الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 301813 / تحميل: 10963
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

قَالَ : « أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(١) - طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ(٢) وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : حُبُّنَا إِيمَانٌ ، وَبُغْضُنَا كُفْرٌ ».(٣)

٤٩٥/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَعْرِضُ عَلَيْكَ دِينِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ(٤) ؟ قَالَ(٥) : فَقَالَ : « هَاتِ ». قَالَ(٦) : فَقُلْتُ(٧) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ(٨) بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً كَانَ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ(٩) بَعْدَهُ الْحَسَنُ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ الْحُسَيْنُ(١٠) إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ(١١) بَعْدَهُ(١٢) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(١٣) إِمَاماً(١٤) فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ(١٥)

__________________

(١) في « بس » : - « قال أفضل - إلى - عزّ وجلّ ».

(٢) في شرح صدر المتألّهين : « الرسول ».

(٣)المحاسن ، ص ١٥٠ ، كتاب الصفوة ، ح ٦٨ ، بسنده عن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛تفسير فرات ، ص ٤٢٨ ، صدر ح ٤٢٨ ، بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام هكذا : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر » مع زيادة. وراجع :كفاية الأثر ، ص ٩٨الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٤ ، ح ٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٢ ، ح ٣٤٩٤٧ ؛البحار ، ج ٣٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٠٣ ، وفيهما من قوله : « قال أبوجعفرعليه‌السلام ».

(٤) « أدين الله عزّ وجلّ به » ، أي اُطيعه وأعبده به ؛ من الدين بمعنى الطاعة.اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩( دين ).

(٥) في « ب » : - « قال ».

(٦) في « ض ، بس ، بر » وشرح صدر المتألّهين : - « قال ».

(٧) في « ض ، ف ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « قلت ».

(٨) في عطف الإقرار مناقشة يمكن دفعها بأن يجعل الواو بمعنى مع ، والإقرار منصوباً. أو هو مرفوع خبر لمبتدأمحذوف. أو مبتدأ لخبر محذوف. والتقدير : ديني أنّه أشهد وديني الإقرار بما جاء به. أو يقدّر حقّ ، أو لازم. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٨٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.

(٩) في « ف » : + « من ».

(١٠) في « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « الحسينعليه‌السلام بعده ».

(١١) في « ف » : - « كان ».

(١٢) في «ض»:- «بعده». وفي حاشية «بح»: «بعدهم».

(١٣) في شرح صدر المتألّهين : « ثمّ كان عليّ بن الحسينعليه‌السلام بعده ».

(١٤) في « ج ، ض » : + « بعدهم ».

(١٥) في شرح صدر المتألّهين : - « فرض الله طاعته ».

٤٦١

حَتَّى انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ.

قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ ».(١)

٤٩٦/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَاتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ ، وَطَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ ، مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَرِفْعَةٌ(٢) فِيهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ ، وَجَمِيلٌ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ ».(٣)

٤٩٧/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ(٤) اللهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ ».

قُلْتُ : إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَقَدْ يَنْبَغِي(٥) لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ(٦) لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَسَخَطاً ، وَأَنَّهُ لَايُعْرَفُ رِضَاهُ وَسَخَطُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ ، فَيَنْبَغِي(٧) لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ‌

__________________

(١)رجال الكشّي ، ص ٤٢٣ ، ح ٧٩٧ ، بسند آخر عن يوسف ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٤٢٤ ، ح ٧٩٨ ، بسند آخر عن الحسن بن زياد العطّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ٢ ، ص ٩٦ ، ح ٥٤٨. (٢) في حاشية « بر » : « رحمة ».

(٣)تحف العقول ، ص ١٩٩ ، ضمن الحديث. وراجع :الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٢٠ ، المجلس ١ ، ح ٢٣الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٧ ، ح ٥٥٠.

(٤) من أوّل هذا الخبر إلى قوله : « وأنّ ما في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله » هو الحديث الثاني من باب‌الاضطرار إلى الحجّة. وقد مرّت التعليقات عليه هناك ؛ إن شئت فراجع.

(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فينبغي ».

(٦) في « بس ، بف » : - « أنّ ».

(٧) في الكافي ، ح ٤٣٥ : « فقد ينبغي ».

٤٦٢

الْمُفْتَرَضَةَ.

فَقُلْتُ(١) لِلنَّاسِ : أَلَيْسَ(٢) تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ هُوَ(٣) الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا : بَلى ، قُلْتُ : فَحِينَ مَضى(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ(٥) ؟ قَالُوا : الْقُرْآنُ ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ(٦) فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَالْقَدَرِيُّ(٧) وَالزِّنْدِيقُ - الَّذِي لَايُؤْمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ - فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَايَكُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَيِّمٍ ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، كَانَ حَقّاً.

فَقُلْتُ لَهُمْ : مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا(٨) : ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ ، وَعُمَرُ(٩) يَعْلَمُ ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ(١٠) ، قُلْتُ : كُلَّهُ؟ قَالُوا : لَا ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ : إِنَّهُ يَعْلَمُ(١١) الْقُرْآنَ(١٢) كُلَّهُ إِلَّا عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْ‌ءُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَ(١٣) قَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي(١٤) ، وَقَالَ هذَا : أَنَا أَدْرِي ، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».

فَقُلْتُ : إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام ، لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(١) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : « وقلت ».

(٢) في الكافي ، ح ٤٣٥ : - « أليس ».

(٣) في الوسائل : - « هو ».

(٤) في «ف» والكافي، ح ٤٣٥ والوسائل:+ «رسول الله».

(٥) في الكافي ، ح ٤٣٥ والوسائل : + « لله على خلقه ».

(٦) في « ض » : - « فنظرت في القرآن ».

(٧) في العلل : « والحروري ».

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥. وفي المطبوع : « قالوا ».

(٩) في « ف » : + « قد كان ». وفي العلل : « قد كان عبدالله بن مسعود وفلان » بدل « ابن مسعود قد كان يعلم وعمر ».

(١٠) في « بح » : - « يعلم ».

(١١) في « ف ، بر ، بف » وحاشية « ج ، بح » والوافي والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « يعرف ».

(١٢) في « بف » وحاشية « ف » والكافي ، ح ٤٣٥ والعلل : « ذلك ».

(١٣) في « ض » : - « و ».

(١٤) في شرح صدر المتألّهين : - « وقال هذا : لا أدري ».

٤٦٣

وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِعليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ ، وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ الْحَسَنِ(١) الْحُسَيْنُعليه‌السلام (٢) ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ(٣) : وَ(٤) أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام (٥) أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ(٦) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ(٧) : وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».

قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ حَتّى أُقَبِّلَهُ ، فَضَحِكَ.

قُلْتُ(٨) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّكَ أَنْتَ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ ، فَقَالَ : « كُفَّ رَحِمَكَ(٩) اللهُ ».

قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ(١٠) أُقَبِّلْهُ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : « سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَلَا أُنْكِرُكَ(١١) بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً ».(١٢)

__________________

(١) في « ف » : + « بن عليّ ».

(٢) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّعليهما‌السلام ».

(٣) في « ج ، بف » والوافي : « فقلت ».

(٤) في « ب ، بر » : - « و ».

(٥) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّعليهما‌السلام ».

(٦) في « بح » : - « الحسينعليه‌السلام - إلى - من بعده ».

(٧) في « ب » : « فقلت ».

(٨) في « ف ، بح » والعلل : « فقلت ».

(٩) في « بح » : « يرحمك ».

(١٠) في « بر ، بف » وحاشية « بح » : + « حتّى ».

(١١) « فلا اُنكرك ». الإنكار عدم المعرفة ، من النَكِرَة بمعنى ضدّ المعرفة. والمعنى : لا أعدّك بعد اليوم غير معروف لوضوح حالك عندي ، أو لا أجهل حقّك واستحقاقك لأن يجاب في كلّ مسألة بحقّ جوابها من غير تقيّة ، أو عرفتك اليوم وعرفت أنّك من شيعتنا. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٣٦ ( نكر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٣٦.

(١٢)الكافي ، كتاب التوحيد ، باب أنّه لا يعرف إلّابه ، ح ٢٣١ وفيالتوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ١ ، بسنده عن الكليني ،=

٤٦٤

٤٩٨/ ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْأَوْصِيَاءُ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ».(٣)

٤٩٩/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْخَيْرِ(٤) ، السَّامِعُ الْمُطِيعُ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ ، وَالسَّامِعُ الْعَاصِي لَاحُجَّةَ لَهُ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَاحْتِجَاجُهُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ » ثُمَّ قَالَ : « يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (٥) ».(٦)

__________________

=وتمام الرواية فيهما هكذا : « قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّي ناظرت قوماً ، فقلت لهم : إنّ الله - جلّ جلاله - أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يُعرف بخلقه ، بل العباد يُعرفون بالله. فقال : رحمك الله ».الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٥ ، إلى قوله : « وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ فقال : رحمك الله ».علل الشرائع ، ص ١٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن صفوان بن يحيى من قوله : « فقلت للناس : أليس تعلمون أنّ رسول الله » مع اختلاف يسير ؛رجال الكشّي ، ص ٤٢٠ ، ح ٧٩٥ ، بسنده عن صفوانالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٤٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٣٥٣٢ ، إلى قوله : « ما قال في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله ».

(١) النساء (٤) : ٥٩.

(٢) المائدة (٥) : ٥٥.

(٣)الاختصاص ، ص ٢٧٧ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ٢ ، ص ٩٢ ، ح ٥٤٠.

(٤) في تفسير العيّاشي : « الجنّة ».

(٥) الإسراء (١٧) : ٧١.

(٦)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢ ، عن عبدالأعلى. وراجع :الأمالي للمفيد ، ص ٩٦ ، المجلس ١١ ، ح ٧الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٠ ، ح ٥٣٥.

٤٦٥

٩ - بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلى خَلْقِهِ‌

٥٠٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلَى هَؤُلآءِ شَهِيداً ) (١) قَالَ(٢) : « نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله خَاصَّةً ، فِي كُلِّ قَرْنٍ(٣) مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَمُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله شَاهِدٌ عَلَيْنَا ».(٤)

٥٠١/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ ) (٥) .

فقَالَ(٦) : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطى ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ(٧) عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».

قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) ؟

قَالَ : « إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ،( هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌

__________________

(١) النساء (٤) : ٤١.

(٢) في البحار ، ج ٢٣ ، ح ٦٩ : + « هذا ».

(٣) فيالنهاية ، ج ٤ ، ص ٥١ ( قرن ) : « القَرْن : أهل كلّ زمان ، وهو مقدار التوسّط في أعمار أهل كلّ زمان ، مأخوذ من الاقتران ، وكأنّه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل : القرن أربعون سنة. وقيل : ثمانون. وقيل : مائة. وقيل : مطلق الزمان. وهو مصدر قَرَنَ يَقْرِن ».

(٤)الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٦ ، ح ١٠٠١ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٣ ، ح ٧ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٥ ، ح ١ ؛ وص ٣٥١ ، ح ٦٩.

(٥) البقرة (٢) : ١٤٣.

(٦) هكذا في « ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ و ٢٣. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٧) في البحار ، ج ١٦ : « لله ».

٤٦٦

( وَفِي هَذَا ) الْقُرْآنِ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (١) فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا(٣) عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ ، فَمَنْ صَدَّقَ(٤) ، صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَذَّبَ ، كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(٥) ».(٦)

٥٠٢/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَّالِ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٧) .

فَقَالَ : « أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - الشَّاهِدُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ».(٨)

__________________

(١) هكذا في المصحف الشريف ، سورة الحجّ (٢٢) : ٧٨ و « بر ، بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بف » والوافي والمطبوع : « عليكم شهيداً ». ولعلّه من النسّاخ ، أو هو نقل بالمعنى وإشارة إلى مضمون الآية ، اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٩٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.

