الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي7%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 147541 / تحميل: 7643
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

٩١١/ ٢١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَزَّاز(١) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : أَنْتَ صَاحِبُ هذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ : « لَا ». فَقُلْتُ : فَوَلَدُكَ(٢) ؟ فَقَالَ(٣) : « لَا ». فَقُلْتُ : فَوَلَدُ وَلَدِكَ هُوَ؟ قَالَ(٤) : « لَا ». فَقُلْتُ(٥) : فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ؟ فَقَالَ : « لَا ». قُلْتُ(٦) : مَنْ(٧) هُوَ؟

قَالَ(٨) : « الَّذِي يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً(٩) عَلى(١٠) فَتْرَةٍ(١١) مِنَ الْأَئِمَّةِ ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بُعِثَ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ».(١٢)

٩١٢/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ(١٣) ، عَنْ أُمِّ هَانِىً ، قَالَتْ :

__________________

=للنعماني ، ص ١٧١ ، ح ٥ ؛والغيبة للطوسي ، ص ٦١ ، ح ٦٠ ؛ وص ١٦١ ، ح ١٢٠الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٤ ، ح ٩٢١.

(١). في « بر » : « عن ابن الوليد الخزّاز ». ثمّ إنّ محمّد بن الوليد هو محمّد بن الوليد البجلي الخزّاز. فما ورد في « ب ، و، بح ، بس ، بف » من « الخرّاز » ، سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٤٣ ، الرقم ٣٧١ ، وص ٣٤٥ ، الرقم ٩٣١.

(٢). في « ض » : « وولدك ».

(٣). في « ب » والوافي : « قال ».

(٤). في « ب ، ج » والغيبة : « فقال ».

(٥). في « ض ، بف » والغيبة : « قلت ».

(٦). في « ب ، ف » : « فقلت ».

(٧). في « ف » والغيبة : « فمن ».

(٨). في « ه‍ » : + « إنّ ».

(٩). « الجَوْرُ » : الميل عن الطريق والضَلال عنه. يقال : جار عن الطريق يجور ، أي مال عنه وضلّ. وقد يكون بمعنى الظلم. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٣ ( جور ).

(١٠). في « ه‍ » والغيبة : « لعلى ».

(١١). « الفَتْرَةُ » : ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. وقال المجلسي : « والمراد بفترة من الأئمّة : خفاؤهم وعدم ظهورهم في مدّة طويلة ، أو عدم إمام قادر قاهر. فتشمل أزمنة سائر الأئمّة سوى أمير المؤمنينعليه‌السلام . والأوّل أظهر ». راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ( فتر ).

(١٢).الغيبة للنعماني ، ص ١٨٦ ، ح ٣٨ ، عن الكلينيالوافي ، ج ٢ ، ص ٤٧٥ ، ح ٩٨٧.

(١٣) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « عن اُسيد بن ثعلبة ». والخبر رواه النعماني في كتابهالغيبة ، ص ١٥٠ ، =

١٦١

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّعليهما‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (١) قَالَتْ : فَقَالَ : « إِمَامٌ يَخْنِسُ(٢) سَنَةَ سِتِّينَ ومِائَتَيْنِ ، ثُمَّ يَظْهَرُ كَالشِّهَابِ ، يَتَوَقَّدُ فِي اللَّيْلَةِ(٣) الظَّلْمَاءِ ، فَإِنْ أَدْرَكْتِ زَمَانَهُ قَرَّتْ عَيْنُكِ ».(٤)

٩١٣/ ٢٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ(٥) عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ(٦) الْهَمْدَانِيِّ(٧) ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ‌

__________________

=ذيل ح ٦ ، نقلاً من المصنّف وفيه : « الحسن بن أبي الربيع الهمداني ، قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق ، عن اُسيد بن ثعلبة ، عن اُمّ هانئ » لكنّه ورد في تأويل الآيات ، ص ٧٤٤ - باختلاف في الألفاظ - نقلاً من محمّد بن العبّاس بسنده عن وهب بن شاذان ، عن الحسن بن الربيع ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : حدّثتني اُمّ هانئ ». وفي نقل تأويل الآيات - كما ترى - لم يتوسّط اُسيد بن ثعلبة بين محمّد بن إسحاق واُمّ هانئ. فلذا لا تطمئنّ النفس بنقل النعماني الخبر من بعض نسخالكافي ، أو عدم تصحيحه اجتهاداً متّكئاً على السند الآتي المشابه لبعض أجزاء هذا السند.

يؤيّد ذلك اختلاف بعض العبارات الواردة في سند النعماني لِسَندِنا هذا ومطابقتها مع عبارات السند الآتي ؛ فإنّ في هذا السند « الحسن بن أبي الربيع عن محمّد بن إسحاق ». وفي النعماني : « قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق ». كما أنّه لم يرد قيد « الهمداني » في أيّة نسخة من نسخالكافي لكنّه مذكور في نقل النعماني.

(١). التكوير (٨١) : ١٥ - ١٦.

(٢). « يَخْنِسُ » ، و « يَخْنُسُ » : ينقبض ويتأخّر عن الناس ويغيب ؛ من الخُنُوس بمعنى الانقباض والاختفاء. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧١ ( خنس ). (٣). فيالوافي : « الليل ».

(٤).الغيبة للنعماني ، ص ١٤٩ ، ذيل ح ٦ ، عن الكلينيالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٧ ، ح ٩٢٨.

(٥). هكذا في حاشية « بع » ونقله العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة عتيقة من الكتاب. وفي النسخ التي بأيدينا والمطبوع : « أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين ، ص ٣٢٤ ، ح ١ ، بسنده عن سعد بن عبدالله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا : حدّثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني. ووردت أيضاً رواية سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد في الغيبة للطوسي ، ص ٢٠٨ ، ح ١٧٧.

وأحمد بن الحسين هذا ، روى محمّد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن أبي زاهر كتابه ، وهما في طبقة سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، تقريباً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٨٣ ، الرقم ٢٠٠.

(٦). في « ف » : « أبي الحسن بن الربيع » وفي حاشيتها : « الحسن بن أبي الربيع » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

(٧). في « ألف ، بس » : « الهمذاني ».

١٦٢

ثَعْلَبَةَ ، عَنْ أُمِّ هَانِىً ، قَالَتْ :

لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّعليهما‌السلام ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذِهِ الْآيَةِ :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قَالَ : « الْخُنَّسُ إِمَامٌ يَخْنِسُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنْ عِلْمِهِ عِنْدَ النَّاسِ سَنَةَ سِتِّينَ ومِائَتَيْنِ ، ثُمَّ يَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَاقِدِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، فَإِنْ(١) أَدْرَكْتِ ذلِكَ(٢) ، قَرَّتْ عَيْنُكِ».(٣)

٩١٤/ ٢٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِعليه‌السلام (٤) ، قَالَ : « إِذَا رُفِعَ عَلَمُكُمْ(٥) مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ ».(٦)

٩١٥/ ٢٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هذَا الْأَمْرِ ، وأَنْ يَسُوقَهُ‌ اللهُ إِلَيْكَ(٧) بِغَيْرِ سَيْفٍ ؛ فَقَدْ بُويِعَ لَكَ وضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ.

__________________

(١). في حاشية « ج ، بس » والغيبة للنعماني ، ص ١٥٠ : « فإذا ». وفي حاشية « بح » : « وإذا ».

(٢). في حاشية « ج » : « زمانه ».

(٣).الغيبة للنعماني ، ص ١٥٠ ، ح ٧ ، عن الكليني. وفيه ، ص ١٤٩ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن إسحاق ؛كمال الدين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ، ح ١ ، بسنده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني ، عن محمّد بن إسحاق ؛الغيبة للطوسي ، ص ١٥٩ ، ح ١١٦ ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسين بن عمرو بن يزيد ، عن أبي الحسن بن أبي الربيع المدائني ، عن محمّد بن إسحاق ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٧ ، ح ٩٢٩.

(٤). في « ف ، ه‍ » والغيبة : + « أنّه ».

(٥). يجوز في الكلمة التحريك ، وكسر العين مع سكون اللام ، اختار الأوّل فيمرآة العقول ؛ حيث قال : « بالتحريك ، أي إمامكم الهادي لكم إلى طريق الحقّ ، وربّما يقرأ بالكسر ». ومفهوم الرفع يقتضي التحريك في الكلمة.

(٦).الغيبة للنعماني ، ص ١٨٧ ، ح ٣٩ ، عن الكليني.كمال الدين ، ص ٣٨١ ، ح ٤ ، بسنده عن أيّوب بن نوح ، مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٦ ، ح ٩٢٧.

(٧). في الغيبة : + « عفواً ».

١٦٣

فَقَالَ : « مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ(١) إِلَيْهِ الْكُتُبُ ، وأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ، وسُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ ، وحُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ(٢) أَوْ مَاتَ عَلى فِرَاشِهِ ، حَتّى يَبْعَثَ اللهُ لِهذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا(٣) ، خَفِيَّ الْوِلَادَةِ(٤) والْمَنْشَا ، غَيْرَ خَفِيٍّ فِي نَسَبِهِ ».(٥)

٩١٦/ ٢٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وغَيْرُهُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ شِيعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِيرَةٌ(٦) ، واللهِ مَا فِي أَهْلِ بَيْتِكَ مِثْلُكَ ، فَكَيْفَ لَاتَخْرُجُ؟!

قَالَ(٧) : فَقَالَ : « يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَطَاءٍ ، قَدْ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَيْكَ(٨) لِلنَّوْكى(٩) ، إِي واللهِ ، مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : فَمَنْ صَاحِبُنَا؟

قَالَ : « انْظُرُوا مَنْ عَمِيَ(١٠) عَلَى النَّاسِ ولَادَتُهُ ، فَذَاكَ صَاحِبُكُمْ ؛ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ‌

__________________

(١). في « ب ، بر ، بف » : « اختلف ».

(٢). « اغْتِيلَ » ، أي قُتِلَ غِيلَةً ، وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٧ ( غيل ).

(٣). في « ف » وكمال الدين : - « منّا ».

(٤). في كمال الدين والغيبة : « المولد ».

(٥).الغيبة للنعماني ، ص ١٦٨ ، ح ٩ ، عن الكليني.كمال الدين ، ص ٣٧٠ ، باب ما روي عن الرضا عليّ بن موسىعليه‌السلام ، ح ١ ، بسنده عن أيّوب بن نوحالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ ، ح ٨٨٦.

(٦). في « ض ، ه‍ ، بح ، بر ، بف » : « كثير ». وفي « ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والغيبة ، ح ٧ : + « و ».

(٧). في « ف » وكمال الدين والغيبة ، ح ٧ : - « قال ».

(٨). في « ج » : « رجليك ».

(٩). « النَوْكَى » جمع الأنوك. وهذا مثل يضرب لمن يسمع كلام كلّ أحد ويقبله وإن كان أحمق لا يعقل شيئاً. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٥٠١ ( نوك ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٤٨ ؛مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٥٨.

(١٠). في « ج ، بس » : « غمى ». وفي كمال الدين : « تخفى ». وفي الغيبة ، ح ٧ : « من غيّب عن الناس » بدل « من عمي‌على الناس ».

١٦٤

يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ(١) ، ويُمْضَغُ بِالْأَلْسُنِ إِلَّا مَاتَ غَيْظاً ، أَوْ رَغِمَ(٢) أَنْفُهُ ».(٣)

٩١٧/ ٢٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَقُومُ الْقَائِمُ ولَيْسَ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَهْدٌ ولَاعَقْدٌ ولَا بَيْعَةٌ».(٤)

٩١٨/ ٢٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ(٥) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

__________________

(١). هكذا في « ب ، ج ، ف ، ه‍ ، بس » وحاشية « ض ، بر ، بف » والغيبة ، ح ٧. وفي سائر النسخ والمطبوع: « بالإصبع ».

(٢). في « بح » : « أرغم ». وفي الغيبة ، ح ٧ : « حتف ». وقال ابن الأثير : « يقال : رَغِمَ يَرْغَمُ ، ورَغَمَ يَرْغَمُ رَغْماً ورِغْماً ورُغْماً ، وأرغم الله أنفه ، أي ألصقه بالرَغام ، وهو التراب. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذُلّ والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره ». ولعلّ المراد هنا القتل. ويحتمل كون الترديد من الراوي. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ( رغم ).

