الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294641 / تحميل: 10492
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وَنَعْرِفُ إِذَا تَرَكْتُمُوهُ ».(١)

٦٤٣/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَزُرَارَةَ :

أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَعْيَنَ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ قَدْ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٢) ، فَهَلْ لَهُ سُلْطَانٌ؟

فَقَالَ : « وَاللهِ ، إِنَّ عِنْدِي لَكِتَابَيْنِ(٣) فِيهِمَا تَسْمِيَةُ كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ مَلِكٍ يَمْلِكُ الْأَرْضَ ؛ لَا وَاللهِ ، مَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا ».(٤)

٦٤٤/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ(٥) سُكَّرَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، أَتَدْرِي فِي أَيِّ شَيْ‌ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ قُبَيْلُ(٦) ؟ » قَالَ(٧) : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « كُنْتُ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ فَاطِمَةَعليها‌السلام لَيْسَ مِنْ مَلِكٍ يَمْلِكُ‌

__________________

= تأخذونها عنّا من الشرائع والأحكام ؛ فنعلم أيّكم يعمل به ، وأيّكم لايعمل به ».

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٥٤ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي.وفيه ، ص ١٤٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، وفيه : « وإنّكم لتأتوننا فتدخلون علينا ، فنعرف خياركم من شراركم » ؛وفيه ، ص ١٤٩ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، إلى قوله : « كلّ حلال وحرام » ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٢ ، ح ١١٣٩.

(٢) هو محمّد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكيّة الذي خرج على المنصور الدوانيقي وقتل ، كما سيأتي قصّته. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٩٣ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٦٠.

(٣) في « بس » : « الكتابين ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ح ٤ و ٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٤ ، ح ١١٤٢.

(٥) في « ب ، بف » : - « بن ». هذا ، وبعض نسخرجال البرقي ورجال الطوسي أيضاً خالية من « بن ». راجع :رجال البرقي ، ص ٣٤ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٧٠ ، الرقم ٣٨٨٠.

(٦) في « ألف ، ض ، ف ، بف » وحاشية « ج ، بح » والبصائر ، ح ٣ والعلل : « قبل ».

(٧) في « بف » والعلل : - « قال ».

٦٠١

الْأَرْضَ(١) إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ(٢) بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ ، وَمَا وَجَدْتُ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهِ شَيْئاً ».(٣)

٤١ - بَابٌ فِي شَأْنِ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٤) وَتَفْسِيرِهَا‌

٦٤٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ(٥) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام ، قَالَعليه‌السلام : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : بَيْنَا(٦) أَبِيعليه‌السلام يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ(٧) قَدْ قُيِّضَ لَهُ(٨) ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ أُسْبُوعَهُ(٩) حَتّى أَدْخَلَهُ إِلى دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا ،

__________________

(١) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ح ٣ والعلل : - « الأرض ».

(٢) في « ج » : « فيه مكتوب ». وفي البصائر : « إلّا وفيه مكتوب ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد.علل الشرائع ، ص ٢٠٧ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسين بن سعيد. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٤ ، ح ١١٤٣.

(٤) القدر (٩٧) : ١.

(٥) في البحار ، ج ١٣ و ٢٥ : « الجريش » ، وهو سهو ظاهراً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٦٠ ، الرقم ١٣٨ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٣٦ ، الرقم ١٩٨ ؛الرجال لابن الغضائري ، ص ٥١ ، الرقم ٣٤.

(٦) « بينا » : ظرف زمان. وأصله « بَيْنَ » بمعنى الوسط ، أُشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وربّما زيدت عليه « ما » ، والمعنى واحد. تقول : بينا نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٤ ( بين ).

(٧) « الـمُعْتَجِر » ، من الاعتجار ، وهو لبس الـمِعْجَر ، وهو ما تشدّ المرأة على رأسها. يقال : اعتجرت المرأة ، فالمعتجر : ذو مِعْجَر على رأسه. أو من الاعتجار بمعنى لفّ العمامة على الرأس. أو من الاعتجار بالعمامة ، وهو أن يلفّها على رأسه ويردّ طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذَقَنه. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ( عجر ).

(٨) « قُيِّضَ له » ، أي جي‌ء به من حيث لا يحتسب. يقال : قَيَّض الله فلاناً لفلان : جاءه به وأتاحه له. وقيّض الله له قريناً : هيّأه وسبّبه له من حيث لا يحتسبه. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).

(٩) « اُسبوعة » أي طوافه. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٤٦ ( سبع ).

٦٠٢

فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً ، فَقَالَ : مَرْحَباً يَا ابْنَ(١) رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأْسِي ، وَقَالَ : بَارَكَ اللهُ فِيكَ(٢) يَا أَمِينَ اللهِ بَعْدَ آبَائِهِ.

يَا أَبَا جَعْفَرٍ(٣) ، إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ(٤) ، وَإِنْ شِئْتَ سَلْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ ، قَالَ : كُلَّ ذلِكَ أَشَاءُ.

قَالَ(٥) : فَإِيَّاكَ أَنْ يَنْطِقَ(٦) لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْأَلَتِي بِأَمْرٍ(٧) تُضْمِرُ لِي غَيْرَهُ(٨) ، قَالَ :

إِنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ عِلْمَانِ يُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، وَإِنَّ(٩) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَبى أَنْ يَكُونَ لَهُ عِلْمٌ فِيهِ اخْتِلَافٌ.

قَالَ : هذِهِ مَسْأَلَتِي(١٠) وَقَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا ، أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ - الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ - مَنْ يَعْلَمُهُ؟

قَالَ : أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ ، فَعِنْدَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ. وَأَمَّا مَا لَابُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ ، فَعِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ.

__________________

(١) في الوافي والبحار ، ج ٥٢ : « بابن » بدل « يا ابن ».

(٢) « بارك الله فيك » ، أي أثبت لك وأدام ما أعطاك من التشريف والكرامة ، وهو من بَرَكَ البعيرُ إذا ناخ في موضع فلزمه. وتطلق البركة أيضاً على الزيادة ، أي زاده الله فيك خيراً ، والأصل الأوّل. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٠ ( برك ).

(٣) في الوافي : « تقدير الكلام : ثمّ التفت إلى أبي فقال : يا أبا جعفر ».

(٤) في « ف » : - « وإن شئت فأخبرتك ».

(٥) في « بح » : - « قال ».

(٦) في « ج » : « أن تنطق ».

(٧) متعلّق بقوله : « ينطق ».

(٨) فيالمرآة : « بأمر تضمر لي غيره » أي لا تخبرني بشي‌ء يكون في علمك شي‌ء آخر ، يلزمك لأجله القول بخلاف ما أخبرت ، كما في أكثر علوم أهل الضلال ، فإنّه يلزمهم أشياء لايقولون بها ؛ أو المعنى : أخبرني بعلم يقيني لايكون عندك احتمال خلافه. ؛ أو أراد به : لاتكتم عنّي شيئاً من الأسرار.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٦٢.

(٩) في « بر » وحاشية « ف » والوافي : « فإنّ ».

(١٠) فيالوافي : « يعني مسألتي هي أنّ الله تعالى هل له علمٌ ليس فيه اختلاف ، أم لا؟ ثمّ العلم الذي لا اختلاف فيه‌عند مَن هو؟ ».

٦٠٣

قَالَ : فَفَتَحَ الرَّجُلُ عَجِيرَتَهُ(١) ، وَاسْتَوى جَالِساً ، وَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ(٢) ، وَقَالَ : هذِهِ أَرَدْتُ ، وَلَهَا أَتَيْتُ ، زَعَمْتَ(٣) أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ ؛ فَكَيْفَ يَعْلَمُونَهُ؟

قَالَ : كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَعْلَمُهُ ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَايَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَرى ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَبِيّاً وَهُمْ مُحَدَّثُونَ(٤) ؛ وَأَنَّهُ كَانَ يَفِدُ(٥) إِلَى اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ(٦) ، فَيَسْمَعُ الْوَحْيَ ، وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ(٧) .

فَقَالَ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، سَآتِيكَ بِمَسْأَلَةٍ(٨) صَعْبَةٍ : أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ ، مَا لَهُ لَايَظْهَرُ كَمَا كَانَ يَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قَالَ : فَضَحِكَ أَبِيعليه‌السلام (٩) ، وَقَالَ : أَبَى اللهُ أَنْ(١٠) يُطْلِعَ عَلى عِلْمِهِ إِلَّا مُمْتَحَناً لِلْإِيمَانِ بِهِ ، كَمَا قَضى عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يَصْبِرَ عَلى أَذى قَوْمِهِ ، وَلَايُجَاهِدَهُمْ إِلَّا بِأَمْرِهِ ، فَكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بِهِ حَتّى قِيلَ لَهُ :( فَاصْدَعْ (١١) بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ

__________________

(١) في « و » وحاشية « ض » وشرح المازندراني والبحار ، ج ١٣ و ٢٥ و ٤٦ : « عجرته ». وفيمرآة العقول : « ففتح‌الرجل عجيرته ، أي اعتجاره ، أو طرف العمامة الذي اعتجر به ».

(٢) « تهلّل وجْهُه » ، أي استنار وتلألأ فرحاً وظهرت عليه أمارات السرور.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٢ ( هلل ).

(٣) في البحار ، ج ٢٥ : « وزعمت ».

(٤) فيالوافي : « محدّثون » يعني يحدّثهم الملك ولايرونه.

(٥) يقال : وَفَد إليه وعليه يَفِد وَفْداً ، ووفوداً ، ووِفادةً ، وإفادةً ، أي قَدِم وورد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٠ ( وفد ).

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « عزّ وجلَ ».

(٧) في « ج » : + « قال ».

(٨) في الوافي « سأسألك مسألة ».

(٩) فيالمرآة : « لعلّ ضحكهعليه‌السلام كان لهذا النوع من السؤال الذي ظاهرة الامتحان تجاهلاً ، مع علمه بأنه عارف‌بحاله ؛ أو لعدّه المسألة صعبة ، وليست عندهعليه‌السلام كذلك ».

(١٠) في « ف » : + « يكون ».

(١١) قوله تعالى :( فَاصْدَعْ ) أي تكلّم به جهاراً ، يقال : صدعتُ الشي‌ءَ ، أي أظهرته وبيّنته ، وصدعتُ بالحقِّ ، أي‌تكلّمتُ به جهاراً. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ١٤٤٢ ( صدع ).

٦٠٤

عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (١) وَايْمُ اللهِ(٢) أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذلِكَ لَكَانَ آمِناً ، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِي الطَّاعَةِ وَخَافَ الْخِلَافَ ، فَلِذلِكَ كَفَّ ، فَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْنَكَ(٣) تَكُونُ مَعَ مَهْدِيِّ هذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالْمَلَائِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ ، وَتُلْحِقُ(٤) بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْيَاءِ(٥) .

ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفاً ، ثُمَّ قَالَ : هَا ، إِنَّ هذَا مِنْهَا ، قَالَ(٦) : فَقَالَ أَبِي : إِي(٧) وَالَّذِي اصْطَفى مُحَمَّداً عَلَى الْبَشَرِ.

قَالَ : فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ ، وَقَالَ : أَنَا إِلْيَاسُ ، مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَبِي(٨) مِنْهُ(٩) جَهَالَةٌ ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ هذَا الْحَدِيثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ ، وَسَأُخْبِرُكَ بِآيَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا ، إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا(١٠) .

__________________

(١) الحجر (١٥) : ٩٤.

(٢) « أيمُ الله » : الأصل فيه : أيْمُنُ الله ، وهو اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويّين ، ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، فتذهب الألف في الوصل ، وهو مرفوع بالابتداء ، وربّما حذفوا منه النون فقالوا : اَيْمُ الله واِيم الله. وقيل : الأصل في أيمن الله أنّهم كانوا يحلفون باليمين ، ويجمع اليمين على أيْمُن ، ثمّ حلفوا به ، ثمّ حذف النون لكثرة الاستعمال ، وألفه ألف قطع ، وإنّما خفّفت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢١ ( يمن ).

(٣) في البحار ، ج ١٣ ، ٤٦ ، ٥٢ : « عينيك ».

(٤) في البحار ، ج ١٣ ، ٥٢ : « يلحق ».

(٥) في « ج » : « الأرواح ».

(٦) في الوافي : « قال ، يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٧) في « ف » : « وإي ».

(٨) في البحار ج ١٣ ، ٤٦ ، ٥٢ : « لي ».

(٩) في « ف » : « فيه ». وفي البحار ج ٢٥ ، ٤٦ ، ٥٢ : « به ».

(١٠) في « بر » : « فلحوا ». و « فَلَجُوا » ، أي ظفروا وفازوا ؛ من الفَلْج بمعنى الظفر والفوز. يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

وفيالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨ : « وتقرير هذه الحجّة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدّماتها المطويّة ، أن يقال : قد ثبت أنَّ الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه كان تنزّل الملائكة والروح فيها من كلّ أمر ببيان وتأويل سنة فسنة ، كما يدلّ عليه فعل المستقبل الدالّ على التجدّد في الاستقبال ، فنقول :

هل كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الاُمّة سوى ما يأتيه من السماء من عند الله سبحانه ، إِمّا =

٦٠٥

قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبِي : إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِهَا ، قَالَ : قَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِنَّ شِيعَتَنَا إِنْ(١) قَالُوا لِأَهْلِ الْخِلَافِ لَنَا : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ لِرَسُولِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إِلى آخِرِهَا فَهَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ شَيْئاً لَايَعْلَمُهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، أَوْ‌

__________________

= في ليلة القدر ، أو في غيرها ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لما أجمع عليه الاُمّة من أنّ علمه ليس إلّا من عند الله سبحانه ، كما قال تعالى :( إِنْ هُوَ إلّا وَحْيٌ يُوحى ) [ النجم (٥٣) : ٤ ] ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الامّة ، أم لابدّ من ظهوره لهم؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه يوحى إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلى الله عزّوجلّ ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند الله جلّ وعلا إلى الرسول اختلافٌ ، بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ، ثمّ يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الحكم إنّما هو من عند الله جلّ وعزّ ، وهو متعال عن ذلك ، كما قال :( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاْفاً كَثِيراً ) [ النساء (٤) : ٨٢ ].