(٢) في « ج » : + « هو ».

(٣) في الوافي : « وضمير التكلّم في « بلّغنا » يحتمل الفاعل والمفعول ».

(٤) في حاشية بدر الدين : « صدّقنا ». ويحتمل تخفيف « صدّق » و « كذّب ». اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.

(٥) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « يوم القيامة كذّبناه ». وفي البحار ، ج ١٦ : - « يوم القيامة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « وحججه في أرضه » راجع :بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ١ و ٢الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٨ ، ح ١٠٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٣٣٦ ، ح ٢.

(٧) هود (١١) : ١٧.

(٨)كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٠٣ ، ح ٦٠ ، وفيه : « عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مع زيادة في آخره. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٣٢ ، ح ٢ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٣٧١ ، المجلس ١٣ ، ح ٥١ ؛ وتفسير فرات ، ص ١٨٨ ، ح ٢٣٩ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفيالأمالي للمفيد ، ص ١٤٥ ، المجلس ١٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ؛تفسير فرات ، ص ١٨٩ ، ح ٢٤١ ، مع زيادة في أوّله ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، =

٤٦٧

٥٠٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (١) ؟

قَالَ : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ(٢) ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».

قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى :( يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) .

قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ الْمُجْتَبَوْنَ ، وَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ(٣) ، فَالْحَرَجُ(٤) أَشَدُّ مِنَ الضِّيقِ(٥) ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) : إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً وَ( هُوَ (٦) سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ) : اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - سَمَّانَا الْمُسْلِمِينَ( مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌

__________________

= ص ٣٢٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.تفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٨ ، وفيه : « عن الحسين بن سعيد ، معنعناً عن زاذان ، عن عليّعليه‌السلام » ؛ وص ١٩٠ ، ح ٢٤٤ ، وفيه : « عن الحسين بن الحكم ، معنعناً عن عباد بن عبدالله الأسدّي ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ وص ١٩١ ، ح ٢٤٦ ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد بن عمر الزهري ، معنعناً عن زيد بن سلام الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١١ ، عن عمّار بن سويد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع زيادة في أوّله وآخره ؛ وص ١٤٢ ، ح ١٣ ، عن جابر بن عبدالله بن يحيى ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ، وفيتفسير فرات ، ص ١٨٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٢٤٠ ؛ وكمال الدين ، ص ١٣ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٣ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤٩.

(١) البقرة (٢) : ١٤٣.

(٢) في « ب ، ج ، بف » وحاشية « بر » وشرح صدر المتألّهين : « الوسطى ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وفي حاشية « بس » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني وحاشية ميرزارفيعا والوافي : « من ضيق ». (٤) في « بس » : « والحرج ».

(٥) في شرح المازندراني : « الضَيّق ، بفتح الضاد وشدّ الياء. وقد يخفّف ».

(٦) هكذا في القرآن والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « هو ».

٤٦٨

( وَفِي هَذا ) الْقُرْآنِ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ (١) وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) (٢) فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ(٣) ، فَمَنْ صَدَّقَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ(٤) ، وَمَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ(٥) ».(٦)

٥٠٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ(٧) ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ :

__________________

(١) هكذا في القرآن و « ب ، بر ». وفي « ج ، ض ، ف ، و ، بح بس ، بف » والمطبوع : « عليكم شهيداً ».

(٢) الحجّ (٢٢) : ٧٧ - ٧٨.

(٣) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : + « يوم القيامة ».

(٤) في « ف » : « صدّقناه يوم القيامة ». وفيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٨٨ : « الفعل الثاني من باب التفعيل ، والأوّل يحتمل البابين وكذا قوله : من كذب كذّبناه ».

(٥) في « ف » : + « يوم القيامة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٦٣ ، ح ١١ ؛ وص ٨٢ ، ح ٣ ، بسندهما ، عن ابن أبي عمير ، وفيهما إلى قوله : « وحججه في أرضه ».تفسير فرات ، ص ٢٧٥ ، ح ٣٧٤ ، وفيه : « فرات الكوفي معنعناً عن بريد » من قوله : « قلت : قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ) ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١١٠ ، عن بريد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « وحججه في أرضه ». راجع :بصائر الدرجات ، ص ٨٢ ، ح ٤ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٨٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٠٠٤.

(٧) روى حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش - وهو راوي كتاب سليم بن قيس - عن سليم بن قيس فيالكافي ، ح ١٩٣ و ١٣٩١ و ١٤٢١ ؛ والخصال ، ص ٤٤٧ ، ح ٤١ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ ؛ كما روى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن اُذينة ، عن أبان بن [ أبي عياش ] ، عن سليم بن قيس [ الهلالي ] فيالكافي ، ح ٧٧٥ ، والخصال ، ص ٢٥٥ ، ح ١٣. فالظاهر سقوط الواسطة في سندنا هذا بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس الهلالي ، وهو أبان بن أبي عيّاش.

لا يقال : ترجم النجاشي لسليم بن قيس في رجاله ، ص ٨ ، الرقم ٤ وقال : « له كتاب أخبرني عليّ بن أحمد القمي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حمّاد بن عيسى : وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب » ، ولم يتوسّط أبان بن أبي عيّاش في طريق النجاشي بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس.

فإنّه يقال : وقوع الخلل في وجه طريق النجاشي ظاهر ، كما نبّه عليه الاُستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري - دام =

٤٦٩

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - طَهَّرَنَا وَعَصَمَنَا ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلى خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ(١) فِي أَرْضِهِ ، وَجَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ ، وَجَعَلَ(٢) الْقُرْآنَ مَعَنَا ، لَا نُفَارِقُهُ ، وَلَايُفَارِقُنَا ».(٣)

__________________

= توفيقه - في بعض تعليقاته ، وتشهد بذلك عبارة « قال حمّاد بن عيسى وحدثنا » ؛ فإنّه لم يذكر في الطريق من يروي عنه عثمان بن عيسى وحمّاد بن عيسى معاً ، فلا يصحّ الاستشهاد بطريق النجاشي لنقض ما ادّعيناه ، بل لابدّ من الرجوع إلى الأسناد لتبيين الخلل الواقع في طريق النجاشي ، فنقول : روى حمّاد بن عيسى ، عن [ عمر ] بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس فيالكافي ، ح ١١١ و ١١٨ ، والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٦٢ ، وج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ، والأمالي للطوسي ، ص ٦٢٢ ، المجلس ٢٩ ، ح ١٢٨٣ ، والخصال ، ص ٥١ ، ح ٦٣ ، ص ١٣٩ ، ح ١٥٨ ، وعلل الشرائع ، ص ١٢٣ ، ح ١ ، وكمال الدين ، ص ٢٦٢ ، ح ١٠ ، وص ٢٧٤ ، ح ٢٥.

فعليه روى حمّاد بن عيسى عن سليم بن قيس بطريقين ؛ « إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش » و « عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش » أضف إلى ذلك ما ورد فيالكافي ، ح ٢٦٢٠ من رواية عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس.

فبالمقارنة بين ما ورد في الأسناد المشار إليها وطريق النجاشي نستطيع أن نقول : إنّ الأصل في طريق النجاشي كان هكذا : « عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس ، قال حمّاد بن عيسى وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس بالكتاب. يؤكّد ذلك ما ورد فيالغيبة للطوسي ، ص ١٩٣ - وقد أشرنا إليه - من رواية ابن أبي جيد - وهو عليّ بن أحمد القمي المذكور في طريق النجاشي - عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم البرقي ، عن محمّد بن علي أبي سمينة الكوفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي.

هذا ، ويظهر ممّا ذكرنا وقوع الخلل في طريق الشيخ الطوسي أيضاً إلىكتاب سليم بن قيس ، فإنّه قال : « له كتاب. أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجيلويه ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٣٤٦. وقد استفدنا ذلك ممّا أفاده الاستاذ السيّد محمّدجواد الشبيري دام توفيقه.

(١) في « ج ، ف ، بر » وحاشية « بف » : « حججه ». وفي كمال الدين : « حججاً ».

(٢) في كتاب سليم بن قيس والوسائل : - « جعل ».

(٣)كتاب سليم بن قيس ، ص ٦٠٥ ، ضمن الحديث الطويل ٧ ، عن أبان ، عن سليم. وفىبصائر الدرجات ، ص ٨٣ ، ح ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٤٠ ، ح ٦٣ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠١ ، ح ١٠٠٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٣٥٣٥.

٤٧٠

١٠ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمُ ‌ (١) الْهُدَاةُ

٥٠٥/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ وَفَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٢) .

فَقَالَ : « كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ(٣) الَّذِي هُوَ فِيهِمْ(٤) ».(٥)

٥٠٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي(٧) قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٨) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ(٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ(١٠) وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ».(١١)

٥٠٧/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، ض » : - « هم ».

(٢) الرعد (١٣) : ٧.

(٣) في معنى « القرن » راجع ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.

(٤) في شرح صدر المتألّهين وتفسير العيّاشي : « فيه ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد.الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٣٩ ، بسنده عن موسى بن بكر الواسطي.كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ٩ ، بسند آخر ؛ وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٦. (٦) في حاشية « ج ، بر » : + « بن هاشم ».

(٧) في « ج » : « عن ».

(٨) الرعد (١٣) : ٧.

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « النبيّ ».

(١٠) في تفسير العيّاشي : + « من بعده ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩ ، ح ١ ، بسنده ، عن ابن أبي عمير ؛كمال الدين ، ص ٦٦٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير إلى قوله : « ما جاء به نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٨ ، عن بريد بن معاوية ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٧ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٠ ؛ وج ١٨ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٦.

٤٧١

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :( إِنَّمَا أَنتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) ؟

فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، هَلْ مِنْ(١) هَادٍ الْيَوْمَ؟ ».

قُلْتُ(٢) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا زَالَ مِنْكُمْ(٣) هَادٍ مِنْ(٤) بَعْدِ هَادٍ حَتّى دُفِعَتْ(٥) إِلَيْكَ.

فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَوْ كَانَتْ(٦) إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلى رَجُلٍ ، ثُمَّ مَاتَ ذلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ ، مَاتَ الْكِتَابُ(٧) ، وَ(٨) لكِنَّهُ(٩) حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرى(١٠) فِيمَنْ مَضى ».(١١)

٥٠٨/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ(١٢) الْقَصِيرِ :

__________________

(١) في البصائر ، ص ٣١ : « فهل منّا ».

(٢) في البحار ، ج ٣٥ : « فقلت ».

(٣) في حاشية « ف ، بف » والبصائر ، ص ٣١ : « فيكم ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبحار والبصائر ، ص ٣١. وفي المطبوع : - « من ».

(٥) في « ض » والبصائر ، ص ٣١ : « رفعت ». وفي « ف » وحاشية « بر » : « وقعت ».

(٦) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٤٩١ : « وتقديره : لو كانت آية إذا نزلت ، بأن تكون « آية » اسمَ كانت ، وقولُه : « إذا نزلت على رجل » صفة لها ، وقوله : « ثمّ مات الرجل » صفة بعد صفة. ويكون خبر كانت قولَه : ماتت الآية. وقوله : مات الكتاب ، بدل له بدلَ الكلّ ». فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ : « إذا مع شرطه وجزاه - وهو ماتت الآية - وقع اسماً وخبراً لـ « كانت » ثمّ وقع المجموع شرطاً لـ « لو » وجزاه : مات الكتاب ».

(٧) في البحار ، ج ٢ : + « والسنّة ».

(٨) في البحار ، ج ٣٥ : - « و ».

(٩) في حاشية « بح » : « ولكن ».

(١٠) في شرح صدر المتألّهين : « يجري ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ٩ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد.وفيه ، ص ٣٠ ، ح ٥ بسند آخر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وص ٢٩ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛كفاية الأثر ، ص ١٦٢ ، ضمن حديث الطويل بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « عليّ الهادي ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٠٠٨ ؛البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٤٣ ؛ وج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٣.

