الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 790
المشاهدات: 177326
تحميل: 5700


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 177326 / تحميل: 5700
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٦٠٨/ ١٠. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) (١) قَالَ : « مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ مَا يَقُولُ(٢) وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُهُ(٣) مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، فَيَحْجُزُهُ ذلِكَ عَنِ الْقَبِيحِ مِنَ الْأَعْمَالِ ، فَذلِكَ الَّذِي ، خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى(٤) ».(٥)

١٦٠٩/ ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ(٦) بْنِ أَبِي سَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً ، وَلَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّى يَكُونَ عَامِلاً(٧) لِمَا(٨) يَخَافُ وَيَرْجُو ».(٩)

١٦١٠/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضى لَايَدْرِي‌

__________________

(١). الرحمن (٥٥) : ٤٦.

(٢). في « بف » والبحار : + « ويفعله ».

(٣). في الكافي ، ح ١٦٥١ : « ويسمع ما يقوله ويفعله ».

(٤). إشارة إلى الآية ٤٠ من سورة النازعات (٧٩).

(٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اجتناب المحارم ، ح ١٦٥١الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٤ ، ح ٨.

(٦). في « ب » : « الحنين ». وفي « د ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوسائل : « الحسين » ، وكلاهما سهو. والحسن هذا ، هو الحسن بن أبي سارة النيلي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٨٨٣ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٠ ، الرقم ١٣٢٣ ؛ وص ١٨١ ، الرقم ٢١٧٩.

(٧). في « ب » وحاشية « ف » : « عالماً ».

(٨). في « بر » : « بما ».

(٩).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٧ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن الحسن بن أبي سارة.تحف العقول ، ص ٣٦٩ ؛وفيه ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ٩.

١٨١

مَا صَنَعَ اللهُ فِيهِ ، وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَايَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَهُوَ لَايُصْبِحُ(١) إِلَّا خَائِفاً(٢) ، وَلَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الْخَوْفُ(٣) ».(٤)

١٦١١/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ(٦) فِي قَلْبِهِ نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ ، لَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا».(٧)

٣٤ - بَابُ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌

١٦١٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَايَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ(٨) عَلى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي ؛ فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا(٩) وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ(١٠) أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ ، غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا‌

__________________

(١). في « ج ، بر » : « لا يصلح ». وفي الوسائل : « فلا يصبح » بدل « فهو لا يصبح ».

(٢). في تحف العقول : + « ولا يمسي إلّاخائفاً ».

(٣). في « ف » : « الحزن ».

(٤).تحف العقول ، ص ٣٧٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٣ ، ح ١٩٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٠.

(٥). في « ز » : « أصحابنا ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بس ، بف » : - « و ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٩٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٢٠٣١٤.

(٨). في « ب ، ج ، د ، ض ، ف ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : + « لي ».

(٩). في حاشية « ض » : « أجهدوا ».

(١٠). في « ص » : + « في ». وفي « ف » والكافي ، ح ١٥٨١ : + « وأفنوا ».

١٨٢

يَطْلُبُونَ(١) عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي(٢) وَرَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلى فِي جِوَارِي ، وَلكِنْ بِرَحْمَتِي(٣) فَلْيَثِقُوا ، وَفَضْلِي(٤) فَلْيَرْجُوا(٥) ، وَإِلى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا ؛ فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذلِكَ تُدْرِكُهُمْ(٦) ، وَمَنِّي(٧) يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي ، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ(٨) عَفْوِي ؛ فَإِنِّي أَنَا اللهُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، وَبِذلِكَ تَسَمَّيْتُ(٩) ».(١٠)

١٦١٣/ ٢. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١١) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ وَهُوَ(١٢) عَلى مِنْبَرِهِ : وَ(١٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ(١٤) بِاللهِ ، وَرَجَائِهِ لَهُ ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ ، وَالْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ وَالَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، لَايُعَذِّبُ اللهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللهِ ، وَتَقْصِيرِهِ(١٥)

__________________

(١). في فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « فيما يظنّونه ».

(٢). في « د » : « جناني ».

(٣). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فبرحمتي ».

(٤). في « ج ، ز ، ض » والكافي ، ح ١٥٨١ : « وبفضلي ». وفي فقه الرضا ، ص ٣٦١ : « ومن فضلي ».

(٥). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « فليفرحوا ».

(٦). في الكافي ، ح ١٥٨١ : « تداركهم ».

(٧). في « ص » : « وهي مني ».

(٨). في الأمالي : « وبمنّي اُبلغهم رضواني واُلبسهم » بدل « ومنّي يبلغهم رضواني ومغفرتي تبلسهم ».

(٩). في حاشية « ز » : « سمّيت ».

(١٠).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرضا بالقضاء ، ح ١٥٨١ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، مع زيادة في أوّله. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٨ ، بسنده عن الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.التمحيص ، ص ٥٧ ، ح ١١٥ ، عن أبي عبيدة الحذّاء. وفيالأمالي للطوسي ، ص ١٦٧ ، المجلس ٦ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦١ ، ذيل الحديث الطويل ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ٣٨٧ ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٥ ، ح ١٩٦٨ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣١ ، إلى قوله : « وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا ».

(١١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد.

(١٢). في الوسائل : - « وهو ».

(١٣). في « ز » : « والله ».

(١٤). في«ز،ص،ف»:«الظنّ».

(١٥). في«ب،ج،ز،ض»والوسائل والبحار:«تقصير».

