فيه حتى سنة ٦٢٩ ه‍. وأكثر من جاء بعده من المؤرخين عيال على كتابه هذا. و (أسد الغابة في معرفة الصحابة) خمسة مجلدات كبيرة ، مرتب على حروف الهجاء و (الجامع الكبير) في البلاغة وعلم البيان ، و (تاريخ الموصل) لم يتمّه ، و (اللباب في تهذيب الأنساب) اختصر به أنساب السمعاني وزاد عليه.

(١٥) ترجمة ابن نما الحلي : (٥٦٧ ـ ٦٤٥ ه‍)

نجيب الدين أبو إبراهيم ، محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي. شيخ الفقهاء في عصره. أحد مشايخ المحقق الحلي والسيد أحمد ورضي الدين بن طاووس. ولد بالحلة سنة ٥٦٧ ه‍ ، وتوفي بالنجف الأشرف سنة ٦٤٥ ه‍ ، وعمره ٧٨ عاما.

(١٦) ترجمة محمد بن طلحة الشافعي : (٥٨٢ ـ ٦٥٣ ه‍)

كمال الدين أبو سالم ، محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي النصيبي العدوي الشافعي.

وزير من الأدباء الكتّاب ، محدّث فقيه أصولي ، عارف بعلم الحروف والأوفاق.

٦٨

ولد بالعمرية (من قرى نصيبين) ورحل إلى نيسابور. ولي القضاء بنصيبين ، ثم الخطابة بدمشق. وترسّل عن الملوك وساد وتقدم. وحدّث ببلاد كثيرة ، وقلّد الوزارة فاعتذر وتنصّل ، فلم يقبل منه ، فتولاها يومين ، ثم انسلّ خفية وترك الأموال وذهب. ثم حجّ وأقام بدمشق قليلا ، ثم سار إلى حلب ، فتوفي بها في رجب سنة ٦٥٣ ه‍.

ومن آثاره : العقد الفريد للملك السعيد ، ـ مطالب السّؤول في مناقب آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ـ الدر المنظّم في السر الأعظم ، ـ الجفر الجامع والنور اللامع ، ـ مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصلاح (تصوف) ، ـ نفائس العناصر لمجالس الملك الناصر.

(١٧) ترجمة سبط ابن الجوزي : (٥٨١ ـ ٦٥٤ ه‍)

شمس الدين أبو المظفر ، يوسف بن قز أوغلي (أي سبط) ابن عبد الله ، سبط أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي. محدث ومؤرخ ، وكاتب وواعظ مشهور ، حنفي المذهب. وله صيت وسمعة في مجالس وعظه ، وقبول عند الملوك وغيرهم.

ولد ونشأ ببغداد سنة ٥٨١ ه‍ ، ورباه جده. ثم انتقل إلى دمشق ، فاستوطنها وتوفي فيها.

من كتبه : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (وهو تاريخ كبير يقع في أربعين مجلدا) ، ـ تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة الأثني عشر ، ـ الجليس الصالح (في أخبار موسى بن أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق) ، ـ كنز الملوك في كيفية السلوك (حكايات ومواعظ) ، ـ مقتضى السياسة في شرح نكت الحماسة ، ـ منتهى السؤول في سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ـ الانتصار والترجيح ، ـ اللوامع (في الحديث) ، ـ كتاب في تفسير القرآن (٢٩ مجلدا) ، ـ مناقب أبي حنيفة ، ـ شرح الجامع الكبير (في الحديث) ، ـ إيثار الإنصاف في آثار الخلاف (وهو في الفقه على المذاهب الأربعة ، موجود في خزانة عابدين بدمشق).

وذكره الذهبي في (ميزان الإعتدال) ، وبعد ثنائه عليه عدّه في الضعفاء ، وذلك لأنه ألّف كتابا في أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال عنه : «ثم ترفّض ، وله مؤلف في ذلك ، نسأل الله العافية».

وترجم له ابن رافع السلامي في (تاريخ علماء بغداد) وقال في ص ٢٣٨ :

٦٩

«ورأيت في النورية بدمشق أربعة أجزاء حديثة ضخمة في مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام من تأليفه ورأيت كتابا في فضائل أهل البيتعليهم‌السلام يعرف (برياض الأفهام) ولا ندري إن كان هذا الكتاب هو (تذكرة الخواص) أو كتاب آخر.

توفي بدمشق في ٢١ ذي الحجة سنة ٦٥٤ ه‍ ، ودفن بجبل قاسيون.

(١٨) ترجمة ابن طاووس : (٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه‍)

وهو رضي الدين أبو القاسم ، عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني ، السيد الأجل الأورع الأزهد ، قدوة العارفين ، صاحب الكرامات المشهورة. وكان من أعبد أهل زمانه.

من كتبه : الأمان من أخطار الأسفار والأزمان ، وهو أربعة عشر بابا في آداب السفر.

وجاء في آخر (اللهوف) في ترجمة حياته : أجمع أصحاب كتب التراجم والرجال على فضله وورعه.

وقيل : إنه تتلمذ على محمد بن نما الحلي (صاحب مثير الأحزان) وتلامذته كثيرون ، وقد تولى نقابة الطالبيين في بغداد على زمن هولاكو التتري.

ولد في شهر المحرم سنة ٥٨٩ ه‍ وتوفيرحمه‌الله يوم الاثنين الخامس من ذي القعدة سنة ٦٦٤ ه‍ ، وعمره ٧٥ عاما.

(١٩) ترجمة العلامة المجلسي : (١٠٣٧ ـ ١١١١ ه‍)

محمّد باقر بن محمّد تقي بن مقصود علي الإصفهاني. علامة إمامي ، ولي مشيخة الإسلام في إصفهان.

له كتاب (بحار الأنوار) ١١٠ مجلدا في مباحث مختلفة. ومن كتبه : العقل والعلم والجل ، ـ كتاب التوحيد ، ـ مرآة العقول ، ـ جوامع العلوم ، ـ السيرة النبوية ، ـ الإمامة ، ـ الفتن والمحن ، ـ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ـ تاريخ فاطمة والحسنينعليهم‌السلام ، ـ وعدة تواريخ للأئمة ، ـ الأحكام ، ـ السماء والعالم (كبير جدا).

(٢٠) ترجمة الفاضل الدربندي : (٠٠٠ ـ ١٢٨٦ ه‍)

آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الحائري الدربندي. فقيه إمامي.

٧٠

ولد ونشأ في (دربند) بإيران ، وأقام مدة في كربلاء ، ثم استقر في طهران إلى أن مات.

من كتبه : خزائن الأحكام (مجلدان في الأصول وفقه الإمامية) ، ـ دراية الحديث والرجال ، ـ قواميس الصناعة (في الأخبار والتراجم) ، ـ جوهر الصناعة (في الاصطرلاب) ، ـ إكسير العبادات.

(٢١) ترجمة آغا بزرك الطهراني : (١٢٩٢ ـ ١٣٨٩ ه‍)

أبو محمد ، محسن بن عليّ بن محمّد رضا الطهراني. عالم بتراجم المصنفين ، مع كثير من التحقيق والتحري.

وهو من أهل طهران ، ولد بها وانتقل إلى العراق سنة ١٣١٣ ه‍ ، فتفقّه في النجف ، وأجيز بالاجتهاد قبل سن الأربعين. وقد أصبح شيخ محدثي الشيعة على الإطلاق.

من كتبه المطبوعة : الذريعة إلى تصانيف الشيعة (٢٨ مجلدا) ، ـ طبقات أعلام الشيعة ، وهو ١١ كتابا في التراجم ، في وفيات المئة الرابعة الهجرية فما يليها إلى الآن ، وقد أفرد كل كتاب منه بقرن وباسم.

٧١

٧ ـ فهرس عام للمصادر التاريخية التي اعتمدنا عليها

[مع ذكر الاسم الكامل للمؤلف وسنة الولادة والوفاة(١) ]

(مرتّبة وفق التسلسل الزمني لتاريخ الوفاة).

ولادة وفاة

ـ مقتل الحسين لأبي مخنف

وهو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي

٠٠٠ ـ ١٥٧ ه

٠٠٠ ـ ٧٧٤ م

ـ الطبقات الكبرى لابن سعد

وهو أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري

١٦٨ ـ ٢٣٠ ه

٧٨٥ ـ ٨٤٥ م

ـ الإمامة والسياسة ـ المعارف لابن قتيبة

وهو أبو محمد ، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري

٢١٣ ـ ٢٧٦ ه

٨٢٨ ـ ٨٨٩ م

ـ أنساب الأشراف للبلاذري ، ج ٢

وهو أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري

٠٠٠ ـ ٢٧٩ ه

٠٠٠ ـ ٨٩٥ م

ـ الأخبار الطوال للدينوري (ط القاهرة)

وهو أبو حنيفة ، أحمد بن داود بن ونند الدينوري

٠٠٠ ـ ٢٨٢ ه

٠٠٠ ـ ٨٩٥ م

ـ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ (طبع بيروت)

وهو أحمد بن اسحق بن جعفر بن وهب بن واضح

٠٠٠ ـ ٢٩٢ ه

٠٠٠ ـ ٩٠٥ م

ـ تاريخ الطبري ، ج ٦ (طبعة أولى مصر)

وهو محمّد بن جرير بن يزيد الطبري

٢٢٤ ـ ٣١٠ ه

٨٣٩ ـ ٩٢٣ م

ـ كتاب الفتوح لابن أعثم ، ج ٥

وهو أبو محمد ، أحمد بن عليّ بن أعثم الكوفي

٠٠٠ ـ ٣١٤ ه

٠٠٠ ـ ٩٢٦ م

__________________

(١) كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي ، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ، ومعجم مؤلفي الشيعة للقائيني.

