الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي7%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 187978 / تحميل: 6470
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ينجلي )(١) .

ولأنّ المطلوب ردّ النور بكماله.

ولأنّه لو انكسف بعضها في الابتداء صلّى لها وكذلك إذا بقي بعضها.

ونحن نقول بموجب الحديث ، لأنّه إذا انجلى البعض فقد انجلى.

والحذر قد زال بسبب الشروع في ردّ النور.

والفرق بين ابتداء الكسوف وابتداء الانجلاء ظاهر.

مسألة ٤٨٤ : وقت الرياح المظلمة والظلمة الشديدة والحمرة الشديدة : مدّتها ، أما الزلزلة : فإنّ وقتها مدّة العمر ، فتصلّي أداءً وإن سكنت ، لأنّها سبب في الوجوب. وكذا الصيحة. وبالجملة كلّ آية يضيق وقتها عن العبادة يكون وقتها دائماً ، أمّا ما نقص عن فعلها وقتاً دون آخر ، فإنّ وقتها مدّة الفعل ، فإن قصر ، لم تُصَلّ.

مسألة ٤٨٥ : إذا علم بالكسوف أو الخسوف ، وأهمل الصلاة عمداً أو نسياناً ، أعاد‌ سواء احترق القرص كلّه أو بعضه ، لقولهعليه‌السلام : ( مَنْ فاتته صلاة فريضة فليقضها إذا ذكرها )(٢) .

وقولهعليه‌السلام : ( مَنْ نام عن صلاة أو نسيها فليقضها إذا ذكرها )(٣) .

ومن طريق الخاصة : قول الباقرعليه‌السلام : « مَنْ نسي صلاة أو نام عنها فليقضها إذا ذكرها»(٤) .

____________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢ : ٤٦٨ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٤ و ٣٢٥.

(٢) أورده المحقق في المعتبر : ٢٣٥.

(٣) صحيح البخاري ١ : ١٥٥ ، صحيح مسلم ١ : ٤٧٧ / ٦٨٤ ، مصنف ابن أبي شيبة ٢٦٤ ، سنن الدارمي ١ : ٢٨٠ ، سنن أبي داود ١ : ١١٩ / ٤٣٥ ، سنن النسائي ١ : ٣ : و ٢٩٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٢٨ / ٦٩٨ ، سنن الترمذي ١ : ٣٣٤ - ١٧٧ ، سنن الدار قطني ١ : ٣٨٦ / ١٤ ، مسند أحمد ٣ : ١٠٠.

(٤) الكافي ٣ : ٢٩٢ / ٣ ، التهذيب ٢ : ٢٦٦ / ١٠٥٩ و ٣ : ١٥٩ / ٣٤١ ، الاستبصار ١ : =

١٨١

وقول الصادقعليه‌السلام ، في صلاة الكسوف : « إن أعلمك أحد وأنت نائم فعلمت ثم غلبتك عينك فلم تصلّ فعليك قضاؤها »(١) .

وقال الشيخ : إن احترق البعض وتركها نسياناً ، لم يقض(٢) .

وليس بجيّد.

وقال الجمهور كافّة : لا قضاء مطلقاً ، لقولهعليه‌السلام : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة حتى ينجلي )(٣) فجعل الانجلاء غاية للصلاة ، فلم يصلّ بعده. ولأنّها شرّعت لردّ النور وقد حصل(٤) .

والحديث المراد به الأداء. ونمنع العليّة ، بل يجوز أن يكون علامةً لوجوب الصلاة.

سلّمنا ، لكن لا نسلّم أنّ الرغبة إلى ردّه تستلزم عدم الشكر على الابتداء بردّه.

سلّمنا ، لكن ينتقض عندهم بالاستسقاء ، فإنّهم يصلّون بعد السقي(٥) وإن كانت صلاتهم رغبة في ذلك.

مسألة ٤٨٦ : لو لم يعلم بالكسوف حتى انجلى ، فإن كان قد احترق القرص كلّه ، وجب القضاء ، وإلّا فلا‌ ، عند علمائنا - إلّا في قول للمفيد : إنّه يقضي لو احترق البعض فرادى لا جماعة(٦) - لقول الصادقعليه‌السلام : « إذا انكسف القمر ولم تعلم حتى أصبحت ، ثم بلغك ، فإن احترق كلّه ،

____________________

= ٢٨٦ - ١٠٤٦.

(١) التهذيب ٣ : ٢٩١ / ٨٧٦ ، الاستبصار ١ : ٤٥٤ / ١٧٦٠.

(٢) المبسوط للطوسي ١ : ١٧٢.

(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٢ : ٤٦٨ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٤ و ٣٢٥.

(٤) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٧٩ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٢٩ ، المغني ٢ : ٢٨٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٢٧٩ ، الشرح الصغير ١ : ١٨٧.

(٥) راجع : المغني ٢ : ٢٩٤ ، والمجموع ٥ : ٨٩ - ٩٠.

(٦) المقنعة : ٣٥.

١٨٢

فعليك القضاء ، وإن لم يحترق كلّه ، فلا قضاء عليك »(١) .

وقولهعليه‌السلام : « إذا انكسفت الشمس كلّها ولم تعلم وعلمت ، فعليك القضاء ، وإن لم تحترق كلّها فلا قضاء عليك »(٢) .

وقال الجمهور : لا قضاء(٣) ، لما تقدّم في المسألة السابقة.

والجواب قد تقدّم.

أمّا جاهل غير الكسوف ، مثل الزلزلة والرياح والظلمة الشديدة ، فالوجه سقوطها عن الجاهل عملاً بالأصل السالم عن المعارض.

مسألة ٤٨٧ : لا تسقط هذه الصلاة بغيبوبة الشمس منخسفة ، لقولهعليه‌السلام : ( فإذا رأيتم ذلك فصلّوا )(٤) والأصل البقاء.

وقال الجمهور : لا يصلّي ، لأنّها إذا غابت فقد ذهب سلطانها ، وفات وقتها ، فلم يصلّ لردّها(٥) .

وهو ممنوع ، ونمنع أنّ مع ذهاب سلطانها يسقط ما ثبت وجوبه. مع أنّه اجتهاد ، فلا يعارض النصّ. وينتقض بالقمر عندهم(٦) .

ولا تسقط صلاة الخسوف بغيبوبة القمر منخسفاً إجماعاً ، لأنّ وقته باقٍ وهو الليل ، والحاجة داعية إليه.

ولا تسقط صلاة الخسوف والكسوف بستر السحاب إجماعاً ، لأنّ الأصل بقاؤهما.

ولو طلعت الشمس والقمر منخسف ، لم تسقط صلاته ، عملاً

____________________

(١) التهذيب ٣ : ١٥٧ / ٣٣٦.

(٢) التهذيب ٣ : ١٥٧ - ١٥٨ / ٣٣٩.

(٣) أوعزنا الى مصادره في الهامش (٤) من الصفحة السابقة.

(٤) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٢٣ / ١٠ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٣٢.

(٥) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٣٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٦) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

١٨٣

بالموجب.

وقال الجمهور : تسقط ، لفوات وقته ، وذهاب سلطانه(١) .

ولو طلع الفجر فكذلك عندنا لا تسقط - وهو الجديد للشافعي(٢) - لبقاء سلطانه قبل طلوع الشمس ، لقوله تعالى( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) (٣) فما لم تطلع الشمس فالسلطان باقٍ.

والقديم : لا يصلّي ، لذهاب سلطانه بطلوع الفجر ، لأنّه من النهار ، والفجر حاجب الشمس(٤) .

ولو ابتدأ الخسوف بعد طلوع الفجر صلّاها عندنا ، خلافاً للشافعي في القديم(٥) .

ولو كان قد شرع في الصلاة فطلعت الشمس ، لم تبطلها إجماعاً ، لأنّها صلاة مؤقّتة ، فلا تبطل بخروج وقتها ، وعندنا أنّ وقتها باقٍ.

مسألة ٤٨٨ : وهذه الصلاة مشروعة مع الإِمام وعدمه‌ ، عند علمائنا أجمع - وهو قول أكثر العلماء(٦) - لعموم الأخبار.

ولأنّ صفوان بن عبد الله بن صفوان قال : رأيت ابن عباس على ظهر زمزم يصلّي الخسوف للشمس والقمر(٧) . والظاهر أنّه صلّى منفرداً.

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام ، في صلاة الكسوف :

____________________

(١) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠ ، بلغة السالك ١ : ١٩١.

(٢) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٣) الإسراء : ١٢.

(٤) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٥) المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٨٠.

(٦) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٣.

(٧) مصنف عبد الرزاق ٣ : ١٠٢ - ١٠٣ / ٤٩٣٤ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٨.

١٨٤

« تصلّى جماعة وفرادى »(١) .

ولأنّها صلاة ليس من شرطها البنيان والاستيطان ، فلم يكن من شرطها الجماعة ، كغيرها من النوافل.

وقال الثوري ومحمد : إن صلّى الإِمام صلّوها معه ، ولا يصلّون منفردين ، لأنّها صلاة شرّع لها الاجتماع والخطبة ، فلا يصلّيها المنفرد كالجمعة(٢) .

ونمنع العلّيّة ، فإنّ الخطبة عندنا ليست مشروعةً.

مسألة ٤٨٩ : وتستحبّ الجماعة في هذه الصلاة إجماعاً منّا‌ - وبه قال الشافعي ومالك وأحمد(٣) - لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صلّاها في الجماعة(٤) .

وصلّى ابن عباس خسوف القمر في جماعة في عهد عليعليه‌السلام (٥) .

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام : « إذا انكسفت الشمس والقمر فإنّه ينبغي للناس أن يفزعوا إلى الإِمام يصلّي بهم ، وأيّهما كسف بعضه فإنّه يجزئ الرجل أن يصلّي وحده »(٦) .

ولأنّ خسوف القمر أحد الكسوفين ، فاستحبّت فيه الجماعة كالآخر.

____________________

(١) التهذيب ٣ : ٢٩٢ / ٨٨٢.

(٢) المجموع ٥ : ٤٥ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٤ ، حلية العلماء ٢ : ٢٧٠.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٢ ، المجموع ٥ : ٤٤ و ٤٥ ، الوجيز ١ : ٧١ ، فتح العزيز ٥ : ٧٤ ، مغني المحتاج ١ : ٣١٨ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٠ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٤.

(٤) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٩ / ٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠١ / ١٢٦٣ ، سنن النسائي ٣ : ١٢٧ ، سنن الدارمي ١ : ٣٥٩ ، سنن أبي داود ١ : ٣٠٦ / ١١٧٧ و ١١٧٨ ، سنن الدار قطني ٢ : ٦٣ / ٣ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٠.

(٥) سنن البيهقي ٣ : ٣٣٨.

(٦) التهذيب ٣ : ٢٩٢ / ٨٨١.

١٨٥

وقال أبو حنيفة : يصلّون للقمر فرادى في بيوتهم ، لأنّ في خروجهم ليلاً مشقّةً(١) .

وينتقض : بالتراويح.

تذنيب : لو أدرك المأموم الإِمام راكعاً في الأول ، فقد أدرك الركعة‌. ولو أدركه في الركوع الثاني ، أو الثالث ، فالوجه : أنّه فاتته تلك الركعة - وبه قال الشافعي(٢) - لأن الركوع ركن فيها ، ولا يتحمّل الإِمام شيئاً سوى القراءة ، لا فعل الركوع ، فحينئذٍ ينبغي المتابعة حتى يقوم في الثانية ، فيستأنف الصلاة معه ، فإذا قضى صلاته أتمّ هو الثانية ، ويجوز الصبر حتى يبتدئ بالثانية.