(٣).الغيبة للنعماني ، ص ١٦٧ ، ح ٧ ، عن الكليني ، وأيضاً بسند آخر عن عبد الله بن عطاء.كمال الدين ، ص ٣٢٥ ، ح ٢ ، بسنده عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن موسى بن هلال الضبي ، عن عبد الله بن عطاء ، إلى قوله : « فذاك صاحبكم » ؛الغيبة للنعماني ، ص ١٦٨ ، ح ٨ ، بسنده عن العبّاس بن عامر ، عن موسى بن هلال ، مع اختلافالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ، ح ٨٨٧.

(٤).الغيبة للنعماني ، ص ١٧١ ، ح ٤ ؛ وص ١٩١ ، ح ٤٦ ، عن الكليني.كمال الدين ، ص ٤٨٠ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير.الغيبة للنعماني ، ص ١٩١ ، ح ٤٥ ؛ وص ١٧١ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ كمال الدين ، ص ٣٠٣ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن محمّد بن عليّ ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛ وفيه ، ص ٣٢٢ ، ح ٦ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ص ٤٧٩ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :كمال الدين ، ص ٣١٥ ، ح ٢ ؛وكفاية الأثر ، ص ٢٢٤الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٧٦ ، ح ٩٨٩.

(٥). روى النعماني فيالغيبة ، ص ١٥٨ ، ح ٣ ، مضمون الخبر بسنده عن عبد الله بن جبلة ، عن محمّد بن منصور الصيقل ، عن أبيه منصور ، قال : قال : أبو عبد اللهعليه‌السلام ، ثمّ أورد في ذيله مثله نقلاً من الكليني بعين سندالكافي . لكن هذا الذيل أورده المجلسي في البحار ، ج ٥٢ ، ص ١٣٣ ، ذيل ح ٣٢ وفيه : « محمّد بن منصور » بدل =

١٦٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ(١) : إِذَا أَصْبَحْتُ وأَمْسَيْتُ لَا أَرى(٢) إِمَاماً أَئْتَمُّ بِهِ(٣) ، مَا أَصْنَعُ؟

قَالَ : « فَأَحِبَّ مَنْ كُنْتَ تُحِبُّ(٤) ، وأَبْغِضْ مَنْ كُنْتَ تُبْغِضُ(٥) حَتّى يُظْهِرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(٦)

٩١٩/ ٢٩. الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عِيسى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا بُدَّ لِلْغُلَامِ مِنْ غَيْبَةٍ(٨) ». قُلْتُ : ولِمَ؟ قَالَ : « يَخَافُ - وأَوْمَأَ(٩)

__________________

= « منصور » ، كما أنّ في الطبعة القديمة من الغيبة أيضاً : « محمّد بن منصور ».

فعليه يحتمل كون الصواب في ما نحن فيه أيضاً هو « محمّد بن منصور ». يؤيّد ذلك ما أشرنا إليه ممّا ورد في الغيبة ، ص ١٥٨ ، ح ٣ ، وكذا ما ورد فيكمال الدين ، ص ٣٤٨ ، ح ٣٧ ؛ فقد ورد فيه « جعفر بن محمّد بن منصور ». وهذا العنوان وإن كان فيه تحريف ، لكنّ الظاهر أنّ التحريفَ بوقوع السقط ، والساقط هو « عن محمّد » قبل « بن منصور ». وأنّ الأصل كان هكذا « جعفر بن محمّد عن محمّد بن منصور » فجاز نظر الناسخ من « محمّد » الأوّل إلى « محمّد » الثاني ، فوقع السقط.

ثمّ إنَّ في سندكمال الدين بعض الاختلالات الاُخر ، ليس هذا موضع ذكره.

(١). في « ج ، ف » : + « له ».

(٢). في « ه‍ » : « لا نرى ».

(٣). في « ه‍ » : « نأتمّ به ».

(٤). في « ف ، ه‍ » والوافي ومرآة العقول : « تحبّه».

(٥). في « ف » : « تبغضه ».

(٦).الغيبة للنعماني ، ص ١٥٨ ح ٣ ، عن الكليني ، وأيضاً بسند آخر عن منصور ، مع اختلاف يسير.كمال الدين ، ص ٣٤٨ ، ح ٣٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن جعفر بن محمّد بن منصور ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وراجع :كمال الدين ، ص ٣٥١ ، ح ٤٧.الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ح ٩٣٢.

(٧). في « ج » وحاشية « ض » : « محمّد ». وهو سهو. والحسين هذا ، هو الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب‌ المالكي ، روى عن أحمد بن هلال في بعض الأسناد والطرق. راجع :الغيبة للنعماني ، ص ١٦٧ ، ذيل ح ٢ ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١١٢ ؛التهذيب ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٠٨ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٧١ ، الرقم ١٠٤١ ، وص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٢٧٠ ، الرقم ٣٨٩.

(٨). في « ض ، بف » : « غيبته ».

(٩). في « ه‍ » : « فأومى ».

١٦٦

بِيَدِهِ إِلى بَطْنِهِ - وهُوَ الْمُنْتَظَرُ ، وهُوَ الَّذِي يَشُكُّ النَّاسُ فِي ولَادَتِهِ ، فَمِنْهُمْ(١) مَنْ يَقُولُ : حَمْلٌ(٢) ؛ ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : مَاتَ أَبُوهُ ولَمْ يُخَلِّفْ ؛ ومِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : ولِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ ».

قَالَ زُرَارَةُ : فَقُلْتُ(٣) : ومَا(٤) تَأْمُرُنِي لَوْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ؟

قَالَ : « ادْعُ اللهَ بِهذَا الدُّعَاءِ : اللهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ ، لَمْ أَعْرِفْكَ(٥) ؛ اللهُمَّ عَرِّفْنِي نَبِيَّكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَبِيَّكَ ، لَمْ أَعْرِفْهُ(٦) قَطُّ ؛ اللهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ، ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي ».

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ(٧) : سَمِعْتُ هذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ سِتٍّ وخَمْسِينَ سَنَةً.(٨)

٩٢٠/ ٣٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ(٩) ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : « منهم ».

(٢). في « بح ، بر » : « خمل ».

(٣). في حاشية « ض » : « قلت ».

(٤). في « بر » : « فما ».

(٥). في « بح » : « فلم أعرفك ». وفي حاشية « ج » : + « قطّ ».

(٦). في « ف » : « لم أعرف حجّتك ».

(٧). هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و، بر ، بس ». وفي « بح ، بف » والمطبوع : « الهلال ».

(٨).الغيبة للنعماني ، ص ١٦٦ ، ح ٦ ، عن الكليني ، وأيضاً بسند آخر عن زرارة ؛الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في الغيبة ، ح ٨٩٥ ، بسنده عن زرارة ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيكمال الدين ، ص ٣٤٢ ، ح ٢٤ ؛ وص ٣٤٦ ، ح ٣٢ ؛والغيبة للطوسي ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٧٩ ، بسند آخر عن عثمان بن عيسى ، مع اختلاف يسير. راجع :كمال الدين ، ص ٥١٢ ، ح ٤٣الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ، ح ٩١٠.

(٩). لم نجد مع الفحص الأكيد رواية محمّد بن عليّ - وهو أبو سمينة الكوفي - عن عبد الله بن القاسم مباشرة ، في‌غير هذا المورد ونقل النعماني في الغيبة ، ص ١٨٧ ، ح ٤٠ الخبر عن الكليني بعين سندالكافي ، والواسطة بينهما في الأكثر هو موسى بن سعدان [ الحنّاط ] ، كما فيالكافي ، ح ٥٧٤٤ و ٩٣٤٠ و ١٤٧١٣ ؛والمحاسن ، ص ٨٧ ، ح ٢٨ ؛والخصال ، ص ٢٦٤ ، ح ١٤٦ ؛ومعاني الأخبار ، ص ١٤٣ ، ح ١ ، ص ١٦٦ ، ح ١ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٨٠ ، ح ٦.

١٦٧

عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (١) قَالَ : « إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُظَفَّراً(٢) مُسْتَتِراً ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ - عَزَّ ذِكْرُهُ - إِظْهَارَ أَمْرِهِ ، نَكَتَ(٣) فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً ، فَظَهَرَ ، فَقَامَ بِأَمْرِ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى ».(٤)

٩٢١/ ٣١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ ، قَالَ :

كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِذَا غَضِبَ اللهُ - تَبَارَكَ وتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ ، نَحَّانَا عَنْ جِوَارِهِمْ ».(٥)

__________________

=وفي بعض الأسناد توسّط بينهما أبو عبد الله الخيّاط ( الحنّاط خ ل ) ، كما فيالأمالي الصدوق ، ص ٤١٣ ، المجلس السابع والسبعون ، ح ٦ ؛وقصص الأنبياء للراوندي ، ص ٢١٨ ، ح ٢٨٦. ولا يبعد اتّحاد أبي عبد الله هذا مع موسى بن سعدان.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصدوق فيكمال الدين ، ص ٣٤٩ ، ح ٤٢ ؛والشيخ الطوسي فيالغيبة ، ص ١٦٤ ، ح ١٢٦ - مع زيادة في صدره - بسنديهما عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، فلا يبعد وقوع السقط في ما نحن فيه وما نقل النعماني من الكتاب.

نبّه على ذلك الاُستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند.

(١). المدّثّر (٧٤) : ٨.

(٢). في كمال الدين والغيبة للنعماني والطوسي : - « مظفّراً ».

(٣). النكْتُ : هو أن تَنْكُتَ في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. والنكتة : كالنقطة. ويقال للأثر القليل شبه الوَسَخ في المرآة ونحوها ، ونقطة سوداء في شي‌ء صاف. والمعنى : أثّر في قلبه أثراً. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٠٠ - ١٠١ ( نكت ).

(٤).الغيبة للنعماني ، ص ١٨٧ ، ح ٤٠ ، عن الكليني. وفيكمال الدين ، ص ٣٤٩ ، ح ٤٢ ؛ والغيبة للطوسي ، ص ١٦٤ ، ح ١٢٦ ، بسندهما عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضّل بن عمر ؛رجال الكشّي ، ص ١٩٢ ، ح ٣٣٨ ، بسنده عن عليّ بن حسّان ، عن المفضّل بن عمر الجعفي ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٨ ، ح ٩٣٠.

(٥). راجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر في حال الغيبة ، ح ٨٨٨ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ١٦١ - ١٦٢ ، ح ١ و ٢ ؛والغيبة للطوسي ، ص ٤٥٧ ، ح ٤٦٨ ؛وكمال الدين ، ص ٣٣٧ ، ح ١٠الوافي ، ج ٢ ، ص ٤١٩ ، ح ٩٣٣.

١٦٨

٨١ - بَابُ مَا يُفْصَلُ بِهِ بَيْنَ(١) دَعْوَى (٢) الْمُحِقِّ والْمُبْطِلِ فِي أَمْرِ الْإِمَامَةِ‌

٩٢٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سَلَامِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَاشِمِيِّ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : وقَدْ سَمِعْتُهُ(٤) مِنْهُ(٥) - :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « بَعَثَ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنْ عَبْدِالْقَيْسِ - يُقَالُ لَهُ : خِدَاشٌ - إِلى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وقَالَا لَهُ : إِنَّا(٦) نَبْعَثُكَ إِلى رَجُلٍ طَالَ مَا(٧) كُنَّا نَعْرِفُهُ وأَهْلَ بَيْتِهِ بِالسِّحْرِ(٨) والْكِهَانَةِ(٩) ، وأَنْتَ أَوْثَقُ مَنْ بِحَضْرَتِنَا‌

__________________

(١). في « بح ، بف » : - « بين ».

(٢). في « ب » : « دعوتي ».

(٣). في السند تحويل. وللمصنّف إلى سلام بن عبد الله ثلاثة طرق : الأوّل : عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن محبوب. الثاني : محمّد بن الحسن ، وعليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أسباط. وهذا الطريق ينحلّ إلى طريقين ، كما لا يخفى. الثالث : أبو عليّ الأشعري عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أسباط.

(٤). في حاشية « ض ، بح ، بر » : « سمعت ».