ثمّ نقول : فمن حكم بحكم فيه اختلاف ، كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ، ثمّ ينقض ذلك الحكم راجعاً عن ذلك الرأي لزعمه أنّه قد أخطأ فيه ، هل وافَقَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فعله ذلك وحكمه ، أم خالَفَه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن في حكمه اختلاف ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فمن لم يكن في حكمه اختلاف ، فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة الله سبحانه إمّا بواسطة أو بغير واسطة ، ومن دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا؟ والأوّل باطل ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلّا الله والراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الله سبحانه يقول :( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) [ آل عمران (٣) : ٧ ].

ثمّ نقول : فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي هو من الراسخين في العلم ، هل مات وذهب بعلمه ذلك ولم يبلّغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده ، أم بلّغه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه لو فعل ذلك فقد ضيّع مَن في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده ؛ فثبت الثاني.

ثمَّ نقول : فهل خليفته من بعده ، كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ والاختلاف في العلم ، أم هو مؤيّد من عند الله ، يحكم بحكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يأتيه ويحدّثه من غير وحي ورؤية ، أو ما يجري مجرى ذلك ، وهو مثله إلّافي النبوّة؟ والأوّل باطل ؛ لعدم إغنائه حينئذٍ ؛ لأنّ من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم ، ويلزم التضييع من ذلك أيضاً ؛ فثبت الثاني.

فلابدّ من خليفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله راسِخ في العلم ، عالم بتأويل المتشابه ، مؤيّد من عند الله ، لايجوز عليه الخطأ ولا الاختلاف في العلم ، يكون حجّة على العباد ؛ وهو المطلوب.

(١) في « ب » : « لو ».

٦٠٦

يَأْتِيهِ بِهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام فِي غَيْرِهَا(١) ؟ فَإِنَّهُمْ سَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ كَانَ لِمَا عَلِمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ يُظْهِرَ(٢) ؟ فَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ(٣) كَانَ فِيمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ عِلْمِ اللهِ - عَزَّ ذِكْرُهُ - اخْتِلَافٌ؟

فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَمَنْ حَكَمَ(٤) بِحُكْمِ اللهِ(٥) فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ - فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ كَلَامِهِمْ - فَقُلْ لَهُمْ :( مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٦) .

فَإِنْ قَالُوا : مَنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ؟ فَقُلْ : مَنْ لَايَخْتَلِفُ فِي عِلْمِهِ.

فَإِنْ قَالُوا : فَمَنْ هُوَ ذَاكَ(٧) ؟ فَقُلْ : كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَاحِبَ ذلِكَ(٨) ، فَهَلْ بَلَّغَ أَوْ لَا؟ فَإِنْ قَالُوا : قَدْ بَلَّغَ ، فَقُلْ(٩) : فَهَلْ مَاتَ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُ عِلْماً لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ؟ فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ(١١) : إِنَّ(١٢) خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مُؤَيَّدٌ ، وَ(١٣) لَايَسْتَخْلِفُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا مَنْ يَحْكُمُ بِحُكْمِهِ ، وَإِلَّا مَنْ يَكُونُ مِثْلَهُ إِلَّا النُّبُوَّةَ ، وَإِنْ(١٤) كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمْ يَسْتَخْلِفْ فِي عِلْمِهِ(١٥) أَحَداً ، فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ(١٦) فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ‌

__________________

(١) والمعنى : هل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله علم من غير تينك الجهتين؟ فقوله : « يأتيه » عطف على المنفيّ ، أي يعلمه. ومعنى قوله : « لا » أي ليس لعلمه طريق ثالث ، بل طريقه منحصر في الوحي ، إمّا في ليلة القدر أو غيرها.

(٢) يجوز فيه المبنيّ للفاعل كما يظهر منمرآة العقول .

(٣) في الوسائل : « قل لهم هل » بدل « فقل لهم فهل ».

(٤) في « ف » : « يحكم ».

(٥) في « ف » : + « الذي ». وهو ممّا لابدّ منه إن كان « حكم الله » موصوفاً لا ذا الحال. وفي الوسائل : - « الله ».

(٦) آل عمران (٣) : ٧.

(٧) في الوسائل : « من ذاك » بدل « فمن هو ذاك ».

(٨) في الوسائل : « ذاك ».

(٩) في « ف » : + « لهم ».

(١٠) في « ج ، ف » : + « رسول الله ».

(١١) في « ف » : + « لهم ».

(١٢) في « بح » : « فإنّ ».

(١٣) في « ب ، بف » : - « و ».

(١٤) في البحار ، ج ٢٥ : « فإن ».

(١٥) في الوسائل : - « في علمه ».

(١٦) في « ف » : « ممّن ».

٦٠٧

يَكُونُ بَعْدَهُ.

فَإِنْ قَالُوا لَكَ : فَإِنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقُلْ :( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) (١) إِلى قَوْلِهِ :( إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ ) (٢) .

فَإِنْ قَالُوا لَكَ : لَايُرْسِلُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا إِلى نَبِيٍّ ، فَقُلْ : هذَا الْأَمْرُ الْحَكِيمُ - الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ - هُوَ(٣) مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ الَّتِي تَنْزِلُ(٤) مِنْ سَمَاءٍ(٥) إِلى سَمَاءٍ ، أَوْ(٦) مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ(٧) ؟

فَإِنْ(٨) قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى سَمَاءٍ ، فَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ أَحَدٌ يَرْجِعُ مِنْ طَاعَةٍ إِلى مَعْصِيَةٍ(٩) ، فَإِنْ(١٠) قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ ، وَأَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ الْخَلْقِ إِلى ذلِكَ ، فَقُلْ(١١) : فَهَلْ(١٢) لَهُمْ بُدٌّ مِنْ سَيِّدٍ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهِ؟ فَإِنْ قَالُوا : فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ هُوَ حَكَمُهُمْ(١٣) ، فَقُلْ :( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) إِلى قَوْلِهِ( خالِدُونَ ) (١٤) لَعَمْرِي(١٥) ،

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٢٥. وفي المطبوع : + « [( إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيهَا ) ] ».

(٢) الدخان (٤٤) : ١ - ٥.

(٣) في « ب » : - « هو ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « بح » : « الذي ينزل ». والروح ممّا يذكّر ويؤنّث. وفي المطبوع : « تنزّل » ، أي تتنزّل ، بحذف إحدى التاءين.

(٥) في حاشية « ض » : « السماء ».

(٦) في « ف » : « و ».

(٧) في « ج ، ف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « الأرض ». وفيشرح المازندراني : « الجملة خبريّة بمعنى الاستفهام ». (٨) في « بح » : « وإن ».

(٩) في « ف ، بح ، بر » : « من طاعته إلى معصيته ».

(١٠) كذا ؛ والسياق يقتضي « وإن ».

(١١) في « ف » : + « لهم ».

(١٢) في « ب » : « هل ».

(١٣) « الحكم » بالتحريك : الحاكم ، وهو القاضي.النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٨ ( حكم ).

(١٤) البقرة (٢) : ٢٥٧.

(١٥) « العَمْرُ » و « العُمْرُ » ، هما وإن كانا مصدرين بمعنى ، إلّا أنّه استعمل في القسم أحدهما ، وهو المفتوح وهو القسم بالحياة. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٦ ( عمر ).

٦٠٨

مَا فِي الْأَرْضِ وَلَا(١) فِي السَّمَاءِ وَلِيٌّ لِلّهِ(٢) - عَزَّ ذِكْرُهُ(٣) - إِلَّا وَهُوَ مُؤَيَّدٌ(٤) ، وَمَنْ أُيِّدَ لَمْ يُخْطِ(٥) ؛ وَمَا فِي الْأَرْضِ عَدُوٌّ لِلّهِ(٦) - عَزَّ ذِكْرُهُ(٧) - إِلَّا وَهُوَ مَخْذُولٌ(٨) ، وَمَنْ خُذِلَ لَمْ يُصِبْ ، كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ لَابُدَّ مِنْ تَنْزِيلِهِ مِنَ السَّمَاءِ يَحْكُمُ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ ، كَذلِكَ(٩) لَابُدَّ مِنْ وَالٍ.

فَإِنْ قَالُوا : لَانَعْرِفُ هذَا ، فَقُلْ لَهُمْ(١٠) : قُولُوا مَا أَحْبَبْتُمْ ، أَبَى اللهُ(١١) بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يَتْرُكَ الْعِبَادَ وَلَاحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : ثُمَّ وَقَفَ(١٢) ، فَقَالَ : هَاهُنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ بَابٌ غَامِضٌ(١٣) ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَالُوا : حُجَّةُ اللهِ الْقُرْآنُ؟ قَالَ : إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِنَاطِقٍ يَأْمُرُ وَيَنْهى(١٤) ، وَلكِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ يَأْمُرُونَ وَيَنْهَوْنَ.

__________________

(١) في « ف » : « وما ».

(٢) في « ف » : « الله ».

(٣) في « ج » : « عزّ وجلّ ». وفي « بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».

(٤) « مُؤَيَّدٌ » ، أي مُقَوَّى ، من الأيْد بمعنى القوّة ، يقال : آدَ الرجلُ يئيدُ أيْداً : اشتدّ وقوي ، وتقول منه : أيّدتُه تأييداً ، أي قوّيته. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ( أيد ).

(٥) في « ج » : « لم يخطئ » ، وهو الأصل ، فقلبت الهمزة ياءً ثمّ سقطت الياء بالجازم.

(٦) في « ف » : « الله ».

(٧) في « ألف ، بف » : « عزّ وجلّ ». وفي « ب ، ف ، بح ، بر ، بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».

(٨) « مَخْذُول » ، من خَذَلَهُ يَخْذُلُه خِذْلاناً ، أي ترك عَوْنَهُ ونُصْرَتَهُ.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٣ ( خذل ).

(٩) في الوافي : + « و ».

(١٠) في « بس ، بف » والوافي : - « لهم ».

(١١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي « بر » والمطبوع : + « عزّ وجلّ».

(١٢) فيمرآة العقول : « قال : ثمّ وقف ، أي ترك أبي الكلام ؛ فقال ، أي إلياس. وقيل : ضمير وقف أيضاً لإلياس ، أي‌قام تعظيماً. والأوّل أظهر ».

(١٣) الغامِضُ من الكلام خلافُ الواضح. قال المجلسي فيمرآة العقول : « باب غامض ، أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر عند إرادة النبيّ الوصيّة : حسبنا كتاب الله. وقيل : الغامض بمعنى السائر المشهور ، من قولهم : غمض في الأرض ، إذا ذهب وسار ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٨ ( غمض ).

(١٤) في « بر » : « بأمر ونهي ».

٦٠٩

وَأَقُولَ : قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِيبَةٌ(١) مَا هِيَ فِي السُّنَّةِ وَالْحُكْمِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، وَلَيْسَتْ فِي الْقُرْآنِ ، أَبَى اللهُ - لِعِلْمِهِ بِتِلْكَ الْفِتْنَةِ - أَنْ تَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ(٢) رَادٌّ لَهَا وَمُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا.

فَقَالَ : هَاهُنَا تَفْلُجُونَ(٣) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - قَدْ عَلِمَ بِمَا يُصِيبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ، أَوْ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّينِ أَوْ غَيْرِهِ ، فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِيلاً(٤) .

قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : هَلْ تَدْرِي(٥) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، دَلِيلُهُ(٦) مَا هُوَ(٧) ؟

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : نَعَمْ ، فِيهِ جُمَلُ الْحُدُودِ ، وَتَفْسِيرُهَا عِنْدَ الْحَكَمِ(٨) ، فَقَالَ(٩) : أَبَى اللهُ أَنْ يُصِيبَ عَبْداً بِمُصِيبَةٍ فِي دِينِهِ أَوْ فِي(١٠) نَفْسِهِ أَوْ(١١) مَالِهِ لَيْسَ فِي أَرْضِهِ مَنْ(١٢) حُكْمُهُ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِي تِلْكَ الْمُصِيبَةِ.

__________________

(١) فيالوافي : « المصيبة » أي قضيّة مشكلة ومسألة معضلة.

(٢) فيشرح المازندراني : « الحكم ، إمّا بالتحريك ، أو بضمّ الحاء وسكون الكاف. والضمير راجع إلى الله ».

(٣) في « بر » : « تُفْلِجُون ». وفي البحار ، ج ٢٥ : « يفلجون ».

(٤) في « ف » : + « عليه ».

(٥) في حاشية « ض » : « أتدري ».

(٦) هكذا في « ف ». وجملة « دليله ما هو » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعول « تدري ». وفي « بر » : « دليلك ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « دليل ». (٧) في « ض » والبحار ، ج ٢٥ : « فقال ».

(٨) هكذا في « ض ، بف » أي بالتحريك وليس في غيرهما ما ينافيه ، وهو الذي يقتضيه المقام ، واختاره الفيض‌فيالوافي وقال : « الحكَم ، بفتح الكاف يعني الحجّة ». وهو الظاهر من كلام المازندراني في شرحه ، حيث قال : « وتفسيرها عند الحاكم العالم بمعانيه ». وفي « بح » : « الحكيم ».

(٩) في « ب ، ف ، بح ، بف » وحاشية « ج ، ض ، بر » والوافي والبحار ، ج ٢٥ : « فقد ».

(١٠) في « بس » : - « في ».

(١١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار ، ج ٢٥. وفي « ألف » والمطبوع : + « في ».

(١٢) هكذا في « ب ، ف ، بر ، بس » أي بفتح الميم ، وليس في غيرها ما ينافيه. وفيالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١ : لفظة « من » في « من حكمه » إمّا اسم موصول ، فتكون اسم ليس ؛ أو حرف جرّ ، فتكون صلة للخروج الذي يتضمّنه معنى القضاء في قاضٍ ، أي قاضٍ خارج من حكمه بالصواب. وراجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧١.