وتحتمل المتابعة بنية صحيحة ، فإذا سجد الإِمام لم يسجد هو ، بل ينتظر الإِمام إلى أن يقوم ، فإذا ركع الإِمام أول الثانية ركع معه عن ركعات الْأُولى ، فإذا انتهى إلى الخامس بالنسبة إليه سجد ، ثم لحق الإِمام ، ويتمّ الركعات قبل سجود الثانية.

والوجه : الأول.

مسألة ٤٩٠ : لا خطبة لهذه الصلاة عند علمائنا أجمع‌ ، وبه قال أبو حنيفة ، ومالك(٣) ، عملاً بالأصل السالم عن المعارض.

ولأنّه لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد خطب ، لنُقِل كما نُقِلت خطبته في العيد والجمعة وغيرهما.

وقال الشافعي : تستحب الخطبة بعد الصلاة على المنبر - ولم يذكر‌

____________________

(١) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٣ ، المبسوط للسرخسي ٢ : ٧٥ - ٧٦ ، اللباب ١ : ١٢٠ ، الهداية للمرغيناني ١ : ٨٨.

(٢) المجموع ٥ : ٦١ ، الوجيز ١ : ٧١ ، فتح العزيز ٥ : ٧٨ ، مغني المحتاج ١ : ٣١٩.

(٣) الهداية للمرغيناني ١ : ٨٨ ، شرح فتح القدير ٢ : ٥٧ ، اللباب ١ : ١٢٠ ، بلغة السالك ١ : ١٩١ ، الكافي في فقه أهل المدينة : ٨٠ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٧ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، المجموع ٥ : ٥٣ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ - ٧٦ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

١٨٦

أحمد الخطبة(١) - لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا خسفت الشمس صلّى ، فوصفت عائشة صلاته إلى أن قالت : فلمّا فرغ وقد تجلّت انصرف وذكر الله تعالى فأثنى عليه وقال : ( يا أيها الناس إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله تعالى ، وكبّروا وانصرفوا ) ثم قال : ( يا اُمّة محمّد ما أحد أغير من الله تعالى أن يزني ، عبده أو أمته ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )(٢) (٣) .

ولا حجّة فيه ، لتضمّنه الدعاء والتكبير والإِعلام بحكم الكسوف ، وليس ذلك من الخطبة في شي‌ء.

مسألة ٤٩١ : وتجب هذه الصلاة على النساء والرجال والخناثى ، إجماعاً منّا وللعموم.

وعند الجمهور بالاستحباب(٤) ، لأنّ أسماء بنت أبي بكر قالت : فزع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يوم كسفت الشمس ، فقام قياماً ، فرأيت المرأة التي أكبر منّي ، والمرأة التي أصغر منّي قائمة ، فقلت : أنا أحرى بالصبر على طول القيام(٥) .

إذا ثبت هذا ، فإنّه يستحب للعجائز ، ومَنْ لا هيئة لها الصلاة جماعة مع الرجال ، ويكره ذلك للشواب ، ويستحب لهنّ الجماعة تصلّي بهنّ‌

____________________

(١) اُنظر : المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ٤٢ - ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٨ / ٩٠١ ، سنن النسائي ٣ : ١٣٠ - ١٣٣ ، مسند أحمد ٦ : ١٦٤ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢٢.

(٣) الْاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٢ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ - ٧٦ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٧٨.

(٤) المجموع ٥ : ٤٤ - ٤٥ ، المغني ٢ : ٢٨٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٢٧٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٨٠ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٦.

(٥) صحيح مسلم ٢ : ٦٢٥ - ٦٢٦ / ٩٠٦ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٤٢.

١٨٧

إحداهنّ.

واستحبّه الشافعي مطلقاً ، لكنه لم يستحبّ الخطبة لو صلّين جماعة ، لأنّ الخطبة ليست من سنن النساء ، فإن قامت إحداهنّ وذكّرتهنّ ووعظتهنّ ، كان حسناً عنده(١) .

ولو حصل رجل في قرية مع النساء ولا رجل سواه ، تقدّم وصلّى بهنّ وإن كنّ أجانب - خلافاً للشافعي(٢) - إلّا أن يخاف الافتتان ، فيصلّين فرادى.

إذا ثبت هذا ، فإنّ هذه الصلاة تجب على المسافر كما تجب على الحاضر ، وليس الاستيطان ، ولا البنيان شرطاً فيهما إجماعاً ، ولا المصر ولا الإِمام ، للعموم.

مسألة ٤٩٢ : اختلف علماؤنا في الإِعادة بعد الفراغ من الصلاة قبل الانجلاء ، فالأشهر : استحباب إعادة الصلاة ، لأنّ المقتضي للمشروعية باقٍ.

ولقول الصادقعليه‌السلام : « إذا فرغت قبل أن ينجلي فأعد »(٣) .

وقال آخرون منّا : بالوجوب ، لثبوت المقتضي له ، وهو : بقاء الكسوف. ولهذا الحديث(٤) .

والحقّ خلافه ، لأصالة البراءة.

ولقول الباقرعليه‌السلام : « فإذا فرغت قبل أن ينجلي فاقعد ، وادْعُ الله حتى ينجلي »(٥) .

ونمنع كون الكسوف سبباً ، بل علامةً ووقتاً.

____________________

(١و٢) الاُم ١ : ٢٤٦ ، المجموع ٥ : ٥٩.

(٣) التهذيب ٣ : ١٥٦ / ٣٣٤.

(٤) الذي مرّ آنفاً.

(٥) الكافي ٣ : ٤٦٣ / ٢ ، التهذيب ٣ : ١٥٦ / ٣٣٥.

١٨٨

والخبر محمول على الاستحباب ، جمعاً بين الأدلّة.

وقال آخرون منّا : لا تعاد الصلاة وجوباً ولا استحباباً - وهو قول الجمهور كافة(١) - لأنّه لم ينقل عنهعليه‌السلام التكرّر.

ولا حجّة فيه ، لأنّهعليه‌السلام كان يطيل الصلاة بقدر زمانه(٢) .

إذا عرفت هذا ، فإنّ الشافعي استحب الخطبة بعدها(٣) . وقد أبطلناه.

ويستحب الدعاء والذكر والاستغفار والتكبير والتضرع إلى الله تعالى ، لقولهعليه‌السلام : ( فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ، ودعائه واستغفاره )(٤) .

وقالت أسماء : كنّا نؤمر بالعتق في الكسوف(٥) .

ولأنّه تخويف من الله تعالى ، فينبغي أن يبادر إلى طاعة الله ليكشفه عن عباده.

مسألة ٤٩٣ : تصلّى هذه الصلاة في أيّ وقت حصل السبب‌ وإن كان أحد الأوقات(٦) الخمسة المكروهة لابتداء النوافل عند علمائنا أجمع - وبه قال الشافعي(٧) - لأنّها صلاة فرض مؤقتة ، فلا يتناولها النهي.

____________________

(١) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٤ ، فتح العزيز ٥ : ٧١ ، المنتقى للباجي ١ : ٣٢٧ ، المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ و ٤٤ و ٤٦ ، صحيح مسلم ٢ : ٦١٨ / ٩٠١ و ٦٢٤ / ٩٠٥ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٠١ / ١٢٦٣ ، سنن الدار قطني ٢ : ٦٣ / ٣ ، سنن البيهقي ٣ : ٣٢١ و ٣٢٣ ، المستدرك للحاكم ١ : ٣٢٩.

(٣) المهذب للشيرازي ١ : ١٢٩ ، المجموع ٥ : ٥٢ ، فتح العزيز ٥ : ٧٥ ، حلية العلماء ٢ : ٢٦٩.

(٤) سنن النسائي ٣ : ١٥٣ - ١٥٤.

(٥) صحيح البخاري ٢ : ٤٧ ، سنن أبي داود ١ : ٣١٠ / ١١٩٢ ، مسند أحمد ٦ : ٣٥٤.

(٦) وهي : طلوع الشمس ، وغروبها ، وقيامها إلى أن تزول ، وبعد صلاتي الصبح والعصر.

(٧) الاُم ١ : ١٤٩ و ٢٤٣ ، المجموع ٤ : ١٧٠ ، فتح العزيز ٥ : ٦٩ ، بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، عمدة القاري ٧ : ٦٢ و ٧٩.

١٨٩

ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فإذا رأيتم ذلك فصلّوا )(١) .

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام : « وقت صلاة الكسوف الساعة التي تنكسف عند طلوع الشمس وعند غروبها »(٢) .

ولأنّها ذات سبب ، فجاز فعلها في الأوقات الخمسة.

وقال مالك وأبو حنيفة : بالمنع ، وعن أحمد روايتان : المنع أشهرهما ، لأنّ عقبة بن عامر قال : ثلاث ساعات(٣) كان النبيعليه‌السلام ينهانا أن نصلّي فيها ، وأن نقبر موتانا(٤) (٥) .

وهو مختص بالنوافل ، وقد بيّنّا وجوب هذه الصلاة.

مسألة ٤٩٤ : لو اتّفق في وقت فريضة حاضرة ، فإنّ اتّسع الوقتان ، قدّم الحاضرة استحباباً‌ ؛ لشدة اعتناء الشارع بها ، ولهذا سُوّغ قطع الكسوف والاشتغال بالحاضرة ، فتقديمها أولى.

ولو تضيّق الوقتان ، قدّمت الحاضرة وجوباً ، لما تقدّم ، ثم إن فرّط في صلاة الكسوف بالتأخير مع الإِمكان قضى وإلّا فلا.

ولو تضيّقت إحداهما ، تعيّنت للفعل ، ثم يصلّي الْاُخرى بعد إكمالها.

ولا يجب مع اتّساع الوقتين الاشتغال بالحاضرة ، لقول الصادقعليه‌السلام : « خمس صلوات لا تترك على حال : إذا طفت بالبيت ، وإذا أردت‌

____________________

(١) صحيح البخاري ٢ : ٤٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٢٣ / ١٠.

(٢) الكافي ٣ : ٤٦٤ / ٤ ، التهذيب ٣ : ٢٩٣ / ٨٨٦.

(٣) الساعات الثلاث هي : طلوع الشمس وغروبها وزوالها. وانظر : المصادر في الهامش التالي.

(٤) صحيح مسلم ١ : ٥٦٨ / ٨٣١ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٨٦ / ١٥١٩ ، سنن الترمذي ٣ : ٣٤٨ / ١٠٣٠ ، سنن النسائي ١ : ٢٧٥ و ٢٧٧ ، مسند أحمد ٤ : ١٥٢.

(٥) بداية المجتهد ١ : ٢١٣ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٨٢ ، فتح العزيز ٥ : ٦٩ ، المغني ١ : ٧٩٤ و ٢ : ٢٨١ - ٢٨٢ ، الشرح الكبير ١ : ٨٤٠.

١٩٠

أن تحرم ، وإذا نسيت فصلّ إذا ذكرت ، وصلاة الكسوف والجنازة »(١) ولا خلاف فيه.

فروع :

أ : لو تلبّس بصلاة الكسوف وتضيّق وقت الحاضرة وخاف فوتها لو أتمّ الكسوف ، قطع إجماعاً‌ ، وصلّى بالحاضرة ، تحصيلاً للفرض.

ولقول الصادقعليه‌السلام في صلاة الكسوف يخشى فوت الفريضة قال : « اقطعوها وصلّوا الفريضة وعودوا إلى صلاتكم »(٢) .