(٥). الضمير راجع إلى سلام بن عبد الله الهاشمي. والمراد أنّ محمّد بن عليّ كما روى الخبر عن سلام بن عبد الله بتوسّط عليّ بن أسباط ، سمع الخبر من سلام بن عبد الله نفسه أيضاً ، بلا واسطة. فعليه تصبح الطرق الأربعة ، سبعة طرق.

(٦). في « ف » : - « إنّا ».

(٧). في حاشية « بر » : « طالما ». وذهب فيمرآة العقول إلى كون « ما » مصدريّة والمصدر فاعل « طال ».

(٨). « السِحْرُ » : الاُخْذَةُ التي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر كما يُرى وليس الأصل على ما يُرى. وقيل : هو صرف الشي‌ء عن وجهه. وقيل : كلّ ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحْرٌ. وفي عرف الشرع مختصّ بكلّ أمر يخفى سببه ويتخيّل على غير حقيقته ويجري مجرى الخداع. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ؛المصباح المنير ، ص ٢٦٨ ( سحر ).

(٩). قال ابن الأثير : « الكاهِنُ : الذي يتعاطى الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدّعي معرفة الأسرار.=

١٦٩

مِنْ(١) أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ تَمْتَنِعَ(٢) مِنْ(٣) ذلِكَ(٤) ، وَأَنْ تُحَاجَّهُ لَنَا حَتّى تَقِفَهُ(٥) عَلى أَمْرٍ مَعْلُومٍ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ أَعْظَمُ النَّاسِ دَعْوًى ، فَلَا يَكْسِرَنَّكَ(٦) ذلِكَ عَنْهُ ؛ وَمِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي يَخْدَعُ النَّاسَ بِهَا الطَّعَامُ والشَّرَابُ والْعَسَلُ والدُّهْنُ ، وأَنْ يُخَالِيَ الرَّجُلَ(٧) ؛ فَلَا تَأْكُلْ(٨) لَهُ طَعَاماً ، ولَاتَشْرَبْ لَهُ شَرَاباً ، ولَاتَمَسَّ لَهُ عَسَلاً ولَادُهْناً ، ولَاتَخْلُ مَعَهُ ، واحْذَرْ هذَا كُلَّهُ مِنْهُ ، وانْطَلِقْ عَلى بَرَكَةِ اللهِ ، فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَاقْرَأْ آيَةَ السُّخْرَةِ(٩) ، وتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ كَيْدِهِ وَكَيْدِ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا جَلَسْتَ إِلَيْهِ فَلَا تُمَكِّنْهُ مِنْ بَصَرِكَ كُلِّهِ ، ولَاتَسْتَأْنِسْ بِهِ.

ثُمَّ قُلْ لَهُ : إِنَّ أَخَوَيْكَ فِي الدِّينِ ، وابْنَيْ عَمِّكَ(١٠) فِي الْقَرَابَةِ(١١) يُنَاشِدَانِكَ‌

__________________

=وقد كان في العرب كَهَنَةٌ ، كشِقّ وسَطِيح وغيرهما. فمنهم من كان يزعم أنّ له تابعاً من الجنّ ورَئيّاً يُلقي إليه الأخبار. ومنهم من كان يزعم أنّه يعرف الاُمور بمقدّمات أسباب يَستدلُّ بها على مواقعها من كلام من يسأله ، أو فعله ، أو حاله. وهذا يخصّونه باسم العرّاف ، كالذي يدّعي معرفة الشي‌ء المسروق ومكان الضالّة ونحوهما ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢١٤ ( كهن ).

(١). في « ف ، ه‍ » : « في ». وقال فيمرآة العقول : « كأنّه أظهر ».

(٢). في الوافي : « أن تُمنع ».

(٣). في حاشية « ج » : « عن ».

(٤). في « ه‍ » : + « عنه ». وفي البحار : + « منه ».

(٥). في « بس » : « تقف ». وفي « بف » والبحار - خ ل - : « تفقه ». و « تَفِقَهُ » ، من الوقف بمعنى الاطّلاع ، أي تطّلعه ؛ عند المازندراني. أو بمعنى الإيقاف ، أي تقيمه ؛ عند الفيض. أو بمعنى الحبس ، أي تحبسه وتوقفه ؛ عند المجلسي. ثمّ قال المجلسي : « في بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف فهو من الفقه بمعنى العلم ، وتعديته بـ « على » لتضمين معنى الاطّلاع. أو يقرأ على بناء التفعيل بحذف إحدى التاءين ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٥٣ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ؛مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٦٤ ؛لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٥٩ - ٣٦١ ( وقف ).

(٦). في « ج » : « فلا يكسّرنّك ». وفي حاشية « ف » : « فلا يكبرنّك ».

(٧). في الشروح : « يخالي الرجل » ، أي يخلو به ، أي يسأله الاجتماع معه في خلوة. وفي اللغة : خاليتُ فلاناً إذاصارعتَه ، وكذلك المخالاة في كلّ أمر ، كأنّه إذا صارعه خلا به فلم يستعن واحد منهما بأحد ، وكلّ واحد منهما يخلو بصاحبه. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٤١ ( خلا ).

(٨). في « ه‍ » : « ولا تأكل ».

(٩). « آية السُّخْرَة » هي الآية ٥٤ من سورة الأعراف (٧). وقال الشيخ البهائي : هي الآية ٥٤ - ٥٦ منها ، فإطلاق الآية عليها على إرادة الجنس ؛ من قرأها حفظ من شياطين الجنّ والإنس. راجع :مفتاح الفلاح ، ص ٥٦.

(١٠). في البحار : « عميك ».

(١١). في البحار : - « في القرابة ».

١٧٠

الْقَطِيعَةَ(١) ، ويَقُولَانِ لَكَ : أَمَا تَعْلَمُ أَنَّا تَرَكْنَا النَّاسَ لَكَ(٢) ، وخَالَفْنَا عَشَائِرَنَا فِيكَ مُنْذُ قَبَضَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمَّا نِلْتَ أَدْنى مَنَالٍ(٣) ، ضَيَّعْتَ حُرْمَتَنَا ، وقَطَعْتَ رَجَاءَنَا ، ثُمَّ قَدْ رَأَيْتَ أَفْعَالَنَا فِيكَ ، وقُدْرَتَنَا عَلَى النَّأْيِ(٤) عَنْكَ(٥) ، وَسَعَةِ الْبِلَادِ دُونَكَ ، وَأَنَّ مَنْ كَانَ يَصْرِفُكَ عَنَّا وعَنْ صِلَتِنَا ، كَانَ أَقَلَّ لَكَ نَفْعاً ، وأَضْعَفَ عَنْكَ دَفْعاً مِنَّا ، وقَدْ وَضَحَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ، وقَدْ بَلَغَنَا عَنْكَ انْتِهَاكٌ لَنَا ، ودُعَاءٌ عَلَيْنَا ، فَمَا الَّذِي يَحْمِلُكَ عَلى ذلِكَ؟ فَقَدْ كُنَّا نَرى أَنَّكَ أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ ، أَتَتَّخِذُ اللَّعْنَ لَنَا دِيناً ، وتَرى(٦) أَنَّ ذلِكَ يَكْسِرُنَا(٧) عَنْكَ؟

فَلَمَّا أَتى خِدَاشٌ(٨) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، صَنَعَ مَا أَمَرَاهُ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عَلِيٌّعليه‌السلام - وهُوَ يُنَاجِي نَفْسَهُ - ضَحِكَ وقَالَ : « هَاهُنَا يَا أَخَا(٩) عَبْدِ قَيْسٍ » وأَشَارَ لَهُ(١٠) إِلى مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنْهُ ؛ فَقَالَ : مَا أَوْسَعَ الْمَكَانَ! أُرِيدُ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ رِسَالَةً ، قَالَ : « بَلْ تَطْعَمُ وَتَشْرَبُ وتَحُلُّ(١١) ثِيَابَكَ وتَدَّهِنُ ، ثُمَّ تُؤَدِّي رِسَالَتَكَ(١٢) ، قُمْ يَا قَنْبَرُ ، فَأَنْزِلْهُ ».

قَالَ : مَا بِي(١٣) إِلى شَيْ‌ءٍ مِمَّا ذَكَرْتَ حَاجَةٌ ، قَالَ : « فَأَخْلُو بِكَ؟ » قَالَ(١٤) : كُلُّ سِرٍّ لِي‌

__________________

(١). « يناشدانك القطيعةَ » ، أي يسألانك بقطيعة الرحم ويقسمان عليك بعظم أمرها ويطلبان إليك بحقّها. أويناشدانك بالله فيها ، أي أن لا تقطع رحمهما. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٣ ( نشد ).

(٢). في « بح » : - « لك ».

(٣). « المـَنال » : محلّ النَوْل ، وهو العطيّة والخراج. وقد يطلق عليه مجازاً ، أي أدركت أدنى مرتبة تنال به المطالب. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٦ ( نول ).

(٤). في « ف » : « النائي ». و « النَأْي » مصدر بمعنى البُعد. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٩ ( نأى ).

(٥). في حاشية « بر » : « منك ».

(٦). في « ف » : « فترى ».

(٧). في « ج ، بر » : « يكسّرنا ».

(٨). في « ج » : + « إلى ».

(٩). في البحار : « يا أبا ».

(١٠). في « بر » : « إليه ». وفي « بس » وشرح المازندراني : - « له ».

(١١). في البحار : « تخلي ».

(١٢). في « ف » : + « ثمّ قال ».

(١٣) في « ف » : « ما لي ».

(١٤) في « بف » : « فقال ».

١٧١

عَلَانِيَةٌ ، قَالَ : « فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ(١) الَّذِي هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ، الْحَائِلِ(٢) بَيْنَكَ وبَيْنَ قَلْبِكَ ، الَّذِي يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ومَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، أَتَقَدَّمَ إِلَيْكَ(٣) الزُّبَيْرُ بِمَا عَرَضْتُ عَلَيْكَ؟ » قَالَ : اللهُمَّ نَعَمْ(٤) ، قَالَ : « لَوْ كَتَمْتَ بَعْدَ مَا سَأَلْتُكَ ، مَا ارْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ(٥) ؛ فَأَنْشُدُكَ اللهَ(٦) ، هَلْ عَلَّمَكَ كَلَاماً تَقُولُهُ إِذَا أَتَيْتَنِي؟ » قَالَ : اللهُمَّ نَعَمْ(٧) ، قَالَ عَلِيٌّعليه‌السلام : « آيَةَ السُّخْرَةِ »؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَاقْرَأْهَا » ، فَقَرَأَهَا ، وجَعَلَ(٨) عَلِيٌّعليه‌السلام يُكَرِّرُهَا(٩) ، ويُرَدِّدُهَا(١٠) ، وَيَفْتَحُ عَلَيْهِ إِذَا أَخْطَأَ ، حَتّى إِذَا قَرَأَهَا سَبْعِينَ مَرَّةً ، قَالَ الرَّجُلُ : مَا يَرى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام أَمْرَهُ بِتَرَدُّدِهَا(١١) سَبْعِينَ مَرَّةً(١٢) ؟ ثُمَّ(١٣) قَالَ(١٤) لَهُ : « أَتَجِدُ قَلْبَكَ اطْمَأَنَّ؟ » قَالَ : إِي والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ.

قَالَ : « فَمَا قَالَا لَكَ؟ » فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ(١٥) : « قُلْ لَهُمَا : كَفى بِمَنْطِقِكُمَا حُجَّةً عَلَيْكُمَا ، وَلكِنَّ اللهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، زَعَمْتُمَا أَنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ ، وابْنَا عَمِّي

__________________

(١). في البحار : « الله ».

(٢). يجوز فيه الرفع أيضاً ، خبراً ثانياً لـ « هو ».

(٣). في البحار : « لك ». وقوله : « تقدّم إليك » ، أي أوصى وأمر. يقال : تقدّم إليه في كذا ، أي أمره وأوصاه به ، فالباء في « بما » بمعنى « في ». راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥١١ ( قدم ).

(٤). فيالوافي : « نعم اللّهمّ ».