١٨٣

مِنْ رَجَائِهِ(١) ، وَسُوءِ خُلُقِهِ ، وَاغْتِيَابِهِ(٢) لِلْمُؤْمِنِينَ ؛ وَ(٣) الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، لَايَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللهِ إِلَّا كَانَ اللهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ كَرِيمٌ ، بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ(٤) ، يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ ، ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ ؛ فَأَحْسِنُوا بِاللهِ الظَّنَّ ، وَارْغَبُوا إِلَيْهِ ».(٥)

١٦١٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « أَحْسِنِ(٦) الظَّنَّ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ(٧) ظَنِّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ(٨) بِي(٩) ، إِنْ خَيْراً فَخَيْراً(١٠) ، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً(١١) ».(١٢)

١٦١٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ أَنْ لَاتَرْجُوَ إِلَّا اللهَ ، وَلَا تَخَافَ إِلَّا

__________________

(١). في الوسائل : + « له ».

(٢). في الوسائل : « واغتياب ».

(٣). في « ز » : « والله ».

(٤). في الوسائل : « الخير ».

(٥).الاختصاص ، ص ٢٢٧ ، مرسلاً عن الباقرعليه‌السلام ، إلى قوله : « وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين » ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٠ ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٩٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٤.

(٦). في شرح المازندراني : « أحسنوا ».

(٧). في البحار : + « حسن ».

(٨). في « ص ، ض ، ه » والوسائل والعيون : - « المؤمن ».

(٩). في « ص ، ض ، ه » وحاشية « ض » والعيون : - « بي ».

(١٠). في « ز » : « فخير ».

(١١). في « ز » : « فشرّ ».

(١٢).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ضمن الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٧٧ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيه : « إنّ الله عزّ وجلّ عند ظنّ عبده ، إن خيراً فخيراً ، وإن شرّاً فشرّاً » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٠٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٦ ، ح ١٥.

١٨٤

ذَنْبَكَ(١) ».(٢)

٣٥ - بَابُ الِاعْتِرَافِ بِالتَّقْصِيرِ‌

١٦١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي خَلَفٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِبَعْضِ وُلْدِهِ : « يَا بُنَيَّ(٣) ، عَلَيْكَ بِالْجِدِّ ، لَا تُخْرِجَنَّ(٤) نَفْسَكَ مِنْ(٥) حَدِّ التَّقْصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَطَاعَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ لَايُعْبَدُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ».(٦)

١٦١٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ(٧) أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٨) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا جَابِرُ ، لَا أَخْرَجَكَ اللهُ مِنَ النَّقْصِ وَلَا(٩) التَّقْصِيرِ ».(١٠)

__________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٤٥ : « فيه إشارة إلى أنّ حسن الظنّ بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتّكالاً على رحمة الله ، بل معناه أنّه مع العمل لايتّكل على عمله ، وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ، ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله ، لا من ربّه ؛ فحسن الظنّ لا ينافي الخوف ، بل لابدّ من الخوف وضمّه مع الرجاء وحسن الظنّ ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٨ ، ح ١٩٧١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٠ ، ح ٢٠٣٥١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٧ ، ح ١٦.

(٣). في الأمالي : « أنّه قال : بدل « قال : قال لبعض ولده : يا بنيّ ».

(٤). في الأمالي : « ولاتخرجنّ ».

(٥). في « ف » والبحار : « عن ».

(٦).الأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٧ ، بسنده عن الكليني.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٥٨٨٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٥ ، ح ٢٢٧ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٦.

(٧). في « ف » : + « محمّد ».

(٨). في « بس » والوسائل : - « لي ».

(٩). في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » والوسائل : - « لا ». وفيالمرآة : « أي وفّقك الله لأن تعدّ عبادتك ناقصة ونفسك مقصّرة أبداً ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٣٠ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٥ ، ح ١٧.

١٨٥

١٦١٨/ ٣. عَنْهُ(١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ(٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رَجُلاً فِي(٣) بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبَدَ اللهَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ قَرَّبَ قُرْبَاناً ، فَلَمْ يُقْبَلْ(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ : مَا أُتِيتُ(٥) إِلَّا مِنْكِ ، وَمَا الذَّنْبُ إِلَّا لَكِ ». قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : ذَمُّكَ لِنَفْسِكَ(٦) أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَتِكَ(٧) أَرْبَعِينَ سَنَةً ».(٨)

١٦١٩/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٩) : « أَكْثِرْ مِنْ(١٠) أَنْ تَقُولَ : اللّهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ(١١) ، وَلَا تُخْرِجْنِي مِنَ(١٢) التَّقْصِيرِ ».

قَالَ(١٣) : قُلْتُ : أَمَّا الْمُعَارُونَ ، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فإنّ ابن فضّال الراوي عن الحسن بن الجهم ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، روى عنه أحمد بن أبي عبد الله ، بعنوان أحمد بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٢٣ ، الرقم ١٦٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٥٠ - ٥١.

(٢). في « ب ، ج ، ص ، بف » : « جهم ».

(٣). في « ب » : « من ».

(٤). في « ه » : « فلم يتقبّل ».

(٥). في « ز ، ف » والوافي والبحار ، ج ١٤ : « اُوتيت ». وفيالوافي : « ما اُتيت إلّامنك ، على البناء للمفعول ، أي ما دخل عليّ البلاء إلّامن جهتك ». وفي حاشية « بر » : « اُثيب ».

(٦). في البحار : « نفسك ».

(٧). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بف » : « عبادة ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٩٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٠٣٥٧ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٠ ، ح ٢٣ ؛ وج ٧١ ، ص٢٣٤،ح ١٥. (٩). في الوسائل : - « قال ».

(١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « من ».