٧٢

ولادة وفاة

ـ العقد الفريد لابن عبد ربه ، ج ٤

وهو أحمد بن محمّد بن عبد ربه الأندلسي

٢٤٦ ـ ٣٢٨ ه

٨٦٠ ـ ٩٤٠ م

ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر ، ج ٣

ـ التنبيه والاشراف للمسعودي

وهو أبو الحسن ، عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي

٠٠٠ ـ ٣٤٦ ه

٠٠٠ ـ ٩٥٧ م

ـ مقاتل الطالبيين (ط ٢ نجف)

ـ الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني ، ج ١٦ و ١٧

وهو عليّ بن الحسين بن محمّد بن أحمد المرواني

٢٨٤ ـ ٣٥٦ ه

٨٩٧ ـ ٩٦٧ م

ـ كامل الزيارات لابن قولويه القمي

وهو جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي

٠٠٠ ـ ٣٦٨ ه

٠٠٠ ـ ٩٧٩ م

ـ علل الشرائع ـ عقاب الأعمال

ـ الأمالي للشيخ الصدوق

وهو محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي

٣٠٥ ـ ٣٨١ ه

٩١٨ ـ ٩٩١ م

ـ الإرشاد للشيخ المفيد (ط نجف)

وهو محم بن محمد بن النعمان بن عبد السلام العكبري

٣٣٨ ـ ٤١٣ ه

٩٥٠ ـ ١٠٢٢ م

ـ تجارب الأمم لمسكويه ، ج ٢ (ط إيران)

وهو أبو علي ، أحمد بن محمّد بن يعقوب الرازي

٣٢٠ ـ ٤٢١ ه

٩٣٢ ـ ١٠٣٠ م

ـ التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة للكراجكي

(طبع حجر في قم)

وهو أبو الفتح ، محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي (ملحق بكنز الفوائد)

٠٠٠ ـ ٤٤٩ ه

٠٠٠ ـ ١٠٥٧ م

ـ مصباح المتهجّد ـ الأمالي للشيخ الطوسي

وهو أبو جعفر ، محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي

٣٨٥ ـ ٤٦٠ ه

٩٩٥ ـ ١٠٦٧ م

٧٣

ولادة وفاة

ـ الإستيعاب لابن عبد البرّ

وهو يوسف بن عبد الله بن محمّد بن عبد البر النمري

(في هامش الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر) ج ١

٣٦٣ ـ ٤٦٣ ه

٩٧٣ ـ ١٠٧٠ م

ـ إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي وهو أبو علي ، الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي

٤٧٢ ـ ٥٤٨ ه

١٠٧٩ ـ ١١٥٣ م

ـ مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ وج ٢ (ط نجف)

وهو الموفق محمّد بن أحمد المكي ، أخطب خوارزم

٤٨٤ ـ ٥٦٨ ه

١٠٩١ ـ ١١٧٢ م

ـ تاريخ ابن عساكر [الجزء الخاص بالحسين (ع)]

وهو أبو القاسم ، عليّ بن الحسن بن هبة الله الدمشقي

٤٩٩ ـ ٥٧١ ه

١١٠٥ ـ ١١٧٦ م

ـ الخرايج والجرايح للقطب الراوندي (ط الهند)

وهو قطب الدين ، سعيد بن هبة الله بن الحسن

٠٠٠ ـ ٥٧٣ ه

٠٠٠ ـ ١١٨٧ م

ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج ٣ (ط نجف)

وهو محمّد بن عليّ بن شهراشوب

٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه

١٠٩٥ ـ ١١٩٢ م

ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج ٣ (ط نجف)

وهو عليّ بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري

٤٨٨ ـ ٥٨٨ ه

١١٦٠ ـ ١٢٣٣ م

ـ مثير الأحزان لابن نما الحلي (ط نجف)

وهو نجم الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء بن نما الحلي

٥٦٧ ـ ٦٤٥ ه

١١٧٢ ـ ١٢٤٨ م

ـ مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول (ط حجر إيران)

لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي النصيبي

(ملحق بتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي

٥٨٢ ـ ٦٥٣ ه

١١٨٦ ـ ١٢٥٤ م

ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (ط ٢ نجف)

وهو يوسف قز أوغلي بن عبد الله بن الجوزي

٥٨١ ـ ٦٥٤ ه

١١٨٥ ـ ١٢٥٦ م

٧٤

ولادة وفاة

ـ اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس (ط نجف)

وهو رضي الدين ، عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس

٥٨٩ ـ ٦٦٤ ه

١١٩٣ ـ ١٢٦٦ م

ـ كشف الغمة في معرفة الأئمة للإربلي ، ج ٢

٠٠٠ ـ ٦٩٣ ه

وهو بهاء الدين ، عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي

٠٠٠ ـ ١٢٩٣ م

ـ الفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا

٦٦٠ ـ ٧٠٩ ه

وهو فخر الدين ، محمد بن عليّ بن طباطبا بن الطقطقي

١٢٦٢ ـ ١٣٠٩ م

ـ المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ، ج ٢ (ط بيروت)

٦٧٢ ـ ٧٣٢ ه

وهو الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن عليّ

١٢٧٣ ـ ١٣٣١ م

ـ تاريخ البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٦ وج ٨

٧٠١ ـ ٧٧٤ ه

وهو إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي

١٣٠٢ ـ ١٣٧٣ م

ـ الخطط والآثار للمقريزي ، ج ٢

٧٦٦ ـ ٨٤٥ ه

وهو أحمد بن عليّ بن عبد القادر الحسيني البعلبكي

١٣٦٥ ـ ١٤٤١ م

ـ الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة لابن الصباغ

٠٠٠ ـ ٨٥٥ ه

وهو عليّ بن محمّد بن أحمد الصباغ المالكي

٠٠٠ ـ ١٤٥١ م

ـ المصباح للشيخ الكفعمي

٨٤٠ ـ ٩٠٥ ه

وهو إبراهيم بن عليّ بن الحسن الحارثي العاملي الكفعمي

١٤٣٦ ـ ١٥٠٠ م

ـ إحياء الميت بفضائل أهل البيت (بهامش الإتحاف بحب الأشراف)

ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي

وهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمّد بن سابق الدين

٨٤٩ ـ ٩١١ ه

١٤٤٥ ـ ١٥٠٥ م

ـ أخبار الدول وآثار الأول للقرماني (ط بيروت)

وهو أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان القرماني الدمشقي

٩٣٩ ـ ١٠١٩ ه

١٥٣٢ ـ ١٦١٠ م

٧٥

ولادة وفاة

ـ المنتخب في المراثي والخطب للطريحي (ط ٢ قم)

وهو فخر الدين بن محمّد عليّ بن أحمد بن طريح

٩٧٩ ـ ١٠٨٥ ه

١٥٧١ ـ ١٦٧٤ م

ـ وسائل الشيعة للحر العاملي

وهو محمّد بن الحسن بن عليّ العاملي

١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه

١٦٢٣ ـ ١٦٩٢ م

ـ مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني (ط حجر طهران)

وهو هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني الكتكتاني

٠٠٠ ـ ١١٠٧ ه

٠٠٠ ـ ١٦٩٦ م

ـ بحار الأنوار للمجلسي ، ج ٤٤ و ٤٥ (ط ٣ بيروت)

ـ مزار البحار ، ج ٩٨ ـ مرآة العقول (شرح الكافي)

وهو محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود عليّ الإصفهاني

١٠٣٧ ـ ١١١١ ه

١٦٢٧ ـ ١٧٠٠ م

ـ مقتل العوالم [فيما يتعلق بالحسين (ع)] ، ج ١٧

لعبد الله بن نور الله البحراني الإصفهاني

٠٠٠ بعد ١١١١ ه

٠٠٠ بعد ١٧٠٠ م

ـ الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري ، ج ٢ (ط تبريز)

للسيد نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزائري

١١٠٥٠ ـ ١١١٢ ه

٦٤٠ ـ ١٧٠١ م

ـ تظلّم الزهراء من إهراق دماء آل العباء للقزويني

لرضي الدين بن نبي القزويني (شرح على الله وف)

٠٠٠ بعد ١١٣٤ ه

٠٠٠ بعد ١٧٢٣ م

ـ الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي

وهو عبد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي

١٠٩١ ـ ١١٧١ ه

١٦٨٠ ـ ١٧٥٨ م

ـ إسعاف الراغبين للشيخ محمّد الصبان

(بهامش نور الأبصار للشبلنجي)

٠٠٠ ـ ١٢٠٦ ه

٠٠٠ ـ ١٧٩٢ م

ـ رياض المصائب (في آل العباء) ، ٥ أجزاء

للسيد محمّد مهدي بن محمّد جعفر الموسوي

٠٠٠ بعد ١٢٥٠ ه

٠٠٠ بعد ١٨٣٤ م

ـ ينابيع المودة للقندوزي ، ج ٢ (ط ١)

وهو سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي

١٢٢٠ ـ ١٢٧٠ ه

١٨٠٥ ـ ١٨٥٣ م

٧٦

ولادة وفاة

ـ نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار للشبلنجي

وهو الشيخ مؤمن بن السيد حسن مؤمن الشبلنجي

١٢٥٢ ـ ١٣٢٢ ه

١٨٣٦ ـ ١٩٠٤ م

ـ أسرار الشهادة للفاضل الدربندي (ط إيران)

