الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 294998 / تحميل: 10504
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا شَاءَ(١) أَنْ يَعْلَمَ ، عُلِّمَ(٢) ».(٣)

٦٧٠/ ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ(٤) إِذَا شَاءَ أَنْ يَعْلَمَ ، أُعْلِمَ(٥) ».(٦)

٦٧١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً ، أَعْلَمَهُ اللهُ(٧) ذلِكَ ».(٨)

٤٧ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَعْلَمُونَ (٩) مَتى يَمُوتُونَ ،

وَأَنَّهُمْ لَايَمُوتُونَ إِلَّا بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ‌

٦٧٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ‌

__________________

(١) في « بر » : « إن شاء ».

(٢) هكذا في « ج ، بح ». وهو مقتضى الروايات الآتية. وفي « ب » : « اُعلم ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٣ ، عن سهل بن زياد.وفيه ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٨.

(٤) في البصائر ، ح ١ : « العالم » بدل « إنّ الإمام ».

(٥) في « ج » : « علّم ». وفي البصائر ، ح ١ ، ٢ ، ٣ : « علم ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن عبد الجبّاروفيه ، ح ٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن يزيد بن فرقد النهدي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان بن يحيى.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ذيل ح ١١٥٨.

(٧) في البصائر : « علّمه الله ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، عن عمران بن موسي ، عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفي بعض نسخ البصائر : « عمر بن سعيد المدائني ، عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٩.

(٩) في « ب » : + « أنّهم ».

٦٤١

وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ(١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَيُّ إِمَامٍ لَايَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلى مَا يَصِيرُ ، فَلَيْسَ ذلِكَ بِحُجَّةٍ لِلّهِ(٣) عَلى خَلْقِهِ ».(٤)

٦٧٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ(٥) مِنَ الْعَامَّةِ بِبَغْدَادَ(٦) مِمَّنْ كَانَ يُنْقَلُ عَنْهُ(٧) ، قَالَ : قَالَ لِي : قَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يَقُولُونَ(٨) بِفَضْلِهِ مِنْ أَهْلِ هذَا(٩) الْبَيْتِ ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ فِي فَضْلِهِ وَنُسُكِهِ(١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ(١١) ؟ وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟

قَالَ : جُمِعْنَا(١٢) أَيَّامَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ ثَمَانِينَ رَجُلاً مِنَ‌

__________________

(١) ورد مضمون الخبر فيبصائرالدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث المبطل ، والمذكور في بعض نسخه « البطل » بدل « المبطل ». وعنوان « عبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث البطل » أيضاً محرّف من « عبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم بن الحارث البطل ». لاحظ :بصائر الدرجات ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠.

(٢) في « ب » : + « لي ».

(٣) في « ب ، بر » وحاشية « ض » : « الله ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، وفيه : « عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمّد بن القاسم بن حارث المبطل عن أبي بصير ، أو عمّن روى عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الإمام لو لم يعلم ما يصيبه ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦١.

(٥) « القَطِيعَةُ » : الهِجْران ، ومَحال ببغداد أقْطَعَها المنصور اُناساً من أعيان دولته ليَعْمُرُوها ويسكنوها ، منها قَطِيعَتا الربيع بن يونس : الخارجة والداخلة. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٨ ( قطع ).

(٦) في قرب الإسناد والأمالى والعيون والغيبة : - « ببغداد ».

(٧) في قرب الإسناد : « يقبل منه ». وفي الأمالي والعيون : « يقبل قوله ».

(٨) في حاشية « بف » : « يقول ».

(٩) في « بر » : - « هذا ».

(١٠) في « ج » : « نسك ». و « النُسْكُ » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. والنُسْكُ : ما أمَرَتْ به الشريعة.النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).

(١١) في « ف » والعيون : « ومن هو ». وفي « بح » : « ومن ».

(١٢) « جمعنا » على صيغة المجهول ، و « ثمانين » حال عن ضمير المتكلّم أو منصوب على الاختصاص. =

٦٤٢

الْوُجُوهِ(١) الْمَنْسُوبِينَ إِلَى الْخَيْرِ ، فَأُدْخِلْنَا(٢) عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍعليهما‌السلام ، فَقَالَ لَنَا السِّنْدِيُّ : يَا هؤُلَاءِ ، انْظُرُوا إِلى هذَا الرَّجُلِ هَلْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ؟ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ فُعِلَ(٣) بِهِ ، وَيُكْثِرُونَ فِي ذلِكَ ، وَهذَا مَنْزِلُهُ وَفِرَاشُهُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ غَيْرُ مُضَيَّقٍ ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(٤) سُوءاً ، وَإِنَّمَا يَنْتَظِرُ بِهِ(٥) أَنْ يَقْدَمَ فَيُنَاظِرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهذَا هُوَ صَحِيحٌ ، مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ ، فَسَلُوهُ(٦) .

قَالَ(٧) : وَنَحْنُ لَيْسَ لَنَا هَمٌّ إِلَّا النَّظَرُ إِلَى الرَّجُلِ وَإِلى فَضْلِهِ وَسَمْتِهِ(٨) ، فَقَالَ(٩) مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍعليهما‌السلام : « أَمَّا مَا ذَكَرَ(١٠) مِنَ التَّوْسِعَةِ وَمَا أَشْبَهَهَا ، فَهُوَ عَلى مَا ذَكَرَ(١١) ، غَيْرَ أَنِّي أُخْبِرُكُمْ أَيُّهَا النَّفَرُ(١٢) ، أَنِّي قَدْ سُقِيتُ السَّمَّ فِي سَبْعِ(١٣) تَمَرَاتٍ(١٤) ، وَأَنَا(١٥) غَداً أَخْضَرُّ(١٦) ، وَبَعْدَ غَدٍ أَمُوتُ ».

__________________

= واحتمل المازندراني كونه على صيغة المعلوم وثمانين مفعوله. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٤ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٠.

(١) « الوجوه » : جمع الوَجْه ، وهو سيّد القوم ، أو شريف البلد. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٥٦ ( وجه ).

(٢) في « بف » : « فدخلنا ».

(٣) في الأمالي : + « مكروه ». والمراد : ما يوجب هلاكه من سقي السمّ ونحوه.

(٤) المراد بأميرالمؤمنين هارون الرشيد لعنه الله.

(٥) في « ف » : « ننتظر به ». وفي الأمالي والعيون : « ينتظره ». وفيمرآة العقول : « وإنّما ينتظر به ، على المعلوم ، أي هارون ، أو على المجهول ».

(٦) في « ج » وقرب الإسناد : « فسألوه ».

(٧) في « بر » وقرب الإسناد : « فقال ».

(٨) قال الجوهري : « السَمْت : هيئة أهل الخير. يقال : ما أحسن سَمْتَه ، أي هَدْيَه ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ( سمت ). (٩) في « ض ، بح ، بس » : « وقال ».

(١٠) في حاشية « ج » والغيبة : « ذكره ».

(١١) في « بح » وقرب الإسناد : « ذكره ».

(١٢) قال الجوهري : « النَفَر - بالتحريك - : عدّة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، والنفير مثله ، وكذلك : النَفْرُ والنَفْرَة بالإسكان ».الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٨٣ ( نفر ). (١٣) في الأمالي : « تسع ».

(١٤) في « ف » : « تميرات ».

(١٥) في « بر ، وحاشية « بف » : « فأنا ».

(١٦) « أخْضَرُّ » ، أي يصير لوني إلى الخُضْرَة ، وهي لون الأخضر. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٦ ( خضر ).

٦٤٣

قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ يَضْطَرِبُ(١) ، وَيَرْتَعِدُ مِثْلَ السَّعَفَةِ(٢) .(٣)

٦٧٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ : « أَنَّهُ أَتى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام لَيْلَةً قُبِضَ فِيهَا بِشَرَابٍ(٤) ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ(٥) ، اشْرَبْ هذَا ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ هذِهِ اللَّيْلَةُ(٦) الَّتِي أُقْبَضُ فِيهَا ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ».(٨)

٦٧٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ‌

__________________

(١) « يضطرب » ، أي يتحرّك ، من الاضطراب : الحركة. يقال : تَضَرَّب الشي‌ءُ واضطرب ، أي تحرّك وماج. قال الراغب : « الاضطراب : كثرة الذهاب في الجهات ، من الضرب في الأرض. والارتعاد : الاضطراب ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٥ ( رعد ) ؛المفردات للراغب ، ص ٥٠٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ( ضرب ).

(٢) « السَعفة » : غُصن النخيل. وقيل : إذا يَبُسَت سمّيت سَعَفَةً ، وإذا كانت رَطْبَة فهي شَطْبَة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ( سعف ).

(٣)الغيبة للطوسي ، ص ٣١ ، ح ٧ ، عن الكليني ، مع اختلاف يسير. وفيقرب الإسناد ، ص ٣٣٣ ، ح ١٢٣٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١٤٩ ، المجلس ٢٩ ، ح ٢٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢ ، بسندهم عن محمّد بن عيسى بن عبيد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٦.

(٤) لعلّه كان دواء اتي به ليشربه ويتداوى به ، فأظهرعليه‌السلام أنّها الليلة التي قدّر فيها وفاته ولاينفع الدواء.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢١.

(٥) في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بح » وشرح المازندراني : « يا أبه ». وفي « ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » : « يا أباه ». وفيالقاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥١ ( أبى ) : « قالوا في النداء : يا أبت ، بكسر التاء وفتحها ، ويا أبَهْ بالهاء ، ويا أبتاه ، ويا أباه ». (٦) يجوز فيها النصب أيضاً بأن يكون « التي » خبر « إنّ ».

(٧) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٢ : « إنّ هذا التاريخ مخالف للمشهور ، كما سيأتي في تاريخهعليه‌السلام ، فإنّ المشهور أنّ وفاتهعليه‌السلام كان في المحرّم ووفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إمّا في صفر على مذهب الشيعة ، أو في ربيع الأوّل بزعم المخالفين ؛ إلّا أن يكون المراد الليلة بحسب الاسبوع ؛ وإن كان فيه أيضاً مخالفة لما ذكره الأكثر ؛ لأنّهم ذكروا في وفاتهعليه‌السلام يوم السبت ، وفي وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وردت الأخبار الكثيرة أنّها كانت يوم الإثنين ، لكن خصوص اليوم ضبطه بعيد. ولعلّه لذلك لم يعيّن المصنّف فيما سيأتي اليوم ولا الشهر ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ذيل ح ٧ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٤.

٦٤٤

الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : إِنَّ(١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام قَدْ عَرَفَ قَاتِلَهُ ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا ، وَالْمَوْضِعَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ ؛ وَقَوْلُهُ(٢) - لَمَّا سَمِعَ صِيَاحَ(٣) الْإِوَزِّ(٤) فِي الدَّارِ - : « صَوَائِحُ(٥) تَتْبَعُهَا نَوَائِحُ(٦) » وَقَوْلُ أُمِّ كُلْثُومٍ : لَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ دَاخِلَ الدَّارِ ، وَأَمَرْتَ غَيْرَكَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ؛ فَأَبى عَلَيْهَا ، وَكَثُرَ دُخُولُهُ وَخُرُوجُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِلَا سِلَاحٍ ، وَقَدْ عَرَفَعليه‌السلام أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ - لَعَنَهُ اللهُ(٧) - قَاتِلُهُ بِالسَّيْفِ ، كَانَ(٨) هذَا مِمَّا(٩) لَمْ يَجُزْ(١٠) تَعَرُّضُهُ.