وسأله محمد بن مسلم : ربما ابتلينا بعد المغرب قبل العشاء ، فإن صلّينا الكسوف ، خشينا أن تفوت الفريضة ، قال : « إذا خشيت ذلك فاقطع صلاتك واقض فريضتك ثم عُدْ فيها »(٣) .

إذا ثبت هذا ، فإذا قطع الكسوف وصلّى الفريضة هل يعود إلى الكسوف من حيث قطع ، أو يستأنف الصلاة؟.

قال الشيخان والمرتضى : بالأول(٤) ، للروايتين.

وفيه إشكال ينشأ : من أنّ صلاة الفرض يبطلها العمل الكثير ، ودلالة الحديثين ليست قطعيّةً ، لاحتمال العود إلى ابتداء الصلاة.

ب : لو اشتغل بالكسوف وخشي فوت الحاضرة لو أتمّها وفوت الكسوف لو اشتغل بالحاضرة ، احتمل تقديم الحاضرة‌ ؛ لأولويتها ، فيقطع الكسوف ويستأنف.

وإتمام الكسوف ؛ لأولويته بالشروع فيه ، والنهي عن إبطال العمل ،

____________________

(١) الكافي ٣ : ٢٨٧ / ٢ ، التهذيب ٢ : ١٧٢ / ٦٨٣.

(٢) التهذيب ٣ : ٢٩٣ / ٨٨٨.

(٣) التهذيب ٣ : ١٥٥ / ٣٣٢.

(٤) النهاية : ١٣٧ ، جمل العلم والعمل ( ضمن رسائل الشريف المرتضى ) ٣ : ٤٥ ، وحكاه عن الثلاثة ، المحقق في المعتبر : ٢١٨.

١٩١

ومساواته بالحاضرة في الوجوب.

ويحتمل إتمامها إن أدرك من الحاضرة بعدها ركعة وإلّا استأنف.

ج : لو اتّسع وقت الحاضرة ، وشرع القرص في الكسوف ، أو حدثت الرياح المظلمة ، فالوجه : تقديم الكسوف والرياح‌ - وبه قال الشافعي(١) - لجواز عدم طول اللبث ، فيفوت بالاشتغال بالحاضرة.

د : الزلزلة متأخّرة عن الحاضرة‌ مطلقاً إن قلنا : وقتها العمر. وإن قلنا : وقتها حدوثها ، فتجب وإن سكنت ، كما قال بعض علمائنا(٢) ، وكالكسوف.

ه- : لو اتّفقت مع صلاة منذورة مؤقّتة ، بدأ بما يخشى فواته‌ ، ولو أمن فواتهما ، تخيّر فيهما.

و : الكسوف أولى من النافلة الموقّتة كصلاة الليل‌ وغيرها وإن خرج وقتها ، ثم يقضي ندباً.

ز : لو اجتمع الكسوف والعيد وصلاة الجنازة والاستسقاء ، قدّم من الفرائض ما يخشى فواته‌ أو التغيّر ، وإن تساويا ، تخيّر ، أمّا الاستسقاء فتؤخّر ، لأنّ المندوب لا يزاحم الواجب.

وقال الشافعي : تقدّم الجنازة ؛ لأنّها فرض ، وللخوف من التغيّر ، ثم الخسوف ، لتعلّقها بسبب يخاف فواته ، إلّا أن تتضيّق العيد فتقدّم ، لأنّ فواته متحقّق وفوات الخسوف غير متحقّق ، ثم الاستسقاء ، لأنّها تصلّى في أيّ وقت كان(٣) .

لا يقال : لا يمكن اجتماع العيد والكسوف ، لأنّ الشمس لا تنكسف في العادة إلّا في التاسع والعشرين من الشهر ، فلا يتصوّر كونه في الفطر ولا الأضحى.

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٣٠ ، المجموع ٥ : ٥٥ و ٥٦ ، فتح العزيز ٥ : ٨١ ، الاُم ١ : ٢٤٣.

(٢) قاله المحقق في شرائع الإِسلام ١ : ١٠٣.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٣ ، مختصر المزني : ٣٢ ، المجموع ٥ : ٥٧.

١٩٢

لأنّا نقول : نمنع عدم الإِمكان ، والعادة لا تخرج نقيضها عن حدّ الإِمكان ، والله على كلّ شي‌ء قدير ، والفقهاء يفرضون الممكن وإن لم يقع عادةً ليبيّنوا الأحكام المنوطة به ، كما يفرضون مائة جدّة وما أشبه ذلك.

ثم هذا لا يرد علينا ، لأنّ هذه الصلاة لا تختص بكسوف الشمس ، بل هي واجبة لباقي الآيات الخارجة عن الضابط الزماني.

ح : لو خاف خروج وقت العيد ، قدّمت صلاته‌ ولم يخطب لها حتى يصلّي الخسوف ، فإذا صلّى الخسوف ، خطب للعيد خاصة عندنا - وعند الشافعي يخطب لهما(١) - وذكر ما يحتاج إلى ذكره لهما.

ط : لو اجتمع الخسوف والجمعة ، فإن اتّسع وقت الجمعة ، بدأ بالخسوف ، ويقصّر في قراءته ، فيقرأ السور القصار ، فإذا فرغ ، اشتغل بخطبة الجمعة خاصة.

وقال الشافعي : يخطب للخسوف والجمعة ، ثم يصلّي الجمعة(٢) .

ولو تضيّق الوقت ، بدأ بالخطبة للجمعة مخفّفةً ، ثم بالجمعة ثم بالخسوف.

ي : لو كان في الموقف حالة الكسوف ، قدّمت صلاته على الدعاء‌ ولا خطبة.

وقال الشافعي : يخطب راكباُ ويدعو(٣) .

وإن كسفت وهو في الموضع الذي يصلّى فيه الظهر ، قدّمت صلاته على الدفع إلى عرفة لئلّا تفوته.

يا : لو خسف القمر بعد الفجر من ليلة المزدلفة وهو بها ، صلّى صلاة الخسوف‌ وإن كان يؤدّي إلى ان يفوته الدفع منها إلى منى قبل طلوع الشمس.

____________________

(١) المجموع ٥ : ٥٧ ، فتح العزيز ٥ : ٨٢.

(٢) الاُم ١ : ٢٤٣ ، المجموع ٥ : ٥٧ ، حلية العلماء ٢ : ٢٦٩ ، فتح العزيز ٥ : ٨٢.

(٣) الاُم ١ : ٢٤٤ ، المجموع ٥ : ٥٧ - ٥٨.

١٩٣

ويستحب التخفيف ليدفع قبله.

يب : لو خسفت الشمس يوم الثامن بمكة ، وخاف إن اشتغل بصلاة الخسوف أن يفوته فعل الظهر بمنى ، قدّم صلاة الخسوف‌ ، لأنّها واجبة ، بخلاف فعل الظهر بمنى.

يج : لو اتّفق الكسوف مع نافلة ، قدّم الكسوف‌ ولو فاتت النافلة ، راتبةً كانت أو لم تكن عند علمائنا ، لأنّها واجبة.

ولقول الصادقعليه‌السلام ، وقد سئل عن صلاة الكسوف وصلاة الليل بأيّتهما نبدأ؟ : « صلّ صلاة الكسوف ، واقض صلاة الليل حين تصبح »(١) .

وقال أحمد : يقدّم أكدهما(٢) ، وهو بناء على أنّ صلاة الكسوف مندوبة ، وقد بيّنّا بطلانه.

مسألة ٤٩٥ : قال الشيخ : صلاة كسوف الشمس وخسوف القمر سواء(٣) .

وهو صحيح إن قصد المساواة في الهيئة ، أمّا في الإِطالة ففيه نظر ، لقول الباقرعليه‌السلام : « صلاة كسوف الشمس أطول من صلاة كسوف القمر ، وهما سواء في القراءة والركوع والسجود»(٤) .

مسألة ٤٩٦ : لو ضاق وقت الكسوف عن إدراك ركعة ، لم تجب ، بخلاف الزلزلة ، فإنّها سبب في الوجوب لا وقت له.

( ولو اتّسع لركعة وقصر عن أخفّ صلاة ، ففي الوجوب إشكال ينشأ : من قولهعليه‌السلام : ( مَنْ أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة )(٥) ومن‌

____________________

(١) التهذيب ٣ : ١٥٥ / ٣٣٢.

(٢) المغني والشرح الكبير ٢ : ٢٨٠.

(٣) الخلاف ١ : ٦٨٢ مسألة ٤٥٧.

(٤) الكافي ٣ : ٤٦٣ - ٤٦٤ / ٢ ، التهذيب ٣ : ١٥٦ - ١٥٧ / ٣٣٥.

(٥) صحيح البخاري ١ : ١٥١ ، صحيح مسلم ١ : ٤٢٣ / ٦٠٧ ، سنن ابن ماجة ١ : =

١٩٤

استحالة فرض وقت لعبادة يقصر عنها عقلاً ، إلّا أن يكون القصد القضاء ، ولم يثبت القصد هنا.

فلو اشتغل أحد المكلَّفين بها في الابتداء وخرج الوقت وقد أكمل ركعة ، فعلى الأوّل يجب عليه الإِكمال ، وعلى الثاني لا يجب ، أمّا الآخر فلا يجب عليه القضاء على التقديرين )(١) .

إذا ثبت هذا ، فلو ضاق الوقت عن العدد ، لم يجز الاقتصار على الأقلّ.

ولو اتّسع للأكثر ، لم تجز الزيادة ، لأنّها فريضة معيّنة.

وللشافعي في كلٍّ من التقديرين وجهان(٢) .

مسألة ٤٩٧ : لا يجوز أن تصلّى هذه الصلاة على الراحلة اختيارا‌ً ولا مشياً إلّا مع الضرورة عند علمائنا - خلافاً للجمهور - لأنّها فريضة فلا تجوز على الراحلة ومشياً اختياراً ، كغيرها من الفرائض.

ولأنّ عبد الله بن سنان سأل الصادقعليه‌السلام : أيصلّي الرجل شيئاً من الفروض على الراحلة؟ فقال : « لا »(٣) .

أمّا مع الضرورة فتجوز ، دفعاً للمشقّة ، كغيرها من الفرائض.

وكتب علي بن فضل الواسطي إلى الرضاعليه‌السلام : إذا كسفت‌

____________________

= ٣٥٦ - ١١٢٣ ، سنن الدارمي ١ : ٢٧٧ ، سنن النسائي ١ : ٢٧٤ ، الموطأ ١ : ١٠ / ١٥ ، سنن الترمذي ٢ : ٤٠٣ / ٥٢٤.

(١) ورد بدل ما بين القوسين في نسخة « ش » هكذا : ولو اتّسع لركعة وقصر عن أخف صلاة لم يجب لاستحالة فرض وقت لعبادة يقصر عنها عقلاً إلّا أن يكون القصد القضاء ولم يثبت القصد هنا ، فلو اشتغل أحد المكلَّفين بها في الابتداء وخرج الوقت وقد أكمل ركعة يحتمل أن يجب عليه الإِكمال لأنه مكلَّف بالظن فصح ما فعل فيدخل تحت( وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ ) والأقوى أنّه لا يجب ، أمّا الآخر فلا يجب عليه القضاء على التقديرين.

(٢) المجموع ٥ : ٤٧ - ٤٨ ، فتح العزيز ٥ : ٧١.

(٣) التهذيب ٣ : ٣٠٨ / ٩٥٤.