وهو ملا آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني

٠٠٠ ـ ١٢٨٥ ه

٠٠٠ ـ ١٨٦٨ م

ـ الدمعة الساكبة في المصيبة الراتبة

لمحمد باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني النجفي

٠٠٠ ـ ١٢٨٨ ه

٠٠٠ ـ ١٨٧١ م

ـ مقتل الحسين (ع) أو واقعة الطف (ط ٢)

للسيد محمّد تقي آل بحر العلوم

١٢١٩ ـ ١٢٨٩ ه

١٨٠٥ ـ ١٨٧٢ م

ـ الخصائص الحسينية للتشتري (ط تبريز)

وهو الشيخ جعفر بن الحسين التستري

٠٠٠ ـ ١٣٠٣ ه

٠٠٠ ـ ١٨٨٥ م

ـ مثير الأحزان للجواهري

للسيد شريف بن عبد الحسين بن محمّد حسن الجواهري

٠٠٠ ـ ١٣١٤ ه

٠٠٠ ـ ١٨٩٦ م

ـ ذخيرة الدارين [فيما يتعلق بالحسين (ع)] ٣ مجلدات

لعبد المجيد بن محمد رضا الحسيني الشيرازي الحائري

٠٠٠ بعد ١٣٤٥ ه

٠٠٠ بعد ١٩٢٦ م

ـ نفس المهموم في مصيبة الحسين المظلوم

للشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي

١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه

١٨٧٧ ـ ١٩٤٠ م

ـ إبصار العين في أنصار الحسين (ع) للسماوي

وهو محمد بن الشيخ طاهر السماوي

١٢٩٣ ـ ١٣٧٠ ه

١٨٧٦ ـ ١٩٥٠ م

ـ لواعج الأشجان في مقتل الحسين (ع)

ـ المجالس السّنية للسيد محسن الأمين الحسيني العاملي

وهو محسن بن عبد الكريم بن عليّ بن محمّد الأمين

١٢٨٢ ـ ١٣٧١ ه

١٨٦٥ ـ ١٩٥٢ م

ـ ذكرى الحسين (ع) ، وهو ج ٩ من تاريخ الإسلام

للشيخ حبيب آل إبراهيم البعلبكي العاملي

٠٠٠ نحو ١٣٨٣ ه

٠٠٠ نحو ١٩٦٤ م

٧٧

ولادة وفاة

ـ معالي السبطين في أحوال السبطين ، ج ١ وج ٢

لمحمد مهدي المازندراني الحائري

نحو ١٣٠٠ ـ ٠٠٠

نحو ١٨٨٣ ـ ٠٠٠

ـ نهضة الحسين (ع) للشهرستاني

وهو محمّد علي هبة الدين الموسوي الشهرستاني

١٣٠١ ـ ١٣٨٦ ه

١٨٨٤ ـ ١٩٦٧ م

ـ العباس قمر بني هاشم ـ الشهيد مسلم بن عقيل

ـ عليّ الأكبر ـ السيدة سكينة ـ المختار الثقفي

ـ مقتل الحسين (ع) أو حديث كربلاء للمقرّم

وهو عبد الرزاق بن محمّد الموسوي النجفي

١٣١٢ ـ ١٣٩١ ه

١٨٩٥ ـ ١٩٧١ م

ـ دائرة المعارف ، ج ١٥ وج ٢٣

(المسماة بمقتبس الأثر ومجدد ما دثر

للشيخ محمّد حسين بن سليمان الأعلمي

١٣٢٠ ـ ٠٠٠ ه

١٩٠٢ ـ ٠٠٠ م

ـ الحسين في طريقه إلى الشهادة

للسيد عليّ بن الحسين الهاشمي

١٣٢٨ ـ ٠٠٠ ه

١٩١٠ ـ ٠٠٠ م

ـ العيون العبرى في مقتل سيد الشهدا (ع)

ـ للسيد إبراهيم بن يوسف بن مرتضى الميانجي

١٣٣٢ ـ ٠٠٠ ه

١٩١٤ ـ ٠٠٠ م

٧٨

٨ ـ فهرس لمصادر التراجم والأنساب

ولادة وفاة

ـ نسب قريش لمصعب الزبيري (ط مصر)

وهو أبو عبد الله ، مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير

١٥٦ ـ ٢٣٦ ه

٧٧٣ ـ ٨٥١ م

ـ جمهرة نسب قريش وأخبارها للزبير بن بكار

وهو الزبير بن بكّار بن عبد الله بن مصعب الزبيري

٧٨٩ ـ ٨٧٠ م

١٧٢ ـ ٢٥٦ ه

ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الإصفهاني

وهو الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحق

٣٣٦ ـ ٤٣٠ ه

٩٤٨ ـ ١٠٣٨ م

ـ أعلام النبوة للماوردي

وهو أبو الحسن ، عليّ بن محمّد بن حبيب الماوردي

٣٦٤ ـ ٤٥٠ ه

٩٧٤ ـ ١٠٥٨ م

ـ جمهرة أنساب العرب لابن حزم

وهو عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري

٣٨٤ ـ ٤٥٦ ه

٩٩٤ ـ ١٠٦٤ م

ـ تذكرة الحفّاظ ج ١ ـ سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٣

وهو محمّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي

٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه

١٢٧٤ ـ ١٣٤٨ م

ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة

وهو أحمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن مهنا الحسني

٠٠٠ ـ ٨٢٨ ه

٠٠٠ ـ ١٤٢٤ م

ـ تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني

وهو أبو الفضل ، أحمد بن عليّ بن حجر الكناني

٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه

١٣٧٢ ـ ١٤٤٩ م

ـ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان

وهو صدر الدين ، عليّ خان المدني الشيرازي الحسيني

١٠٢٥ ـ ١١٢٠ ه

١٦١٢ ـ ١٧٠٨ م

ـ تنقيح المقال (في أحوال الرجال) للمامقاني

وهو عبد الله بن محمد حسن بن عبد الله المامقاني

١٢٩٠ ـ ١٣٥١ ه

١٨٧٣ ـ ١٩٣٢ م

٧٩

ولادة وفاة

ـ الكنى والألقاب للشيخ عباس القمّي

وهو عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي

١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه

١٨٧٧ ـ ١٩٤٠ م

ـ أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين الحسيني ، ج ٤

وهو محسن بن عبد الكريم بن عليّ بن محمّد الأمين العاملي

١٢٨٢ ـ ١٣٧١ ه

١٨٦٥ ـ ١٩٥٢ م

ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة

ـ طبقات أعلام الشيعة لآغا بزرك الطهراني

وهو محمّد حسن آغا بزرك بن علي المحسني النجفي

١٢٩٣ ـ ١٣٨٩ ه

١٨٧٦ ـ ١٩٦٩ م

ـ معجم مؤلفي الشيعة لعلي الفاضل القائيني النجفي

(معاصر)

ـ كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي

(معاصر)

ـ معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة

(معاصر)

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

اللهُ(١) وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ( إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ ) الْمُؤْمِنُ فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ(٢) ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ) :(٣) إِمَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَعليها‌السلام( فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) :(٤) إِمَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) (٥) : « أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْعى(٦) بَيْنَ يَدَيِ(٧) الْمُؤْمِنِينَ وَبِأَيْمَانِهِمْ حَتّى يُنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ(٨) أَهْلِ الْجَنَّةِ ».(٩)

* عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، عَنْ أَخِيهِ مُوسىعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.(١٠)

٥٢٣/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١١) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

__________________

= بني اُميّة. ثمّ احتمل أن يكون « فتن بني اُميّة » مبتدأ و « إذا أخرج يده » خبره ، أو تكون « ظلمات » مضافة إلى « الثاني » وخبره « بعضها فوق بعض » فيكون « معاوية » ابتداء كلام آخر ». ثمّ قال : « ويحتمل أن يكون « من » في قوله :( مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) ، إلى قوله : فتن بني اُميّة ، كلاماً واحداً ».

(١) في « ف » : - « لعنه الله ».

(٢) في « بر » : - « المؤمن في ظلمة فتنتهم ».

(٣) في « ج » : + « أي ».

(٤) النور (٢٤) : ٤٠.

(٥) الحديد (٥٧) : ١٢.

(٦) في « ج » : « يسعى نورهم ». وفي « ض ، ف ، بر » والوافي : « يسعى ».

(٧) في الوافي : « أيدي ».

(٨) في « ف » : « منزلة ».

(٩)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، بسنده عن صالح بن سهل الهمداني ، إلى قوله :( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ ) .تفسير فرات ، ص ٢٨٢ ، ح ٣٨٣ ، بسند آخر إلى قوله : « يكاد العلم ينفجر بها » مع اختلاف يسير. راجع :التوحيد ، ص ١٥٨ ، ح ٤.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٤ - ١٠٢٥.

(١٠)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٥.

(١١) هكذا في « جر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر محمّد بن‌الحسين [ بن أبي الخطّاب ] من الرواية عن [ الحسن ] بن محبوب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦ و ٤٣١ و ٤٣٣. يؤيّد ذلك ما يأتي ذيل ح ٧٦٧ ؛ من رواية محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل. وأمّا رواية محمّد بن الحسن عن الحسن بن محبوب ، فلم نجدها في موضع.

٤٨١

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) .

قَالَ : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بِأَفْوَاهِهِمْ ».

قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى :( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (٢) ؟

قَالَ : « يَقُولُ : وَاللهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ، وَالْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) (٣) » ، قَالَ : « النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ ».(٤)

١٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمْ أَرْكَانُ الْأَرْضِ ‌ (٥)

٥٢٤/ ١. أَحْمَدُ(٦) بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مِثْلُ(٧) مَا جَرى لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ١١٧٨ : + « الماضي ».

(٢) الصفّ (٦١) : ٨.

(٣) التغابن (٦٤) : ٨.

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل ١١٧٨ ، بسنده عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٢ ، ح ١٠٢٦.

(٥) في « ج » : - « هم ».

(٦) في البحار ، ج ٥٣ : « محمّد بن مهران ». وهو سهو ؛ فقد روى المصنّفقدس‌سره عن أحمد بن مهران في أسنادعديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٩.

(٧) في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٢٠٠ والبحار ، ح ١٦ : - « مثل ».

(٨) في « ج ، بح » : - « ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤٨٢

خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، الْمُتَعَقِّبُ(١) عَلَيْهِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُتَعَقِّبِ عَلَى اللهِ وَعَلى رَسُولِهِ ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ(٢) ، وَكَذلِكَ يَجْرِي(٣) لِأَئِمَّةِ الْهُدى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ(٤) ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا(٥) ، وَحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى(٦) .

وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَثِيراً مَا يَقُولُ : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ(٧) الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٨) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ‌

__________________

(١) « المتعقّب » ، أي الطاعن والمعترض والشاكّ ، تقول : تعقّبت عن الخبر ، إذا شككت فيه وعُدْتَ للسؤال عنه. أوالمتأمّل والمتدبّر في حقيقته ، تقول : تعقّبتُ الأمر ، إذا تدبّرتَه. أو الطالب للعثرة والعورة والـمُعيّب ، يقال : تعقّبه ، إذا طلب عثرته وعورته. أو المتأخّر ، بمعنى أنّه تأخّر عنه ولم يلحق به. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٧ - ٦١٩ ( عقب ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٦.

(٢) في « ب » : « لهلك ». وفي « ج ، ض ، بر ، بف » : « يهلك ».

(٣) في « ض » : « تجري ». وفي البصائر ، ص ٢٠٠ : « جرى على الأئمّة ». وضمير « يجري » راجع إلى « الفضل ».

(٤) في « ض ، و » : « واحد بعد واحد ».

(٥) « أن تميد بأهلها » ، أي تتحرّك وتميل بهم. يقال : ماد الشي‌ءُ يميد ميداناً ، أي تحرّك وزاغ واضطرب. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ( ميد ).

(٦) « الثرى » : التراب النديّ ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن نديّاً فهو تراب. أو التراب وكلّ طين لايكون لازباً إذا بُلّ. اُنظر :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ). (٧) في « ف » : « الفارق ».

(٨) « الـمِيسَم » : هي الحديدة التي يكوى بها. وأصله : مِوْسَم ، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ( وسم ). وقال الفيض في الوافي : « لـمّا كان بحبّه وبغضهعليه‌السلام يتميّز المؤمن من المنافق ، فكأنّه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق ». وفيحاشية بدرالدين ، ص ١٤٥ : « رأيت في نسخة معتبره مقروءة علي عدّة من الشيوخ تفسيرالميسم بخاتم سليمانعليه‌السلام ، وكأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمامعليه‌السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ، ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان ؛ فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة ، لاغيري من تيم وعدى. هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي ، وقد ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : « يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ». وانظر :تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٣٠.

٤٨٣

الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ وَالرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَتِهِ(١) وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى(٢) وَأُدْعى فَأُكْسى ، وَيُسْتَنْطَقُ وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ(٣) مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ(٤) خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ(٥) الْمَنَايَا(٦) وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(٧) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي(٨) ، أُبَشِّرُ(٩) بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنْهُ ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، مَكَّنَنِي فِيهِ(١٠) بِعِلْمِهِ ».(١١)

__________________

(١) « الحَمُولَة » : الإبل التي تحمل ، وكذلك كلّ ما احتمل عليه الحيّ من حمار أو غيره ، سواء كانت عليه الأحمال أولم تكن. و « الحُمُولة » : الأحمال. وكلاهما محتمل هنا. والمعنى : كلّفني الله ربّي مثل ما كلّف محمّداً من أعباء التكليف والهداية. وأمّا العبارة فقُرئت على ثلاثة أوجه : الأوّل : حُمِلْتُ على مثل حَمُولته أو حُمُولته. الثاني : حَمَلْتُ على مثل حُمُولته ، أي حملت أحمالي على مثل ما حملصلى‌الله‌عليه‌وآله أحماله عليه. الثالث : حُمِلَتْ عليّ مثل حُمُولته ، فالحُمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٨ ( حمل ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢١ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٤ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٠.

(٢) قال فيالوافي : « يدعى فيكسى ، يعني يوم القيامة. وكأنّ الدعوة كناية عن الإقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل والجهل ، وهو السير إلى الله في سلسلة العود. والكسوة كناية عن تغشّيهما بنور الجبّار ، وغفران إنّيّتهما في الجليل الغفّار ، واضمحلال وجودهما في الواحد القهّار ».

(٣) في حاشية « بر » : « حذو ».

(٤) في « ف » : « اُوتيتُ ».

(٥) في « ض » : + « علم ».

(٦) « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت من الـمَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس. اُنظر :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٧) في الوافي : « لم يغرب ». و « لم يَعْزُب » و « لم يَعزِب » ، أي لم يبعد ولم يغب. يقال : عَزَب عنّي فلان يَعْزُب‌ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ).

(٨) في « ب ، ض ، بح » : - « عنّي ». قال فيالوافي : « لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ « ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي. (٩) في البصائر ، ص ٢٠٠ : « أنشر ».

(١٠) في حاشية « بر » : « منه ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٠ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛وفيه ، ص ٢٦٦ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سلام ، عن مفضّل بن عمر ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » ، وفيهما مع اختلاف =

٤٨٤

* الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ ، ثُمَّ ذَكَرَ(١) الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.

٥٢٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٢) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَابْتَدَأَنَا(٣) ، فَقَالَ(٤) : « يَا سُلَيْمَانُ(٥) ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُؤْخَذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ ، الْمُعَيِّبُ(٦) عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ(٧) عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلى رَسُولِهِ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛

__________________

= يسير ؛وفيه ، ص ٢٦٨ ، ح ١١ ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » إلى قوله : « فصل الخطاب » ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛علل الشرائع ، ص ١٦٤ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبدالله بن عامر بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، وفيهما من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « أنا صاحب العصا والميسم » ؛الاختصاص ، ص ٢١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام باب الله » إلى قوله : « تحت الثرى ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٣ ، ح ١٠٢٧ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥١ إلى قوله : « لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الفضل على جميع من خلق الله » ؛ وج ٥٣ ، ص ١٠١ ، ح ١٢٤ ، من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « العصا والميسم ».

(١) في « بر » : + « مثل ».

(٢) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف » : « محمّد بن الحسين » وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما تقدّم فيالكافي ، ذيل‌ح ٢٥٠ ، قد تكرّرت رواية عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن متعاطفين عن سهل بن زياد. اُنظر : على سبيل المثال.الكافي ، ح ٢٧٦ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٣٣ و ٥٢٢ و ٦٠٩ و ٦١٢ و ٦٥٧ و ٦٦١.

(٣) في « بر » : + « بالسلام ».

(٤) في الوافي : « وقال ».

(٥) في « ف » : + « بن خالد ».

(٦) في حاشية« بف »: « المتعيّب ».وفي الأمالي:«العائب».

(٧) في حاشية « بف » : « كالمتعيّب ». وفي الأمالي : « كالعائب ».

(٨) في « ض ، بح » : « رسول الله ».

٤٨٥

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ(١) بِغَيْرِهِ هَلَكَ ، وَبِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَاحِدٌ(٢) بَعْدَ وَاحِدٍ ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَالْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ».

وَقَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(٣) ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٤) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ(٥) بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ(٦) لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ(٧) عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى وَيُسْتَنْطَقُ(٩) ، وَأُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(١٠) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي ، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللهُ فِيهِ(١١) بِإِذْنِهِ ».(١٢)

٥٢٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو(١٣) عَبْدِ اللهِ الرِّيَاحِيُّ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فَضْلُ(١٤) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى‌

__________________

(١) في الأمالي : « تمسّك ».

(٢) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بف » والأمالي : «واحداً».

(٣) في حاشية « بف » : « الأعظم ».

(٤) في « ف » : « الميسم والعصا ».

(٥) في « ف » : + « والرسل ».

(٦) في « ب ، ج » : + « به ».

(٧) في « ف ، بح » : « حمّلت ».

(٨) في « ب » : « محمّد رسول الله ». وفي « ج ، ض ، بح » : « رسول الله ».

(٩) في الأمالي : + « فينطق ».

(١٠) في « ض » : « لم يغرب ».

(١١) في حاشية « بر » : « منه ».

(١٢)الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٨ ، ح ٢ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، إلى قوله : « والأنساب وفصل الخطاب » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٨ ؛البحار ، ج ٥٣ ، ص ١٠٢ ، ذيل ح ١٢٤.

(١٣) في البصائر ، ص ٤١٦ : - « أبو ».