(١٢) في « ض » والبصائر : « عبد الرحمن ». والمذكور في البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣ ، ح ٥ نقلاً منبصائر الدرجات هو =

٤٧٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، أَمَا وَاللهِ ، مَا ذَهَبَتْ مِنَّا ، وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ».(١)

١١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ‌

٥٠٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « نَحْنُ وُلَاةُ(٢) أَمْرِ اللهِ ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ ، وَعَيْبَةُ(٣) وَحْيِ اللهِ ».(٤)

٥١٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطٍ(٥) ، عَنْ سَوْرَةَ بْنِ‌

__________________

= عبدالرحيم ، وهو الصواب ؛ فإنّ المذكور في أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام : عبدالرحيم القصير. راجع :رجال البرقي ، ص ١٠ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٧٧.

(١)بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد.الغيبة للنعماني ، ص ١١٠ ، ح ٤٠ ، بسنده عن منصور بن حازم.بصائر الدرجات ، ص ٣٠ ، ح ٣ و ٤ و ٥ بسند آخر ؛ إلى قوله : « وعليّ الهادي ».تفسير فرات ، ص ٢٠٦ ، ح ٢٧١ ، بسند آخر ؛تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦ ، عن عبد الرحيم القصير مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، عن حنان بن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع :كفاية الأثر ، ص ٨٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٣ ، ح ١٠٠٩ ؛البحار ، ج ٣٥ ، ص ٤٠١ ، ح ١٤.

(٢) « الولاة » : جمع الوليّ ، ووليّ الأمر صاحبه. تقول : هو وليّ المرأة ، أي صاحب أمرها والحاكم عليها. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ص ٤٩٢ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤١٣ ( ولى ).

(٣) « العَيْبَةُ » : وِعاء من أدَم يكون فيها المتاع ، وما يجعل فيه الثياب. وزبِيلٌ من أدَم يُنْقل فيه الزرع المحصود إلى الجَرين. وعيبة الرجل : خاصّته وموضع سرّه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٣٤ ( عيب ).

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٣ ، مع زيادة في آخره ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ، وفيهما عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٠.

(٥) في « ب » : - « عن أبيه أسباط » ، لكنّ الظاهر ثبوته ، كما عليه أكثر النسخ وبصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١.=

٤٧٣

كُلَيْبٍ(١) ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى(٢) فِضَّةٍ ، إِلَّا(٣) عَلى عِلْمِهِ ».(٤)

٥١١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ(٥) ، عَنْ سَدِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟

قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ(٦) وَحْيِ اللهِ ، وَ(٧) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ».(٨)

__________________

= وأمّا وجه سقوطه من « ب » ، فهو جواز النظر من « أسباط » في « عليّ بن أسباط » إلى « أسباط » في « أبيه أسباط » ، فوقع السقط.

(١) في « ض » : « كلب ». وسورة هذا ، هو سورة بن كليب الأسدي ، راجع :رجال البرقي ، ص ١٨ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٧ ، الرقم ١٤٤٠ ، ص ٢٢٢ ، الرقم ٢٩٨٠.

(٢) في الوافي : - « على ».

(٣) في حاشية « ف » : « بل ». وفيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٢ : « بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الظاهر ، وبكسر الهمزة وشدّ اللام على احتمال ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٠٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أسباط.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١١. (٥) في « ب ، بر » : « يرفعه ».

(٦) « التراجمة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرْجُمان ، أو التُرْجُمان ، وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر ؛ لأنّهم يفسّرون نطق الحقّ ولسان القرآن بلسان الإنسان. أو المراد أنّهم مفسّرون لجميع ما أوحى الله تعالى إلى الأنبياء ومبيّنوها. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٠٣ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٧. (٧) في « ب ، ض ، بر » والبصائر : - « و ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، وأبي عبدالله البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير.الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام بمن يشبّهون ممّن مضى ، ح ٧٠٩ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن الحسين ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ، =

٤٧٤

٥١٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - : اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الْأَشْقِيَاءِ(٢) مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلَايَةِ عَلِيٍّ وَالْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَإِنَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَقَدْ أَنْبَأَنِي جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ».(٣)

٥١٣/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ(٤) ،

__________________

= عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ». راجع :الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٧ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٥.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ ، ح ١٠١٢.

(١) في « ف » : « النضر بن سويد أو شعيب » وفي هامش المطبوع نقلاً من بعض النسخ : « النضر بن سويد ». وروى ‌محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطاب ] عن النضر بن شعيب في عدّةٍ من الأسناد ، وكذا في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب الأصحاب ، بل روى محمّد بن الحسين أكثر روايات النضر بن شعيب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ١٥٦ - ١٥٨ ، الرقم ١٣٠٤٦ ؛رجال النجاشي ، ص ٢٤٧ ، الرقم ٦٥٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٧٣ ، الرقم ٢٦٦.

وأمّا رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد ، فغير ثابتة ، وما ورد في بعض الأسناد من روايته عن النضر بن سويد ، قد وقع فيه التصحيف. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٢٨٩ ، ص ٢٩٨.

(٢) « على الأشقياء » خبر « استكمال حجّتي » أو متعلّق بـ « حجّتي » أو بـ « استكمال » و « مِن ترك » خبره ومتعلّق‌بالظرف المتقدّم عليه ، ويمكن أن يقرأ : « مَنْ ترك » بدلاً من « الأشقياء ». اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ١٠٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٤٨.

(٣)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما فرض الله عزّوجلّ ورسوله ، ح ٥٤٣. وفيبصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ١٢ ، عن محمّد بن الحسين مثله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٣.

(٤) « الوحدانيّة » : حالة الوَحدانيّ ، وهو المفارق للجماعة المنفرد بنفسه. وهو منسوب إلى الوحدة بمعنى ‌الانفراد ، بزيادة الألف والنون للمبالغة. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٠ ( وحد ).

٤٧٥

مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ ، فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ(١) لِذلِكَ الْأَمْرِ ، فَنَحْنُ هُمْ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَنَحْنُ حُجَجُ اللهِ فِي(٢) عِبَادِهِ ، وَخُزَّانُهُ عَلى عِلْمِهِ ، وَالْقَائِمُونَ بِذلِكَ ».(٣)

٥١٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ(٤) الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٥) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ، وَصَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا(٦) ، وَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، وَلَنَا نَطَقَتِ الشَّجَرَةُ(٧) ، وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللهُ ».(٨)

١٢ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا ‌(٩) يُؤْتى

٥١٥/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،

__________________

(١) في البصائر ، ص ٦١ : « ففرّدهم ».

(٢) في « ج » : « على ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٦١ ، ح ٤ ، مع زيادة ؛ وص ١٠٤ ، ح ٧ ، وفيهما عن محمّد بن عبد الجبّار.التوحيد ، ص ١٥٢ ، ح ٩ ، بسنده ، عن ابن أبي يعفور ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع :الزهد ، ص ١٨٦ ، ح ٢٨٩.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٤.

(٤) في « ألف ، ج ، ض ، بف » : « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ موسى بن القاسم هو موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب‌البجلي. روى مسائل عليّ بن جعفر عنه ، ووردت روايته عنه في كثير من الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ١٠٧٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٤ ، الرقم ٣٧٧ ؛ وص ٤٥٣ ، الرقم ٧١٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٢٦ - ٥٣٢. فعليه في السند تحويلٌ. ويروي عن عليّ بن جعفر ، موسى بن القاسم بن معاوية والعمركي بن عليّ جميعاً. (٥) في « ج ، بح » : + « بن جعفر ».

(٦) في الوافي : « صورتنا ».

(٧) في « ج ، ض ، بح ، بر » والوافي : « الشجر ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٠٥ ، ح ٩ ، بسنده عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن جعفرعليه‌السلام ،وفيه ، ص ١٠٥ ، ح ١٣ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، إلى قوله : « في سمائه وأرضه » ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب التوحيد ، باب النوادر ، ح ٣٦١ ؛ والتوحيد ، ص ١٥١ ، ح ٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ ، ح ١٠١٥. (٩) في « بح » : « فيها ». وفي « بر » : « يؤتى منها ».

٤٧٦

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، عَنِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام يَقُولُ(٢) : « الْأَئِمَّةُ خُلَفَاءُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي أَرْضِهِ ».(٣)

٥١٦/ ٢. عَنْهُ(٤) ، عَنْ مُعَلىًّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) : « الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الَّتِي يُؤْتى مِنْهَا ، وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ ».(٦)

٥١٧/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (٧) قال : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٨)

١٣ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام نُورُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٩)

٥١٨/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « الرضا ».

(٢) في « ج ، ف » : + « إنّ ».

(٣)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٦.

(٤) في « ب ، و » : « وعنه ».

(٥) في « ف » : + « إنّ ».

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٨.

(٧) النور (٢٤) : ٥٥.

(٨)تفسير فرات ، ص ٢٨٨ ، ح ٣٨٩ ، بسنده عن ابن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : نزلت في آل محمّدعليهم‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٧ ، ح ١٠١٧.

(٩) في حاشية « ف » : + « في الأرض ». وفي مرآة العقول : + « في أرضه ».

٤٧٧

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) (١) .

فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي(٢) الْأَرْضِ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ(٣) فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمْ وَاللهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَحْجُبُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ(٤) قُلُوبُهُمْ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَايُحِبُّنَا عَبْدٌ وَيَتَوَلَّانَا(٥) حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلْبَهُ ، وَلَايُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتّى يُسَلِّمَ(٦) لَنَا ، وَيَكُونَ سِلْماً(٧) لَنَا ، فَإِذَا(٨) كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ ، وَآمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ ».(٩)

٥١٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) إِلى قَوْلِهِ( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ

__________________

(١) التغابن (٦٤) : ٨.

(٢) في الوافي وتفسير القمّي : - « في ».

(٣) في « ج » : « الأئمّة ».

(٤) في الوافي : « فيظلم ».

(٥) عطف على المنفيّ. وفي حاشية « ج » : « ولا يتوَلاّنا ».

(٦) « حتّى يسلم » : إمّا من الإسلام بمعنى الانقياد ، أو من التسليم ؛ والسِّلم : خلاف الحرب. اُنظر :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٥٤.

(٧) « السِلْم » و « السَلْم » : الصلح ، وضدّ الحرب. و « السَلَم » : الاستسلام والإذعان والانقياد. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجميع. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٩٣ ( سلم ).

(٨) في « ف » : « وإذا ».

(٩)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢٠.

٤٧٨

الْمُفْلِحُونَ ) (١) قَالَ : « النُّورُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ عَلِيٌّ(٢) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٣)

٥٢٠/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : لَقَدْ آتَى اللهُ أَهْلَ الْكِتَابِ خَيْراً كَثِيراً ، قَالَ(٤) : « وَمَا ذَاكَ(٥) ؟ » قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ تَعَالى :( الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إِلى قَوْلِهِ :( أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) (٦) قَالَ : فَقَالَ : « قَدْ آتَاكُمُ اللهُ(٧) كَمَا آتَاهُمْ » ثُمَّ تَلَا :( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) (٨) « يَعْنِي إِماماً تَأْتَمُّونَ بِهِ ».(٩)

٥٢١/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (١٠) .

فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ؛ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ(١١) الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ،

__________________

(١) الأعراف (٧) : ١٥٧.

(٢) .في « ب ، ج ، ض ، بف » والوافي والبحار: - «عليّ».

(٣)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٨ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « النور عليّعليه‌السلام ».تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « يعني أميرالمومنينعليه‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٢ ؛البحار ، ج ٢٣ ، ص ٣١٠ ، ح ١٠.

(٤) في « ف » : « وقال ».

(٥) في « ف » والوافي : « ذلك ».

(٦) القصص (٢٨) : ٥٢ - ٥٤.

(٧) في « ف ، بح » : - « الله ».