(٥). « الطَرْفُ » : جَفْنُ العين وغطاؤها. والمراد بارتداد الطَرْف إغضاؤه ، وعدم ارتداده كناية عن الموت الدفعي ؛ فإنّ الميّت تبقى عينه مفتوحة. راجع :المفردات للراغب ، ص ٥١٧ ( طرف ).

(٦). في « بح » : - « الله ».

(٧). في«ب،ج، ف،ه‍،بح، بس،بف» : «نعم اللّهمّ».

(٨). في « بر » : « فجعل ».

(٩). في « ف ، ه‍ ، بح » وحاشية « ب ، ج » والبحار : + « عليه ». وقوله : « يكرّرها » ، أي يأمره بتكريرها وترديدها ويبيّن غلطه إذا أخطأ. (١٠). في « ض » : + « عليه ».

(١١). فيمرآة العقول عن بعض النسخ : « يردّدها ». بصيغة المضارع.

(١٢). في « ف » : + « إلّا وهو يرى أنّه لا يجاوز سحر على من يردّدها سبعين مرّة ». وعليه فـ « ما » في قوله : «ما يرى » نافية.

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « ثمّ ».

(١٤) في « بس » : « فقال ».

(١٥) في « ض » : « وقال ».

١٧٢

فِي النَّسَبِ ؛ فَأَمَّا(١) النَّسَبُ فَلَا أُنْكِرُهُ ، وإِنْ كَانَ النَّسَبُ مَقْطُوعاً(٢) إِلَّا مَا وَصَلَهُ اللهُ بِالْإِسْلَامِ.

وَأَمَّا قَوْلُكُمَا : إِنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ(٣) ، فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ ، فَقَدْ فَارَقْتُمَا كِتَابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وعَصَيْتُمَا أَمْرَهُ بِأَفْعَالِكُمَا فِي أَخِيكُمَا فِي الدِّينِ ، وإِلَّا فَقَدْ كَذَبْتُمَا وَافْتَرَيْتُمَا بِادِّعَائِكُمَا أَنَّكُمَا أَخَوَايَ فِي الدِّينِ.

وَأَمَّا مُفَارَقَتُكُمَا النَّاسَ مُنْذُ قَبَضَ اللهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَإِنْ كُنْتُمَا فَارَقْتُمَاهُمْ(٤) بِحَقٍّ ، فَقَدْ نَقَضْتُمَا ذلِكَ الْحَقَّ بِفِرَاقِكُمَا إِيَّايَ أَخِيراً ، وإِنْ(٥) فَارَقْتُمَاهُمْ بِبَاطِلٍ ، فَقَدْ وقَعَ إِثْمُ ذلِكَ الْبَاطِلِ عَلَيْكُمَا مَعَ الْحَدَثِ الَّذِي أَحْدَثْتُمَا ، مَعَ أَنَّ صِفَتَكُمَا(٦) بِمُفَارَقَتِكُمَا النَّاسَ لَمْ تَكُنْ(٧) إِلَّا لِطَمَعِ(٨) الدُّنْيَا زَعَمْتُمَا ، وذلِكَ قَوْلُكُمَا : « فَقَطَعْتَ(٩) رَجَاءَنَا » لَاتَعِيبَانِ بِحَمْدِ اللهِ(١٠) مِنْ دِينِي شَيْئاً.

وَأَمَّا الَّذِي صَرَفَنِي عَنْ صِلَتِكُمَا ، فَالَّذِي صَرَفَكُمَا عَنِ الْحَقِّ ، وحَمَلَكُمَا عَلى خَلْعِهِ مِنْ رِقَابِكُمَا ، كَمَا يَخْلَعُ الْحَرُونُ(١١) لِجَامَهُ ، وهُوَ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، فَلَا تَقُولَا(١٢) :

__________________

(١). في البحار : « أمّا ».

(٢). في « بر » : « منقطعاً ».

(٣). في البحار : - « في الدين ».

(٤). في « بف » : « قد فارقتماهم ».

(٥). في « بف » : « فإن ».

(٦). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول . وفي « ه‍ » وحاشية « بس ، بف » : « صفقكما ». وفي المطبوع : « صفقتكما ».

(٧). في « ب ، ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بس » والبحار : « لم يكن ».

(٨). في « ب » : « بطمع ».

(٩). في البحار : « قطعت ».

(١٠). في البحار : + « عليّ ».

(١١). « فرس حَرونٌ » ، أي لا ينقاد ، وإذا اشتدّ به الجري وقف. أو هي التي إذا اسْتُدِرَّ جريُها وقفت ، وإنّما ذلك في‌ذوات الحوافر خاصّة. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٧ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١١٠ ( حرن ).

(١٢). في البحار : + « هو ».

١٧٣

أَقَلُّ نَفْعاً وأَضْعَفُ(١) دَفْعاً ؛ فَتَسْتَحِقَّا اسْمَ(٢) الشِّرْكِ مَعَ النِّفَاقِ.

وَأَمَّا قَوْلُكُمَا : إِنِّي أَشْجَعُ فُرْسَانِ الْعَرَبِ ، وهَرَبُكُمَا مِنْ لَعْنِي ودُعَائِي(٣) ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مَوْقِفٍ عَمَلاً إِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ(٤) ، ومَاجَتْ(٥) لُبُودُ(٦) الْخَيْلِ ، ومَلَأَ سَحَرَاكُمَا(٧) أَجْوَافَكُمَا ، فَثَمَّ يَكْفِينِيَ اللهُ بِكَمَالِ الْقَلْبِ ؛ وأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا بِأَنِّي(٨) أَدْعُو اللهَ ، فَلَا تَجْزَعَا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْكُمَا رَجُلٌ سَاحِرٌ مِنْ قَوْمٍ سَحَرَةٍ زَعَمْتُمَا(٩) ، اللهُمَّ أَقْعِصِ(١٠) الزُّبَيْرَ بِشَرِّ(١١) قِتْلَةٍ ، وَاسْفِكْ دَمَهُ عَلى ضَلَالَةٍ(١٢) ، وعَرِّفْ طَلْحَةَ الْمَذَلَّةَ(١٣) ، وادَّخِرْ(١٤) لَهُمَا فِي الْآخِرَةِ شَرّاً(١٥) مِنْ ذلِكَ إِنْ كَانَا ظَلَمَانِي ، وافْتَرَيَا عَلَيَّ ، و(١٦) كَتَمَا شَهَادَتَهُمَا ، وعَصَيَاكَ(١٧) وعَصَيَا رَسُولَكَ فِيَّ ، قُلْ : آمِينَ » ، قَالَ خِدَاشٌ : آمِينَ!

__________________

(١). ظاهر المازندراني في شرحه هو رفع « أقلّ » و « أضعف » ، حيث قال : « فلا تقولا بعد ما عرفتما أنّه الصارف : هو أقلّ نفعاً وأضعف دفعاً ». ويجوز نصبه بتقدير « كان » بقرينة ما مرّ في كلامهما.

(٢). في « ه‍ » : « إثم ».

(٣). فيالوافي : « ودعائي عليكما ».

(٤). « الأسنّة » : « جمع السِنان ، وهو نَصْلُ الرمح. واختلاف الأسنّة : ذهاب بعضها ومجي‌ء البعض ». راجع :لسان ‌العرب ، ج ٩ ، ص ٨٢ ( خلف ) ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٨٧ ( سنن ).

(٥). « ماجَتْ » ، أي اضطربت. يقال : ماج البحر يموج وتموّج ، أي اضطربت أمواجه ، وماج الناس ، أي دخل بعضهم في بعض ، وموج كلّ شي‌ء اضطرابه. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٧٠ ( موج ).

(٦). « اللُّبُود » : جمع اللِبْد. وهو كلّ شعر أو صوف مُلْتَبِد بعضُه على بعض ، أي متداخل. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٨٦ ( لبد ).

(٧). « السَحَرُ » و « السَحْرُ » و « السُحْرُ » : الرِئَةُ. ويقال : انفتخ سَحْرُهُ ، للجبان الذي ملأ الخوفُ جوفَه فانتفخ السَحْرُ حتّى رفع القلبَ إلى الحلقوم. والمراد : انتفاخهما من الخوف. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ( سحر).

(٨). في « ف »:« بأن أنّي ». وفي « بح » : « بأن ».

(٩). في البحار : + « ثمّ قال ».

(١٠). « أَقْعِصْ » ، من القَعْص ، وهو أن يُضْرَبَ الإنسان فيموت مكانَه. يقال : قَعَصْتُهُ وأقَعَصْتُهُ ، إذا قتلتَهُ قتلاً سريعاً. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٨ ( قعص ). (١١). في البحار : « شرّ ».

(١٢). فيمرآة العقول : « ضلاله ». وقال : « وفي بعض النسخ : على ضلالة ، بالتاء ».

(١٣) فيالوافي : « المضلّة » وقال : « من الضلال ، يعني عرّفه أنّه في ضلال ».

(١٤) في « ب ، ه‍ » : « واذّخر ».

(١٥) في « بس » : « أشرّ ».

(١٦) في شرح المازندراني : - « و ».

(١٧) في البحار : « عصياني ».

١٧٤

ثُمَّ قَالَ خِدَاشٌ لِنَفْسِهِ : واللهِ ، مَا رَأَيْتُ لِحْيَةً(١) قَطُّ أَبْيَنَ خَطَأً مِنْكَ ، حَامِلَ حُجَّةٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهَا(٢) مِسَاكاً(٣) ، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْهُمَا.

قَالَ(٤) عَلِيٌّعليه‌السلام : « ارْجِعْ إِلَيْهِمَا ، وأَعْلِمْهُمَا(٥) مَا قُلْتُ ».

قَالَ : لَاوَ اللهِ حَتّى تَسْأَلَ اللهَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَيْكَ عَاجِلاً ، وأَنْ يُوَفِّقَنِي لِرِضَاهُ فِيكَ ؛ فَفَعَلَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنِ(٦) انْصَرَفَ وقُتِلَ مَعَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ ؛ رَحِمَهُ اللهُ ».(٧)

٩٢٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ(٨) ، عَنْ جَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٩) ، عَنْ رَافِعِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(١٠) - يَوْمَ النَّهْرَوَانِ ، فَبَيْنَا(١١) عَلِيٌّعليه‌السلام

__________________

(١). فيالوافي : « لحيةً ، أي ذا لحية ؛ فإنّ العرب كثيراً ما يعبّر عن الرجل باللحية ».

(٢). في « ب ، ف ، ه‍ » : « لهما ».

(٣). قوله : « مساكاً » ، أي ما يتمسّك به من الخير. يقال : ما فيه مساك ، أي ما فيه خير يرجع إليه. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٦٢ ( مسك ).

(٤). في «ف» : « وقال ».وفي البحار : « ثمّ قال ».

(٥). في « ف » : « فأعلمهما ».

(٦). في « ف » : - « أن ».

(٧).الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ، ح ٦١٢ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ١٢٨ ، ح ١٠٥.

(٨). هكذا في « ألف ، ب ، ف ، بس ، جر ». وفي « ج ، و » : « عمر بن سعيد ». وفي « بح ، بف » : « عمرو بن سعد ». وفي « بر » والمطبوع : « عمرو بن سعيد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر نصر بن مزاحم من الرواية عن عمر بن سعد ، والظاهر أنّه عمر بن سعد بن أبي الصيد الأسدي. اُنظر على سبيل المثال : وقعة صفّين، ص ٣ ، ص ٩٢ ، ص ١٩٦ ؛ الغارات، ص ١٥ ، ص ١٩ ، ص ٢٠ ؛ شواهد التنزيل، ص ١٧٩ ، ح ٨١١ ؛ شرح نهج البلاغةلابن أبي الحديد ، ج ٢ ، ص ٦٤ ، ص ١٩٣ ؛ وج ٣ ، ص ٢٠٦ ؛ الأماليللصدوق ، ص ١١٠ ، المجلس ٢٧ ، ح ١ ، وص ١١٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ٦ ، وص ١٢٠ ، المجلس ٢٩ ، ح ٢ ، وص ٣٣٨ ، المجلس ٦٤ ، ح ١٦ ؛ الخصال، ص ٤٠٠ ، ح ١٠٩.

(٩). في « ف » : « عبيد الله ».

(١٠). في « ج ، ف ، بح ، بر » : «عليه‌السلام ». وفي حاشية « ج » : + « وآله ».

(١١). في « بح ، بر » : « فبينما ».