٦١٠

قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : أَمَّا فِي هذَا الْبَابِ ، فَقَدْ فَلَجْتَهُمْ(١) بِحُجَّةٍ إِلَّا أَنْ يَفْتَرِيَ خَصْمُكُمْ عَلَى اللهِ ، فَيَقُولَ : لَيْسَ لِلّهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - حُجَّةٌ.

وَلكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِيرِ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) : مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام (٢) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (٣) قَالَ : فِي أَبِي فُلَانٍ وَأَصْحَابِهِ(٤) ، وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ ، وَوَاحِدَةٌ مُؤَخِّرَةٌ(٥) ؛ لَا تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام (٦) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ ، فَلَمْ أَرَهُ ».(٧)

٦٤٦/ ٢. وَ(٨) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا(٩)

__________________

(١) في الوافي والبحار ، ج ٢٥ : « فلجتم ».

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « عليّ به ». وقوله : ممّا خصّ به عليّعليه‌السلام ، من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ، بتقدير قال ، كأنّه سقط من النسّاخ. أو من كلام إلياس. راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٢.

(٣) الحديد (٥٧) : ٢٣. وفي « ف » : + « من الفتنة ».

(٤) في البحار ، ج ٢٥ : « ولكن أخبرني عن تفسير( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَآءَاتَاكُمْ ) قال : في أبي فلان وأصحابه » بدل « ولكن أخبرني - إلى - وأصحابه ».

(٥) في « بج ، بس ، بو ، جل » : + « و ».

(٦) في الوافي : « عليّعليه‌السلام به » بدل « به عليّعليه‌السلام ».

(٧)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، من قوله : « أخبرني عن تفسير :( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) .الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢ ، ح ٤٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ، من قوله : « فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الله » إلى قوله : « في أصلاب الرجال عمّن يكون بعده » ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٩٧ ، ح ٤ ؛ وج ٢٥ ، ص ٧٤ ، ح ٦٤ ؛ وج ٤٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٤ ؛ وج ٥٢ ، ح ٣٧١ ، ح ١٦٣.

(٨) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : - « و ». ثمّ إنّ السند معلّق على ما قبله ، ويروي الكليني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بالسندين المذكورين في ح ١. يدلّ على ذلك ما يأتي في سندي الحديثين : الثالث والرابع من عبارة : « وبهذا الإسناد ».

(٩) في « ض ، بر » : « إذ ».

٦١١

اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ(١) دُمُوعاً(٢) ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِي؟ قَالَ : فَقَالُوا : لَا ، قَالَ : زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) (٣) ، فَقُلْتُ لَهُ(٤) : هَلْ رَأَيْتَ الْمَلَائِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، تُخْبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَقُولُ :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) (٥) وَقَدْ دَخَلَ فِي هذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ ، فَاسْتَضْحَكْتُ.

ثُمَّ قُلْتُ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَنْشُدُكَ اللهَ(٦) هَلْ فِي حُكْمِ اللهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - اخْتِلَافٌ؟ قَالَ : فَقَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : مَا تَرى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً أَصَابِعَهُ بِالسَّيْفِ حَتّى سَقَطَتْ ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَتى رَجُلٌ آخَرُ ، فَأَطَارَ كَفَّهُ ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ قَاضٍ ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ(٧) ؟

قَالَ(٨) : أَقُولُ لِهذَا الْقَاطِعِ : أَعْطِهِ دِيَةَ كَفِّهِ(٩) ، وَأَقُولُ لِهذَا الْمَقْطُوعِ(١٠) : صَالِحْهُ عَلى(١١) مَا شِئْتَ ، وَابْعَثْ(١٢) بِهِ إِلى ذَوَيْ عَدْلٍ.

قُلْتُ : جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِي حُكْمِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَنَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، أَبَى اللهُ‌

__________________

(١) « اغْرَوْرَقَتْ عيناه » ، أي غَرِقَتا بالدموع. وهو افْعَوْعَلَتْ من الغَرَق.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦١ ( غرق ).

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٤ : « ودُمُوعاً ، تميز ، وقيل : هو مصدر دَمَعَتْ عينه ، كمنع إذا ظهر منه الدمع ، وهو مفعول له ، أو جمع دَمْع بالفتح وهو ماء العين ، فهو بتقدير مِنْ ، مثل : الحوضُ ملآن ماءً ، أو هو مفعول فيه ». (٣) فصّلت (٤١) : ٣٠ ؛ الأحقاف (٤٦) : ١٣.

(٤) في البحار ، ج ٤٢ : - « له ».

(٥) الحجرات (٤٩) : ١٠.

(٦) يقال : نَشَدْتُك اللهَ ، وأنْشُدُك اللهَ وبالله ، ناشدتُك اللهَ وبالله ، أي سألتك وأقسمتُ عليك ، أي سألتك به مُقْسِماًعليك. ويقال : نَشَدْتُ فلاناً أنْشُدُه نَشداً ، إذا قلت له : نَشَدْتك اللهَ ، أي سألتك بالله كأنّك ذَكّرتَهُ إيّاه فنشد ، أي تذكّر. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ ( نشد ).

(٧) في « ف ، بر ، بف » والبحار ، ج ٢٥ ، ٤٢ : + « به ».

(٨) في حاشية « ف » : « فقال ».

(٩) في « ألف » : « الكفّ ».

(١٠) في « ف » : + « أصابعه ».

(١١) في « ف » : - « على ».

(١٢) في « ض ، بر » : « وأبْعَثُ ». والمقام يقتضي أن يكون العاطف « أو ». والمعنى هو التخيير بين الصلح وأخذ الأرش.

٦١٢

- عَزَّ ذِكْرُهُ - أَنْ يُحْدِثَ فِي خَلْقِهِ شَيْئاً مِنَ الْحُدُودِ(١) لَيْسَ(٢) تَفْسِيرُهُ فِي الْأَرْضِ ؛ اقْطَعْ(٣) قَاطِعَ الْكَفِّ أَصْلاً ، ثُمَّ أَعْطِهِ دِيَةَ الْأَصَابِعِ ، هكَذَا(٤) حُكْمُ اللهِ لَيْلَةً يَنْزِلُ(٥) فِيهَا أَمْرُهُ ، إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَدْخَلَكَ اللهُ النَّارَ ، كَمَا أَعْمى بَصَرَكَ يَوْمَ جَحَدْتَهَا(٦) عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ(٧) : فَلِذلِكَ عَمِيَ بَصَرِي(٨) ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ بِذلِكَ؟ فَوَ اللهِ(٩) ، إِنْ عَمِيَ بَصَرُهُ(١٠) إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ(١١) جَنَاحِ الْمَلَكِ ، قَالَ(١٢) : فَاسْتَضْحَكْتُ ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ يَوْمَهُ ذلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ.

ثُمَّ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلِ أَمْسِ ، قَالَ لَكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَإِنَّهُ(١٣) يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ(١٤) أَمْرُ(١٥) السَّنَةِ ، وَإِنَّ لِذلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقُلْتَ : مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ : أَنَا وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ‌

__________________

(١) في « بح » : « الحدّ ».

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر » والوافي. والجملة صفة « شيئاً ». وفي « ج ، بح » والبحار ، ج ٢٥ و ٤٢ : « فليس ». وفي « بس ، بف » والمطبوع : « وليس ».

(٣) في « ب » : « فاقطع ». وفي الكافي ، ح ١٤٢٩١ والتهذيب : + « يد ».

(٤) في « ب ، ج ، بح ، بس » وحاشية « ف ، بر » والكافي ، ح ١٤٢٩١ والتهذيب : « هذا ».

(٥) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس » والوافي. وفي « ج » : « ينزّل ». وفي « بر » والمطبوع وشرح المازندراني : « تنزَّل ». وفي « بف » : « نزل ». (٦) في « بر » : + « على ».

(٧) في « بر » : « فقال ».

(٨) قال المجلسي فيمرآة العقول : « قوله : فلذلك عمي بصري » ، الظاهر أنّ هذا تصديق واعتراف منه بذلك كما يدلّ ما سيأتي ، لا استفهام إنكار كما يتراءى من ظاهره ».

(٩) قال الفيض فيالوافي : « فوالله ، من كلام الصادقعليه‌السلام ، معترض » ، وقال المجلسي في مرآة العقول : « قوله : فو الله ، من كلام الباقرعليه‌السلام ، وإنْ نافية ، وقائل فاستضحكتُ أيضاً الباقرعليه‌السلام ».

(١٠) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٢٥. وفي المطبوع : « بصري ».

(١١) « الصَفْقَةُ » : مرّة من التصفيق باليد ، وهو التصويت بها. والصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، يقال : صَفَق له بالبيع والبيعة صَفْقاً ، أي ضرب يده على يده. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٧ ( صفق ).

(١٢) في « ب ، بح ، بس » : - « قال ».

(١٣) في « ف » : « وإنّها ».

(١٤) في « بر » : « الليل ».

(١٥) في البحار ، ج ٤٦ : + « تلك ».

٦١٣

صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ(١) ، فَقُلْتَ : لَا أَرَاهَا كَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَتَبَدّى لَكَ(٢) الْمَلَكُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ(٣) ، فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَبْدَ اللهِ ، رَأَتْ(٤) عَيْنَايَ الَّذِي حَدَّثَكَ بِهِ عَلِيٌّ - وَلَمْ تَرَهُ عَيْنَاهُ ، وَلكِنْ وَعى قَلْبُهُ(٥) ، وَوُقِرَ(٦) فِي سَمْعِهِ - ثُمَّ صَفَقَكَ(٧) بِجَنَاحِهِ(٨) فَعَمِيتَ.

قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْ‌ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ(٩) ، فَقُلْتُ لَهُ : فَهَلْ(١٠) حَكَمَ اللهُ فِي حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَيْنِ؟ قَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : هَاهُنَا هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ».(١١)

__________________

(١) فيشرح المازندرانى ، ج ٦ ، ص ٥ : « قوله : أئمّة محدّثون ، خبر لقوله : أنا وأحد عشر من صلبي ، أو حال عنه‌وهو خبر مبتدأ محذوف وهو « هُمْ » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نحن أئمّة ».

(٢) « فتبدّى لك » ، أي ظهر لك. تبدّى في اللغة بمعنى أقام بالبادية ، نعم جاء في بعض كتب اللغة الحديثة بمعنى ظهر. راجع :المعجم الوسيط ، ص ٤٤ ( بدا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٦.

(٣) في « بس ، بف » : « تحدّثه ».

(٤) في البحار ، ج ٢٥ : « رأيت ».

(٥) « وَعَى قَلْبُهُ » ، أي حفظ ما أُلقي إليه. يقال : وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْياً فأنا واع ، إذا حَفِظْتَه وفَهِمْتَه ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(٦) في « ض ، و ، بح ، بر » : « وقّر ». و « وَقَرَ » كوَعَدَ بمعنى ثبت وسكن ، على ما في الشروح. وفي اللغة : وَقَرَ في القلب ، أي سكن فيه وثبت ، من الوَقار بمعنى الحِلْم والرَزانة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ( وقر ).

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « صفّقك ». وفي حاشية « ج » : « خفقك » وقال الجوهري : الصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، وكذلك التصفيق ، يقال : صَفَقَتْهُ الريحُ وصَفَّقَتْه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٧ ( صفق ). (٨) في حاشية « ج » والبحار ، ج ٢٥ ، ٤٢ : « بجناحيه ».

(٩) في الوافي : « كأنّه نفى [ ابن عبّاس ] بهذا الكلام أن يكون في الاُمّة من علم حكم المختلف فيه ؛ فاحتجّعليه‌السلام بأنّه إذاكان الحكم مردوداً إلى الله ، وليس عند الله في الواقع إلّاحكم واحد ، فكيف يحكمون تارة بأمر وتارة بآخر ، وهل هذا إلّا مخالفة لله‌سبحانه في أحد الحكمين ، التي هي سبب الهلاك والإهلاك ».

(١٠) في « ف » : + « عليك ».

(١١)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهمعليهم‌السلام ، ح ١٣٩٨. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٦٠ ، ح ٣ ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من رجاله ، عن أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام وفيهما من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون ».الكافي ، كتاب الديات ، باب نادر ، =

٦١٤

٦٤٧/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(١) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ :( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢) يَقُولُ : يَنْزِلُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ(٣) . وَالْمُحْكَمُ لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ وَاحِدٌ ، فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَرَأى أَنَّهُ مُصِيبٌ ، فَقَدْ حَكَمَ(٤) بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ(٥) ؛ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلى وَلِيِّ الْأَمْرِ تَفْسِيرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً ، يُؤْمَرُ فِيهَا فِي أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَفِي أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَإِنَّهُ لَيَحْدُثُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ سِوى ذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِلْمُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الْخَاصُّ وَالْمَكْنُونُ الْعَجِيبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ». ثُمَّ قَرَأَ :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ

__________________

= ح ١٤٢٩١ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش.التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٠٨٢ ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفيهما من قوله : « يابن عبّاس أُنشدك » إلى قوله : « هكذا حكم الله ». وفيالخصال ، ص ٤٧٩ ، باب الاثني عشر ، ح ٤٧ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٠٤ ، ح ١٩ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٢٠ ، بسندها عن محمّد بن يحيى. وفيالغيبة للطوسي ، ص ١٤١ ، ح ١٠٦ ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون » وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٧١١.الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٣ ، ح ٤٨٤ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٧٢ ، ح ٣٥٣٩٩ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧٨ ، ح ٦٥ ؛ وج ٤٢ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٧.

(١) إشارة إلى السند المتقدّم في ح ١ ، والناقل عن أبي جعفر الظاهرِ في أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، هو أبو جعفر الثانيعليه‌السلام . (٢) الدخان (٤٤) : ٤.

(٣) قال ابن الأثير : « الحَكِيمُ ، هو الـمُحْكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مُفْعَل ، احْكِمَ فهو مُحْكَمٌ ». وقال المجلسي : « الحكيم فعيل بمعنى المفعول ، أي المعلوم اليقيني ، من حَكَمَهُ كنصره : إذا أتقنه ومنعه عن الفساد ، كأحكمه ». راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٩ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٩ ( حكم ).