(٨) الحديد (٥٧) : ٢٨.

(٩)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٧٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام من قوله :( وَ يَجْعَل لَّكُمْ نُورًا ) مع زيادة في أوّله. راجع :تفسير فرات ، ص ٤٦٨ ، ح ٦١٢.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٠ ، ح ١٠٢٣.

(١٠) التغابن (٦٤) : ٨.

(١١) في « ض » : + « نور ».

٤٧٩

وَيَحْجُبُ اللهُ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ(١) قُلُوبُهُمْ ، وَيَغْشَاهُمْ بِهَا ».(٢)

٥٢٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ) : « فَاطِمَةُعليها‌السلام »( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) : « الْحَسَنُ(٣) »( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ) : « الْحُسَيْنُ »( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) (٤) : « فَاطِمَةُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا »( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ) : « إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام »( زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ) : « لَا يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ »( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي‌ءُ ) : « يَكَادُ الْعِلْمُ يَنْفَجِرُ(٥) بِهَا »( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) : « إِمَامٌ مِنْهَا بَعْدَ إِمَامٍ »( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) : « يَهْدِي اللهُ لِلْأَئِمَّةِعليهم‌السلام مَنْ يَشَاءُ( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ) (٦) ».

قُلْتُ :( أَوْ كَظُلُمَاتٍ ) ؟ قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ،( يَغْشَاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) [( مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ) (٧) ]( ظُلُمَاتٌ ) الثَّانِي(٨) ( بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ‌

__________________

(١) في « بف » وحاشية « ف » والوافي وحاشية بدر الدين : « فيُظْلِم ».

(٢)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ، ح ١٠٢١. (٣) في « ف » : « المصباح الحسنعليه‌السلام » بدل « الحسن ».

(٤) « الدُرّيّ » و « الدِرّيّ » : منسوب إلى الدُرّ بصفائه ونقائه. ويجوز أن يكون منسوباً إلى الدرء ، بمعنى الدفع ، فأصله الدرّي‌ء ، قُلبت همزته ياءً وادغمت في الياء. وأمّا الدَرّيّ ، فعلى النسبة إلى الدُرّ على غير قياس. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( درر ). (٥) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وتفسير القمّي : « يتفجّر ».

(٦) النور (٢٤) : ٣٥.

(٧) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : -( مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ) .

(٨) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ - ٣٦٤ : « قوله : ظلمات الثاني - أي لفظ الظلمات الواقع ثانياً في الآية الموصوف فيها بأنّ بعضها فوق بعض - إشارة إلى معاوية وفتنة بني اُميّة ». أي هي مبتدأ خبره معاوية وفتن =

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وَنَعْرِفُ إِذَا تَرَكْتُمُوهُ ».(١)

٦٤٣/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَزُرَارَةَ :

أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَعْيَنَ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ قَدْ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٢) ، فَهَلْ لَهُ سُلْطَانٌ؟

فَقَالَ : « وَاللهِ ، إِنَّ عِنْدِي لَكِتَابَيْنِ(٣) فِيهِمَا تَسْمِيَةُ كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ مَلِكٍ يَمْلِكُ الْأَرْضَ ؛ لَا وَاللهِ ، مَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا ».(٤)

٦٤٤/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ(٥) سُكَّرَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، أَتَدْرِي فِي أَيِّ شَيْ‌ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ قُبَيْلُ(٦) ؟ » قَالَ(٧) : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « كُنْتُ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ فَاطِمَةَعليها‌السلام لَيْسَ مِنْ مَلِكٍ يَمْلِكُ‌

__________________

= تأخذونها عنّا من الشرائع والأحكام ؛ فنعلم أيّكم يعمل به ، وأيّكم لايعمل به ».

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٥٤ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي.وفيه ، ص ١٤٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، وفيه : « وإنّكم لتأتوننا فتدخلون علينا ، فنعرف خياركم من شراركم » ؛وفيه ، ص ١٤٩ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، إلى قوله : « كلّ حلال وحرام » ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٢ ، ح ١١٣٩.

(٢) هو محمّد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكيّة الذي خرج على المنصور الدوانيقي وقتل ، كما سيأتي قصّته. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٩٣ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٦٠.

(٣) في « بس » : « الكتابين ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ح ٤ و ٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٤ ، ح ١١٤٢.

(٥) في « ب ، بف » : - « بن ». هذا ، وبعض نسخرجال البرقي ورجال الطوسي أيضاً خالية من « بن ». راجع :رجال البرقي ، ص ٣٤ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٧٠ ، الرقم ٣٨٨٠.

(٦) في « ألف ، ض ، ف ، بف » وحاشية « ج ، بح » والبصائر ، ح ٣ والعلل : « قبل ».

(٧) في « بف » والعلل : - « قال ».

٦٠١

الْأَرْضَ(١) إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ(٢) بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ ، وَمَا وَجَدْتُ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهِ شَيْئاً ».(٣)

٤١ - بَابٌ فِي شَأْنِ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٤) وَتَفْسِيرِهَا‌

٦٤٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ(٥) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام ، قَالَعليه‌السلام : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : بَيْنَا(٦) أَبِيعليه‌السلام يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ(٧) قَدْ قُيِّضَ لَهُ(٨) ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ أُسْبُوعَهُ(٩) حَتّى أَدْخَلَهُ إِلى دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا ،

__________________

(١) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ح ٣ والعلل : - « الأرض ».

(٢) في « ج » : « فيه مكتوب ». وفي البصائر : « إلّا وفيه مكتوب ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد.علل الشرائع ، ص ٢٠٧ ، ح ٧ ، بسنده عن الحسين بن سعيد. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٦٩ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٤ ، ح ١١٤٣.

(٤) القدر (٩٧) : ١.

(٥) في البحار ، ج ١٣ و ٢٥ : « الجريش » ، وهو سهو ظاهراً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٦٠ ، الرقم ١٣٨ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٣٦ ، الرقم ١٩٨ ؛الرجال لابن الغضائري ، ص ٥١ ، الرقم ٣٤.

(٦) « بينا » : ظرف زمان. وأصله « بَيْنَ » بمعنى الوسط ، أُشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وربّما زيدت عليه « ما » ، والمعنى واحد. تقول : بينا نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٤ ( بين ).

(٧) « الـمُعْتَجِر » ، من الاعتجار ، وهو لبس الـمِعْجَر ، وهو ما تشدّ المرأة على رأسها. يقال : اعتجرت المرأة ، فالمعتجر : ذو مِعْجَر على رأسه. أو من الاعتجار بمعنى لفّ العمامة على الرأس. أو من الاعتجار بالعمامة ، وهو أن يلفّها على رأسه ويردّ طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذَقَنه. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ( عجر ).

(٨) « قُيِّضَ له » ، أي جي‌ء به من حيث لا يحتسب. يقال : قَيَّض الله فلاناً لفلان : جاءه به وأتاحه له. وقيّض الله له قريناً : هيّأه وسبّبه له من حيث لا يحتسبه. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٢٥ ( قيض ).

(٩) « اُسبوعة » أي طوافه. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٤٦ ( سبع ).

٦٠٢

فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً ، فَقَالَ : مَرْحَباً يَا ابْنَ(١) رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأْسِي ، وَقَالَ : بَارَكَ اللهُ فِيكَ(٢) يَا أَمِينَ اللهِ بَعْدَ آبَائِهِ.

يَا أَبَا جَعْفَرٍ(٣) ، إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ(٤) ، وَإِنْ شِئْتَ سَلْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ ، قَالَ : كُلَّ ذلِكَ أَشَاءُ.

قَالَ(٥) : فَإِيَّاكَ أَنْ يَنْطِقَ(٦) لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْأَلَتِي بِأَمْرٍ(٧) تُضْمِرُ لِي غَيْرَهُ(٨) ، قَالَ :

إِنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ عِلْمَانِ يُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، وَإِنَّ(٩) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَبى أَنْ يَكُونَ لَهُ عِلْمٌ فِيهِ اخْتِلَافٌ.

قَالَ : هذِهِ مَسْأَلَتِي(١٠) وَقَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا ، أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ - الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ - مَنْ يَعْلَمُهُ؟

قَالَ : أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ ، فَعِنْدَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ. وَأَمَّا مَا لَابُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ ، فَعِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ.

__________________

(١) في الوافي والبحار ، ج ٥٢ : « بابن » بدل « يا ابن ».

(٢) « بارك الله فيك » ، أي أثبت لك وأدام ما أعطاك من التشريف والكرامة ، وهو من بَرَكَ البعيرُ إذا ناخ في موضع فلزمه. وتطلق البركة أيضاً على الزيادة ، أي زاده الله فيك خيراً ، والأصل الأوّل. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٠ ( برك ).

(٣) في الوافي : « تقدير الكلام : ثمّ التفت إلى أبي فقال : يا أبا جعفر ».

(٤) في « ف » : - « وإن شئت فأخبرتك ».

(٥) في « بح » : - « قال ».

(٦) في « ج » : « أن تنطق ».

(٧) متعلّق بقوله : « ينطق ».

(٨) فيالمرآة : « بأمر تضمر لي غيره » أي لا تخبرني بشي‌ء يكون في علمك شي‌ء آخر ، يلزمك لأجله القول بخلاف ما أخبرت ، كما في أكثر علوم أهل الضلال ، فإنّه يلزمهم أشياء لايقولون بها ؛ أو المعنى : أخبرني بعلم يقيني لايكون عندك احتمال خلافه. ؛ أو أراد به : لاتكتم عنّي شيئاً من الأسرار.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٦٢.

(٩) في « بر » وحاشية « ف » والوافي : « فإنّ ».

(١٠) فيالوافي : « يعني مسألتي هي أنّ الله تعالى هل له علمٌ ليس فيه اختلاف ، أم لا؟ ثمّ العلم الذي لا اختلاف فيه‌عند مَن هو؟ ».

٦٠٣

قَالَ : فَفَتَحَ الرَّجُلُ عَجِيرَتَهُ(١) ، وَاسْتَوى جَالِساً ، وَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ(٢) ، وَقَالَ : هذِهِ أَرَدْتُ ، وَلَهَا أَتَيْتُ ، زَعَمْتَ(٣) أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ ؛ فَكَيْفَ يَعْلَمُونَهُ؟

قَالَ : كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَعْلَمُهُ ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَايَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَرى ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَبِيّاً وَهُمْ مُحَدَّثُونَ(٤) ؛ وَأَنَّهُ كَانَ يَفِدُ(٥) إِلَى اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ(٦) ، فَيَسْمَعُ الْوَحْيَ ، وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ(٧) .

فَقَالَ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، سَآتِيكَ بِمَسْأَلَةٍ(٨) صَعْبَةٍ : أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ ، مَا لَهُ لَايَظْهَرُ كَمَا كَانَ يَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قَالَ : فَضَحِكَ أَبِيعليه‌السلام (٩) ، وَقَالَ : أَبَى اللهُ أَنْ(١٠) يُطْلِعَ عَلى عِلْمِهِ إِلَّا مُمْتَحَناً لِلْإِيمَانِ بِهِ ، كَمَا قَضى عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يَصْبِرَ عَلى أَذى قَوْمِهِ ، وَلَايُجَاهِدَهُمْ إِلَّا بِأَمْرِهِ ، فَكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بِهِ حَتّى قِيلَ لَهُ :( فَاصْدَعْ (١١) بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ

__________________

(١) في « و » وحاشية « ض » وشرح المازندراني والبحار ، ج ١٣ و ٢٥ و ٤٦ : « عجرته ». وفيمرآة العقول : « ففتح‌الرجل عجيرته ، أي اعتجاره ، أو طرف العمامة الذي اعتجر به ».

(٢) « تهلّل وجْهُه » ، أي استنار وتلألأ فرحاً وظهرت عليه أمارات السرور.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٢ ( هلل ).