١٩٥

الشمس والقمر وأنا راكب لا أقدر على النزول ، فكتبعليه‌السلام : « صلّ على مركبك الذي أنت عليه »(١) .

مسألة ٤٩٨ : هل تجب هذه الصلاة في كسف بعض الكواكب بعضاً ، أو في كسف أحد النيّرين بأحد الكواكب كما قال بعضهم : إنّه شاهد الزهرة في جرم الشمس كاسفة لها؟ إشكال ينشأ : من عدم التنصيص ، وخفائه ، إذ الحسّ لا يدلّ عليه ، وإنّما يستفاد من المنجّمين الذين لا يوثق بهم ، ومن كونه آية مخوفة ، فتشارك النيّرين في الحكم.

والأول أقوى.

* * *

____________________

(١) الكافي ٣ : ٤٦٥ / ٧ ، الفقيه ١ : ٣٤٦ / ٥٣١ ، التهذيب ٣ : ٢٩١ / ٨٧٨ ، قرب الإِسناد : ١٧٤.

١٩٦

١٩٧

الفصل الرابع : في صلاة النذر‌

مسألة ٤٩٩ : صلاة النذر واجبة بحسب ما نذره إجماعاً.

ولقوله تعالى( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) (١) وقوله تعالى( أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) (٢) ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤولاً ) (٣) ولقوله تعالى( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ ) (٤) .

ويشترط فيه ما يشترط في الفرائض اليومية من الطهارة والاستقبال وغيرهما إجماعاً إلّا الوقت ، وتزيد الصفات التي عيّنها في نذره ، ولا يجب لو وقع في معصية ، لقبحه إلّا على وجه الزجر ، وسيأتي.

ولو عيّن الزمان ، تعيّن سواء كان فيه مزية كيوم الجمعة وغيره من الأوقات الشريفة ، أو لا ، لأنّ البقاء غير معلوم ، والتقدّم فعل للواجب قبل وجوبه ، فلا يقع مجزئاً ، كما لو صلّى الفرض قبل وقته ، فتعيّن.

ولو قيّده بوقت مكروه للنوافل ، فالأقرب الانعقاد ، لاختصاص الكراهة‌

____________________

(١) الإِنسان : ٧.

(٢) المائدة : ١.

(٣) الإِسراء : ٣٤.

(٤) النحل : ٩١.

١٩٨

بالنوافل ، وهذه بالنذر خرجت عن كونها نافلةً ، وصارت واجبةً ذات سبب.

مسألة ٥٠٠ : لو قيّد نذر الصلاة بزمان فأوقعها في غيره ، فقد بيّنّا عدم الإِجزاء.

ثم إن كان الفعل متقدّماً على الزمان ، وجب عليه الإِعادة عند حضور الزمان ، فإن أهمل وجب القضاء وكفّارة خلف النذر.

وإن تأخّر الفعل ، فإن كان لعذر أجزأ ولا كفّارة ، وإن كان لغير عذر ، فإن أوقعه بنيّة القضاء ، أجزأ وكفّر ، وإلّا وجب عليه الفعل ثانياً والكفّارة.

ولو نذر إيقاعه في زمان يتكرّر مثله كيوم الجمعة ، لم يجب في الجمعة الْاُولى إلّا مع النذر ، بل يجزئه فعلها في أيّ جمعة شاء ، فإن أوقعها في خميس مثلاً لم يجزئه ، ووجب إيقاعها في الجمعة الْاُخرى أداءً لا قضاءً.

مسألة ٥٠١ : لو قيّد نذر الصلاة بمكان ، فإن كان له مزيّة ، تعيّن‌ كالمسجد.

وإن لم يكن له مزيّة ، ففي وجوب القيد نظر ينشأ : من أنّه نذر طاعة في موضع مباحٍ فيجب ، ومن أنّ القيد لا مزيّة فيه فلا تجب ، كما لو نذر المشي ولم يعيّن مقصداً ، وهو الأقرب ، فيجوز إيقاعها حينئذٍ في أيّ موضع شاء.

أمّا لو كان له مزيّة ، فصلاّها في مكان مزيّته أعلى ، فالأقرب : الجواز ، إذ زيادة المزية بالنسبة إلى الآخر كذي المزية بالنسبة إلى غير ذي المزيّة.

ويحتمل العدم ، لأنّه نذر انعقد ، فلا يجوز غيره ، فإن قلنا بالجواز فلا بحث ، وإلّا وجب القضاء.

ولو قيّده بزمان ومكان ، فأوقعها في ذلك الزمان في غير ذلك المكان ممّا يساويه أو يزيد عليه في المزيّة ، أجزأ على إشكال ، وإلّا وجب القضاء في ذلك المكان بعينه ، والكفّارة ، لفوات الوقت.

مسألة ٥٠٢ : لو أطلق العدد ، أجزأه ركعتان إجماعاً.

وهل تجزئه الواحدة؟ لعلمائنا قولان : أحدهما : ذلك ، للتعبّد بمثلها‌

١٩٩

في الوتر. والآخر : المنع ، صرفاً للإِطلاق إلى المتعارف وهو الركعتان.

ولو صلّاها ثلاثاً أو أربعاً ، أجزأ إجماعاً ، وفي وجوب التشهّدين إشكال. ولو صلّاها خمساً فإشكال.

ولو قيّد نذره بعدد ، تعيّن إن تُعبِّدَ بمثله.

ثم إن أطلق ، احتمل وجوب التسليم عقيب كلِّ ركعتين ، ووجوبه عقيب أربع أو ما زاد على إشكال.

وإن لم يتعبّد بمثله ، كالخمس والست ، قال ابن إدريس : لا ينعقد(١) .

ويحتمل انعقاده ، لأنّها عبادة ، وعدم التعبّد بمثلها لا يخرجها عن كونها عبادةً.

مسألة ٥٠٣ : لو قيّد النذر بقراءة سورة معيّنة ، أو آيات مخصوصة ، أو تسبيح معلوم ، تعيّن‌ ، فيعيد مع المخالفة ، فإن كان مقيّدا بوقت وخرج ، أعاد وكفّر.

ولو نذر أن يقرأ آياتٍ معيّنةٍ عوض السورة ففي الإِجزاء نظر ينشأ : من أنّها واجبة ، فتجب السورة مع الحمد كغيرها من الفرائض ، ومن أنّ وجوبها على هذا الحدّ فلا يجب غيره ، فعلى الأول يحتمل عدم انعقاد النذر مطلقاً ، كما لو نذر صلاة بغير طهارة ، وانعقاده فتجب سورة كاملة.

ولو نذر آياتٍ من سورة معيّنة عوض السورة ، وقلنا بوجوب السورة في الأول ، وجب هنا عين تلك السورة ليدخل ما نذره ضمناً ، ويحتمل إجزاء غيرها ، لعدم انعقاد النذر في التبعيض.

مسألة ٥٠٤ : لو نذر النافلة في وقتها ، صارت واجبةً ، فلو نذر صلاة العيد المندوبة أو الاستسقاء في وقتهما ، لزم ، ولو نذرهما في غير وقتهما ،

____________________

(١) السرائر : ٣٥٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

٢٣٠٥/ ٢٦. عَنْهُ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

خَطَبَ النَّاسَ(٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا(٣) أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَخٍ(٤) لِي كَانَ مِنْ(٥) أَعْظَمِ النَّاسِ فِي عَيْنِي ، وَكَانَ رَأْسُ مَا عَظُمَ بِهِ(٦) فِي عَيْنِي صِغَرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ؛ فَلَا يَشْتَهِي(٧) مَا لَايَجِدُ ، وَلَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ فَرْجِهِ ؛ فَلَا يَسْتَخِفُّ(٨) لَهُ عَقْلَهُ وَلَا رَأْيَهُ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ الْجَهَالَةِ ؛ فَلَا يَمُدُّ يَدَهُ إِلَّا عَلى ثِقَةٍ لِمَنْفَعَةٍ(٩) ، كَانَ لَايَتَشَهّى(١٠) وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَبَرَّمُ(١١) ، كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَمَّاتاً(١٢) ، فَإِذَا قَالَ ، بَذَّ(١٣) الْقَائِلِينَ ، كَانَ‌

__________________

= عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٥ ، ح ١٧٨٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٨٧ ، ح ٢٠٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ٢٣.

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٢). في « ض ، ه » : - « الناس ».

(٣). في « ب » : « أما ». وفي « ز ، ف » والبحار : « إنّما ».

(٤). في « ف » وحاشية « ج ، د » : « بأخ ».

(٥). في « ه » : - « من ».

(٦). في « ض » : - « به ».

(٧). في « بس » : « فلا يشهى ».

(٨). قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٠ : « هذه الفقرة تحتمل وجوهاً : الثالث : أن يقرأ : يستخفّ ، على بناء المجهول وعقله ورأيه مرفوعين وضمير له إمّا راجع إلى الأخ أو إلى الفرج. وماقيل : إنّ يستخفّ على بناء المعلوم ، وعقله ورأيه مرفوعان ، وضمير له للأخ ، فلا يساعده ما مرّ من معاني الاستخفاف ».

(٩). فيمرآة العقول : « فلا يمدّ يده ، أي إلى أخذ شي‌ء ؛ كناية عن ارتكاب الاُمور « إلّا على ثقة » واعتماد بأنّه ينفعه ‌نفعاً عظيماً في الآخرة أو في الدنيا أيضاً إذا لم يضرّ بالآخرة ».

(١٠). في « بس » : « لا يشتهي ». وفيالمرآة : « لايتشهّى ، أي لايكثر شهوة الأشياء. ولايتسخّط ، أي لايسخط كثيراً لفقد المشتهيات ، أو لايغضب لإيذاء الخلق له أو لقلّة عطائهم ».

(١١). في « ه » : « لا يبترم و ». وبَرِمت بكذا ، أي‌ضَجِرتُ منه بَرَماً. ومنه التبرّم. وأبرمني فلان : أضجرني. والمعنى : أي لايضجر ولايملّ من حوائج الخلق وكثرة سؤالهم وسوء معاشرتهم. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧٦ (برم ).

(١٢). في « ه » : « صامتاً ». وقال فيمرآة العقول : « وقرئ بضمّ الصاد وتخفيف الميم مصدراً ، فالحمل للمبالغة».

(١٣) أي‌ سبقهم وغلبهم.النهاية ، ج ١ ، ص ١١٠ ( بذذ ).

٦٠١

لَا يَدْخُلُ فِي مِرَاءٍ(١) ، وَلَا يُشَارِكُ فِي دَعْوًى ، وَلَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتّى يَرى(٢) قَاضِياً ، وَ(٣) كَانَ لَايَغْفُلُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، وَلَايَخُصُّ نَفْسَهُ بِشَيْ‌ءٍ دُونَهُمْ ، كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِذَا(٤) جَاءَ الْجِدُّ(٥) كَانَ لَيْثاً عَادِياً(٦) ، كَانَ لَايَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً(٧) ، كَانَ(٨) يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَيَفْعَلُ مَا لَايَقُولُ ، كَانَ(٩) إِذَا ابْتَزَّهُ(١٠) أَمْرَانِ لَايَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ، نَظَرَ إِلى أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ ، كَانَ(١١) لَايَشْكُو وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ ، وَلَا يَسْتَشِيرُ إِلّا مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ ، كَانَ لَايَتَبَرَّمُ وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَشَكّى وَلَا يَتَشَهّى وَلَا يَنْتَقِمُ ، وَلَا يَغْفُلُ عَنِ الْعَدُوِّ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ‌

__________________

(١). ماريته اُماريه مماراةً ومِراءً : جادلته.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٢). في : « ه » : « يعطى ». وقرأه بعض الأفاضل : يُرِي ، على بناء الإفعال ، على ما نقل عنه المجلسي فيمرآة العقول ، ثمّ قال : « وفسّر القاضي بالبرهان القاطع الفاصل بين الحقّ والباطل ، أي‌كان لا يتعرّض للدعوى إلّا أن يظهر حجّة قاطعة ».