(١١). فيالوافي : « المعارة على البناء للمفعول - من الإعارة ، يعني بهم الذين يكون الإيمان عارية عندهم غير مستقرّ في قلوبهم ولا ثابت في صدورهم ، كما فسّره الراوي ».

(١٢). في«بر»وحاشية«بس»:+«حدّ».

(١٣) في«ج،ف»والبحار:-«قال».

١٨٦

فَمَا مَعْنى « لَا تُخْرِجْنِي مِنَ(١) التَّقْصِيرِ »؟

فَقَالَ : « كُلُّ عَمَلٍ(٢) تُرِيدُ بِهِ(٣) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ».(٤)

٣٦ - بَابُ الطَّاعَةِ وَالتَّقْوى‌

١٦٢٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ(٥) أَخِي عُرَامٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَذْهَبْ(٧) بِكُمُ الْمَذَاهِبُ ، فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنْ أَطَاعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ».(٨)

١٦٢١/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ‌

__________________

(١). في حاشية « بر » : + « حدّ ».

(٢). في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + « تعمله ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٤٤٤ : + « وجه ».

(٤).الكافي ، كتاب الدّعاء ، باب دعوات موجزات ، ح ٣٤٤٤ ، بسنده عن الفضل بن يونس ، إلى قوله : « مقصّرون »الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٩٧٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٢٨ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٤. (٥). في « ف » : + « بن ».

(٦). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس » والبحار : « غرام ».

(٧). في « ه » ومرآة العقول والبحار : « لا يذهب ». وقال في المرآة : « لا يذهب بكم المذاهب ، على بناء المعلوم ، والباء للتعدية - وإسناد الإذهاب إلى المذاهب على المجاز ، فإنّ فاعله النفس أو الشيطان - أي لايذهبكم المذاهب الباطلة إلى الضلال والوبال. أو على بناء المجهول ، أي لا يذهب بكم الشيطان في المذاهب الباطلة من الأمانيّ الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترّوا على المعاصي اتّكالاً على دعوى التشيّع والمحبّة والولاية من غير حقيقة ، فإنّه ليس شيعتهم إلّامن شايعهم في الأقوال والأفعال ، لا من ادّعى التشيّع بمحض المقال ».

(٨).الأمالي للطوسي ، ص ٢٧٣ ، المجلس ١٠ ، ح ٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « إنّما شيعتنا من أطاع الله عزّ وجلّ »الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠١ ، ح ١٩٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٣ ، ح ٢٠٣٦٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٥ ، ح ٢.

١٨٧

حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، وَاللهِ(١) مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ(٢) النَّارِ إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَمَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، أَلَا وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ(٣) فِي رُوعِي(٤) أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ(٥) نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ(٦) رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا(٧) فِي الطَّلَبِ ، وَلَا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ(٨) بِغَيْرِ(٩) حِلِّهِ(١٠) ؛ فَإِنَّهُ لَايُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ ».(١١)

١٦٢٢/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ؛

__________________

(١). في الوسائل : - « والله ».

(٢). في البحار : « عن ».

(٣). أي أوحى وألقى ؛ من النَفث بالفم ، وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التَفْل ؛ لأنّ التَفْل لا يكون إلّا ومعه شي‌ء من‌الريق.النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٨ ( نفث ).

(٤). « في روعي » ، أي في نفسي وخَلَدي. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ( روع ).

(٥). في « ص » : « لن يموت ».

(٦). في « ض » : « يستكمل ».

(٧). أجمل في الطلب : إذا لم يحرص.أساس البلاغة ، ص ٦٤ ( جمل ).

(٨). في « ف » : « أن يطلب ». وفي الوسائل : « أن تطلبوه ».

(٩). في الوسائل : « من غير ».

(١٠). في « ف » : « جدّه ».

(١١).المحاسن ، ص ٢٧٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٩٩ ، بسنده عن عاصم بن حميد ، إلى قوله : « إلّا وقد نهيتكم عنه » مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤٠٠ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ، ح ٨٨٠ ، بسندهما عن أبي حمزة الثمالي ، من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « أن يطلبه بغير حلّه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ؛التمحيص ، ص ٥٢ ، ح ١٠٠ ، عن أبي حمزة الثمالي ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفيالكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ح ٨٤١٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، نفس الباب ، ح ٨٤٠٢ ، بسند آخر عن أحدهماعليهما‌السلام ؛بصائر الدرجات ، ص ٤٥٣ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث ». وفيالأمالي للصدوق ، ص ٢٩٣ ، المجلس ٤٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.المقنعة ، ص ٥٨٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما من قوله : « ألا وإنّ الروح القدس نفث » إلى قوله : « وأجملوا في الطلب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٥ ، ح ٢١٩٣٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٦ ، ح ٣.

١٨٨

وَ(١) أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي(٢) : « يَا جَابِرُ ، أَيَكْتَفِي(٣) مَنْ يَنْتَحِلُ(٤) التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ(٥) ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ ، وَالصَّوْمِ(٦) ، وَالصَّلَاةِ ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ(٧) ، وَالتَّعَاهُدِ(٨) لِلْجِيرَانِ(٩) مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ(١٠) النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ».

قَالَ جَابِرٌ : فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ الصِّفَةِ.

فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، لَاتَذْهَبَنَّ(١١) بِكَ(١٢) الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ(١٣) الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ(١٤) :

__________________

(١). في السند تحويل بعطف « أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه » على « محمّد بن سالم » - عطف طبقتين على طبقةواحدة - فإنّ أحمد بن النضر ، هو الخزّاز ، له كتاب رواه عنه محمّد بن خالد البرقي ومحمّد بن سالم ، كما وردت روايتهما عنه في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٨٠ ، الرقم ١٠١ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧١٠ - ٧١٢. (٢). في « ه » : + « أبو جعفرعليه‌السلام ».

