الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 790
المشاهدات: 177329
تحميل: 5700


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 177329 / تحميل: 5700
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فِيهِمْ ؛ يَحْفَظْكُمُ اللهُ ».(١)

٢٤٠٣/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : الْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ(٢) مِنَ الْعِذَارِ(٣) عَلى خَدِّ الْفَرَسِ ».(٤)

٢٤٠٤/ ٢٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) قَالَ : « عَنى بِذلِكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ يَكُونُوا عَلى دِينٍ وَاحِدٍ كُفَّاراً كُلَّهُمْ( لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ ) (٥) وَلَوْ فَعَلَ اللهُ(٦) ذلِكَ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله لَحَزِنَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَغَمَّهُمْ ذلِكَ ، وَلَمْ يُنَاكِحُوهُمْ وَلَمْ يُوَارِثُوهُمْ ».(٧)

__________________

(١).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٤ ، ح ٣٠٦٠ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٧ ، ح ٢٣.

(٢). في حاشية « ض ، بر » : « للمؤمنين ».

(٣). العِذاران من الفرس : كالعارضين من وجه الإنسان. ثمّ سمّي السَّير الذي يكون عليه من اللِّجام عِذاراً باسم موضعه.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ( عذر ).

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٤ ، ح ٣٠٥٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨ ، ح ٢٤.

(٥). الزخرف (٤٣) : ٣٣. وفي العلل : +( وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) وفيالوافي : « معنى الآية : لولا كراهة أن يجتمع‌ الناس على الكفر لجعلنا للكفّار سقوفاً من فضّة إلى آخرها. ومعنى الحديث : أنّها نزلت في هذه الاُمّة خاصّة ، يعني لولاكراهة أن تجتمع هذه الاُمّة يعني عامّتهم وجمهورهم على الكفر ، فيلحقوا بسائر الكفّار ويكونوا جميعاً اُمّة واحدة ، ولايبقى إلّا قليل ممّن محض الإيمان محضاً. فعبّر بالناس عن الأكثرين لقلّة المؤمنين ، فكأنّهم ليسوا منهم ».

(٦). في شرح المازندراني والعلل : - « الله ».

(٧).علل الشرائع ، ص ٥٨٩ ، ح ٣٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٨٦ ، ح ٣٠٤١ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٨ ، ح ٢٥.

٦٦١

١٠٨ - بَابٌ (١)

٢٤٠٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَكْرٌ الْأَرْقَطُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ(٢) عَنْ شُعَيْبٍ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَاحِدٌ ، فَقَالَ لَهُ(٤) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ إِلَيْكُمْ بِمَوَدَّتِي ، وَقَدْ أَصَابَتْنِي(٥) حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَقَدْ تَقَرَّبْتُ بِذلِكَ إِلى أَهْلِ بَيْتِي وَقَوْمِي ، فَلَمْ يَزِدْنِي بِذلِكَ(٦) مِنْهُمْ إِلَّا بُعْداً.

قَالَ : « فَمَا آتَاكَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا أَخَذَ مِنْكَ ».

قَالَ(٧) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، ادْعُ(٨) اللهَ لِي(٩) أَنْ يُغْنِيَنِي عَنْ خَلْقِهِ.

قَالَ : « إِنَّ اللهَ قَسَّمَ رِزْقَ مَنْ شَاءَ عَلى يَدَيْ(١٠) مَنْ شَاءَ(١١) ، وَلكِنْ سَلِ(١٢) اللهَ أَنْ‌

__________________

(١). في « ص » : « باب آخر منه ». وفيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٧٤ : « إنّما جعله باباً آخر ولم يعنونه لأنّ أخباره مناسبة للباب الأوّل ، لكن بينهما فرق ؛ فإنّ الباب الأوّل كان معقوداً لفضل الفقر ، والخبران المذكوران في هذا الباب يظهر منهما الفرق بين الفقر الممدوح والمذموم. وقيل : لأنّ أخبار الباب السابق كانت تدلّ على مدح الفقراء منطوقاً ، وهذان يدلّان عليه مفهوماً. وكأنّ ما ذكرنا أظهر ».

(٢). الظاهر من السند عطف « شعيب ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام » على « أبي‌عبداللهعليه‌السلام » ، ومفاده الترديد في رواية بكر الأرقط عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام هل كانت مباشرة أو بتوسّط شعيب.

هذا ، وفي الوسائل : « بكر الأرقط أو شعيب ».

(٣). في « د ، ز ، ف ، بر » : « شبيب ». وفي « ه » : « مسيّب ».

(٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : - « له ».

(٥). في « ه » : « أصابني ».

(٦). في « ض » : « ذلك ».

(٧). في « ب ، ه » : « قلت ». وفي « ض ، ف » : + « قلت ».

(٨). في حاشية « ف » : « اسأل ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، بف » والوافي والوسائل والبحار : - « لي ».

(١٠). في « ه » : « يد ». وفي الوسائل : - « يدي ».

(١١). في الوسائل : « يشاء ».

(١٢). في «ج،ز» وحاشية «ض،بر» والبحار:«اسأل».

٦٦٢

يُغْنِيَكَ(١) عَنِ الْحَاجَةِ الَّتِي تَضْطَرُّكَ إِلى لِئَامِ خَلْقِهِ ».(٢)

٢٤٠٦/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ(٣) ». فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْفَقْرُ مِنَ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ؟ فَقَالَ : « لَا ، وَلكِنْ مِنَ الدِّينِ ».(٤)

١٠٩ - بَابُ أَنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ يَنْفُثُ فِيهِمَا الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ (٥)

٢٤٠٧/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٦) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَلَهُ أُذُنَانِ ، عَلى إِحْدَاهُمَا(٧) مَلَكٌ مُرْشِدٌ ، وَعَلَى الْأُخْرى(٨) شَيْطَانٌ مُفْتِنٌ(٩) ، هذَا يَأْمُرُهُ ، وَهذَا يَزْجُرُهُ ، الشَّيْطَانُ يَأْمُرُهُ بِالْمَعَاصِي ، وَالْمَلَكُ يَزْجُرُهُ عَنْهَا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ * ما يَلْفِظُ مِنْ

__________________

(١). في « بر » : + « به ».

(٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٩٦٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٣٨ ، ح ٨٩٤٣ ، من قوله : « قال : جعلت فداك ، اُدع الله » ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٤ ، ح ٢.

(٣). قد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل وغير ذلك. والموت الأحمر : القتل ؛ لما فيه من حمرة الدم ، أو لشدته. يقال : موت أحمر ، أي‌شديد.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٩ ( موت ) ؛ وج ١ ، ص ٤٣٨ ( حمر ).