(٣) في البحار ، ج ٢٥ : « وزعمت ».

(٤) فيالوافي : « محدّثون » يعني يحدّثهم الملك ولايرونه.

(٥) يقال : وَفَد إليه وعليه يَفِد وَفْداً ، ووفوداً ، ووِفادةً ، وإفادةً ، أي قَدِم وورد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٠ ( وفد ).

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « عزّ وجلَ ».

(٧) في « ج » : + « قال ».

(٨) في الوافي « سأسألك مسألة ».

(٩) فيالمرآة : « لعلّ ضحكهعليه‌السلام كان لهذا النوع من السؤال الذي ظاهرة الامتحان تجاهلاً ، مع علمه بأنه عارف‌بحاله ؛ أو لعدّه المسألة صعبة ، وليست عندهعليه‌السلام كذلك ».

(١٠) في « ف » : + « يكون ».

(١١) قوله تعالى :( فَاصْدَعْ ) أي تكلّم به جهاراً ، يقال : صدعتُ الشي‌ءَ ، أي أظهرته وبيّنته ، وصدعتُ بالحقِّ ، أي‌تكلّمتُ به جهاراً. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ١٤٤٢ ( صدع ).

٦٠٤

عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (١) وَايْمُ اللهِ(٢) أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذلِكَ لَكَانَ آمِناً ، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِي الطَّاعَةِ وَخَافَ الْخِلَافَ ، فَلِذلِكَ كَفَّ ، فَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْنَكَ(٣) تَكُونُ مَعَ مَهْدِيِّ هذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالْمَلَائِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ ، وَتُلْحِقُ(٤) بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْيَاءِ(٥) .

ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفاً ، ثُمَّ قَالَ : هَا ، إِنَّ هذَا مِنْهَا ، قَالَ(٦) : فَقَالَ أَبِي : إِي(٧) وَالَّذِي اصْطَفى مُحَمَّداً عَلَى الْبَشَرِ.

قَالَ : فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ ، وَقَالَ : أَنَا إِلْيَاسُ ، مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَبِي(٨) مِنْهُ(٩) جَهَالَةٌ ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ هذَا الْحَدِيثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ ، وَسَأُخْبِرُكَ بِآيَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا ، إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا(١٠) .

__________________

(١) الحجر (١٥) : ٩٤.

(٢) « أيمُ الله » : الأصل فيه : أيْمُنُ الله ، وهو اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويّين ، ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، فتذهب الألف في الوصل ، وهو مرفوع بالابتداء ، وربّما حذفوا منه النون فقالوا : اَيْمُ الله واِيم الله. وقيل : الأصل في أيمن الله أنّهم كانوا يحلفون باليمين ، ويجمع اليمين على أيْمُن ، ثمّ حلفوا به ، ثمّ حذف النون لكثرة الاستعمال ، وألفه ألف قطع ، وإنّما خفّفت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢١ ( يمن ).

(٣) في البحار ، ج ١٣ ، ٤٦ ، ٥٢ : « عينيك ».

(٤) في البحار ، ج ١٣ ، ٥٢ : « يلحق ».

(٥) في « ج » : « الأرواح ».

(٦) في الوافي : « قال ، يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٧) في « ف » : « وإي ».

(٨) في البحار ج ١٣ ، ٤٦ ، ٥٢ : « لي ».

(٩) في « ف » : « فيه ». وفي البحار ج ٢٥ ، ٤٦ ، ٥٢ : « به ».

(١٠) في « بر » : « فلحوا ». و « فَلَجُوا » ، أي ظفروا وفازوا ؛ من الفَلْج بمعنى الظفر والفوز. يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

وفيالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٨ : « وتقرير هذه الحجّة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدّماتها المطويّة ، أن يقال : قد ثبت أنَّ الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه كان تنزّل الملائكة والروح فيها من كلّ أمر ببيان وتأويل سنة فسنة ، كما يدلّ عليه فعل المستقبل الدالّ على التجدّد في الاستقبال ، فنقول :

هل كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الاُمّة سوى ما يأتيه من السماء من عند الله سبحانه ، إِمّا =

٦٠٥

قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبِي : إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِهَا ، قَالَ : قَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِنَّ شِيعَتَنَا إِنْ(١) قَالُوا لِأَهْلِ الْخِلَافِ لَنَا : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ لِرَسُولِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إِلى آخِرِهَا فَهَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ شَيْئاً لَايَعْلَمُهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، أَوْ‌

__________________

= في ليلة القدر ، أو في غيرها ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لما أجمع عليه الاُمّة من أنّ علمه ليس إلّا من عند الله سبحانه ، كما قال تعالى :( إِنْ هُوَ إلّا وَحْيٌ يُوحى ) [ النجم (٥٣) : ٤ ] ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الامّة ، أم لابدّ من ظهوره لهم؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه يوحى إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلى الله عزّوجلّ ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند الله جلّ وعلا إلى الرسول اختلافٌ ، بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ، ثمّ يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الحكم إنّما هو من عند الله جلّ وعزّ ، وهو متعال عن ذلك ، كما قال :( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاْفاً كَثِيراً ) [ النساء (٤) : ٨٢ ].

ثمّ نقول : فمن حكم بحكم فيه اختلاف ، كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ، ثمّ ينقض ذلك الحكم راجعاً عن ذلك الرأي لزعمه أنّه قد أخطأ فيه ، هل وافَقَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فعله ذلك وحكمه ، أم خالَفَه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن في حكمه اختلاف ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فمن لم يكن في حكمه اختلاف ، فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة الله سبحانه إمّا بواسطة أو بغير واسطة ، ومن دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا؟ والأوّل باطل ؛ فثبت الثاني.

ثمّ نقول : فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلّا الله والراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الله سبحانه يقول :( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) [ آل عمران (٣) : ٧ ].

ثمّ نقول : فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي هو من الراسخين في العلم ، هل مات وذهب بعلمه ذلك ولم يبلّغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده ، أم بلّغه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه لو فعل ذلك فقد ضيّع مَن في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده ؛ فثبت الثاني.

ثمَّ نقول : فهل خليفته من بعده ، كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ والاختلاف في العلم ، أم هو مؤيّد من عند الله ، يحكم بحكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يأتيه ويحدّثه من غير وحي ورؤية ، أو ما يجري مجرى ذلك ، وهو مثله إلّافي النبوّة؟ والأوّل باطل ؛ لعدم إغنائه حينئذٍ ؛ لأنّ من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم ، ويلزم التضييع من ذلك أيضاً ؛ فثبت الثاني.

فلابدّ من خليفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله راسِخ في العلم ، عالم بتأويل المتشابه ، مؤيّد من عند الله ، لايجوز عليه الخطأ ولا الاختلاف في العلم ، يكون حجّة على العباد ؛ وهو المطلوب.

(١) في « ب » : « لو ».

٦٠٦

يَأْتِيهِ بِهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام فِي غَيْرِهَا(١) ؟ فَإِنَّهُمْ سَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ كَانَ لِمَا عَلِمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ يُظْهِرَ(٢) ؟ فَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ(٣) كَانَ فِيمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ عِلْمِ اللهِ - عَزَّ ذِكْرُهُ - اخْتِلَافٌ؟

فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَمَنْ حَكَمَ(٤) بِحُكْمِ اللهِ(٥) فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ - فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ كَلَامِهِمْ - فَقُلْ لَهُمْ :( مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٦) .

فَإِنْ قَالُوا : مَنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ؟ فَقُلْ : مَنْ لَايَخْتَلِفُ فِي عِلْمِهِ.

فَإِنْ قَالُوا : فَمَنْ هُوَ ذَاكَ(٧) ؟ فَقُلْ : كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَاحِبَ ذلِكَ(٨) ، فَهَلْ بَلَّغَ أَوْ لَا؟ فَإِنْ قَالُوا : قَدْ بَلَّغَ ، فَقُلْ(٩) : فَهَلْ مَاتَ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُ عِلْماً لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ؟ فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ(١١) : إِنَّ(١٢) خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مُؤَيَّدٌ ، وَ(١٣) لَايَسْتَخْلِفُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا مَنْ يَحْكُمُ بِحُكْمِهِ ، وَإِلَّا مَنْ يَكُونُ مِثْلَهُ إِلَّا النُّبُوَّةَ ، وَإِنْ(١٤) كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمْ يَسْتَخْلِفْ فِي عِلْمِهِ(١٥) أَحَداً ، فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ(١٦) فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ‌

__________________

(١) والمعنى : هل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله علم من غير تينك الجهتين؟ فقوله : « يأتيه » عطف على المنفيّ ، أي يعلمه. ومعنى قوله : « لا » أي ليس لعلمه طريق ثالث ، بل طريقه منحصر في الوحي ، إمّا في ليلة القدر أو غيرها.

(٢) يجوز فيه المبنيّ للفاعل كما يظهر منمرآة العقول .

(٣) في الوسائل : « قل لهم هل » بدل « فقل لهم فهل ».

(٤) في « ف » : « يحكم ».

(٥) في « ف » : + « الذي ». وهو ممّا لابدّ منه إن كان « حكم الله » موصوفاً لا ذا الحال. وفي الوسائل : - « الله ».

(٦) آل عمران (٣) : ٧.

(٧) في الوسائل : « من ذاك » بدل « فمن هو ذاك ».

(٨) في الوسائل : « ذاك ».

(٩) في « ف » : + « لهم ».

(١٠) في « ج ، ف » : + « رسول الله ».

(١١) في « ف » : + « لهم ».

(١٢) في « بح » : « فإنّ ».

(١٣) في « ب ، بف » : - « و ».

(١٤) في البحار ، ج ٢٥ : « فإن ».

(١٥) في الوسائل : - « في علمه ».

(١٦) في « ف » : « ممّن ».

٦٠٧

يَكُونُ بَعْدَهُ.

فَإِنْ قَالُوا لَكَ : فَإِنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقُلْ :( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) (١) إِلى قَوْلِهِ :( إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ ) (٢) .

فَإِنْ قَالُوا لَكَ : لَايُرْسِلُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا إِلى نَبِيٍّ ، فَقُلْ : هذَا الْأَمْرُ الْحَكِيمُ - الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ - هُوَ(٣) مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ الَّتِي تَنْزِلُ(٤) مِنْ سَمَاءٍ(٥) إِلى سَمَاءٍ ، أَوْ(٦) مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ(٧) ؟

فَإِنْ(٨) قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى سَمَاءٍ ، فَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ أَحَدٌ يَرْجِعُ مِنْ طَاعَةٍ إِلى مَعْصِيَةٍ(٩) ، فَإِنْ(١٠) قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ ، وَأَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ الْخَلْقِ إِلى ذلِكَ ، فَقُلْ(١١) : فَهَلْ(١٢) لَهُمْ بُدٌّ مِنْ سَيِّدٍ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهِ؟ فَإِنْ قَالُوا : فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ هُوَ حَكَمُهُمْ(١٣) ، فَقُلْ :( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) إِلى قَوْلِهِ( خالِدُونَ ) (١٤) لَعَمْرِي(١٥) ،

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٢٥. وفي المطبوع : + « [( إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيهَا ) ] ».

(٢) الدخان (٤٤) : ١ - ٥.

(٣) في « ب » : - « هو ».

(٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « بح » : « الذي ينزل ». والروح ممّا يذكّر ويؤنّث. وفي المطبوع : « تنزّل » ، أي تتنزّل ، بحذف إحدى التاءين.

(٥) في حاشية « ض » : « السماء ».

(٦) في « ف » : « و ».

(٧) في « ج ، ف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « الأرض ». وفيشرح المازندراني : « الجملة خبريّة بمعنى الاستفهام ». (٨) في « بح » : « وإن ».

(٩) في « ف ، بح ، بر » : « من طاعته إلى معصيته ».