فَقَالَ : « ذلِكَ كَانَ ، وَلكِنَّهُ خُيِّرَ(١١)

__________________

(١) في « بر ، بس ، بف » : - « إنّ ».

(٢) فيمرآة العقول : « وقوله ، مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرويّ أو واقع ، وكذا قوله : « وقول اُمّ‌كلثوم ». ويحتمل أن يكون من قبيل : كلّ رجل وضَيعَتَه. فيحتمل في « قولُهُ » وقوعُ النصب والرفع. والواو في قوله : « وقوله » يحتمل العطف والحاليّة ».

(٣) « الصَيْح » و « الصَيْحَة » و « الصياح » ، بالكسر والضمّ ، والصَيَحان محرّكة : الصوت بأقصى الطاقة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ( صيح ).

(٤) « الإوَزَةُ » و « الإوَزُّ » : البَطّ ، وقد جمعوه بالواو والنون فقالوا : إوَزّون.الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٤ ( أوز ).

(٥) في « ف » : « صرائخ ». و « صَوائح » : جمع صائحة ، وهي مؤنّث صائح ، أو صيحة الـمَناحة. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( صيح ).

(٦) « النوائح » : اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ، ويجمع على الأنواح. ونساء نَوْح وأنواح ونُوَّح ونوائح‌ونائحات. والـمَناحة والنَوْح : النساء يجتمعن للحزن.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٢٧ ( نوح ).

(٧) في « ب ، بح ، بر » والبحار : - « لعنه الله ».

(٨) في « ب ، ض » : « كأنّ ».

(٩) في حاشية « ف ، بف » : « ما ».

(١٠) في « بح » وحاشية « بر » : « لم يحسن ». وفي حاشية « ج ، بر ، بف » : « لم يحلّ ».

(١١) في « ف » وحاشية « ج » : « حُيّر ». وفي « ض ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « حُيّن ». وفيالوافي « وهذه دلائل واضحة على أنّه لم يشكّ في قتله حينئذٍ ، ومع ذلك فأبى إلّا الخروج ؛ وهذا ممّا لم يجز تعرّضه في الشرع ، أو لم يحلّ ، أو لم يحسن ، على اختلاف النسخ ، فقد قال الله تعالى :( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) فأجابهعليه‌السلام بأنّه صلوات الله عليه خيّر في تلك الليلة فاختار لقاء الله ، فسقط عنه وجوب حفظ النفس. وربّما يوجد في بعض النسخ بإهمال الحاء ، فإن صحّت فينبغي حملها على الحيرة في الله تعالى التي هي حيرة اُولي الألباب ، دون الحيرة في =

٦٤٥

فِي(١) تِلْكَ اللَّيْلَةِ ؛ لِتَمْضِيَ مَقَادِيرُ(٢) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٣)

٦٧٦/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ(٤) ، فَخَيَّرَنِي(٥) نَفْسِي أَوْ هُمْ ، فَوَقَيْتُهُمْ(٦) - وَاللهِ - بِنَفْسِي ».(٧)

٦٧٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُسَافِرٍ :

أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام قَالَ لَهُ : « يَا مُسَافِرُ ، هذِهِ(٨) الْقَنَاةُ(٩) فِيهَا حِيتَانٌ(١٠) ؟ » قَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْبَارِحَةَ(١١) وَهُوَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَا عِنْدَنَا(١٢)

__________________

= الأمر ، التي هي حيرة أهل النظر. وإعجام الخاء أوفق بما يأتي من الأخبار في نظائره ، وبما عقد عليه الباب فيالكافي ». وفيمرآة العقول : « في بعض النسخ « حيّن » قال الجوهري حيّنه : جعل له وقتاً ؛ فالمعنى أنّه كان بلغ الأجل المحتوم المقدّر ، وكان لايمكن الفرار منه. ولعلّه أظهر الوجوه ».

(١) في البحار : - « في ».

(٢) في « ف » : « تقادير ».

(٣)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦٢ ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٤٧.

(٤) فيمرآة العقول : « غضب على الشيعة ؛ إمّا لتركهم التقيّة ، فانتشر أمر إمامتهعليه‌السلام فتردّد الأمر بين أن يقتل الرشيدشيعته وتتبّعهم ، أو يحسبهعليه‌السلام ويقتله ، فدعاعليه‌السلام لشيعته واختار البلاء لنفسه ؛ أو لعدم انقيادهم لإمامهم فخيّره الله تعالى بين أن يخرج الرشيد فتقتل شيعته إذا يخرج ، فينتهي الأمر إلى ما انتهى إليه ».

(٥) هكذا في معظم النسخ. وفي « بف » والمطبوع : « فحيّرني » بالحاء المهملة.

(٦) في « ف ، و » : « وقّيتهم ».

(٧)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٨ ، ح ١١٦٧.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ، وتقتضيه القواعد أيضاً. وفي المطبوع « هذا ».

(٩) قال ابن الأثير : « القُنِيُّ : جمع القناة ، وهي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعةً ليُستخرَج ماؤها ويسيح على وجه الأرض ».النهاية ، ج ٤ ، ص ١١٧ ( قنا ).

(١٠) في البصائر : « فيها حسن ». وفيمرآة العقول : « في مناسبة السؤال عن الحيتان في هذا المقام وجوه : الأوّل : ما اُفيد أنّ المعنى : علمي بحقّيّة ما أقول كعلمي بكون الحيتان في هذا الماء ».

(١١) قال الجوهري : « البارحة : أقرب ليلة مضت. تقول : لقيته البارحةَ ، ولقيته البارحة الاُولى ، وهو من بَرِحَ ، أي‌زال ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( برح ). (١٢) في حاشية « بر » : + « هو ».

٦٤٦

خَيْرٌ لَكَ ».(١)

٦٧٨/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، فَأَوْصَانِي بِأَشْيَاءَ فِي غُسْلِهِ وَفِي كَفْنِهِ وَفِي دُخُولِهِ قَبْرَهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَاهْ(٢) ، وَاللهِ ، مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ اشْتَكَيْتَ(٣) أَحْسَنَ(٤) مِنْكَ الْيَوْمَ ، مَا رَأَيْتُ عَلَيْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَمَا سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ : يَا مُحَمَّدُ ، تَعَالَ ، عَجِّلْ؟ ».(٥)

٦٧٩/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام حَتّى كَانَ مَا(٦) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(٧) ، ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ اللهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٨) ».(٩)

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٣ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٩ ، ح ١١٦٨.

(٢) في حاشية « ف ، بح » والوافي : « يا أبه ».

(٣) « اشتكيتَ » ، أي مرضتَ ، الشَكْوُ والشَكْوى والشَكاة والشَكا ، كلّه : الـمَرَضُ ، وكذا الاشتكاء. راجع :لسان‌العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٣٩ ( شكا ). (٤) في البصائر : + « هيئة ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٥.

(٦) في « ض ، ف ، و ، بس ، بف » والكافي ، ح ١٢٦٦ : - « ما ».

(٧) فيمرآة العقول : « النصر ، أي النصرة. والمراد سببها ، أي الملائكة « حتّى كان بين السماء » بيانٌ لكثرتهم ، أي ملؤما بين السماء والأرض ؛ أو المراد : خيّر بين الأمرين عند ما كانوا بين السماء والأرض ولم ينزلوا بعد ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت وفي المطبوع : « تعالى ».

(٩)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الحسين بن عليّعليه‌السلام ، ح ١٢٦٦. وفيدلائل الإمامة ، ص ٧١ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف. وراجع :اللهوف ، ص ١٠١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٣.

٦٤٧

٤٨ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ (١) وَمَا يَكُونُ ،

وَأَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِمُ الشَّيْ‌ءُ (٢) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ‌ (٣)

٦٨٠/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٤) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :

كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْحِجْرِ ، فَقَالَ : « عَلَيْنَا عَيْنٌ؟(٥) » فَالْتَفَتْنَا يَمْنَةً وَيَسْرَةً ، فَلَمْ نَرَ أَحَداً ، فَقُلْنَا : لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ ، فَقَالَ : « وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَرَبِّ الْبَنِيَّةِ(٦) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لَوْ كُنْتُ بَيْنَ مُوسى‌

__________________

(١) في « ف » : « ما قد كان ».

(٢) .في«ب»:«شي‌ء عليهم».وفي «ض،ف،بر»:« شي‌ء ».

(٣) في « بر » : + « أجمعين ».

(٤) كذا في النسخ والمطبوع ، لكن لم يثبت رواية محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر. وما وردفي‌الكافي ، ح ٨٣٤٦ ، من رواية الكليني ، عن محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، فقد أورده الشيخ الطوسى فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٧٦ وفيه : « محمّد بن الحسن » وهو الصواب ، يؤيّد ذلك وقوع « محمّد بن الحسين » في سندالكافي ، في ابتداء السند من دون أن يكون في السند تعليق ؛ لأنّه أوّل خبر مذكور في الباب. وليس محمّد بن الحسين من مشايخ الكليني ، بل يروي عنه الكليني بالتوسّط ، والواسطة في الأكثر هو محمّد بن يحيى. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧٩.

والمراد من محمّد بن الحسن في ذاك السند هو الكافي الرازي.

والظاهر في ما نحن فيه أيضاً صحّة « محمّد بن الحسن » - كما كان الأمر فيالكافي ، ح ٤٤٦ و ٥٤٢ - فإنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق - وفي بعض النسخ « إبراهيم بن إسحاق » - عن عبد الله بن حمّاد.

ثمّ إنّ الصفّار روى عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد في عددٍ من أسنادبصائر الدرجات ، فلاحظ. وروى أيضاً عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام . راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٦ ، الرقم ٩.

(٥) قال الجوهري : « العَيْنُ : الديدبانُ والجاسوس ». وقال المجلسي : « علينا عين ، استفهام ، والعين الرقيب‌والجاسوس ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ( عين ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩.

(٦) في حاشية « ج » والبحار والبصائر ، ص ١٢٩ : « البيت ». و « البَنِيَّةُ » : الكعبة ، وكانت تدعى بَنِيَّةَ إبراهيمعليه‌السلام ؛ لأنّه‌بناها وكثر قسمهم بربّ هذه البنيّة. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٨ ( بنا ).

٦٤٨

وَالْخَضِرِ(١) ، لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّي أَعْلَمُ مِنْهُمَا ، وَلَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمَا ؛ لِأَنَّ مُوسى وَالْخَضِرَعليهما‌السلام أُعْطِيَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَلَمْ يُعْطَيَا عِلْمَ مَا يَكُونُ(٢) وَمَا هُوَ كَائِنٌ حَتّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَقَدْ وَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وِرَاثَةً ».(٣)

٦٨١/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ؛ مِنْهُمْ : عَبْدُ الْأَعْلى وَأَبُو عُبَيْدَةَ(٤)

__________________

(١) « الخضر » بفتح الخاء وكسر الضاد هو قراءة أهل العربيّة ، نعم يجوز في العربيّة كسر الخاء وسكون الضاد ، وهو أفصح عند الجوهري ، وتخفيف لكثرة الاستعمال عند الفيّومي. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٢ ( خضر ). الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ( خضر ).