(٤).معاني الأخبار ، ص ٢٥٩ ، ح ١ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٦ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ضمن وصيّته لعليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :المحاسن ، ص ٦٠١ ، كتاب المنافع ، ح ١٦ ؛ونهج البلاغة ، ص ٥٠٠ ، الحكمة ١٦٣ ؛والاختصاص ، ص ٢٢٦ ؛والأمالي للمفيد ، ص ١٨٨ ، المجلس ٢٣ ، ح ١٥ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٢٢٩ ، المجلس ٨ ، ح ٥٤ ، وفي كلها : « الفقر الموت الأكبر »الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٧ ، ح ٢٩٦٨ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٥ ، ح ٣.

(٥). في « ه » : - « باب - إلى - الشيطان ».

(٦). في البحار ، ج ٧٠ : - « عن أبيه ». وهو سهو واضح.

(٧). في « ض ، ه » والبحار ، ج ٦٣ : « أحدهما ».

(٨). في « ه » : « الآخر ».

(٩). في « د ، ف ، بر » : « مفتر ». وقوله : « مفتن » يجوز فيه على بناء الإفعال والتفعيل كما فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٨٧.

٦٦٣

قَوْلٍ إِلّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (١) ».(٢)

٢٤٠٨/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلْقَلْبِ أُذُنَيْنِ(٣) ، فَإِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِذَنْبٍ ، قَالَ لَهُ رُوحُ الْإِيمَانِ : لَاتَفْعَلْ ، وَقَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ : افْعَلْ ، وَإِذَا(٤) كَانَ عَلى بَطْنِهَا(٥) نُزِعَ مِنْهُ رُوحُ الْإِيمَانِ».(٦)

٢٤٠٩/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلِقَلْبِهِ أُذُنَانِ فِي جَوْفِهِ : أُذُنٌ يَنْفُثُ‌

__________________

(١). ق (٥٠) : ١٧ - ١٨. وفيالوافي : « المستفاد من هذا الحديث أنّ صاحب الشمال شيطان ، والمشهور أنّهما جميعاً ملكان ، كما يأتي في باب الهمّ بالسيّئة أو الحسنة ؛ إلّا أن يقال : إنّ المرشد والمفتّن غير الكاتبين الرقيبين ».

وقال العلّامة الطباطبائي : « إنّ غاية ما تدلّ عليه أنّ مع الإنسان من يراقبه ويحفظ عليه أقواله ، وإنّ هذا الرقيب قاعد عن يمين الإنسان وشماله ، فهو أكثر من واحد ؛ وأمّا أنّه من هو وهل هو ملك أو شيطان فلا دلالة فيها على ذلك ، ولذا صحّ أن ينطبق على ما في بعض الأخبار من أنّه شيطان وملك كما في هذا الخبر ، وعلى ما في آخر أنّهما ملكان كاتبان للحسنات والسيّئات ».

(٢).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣١ ، بسند آخر ؛ وج ٢ ، ص ٤٥٠ ، مرسلاً مع زيادة في آخره ، وفيهما إلى قوله : « هذا يأمره وهذا يزجره » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٤ ، ح ٣٥٠٣ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٠٥ ، ح ٣٤ ؛ وج ٧٠ ، ص ٣٣ ، ح ١.

(٣). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٣٨٨ : « للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشرّ ، وللخير مشقّة حاضرة زائلة ولذّة غائبة دائمة ، وللشرّ لذّة حاضرة فانية ومشقّة غائبة باقية ، والنفس يطلب اللذّة ويهرب عن المشقّة ، فهو دائماً متردّد بين الخير والشرّ ، فروح الإيمان يأمره بالخير وينهاه عن الشرّ ، والشيطان بالعكس ».

(٤). في « ه » : « فإذا ».

(٥). فيالوافي : « المجرور في بطنها يعود إلى المزنيِّ بها ، كما وقع التصريح به في الأخبار الآتية ».

(٦).قرب الإسناد ، ص ٣٣ ، ح ١٠٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « إنّ للقلب اُذنين : روح الإيمان يسارّه بالخير ، والشيطان يسارّه بالشرّ ، فأيّهما ظهر على صاحبه غلبه »الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٤ ، ح ٣٥٠٢ ؛البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٠٦ ، ح ٣٥ ؛ وج ٦٩ ، ص ١٩٨ ، ح ١٦ ؛ وج ٧٠ ، ص ٤٤ ، ح ٢.

٦٦٤

فِيهَا الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ(١) ، وَأُذُنٌ يَنْفُثُ فِيهَا الْمَلَكُ ، فَيُؤَيِّدُ اللهُ الْمُؤْمِنَ بِالْمَلَكِ ، فَذلِكَ(٢) قَوْلُهُ :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٣) ».(٤)

١١٠ - بَابُ الرُّوحِ الَّذِي أُيِّدَ بِهِ الْمُؤْمِنُ (٥)

٢٤١٠/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَقَالَ لِي : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَيَّدَ الْمُؤْمِنَ بِرُوحٍ مِنْهُ(٧) ، تَحْضُرُهُ(٨) فِي كُلِّ وَقْتٍ يُحْسِنُ فِيهِ وَيَتَّقِي ، وَتَغِيبُ(٩) عَنْهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ‌

__________________

(١). خَنَستُ الرجلَ خَنْساً : أخّرته ، أو قبضته وزويته. ويستعمل لازماً أيضاً فيقال : خنس هو ، ومنه : الخَنّاس في‌ صفة الشيطان ؛ لأنّه يخنس إذا سمع ذكر الله تعالى ، أي‌ ينقبض.المصباح المنير ، ص ١٨٣ ( خنس ).

(٢). في البحار : « وذلك ».

(٣). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٣ ، ح ٣٥٠١ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٩ ، ح ١٧ ؛ وج ٧٠ ، ص ٤٧ ، ح ٣.

(٥). في « ه » : - « باب - إلى - المؤمن ».

(٦). تقدّم في ذيل ح ١٦٤٢ و ٢١٢٧ ، الإشارة إلى وقوع التصحيف في أسناد عليّ بن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن سالم بن أبي‌سلمة ، وأنّ لفظة « سالم » قد يصحّف بـ « مسلم » و « سلمة » و « مسلمة » و « سليمان » ، والموجب لهذا الأمر هو حذف « الألف » عن لفظة « سالم » كما أشرنا إليه سابقاً.

إذا تبيّن هذا ، فنقول : أكثر النسخ في ما نحن فيه مصحّفة ؛ فإنّ في « ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « محمّد بن مسلم ، عن أبي‌سلمة ». وفي « ف » : « محمّد بن مسلم أبي‌سلمة ». وفي « جر » : « محمّد بن المسلم عن أبي سلمة ». وفي البحار : « محمّد بن مسلم بن أبي‌سلمة ».