(٣). في « ف » والوافي : « أيكفي ».

(٤). في « بر ، بف » والوافي : « انتحل ». وفي صفات الشيعة : « اتّخذ ». وانتحال الشي‌ء : ادّعاؤه.لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ). (٥). فيالأمالي للصدوق : - « والأمانة ».

(٦). في « ف » : - « والصوم ».

(٧). فيالأمالي للصدوق : - « والبرّ بالوالدين ».

(٨). في « ج ، د ، ز ، ف ، بر » ومرآة العقول والبحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « والتعهّد ».

(٩). في حاشية«ج،ض»:«بالجيران».

(١٠). في « ص » : « من ».

(١١). في«ه»والأمالي للصدوق :«لا يذهبنّ».

(١٢). في « ه » : « بكم ».

(١٣) فيالأمالي للصدوق : « أحسب ».

(١٤) « حسب الرجل أن يقول » : التركيب مثل : حسبك درهم ، أي كافيك. وهو خبر لفظاً واستفهام معنى ، أو حرف الاستفهام مقدّر ، أي لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من العقوبة بدون أن يكون فعّالاً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥١.

١٨٩

أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلاَّهُ ، ثُمَّ لَايَكُونَ مَعَ ذلِكَ فَعَّالاً(١) ؟! فَلَوْ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ ، فَرَسُولُ(٢) اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ، ثُمَّ لَايَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ، وَلَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ ، مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ؛ فَاتَّقُوا اللهَ(٣) ، وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ(٤) ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ(٥) أَتْقَاهُمْ(٦) ، وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.

يَا جَابِرُ ، وَاللهِ(٧) مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَّا بِالطَّاعَةِ(٨) ، وَ(٩) مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَا(١٠) عَلَى اللهِ لِأَحَدٍ مِنْ(١١) حُجَّةٍ(١٢) ؛ مَنْ كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً ، فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ؛ وَمَنْ كَانَ لِلّهِ عَاصِياً ، فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ؛ وَ(١٣) مَا تُنَالُ(١٤) وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ‌

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعة : - « ثمّ لا يكون مع ذلك فعّالاً ».

(٢). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعةوالأمالي للطوسي : « ورسول ».

(٣). في البحار : - « الله ».

(٤). في « ف » : « من قرابة ». وفيمرآة العقول : « أي ليس بين الله وبين الشيعة قرابة حتّى يسامحكم ولا يسامح مخالفيكم مع كونكم مشتركين معهم في مخالفته تعالى ، أو ليس بينه وبين عليّعليه‌السلام قرابة ، حتّى يسامح شيعة عليّعليه‌السلام ولا يسامح شيعة الرسول. والحاصل أنّ جهة القرب بين العبد وبين الله إنّما هي بالطاعة والتقوى ، ولذا صار أئمّتكم أحبّ الخلق إلى الله ؛ فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم شي‌ء ».

(٥). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » والوسائل : - « وأكرمهم عليه ». وفي حاشية « ف » : « أكرمهم عنده ».

(٦). فيالأمالي للصدوق وصفات الشيعةوالأمالي للطوسي : + « له ».

(٧). وفي البحار : « فوالله ».

(٨). في الأمالي للطوسي : « بالعمل ».

(٩). في « ص ، ه » والوافي : - « و ».

(١٠). في الأمالي للطوسي:«وما لنا»بدل«ولا».

(١١). في صفات الشيعة : « منكم ».

(١٢). فيالمرآة : « وما معناه براءة من النار ، أي ليس معنا صكّ وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار وإن عملوا بعمل الفجّار. « ولا على الله لأحد من حجّة » أي ليس لأحد على الله حجّة إذا لم يغفر له بأن يقول : كنت من شيعة عليّ ، فلم لم تغفر لي ؛ لأنّ الله لم يحتم بغفران من ادّعى التشيّع بلا عمل. أو المعنى : ليس لنا على الله حجّة في إنقاذ من ادّعى التشيّع من العذاب. ويؤيّده أنّ فيالمجالس : وما لنا على الله حجّة. و « من كان لله‌مطيعاً » كأنّه جواب عمّا يتوهّم في هذا المقام أنّهمعليهم‌السلام حكموا بأنّ شيعتهم وأولياءهم لايدخلون النار ، فأجابعليه‌السلام بأنّ العاصي لله‌ليس بوليّ لنا ، ولا تدرك ولايتنا إلّابالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي ».

(١٣) في « بف » : - « و ».

(١٤) في البحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « ولا تنال ». وفي الأمالي للطوسي : « والله لا تنال ».

١٩٠

وَالْوَرَعِ(١) ».(٢)

١٦٢٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَقُومُ(٣) عُنُقٌ(٤) مِنَ النَّاسِ ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَضْرِبُونَهُ(٥) ، فَيُقَالُ لَهُمْ(٦) : مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ(٧) : عَلى مَا صَبَرْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَنَصْبِرُ عَنْ(٨) مَعَاصِي اللهِ ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٩) ».(١٠)

١٦٢٤/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ فُضَيْلِ(١١) بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

__________________

(١). في الأمالي للطوسي : - « والورع ».

(٢).الأمالي للصدوق ، ح ٧٢٤ ، المجلس ٩١ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ؛الأمالي للطوسي ، ص ٧٣٥ ، المجلس ٤٦ ، ح ١ ، بسنده عن عمرو بن شمر ؛صفات الشيعة ، ص ١١ ، ح ٢٢ ، بسنده عن جابر ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٨٣ ، ح ١٧٨٣ ؛ وص ٣٠١ ، ح ١٩٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٤ ، ح ٢٠٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٩٧ ، ح ٤. (٣). في«ف»والبحار،ج٧٠:«تقوم».

