الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294522 / تحميل: 10485
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

الْمُتَوَسِّمُونَ ، وَالسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ ».(١)

٥٨٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ،(٢) قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتَّقُوا فِرَاسَةَ(٣) الْمُؤْمِنِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى(٤) :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ».(٥)

٥٨١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ(٦) بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ‌

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٣٥٧ ، ح ١٢ ، عن سلمة بن الخطّاب.وفيه ، ص ٣٥٥ ، ح ٦ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٩ ، عن أسباط بن سالم.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٠٧٢.

(٢) في « ف » : + « قال ».

(٣) « الفِراسَةُ » : اسم من التفرّس بمعنى التثبّت والنظر. قال ابن الأثير فيالنهاية ، ج ٣ ، ص ٤٢٨ ( فرس ) : « يقال بمعنيين : أحدهما : ما دلّ ظاهر هذا الحديث عليه ، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظنّ والحدس ، والثاني : نوع يُتَعَلَّمُ بالدلائل والتجارب والخَلق والأخلاق فتُعرف به أحوالُ الناس ». وراجع أيضاًالقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٧٢ ( فرس ).

(٤) وفي « بح ، بر » : - « في قول الله تعالى ».

وقوله : « في قول الله تعالى » إمّا متعلّق بقولهعليه‌السلام : « قال رسول الله » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نظره بنور الله مذكور في قول الله ، قال المجلسي : « والأوّل أظهر ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٣٨ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢.

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٥٥ ، ح ٤ ؛ والاختصاص ، ص ٣٠٦ ، بسندهما عن حمّاد بن عيسى.بصائر الدرجات ، ص ٣٥٧ ، ح ١١ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن مسلم.الأمالي للطوسي ، ص ٢٩٤ ، المجلس ١١ ، ح ٢١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٨ ، عن محمّد بن مسلم. وراجع :علل الشرائع ، ص ١٧٣ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٥٠ ، ح ١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٠٧٣.

(٦) في « و ، بر » : « عيسى ». وهو سهو. وعبيس هذا ، هو العبّاس بن هشام الناشري ، كُسِر اسمه فقيل : « عُبَيس ». له‌كتاب رواه عنه جماعة ، منهم الحسن بن عليّ الكوفي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٨٠ ، الرقم ٧٤١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٣٤٦ ، الرقم ٥٤٧.

٥٤١

عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(١) عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فَقَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام » ،( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) قَالَ(٢) : « لَا يَخْرُجُ(٣) مِنَّا أَبَداً ».(٤)

٥٨٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ(٥) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُتَوَسِّمَ(٦) ، وَأَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِي الْمُتَوَسِّمُونَ ».(٧)

__________________

(١) في « ف » : « قوله ».

(٢) في الكافي ، ح ١١٩١ والبصائر والاختصاص:-«قال».

(٣) في « ب ، ض ، ف ، بر » : « لاتخرج ».

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في معرفتهم أولياءهم ، ح ١١٩١. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٦١ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن علي.وفيه ، ص ٣٨٧ ، ح ١٣ ؛ والاختصاص ، ص ٣٠٦ ، بسندهما عن الحسن بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عبدالله بن سليمان ، وفي كلّها مع زيادة في أوّلها وآخرها.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٠٧٤.

(٥) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٣٥٦ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن مسلم وإبراهيم‌عن أيّوب. والمذكور في بعض نسخه المعتبرة « محمّد بن أسلم عن إبراهيم بن أيّوب » وهو الظاهر ؛ فإنّ محمّد بن أسلم ، هو الطبري الجبلي ، له كتاب رواه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وتكرّرت رواية محمّد بن الحسين عنه في الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٣٥٨ ، الرقم ٥٨٩ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٩ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٣٨ - ٣٤١.

وأمّا إبراهيم بن أيّوب ، فقد روى عن عمرو بن شمر فيالكافي ، ح ١٠٣٨ ؛ وشواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٤٢٢ ، ح ٤٥١. ولاحظ أيضاً :بصائر الدرجات ، ص ٩٧ ، ح ٧.

(٦) راجع ما تقدّم في ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٥٤ ، ح ٢ ، بسنده عن عمرو بن شمر ؛وفيه ، ص ٣٥٦ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن مسلم وإبراهيم ، عن أيّوب ؛تفسير فرات ، ص ٢٢٨ - ٢٢٩ ، ح ٣٠٧ و ٣٠٨ بسنده عن إبراهيم بن أيّوب ، عن جابر ؛الاختصاص ، ص ٣٠٢ ، بسنده عن إبراهيم بن أيّوب ، عن عمرو بن شمر ؛تفسير =

٥٤٢

* وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرى(١) : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بِإِسْنَادِهِ ، مِثْلُهُ.

٢٩ - بَابُ عَرْضِ الْأَعْمَالِ عَلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام

٥٨٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ(٢) عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله - أَعْمَالُ الْعِبَادِ - كُلَّ صَبَاحٍ :أَبْرَارُهَا وَفُجَّارُهَا(٣) ؛فَاحْذَرُوهَا(٤) ،وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالى(٥) :( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) (٦) » ‌

__________________

= العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ٣٢ ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، وفي كلّها مع زيادة في أوّلها وآخرها.بصائر الدرجات ، ص ٣٥٧ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن سلمان ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٠٧٥ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٠ ، ح ٢.

(١) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣ : « وقوله : وفي نسخة اُخرى ، كلام الجامعين لنسخ الكافي ؛ فإنّهم أشاروا إلى ‌اختلاف نسخ النعماني والصفواني وغيرهما من تلامذة الكليني ».

(٢) في البصائر : - « الأعمال ».

(٣) هكذا في « ج ، و ، بح ، بر ». ومقتضى السياق أيضاً هو الجمع. وفي حاشية « ج » : « في إطلاقهما على الأعمال‌مجاز شائع في لغة العرب كما لايخفى ». وفي المطبوع : « فَجارِها ». وقولهعليه‌السلام : « أبرارها وفجارها » ، بجرّهما بدل تفصيل للعباد ، والضميران لهم. والأبرار : جمع البَرّ ، بمعنى البارّ. مقتضى هذا الاحتمال هو « أبرارهم وفجّارهم ». أو برفعهما بدل تفصيل لأعمال العباد ، والضميران للأعمال. ففي إطلاقهما على الأعمال تجوّز. على أنّه يحتمل كون الأبرار حينئذٍ جمع البِرّ. وأمّا « فجارها » فهو فُجّارها على الوجهين جمع الفاجر عند المازندراني والمجلسي ، ولكنّ المجلسي بعد ما ذكر الوجهين في الإعراب ، قال : « وربّما يقرأ : الفِجار - بكسر الفاء وتخفيف الجيم - : جمع فَجارِ مبنيّاً على الكسر ، هو اسم الفجور. أو جمع فجر - بالكسر - وهو أيضاً اسم الفجور » ، راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤.

(٤) في البصائر والمعاني : « فاحذروا ».

(٥) في الوسائل والمعاني : + « وقل ».

(٦) التوبة (٩) : ١٠٥.

٥٤٣

وَسَكَتَ(١) .(٢)

٥٨٤/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ ».(٣)

٥٨٥/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ(٤) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ » فَقَالَ(٥) رَجُلٌ : كَيْفَ نَسُوؤُهُ؟ فَقَالَ : « أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ(٦) أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأى فِيهَا مَعْصِيَةً(٧) سَاءَهُ ذلِكَ؟ فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَسُرُّوهُ ».(٨)

__________________

(١) في البصائر : - « وسكت ». وفي المعاني : + « قال أبوبصير : إنّما عنى الأئمّةعليهم‌السلام ». وقوله : « وسكت » ، أي لم يقرأ تتمّة الآية ، وهي « وَالْمُؤْمِنُونَ » وسكت عن تفسيره بالأئمّةعليهم‌السلام تقيّةً ، أي كأنّ الوقت يأبى عن ذكر عرض الأعمالعليهم‌السلام ؛ أو إحالةً على الظهور. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٤ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٨ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ؛معاني الأخبار ، ص ٣٩٢ ، ح ٣٧ ، بسنده عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٤ ، ح ١٠٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٧ ، ح ٢١١٠٢ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣١ ، ح ٣.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٨ ، ح ١١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٤٢٧ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٤٩.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٤ ، ح ١٠٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٧ ، ح ٢١١٠٤.

(٤) « تسوؤُون » : من ساءه يسوؤه ، نقيض سرّه ، أي أحزنه وفعل به مايكره. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٩٥ ( سوأ ).

(٥) في « ج ، ض » والوافي والوسائل والبحار والزهد والبصائر : + « له ».

(٦) في « ف » : - « أنّ ».

(٧) في « ف » : « معصية فيها ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٦ ، ح ١٧ ؛ وص ٤٤٥ ، ح ٨ ، وفيهما عن إبراهيم بن هاشم ؛الزهد ، ص ١٦ ، ح ٣٢ ، عن عثمان بن عيسى ؛الأمالي للمفيد ، ص ١٩٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٩ ، بسنده عن عثمان بن عيسى.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٠٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٧ ، ح ٢١١٠٥ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣١ ، ح ٥.

٥٤٤

٥٨٦/ ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتِ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبَانٍ الزَّيَّاتِ - وَكَانَ مَكِيناً عِنْدَ الرِّضَا(٢) عليه‌السلام - قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : ادْعُ اللهَ لِي وَلِأَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ : « أَوَلَسْتُ(٣) أَفْعَلُ؟ وَاللهِ(٤) ، إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ».

قَالَ(٥) : فَاسْتَعْظَمْتُ ذلِكَ ، فَقَالَ لِي : « أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ؟ » قَالَ : « هُوَ وَاللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(٦) عليه‌السلام ».(٧)

٥٨٧/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّامِتِ(٨) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسَاوِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَنَّهُ ذَكَرَ هذِهِ الْآيَةَ :( فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي والوسائل. وفي « ف » والمطبوع : « القاسم بن‌محمّد عن الزيّات ».

والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٤٢٩ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن القاسم بن محمّد الزيّات. وقد ورد في بعض الأسناد في طبقة مشايخ إبراهيم بن هاشم عنوان القاسم بن محمّد الزيّات ، والقاسم الزّيّات. راجع :الكافي ، ح ١١٠٦٣ ؛ و ١١٩٩٨ ؛التهذيب ، ج ٨ ، ص ١٣ ، ح ٢٢ ؛الاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ٩٣٣.

(٢) في البصائر : « كان يكنّى عبدالرضا » والمذكور في بعض مخطوطاته « كان مكيناً عند الرضا ».

(٣) في « بف » : - « ولست » بدون « أ ».

(٤) في الوسائل : - « والله ».

(٥) في « ف » : + « قلت ». وفي البصائر : - « قال ».

(٦) إنّما خصّهعليه‌السلام بالذكر لأنّه المصداق حين الخطاب ، وكان خاصّةً الموجودَ في زمان المأمورين بالعمل مشافهة والمعروفَ بينهم ، أو لأنّه الأصل والعمدة والفرد الأعظم. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٥ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٦.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٩ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن القاسم بن محمّد الزيّات ، ولم يرد فيه : « قال : هو والله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام »الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٠٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٨ ، ح ٢١١٠٦.

(٨) في الوسائل : « عن أبي عبدالله بن الصلت ». وهذا العنوان غريب ، ولعلّ شهرة عبدالله بن الصلت وكثرة دورانه‌ في الأسناد أوجبا التحريف في العنوان.

٥٤٥

« هُوَ وَاللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ».(١)

٥٨٨/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَبْرَارَهَا وَفُجَّارَهَا(٢) ».(٣)

٣٠ - بَابُ أَنَّ الطَّرِيقَةَ الَّتِي حُثَّ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا وَلَايَةُ عَلِيٍّعليه‌السلام(٤)

٥٨٩/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( وَأَنْ لَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَّآءً غَدَقاً ) (٥) قَالَ : « يَعْنِي لَوِ اسْتَقَامُوا عَلى وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ(٦) وَ(٧) الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهِعليهم‌السلام ، وَقَبِلُوا طَاعَتَهُمْ فِي أَمْرِهِمْ وَنَهْيِهِمْ( لَأَسْقَيْناهُمْ مَّآءً غَدَقاً ) (٨) يَقُولُ : لَأَشْرَبْنَا‌

__________________

(١)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٢١ ، عن يحيى بن مساور الحلبي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ١١٠ ، ح ١٢٧ ، عن محمّد بن حسّان الكوفي ، عن محمّد بن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام ، وفيهما مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٦ ، ح ١٠٨٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٨ ، ح ٢١١٠٧.