وأمّا ما أثبتناه فهو مأخوذ مؤلّف من نسخ أربع ؛ فإنّ في « ب ، ه ، بس » : « محمّد بن مسلم بن أبي‌سلمة ». وفي « ص » : « محمّد بن سلم ، عن أبي‌سلمة ». والظاهر أنّ « سلم » في « ص » هو « سالم » قد حذفت الألف منه.

(٧). في « ج ، د ، ص ، ض ، ه ، بر » والوافي : - « منه ».

(٨). في « ب » : « يحضر ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوسائل : «يحضره ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوسائل : « ويغيب ».

٦٦٥

يُذْنِبُ فِيهِ وَيَعْتَدِي ، فَهِيَ مَعَهُ تَهْتَزُّ سُرُوراً عِنْدَ إِحْسَانِهِ ، وَتَسِيخُ(١) فِي الثَّرى(٢) عِنْدَ إِسَاءَتِهِ ، فَتَعَاهَدُوا عِبَادَ اللهِ نِعَمَهُ بِإِصْلَاحِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ تَزْدَادُوا يَقِيناً ، وَتَرْبَحُوا نَفِيساً ثَمِيناً ؛ رَحِمَ اللهُ امْرَأً هَمَّ بِخَيْرٍ فَعَمِلَهُ ، أَوْ هَمَّ بِشَرٍّ فَارْتَدَعَ عَنْهُ ». ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ نُؤَيِّدُ(٣) الرُّوحَ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالْعَمَلِ لَهُ(٤) ».(٥)

__________________

(١). في « بف » : « ويسيخ ». وفي الوسائل : « تسيح » بدون الواو. وساخت قوائمه في الأرض سَوخاً ، وتسيخ سيخاً : هو مثل الغَرَق في الماء. وساخت بهم الأرض : خَسَفَتْ.المصباح المنير ، ص ٢٩٤ ( سوخ ).

(٢). « الثرى » : التُّراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ( ثرو ).

(٣). في « ب ، ف ، بس » : « نزيد ». وفي الوسائل : « نريد ».

(٤). قال العلّامة الطباطبائي في شرح الحديث وحقيقة الروح : « قال الله تعالى :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ) الآية [ الأنعام (٦). : ١٢٢ ] دلّت الآية على ما يخصّ الله تعالى به الإيمان في مقابل الكفر من الآثار ، وهو النور الذي يسري في أفعال العبد ، فيرى به الخير ويفرّقه من الشرّ ويميّز به النفع من الضرّ. والدَّليل على أنّ هذا النور لغاية الإبصار قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُّبْصِرُونَ ) [ الأعراف (٧). : ٢٠١ ] وهذا النور الذي هونور الإبصار والإدراك من خواصّ الحياة ، كما أنَّ نور الإدراك الحسّيّ والخياليّ في الإنسان وسائر أنواع الحيوان لايتحقّق إلاّبعد تحقّق الحياة ، وهذه الحياة التي أثبتها الله تعالى للمؤمن حياة خاصّة زائدة على الحياة العامّة التي يشترك فيها المؤمن والكافر ، فللمؤمن حياتان وللكافر حياة واحدة ، ومن هنا يمكن للمتدبّر أن يحدس أنّ للمؤمن روحاً آخر وراء الروح الذي يشترك فيه المؤمن والكافر ؛ فإنّ خاصّة الحياة إنّما يترشّح من الروح ، واختلاف الخواصّ يؤدّي إلى اختلاف المبادي.

وهذا هو الذي يظهر من مثل قوله تعالى :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) الآية [ المجادله (٥٨) : ٢٢ ] هو الذي تدلّ عليه هذه الرواية.

وليست هذه الروح من الملائكة ؛ فإنّ الله أينما ذكر الروح عدَّه غير الملائكة كقوله :( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) الآية [ النحل (١٦) : ٢ ] وقوله :( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية [ النبأ (٧٨) : ٣٨ ] وقوله :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) الآية [ القدر (٩٧) : ٤ ] إلى غير ذلك ، فهذه الروح غير الملائكة الداعية إلى الخير ، كما أنّها غير الروح المشترك بين المؤمن والكافر على ما عرفت ، نعم يمكن أن يقال : إنّ هذه الروح ليست مغايرة للروح الإنساني بالعدد ، بل إنّما هي مغايرة لها بحسب المرتبة ، كما وقع نظيره في الرواية ؛ حيث عدَّ روح الحركة مغايرة لروح الشهوة ، مع أنّ المغايرة بينهما إنّما هي بحسب المرتبة دون العدد.=

٦٦٦

١١١ - بَابُ الذُّنُوبِ‌

٢٤١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام (١) يَقُولُ : مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ أَفْسَدَ لِلْقَلْبِ مِنْ خَطِيئَةٍ(٢) ؛ إِنَّ الْقَلْبَ لَيُوَاقِعُ الْخَطِيئَةَ ، فَمَا تَزَالُ(٣) بِهِ حَتّى تَغْلِبَ عَلَيْهِ ، فَيُصَيَّرَ(٤) أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ».(٥)

٢٤١٢/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّارِ ) (٦) فَقَالَ(٧) : « مَا أَصْبَرَهُمْ عَلى فِعْلِ(٨) مَا يَعْلَمُونَ(٩) أَنَّهُ يُصَيِّرُهُمْ‌...................................

__________________

= وقوله : « تهتزّ سروراً » ، كناية عن تمكّنها في الإنسان واُلفتها له واُنسها به ، وقوله : « تسيخ في الثرى » كناية عن انفعالها وسقوطها عن الإنسان بعوده إلى ما كان عليه من الحال ».

(٥).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٣ ، ح ٣٥٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٤ ، ح ١٠.

(١). في « ه » : - « قال كان أبيعليه‌السلام ».

(٢). في البحار : « خطيئته ». وفيالأمالي للصدوق والأمالي للطوسي : « الخطيئة ».

(٣). في البحار : « فلا تزال ».

(٤). في « ب ، ج ، ص ، ف ، ه » ومرآة العقول : « فيصير ». وفي « ز ، بر ، بف » والوافي : « فتصيّر ». وهذا هو مقتضى السياق. وفيالأمالي للصدوق والطوسي : + « أسفله أعلاه و ». وفيالوافي : « يعني فما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب وتؤثّر فيه بحلاوتها حتّى تجعل وجهه الذي إلى جانب الحقّ والآخرة إلى جانب الباطل والدنيا ».

(٥).الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٧ ، المجلس ٦٢ ، ح ٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٣٨ ، المجلس ١٥ ، ح ٣٦ ، بسندهما عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٢ ، ح ١. (٦). البقرة (٢) : ١٧٥.

(٧). في « ه » : « قال ».

(٨). في « ه » : - « فعل ».