(١٠) كذا ؛ والسياق يقتضي « وإن ».

(١١) في « ف » : + « لهم ».

(١٢) في « ب » : « هل ».

(١٣) « الحكم » بالتحريك : الحاكم ، وهو القاضي.النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٨ ( حكم ).

(١٤) البقرة (٢) : ٢٥٧.

(١٥) « العَمْرُ » و « العُمْرُ » ، هما وإن كانا مصدرين بمعنى ، إلّا أنّه استعمل في القسم أحدهما ، وهو المفتوح وهو القسم بالحياة. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٦ ( عمر ).

٦٠٨

مَا فِي الْأَرْضِ وَلَا(١) فِي السَّمَاءِ وَلِيٌّ لِلّهِ(٢) - عَزَّ ذِكْرُهُ(٣) - إِلَّا وَهُوَ مُؤَيَّدٌ(٤) ، وَمَنْ أُيِّدَ لَمْ يُخْطِ(٥) ؛ وَمَا فِي الْأَرْضِ عَدُوٌّ لِلّهِ(٦) - عَزَّ ذِكْرُهُ(٧) - إِلَّا وَهُوَ مَخْذُولٌ(٨) ، وَمَنْ خُذِلَ لَمْ يُصِبْ ، كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ لَابُدَّ مِنْ تَنْزِيلِهِ مِنَ السَّمَاءِ يَحْكُمُ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ ، كَذلِكَ(٩) لَابُدَّ مِنْ وَالٍ.

فَإِنْ قَالُوا : لَانَعْرِفُ هذَا ، فَقُلْ لَهُمْ(١٠) : قُولُوا مَا أَحْبَبْتُمْ ، أَبَى اللهُ(١١) بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يَتْرُكَ الْعِبَادَ وَلَاحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : ثُمَّ وَقَفَ(١٢) ، فَقَالَ : هَاهُنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ بَابٌ غَامِضٌ(١٣) ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَالُوا : حُجَّةُ اللهِ الْقُرْآنُ؟ قَالَ : إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِنَاطِقٍ يَأْمُرُ وَيَنْهى(١٤) ، وَلكِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ يَأْمُرُونَ وَيَنْهَوْنَ.

__________________

(١) في « ف » : « وما ».

(٢) في « ف » : « الله ».

(٣) في « ج » : « عزّ وجلّ ». وفي « بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».

(٤) « مُؤَيَّدٌ » ، أي مُقَوَّى ، من الأيْد بمعنى القوّة ، يقال : آدَ الرجلُ يئيدُ أيْداً : اشتدّ وقوي ، وتقول منه : أيّدتُه تأييداً ، أي قوّيته. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ( أيد ).

(٥) في « ج » : « لم يخطئ » ، وهو الأصل ، فقلبت الهمزة ياءً ثمّ سقطت الياء بالجازم.

(٦) في « ف » : « الله ».

(٧) في « ألف ، بف » : « عزّ وجلّ ». وفي « ب ، ف ، بح ، بر ، بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».

(٨) « مَخْذُول » ، من خَذَلَهُ يَخْذُلُه خِذْلاناً ، أي ترك عَوْنَهُ ونُصْرَتَهُ.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٣ ( خذل ).

(٩) في الوافي : + « و ».

(١٠) في « بس ، بف » والوافي : - « لهم ».

(١١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي « بر » والمطبوع : + « عزّ وجلّ».

(١٢) فيمرآة العقول : « قال : ثمّ وقف ، أي ترك أبي الكلام ؛ فقال ، أي إلياس. وقيل : ضمير وقف أيضاً لإلياس ، أي‌قام تعظيماً. والأوّل أظهر ».

(١٣) الغامِضُ من الكلام خلافُ الواضح. قال المجلسي فيمرآة العقول : « باب غامض ، أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر عند إرادة النبيّ الوصيّة : حسبنا كتاب الله. وقيل : الغامض بمعنى السائر المشهور ، من قولهم : غمض في الأرض ، إذا ذهب وسار ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٨ ( غمض ).

(١٤) في « بر » : « بأمر ونهي ».

٦٠٩

وَأَقُولَ : قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِيبَةٌ(١) مَا هِيَ فِي السُّنَّةِ وَالْحُكْمِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، وَلَيْسَتْ فِي الْقُرْآنِ ، أَبَى اللهُ - لِعِلْمِهِ بِتِلْكَ الْفِتْنَةِ - أَنْ تَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ(٢) رَادٌّ لَهَا وَمُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا.

فَقَالَ : هَاهُنَا تَفْلُجُونَ(٣) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - قَدْ عَلِمَ بِمَا يُصِيبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ، أَوْ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّينِ أَوْ غَيْرِهِ ، فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِيلاً(٤) .

قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : هَلْ تَدْرِي(٥) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، دَلِيلُهُ(٦) مَا هُوَ(٧) ؟

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : نَعَمْ ، فِيهِ جُمَلُ الْحُدُودِ ، وَتَفْسِيرُهَا عِنْدَ الْحَكَمِ(٨) ، فَقَالَ(٩) : أَبَى اللهُ أَنْ يُصِيبَ عَبْداً بِمُصِيبَةٍ فِي دِينِهِ أَوْ فِي(١٠) نَفْسِهِ أَوْ(١١) مَالِهِ لَيْسَ فِي أَرْضِهِ مَنْ(١٢) حُكْمُهُ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِي تِلْكَ الْمُصِيبَةِ.

__________________

(١) فيالوافي : « المصيبة » أي قضيّة مشكلة ومسألة معضلة.

(٢) فيشرح المازندراني : « الحكم ، إمّا بالتحريك ، أو بضمّ الحاء وسكون الكاف. والضمير راجع إلى الله ».

(٣) في « بر » : « تُفْلِجُون ». وفي البحار ، ج ٢٥ : « يفلجون ».

(٤) في « ف » : + « عليه ».

(٥) في حاشية « ض » : « أتدري ».

(٦) هكذا في « ف ». وجملة « دليله ما هو » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعول « تدري ». وفي « بر » : « دليلك ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « دليل ». (٧) في « ض » والبحار ، ج ٢٥ : « فقال ».

(٨) هكذا في « ض ، بف » أي بالتحريك وليس في غيرهما ما ينافيه ، وهو الذي يقتضيه المقام ، واختاره الفيض‌فيالوافي وقال : « الحكَم ، بفتح الكاف يعني الحجّة ». وهو الظاهر من كلام المازندراني في شرحه ، حيث قال : « وتفسيرها عند الحاكم العالم بمعانيه ». وفي « بح » : « الحكيم ».

(٩) في « ب ، ف ، بح ، بف » وحاشية « ج ، ض ، بر » والوافي والبحار ، ج ٢٥ : « فقد ».

(١٠) في « بس » : - « في ».

(١١) هكذا في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار ، ج ٢٥. وفي « ألف » والمطبوع : + « في ».

(١٢) هكذا في « ب ، ف ، بر ، بس » أي بفتح الميم ، وليس في غيرها ما ينافيه. وفيالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١ : لفظة « من » في « من حكمه » إمّا اسم موصول ، فتكون اسم ليس ؛ أو حرف جرّ ، فتكون صلة للخروج الذي يتضمّنه معنى القضاء في قاضٍ ، أي قاضٍ خارج من حكمه بالصواب. وراجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧١.

٦١٠

قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : أَمَّا فِي هذَا الْبَابِ ، فَقَدْ فَلَجْتَهُمْ(١) بِحُجَّةٍ إِلَّا أَنْ يَفْتَرِيَ خَصْمُكُمْ عَلَى اللهِ ، فَيَقُولَ : لَيْسَ لِلّهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - حُجَّةٌ.

وَلكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِيرِ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) : مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام (٢) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (٣) قَالَ : فِي أَبِي فُلَانٍ وَأَصْحَابِهِ(٤) ، وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ ، وَوَاحِدَةٌ مُؤَخِّرَةٌ(٥) ؛ لَا تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام (٦) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ ، فَلَمْ أَرَهُ ».(٧)

٦٤٦/ ٢. وَ(٨) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا(٩)

__________________

(١) في الوافي والبحار ، ج ٢٥ : « فلجتم ».

(٢) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « عليّ به ». وقوله : ممّا خصّ به عليّعليه‌السلام ، من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ، بتقدير قال ، كأنّه سقط من النسّاخ. أو من كلام إلياس. راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٢.

(٣) الحديد (٥٧) : ٢٣. وفي « ف » : + « من الفتنة ».

(٤) في البحار ، ج ٢٥ : « ولكن أخبرني عن تفسير( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَآءَاتَاكُمْ ) قال : في أبي فلان وأصحابه » بدل « ولكن أخبرني - إلى - وأصحابه ».

(٥) في « بج ، بس ، بو ، جل » : + « و ».

(٦) في الوافي : « عليّعليه‌السلام به » بدل « به عليّعليه‌السلام ».

(٧)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٥١ ، من قوله : « أخبرني عن تفسير :( لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) .الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢ ، ح ٤٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ، من قوله : « فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الله » إلى قوله : « في أصلاب الرجال عمّن يكون بعده » ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٩٧ ، ح ٤ ؛ وج ٢٥ ، ص ٧٤ ، ح ٦٤ ؛ وج ٤٦ ، ص ٣٦٣ ، ح ٤ ؛ وج ٥٢ ، ح ٣٧١ ، ح ١٦٣.

(٨) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : - « و ». ثمّ إنّ السند معلّق على ما قبله ، ويروي الكليني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بالسندين المذكورين في ح ١. يدلّ على ذلك ما يأتي في سندي الحديثين : الثالث والرابع من عبارة : « وبهذا الإسناد ».

(٩) في « ض ، بر » : « إذ ».

٦١١

اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ(١) دُمُوعاً(٢) ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِي؟ قَالَ : فَقَالُوا : لَا ، قَالَ : زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) (٣) ، فَقُلْتُ لَهُ(٤) : هَلْ رَأَيْتَ الْمَلَائِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، تُخْبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَقُولُ :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) (٥) وَقَدْ دَخَلَ فِي هذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ ، فَاسْتَضْحَكْتُ.

ثُمَّ قُلْتُ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَنْشُدُكَ اللهَ(٦) هَلْ فِي حُكْمِ اللهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - اخْتِلَافٌ؟ قَالَ : فَقَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : مَا تَرى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً أَصَابِعَهُ بِالسَّيْفِ حَتّى سَقَطَتْ ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَتى رَجُلٌ آخَرُ ، فَأَطَارَ كَفَّهُ ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ قَاضٍ ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ(٧) ؟

قَالَ(٨) : أَقُولُ لِهذَا الْقَاطِعِ : أَعْطِهِ دِيَةَ كَفِّهِ(٩) ، وَأَقُولُ لِهذَا الْمَقْطُوعِ(١٠) : صَالِحْهُ عَلى(١١) مَا شِئْتَ ، وَابْعَثْ(١٢) بِهِ إِلى ذَوَيْ عَدْلٍ.

قُلْتُ : جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِي حُكْمِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَنَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، أَبَى اللهُ‌

__________________

(١) « اغْرَوْرَقَتْ عيناه » ، أي غَرِقَتا بالدموع. وهو افْعَوْعَلَتْ من الغَرَق.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦١ ( غرق ).

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٤ : « ودُمُوعاً ، تميز ، وقيل : هو مصدر دَمَعَتْ عينه ، كمنع إذا ظهر منه الدمع ، وهو مفعول له ، أو جمع دَمْع بالفتح وهو ماء العين ، فهو بتقدير مِنْ ، مثل : الحوضُ ملآن ماءً ، أو هو مفعول فيه ». (٣) فصّلت (٤١) : ٣٠ ؛ الأحقاف (٤٦) : ١٣.

(٤) في البحار ، ج ٤٢ : - « له ».

(٥) الحجرات (٤٩) : ١٠.