(٤) في « بس » : + « فيه ».

(٥) « الطاغوت » : الكاهن ، والشيطان ، وكلّ رأس ضلال ، وكلّ معبود من دون الله تعالى ، أو صَدَّ عن عبادة الله ، أو اُطيع بغير أمر الله ، وكلّ متعدٍّ ؛ من الطُغيان بمعنى تجاوز الحدّ في العصيان. وأصله طَغَوُوت ، ولكن قُلِبَ لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة ، ثمّ قُلِبَ الواو ألفاً لتحرّكه وانفتاح ما قبله. راجع :المفردات للراغب ، ص ٥٢٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٣ ( طغا ).

٦١٥

اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) .(٢)

٦٤٨/ ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صَدَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْزَلَ اللهُ(٤) الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (٥) قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَا أَدْرِي(٦) .

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، قَالَ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : وَهَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : لِأَنَّهَا( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (٧) ( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وَإِذَا أَذِنَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِشَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ رَضِيَهُ.

( سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (٨) يَقُولُ : تُسَلِّمُ(٩) عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، مَلَائِكَتِي وَرُوحِي بِسَلَامِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ :( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ (١٠) الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (١١) فِي( إِنّا أَنْزَلْناهُ (١٢) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، وَقَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ( وَما مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

__________________

(١) لقمان (٣١) : ٢٧.

(٢)الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٥ ، ح ٤٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ، وفيه قطعة منه ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ١٨٣ ، ح ٢٢ ، من قوله : « إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر » ؛ وج ٢٥ ، ص ٧٩ ، ح ٦٦.

(٣) إشارة إلى السند المذكور في ح ١.

(٤) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : - « الله ».

(٥) في « بف » : -( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) .

(٦) في « ف » : « ما أدري ».

(٧) هكذا في « بج ، جه ، بر » وحاشية « بح » والقرآن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تنزّل فيها الملائكة والروح ».

(٨) القدر (٩٧) : ١ - ٥.

(٩) في « بح » والبحار : « يسلّم ».

(١٠) فيمرآة العقول : « أقول : فيها قراءتان : إحدهما : « لاتُصِيبَنَّ » وهي المشهورة ، والاُخرى « لَتصيبنّ » باللام‌المفتوحة فما ذكرهعليه‌السلام [ أي قولهعليه‌السلام : فهذه فتنة أصابتهم خاصّة ] شديد الانطباق على القراءة الثانية ».

(١١) الأنفال (٨) : ٢٥.

(١٢) فيشرح المازندراني : « قوله : في إنّا أنزلناه ، ظرف للظلم المستفاد من ظلموا ».

٦١٦

أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ ) (١) .

يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْأُولى : إِنَّ مُحَمَّداً حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَضَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فَهذِهِ فِتْنَةٌ(٢) أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً ، وَبِهَا ارْتَدُّوا(٣) عَلى أَعْقَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا : لَمْ تَذْهَبْ(٤) ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهَا أَمْرٌ ، وَإِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ ».(٥)

٦٤٩/ ٥. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ(٧) : اجْتَمَعَ(٨) التَّيْمِيُّ(٩) وَالْعَدَوِيُّ(١٠) عِنْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَهُوَ يَقْرَأُ( إِنّا أَنْزَلْنَاهُ ) بِتَخَشُّعٍ وَبُكَاءٍ(١١) ، فَيَقُولَانِ : مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهذِهِ السُّورَةِ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لِمَا رَأَتْ عَيْنِي ، وَوَعى قَلْبِي(١٢) ،

__________________

(١) آل عمران (٣) : ١٤٤.

(٢) في « ج » : - « فتنة ». و « الفِتْنَةُ » : الضلال والإثم ، يقال : فَتَنَتْهُ الدنيا ، أي أضلّته عن طريق الحقّ ، والفاتن : المضلّ‌عن الحقّ. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣١٨ ( فتن ).

(٣) قال الجوهري : الارتداد : الرجوع ، ومنه الـمُرتَدّ.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٣ ( ردد ).

(٤) في « ف » والبحار : « لم يذهب ».

(٥)الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٧ ، ح ٤٨٦ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٠ ، ح ٦٧.

(٦) في « ف » : « بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ». والسند معلّق ، ويروي الكليني بكلا سنديه المتقدّمين في ح ١ ، عن‌أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٧) في « ج » : « يقول كثيراً ». وفي « بر » : « يقول كثيراً ما ». وفي « بس ، بف » : « كثيراً يقول ».

(٨) هكذا في « ألف ، ج ، بح ، بر » والوافي. وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما اجتمع ». وفيشرح المازندراني : « وما زائدة للمبالغة ».

(٩) « التَيْمِيُّ » : نسبة إلى تَيْم في قريش ، رهط أبي بكر ، وهو تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فِهْر بن‌مالك بن النَضْر.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٩ ( تيم ).

(١٠) في « ب ، ف » : « العدوي والتميمي ». و « العَدَوِيُّ » : نسبة إلى عَدِيّ من قريش ، رهط عمر بن الخطّاب ، وهو عَدِيُّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النَضْر. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٢ ( علا ).

(١١) في « ف » : « ويتخشّع ويبكي ».

(١٢) « وَعَى قلبي » ، أي حفظ ما اُوحي إليه ، يقال : وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْياً فأنا واع ، إذا حفظتَه وفهمتَه ، وفلان =

٦١٧

وَلِمَا يَرى قَلْبُ هذَا مِنْ بَعْدِي.

فَيَقُولَانِ : وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ وَمَا الَّذِي يَرى؟

قَالَ : فَيَكْتُبُ لَهُمَا فِي التُّرَابِ :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ(١) : هَلْ بَقِيَ شَيْ‌ءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كُلِّ أَمْرٍ ) ؟ فَيَقُولَانِ : لَا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَيْهِ بِذلِكَ؟ فَيَقُولَانِ : أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ.

فَيَقُولُ : هَلْ تَكُونُ(٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِي؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ(٣) : فَيَقُولُ : فَهَلْ(٤) يَنْزِلُ ذلِكَ الْأَمْرُ فِيهَا؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : إِلى مَنْ؟ فَيَقُولَانِ : لَانَدْرِي ، فَيَأْخُذُ بِرَأْسِي وَيَقُولُ(٥) : إِنْ لَمْ تَدْرِيَا فَادْرِيَا ، هُوَ هذَا مِنْ بَعْدِي.

قَالَ : فَإِنْ(٦) كَانَا لَيَعْرِفَانِ(٧) تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ شِدَّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا(٨) مِنَ الرُّعْبِ ».(٩)

٦٥٠/ ٦. وَ(١٠) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(١١) : « يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِسُورَةِ‌

__________________

= أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(١) في « ف ، بر » : « قال ».

(٢) في « ب ، بح ، بس » : « يكون ».

(٣) في « ب » : - « قال ».

(٤) في « بح » : « هل ».

(٥) في الوافي والبصائر : « فيقول ».

(٦) « إنْ » مخفّفة من المثقّلة ، يلزمها اللام للفرق بينها وبين النافية ، ويجوز إبطال عملها وإدخالها على كان ونحوه ، وضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد في الخبر ؛ يعني فإنّ الشأن أنّهما كانا ليعرفان ألبتّة تلك الليلة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لشدّة الرعب الذي تداخلهما فيه. والرعب إمّا لإخبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بنزول الملائكة ، أو بمحض النزول بالخاصّيّة ، أو بإلقاء الله سبحانه الرعب في قلوبهم لإتمام الحجّة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١١ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٧.

(٧) في البصائر : « يفرقان ».

(٨) في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بس » وحاشية بدرالدين : « تداخلهما ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦ ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٩ ، ح ٤٨٧ ؛البحار ، ج ٩٧ ، ص ٢١ ، ح ٤٧.

(١٠) السند معلّق على ح ١ ، كما لايخفى.

(١١) في البحار : « أنّه قال ».

٦١٨

( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) (١) تَفْلُجُوا(٢) ، فَوَ اللهِ ، إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ ، وَإِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا(٣) .

يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِـ( حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ ) (٤) فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى(٥) :( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) »(٦) .

قِيلَ(٧) : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، نَذِيرُهَا مُحَمَّدٌ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ(٩) : « صَدَقْتَ ، فَهَلْ كَانَ نَذِيرٌ - وَهُوَ حَيٌّ - مِنَ الْبَعَثَةِ(١٠) فِي‌أَقْطَارِ(١١) الْأَرْضِ؟ » فَقَالَ السَّائِلُ : لَا ، قَالَ(١٢) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « أَرَأَيْتَ(١٣) بَعِيثَهُ ، أَلَيْسَ(١٤) نَذِيرَهُ ، كَمَا أَنَّ(١٥) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي(١٦) بِعْثَتِهِ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - نَذِيرٌ؟ » فَقَالَ(١٧) : بَلى ، قَالَ : « فَكَذلِكَ لَمْ يَمُتْ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا وَلَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ ».

قَالَ(١٨) : « فَإِنْ قُلْتُ : لَا ، فَقَدْ ضَيَّعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ‌

__________________

(١) في « ض » والبحار : + «( فِى لَيْلَةٍ الْقَدْر ) ».

(٢) في « ف » : « تفلحوا ». و « تَفْلُجُوا » ، أي تظفروا وتفوزوا ، من الفَلْج بمعنى الفوز والظفر ، يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه إذا غلبه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

(٣) فيالوافي : « لسيّدة دينكم » يعني لسيّدة حجج دينكم. « لغاية علمنا » أي نهاية ما يحصل لنا من العلم ؛ لكشفها عن ليلة القدر التي تحصل لنا فيما غرائب العلم ومكنوناته. وفي بعض النسخ : « غاية ما علمنا ».

(٤) الدخان (٤٤) : ١ - ٣. في البحار : - «( إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) ».

(٥) في البحار : « إنّ الله تبارك وتعالى يقول » بدل « يقول الله تبارك وتعالى ».

(٦) فاطر (٣٥) : ٢٤.

(٧) في البحار : « فقيل ».

(٨) في البحار : « نذير هذه الاُمّة محمّد ».

(٩) في « ب ، ج ، بح ، بر » والوافي : « فقال ».

(١٠) « البعثة » هي بكسر الباء وسكون العين مصدر ، أي من جهة بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه إلى أقطار الأرض. أو بفتحهما ، جمع « بعيث » بمعنى المبعوث. راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٨.

(١١) « الأقطار » : جمع القُطر ، وهو الجانب والناحية. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قطر ).

(١٢) في البحار : « فقال ».

(١٣) في البحار : + « أن ».

(١٤) في « بر » وحاشية « ف » والبحار : « ليس » بدون همزة الاستفهام.

(١٥) في « بس » : « كان ».

(١٦) في « ج » : + « يوم ».

(١٧) في « ب » : « قال ».

(١٨) في البحار : - « قال ».

٦١٩

أُمَّتِهِ ». قَالَ : وَمَا يَكْفِيهِمُ(١) الْقُرْآنُ؟ قَالَ : « بَلى ، إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً(٢) ». قَالَ : وَمَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قَالَ : « بَلى(٣) ، قَدْ(٤) فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَفَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذلِكَ الرَّجُلِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كَأَنَّ(٥) هذَا أَمْرٌ(٦) خَاصٌّ لَايَحْتَمِلُهُ(٧) الْعَامَّةُ؟ قَالَ(٨) : « أَبَى اللهُ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتّى يَأْتِيَ إِبَّانُ أَجَلِهِ(٩) الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ دِينُهُ ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَعَ خَدِيجَةَ مُسْتَتِراً(١٠) حَتّى أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ ».

قَالَ السَّائِلُ : يَنْبَغِي(١١) لِصَاحِبِ هذَا الدِّينِ أَنْ يَكْتُمَ؟ قَالَ : « أَوَمَا كَتَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام يَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى ظَهَرَ(١٢) أَمْرُهُ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « فَكَذلِكَ أَمْرُنَا حَتّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ».(١٣)

٦٥١/ ٧. وَ(١٤) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَقَدْ خَلَقَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْيَا ؛ وَلَقَدْ خَلَقَ فِيهَا أَوَّلَ نَبِيٍّ يَكُونُ ، وَأَوَّلَ وَصِيٍّ يَكُونُ ؛ وَلَقَدْ قَضى أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةٌ يَهْبِطُ فِيهَا بِتَفْسِيرِ الْأُمُورِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ(١٥) ؛ مَنْ(١٦)

__________________

(١) في البحار : « فقال السائل : أولم يكفهم » بدل « قال : وما يكفيهم ».

(٢) في « ج » : « معبّراً ».

(٣) في « ب » : + « و ».

(٤) في البحار : « ولكن ».

(٥) هكذا في « ج ، ض ، و ، بح ، بر » والوافي. ويقتضيه رفع « أمر ». وفي المطبوع : « كان ».

(٦) في البحار : « الأمر ».

(٧) في « ج » : « لا يحمله ».

(٨) في البحار : + « نعم ».

(٩) « إبّان أجله » أي وقت أجله. والنون أصليّة فيكون فِعّالاً. وقيل : هي زائدة ، وهو فِعلان من أبّ الشي‌ء ، إذا تهيّأللذهاب. والأجل : هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ».النهاية ، ج ١ ، ص ١٧ ( أبن ) ؛ وص ٢٦ ( أجل ). (١٠) في « بر » : « لمستتراً ».

(١١) في البحار : « أينبغي ».

(١٢) في البحار : « أظهر ».

(١٣)الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ٤٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧١ ، ح ٦٢.

(١٤) السند معلّق على سند ح ١ ، كما لايخفى.

(١٥) في « ف » : « المستقبلة ».

(١٦) في البحار : « فمن ».

٦٢٠

جَحَدَ ذلِكَ ، فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِلْمَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَايَقُومُ(١) الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ(٢) وَالْمُحَدَّثُونَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ(٣) عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا يَأْتِيهِمْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِي يَأْتِيهِمْ بِهَا(٤) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ».