١٧٥

جَالِسٌ إِذْ جَاءَ فَارِسٌ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَلِيُّ ، فَقَالَ لَهُ(١) عَلِيٌّعليه‌السلام : « وَعَلَيْكَ السَّلَامُ ، مَا لَكَ - ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ - لَمْ تُسَلِّمْ عَلَيَّ بِإِمْرَةِ(٢) الْمُؤْمِنِينَ؟ ».

قَالَ بَلى سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذلِكَ ، كُنْتُ(٣) إِذْ كُنْتَ عَلَى الْحَقِّ بِصِفِّينَ ، فَلَمَّا حَكَّمْتَ الْحَكَمَيْنِ بَرِئْتُ مِنْكَ ، وسَمَّيْتُكَ مُشْرِكاً ، فَأَصْبَحْتُ لَا أَدْرِي إِلى أَيْنَ أَصْرِفُ وَلَايَتِي ، وَاللهِ لَأَنْ أَعْرِفَ هُدَاكَ مِنْ(٤) ضَلَالَتِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا.

فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّعليه‌السلام : « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، قِفْ مِنِّي قَرِيباً أُرِكَ(٥) عَلَامَاتِ الْهُدى مِنْ عَلَامَاتِ الضَّلَالَةِ».

فَوَقَفَ الرَّجُلُ قَرِيباً مِنْهُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذلِكَ إِذْ أَقْبَلَ فَارِسٌ يَرْكُضُ(٦) حَتّى أَتى عَلِيّاًعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ ، قَدْ واللهِ قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ ، فَقَالَ لَهُ : « مِنْ دُونِ النَّهَرِ(٧) أَوْ مِنْ خَلْفِهِ؟ » قَالَ :(٨) بَلْ مِنْ دُونِهِ ، فَقَالَ(٩) : « كَذَبْتَ ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ(١٠) النَّسَمَةَ(١١) لَايَعْبُرُونَ(١٢) أَبَداً حَتّى يُقْتَلُوا ».

__________________

(١). في « بح » : - « له ».

(٢). « الإمْرَةُ » : اسم من أَمَرَ ، أَمُرَ ، أَمِرَ علينا أَمْراً ، أي ولِيَ.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٩٣ ( أمر ).

(٣). أي كنتُ قائلاً بإمارتك إذ كنتَ على الحقّ. وفي « ف » : - « كنتُ ». واحتمل المازندراني كون الفعل الثاني ‌للتكلّم كالأوّل. واحتمل المجلسي كون الأوّل بصيغة الخطاب واستبعد كون الثاني للتكلّم.

(٤). في « بر » : « عن ».

(٥). هكذا في « ه‍ » وحاشية « بح ، بر » وهو مقتضى القاعدة. وفي المطبوع وباقي النسخ : « اُريَك ».

(٦). « الرَكْضُ » : تحريك الرِجْل حَثّاً للفرس على العَدْو.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٩ ( ركض ).

(٧). في « ج ، ف » : « النهروان ».

(٨). في « بر » : « فقال ».

(٩). في « ب » : + « له ».

(١٠). « برأ » ، أي خلق ، ومنه البارئ ، وهو الذي خلق الخلق لا عن مثال. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١١١ ( برأ ).

(١١). قال الجوهري : « النَسَمَةُ : الإنسان ». وقال ابن الأثير : « النَسَمَةُ : النفس والروح وكلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَة ». فبرأ النسمة ، أي خلق ذات الروح.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٤٠ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٩ ( نسم ).

(١٢). في « ب » وحاشية « بح » : + « النهر ».

١٧٦

فَقَالَ الرَّجُلُ : فَازْدَدْتُ فِيهِ بَصِيرَةً ، فَجَاءَ آخَرُ يَرْكُضُ عَلى فَرَسٍ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ(١) مِثْلَ ذلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِثْلَ الَّذِي رَدَّ عَلى صَاحِبِهِ.

قَالَ الرَّجُلُ الشَّاكُّ : وهَمَمْتُ(٢) أَنْ أَحْمِلَ عَلى عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَأَفْلَقَ هَامَتَهُ(٣) بِالسَّيْفِ ، ثُمَّ جَاءَ فَارِسَانِ يَرْكُضَانِ قَدْ أَعْرَقَا فَرَسَيْهِمَا ، فَقَالَا : أَقَرَّ اللهُ عَيْنَكَ(٤) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَبْشِرْ بِالْفَتْحِ ، قَدْ واللهِ ، قُتِلَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ ، فَقَالَ عَلِيٌّعليه‌السلام : « أَمِنْ خَلْفِ النَّهَرِ(٥) أَوْ مِنْ دُونِهِ؟ » قَالَا(٦) : لَا ، بَلْ مِنْ خَلْفِهِ ؛ إِنَّهُمْ لَمَّا اقْتَحَمُوا(٧) خَيْلَهُمُ(٨) النَّهْرَوَانَ ، وضَرَبَ الْمَاءُ لَبَّاتِ(٩) خُيُولِهِمْ ، رَجَعُوا فَأُصِيبُوا ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « صَدَقْتُمَا » فَنَزَلَ الرَّجُلُ عَنْ فَرَسِهِ ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام وبِرِجْلِهِ فَقَبَّلَهُمَا ، فَقَالَ عَلِيٌّعليه‌السلام : « هذِهِ لَكَ آيَةٌ ».(١٠)

٩٢٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « بس ، بف » : - « له ».

(٢). « هَمَمْتُ » ، أي قصدتُ وأردتُ. تقول : هَمَمْتُ بالشي‌ء هَمّاً من باب قَتَلَ ، إذا أردتَه ولم تفعله. راجع :المصباح ‌المنير ، ص ٦٤١ ( همم ).

(٣). قال الجوهري : « الهامَةُ : الرأس ، والجمع : هامٌ ».الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٣ ( هيم ).

(٤). في « بح » : « عينيك ».

(٥). في « ج ، ف » : « النهروان ».

(٦). فيالوافي : « فقالا ».

(٧). في حاشية « ج ، ف ، بس ، بف » : « امتحنوا ». وفي حاشية « ف » أيضاً : « أقحموا ». وفي شرح المازندراني : « فلمّا اقتحموا » بدل « إنّهم لمـّا اقتحموا » وكذا فيمرآة العقول . ثمّ نقل المازندراني عن بعض النسخ : « فلمّا امتحنوا ». وأمّا « الاقتحام » فهو مصدر اقتحم الإنسانُ الأمرَ العظيمَ ، إذا رمى نفسه فيه من غير رويّة وتثبّت ، فالمعنى : رموا وأدخلوا خيلَهم في النهروان من غير رويّة وتثبّت. ولكنّ المجلسي قال : « الظاهر : أقحموا ، وعلى ما في الكتاب يحتمل أن يكون خيلهم مرفوعاً بدلاً من الضمير ، أي اقتحم فرسانُهم ». وراجع أيضاً :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٠٦ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٨ ( قحم ).

(٨). في حاشية « ج ، ف ، بر » : « خيولهم ».

(٩). في « ج ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ض » : « لباب ». و « لِباب » و « لَبّات » : جمع لَبَّة ، وهي الهَزْمَةُ والوَهْدَة التي فوق الصدر وتحت العنق ، وفيها تُنْحَر الإبل. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٣ ( لبب ).

(١٠). راجع :خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٦٠الوافي ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ٦١٣.

١٧٧

أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَعْرُوفِ بِكُرْدٍ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةِ ، قَالَتْ :

رَأَيْتُ(٢) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي شُرْطَةِ(٣) الْخَمِيسِ(٤) ومَعَهُ دِرَّةٌ(٥) ، لَهَا سَبَابَتَانِ(٦) ، يَضْرِبُ بِهَا بَيَّاعِي(٧) الْجِرِّيِّ(٨) والْمَارْمَاهِي(٩) والزِّمَّارِ(١٠) ، ويَقُولُ لَهُمْ : « يَا بَيَّاعِي مُسُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وجُنْدِ بَنِي مَرْوَانَ ».

فَقَامَ إِلَيْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ومَا جُنْدُ بَنِي مَرْوَانَ؟

__________________

(١). في « بس » وحاشية « بف » : « بكرز ». وفي كمال الدين : « ببرد ».

(٢). في « ب » : « أتيت ».

(٣). قال ابن الأثير : « الشُرْطَةُ : أوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعَة ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ( شرط ).

(٤). قال ابن الأثير : « الخميس : الجيش ، سمّي به ؛ لأنّه مقسوم بخمسة أقسام : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب. وقيل : لأنّه تُخَمَّس فيه الغنائم ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٩ ( خمس ).

(٥). « الدِرَّةُ » : التي يُضْرَب بها ، أو هي السَوْط. والجمع : دِرَرٌ. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٩٢ ( درر ).

(٦). في « ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بر » : « سبّابتان ». و « السَبابة » عند المازندراني والفيض : الشُقّة ، وعند المجلسي : رأس السَوْط. ولكنّ الموجود في اللغة : السَّبّابة ، وهي التي تلي الإبهام من الأصابع. و « السِبّ » و « السَبِيبَة » بمعنى الشُقَّة من الثياب أيّ نوع كان ، أو من الكَتّان. ولعلّ ما في المتن : سبّابتان ، والمراد : طرفان. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٦٤ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ١٤٤ ؛مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٧٩ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٥٦ - ٤٥٧ ( سبب).

(٧). في « ج ، ف ، ه‍ » : « بيّاع ».

(٨). قال الجوهري : « الجِرِّيُّ : ضرب من السمك ». وقال ابن الأثير : « نوع من السَمَك يُشبه الحَيَّة ، ويسمّى بالفارسيّة : مارماهي » وعليه فالعطف للتفسير.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١١ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٠ ( جرر ).

(٩). قرأ المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٧٩ بفتح الراء.

(١٠). في كمال الدين : + « والطافي ». وقال المجلسي : « وكذا الزمّار بكسر الزاى وتشديد الميم » ، أي هو نوع من السمك لا فلوس له مثل الجرّيّ والمارماهي ، ولكن لم نجده في اللغة ، نعم في القاموس والتاج : زِمِّير ، كسِكِّيت : نوع من السمك له شَوْك ناتئ وسط ظهره ، وله صَخَبٌ وقت صيد الصيّاد إيّاه وقبضه عليه. راجع :مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٧٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛تاج العروس ، ج ٦ ، ص ٤٧ ( زمر ).

١٧٨

قَالَتْ : فَقَالَ لَهُ : « أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحى ، وفَتَلُوا الشَّوَارِبَ(١) ، فَمُسِخُوا(٢) ».

فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ ، فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ(٣) حَتّى قَعَدَ فِي رَحَبَةِ(٤) الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ لَهُ(٥) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ يَرْحَمُكَ اللهُ؟

قَالَتْ(٦) : فَقَالَ : « ائْتِينِي(٧) بِتِلْكَ الْحَصَاةِ » وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَصَاةٍ ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَطَبَعَ(٨) لِي فِيهَا بِخَاتَمِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : « يَا حَبَابَةُ(٩) إِذَا ادَّعى مُدَّعٍ(١٠) الْإِمَامَةَ ، فَقَدَرَ أَنْ يَطْبَعَ كَمَا رَأَيْتِ ، فَاعْلَمِي أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ ؛ والْإِمَامُ لَايَعْزُبُ(١١) عَنْهُ شَيْ‌ءٌ يُرِيدُهُ ».

قَالَتْ : ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتّى قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَجِئْتُ إِلَى الْحَسَنِعليه‌السلام (١٢) وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام والنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ ، فَقَالَ(١٣) : « يَا حَبَابَةُ(١٤) الْوَالِبِيَّةُ » فَقُلْتُ(١٥) : نَعَمْ يَا مَوْلَايَ ، فَقَالَ(١٦) : « هَاتِي مَا مَعَكِ ». قَالَتْ(١٧) : فَأَعْطَيْتُهُ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ‌

__________________

(١). « فَتَلُوا الشوارب » ، أي لَوَوْها ، من الفَتْل ، وهو لَيُّ الشي‌ء كَلَيِّكَ الحبل وكفَتْل الفتيلة. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥١٤ ( فتل ).