(٢) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ». وهو مقتضى السياق. وراجع في معنى قولهعليه‌السلام : « أبرارها وفجّارها » ما تقدّم ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٥ ، ح ٧ و ١١ ، عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٠٨٦ ،الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠٧ ، ح ٢١١٠٣ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣١ ، ح ٤.

(٤) في جميع النسخ التي عندنا : « باب » بدون العنوان.

(٥) الجنّ (٧٢) : ١٦. و « الغدق » : الماء الكثير.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٨٣ ( غدق ).

(٦) هكذا في معظم النسخ والوافي. وفي المطبوع : « على ولاية عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين ». وفي « ب » : - « عليّ ».

(٧) في « ف » : + « على ».

(٨) في الكافي ، ح ١١٢٦ : - « قال : يعني - إلى -( مَّآءً غَدَقًا ) ».

٥٤٦

قُلُوبَهُمُ الْإِيمَانَ. وَالطَّرِيقَةُ هِيَ الْإِيمَانُ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ(١) وَالْأَوْصِيَاءِعليهم‌السلام ».(٢)

٥٩٠/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى(٣) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُّواْ ) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اسْتَقَامُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ وَاحِدًا(٤) بَعْدَ وَاحِدٍ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (٥) (٦) .

٣١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَمُخْتَلَفُ‌الْمَلَائِكَةِ‌

٥٩١/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَارُودِ(٧) ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي والكافي ، ح ١١٢٦ : « هي ولاية عليّ بن أبي طالب ».

(٢)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل ، ح ١١٢٦. فيتفسير فرات ، ص ٥١٢ ، ح ٦٦٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع نقيصة في آخره ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ما ضلّوا أبداً »الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٩١ ، ح ١٥٤٠ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ١١٠ ، ح ٢١.

(٣) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ألف ، ف » والمطبوع : « معلّى » بدون الألف واللام.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « واحد ».

(٥) فصّلت (٤١) : ٣٠.

(٦) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٢٧الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٩٢ ، ح ١٥٤١.

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين. وفي المطبوع : « ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود ». وظاهر « ف » : « ربعيّ بن عبدالله بن أبي الجارود » بعد تصحيحها من « ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود ».

والظاهر عدم صحّة كلا النقلين ؛ فإنّا لم نجد رواية ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود في غير هذا المورد ، كما أنّه يستبعد روايته عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؛ فإنّه روى عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وصحب الفضيل بن يسار =

٥٤٧

قَالَ(١) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام : « مَا يَنْقِمُ(٢) النَّاسُ مِنَّا ؛ فَنَحْنُ وَاللهِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ،

__________________

=وأكثر الأخذ عنه ، والفضيل نفسه من أصحاب أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام . راجع : رجال النجاشي ، ص ١٦٧ ، الرقم ٤٤١.

ثمّ إنّ الخبر ورد فيبصائر الدرجات ، تارة عن العبّاس بن معروف ، قال : حدّثنا حمّاد بن عيسى ، عن ربعي [ بن عبدالله ] ، عن الجارود - وهو أبو المنذر - قال : دخلت مع أبي على [ عليّ بن ] الحسينعليه‌السلام ، فقال [ عليّ بن ] الحسين. واُخرى عن أحمد بن محمّد ، عن إسماعيل بن عمران - والصواب إسماعيل بن مهران ، كما في بعض النسخ - عن حمّاد ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن جدّه الجارود ، قال : دخلت مع أبي على [ علي بن ] الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٥٦ ، ح ٢ ، ص ٥٨ ، ح ٩.

هذا ، وقد ورد في ترجمة ربعيّ بن عبدالله ، أنّه روى عن جدّه الجارود بن أبي سبرة. وورد في ترجمة الجارود - وهو الجارود بن أبي سبرة سالم بن أبي سلمة أبو نوفل ، ويقال : الجارود بن سبرة - أنّه روى عنه ابن ابنه ربعيّ بن عبدالله بن الجارود. راجع :تهذيب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، الرقم ٧٩ ؛تهذيب الكمال ، ج ٤ ، ص ٤٧٥ ، الرقم ٨٨٢ ؛ وج ٩ ، ص ٥٧ ، الرقم ١٨٥١.

وقد ظهر ممّا تقدّم عدم صحّة ما ورد فيبصائر الدرجات ، ص ٥٦ ، ح ٢ ، من تفسير الجارود بأبي المنذر. يؤيّد ذلك أنّ الجارود أبا المنذر روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وروى كتابه عليّ بن الحسن بن رباط وصفوان بن يحيى. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١١٦ ، الرقم ١٥٩. وابن رباط وصفوان ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، ولازم هذا الأمر بقاء الجارود جدّ ربعي بعد وفاة أبي عبداللهعليه‌السلام بسنة ١٤٨ ، حتّى لقيه ابن رباط وصفوان ، وقد مات الجارود بن أبي سبرة سنة ١١٠ أو ١٢٠. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٠ ، الرقم ٣٣٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١١٦ ، الرقم ١٥٩ ؛تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ٧ ، ص ٣٣٤ ، الرقم ٣٢٦ ؛تهذيب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، الرقم ٧٩.

فتحصّل من جميع ما مرّ ، وقوع خلل في سندنا هذا بلاريب. وأمّا في كيفيّة وقوعه فاحتمالان :

الأوّل : أنّ الأصل في السند كان هكذا : « ربعيّ بن عبدالله عن الجارود » ، ثمّ صحّف « عن » بـ « بن ».

والثاني : كون الأصل هكذا : « ربعيّ بن عبدالله بن الجارود عن جدّه الجارود » ، فجاز نظر الناسخ من « الجارود ». الأوّل إلى « الجارود » الثاني ، فوقع السقط في السند.

وأمّا احتمال وقوع الإرسال في السند ، فضعيف لايعتدّ به.

(١) في « ب ، ض » : + « لي ».

(٢) في « ج » والبصائر : « ماتنقم ». وقوله : « يَنْقِمُ » ، أي يُنكِرُ ويكره. يقال : نَقَمَ الأمرَ ونَقِمَهُ ، أي كرهه ، وقد نَقَم منه ويَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً وانتقم ونَقِمَ الشي‌ءَ ونَقَمَهُ : أنكره. وأمّا كلمة « ما » فهي استفهاميّة للإنكار وهي مفعول ينقم. واحتمل المازندراني كونها للنفي. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩١ ( نقم ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٤٢ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨.

٥٤٨

وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ ، وَمَعْدِنُ(١) الْعِلْمِ ، وَمُخْتَلَفُ(٢) الْمَلَائِكَةِ ».(٣)

٥٩٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (٤) : إِنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ - شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ ، وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ(٥) ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ ».(٦)

٥٩٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ(٧) ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) « المـَعْدِن » : واحد المـَعادِن ، وهي المواضع التي تُسْتَخْرَج منها جواهر الأرض ، من العَدْن بمعنى الإقامة ، والمـَعْدِنُ : مركز كلّ شي‌ء. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ( عدن ).

(٢) « المـُخْتَلَف » ، من الاختلاف ، وهو مجي‌ء كلّ واحد خلف الآخر وتعاقبهم. راجع :المفردات للراغب ، ص ٢٩٥ (خلف).

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٥٦ ، ح ٢ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الجارود ؛وفيه ، ص ٥٨ ، ح ٩ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبدالله بن الجارود ، عن جدّه الجارود.وفيه ، ص ٥٧ ، ح ٥ ، بسند آخر عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٦٨ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٨ ، ح ١٠٨٩.

(٤) في « ب ، بح ، بف » : « صلوات الله عليه ». وفي « ض ، بس » : « صلوات الله عليه وآله ». وفي « ف » : « صلوات الله‌عليه وسلامه ». (٥) في البصائر : « الرأفة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٥٨ ، ح ٧ ، عن عبدالله بن محمّد.وفيه ، ص ٥٦ ، ح ١ ؛ وص ٥٨ ، ح ٨ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف يسير.نهج البلاغة ، ص ١٦٢ ، ذيل الخطبة ١٠٩. راجع :تفسير فرات ، ص ٣٣٧ ، ح ٤٦٠ ؛ وص ٣٩٥ ، ح ٥٩٣الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٨ ، ح ١٠٩٠.

(٧) الخشّاب هذا ، هو الحسن بن موسى الخشّاب. روى عنه عبدالله بن محمّد ، بعنوان عبدالله بن محمّد بن عيسى فيكمال الدين ، ص ٤١٢ ، ح ٩ ، وبعنوان عبدالله بن محمّد الأشعري فيبصائر الدرجات ، ص ١٥٨ ، ح ٢٤. ولم يثبت رواية محمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - عن عبد الله بن محمّد هذا ، بل ورد العنوانان متعاطفين فيبصائر الدرجات ، ص ٥٠ ، ح ٢٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١٢٤ ، المجلس ٢٩ ، ح ١٥ ؛ والاختصاص ، =

٥٤٩

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا خَيْثَمَةُ ، نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ ، وَمَفَاتِيحُ الْحِكْمَةِ ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ ، وَمَوْضِعُ سِرِّ اللهِ ؛ وَنَحْنُ وَدِيعَةُ(١) اللهِ فِي عِبَادِهِ ؛ وَنَحْنُ حَرَمُ(٢) اللهِ الْأَكْبَرُ ؛ وَنَحْنُ ذِمَّةُ(٣) اللهِ ؛ وَنَحْنُ عَهْدُ اللهِ(٤) ؛ فَمَنْ(٥) وَفى بِعَهْدِنَا فَقَدْ وَفى بِعَهْدِ اللهِ ؛ وَمَنْ خَفَرَهَا(٦) فَقَدْ‌

__________________

=ص ٢٧٥ ، ص ٢٨٠. بل الظاهر من بعض الأسناد رواية عبدالله بن محمّد عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ]. راجع :بصائر الدرجات ، ص ١٨ ، ح ١٧ ؛ وص ٢٢ ، ح ١٠ ؛ وص ١١١ ، ح ١٣ ؛ وص ٢٢٤ ، ح ١٥ ؛ وص ٢٦٣ ، ح ٩ ؛ وص ٣٩٤ ، ح ١٠.

هذا ، وقد روى محمّد بن الحسن الصفّار عن عبدالله بن محمّد في غير واحد من أسناد كتابهبصائر الدرجات ، كما روى عنه فيالتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٢٦ ، ح ١٣٥٥ ؛ وج ٤ ، ص ١٤١ ، ح ٣٩٨ ؛ وص ٢٣٥ ، ح ٦٨٩ ؛ وج ٦ ، ص ٣٤٨ ، ح ٩٨٤ و ، وهذا الخبر أيضاً رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٥٧ ، ح ٦ عن عبدالله بن محمّد عن الحسن بن موسى الخشّاب.

فعليه ، الظاهر أنّ محمّد بن الحسين في السند - وإن اتفقّت عليه النسخ - مصّحف من محمّد بن الحسن.

(١) « الوَدِيعَة » : فَعِيلةٌ بمعنى مفعولة ، وهي ما يُدْفَع إلى أحد ليحفظه. تقول : أودعتُ زيداً مالاً : دفعتُه إليه ليكون‌عنده وديعةً ، واستودعتُه مالاً : دفعته له وديعةً يحفظه. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٥٣ ( ودع ).

(٢) « الحَرَم » ، من الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وفيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٤٤ : « مادّة هذا اللفظ في جميع عباراته تدلّ على المنع وكلّ ما جعل الله تعالى له حُرْمة لايحلّ انتهاكه ، ومنع من كسر تعظيمه وعزّه ، وزجر عن فعله وتركه ، كأولياء الله وملائكة الله ومكّة الله ودين الله وغير ذلك ، فهو حرم الله الذي وجب على الخلق تعظيمه وعدم هتك عزّته وحرمته ، والأكبر والأشرف والأعظم من الجميع هم الأئمّة القائمون مقام النبيّ ، كما أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أكبر من الجميع ». راجع أيضاً :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٩٥ ( حرم ).

(٣) الذمّة والذِمام : العهد والضمان والأمان والحرمة والحقّ. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٢١ ( ذمم ).

(٤) في البصائر : + « فمن وفى بذمّتنا فقد وفى ذمّة الله ».

(٥) في « بس » والبصائر : « ومن ».