قُلْتُ(٥) : وَالْمُحَدَّثُونَ أَيْضاً يَأْتِيهِمْ جَبْرَئِيلُ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِعليهم‌السلام ؟

قَالَ : « أَمَّا الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ - فَلَا شَكَّ(٦) ، وَلَابُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ - مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خُلِقَتْ فِيهِ الْأَرْضُ إِلى آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْيَا - أَنْ يَكُونَ(٧) عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ(٨) ، يَنْزِلُ(٩) ذلِكَ(١٠) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلى مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ(١١) .

وَايْمُ اللهِ(١٢) ، لَقَدْ نَزَلَ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ(١٣) بِالْأَمْرِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ عَلى آدَمَ ؛ وَايْمُ اللهِ ، مَا مَاتَ آدَمُ إِلَّا وَلَهُ وَصِيٌّ ، وَكُلُّ مَنْ بَعْدَ آدَمَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ(١٤) أَتَاهُ الْأَمْرُ فِيهَا ، وَوَضَعَ(١٥)

__________________

(١) في « ألف ، بر » : « لا تقوم ».

(٢) في « بف » : « الرسول ».

(٣) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بر » والبحار : « أن يكون ». وفي « ف » : « أن يكونواعليهم‌السلام حجّة ».

(٤) في البحار : « مع ».

(٥) في البحار : « قال : قلت ». وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ قوله : قلت ، كلام الحسن بن العبّاس الراوي ، وضمير قال لأبي جعفرعليه‌السلام ».

(٦) في البحار : + « في ذلك ». وفيالوافي : « لم يتعرّضعليه‌السلام لجواب السائل ، بل أعرض عنه إلى غيره تنبيهاً له على ‌أنّ هذا السؤال غير مهمّ له ، وإنّما المهمّ له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء ليكون حجّة لهم على الأوصياء ليكون حجّة لهم على أهل الأرض ، وأمّا النازل بالأمر هل هو جبرئيل أو غيره ، فليس بمهمّ له. أو أنّه لم ير المصلحة في إظهار ذلك له ؛ لكونه أجنبيّاً ، كما يشعر به قولهعليه‌السلام فيما بعد : ما أنتم بفاعلين ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ج » والمطبوع : « تكون ».

(٨) في مرآة العقول : « وقوله : أن يكون ، أي من أن يكون. و « حجّة » إمّا مرفوع فالعائد مقدّر وإمّا منصوب بكونه خبر « يكون » ، واسمه الضمير الراجع إلى الموصول ».

(٩) في « ألف ، ج ، بر ، بف » : « تنزل ».

(١٠) في البحار : + « الأمر ».

(١١) في البحار : + « وهو الحجّة ».

(١٢) « أيْمُ اللهِ » ، الأصل فيه : أيْمُنُ الله ، وهو اسم وضع للقسم. وللمزيد راجع ما ذكرنا في هامش ح ٦٤٥.

(١٣) في البحار : « الملائكة والروح ».

(١٤) في « بح » : « فقد ».

(١٥) فيالوافي : « وَوَضَع ، أي النبيّ الأمر ؛ أو على البناء للمفعول ؛ أو بالتنوين عوضاً عن المضاف إليه ، عطف =

٦٢١

لِوَصِيِّهِ مِنْ بَعْدِهِ.

وَايْمُ اللهِ ، إِنْ(١) كَانَ النَّبِيُّ لَيُؤْمَرُ فِيمَا يَأْتِيهِ مِنَ الْأَمْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَنْ أَوْصِ إِلى فُلَانٍ ، وَلَقَدْ قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كِتَابِهِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ(٢) بَعْدِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله خَاصَّةً :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) إِلى قَوْلِهِ :( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) (٣) يَقُولُ : أَسْتَخْلِفُكُمْ لِعِلْمِي وَدِينِي وَعِبَادَتِي بَعْدَ نَبِيِّكُمْ كَمَا اسْتَخْلَفَ(٤) وُصَاةَ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ حَتّى يَبْعَثَ النَّبِيَّ الَّذِي يَلِيهِ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) يَقُولُ : يَعْبُدُونَنِي بِإِيمَانٍ لَانَبِيَّ(٥) بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذلِكَ( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) .

فَقَدْ مَكَّنَ(٧) وُلَاةَ الْأَمْرِ بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله بِالْعِلْمِ ، وَنَحْنُ هُمْ ؛ فَاسْأَلُونَا ، فَإِنْ صَدَقْنَاكُمْ فَأَقِرُّوا ، وَمَا أَنْتُمْ بِفَاعِلِينَ ؛ أَمَّا عِلْمُنَا فَظَاهِرٌ ؛ وَأَمَّا إِبَّانُ(٨) أَجَلِنَا - الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ الدِّينُ(٩) مِنَّا حَتّى لَايَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ اخْتِلَافٌ - فَإِنَّ لَهُ أَجَلاً مِنْ مَمَرِّ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ‌

__________________

= على الأمر ».

(١) « إن » مخفّفة عن المثقّلة ، وضمير الشأن فيه مقدّر. وفي البحار : « إنّه كان ليؤمر النبيّ » بدل « إن كان النبيّ ليؤمر ».

(٢) في « ج ، ض » : - « من ».

(٣) النور (٢٤) : ٥٥.

(٤) فيمرآة العقول : « كما استخلف ، بصيغة الغائب المعلوم على الالتفات ؛ أو المجهول ؛ أو بصيغة المتكلّم. وفي‌تأويل الآيات : كما استخلفت ، وهو أظهر ». (٥) في البحار : « أن لا نبيّ ».

(٦) فيالوافي : « بإيمان لا نبيّ بعد محمّد ، يعني أنّ نفي الشرك عبارة عن أن لايعتقد النبوّة في الخليفة الظاهر الغالب أمره. « ومن قال غير ذلك » هذا تفسير لقوله تعالى :( وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) يعني ومن كفر بهذا الوعد بأن قال : إنّ مثل هذا الخليفة لايكون إلّانبيّاً ، ولا نبيّ بعد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهذا الوعد غير صادق أو كفر بهذا الموعود ، بأن قال إذا ظهر أمره : هذا نبيّ ، أو قال : هذا ليس بخليفة ؛ لاعتقاده الملازمة بين الأمرين ، فقولهعليه‌السلام : « غير ذلك » إشارة إلى الأمرين. والسرّ في هذا التفسير أنّ العامة لايعتقدون مرتبة متوسّطة بين مرتبة النبوّة ومرتبة آحاد أهل الإيمان من الرعيّة في العلم اللدنّي بالأحكام ، ولهذا ينكرون إمامة أئمّتناعليهم‌السلام زعماً منهم أنّهم كسائر آحاد الناس ، فإذا سمعوا منهم من غرائب العلم أمراً زعموا أنّهمعليهم‌السلام يدّعون النبوّة لأنفسهم ».

(٧) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ف ، ج ، بح » : « وكّل ».

(٨) راجع ما تقدّم ذيل الحديث السابق.

(٩) في « ف » : « الدين فيه ».

٦٢٢

إِذَا أَتى ظَهَرَ(١) ، وَكَانَ الْأَمْرُ وَاحِداً.

وَايْمُ اللهِ ، لَقَدْ قُضِيَ الْأَمْرُ أَنْ لَايَكُونَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ اخْتِلَافٌ ، وَلِذلِكَ جَعَلَهُمْ(٢) شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ لِيَشْهَدَ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَيْنَا ، وَلِنَشْهَدَ(٣) عَلى شِيعَتِنَا ، وَلِتَشْهَدَ شِيعَتُنَا عَلَى النَّاسِ ، أَبَى(٤) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِهِ اخْتِلَافٌ ، أَوْ بَيْنَ(٥) أَهْلِ عِلْمِهِ تَنَاقُضٌ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « فَضْلُ(٦) إِيمَانِ الْمُؤْمِنِ بِجُمْلَةِ(٧) ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) وَبِتَفْسِيرِهَا(٨) عَلى مَنْ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الْإِيمَانِ بِهَا كَفَضْلِ الْإِنْسَانِ عَلَى الْبَهَائِمِ ، وَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَيَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِينَ بِهَا عَنِ الْجَاحِدِينَ لَهَا فِي الدُّنْيَا - لِكَمَالِ عَذَابِ الْآخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتُوبُ مِنْهُمْ - مَا يَدْفَعُ بِالْمُجَاهِدِينَ عَنِ الْقَاعِدِينَ ، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّ(٩) فِي هذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلَّا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَالْجِوَارَ(١٠) ».(١١)

__________________

(١) في البحار : + « الدين ».

(٢) في البحار : + « الله ».

(٣) في البحار : + « نحن ».

(٤) في « ف » : « وأبى ».

(٥) في « ف » : « وبين ».

(٦) في البحار : « ففضل ».

(٧) هكذا في « ب ، ض ، بر » وحاشية « ج ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « بحمله ».

(٨) في « ب ، ف » : « وتفسيرها ».

(٩) في « ف » وشرح المازندراني والبحار : - « أنّ ». وفيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٩٥ : « ولـمّا ذكر الجهاد هنا وفي‌الآية المشار إليها سابقاً ، وكان مظنّة أن يفهم السائل وجوب الجهاد في زمانهعليه‌السلام مع عدم تحققّ شرائطه مع المخالفين ، أو مع من يخرج من الجاهلين ، أزالعليه‌السلام ذلك التوهّم بقوله « لا أعلم » ، أي هذه الأعمال قائمة مقام الجهاد لمن لم يتمكّن عنه ؛ أو قوله تعالى :( جاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ) [ الحج (٢٢) : ٧٨ ] شاملة لهذه الاُمور أيضاً ».

(١٠) « الجِوار » : أن تعطي الرجلَ ذِمّةً فيكون بها جارك فتُجيره ، وبمعنى المجاورة يقال : جاوره مجاوَرَةً وجِواراً ، أي صار جاره. والمراد به هنا : المحافظة على الذمّة والأمان ، أو قضاء حقّ المجاورة وحسن المعاشرة مع الجار والصبر على أذاه. وقال العلّامة المجلسي : « وقيل : المراد بالجوار مجاورة العلماء وكسب التفقّه في الدين. ولا يخفى بُعده ». راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٢٥ ( جور ).

(١١)الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ٤٨٩ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧٣ ، ح ٦٣.

٦٢٣

٦٥٢/ ٨. قَالَ(١) : وَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، لَاتَغْضَبْ عَلَيَّ ، قَالَ : « لِمَا ذَا؟ » قَالَ : لِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ، قَالَ : « قُلْ ». قَالَ : وَلَاتَغْضَبُ؟ قَالَ : « وَلَا أَغْضَبُ ».

قَالَ : أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَتَنَزُّلِ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ فِيهَا إِلَى الْأَوْصِيَاءِ : يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَدْ عَلِمَهُ ، أَوْ يَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَعْلَمُهُ ، وَقَدْ عَلِمْتُ(٢) أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَاتَ وَلَيْسَ مِنْ عِلْمِهِ شَيْ‌ءٌ إِلَّا وَعَلِيٌّعليه‌السلام لَهُ وَاعٍ(٣) ؟

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَا لِي وَلَكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ؟ وَمَنْ أَدْخَلَكَ عَلَيَّ؟ » قَالَ : أَدْخَلَنِي عَلَيْكَ(٤) الْقَضَاءُ لِطَلَبِ الدِّينِ.

قَالَ : « فَافْهَمْ مَا أَقُولُ لَكَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَمْ يَهْبِطْ حَتّى أَعْلَمَهُ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - عِلْمَ(٥) مَا قَدْ كَانَ وَمَا سَيَكُونُ(٦) ، وَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ عِلْمِهِ ذلِكَ جُمَلاً(٧) يَأْتِي تَفْسِيرُهَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَكَذلِكَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام قَدْ عَلِمَ جُمَلَ الْعِلْمِ ، وَيَأْتِي(٨) تَفْسِيرُهُ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ السَّائِلُ : أَوَمَا كَانَ فِي الْجُمَلِ تَفْسِيرٌ(٩) ؟

قَالَ : « بَلى ، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا يَأْتِي بِالْأَمْرِ مِنَ اللهِ تَعَالى فِي لَيَالِي الْقَدْرِ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِلَى الْأَوْصِيَاءِ : افْعَلْ كَذَا وَكَذَا ، لِأَمْرٍ قَدْ كَانُوا عَلِمُوهُ ، أُمِرُوا كَيْفَ يَعْمَلُونَ فِيهِ ».

__________________

(١) الظاهر رجوع الضمير المستتر في « قال » إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، فيكون السند معلّقاً على السندين المذكورين في أوّل الباب.

(٢) فيمرآة العقول : « وقد علمت ، بصيغة المتكلّم أو الخطاب ».

(٣) « الواعي » : الحافظ والفاهم. تقول : وعيتُ الحديث أعِيه وَعياً فأنَا واعٍ ، إذا حفظتَه وفهمته ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(٤) في البحار ، ج ٢٥ : - « عليك ».

(٥) في « بس ، بف » : - « علم ».

(٦) في « ف » : « قد سيكون ».

(٧) في « بح » : « مجملاً ».

(٨) في « ف » : « وما يأتي ».

(٩) في « ض » : « تفسيرها ».

٦٢٤

قُلْتُ فَسِّرْ لِي هذَا. قَالَ : « لَمْ يَمُتْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا حَافِظاً لِجُمْلَةِ الْعِلْمِ وَتَفْسِيرِهِ ».

قُلْتُ : فَالَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمُ مَا هُوَ؟

قَالَ : « الْأَمْرُ وَالْيُسْرُ فِيمَا كَانَ قَدْ عَلِمَ ».

قَالَ السَّائِلُ : فَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ عِلْمٌ سِوى مَا عَلِمُوا؟

قَالَ : « هذَا مِمَّا(١) أُمِرُوا بِكِتْمَانِهِ ، وَلَايَعْلَمُ تَفْسِيرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».