(١٤) في « ج ، بر » : « فضّل ». وقوله : « فَضْلُ » مبتدأ ، والموصول خبره. أو يقرأ : « فُضِّلَ ». أو يقرأ : « فَضِّلْ ». اُنظر :=

٤٨٦

عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) مَا(٢) لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى ‌حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بَابُ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلُهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَذلِكَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِنْ بَعْدِهِ ، وَجَرى لِلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.

جَعَلَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا ، وَعُمُدَ(٤) الْإِسْلَامِ ، وَرَابِطَةً(٥) عَلى سَبِيلِ(٦) هُدَاهُ(٧) ، لَايَهْتَدِي(٨) هَادٍ إِلَّا بِهُدَاهُمْ ، وَلَايَضِلُّ خَارِجٌ مِنَ الْهُدى إِلَّا بِتَقْصِيرٍ عَنْ حَقِّهِمْ(٩) ، أُمَنَاءُ اللهِ عَلى مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذُرٍ(١٠) أَوْ نُذُرٍ(١١) ، وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ فِي الْأَرْضِ ، يَجْرِي لِآخِرِهِمْ مِنَ اللهِ مِثْلُ الَّذِي جَرى لِأَوَّلِهِمْ ، وَلَايَصِلُ أَحَدٌ إِلى ذلِكَ إِلَّا‌

__________________

=شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٣ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦ ،مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٣.

(١) في « ب ، ض ، بح » : + « والفضل ».

(٢) في حاشية « ف » : « ما جرى ».

(٣) في البصائر ، ص ١٩٩ : « على الله ورسوله ».

(٤) في البصائر ، ص ١٩٩ : « وعهد ». و « العُمُد » و « العَمَد » : جمع الكثرة للعمود ، وجمع القلّة : الأعْمِدَة. هذا في‌اللغة ، واحتمل الفيض « العَمَد » مفرداً ، لاجمعاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١١ ( عمد ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦.

(٥) في « ض ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « رابطه ». وقوله : « رابطةً » ، أي لازمة لسبيل الهدى غير مفارقة عنه ، من الرِباط بمعنى الملازمة. أو مقيمة عليه ، من الرِباط وهو الإمامة في الثغور. أو شديدة ، أي جعلهم فرقة شديدة كأنّهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرابط بمعنى الشدّة. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٢ - ٣٠٣ ( ربط ).

(٦) في « ج » : « سبيله ».

(٧) في « ج ، ف » والبصائر ، ص ١٩٩ : - « هداة ».

(٨) في « ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي : « لا يهدى ».

(٩) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « لأنّهم ».

(١٠) « العُذُر » : مصدر عَذَر ، بمعنى محو الإساءة. أو جمع العذير ، بمعنى المعذرة. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٤٨ ( عذر ).

(١١) « النُذُر » : مصدر نَذَر ، بمعنى خوّف ، أي بمعنى الأنذار. أو جمع النذير ، بمعنى الإنذار. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( نذر ).

٤٨٧

بِعَوْنِ اللهِ.

وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، لَايَدْخُلُهَا(١) دَاخِلٌ إِلَّا عَلى حَدِّ قَسْمِي(٢) ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا الْإِمَامُ لِمَنْ بَعْدِي ، وَالْمُؤَدِّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلِي ، لَايَتَقَدَّمُنِي أَحَدٌ إِلَّا أَحْمَدُصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَعَلى(٣) سَبِيلٍ وَاحِدٍ ، إِلَّا أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ(٤) ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ السِّتَّ : عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْوَصَايَا وَفَصْلَ الْخِطَابِ(٥) ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ(٦) وَدَوْلَةِ(٧) الدُّوَلِ ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ(٨) الْمِيسَمِ ، وَالدَّابَّةُ الَّتِي تُكَلِّمُ النَّاسَ(٩) ».(١٠)

__________________

(١) في « ض ، بر » والبصائر ، ص ٤١٥ : « لايدخلهما ». وهو مقتضى السياق.

(٢) « القَسْم » : مصدر قَسَمْت الشي‌ء فانقسم. وأمّا « القِسْم » فهو الحظّ والنصيب من الخير. انظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٠ ( قسم ).

(٣) في « بس » : « على ».

(٤) فيالوافي : « يعني أنّه دعي باسمه في كتاب الله صريحاً بالرسالة والنبوّة ».

(٥) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « والأنساب ».

(٦) « الكرّات » : جمع الكرّة ، بمعنى الرَجْعَة والمرّة والحملة. اُنظر :المصباح المنير ، ص ٥٣٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٣ ( كرر ).

(٧) « الدَوْلَة » في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاُخرى. والجمع : الدِوَل. و « الدُولَة » في المال. يقال : صار الفي‌ء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا. والجمع : دُولات ودُوَل. و « الدَوْله » : الفعل والانتقال من حال إلى حال ، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء ، أو الغلبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٥٢ ( دول ).

(٨) في « بح » : - « العصا و ».

(٩) في « بح » : - « والدابّة التي تكلّم الناس ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٩٩ ، ح ١ ؛ وص ٤١٥ ، ح ٣ ، وفيهما عن عليّ بن حسّان ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ١٠ عن محمّد بن الحسين ، عن ابن حسّان ، وفي الأخيرين من قوله : « أنا قسيم » ، إلى قوله : « أنا الفاروق الأكبر ».وفيه ، ص ٢٠٠ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٩ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٣ ، إلى قوله : « وكذلك كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام من بعده » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٥٥ ، ذيل ح ٣.

٤٨٨

١٥ - بَابٌ نَادِرٌ جَامِعٌ فِي فَضْلِ الْإِمَامِعليه‌السلام (١) وَصِفَاتِهِ‌

٥٢٧/ ١. أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِرحمه‌الله رَفَعَهُ(٢) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنَّا مَعَ الرِّضَاعليه‌السلام بِمَرْوَ ، فَاجْتَمَعْنَا فِي(٣) الْجَامِعِ(٤) يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا ، فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ ، وَذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا ، فَدَخَلْتُ عَلى سَيِّدِيعليه‌السلام ، فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ ، فَتَبَسَّمَعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ :

« يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ ، جَهِلَ الْقَوْمُ ، وَخُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ(٥) ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فِيهِ(٦) تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٧) ، بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَالْحُدُودَ وَالْأَحْكَامَ ، وَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلاً(٨) ، فَقَالَ(٩) عَزَّ وَجَلَّ :( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (١٠) وَأَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - وَهِيَ آخِرُ عُمُرِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله -:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) (١١) وَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ ، وَلَمْ يَمْضِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ ، وَأَوْضَحَ لَهُمْ‌

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع وباقي النسخ : - «عليه‌السلام ».

(٢) في الأمالي : - « رفعه ».

(٣) في حاشية « بر » : + « مسجد ».

(٤) في « بح » والعيون والأمالي : + « في ».

(٥) في حاشية « ف ، بر ، بس » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « أديانهم ».

(٦) في « بر » : « وفيه ».

(٧) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) . وفي حاشية « ج » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « تفصيل ».

(٨) « الكمال » : التمام. وفيه ثلاث لغات : كَمَلٌ ، كَمُلٌ ، كَمِلٌ. والكسر أردؤها. ويقال : أعطه هذا المال كملاً ، أي كلّه.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٣ ( كمل ). (٩) في « ب ، ج ، ض ، بس » : + « الله ».

(١٠) الأنعام (٦) : ٣٨.

(١١) المائدة (٥) : ٣.

٤٨٩

سَبِيلَهُمْ ، وَتَرَكَهُمْ عَلى قَصْدِ(١) سَبِيلِ الْحَقِّ ، وَأَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاًعليه‌السلام عَلَماً وَإِمَاماً ، وَمَا تَرَكَ(٢) شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ ، فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، وَمَنْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ(٣) .

هَلْ يَعْرِفُونَ(٤) قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَمَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ ؛ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ؟ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً ، وَأَعْظَمُ شَأْناً ، وَأَعْلى مَكَاناً ، وَأَمْنَعُ جَانِباً ، وَأَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ ، أَوْ يُقِيمُوا(٥) إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ.

إِنَّ الْإِمَامَةَ(٦) خَصَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَعليه‌السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً ، وَفَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا ، وَأَشَادَ(٧) بِهَا(٨) ذِكْرَهُ ، فَقَالَ :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) فَقَالَ الْخَلِيلُعليه‌السلام سُرُوراً بِهَا(٩) :( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قَالَ اللهُ(١٠) تَبَارَكَ وَتَعَالى :( لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١١) فَأَبْطَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَصَارَتْ(١٢) فِي الصَّفْوَةِ(١٣) .

__________________

(١) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ : « القصد : الوسط بين الطرفين. وإضافته إلى السبيل وإضافة السبيل إلى الحقّ‌ بيانيّتان ، وتحتملان اللاميّة ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول. وفي المطبوع : + « [ لهم ] ».

(٣) في « ض ، ف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « به ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وكمال الدين والمعانى : « تعرفون ».

(٥) في « ض » : « يقولوا ».

(٦) في الغيبة : + « منزلة ».

(٧) في الأمالي : « فأشار ».

(٨) يقال : أشاده وأشاد به ، إذا أشاعه ورفع ذكره ، من أشَدْتُ البُنيان فهو مُشادٍ ، وشيّدته إذا طوّلته ، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥١٧ ( شيد ).

(٩) فيمرآة العقول : « سروراً بها ، مفعول له لقال ».

(١٠) في « ف » وتحف العقول : - « الله ».

(١١) البقرة (٢) : ١٢٤.

(١٢) في معاني الأخبار : « فصارت ».