(٣). في « ه » : - « و ».

(٤). في مرآة العقول : « وإذا ».

(٥). الجِدُّ في الأمر : الاجتهاد. وهو مصدر ، يقال منه : جدّ يجدّ. والاسم : الجِدّ. وجدّ في كلامه جِدّاً : ضدّ هزل. والاسم منه : الجِدّ أيضاً.المصباح المنير ، ص ٩٢ ( جدد ). والمراد به هنا المحاربة والمجاهدة.شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٣.

(٦). في « ض ، ف » : « غادياً » بالغين المعجمة ، أي‌ باكراً. وفيشرح المازندراني : « وقرئ : غادياً ، بالغين المعجمة أيضاً ». والسَّبُع العادي ، أي‌ الظالم الذي يفترس الناس.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ( عدا ). وفيشرح المازندراني : « يعني إن كان وقت المجاهدة مع أعداء الدين فهو بمنزلة الأسد في الهيبة والقوّة والصولة ».

(٧). فيشرح المازندراني : « أي كان من عادته الحسنة أن لايسرع بملامة أحد إذا قصّر في حقّه ؛ لإمكان أن يكون له عذر. وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار ».

(٨). في مرآة العقول : « وكان ».

(٩). في « ج » : « وكان ».

(١٠). فيمرآة العقول : « أي استلبه وغلبه وأخذه قهراً ؛ كناية عن شدّة ميله إليهما وحصول الدواعي في كلّ منهما. ولا يبعد أن يكون في الأصل : انبراه ، بالنون والباء الموحّدة على الحذف والإيصال ، أي‌ اعتراض له ». و « البَزّ » : الغلبة ، كالابتزاز.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٥ ( بزز ).

(١١). في البحار : « وكان ».

٦٠٢

إِنْ أَطَقْتُمُوهَا ، فَإِنْ(١) لَمْ تُطِيقُوهَا كُلَّهَا(٢) ، فَأَخْذُ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ».(٣)

٢٣٠٦/ ٢٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مِهْزَمٍ ؛

وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِيِّ ؛

وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا مِهْزَمُ ، شِيعَتُنَا(٤) مَنْ لَايَعْدُو(٥) صَوْتُهُ سَمْعَهُ ، وَلَا شَحْنَاؤُهُ(٦) بَدَنَهُ(٧) ، وَلَا يَمْتَدِحُ(٨) بِنَا مُعْلِناً ، وَلَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً(٩) ، وَلَا يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً(١٠) ؛ إِنْ لَقِيَ‌

__________________

(١). في « ه » : « وإن ».

(٢). في « ز » : - « كلّها ».

(٣).تحف العقول ، ص ٢٣٤ ، عن الحسن بن عليّعليه‌السلام .نهج البلاغة ، ص ٥٢٦ ، الحكمة ٢٨٩ ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ، ح ١٧٨٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٤.

(٤). في « ص » : « شيعتنا يا مهزم ».

(٥). في « د » وحاشية « بف » : « لا يعلو ». وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٧ : « من لا يعدو ، أي ‌يتجاوز. وفي بعض النسخ : لا يعلو صوته سمعه ، كأنّه كناية عن عدم رفع الصوت كثيراً ، ويحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع لسماع الناس أو على الدعاء والتلاوة والعبادة ؛ فإنّ خفض الصوت فيها أبعد من الرياء. ويمكن أن يكون المراد بالسمع الإسماع كما ورد في اللغة ، أو يكون بالإضافة إلى المفعول ، أي ‌السمع منه ، أي ‌لا يرفع الصوت زائداً على إسماع الناس ، أو يكون بضمّ السين وتشديد الميم المفتوحة جمع سامع ، أي‌لا يتجاوز صوته السامعين منه. وقرئ السمع بضمّتين جمع سموع بالفتح ، أي‌لا يقول شيئاً إلّا لمن يسمع قوله ويقبل منه ».

(٦). في « ج » : « شحناه » بتخفيف الهمزة. و « الشحناء » : العداوة والبغضاء. وشحِنت عليه شَحْناً : حقدت وأظهرت العداوة.المصباح المنير ، ص ٣٠٦ ( شحن ). وفيمرآة العقول : « أي لا يتجاوز عداوته بدنه ، أي‌ يعادي نفسه ولا يعادي غيره ، وإن عادى غيره في الله لا يظهره تقيّة ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : « يديه » ، أي لا تغلب عليه عداوته ، بل‌ هي بيده واختياره.

(٨). في « ه » : « ولا يمدح ». وفي « بر » وحاشية « ج ، بف » والوافي : « ولا يتمدّح ».

(٩). في « ز » : « غالياً ». وفي الغيبة للنعماني : « ولا يمدح بنا معلناً ، ولايخاصم بنا قالياً ولا يجالس لنا غائباً » بدل « ولا يمتدح - إلى - قالياً ».

(١٠). في « ز » : - « ولا يخاصم لنا قالياً ». وفي الوسائل : + « و ». و « القِلى » : البُغض. يقال : قلاه يقليه قِلًى وقَلًى : =

٦٠٣

مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ(١) بِهؤُلَاءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟

قَالَ(٢) : « فِيهِمُ التَّمْيِيزُ(٣) ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ(٤) ، تَأْتِي(٥) عَلَيْهِمْ سِنُونَ(٦) تُفْنِيهِمْ ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ ، وَاخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لَايَهِرُّ(٧) هَرِيرَ الْكَلْبِ ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ ، وَلَا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً ».

قُلْتُ(٨) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤُلَاءِ؟

قَالَ : « فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ(٩) عَيْشُهُمْ ، الْمُنْتَقِلَةُ(١٠) دِيَارُهُمْ ؛ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَ(١١) مِنَ الْمَوْتِ لَايَجْزَعُونَ ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ ، وَ(١٢) إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ ، لَنْ تَخْتَلِفَ(١٣) قُلُوبُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَ(١٤) بِهِمُ الدَّارُ(١٥) ».

__________________

= إذا أبغضه.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ( قلا ).

(١). في « ب » : « يصنع ».

(٢). في «ز ، ص ، ف » وحاشية « بر » : « فقال ».

(٣). في حاشية « ض » : « التميز ».

(٤). في « ف » : « فيهم التمحيص وفيهم التبديل ».

(٥). في « ص » والوافي : « يأتي ».

(٦). السِنون : جمع السَّنَة ، وهي الجَدْب والقَحْط. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠١ ( سنو ).

(٧). هرّ الكلبُ إليه يَهِرُّ هَريراً : هو صوتُه دون نُباحه من قلّة صبره على البرد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٧ ( هرر ). وفيمرآة العقول : « أي لا يجزع عند المصائب أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب ».

(٨). في « ز ، ف » : « فقلت ».

(٩). خَفُضَ عَيشُه : سهل ووَطُؤ ، يخفُض خفضاً ، وهو في خفضٍ من العيش ، ومخفوض وخفيض.أساس ‌البلاغة ، ص ١١٦ ( خفض ). (١٠). في « ف » : « المتنقّلة ».

(١١). في « ز » : - « و ».

(١٢). في « ه » : - « و ».

(١٣) في « ج ، ض ، ه ، بر » : « لن يختلف ». وفي « ص » : « لن يخلف ». وفي « ف » : « لن يتخلّف ».

(١٤) في « ج ، د ، ض ، ه ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « وإن اختلفت ».

(١٥) في « ب ، ه ، بر » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « الديار ».

٦٠٤

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَنَا الْمَدِينَةُ(١) وَعَلِيٌّعليه‌السلام الْبَابُ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ لَامِنْ قِبَلِ الْبَابِ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ».(٢)

٢٣٠٧/ ٢٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ(٣) ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ(٤) فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ(٥) ، كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَتْ غِيبَتُهُ ، وَكَمَلَتْ مُرُوءَتُهُ(٦) ، وَظَهَرَ عَدْلُهُ ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ ».(٧)

٢٣٠٨/ ٢٩. عَنْهُ(٨) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ(٩) :

__________________

(١). في « ب ، ز » : « أنا مدينة العلم ».

(٢).الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٣ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع زيادة.تحف العقول ، ص ٣٧٨ ، وفيهما إلى قوله : « وإن اختلفت بهم الدار » مع اختلاف يسير.صفات الشيعة ، ص ١٧ ، ح ٣٤ ، بسند آخر ؛وفيه ، ص ١٣ ، ح ٢٥ ، بسند آخر عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وفي القبور يتزاورون » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ح ١٧٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥٣ ، إلى قوله : « ولا يسأل عدوّنا وإن مات جوعاً » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٩.

(٣). في « ه » : « فلن يظلمهم ». وفي حاشية « بس » : « فلا يظلمهم ».

(٤). في الوسائل ، ح ١٠٧٧٢ : « وواعدهم ».

(٥). في « ه » : « فلن يخلفهم ».

(٦). في حاشية « بر » : « مودّته ».

(٧).الخصال ، ص ٢٠٨ ، باب الأربعة ، ح ٢٩ ، بسند آخر.وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٨ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٣٤ ؛وصحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٤٧ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٥٦٩ ، ح ٢٥٨٩ ؛الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ، ح ١٠٧٧٢ ؛ وج ١٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٦٣٠١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٣٦.

(٨). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٩). في « ه » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فإنّ عبدالله هذا ، هو عبدالله المحض ابن الحسن بن الحسن بن عليّ بن =

٦٠٥

عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ(١) الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(٢) عليهما‌السلام ، قَالَ(٣) : قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ(٤) خِصَالَ الْإِيمَانِ(٥) : إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ(٦) ، وَإِذَا(٧) غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ(٨) مِنَ الْحَقِّ ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ(٩) مَا لَيْسَ لَهُ ».(١٠)

٢٣٠٩/ ٣٠. عَنْهُ(١١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلَامَاتٍ‌

__________________

= أبي‌طالب ، واُمّه هي فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي‌طالب. راجع :تهذيب الأنساب ، ص ٣٤.

(١). في « ه » : « ابنة ».

(٢). الظاهر سقوط الواسطة من السند ؛ فقد روى الصدوق الخبر فيالخصال ، ص ١٠٥ ، ح ٦٦ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسين بن عليّعليها‌السلام ، عن أبيهاعليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وكذا الشيخ الطوسي رواه في أماليه ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ١٢٤٩ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسينعليها‌السلام ، عن أبيها الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٣). كذا في النسخ. وهو يؤيّد أنّ الناقل عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غيرها. وفي المحاسن : « قالت ».

(٤). في المحاسن : « ليستكمل ».

(٥). في « بس » : + « إيمانه ». وفي المحاسن والخصال والاختصاصوالأمالي للطوسي وتحف العقول : + « الذي ».

(٦). في الخصال : « في إثم ولا باطل ».

(٧). في حاشية « ف » : « وإن ».

(٨). في المحاسن والاختصاص : « غضبه ».

(٩). التعاطي : تناول ما لا يحقّ ولايجوز تناوله. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٦٩ ( عطا ).