(٦) في « ف » : « حقّرنا ». وفي حاشية « ف » : « خفرنا ». و « الخفر » في أكثر كتب اللغة هو الوفاء بالعهد إذا عدّي بالباء ، فيقال : خَفَرَ بالعهد ، أي وفى به. و « الإخفار » : نَقْضُه ، يقال : أخْفَرَهُ ، أي نقض عهدَه. وفيالمحكم والقاموس : أنّ الخفر إذا عدّي بالباء يكون بمعنى نقض العهد كأخفره ، يقال : خَفَرَ به خَفْراً وخُفُوراً كأخفره ، أي نقض عهده وغدره.

وفيالمجمع والأقرب : أنّ الخَفْر هو نقض العهد ، ويتعدّى بدون الباء ، فيقال : خَفَرَهُ خَفْراً وخُفُوراً كأخفره ، أي =

٥٥٠

خَفَرَ(١) ذِمَّةَ اللهِ وَعَهْدَهُ ».(٢)

٣٢ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام وَرَثَةُ الْعِلْمِ يَرِثُ (٣) بَعْضُهُمْ بَعْضاً الْعِلْمَ‌

٥٩٤/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ عَالِماً ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، وَلَنْ يَهْلِكَ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ(٤) مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ ».(٥)

٥٩٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ :

__________________

=نقض عهده وغدر به ، ويقال : خُفِرَتْ ذمَّةُ فلان خُفُوراً ، إذا لم يوفَ بها ولم تتمّ.

والمناسب بالمقام هو الأخير ؛ لأنّ الأنسبَ النقضُ لا الوفاء بقرينة المقابلة والتعدّي بدون الواسطة ، ولزومِ كون العهد والذمّة متغايرين على الأوّل. قال المجلسي فيمرآة العقول : « ولا يبعد سقوط همزة الإفعال من النسّاخ ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢ ؛المحكم والمحيط الأعظم في اللغة ، ج ٥ ، ص ١٠٦ ؛أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٢٨٨ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩١ ( خفر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٤٤.

(١) في « ف » : « حقّر ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٥٧ ، ح ٦ ، عن عبدالله بن محمّد. وفيه ، ص ٥٧ ، ح ٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٢٨ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٤٩ ، ح ١٠٩١.

(٣) في « ج » : « يورث ». وفي « بح » : « يورّث ».

(٤) في « ف » والعلل : « وبقي ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١١٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضىّ الإمام ، ح ٩٨٨ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد مع زيادة في آخره ؛علل الشرائع ، ص ٥٩١ ، ح ٤٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة في آخره. بصائر الدرجات ، ص ١١٨ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « من يعلم علمه » ؛وفيه أيضاً ص ٥١١ ، ح ٢٠ ، بسند آخر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع زيادة واختلاف ؛كمال الدين ، ص ٢٢٣ ، ح ١ ، بطريقين آخرين عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٠٩٢.

٥٥١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ(١) الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ(٢) مَعَ آدَمَعليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، وَكَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام عَالِمَ هذِهِ الْأُمَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ(٣) إِلَّا خَلَفَهُ(٤) مِنْ أَهْلِهِ مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللهُ(٥) ».(٦)

٥٩٦/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي عَلِيٍّعليه‌السلام سُنَّةَ أَلْفِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَعليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ؛ وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ».(٧)

__________________

(١) في « بس » : - « إنّ ».

(٢) في البصائر ، ح ٤ : « لم يزل » بدل « نزل ».

(٣) « قَطُّ » معناها الزمان ، ويقرأ أيضاً : قُطُّ ، قَطُ ، قُطُ. هذا إذا كان بمعنى الدهر كما هاهنا ، فأمّا إذا كانت بمعنى ‌حَسْبُ وهو الاكتفاء ، فهي مفتوحة ساكنة الطاء ، تقول : ما رأيته إلّامرّة واحدة فَقطْ ، فإذا أضفت قلت : قَطْكَ هذا الشي‌ء ، أي حسبُك ، وقَطْنِي وقَطِي وقَطْ. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥٣ ( قطط ).

(٤) في « ج » : « خلّفه » و « خَلَفَهُ » ، أي جاء بعده ، أو صار خليفتَه ، يقال : خَلَفَ فلان فلاناً ، إذا كان خليفته ، وخلَفَهُ أيضاً ، إذا جاء بعده. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٨٣ ( خلف ).

(٥) فيالوافي : « يعني من يعلم مثل علمه ، أو ما شاء الله من العلم ».

(٦)المحاسن ، ص ٢٣٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٩٦ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١١٦ ، ح ١٠ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٢٣ ، ح ١٤ ، بسندها عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وفيبصائر الدرجات ، ص ١١٥ ، ح ٤ ، عن عباس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ٥ ، عن العبّاس ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ص ١١٤ ، ح ١ و ٦ ، بسندين آخرين عن الفضيل بن يسار ، ولكن في الأوّل عن أبي عبداللهعليه‌السلام وفي الثاني عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح ٩٨٨الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٠٩٣.

تنبيه : فيالكافي المطبوع وبعض نسخالكافي بعد هذه الرواية ، الرواية السادسة من نفس الباب بعينه ، بدون أدنى تفاوت في السند والمتن. ولم يرد ذاك الحديث في « ف ، بر ، بف ، جر ، جس جط » في هذا الموضع ، وبعض هذه النسخ من أقدم نسخالكافي . والظاهر زيادته في هذا الموضع ، كما أشار إليه العلّامة المجلسي في المرآة ؛ فإنّه سيأتي في نفس الباب تحت الرقم السادس. وجميع النسخ متّفقة على ذكره في ذاك الموضع.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ١١٤ ، ح ٢ بسنده عن فضيل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة « إنّ الأرض لاتبقى بغير عالم »الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٠ ، ح ١٠٩٤.

٥٥٢

٥٩٧/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَعليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ».(١)

٥٩٨/ ٥. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَمُصُّونَ الثِّمَادَ(٢) ، وَيَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِيمَ ». قِيلَ لَهُ : وَمَا النَّهَرُ الْعَظِيمُ؟ قَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْعِلْمُ الَّذِي أَعْطَاهُ(٣) اللهُ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - جَمَعَ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله سُنَنَ النَّبِيِّينَ(٤) مِنْ آدَمَ - وَهَلُمَّ جَرّاً - إِلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قِيلَ لَهُ : وَمَا تِلْكَ السُّنَنُ؟

قَالَ : « عِلْمُ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ(٥) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَيَّرَ ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ».

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ١١٦ ، ح ٧.وفيه ، ص ١١٧ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمران بن أبان ، عن حمران ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .وفيه ، ص ١١٦ ، ح ١١ ، بسند آخر ، مع تفاوتالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥١ ، ح ١٠٩٥.

(٢) « يمصّون » من المصّ ، وهو تناول الماء بالشفتين. و « الثِماد » و « الثَمَد » و « الثَمْد » : الماء القليل الذي لا مادّة له ، أو هو القليل يبقى في الجَلَد ، وهو الأرض الصلبة ، أو هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وكأنّهعليه‌السلام أراد أن يبيّن أنّ العلم الذي أعطاه الله نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ أميرالمؤمنينعليه‌السلام هو اليوم عنده ، وهو نهر عظيم يجري اليوم من بين أيديهم ، فيدعونه ويمصّون الثماد ، وهو كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء ؛ فلمّا رأى السائل ممّن لم يفتح الله مسامع قلبه ، أعرض عن التصريح بما أراد ولم يتمّ كلامه. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥١ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ( ثمد ) ؛ وج ٦ ، ص ٢٥٤ ( رشف ) ؛ وج ٧ ، ص ٩١ ( مصص ).

(٣) في البصائر ، ص ١١٧ : « آتاه ».

(٤) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « الأوّلين ».

(٥) « الأسْرُ » : القِدُّ ، وهو الحبل الذي يشدّ به الأسير. تقول : هذا الشي‌ء لك بأسْره ، أي بقِدّه ، تعني بجميعه ، كما يقال : برُمَّته. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ( أسر ).

٥٥٣

فَقَالَ لَهُ(١) رَجُلٌ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، فَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ أَمْ بَعْضُ النَّبِيِّينَ؟

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « اسْمَعُوا مَا يَقُولُ(٢) ؟! إِنَّ اللهَ يَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ يَشَاءُ ؛ إِنِّي حَدَّثْتُهُ : أَنَّ اللهَ جَمَعَ(٣) لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله عِلْمَ النَّبِيِّينَ ، وَأَنَّهُ جَمَعَ(٤) ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام وَهُوَ يَسْأَلُنِي : أَهُوَ أَعْلَمُ ، أَمْ بَعْضُ النَّبِيِّينَ؟ ».(٥)

٥٩٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ الْعِلْمَ يُتَوَارَثُ ؛ فَلَا يَمُوتُ عَالِمٌ إِلَّا تَرَكَ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ ».(٦)

٦٠٠/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَعليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ(٧) عَالِمٌ إِلَّا وَقَدْ وَرَّثَ عِلْمَهُ ؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَبْقى بِغَيْرِ عَالِمٍ ».(٨)

__________________

(١) في « ب » : - « له ».

(٢) في البصائر ، ص ١١٧ : « ما نقول ».

(٣) في حاشية « ف » : « جعل ».

(٤) في « ج ، ض ، بح » وحاشية « ف ، بف » والبصائر ص ١١٧ : « جعل ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١١٧ ، ح ١٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن بعض الصادقين يرفعه إلى جعفر ، قال : قال أبوجعفرعليه‌السلام .وفيه ، ص ٢٢٨ ، ح ٤ ، بسند آخر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥١ ، ح ١٠٩٦ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣١ ، ح ٦ ، إلى قوله : « وإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صيّر ذلك كلّه عند أميرالمؤمنينعليه‌السلام ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ١١٧ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح ٩٨٨ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٢ ، ح ١٠٩٧.

(٧) في كمال الدين : + « منّا ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١١٦ ، ح ٩. بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ؛كمال الدين ، ص ٢٢٤ ، ح ١٩ ، بسنده عن =

٥٥٤

٣٣ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ وَرِثُوا عِلْمَ النَّبِى ِّ

وَجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِعليهم‌السلام الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‌

٦٠١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ :

أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَاعليه‌السلام : « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ أَمِينَ اللهِ فِي(١) خَلْقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَعليه‌السلام كُنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ - وَرَثَتَهُ ؛ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا(٢) ، وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ(٣) ، وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ(٤) ، وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ(٥) ، أَخَذَ اللهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا ، وَيَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، نَحْنُ(٦) النُّجَبَاءُ(٧) النُّجَاةُ(٨) ، وَنَحْنُ‌..................

__________________

=محمّد بن عيسى. راجع :المحاسن ، ص ٢٣٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٩٧ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ ، ح ١ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٨١ ؛ وص ٣٠٦ ، ح ٧٧الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٢ ، ح ١٠٩٨.

(١) في حاشية « ض » : « على ».

(٢) في « بس » والبصائر وتفسير القمّي : « المنايا والبلايا ». وقوله : « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت ، من المَنْي‌بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٣) في « ف » : « الأعراب ».

(٤) « ومولد الإسلام » أي يعلمون كلّ من يولد هل يموت على الإسلام أو على الكفر. وقيل : أي يعلمون محلّ تولّد الإسلام وظهوره ، أي من يظهر منه الإسلام ، ومن يظهر منه الكفر.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥.

(٥) في حاشية « ض » : + « في صحيفة فاطمةعليها‌السلام واللوح المحفوظ ».

(٦) في « ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : « ونحن ».

(٧) « النُجَباءُ » : جمع النَجِيب ، وهو الفاضل الكريم السَخيّ ، وقد نَجُب يَنْجُبُ نَجابةً ، إذا كان فاضلاً نفيساً في نوعه. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧ ( نجب ).

(٨) في « بح ، بر » : « والنجاة ». وفيشرح المازندراني : « النُجاة : جمع ناجٍ ، والناجي هو الخالص من موجبات العقوبة والحرمان من الرحمة ».