(١٣) فيمرآة العقول : « الصفوة ، مثلّثة ، أي أهل الطهارة والعصمة ، من صفا الجوّ إذا لم يكن فيه غيم ، أو أهل الاصطفاء والاختيار الذين اختارهم الله من بين عباده لذلك ؛ لعصمتهم وفضلهم وشرفهم ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٨ ( صفو ).

٤٩٠

ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَالطَّهَارَةِ ، فَقَالَ :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ ، يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً(٢) فَقَرْناً حَتّى وَرَّثَهَا اللهُ تَعَالَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً ، فَقَلَّدَهَا(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام بِأَمْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -(٥) عَلى رَسْمِ(٦) مَا فَرَضَ اللهُ ، فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ(٧) الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالى(٨) :( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٩) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّعليه‌السلام خَاصَّةً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ إِذْ لَانَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ(١٠) هؤُلَاءِ الْجُهَّالُ؟

إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ(١١) الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْثُ(١٢) الْأَوْصِيَاءِ ، إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللهِ وَخِلَافَةُ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَمَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَمِيرَاثُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ(١٣) عليهما‌السلام .

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ٧٢ - ٧٣.

(٢) راجع في تفسيره ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.

(٣) آل عمران (٣) : ٦٨.

(٤) يقال : قلّدتُها قِلادةً ، أي جعلتها في عنقها ، ومنه تقليد الولاة الأعمال.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ( قلد ).

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع وسائر النسخ : - « عزّ وجلّ ».

(٦) في مرآة العقول : « الرسم : السنّة والطريقة ».

(٧) في « ب » : - « الله ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وعلا ».

(٩) الروم (٣٠) : ٥٦.

(١٠) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤١ : « الفعل إمّا مجهول ، والجهّال صفة لهؤلاء ، أو بدل. وإمّا معلوم ، والجهّال مفعول على الظاهر ، أو صفة ، أو بدل على الاحتمال ».

(١١) في « ف » : + « النبوّة و ».

(١٢) « الإرث » : مصدر ، وأصله الوِرْث ، فقُلبت الواو همزةً. وكثيراً مايطلق على الشي‌ء الموروث ، كما في هذا المقام. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١١١ - ١١٢ ( أرث ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤٢؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٣.

(١٣) في « ف » : + « بن عليّ ».

٤٩١

إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ(١) الدِّينِ ، وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَصَلَاحُ الدُّنْيَا ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِينَ(٢) ؛ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ(٣) الْإِسْلَامِ النَّامِي ، وَفَرْعُهُ(٤) السَّامِي(٥) ؛ بِالْإِمَامِ(٦) تَمَامُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ(٧) ، وَتَوْفِيرُ الْفَيْ‌ءِ(٨) وَالصَّدَقَاتِ ، وَإِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ، وَمَنْعُ الثُّغُورِ(٩) وَالْأَطْرَافِ.

الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللهِ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَ اللهِ ، وَيُقِيمُ حُدُودَ اللهِ ، وَيَذُبُّ(١٠) عَنْ دِينِ اللهِ ، وَيَدْعُو إِلى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ.

الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، الْمُجَلِّلَةِ(١١) بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ(١٢) ، وَهِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ‌

__________________

(١) « الزمام » من الزَمّ بمعنى الشدّ ، وهو الحبل الذي يجعل في البُرَة والخشبة ، أو الخيط الذي يشدّ في البُرَة أو في‌الخِشاش ، ثمّ يشدّ في طرفه المِقْوَد ، وقد يسمّى المِقْوَد زماماً. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٤٤ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٧٢ ( زمم ).

(٢) في « ف » : « زمام للدين ، ونظام للمسلمين ، وصلاح للدنيا ، وعزّ للمؤمنين ».

(٣) « الاُسّ » : أصل البناء ، وكذلك الأساس ، والأسس مقصور منه. وجمع الاُسّ : إساس. وجمع الأساس : اُسُس.الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٣ ( أسس ).

(٤) فرع كلّ شي‌ء أعلاه. ويقال : هو فَرع قومه : للشريف منهم.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ ( فرع ).

(٥) « السامي » : العالي المرتفع ، من سما الشي‌ءُ يَسْمُوا سُمُوّاً ، أي ارتفع وعلا. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٧ (سمو). (٦) في حاشية « بح » : « بالإمامة ».

(٧) في حاشية « ج » : « والصيام والجهاد » بدل « والجهاد والصيام ».

(٨) أصل الفي‌ء : الرجوع. يقال : فاءَ يفي‌ء فِئَةً وفُيُوءاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨ ( فيأ ).

(٩) « الثُغور » : جمع الثَغْر ، وهو ما يلي دارالحرب ، وموضع المخافة في فروج البلدان ، والموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٣ ( ثغر ).

(١٠) في شرح المازندراني : « الذبّ : الدفع والمنع. حذف مفعوله ؛ للدلالة على التعميم ، أي يدفع عن دين الله كلّ ما لايليق به من الزيادة والنقصان ». وانظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « المـُجَلِّلة » : المـُغَطِّيَة. يقال : جلّل المطر الأرضَ ، أي عمّها وطبّقَها فلم يَدَع شيئاً إلّاغطّى عليه. ومنه يقال : جلَّلتُ الشي‌ء ، إذا غطّيتَه. اُنظر :المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).

(١٢) في « بر » : « العالم ».

٤٩٢

لَا تَنَالُهَا(١) الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارُ.

الْإِمَامُ : الْبَدْرُ الْمُنِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الزَّاهِرُ(٢) ، وَالنُّورُ السَّاطِعُ(٣) ، وَالنَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ(٤) الدُّجى(٥) ، وَأَجْوَازِ(٦) الْبُلْدَانِ وَالْقِفَارِ(٧) ، وَلُجَجِ(٨) الْبِحَارِ.

الْإِمَامُ : الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَاءِ(٩) ، وَالدَّالُّ عَلَى الْهُدى ، وَالْمُنْجِي مِنَ الرَّدى(١٠) .

الْإِمَامُ(١١) : النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ(١٢) ، الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلى(١٣) بِهِ ، وَالدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ(١٤) ،

__________________

(١) في « ف » : « لاينالها ».

(٢) « الزاهر » : المضي‌ء. يقال : زَهَرتِ النارُ زُهُوراً ، أي أضاءت. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٤ ( زهر ).

(٣) « الساطع » : المرتفع. يقال : سطع الغبارُ والرائحةُ والصبحُ ، يَسْطَع سُطُوعاً ، أي ارتفع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٢٩ ( سطع ).

(٤) « الغَياهِبُ » : جمع الغَيْهَب بمعنى الظلمة. يقال : فرس أدهمُ غَيْهَبٌ ، إذا اشتدّ سواده. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٦ ( غهب ).

(٥) « الدُجَى » : الظلمة ، أو جمع الدُجْيَة بمعناها. وقد يعبّر عنها عن الليل ، فالإضافة بيانيّة للمبالغة ، أو بتقدير « في ». اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٤ ( دجو ).

(٦) « الأجواز » : جمع الجَوْز ، وهو وسط كلّ شي‌ء. في شرح المازندراني : « والمراد بها ما بين البلدان من القفار ، والقفارُ بدل منها. وأمّا جعله جمع الحوزة - بالحاء المهملة بمعنى الناحية - فهو بعيد لفظاً ؛ لأنّه لم يثبت جمعها كذلك ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧١ ( جوز ).

(٧) « القِفار » : جمع القفر ، وهي مفازة لا ماء فيها ولا نبات. يقال : أرض قَفْر ، وقَفْرَة أيضاً.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٧ ( قفر ).

(٨) « اللُجَج » : جمع اللُجّة ، ولُجّة البحر : حيث لايدرك قعره ، أو الماء الكثير الذي لايرى طرفاه ، ولجّة الماء : مُعْظَمه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ( لجج ).

(٩) « الظَمَأ » : شدّة العطش. قال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالكسر والمدّ ، وهو جمع ظامئ ، وهو بعيد ». وانظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ( ظمأ ).

(١٠) « الرَدَى » : مصدر رَدِيَ يَرْدَى ، بمعنى هلك. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٥ ( ردى ).

(١١) في شرح المازندراني والعيون : « والإمام ».

(١٢) « اليَفاع » : ما ارتفع من الأرض.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ( يفع ).

(١٣) « الاصطلاء » : افتعال من صِلا النارِ والتسخّن بها.النهاية ، ج ٣ ، ص ٥١ ( صلو ).

(١٤) في الأمالي : « على المسالك ».

٤٩٣

مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ.

الْإِمَامُ : السَّحَابُ الْمَاطِرُ ، وَالْغَيْثُ الْهَاطِلُ(١) ، وَالشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ ، وَالسَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ ، وَالْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ ، وَالْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ(٢) ، وَالْغَدِيرُ(٣) وَالرَّوْضَةُ(٤) .

الْإِمَامُ : الْأَنِيسُ(٥) الرَّفِيقُ(٦) ، وَالْوَالِدُ الشَّفِيقُ ، وَالْأَخُ الشَّقِيقُ(٧) ، وَالْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ ، وَمَفْزَعُ(٨) الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ(٩) النَّآدِ.

الْإِمَامُ : أَمِينُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَخَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ ، وَالدَّاعِي إِلَى اللهِ ، وَالذَّابُّ(١٠) عَنْ حُرَمِ(١١) اللهِ.

__________________

(١) « الهاطل » : المطر المتفرّق ، العظيم القطر ، وهو مطر دائم مع سكون وضعف. أو هو من الهَطْل بمعنى تتابع‌ المطر والدمع وسيلانه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٩٨ ( هطل ).