(١٠).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٢ ، عن ابن فضّال ، عن عاصم بن حمزة ، عن عبدالله بن الحسن ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٠٥ ، باب الثلاثة ، ح ٦٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين بن علي ، عن أبيهاعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي‌حمزة ثابت بن أبي‌صفيّة ، عن أبي‌ جعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال عاصم : وحدّثني أبوحمزة عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن اُمّه فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام عن أبيها الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الاختصاص ، ص ٢٣٣ ، مرسلاً عن أبي‌حمزة ، عن فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام .الخصال ، ص ١٠٦ ، باب الثلاثة ح ٦٧ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٣. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٧ ، ح ٥٨٨٢ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ح ٣ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٦٦ ، ح ١الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٤ ، ح ١٧٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٠٠ ، ذيل ح ٢٨.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٦٠٦

يُعْرَفُونَ بِهَا : صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءً بِالْعَهْدِ(١) ، وَصِلَةَ الْأَرْحَامِ ، وَرَحْمَةَ الضُّعَفَاءِ ، وَقِلَّةَ الْمُرَاقَبَةِ(٢) لِلنِّسَاءِ - أَوْ قَالَ(٣) : قِلَّةَ الْمُوَاتَاةِ(٤) لِلنِّسَاءِ(٥) - وَبَذْلَ الْمَعْرُوفِ ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ(٦) ، وَسَعَةَ الْخُلُقِ ، وَاتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَمَا يُقَرِّبُ(٧) إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - زُلْفى(٨) ، طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ؛ وَطُوبى(٩) شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَيْسَ مِنْ(١١) مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا ، لَايَخْطُرُ(١٢) عَلى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَتَاهُ بِهِ ذلِكَ(١٣) ، وَلَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ ، مَا خَرَجَ مِنْهُ(١٤) ؛ وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ ، مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتّى يَسْقُطَ هَرِماً ، أَلَا فَفِي هذَا فَارْغَبُوا ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ(١٥) نَفْسِهِ(١٦)

__________________

(١). في الوافي والوسائل : « العهد ».

(٢). في «ه» : « المنافثة ». وفي الوسائل : «المواقعة».

(٣). في الأمالي وصفات الشيعة : - « قلّة المراقبة للنساء ، أو قال ». وفي الوسائل : + « و ».

(٤). في « بر » : « المواساة ». والمواتاة : المطاوعة والموافقة.

(٥). في « بس » : - « للنساء ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٥ : « الظاهر أنّ الخلق بالضمّ في الموضعين وربّما يقرأ الأوّل بالفتح ؛ فإنّ‌ الظاهر عنوان الباطل ، لكن هذا ليس كلّيّاً ؛ فإنّ حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين وقيل : المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة ؛ فإنّه من علامات أهل الدين ». وفي الوسائل : « الجوار ».

(٧). في « ز » : « تقرّب » باعتبار المعنى المراد من الموصول. وفي مرآة العقول : « يقرّبهم ».

(٨). في الأمالي وصفات الشيعة : - « زلفى ».

(٩). فيالوافي : « تأويل طوبى : العلم ؛ فإنّ لكلّ نعيم من الجنّة مثالاً في الدنيا ، ومثال طوبى شجرة العلوم الدينيّة التي أصلها في دار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي هو مدينة العلم ، وفي دار كلّ مؤمن غصن منها ، وإنّما شهوات المؤمن ومثوباته في الآخرة فروع معارفه وأعماله الصالحة في الدنيا ، فإنّ المعرفة بذر المشاهدة ، والعمل الصالح غرس النعيم ، إلّا أنّ من لم يذق لم يعرف ، ولا يذوق إلّا من أخلص دينه لله ‌وقوي إيمانه بالله بأن يتّصف بصفات المؤمن المذكورة في هذا الباب ».

(١٠). في « ب ، ص ، ه » والوافي والأمالي وصفات الشيعة : - « محمّد ».

(١١). في صفات الشيعة : - « من ».

(١٢). في الأمالي : « لا تخطر ».

(١٣) في الأمالي وصفات الشيعة : + « الغُصن ».

(١٤) في « بر » وحاشية « ف » والأمالي : « منها ».

(١٥) قال فيمرآة العقول : « من ، بكسر الميم ، وقد يقرأ بالفتح اسم موصول ، أي ‌مشغول بإصلاح نفسه لا يلتفت إلى‌عيوب غيره ، ولا إلى التعرّض لضررهم ».

(١٦) في الوسائل والأمالي وصفات الشيعة : « نفسه منه » بدل « من نفسه ».

٦٠٧

فِي شُغُلٍ وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ؛ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ افْتَرَشَ وَجْهَهُ ، وَسَجَدَ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ ، يُنَاجِي الَّذِي خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ ، أَلَا(١) فَهكَذَا كُونُوا(٢) ».(٣)

٢٣١٠/ ٣١. عَنْهُ(٤) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو(٥) النَّخَعِيِّ ؛

قَالَ(٦) : وَحَدَّثَنِي(٧) الْحُسَيْنُ بْنُ سَيْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ ، فَقَالَ : الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا ، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا ، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا ، وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا ،

__________________

(١). في « ه » : - « ألا ».

(٢). في « ج ، د ، ض ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « فكونوا ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٢٢١ ، المجلس ٥٩ ، ح ٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن قاسم ؛صفات الشيعة ، ص ٤٦ ، ح ٦٦ ، بسنده عن أبي بصير ، وفيهما : « عن أبي‌عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام ».الخصال ، ص ٤٨٣ ، ح ٥٦ ، بسند آخر عن أبي‌بصير ، عن أبي‌جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٥٠ ، عن أبي‌بصير ، عن أبي‌جعفر ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢١١ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، إلى قوله : « طوبى لهم وحسن مآب » ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٥ ، ح ١٧٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٧ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٤ ، ح ١.

(٤). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٥). في « ز ، ص ، ف ، ه » والوسائل : « عمر ». إلّا أنّ في الوسائل بإسقاط « النخعي ». وهو سهو ؛ فإنّ المذكور في كتب الرجال هو سليمان بن عمرو النخعي. راجع :رجال البرقي ، ص ٣٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٢١٧ ، الرقم ٢٨٦٤. وتبيّن بذلك وقوع التصحيف في ماورد فيالأمالي للصدوق ، ص ١٩ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛والخصال ، ص ٣١٧ ، ح ٩٩ ؛ من نقل الصدوق الخبر بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي.

(٦). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو عن الحسين بن سيف فيكتابه ‌المحاسن ، ص ٢٧ ، ح ٧ ؛ وص ٣٥٦ ، ح ٥٩ ؛ وص ٤٨٥ ، ح ٥٣٣ ؛ وص ٤٨٦ ، ح ٥٤٢. ووردت روايته عن الحسين بن سيف ، عن أخيه عليّ ، عن سليمان بن عمرو فيالمحاسن ، ج ٢ ، ص ٤٨٦ ، ح ٥٤٣. فعليه ، في السند تحويل. (٧). في « ه » : + « به ».

٦٠٨

وَإِذَا غَضِبُوا غَفَرُوا ».(١)

٢٣١١/ ٣٢. وَبِإِسْنَادِهِ(٢) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ خِيَارَكُمْ(٣) أُولُو النُّهى ، قِيلَ : يَا(٤) رَسُولَ اللهِ ، وَمَنْ(٥) أُولُو النُّهى؟ قَالَ : هُمْ أُولُو الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ ، وَالْأَحْلَامِ الرَّزِينَةِ(٦) ، وَصَلَةُ الْأَرْحَامِ(٧) ، وَالْبَرَرَةُ بِالْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ ، وَالْمُتَعَاهِدُونَ(٨) لِلْفُقَرَاءِ وَ(٩) الْجِيرَانِ وَالْيَتَامى ، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ، وَيُفْشُونَ(١٠) السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ ، وَيُصَلُّونَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ غَافِلُونَ ».(١١)

__________________

(١).الأمالي للصدوق ، ص ١٠ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛والخصال ، ص ٣١٧ ، باب الخمسة ، ح ٩٩ ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي‌عبدالله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي ، عن محمّد بن مسلم وغيره ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام .صفات الشيعة ، ص ٤٥ ، ح ٦٤ ، بسند آخر ومع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٤٥ ، عن الرضاعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٤. وفيالكافي ، كتاب الصيام ، باب كراهية الصوم في السفر ، ح ٦٤٩٩ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١٩٧٨ ، بسند آخر هكذا : « خيار اُمّتي الذين إذا سافروا أفطروا وقصّروا ، وإذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤوا استغفروا » مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٦ ، ح ٢٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٨ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٦.

(٢). الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » ، هو الإسناد المتقدّم في الحديث السابق ، إلى أبي‌جعفرعليه‌السلام .

(٣). في « ه » : « أخياركم ».

(٤). في « ف » : - « يا ».

(٥). في « ب ، ج ، د ، بف » والوافي والوسائل : « من » بدون الواو. وفي « ف » : « وما ».

(٦). « الأحلام الرزينة » أي العقول المتينة.

(٧). فيمرآة العقول : « وصلة الأرحام ، عطف على الأحلام. ويمكن أن تكون الواو جزء الكلمة ، والصاد مفتوحة جمع واصل ويمكن على الاحتمال الثاني نصب « الوصلة » على المدح ».

(٨). هكذا في « د ، ض » والوافي والوسائل ، وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « والمتعاهدين ». وقال فيمرآة العقول : « والمتعاهدين ، في أكثر النسخ بالنصبِ ، فيكون نصباً على المدح ».

(٩). في الوسائل : - « للفقراء و ».

(١٠). فَشَت ، أي كَثُرت وانتشرت.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشا ).

(١١).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦١٩٧ ، بسنده آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « ويطعمون الطعام » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٧.

٦٠٩

٢٣١٢/ ٣٣. عَنْهُ ، عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ(١) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٢) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ؟

فَقَالَ : « وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ ، وَسَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَأَةٍ ، وَتَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا ».(٣)

٢٣١٣/ ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَقُولُ : إِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِكَمَالِ دِينِ الْمُسْلِمِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِيمَا لَايَعْنِيهِ ، وَقِلَّةُ مِرَائِهِ(٤) ، وَحِلْمُهُ ، وَصَبْرُهُ ، وَحُسْنُ خُلُقِهِ ».(٥)

٢٣١٤/ ٣٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي؟ قَالُوا : بَلى‌

__________________

(١). الهيثم النهدي هو الهيثم بن أبي‌ مسروق عبدالله النهدي ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٤٣٧ ، الرقم ١١٧٥. وروى أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧ عن الهيثم بن عبدالله النهدي ، فالضمير في « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المصرّح باسمه في سند الحديث ٢٨.

(٢). في « بف » : « أصحابنا ».

(٣).الأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ٨ ؛ والخصال ، ص ٩٢ ، باب الثلاثة ، ح ٣٦ ، بسند آخر عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن عبدالعزيز بن عمر ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٤الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٨ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢.

(٤). « المراء » : الجدال. والتماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. ويقال للمناظرة : مماراة ؛ لأنّ كلّ واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالبُ اللبن من الضرع.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ( مرا ). وفيالوافي : « المراء : المجادلة والاعتراض على كلام من غير غرض ديني ».

(٥).الخصال ، ص ٢٩٠ ، باب الخمسة ، ح ٥٠ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الأمالي للمفيد ، ص ٣٤ ، المجلس ٤ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه ».تحف العقول ، ص ٢٧٩ ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٥٠ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٤.