(٦) يقال : نَشَدْتُك اللهَ ، وأنْشُدُك اللهَ وبالله ، ناشدتُك اللهَ وبالله ، أي سألتك وأقسمتُ عليك ، أي سألتك به مُقْسِماًعليك. ويقال : نَشَدْتُ فلاناً أنْشُدُه نَشداً ، إذا قلت له : نَشَدْتك اللهَ ، أي سألتك بالله كأنّك ذَكّرتَهُ إيّاه فنشد ، أي تذكّر. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٣ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ ( نشد ).

(٧) في « ف ، بر ، بف » والبحار ، ج ٢٥ ، ٤٢ : + « به ».

(٨) في حاشية « ف » : « فقال ».

(٩) في « ألف » : « الكفّ ».

(١٠) في « ف » : + « أصابعه ».

(١١) في « ف » : - « على ».

(١٢) في « ض ، بر » : « وأبْعَثُ ». والمقام يقتضي أن يكون العاطف « أو ». والمعنى هو التخيير بين الصلح وأخذ الأرش.

٦١٢

- عَزَّ ذِكْرُهُ - أَنْ يُحْدِثَ فِي خَلْقِهِ شَيْئاً مِنَ الْحُدُودِ(١) لَيْسَ(٢) تَفْسِيرُهُ فِي الْأَرْضِ ؛ اقْطَعْ(٣) قَاطِعَ الْكَفِّ أَصْلاً ، ثُمَّ أَعْطِهِ دِيَةَ الْأَصَابِعِ ، هكَذَا(٤) حُكْمُ اللهِ لَيْلَةً يَنْزِلُ(٥) فِيهَا أَمْرُهُ ، إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَدْخَلَكَ اللهُ النَّارَ ، كَمَا أَعْمى بَصَرَكَ يَوْمَ جَحَدْتَهَا(٦) عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ(٧) : فَلِذلِكَ عَمِيَ بَصَرِي(٨) ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ بِذلِكَ؟ فَوَ اللهِ(٩) ، إِنْ عَمِيَ بَصَرُهُ(١٠) إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ(١١) جَنَاحِ الْمَلَكِ ، قَالَ(١٢) : فَاسْتَضْحَكْتُ ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ يَوْمَهُ ذلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ.

ثُمَّ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلِ أَمْسِ ، قَالَ لَكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَإِنَّهُ(١٣) يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ(١٤) أَمْرُ(١٥) السَّنَةِ ، وَإِنَّ لِذلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقُلْتَ : مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ : أَنَا وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ‌

__________________

(١) في « بح » : « الحدّ ».

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر » والوافي. والجملة صفة « شيئاً ». وفي « ج ، بح » والبحار ، ج ٢٥ و ٤٢ : « فليس ». وفي « بس ، بف » والمطبوع : « وليس ».

(٣) في « ب » : « فاقطع ». وفي الكافي ، ح ١٤٢٩١ والتهذيب : + « يد ».

(٤) في « ب ، ج ، بح ، بس » وحاشية « ف ، بر » والكافي ، ح ١٤٢٩١ والتهذيب : « هذا ».

(٥) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس » والوافي. وفي « ج » : « ينزّل ». وفي « بر » والمطبوع وشرح المازندراني : « تنزَّل ». وفي « بف » : « نزل ». (٦) في « بر » : + « على ».

(٧) في « بر » : « فقال ».

(٨) قال المجلسي فيمرآة العقول : « قوله : فلذلك عمي بصري » ، الظاهر أنّ هذا تصديق واعتراف منه بذلك كما يدلّ ما سيأتي ، لا استفهام إنكار كما يتراءى من ظاهره ».

(٩) قال الفيض فيالوافي : « فوالله ، من كلام الصادقعليه‌السلام ، معترض » ، وقال المجلسي في مرآة العقول : « قوله : فو الله ، من كلام الباقرعليه‌السلام ، وإنْ نافية ، وقائل فاستضحكتُ أيضاً الباقرعليه‌السلام ».

(١٠) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٢٥. وفي المطبوع : « بصري ».

(١١) « الصَفْقَةُ » : مرّة من التصفيق باليد ، وهو التصويت بها. والصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، يقال : صَفَق له بالبيع والبيعة صَفْقاً ، أي ضرب يده على يده. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٧ ( صفق ).

(١٢) في « ب ، بح ، بس » : - « قال ».

(١٣) في « ف » : « وإنّها ».

(١٤) في « بر » : « الليل ».

(١٥) في البحار ، ج ٤٦ : + « تلك ».

٦١٣

صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ(١) ، فَقُلْتَ : لَا أَرَاهَا كَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَتَبَدّى لَكَ(٢) الْمَلَكُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ(٣) ، فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَبْدَ اللهِ ، رَأَتْ(٤) عَيْنَايَ الَّذِي حَدَّثَكَ بِهِ عَلِيٌّ - وَلَمْ تَرَهُ عَيْنَاهُ ، وَلكِنْ وَعى قَلْبُهُ(٥) ، وَوُقِرَ(٦) فِي سَمْعِهِ - ثُمَّ صَفَقَكَ(٧) بِجَنَاحِهِ(٨) فَعَمِيتَ.

قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْ‌ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ(٩) ، فَقُلْتُ لَهُ : فَهَلْ(١٠) حَكَمَ اللهُ فِي حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَيْنِ؟ قَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : هَاهُنَا هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ».(١١)

__________________

(١) فيشرح المازندرانى ، ج ٦ ، ص ٥ : « قوله : أئمّة محدّثون ، خبر لقوله : أنا وأحد عشر من صلبي ، أو حال عنه‌وهو خبر مبتدأ محذوف وهو « هُمْ » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نحن أئمّة ».

(٢) « فتبدّى لك » ، أي ظهر لك. تبدّى في اللغة بمعنى أقام بالبادية ، نعم جاء في بعض كتب اللغة الحديثة بمعنى ظهر. راجع :المعجم الوسيط ، ص ٤٤ ( بدا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٦.

(٣) في « بس ، بف » : « تحدّثه ».

(٤) في البحار ، ج ٢٥ : « رأيت ».

(٥) « وَعَى قَلْبُهُ » ، أي حفظ ما أُلقي إليه. يقال : وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْياً فأنا واع ، إذا حَفِظْتَه وفَهِمْتَه ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(٦) في « ض ، و ، بح ، بر » : « وقّر ». و « وَقَرَ » كوَعَدَ بمعنى ثبت وسكن ، على ما في الشروح. وفي اللغة : وَقَرَ في القلب ، أي سكن فيه وثبت ، من الوَقار بمعنى الحِلْم والرَزانة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٣ ( وقر ).

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « صفّقك ». وفي حاشية « ج » : « خفقك » وقال الجوهري : الصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، وكذلك التصفيق ، يقال : صَفَقَتْهُ الريحُ وصَفَّقَتْه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٧ ( صفق ). (٨) في حاشية « ج » والبحار ، ج ٢٥ ، ٤٢ : « بجناحيه ».

(٩) في الوافي : « كأنّه نفى [ ابن عبّاس ] بهذا الكلام أن يكون في الاُمّة من علم حكم المختلف فيه ؛ فاحتجّعليه‌السلام بأنّه إذاكان الحكم مردوداً إلى الله ، وليس عند الله في الواقع إلّاحكم واحد ، فكيف يحكمون تارة بأمر وتارة بآخر ، وهل هذا إلّا مخالفة لله‌سبحانه في أحد الحكمين ، التي هي سبب الهلاك والإهلاك ».

(١٠) في « ف » : + « عليك ».

(١١)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهمعليهم‌السلام ، ح ١٣٩٨. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٦٠ ، ح ٣ ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من رجاله ، عن أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام وفيهما من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون ».الكافي ، كتاب الديات ، باب نادر ، =

٦١٤

٦٤٧/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(١) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ :( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢) يَقُولُ : يَنْزِلُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ(٣) . وَالْمُحْكَمُ لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ وَاحِدٌ ، فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَرَأى أَنَّهُ مُصِيبٌ ، فَقَدْ حَكَمَ(٤) بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ(٥) ؛ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلى وَلِيِّ الْأَمْرِ تَفْسِيرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً ، يُؤْمَرُ فِيهَا فِي أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَفِي أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَإِنَّهُ لَيَحْدُثُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ سِوى ذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِلْمُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الْخَاصُّ وَالْمَكْنُونُ الْعَجِيبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ». ثُمَّ قَرَأَ :( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ

__________________

= ح ١٤٢٩١ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش.التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٠٨٢ ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفيهما من قوله : « يابن عبّاس أُنشدك » إلى قوله : « هكذا حكم الله ». وفيالخصال ، ص ٤٧٩ ، باب الاثني عشر ، ح ٤٧ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٠٤ ، ح ١٩ ؛ وكفاية الأثر ، ص ٢٢٠ ، بسندها عن محمّد بن يحيى. وفيالغيبة للطوسي ، ص ١٤١ ، ح ١٠٦ ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون » وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٧١١.الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٣ ، ح ٤٨٤ ؛الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٧٢ ، ح ٣٥٣٩٩ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧٨ ، ح ٦٥ ؛ وج ٤٢ ، ص ١٥٨ ، ح ٢٧.

(١) إشارة إلى السند المتقدّم في ح ١ ، والناقل عن أبي جعفر الظاهرِ في أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، هو أبو جعفر الثانيعليه‌السلام . (٢) الدخان (٤٤) : ٤.

(٣) قال ابن الأثير : « الحَكِيمُ ، هو الـمُحْكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مُفْعَل ، احْكِمَ فهو مُحْكَمٌ ». وقال المجلسي : « الحكيم فعيل بمعنى المفعول ، أي المعلوم اليقيني ، من حَكَمَهُ كنصره : إذا أتقنه ومنعه عن الفساد ، كأحكمه ». راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٧٩ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤١٩ ( حكم ).

(٤) في « بس » : + « فيه ».

(٥) « الطاغوت » : الكاهن ، والشيطان ، وكلّ رأس ضلال ، وكلّ معبود من دون الله تعالى ، أو صَدَّ عن عبادة الله ، أو اُطيع بغير أمر الله ، وكلّ متعدٍّ ؛ من الطُغيان بمعنى تجاوز الحدّ في العصيان. وأصله طَغَوُوت ، ولكن قُلِبَ لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة ، ثمّ قُلِبَ الواو ألفاً لتحرّكه وانفتاح ما قبله. راجع :المفردات للراغب ، ص ٥٢٠ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٣ ( طغا ).

٦١٥

اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) .(٢)

٦٤٨/ ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ :( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صَدَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْزَلَ اللهُ(٤) الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (٥) قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَا أَدْرِي(٦) .

قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، قَالَ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : وَهَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : لِأَنَّهَا( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (٧) ( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وَإِذَا أَذِنَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِشَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ رَضِيَهُ.

( سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (٨) يَقُولُ : تُسَلِّمُ(٩) عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، مَلَائِكَتِي وَرُوحِي بِسَلَامِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ :( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ (١٠) الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (١١) فِي( إِنّا أَنْزَلْناهُ (١٢) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، وَقَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ( وَما مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

__________________

(١) لقمان (٣١) : ٢٧.

(٢)الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٥ ، ح ٤٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ، وفيه قطعة منه ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ١٨٣ ، ح ٢٢ ، من قوله : « إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر » ؛ وج ٢٥ ، ص ٧٩ ، ح ٦٦.

(٣) إشارة إلى السند المذكور في ح ١.

(٤) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : - « الله ».

(٥) في « بف » : -( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) .

(٦) في « ف » : « ما أدري ».

(٧) هكذا في « بج ، جه ، بر » وحاشية « بح » والقرآن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تنزّل فيها الملائكة والروح ».

(٨) القدر (٩٧) : ١ - ٥.

(٩) في « بح » والبحار : « يسلّم ».