٥٥٥

أَفْرَاطُ(١) الْأَنْبِيَاءِ ، وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ(٣) اللهُ لَنَا دِينَهُ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ :( شَرَعَ لَكُمْ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ(٤) ( مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً ) قَدْ وَصَّانَا بِمَا وَصّى بِهِ نُوحاً(٥) ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) يَا مُحَمَّدُ( وَما وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) (٦) ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا عِلْمَ مَا عَلَّمَنَا(٧) ، وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ ، نَحْنُ(٨) وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ( أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ(٩) ( وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وَكُونُوا عَلى جَمَاعَةٍ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) : مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ، إِنَّ اللهَ يَا مُحَمَّدُ(١٠) ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (١١) : مَنْ يُجِيبُكَ إِلى وَلَايَةِ عَلِيٍّعليه‌السلام ».(١٢)

__________________

(١) « الأفْراط » : جمع الفَرَط ، وهو المتقدّم إلى الماء يتقدّمُ الواردةَ فيُهيّئ لهم الأرسانَ والدِلاءَ ويملأ الحِياض ‌و يستقي لهم ، وهو فَعَلٌ بمعنى فاعلٍ ، مثل تَبَعٍ بمعنى تابعٍ. أو ما تقدّمك من أجرٍ وعمل. أو جمع الفَرْط ، وهو العَلَم المستقيم يُهتدى به. والمعنى : نحن أولاد الأنبياء أو مقدّموهم في الورود على الحوض ودخول الجنّة ، أو هداتهم ، أو الهداة الذين أخبر الأنبياء بهم. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٦٦ - ٣٦٧ و ٣٧٠ ( فرط ).

(٢) في البصائر ، ص ١١٨ : « بدين الله » بدل « برسول الله ».

(٣) « شَرَعَ » : بيّن وأوضح. يقال : شرع الله تعالى الدين شرعاً ، إذا أظهره وبيّنه. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ( شرع ).

(٤) في البصائر ، ص ١١٩ وتفسير القمّي وتفسير فرات ، ص ٣٨٧ : - « يا آل محمّد ».

(٥) في الوافي : + « في كتابه ».

(٦) في « ج » : « إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى ويعقوب ». وفي حاشية « بس » : « إبراهيم وإسماعيل‌وإسحاق ويعقوب » بدل « إبراهيم وموسى وعيسى ». وفي البصائر ، ص ١١٨ : + « وإسماعيل ».

(٧) في « ف » : « عَلِمْنا ».

(٨) في « ب ، ف ، بر » وشرح المازندراني : « ونحن ».

(٩) في تفسير فرات ، ص ٣٨٧ : « بآل محمّد » بدل « يا آل محمّد ».

(١٠) في « ف » : « يا آل محمّد ».

(١١) الشورى (٤٢) : ١٣.

(١٢)بصائر الدرجات ، ص ١١٩ ، ح ٣ ؛وفيه ، ص ٢٦٧ ، ح ٥ ، إلى قوله : « ومولد الإسلام » وفيهما عن إبراهيم بن هاشم ؛تفسير فرات ، ص ٢٨٣ ، ح ٣٨٤ ، بسنده عن [ الحسين بن ] عبدالله بن جندب ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، بسنده عن عبدالله بن جندب ، وفيهما مع اختلاف وزيادة. وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه =

٥٥٦

٦٠٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ(١) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ أَوَّلَ وَصِيٍّ كَانَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللهِ بْنُ آدَمَ ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ مَضى إِلَّا وَلَهُ وَصِيٌّ. وَكَانَ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ(٢) مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ(٣) وَعِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ ، مِنْهُمْ(٤) خَمْسَةٌ أُولُو الْعَزْمِ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسى ، وَعِيسى ، وَمُحَمَّدٌعليهم‌السلام ، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام كَانَ هِبَةَ اللهِ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَوَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِيَاءِ(٥) وَعِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ(٦) عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ؛ عَلى قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ : حَمْزَةُ أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ(٧) وَسَيِّدُ‌

__________________

=نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١١٩ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ » إلى قوله : « من ولاية عليّ » ؛بصائر الدرجات ، ص ١١٩ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » مع اختلاف ؛وفيه ، ص ١٢٠ ، ح ٤ ، بسند آخر عن السجّادعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ١١٨ ، ح ١ ؛ وص ٢٦٦ ، ح ٣ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام عن السجادعليه‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « ومولد الإسلام ». وفيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ١ ، بسند آخر ، من قوله : « إنّا لنعرف الرجل » إلى قوله : « وحقيقة النفاق ». وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب في معرفتهم أولياءهم و ، ح ١١٩٠ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٢٨٨ ، ح ١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٧٨ ، بسند آخر ، من قوله : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه » إلى قوله : « وحقيقة النفاق » عن أبي جعفرعليه‌السلام . وفيتفسير فرات ، ص ٣٨٧ مرسلاً عن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « نحن الذين شرع الله ». راجع :الغيبة للنعماني ، ص ١١٣ ، ح ٦ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٢٠٢ ، ح ٥ و ٦الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٢ ، ح ١٠٩٩.

(١) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ١٢١ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن بكير الهجري ، والمذكور في بعض نسخه « عبدالله بن بكير الهجري » وهو الظاهر ؛ فقد ورد جزءٌ من الخبر فيالبصائر ، ص ٢٩٤ ، ح ١٠ ، بنفس السند عن عبدالله بن بكير الهجري. وروى علي بن الحكم عن عبدالله بن بكير الهجري فيالكافي ، ح ٢٠٥٧. وعبدالله بن بكير الهجري هو المذكور فيرجال البرقي ، ص ١٠ ، ورجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٧. أمّا رواية علي بن الحكم عن عبدالرحمن بن كثير ، فلم تثبت.

(٢) فيمرآة العقول : « ومن قوله : وكان جميع الأنبياء ، من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٣) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٢١ : + « وأربعة ».

(٤) في « ف » : « ومنهم ».

(٥) في « ف » : « الأنبياء ».

(٦) في « ض » : « وارث ».

(٧) في « ج » والبصائر ، ص ١٢١ : « رسول الله ».

٥٥٧

الشُّهَدَاءِ ؛ وَفِي ذُؤَابَةِ(١) الْعَرْشِ : عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَهذِهِ حُجَّتُنَا عَلى مَنْ أَنْكَرَ حَقَّنَا وَجَحَدَ مِيرَاثَنَا ، وَمَا(٢) مَنَعَنَا مِنَ الْكَلَامِ وَأَمَامَنَا الْيَقِينُ؟ فَأَيُّ حُجَّةٍ تَكُونُ(٣) أَبْلَغَ مِنْ هذَا؟ ».(٤)

٦٠٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

قَالَ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ، وَإِنَّ عِنْدَنَا(٦) عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ(٧) ، وَتِبْيَانَ مَا فِي الْأَلْوَاحِ(٨) ».

قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.

قَالَ : « لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ؛ إِنَّ الْعِلْمَ : الَّذِي يَحْدُثُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ(٩) وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ ».(١٠)

__________________

(١) ذُؤابة كلّ شي‌ء : أعلاه. وجمعها : ذؤاب.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( ذأب ).

(٢) في شرح المازندراني : « وما ، للاستفهام على سبيل الإنكار ». وجعل الواو في « وأمامنا » للحال.

(٣) في « بس ، بر » وشرح المازندراني : « يكون ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٢١ ، ح ١ ؛ وص ٢٩٤ ، ح ١٠ ، وفيهما : « عن أحمد بن محمّد ؛الاختصاص ، ص ٢٧٩ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، وفي الأخيرين من قوله : « إنّ علي بن أبي طالب كان هبة الله » إلى قوله : « من الأنبياء والمرسلين ». راجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٤٤١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٦٤الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٣ ، ح ١١٠٠ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٧ ، وفيه إلى قوله : « من الأنبياء و المرسلين ». (٥) في حاشية « ف » : + « لي ».

(٦) في « ب » : « وإنّا عندنا ».

(٧) في « ج » : + « والفرقان ».

(٨) « ما في الألواح » أي ألواح موسى ، كما في الخبر الآتي.

(٩) فيالوافي : « لعلّ المراد - والعلم عند الله - أنّ العلم ليس ما يحصل بالسماع وقراءة الكتب وحفظها ؛ فإنّ ذلك‌تقليد ، وإنّما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوماً فيوماً ، وساعة فساعة ، فينكشف به من الحقائق ما تطمئنّ به النفس ، وينشرح له الصدر ، ويتنوّر به القلب ، ويتحقّق به العالم كأنّه ينظر إليه ويشاهده ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٣٨ ، ح ١٥ ، بسنده عن سلمة بن الخطّاب ، عن عبدالله بن القاسمالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٤ ، ح ١١٠١.

٥٥٨

٦٠٤/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ شُعَيْب الْحَدَّادِ(١) ، عَنْ ضُرَيْس الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَعِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٢) : « إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ(٣) عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ(٤) دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وَرِثَ(٥) سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَأَلْوَاحَ مُوسى ».

فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.

فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ(٦) ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ(٧) ».(٨)

٦٠٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُعْطِ الْأَنْبِيَاءَ شَيْئاً إِلَّا وَقَدْ أَعْطَاهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ». قَالَ(٩) : « وَقَدْ(١٠) أَعْطى مُحَمَّداً جَمِيعَ‌

__________________

(١) شعيب الحدّاد ، هو شعيب بن أعين الحدّاد ، وما ورد فيبصائر الدرجات ، ص ١٣٥ ، ح ١ ، من نقل الخبر عن شعيب الخزّاز محرّف. والمذكور في بعض نسخه « شعيب الحدّاد ». راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩٥ ، الرقم ٥٢١ ؛رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٣٠٠٠.

(٢) في « بر » : + « له ».

(٣) في « ج ، بح ، بس » : « وارث ».

(٤) في « ج ، بر ، بس » : « وارث ».

(٥) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بس » : « وارث ».

(٦) في حاشية « بف » : « بعد يوم ». و في شرح المازندراني : « إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم » بدل « إنّما - إلى - بيوم ». (٧) في « ج » وحاشية « بر ، بف » : « بعد ساعة ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٣٥ ، ح ١ و ٢ ؛وفيه ، ص ٣٢٤ ، ح ١ ، من قوله : « إنّما العلم ما يحدث » ؛وفيه ، ص ٣٢٥ ، ح ٦ ، من قوله : « إنّ عندنا صحف إبراهيم » وفي كلّها بسند آخر عن صفوان بن يحيى.وفيه أيضاً ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. راجع :بصائر الدرجات ، ص ١٤٠ ، ح ٥الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٤ ، ح ١١٠٢ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٨.

(٩) في « بح » : « أو قال ». وفي « بس » وشرح المازندراني : « وقال ». وفي « بف » والوافي : - « قال ».

(١٠) في « ف » : « فقد ».

٥٥٩

مَا أَعْطَى الْأَنْبِيَاءَ(١) ، وَعِنْدَنَا الصُّحُفُ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) (٢) ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هِيَ الْأَلْوَاحُ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(٣)

٦٠٦/ ٦. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) (٤) : مَا الزَّبُورُ؟ وَمَا الذِّكْرُ؟

قَالَ(٥) : « الذِّكْرُ(٦) عِنْدَ اللهِ ، وَالزَّبُورُ : الَّذِي أُنْزِلَ(٧) عَلى دَاوُدَ ؛ وَكُلُّ كِتَابٍ نَزَلَ(٨) فَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَنَحْنُ هُمْ ».(٩)

٦٠٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :

__________________

(١) في البحار ، ج ١٣ : - « قال : وقد أعطى - إلى - الأنبياء ».

(٢) الأعلى (٨٧) : ١٩.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٣٦ ، ح ٥ ، عن محمّد بن عبد الجبّار.وفيه ، ص ١٣٧ ، ح ٨ ، بسنده عن عبدالله بن مسكان ؛وفيه أيضاً ، ح ١١ بطريقين : بسنده عن عبدالله بن مسكان وبسنده عن أبي بصير ، وفيهما ( ح ٨ و ١١ ) من قوله : « وعندنا الصحف التي » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٥ ، ح ١١٠٣ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ٢٠ ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٣ ، ح ٩. (٤) الأنبياء (٢١) : ١٠٥.

(٥) في « ج ، ض » : « فقال ».

(٦) « الذكر » : الشرف ، والجليل ، والخطير. ومنه : القرآن ذكرٌ ، ولعلّ المراد به هنا اللوح المحفوظ ؛ لأنّه شريف جليل خطير ، ذكر فيه جميع الأشياء ، ولهذا قال : « الذكر عند الله » قال الله تعالى :( وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) [ الرعد (١٣) : ٣٩ ] أي اللوح المحفوظ. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٥٥ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ١٦٣ ( ذكر ).

(٧) في « بف » : + « الله ». وفي حاشية « بف » والبصائر : « نزل ».

(٨) في الوافي : « منزل ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ١٣٦ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٧ ، ح ١١٠٥.

٥٦٠

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلَّا وَمُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله أَعْلَمُ مِنْهُ ».