(٢). « مُسِخُوا » ، من المـَسْخ ، وهو تحويل صورة إلى صورة أقبح منها. وقيل : تحويل خُلْق إلى صورة اُخرى. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥٥ ( مسخ ).

(٣). « أَقْفُوا أثره » ، أي أتبعه. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٩٤ ( قفا ).

(٤). رَحَبَة المسجد والدار : ساحتهما ومُتَّسعهما. وسمّيت الرَحْبَة رَحبَةً لسعتها بما رَحُبَتْ ، أي بما اتّسعت. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٤ ( رحب ). (٥). في « ب » : - « له ».

(٦). في « ف » : - « قالت ».

(٧). في « ه‍ » : « ائتني ».

(٨). « الطَبْعُ » : الخَتْم ، وهو التأثير في الطين ونحوه.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٢ ( طبع ).

(٩). في « ب » : « حبّابة ».

(١٠). في « ف ، بف » : « مدّعي ».

(١١). « لا يَعْزُبُ » : لا يغيب. يقال : عَزَبَ عنّي فلان يَعْزُبُ ويَعْزِبُ ، أي بَعُدَ وغاب. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ). (١٢). في « ف » : « الحسن بن عليّعليهما‌السلام ».

(١٣) في « ف » وكمال الدين : + « لي ».

(١٤) في « ب ، ه‍ ، بح » : « حبّابة ».

(١٥) في « بح ، بس » وشرح المازندراني : « فقالت ».

(١٦) في « ف » : « قال ».

(١٧) هكذا في النسخ التي قوبلت ، وهو مقتضى السياق. وفي المطبوع : « قال ».

١٧٩

أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام .

قَالَتْ : ثُمَّ(١) أَتَيْتُ الْحُسَيْنَعليه‌السلام وهُوَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ(٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَرَّبَ ورَحَّبَ(٣) ، ثُمَّ قَالَ لِي : « إِنَّ فِي الدَّلَالَةِ دَلِيلاً عَلى مَا تُرِيدِينَ(٤) ، أَفَتُرِيدِينَ(٥) دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ؟ » فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا سَيِّدِي ، فَقَالَ : « هَاتِي(٦) مَا مَعَكِ » فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ(٧) لِي فِيهَا.

قَالَتْ : ثُمَّ أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام وقَدْ(٨) بَلَغَ بِيَ الْكِبَرُ إِلى أَنْ أُرْعِشْتُ(٩) - وأَنَا أَعُدُّ يَوْمَئِذٍ مِائَةً وثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً - فَرَأَيْتُهُ رَاكِعاً وسَاجِداً ومَشْغُولاً بِالْعِبَادَةِ ، فَيَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ ، فَأَوْمَأَ(١٠) إِلَيَّ بِالسَّبَّابَةِ ، فَعَادَ إِلَيَّ شَبَابِي ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا(١١) سَيِّدِي ، كَمْ مَضى مِنَ الدُّنْيَا؟ وكَمْ بَقِيَ(١٢) ؟ فَقَالَ : « أَمَّا مَا مَضى ، فَنَعَمْ ؛ وأَمَّا مَا بَقِيَ ، فَلَا »(١٣) .قَالَتْ : ثُمَّ قَالَ لِي : « هَاتِي مَا مَعَكِ » فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي(١٤) فِيهَا.

__________________

(١). في « ب » : « ثمّ قالت ».

(٢). في « ف » وكمال الدين : « الرسول ».

(٣). « فَقَرَّبَ » ، أي أدناني من نفسه ، ودعاني إلى مكان قريب. و « رحّب » ، أي رحّب بها ، أي قال بها : مرحباً ، أو دعاه إلى الرَحْب والسعة. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٤ ( رحب ).

(٤). في « ف » : « يريدون ». وذكر المجلسي هاهنا وجوهاً ، ثالثها أن يكون المعنى أنّ في دلالتي على ما في ضميرك ‌دلالةً على الإمامة ؛ حيث أقول : إنّك تريدين دلالتها ، ونقل رابعها عن بعض الأفاضل ، وهو أنّ « فيّ » بتشديد الياء خبرُ « إنّ » ، و « الدلالة » اسمها ، و « دليلاً » بدلُه ، و « على ما تريدين » صفة « دليلاً » ، كقوله تعالى :( بِالنّاصِيَةِ * ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ) [ العلق (٩٦) : ١٥ - / ١٦ ]. راجع :مرآة العقول ، ج ٤ ، ص ٨١.

(٥). في « ف » : « أفتريدون ».

(٦). في « ض ، بح ، بر » : « هات ».

(٧). في « بح » : « وطبع ».

(٨). فيمرآة العقول : « فقد ».

(٩). في كمال الدين : « أعييت ». وقوله : « اُرعشت » من رَعِشَ يَرْعَشُ رَعَشاً وارتعش ، أي ارتعد ، أي اضطرب.لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ( رعش ). (١٠). في « بر » : « وأومأ ».

(١١). في « ه‍ » : - « يا ».

(١٢). في « ج » والوافي : + « منها ».

(١٣) فيمرآة العقول : « أمّا ما مضى فنعم ، أي لنا سبيل إلى معرفته ، أو السؤال عنه موجّه ، أو اُخبرك بأن يكونعليه‌السلام أخبرها ولم تذكر للراوي ، أو ذكره ولم يذكره الراوي ، وقس عليه قوله : أمّا ما بقي فلا ، والامتناع من الإخبار إمّا لاختصاص علمه بالله تعالى ، أو لعدم المصلحة في الإخبار ».

(١٤) في « ب ، ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « لي ».

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

الجملة المختصرة الدالّة على المقصود إلى جملة طويلة غير واضحة الدلالة عليه؟!

النكات واللّطائف فيما قاله النبيّ ودعا به

لكنّ دعائهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله: « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك » . من جوامع كلمه وسواطع حكمه، فيه لطائف ونكت رفيعة، وهي بمجموعها تدلّ على اهتمام منه بليغ بإظهار علوّ مقام أمير المؤمنينعليه‌السلام في ذلك المقام:

١ - خطابه الباري عزّ وجلّ ونداؤه إيّاه باسم ذاته « الله » الذي هو أحبّ الأسماء إليه.

٢ - قوله: « اللّهم » دون « يا الله » إذ في الأول دلالة على التفخيم والتعظيم ليست هي في الثاني، لاشتماله على شدّتين ليستا في « يا الله ». وهذه النكتة نظير النكتة في اختيار ضم الضمير المجرور في قوله تعالى:( عَلَيْهُ اللهَ ) .

٣ - في « اللّهم » نكتة أُخرى ليست في « يا الله »، هي أنّ الميم عوض حرف النداء، فدلّت الكلمة على النداء لله سبحانه مع الابتداء باسمه العظيم، بخلاف « يا الله ». ومن الواضح أنّ الابتداء باسمه أدخل في التعظيم والتبرّك.

٤ - في أكثر طرق الحديث لفظ « ائتني ». وإنّما اختارصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا اللّفظ على « أرسل إليَّ» و « أبعث إليَّ » ونحوهما لما في « الإِتيان » - مع تعديته بالباء - من الدّلالة على مزيد العناية والاحتفال بشأن المأتيّ به، فكأن المرسل مصاحب للمأتيّ به، كما عن المبرّد في معنى: « ذهب فلان بزيد » أنّه يدّل على مصاحبة الفاعل للمفعول به، لأنّ الباء المعديّة عنده بمعنى مع.

٥ - قوله: « إئتني » دون « ائت » ليدلّ على أنّ مطلوبه حضور أحبّ الخلق عنده، لا مطلق إتيان أحبّ الخلق.

٢٢١

٦ - إختياره لفظ « الأحب » على غيره من الألفاظ الدالّة على التفضيل والتّرجيح لأنّ كثرة محبّة الله تعالى لشخصٍ تدلّ على جمعه لجميع صفات الكمال والمجد والعظمة، لأنّ مقام المحبّة أعلى المقامات وأسنى الدرجات.

٧ - « الأحب » هو « الأكثر محبوبية » فأمير المؤمنينعليه‌السلام أشدّ الخلق حباً لله، لأنّ « المحبوبية » فرع « المحبيّة » قال الله تعالى:( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) .

٨ - أضاف لفظة « أحب » إلى « الخلق » ليدلّ بصراحة على أنّ عليا أحبّ خلق الله، ولو لا إرادة الدّلالة الصرّيحة لا كتفي بأن يقول « الأحب » معرفا باللاّم.

٩ - أضاف كلمة « خلق » إلى ضمير الخطاب حيث قال: « خلقك » ليظهر أنّهعليه‌السلام أحبّ جميع الخلق بحيث كان أهلاً لأن يضاف إلى الحقّ جلّ جلاله والمراد من « الخلق » هو « المخلصون » فهو الأحبّ من غير المخلصين بالأولويّة.

١٠ - لفظة « الخلق » اسم جنس. واسم الجنس المضاف يفيد العموم، كما نصّ عليه أكابر العلماء، فالمراد: جميع الخلق المخلصين.

١١ - إتيانه بكلمة « إليك » هو لغرض إفادة الدّلالة الصريحة، وإلّا لكانت مقدرّة أو كانت الدّلالة على أحبيّته إلى الله بالالتزام، لأنّه مع وجود « إليّ » يكون الأحب إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن كان أحبّ إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو أحبّ إلى الله تعالى بالالتزام.

١٢ - أضافصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفظ « وإلى رسولك » أو « وإليّ » ليصرّح وينصّ على أن عليّاً أحبّ الخلق إليه، وإن كان في قوله « إليك » كفاية، لأنّ « الأحبّ إلى الله » هو « الأحبّ إلى الرسول» قطعاً فهو إذن، « الأحبّ إلى النبيّ » بالدّلالتين.

١٣ - إنّه لم يذكر لـ « أحبّ » متعلَّقاً خاصّاً، ليدل على عموم أحبيّته

٢٢٢

وشمولها لجميع الأنواع والأقسام والأصناف، لأنّ حذف المتعلَّق في مقام البيان دليل العموم

١٤ - قوله « يأكل معي من هذا الطائر » لإثبات أنّ سبب طلبه للأكل معه هو أحبيّته إلى الله ورسوله، وليس أمراً نفسانياً.

١٥ - كلمة « معي » في قوله: يأكل معي من هذا الطائر، لإفادة أنّ علياعليه‌السلام لا يأكل الطائر بانفراد، بل إنّه لمـّا كان الغرض من الطّلب للأكل إظهار شأن علي ومنزلته عند الله ورسوله فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سوف يشاركه في الأكل من الطير، ليكشف عن سببيّة مقاماته المعنوية ومراتبه الدينيّة وقربه من الله ورسوله لطلب حضوره والمؤاكلة معه.

٩ - قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أحبّ الخلق إليك » يكذّب الحمل المذكور

وأيضاً: لو كان المراد هو « الأحبّ في الأكل » لم يكن لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « أحبّ الخلق إليك » معنى، لأنّ « الأحبيّة في الأكل » ميل طبعي، وذلك محال في صفة الله تعالى، كما سبق في كلام الغزالي بل هذه الأحبيّة هي الثواب ورفعة المقام والمرتبة. وقال السيّد المرتضى:

« قد قال السائل: هب أنا سلّمنا صحة الخبر، ما أنكرت أنْ لا يفيد ما ادّعيت من فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام على المجاعة، وذلك أن معنى فيه: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي يريد: أحبّ الخلق إلى الله تعالى في الأكل معه، دون أن يكون أراد أحبّ الخلق إليه في نفسه لكثرة أعماله، إذ قد يجوز أن يكون الله تعالى يحبّ أن يأكل مع نبيّه من هو غير أفضل، ويكون ذلك أحبّ إليه للمصلحة.

٢٢٣

فقال الشيخ أيّده الله(١) : هذا الذي اعترضت به ساقط، وذلك أن محبّة الله تعالى ليست ميل الطباع وإنّما هي الثواب، كما أنّ بغضه وغضبه ليستا باهتياج الطباع وإنّما هما العقاب. ولفظ أفعل في أحبّ وأبغض لا يتوجه إلّا ومعناهما من الثواب والعقاب، ولا معنى على هذا الأصل لقول من زعم أنّ أحبّ الخلق إلى الله يأكل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توجه إلى محبّة الأكل والمبالغة في ذلك بلفظ أفعل، لأنّه يخرج اللفظ ممّا ذكرناه من الثّواب إلى ميل الطباع، وذلك محال في صفة الله تعالى»(٢) .