٦١٠

يَا رَسُولَ اللهِ(١) ، قَالَ : أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً ، وَأَلْيَنُكُمْ كَنَفاً(٢) ، وَأَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ ، وَأَشَدُّكُمْ حُبّاًلِإِخْوَانِهِ فِي دِينِهِ ، وَأَصْبَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ ، وَأَكْظَمُكُمْ لِلْغَيْظِ ، وَأَحْسَنُكُمْ عَفْواً ، وَأَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ».(٣)

٢٣١٥/ ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْإِنْفَاقُ عَلى قَدْرِ الْإِقْتَارِ ، وَالتَّوَسُّعُ(٤) عَلى قَدْرِ التَّوَسُّعِ ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ(٥) ، وَابْتِدَاؤُهُ(٦) إِيَّاهُمْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ ».(٧)

٢٣١٦/ ٣٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ أَصْلَبُ مِنَ الْجَبَلِ ، الْجَبَلُ(٨) ‌............

__________________

(١). هكذا في جميع النسخ والمصادر والشروح. وفي المطبوع : - « رسول الله ».

(٢). « الكنف » : الجانب. وكنفا الطائر : جناحاه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كنف ).

قال فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٩ : « واُلينكم كنفاً ، أي ‌لا يتأذّى من مجاورتهم ومجالستهم ومن ناحيتهم أحد وفيالنهاية ، فيه : ألا اُخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مَجالِسَ يوم القيامة؟ اُحاسنكم أخلاقاً ، الموطّؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون. هذا مثل ، وحقيقته من التوطئة ، وهي التمهيد والتذليل. وفراش وَطي‌ء : لا يؤذي جنب النائم. والأكناف : الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكّن فيها من يصاحبهم ولا يتأذّى ». راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( وطأ ) ، وراجع أيضاً :أساس البلاغة ، ص ٤١٩ ( لين ).

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٤ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٨.

(٤). في « ه » : « والوسع ».

(٥). في « ب ، ض ، ه » وحاشية « ف ، بر » والوافي : + « من نفسه ».

(٦). في « ب » : « وابتداء ».

(٧).تحف العقول ، ص ٢٨٢الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥ ، ح ١٥٦٣٢ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥١ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٥.

(٨). في البحار : - « الجبل ».

٦١١

يُسْتَقَلُّ(١) مِنْهُ ، وَالْمُؤْمِنُ لَايُسْتَقَلُّ مِنْ دِينِهِ شَيْ‌ءٌ ».(٢)

٢٣١٧/ ٣٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ ، خَفِيفُ الْمَؤُونَةِ ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِهِ(٣) ، لَايُلْسَعُ(٤) مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ».(٥)

٢٣١٨/ ٣٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَارِثِ(٦) :

__________________

(١). في « ه » والوافي : « يستفلّ » في الموضعين. وفي البحار : « تستقلّ ». وفيمرآة العقول : « من القلّة ، أي ‌ينقص ويؤخذ منه بعضاً بالفأس والمعول ونحوهما ».

(٢).الكافي ، كتاب الجهاد ، باب كراهة التعرّض لما لا يطيق ، ح ٨٣٤٦ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٦٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفيصفات الشيعة ، ص ٣٠ ، ذيل ح ٤٢ ؛وعلل الشرائع ، ص ٥٥٧ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ذيل ح ١١١ ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٩ ، ح ٣٠٨٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٦.

(٣). في « ج » : « لعيشه ». وفي « ه » : « للمعيشة ».

(٤). في الوسائل : + « ولايلسع ». ولَسَعتْه العقرب والزنبور : وهو الضرب بالذَنَب واللَّدغ بالفم. و « الجُحْر » : ثقب الحيّة. وهو استعارة هاهنا ، أي‌لا يُدهى المؤمن من جهة واحدة مرّتين ؛ فإنّه بالاُولى يعتبر.أساس البلاغة ، ص ٤٠٨ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ( لسع ).

(٥).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٥٧٨٥ ؛علل الشرائع ، ص ٤٩ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، وفيهما مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هكذا : « لا يلسع المؤمن من جحر مرّتين » ؛تنزيه الأنبياء عليهم‌السلام ، ص ٧٤ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « لن يلدغ المؤمن من جحر مرّتين » ؛الاختصاص ، ص ٢٤٥ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « لا يلسع العاقل من جحر مرّتين »الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٧.

(٦). لم نجد عنوان سهل بن الحارث في ما تتبّعنا من الأسناد وكتب الرجال ، والخبر رواه الشيخ الصدوق فيالخصال ، ص ٨٢ ، ح ٧ ؛ وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] قال : حدّثني سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضاعليه‌السلام ، قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول.

فعليه ، الظاهر وقوع التحريف في ما نحن فيه ، والصواب « سهل ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ».

٦١٢

عَنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَى الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ(١) فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ.

فَأَمَّا(٢) السُّنَّةُ(٣) مِنْ رَبِّهِ ، فَكِتْمَانُ(٤) سِرِّهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (٥) .

وَأَمَّا السُّنَّةُ(٦) مِنْ نَبِيِّهِ ، فَمُدَارَاةُ النَّاسِ ؛ فَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَمَرَ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، فَقَالَ :( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) (٧) .

وَأَمَّا السُّنَّةُ(٨) مِنْ وَلِيِّهِ ، فَالصَّبْرُ فِي(٩) الْبَأْسَاءِ(١٠) وَالضَّرَّاءِ(١١) ».(١٢)

__________________

= يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق فيمعاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ؛ وفيالأمالي ، ص ٢٧٠ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي عن مبارك مولى الرضا.

(١). في « ص ، ه ، بر » : « تكون ».

(٢). في « بر » : « وأمّا ».

(٣). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٤). في الخصال وصفات الشيعة والعيون : « كتمان ».

(٥). الجنّ (٧٢) : ٢٦ و ٢٧.

(٦). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٧). الأعراف (٧) : ١٩٩. وفي « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول : « بالمعروف ». قال في المرآة : « وأقول : روى الصدوق -قدس‌سره - في العيون هذا الخبر عن هذا الراوي( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) موجود فيه. وزاد في آخره أيضاً : قال الله عزّ وجلّ :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) [ البقرة (٢) : ١٧٧ ] وكأنّه سقط من النسّاخ ». وفي الأمالي والخصال وصفات الشيعة والعيون والمعاني : +( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) .

(٨). في « ض ، ه » : + « التي ».

(٩). في « ه » : « على ».

(١٠). « البأساء » : الشدّة. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٧ ( بأس ).

(١١). في الأمالي والمعاني : + « يقول الله عزّ وجلّ :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ». وفي الخصال وصفات الشيعة والعيون : + « فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) ». و « الضرّاء » : الزَّمانة والشدّة ، والنقص في الأموال والأنفس.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠١ ( ضرر ).

(١٢).الخصال ، ص ٨٢ ، باب الثلاثة ، ح ٧ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٣٧ ، ح ٦١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩ ، بسند آخر عن سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٣٢٩ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي ، عن مبارك مولى الرضاعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٤٢ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٦ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣٩ ، ذيل ح ١٧ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٨٠ ، ذيل ح ٥.

٦١٣

١٠٠ - بَابٌ فِي (١) قِلَّةِ عَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ (٢)

٢٣١٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ(٣) مِنَ الْمُؤْمِنِ ، وَ(٤) الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ(٥) ؛ فَمَنْ رَأى مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟ ».(٦)

٢٣٢٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ - ثَلَاثاً - إِلَّا قَلِيلاً(٧) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ(٨) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ».(٩)

٢٣٢١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ(١٠)

__________________

(١). في « ض » ومرآة العقول : - « في ».

(٢). في شرح المازندراني : « باب في قلّة المؤمن ».

(٣). عزّ الشي‌ء : قلّ فلا يكاد يوجد ، فهو عزيز.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٢ ( عزز ).

(٤). في « ض » : - « و ».

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٨٥ : « المشهور أنّ الكبريت الأحمر هو الجوهر الذي يطلبه أصحاب الكيميا ، وهو الإكسير ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٣.

(٧). هكذا في حاشية « بج » ومرآة العقول عن بعض النسخ ، وهو الصواب. وفي معظم النسخ والمطبوع والمصادر : « قليل » ، ولاتساعده القواعد النحويّة. وفي « ه » وحاشية « ض » : « القليل ».

(٨). في « ب ، ج ، د ، ه ، بس » وحاشية « ض ، ف ، بف » وشرح المازندراني : « عزيز ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٥٢٢ ، ذيل ح ١٣ ، بسنده آخر عن كامل التمّار ، مع اختلاف يسير. راجع :المحاسن ، ص ٢٧١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٦٦ ؛ وص ٢٧٢ ، ح ٣٦٧.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٤.

(١٠). في « ه » : - « عن ابن محبوب ». وهو سهو ؛ فقد توسّط [ الحسن ] بن محبوب بين إبراهيم بن هاشم‌ =

٦١٤

عَنِ(١) ابْنِ رِئَابٍ قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ لِأَبِي بَصِيرٍ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوْ أَنِّي أَجِدُ مِنْكُمْ ثَلَاثَةَ(٢) مُؤْمِنِينَ يَكْتُمُونَ حَدِيثِي ، مَا اسْتَحْلَلْتُ أَنْ أَكْتُمَهُمْ(٣) حَدِيثاً ».(٤)

٢٣٢٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٥) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : وَاللهِ(٦) مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ ، فَقَالَ(٧) : « وَ(٨) لِمَ يَا سَدِيرُ؟ » قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَشِيعَتِكَ وَأَنْصَارِكَ ؛ وَاللهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَالْأَنْصَارِ وَالْمَوَالِي ، مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَلَا عَدِيٌّ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، وَكَمْ عَسى(٩) أَنْ يَكُونُوا »(١٠) قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : « مِائَةَ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ، قَالَ(١١) : « مِائَتَيْ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَنِصْفَ الدُّنْيَا.

قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : « يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلى يَنْبُعَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَبَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا(١٢) ، فَبَادَرْتُ ، فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ،

__________________

= وبين [ عليّ ] بن رئاب في غير واحدٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ص ٣٥٩ - ٣٦١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٤ - ٢٤٥ ؛ وص ٢٧٠ - ٢٧١.

(١). في حاشية « بر » : + « عليّ ».

(٢). فيمرآة العقول : « ثلاثة ، إمّا بالتنوين و « مؤمنين » صفتها أو بالإضافة ، فمؤمنين تميز ».

(٣). في « ب » : « أن أكتم ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٥.

(٥). في حاشية « بف » : + « الصفّار » ، والظاهر أنّه تفسير لمحمّد بن الحسن.

(٦). في « ف » : - « والله ».

(٧). في « ف ، بف » والبحار : « وقال ».

(٨). في البحار ، ج ٦٧ : - « و ».

(٩). في « ه » : « ترى ».

(١٠). في « ج ، ز » والوافي والبحار ، ج ٤٧ : « أن تكونوا ».

(١١). في « ج ، ز ، ف ، بر » والوافي : « فقال ». وفي « ض » والبحار : « فقال و ».

(١٢). في « ج » : « أن يسرّجا » بالتشديد.

٦١٥

تَرى(١) أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ؟ » قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَأَنْبَلُ(٢) ، قَالَ : « الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي(٣) ». فَنَزَلْتُ ، فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَرَكِبْتُ(٤) الْبَغْلَ ، فَمَضَيْنَا ، فَحَانَتِ(٥) الصَّلَاةُ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ(٦) ».