(٩). في « بس ، بف » وحاشية « بر » : « ما يعملون ».

٦٦٧

إِلَى النَّارِ! ».(١)

٢٤١٣/ ٣. عَنْهُ(٢) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِرْقٍ يَضْرِبُ ، وَلَا نَكْبَةٍ ، وَلَا صُدَاعٍ ، وَلَا مَرَضٍ إِلَّا بِذَنْبٍ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ(٣) - فِي كِتَابِهِ(٤) :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٥) ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ(٦) : « وَ(٧) مَا يَعْفُو اللهُ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤَاخِذُ بِهِ ».(٨)

٢٤١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ(٩) نَكْبَةٍ تُصِيبُ(١٠) الْعَبْدَ إِلَّا بِذَنْبٍ ، وَمَا يَعْفُو اللهُ عَنْهُ(١١) أَكْثَرُ ».(١٢)

٢٤١٥/ ٥. عَلِيٌّ(١٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٧٥ ، ح ١٧٥ ، عن ابن مسكان ، رفعه إلى أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٣ ، ح ٢.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٣). في « ض ، ه » : « قوله : جلّ وعزّ ».

(٤). في « ج » : - « في كتابه ».

(٥). الشورى (٤٢) : ٣٠.

(٦). في « ص » : - « ثمّ قال ».

(٧). في « ه » : - « و ».

(٨).الأمالي للمفيد ، ص ٣٤ ، المجلس ٥ ، ح ١ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٦٣١ ، المجلس ٣١ ، ح ٢ ، مع زيادة في آخره ، وفيهما بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٥٧٠ ، المجلس ٢٢ ، ح ٦ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلافالوافي ، ج ٥ ، ص ٩٩٩ ، ح ٣٤٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٥ ، ح ٣.

(٩). في « ض » : - « من ».

(١٠). هكذا في النسخ وهو مقتضى القاعدة. وفي المطبوع : « يصيب ».

(١١). في « ه » : « منه ». وفي الوسائل : - « عنه ».

(١٢).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧١.

(١٣) في « ج » : « عنه ».

٦٦٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ(١) : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ(٢) وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ ، وَلَا يَأْمَنِ(٣) الْبَيَاتَ(٤) مَنْ عَمِلَ السَّيِّئَاتِ ».(٥)

٢٤١٦/ ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ(٦) سَطَوَاتِ(٧) اللهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ». قَالَ(٨) : قُلْتُ(٩) لَهُ(١٠) : وَمَا سَطَوَاتُ اللهِ؟...........................

__________________

(١). في الكافي ، ح ٣٧٤٢ : « قال : إنّ من الجهل الضحك من غير عجب ، قال : وكان يقول » بدل « قال : كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام يقول ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٤٠١ : « الإبداء : الإظهار ، وتعديته بـ « عن » لتضمين معنى الكشف. وفيالصحاح والقاموس والمصباح : الواضحة : الأسنان تبدو عند الضحك. وفيالقاموس : فضحه - كمنعه - : كشح مساويه ، أي لاتضحك ضحكاً يبدو به أسنانك ويكشف عن سرور قلبك ، وقد عملت أعمالاً قبيحة لا تدري أغفر الله لك أم يعذّبك عليها ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤١٦ ؛المصباح المنير ، ص ٦٦٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ( وضح ).

(٣). في الجعفريّات : « ولا يأمننّ ». وفي الاختصاص : « فلا تأمننّ ». وفي مرآة العقول : « لا يأمن البيات ، بكسر النون ليكون نهياً ، والكسرة لالتقاء الساكنين. أو بالرفع خبراً بمعنى النهي. وما قيل : إنّه معطوف على الجملة الحالية بعيد ».

(٤). بيّت العدوَّ ، أي ‌أوقع بهم ليلاً. والاسم : البيات. والمراد الأخذ بالمعاصي. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ( بيت ).

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب الدعابة والضحك ، ح ٣٧٤٢. وفيالجعفريّات ، ص ٢٣٥ ، بسنده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام .الاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن الرضا ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٨٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠٥٧٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٧ ، ح ٤.

(٦). في الزهد والأمالي للمفيد : « احذروا » بدل « تعوّذوا بالله من ».

(٧). « السَّطْوَة » : القهر بالبَطْش. والجمع : السَّطوات.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٦ ( سطا ).

(٨). في « ب » والوسائل والزهد والأمالي : - « قال ».

(٩). في الوسائل والزهد والأمالي : « فقلت ».

(١٠). في « ب ، ز ، ص ، ف ، ه ، بس » والوسائل والزهد والأمالي : - « له ».

٦٦٩

قَالَ : « الْأَخْذُ عَلَى(١) الْمَعَاصِي ».(٢)

٢٤١٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ(٣) الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الذُّنُوبُ كُلُّهَا شَدِيدَةٌ ، وَأَشَدُّهَا مَا نَبَتَ عَلَيْهِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ ؛ لِأَنَّهُ إِمَّا مَرْحُومٌ ، وَإِمَّا(٤) مُعَذَّبٌ ، وَالْجَنَّةُ(٥) لَايَدْخُلُهَا إِلَّا طَيِّبٌ ».(٦)

٢٤١٨/ ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٧) عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُزْوى(٨) عَنْهُ الرِّزْقُ ».(٩)

٢٤١٩/ ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(١٠) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌

__________________

(١). في « ص » : « إلى ».

(٢).الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤٠ ؛الأمالي للمفيد ، ص ١٨٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٨ ، بسندهما عن إبراهيم بن عبدالحميدالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٠٥٨٨.

(٣). في الوسائل : + « بن جعفر ».

(٤). في « ز » والبحار : « أو » بدل « وإمّا ». وفيشرح المازندراني : « لعلّ المرحوم من كفّرت ذنوبه بالتوبة أو البلايا أو العفو ، والمعذّب من لم تكفّر ذنوبه بأحد هذه الوجوه ».

(٥). في « ض ، ه » : « فالجنّة ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٥٧ ، ح ٣٥٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٧ ، ح ٥.

(٧). في « ه » : « أبي‌عبدالله ».

(٨). يجوز فيه البناء على الفاعل أيضاً ، والضمير المستتر فيه راجع إلى « الذنب ». وزوى الشي‌ء : قبضه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ ( زوا ). وفيمرآة العقول : « أي قد يكون تقتير الرزق بسبب الذنب عقوبة أو لتكفير ذنبه ، وليس هذا كلّياً ، بل هو بالنسبة إلى غير المستدرجين ، فإنّ كثيراً من أصحاب الكبائر يوسّع عليهم الرزق ».