قَالَ السَّائِلُ : فَهَلْ يَعْلَمُ الْأَوْصِيَاءُ مَا لَايَعْلَمُ(٢) الْأَنْبِيَاءُ؟

قَالَ : « لَا ، وَكَيْفَ يَعْلَمُ وَصِيٌّ غَيْرَ عِلْمِ مَا أُوصِيَ إِلَيْهِ؟! ».

قَالَ السَّائِلُ : فَهَلْ يَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ : إِنَّ أَحَداً مِنَ الْوُصَاةِ(٣) يَعْلَمُ مَا لَايَعْلَمُ(٤) الْآخَرُ؟

قَالَ : « لَا ، لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ إِلَّا وَعِلْمُهُ فِي جَوْفِ وَصِيِّهِ ، وَإِنَّمَا تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِالْحُكْمِ الَّذِي يَحْكُمُ بِهِ بَيْنَ الْعِبَادِ ».

قَالَ السَّائِلُ : وَمَا كَانُوا عَلِمُوا ذلِكَ الْحُكْمَ؟

قَالَ : « بَلى ، قَدْ عَلِمُوهُ(٥) ، وَ(٦) لكِنَّهُمْ لَايَسْتَطِيعُونَ إِمْضَاءَ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ حَتّى يُؤْمَرُوا فِي لَيَالِي الْقَدْرِ كَيْفَ يَصْنَعُونَ إِلَى السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، لَا أَسْتَطِيعُ إِنْكَارَ هذَا(٧) ؟

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ أَنْكَرَهُ فَلَيْسَ مِنَّا(٨) ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، أَرَأَيْتَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله هَلْ كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ شَيْ‌ءٌ لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ(٩) ؟

__________________

(١) في « ب » : « ما ».

(٢) في « ب » والبحار ، ج ٢٥ : « ما يعلم ».

(٣) في البحار ، ج ٢٥ : « الأوصياء ».

(٤) في « ب » : « لا يعلمه ».

(٥) في « ب » : « علموا ».

(٦) في الوافي : - « و ».

(٧) فيمرآة العقول : « لا أستطيع إنكار هذا ، استفهام ، أي هل إنكار ذلك غير مجوّز لي ».

(٨) في حاشية « ض » : + « في شي‌ء ».

(٩) في « ض » : « قد عَلِمه ».

٦٢٥

قَالَ : « لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَسْأَلَ(١) عَنْ هذَا ، أَمَّا عِلْمُ مَا كَانَ وَمَا سَيَكُونُ ، فَلَيْسَ يَمُوتُ نَبِيٌّ وَلَاوَصِيٌّ إِلَّا وَالْوَصِيُّ الَّذِي بَعْدَهُ يَعْلَمُهُ ، أَمَّا هذَا الْعِلْمُ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ ، فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَعَلَا - أَبى أَنْ يُطْلِعَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَيْهِ(٢) إِلَّا أَنْفُسَهُمْ(٣) ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، كَيْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَكُونُ فِي كُلِّ سَنَةٍ؟

قَالَ : « إِذَا أَتى شَهْرُ رَمَضَانَ ، فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، فَإِنَّكَ نَاظِرٌ إِلى تَصْدِيقِ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ ».(٤)

٦٥٣/ ٩. وَ(٥) قَالَ(٦) : قَالَ(٧) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لَمَا تَرَوْنَ(٨) مَنْ بَعَثَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِلشَّقَاءِ(٩) عَلى أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّيَاطِينِ وَأَزْوَاجِهِمْ أَكْثَرُ مِمَّا تَرَوْنَ(١٠) خَلِيفَةَ‌

__________________

(١) في البحار ، ج ٢٥ : « تسألني ».

(٢) في « ب » : + « علمهم ».

(٣) فيمرآة العقول : « إلّا أنفسهم ، بضمّ الفاء ، أي اطّلاع كلّ منهم صاحبه. وربّما يقرأ بفتح الفاء ، أفعل التفضيل من النفيس ، أي خواصّ شيعتهم. وقد مرّ أنّ الأوّل أيضاً يحتمل شموله لخواصّ الشيعة ، فلا حاجة إلى هذا التكلّف ».

(٤)الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٤٨٩ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٠ ، ضمن ح ٦٨ ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٥ ، ح ١٤ ، من قوله : « أرأيت قولك في ليلة القدر » إلى قوله : « قال الأمر واليسر فيما كان قد علم ».

(٥) في « ب » والوافي : - « و ».

(٦) في « ف » والوافي : + « و ». هذا ، والضمير المستتر راجع إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام . وهذا واضح لمن نظر إلى أحاديث الباب السابقة نظرةً سريعة. (٧) في البحار ، ج ٢٥ : - « قال ».

(٨) في حاشية « ألف ، بر » : « لما تزور ». وفي حاشية « ج ، بح » والبحار ، ج ٢٥ وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « لما يزور ». وقوله : « لما ترون » ، اللام المفتوحة لتأكيد الحكم ، أو موطّئة للقسم. و « ما » موصولة مبتدأ ، خبره « أكثر ممّا ترون خليفة الله » ، أي لخليفة الله ، أو مع خليفة الله من الملائكة ، أو أكثر ممّا ترون من بعثه الله تعالى إلى خليفة الله من الملائكة. و « من بَعَثَه » مفعول يرون. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٩ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٩ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٠١. (٩) في الوافي : « بالشقاء ».

(١٠) في « ج » وحاشية « بح » : « يزور ». وفي حاشية « ألف ، بر » : « تزور ». وفي البحار ، ج ٢٥ ، وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « أرواحهم أكثر ممّا أن يزور » بدل « أزواجهم أكثر ممّا ترون ». وفيمرآة العقول : « في بعض النسخ بل أكثرها : ترون ، بالتاء ، فقوله : من بعثه الله ، أي ممّن بعثه الله ، أو بدل « ما ». أو « ما » مصدريّة ، وقوله : خليفة الله ، أي لخليفة =

٦٢٦

اللهِ الَّذِي بَعَثَهُ(١) لِلْعَدْلِ وَالصَّوَابِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ».

قِيلَ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَيْفَ يَكُونُ شَيْ‌ءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟

قَالَ : « كَمَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، إِنِّي لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّيعَةِ بِهذَا الْحَدِيثِ ، لَأَنْكَرُوهُ(٢) .

قَالَ : « كَيْفَ يُنْكِرُونَهُ؟ » قَالَ : يَقُولُونَ(٣) : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ أَكْثَرُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.

قَالَ : « صَدَقْتَ ، افْهَمْ عَنِّي مَا أَقُولُ أَنَّهُ(٤) لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ وَلَا(٥) لَيْلَةٍ إِلَّا وَجَمِيعُ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ تَزُورُ(٦) أَئِمَّةَ الضَّلَالَةِ(٧) ، وَيَزُورُ إِمَامَ(٨) الْهُدى عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، حَتّى إِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَيَهْبِطُ(٩) فِيهَا مِنَ(١٠) الْمَلَائِكَةِ إِلى وَلِيِّ(١١) الْأَمْرِ ، خَلَقَ اللهُ(١٢) - أَوْ قَالَ : قَيَّضَ اللهُ(١٣) - عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّيَاطِينِ بِعَدَدِهِمْ ، ثُمَّ زَارُوا وَلِيَّ الضَّلَالَةِ ، فَأَتَوْهُ بِالْإِفْكَ(١٤)

__________________

= الله كما قيل. والأوّل أظهر. والذي هو الأصوب عندي أنّه كان : « لما يزور » في الموضعين فصحّف ، كما تدلّ عليه تتمّة الكلام ».

(١) في « ج » : + « الله ».

(٢) في « بر » : « أنكروه ».

(٣) في « بح » : « يقول ».

(٤) بدل عن العائد إلى الموصول وليس مقولاً.

(٥) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : - « لا ».

(٦) في الوافي : « يزور ».

(٧) في الوافي والبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « الضلال ».

(٨) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « أئمّة ».

(٩) في « بر » والبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « فهبط ».

(١٠) « من » زائدة في الفاعل ، مثل( وَلَقَدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ ) الأنعام (٦) : ٣٤.

(١١) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ١٨٤ : « اُولي ».

(١٢) فيشرح المازندراني : « من الملائكة خَلْق الله ». ثمّ قال : « لعلّ المراد بخلق الله بعض الملائكة كما هو الظاهر من هذه العبارة ». وفي الوافي : « خلق الله ، جواب إذا ».

(١٣) يقال : « قيَض الله » فلاناً لفلان ، أي جاءه به وأتاحه له ، وقيّض الله له قريناً ، أي هيّأه وسبّبه له من حيث لايحتسبه. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).

(١٤) « الإفك » : الكذب ، فالعطف للتفسير. قال الراغب فيالمفردات ، ص ٧٩ ( أفك ) : « الإفك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه ، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ : مؤتفكات ». فيشرح المازندراني : « ولا يبعد أن يقال : إنّ الخبر الذي لا يطابق الواقع من حيث إنّه لا يطابق الواقع يسمّى كذباً ، ومن حيث إنّه يصرف المخاطب عن الحقّ إلى الباطل يسمّى إفكاً ، يقال : أَفَكَهُ ، إذا صرفه عن الشي‌ء ».

٦٢٧

وَالْكَذِبِ حَتّى لَعَلَّهُ يُصْبِحُ فَيَقُولُ : رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَلَوْ سَأَلَ(١) وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذلِكَ ، لَقَالَ : رَأَيْتَ شَيْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا(٢) وَكَذَا حَتّى يُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِيراً(٣) ، وَيُعْلِمَهُ(٤) الضَّلَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا.

وَايْمُ اللهِ(٥) ، إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيَعْلَمُ(٦) أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِعَلِيٍّعليه‌السلام حِينَ دَنَا مَوْتُهُ : هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ(٧) ، وَلكِنْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِمَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(٨) مُنْكِرٌ ، وَمَنْ آمَنَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ - مِمَّنْ عَلى غَيْرِ رَأْيِنَا - فَإِنَّهُ لَا يَسَعُهُ فِي الصِّدْقِ إِلَّا أَنْ يَقُولَ : إِنَّهَا لَنَا ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ فَإِنَّهُ(٩) كَاذِبٌ ؛ إِنَّ(١٠) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَالْمَلَائِكَةِ إِلى كَافِرٍ فَاسِقٍ.

فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُ يُنَزِّلُ إِلَى الْخَلِيفَةِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا(١١) ، فَلَيْسَ قَوْلُهُمْ ذلِكَ بِشَيْ‌ءٍ.

وَإِنْ(١٢) قَالُوا(١٣) : إِنَّهُ لَيْسَ يُنَزِّلُ إِلى أَحَدٍ ، فَلَا يَكُونُ أَنْ يُنَزَّلَ شَيْ‌ءٌ إِلى غَيْرِ شَيْ‌ءٍ.

وَإِنْ قَالُوا - وَ(١٤) سَيَقُولُونَ(١٥) - : لَيْسَ هذَا بِشَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالاً‌

__________________

(١) في « ف » : « سُئل ».

(٢) في البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « كذا ».

(٣) في « ض » : « تفسيراً له » بدل « له تفسيراً » وفي « ف » : « تفسيره ». وفي البحار ، ج ٢٥ ، وج ٦٣ ، ص ٢٧٦ : « تفسيرها ». (٤) في « ض ، بر ، بف » : « ويعلّمه ». وفي « ف » : « أو يعلمه ».

(٥) راجع ما تقدّم ذيل الحديث ٦٤٥ في معنى « أيم الله ».

(٦) في « ب » وحاشية « ض » : « علم ». وفي البحار ، ج ٢٥ : « لعلم ».

(٧) « رشدتم » ، أي اهتديتم ، من الرشد بمعنى الصلاح ، وهو خلاف الغيّ والضلال ، وهو إصابة الصواب ، وأيضاً الاستقامة على طريق الحقّ مع تصلّب فيه. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٣ ( رشد ).

(٨) في شرح المازندراني : « بليلة القدر » بدل « بما في ليلة القدر ».

(٩) في حاشية « ض ، ف » : « فهو ».

(١٠) في « ف » : « لأنّ ».

(١١) في « بر » : « عليه ». وفيالوافي : « عليها ، أي على الضلالة ». وفي حاشية بدرالدين ، ص ١٧٥ : « الخليقة » بدل « الخليفة » وقال : « أي الخليقة الذي ذلك الفاسق والٍ عليها ».

(١٢) في « ض » : « فإن ».

(١٣) في « ب » : « قال ».

(١٤) في « ب ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي وحاشية بدرالدين : - « و ».

(١٥) الظاهر أنّ في نسخة المجلسي : فسيقولون ، فإنّه قال ما خلاصته : « أنّه في بعض النسخ بالواو وهو =

٦٢٨

بَعِيداً ».(١)

٤٢ - بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَزْدَادُونَ فِي لَيْلَةِ (٢) الْجُمُعَةِ‌

٦٥٤/ ١. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقُمِّيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ(٣) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا أَبَا يَحْيى ، إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ(٤) ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا ذَاكَ الشَّأْنُ؟

قَالَ : « يُؤْذَنُ لِأَرْوَاحِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتىعليهم‌السلام ، وَأَرْوَاحِ الْأَوْصِيَاءِ الْمَوْتى ، وَرُوحِ الْوَصِيِّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ(٥)

__________________

= الصواب ، نظير قوله تعالى :( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ) [ البقرة (٢) : ٢٤ ] وفي بعضها بدون الواو فالمعنى : فإن قالوا : لا ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبيه أو الرجوع إلى أنفسهم : ليس هذا بشي‌ء ؛ أو يكون « سيقولون » مفعول قالوا ، ولا يخفى بُعدهما. والصواب النسخة الاولى والله يعلم ». واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته وقال : « وكأنّ الواو سقط من قلم الناسخين ». راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٠٣ - ١٠٤ ؛حاشية بدرالدين ، ص ١٧٦.