ثُمَّ قَالَ : « هذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ(٧) لَاتَجُوزُ(٨) الصَّلَاةُ فِيهَا » فَسِرْنَا حَتّى صِرْنَا إِلى أَرْضٍ حَمْرَاءَ ، وَنَظَرَ إِلى غُلَامٍ يَرْعى جِدَاءً ، فَقَالَ : « وَاللهِ يَا سَدِيرُ(٩) ، لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هذِهِ الْجِدَاءِ ، مَا(١٠) وَسِعَنِي الْقُعُودُ » وَنَزَلْنَا وَصَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ ، عَطَفْتُ عَلَى(١١) الْجِدَاءِ ، فَعَدَدْتُهَا ، فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ.(١٢)

٢٣٢٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ لِي عَبْدٌ صَالِحٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « يَا سَمَاعَةُ ، أَمِنُوا(١٣) عَلى فُرُشِهِمْ وَأَخَافُونِي(١٤) ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا(١٥) إِلَّا وَاحِدٌ يَعْبُدُ اللهَ ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ لَأَضَافَهُ اللهُ‌

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « أترى ».

(٢). النُّبل - بالضمّ - : الذكاء والنجابة.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٩ ( نبل ).

(٣). في « ه » : « لي ».

(٤). في « ف » : « فركبت ».

(٥). في « ج ، ز ، بف » وحاشية « بر » : « فجاءت ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والبحار : « نصلّي ».

(٧). قال الخليل : « أرضٌ سَبِخَةٌ ، أي ذات ملح ونزّ » ، والنزّ : ما يتحلّب من الأرض من الماء ، وقال ابن الأثير : « هي‌الأرض التي تعلوها الـمُلُوحة ولا تكاد تنبت إلّابعض الشجر ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٨٢ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٣ ( سبخ ). (٨). في « ص ، ه ، بر » والبحار : « لا يجوز ».

(٩). في « ه » : - « يا سدير ».

(١٠). في « ز ، بف » : « لما ».

(١١). في « ب » : - « على ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر » والوافي والبحار : « إلى ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٢ ، ح ٩٣ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٦.

(١٣) في « ز » : « آمنوا ».

(١٤) فيالمرآة : « وأخافوني ، أي بالإذاعة وترك التقيّة. والضمير في « آمنوا » راجع إلى المدّعين للتشيّع الذين لم يطيعوا أئمّتهم ». (١٥) «ومافيها»،الواو حاليّة،و«ما»نافية،و« كانت » تامّة.

٦١٦

- عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ حَيْثُ يَقُولُ(١) :( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) فَغَبَرَ(٣) بِذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ آنَسَهُ بِإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، فَصَارُوا ثَلَاثَةً ، أَمَا وَاللهِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَقَلِيلٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكُفْرِ(٤) لَكَثِيرٌ(٥) ، أَتَدْرِي لِمَ ذَاكَ(٦) ؟ » فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « صُيِّرُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ(٧) ، يَبُثُّونَ إِلَيْهِمْ مَا(٨) فِي صُدُورِهِمْ ، فَيَسْتَرِيحُونَ إِلى ذلِكَ ، وَيَسْكُنُونَ إِلَيْهِ ».(٩)

٢٣٢٤/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ النَّضْرِ ، عَنْ يَحْيى ، عَنْ(١٠) أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « بر » : « قال ».

(٢). النحل (١٦) : ١٢٠.

(٣). في « ج » وحاشية « ب ، ص ، ض ، ف ، بر » والبحار وتفسير العيّاشي : « فصبر ». وفي « ز » : « فصير ». وفي « ه » : « فعمل ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « فعبر ». و « غبر » ، أي مضى ، فهو الغابر ، أي الماضي وقد يكون بمعنى الباقي ، فهو من الأضداد ، وعن الأزهري : المعروف الكثير أنّ الغابر الباقي ، وقال غير واحد من الأئمّة : إنّه يكون بمعنى الماضي. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ ( غبر).

(٤). فيالوافي : « يعني بهم من كان في زيّ المؤمنين وفي عدادهم ». وفيالمرآة : « الكفر هنا مقابل الإيمان‌الكامل».

(٥). في « ب ، د ، ص ، ض ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار : « كثير ».

(٦). في « ز ، ض ، ه » ومرآة العقول : « ذلك ».

(٧). في شرح المازندراني : « للمؤمن ».

(٨). في « بف » : « عمّا ».

(٩).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧٤ ، ح ٨٤ ، عن سماعة بن مهران ، إلى قوله : « فصاروا ثلاثة » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤١ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٣ ، ح ٩٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٢ ، ح٧.

(١٠). هكذا في حاشية « ض ، ف ». وفي النسخ والمطبوع : « بن ».

والصواب ما أثبتناه. والمراد من « النضر ، عن يحيى » هو « النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي » ؛ فإنّ النضر بن سويد روى كتاب يحيى الحلبي ، وروايته عنه في الأسناد كثيرة. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥٠١ ، الرقم ٧٩٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٧ - ٣٨٩.

هذا ، وقد روى النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي‌خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، في =

٦١٧

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا ، فَقَالَ : «أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذلِكَ؟ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ذَهَبُوا إِلَّا - وَ(١) أَشَارَ بِيَدِهِ(٢) - ثَلَاثَةً».

قَالَ حُمْرَانُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، مَا حَالُ عَمَّارٍ؟

قَالَ(٤) : « رَحِمَ اللهُ عَمَّاراً(٥) أَبَا الْيَقْظَانِ بَايَعَ وَقُتِلَ شَهِيداً ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا شَيْ‌ءٌ أَفْضَلَ مِنَ الشَّهَادَةِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : « لَعَلَّكَ تَرى أَنَّهُ مِثْلُ الثَّلَاثَةِ ، أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ(٦) ».(٧)

٢٣٢٥/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ(٨) بِوَلَايَتِنَا مُؤْمِناً ، وَلكِنْ جُعِلُوا(٩) أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ(١٠) ».(١١)

__________________

= المحاسن ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٣ ، والخبر تقدّم فيالكافي ، ح ٢٢٢٤ بنفس السند. فراجع. وأمّا رواية محمّد بن اُورمة عن النضر بن سويد ، فقد وردت فيالكافي ، ح ٣٠٠٦ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٣٢٢ ، ح ١٣.

(١). في حاشية « بر » : « وقد ».

(٢). يعني أشارعليه‌السلام بثلاث أصابع من يده. والمراد بالثلاثة : سلمان وأبوذرّ ومقداد. وللمزيد راجع :رجال الكشّي ، ص ٨ ، ح ١٧ ؛ وص ١١ ، ح ٢٤.

(٣). في « ب » : « قلت » بدل « قال حمران : فقلت : جعلت فداك ».

(٤). في « د ، ه » : « فقال ». وفي « ف » : + « فقال ».

(٥). في « ه » : + « رضي‌ الله‌ عنه ».

(٦). في « ج » : « هيهات هيهات ». و « أيهات » : لغة في هيهات. ومعناها البعد.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٢ و ١٦٤٩ ( أيه ) و ( هيه ).

(٧). راجع :رجال الكشّي ، ص ١١ ، ح ٢٤.الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٣ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ٥٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٤ ، ح ٨.

(٨). في حاشية « ض ، بر » والبحار : « يقول ».

(٩). في « ز » : « جعل ».

(١٠). في « ف » : « للمسلمين ».

(١١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٥ ، ح ٩.

٦١٨

١٠١ - بَابُ الرِّضَا بِمَوْهِبَةِ الْإِيمَانِ وَالصَّبْرِ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ بَعْدَهُ‌

٢٣٢٦/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ ، مَا يَضُرُّ(٢) رَجُلاً - إِذَا كَانَ عَلى ذَا(٣) الرَّأْيِ - مَا قَالَ النَّاسُ لَهُ وَلَوْ قَالُوا : مَجْنُونٌ ؛ وَمَا(٤) يَضُرُّهُ وَلَوْ كَانَ عَلى رَأْسِ جَبَلٍ يَعْبُدُ اللهَ حَتّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ ».(٥)

٢٣٢٧/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ(٦) عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَحْتَاجُ(٧) إِلى أَحَدٍ ».(٨)

٢٣٢٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

(١). في البحار : « العدّة ، عن البرقي ، عن أحمد بن محمّد ». وهو سهو واضح.

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٢ : « ما يضرّ ، ما نافية ، ويحتمل الاستفهام على الإنكار » ، وكذا في « ما يضرّه » حيث قال : « وهو أيضاً يحتمل الاستفهام ».

(٣). في « ذ ، ه » : « هذا ». وفيالمرآة : « على ذا الرأي ، أي على هذا الرأي ، وهو التشيّع ».

(٤). في « ز » : « ولا ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٣ ، ح ١٢.

(٦). في « ه » : - « به ».

(٧). في المحاسن : + « معه ». وفي المؤمن : + « فيه ».

(٨).المحاسن ، ص ١٥٩ ، كتاب الصفوة ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ؛المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٠ ، عن أبي‌جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٣٥ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف ، وفي كلّها من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٣.

٦١٩

أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسى ، عَنِ الْفُضَيْلِ(١) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا يُبَالِي(٢) مَنْ عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ أَنْ يَكُونَ عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ يَأْكُلُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ».(٣)

٢٣٢٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا يَنْبَغِي(٤) لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَوْحِشَ إِلى أَخِيهِ فَمَنْ دُونَهُ(٥) ، الْمُؤْمِنُ عَزِيزٌ فِي دِينِهِ ».(٦)

٢٣٣٠/ ٥. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ وَسَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا رَأْسُهُعليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، إِنَّنِي(٨) كَثِيراً مَا أَقُولُ : مَا عَلى رَجُلٍ(٩) عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ لَوْ كَانَ فِي(١٠)

__________________

(١). هكذا في النسخ والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢). في « ه » : « ماضرّ ». وفي المرآة : « ما يبالي ، خبر. أو المعنى : ينبغي أن لايبالي من عرّفه الله هذا الأمر ، أي دين‌الإماميّة ».

(٣).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٤.

(٤). في « ص ، ض ، ه » : « لا ينبغي ».

(٥). فيالمرآة : « وأقول : في بعض النسخ : عمّن دونه ، وفي بعضها : عن دونه ، فهو صلة للاستيحاش ، أي‌يأنس بأخيه مستوحشاً عمّن هو غيره ». وفي الوافي : « ضمَّن الاستيحاش معنى الاستيناس ، فعدّاه بـ « إلى ». وإنّما لاينبغي له ذلك لأنّه ذلّ ، فلعلّ أخاه الذي ليس في مرتبته لايرغب في صحبته ».

(٦).مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، وفيه : « عن يونس بن عبدالرحمن ، عن كليب بن معاوية ، قال : سمعته يقول ».الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٩٦٣ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٠ ، ح ١٠.

(٧). الظاهر رجوع الضمير إلى عليّ بن إبراهيم المذكور في السند السابق ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أحمدبن محمّد ، عن محمّد بن خالد فيالكافي ، ح ١١٣٤ و ٥٧٣٦ و ١٥٢٥٢.

(٨). في « ه » : « إنّي ».

(٩). فيمرآة العقول : « ما ، في قوله : ما على رجل ، نافية ، أو استفهاميّة للإنكار. وحاصلهما واحد ، أي‌لا ضرر أو لا وحشة عليه ». (١٠). في « ب » : « على ».

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790