قَالَ : قُلْتُ(١) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ(٢) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ(٣) ، وَ(٤) كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ(٥) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ :( فَقالَ ما لِيَ لآ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ(٦) عَلَيْهِ ، فَقَالَ :( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (٧) وَإِنَّمَا غَضِبَ(٨) لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا - وَهُوَ طَائِرٌ - قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ(٩) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ(١٠) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ‌....

__________________

(١) في « ف » : + « له ».

(٢) في البصائر ، ص ٤٧ : + « قلت ».

(٣) فيشرح المازندراني : « الظاهر أنّه - أي قوله : وسليمان - إلى - منطق الطير - من كلام السائل ، وأنّهعليه‌السلام عطف‌ على عيسى بن مريم ، وأنّ قوله : وكان رسول الله ، استفهام على حقيقته. وإنّما قلنا : الظاهر ذلك ؛ لأنّه يحتمل أن يكون من كلام أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام ويكون عطفاً على صدقت ، وحينئذٍ قوله : « وكان رسول الله » من كلامه أيضاً ؛ للإخبار بأنّ هذه المنازل الرفيعة كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً. فليتأمّل ».

(٤) في البصائر ، ص ٤٧ : « هل » بدل « و ».

(٥) « المنازل » : جمع المَنْزِل ، وهو الدرجة. و « المـَنْزِلَة » : الرتبة والدرجة ، لاتجمع. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٨ ( نزل ).

(٦) في « ج ، ض ، بف ، بح ، بس » وحاشية « بف » والبصائر ، ص ٤٧ : « وغضب ».

(٧) النمل (٢٧) : ٢٠ - ٢١.

(٨) في « ف » والبصائر ، ص ٤٧ : + « عليه ».

(٩) في « ج ، ض ، بف » والوافي والبحار والبصائر ، ص ٤٧ : « الجنّ والإنس ».

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر ، ص ٤٧. وفي المطبوع : « [ و ] المردة ». وقوله : =

٥٦١

يَعْرِفُ(١) الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَكَانَ(٢) الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ ، وَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً ) (٣) ( سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) (٤) . وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ(٥) مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَتُقَطَّعُ(٦) بِهِ الْبُلْدَانُ ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ ، جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ :( وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (٧) ثُمَّ قَالَ :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (٨) فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ(٩) أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ».(١٠)

٣٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ

اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَى ‌اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا‌

٦٠٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ

__________________

=« المـَرَدَة » : جمع المارد ، وهو من الرجال العاتي الشديد. قال الراغب فيالمفردات ، ص ٧٦٤ : « المارد والمـَريد ، من شياطين الجنّ والإنس المتعرّي من الخيرات ، من قولهم : شجر أمرد ، إذا تعرّى من الورق ». وراجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ( مرد ).

(١) في « ف » : « ولم يكونوا يعرفوا ».

(٢) في « ج » والبصائر ، ص ١١٤ : « كانت ».

(٣) « وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا » شرط حذف جوابه ، يعني لو كان شي‌ء من القرآن كذلك ، لكان هذا القرآنَ ؛ لأنّه الغاية في الإعجاز. والمراد منه تعظيم شأن القرآن. راجع :التبيان ، ج ١ ، ص ٣٤٥.

(٤) الرعد (١٣) : ٣١.

(٥) في « ج » : - « فيه ».

(٦) في « ف » : « قطع ». وفي البصائر ، ص ١١٤ : « يقطع ».

(٧) النمل (٢٧) : ٧٥.

(٨) فاطر (٣٥) : ٣٢.

(٩) في « بر » : « ثمّ ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٤٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن حمّاد ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ١١٤ ، ح ٣ ، بسنده عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، مع زيادة واختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٥ ، ح ١١٠٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٢ ، ح ٤ ، وفيه إلى قوله : « إلّا أن يأذن الله به » ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٣ ، ح ١٠.

٥٦٢

الْحَكَمِ :

فِي حَدِيثِ بُرَيْهٍ(١) أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ مَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَحَكى لَهُ هِشَامٌ الْحِكَايَةَ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام لِبُرَيْهٍ : « يَا بُرَيْهُ ، كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِكَ؟ » ، قَالَ : أَنَا بِهِ عَالِمٌ(٢) ، ثُمَّ(٣) قَالَ : « كَيْفَ ثِقَتُكَ بِتَأْوِيلِهِ؟(٤) » قَالَ : مَا أَوْثَقَنِي(٥) بِعِلْمِي فِيهِ! قَالَ : فَابْتَدَأَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ ، فَقَالَ بُرَيْهٌ(٦) : إِيَّاكَ كُنْتُ أَطْلُبُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ مِثْلَكَ.

قَالَ(٧) : فَآمَنَ(٨) بُرَيْهٌ ، وَحَسُنَ إِيمَانُهُ ، وَآمَنَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ ، فَدَخَلَ هِشَامٌ وَبُرَيْهٌ وَالْمَرْأَةُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَحَكَى لَهُ هِشَامٌ الْكَلَامَ الَّذِي جَرى بَيْنَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٩) عليه‌السلام وَبَيْنَ بُرَيْهٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : «( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١٠) ».

فَقَالَ بُرَيْهٌ : أَنّى لَكُمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَكُتُبُ الْأَنْبِيَاءِ؟

قَالَ : « هِيَ عِنْدَنَا وِرَاثَةً مِنْ عِنْدِهِمْ ، نَقْرَؤُهَا كَمَا قَرَؤُوهَا ، وَنَقُولُهَا كَمَا قَالُوا ؛ إِنَّ اللهَ‌

__________________

(١) في « ألف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « بريهة » ، وفي « ب » : « برية ». وفي « بس » : « يريه ».

والظّاهر صحّة « بُرَيْه » ، فإنّا لم نجد - مع الفحص الأكيد - في ما يُتَرقّب منه حلّ هذه المشكلة عيناً ولا أثراً من « برية » و « يريه » و « بريهة » ، بل المذكور في بعض هذه الكتب هو « بُرَيْه » وهو كان نصرانياً عالماً بكتاب الإنجيل. راجع :المؤتلف والمختلف ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ؛توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ٤٨١.

(٢) تقديم الظرف لإفادة الحصر الداّل على كمال العلم.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٣) في « ج ، بف » والوافي والبصائر ص ١٣٦ ، والتوحيد : - « ثمّ ».

(٤) أي كيف اعتمادك على نفسك في تأويله والعلم بمعانيه.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٥) « ما أوثقني » : صيغة تعجّب ، مثل : ما أحسن زيداً ، أي أنا واثق وثوقاً تامّاً بما أعرف من تأويله. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٦) في البصائر ، ص ١٣٦ : « فابتدأ موسىعليه‌السلام في قراءة الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا ، وماقرأ هذه القراءة إلّا المسيح. ثمّ قال » بدل « فابتدأ أبوالحسنعليه‌السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريه ».

(٧) في « ف ، ض ، بح » والبحار : + « فقال ».

(٨) في « بس » : « وآمن ».

(٩) في « ف » : + « بن جعفر ».

(١٠) آل عمران (٣) : ٣٤.

٥٦٣

لَا يَجْعَلُ حُجَّةً(١) فِي أَرْضِهِ يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ».(٢)

٦٠٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

أَتَيْنَا بَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَنَحْنُ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ ، فَسَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا الْغُلَامُ ، فَأَذِنَ لَنَا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ(٣) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْكَ ، فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.

فَقَالَ : « نَعَمْ(٤) ، ذَكَرْتُ إِلْيَاسَ النَّبِيَّ ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ ».

ثُمَّ انْدَفَعَ(٥) فِيهِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، فَلَا(٦) وَاللهِ ، مَا رَأَيْنَا(٧) قَسّاً(٨) وَلَاجَاثَلِيقاً(٩) أَفْصَحَ‌

__________________

(١) في « ف » : « حجّته ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٣٦ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، مع زيادة.وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ٢ ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » ؛التوحيد ، ص ٢٧٥ ، ح ١ ، مع زيادة ؛الاختصاص ، ص ٢٩٢ ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن إبراهيم بن هاشم ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٧ ، ح ١١٠٦ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٤ ، ح ٢٥. (٣) في « ض » : + « له ». وفي حاشية « بف » والوافي : « فقلنا».

(٤) في « بح » : - « نعم ».

(٥) « اندفع » ، أي أفاض ، وأسرع. يقال : اندفع في الحديث : أفاض ، واندفع الفرس : أسرع في سيره ، أو ابتدأ بها وشرع ، من دفع من كذا ، أي ابتدأ السير ، فكأنّه دفع نفسه من تلك المقالة وابتدأ بالسريانيّة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٦١ ( دفع ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٥٩.

(٦) في « ف » : « قال ».

(٧) في البحار : « فما رأينا والله » بدل « فلا والله ما رأينا ».

(٨) « القَسُّ » : رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم ، وكذلك القِسّيس ، والجاثليق يكون فوقه.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٩ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٣ ( قسس ).

(٩) في « ب ، بر » : + « كان ». و « الجاثَليق » : رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام ، ويكون تحت يد بِطْرِيقِ أنطاكيةَ ، ثمّ المـَطْران تحت يده ، ثمّ الأُسْقُفُّ يكون في كلّ بلد من تحت المـَطْران ، ثمّ القِسّيسُ ، ثمّ الشَمّاس. قال =

٥٦٤

لَهْجَةً(١) مِنْهُ بِهِ(٢) .

ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَقَالَ : « كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَظْمَأْتُ(٣) لَكَ هَوَاجِرِي(٤) ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي(٥) ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ الْمَعَاصِيَ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي(٦) ».

قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ».

قَالَ : « فَقَالَ : إِنْ قُلْتَ : لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي(٧) مَا ذَا؟ أَلَسْتُ عَبْدَكَ وَأَنْتَ رَبِّي؟ ».

قَالَ(٨) : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ؛ إِنِّي(٩) إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِهِ ».(١٠)

__________________

=الفيض : الجاثليق يطلق على قاضيهم. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٥٨ ( جاثليق ).

(١) « اللَهْجَةُ » : طَرَف اللسان ، ويقال : جَرْس الكلام ، ويقال : فصيح اللَهْجَة واللَهَجَة ، وهي لغته التي جُبِل عليها فاعتادها ونشأ عليها.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٥٧ ( لهج ).

(٢) في « بح » : - « به ».

(٣) « أَظْمَأْتُ » ، أي أعطشتُ ، من الظَمَأ بمعنى العطش ، أو شدّ العطش. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١١٦ ( ظمأ ).

(٤) فيالقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٦ : « الهَواجِر » : جمعُ الهاجرة ، وهي نصف النهار عند زوال الشمس مع‌الظهر ، أو من عند زوالها إلى العصر ؛ لأنّ الناس يستكنّون في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا ؛ وشدّةُ الحرّ. وقال المجلسي فيمرآة العقول : « ونسبة الإظماء إلى الهواجر على الإسناد المجازي ، كقولهم : صام نهاره. أو المفعول مقدّر ، أي أظمأت نفسي وهواجري. والأوّل أظهر. وكذا القول في نسبة الإسهار إلى الليل ».

(٥) « عَفّرْت لك في التراب وجهي » ، أي مرّغتُه وقلّبته فيه ، يقال : عفره في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً ، وعَفَّرَه تعفيراً ، أي مرّغه ، والعَفَر : التراب. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥١ ( عفر ).

(٦) في « ب ، بر » والوافي : + « قال ».

(٧) في « ض ، ف ، بح ، بر » وحاشية « ج ، بف » : + « كان ».

(٨) في « بح ، بس » والبحار : - « قال ».

(٩) في « ب ، ض ، بح ، بر » والوافي والبحار : « فإنّي ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٤٠ ، ح ١ وفيه إلى قوله : « فبكينا لبكائه » ؛ وص ٣٤١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٩٢ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٨ ، ح ١١٠٧ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٩٢ ، ح ١.

٥٦٥

٣٥ - بَابُ أَنَّهُ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ عِلْمَهُ‌كُلَّهُ‌

٦١٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ادَّعى أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَمَا أُنْزِلَ إِلَّا كَذَّابٌ ، وَمَا جَمَعَهُ وَحَفِظَهُ كَمَا نَزَّلَهُ(١) اللهُ تَعَالى إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِعليهم‌السلام ».(٢)

٦١١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ج ، ف » : « أنزله ». وفي البصائر : « أنزل ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١٠٨.

(٣) هكذا في « ألف ، بح » وحاشية « ف ، و ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والمطبوع وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسن ». وأمّا « بر » ، ففيها اضطراب.