(٢) يشكل على هذه الرواية بأنّ الخضرعليه‌السلام كان عالماً بما يكون أيضاً ؛ حيث أخبر بما يفضي إليه أمر الغلام الذي‌قتله.

أجاب المجلسي بأنّ المراد جميع ما يكون ، أو المراد به الامور المتعلّقة بما سيكون ومتعلَّق ذلك الأمر كان الغلام الموجود. وقال المحقّق الشعراني : الجواب أنّ الرواية ضعيفة ؛ لأنّ إبراهيم بن إسحاق الأحمر كان ضعيفاً غالياً لا يعبأ به ، ومحمّد بن الحسين في الإسناد مصحَّف ، والظاهر أنّه محمّد بن الحسن الصفّار. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩ ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٩.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ؛وفيه ، ص ٢٣٠ ، ح ٣ و ٤ ، بسند آخر ، عن عبد الله بن حمّاد إلى قوله : « ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما » ؛دلائل الإمامة ، ص ١٣٢ ، بسنده ، عن عبد الله بن حمّاد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٦٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠.

(٤) الخبر رواه الصفّار تارةً فيبصائر الدرجات ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بن‌المغيرة - وفي بعض النسخ « الحارث بن المغيرة » وهو الصواب - عن ( وخ ل ) عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ( بشر خ ل ) قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام . واُخرى في ص ١٢٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدّة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى وعبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي وعبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول. وثالثة في ص ١٢٨ ، ح ٦ ، بسند ثالث عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة وعبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول.

ولم يرد « أبو عبيدة » في المواضع المذكورة ، كما أنّ « عبد الله بن بشر الخثعمي » غير مذكور في كتب الرجال. بل المذكور في أصحاب الصادقعليه‌السلام منرجال الطوسي ، ص ٢٤٣ ، الرقم ٣٣٦٥ هو ، عبيد بن عبد الله بن بشر الخثعمي الكوفي ، وقال بعضهم : عبيدة.

فعليه يحتمل أن يكون الصواب في ما نحن فيه وفي موضعين منالبصائر : « عبيد - أو عبيدة - بن عبد الله بن بشر الخثعمي » ، فتأمّل.

٦٤٩

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ :

سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ ، وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ».

قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً(١) ، فَرَأى أَنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ(٢) ، فَقَالَ : « عَلِمْتُ ذلِكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٣) - يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٤) ».(٥)

٦٨٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ(٦) ، أَنَّهُ قَالَ :

كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَفْرِضُ اللهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَيَحْجُبُ(٧) عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ؟

__________________

(١) قال الفيّومي : « الهَنُ ، كناية عن كلّ اسم جنس ، والاُنثى هَنَةٌ ، ولامها محذوفة. ففي لغة هي هاء فيُصَغَّر على ‌هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واو فيصغّر في المؤنّث على هُنَيَّة. والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له ». وجعلها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة ، راجع :المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤٩. (٢) في « ف » : « عنه ».

(٣) في « ج » : « تعالى ». وفي « ض » : - « عزّ وجلّ ». وفي « ف » : « جلّ وعزّ ». وفي « بف » : « تبارك وتعالى ».

(٤) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) .

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٢٨ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن سنان ؛وفيه ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بن المغيرة ، عن عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ؛وفيه ، ح ٣ ، بسنده ، عن يونس ، عن عبد الأعلى بن أعين ؛وفيه ، ص ١٩٧ ، ح ٢ ، بسنده عن عبد الأعلى ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ص ١٢٨ ، ح ٢ ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩٠ ؛ وكتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا ، ح ٦١٣ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٧٠.

(٦) الخبر رواه النعماني في كتابهالغيبة ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وجماعة الصائغ ، هو جماعة بن سعد الجعفي المذكور فيالرجال لابن الغضائري ، ص ٤٦ ، الرقم ٢٣ والمذكور في بعض نسخه « الخثعمي » بدل « الجعفي ». فالظاهر وقوع التصحيف في أحد اللقبين : الجعفي والخثعمي.

(٧) في « ب » والبصائر ، ص ١٢٤ ، ح ١ : « ثمّ يحجب ». وفي « ض » : « فيحجب ».

٦٥٠

قَالَ : « لَا ، اللهُ أَكْرَمُ وَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ، ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً ».(١)

٦٨٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ - وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - : « عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَتَوَلَّوْنَا(٢) ، وَيَجْعَلُونَا أَئِمَّةً ، وَيَصِفُونَ أَنَّ(٣) طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ(٤) عَلَيْهِمْ كَطَاعَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) ، ثُمَّ يَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ ، وَيَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ(٦) بِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ ، فَيَنْقُصُونَا حَقَّنَا(٧) ، وَيَعِيبُونَ ذلِكَ عَلى مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ؛ أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ‌

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة بن سعد الخثعمي.الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ ، بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٢٥ - ١٢٦ ، ح ٥ و ٦ ، بسند آخر من قوله : « الله أكرم وأرحم » مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧١.

(٢) في « ف ، بح » : « يتوالونا ». وفي البصائر : « يتولّوننا ويجعلوننا ». قال في النحوالوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « وهناك‌لغة تحذف نون الرفع - أي نون الأفعال الخمسة - في غير ما سبق وبها جاء الحديث الشريف « لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا » وليس من السائغ اتّباع هذه اللغة في عصرنا ولا محاكاتها ، وإنّما ذكرناها لنفهم ما ورد بها في النصوص القديمة ». وعليه فلا بأس بحذف النون بدون الإدغام وله نظائر كثيرة فيما مرّ وما يأتي.

(٣) في « ف » والبصائر : « بأنّ ».

(٤) في حاشية « بر » : « مفروضة ».

(٥) في البصائر : « عليهم مفترضة كطاعة الله ».

(٦) « يَخْصِمُونَ أنفسهم » ، أي يغلبونها في الخصومة ، والخُصومة مصدر خَصَمْتُه إذا غلبته في الخصام. ويقال‌أيضاً : خاصَمَه خِصاماً ومخاصمة فخَصَمه يَخْصِمه خصماً ، أي غلبه بالحجّة. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٨٠ و ١٨٢ ( خصم ).

وقال فيالمرآة : « ثمّ يكسرون حجّتهم ، أي على المخالفين ؛ لأنّ حجّتهم على المخالفين أنّ إمامهم يعلم مالايعلم إمامهم ، ولابدّ أن يكون الإمام كاملاً في العلم ، وإمام المخالفين ناقص جاهل ؛ فإذا اعترفوا في إمامهم أيضاً بالجهل كسروا وأبطلوا حجّتهم وخصموا أنفسهم ، أي قالوا بشي‌ء إن تمسّك به المخالفون غلبوا عليهم ، فإنّ لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنا وإمامكم ».مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣١.

(٧) « فينقصونا حقّنا » ، إمّا مأخوذ من النقص المتعدّي إلى مفعولين ، أو « حقّنا » بدل من الضمير.

٦٥١

وَتَعَالى - افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى عِبَادِهِ ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ(١) الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ؟ ».

فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِعليهم‌السلام ، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ(٢) الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَقَضَاهُ ، وَأَمْضَاهُ ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ(٣) ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُعليهم‌السلام ، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ(٤) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ ، سَأَلُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ(٥) فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ(٦) الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ(٧) مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ(٨) ، وَمَا كَانَ ذلِكَ‌

__________________

(١) « الـمَوادّ » : جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ( مدد ).

(٢) في البصائر : « قبل ».

(٣) في « ج » وحاشية « بح » : « الاختبار ». وفي الكافي ح ٧٤٤ والبصائر : - « على سبيل الاختيار ».

(٤) في « ب ، بس » : - « أمر ».

(٥) « ألحّوا عليه » ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه. يقال : ألحّ على الشي‌ء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٦ ( لحح ).

(٦) في « ب ، بح » : « تلك ».

(٧) قال الجوهري : « السِلْكُ : الخيط ». وقال ابن منظور : « السِلْكَة : الخيط الذي يُخاط به الثوب ، وجمعه سِلْكٌ‌وأسْلاكٌ وسُلُوكٌ ، كلاهما جمع الجمع ». راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٤٣ ( سلك ).

(٨) « فتبدّد » ، أي تفرّق ، يقال : بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدّاً : فرّقه. والتبديد : التفريق ، يقال : شملٌ مُبدَّدٌ ، وتبدّد الشي‌ء ، أي تفرّق. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ( بدد ).

٦٥٢

الَّذِي أَصَابَهُمْ(١) - يَا حُمْرَانُ - لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ(٢) ، وَلَالِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللهَ فِيهَا ، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ أَرَادَ(٣) أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ(٤) ».(٥)

٦٨٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ(٦) : يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : « قُلْ كَذَا وَكَذَا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْحَلَالُ وَهذَا(٧) الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ ، وَهذَا هُوَ الْكَلَامُ ، فَقَالَ لِي : « وَيْكَ(٨) يَا هِشَامُ ، لَايَحْتَجُّ اللهُ(٩) - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ لَايَكُونُ عِنْدَهُ كُلُّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ».(١٠)

٦٨٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في البصائر : + « من ذلك ».

(٢) « اقترفوه » ، أي عملوه واكتسبوه ، يقال : قَرَفَ الذنبَ وغيره يَقْرِفه قَرْفاً واقترفه ، أي اكتسبه ، والاقتراف : الاكتساب ، واقترف ذنباً ، أي أتاه وفعله. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٨٠ ( قرف ).

(٣) في الوافي : + « الله ».

(٤) في « ض » : « بهم ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ، ح ٧٤٤ من قوله : « فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت ما كان من » إلى قوله : « وبعلمٍ صَمت مَن صَمَتَ منّا ».بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٢ ، ح ١١٧٤. (٦) في « ج » : « فأقول ».

(٧) في « ض ، بح ، بس » : - « هذا ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : - « ويك ». وفيالوافي : « ويسك » ، وقال فيه : « ويس ، كلمة تستعمل في‌موضع رأفة واستملاح ، وليست هذه الكلمة في بعض النسخ ». وفي البصائر والأمالي : « وتشكّ ».

(٩) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والمرآة والبصائر والأمالي : « يحتجّ الله » بدون « لا ». وقال فيالوافي والمرآة : « يحتجّ الله » استفهام إنكار.

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٢٣ ، ح ٣ ، عن إبراهيم بن هاشم وفيه : « فقال لي : وتشكّ يا هشام ، من شكّ أنّ الله يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله ».الأمالي للطوسي ، ص ٤٦ ، المجلس ٢ ، ح ٢٤ ، بسنده عن هشام بن الحكم.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٣.

٦٥٣

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَكُونُ عَالِمٌ(١) جَاهِلاً أَبَداً : عَالِماً بِشَيْ‌ءٍ ، جَاهِلاً بِشَيْ‌ءٍ ». ثُمَّ قَالَ : « اللهُ أَجَلُّ وَأَعَزُّ(٢) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ يَحْجُبُ(٣) عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ » ، ثُمَّ قَالَ : « لَا يَحْجُبُ ذلِكَ عَنْهُ(٤) ».(٥)

٤٩ - بَابُ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلَّا أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَأَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ عليهما‌السلام

٦٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَعليه‌السلام أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِحْدَاهُمَا ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَكَلَ نِصْفاً ، وَأَطْعَمَ عَلِيّاًعليه‌السلام نِصْفاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ(٦) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَخِي ، هَلْ تَدْرِي مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَمَّا الْأُولى فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَالْعِلْمُ ، أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ(٧) ».

فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ كَانَ يَكُونُ شَرِيكَهُ فِيهِ؟ قَالَ : « لَمْ يُعَلِّمِ(٨) اللهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) قال فيالمرآة : « لايكون عالمٌ ، أي من وصفه الله في كتابه بالعلم ، أو عالم افترض الله على الناس طاعته ، أو من‌يستحقّ أن يسمّى عالماً. والأوسط أظهر ؛ بقرينة آخر الخبر ». وحمله المازندراني على الإمام المفترض الطاعة ؛ والفيض على العالم على الحقيقة.

(٢) في « ب » : « الله أعزّ وأجلّ وأعظم وأكرم ». وفي حاشية « بر » : + « وأعظم ». وفي حاشية « بس » : « الله أعظم‌وأكرم ».

(٣) في « بح » : « يحتجب ».

(٤) في « ف » : « عنه ذلك ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد قال : سمعت أباعبدالله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٢.

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٢٩٣. وفي المطبوع : - « له ».

(٧) في « ف » : + « قال ».

(٨) في « ب » والبصائر ، ص ٢٩٢ : « لا يعلم ».

٦٥٤

عِلْماً إِلَّا وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ عَلِيّاًعليه‌السلام ».(١)

٦٨٧/ ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا ، فَأَكَلَ وَاحِدَةً ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطى عَلِيّاًعليه‌السلام نِصْفَهَا ، فَأَكَلَهَا ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَمَّا الرُّمَّانَةُ الْأُولَى الَّتِي أَكَلْتُهَا فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْ‌ءٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَهُوَ الْعِلْمُ ، فَأَنْتَ(٢) شَرِيكِي فِيهِ ».(٣)

٦٨٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام عَلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّعليه‌السلام ، فَقَالَ : مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ اللَّتَانِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ : أَمَّا هذِهِ فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ، وَأَمَّا هذِهِ فَالْعِلْمُ ، ثُمَّ فَلَقَهَا(٤) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نِصْفَهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ ، وَأَنَا شَرِيكُكَ فِيهِ ».

قَالَ : « فَلَمْ يَعْلَمْ(٥) وَاللهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا وَقَدْ عَلَّمَهُ عَلِيّاًعليه‌السلام ، ثُمَّ انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَيْنَا ».

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ص ٢٩٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٥.

(٢) في حاشية « ج » : « وأنت ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٣ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ؛وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن اُذينة ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٦ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ١٧.

(٤) « فَلَقَها » ، أي شقّها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٤٤ ( فلق ).

(٥) في « بف » : « فلم يعلّم » بالتشديد.

٦٥٥

ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِهِ.(١)

٥٠ - بَابُ جِهَاتِ عُلُومِ الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام

٦٨٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ السَّائِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَبْلَغُ عِلْمِنَا عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ : مَاضٍ ، وَغَابِرٍ(٢) ، وَحَادِثٍ ؛ فَأَمَّا(٣) الْمَاضِي ، فَمُفَسَّرٌ(٤) ؛ وَأَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَزْبُورٌ(٥) ؛ وَأَمَّا الْحَادِثُ ، فَقَذْفٌ(٦) فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ(٧) فِي الْأَسْمَاعِ وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا ، وَلَانَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا(٨) ».(٩)

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٥ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٧٩ ، عن محمّد بن عبد الحميد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٥ ، ح ١١٧٧.

(٢) قال الجوهري : « غَبَرَ الشي‌ءُ يَغْبُرُ أي بقي ، والغابِر : الباقي ، والغابِر : الماضي ، وهو من الأضداد ». والمرادهنا : الأوّل بقرينة مقابلته بالماضي ، يعني ما تعلّق بالامور الآتية. وأمّا المازندراني فقال : « المراد به هنا الثاني ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٤ ( غبر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٣ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٦. (٣) في « بح » ودلائل الإمامة : « وأمّا ».

(٤) في حاشية « ف » : « ففسّر ». وفي دلائل الإمامة : « فتفسيرٌ ».

(٥) « الـمَزْبُور » ، أي المكتوب بالإتقان. يقال : زَبَرتُ الكتابَ أزْبُرُه ، إذا أتقنتَ كتابته. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ( زبر ).

(٦) « القَذْفُ » : الرمي بقوّة. يقال : قَذَفَ في قلوبكم ، أي ألقى فيه وأوقع. والمراد هنا : من طريق الإلهام. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩ ( قذف ).

(٧) « النَقْر » : الضرب والإصابة. يقال : نَقَرَهُ يَنْقُرُهُ نَقْراً : ضربه. ويقال : رَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَرَهُ ، أي أصابه ولم يُنْفِذْه. والمراد منه تحديث الملك. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ و ٢٣٠ ( نقر ).

(٨) قولهعليه‌السلام : « ولا نبيّ بعد نبيّنا » دفع توهّم من يتوهّم أنّ كلّ من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبيّ ، وذلك لأنّ الفرق بين النبيّ والمُحدَّث إنّما هو برؤية الملك وعدم رؤيته ، لا السماع منه. راجع :الشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٤ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ؛وفيه ، ص ٣١٨ ، ح ١ ، بسنده عن =

٦٥٦

٦٩٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسى(١) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ ، قَالَ : « وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَمِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ(٢) ، وَيُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ(٣) ؟ قَالَ :

__________________

= محمّد بن إسماعيل ، عن الصادقعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩١٠ ، بثلاث طرق ، مع زيادة في أوّله وآخره.دلائل الإمامة ، ص ٢٨٦ ، وفيه : « قال عليّ بن محمّد السمري : كتبت إليه أسأله عمّا عندك من العلوم ، فوقّع : عِلمنا على ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٨ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥١ ؛ وج ٧٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧.

(١) لم نجد في هذه الطبقة : من يسمّى بعليّ بن موسى. والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان. وهذا السند محرّف ، والصواب فيه : أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب وعليّ بن إسماعيل ؛ فقد وردت رواية أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب في مواضع منبصائر الدرجات - اُنظر على سبيل المثال ، ص ٤٠ ، ح ١١ ؛ وص ٤٥ ، ح ٧ ؛ وص ٦١ ، ح ٣ ؛ وص ٧٨ ، ح ٧ ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ؛ وص ٢٠٦ ، ح ١٠ ؛ وص ٢١٢ ، ح ٢ - كما وردت رواية أحمد بن موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ، فيبصائر الدرجات ، ص ١٥٥ ، ح ١٢ ؛ وص ٣٨٤ ، ح ٤ - وهذا الخبر رواه الكليني فيالكافي ، ح ٦٩٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليّ بن إسماعيل - وص ٤٢٥ ، ح ١٠ ، وفيه : « حدّثنا موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ». لكن في بعض النسخ المعتبره : « حدّثنا أحمد بن موسى ».

هذا ، وأحمد بن موسى هو أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري ، وكان محمّد بن يحيى العطّار أخصّ أصحابه به. راجع :رجال النجاشي ، ص ٨٨ ، الرقم ٢١٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٦١ ، ح ٦٧.

ثمّ إنّ تصحيف إسماعيل بموسى بعد حذف الألف من إسماعيل ، كما كان هذا الأمر مرسوماً في الخطوط القديمة ، ليس ببعيد.

(٢) في « ألف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ض ، بح » والبصائر ، ح ٣ وح ٥ : « قلوبهم ».

(٣) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ض ، بح ، بس » والبصائر ، ح ٣ و ٥ : « آذانهم ». و « يُنْكَتُ في آذانهم » ، أي يُضْرَبُ فيها ، من النّكْت ، وهو أن تَنْكُتَ الأرضَ بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ( نكت ).

٦٥٧

« أَوْ ذَاكَ(١) ».(٢)

٦٩١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : رُوِّينَا(٣) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ(٤) ، وَمَزْبُورٌ ، وَنَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ » ، فَقَالَ : « أَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا ؛ وَأَمَّا الْمَزْبُورُ ، فَمَا يَأْتِينَا ؛ وَأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ ، فَإِلْهَامٌ ؛ وَأَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ ، فَأَمْرُ(٥) الْمَلَكِ ».(٦)

٥١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لَأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ‌

٦٩٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، ف » : « أوَ » بأن تكون الهمزة للاستفهام. وفي البصائر ، ح ٣ و ٥ : « قال : ذاك وذاك ». وقوله : « أو ذاك » ، أي علمنا إمّا وراثة ، أو ذاك الذي ذكرت ؛ أو يكون « أو » بمعنى بل ، ردّاً لإنكاره ، أي بل ذاك ، أي الوراثة واقع ألبتّة ؛ أو يكون الألف للاستفهام ، أي أوَيكون ذلك ، على الإنكار للمصلحة ، والأوّل أظهر. ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، أو ذاك وذاك ، فسقط الأوّل من النسّاخ. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ - ٣٢٧ ، ح ٣ و ٥ ، بسندهما عن صفوان ، عن الحارث بن المغيرة ؛وفيه ، ص ٣٢٨ ، ح ٩ ، بسنده عن الحارث بن المغيرة.وفيه أيضاً ، ص ٣٢٦ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٢٧ ، ح ٨ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٧ ، ح ١١٨٠.

(٣) في « ف » : « إنّا روّينا ». وفيمرآة العقول : « روينا ، على المعلوم من باب ضرب ، أو المجهول من هذا الباب ، أوباب التفعيل. وعلى الأخير أكثر المحدّثين ». وفي الصحاح : « روّيته الشعر تروية ، أي حملته على روايته ، وأرويته أيضاً ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٦٤ ( روى ).

(٤) راجع ما تقدّم من شرح اللغات ذيل الحديث الأوّل والثاني من هذا الباب. والغابر هاهنا بمعنى الماضي كما فيالوافي ؛ ومرآة العقول . (٥) في البصائر : « فإنّه من » بدل « فأمر ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣١٨ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن الفضيل ، أو عمّن رواه عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٩.

٦٥٨

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ(١) ، لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ(٢) ».(٣)

٦٩٣/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّعليه‌السلام مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ(٥) وَبَلَايَاهُمْ(٦) ؟

قَالَ(٧) : فَأَجَابَنِي - شِبْهَ الْمُغْضَبِ - : « مِمَّنْ(٨) ذلِكَ(٩) إِلَّا مِنْهُمْ(١٠) ؟! ».

فَقُلْتُ(١١) : مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « ذلِكَ(١٢) بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - فَتَحَ مِنْهُ‌

__________________

(١) « الأوكية » : جمع الوِكاء ، وهو الخيط الذي تُشَدّ به الصرّة والكيس وغيرها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٢ ( وكي ). (٢) في المحاسن والبصائر ، ح ١ و ٢ و ٣ : - « وعليه ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٣ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفيالمحاسن ، ص ٢٥٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٢٢ ، ح ١ ، بسندهما عن عبد الواحد بن المختار ؛وفيه أيضاً ، ص ٤٢٣ ، ح ٣ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن ضريس ، عن عبد الواحد بن المختار. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٣٧ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٩٧ ، المجلس ٧ ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٨٩.