(٩).تحف العقول ، ص ١١٠ ، ضمن حديث أربعمائة ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفيه : « احذروا الذنوب ، فإنّ العبد يذنب الذنب فيحبس عنه الرزق ». راجع :علل الشرائع ، ص ٢٩٧ ، ح ١ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٨١الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٣ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٨ ، ح ٦.

(١٠). في الكافي ، ح ١٠٣٠٦ : + « الكليني ».

٦٧٠

النَّوْفَلِيِّ ، عَنْ حُسَيْنِ(١) بْنِ مُخْتَارٍ ، عَنْ رَجُلٍ(٢) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ عَبَدَ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ(٣) أَعْمى ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ(٤) مَنْ نَكَحَ(٥) بَهِيمَةً ».(٦)

٢٤٢٠/ ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَلِيِّ(٨) بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ ؛ فَإِنَّ لَهَا طَالِباً يَقُولُ أَحَدُكُمْ : أُذْنِبُ وَأَسْتَغْفِرُ(٩) إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : « ( سَنَكْتُبُ )(١٠)

__________________

(١). هكذا في النسخ. وفي المطبوع والكافي ، ح ١٠٣٠٦ : « الحسين ».

(٢). في الكافي ، ح ١٠٣٠٦ : « عن بعض أصحابه » بدل « عن رجل ».

(٣). في « كمه » وجوه ثلاثة : التخفيف ، والتشديد ، وضمّ الكاف وتشديد الميم اسماً. وهو بالتشديد ، أي‌ قال له : يا أعمى ، أو يا أكمه ؛ معيّراً له بذلك ، أو أضلّه عن الطريق ولم يهدِه إليه ، أو كان جاهلاً فأعماه عن الحقِّ ، أو ضالاًّ فزاده عمىً ، أي‌ ضلالاً. وفيالقاموس : الكامه : من يركب رأسَه لا يدري إلى أين يتوجّه. قال : ويحتمل : كمه ، بالتخفيف والمعنى : من ركب أعمى ، وهو كناية عمّن لم يسلك الطريق الواضح.مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٣٦٠ ( كمه ). وفيمعاني الأخبار بعد نقل الحديث قال : « قال مصنّف هذا الكتاب : قولهعليه‌السلام : ملعون ملعون من أكمه أعمى ، يعني من أرشد متحيّراً في دينه إلى الكفر وقرّره في نفسه حتّى اعتقده. ومعنى قولهعليه‌السلام : ملعون ملعون من عبدالدينار والدرهم ، فإنّه يعني به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمؤاساة إخوانه ، فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على عبادة خالقه ». وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٢٣١ ؛مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٤٠٦ - ٤٠٧. (٤). في « ض » : - « ملعون ».

(٥). فيمرآة العقول : « ربما يقرأ « نكّح » بالتشديد على بعض الوجوه ».

(٦).الكافي ، كتاب النكاح ، باب الخضخضة ونكاح البهيمة ، ح ١٠٣٠٦ ، وتمام الرواية فيه : « ملعون ملعون من نكح بهيمة ». وفيالخصال ، ص ١٢٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٣٢ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٢ ، ح ٦٧ ، بسندهما عن محمّد بن إبراهيم النوفلي ، عن الحسين بن المختار بإسناده رفعه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٦٨ ، ح ٣٥٩٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣١٩ ، ح ٧.

(٧). في « بس » : - « بن محمّد ».

(٨). في « بس » : - « عليّ ».

(٩). في « ب ، ز » والبحار : + « الله ». وفي « ه » : + « الله جلّ وعزّ ».

(١٠). كذا في النسخ. وفي القرآن :( وَنَكْتُبُ ) . قال فيمرآة العقول : « وكأنّه - أي‌ إضافة السين - من النسّاخ أو الرواة. وقيل : هذا نقل للآية بالمعنى ؛ لبيان أنّ هذه الكتابة تكون بعد إحياء الموتى على أجسادهم لفضيحتهم ».

٦٧١

ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ‌ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (١) وَقَالَ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (٣) ».(٤)

٢٤٢١/ ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ(٥) ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ طَرِيفٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الذَّنْبَ يَحْرِمُ الْعَبْدَ الرِّزْقَ ».(٧)

٢٤٢٢/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُدْرَأُ(٨) عَنْهُ الرِّزْقُ » ، وَتَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ * فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ

__________________

(١). يس (٣٦) : ١٢.

(٢). في « ص » : « فقال ». وفي « د ، ه » : + « الله ».

(٣). لقمان (٣١) : ١٦.

(٤).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب استصغار الذنب ، ذيل ح ٢٤٦٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله :( فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ) مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠١٠ ، ح ٣٤٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١١ ، ح ٢٠٦٠٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢١ ، ح ٨.

(٥). في الوسائل : - « عن ابن فضّال ». وهو سهو ؛ فقد روى [ الحسن بن عليّ ] بن فضّال عن ثعلبة [بن ميمون] في‌كثيرٍ من الأسناد ، وقد توسّط ابن فضّال في بعضها بين محمّد بن عبدالجبّار وبين ثعلبة. راجع :معجم الرجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٠٦ - ٣٠٥ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢١٨ - ٢٢٠.

(٦). في « ج ، ه » : « ظريف ».

(٧).المحاسن ، ص ١١٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٤٥ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ المؤمن لينوي الذنب ، فيحرم رزقه ».قرب الإسناد ، ص ٣٢ ، ح ١٠٤ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ المؤمن ليأتي الذنب ، فيحرم به الرزق » مع زيادة في أوّلهالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٠ ، ح ٣٤٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٤.

(٨). الدَّرْءُ : الدفع.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧١ ( درأ ). وفيمرآة العقول : « الفعل هنا على بناء المجهول ، ويحتمل ‌المعلوم بإرجاع المستتر إلى الذنب ».

٦٧٢

نائِمُونَ ) (١) . (٢)

٢٤٢٣/ ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا أَذْنَبَ الرَّجُلُ خَرَجَ(٣) فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ(٤) تَابَ انْمَحَتْ ، وَإِنْ(٥) زَادَ زَادَتْ حَتّى تَغْلِبَ عَلى قَلْبِهِ ، فَلَا يُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَداً ».(٦)

٢٤٢٤/ ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ(٧) اللهَ(٨) الْحَاجَةَ ، فَيَكُونُ مِنْ شَأْنِهِ قَضَاؤُهَا(٩) إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، أَوْ إِلى وَقْتٍ بَطِي‌ءٍ ، فَيُذْنِبُ الْعَبْدُ ذَنْباً ، فَيَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لِلْمَلَكِ : لَاتَقْضِ حَاجَتَهُ ، وَاحْرِمْهُ إِيَّاهَا(١٠) ؛ فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطِي ، وَاسْتَوْجَبَ الْحِرْمَانَ مِنِّي».(١١)

__________________

(١). القلم (٦٨) : ١٧ - ١٩. وفيالوافي : « الآية نزلت في قوم كانت لأبيهم جنّة ، فكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدّق بالباقي ، فلمّا مات قال بنوه : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ، فحلفوا أن يقطعوها ، وقد بقي من الليل ظلمة داخلين في الصبح منكرين ، ولم يستثنوا في يمينهم ، أي لم يقولوا : إن شاء الله ، فطاف عليها بلاء أو هلاك. « طائف » أي محيط بها. وهذا كقوله سبحانه :( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ) [ الكهف (١٨) : ٤٢ ] قيل : احترقت جنّتهم فاسودّت ، وقيل : يبست وذهبت خضرتها ولم يبق منها شي‌ء ».