(١٠) فيمرآة العقول : « أقول : فيها قراءتان : إحدهما : « لاتُصِيبَنَّ » وهي المشهورة ، والاُخرى « لَتصيبنّ » باللام‌المفتوحة فما ذكرهعليه‌السلام [ أي قولهعليه‌السلام : فهذه فتنة أصابتهم خاصّة ] شديد الانطباق على القراءة الثانية ».

(١١) الأنفال (٨) : ٢٥.

(١٢) فيشرح المازندراني : « قوله : في إنّا أنزلناه ، ظرف للظلم المستفاد من ظلموا ».

٦١٦

أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ ) (١) .

يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْأُولى : إِنَّ مُحَمَّداً حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَضَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فَهذِهِ فِتْنَةٌ(٢) أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً ، وَبِهَا ارْتَدُّوا(٣) عَلى أَعْقَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا : لَمْ تَذْهَبْ(٤) ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهَا أَمْرٌ ، وَإِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ ».(٥)

٦٤٩/ ٥. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ(٧) : اجْتَمَعَ(٨) التَّيْمِيُّ(٩) وَالْعَدَوِيُّ(١٠) عِنْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَهُوَ يَقْرَأُ( إِنّا أَنْزَلْنَاهُ ) بِتَخَشُّعٍ وَبُكَاءٍ(١١) ، فَيَقُولَانِ : مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهذِهِ السُّورَةِ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لِمَا رَأَتْ عَيْنِي ، وَوَعى قَلْبِي(١٢) ،

__________________

(١) آل عمران (٣) : ١٤٤.

(٢) في « ج » : - « فتنة ». و « الفِتْنَةُ » : الضلال والإثم ، يقال : فَتَنَتْهُ الدنيا ، أي أضلّته عن طريق الحقّ ، والفاتن : المضلّ‌عن الحقّ. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣١٨ ( فتن ).

(٣) قال الجوهري : الارتداد : الرجوع ، ومنه الـمُرتَدّ.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٣ ( ردد ).

(٤) في « ف » والبحار : « لم يذهب ».

(٥)الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٧ ، ح ٤٨٦ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٨٠ ، ح ٦٧.

(٦) في « ف » : « بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ». والسند معلّق ، ويروي الكليني بكلا سنديه المتقدّمين في ح ١ ، عن‌أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٧) في « ج » : « يقول كثيراً ». وفي « بر » : « يقول كثيراً ما ». وفي « بس ، بف » : « كثيراً يقول ».

(٨) هكذا في « ألف ، ج ، بح ، بر » والوافي. وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما اجتمع ». وفيشرح المازندراني : « وما زائدة للمبالغة ».

(٩) « التَيْمِيُّ » : نسبة إلى تَيْم في قريش ، رهط أبي بكر ، وهو تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فِهْر بن‌مالك بن النَضْر.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٩ ( تيم ).

(١٠) في « ب ، ف » : « العدوي والتميمي ». و « العَدَوِيُّ » : نسبة إلى عَدِيّ من قريش ، رهط عمر بن الخطّاب ، وهو عَدِيُّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النَضْر. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٢ ( علا ).

(١١) في « ف » : « ويتخشّع ويبكي ».

(١٢) « وَعَى قلبي » ، أي حفظ ما اُوحي إليه ، يقال : وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْياً فأنا واع ، إذا حفظتَه وفهمتَه ، وفلان =

٦١٧

وَلِمَا يَرى قَلْبُ هذَا مِنْ بَعْدِي.

فَيَقُولَانِ : وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ وَمَا الَّذِي يَرى؟

قَالَ : فَيَكْتُبُ لَهُمَا فِي التُّرَابِ :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ(١) : هَلْ بَقِيَ شَيْ‌ءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كُلِّ أَمْرٍ ) ؟ فَيَقُولَانِ : لَا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَيْهِ بِذلِكَ؟ فَيَقُولَانِ : أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ.

فَيَقُولُ : هَلْ تَكُونُ(٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِي؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ(٣) : فَيَقُولُ : فَهَلْ(٤) يَنْزِلُ ذلِكَ الْأَمْرُ فِيهَا؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : إِلى مَنْ؟ فَيَقُولَانِ : لَانَدْرِي ، فَيَأْخُذُ بِرَأْسِي وَيَقُولُ(٥) : إِنْ لَمْ تَدْرِيَا فَادْرِيَا ، هُوَ هذَا مِنْ بَعْدِي.

قَالَ : فَإِنْ(٦) كَانَا لَيَعْرِفَانِ(٧) تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ شِدَّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا(٨) مِنَ الرُّعْبِ ».(٩)

٦٥٠/ ٦. وَ(١٠) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(١١) : « يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِسُورَةِ‌

__________________

= أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٧ ( وعا ).

(١) في « ف ، بر » : « قال ».

(٢) في « ب ، بح ، بس » : « يكون ».

(٣) في « ب » : - « قال ».

(٤) في « بح » : « هل ».

(٥) في الوافي والبصائر : « فيقول ».

(٦) « إنْ » مخفّفة من المثقّلة ، يلزمها اللام للفرق بينها وبين النافية ، ويجوز إبطال عملها وإدخالها على كان ونحوه ، وضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد في الخبر ؛ يعني فإنّ الشأن أنّهما كانا ليعرفان ألبتّة تلك الليلة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لشدّة الرعب الذي تداخلهما فيه. والرعب إمّا لإخبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بنزول الملائكة ، أو بمحض النزول بالخاصّيّة ، أو بإلقاء الله سبحانه الرعب في قلوبهم لإتمام الحجّة. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١١ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٧.

(٧) في البصائر : « يفرقان ».

(٨) في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بس » وحاشية بدرالدين : « تداخلهما ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦ ، عن أحمد بن محمّد وأحمد بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٩ ، ح ٤٨٧ ؛البحار ، ج ٩٧ ، ص ٢١ ، ح ٤٧.

(١٠) السند معلّق على ح ١ ، كما لايخفى.

(١١) في البحار : « أنّه قال ».

٦١٨

( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) (١) تَفْلُجُوا(٢) ، فَوَ اللهِ ، إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ ، وَإِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا(٣) .

يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِـ( حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ ) (٤) فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى(٥) :( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) »(٦) .

قِيلَ(٧) : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، نَذِيرُهَا مُحَمَّدٌ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ(٩) : « صَدَقْتَ ، فَهَلْ كَانَ نَذِيرٌ - وَهُوَ حَيٌّ - مِنَ الْبَعَثَةِ(١٠) فِي‌أَقْطَارِ(١١) الْأَرْضِ؟ » فَقَالَ السَّائِلُ : لَا ، قَالَ(١٢) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « أَرَأَيْتَ(١٣) بَعِيثَهُ ، أَلَيْسَ(١٤) نَذِيرَهُ ، كَمَا أَنَّ(١٥) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي(١٦) بِعْثَتِهِ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - نَذِيرٌ؟ » فَقَالَ(١٧) : بَلى ، قَالَ : « فَكَذلِكَ لَمْ يَمُتْ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا وَلَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ ».

قَالَ(١٨) : « فَإِنْ قُلْتُ : لَا ، فَقَدْ ضَيَّعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ‌

__________________

(١) في « ض » والبحار : + «( فِى لَيْلَةٍ الْقَدْر ) ».

(٢) في « ف » : « تفلحوا ». و « تَفْلُجُوا » ، أي تظفروا وتفوزوا ، من الفَلْج بمعنى الفوز والظفر ، يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه إذا غلبه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

(٣) فيالوافي : « لسيّدة دينكم » يعني لسيّدة حجج دينكم. « لغاية علمنا » أي نهاية ما يحصل لنا من العلم ؛ لكشفها عن ليلة القدر التي تحصل لنا فيما غرائب العلم ومكنوناته. وفي بعض النسخ : « غاية ما علمنا ».

(٤) الدخان (٤٤) : ١ - ٣. في البحار : - «( إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ) ».

(٥) في البحار : « إنّ الله تبارك وتعالى يقول » بدل « يقول الله تبارك وتعالى ».

(٦) فاطر (٣٥) : ٢٤.

(٧) في البحار : « فقيل ».

(٨) في البحار : « نذير هذه الاُمّة محمّد ».

(٩) في « ب ، ج ، بح ، بر » والوافي : « فقال ».

(١٠) « البعثة » هي بكسر الباء وسكون العين مصدر ، أي من جهة بعثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه إلى أقطار الأرض. أو بفتحهما ، جمع « بعيث » بمعنى المبعوث. راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٨.

(١١) « الأقطار » : جمع القُطر ، وهو الجانب والناحية. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قطر ).

(١٢) في البحار : « فقال ».

(١٣) في البحار : + « أن ».

(١٤) في « بر » وحاشية « ف » والبحار : « ليس » بدون همزة الاستفهام.

(١٥) في « بس » : « كان ».

(١٦) في « ج » : + « يوم ».

(١٧) في « ب » : « قال ».

(١٨) في البحار : - « قال ».

٦١٩

أُمَّتِهِ ». قَالَ : وَمَا يَكْفِيهِمُ(١) الْقُرْآنُ؟ قَالَ : « بَلى ، إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً(٢) ». قَالَ : وَمَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قَالَ : « بَلى(٣) ، قَدْ(٤) فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَفَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذلِكَ الرَّجُلِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ».

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كَأَنَّ(٥) هذَا أَمْرٌ(٦) خَاصٌّ لَايَحْتَمِلُهُ(٧) الْعَامَّةُ؟ قَالَ(٨) : « أَبَى اللهُ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتّى يَأْتِيَ إِبَّانُ أَجَلِهِ(٩) الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ دِينُهُ ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَعَ خَدِيجَةَ مُسْتَتِراً(١٠) حَتّى أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ ».

قَالَ السَّائِلُ : يَنْبَغِي(١١) لِصَاحِبِ هذَا الدِّينِ أَنْ يَكْتُمَ؟ قَالَ : « أَوَمَا كَتَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام يَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى ظَهَرَ(١٢) أَمْرُهُ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « فَكَذلِكَ أَمْرُنَا حَتّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ».(١٣)

٦٥١/ ٧. وَ(١٤) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَقَدْ خَلَقَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْيَا ؛ وَلَقَدْ خَلَقَ فِيهَا أَوَّلَ نَبِيٍّ يَكُونُ ، وَأَوَّلَ وَصِيٍّ يَكُونُ ؛ وَلَقَدْ قَضى أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةٌ يَهْبِطُ فِيهَا بِتَفْسِيرِ الْأُمُورِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ(١٥) ؛ مَنْ(١٦)

__________________

(١) في البحار : « فقال السائل : أولم يكفهم » بدل « قال : وما يكفيهم ».

(٢) في « ج » : « معبّراً ».

(٣) في « ب » : + « و ».

(٤) في البحار : « ولكن ».

(٥) هكذا في « ج ، ض ، و ، بح ، بر » والوافي. ويقتضيه رفع « أمر ». وفي المطبوع : « كان ».

(٦) في البحار : « الأمر ».

(٧) في « ج » : « لا يحمله ».

(٨) في البحار : + « نعم ».

(٩) « إبّان أجله » أي وقت أجله. والنون أصليّة فيكون فِعّالاً. وقيل : هي زائدة ، وهو فِعلان من أبّ الشي‌ء ، إذا تهيّأللذهاب. والأجل : هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ».النهاية ، ج ١ ، ص ١٧ ( أبن ) ؛ وص ٢٦ ( أجل ). (١٠) في « بر » : « لمستتراً ».

(١١) في البحار : « أينبغي ».

(١٢) في البحار : « أظهر ».

(١٣)الوافي ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ٤٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٥٣٤ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٧١ ، ح ٦٢.

(١٤) السند معلّق على سند ح ١ ، كما لايخفى.

(١٥) في « ف » : « المستقبلة ».

(١٦) في البحار : « فمن ».

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722