(٤) روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان كُتُبَه ، وتكرّر هذا الارتباط في‌كثيرٍ من الأسناد. فالمراد بهذا الإسناد : عدّة من أصحابنا المذكور في صدر السند السابق. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٥٥٩.

(٥) « الـمَنايا » : جمع الـمَنيَّة ، وهي الموت ؛ من المَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص ، والمراد آجالهم. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٦) « البلايا » : جمع البَليَّة ، وهي اسم من أبلاه وابتلاه ابتلاءً بمعنى امتحنه ، وكذلك البلاء والبَلْوى. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٢ ( بلو ). (٧) في « ب » والبصائر ، ص ٢٦١ : - « قال ».

(٨) في « ج » وحاشية « بر ، بف » والبصائر ، ص ٢٦٠ وص ٢٦١ : « ممّ ».

(٩) في « ألف ، بح ، بس » : + « الأمر ». وفي « بر » والبصائر ، ص ٢٦١ : « ذاك ».

(١٠) في « ف ، بف » : « منه ». وقوله « ممّن ذلك إلّامنهم » ذلك مبتدأ ، ممّن خبره ، أي لم يكن ذلك إلّامنهم.

(١١) في الوافي : « قلت ».

(١٢) في « بف » والوافي : « ذاك ».

٦٥٩

شَيْئاً يَسِيراً » ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ أُولئِكَ كَانَتْ(١) عَلى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ».(٢)

٥٢ - بَابُ التَّفْوِيضِ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِلَى الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام فِي أَمْرِ الدِّينِ‌

٦٩٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ(٣) نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ، فَقَالَ :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٤) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٥) ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) ».(٦)

قَالَ(٧) : ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ فَوَّضَ إِلى عَلِيٍّ وَائْتَمَنَهُ ، فَسَلَّمْتُمْ وَجَحَدَ(٨) النَّاسُ ؛ فَوَ اللهِ لَنُحِبُّكُمْ(٩) أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا ، وَأَنْ(١٠) تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا ، وَنَحْنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ مَا جَعَلَ اللهُ لِأَحَدٍ خَيْراً فِي خِلَافِ أَمْرِنَا ».(١١)

__________________

(١) في « ج ، بح ، بس » : « كان ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٢٦٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٦١ ، ح ٢ و ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٩٠.

(٣) تقول : أدَبْته من باب ضرب ، أي علّمته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق ، والأدب : اسم يقع على كلّ رياضة محمودة يتخرّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل،وأدّبته تأديباً مبالغة وتكثير. راجع :المصباح المنير ،ص ٩(أدب).

(٤) القلم (٦٨): ٤.

(٥) الحشر (٥٩) : ٧.

(٦) النساء (٤) : ٨٠.

(٧) في « بس » والبحار والبصائر ، ص ٣٨٥ : - « قال ».

(٨) في « ف » : « فجحد ».

(٩) في « ف » : « لنحبّنّكم ». وفي المحاسن : « فبحسبكم ». وفي البصائر ، ص ٣٨٤ : « لحسبكم ».

(١٠) في البحار والمحاسن والبصائر ، ص ٣٨٤ ، وفضائل الشيعة : - « أن ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل.المحاسن ، ص ١٦٢ ، كتاب الصفوة ، =

٦٦٠

* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ(١) ، ثُمَّ ذَكَرَ(٢) نَحْوَهُ.(٣)

٦٩٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ(٤) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَشْيَمَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ(٥) الْأَوَّلَ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ(٦) مَا شَاءَ اللهُ حَتّى كَأَنَّ قَلْبِي يُشْرَحُ(٧) بِالسَّكَاكِينِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَايُخْطِئُ فِي الْوَاوِ وَشِبْهِهِ ، وَجِئْتُ إِلى هذَا يُخْطِئُ هذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ‌

__________________

= ح ١١١ ، إلى قوله : « ونحن فيما بينكم وبين الله » ؛بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٧ وفيه إلى قوله : « فوّض إلى عليّ وائتمنه » ؛فضائل الش يعة ، ص ٣٤ ، ح ٣٠ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن عاصم بن حميد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢٠٣ ، عن أبي إسحاق النحوي.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٤ ، ح ١١٩١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٣ ، ح ٣٣٢٣٤ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٣ ، ح ١.

(١) في « ب » : « قال ».

(٢) في « ف » : « ذكره ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛الاختصاص ، ص ٣٣٠ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٢.

(٤) هكذا في « بف ». وفي « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « بكّار بن بكر ». وفي « ج » : « بكّار بن بكير ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر. والمذكور فيرجال الطوسي أيضاً ، ص ١٧١ ، الرقم ١٩٩٨ ، هو بكّار بن أبي بكر الحضرمي ، ووردت رواية يونس [ بن عبد الرحمن ] عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي فيالمحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٤٩ ، ح ٩.

(٥) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » والبحار : - « به ». وفي « ف » : « بها ».

(٦) في « ب ، بف » : + « شي‌ء ».

(٧) « يُشْرَحُ » ، من الشَرْح ، وهو قطع اللحم عن العضو قطعاً ، أو قطع اللحم على العظم قطعاً ، أو قطع اللحم طولاً ، والتشريح مبالغة وتكثير. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٧ ؛المصباح المنير ، ص ٣٠٨ ( شرح ).

٦٦١

مَا أَخْبَرَنِي وَأَخْبَرَ صَاحِبَيَّ(١) ، فَسَكَنَتْ نَفْسِي ، فَعَلِمْتُ أَنَّ ذلِكَ مِنْهُ تَقِيَّةٌ(٢) .

قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ لِي(٣) : « يَا ابْنَ أَشْيَمَ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَوَّضَ إِلى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَعليه‌السلام ، فَقَالَ :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٤) ، وَفَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِعليه‌السلام ، فَقَالَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ إِلى رَسُولِ اللهِ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَدْ فَوَّضَهُ(٦) إِلَيْنَا».(٧)

٦٩٦/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ(٨) أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِعليه‌السلام (٩) أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .(١٠)

٦٩٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « و ، بح ، بس » ومرآة العقول. ويقتضيه المقام. وظاهر المطبوع وغير النسخ المذكورة ممّا قوبلت : « صاحِبِي ».

(٢) في البصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : « عنه تعمد » بدل « منه تقيّة ».

(٣) في « ف ، بح » والبصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : - « لي ».

(٤) ص (٣٨) : ٣٩.

(٥) في « بح ، بس » : « رسوله ».

(٦) في « ب » : « فوّض ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن هاشم.وفيه ، ص ٣٨٣ ، ح ٢ ؛ وص ٣٨٦ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٣٣٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٦ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨٢. (٨) في الوافي : « أنّه سمع » بدل « قال سمعتُ ».

(٩) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٧ ؛ وص ٣٨٠ ، ح ١٠ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٣ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.

٦٦٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ(١) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ(٢) نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا(٣) أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ :( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٥) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَالْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ(٦) ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ مُسَدَّداً(٧) مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَلَايُخْطِئُ فِي شَيْ‌ءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللهِ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، فَأَضَافَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَإِلَى الْمَغْرِبِ رَكْعَةً ، فَصَارَتْ عَدِيلَ(٨) الْفَرِيضَةِ ، لَا يَجُوزُ تَرْكُهُنَّ إِلَّا فِي السَّفَرِ(٩) ، وَأَفْرَدَ الرَّكْعَةَ فِي الْمَغْرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ كُلَّهُ ، فَصَارَتِ الْفَرِيضَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.

ثُمَّ سَنَّ(١٠) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله النَّوَافِلَ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ رَكْعَةً مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ ذلِكَ ، وَالْفَرِيضَةُ وَالنَّافِلَةُ إِحْدى وَخَمْسُونَ رَكْعَةً ، مِنْهَا رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ(١١)

__________________

(١) « قيس الماصر » من المتكلّمين ، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسينعليهما‌السلام وصحب الصادقعليه‌السلام ، وهو من أصحاب‌مجلس الشامي.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧. (٢) تقدّم معنى التأديب ذيل الحديث ١ من هذا الباب.

(٣) في « ف » : + « أن ».

(٤) في « ف » والبحار : « إِنَّكَ ».

(٥) القلم (٦٨) : ٤.

(٦) « ليَسوس عباده » ، أي يتولّى أمرهم ويقوم عليه بما يُصْلِحُه ، من السياسة بمعنى تولّي الاُمور والقيام على ‌الشي‌ء بما يُصْلِحُه. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٠٨ ( سوس ).

(٧) « مُسَدَّداً » ، قال الجوهري : التسديد : التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجل‌مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).

(٨) في البحار « عديلة » وهو الأنسب.

(٩) هكذا في « ج ، ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وباقي النسخ : « سفر ».

(١٠) « سَنَّ » ، أي بيّن ، يقال : سنّ الله تعالى سنّةً للناس : بيّنها ، وسنّ الله تعالى سنّةً ، أي بيّن طريقاً قويماً. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ( سنن ).

(١١) قال الخليل : « العَتَمَة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشَفَق. أعتم القوم ، إذا صاروا في ذلك الوقت ؛ =

٦٦٣

جَالِساً تُعَدَّانِ(١) بِرَكْعَةٍ مَكَانَ الْوَتْرِ.

وَفَرَضَ اللهُ فِي السَّنَةِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَوْمَ(٢) شَعْبَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ ذلِكَ.

وَحَرَّمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا ، وَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُسْكِرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ(٣) .

وَعَافَ(٤) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَشْيَاءَ وَكَرَّهَهَا(٥) ، لَمْ يَنْهَ(٦) عَنْهَا نَهْيَ حَرَامٍ ، إِنَّمَا نَهى عَنْهَا نَهْيَ إِعَافَةٍ(٧) وَكَرَاهَةٍ ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا ، فَصَارَ الْأَخْذُ بِرُخَصِهِ(٨) وَاجِباً عَلَى الْعِبَادِ كَوُجُوبِ مَا يَأْخُذُونَ بِنَهْيِهِ وَعَزَائِمِهِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِيمَا نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ حَرَامٍ ، وَلَافِيمَا أَمَرَ بِهِ أَمْرَ فَرْضٍ لَازِمٍ ، فَكَثِيرُ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرِبَةِ(٩) نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ‌

__________________

= وعَتّموا تعتيماً : ساروا في ذلك الوقت ، وأوردوا أو أصدروا في تلك الساعة ». وقال الجوهري : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).

(١) هكذا في « ب » واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص ١٨١ ؛ وهو الأنسب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تعدّ » وله وجه مذكور في المرآة. (٢) في « ض » : + « شهر ».

(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ض ، ف » والمطبوع : + « كلّه ».

(٤) في « ج » : « أعاف ». و « عافَ » ، أي كره ، يقال : عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشراب يَعافُهُ عِيافاً ، أي كرهه فلم يشربه‌فهو عائِف. فكذلك أعافه. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ ( عيف ).

(٥) هكذا في « ب ، ج ، و ، بح ، جل ، جو » ، أي بالتضعيف ، وهو الأنسب وإلّايلزم التكرار.

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » والبحار. وفي « بر » والمطبوع : « ولم ينه ».