(٢).المحاسن ، ص ١١٥ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١١٩ ، مرسلاً عن الفضيلالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٠٥٧٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٤ ، ح ٩.

(٣). في « ه » : « خرجت ».

(٤). في « ض ، ه » : « فإذا ».

(٥). في « ه » : « فإن ».

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٦ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ١٠.

(٧). في حاشية « بر » : « ليسأل ».

(٨). في « ف » : - « الله ».

(٩). في « ض ، ه » : « قضاها » وهو من تخفيف الهمزة.

(١٠). في الوسائل ، ح ٢٠٥٧٧ : - « إيّاها ».

(١١).الاختصاص ، ص ٣١ ، مرسلاً مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٦٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، =

٦٧٣

٢٤٢٥/ ١٥. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّهُ مَا مِنْ سَنَةٍ أَقَلَّ مَطَراً(٢) مِنْ سَنَةٍ ، وَلكِنَّ اللهَ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِذَا عَمِلَ قَوْمٌ بِالْمَعَاصِي ، صَرَفَ عَنْهُمْ مَا كَانَ قَدَّرَ لَهُمْ مِنَ الْمَطَرِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَإِلَى الْفَيَافِي(٣) وَالْبِحَارِ وَالْجِبَالِ ، وَإِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ الْجُعَلَ(٤) فِي جُحْرِهَا بِحَبْسِ(٥) الْمَطَرِ عَنِ الْأَرْضِ الَّتِي هِيَ بِمَحَلِّهَا(٦) بِخَطَايَا مَنْ بِحَضْرَتِهَا ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَهَا السَّبِيلَ فِي(٧) مَسْلَكٍ(٨) سِوى مَحَلَّةِ(٩) أَهْلِ الْمَعَاصِي ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام :( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصارِ ) (١٠) .(١١)

٢٤٢٦/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ(١٢) :

__________________

= ص ١٤٤ ، ح ٨٩٦١ ؛ وج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٩ ، ح ١١.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، محمّد بن يحيى المعبّر عنه بالضمير ، عن أحمد بن محمّد.

(٢). في « ف » : « مطر ».

(٣). « الفيافي » : البراري الواسعة ، جمع فَيْفاء.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٥ ( فيف ).

(٤). « الجُعَل » : دابّةٌ سوداء من دوابّ الأرض ، وقيل : هو أبو جَعْران ؛ أو الحِرباء ، وهي ذكر اُمّ حُبَين ، وجمعه : جِعلان.المصباح المنير ، ص ١٠٣ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١١٢ ( جعل ).

(٥). في البحار : « فيحبس ».

(٦). في « ب » والمحاسن والأمالي : « بمحلّتها ».

(٧). في « ز ، ه » والمحاسن والأمالي : « إلى ».

(٨). في « ز » : « المسلك ».

(٩). في « ف » : « محلّ ».

(١٠). الحشر (٥٩) : ٢.

(١١).المحاسن ، ص ١١٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٣٠٨ ، المجلس ٥١ ، صدر ح ٢ ؛وثواب الأعمال ، ص ٣٠٠ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠١ ، ح ٣٤٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٧ ، ذيل ح ٢١٥٠٥ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٢٩ ، ح ١٢.

(١٢). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » والوسائل : - « عن ابن بكير ». والصواب ما ورد في « د » =

٦٧٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ ، وَإِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ ».(١)

٢٤٢٧/ ١٧. عَنْهُ(٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَا يَعْمَلْهَا(٤) ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا عَمِلَ(٥) الْعَبْدُ السَّيِّئَةَ ، فَيَرَاهُ الرَّبُّ - تَبَارَكَ وَتَعَالى(٦) - فَيَقُولُ :(٧) وَعِزَّتِي وَجَلَالِي(٨) ، لَا أَغْفِرُ لَكَ بَعْدَ ذلِكَ(٩) أَبَداً».(١٠)

٢٤٢٨/ ١٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ،

__________________

= والمطبوع والبحار من ثبوت « عن ابن بكير » ؛ فإنّ ابن فضّال في مشايخ محمّد بن عبدالجبّار ، هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، وهو من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، روى هو كتاب عبدالله بن بكير ، وتوسّط ابن بكير بينه وبين أبي‌عبداللهعليه‌السلام في عددٍ من الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٢٤ ، الرقم ١٦٤ ؛ وص ٣٠٤ ، الرقم ٤٦٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٤٢٠ - ٤٢١ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٦٣ - ٣٦٤. ويؤيّد ذلك رواية ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام في الحديث الآتي.

(١).المحاسن ، ص ١١٥ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١١٩ ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن فضّال ، عن رجل ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٢ ، ح ٢٠٥٧٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٠ ، ح ١٣.

(٢). الضمير راجع إلى محمّد بن عبدالجبّار المذكور في السند السابق.

(٣). في الكافي ، ح ١٩٤٢ والمحاسن وثواب الأعمال : + « عن بعض أصحابنا ».

(٤). « فلا يعملها » بصيغة النهي.

(٥). في « ب » والبحار : « يعمل ».

(٦). في الكافي ، ح ١٩٤٢ : « فيراه الله سبحانه » بدل « فيراه الربّ تبارك وتعالى ».

(٧). في الكافي ، ح ١٩٤٢ : + « لا ».

(٨). في « ز » : « بعزّتي وجلالي ». وفي « ص » : - « وعزّتي وجلالي ». وفي الوافي : - « وجلالي ».

(٩). في الكافي ، ح ١٩٤٢ : « بعدها ». وفي المحاسن : - « بعد ذلك ».

(١٠).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب تعجيل فعل الخير ، ح ١٩٤٢ ، مع زيادة في أوّله. وفيالمحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ؛وثواب الأعمال ، ص ٢٨٨ ، ح ١ ، بسندهما عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي‌عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٢٣ ، ذيل ح ٣٦ ، بسند آخر ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٧٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٤.