(٤). « العنق » : الجماعة الكثيرة من الناس ، والرؤساء والكبراء. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٣ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٠ ( عنق ).

(٥). في « ه » : « فيدقّونه ». وفي الوسائل : - « فيضربونه ».

(٦). في الوسائل : - « لهم ».

(٧). في « ف » : - « لهم ».

(٨). في«ز،ض»وشرح المازندراني:«على».

(٩). الزمر (٣٩) : ١٠.

(١٠).الزهد ، ص ١٧٠ ، ح ٢٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٠٣٦٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٥ ؛ وج ٦٩ ، ص ٣٦٢.

(١١). في « ص ، ف » وحاشية « بر ، بس » : « فضل ». وهذا أيضاً صحيح ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٥٨٥.

١٩١

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : لَايَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ تَقْوى(١) ، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ(٢) ؟! ».(٣)

١٦٢٥/ ٦. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَمْرِو(٤) بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مَعْشَرَ(٥) الشِّيعَةِ - شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ - كُونُوا النُّمْرُقَةَ(٦) الْوُسْطى ، يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي ، وَيَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِي ».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ : سَعْدٌ - : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الْغَالِي؟ قَالَ : « قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَانَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا ، فَلَيْسَ أُولئِكَ مِنَّا ، وَلَسْنَا مِنْهُمْ ».

__________________

(١). في نهج البلاغة والأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ : « التقوى ».

(٢). إشارة إلى الآية ٢٧ من سورة المائدة (٥). :( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) .

(٣).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ٢٩ ، المجلس ٤ ، ح ٢ ؛ وص ٢٨٤ ، المجلس ٣٤ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٠ ، المجلس ٢ ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.نهج البلاغة ، ص ٤٨٤ ، الحكمة ٩٥الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٩٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٠٣٨٣ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٣ ، ذيل ح ٣٣.

(٤). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بف ، جر » : « عمر ». لكنّ الظاهر صحّة « عمرو » ؛ فقد روى الكلينيقدس‌سره فيالكافي ، ح ١٢٩٤١ ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . وروى أيضاً فيالكافي ، ح ٥٣٣٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

ثمّ إنّ عمرو بن خالد هذا ، هو عمرو بن خالد الواسطي الذي عُدَّ من رواة أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ١٤٢ ، الرقم ١٥٣٤ ؛تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٦٠٣ ، الرقم ٤٣٥٧.

(٥). في حاشية « ج ، د ، بر » : « معاشر ».

(٦). « النمرقة » بضمّ النون والراء وبكسرهما وبفتح النون وبغير هاء : الوسادة الصغيرة ، فاستعارعليه‌السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى باعتبار أنّ التالي ، أي المفرّط المقصّر في الدين يلحق بهم ، والغالي ، أي المفرّط المتجاوز يرجع إليهم ، كما يستند إلى النمرقَة المتوسّطة من على جانبيها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦١ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٤٢ ( نمرق ).

١٩٢

قَالَ : فَمَا التَّالِي؟ قَالَ : « الْمُرْتَادُ ، يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ(١) ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ(٢) ، وَلَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ ، وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ ، وَلَا نَتَقَرَّبُ(٣) إِلَى اللهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِلّهِ ، تَنْفَعُهُ(٤) وَلَايَتُنَا ؛ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِلّهِ ، لَمْ تَنْفَعْهُ(٥) وَلَايَتُنَا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا ، وَيْحَكُمْ لَاتَغْتَرُّوا(٦) ».(٧)

__________________

(١). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣١ : « قال : المرتاد يريد الخير ، فسّر التالي بأنّه المرتاد ، أي الطالب ؛ من ارتاد الرجل الشي‌ء : إذا طلبه ، والمطلوب أعمّ من الخير والشرّ ، فقوله : يريد الخير تخصيصٌ ، وبيانٌ للمعنى المراد هنا. يبلغه الخير يؤجر عليه ، من الإبلاغ والتبليغ ، وهو الإيصال ، وفاعله معلوم بقرينة المقام ، أي من يوصله إلى الخير المطلوب له يوجر عليه ؛ لهدايته وإرشاده ».

وقال فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥٥ : « المرتاد يريد الخير يبلّغه الخير ، كأنّه من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر ، أي يريد الأعمال الصالحة التي تبلغه أن يعملها ، ولكن لايعمل بها ، ويؤجر عليه بمحض هذه النيّة ؛ أو المعنى أنّه المرتاد الطالب لدين الحقّ وكماله. وقوله : يبلغه الخير ، جملة اُخرى لبيان أنّ طالب الخير سيجده ويوفّقه الله لذلك ، كما قال تعالى :( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ العنكبوت (٢٩) : ٦٩ ] ، وقوله : يؤجر عليه : لبيان أنّه بمحض الطلب مأجور. وقيل : المرتاد : الطالب للاهتداء الذي لايعرف الإمام ومراسم الدين ، بعد يريد التعلّم ونيل الحقّ ، يبلغه الخير ، بدل من الخير ؛ يعني يريد أن يبلّغه الخير ليوجر عليه » ، ثمّ نقل ما نقلناه عن العلّامة المازندراني وقال : « وأقول : على هذا يمكن أن يكون فاعله - أي فاعل يبلغه - الضمير الراجع إلى النمرقة ؛ لما فهم سابقاً أنّه يلحق التالي بنفسه. وقيل : جملة « يريد الخير » صفة المرتاد ؛ إذ اللام للعهد الذهني ، وهوفي حكم النكرة ، وجملة « يبلغه » إمّا على المجرّد من باب نصر ، أو على بناء الإفعال أو التفعيل استيناف بيانيّ ، وعلى الأوّل الخير مرفوع بالفاعليّة إشارة إلى أنّ الدين الحقّ لوضوح براهينه كأنّه يطلبه ويصل إليه ، وعلى الثاني والثالث الضمير راجع إلى مصدر يريد ، والخير منصوب ، ويؤجر عليه ، استيناف للاستيناف الأوّل ؛ لدفع توهّم أن لايؤجر ؛ لشدّة وضوح الأمر ، فكأنّه اضطرّ إليه. وأكثر الوجوه لاتخلو من تكلّف ، وكأنّ فيه تصحيفاً وتحريفاً ».