(٧) في البحار : « عافة ». وفيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٢ : « لمّا كان أعاف أيضاً بمعنى عاف ، أتى بالمصدر هكذا ، وفي بعض النسخ : عافة ، وكأنّه تصحيف عيافة ، أو جاء مصدر المجرّد هكذا أيضاً ».

(٨) في « ب ، بر ، بف » : « برخصته ». وفي البحار : « برخصة ».

(٩) يستفاد من فحوى قولهعليه‌السلام : « فكثير المسكر من الأشربة » عدم حرمة القليل منها ، واختصاصها بالخمر فقط ، وليس كذلك بل القليل منها ، فلعلّ اكتفاءه.عليه‌السلام بذكر الكثير لعدم احتمال حرمة القليل عند المخاطب ؛ لكونه من المخالفين المستحلّين للقليل. أو الدلالة على عدم حرمة القليل بمفهوم اللقب ، وهو ليس بحجّة اتّفاقاً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٠ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧.

٦٦٤

حَرَامٍ ، لَمْ(١) يُرَخِّصْ فِيهِ لِأَحَدٍ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِأَحَدٍ تَقْصِيرَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ضَمَّهُمَا إِلى مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ أَلْزَمَهُمْ ذلِكَ إِلْزَاماً وَاجِباً ، لَمْ يُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ ذلِكَ إِلَّا لِلْمُسَافِرِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُرَخِّصَ(٢) مَا(٣) لَمْ يُرَخِّصْهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَوَافَقَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَهْيُهُ نَهْيَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَوَجَبَ عَلَى الْعِبَادِ التَّسْلِيمُ لَهُ كَالتَّسْلِيمِ لِلّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ».(٤)

٦٩٨/ ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَمْرَ خَلْقِهِ ؛ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .(٥)

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، مِثْلَهُ.

٦٩٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ‌

__________________

(١) في الوسائل ، ج ٤ : « ولم ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل ، ج ٤ والبحار. وفي « ف » والمطبوع : + « شيئاً ».

(٣) في « ض » : « فيما ». وفي « ف » : « ممّا ». وفي الوافي : - « ما ».

(٤)الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح ٥٥٥٢. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٤ ، ح ٢ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ٧٧٢ ، عن الكليني ، وفي كلّها من قوله : « الفريضة سبع عشرة ركعة » إلى قوله : « بعد العتمة جالساً » مع اختلاف في الألفاظ.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٦ ، ح ١١٩٥ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥ ، ح ٤٤٧٤ ، وفيه من قوله : « إنّ الله عزّ وجلّ فرض الصلاة ركعتين ركعتين » ؛ وج ١٠ ، ص ٤٨٧ ، ح ١٣٩١٧ ، من قوله : « وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان » ، إلى قوله : « فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٢٠٢٦ ، من قوله : « حرّم الله الخمر بعينها » إلى قوله : « لم يرخّص فيه لأحد ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٨ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عبد الجبّار.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ذيل ح ١١٩٣ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.

٦٦٥

عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَدَّبَ(١) نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، فَلَمَّا انْتَهى بِهِ(٣) إِلى مَا أَرَادَ ، قَالَ لَهُ :( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ، فَفَوَّضَ إِلَيْهِ دِينَهُ ، فَقَالَ :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ الْفَرَائِضَ ، وَلَمْ يَقْسِمْ لِلْجَدِّ شَيْئاً ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَطْعَمَهُ السُّدُسَ ، فَأَجَازَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - لَهُ ذلِكَ ؛ وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٥) ».(٦)

٧٠٠/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَضَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله دِيَةَ الْعَيْنِ وَدِيَةَ النَّفْسِ ، وَحَرَّمَ النَّبِيذَ وَكُلَّ مُسْكِرٍ».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَضَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ جَاءَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ؟

قَالَ(٧) : « نَعَمْ ، لِيُعْلَمَ مَنْ يُطِيعُ(٨) الرَّسُولَ مِمَّنْ(٩) يَعْصِيهِ ».(١٠)

٧٠١/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

__________________

(١) تقدّم معنى التأديب ذيل ح ١ من هذا الباب.

(٢) في « ب ،ج، و، ض، بح، بس، بف »:«عليه‌السلام ».

(٣) فيمرآة العقول : « الباء للتعدية ، أي أوصله إلى ما أراد من الدرجات العالية والكمالات الإنسانيّة ».

(٤) في « ف » والبحار : « وَإِنَّكَ ».

(٥) ص (٣٨) : ٣٩.

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٧ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٥ ، ح ٤.

(٧) في « ب ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل : « فقال ».

(٨) في المطبوع والمرآة والبصائر : « من يطع ».

(٩) في حاشية «ج ، ض، ف،بس » والبصائر: « ومن ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٨١ ، ح ١٤ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٢١٠٩ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٥.

٦٦٦

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا وَاللهِ ، مَا فَوَّضَ(١) اللهُ إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِلَى الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام ، قَالَ اللهُ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) (٣) ، وَهِيَ جَارِيَةٌ فِي الْأَوْصِيَاءِعليهم‌السلام ».(٤)

٧٠٢/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ :

__________________

(١) راجع ما تقدّم ذيل الحديث ٥ من هذا الباب.

(٢) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : - « الله ».

(٣) النساء (٤) : ١٠٥.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٦ ، ح ١٢.الاختصاص ، ص ٣٣١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٤ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٦.

(٥) المعروف باسم الحسن بن زياد في الرواة اثنان : الأوّل : الحسن بن زياد العطّار الطائي. وهو متّحد مع الحسن بن زياد الضبي الكوفي. الثاني : الحسن بن زياد الصيقل. وهما من أصحاب الصادقعليه‌السلام . بل عُدَّ الصيقل من أصحاب الباقرعليه‌السلام أيضاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٧ ، الرقم ٩٦ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣١ ، الرقم ١٣٤١ ؛ وص ١٣٣ الرقم ١٣٨٢ ؛ وص ١٨٠ ، الرقمين ٢١٥٥ و ٢١٥٦ ؛ وص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ وفيه : الحسين بن زياد ، لكنّ الصواب « الحسن » كما في بعض النسخ المعتبرة.

فعليه في رواية الحسن بن زياد عن محمّد بن الحسن الميثمي - وهو محمّد بن الحسن بن زياد الميثمي الذي عدّه النجاشي في رجاله ، ص ٣٦٣ ، الرقم ٩٧٥ ، راوياً عن الرضاعليه‌السلام - خلل ، كما أنّ في رواية محمّد بن الحسن هذا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مباشرةً ، خللاً.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، تارة في ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . واخرى في ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

والظاهر أنّ في السند الأوّل منبصائر الدرجات أيضاً خللاً ، فإنّا لم نجد في الأسناد وكتب الرجال ذكراً لأحمد بن الحسن بن زياد ، ولا للحسن بن زياد الميثمي ، والد محمّد بن الحسن الميثمي.

أمّا السند الثاني ، فالظاهر خلوّه من أيّ خللٍ. وأحمد بن الحسن ، فيه ، هو أحمد بن الحسن الميثمي ؛ فقد وردت فيبصائر الدرجات ، ص ١٣٧ ، ح ١٠ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣ ، وص ٣٤٣ ، ح ٩. رواية محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين [ اللؤلؤي ] عن أحمد بن الحسن [ الميثمي ].=

٦٦٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ رَسُولَهُ حَتّى قَوَّمَهُ(١) عَلى مَا أَرَادَ ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ اللهُ إِلى رَسُولِهِ ، فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا ».(٢)

٧٠٣/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ صَنْدَلٍ الْخَيَّاطِ(٣) ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٤) قَوْلِهِ تَعَالى :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قَالَ : « أَعْطى سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً ، ثُمَّ جَرَتْ هذِهِ الْآيَةُ فِي رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَكَانَ(٥) لَهُ‌

__________________

= وأحمد بن الحسن الميثمي ، هو أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، ومحمّد بن الحسن بن زياد ، هو محمّد بن الحسن بن زياد العطّار الذي روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ٧٤ ، الرقم ١٧٩ ، وص ٣٦٩ ، الرقم ١٠٠٢ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٤ ، الرقم ٦٦.

هذا ، ولا يبعد أن يكون الأصل في السند الأوّل من البصائر هكذا : أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، ففُسِّر أحمد بن الحسن بالميثمي ، ومحمّد بن الحسن بابن زياد ، ثمّ ادرج التفسيران في المتن في غير موضعهما.

إذا تبيّن ذلك ، فنقول : إنّ الظاهر سقوط « أحمد بن » قبل « الحسن بن زياد » ، وسقوط « عن أبيه » بعد « محمّد بن الحسن الميثمي » من سند الكافي. كما أنّ الظاهر زيادة « بن زياد » و « الميثمي » في السند أو درجهما في غير موضعهما ، كما تقدّم.

واستفدنا هذا من رسالة للُاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - المسمّى ب- « بيت الأخيار في ترجمة آل ميثم التمّار ». وللكلام تتمة نُرجع الطالب إليها.

(١) في حاشية « ف » : « قوّاه ». وقوله : « قوّمه على ما أراد » ، أي ثبّته عليه ، من قام فلان على الشي‌ء إذا ثبت عليه‌وتمسّك. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢٥ ( قوم ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٩ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٧.

(٣) في حاشية « ف » : « الحنّاط » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

(٤) في « ف » : « عن ».

(٥) في « ب » : « وكان ».

٦٦٨

أَنْ يُعْطِيَ مَا شَاءَ مَنْ شَاءَ(١) ، وَيَمْنَعَ مَنْ(٢) شَاءَ(٣) ، وَأَعْطَاهُ اللهُ(٤) أَفْضَلَ مِمَّا أَعْطى سُلَيْمَانَ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالى :( ما (٥) آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ».(٦)

٥٣ - بَابٌ فِي(٧) أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام بِمَنْ يُشْبِهُونَ (٨) مِمَّنْ مَضى

وَكَرَاهِيَةِ الْقَوْلِ فِيهِمْ بِالنُّبُوَّةِ‌

٧٠٤/ ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٩) ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا مَوْضِعُ الْعُلَمَاءِ(١٠) ؟

قَالَ : « مِثْلُ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، وَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ(١١) ، وَصَاحِبِ مُوسىعليهم‌السلام ».(١٢)

__________________

(١) في « ب ، ض ، بر » : « من شاء ما شاء ». وفي « بف » : « ما شاء من يشاء ».

(٢) في « ج » : « ما ».

(٣) في البحار : - « ويمنع من شاء ».

(٤) في « ألف ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والوافي : - « الله ».

(٥) في « ج ، ف » :( وَما ) .

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١٢٠٠ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٧ ، ح ٨.

(٧) في « ألف ، ف ، بس » : - « في ».

(٨) في « ب ، ف ، و ، بح » : « يشبّهون » بالتضعيف.

(٩) مات صفوان بن يحيى سنة عشر ومائتين ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤. وتوفّي حمران بن‌أعين في حياة أبي عبداللهعليه‌السلام - وقد استشهدعليه‌السلام سنة مائة وثمان وأربعين - كما في رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٨. ولم يثبت رواية صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين. مباشرة والظاهر سقوط الواسطة بينهما.

يؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران كما ورد فيالاختصاص ، ص ٣٠٩ بنفس سند البصائر عن حمران بن أعين إلّا أنّ فيه « أبي خالد القمّاط ».