٦٧٥

عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ لَايُعْصى فِي دَارٍ إِلَّا أَضْحَاهَا(٢) لِلشَّمْسِ حَتّى تُطَهِّرَهَا(٣) ».(٤)

٢٤٢٩/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ(٥) ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْبَسُ عَلى(٦) ذَنْبٍ مِنْ ذُنُوبِهِ مِائَةَ عَامٍ ، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلى أَزْوَاجِهِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمْنَ(٧) ».(٨)

٢٤٣٠/ ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا(٩) أَذْنَبَ ذَنْباً(١٠) ، خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ(١١) سَوْدَاءُ ؛ فَإِنْ تَابَ(١٢) ذَهَبَ ذلِكَ(١٣) السَّوَادُ(١٤) ، وَإِنْ(١٥) تَمَادى فِي‌

__________________

(١). في « ه » : « أبي‌عبدالله ».

(٢). ضَحِيتُ للشمس ضحاءً - ممدود - : إذا برزت لها. وضَحَيتُ - بالفتح - مثله. وفيالوافي : « أضحاها : أظهرها ؛ كناية عن تخريبها وهدمها ».

(٣). في « ج ، ص ، ه ، بف » : « يطهّرها ».

(٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٠٥٨٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٥.

(٥). في « ه » : - « الأصمّ ».

(٦). في « ه » : « من ».

(٧). في « ز ، ه » : « يتنعّمن في الجنّة ». وفي الأمالي : « أزواجه وإخوانه في الجنّة » بدل « أزواجه في الجنّة يتنعّمن».

(٨).الأمالي للصدوق ، ص ٤١٢ ، المجلس ٦٤ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي‌عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٩ ، ح ٢٠٥٦٨ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣١ ، ح ١٦.

(٩). في « ه » : « فإن ».

(١٠). في « ه » : - « ذنباً ».

(١١). في « ف » : - « نكتة ».

(١٢). في « ه » : « أناب ».

(١٣) في البحار : « تلك ».

(١٤) في « ف ، ه » : « السوداء ».

(١٥) في « ز ، ف » : « فإن ». وتمادى فلان في غيّه : إذا لجّ فيه.لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ( مدى ).

٦٧٦

الذُّنُوبِ زَادَ ذلِكَ السَّوَادُ(١) حَتّى يُغَطِّيَ(٢) الْبَيَاضَ ، فَإِذَا غُطِّيَ(٣) الْبَيَاضُ(٤) لَمْ يرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلى خَيْرٍ أَبَداً ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كَلّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (٥) ».(٦)

٢٤٣١/ ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : لَاتُبْدِيَنَّ عَنْ وَاضِحَةٍ وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ(٧) ، وَلَاتَأْمَنِ(٨) الْبَيَاتَ وَقَدْ عَمِلْتَ السَّيِّئَاتِ ».(٩)

٢٤٣٢/ ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(١٠) بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَائِنِيِّ(١١) :

__________________

(١). في « ف » : « السوداء ».

(٢). في « ف ، بس » : « تغطّي ».

(٣). هكذا في « ص ، ض ، ف ، ه ، بر ، بف » والوسائل والبحار. ويجوز فيه أيضاً البناء على الفاعل من التفعيل ونصب « البياض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تغطّي ».

(٤). في « ب » والاختصاص : - « فإذا غُطّي البياض ».

(٥). المطفّفين (٨٣) : ١٤.

(٦).الاختصاص ، ص ٢٤٣ ، مرسلاً مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ، ح ٣٤٧٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٨٠ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٧.

(٧). في « ف » : + « عن واضحة ».

(٨). في « ه » والوافي والاختصاص : « لاتأمننّ ». وفي الجعفريّات : « لايأمننّ ».

(٩).الكافي ، كتاب العشرة ، باب الدعابة والضحك ، ح ٣٧٤٢ ، بسند آخر ؛الجعفريّات ، ص ٢٣٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .الاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٤ ، ح ٣٤٧٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠٥٦٩ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٨.

(١٠). في « ه ، بف » : « الحسن ». والحسين هذا ، هو الحسين بن إسحاق التاجر ، وقد توسّط بين محمّد بن يحيى‌العطّار وبين علىّ بن مهزيار في عدّة من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٤٦ ؛علل الشرائع ، ص ٤١٨ ، ح ٥ ؛ وص ٤٤٨ ، ح ١ ؛الخصال ، ص ٤ ، ح ٧ ؛ وص ٣٩ ، ح ٢٣ و ٢٥ ؛ وص ٨١ ، ح ١ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ١٩٨ ، الرقم ٣٣٠٥.

(١١). في « ز » : « أبي عمير المدائني ».

٦٧٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ أَبِيعليه‌السلام يَقُولُ(١) : إِنَّ اللهَ قَضى قَضَاءً حَتْماً أَلَّا يُنْعِمَ(٢) عَلَى الْعَبْدِ بِنِعْمَةٍ فَيَسْلُبَهَا إِيَّاهُ ، حَتّى يُحْدِثَ(٣) الْعَبْدُ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ(٤) بِذلِكَ النَّقِمَةَ ».(٥)

٢٤٣٣/ ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( رَبَّنا (٦) باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) (٧) الْآيَةَ ، فَقَالَ : « هؤُلَاءِ قَوْمٌ كَانَتْ(٨) لَهُمْ قُرًى مُتَّصِلَةٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ(٩) إِلى بَعْضٍ ، وَأَنْهَارٌ جَارِيَةٌ ، وَأَمْوَالٌ ظَاهِرَةٌ ، فَكَفَرُوا(١٠) نِعَمَ(١١) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَغَيَّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ عَافِيَةِ اللهِ ، فَغَيَّرَ(١٢) اللهُ مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ ، وَ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) (١٣) فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ(١٤) سَيْلَ الْعَرِمِ ، فَغَرَّقَ قُرَاهُمْ ، وَخَرَّبَ دِيَارَهُمْ ، وَأَذْهَبَ(١٥) أَمْوَالَهُمْ(١٦) ، وَأَبْدَلَهُمْ مَكَانَ جَنَّاتِهِمْ(١٧) جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ‌

__________________

(١). في البحار : - « كان أبيعليه‌السلام يقول ».

(٢). في « ج ، د ، ص ، ض ، بس » ومرآة العقول والوسائل والبحار وتفسير العيّاشي : « لاينعم » بدون الهمزة.

(٣). في « ه » : « حتّى يذنب ».

(٤). في « ض ، ف » : « يستوجب ».

(٥).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٩ ، عن أبي عمرو المدائني ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٥ ، ح ٣٤٨١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣ ، ح ٢٠٥٨١ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٩.

(٦). هكذا في « بس ، بف ، جل ». وفي القرآن :( فَقَالُوا رَبُّنَا ) . وفي سائر النسخ والمطبوع : « قالوا ربّنا ».

(٧). سبأ (٣٤) : ١٩.