(٢) في « بح ، بف » : « الغريزة ». و « الغزير » : الكثير من كلّ شي‌ء. و « الغزيرة » : الكثير الدَرّ ، ومن الآبار والينابيع : الكثير ، الماء ، ومن العيون : الكثيرة الدمع ؛ من الغَزارَة بمعنى الكثرة. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٩ ( غزر ).

(٣) « الغدير » : القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فعيل بمعنى مُفاعَل ، من غادره. أو مُفْعَل من أغدره. ويقال : هو فعيل بمعنى فاعل ؛ لأنّه يَغْدِر بأهله ، أي ينقطع عند شدّة الحاجة إليه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٧ ( غدر ).

(٤) « الروضة » : الأرض ذات الخُضْرة ، والبستان الحسن ، والموضع الذي يجتمع إليه الماء يكثر نبته. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٦٢ ( روض ).

(٥) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « الأمين ».

(٦) قوله : « الرفيق » : المرافِق ، والجمع الرفقاء ، وهو أيضاً واحد وجمع ، مثل الصديق. مأخوذ من الرِفق ، وهو ضدّ العنف والخرق. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٢ ( رفق ).

(٧) فيالصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٤ ( شقق ) : « هذا شقيق هذا ، إذا انشقّ الشي‌ء بنصفين ، فكلّ واحد منهما شقيق الآخر ، ومنه يقال : فلانٌ شقيق فلان ، أي أخوه ». وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( شقق ) : « شقيق الرجل : أخوه لأبيه واُمّه ، ويجمع على أشقّاء ».

(٨) « المفزع » : المـَلجأ في الفَزَع والخوف. يقال : فَزِعتُ إليه فأفزعني ، أي لجأتُ إليه من الفزع فأغاثني. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٨ ( فزع ).

(٩) « الداهِية » : الأمر العظيم. والنَآد والنَآدى بمعناها. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤٤ ( دهى ) ؛ وج ٢ ، ص ٥٤١ (نأد ).

(١٠) « الذابّ » : المانع والدافع ، من الذبّ بمعنى المنع والدفع. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « الحُرَم » : جمع الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وظاهر المازندراني هو : حَرَم ؛ حيث قال في شرحه ، =

٤٩٤

الْإِمَامُ : الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ(١) الْمُبَرَّأُ عَنِ(٢) الْعُيُوبِ ، الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ ، الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ ، نِظَامُ الدِّينِ ، وَعِزُّ الْمُسْلِمِينَ ، وَغَيْظُ الْمُنَافِقِينَ ، وَبَوَارُ(٣) الْكَافِرِينَ.

الْإِمَامُ : وَاحِدُ دَهْرِهِ ، لَايُدَانِيهِ أَحَدٌ ، وَلَايُعَادِلُهُ عَالِمٌ(٤) ، وَلَايُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ وَلَانَظِيرٌ ، مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلَا اكْتِسَابٍ ، بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ.

فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ ، أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ(٥) ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، ضَلَّتِ الْعُقُولُ ، وَتَاهَتِ(٦) الْحُلُومُ(٧) ، وَحَارَتِ الْأَلْبَابُ ، وَخَسَأَتِ(٨) الْعُيُونُ(٩) ، وَتَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ ، وَتَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ ، وَتَقَاصَرَتِ(١٠) الْحُلَمَاءُ ، وَحَصِرَتِ(١١) الْخُطَبَاءُ ، وَجَهِلَتِ(١٢) الْأَلِبَّاءُ(١٣) ، وَكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ ، وَعَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ ، وَعَيِيَتِ(١٤) الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ ، أَوْ فَضِيلَةٍ‌

__________________

= ج ٥ ص ٢٥١ : « لعلّ المراد به حرم مكّة. والإمام يدفع عنه ما لايجوز وقوعه فيه ، ويمنع الناس من هتك حرمته ». وانظر :المصباح المنير ، ص ١٣١ - ١٣٢ ( حرم ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٦.

(١) في الأمالي وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : - « و ».

(٢) في « ج ، بح ، بس ، بف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « من ».

(٣) « البوار » : الهلاك. يقال : بار فلان ، أي هلك ، وأباره الله : أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ - ٥٩٨ (بور).

(٤) في « ج » : « عادل ».

(٥) في تحف العقول : « أو كنه وصفه » بدل « أو يمكنه اختياره ».

(٦) « تاهت » : تحيّرت. يقال : تاهَ في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(٧) « الحِلْم » : الأناة والعقل. وجمعه : أحلام وحُلُوم.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ).

(٨) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « وحسرت ».

(٩) « خسأت العيون » ، أي سَدِرت وكلّت وأعيت وتحيّرت. انظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥ ( خسأ ).

(١٠) في حاشية « بف » : « قصرت ». و « تقاصرت » ، أي أظهرت القِصَر. قال المجلسي فيمرآة العقول : « التقاصر : مبالغة في القصر ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٤ ( قصر ).

(١١) في مرآة العقول : « حصر ». و « حَصِرَت » ، أي عَيِيَت وعجزت عن النطق ، من الحَصَر بمعنى العَيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣١ ( حصر ).

(١٢) في المعاني : « ذهلت ».

(١٣) في « بح ، بس ، بف » والأمالي : « الألباب ».

(١٤) « عَيِيَتْ » : عجزت ، من العيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٢ ؛لسان العرب ؛ ج ١٥ ،=

٤٩٥

مِنْ فَضَائِلِهِ ، وَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ(١) ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ، وَيُغْنِي غِنَاهُ(٢) ؟ لَا(٣) ، كَيْفَ؟ وَأَنّى(٤) ؟ وَهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ(٥) مِنْ(٦) يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ ، وَوَصْفِ الْوَاصِفِينَ ، فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هذَا؟ وَأَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هذَا؟ وَأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هذَا؟

أَتَظُنُّونَ(٧) أَنَّ ذلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ(٨) مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) ؟ كَذَبَتْهُمْ(١٠) وَاللهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَمَنَّتْهُمُ(١١) الْأَبَاطِيلَ ، فَارْتَقَوْا مُرْتَقاً صَعْباً دَحْضاً(١٢) تَزِلُّ(١٣) عَنْهُ(١٤) إِلَى‌

__________________

=ص ١١١ - ١١٢ ( عيى ).

(١) في « بح » : « كنهه ». وفي تحف العقول : « بكيفيّته ».

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « الغناء - بالفتح - : النفع ».

(٣) « لا » تأكيد للنفي الضمنيّ المستفاد من الاستفهام للمبالغة فيه ، أو تصريح بالإنكار المفهوم منه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧.

(٤) في الأمالي : « أين ».

(٥) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « والنجم هو مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرئيٌّ ؛ لأنّ حيث‌لايضاف إلّا إلى الجمل ». (٦) في « ف » وتحف العقول : « عن ».

(٧) في « بس » : « أيظنّون ». وفي الأمالي والعيون والمعاني « أظنّوا ». وفي كمال الدين : « ظنّوا ».

(٨) في « بر » : - « الرسول ».

(٩) في « ب » : « صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله و عليهم السلام ». وفي « بس » : « صلوات الله عليه ». وفي « بف » : « صلّى الله عليه و عليهم السلام ».

(١٠) « كذَبَتْهُم » ، أي لم تصدقهم فتقول لهم الكذب. قرأها المازندراني في شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٥٨ بالتشديد ؛ حيث قال : « أي أنفسهم تكذّبهم وتنسبهم إلى الكذب ». وهو المحتمل عند المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧. وانظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٠٦ ( كذب ).

(١١) « مَنَّتْهم » ، أي أضعفتهم وأعيتهم وأعجزتهم. يقال : منّه اليسير ، أي أضعفه وأعياه. وفي شرح المازندراني : « واحتمال أن يكون المراد : منّت عليهم الأباطيل ، من المِنَّة بالكسر بعيد لفظاً ومعنىً ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٧ ( منن ).

(١٢) « الدَحْض » و « الدَحَض » : الزلق. يقال : مكان دَحْض ودَحَض ، أي زَلَق ، وهو الموضع الذي لاتثبت عليه قدم. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).

(١٣) في كمال الدين : « تذلّ ».

(١٤) في « ف » : « معه ». وفي تحف العقول : « زلّت بهم ».

٤٩٦

الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ ، رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ(١) بَائِرَةٍ(٢) نَاقِصَةٍ(٣) ، وَآرَاءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً(٤) ،( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) (٥) .

وَلَقَدْ رَامُوا(٦) صَعْباً ، وَقَالُوا إِفْكاً ، وَضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً ، وَوَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ(٧) تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) (٨) .

رَغِبُوا(٩) عَنِ اخْتِيَارِ اللهِ وَاخْتِيَارِ رَسُولِ اللهِ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَهْلِ بَيْتِهِ(١١) إِلَى اخْتِيَارِهِمْ ، وَالْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ :( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) مِنْ أَمْرِهِمْ(١٢)

__________________

(١) في العيون : « جائرة ».

(٢) يقال : رجل حائر بائر ، أي لم يتّجه لشي‌ء ولا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٦ ( بور ).

(٣) في « بس » : - « ناقصة ».

(٤) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « وقال الصفواني في حديثه ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بعد ذلك : وقال الصفواني في حديثه :( قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ثمّ اجتمعا في الرواية. أقول : رواة نسخ الكليني كثيرة ، أشهرهم الصفواني والنعماني ، فبعض الرواة المتأخّرة عنهم عارضوا النسخ وأشاروا إلى الاختلاف ، فالأصل برواية النعماني ولم يكن فيه :( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، وكان في رواية الصفواني ، فأشار هنا إلى الاختلاف ».