(١٠) فيالوافي : « اُريد بالعلماء : المعصومون صلوات الله عليهم وبصاحب سليمان : آصف بن برخيا ، وبصاحب موسى : يوشع بن نون ». وللمزيد راجعمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٦.

(١١) في البصائر : « وصاحب داود » بدل « وصاحب سليمان ».

(١٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران ، =

٦٦٩

٧٠٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّمَا الْوُقُوفُ عَلَيْنَا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ(١) ، فَأَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَا ».(٢)

٧٠٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ ؛ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَخَتَمَ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ ؛ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَنْزَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَخَلْقَكُمْ(٣) ، وَخَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَنَبَأَ مَا قَبْلَكُمْ ، وَفَصْلَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَخَبَرَ مَا بَعْدَكُمْ ، وَأَمْرَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَ(٤) مَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ».(٥)

٧٠٧/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ مُحَدَّثاً » ، فَقُلْتُ(٦) : فَتَقُولُ(٧) : نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ‌

__________________

= عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٣٠٩ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٣.

(١) فيالوافي : « يعني إنّما عليكم أن تقفوا علينا في إثبات علم الحلال والحرام ، وليس لكم أن تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوّة لنا ».

(٢)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٥ ؛البحار ، ج ٢٦ ، ص ٨ ، ح ٤٦.

(٣) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٧ : « وخلقكم ، بسكون اللام ، إمّا منصوب بالعطف على تبيان ، أو مجروربالعطف على كلّ شي‌ء ». (٤) في « ج » : + « أمر ».

(٥)الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٦.

(٦) في « ب ، ض ، ف ، بف ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « قلت ».

(٧) وفيالبصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « فنقول ». وفيشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٥ : « قوله : فنقول : نبيّ ، أي هو نبيّ. ونقول ، على صيغة المتكلّم مع الغير ، ويحتمل الخطاب ».

٦٧٠

بِيَدِهِ(١) هكَذَا(٢) ، ثُمَّ قَالَ : « أَوْ(٣) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ، أَوَمَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ».(٤)

٧٠٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٥) : مَا مَنْزِلَتُكُمْ؟ وَمَنْ تُشْبِهُونَ(٦) مِمَّنْ مَضى؟

قَالَ : « صَاحِبَ(٧) مُوسى وَذَا(٨) الْقَرْنَيْنِ كَانَا عَالِمَيْنِ ، وَلَمْ يَكُونَا نَبِيَّيْنِ(٩) ».(١٠)

٧٠٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي والبصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « يده ».

(٢) فيالوافي : « كأنّه رفع يده وأشار برفع يده إلى نفي النبوّة ».

(٣) كلمة « أو » بمعنى « بل » كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام ». أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان. أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٧١٥ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرتين مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١٣. (٥) في « ف ، بف » : - « له ».

(٦) في « ب ، بح » : « تشبّهون ». وفي « ف » : « تشبّهون به ».

(٧) في البصائر : « كصاحب ».

(٨) هكذا في « ب ، ف ، بع ، جو » وهو الأنسب في جواب « من تشبِهون ». وفي « ألف » والبصائر ، ص ٣٦٦ : « ذي ». وفي أكثر النسخ والمطبوع : « ذو ». (٩) في « ف » : « بنبيّين ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤٥ ، عن بريد ، عن أحدهماعليهما‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ٧٤ ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٤.

٦٧١

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ ، يَتْلُونَ عَلَيْنَا بِذلِكَ(١) قُرْآناً( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (٢) ؟

فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي مِنْ هؤُلَاءِ(٣) بَرَاءٌ(٤) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ(٥) ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ ، لَايَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَعِنْدَنَا قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ رُسُلٌ ، يَقْرَؤُونَ(٦) عَلَيْنَا بِذلِكَ قُرْآناً :( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٧) ؟

فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي(٨) وَلَحْمِي وَدَمِي مِنْ هؤُلَاءِ بَرَاءٌ(٩) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ وَرَسُولُهُ ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ(١٠) ، لَا يَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَنْتُمْ؟

قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، نَحْنُ(١١) تَرَاجِمَةُ(١٢) أَمْرِ(١٣) اللهِ ، نَحْنُ(١٤) قَوْمٌ مَعْصُومُونَ ،

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « بذلك علينا ».

(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.

(٣) في البحار : - « من هؤلاء ».

(٤) في « ض ، و ، بر ، بف » والوافي : « بري‌ء ». و « البَراء » و « البَري‌ء » سواء في المعنى ، إلّا أنّ البَراء لا يثنّى ولايجمع ؛ لأنّه مصدر في الأصل ، مثل سمع سماعاً. وأمّا البري‌ء فيثنّى ويجمع ويؤنّث. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١١٢ ( برأ ).

(٥) في « ب ، ج » : + « ورسوله ». وفي حاشية « بر » : « والله بري‌ء منهم ورسوله ».

(٦) في « ف » : « ويقرؤُون ».

(٧) المؤمنون (٢٣) : ٥١.

(٨) في « ف » : - « وبشري ».

(٩) في « ج ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي : « بري‌ء ».

(١٠) في « ألف ، بح » : - « الله ». وفي « ب » : - « والله ».

(١١) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».

(١٢) « التَراجِمَة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرجُمان ، أو التُرجُمان. وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ). (١٣) في « ب » والبصائر : « وحي ».

(١٤) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».

٦٧٢

أَمَرَ(١) اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - بِطَاعَتِنَا ، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِنَا ، نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الْأَرْضِ ».(٢)

٧١٠/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلَايَحِلُّ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَا يَحِلُّ(٣) لِلنَّبِيِّ ، فَأَمَّا مَا خَلَا ذلِكَ فَهُمْ فِيهِ(٤) بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٦)

٥٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام مُحَدَّثُونَ مُفَهَّمُونَ‌

٧١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج » : « أمركم ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « فما أنتم؟ » مع اختلاف يسير ؛ وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ح ٥١١ ، بسند آخر عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثل ما في البصائر.رجال الكشّي ، ص ٣٠٦ ، ح ٥٥١ ، بسنده عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي طالب القمّي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٧ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٨ ، ذيل ح ٦٢.

(٣) في « ض » : « ما تحلّ ».

(٤) في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ وج ٢٧ : - « فيه ». وهو ممّا لابدّ منه لربط الخبر بالمبتدأ. (٥) في « ج » : « النبيّ ».

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٧ ؛ وج ٢٧ ، ص ٥٠ ، ح ٢.

(٧) في « ف » والوافي : + « عمّن ذكره ».

٦٧٣

أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام إِلى زُرَارَةَ : أَنْ يُعْلِمَ(١) الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ(٢) : « أَنَّ أَوْصِيَاءَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ(٣) - مُحَدَّثُونَ(٤) ».(٥)

٧١٢/ ٢. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَوْماً ، فَقَالَ : « يَا حَكَمُ ، هَلْ تَدْرِي الْآيَةَ الَّتِي كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام يَعْرِفُ قَاتِلَهُ بِهَا ، وَيَعْرِفُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي كَانَ يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ؟ ».

قَالَ الْحَكَمُ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : قَدْ وَقَعْتُ(٦) عَلى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَعْلَمُ بِذلِكَ تِلْكَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَاوَ اللهِ ، لَا أَعْلَمُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ : مَا الْآيَةُ(٧) ؟ تُخْبِرُنِي بِهَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟

قَالَ : « هُوَ وَاللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ :( وَمَا أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ ( وَلَا مُحَدَّثٍ )) »(٨) وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام مُحَدَّثاً ».

__________________

(١) في « ب ، بر » : « يعلّم ». وفي البصائر : « أعلم ».

(٢) في « بس » : « عيينة ».

(٣) في « ب ، بر » : «عليهم‌السلام ». وفي « ج ، ف » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « بس ، بف » : - « عليه وعليهم السلام ». وفي البصائر : « عليّعليه‌السلام » بدل « محمّد عليه وعليهم السلام ».

(٤) فيالوافي : « المحدَّث : هو الذي يحدّثه الملك في باطن قلبه ، ويلهمه معرفة الأشياء ويفهمه ، وربّما يسمع صوت الملك وإن لم يرشخصه ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد عن زرارة. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في شأن( إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، ضمن ح ٦٤٦ ؛ وباب ما جاء فى الاثني عشر والنصّ ، ح ١٣٩٨ ؛ ونفس الباب ، ح ١٤٠٥ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٥٦ ، ح ٢٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٣ ، ح ١٢٠.

(٦) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٣١٩ : « قد وقفت ».

(٧) هكذا في « ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وسائر النسخ : - « ما ».

(٨) الحجّ (٢٢) : ٥٢. وقولهعليه‌السلام : « ولا محدّث » ليس في القرآن.

٦٧٤

فَقَالَ(١) لَهُ رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ ، كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لِأُمِّهِ(٢) - : سُبْحَانَ اللهِ! مُحَدَّثاً؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ(٣) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ يَعْرِفُ ذلِكَ ».

قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : « هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُوالْخَطَّابِ(٤) ، فَلَمْ يَدْرِ مَا(٥) تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ وَالنَّبِيِّ(٦) ».(٧)

٧١٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :

__________________

(١) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٢ : « قيل : « فقال » كلام زياد بن سوقة ، وضمير له للحَكَم. وهذه‌الحكاية كانت بعد وفاة عليّ بن الحسين في مجلس الباقرعليهم‌السلام . ولا يخفى ما فيه من التكلّف ، والذي يظهر لي أنّه اشتبه على المصنّف رحمه ‌الله تعالى ، أو النسّاخ فوصلوا إلى آخر الحديث حديثاً آخر فإنّه روى الصفّار في البصائر [ ص ٣١٩ ، ح ٣ ] خبر ابن عتيبة إلى قوله « ولا محدّث » وزاد فيه : « فقلت : أكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم ، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ». ثمّ روى [ البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ] بسند آخر عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ لاُمّه : سبحان الله » وساق الخبر إلى آخره ».

(٢) وأمّا كون عبدالله أخا عليّ بن الحسينعليه‌السلام لُامّه فهو ممّا ذكره العامّة في كتبهم ، والحقّ أنّه لم يكن أخاه حقيقة ، بل قيل : إنّ اُمّ عبدالله كانت أرضعتهعليه‌السلام فكان أخاً رضاعيّاً لهعليه‌السلام ، وللمزيد راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٣.

(٣) هكذا في « ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي ، وهو المناسب للمقام. وفي المطبوع وسائر النسخ : « علينا ».

(٤) أبوالخطّاب هو محمّد بن مقلاص الأسدي الكوفي ، كان غالياً ملعوناً ، يعتقد بأنّ جعفر بن محمّد إله ، وكان‌يدعو من تبعه إليه ؛ وأمره مشهور. راجع :رجال الكشّي ، ص ٢٩٠.

(٥) في « بف » : - « ما ».

(٦) في « ب » : « النبيّ والمحدّث ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد إلى قوله : « ولا نبيّ ولا محدّث ». وفيه بعده هكذا : « فقلت : وكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ».وفيه ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخاً لُامّه » إلى آخر الحديث. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٦٦ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مثل ما في البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، إلّا أنّ فيه : « عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ بن الحسين من الرضاعة » ، وفيه : « أما والله ، إنّ ابن امّك كان كذلك ، يعني عليّ بن الحسينعليهما‌السلام » وهنا انتهى الرواية.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢١٠.