١٠ - قوله: « بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك »

عن ( كتاب الطير ) قال الحافظ أبو بكر ابن مردويه: « نا فهد بن إبراهيم البصري قال: نا محمّد بن زكريا قال: نا العبّاس بن بكّار الضّبي قال: نا عبد الله ابن المثنى الأنصاري، عن عمّه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك:

إن اُمّ سلمة صنعت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً أو أضباعاً فبعثت به إليه، فلمـّا وُضِعَ بين يديه قال: اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي بن أبي طالب فقال له أنس: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، واجتهد النبيّ في الدعاء وقال: اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك. فجاء علي، فقال له أنس: إنّ رسول الله على حاجة. قال أنس: فرفع علي يده فوكز على صدري ثمّ دخل. فلمـّا نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام قائماً فضمّه إليه وقال: يا ربّ وإليَّ، يا ربّ وإليَّ. ما أبطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله، قد جئت ثلاثاً كلّ ذلك يردّني أنس، فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال: يا أنس ما حملك على

____________________

(١). يعني: الشيخ محمّد بن النعمان المفيد البغدادي

(٢). الفصول المختارة: ٦٥.

٢٢٤

ردّه؟ قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو فأحببت أنْ تكون الدّعوة في الأنصار. قال: لست بأوّل رجلٍ أحبَّ قومه، أبى الله - يا أنس - إلّا أن يكون ابن أبي طالب ».

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليك وأوجههم عندك » يكذّب الحمل والتأويل المذكور، إذ « الأوجه » في هذا المقام بمعنى « الأفضل على الإِطلاق » ومنه يعلم أنّ « الأحبّ » كذلك فقد دلّ الحديث على أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام « أحبّ » و « أوجه » و « أشرف » و « أفضل » جميع « الخلق » عند الله سبحانه - عدا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - من الأنبياء والملائكة والناس أجمعين

١١ - قوله: « بخير خلقك »

وعن ( كتاب الطير ) للحافظ أبي نعيم الأصفهاني: « نا علي بن حميد الواسطي، نا أسلم بن سهل، نا محمّد بن صالح بن مهران قال: نا عبد الله بن محمّد بن عمارة قال: سمعت من مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال بعثتني أم سليم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير، فأتيته به فوضعته بين يديه فقال: يا أنس اُدع لنا من يأكل معنا هذا الطير، اللّهم ائتنا بخير خلقك، فخرجت فلم يكن همّي إلّا رجلاً من أهلي آتيه فأدعوه، فإذا أنا بعلي بن أبي طالب، فدخلت، فقال: أما وجدت أحداً؟ قلت: لا. قال: اُنظر. فنظرت فلم أجد أحداً إلّا عليّاً. ففعل ذلك ثلاث مرّات. فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب. فقال: ائذن له، اللّهم وإليَّ، اللّهم وإليَّ »

٢٢٥

١٢ - قوله: « أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين »

وروى ابن المغازلي حديث الطير بإسناده عن أنس بن مالك وفيه: « اللّهم أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي » وقد تقدّم الحديث بتمامه في موضعه من قسم السّند، لكنّنا نذكر هنا متنه مرةً أُخرى:

« عن أنس بن مالك قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر مشوي - أهدته له امرأة من الأنصار - فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعت ذلك بين يديه. فقال: اللّهم أدخل عليَّ أحبّ خلقك إليَّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس: فقلت في نفسي: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار من قومي. فجاء علي، فطرق الباب فرددته وقلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متشاغل - ولم يعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك - فقال: اللهم أدخل علىَّ أحبّ الخلق من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قلت: اللّهم رجلاً من قومي الأنصار. فجاء علي فرددته. فلمـّا جاء الثّالثة قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قم يا أنس فافتح الباب لعلي. فقمت ففتحت الباب فأكل معه، فكانت الدعوة له »(١) .

وهل بعد هذه الجملة من مجال لتأويل لفظ « الأحبّ » وتقييده؟ لقد ثبت من هذا الحديث - أيضاً - أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أحبّ الخلق إلى النبيّ - وإلى الله بالملازمة - من جميع الخلق من الأوّلين والآخرين أي حتى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين.

____________________

(١). مناقب علي بن أبي طالب: ١٦٨.

٢٢٦

١٣ - لو كان الغرض تضاعف لذّة الطعام لجاءت إحدى نسائه

إنّه لو كان المقصود حضور أحبّ الخلق في الأكل مع النبيّ حتى يتضاعف لذّة الطعام، لكان مقتضى استجابة هذا الدعاء حضور إحدى زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لوضوح حصول الغرض من الدعاء - وهو الالتذاذ المتضاعف من الطعام - بمؤاكلة الزوجة المحبوبة، وأنّه لا يسدّ مسدّها في هذه الناحية أحد من الأولاد فضلاً عن غيرهم.

لكنّ عدم حضور أحد من نسائه - لا سيّما تلك التي يزعمون أنّها أحبّ نسائه بل النساء عامّةً إليه - وكذا عدم حضور فاطمةعليها‌السلام وهي ابنته لو كان الغرض يحصل بمؤاكلة الأولاد، دليل على أنّ غرضه من الدّعاء شيء آخر، وأنّ المقصود من « الأحبّ » ليس « الأحبّ في الأكل »

لقد استجاب الله عزّ وجلّ دعاء نبيّه وحبيبهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأحضر عنده أحبّ الخلق إليه وأفضل الناس عنده.

١٤ - صنائع أنس دليل بطلان التأويل

ولو كان المراد مجرّد الأحبيّة في الأكل فلماذا كلّ هذا الإِهتمام من أنس ابن مالك لأنّ يختص بذلك قومه من الأنصار؟ ولماذا منع علياًعليه‌السلام مرة بعد أُخرى من الدخول على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

إنّ كلّ عاقل يلحظ أخبار قصّة الطير وما كان فيها من أنس من كذبٍ واحتيال وتعلّل، يحصل له اليقين الثابت بأنّ الدخول على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الساعة والأكل معه من ذاك الطائر، مرتبة عظيمة ومنزلة رفيعة.

وأيضاً: من الظّاهر جدّاً - بناء على حمل الأحبيّة على الأحبيّة في خصوص الأكل - أنّ الشخص الأحبّ إليه في الأكل ليس إلّا من كان أكثر

٢٢٧

معاشرةً أو أقرب نسباً أو أشدّ أُلفةً من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ومن المعلوم أن الأنصار لم يكونوا حائزين لهذا الشّرف وتلك المرتبة، فكيف يرجو أنس أن يكونوا مصداق دعاء الرسول؟

١٥ - قول أنس: « اللّهم اجعله رجلاً منّا حتى نشرّف به »

وعن ( كتاب الطير ) للحافظ ابن مردويه: « نا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن قال: نا علي بن الحسن السمالي قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أنس قال: أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فأعجبه، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الطير. قال أنس قلت: اللّهم اجعله رجلاً منّا حتّى نشرّف به. قال: فإذا علي. فلمـّا أنْ رأيته حسدته فقلت: النبيّ مشغول، فرجع، قال: فدعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثانية، فأقبل علي كأنّما يضرب بالسيّاط، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افتح افتح، فدخل، فسمعته يقول: اللّهم وإليَّ، حتى أكل معه من ذلك الطير».

فإذن كانت القضيّة ممّا يتشرف ويعتّز به ولم تكن الأحبيّة في الأكل العارية من كلّ فضيلة والخالية من كلّ شرف كما يزعم النّواصب

ونعم ما أفاد الشيخ المفيد البغدادي - طاب ثراه - حيث قال:

« إنّ الذي يسقط ما اعترض به السائل في تأويل قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك » على المحبّة في الأكل معه، دون محبّته في نفسه بإعظام ثوابه بعد الذي ذكرناه في إسقاطه: أن الرواية جاءت عن أنس بن مالك أنّه قال: لمـّا دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يأتيه تعالى بأحبّ الخلق إليه: قلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار لتكون

٢٢٨

لي الفضيلة بذلك. فجاء علي فرددته وقلت له إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شغل، فمضى، ثمّ دعا ثانيةً فقال لي: استأذن لي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقلت له: إنّه على شغل. ثمّ عاد ثالثة فاستأذنت له، ودخل، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد كنت سألت الله تعالى أن يأتيني بك دفعتين، ولو أبطأت عليَّ الثالثة لأقسمت على الله أن يأتيني بك.

ولو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سأل الله تعالى أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه في نفسه، وأعظمهم ثواباً عنده، وكانت هذه من أجلّ الفضائل، لَما آثر أنس أن يختص بها قومه، ولو لا أنّ أنسا فهم ذلك من معنى كلام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما دافع أمير المؤمنينعليه‌السلام عن الدخول، ليكون ذلك الفضل لرجل من الأنصار، فيحصل له جزء منه »(١) .

١٦ - قول أنس: « فإذا علي فلمـّا أن رأيته حسدته »

وجاء في الحديث - فيما رواه ابن مردويه -: « قلت اللّهم اجعله رجلاً منّا حتى نشرّف به. قال: فإذا علي، فلمـّا أن رأيته حسدته، فقلت: النبيّ مشغول، فرجع ». و في لفظ خبر ابن المغازلي عنه: « بينا أنا كذلك إذْ دخل علي فقال: هل من إذن؟ فقلت: لا، ولم يحملني على ذلك إلّا الحسد ».

وهذا دليل آخر على أنّ الأحبيّة لم تكن في الأكل فقط بل إنّها كانت أحبيّة جليلة القدر وعظيمة الفخر توجب الأفضليّة التامّة والأكرمية الكاملة

____________________

(١). الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٦٨.

٢٢٩

١٧، ١٨ - قول عائشة وحفصة: « اللّهم اجعله أبي »

وأخرج أبو يعلى حديث الطير بسنده باللفظ التالي:

« ثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر بن سليمان الضبّعي، ثنا عبد الله بن مثنّى، نبأ عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك قال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللّهم اجعله أبي. وقالت حفصة: اللّهم اجعله أبي. قال أنس: فقلت اللّهم اجعله سعد بن عبادة.

قال أنس: سمعت حركة الباب فسلّم فإذا علي. فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف ثمّ. ثمّ سمعت حركة الباب فسلّم عليّ فسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: اُنظر من هذا! فخرجت فإذا علي. فجئت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرته. فقال: ائذن له، فأذنت له فدخل. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وإليَّ وإليَّ »(١) .

فلو كان معنى الحديث « الأحبّ في الأكل » فما هذا الولوع والشغف من عائشة وحفصة؟! وهلّا فهمتا هذا المعنى من الحديث، لا سيّما عائشة التي يزعم المتعصّبون من القوم إرجاع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاُمة إليها، لأخذ الدين والأحكام الفقهية منها!! فلا تدعوان لوالديهما اللذين هما - بزعمهما - أعلى مرتبة وأجلّ شأناً، لحضور أمرٍ جزئيّ تافه لا أثر له!!

لكنّ هذه الأحبيّة هي الأحبيّة التامّة العامّة المطلقة، المقتضية للأفضلية التامة المطلقة وهي التي تمنّتها عائشة لأبيها!! وحفصة لأبيها!! وأنس

____________________

(١). تاريخ دمشق ٢ / ١١١ رقم: ٦١٤.

٢٣٠

لسعد أو غيره من الأنصار!!

١٩ - تكرار النبيّ الدعاء واجتهاده فيه

وقد اتّفقت الأخبار على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرّر دعائه وطلبه من الله تعالى أنْ يأتيه بأحبّ الخلق إليه بل في بعضها: « واجتهد النبيّ في الدعاء »

وهكذا يكشف عن أن لمطلوبه شأناً عظيماً ومرتبةً عاليةً فاللازم بحكم العقل أن تكون صفة « الأحبيّة » المذكورة في دعائه المتكرّر صفةً جليلةً تكشف عن مقام صاحبها

٢٠ - قيام النبيّ لدى دخول علي وضمّه إليه

وفيما رواه الحافظ ابن مردويه عن أنس: « قال أنس: فرفع علي يده، فوكز على صدري ثمّ دخل، فلمـّا نظر إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام قائماً فضمّه إليه وقال: يا ربّ وإليَّ، يا ربّ وإليَّ، ما أبطأ بك يا علي! ».