(١)الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٥ ، ذيل ح ٤٨٩ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٢ ، ذيل ح ٦٨ ؛ وج ٦٣ ، ص ١٨٤ ، من قوله : « ليس من يوم ولا ليلة إلّاوجميع الجنّ والشياطين تزور أئمّة الضلالة » ؛ وص ٢٧٦ ، ح ١٦٤ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « ويعلّمه الضلالة التي هو عليها ». (٢) في حاشية « بح » : « يوم ».

(٣) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٤ ، بسندين عن عبدالله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ، عن أبي يحيى الصنعاني ، والمذكور في بعض نسخ البصائر : « عبدالله بن أيّوب شريك بن مليح ».

(٤) « الشَأْنُ » و « الشانُ » : الخطب والأمر والحالُ. والجمع شُؤُونٌ. والتنكير للتفخيم. وقولهعليه‌السلام : من الشأن ، مبالغة فيه. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣٧ ( شأن ).

(٥) في « ألف ، و ، بس » وحاشية « ض ، ف ، بح ، بر ، بف » : « أظهركم ». و « بَيْنَ ظَهْرانَيْكُمْ » ، يعني أنّه أقام بينكم على ‌سبيل الاستظهار والاستناد إليكم ، وزيدت فيه ألفٌ ونونٌ مفتوحةٌ تأكيداً. ومعناه : أنّ ظَهراً منكم قُدّامَه وظهراً =

٦٢٩

يُعْرَجُ(١) بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتّى تُوَافِيَ عَرْشَ رَبِّهَا(٢) ، فَتَطُوفَ بِهِ أُسْبُوعاً ، وَتُصَلِّيَ عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الْأَبْدَانِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا ، فَتُصْبِحُ(٣) الْأَنْبِيَاءُ(٤) وَالْأَوْصِيَاءُ قَدْ مُلِئُوا(٥) سُرُوراً ، وَيُصْبِحُ الْوَصِيُّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ(٦) وَقَدْ(٧) زِيدَ فِي عِلْمِهِ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ(٨) ».(٩)

٦٥٥/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ يُوسُفَ الْأَبْزَارِيِّ(١٠) ، عَنِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ذَاتَ يَوْمٍ(١١) - وَكَانَ لَايُكَنِّينِي(١٢) قَبْلَ ذلِكَ - : « يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ».

__________________

= منكم وراءَه ، فهو مكنوف من جانبيه ، ثمّ كثر حتّى استُعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).

(١) كذا في النسخ ، والأولى : « أن يعرج ».

(٢) « توافي عَرْش ربّها » أي تأتيها. يقال : وافى فلان فلاناً ، أي أتاه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ ( وفى ).

(٣) في الوافي : « فيصبح ».

(٤) في حاشية « ف » : + « والرسل ».

(٥) في البصائر ، ص ١٣١ : + « واُعطوا ».

(٦) في « ف » : « أظهركم ».

(٧) في « بح » : « فقد ».

(٨) « جَمَّ الغَفِير » أي الجمع الكثير ، يقال : جاء القوم جمّاً غَفِيراً ، والجمّاءَ الغَفِيرَ ، وجَمّاءَ غَفِيراً ، أي مجتمعين كثيرين ، ويقال : جاؤوا الجَمَّ الغَفِيرَ ، ثمّ يحذف الألف واللام وأُضيف من باب صلاة الاُولى ومسجد الجامع. وأصل الكلمة من الجُمُوم والجَمَّة ، وهو الاجتماع والكثرة ، والغَفِير من الغَفْر ، وهو التغطية والستر ، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة. ولم تقل العرب : الجمّاء إلّاموصوفاً وهو منصوب على المصدر كطُرّاً وقاطبةً ؛ فإنّها أسماء وضعت موضع المصدر. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ( جمم ).

(٩)بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٤ ، وفيه : « عن الحسن بن علي بن معاوية ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ؛ وحدّثني الخضر بن عيسى ، عن الكاهلي ، عن عبد الله بن أبي أيّوب ، عن شريك بن مليح ، عن أبي يحيى الصنعاني ».وفيه ، ص ١٣٠ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير. وراجع :بصائر الدرجات ، ص ١٣٢ ، ح ٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٥ ، ح ١١٤٤.

(١٠) في « ألف » : « الأبزازي ». وفي « بس ، بف » : « الابرازي » ، وهذان اللقبان غير مذكورين - حسب تتبّعنا - والمذكور هو « الأبزاري » ، راجع :الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٧٤ ؛توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ١٢٨.

(١١) في البحار : « ليلة ».

(١٢) فيمرآة العقول : « وكان لا يُكَنّيني ، أي لا يدعونني بالكنية قبل هذا اليوم ، وفي هذا اليوم دعاني به ، وقال : =

٦٣٠

قَالَ(١) : قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : « إِنَّ لَنَا فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً »(٢) . قُلْتُ : زَادَكَ اللهُ ، وَمَا ذَاكَ؟

قَالَ : « إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ ، وَافى(٣) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْعَرْشَ ، وَوَافَى الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام مَعَهُ ، وَوَافَيْنَا مَعَهُمْ ، فَلَا تُرَدُّ أَرْوَاحُنَا إِلى(٤) أَبْدَانِنَا إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَأَنْفَدْنَا(٥) ».(٦)

٦٥٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ أَوِ الْمُفَضَّلِ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَّا وَلِأَوْلِيَاءِ اللهِ فِيهَا سُرُورٌ ».

قُلْتُ : كَيْفَ ذلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ ، وَافى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْعَرْشَ ، وَوَافَى الْأَئِمَّةُ(٨) ، وَوَافَيْتُ‌

__________________

= يا أبا عبد الله ، وهذا افتخار من المفضّل ؛ لأنّ التكنية عندهم من أفضل التعظيم ».

(١) في « ج » : - « قال ».

(٢) في « ب ، ض ، بر » : + « قال ».

(٣) « وافى » ، أي أتى ، يقال : وافى فلان فلاناً ، أي أتاه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ ( وفى ).

(٤) في « ف » : « على ».

(٥) في البصائر : « لنفد ما عندنا ». و « لأنْفَدْنا » ، أي صرنا ذوي نفاد العلم ، يقال : نَفِدَ الشي‌ءُ نَفاداً ، أي فَنِيَ ، وأنْفَدْتُه أنا. وأنَفَدَ القومُ ، أي ذهبت أموالهم ، أي فَنِيَ زادُهم. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٤ ( نفد ).

(٦)بصائر الدرجات ، ص ١٣٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن موسى ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٥ ، ح ١١٤٥ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٥ ، ح ١٥.

(٧) الخبر مذكور فيبصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٥ ، عن سلمة بن الخطّاب بنفس السند ، عن يونس بن أبي الفضل ، والمذكور في بعض نسخه « يونس أبي الفضل ». والظاهر أنّ الصواب « يونس أو المفضّل ». كما في ما نحن فيه ، وأنّ المراد من يونس هو يونس بن ظبيان ، ومن المفضّل هو المفضّل بن عمر ؛ فإنّ كلا عنواني يونس بن أبي الفضل ويونس أبي الفضل غريبان غير مذكورين في موضع. وقد روى الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان في بعض الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٢١١٥ و ٤٤٤٩ و ١١٦٩٢ و ١٢٥٨٥ و ١٥٣٧٧. (٨) في البصائر : + « العرش ».

٦٣١

مَعَهُمْ ، فَمَا أَرْجِعُ إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَنَفِدَ مَا عِنْدِي ».(١)

٤٣ - بَابُ لَوْ لَا أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَزْدَادُونَ لَنَفِدَ مَا عِنْدَهُمْ‌

٦٥٧/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٢) عليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) عليهما‌السلام يَقُولُ : لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ(٤) لَأَنْفَدْنَا(٥) ».(٦)

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام مِثْلَهُ.

٦٥٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ(٧) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٨) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا ذَرِيحُ ، لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ(٩) لَأَنْفَدْنَا ».(١٠)

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٣١ ، ح ٥ ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن أبي الفضل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٦.

(٢) في « بح » : « الرضا » بدل « أبا الحسن ».

(٣) في البصائر ، ح ٤ : « أبو جعفر ».

(٤) في « ض » : « لولا أن نزداد ». وفي « بح » وحاشية « ج » : « لولا أنّا نزاد ».

(٥) راجع ما تقدّم ذيل ح ٦٥٥.

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛وفيه ، ص ٣٩٥ ، ح ٤ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن حكيم.وفيه ، ص ٣٩٦ ، ح ٦ ، بسند آخر.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٧.

(٧) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرو ، عن الحسين بن سعيد. ولم‌يرد « عن عمرو » في بعض مخطوطاته ، وهو الظاهر ؛ فقد أكثر أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] من الرواية عن الحسين بن سعيد ، ولم نجد رواية من يسمّى بعمرو عن الحسين بن سعيد.

(٨) في « ب ، بف » : - « لي ».

(٩) في « ض » وحاشية « ج » والبصائر ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ : « نزاد ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرو ، عن الحسين بن سعيد.وفيه ، =

٦٣٢

٦٥٩/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ(١) لَأَنْفَدْنَا(٢) ». قَالَ : قُلْتُ : تَزْدَادُونَ(٣) شَيْئاً لَا يَعْلَمُهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ عَلَى الْأَئِمَّةِ ، ثُمَّ انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْنَا ».(٤)

٦٦٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ يَخْرُجُ شَيْ‌ءٌ(٥) مِنْ عِنْدِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حَتّى يَبْدَأَ بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، ثُمَّ بِوَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ ؛ لِكَيْلَا يَكُونَ آخِرُنَا أَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِنَا ».(٦)

__________________

= ص ٣٩٥ ، ح ٥ و ٧ ، بسند آخر مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٨.

(١) في « ض » وحاشية « ج » والبصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ١ وص ٣٩٣ ، ح ٨ : « نزاد ».

(٢) في البصائر ص ٣٩٤ ، ح ٨ : « نفدنا ».

(٣) في البصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ١ : « تزادون ». وفيه ، ص ٣٩٤ ، ح ٨ : « فتزادون ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ؛الاختصاص ، ص ٣١٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.وفيه ، ص ٣٩٢ ، ح ٣ ؛ وص ٣٩٣ ، ح ٥ ؛ والاختصاص ، ص ٣١٢ - ٣١٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٠٩ ، المجلس ١٤ ، ح ٦٧ و ٦٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٦ ، ح ١١٤٩ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ١٦.

(٥) في « ج » والبصائر ، ص ٣٩٢ ، ح ٢ والاختصاص ، ص ٢٦٧ و ٣١٣ : « شي‌ء يخرج ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عيسى ؛الاختصاص ، ص ٢٦٧ و ٣١٣ ، بسنده عن محمّد بن عيسى.بصائر الدرجات ، ص ٣٩٢ ، ح ٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٧ ، ح ١١٥٠.

٦٣٣

٤٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَعْلَمُونَ جَمِيعَ الْعُلُومِ الَّتِي

خَرَجَتْ (١) إِلَى الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ (٢)عليهم‌السلام

٦٦١/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عِلْمَيْنِ : عِلْماً(٣) أَظْهَرَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتَهُ(٤) وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا أَظْهَرَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ(٥) فَقَدْ عَلِمْنَاهُ(٦) ، وَعِلْماً(٧) اسْتَأْثَرَ بِهِ(٨) ؛ فَإِذَا بَدَا لِلّهِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْهُ ، أَعْلَمَنَا ذلِكَ ، وَعَرَضَ(٩) عَلَى الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِنَا ».(١٠)

* عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍعليهما‌السلام ، مِثْلَهُ.(١١)

__________________

(١) في « بح » : « أخرجت ».

(٢) في « ف » : « إلى جميع الأنبياء والرسل والملائكة ».

(٣) في « ض ، بح ، بس » : « علم ».

(٤) « أظهر عليه ملائكتَه » ، أي أطلع عليه ملائكتَه. يقال : أظهرني الله على ما سُرق منّي ، أي أطلعني عليه. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٢٧ ( ظهر ). (٥) في « بح » والبصائر ، ص ٣٩٤ ، ح ٩ : « وأنبياءه ورسله ».

(٦) في « ب ، ج » : « علّمناه ».

(٧) في « ض » : « علم ».

(٨) « استأثر به » ، أي استبدّ به ، وخصّ به نفسه. والاستئثار : الانفراد بالشي‌ء. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٠ ( أثر ). (٩) في « ض ، ف ، بر » : « عُرض ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عبد الله بن القاسم ؛وفيه ، ص ٣٩٤ ، ح ١٠ ؛ والاختصاص ، ص ٣١٣ ، بسندهما عن سماعة بن مهران.بصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ٩ و ١٠ ، بسند آخر عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥١.

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣٩٤ ، ح ٩ ، بسنده عن عليّ بن جعفرعليه‌السلام ، عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥٢.

٦٣٤

٦٦٢/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِلْمَيْنِ : عِلْماً عِنْدَهُ لَمْ يُطْلِعْ(١) عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ ، وَعِلْماً نَبَذَهُ إِلى مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ(٢) ، فَمَا نَبَذَهُ إِلى مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ(٣) ، فَقَدِ انْتَهى إِلَيْنَا ».(٤)

٦٦٣/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَبْذُولٌ ، وَعِلْمٌ مَكْفُوفٌ(٥) . فَأَمَّا الْمَبْذُولُ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْ‌ءٍ تَعْلَمُهُ(٦) الْمَلَائِكَةُ وَالرُّسُلُ إِلَّا(٧) نَحْنُ نَعْلَمُهُ. وَأَمَّا الْمَكْفُوفُ(٨) ، فَهُوَ الَّذِي عِنْدَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي أُمِّ الْكِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ(٩) ».(١٠)

٦٦٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ،

__________________

(١) في « ب » : « يطّلع ».

(٢) في « ب » : + « وأنبيائهعليهم‌السلام ».

(٣) في « بح » والبصائر ، ص ١١٠ ، ح ٤ : - « ورسله ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١١٠ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة في أوّله. وفيالمحاسن ، ص ٢٤٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣١ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٢ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ، ح ٦٣ ؛ وص ٢١٧ ، ح ٦٧ ؛ والكافي ، كتاب التوحيد ، باب البداء ، ح ٣٧٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة واختلاف. راجع :التوحيد ، ص ٤٤٤ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٨٢ ، ح ١ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٦٢ ، ح ١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٨ ، ح ١١٥٣.