٦٧٥

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ عُلَمَاءُ صَادِقُونَ ، مُفَهَّمُونَ ، مُحَدَّثُونَ ».(١)

٧١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

ذُكِرَ الْمُحَدَّثُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « إِنَّهُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». فَقُلْتُ(٢) لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَلَامُ الْمَلَكِ؟ قَالَ(٤) : « إِنَّهُ(٥) يُعْطَى السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ حَتّى يَعْلَمَ أَنَّهُ كَلَامُ مَلَكٍ(٦) ».(٧)

٧١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ مُحَدَّثاً ». فَخَرَجْتُ(٨) إِلى أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ ، فَقَالُوا : وَمَا هِيَ؟ فَقُلْتُ(٩) : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ عَلِيٌّ(١٠) عليه‌السلام مُحَدَّثاً ». فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، إلّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟

فَرَجَعْتُ(١١) إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي ، فَقَالُوا :

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ١. وفيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ذيل الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨ ، بسند آخر ، وفيه : « الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهّمون محدّثون ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢٠٩.

(٢) في « بر » : « فقال ».

(٣) في « ج ، ف ، بر » والوافي والبصائر:«أصلحك الله».

(٤) في « ج ، ف » : « فقال ».

(٥) في « ف » : « أن ».

(٦) في « ب ، ف » : « الملك ». وهو الأنسب بالجواب.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٣ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١١.

(٨) في « ض » وحاشية « ج » : « فُرحت » من الرواح.

(٩) في « ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص ٣٢١ ، والاختصاص : « قلت ».

(١٠) في « بح » : - « عليّ ».

(١١) في « ألف ، بح ، بر ، بف » : « فرُحت » من الرواح. وفي « ج » : - « فرجعت إليه - إلى - كان يحدّثه ».

٦٧٦

مَا(١) صَنَعْتَ شَيْئاً ، إلّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟ فَقَالَ لِي : « يُحَدِّثُهُ مَلَكٌ ». قُلْتُ(٢) : تَقُولُ : إِنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ(٣) يَدَهُ هكَذَا(٤) : « أَوْ(٥) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى(٦) ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ؛ أَوَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ».(٧)

٥٥ - بَابٌ فِيهِ(٨) ذِكْرُ الْأَرْوَاحِ الَّتِي فِي الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام

٧١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - خَلَقَ الْخَلْقَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٩)

فَالسَّابِقُونَ(١٠) هُمْ رُسُلُ اللهِعليهم‌السلام وَخَاصَّةُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ ، جَعَلَ(١١) فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :

__________________

(١) في شرح المازندراني : « ما ، للنفي أو الاستفهام والتوبيخ ».

(٢) في « بح » : « فقلت ».

(٣) في « ج » : « فحوّل ».

(٤) في « ف » والبصائر ، ص ٣٢١ : + « ثمّ قال ».

(٥) كلمة « أو » بمعنى « بل » ، كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام » ، أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان ؛ أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).

(٦) في البصائر : « وكصاحب موسى » بدل « أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى ».

(٧)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام بمن يشبهون ممّن مضى ، ح ٧٠٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ملخّصاً. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٤ و ٦ ؛ وص ٣٦٧ ، ح ٧ ، بسند آخر عن الحارث بن المغيرة النضري ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٥ ، ح ١٢١٢.

(٨) في « ض » ومرآة العقول : « في ».

(٩) الواقعة (٥٦) : ٧ - ١١.

(١٠) في « بس » : « والسابقون ».

(١١) في حاشية « ض » وتفسير فرات : + « الله ».

٦٧٧

أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، فَبِهِ عَرَفُوا الْأَشْيَاءَ(١) ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُوَّةِ(٢) ، فَبِهِ قَدَرُوا(٣) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ(٤) الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ.

وَجَعَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ - أَصْحَابِ(٥) الْمَيْمَنَةِ - رُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ قَدَرُوا(٦) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ(٧) ».(٨)

٧١٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ(٩) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنْ‌

__________________

(١) في البصائر ، ص ٤٤٥ : « بعثوا أنبياء » بدل « عرفوا الأشياء ».

(٢) في حاشية « ض » : « القدرة ».

(٣) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٤٤٥ وتفسير فرات : « قوّوا ».

(٤) في « بس » : « المدرّج ». و « الـمَدْرَج » : المسلك ، من درج دُروجاً ودَرَجاناً : مشى.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ( مشى ).

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٤٤٥. وفي المطبوع : « وأصحاب ».

(٦) في « ج » والبصائر ، ص ٤٤٥ : « قوّوا ». وفي « بس ، بف » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « قووا ».

(٧) فيمرآة العقول : « وعدم ذكر أصحاب المشئمة لظهور أحوالهم ممّا مرّ ؛ لأنّه ليس لهم روح القدس ولا روح الإيمان ؛ ففيهم الثلاثة الباقية التي في الحيوانات أيضاً ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٤٥ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٥ ، بسنده عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٤٤٩ ، ح ٦ ؛ والكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٥٨ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة واختلاف.تفسير فرات ، ص ٤٦٥ ، ح ٦٠٨ ، عن جابر الجعفي ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد الزهري معنعناً عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٧ ، ح ١٢١٤.

(٩) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بف ، جر » والوافي. وفي « الف ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ موسى بن عمر هذا ، هو موسى بن عمر بن يزيد ، بقرينة روايته عن محمّد بن سنان ، والراوي عنه في بعض الأسناد ، محمّد بن أحمد بن يحيى. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٥٨ ، =

٦٧٨

مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْعَالِمِ ، فَقَالَ لِي : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْحَيَاةِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِرُوحِ الْقُدُسِ يَا جَابِرُ ، عَرَفُوا(١) مَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلى مَا تَحْتَ الثَّرى(٢) ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ هذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَرْوَاحٌ يُصِيبُهَا الْحَدَثَانُ(٣) إِلَّا رُوحَ الْقُدُسِ ؛ فَإِنَّهَا لَا تَلْهُو(٤) وَلَاتَلْعَبُ ».(٥)

__________________

= الرقم ١٢٨١١.

وقد وردت رواية محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] عن موسى بن عمر عن [ محمّد ] بن سنان في عدّة من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :علل الشرائع ، ص ٤٢٩ ، ح ١ ، وص ٥٥٨ ، ح ١ ، وص ٦٠٤ ، ح ٧٥ ؛الخصال ، ص ٣٨ ، ح ١٩ ، وص ٤٢١ ، ح ١٩ ، وص ٥٩٣ ، ح ٣ ؛معاني الأخبار ، ص ١٥٤ ، ح ١ ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٦ ، ح ١ ؛التوحيد ، ص ٣٣٩ ، ح ١. ولم نجد توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى وموسى بن عمر إلّافي هذا المورد ، وما ورد فيالكافي ، ح ١١٢٤٠. والموجود في بعض النسخ المعتبرة في كلا الموضعين هو « محمّد بن أحمد » بدل « أحمد بن محمّد ».

هذا ، والمقام من مظانّ تحريف « محمدبن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » - لكثرة روايات محمّد بن يحيى عنه - دون العكس.

(١) في البصائر ، ص ٤٤٧ : « علمنا ».

(٢) « الثَرَى » : التراب النَديّ - أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض فإن لم يكن نديّاً ، فهو تراب - أو التراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ. والمراد : الأرض. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ).

(٣) قال الجوهري : « حَدَثَ أمر ، أي وقع ، والحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَة والحَدَثانُ ، كلّها بمعنى ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ( حدث ).

(٤) قال ابن الأثير : « اللَهْوُ : اللَّعْبُ. يقال : لهوت بالشي‌ء ألْهُو لَهْواً ، وتلهّيتُ به ، إذا لَعِبْتَ به وتشاغلتَ ، وغَفَلْتَ به عن غيره. وألهاه عن كذا ، أي شغله. ولَهِيتُ عن الشي‌ء بالكسر وألْهَى بالفتح لُهِيّاً إذا سَلَوْتَ عنه وتركتَ ذكره ، وإذا غفلتَ عنه واشتغلتَ ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لها ).

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ٤٥٣ ، ح ١٢ ، بسنده عن موسى بن عمر ، عن محمّد بن بشّار ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ٤٤٧ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ، ح ١٢١٥.

٦٧٩

٧١٨/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى(١) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْإِمَامِ(٢) بِمَا(٣) فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ مُرْخًى(٤) عَلَيْهِ سِتْرُهُ.

فَقَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - جَعَلَ فِي النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْحَيَاةِ ، فَبِهِ دَبَّ وَدَرَجَ(٦) ؛ وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ نَهَضَ(٧) وَجَاهَدَ ؛ وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ أَكَلَ وَشَرِبَ وَأَتَى النِّسَاءَ مِنَ الْحَلَالِ ؛ وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ آمَنَ(٨) وَعَدَلَ ؛ وَرُوحَ الْقُدُسِ ، فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ ؛ فَإِذَا قُبِضَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله انْتَقَلَ رُوحُ الْقُدُسِ ، فَصَارَ إِلَى الْإِمَامِ ، وَرُوحُ الْقُدُسِ لَايَنَامُ وَلَايَغْفُلُ(٩) وَلَايَلْهُو وَلَايَزْهُو(١٠) ، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَرْوَاحِ تَنَامُ وَتَغْفُلُ وَتَزْهُو وَتَلْهُو(١١) ،

__________________

(١) في « ض ، ف ، بح » : « معلّى ».

(٢) في « ف » : + « علم ».

(٣) في « ج » : + « هو ».

(٤) في « بر » : « مُرخىٍ عليه سِترَه ». والصحيح : مرخٍ. وقوله : « مُرْخى عليه ستره » ، اى مُرْسَل عليه ستره ، راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ( رخا ).

(٥) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » : «عليه‌السلام ».

(٦) الدَّبّ والذبيب بمعنى المشي الخفيف. وقال الراغب : « يقال : دَبَّ ودَرج لمن كان حيّاً فمشى ». راجع :ترتيب‌كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ( دبب ).المفردات للراغب ، ص ٣١١ ( درج ).

(٧) « نَهَضَ » ، أي قام. يقال : نَهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهُوضاً ، أي قام. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١١ ( نهض ).

(٨) في البصائر : « أمر ».

(٩) فيشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٦٤ : « إمّا من غَفَلْتَ عن الشي‌ء تَغْفُلُ غُفُولاً ، إذا لم تكن متذكّراً له. أو من‌أغفلته ، إذا تركته على ذكر منك وتغافلت عنه. والأوّل ينفي النوم والغفلة الناشئة منه والثاني ينفي الغفلة مطلقاً ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٢ ( غفل ).

(١٠) في البصائر : « ولا يسهو ». وفي شرح المازندراني : « والزَهْو ، جاء بمعنى الاستخفاف والتهاون والحرز والتخمين والكبر والفخر والكذب والباطل ، والكلّ هنا مناسب ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٦ ( زهو ).

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والبحار : « وتغفل وتلهو وتزهو ». وفي « ف » : « وتلهو وتزهو وتغفل ». وفي =

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722