(٥) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « ثمّ اجتمعنا في الرواية ». وقوله :( أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، أي كيف يكذّبون على الله ورسوله ؛ من الإفك بمعنى الكذب. أو كيف يصرفون عن الحقّ إلى الباطل ؛ من الإفك بمعنى القلب والصرف. قال الراغب في مفرداتألفاظ القرآن ، ص ٧٩ ( أفك ) : « الإفك كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ثمّ قال في المعنى : « أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل ، ومن الصدق في المقال إلى الكذب ، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ». وانظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٣ ( أفك ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٦٠. والآية في التوبة (٩) : ٣٠ ؛ والمنافقون (٦٣) : ٤.

(٦) في « بر ، بس » والعيون وكمال الدين والمعاني : « لقد راموا » بدون الواو.

(٧) في « ج » : « إذا ».

(٨) العنكبوت (٢٩) : ٣٨.

(٩) في « بس » والعيون : « ورغبوا ».

(١٠) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « رسوله ».

(١١) في « ض ، ف ، بر ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « وأهل بيته ».

(١٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : - « من أمرهم ».

٤٩٧

( سُبْحَانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (١) وَقَالَ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٣) الْآيَةَ ، وَقَالَ :( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) (٤) .

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ) (٥) أَمْ( طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) (٦) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ ) (٧) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) (٨) بَلْ هُوَ( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَآءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٩) فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ؟!

وَالْإِمَامُ : عَالِمٌ لَايَجْهَلُ(١٠) ، وَرَاعٍ(١١) لَايَنْكُلُ(١٢) ، مَعْدِنُ(١٣) الْقُدْسِ(١٤) وَالطَّهَارَةِ ،

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٦٨.

(٢) في « ج » : + « الله ».

(٣) الأحزاب (٣٣) : ٣٦.

(٤) القلم (٦٨) : ٣٦ - ٤١.

(٥) محمّد (٤٧) : ٢٤.

(٦) التوبة (٩) : ٨٧.

(٧) الأنفال (٨) : ٢١ - ٢٣.

(٨) البقرة (٢) : ٩٣.

(٩) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.

(١٠) فيشرح المازندراني : « ليس « لايجهل » للتأكيد ، بل للاحتراز ؛ إذ كلّ أحد عالم في الجملة ، وهذا القدر لايكفي ‌في الإمام بل لابدّ فيه أن لايجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة ، وإلّا لبطل الغرض من الإمامة ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والوافي والمعاني « داعٍ ». وفي « بس » : « واعٍ ».

(١٢) لايَنْكُلُ ، لايَنْكَلُ ، لايَنْكِلُ : لاينكص ولا يضعف ولا يجبن ولا يمتنع ، والاُولى أجود. والناكِل : الجبان الضعيف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٧٧ - ٦٧٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ ( نكل ).

(١٣) « المـَعْدِن » : اسم مكان من عَدْنٍ بمعنى الإقامة ، وهو موضع الإقامة ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. قال المجلسي في مرآة العقول : « بكسر الدال وفتحها ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٢ ( عدن ).

(١٤) « القُدْس » و « القُدُس » : الطُهر والبراءة من العيوب ، اسم ومصدر ، ومنه قيل : حظيرة القُدْس. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٠ ( قدس ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٤.

٤٩٨

وَالنُّسُكِ(١) وَالزَّهَادَةِ ، وَالْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ ، مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ(٢) الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَسْلِ(٣) الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ(٤) ، لَا(٥) مَغْمَزَ(٦) فِيهِ فِي نَسَبٍ ، وَلَايُدَانِيهِ(٧) ذُو حَسَبٍ(٨) ، فِي الْبَيْتِ(٩) مِنْ قُرَيْشٍ ، وَالذِّرْوَةِ(١٠) مِنْ هَاشِمٍ ، وَالْعِتْرَةِ(١١) مِنَ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرِّضَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، شَرَفُ الْأَشْرَافِ ، وَالْفَرْعُ(١٢) مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ، نَامِي الْعِلْمِ(١٣) ، كَامِلُ الْحِلْمِ(١٤) ، مُضْطَلِعٌ‌

__________________

(١) « النُسْك » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. وفي شرح المازندراني : « والظاهر أنّ « النسك » هنا بفتح النون وسكون السين مصدر ؛ ليلائم الزهادة ، وأمّا « النسك » بضمّها فمع فوات الملاءمة يوجب التكرار في العبادة إلّا أن يخصّص بنوع منها ، مثل نسك الحجّ ». وانظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).

(٢) في شرح المازندراني : « الدعوة إمّا بفتح الدال وإمّا بكسرها ، أي مخصوص بدِعْوَته إلى الرسول ونسبته إليه ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٦ ( دعو ).

(٣) احتمل المازندراني في شرحه كون « نسل » بالرفع عطفاً على « معدن القدس » أو على « عالم لايجهل ».

(٤) « البَتُول » ، من البَتْل بمعنى القطع ، سمّيت سيّدتنا فاطمةعليها‌السلام البتولَ لانقطاعها عن النساء فضلاً وديناً وحسباً ، أولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. اُنظر :معاني الأخبار ، ص ٦٤ ؛علل الشرائع ، ص ١٨١ ؛روضة الواعظين ، ص ١٤٩ ؛النهاية ؛ ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ). (٥) في شرح المازندراني : « ولا ».

(٦) « المـَغْمَز » : اسم مكان من الغَمْز بمعنى العيب. يقال : ليس في فلان غَمِيزَة ولا غَمِيز ولا مَغْمَزٌ ، أي ما فيه ما يُغْمَزُ فيُعاب به ، ولا مَطْعَنٌ ، والمراد هنا : ليس في نسبه لكونه شريفاً رفيعاً عيب يطعن به. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٩٠ ( غمز ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٠.

(٧) في كمال الدين : + « دنس ، له المنزلة الأعلى لا يبلغها ».

(٨) « الحَسَب » في الأصل : الشرف بالآباء وما يعدّه الناس من مفاخرهم ، وقال ابن السكّيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لايكونان إلّابالآباء. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨١ ( حسب ). (٩) في العيون : « فالنسب ». وفي تحف العقول : « فالبيت ».

(١٠) ذِرْوَة الشي‌ء وذُرْوَته : أعلاه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ ( ذرو ).

(١١) عِتْرَة الرجل : أخصّ أقاربه.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ( عتر ).

(١٢) فَرْع كلّ شي‌ء : أعلاه ، وفَرْع كلّ قوم هو الشريف منهم ، والفَرَع : أوّل ما تلده الناقة. قال المازندراني في‌ شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ : « وفرع الرجل أوّل أولاده ، وكان هاشم أوّل أولاد عبد مناف وأشرفهم ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ (فرع).

(١٣) « نامي العلم » ، أي يزداد علمه ، من نما الشي‌ء ، إذا زاد وارتفع. أو بلّغ علمه ورفعه ، من نما خيراً ، إذا بلّغه على وجه الإصلاح وطلب الخير ورفعه. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢١ ( نمو ).

(١٤) « الحِلْم » : العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء. والجمع : الأحلام.=

٤٩٩

بِالْإِمَامَةِ(١) ، عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ(٢) ، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ، قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللهِ ، حَافِظٌ لِدِينِ اللهِ.

إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - يُوَفِّقُهُمُ اللهُ ، وَيُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ(٣) عِلْمِهِ وَحِكَمِهِ مَا لَايُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ ؛ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ(٤) أَهْلِ الزَّمَانِ(٥) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(٦) :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَّا يَهِدِّي إلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٧) وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٨) وَقَوْلِهِ فِي طَالُوتَ(٩) :( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشآءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (١٠) وَقَالَ لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَنْزَلَ [ اللهُ ](١١) عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (١٢) ‌...........................

__________________

=اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(١) « مُضْطَلِعٌ بالإمامة » أي قويّ عليها ، يقال : فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ، أي قويّ عليه ، وهو مفتعل من الضَلاعَة بمعنى القوّة وشدّة الأضلاع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥١ ( ضلع ).

(٢) « السِياسَة » : القيام على الشي‌ء بما يُصْلِحُه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢١ ( سوس ).

(٣) في « بف » : « مخزن ».

(٤) في « ض » : - « علم ».

(٥) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ف ، بح ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « زمانهم ». وفي الوافي : « أزمانهم ».

(٦) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وتعالى ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ ». وقوله : « في قوله تعالى » متعلّق بمقدّر. و « في » للظرفيّة ، أو السببيّة ، أي ذلك مذكور في قوله تعالى ، أو بسبب قوله تعالى. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٦. (٧) يونس (١٠) : ٣٥.

(٨) البقرة (٢) : ٢٦٩.

(٩) « طالوت » : اسم أعجميّ غير منصرف. قيل : أصله : طَوَلوت ، من الطُول ، فقلبت الواو ألفاً. قال المحقّق الشعراني : « والصحيح أنّ طالوت غير عربيّ ، بل معرّب عن كلمة عبريّة مع تغيير جوهريّ في حروفه ، وكان أصله شاول ، فهو مثل يحيى معرّب يوحان ، وعيسى معرّب يشوعا ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٦.

(١٠) البقرة (٢) : ٢٤٧.

(١١) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : - « الله ». قال المجلسي فيمرآة العقول : « فالتغيير إمّا من النسّاخ ، أو منهعليه‌السلام نقلاً بالمعنى ». (١٢) النساء (٤) : ١١٣.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722