(٢). في « ص ، ض ، ف » : + « من النار ».

(٣). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ه ، ف ، بر » والبحار : « ولايتقرّب ». وفيمرآة العقول : « ولا نتقرّب ، بصيغة المتكلّم‌ أو الغائب المجهول ». (٤). في«ج،ه»:«ينفعه».

(٥). في « ه » : « لم ينفعه ».

(٦). في « ف » : « لا تفتروا ». واحتمل المازندراني في شرحه كون الفعلين بالفاء ، من الفتور في العمل.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٢ ، ح ١٩٧٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠١ ، ح ٦.

١٩٣

١٦٢٦/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَذَكَرْنَا الْأَعْمَالَ ، فَقُلْتُ أَنَا : مَا أَضْعَفَ(١) عَمَلِي!

فَقَالَ : « مَهْ ، اسْتَغْفِرِ اللهَ » ثُمَّ قَالَ لِي : « إِنَّ قَلِيلَ الْعَمَلِ مَعَ التَّقْوى خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعَمَلِ(٢) بِلَا تَقْوى ».

قُلْتُ(٣) : كَيْفَ يَكُونُ كَثِيرٌ(٤) بِلَا تَقْوى؟!

قَالَ : « نَعَمْ ، مِثْلُ الرَّجُلِ يُطْعِمُ طَعَامَهُ ، وَيَرْفُقُ جِيرَانَهُ ، وَيُوَطِّئُ(٥) رَحْلَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ ، فَهذَا الْعَمَلُ بِلَا تَقْوى ، وَيَكُونُ الْآخَرُ لَيْسَ عِنْدَهُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَ لَهُ الْبَابُ مِنَ الْحَرَامِ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ ».(٦)

١٦٢٧/ ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ ، عَنْ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا نَقَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَبْداً مِنْ ذُلِّ الْمَعَاصِي إِلى عِزِّ التَّقْوى إِلَّا أَغْنَاهُ(٧) مِنْ غَيْرِ مَالٍ ، وَأَعَزَّهُ مِنْ غَيْرِ عَشِيرَةٍ ، وَآنَسَهُ مِنْ غَيْرِ بَشَرٍ(٨) ».(٩)

__________________

(١). فيمرآة العقول : « ما أضعف ، على صيغة تعجّب كما هو الظاهر. أو « ما » نافية ، و « أضعف » بصيغة المتكلّم ، أي ما أعدّ عملي ضعيفاً ». (٢). في«ج،ض،ه،بر»والوسائل والبحار:-«العمل».

(٣). في « ه » : « وقلت ».

(٤). في«بر»:«كثيراً»، أي كيف يكون العمل كثيراً.

(٥). يجوز فيه الإفعال والتفعيل ، والنسخ أيضاً مختلفة. و « التوطئة » : التمهيد والتذليل. ورجل مُوطّأ الأكناف : سهل دَمِث كريم مضياف ، أو يتمكّن في ناحيته صاحبُه. و « الرحل » : مسكنك وما تستصحبه من الأساس. وهو هنا كناية عن كثرة الضيافة وقضاء حوائج المؤمنين بكثرة الواردين على منزله ، أو كناية عن التواضع والتذلّل ، يقال : فرش وطئ لا يؤذي جنب النائم ؛ يعني رحله ممهّد يتمكّن منه من يصاحبه ولا يتأذّى. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٢٤ ( وطأ ) ؛ وج ٣ ، ص ٣٨٣ ( رحل ).

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٩٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٠٤ ، ح ٧.

(٧). في « ص ، ف ، ه » : + « الله ».

(٨). في حاشية « ف » : « إنسان ».

(٩).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع=

١٩٤

٣٧ - بَابُ الْوَرَعِ‌

١٦٢٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ(١) ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو(٢) بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلَّا فِي السِّنِينَ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْ‌ءٍ آخُذُ بِهِ(٣) .

فَقَالَ : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ(٤) وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ(٥) ، وَاعْلَمْ(٦) أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ(٧) ».(٨)

١٦٢٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَدِيدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :

__________________

= اختلاف يسير وزيادة في آخره.وفيه ، ص ١٤٠ ، المجلس ٥ ، ح ٤١ ؛ وص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤١ ، ح ٢٠٣٨٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٨٢ ، ح ١.

(١). في « ز » : « أبي المـُعرَّا ». وفي « ه » : « أبي المعرا ». وكلاهما سهو. وأبو المغراء هو حميد بن المـُثَنّى ، روى ابن‌أبي عمير عنه كتابه. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦.

(٢). في « ص ، بس » : « عمر ». وهو سهو. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٣). في « ج » : - « به ». وفي « بس » : « اُحدّثه » بدل « آخذ به ».

(٤). في الكافي ، ج ١٥٠٠٤ : + « وصدق الحديث ».