هذا وقد ذكر العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - نقلاً من نسخة من النسخ التي قابلها وجودَ « محمّد بن الحسن » بدل « محمّد بن الحسين » الواقع في صدر السند.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، ولذا قد يخطر بالبال استظهار صحّة نسخة « الحسن » في ما حكاه سيّدنا العلّامة دام ظلّه ؛ فإنّ الصفّار هو محمّد بن الحسن بن فرّوخ. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٥٤ ، الرقم ٩٤٨.

لكن يرد على هذا الاحتمال ، أوّلاً : عدم ثبوت رواية الكليني عن محمّد بن الحسن الصفّار. والمراد من محمّد بن الحسن في ما ورد في كثير من أسناد الكافي - من رواية محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد ، أو عبدالله بن الحسن العلوي ، أو غيرهما - هو محمّد بن الحسن الطائي الرّازي ، كما ثبت في محلّه. راجع : ترتيب أسانيدالكافي للسيّد البروجرديّ ، ص ١٢١ المقدمة الرابعة [ فيمن روى عنه الكليني ] الثاني والثلاثون.

وثانياً : أنّه لم يُعهَد في سند من أسنادالكافي توسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن الحسن وبين محمّد بن سنان ، بل لم يثبت رواية محمّد بن الحسن - سواء أكان الطائي الرازي أو الصفّار - في أسنادالكافي عن محمّد بن الحسين.

يؤيّد ذلك مقايسةالكافي معبصائر الدرجات في بعض مارواه الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ؛ فقد روى =

٥٦٦

عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ الْقُرْآنِ(١) كُلِّهِ ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ غَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ ».(٢)

__________________

=الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب. وأورد الكليني مضمون الخبر - باختصار - فيالكافي ح ٥١٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل. والخبر أورده الكليني فيالكافي ، ح ٥٥٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٥ ، ح ٥ ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد [ شعر ]. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٥٦٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد شعر.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٥٥ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، ومحمّد بن عيسى ، عن عليّ بن أسباط ، وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٦ ، عن محمّد [ بن يحيى ] عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

والحاصل : أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند سهو بلاريب ، لكنّه موافق لأكثر النسخ ، كما ذكرنا.

وأمّا ما نقله سيّدنا العلّامة دام ظلّه ، فلم نجد لهذه النسخة مزيّة توجب تقديمها على سائر النسخ. مضافاً إلى أنّه يحتمل كون : « محمّد بن الحسن » ، مكتوباً في حاشية بعض النسخ ، استظهاراً لصحّته ، لما رآه الناسخ من ورود الرواية فيبصائر الدرجات ، ثمّ تخيّل في بعض الاستنساخات التالية كون هذا الاستظهار ، نسخةً.

والظاهر أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند ، مصحّف من « محمّد بن يحيى » كما استظهره الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند ، والمشابهة بين « الحسين » و « يحيى » ، في بعض الخطوط القديمة ، غير خفيّة على العارف بالنسخ والممارس لها.

ثمّ إنّه لايخفى أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب روى جميع كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن سنان في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٢٠ - ٤٢١.

(١) في البصائر ، ح ١ : « أن يدّعي أنّه جمع القرآن » بدل « أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين. عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ١٩٣ - ١٩٤ ، ح ٤ و ٥ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١٠٩.

٥٦٧

٦١٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عُبَيْدِ(١) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِينَا تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ وَأَحْكَامَهُ(٢) ، وَعِلْمَ تَغْيِيرِ(٣) الزَّمَانِ وَحَدَثَانِهِ(٤) ، إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ خَيْراً أَسْمَعَهُمْ(٥) ، وَلَوْ أَسْمَعَ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ ، لَوَلّى مُعْرِضاً كَأَنْ لَمْ(٦) يَسْمَعْ ». ثُمَّ أَمْسَكَ هُنَيْئَةً(٧) ، ثُمَّ قَالَ : « وَ(٨) لَوْ وَجَدْنَا أَوْعِيَةً(٩) أَوْ مُسْتَرَاحاً لَقُلْنَا ؛ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ ».(١٠)

__________________

(١) في « ج ، جر » : « عبيدة ». وفي « بس » وحاشية « بف » والوسائل : « عبيدالله ».

(٢) فيمرآة العقول : « وأحكامه ، بالفتح تخصيص بعد التعميم ، والمراد الأحكام الخمسة. أو بالكسر ، أي ضبطه ‌وإتقانه ».

(٣) في « ب ، ج ، بف » والوافي : « تغيّر ».

(٤) « حَدَثان الدهر والزمان وحوادثه » : نُوَبُهُ وما يحدث منه ، واحدها حادث. وكذلك أحداثه ، واحدها حَدَثٌ. وحِدْثانُه : أوّله وابتداؤه ، مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً. قرأه المازندراني والمجلسي : حِدْثانه بكلا المعنيين تبعاً لما فيالقاموس . راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ( حدث ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦١ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢.

(٥) فيالوافي : « أسمعهم » أي بمسامعهم الباطنيّة. « ولو أسمع » ظاهراً « من لم يسمع » باطناً « لولّى معرضاً كأن لم يسمع » ظاهراً. (٦) في « بر » : « لم يكن ».

(٧) « هُنَيْئَةً » ، أي ساعةً يسيرةً ولطيفة. قال الفيّومي : « الهَنُ : كنايةٌ عن كلّ اسم جنس ، والأُنثى : هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّرُ على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ ، فيُصغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له » راجع :المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ).

(٨) في « ج ، ف ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « و ».

(٩) « الأوْعِيَةُ » : جمع الوِعاء ، وهو ما يُوعى فيه الشي‌ءُ ، أي يُجْمَعُ. والمراد : القلوب الحافظة للأسرار. والمراد من قوله : « مستراحاً » : القلب الخالي عن الشواغل المانعة من إدراك الحقّ وقبوله وحفظه ؛ أو من نستريح إليه بإيداع شي‌ء من أسرارنا لديه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ؛المصباح المنير ، ص ٦٦٦ ( وعى ).

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٩٤ ، ح ١ ، بسنده عن عمرو بن مصعب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١١٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٤ ، وفيه إلى قوله : « تفسير القرآن وأحكامه ».

٥٦٨

٦١٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « وَاللهِ ، إِنِّي لَأَعْلَمُ كِتَابَ اللهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلى آخِرِهِ كَأَنَّهُ فِي كَفِّي ، فِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ ، وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ(٢) ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٣) ».(٤)

٦١٤/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : «( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) »(٥) قَالَ : فَفَرَّجَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « وَعِنْدَنَا وَاللهِ(٦) ، عِلْمُ الْكِتَابِ كُلِّهِ(٧) ».(٨)

__________________

(١) تقدّم فيالكافي ذيل ح ٢٠٢ ، أنّ هذا العنوان محرّف ، وأنّ الصواب فيه ، هو « محمّد بن الحسن » المراد به‌الصفّار ؛ فلاحظ. (٢) في البصائر ، ص ١٩٤ : « ما يكون ».

(٣) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) .

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٩٤ ، ح ٧ ، عن محمّد بن عيسى.وفيه ، ص ١٩٧ ، ح ٢ ؛والمحاسن ، ص ٢٦٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٣ ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩٠ ، بسند آخر مع اختلاف يسير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ، ح ٥٦ ، عن يونس ، عن عدّة من أصحابنا .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ، ح ١١١١.

(٥) النمل (٢٧) : ٤٠. و( عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) أي شي‌ء من علم الكتاب. والقائل هو آصف بن برخيا وزير سليمان بن‌داود. و( أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ ) أي بعرش بلقيس.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١.

(٦) في « ج » والبصائر : « والله وعندنا ».

(٧) فيمرآة العقول : « كلّه ، إمّا مرفوع والضمير للعلم ، أو مجرور والضمير للكتاب ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٢١٢ ، ح ٢ ، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي.وفيه ، ص ٢١٣ ، ح ٣ ؛ وص ٢٣٠ ، ح ٥ ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ٦٦٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٦٣ ، ح ٤ ؛ وص ٣٦٣ ، ح ١٣ ؛ والاختصاص ، ص ٣٠٩الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ، ح ١١١٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٥ و ٣٣٥٤٧.

٥٦٩

٦١٥/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٢) :( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٣) قَالَ : « إِيَّانَا(٤) عَنى ، وَعَلِيٌّعليه‌السلام أَوَّلُنَا وَأَفْضَلُنَا وَخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيِّ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٦)

٣٦ - بَابُ مَا أُعْطِيَ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام مِنِ اسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ‌

٦١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شُرَيْسٌ(٧) الْوَابِشِيُّ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ف ، بر » : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ظاهراً ، والصواب ما في المطبوع وسائر النسخ ؛ فقد ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٢١٤ ، ح ١٢ عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، ومحمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - روى في ضمن آخرين جميع كتب محمّد بن أبي عمير ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٤٠٤ ، الرقم ٦١٨. يؤكّد ذلك أنّ المقام من مواضع تحريف « محمّد بن الحسن » بـ « محمّد بن الحسين » دون العكس ؛ لكثرة روايات محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين جدّاً.

(٢) في « ف » : + « قوله تعالى ».

(٣) الرعد (١٣) : ٤٣.

(٤) في شرح المازندراني : « وإيّانا ».

(٥) في حاشية « بر » : « رسول الله ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٢١٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ؛وفيه ، ص ٢١٦ ، ح ٢٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن بريد بن معاوية.وفيه ، ص ٢١٤ ، ح ٧ ، بسند آخرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٢ ، ح ١١١٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٦.

(٧) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضل ، قال : أخبرني ضريس الوابشي. والمذكور في بعض مخطوطاته « محمّد بن الفضيل قال : أخبرني شريس الوابشي » وهو الظاهر ؛ فقد روى محمّد بن الفضيل ، عن شريس الوابشي عن جابر ، فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٣٧ ، ح ١٥ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٣٩ ، ح ٤٥١٦ ؛ وص ٤٤٤ ، ح ٤٥٣٢.

يؤكّد ذلك أنّ عليّ بن الحكم روى كتاب محمّد بن الفضيل الأزرق. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤١٦ ، الرقم ٦٤٣.

٥٧٠

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ عَلى ثَلَاثَةٍ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّمَا(١) كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَخُسِفَ(٢) بِالْأَرْضِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَرِيرِ بِلْقِيسَ حَتّى تَنَاوَلَ السَّرِيرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ(٣) ، وَنَحْنُ عِنْدَنَا(٤) مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ(٥) عِنْدَ اللهِ - تبارك وتَعَالى -(٦) اسْتَأْثَرَ بِهِ(٧) فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ ، وَلَاحَوْلَ(٨) وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ».(٩)

٦١٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١٠) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ‌

__________________

(١) في « بح » : « فإنّما ».

(٢) فقال : خُسِفَ بالرجل وبالقوم ، إذا أخذته الأرضُ ودخل فيها. وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خَسْفاً وخُسُوفاً : ذهب ‌في الأرض ، وخَسَفَه الله تعالى وخَسَفَ الله به الأرضَ ، أي غاب به فيها ، يتعدّى ولا يتعدّى. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٦٧ ( خسف). (٣) في حاشية « ب ، بس ، بف » والبحار : « العين ».

(٤) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبصائر ، ص ٢٠٨ : « وعندنا نحن ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر ، ص ٢٠٨. وفي المطبوع : + « واحد ».

(٦) في « ف » : - « عند الله تبارك وتعالى ».

(٧) « استأثر به » : انفرد به وخصّ به نفسه واستبدّ به. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٨ ( أثر ).

(٨) قال ابن الأثير : « الحَوْل هاهنا : الحركة ، يقال : حالَ الشخصُ يحول إذا تحرّك ، المعنى : لاحركة ولا قوّة إلّابمشيئة الله تعالى. وقيل : الحَوْل : الحيلة ، والأوّل أشبه ».النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ( حول ).

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢١٠ ، ح ٨ و ٩ ، بسندهما عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضيل ، عن سعد أبي عمرو الجلاب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع تفاوت يسير.وفيه ، ص ٢٠٩ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن الحكم مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ٢٠٩ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.دلائل الإمامة ، ص ٢١٩ ، مرسلاً ، مع تفاوت. راجع :خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٤٦ ،الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ح ١١١٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٣ ، ح ٥.