(٨). في « ض » : « قد كانت ».

(٩). في الوسائل : « بعضها ».

(١٠). في « ب » : « فكفّروا » بالتشديد.

(١١). في « د » : « أنعم ». وفي الكافي ، ح ١٥٤١٢ : « بأنعم ».

(١٢). في « ز » : « فيغيّر ».

(١٣) الرعد (١٣) : ١١. وفي الكافي ، ح ١٥٤١٢ : - « من عافية - إلى –( بِأَنْفُسِهِمْ ) ».

(١٤) في « بر » : « إليهم ».

(١٥) في«بر،بس»والوافي والوسائل والبحار: «وذهب».

(١٦) في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار والكافي ،ح ١٥٤١٢: «بأموالهم».

(١٧) في البحار : « جنّتيهم ».

٦٧٨

خَمْطٍ(١) وَأَثْلٍ(٢) ، وَشَيْ‌ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ، ثُمَّ قَالَ(٣) :( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) (٤) ».(٥)

٢٤٣٤/ ٢٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ(٦) ،قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً فَسَلَبَهَا(٧) إِيَّاهُ ، حَتّى يُذْنِبَ ذَنْباً يَسْتَحِقُّ بِذلِكَ السَّلْبَ ».(٨)

٢٤٣٥/ ٢٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - بَعَثَ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ(٩) إِلى‌

__________________

(١). « خَمْط » : ضرب من الأراك يُؤكل. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٢٨ ( خمط ).

(٢). « الأثل » : شجر يشبه الطَّرفاء ، إلاّ أنّه أعظم منها وأجود منها عوداً. تصنع منه الأقداح الصُّفر الجياد.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٦ - ٦٧. (٣). في الكافي ، ح ١٥٤١٢ : + « الله عزّ وجلّ ».

(٤). سبأ (٣٤) : ١٧.

(٥).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٤١٢ ، عن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير ، قال : سأل رجل أباجعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٥ ، ح ٣٤٨٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١٤ ، ح ٢٠٦١٧ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٠.

(٦). روى محمّد بن سنان عن سماعة بن مهران فيتأويل الآيات ، ص ٤٦٣ ، وص ٦٥٤ ، وص ٧٣٣ ، والطريق في‌المواضع الثلاثة واحد ؛ روى محمّد بن العبّاس ، عن محمّد بن أحمد [ بن ثابت ] ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن محمّد بن سنان ، عن سماعة بن مهران ، عن جابر بن يزيد ، عن أبى جعفرعليه‌السلام . والمعهود في غير هذا الطريق رواية محمّد بن سنان ، عن سماعة [ بن مهران ] بالتوسّط والواسطة في الأغلب هو عمّار بن مروان ، فعليه ، احتمال سقوط الواسطه في ما نحن فيه غير منفي. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٧٢ - ٣٧٣.

(٧). في حاشية « ج » : « فيسلبها ».

(٨).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٦ ، ح ٣٤٨٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٤ ، ح ٢٠٥٨٢ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢١.

(٩). في المحاسن : - « من أنبيائه ».

٦٧٩

قَوْمِهِ(١) ، وَأَوْحى(٢) إِلَيْهِ : أَنْ قُلْ لِقَوْمِكَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أُنَاسٍ(٣) كَانُوا عَلى طَاعَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا سَرَّاءُ(٤) ، فَتَحَوَّلُوا(٥) عَمَّا أُحِبُّ إِلى مَا أَكْرَهُ ، إِلَّا(٦) تَحَوَّلْتُ لَهُمْ عَمَّا يُحِبُّونَ إِلى مَا يَكْرَهُونَ ؛ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلَا أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا عَلى مَعْصِيَتِي ، فَأَصَابَهُمْ فِيهَا ضَرَّاءُ(٧) ، فَتَحَوَّلُوا عَمَّا أَكْرَهُ إِلى مَا أُحِبُّ ، إِلَّا تَحَوَّلْتُ لَهُمْ(٨) عَمَّا يَكْرَهُونَ إِلى مَا يُحِبُّونَ ، وَقُلْ لَهُمْ : إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ؛ فَلَا تَقْنَطُوا(٩) مِنْ رَحْمَتِي ؛ فَإِنَّهُ لَا يَتَعَاظَمُ(١٠) عِنْدِي(١١) ذَنْبٌ(١٢) أَغْفِرُهُ ؛ وَقُلْ لَهُمْ : لَايَتَعَرَّضُوا مُعَانِدِينَ لِسَخَطِي ، وَلَا يَسْتَخِفُّوا بِأَوْلِيَائِي ؛ فَإِنَّ لِي سَطَوَاتٍ عِنْدَ غَضَبِي لَايَقُومُ لَهَا شَيْ‌ءٌ مِنْ خَلْقِي ».(١٣)

٢٤٣٦/ ٢٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ،(١٤) عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ‌

__________________

(١). في « بف » : « قوم ».

(٢). في «ه» :«فأوحى». وفي المحاسن:«فأوحى الله».

(٣). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « ناس ». وفي المحاسن : « أهل‌بيت ».

(٤). في « ه » : « شرّ ».

(٥). في المحاسن : « فيها سوء ، فانتقلوا » بدل « فيها سرّاء ، فتحوّلوا ».

(٦). في « ف » : + « ما ».

(٧). في « ه » : « خير ».

(٨). في « د ، بف » : - « لهم ».

(٩). في « ض ، ف » : « فلا يقنطوا ».

(١٠). في « ه » : « لايتعاظمني ».

(١١). في « ه » : - « عندي ».

(١٢). في البحار ، ج ٧٣ : + « عبد ».

(١٣)المحاسن ، ص ١١٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٣ ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد.ثواب الأعمال ، ص ٣٠٢ ، ح ٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الهيثم بن واقد ، مع اختلاف يسير ، وفيهما إلى قوله : « عمّا تحبّون إلى ما يكرهون ».الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٦ ، ح ٣٤٨٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٠٥٩٠ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ١٣ ؛ وج ٧٣ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٢.

(١٤) روى المصنّف عن محمّد بن يحيى ، عن عليّ بن إبراهيم الهاشمي فيالكافي ، ح ١١٩٤٦. فربّما يُتَخَيَّلُ اتّحادعليّ بن إبراهيم الهاشمي في ما نحن فيه مع المذكور هناك ، لكن لا دليل على ذلك ، بل القرينة تقوم على خلافه ؛ فإنّ عليّ بن إبراهيم هذا ، هو عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيدالله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الجوّاني. روى كتابه أبوالفرج الإصفهاني المتوفّى سنة ٣٥٦ ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٦٢ ، الرقم ٦٨٧. وقال نجم الدين النسّابة في كتابه المجدي : « لقيه أبوالفرج الإصفهاني =

٦٨٠