(٥) في « ف » والوافي والبصائر ، ص ١١١ : « علماً مبذولاً وعلماً مكفوفاً ». وفي البصائر ، ص ١١٢ : « علم مكنون » بدل « علم مكفوف ». (٦) في الوافي والبصائر ، ص ١٠٩ : « يعلمه ».

(٧) في « ف » والبصائر ، ص ١٠٩ : + « و ».

(٨) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ١١٢ : « المكنون ».

(٩) في الوافي : « نفد ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٠٩ ، ح ٣ ، بسنده عن ضريس ؛وفيه ، ص ١١١ ، ح ١١ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٨ ، بسندهما عن جعفر بن بشير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٩ ، ح ١١٥٥.

٦٣٥

عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سُوَيْدٍ الْقَلاَّءِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ(١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ(٢) لَايَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ ، وَعِلْمٌ(٣) عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُعليهم‌السلام فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ».(٤)

٤٥ - بَابٌ نَادِرٌ فِيهِ ذِكْرُ الْغَيْبِ‌

٦٦٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :

سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ، فَقَالَ لَهُ : أَتَعْلَمُونَ الْغَيْبَ؟ فَقَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : يُبْسَطُ لَنَا الْعِلْمُ ، فَنَعْلَمُ(٥) ، وَيُقْبَضُ عَنَّا ، فَلَا نَعْلَمُ(٦) ، وَقَالَ : سِرُّ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَسَرَّهُ(٧) إِلى جَبْرَئِيلَعليه‌السلام ، وَأَسَرَّهُ جَبْرَئِيلُ إِلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَسَرَّهُ مُحَمَّدٌ إِلى‌

__________________

(١) كذا في النسخ ، لكنّ الظاهر وقوع تحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو « أيّوب » ؛ فقد توسّط سويد [ القلاّء ] بين عليّ بن النعمان وبين أيّوب [ بن الحرّ ] في بعض الأسناد ، راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٤٨ - ٤٨٩.

ثمّ إنّه لا ينتقض هذا الاستظهار بما ورد فيبصائر الدرجات ، ص ١٤٥ ، ح ١٧ من رواية عليّ بن النعمان ، عن سويد ، عن أبي أيّوب ؛ فإنّ الخبر ورد فيالكافي ، ح ١٣٤٦٠ : « عن أيّوب ».

وأمّا ما ورد فيالتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٧٣ ، وص ٢٢٥ ، ح ٥٧٠ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٤١ ، ح ٨٦١ ، من رواية عليّ بن النعمان ، عن سويد القلاّء ، عن أبي أيّوب ، فالخبر في المواضع الثلاثة واحد ، ومع ذلك لم يرد في بعض نسخالتهذيب ، ج ٣ ، ص ١٦٩ لفظة « أبي ».

ثمّ إنّ الظاهر أنّ هذا التحريف تسرّى منبصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٠ ، نبّه على ذلك الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند.

(٢) في « ف » وحاشية « بح » : « علماً ».

(٣) في « ف » وحاشية « بح » : « علماً ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١١١ ، ح ١٠ ، عن محمّد بن عبدالجبّار.وفيه ، ص ١١٠ ، ح ٥ و ٦ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام . وفيالكافي ، كتاب التوحيد ، باب البداء ، ح ٣٧٧ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٩ ، ح ٢ ؛ وص ١١٠ ، ح ٧ و ٨ ؛ وص ١١١ ، ح ١٣ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٤ و ١٦ و ١٧ ، بسند آخر عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٩ ، ح ١١٥٥.

(٥) في « ف » : « نعلمه ».

(٦) في « ف » : « فلا نعلمه ».

(٧) « أسرّه » ، أي أظهره وأعلنه. قال الجوهري : أسرَرْتُ الشي‌ءَ : كتمتُه ، وأعلنتُه أيضاً. فهو من الأضداد. =

٦٣٦

مَنْ شَاءَ اللهُ(١) ».(٢)

٦٦٦/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ يَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٣) قَالَ(٤) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ابْتَدَعَ(٥) الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِعِلْمِهِ عَلى غَيْرِ مِثَالٍ كَانَ قَبْلَهُ ، فَابْتَدَعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ(٦) ، وَلَمْ يَكُنْ(٧) قَبْلَهُنَّ سَمَاوَاتٌ وَلَا أَرَضُونَ ، أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالى :( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (٨) ؟ » ‌

فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ جَلَّ ذِكْرُهُ :( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ) ؟

فَقَالَ(٩) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : «( إلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (١٠) وَكَانَ وَاللهِ مُحَمَّدٌ مِمَّنِ ارْتَضَاهُ(١١) .

__________________

= راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٣ ( سرر ).

(١) في « ألف ، بس » : - « الله ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٥١٣ ، ح ٣٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن معمّر إلى قوله : « يقبض عنّا فلا نعلم ».وفيه ، ص ٣٧٨ ، ح ٦ ، بسنده عن معمّر بن خلاّد ، مع اختلاف في أوّله.وفيه أيضاً ، ص ٣٧٧ ، ح ٤ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ٣٧ ، ح ١٠ ؛ والاختصاص ، ص ٢٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : « سرّ الله عزّ وجلّ أسرّه » مع اختلاف. وفيتحف العقول ، ص ٣٠٧ ؛ والخصال ، ج ٢ ، ص ٥٢٨ ، أبواب الثلاثين وما فوقه ، ح ٣ مرسلاً ، وفيه إلى قوله : « ويقبض عنّا فلا نعلم » مع اختلاف وزيادة في آخرهما.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٠ ، ح ١١٥٧. (٣) البقرة (٢) : ١١٧ ؛ الأنعام (٦) : ١٠١.

(٤) في « ب ، بر » وتفسير العيّاشي : « فقال ».

(٥) « ابتدع الأشياءَ » ، أي أحدثها. يقال : أبدع الله تعالى الخلق إبداعاً ، أي خلقهم لا على مثال ، وأبدعت الشي‌ءَ وابتدعته ، أي استخرجته وأحدثته. راجع :المصباح المنير ، ص ٣٨ ( بدع ).

(٦) في حاشية « بح » والبصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : « الأرض ».

(٧) في « ف » : « لم تكن ».

(٨) هود (١١) : ٧.

(٩) في « ب ، ج ، بح » وحاشية « بر » والبصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : + « له ».

(١٠) الجنّ (٧٢) : ٢٦ - ٢٧. وفي البصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : +( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) .

(١١) « ارتضاه » ، أي اختاره. يقال : رضيت الشي‌ء ورضيت به رضاً : اخترته ، وارتضيته مثله. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٢٩ ( رضى ).

٦٣٧

وَأَمَّا قَوْلُهُ :( عالِمُ الْغَيْبِ ) فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَالِمٌ بِمَا غَابَ عَنْ خَلْقِهِ - فِيمَا يُقَدِّرُ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، وَيَقْضِيهِ فِي عِلْمِهِ - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ وَقَبْلَ أَنْ يُفْضِيَهُ(١) إِلَى الْمَلَائِكَةِ ؛ فَذلِكَ يَا حُمْرَانُ ، عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ ، إِلَيْهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ، فَيَقْضِيهِ إِذَا أَرَادَ ، وَيَبْدُو لَهُ فِيهِ(٢) ، فَلَا(٣) يُمْضِيهِ ؛ فَأَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يُقَدِّرُهُ اللهُ(٤) - عَزَّ وَجَلَّ - ويَقْضِيهِ(٥) وَيُمْضِيهِ ، فَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي انْتَهى إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ثُمَّ إِلَيْنَا ».(٦)

٦٦٧/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَيَحْيَى الْبَزَّازُ وَدَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ(٧) خَرَجَ إِلَيْنَا وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ ، قَالَ : « يَا عَجَباً(٨) لِأَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنَّا نَعْلَمُ الْغَيْبَ ، مَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لَقَدْ هَمَمْتُ بِضَرْبِ جَارِيَتِي فُلَانَةَ ، فَهَرَبَتْ مِنِّي ، فَمَا عَلِمْتُ فِي أَيِّ بُيُوتِ الدَّارِ هِيَ؟ ».

قَالَ سَدِيرٌ : فَلَمَّا أَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَصَارَ فِي مَنْزِلِهِ ، دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَصِيرٍ وَمُيَسِّرٌ ، وَقُلْنَا لَهُ : جُعِلْنَا(٩) فِدَاكَ ، سَمِعْنَاكَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فِي أَمْرِ جَارِيَتِكَ ،

__________________

(١) في البصائر ، ص ١١٣ ، ح ١ : « يقبضه ». و « يفضيه » ، أي يعلمه. يقال : أفضيت إليه بالسرّ ، أعلمته به. راجع :المصباح المنير ، ص ٤٧٦ ( فضا ).

(٢) في « ج » : - « فيه ».

(٣) في « ب » : « ولا ».

(٤) في « ف » : - « الله ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فيقضيه ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ١١٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب.وفيه ، ص ١١٣ ، ح ٢ ، عن عبد الله بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٧٧ ، عن سدير ، عن حمران ، إلى قوله : « أما تسمع لقوله تعالى :( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) .الوافي ، ج ١ ، ص ٥١٣ ، ح ٤١٥.

(٧) في « ف ، بر » : « إذا ».

(٨) في « ب » والبصائر ، ص ٢٣٠ : « يا عجباه ».

(٩) في « ف » والبصائر ، ص ٢٣٠ : + « الله ».

٦٣٨

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ عِلْماً كَثِيراً ، وَلَانَنْسُبُكَ إِلى عِلْمِ الْغَيْبِ(١) .

قَالَ : فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، أَلَمْ تَقْرَإِ الْقُرْآنَ؟ » قُلْتُ : بَلى.

قَالَ : « فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) (٢) ؟ » قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَدْ قَرَأْتُهُ.

قَالَ : « فَهَلْ عَرَفْتَ الرَّجُلَ؟ وَهَلْ عَلِمْتَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي بِهِ.

قَالَ : « قَدْرُ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَاءِ(٣) فِي الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ ، فَمَا يَكُونُ ذلِكَ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ هذَا!

فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، مَا أَكْثَرَ هذَا أَنْ يَنْسُبَهُ(٤) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الْعِلْمِ الَّذِي أُخْبِرُكَ بِهِ. يَا سَدِيرُ ، فَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَيْضاً :( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٥) ؟ ». قَالَ : قُلْتُ : قَدْ قَرَأْتُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.

قَالَ : « فَمَنْ(٦) عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ‌

__________________

(١) فيالوافي : « ولا ننسبك إلى علم الغيب ، إمّا إخبار ، أو استفهام إنكار ».

(٢) النمل (٢٧) : ٤٠.

(٣) في البصائر ، ص ٢١٣ : « من المطر الجود » بدل « من الماء ».

(٤) في البصائر ، ص ٢١٣ : « ما أكثره إن لم ينسبه إلى العلم » بدل « ما أكثر هذا أن ينسبه الله إلى العلم ». وقال في‌المرآة : « لعلّ هذه ردّ لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي اُوتي آصفعليه‌السلام بأنّه وإن كان قليلاً بالنسبة إلى علم كلّ الكتاب ، فهو في نفسه عظيم ؛ لانتسابه إلى علم الذي أخبرك بعد ذلك برفعة شأنه. ويحتمل أن يكون هذا مبهماً يفسّره ما بعده ، ويكون الغرض بيان وفور علم من نسبه الله إلى مجموع علم الكتاب. ولعلّ الأوّل أظهر. وأظهر منهما ما فيالبصائر [ ص ٢١٣ ] حيث روى عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن سليمان ، وفيه : ما أكثر هذا لمن لم ينسبه ». ثمّ قال : « والمعنى حينئذٍ بيّن ، وعلى التقادير يقرأ اخبرك على صيغة المتكلّم ، ويمكن أن يقرأ على ما في الكتاب بصيغة الغيبة ، أي أخبرك الله بأنّه أتى بعرش بلقيس في أقلّ من طرفة عين ». راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١١٤.

(٥) الرعد (١٣) : ٤٣.

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٢٣٠. وفي المطبوع : « أفمن ».

٦٣٩

كُلُّهُ(١) أَفْهَمُ ، أَمْ(٢) مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ بَعْضُهُ؟ » قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ ، قَالَ(٣) : فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ ، وَقَالَ : « عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللهِ كُلُّهُ(٤) عِنْدَنَا ، عِلْمُ الْكِتَابِ وَاللهِ كُلُّهُ(٥) عِنْدَنَا ».(٦)

٦٦٨/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْإِمَامِ : يَعْلَمُ الْغَيْبَ؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ الشَّيْ‌ءَ ، أَعْلَمَهُ اللهُ ذلِكَ ».(٧)

٤٦ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام إِذَا شَاؤُوا أَنْ يَعْلَمُوا‌ (٨) عُلِّمُوا (٩)

٦٦٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ :

__________________

(١) يجوز فيه وفي نظائره الجرّ بدلاً عن الكتاب كما في « بر ».

(٢) في « بر » : « أو ».

(٣) في « ض » : - « قال ».

(٤) في « ب » : « كلّه والله ». وفي « بف » : - « كلّه ».

(٥) في « ب » : « كلّه والله ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٢٣٠ ، ح ٥ ، عن عبّاد بن سليمان ؛وفيه ، ص ٢١٣ ، ح ٣ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سليمان بن سدير ، مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٦١٤ ، بسند آخر ، من قوله : « فأومأ بيده إلى صدره » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٦٠.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٤ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٥ ، عن أحمد بن الحسن. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عمر بن سعيد المدائني ، وفيه : « اذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً علّمه الله ذلك ».وفيه ، ص ٣٢٥ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٠ ، ح ١١٥٦.

(٨) في « ف » : + « شيئاً ».

(٩) هكذا في « بح ، بف ». ويقتضيه ما يأتي من الروايات ، وليس في النسخ ما ينافيه.

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722