(٥). فيالوافي : « الورع : كفّ النفس عن المعاصي ومنعها عمّا لاينبغي ، والاجتهاد : تحمّل المشقّة في العبادة ».

(٦). في « ب » : - « اعلم ».

(٧). في « ب » : « لا ينفع ورع لا اجتهاد فيه ». وفي الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : « معه » بدل « فيه ».

(٨).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٢ ، ح ٢٤ ، [ فيه إلى قوله : « الورع والإجتهاد » ] بسندهما عن أبي المغراء ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٠٣٩٢ ، من قوله : « اُوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٦ ، ح ١.

١٩٥

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اتَّقُوا اللهَ ، وَصُونُوا دِينَكُمْ بِالْوَرَعِ ».(١)

١٦٣٠/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيفَةَ ، قَالَ :

وَعَظَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَمَرَ وَزَهَّدَ ، ثُمَّ قَالَ : « عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ لَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِالْوَرَعِ ».(٢)

١٦٣١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».(٣)

١٦٣٢/ ٥. عَنْهُ(٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الصَّيْقَلِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(٥) عليه‌السلام : « إِنَّ أَشَدَّ(٦) الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ ».(٧)

١٦٣٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١).ثواب الأعمال ، ص ٢٩٤ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « صونوا » ؛الأمالي للمفيد ، ص ٩٩ ، المجلس ١٢ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ؛الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥٠٨ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ح ٩١٤ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن حريز ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٧ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢.

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣.

(٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٥.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد عن أبيه عن فضالة بن‌أيّوب في كثيرٍ من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ١٠ ؛ وص ١٣٥ ، ح ١٤ ؛ وص ١٨٤ ، ح ١٨٩ ؛ وص ٢٠٢ ، ح ٤١ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٦٢ ؛ وص ٣٣٦ ، ح ١١١ ؛الكافي ، ح ٩٤ و ٣٨٥ و ٣٩٤.

(٥). في « ف » : « أبو عبد الله ».

(٦). في حاشية « بس » : « أسدّ ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٦ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٧ ، ح ٥.

١٩٦

إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا نَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيكَ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَمَا الَّذِي تَلْقى مِنَ النَّاسِ فِيَّ؟ » فَقَالَ : لَايَزَالُ يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْكَلَامُ ، فَيَقُولُ : جَعْفَرِيٌّ خَبِيثٌ ، فَقَالَ : « يُعَيِّرُكُمُ النَّاسُ بِي؟ » فَقَالَ لَهُ أَبُو الصَّبَّاحِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ(١) : « فَمَا(٢) أَقَلَّ وَاللهِ مَنْ يَتَّبِعُ جَعْفَراً مِنْكُمْ! إِنَّمَا أَصْحَابِي مَنِ اشْتَدَّ وَرَعُهُ ، وَعَمِلَ لِخَالِقِهِ ، وَرَجَا ثَوَابَهُ(٣) ؛ هؤُلَاءِ(٤) أَصْحَابِي ».(٥)

١٦٣٤/ ٧. حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ(٦) ، عَنْ أَبِي سَارَةَ(٧) الْغَزَّالِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ابْنَ آدَمَ(٨) ، اجْتَنِبْ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ؛

__________________

(١). في « ج ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر » والوافي والبحار : - « فقال ».

(٢). هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما ».

(٣). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٩ : « في ذكر الرجاء بعد العمل والورع تنبيهٌ على أنّهما سبب لرجاء الثواب ، لا الثواب ؛ وعلى أنّه لاينبغي لأحد أن يتّكل على عمله ، غاية ما في الباب له أن يجعله وسيلة للرجاء. وقد مرّ أنّ الرجاء بدونها غرور وحمق. وفيه دلالة على أنّهعليه‌السلام كره ما قاله أبوالصبّاح ؛ لما فيه من الخشونة وسوء الأدب ».

(٤). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « ب » والمطبوع : « فهؤلاء ».

(٥).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح ٢٢٨٨ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور بزرج ، عن مفضّل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.وفيه ، نفس الباب ، ح ٢٣٠٢ ؛ والخصال ، ص ٢٩٥ ، باب الخمسة ، ح ٦٣ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٧ ، ح ١٢ ؛ وص ١١ ، ح ٢١ ، بسند آخر ، وفي كلّ المصادر من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٤ ، ح ٢٠٣٩٨ ، من قوله : « إنّما أصحابي من اشتدّ » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٦.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن حنان ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.

(٧). في « ز » : « انى يشارة ». وفي « ص » وفي حاشية « بف » : « أبي سامرة ».

(٨). في « ف » : « يا ابن آدم ».

١٩٧

تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ ».(١)

١٦٣٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(٢) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْوَرِعِ مِنَ النَّاسِ(٣) ، فَقَالَ : « الَّذِي يَتَوَرَّعُ عَنْ(٤) مَحَارِمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٥)

١٦٣٦/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ(٦) بِتَقْوَى اللهِ ، وَالْوَرَعِ ، وَالِاجْتِهَادِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ؛ وَكُونُوا دُعَاةً إِلى أَنْفُسِكُمْ‌

__________________

(١).الأمالي للصدوق ، ص ٢٠١ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٣ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٢٠ ، المجلس ٤ ، ح ٤١ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها : « كفّ عن محارم الله تكن أورع الناس » مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٢٩٦ ؛وفيه ، ص ٢٨١ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٠٣٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٣٩٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٨ ، ح ٧.

(٢). في الكافي ، ح ٨٥١٦ : + « القاساني ».

(٣). في تفسير القمّي : - « من الناس ».

(٤). في « ب » وتفسير العيّاشي والمعاني : « من ».