وهذه قرائن اُخرى على أنّ هذه « الأحبيّة » شرف عظيم شاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إظهاره وإثباته لأمير المؤمنينعليه‌السلام باهتمام بالغ

٢١ - فلمـّا رآه تبسَّم وقال: الحمد لله

وهكذا في رواية النجار وبعض العلماء الكبار عن أنس: « قال: فدخل، فلمـّا رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تبسَّم ثمّ قال: الحمد لله الذي جعلك. فإنّي أدعو في كلّ لقمة أن يأتيني أحبّ الخلق إليه وإليّ، فكنت أنت ».

فما كلّ هذا لو كانت « الأحبيّة » في الأكل فقط!!

٢٣١

٢٢ - غضبه على أنس لردّه عليّا ً

وفي رواية ابن مردويه عنه أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أبطأ بك يا علي؟. قال: يا رسول الله قد جئت ثلاثاً، كلّ ذلك يردّني أنس. قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله وقال: يا أنس ما حملك على ردّه؟ قلت: يا رسول الله، سمعتك تدعو، فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار. قال: لست بأوّل رجل أحبّ قومه. أبى الله يا أنس إلّا أن يكون ابن أبي طالب ».

فلماذا الغضب من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو على خُلقٍ عظيم؟! ألأمرٍ جزئي لا يعبؤ به؟! ولما ذا ذاك السّرور والاستبشار من حضور أحبّ الخلق إلى الله وإليه؟! ألأمرٍ جزئي لا يعبؤ به؟!

٢٣ - قوله: أبى الله يا أنس إلّا أنْ يكون ابن أبي طالب

من الأدّلة الواضحة والبراهين الساطعة على أنّ هذه الأحبيّة تشريف خاص من الله لعلي بواسطتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن دون أن يكون لميله النفساني دخل في ذلك وإلّا لقال: يا أنس أما علمت أنّ علياً أحبُّ الخلق إليَّ في الأكل، لكونه مني بمنزلة ولدي، فلا يكون الدعاء إلّا فيه.

نعم يدل هذا الكلام من النبيّعليه‌السلام أن ذاك المقام كان من الله سبحانه، وأنّه لا ينال إلّا علياًعليه‌السلام فظهر بطلان ما سنذكره من تأويلي ( الدهلوي )

٢٤ - قوله له: علي أحبّ الخلق إلى الله

وفي رواية فخر الدين الهانسوي: « فآذنه النبيّ بالدخول وقال: ما أبطأ بك عنّي؟ قال: جئت فردّني أنس، ثمّ جئت الثانية والثالثة فردّني. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس ما حملك على هذا؟ قال: رجوت أن يكون

٢٣٢

الدعاء لأحدٍ من الأنصار. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عليّ أحبّ الخلق إلى الله. فأكل معه »(١) .

أي: كيف ترجو أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار، وعليّ أحبّ الخلق إلى الله؟! وقد دعوت أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه فبطل تأويل « الأحبيّة » إلى الأحبيّة في الأكل لأجل تضاعف لذّة الطّعام بل هي الأحبيّة التامة العامّة وبذلك تبطل التأويلات الأخرى كذلك

٢٥ - قوله في جوابه: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وقال محمّد مبين اللكهنوي: « عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقدّم لرسول الله فرخ مشوي فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. قال فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار. فجاء علي، فقلت: إن رسول الله على حاجة، ثمّ جاء فقال رسول الله: افتح، فدخل. فقال رسول الله: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله، سمعت دعاءك، فأحببت أن يكون رجلاً من قومي. فقال رسول الله: الرجل قد يحب قومه. وفي بعض الروايات: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وهذا الحديث في المشكاة أيضاً برواية الترمذي »(٢)

أي: ليس لك أنْ ترجو أن يكون الذي دعوت الله أن يأتيني به رجلاً من قومك ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم إنّه لا يكون برجاء هذا وذاك بل ليس للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً دخل فيه إنّه بيد الله وفضلُ منه

____________________

(١). دستور الحقائق - مخطوط.

(٢). وسيلة النجاة: ٢٨.

٢٣٣

٢٦ - قوله في جوابه: أوَ في الأنصار خير من علي؟!

قال وليّ الله اللكهنوي: « ووقع في روايةِ الطبراني، وأبي يعلى، والبزار بعد قوله فجاء عليرضي‌الله‌عنه فرددته، ثمّ جاء فرددته، فدخل في الثّالثة أو في الرابعة. فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حبسك عنّي - أو ما أبطأ بك عنّي - يا علي؟ قال: جئت فردّني أنس، ثمّ جئت فردّني أنس. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، ما حملك على ما صنعت؟ قال: رجوت أن يكون رجلاً من الأنصار. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَوَفي الأنصار خير من عليّ، أو أفضل من علي؟ »(١) .

فإذن، ملاك « الأحبيّة » في حديث الطير هو « الأفضليّة » وأمير المؤمنينعليه‌السلام هو الأفضل من جميع المهاجرين والأنصار فهل تأويلها إلى ما ذكره ( الدهلوي ) إلّا مكابرة ولجاج؟ وهل يجنح إليه ويقبله إلّا من أعمته العصبيّة العمياء، وغلبت على قلبه البغضاء؟

٢٧ - قول أنس لعلي: إن عندي بشارة

وعن كتاب ( المعرفة ) لعبّاد بن يعقوب الرواجني وفي غير واحد من الكتب: « قال أنس: قلت: يا أبا الحسن استغفر لي فإنّ لي إليك ذنباً، وإنّ عندي بشارة. فأخبرته بما كان من دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فحمد الله واستغفر لي ورضي عنّي وأذهب ذنبي عنده بشارتي إيّاه ».

ففي هذا الحديث: إنّ أنساً طلب من أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يستغفر له ذنبه وهو ردّه إيّاه مرةً بعد مرةً، للحيلولة دون دخولهعليه‌السلام على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووعده - في مقابل الاستغفار له - أن يبشّره

____________________

(١). مرآة المؤمنين - مخطوط.

٢٣٤

ببشارةٍ، وهي إخباره بما كان من دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الواقعة.

فلو كانت « الأحبيّة » خاصّةً بالأكل معه لم يجعلها بشارة، لأنّ الأحبيّة على تقدير تقييدها بمحض الأكل الذي هو أمر حقير يسير، ممّا لا يصلح للإِعتناء حتّى يهنّأ به وصيّ البشير النذير

٢٨ - حديث الطير من خصائص علي عند سعد بن أبي وقاص

وروى الحافظ أبو نعيم عن سعد بن أبي وقاص قوله: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي بن أبي طالب ثلاث خِصَالٍ: لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله وحديث الطير. وحديث غدير خم »(١) .

إنّ ( حديث الغدير ) و ( حديث الرّاية ) من أقوى الأدلّة الصريحة في خلافة الأميرعليه‌السلام ، فمقتضى السّياق - بغض النظر عن الوجوه الاُخرى - أن يكون حديث الطير كذلك وكيف يرضى العاقل البصير أن يكون مدلول حديث الطير الواقع في هذا السياق مجرّد الأحبيّة في الأكل لتضاعف لذّة الطعام؟

٢٩ - احتجاج الأمير بحديث الطير في الشورى

وفي حديث الشورى - الذي رواه: ابن عقدة، والحاكم، وابن مردويه، وابن المغازلي، والخطيب الخوارزمي، والكنجي - إنّ الإِمامعليه‌السلام احتجّ على القوم - فيما احتجّ به على أفضليته منهم وأحقيّته بالإِمامة - بحديث الطير -.

فحديث الطير كسائر أحاديث فضائلهعليه‌السلام ممّا يحتجّ به على

____________________

(١). حلية الأولياء - ترجمة ابن أبي ليلى ٤ / ٣٥٦.

٢٣٥

الإِمامة والخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لوضوح دلالته على أفضليّته كالأحاديث الأخرى.

ونقول - بقطع النظر عن أدلّة عصمة الأميرعليه‌السلام - إنّه لا يجوّز مسلم تطرّق الغلط في استدلاله، فإن تجويز ذلك في الشناعة بحيث جعله ( الدهلوي ) ووالده شاهداً على حمق قائله وجهله.

وأيضاً: فليس في حديث الشورى مطلقاً ما يدلّ على عدم تسليم القوم ما قاله بل إنّه ظاهر في قبولهم وإنْ أعرضوا عن ترتيب الأثر عليه ظلماً وعدواناً!!

وحينئذٍ، فإنّ جميع التأويلات التي ذكرها المكابرون ساقطة، وهلّا تبعوا أئمتهم في التسليم والقبول!! ولنعم ما قال الشيخ المفيد طاب ثراه:

« وشيء آخر وهو: أنّه لو احتمل معنى آخر لا يقتضي الفضيلة لأمير المؤمنينعليه‌السلام لما احتجّ به أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الدار، ولا جعله شاهده على أنّه أفضل من الجماعة، وذلك أنّه لو لم يكن الأمر على ما وصفناه، وكان محتملا لما ظنّه المخالفون من أنّه سأل ربّه تعالى أن يأتيه بأحبّ الخلق إليه في الأكل معه، لما أمن أمير المؤمنينعليه‌السلام من أن يتعلَّق بذلك بعض خصومه في الحال، أو يشتبه ذلك على إنسان، فلمـّا احتجّ به أمير المؤمنينعليه‌السلام على القوم، واعتمده في البرهان، دلّ على أنّه لم يكن مفهوماً منه إلّا فضلهعليه‌السلام .

وكان إعراض الجماعة أيضاً بتسليم إدّعائه دليلاً على صحة ما ذكرناه، وهذا بعينه يسقط قول من زعم أنّه يجوز مع إطلاق النبيّعليه‌السلام ما يقتضي فضله عند الله تعالى على الكافّة وجود من هو أفضل منه في المستقبل، لأنّه لو جاز ذلك لما عدل القوم عن الاعتماد عليه، ولجعلوه شبهة في منعه ممّا ادّعاه من القطع على نقصانهم عنه في الفضل.

وفي عدول القوم عن ذلك دليل على أنّ القول مفيد بإطلاقه فضله،

٢٣٦

ومؤمن بلوغ أحد منزلته في الثواب بشيء من الأعمال. وهذا بيّن لمن تدبّره »(١) .

٣٠ - حديث الطير من فضائل علي وخصائصه عند عمرو بن العاص

وفي كتاب ( مناقب علي بن أبي طالب ) لموفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي: أنّ عمرو بن العاص كتب إلى معاوية كتاباً ذكر فيه مناقب لأمير المؤمنينعليه‌السلام وقد جاء حديث الطير ضمن تلك الفضائل والمناقب التي احتّج بها ابن العاص، لعلّو مقام الإِمام وسمّو مرتبة

وهل من المعقول أن يحتّج به ابن العاص لو كان معناه الأحبّ في الأكل فقط؟

إنّه لو لا دلالته التامّة على فضل الإِمامعليه‌السلام لما شهد به ابن العاص - المعاند له - في مقابل رئيس الفرقة الباغية وهذا أمر يعترف به من كان له أقل بصيرةٍ وإنصَاف

أقول:

فمن هذه الوجوه - ووجوه أُخرى لم نذكرها اختصاراً - لا يبقى أيّ ريب في عموم « الأحبيّة» الواردة في حديث الطير وبطلان تأويلات ( الدّهلوي ) ومن تقدّمة لهذا الحديث الشريف، لأجل صرفه عن الدلالة على أفضليّة أمير المؤمنينعليه‌السلام فخلافته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وبالرغم من كفاية تلك الوجوه المتينة في الدلالة على ما ذكرنا، فإنّا نورد فيما يلي نبذة من الأحاديث الدالّة بوضوح على عموم أحبيّة سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام ، تأكيداً لفساد تخيّلات ( الدهلوي ) وغيره من المسوّلين

____________________

(١). الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٦٩.

٢٣٧

٢٣٨

الأخبار والآثار

في أنّ عليّاً أحبُّ الخلق مطلقا ً

٢٣٩

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744