(١٠) الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد - وهو البرقي - كلاهما من مشايخ أحمد بن محمّد بن عيسى ، ووردالعنوانان في أسنادٍ كثيرةٍ متعاطفين ، انظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٣٨٥ و ٥١١ وذيل ح ٧٥٩ وح ٢٠٨٤ و ٢٢٤٤ و ٣١٢٥ و ٣٣٢٢ و ٣٣٣١. وتوسّط أيضاً أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن خالد [ البرقي ] في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ - ٥٦٤ ، ص ٦٩٤. فعليه ما ورد =

٥٧١

أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - لَمْ أَحْفَظ اسْمَهُ - قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَعليه‌السلام أُعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِمَا ، وَأُعْطِيَ مُوسى(١) أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ إِبْرَاهِيمُ ثَمَانِيَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ نُوحٌ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً ، وَأُعْطِيَ آدَمُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى جَمَعَ(٢) ذلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَإِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، أُعْطِيَ مُحَمَّدٌ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَحُجِبَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ ».(٥)

٦١٨/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ(٧) : « اسْمُ اللهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، كَانَ(٨) عِنْدَ آصَفَ حَرْفٌ(٩) ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَانْخَرَقَتْ(١٠)

__________________

=فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ ، من نقل الخبر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد ، لايخلو من خللٍ.

(١) في « ف » : « وأنّ موسى اُعطي ».

(٢) في « ف » : + « جميع ».

(٣) في البصائر ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ : + « وأهل بيته ».

(٤) هكذا في « ب ، ض ، بر ». وفي « ج » والبصائر ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ : « أعطى الله محمّداً ». وفي « ف » : « لمحمّد ». وفي المطبوع : « أعطى محمّداً ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٣ و ٤ و ٥ بسند آخر ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢٣١ ، عن عبدالله بن بشير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٤ ، ح ١١١٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٥ وفيه قطعة منه ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٤ ، ح ١١.

(٦) في « ب ، ف ، بر ، بف » والبصائر والبحار : « عن أبي الحسن العسكري ». وفي « و ، بح » : « عن أبي الحسن‌صاحب العسكري ». (٧) في البحار : + « إنّ ».

(٨) في « ج » : « وكان ». وفي « ف » والوافي : « وإنّما كان ».

(٩) في « ج » : + « واحد ».

(١٠) « فانخرقت » ، أي شقّت ، أو تحرّكت ، من خَرَق الأرضَ خَرْقاً ، أي جابها وخرقها وشقّها. وخرق الأرضَ يَخْرُقها ، أي قطعها حتّى بلغ أقصاها. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٥ ( خرق ).

٥٧٢

لَهُ(١) الْأَرْضُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَبَأٍ ، فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِيسَ حَتّى صَيَّرَهُ إِلى سُلَيْمَانَ ، ثُمَّ انْبَسَطَتِ الْأَرْضُ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ؛ وَعِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ عِنْدَ اللهِ مُسْتَأْثِرٌ(٢) بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ ».(٣)

٣٧ - بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهم‌السلام

٦١٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ مُجَاشِعٍ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ(٤) عَصَا مُوسى لِآدَمَعليه‌السلام ، فَصَارَتْ إِلى شُعَيْبٍ ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَإِنَّهَا لَعِنْدَنَا ، وَإِنَّ عَهْدِي بِهَا آنِفاً(٥) ، وَهِيَ خَضْرَاءُ كَهَيْئَتِهَا حِينَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرَتِهَا ، وَإِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ ، أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَاعليه‌السلام ، يَصْنَعُ(٦) بِهَا مَا كَانَ يَصْنَعُ مُوسى ، وَإِنَّهَا لَتُرَوِّعُ(٧) وَتَلْقَفُ(٨)

__________________

(١) في « ف ، بح ، بف » : - « له ».

(٢) في الوافي والبصائر : « استأثر ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢١١ ، ح ٣ ؛دلائل الإمامة ، ص ٢١٩ ، بسندهما عن معلّى بن محمّد ، مع اختلاف.خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٤٦ ، مرسلاً ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة واختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ح ١١١٥ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٣ ، ح ٦ ، وفيه إلى قوله : « من طرفة عين ».

(٤) في « ف » : « كان ».

(٥) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦٨ : « يقال : عهدتُه ، إذا لقيتَه وأدركته. و « آنفاً » أي مذ ساعة ، أي في أوّل وقت‌ يقرب منّا ». وراجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ) ؛لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٥ ( أنف ).

(٦) في « ف » : « صنع ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع. وفي « ج » : « لتروع » من راع المتعدّي. وفي حاشية « ج ، و » : « راع : أفزع ، كروّع ، لازم ومتعدّ ». وفي حاشية « بف » : « الترويع : ترسانيدن ». وقوله : « لَتَرُوَّعُ » ، أو « لَتُرَوِّعُ » ، أي لتُخَوِّف ولتُفْزِعُ ، يقال : راعَني الشي‌ءُ يروع رَوْعاً : أفزعني ، ورَوَّعني مثله. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٤٦ (روع ).

(٨) « تَلْقَفُ » ، أي تتناولُ بسرعة ، تقول : لَقِفْتُ الشي‌ءَ ألْقَفُهُ لَقَفاً ، وتَلَقَّفْتُهُ أيضاً ، أي تناولته بسرعة. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٨ ( لقف ).

٥٧٣

مَا يَأْفِكُونَ(١) ، وَتَصْنَعُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ(٢) ، إِنَّهَا(٣) - حَيْثُ أَقْبَلَتْ(٤) تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ - يُفْتَحُ(٥) لَهَا(٦) شُعْبَتَانِ(٧) : إِحْدَاهُمَا فِي الْأَرْضِ ، وَالْأُخْرى فِي السَّقْفِ ، وَبَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً ، تَلْقَفُ(٨) مَا يَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا ».(٩)

٦٢٠/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَلْوَاحُ مُوسىعليه‌السلام عِنْدَنَا ، وَعَصَا مُوسى عِنْدَنَا ، وَنَحْنُ وَرَثَةُ(١٠) النَّبِيِّينَ ».(١١)

٦٢١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ‌

__________________

(١) « يَأْفِكُونَ » أي يكذبون ، من الإفك بمعنى الكذب ، أو يصرفونه عن وجهه. يقال : أفَكَهُ يأفِكُهُ أفْكاً ، إذا صرفه‌ عن الشي‌ء وقلبه. قال الراغب : « الإفْك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ، ثمّ قال : « فاستعمل ذلك في الكذب لما قلنا ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛المفردات للراغب ، ص ٧٩ ( أفك ).

(٢) في كمال الدين : « ما كان يصنع بها موسى بن عمرانعليه‌السلام ، وإنّها تصنع ما تؤمر » بدل « ما كان يصنع - إلى - ما تؤمر به ». (٣) في « ج ، ف » والوافي : « وإنّها ».

(٤) في كمال الدين : « اُلقيت ».

(٥) في « ب ، ج » وحاشية « ف ، بح » والبحار : « تفتح ». وفي « ض » وحاشية « ج ، بر » : « ينتج ». وفي « بح » : « تنتج ».

(٦) في « بح » : - « لها ». وفي « بس » : « بها ».

(٧) في الاختصاص : « شفتان ». و « الشعبة » : الغصن. وأيضاً : الطائفة من كلّ شي‌ء والقطعة منه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٧ ( شعب ).

(٨) في كمال الدين : - « ما يأفكون يفتح لها - إلى - ذراعاً تلقف ».

(٩)كمال الدين ، ص ٦٧٣ ، ح ٢٨ ، بسنده عن محمّد بن يحيى.بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٦ ، عن سلمة بن الخطّاب ، مع اختلاف.الاختصاص ، ص ٢٦٩ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤ ، ح ٦٤ عن محمّد بن عليّعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ١١١٧ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥ ، ح ١١. (١٠) في البصائر وتفسير العيّاشي : « ورثنا ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ١٣٩ ، ذيل ح ٤ ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣٢ ، وفيهما عن أبي محمّد ، عن عمران بن موسى. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٨ ، ح ٧٧ عن أبي حمزة. وفيالإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، مرسلاً عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ١١١٨.

٥٧٤

عَبْدِاللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ ، نَادى مُنَادِيهِ : أَلَا لَايَحْمِلْ(١) أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَلَاشَرَاباً ، وَيَحْمِلُ حَجَرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَعليه‌السلام وَهُوَ وِقْرُ(٢) بَعِيرٍ ، فَلَا يَنْزِلُ مَنْزِلاً إِلَّا انْبَعَثَ(٣) عَيْنٌ مِنْهُ(٤) ، فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ ، وَمَنْ كَانَ ظَامِئاً(٥) رَوِيَ ، فَهُوَ زَادُهُمْ حَتّى يَنْزِلُوا(٦) النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ ».(٧)

٦٢٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٨) الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ذَاتَ لَيْلَةٍ(٩) بَعْدَ عَتَمَةٍ(١٠) وَهُوَ‌

__________________

(١) يجوز فيه النفي أيضاً.

(٢) « الوِقْر » : الحِمْل الثقيل ، أو أعمّ منه ، والحِمل : ما يُحمل. والجمع : الأوقار. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٣ ( وقر ). (٣) في « بس ، بف » : « انبعثت ».

(٤) في « ف » : « منه عين ».

(٥) في البصائر : « ظمآن ». و « الظامئ » من الظمأ ، وهو العطش. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٦١ ( ظمأ ).

(٦) في « و ، بر ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « حتّى ينزل ». والسياق يقتضي الجمع. وفي البصائر : « حتّى نزلوا ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ١٨٨ ، ح ٥٤ ، عن محمّد بن الحسين. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٢٣٨ ، ح ٢٨ و ٢٩ ؛ وكمال الدين ، ص ٦٧٠ ، ح ١٧ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١١٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٠.

(٨) الخبر رواه الصفّار في موضعين منبصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٣ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٥٢ ، بسندين عن أبي الحصين الأسدي ، عن أبي بصير. ولا يبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « أبي الحصين » ؛ فإنّه هو المذكور في كتب الرجال ، وطبقته تلائم الرواية عن أبي بصير. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٦ ، الرقم ٤٦٥ ؛رجال الطوسي ، ص ٢١١ ، الرقم ٢٧٤٧.

(٩) في البصائر : + « على أصحابه ».

(١٠) في البصائر : + « وهم في الرحبة ». وفي العين : « العَتَمة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشفق ». وفيالصحاح : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).

٥٧٥

يَقُولُ - هَمْهَمَةً هَمْهَمَةً(١) ، وَلَيْلَةً مُظْلِمَةً - : خَرَجَ عَلَيْكُمُ الْإِمَامُ عَلَيْهِ قَمِيصُ آدَمَ ، وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسىعليهما‌السلام ».(٢)

٦٢٣/ ٥. مُحَمَّدٌ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ بِشْرِ(٤) بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَتَدْرِي مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَعليه‌السلام ؟ ». قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ ، أَتَاهُ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَضُرَّهُ(٥) مَعَهُ حَرٌّ وَلَابَرْدٌ ، فَلَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْتُ ، جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ(٦) وَعَلَّقَهُ عَلى إِسْحَاقَ ، وَعَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلى يَعْقُوبَ ، فَلَمَّا وُلِدَ(٧) يُوسُفُعليه‌السلام عَلَّقَهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ فِي عَضُدِهِ(٨) حَتّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، فَلَمَّا أَخْرَجَهُ يُوسُفُ بِمِصْرَ مِنَ التَّمِيمَةِ ، وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لَآ أَنْ تُفَنِّدُونِ ) (٩) فَهُوَ‌

__________________

(١) في البصائر : - « همهمة » الثاني. و « الهَمْهَمةُ » : الصوت الخفيّ ، أو ترديد الصوت في الصدر ، أو الكلام الخفيّ‌لا يُفْهَمُ. وقال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٩ : « والثاني تأكيد الأوّل ، وهما من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ، وكذا قوله : وليلة مظلمة ، أي والحال أنّ الليلة مظلمة ، أو في ليلة مظلمة. ويمكن أن يكون همهمة ثانياً من كلام أمير المؤمنين فتكون مرفوعة ، أو كلتاهما من كلامهعليه‌السلام على أنّه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي همهمةٌ وليلةٌ مظلمةٌ مقرونتان ، أو بنصب ليلة كقولهم : كلّ رجل وضيعتَه ». وراجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٢٢ ( همم ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى ‌بن سعدان ، عن أبي الحصين الأسدي.وفيه ، ص ١٨٨ ، ح ٥٢ ، بسند آخر عن أبي الحصين الأسدي.كمال الدين ، ص ١٤٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم ، وفيه : « فروي أنّ القائمعليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمانعليه‌السلام . »الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١٢٠ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٨١ ، ح ٢٤.