(٥).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب عمل السلطان وجوائزهم ، ح ٨٥١٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن سليمان المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛معاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الإصبهانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٥ ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٠٤٠ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٨.

(٦). هكذا في « ب ، د ، ض ، ه ، بر ، ف » وحاشية « ج » والمحاسن ، ويقتضيه السياق. وفي « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » والمطبوع والوسائل ، ح ٢٠١ و ٢٠٤٠٠ والبحار : « عليك ».

١٩٨

بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ ، وَكُونُوا زَيْناً ، وَلَا تَكُونُوا شَيْناً(١) ؛ وَعَلَيْكُمْ(٢) بِطُولِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ(٣) الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَقَالَ : يَا وَيْلَهُ(٤) ، أَطَاعَ(٥) وَعَصَيْتُ ، وَسَجَدَ(٦) وَأَبَيْتُ ».(٧)

١٦٣٧/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي زَيْدٍ(٨) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَدَخَلَ(٩) عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيُّ ، فَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَرَّبَ مِنْ(١٠) مَجْلِسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللهِ ، لَيْسَ مِنَّا وَلَا كَرَامَةَ مَنْ كَانَ فِي مِصْرٍ - فِيهِ مِائَةُ أَلْفٍ(١١) أَوْ يَزِيدُونَ - وَكَانَ فِي ذلِكَ الْمِصْرِ أَحَدٌ أَوْرَعَ‌

__________________

(١). « الشَّين » : خلاف الزين. والشَّين : العيب.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٤٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٢). في المحاسن : - « وكونوا زيناً - إلى - عليكم ».

(٣). هكذا في « ب ، د ، ز ، ض ، ه ، بف » والوسائل ، ح ٢٠٤٠٠ والبحار والمحاسن. وفي « ج ، ص ، ف ، بس » والمطبوع : « طال ». (٤). في المحاسن : « يا ويلتاه ».

(٥). في حاشية « ج ، ه ، بر ، بف » والمحاسن : « أطاعوا ».

(٦). في حاشية « ج ، ه ، بر ، بف » والمحاسن : « وسجدوا ».

(٧).المحاسن ، ص ١٨ ، كتاب القرائن ، ح ٥٠ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن أبي أسامة ، مع اختلاف يسير.الكافي ، كتاب الصلاة ، باب فضل الصلاة ، ح ٤٧٨٧ ، مع زيادة في أوّله ؛ثواب الأعمال ، ص ٥٦ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطال الركوع » مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ٢١٠ ، ح ٦٣٨ ، مرسلاً ، من قوله : « فإنّ أحدكم إذا أطاع الركوع » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٦ ؛تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وحسن الجوار » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٩٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠٠ ؛وفيه ، ج ١ ، ص ٧٦ ، ح ١٧٠ ، من قوله : « كونوا دعاةً » إلى قوله : « ولا تكونوا شيناً » ؛وفيه ، ص ٨٦ ، ح ٢٠١ ، وتمام الرواية : « عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٩٩ ، ح ٩.

(٨). في « ز ، ص ، ف » : « عليّ بن أبي يزيد » ، لكن استظهر في حاشية « ف » صحّة « عليّ بن أبي زيد ». وفي « ه » : « عليّ بن الوليد ». (٩). في الوسائل : + « عليه ».

(١٠). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس » : - « من ».

(١١). في الوسائل : - « ألف ».

١٩٩

مِنْهُ(١) ».(٢)

١٦٣٨/ ١١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ(٣) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ هِلَالٍ(٤) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَوْصِنِي ، قَالَ(٥) : « أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَالْوَرَعِ وَالِاجْتِهَادِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَايَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَاوَرَعَ فِيهِ ».(٦)

١٦٣٩/ ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَعِينُونَا بِالْوَرَعِ ؛ فَإِنَّهُ(٧) مَنْ لَقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْكُمْ بِالْوَرَعِ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ فَرَجاً(٨) ؛ إِنَّ(٩) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ (١٠) يُطِعِ اللهَ وَ ( رسوله )(١١)

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد أن يكون في المخالفين أورع منه ، وذلك لأنّ أصحابنا بعضهم أورع من بعض ، فيلزم أن لا يكون منهم إلّا الفرد الأعلى خاصّة ».

(٢).الوافي ، ج ٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٠٣٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٠٤٠١ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ٩.

(٣). في « ز » : « كهمش ، كهميس ». وفي « بر ، بس ، بف » والبحار : « كهمش ». هذا ، والظاهر من التتبّع في الأسناد والكتب صحّة « كهمس » ، وأبو كهمس هو الهيثم. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧٠ ؛رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٤١ ، الرقم ٨٨٨.

(٤). في « ز » : « عمر بن سعيد الهلالي ». وابن سعيد هذا ، هو عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٥ ؛رجال الطوسي ، ص ١٤٠ ، الرقم ١٤٨٨ ؛ وص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٧٨.

(٥). في « ه » : « فقال ».

(٦).الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٢٥ ، بسنده عن الحسن ، عن عليّ بن عقبة ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ، بسنده عن حسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، وفيهما مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٠٢٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٤٣ ، ذيل ح ٢٠٣٩٢ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٠. (٧). في « ف » : « فإنّ ».

(٨). كون الكلمة بالحاء محتمل ، وهو خبر كان ، واسمه ضمير يعود إلى اللقاء أو الورع. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٣٨ ؛مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٦٣. (٩). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « وإنّ ».

(١٠). في « ص ، بر » : « ومن ».

(١١). كذا. وفي القرآن :( وَالرَّسُولُ ) . قال فيمرآة العقول : « كأنّه نقل بالمعنى مع الإشارة إلى ما في سورة=

٢٠٠