(٣) في « ألف ، ب ، ج » وحاشية « ض ، بح » : + « بن يحيى ».

(٤) في « ألف ، ب » : « بشير ».

(٥) في تفسير القمّي : « فلم يصبه ».

(٦) « التميمة » : عُوذَة تعلّق على الإنسان.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٨ « تمم ».

(٧) في « ب » : « أولد ».

(٨) في تفسير القمّي : « عنقه ».

(٩) يوسف (١٢) : ٩٤. و « تُفَنّدُونِ » أي تنسبوني إلى الفند ، وهو ضعف العقل والرأي يحدث من الهرم.=

٥٧٦

ذلِكَ(١) الْقَمِيصُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ(٢) مِنَ الْجَنَّةِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِلى مَنْ صَارَ ذلِكَ الْقَمِيصُ؟ قَالَ : « إِلى أَهْلِهِ(٣) ». ثُمَّ قَالَ : « كُلُّ نَبِيٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَيْرَهُ ، فَقَدِ انْتَهى(٤) إِلى آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٥)

٣٨ - بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام مِنْ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَمَتَاعِهِ‌

٦٢٤/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، فَقَالَا لَهُ : أَفِيكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ(٦) ؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا »(٧) .

__________________

=راجع :المفردات ، ص ٣٨٦ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٧.

(١) في « بس » : « ذاك ».

(٢) في « بف » وتفسير العيّاشي ، ص ١٩٣ وتفسير القمّي وكمال الدين ، ص ١٤٢ و ٦٧٤ : - « الله ».

(٣) في كمال الدين ، ص ٦٧٤ : + « وهو مع قائمنا إذا خرج ».

(٤) أي ذلك الموروث أو المورَّث.

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ ، ح ٥٨ ، عن محمّد بن الحسين ؛كمال الدين ، ص ٦٧٤ ، ح ٢٩ بسنده عن محمّد بن يحيى ؛ وص ١٤٢ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورمة ، عن محمّد بن إسماعيل.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٥٤ ، بسنده عن إسماعيل السرّاج ، عن يونس بن يعقوب ، عن المفضّل الجعفي ؛علل الشرائع ، ص ٥٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل السرّاج ، عن بشر بن جعفر ، عن مفضّل الجعفي.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٩٣ ، ح ٧١ ، عن المفضّل الجعفي ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٣ ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع رفعه بإسناد له ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١٢١.

(٦) في « ف » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ والإرشاد : « طاعته ».

(٧) « فقال : لا » ، أجاب بذلك تقيّةً ، أو على سبيل التورية. والمراد أنّه ليس في بني فلان من أولاد عليّعليه‌السلام إمام مفترض الطاعة ، أو أنّه ليس فينا إمام مفترض الطاعة بزعمكم ، أوليس فينا إمام لابدّ له من الخروج بالسيف بزعمكم ، فيخرج بذلك عن الكذب. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٧٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤١.

٥٧٧

قَالَ : فَقَالَا لَهُ : قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَتُقِرُّ(١) وَتَقُولُ بِهِ(٢) ، وَنُسَمِّيهِمْ لَكَ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَهُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَتَشْمِيرٍ(٣) ، وَهُمْ مِمَّنْ لَايَكْذِبُ(٤) . فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَقَالَ(٥) : « مَا أَمَرْتُهُمْ بِهذَا ».(٦) فَلَمَّا رَأَيَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ خَرَجَا.

فَقَالَ لِي : « أَتَعْرِفُ هذَيْنِ؟ » ، قُلْتُ(٧) : نَعَمْ ، هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا ، وَهُمَا(٨) مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، وَهُمَا(٩) يَزْعُمَانِ أَنَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ(١٠) ، فَقَالَ : « كَذَبَا - لَعَنَهُمَا اللهُ - وَاللهِ(١١) مَا رَآهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَيْنَيْهِ ، وَلَابِوَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْهِ ، وَلَارَآهُ أَبُوهُ ، اللّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَآهُ(١٢) عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ(١٣) فِي مَقْبِضِهِ(١٤) ؟ وَمَا أَثَرٌ(١٥) فِي مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ(١٦) ؟

__________________

(١) في « ض ، بح ، بر ، بس » : - « وتقرّ ».

(٢) في « ض » : « بهم ». و « تقول به » أي بأنّ فيكم إماماً مفترض الطاعة.

(٣) التشمير في الأمر : السرعة فيه والخفّة. وشمّر ثوبه : رفعه. ومنه قيل : شمّر في العبادة إذا اجتهد وبالغ.وفي‌الوافي : « ويكنّى به عن التقوى والطهارة ». وراجع :المصباح المنير ، ص ٣٢٢ ( شمر ).

(٤) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « لا يكذبون ». وفي مرآة العقول : « لا يكذب ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبصائر ص ١٧٤ ، ح ٢ والإرشاد. وفي المطبوع : « فقال ».

(٦) فيمرآة العقول : « ما أمرتهم بهذا ، فيه أيضاً تورية ؛ لأنّهعليه‌السلام كان أمرهم بالتقيّة ولم يأمرهم بالإذاعة عند المخالفين ، لكن ظاهره يوهم إنكار أصل القول ».

(٧) في « بف » : « فقلت ».

(٨) في « بح » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : - « هما ».

(٩) في « ف » : - « وهما ».

(١٠) في حاشية « ض » : + « بن حسن بن عليّعليه‌السلام ». وفي الإرشاد : + « بن الحسن ».

(١١) في « ج » : - « والله ».

(١٢) المراد أنّهما لم يرياه رؤية كاملة يوجب العلم بعلاماته وصفاته ، فضلاً عن أن يكون عندهما.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤١.

(١٣) في « ب » : « علامته ».

(١٤) « مَقبض السيف » ، وزان مسجد ، وفتح الباء لغة ، وهو حيث يُقبَض باليد.المصباح المنير ، ص ٤٨٨ ( قبض ).

(١٥) في حاشية « بر » : « الأثر ».

(١٦) « مَضْرب السيف » ، بفتح الراء وكسرها : المكان الذي يُضْرَب به منه ، وقد يؤنّث بالهاء ، فيقال : مَضْرِبة =

٥٧٨

وَإِنَّ عِنْدِي لَسَيْفَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَدِرْعَهُ وَلَامَتَهُ(١) وَمِغْفَرَهُ(٢) ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ(٣) فِي دِرْعِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُغَلَّبَةَ(٤) ، وَإِنَّ عِنْدِي أَلْوَاحَ مُوسى وَعَصَاهُ ، وَإِنَّ عِنْدِي لَخَاتَمَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَعليه‌السلام ، وَإِنَّ عِنْدِي الطَّسْتَ(٥) الَّذِي كَانَ مُوسى يُقَرِّبُ بِهِ(٦) الْقُرْبَانَ ، وَإِنَّ عِنْدِي الِاسْمَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، لَمْ يَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ نُشَّابَةٌ(٧) ، وَإِنَّ عِنْدِي لَمِثْلَ(٨) الَّذِي‌

__________________

=بالوجهين أيضاً.المصباح المنير ، ص ٣٥٩ ( ضرب ).

(١) في « بف » : « لِأمته ». و « اللَأْمَةُ » مهموزةً : الدِرْعُ ؛ وقيل : ضرب من الدرع. وقيل : السِلاح. ولَأْمَةُ الحرب : أداته. وقد يترك الهمز تخفيفاً.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ( لأم ).

(٢) « المِغْفَر » و « المِغْفَرة » و « الغِفارة » : زَرَد - أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض - ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة ، وقيل : هو رَفْرَف البيضة ، وقيل : هو حَلق يتَقنَّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغ على العنق فتقيه. وقيل غير ذلك. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٦ ( غفر ).

(٣) في « ب » : « علامته ».

(٤) هكذا في « ب ، و ». وفي أكثر النسخ ما ليس ينافيه. وهو مقتضى السياق ؛ لصيرورته ظاهراً صفة للراية ، واسم‌ الآلة لا يمكن أن يكون صفة لخلوّه عن الضمير إلّا أن صار عَلَماً للراية. وفي « ج » : « المـُغْلَبة » ، ولكن ما جاء باب الإفعال من هذه المادّة. وفي المطبوع : « المِغْلَبة ». و « المغلّبة » : اسم فاعل من باب التفعيل ، أو اسم مفعول منه ، أي الذي يُغْلَب كثيراً ، وأيضاً : الذي يُحْكَم له بالغلبة ، ضدّ ، أو اسم آلة كمكحلة من الغلبة. وفيشرح المازندراني : « وأمّا القول بأنّها اسم فاعل من أغلب فالظاهر أنّه تصحيف ». وقال الفيض في الوافي : « كأنّها اسم إحدى راياته ؛ فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يسمّي ثيابه ودوابّه وأمتعته ». وراجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧٦ ( غلب ).

(٥) « الطَسْتُ » ، أصلها الطسّ ، فاُبدل من إحدى السينين تاء للاستثقال ، وحُكي بالشين المعجمة ، وهي أعجميّة معرَّبة ، ولهذا قال الأزهري : « هي دخيلة في كلام العرب ؛ لأنّ التاء والطاء لا يجتمعان في كلمة عربيّة ». راجع :المصباح المنير ، ص ٣٧٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ( طست ).

(٦) في الوافي : « بها ».

(٧) « نُشّابة » : واحدة النُشّاب ، وهي السهام ، من نَشِبَ الشي‌ء في الشي‌ء نُشوباً ، أي عَلِقَ فيه ، وأنشبته أنا فيه ، أي ‌أعلقتُه ، فانتشب. وقال المطرّزي : « النَبْل : السهام العربيّة ، اسم مفرد اللفظ مجموع المعنى ، وجمعه : نِبال. والنُشّاب : التركيّة ، الواحدة : النُشّابة ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ( نشب ) ؛المغرب ، ص ٤٤٠ « نبل ».

(٨) في حاشية « بر » : + « التابوت ».

٥٧٩

جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ(١) .

وَمَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ(٢) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي(٣) أَيِّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ(٤) التَّابُوتُ عَلى أَبْوَابِهِمْ(٥) أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَمَنْ(٦) صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ، وَلَقَدْ لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَخَطَّتْ عَلَى الْأَرْضِ خَطِيطاً(٧) ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا ، فَكَانَتْ وَكَانَتْ(٨) ، وَقَائِمُنَا مَنْ إِذَا لَبِسَهَا مَلَأَهَا(٩) إِنْ شَاءَ اللهُ ».(١٠)

٦٢٥/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : + « تحمله ». وقولهعليه‌السلام : « لمثل الذي جاءت به الملائكة » يعني ما يشبه ذلك وما هو نظير له. لعلّهعليه‌السلام أشار بذلك إلى ما أخبر الله عنه في القرآن [ البقرة (٢) : ٢٤٨] بقوله :( وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٩.

(٢) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « مثل ».

(٣) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : - « في ».

(٤) في « ف » : « وجدوا ». وفي البصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « وقف ».

(٥) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : « بابهم ».

(٦) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : « فمن ».

(٧) في « بس » : « خُطَيْطاً » على صيغة التصغير. وفيشرح المازندراني : « الخطيط والخطيطة : الطريق. وهذا كناية عن طولها وعدم توافقها لقامته المقدّسة ». وراجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٨٧ ( خطط ).

(٨) أي قد تصل إلى الأرض وقد لا تصل ، يعني لم تختلف عليّ وعلى أبي اختلافاً محسوساً ذا قدر.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢.

(٩) « ملأها » ، أي لم يفضل عنه ولم يقصر ، وكان موافقاً لبدنه.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤٣.

(١٠)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ مثل سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ... ، ح ٦٣٣ ، وفيه من قوله : « مثل السلاح فينا » إلى قوله : « اُوتي الإمامة ». وفيبصائر الدرجات ، ص ١٧٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ؛الإرشاد للمفيد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، بسنده عن معاوية بن وهب. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٧٤ ، ح ١ ، من قوله : « أنّ سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عبد الله بن الحسن » مع اختلاف ؛ وص ١٧٥ ، ح ٤ ، مع اختلاف يسير ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣١ ، من قوله : « أنّ سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عبد الله بن الحسن » إلى قوله : « إلّا أن يكون رآه عند » مع اختلاف يسير ، وفي كلّها بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٥ ، عن سليمان بن هارون. وراجع :بصائر الدرجات ، ص ١٧٧ ، ح ٦الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٨ ، ح ١١٢٢ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٨.

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722